أعيان الشيعة
الجزء: ٧
السيد محسن الأمين

الكتاب: أعيان الشيعة
المؤلف: السيد محسن الأمين
الجزء: ٧
الوفاة: ١٣٧١
المجموعة: مصادر التاريخ
تحقيق: تحقيق وتخريج : حسن الأمين
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٣ - ١٩٨٣ م
المطبعة:
الناشر: دار التعارف للمطبوعات - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

الفهرست
العنوان الصفحة
الجزء الثاني و الثلاثون رشيد الأصفهاني رشيد العطار رشيد الوطواط رشيد الزبديني ٥
رشيد الهجري ٦
الرصافي رضا الأبهري الرضا طالب الحسني الرضا الحسني النقيب رضا الاسترآبادي رضا الشيرازي ٨
رضا الأفشاري رضا الحسيني المرعشي رضا الكاظمي رضا التبريزي رضا النجفي ٩
الرضا العقيقي المشهدي رضا رضا التبريزي رضا الشبيبي رضا النجفي الشهيدي ٩
رضا الموسوي الدمشقي آل مرتضى ١٠
السيد رضا شبر رضا الرشتي رضا الطريحي رضا التبريزي رضا كاركيا العلوي رضا الطالقاني رضا الأمين العاملي ١٢
رضا الغريفي البحراني رضا نقي الهمذاني ١٤
رضا القزويني الحاج رضا القزويني رضا الأصفهاني رضا الكردي الفيلي رضا النوري رضا قليخان مهدي رضا قلي النوري رضا الكاشاني رضا الكلبايكاني رضا اللاريجاني ١٥
رضا امين الهمداني رضا الخوانساري رضا تقي الأصفهاني ١٦
رضا العاملي القعقاني رضا صدر الدين شيرازي رضا الطباطبائي رضا القزويني الحسيني رضا هادي الهمداني ١٩
رضا الرضوي اللكهنوئي ٢٣
رضا الحسيني الخوئي ٢٧
رضا مهندس الملك رضا الهمذاني رضا رضا النجفي الفقيه الشريف الرضي الرضي الحسيني الرضي البغدادي الرضي بن حبشي الرضي المكي العاملي رضي الخوانساري الرضي الاسترآبادي الرضي الشيرازي الرضي الجعفري رضي القزويني الرضي المرعشي رضي الدين الأحسائي رضي الدين العقيبي رضي الدين الخوانساري ٢٨
رضي الدين القطيفي رضي الدين بن طاوس رضي الدين بن عرفة رضي الدين نور الدين رضي الدين بن مزروع رضي الدين القزويني رضي الدين الشيرازي رضي الدين الموسوي العاملي ٢٩
رضي الدين المشهدي رضي الدين القزويني رضي الدين الجزائري رضية الصفوية الرعل العبدي الرفا أحمد رفاعة الهمداني رفاعة الأنصاري الخزرجي رفاعة البجلي شداد ٣٠
رفاعة طالب الجرهمي رفاعة المنذور رفاعة الحضرمي رفاعة النخاس الرافعي إبراهيم رفيد مصقلة العبدي رفيد مولى بني هبيرة ٣٢
الأقا رفيعا الأصفهاني رفيع البيداباري رفيع الألموتي رفيع خان المشهدي رفيع التبريزي رفيع الجيلاني رفيع الطباطبائي رفيع الدين الجيلاني رفيع الكزازي رفيع الرشتي الكيلاني ٣٣
رفيع السكوني رفيع اليزدي الرقاشي رقبة بن مصقلة الرقي رقيقة المحاربي رقيم البجلي رقيم الأزدي رقيم بن عبد الله الكوفي رقية جعفر رقية بنت الامام الحسين (ع) رقية بنت الامام علي (ع) رقية بنت النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ٣٤
ركام اللحام ركانة القرشي المطلبي ركن الدين المرعشي ركن الدولة بويه ركين بن ربيع ركين الجعفي الكلابي ٣٥
الرماحي الرماني رملة الطالبي رمانة بنت الامام علي (ع) رميث بن عمرو رميلة صاحب الامام علي (ع) الرندحي بن أبي العلاء رهم الأنصاري الرهني رهيلة العقيلية ٣٦
الرواجني الرواسي روح الأمين النائيني روح اليشكري روح بن عبد الرحيم روح بن القاسم روح الله الحافظ روح الله السيفي روزبهان خرشيد الديلمي ٣٧
روق الحارث الكلاعي الرومي رومي الشيباني رومي بن عمران الروياني موسى رويم الأحمري رويم الشيباني رياح النخعي الكوفي الرياش الطائي رياض الحسن الهندي الريان بن الضلب الريان بن شبيب ٣٨
الريان بن الصلت الأشعري ريحان الحبشي ٣٩
ريحان البروجردي ريحان الله الدارابي الريحاني حرف الزاي زاذان الفارسي زاذان فروخ زافر بن سفيان الكوفي ٤٠
زافر عبد الله الأيادي الزام بن أبي خلف زامل الأسدي زاهر الأسلمي زاهر الأسود الطائي زاهر صاحب الحمق ٤١
الزاهري بن طريف الزاهري خلف زايدة الناعطي زايدة بن قدامة زايدة الثقفي زايدة الهمداني زايدة الكندي الزبرقان البصري الزبرقان المدائني زبيد الأيامي ٤٢
زبيد الخولاني زبيد مالك الطائي زبيدة القاجاري الزبير الهاشمي المديني ٤٣
الزبير بن العوام الزبيريون الزبيري زبيري الحسيني زحر الأسدي زحر أبو الحصين الأسدي ٤٤
زحر سعنة الجعفي ٤٥
زحل عبد العزيز الزراد محبوب زرارة بن أعين الشيباني ٤٦
زرارة الأوس الأنصاري زرارة الحضرمي الزراري زر بن حبيش الأسدي ٥٦
زرعة المحاربي الكوفي زرعة الحضرمي ٥٩
الزرقاء الكوفية زريق الخلقاني زريق بن مرزوق زرين منوجهر ٦٠
الزعفراني زفر بن الحارث الأنصاري زفر بن سويد الجعفي زفر الأيادي زفر العجلي زفر بن الهذيل زكار الدينوري ٦١
زكار الهمذاني زكار بن فرقد زكار بن مالك زكار الواسطي زكريا الأشعري ٦٢
زكريا الأزدي زكريا الخيري زكريا الخياط زكريا الموصلي زكريا بن أبي زائدة ٦٣
زكريا بن أبي طلحة زكريا المستهل زكريا بن إدريس الأشعري زكريا بن إسحاق المكي زكريا بن الحر الجعفي زكريا بن الحسن الواسطي زكريا بن حيكم الحبطي زكريا بن سابق ٦٤
زكريا بن سابور الواسطي زكريا بن سوادة البارقي زكريا بن شيبان زكريا صاحب السابري زكريا عبد الصمد القمي زكريا الفياض ٦٥
زكريا النخعي الصهباني زكريا علي الحلبي زكريا بن عمران زكريا مالك الجعفي زكريا المؤمن زكريا ميسرة الكوفي زكريا ميمون الأزدي زكريا بن يحيى ٦٦
زكريا بن يحيى البدي زكريا بن يحيى التميمي زكريا بن يحيى الحضرمي زكريا بن يحيى السعدي زكريا بن يحيى الشعيري زكريا بن يحيى الكسائي زكريا الكلابي الجعفري زكريا النعمان الصيرفي زكريا يحيى الهدى ٦٧
زكريا بن يحيى الواسطي زكي القرميسيني زكي البهبهاني الزكي النهرسابسي زمان الطبرسي زمان التبريزي ٦٨
زميلة زنبور المشعشعي زنكي النيسابوري الزهاد الثمانية زهراء البغدادية زهر الجعفي زهرة العلوي الحلبي زهرة التميمي زهرة الإسحاقي الحسيني ٦٩
زهرة بن زهرة الحسيني زهرة جد بني زهرة الزهري زهير الخثعمي زهير عوف الأنصاري زهير سليم الأزدي زهير شيحة الحسيني زهير سليمان الحسيني ٧٠
زهير بن عمرو زهير الأنماري البجلي ٧١
زهير محمد الخراساني ٧٢
زهير المدائني زهير معاوية الجعفي زواد الكوفي زوجة اللكهنوئي زوجة سيف الدولة الزيات زياد إسماعيل الكوفي زياد بن أبي الجعد زياد بن أبي الحلال ٧٣
زياد بن أبي رجاء زياد بن أبي المنقري زياد بن أبي سلمة زياد بن أبي غياث زياد الأحلام زياد بن أحمر العجلي زياد بن سابور زياد الأسود التمار ٧٤
زياد الأسود اللبان زياد الأسود النجار زياد بياضة الأنصاري زياد بن الجعد زياد جعفر الكندي زياد خيثمة الجعفي زياد فرات التميمي زياد بن الحسن الوشا زياد الحصين التميمي زياد حفص التميمي زياد بن حمير الهمداني زياد بن حنظلة التميمي زياد البكري زياد رافع الأشجعي ٧٥
زياد بن رجاء زياد أبو المعاذ الخزاز زياد الواسطي زياد سعد الخراساني زياد سليمان البلخي زياد الجريري البجلي زياد سويد الهلالي زياد صالح الهمداني ٧٦
زياد بن صدقة زياد بن صعصعة التميمي زياد العنزي زياد عبد الرحمن الهلالي زياد عبد الله النخعي زياد بن عبيد زياد الطائي زياد خصفة التميمي البكري ٧٧
زياد بن عيسى الحذاء زياد بن عيسى الكوفي ٧٩
زياد القندي زياد بن كثير زياد بن مرحب زياد الحناط زياد البياضي الأنصاري ٨٠
زياد المحاربي الكوفي زياد بن مرحب الهمداني زياد بن مروان القندي ٨١
زياد بن مسلم الدغشي ٨٢
زياد بن مسلم أبو عتاب زياد بن مطرف الهمداني زياد أبي رجاء زياد أبو حازم زياد سرحوب ٨٣
زياد بن موسى زياد مولى جعفر زياد الحارثي ٨٥
زياد النهدي زياد الهاشمي زياد الهيثم الوشا زياد بن يحيى الحنظلي زياد بن يحيى الكوفي زياد فضالة الكلبي زياد شهرا كويه زيتون قمي زيد الآجري زيد الأسود الحسني زيد الشحام زيد المزني زيد الخلفي بزدكي زيد بن أرقم ٨٧
زيد إسحاق الجعفري زيد الأسدي الكوفي زيد العجلاني البلوي زيد العدوي ٩١
زيد الحسيني زيد بن بكر حبيس زيد بكير السلمي زيد بنان التغلبي زيد بن تبيع زيد الأشج زيد الضحاك الأشعري زيد بن جارية العمري زيد السعدي البصري ٩٣
زيد العلوي المحمدي زيد جهيم الهلالي زيد العكلي زيد الهاشمي زيد الحسيني زيد الحسني العلوي زيد البطحاني زيد الموسوي زيد بن الحسن العلوي زيد بن الحسن بن علي (ع) ٩٤
زيد الأنماطي القرشي ٩٦
زيد بن محمد البيهقي زيد المحدث البطحاني زيد الحصين الأسلمي زيد حصين الطائي زيد الحواري العمي زيد الجهني المدني زيد الخباز زيد بن ربيعة زيد بن رقبة زيد الزراد الكوفي ٩٧
زيد السراج زيد سعيد الأسدي زيد السلمي زيد سليط المستدرك: أبو عبد الله بن هلاب إسماعيل الشيعي ٩٩
أحمد زين العلوي الحارث بن يزيد الحسن نوبختي الجزء الثالث والثلاثون زيد أبو طلحة زيد الموصلي مرزكة ١٠٠
زيد بن سوقة البجلي زيد بن سويد الأنصاري زيد القيسي البكري زيد الشحام زيد شراحيل الأنصاري زيد مانديكم العلوي زيد صالح الأسدي زيد صوحان الربعي العبدي زيد وربيعة آل صوحان ١٠١
زيد المهاجر الناعطي زيد الأيدي الكوفي زيد عبد يغوث زيد الجمحي زيد بن زيد زيد الغامدي زيد الكناسي زيد السائب الثقفي زيد بن عطية السلمي زيد من ذرية ذي الدمعة زيد الحسيني ١٠٦
زيد الأصغر العلوي زيد الشهيد العلوي أمه صفته أقوال العلماء فيه ١٠٧
ما ورد في حقه من الاخبار ما رواه عنه أئمة أهل البيت (ع) ١٠٩
ما روى عنه الرواة ١١٠
عبادته - قراءته براءته من دعوى الإمامة ١١٢
حبه الاصلاح ١١٣
ما نسب إليه خروجه ١١٤
سبب خروجه ١١٥
مبايعة أهل الكوفة له صورة البيعة ١١٨
مقتله ١١٩
من تابع زيد ١٢٢
ما أثر عنه من المواعظ والحكم ١٢٣
ما روي عنه من الشعر مراثيه ١٢٤
أولاده زيد العلوي الحسني زيد الراوندي الأديب ١٢٥
زيد العمي البصري زيد عياض الكناني زيد مانكديم الحسيني زيد ابن أبي الياس زيد الشجري العلوي زيد حسين البيهقي ١٢٦
زيد محمد الحلقي زيد الداعي العلوي زيد العلوي الحسيني زيد السائب الثقفي زيد ذي العبرة زيد العلوي الطالبي زيد الأزدي الشحام ١٢٧
زيد المستهل الأسدي زيد بن معقل زيد موسى الجعفي زيد ابن الكاظم - ابن النار - ١٢٨
زيد الموصلي النحوي زيد العلوي ذي العبرة زيد النرسي ١٢٩
زيد العلوي الحسني زيد هاشم المري زيد الهاشمي المدني زيد الجهني الهمداني ١٣٠
زيد بن يثيع زيدان الكليني زيد الحسين بن سعيد الزيدية ١٣١
زيري بن قيس زين إسماعيل الحسيني زين الداعي الحسيني زين العطار الأنصاري زينب بنت أبي سلمة زينب امرأة ابن أبي مسعود زينب بنت جحش زينب بنت الامام الحسين (ع) زينب الكذابة زينب بنت عبد الله العلوي ١٣٢
زينب الحسنية العلوية زينب بنت عبد الأسد هلال زينب بنت علي بك الأسعد العاملية ١٣٣
زينب آل فواز - تبنين العاملية ١٣٤
زينب الصغرى بنت الإمام علي (ع) ١٣٦
زينب الكبرى بنت الإمام علي (ع) ١٣٧
زينب بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ١٤١
زينب بنت أحمد بن يحيى زينب بنت موسى المبرقع زينب بنت يحيى المتوج ١٤٢
زين الدين الجزائري زين الدين الأصبهاني زين الدين الأصفهاني العاملي زين الدين البياضي زين الدين التايباذي زين الدين التوليني زين الدين الخوانساري زين الدين العيناثي زين الدين نور الدين زين الدين النحاريري (الشهيد الثاني) ١٤٣
زين الدين المازندراني زين الدين الفقعاني العاملي زين الدين الصغير العاملي ١٥٨
زين الدين الخوانساري زين الدين فروخ زين الكاظمي زين الدين ذرية الشهيد الثاني العاملي الجبعي ١٥٩
زين الدين العاملي التوليني زين الدين العاملي البياضي زين العابدين الزواري زين العابدين - محسن - زين العابدين العلواني ١٦٢
زين العابدين البارفروشي زين العابدين العاملي زين العابدين التبريزي زين العابدين الكلبايكاني ١٦٤
زين العابدين محب الله الموسوي زين العابدين الحر المشغري زين العابدين الحائري زين العابدين الحسيني زين العابدين الحسيني العاملي زين العابدين السلماسي زين العابدين الكاشاني زين العابدين الشيرازي زين العابدين الشيرواني ١٦٥
زين العابدين الموسوي زين العابدين العطار زين العابدين البعلبكي زين العابدين الحسين الموسوي زين العابدين الدرخشي زين العابدين الطباطبائي زين العابدين العاملي الجبعي زين العابدين الحايري زين العابدين الكاظم ١٦٦
زين العابدين الكرماني زين العابدين الجرفادقاني زين العابدين سليمان زين العابدين العبيدلي زين العابدين السبزواري زين العابدين النباطي زين العابدين باقر السلماسي زين العابدين الاسترآبادي زين العابدين كرامة زين العابدين البارفروشي ١٦٧
زين العابدين الأنصاري زين العابدين الكاشاني ١٦٨
زين العابدين اليزدي حرف السين الساباطي سابور الديلمي البويهي ١٦٩
سالار الديلمي سالار الطبرستاني الديلمي ١٧٠
سالم أبو رافع سالم ابن أبي الجعد سالم بن أبي حفصة سالم بن أبي سالم سالم السجستاني سالم بن أبي واصل سالم الأشجعي سالم الأشل سالم المازني المصري ١٧٢
سالم البراد سالم البطائني سالم التمار سالم ثعلبة القيسي ١٧٣
سالم الجعفي سالم الحذاء سالم الحناط سالم الغطفاني الأشجعي ١٧٤
سالم رجب النجفي سالم العجلي ١٧٥
سالم بن سعيد سالم الرواجني سالم بن شريح الحذاء سالم الطريحي سالم الأشل سالم الجصاص سالم المرادي الأنعمي ١٧٧
سالم بن عزيزة الحلي سالم العطار سالم بن عطية سالم الصائدي سالم بن عمرو الكلبي سالم بن الفضيل سالم بن قاسم الحسيني سالم بن قريش سالم بن قهازويه سالم العقيلي ١٧٨
سالم الدرمكي سالم الطريحي الرماحي ١٧٩
سالم السوراوي الحلي سالم بن المسيب سالم الكناسي ١٨٠
سالم المكي سالم مولى أبان سالم مولى الإمام الباقر (ع) سالم مولى حذيفة سالم مولى عامر بن مسلم سالم مولى عمر بن عبد الله ١٨١
سالم بن الهذيل سالم بن سالم سالمة سالم الصفوي الساني بن أحمد الساوي بن محمد السايب بن بشر السايب الحضرمي السائب الأشعري السايب المكي السايب بن يزيد سبحان الهندي ١٨٢
سبحان قطبشاه سبرة الجهني سبط التعاويذي سبط الجايسي سبكتكين العجمي ١٨٣
سبيع بن المنبه المختاري السبيعي الهمداني ست العشيرة المهلبي ست المشايخ ست الناس الحمدانية سجاد المشعشعي ١٨٤
سجاد البارهوي سجادة عثمان السجستاني المعلى سحيم السندي السدوسي سديد الدين الحمصي سديد الدين الحلي سدير بن حكيم الصيرفي ١٨٥
سدير الصيرفي السدي بن أبي اراكة المستدركات أحمد الفامي تأمر بك السلمان حبيب بن عمرو حسن السبيتي ١٨٦
حسين العاملي الكركي حمد البك نصار خليل الحرفوشي كلمة الشيخ سليمان الظاهر ١٨٧
الجزء الرابع والثلاثون سديف المكي ١٨٨
سراج الكنتوري السراج السراد سراقة الأزدي البارقي ١٩٢
سرايا الأسدي الحلي سرحوب المنذر سرخاب الكردي سرخاب الديلمي سرخاب بن عناز الكردي ١٩٣
السروجي الأموي السروي المازندراني السري السري الرفاء الشاعر أخباره أقوال العلماء فيه ١٩٤
توافق أبو بكر الخالدي معه ١٩٧
مؤلفاته شعره ١٩٨
نسبة سرقة الشعر ١٩٩
ما تكرر من معانية ٢٠٣
وصف شعره ٢٠٤
الغزل في شعره ٢٠٥
المديح في شعره ٢٠٧
العتاب في شعره ٢١٢
السري الرفاء الشاعر الهجاء في شعره ٢١٣
الخمريات في شعره الحكم - الصفات ٢١٥
الوصف التشبيهات الإخوانيات ٢١٦
السري بن حيان الأزدي السري بن خالد السري الناجي السري الأصبهاني السري بن عاصم السري السلمي السري العلوي السري الهمداني السري بن يعقوب ٢١٧
السري الشيباني سرية بن عيسى سعاد الجماني ٢١٨
سعاد الكلبي سعد الزهري المدني سعد القمي سعد الخدري سعد بن أبي خلف سعد مولى بني زهرة ٢١٩
سعد المقبري سعد الرازي النجيب سعد الجلاب سعد بن أبي عمران سعد بن أبي وقاص سعد مكي النبلي سعد الأربلي سعد الأحوص الأشعري سعد الاسكاف ٢٢٠
سعد بن الأحوص سعد بن بكير سعد الجلاب سعد بياع السابري سعد الخزاعي سعد الصمة سعد الحداد سعد بن اليمان سعد بن بابويه سعد الحسن الكندي سعد بن حكيم سعد بن حماد سعد الهمذاني ٢٢١
سعد الباهلي سعد حنظلة التميمي سعد خادم العجلي سعد الخفاف سعد بن خلف سعد العنزي سعد الخير الأموي سعد الزام سعد زياد الأسدي سعد بن وديعة سعد بن زيد سعد الأحوص الأشعري ٢٢٢
سعد البلخي سعد البزاز الحنفي سعد الأنصاري سعد بن سيار سعد الصفار سعد البجلي المدائني سعد الشيباني سعد الحنظلي الاسكاف ٢٢٣
سعيد بن عبادة ٢٢٤
سعد بن عبد الله سعد بن عبد الله الأشعري ٢٢٥
سعد بن أبي يقظان سعد بن عمرو سعد الأنصاري سعد بن عمران سعد القمي سعد السنبسي سعد بن فرخان سعد بن قيس الهمذاني سعد الزهري ٢٢٦
سعد الأنصاري العرني سعد حيص بيص الشاعر ٢٢٧
سعد الطاطري سعد الثقفي سعد بن مسلم سعد الأوسي الأشهل ٢٣٠
سعد بن نصر سعد الأسدي سعد الأرحبي سعد الدهقان سعد الفزاري سعد أبو مجاهد الطائي ٢٣١
سعدان الطائي سعدان المزني سعدان بن مسلم سعدان الأزدي سعنة التيماوي ٢٣٢
سعيد أبو حنيفة سعيد الصيقل سعيد الهلالي سعيد الأصبغ سعيد القاموسي سعيد حماد الأزدي سعيد الأحمسي سعيد الخضيب البجلي سعيد الصيرفي سعيد المقبري سعيد هلال المدني سعيد الغراد الكوفي سعيد بن يحيى سعيد الأعرج سعيد بن بيان الهمداني ٢٣٣
سعيد بن جبير الوالبي ٢٣٤
سعيد بن جناح الأزدي سعيد بن جهمان سعيد بن الحارث الهاشمي سعيد الحارث المدني سعيد الحداد سعيد بن اليمان سعيد العبسي سعيد المكي سعيد الحلي سعيد بن حماد سعيد خادم العجلي ٢٣٦
الجزء الخامس والثلاثون سعيد الهلالي ٢٣٧
سعيد الرومي سعيد البزاز سعيد سالم الأزدي سعيد القداح سعيد بن سرح ٢٣٨
سعيد الأنصاري سعيد شربك العبسي سعيد بن سعيد سعيد الجرجاني سعيد سعيد القمي سعيد الأسلمي سعيد السمان سعيد بن شيبان سعيد بن ظريف الحنظلي سعيد الزبيدي سعيد الأعرج التيمي سعيد الجمحي المكي سعيد الحسن الراوندي ٢٣٩
سعيد عبد الله الحنفي سعيد القرشي الحجازي سعيد بن عبد الله سعيد بن عبيد سعيد بن عثمان سعيد بن عطارد سعيد أبو فاخثة سعيد عفير الأزدي ٢٤١
سعيد بن عمرو سعيد الجعفي سعيد السكوني سعيد غزوان الأسدي سعيد فماذين المكي سعيد أبو البختري سعيد الصائدي سعيد بن قيس الهمذاني ٢٤٢
سعيد الهمداني الصائدي سعيد سبيع الهمداني سعيد بن قيس سعيد بن كلثوم سعيد بن لقمان سعيد بن محمد سعيد الحمامي ٢٤٦
سعيد الثقفي سعيد الحر العاملي سعيد الجرمي سعيد البخاري سعيد بن محمد الثقفي ٢٤٧
سعيد الأنصاري المدني سعيد القراجة داغي أبو البختري الطائي سعيد العامري سعيد المرزبان سعيد المرندي سعيد بن مرة الهمداني سعيد المجاشعي ٢٤٨
سعيد مسعود الثقفي سعيد بن مسلمة سعيد الدمشقي سعيد بن المسيب المخزومي ٢٤٩
سعيد بن منقذ الثوري سعيد بن منصور سعيد مولى عمر الصيداوي سعيد بن نصر سعيد النقاش سعيد منصور حمدويه ٢٥٥
سعيد الناعطي سعيد بن نوفل الهاشمي سعيد بن وعلة الخالدي ٢٥٦
سعيد هبة الله الراوندي ٢٦٠
سعيد هلال الثقفي سعيد بن جابان سعيد هلال الدمشقي سعيد هلال الأزدي سعيد وهب الجهني سعيد الخيراني سعيد البزاز القطعي سعيد الشاكري سعيد يسار الضبيعي سعيدة ٢٦١
سعيدة بن أبي عمير سعيدة مولاة جعفر سعير أبو مالك سعير المدني سعير التميمي سعير النخعي سعية التيماوي سفيان الجريري سفيان بن أبي زهير سفيان البارقي سفيان النهدي ٢٦٢
سفيان الأسلمي ٢٦٣
سفيان بن أكيل سفيان بن ثور سفيان الثوري سفيان الأزدي سفيان الأسدي سفيان بن سريع سفيان العبدي سفيان مسروق الثوري سفيان بن حسان الهمداني ٢٦٤
سفيان البجلي سفيان بن صالح سفيان مولى بني هاشم سفيان الثقفي سفيان الجعفي سفيان الرهبي سفيان المزني سفيان الطائي سفيان الهلالي ٢٦٦
سفيان بن مالك الكوفي سفيان شيردار الديلمي سفيان الضبيعي سفيان العبدي الشاعر ٢٦٧
سفيان الجيشاني سفيان وردان الأسدي سفيان يا ليل الخارجي سفيان يزيد الهمداني ٢٧٢
سفينة أبو ريحانة السكاك الخليل سكرة الجمال سكن الجعفي سكن الجمال سكن الجعفي سكن الأسدي سكن التوبية السكوني سكين سكين الجعفي سكين المحاربي سكين النصري سكين الأزدي سكين المعدني سكين النخعي ٢٧٣
سكينة بنت الإمام الحسين (ع) سلام الأزدي سلام الخراساني سلام بن أبي واصل سلام الحجام سلام الحناط سلام الأنصاري سلام الجمحي سلام المخزومي سلام الخثعمي سلام المتعبد سلام الهاشمي ٢٧٤
سلام بن عمرو سلام بن غانم الحناط سلام بن المستنير سلام بن مسلم الخثعمي سلام بن يسار سلامة بن بحر سلامة البرقعيدي سلامة بن حرب سلامة الموصلي ٢٧٥
سلامة الحراني سلامة الأرزني سلطان الندوشي سلطان الاسترآبادي سلطان الطبسي ٢٧٦
سلطان الحرفوشي سلم الحناط سلم بن بشر سلم الجواز سلم البلخي سلم الأشجعي سلم بن سليمان سلم العجلي سلمان العبسي سلمان الهمداني سلمان بن أبي المغيرة العبسي سلمان بلال المدني ٢٧٧
سلمان الحرفوشي ٢٧٨
سلمان الصهرشتي سلمان بك السلمان سلمان الكلبي سلمان طلحي سلمان القزويني سلمان ربعي الهمداني سلمان عامر الضبي سلمان الفارسي سلمان عبيد الحناط سلمان العسيلي ٢٧٩
سلمان قعيق العاملي ٢٨٧
سلمان بن الفيض سلمان الكناسي سلمان أبو المستهل سلمة بن أبي سلمة سلمة بن الأكوع سلمة بن الأهتم سلمة بن تمام سلمة بن ثبيط الأشجعي سلمة الجرمي سلمة بن جناح سلمة بن حنان ٢٨٨
سلمة بن الخطاب البراوستاني سلمة الأقرن الافزر سلمة بن زياد سلمة الأشجعي سلمة بن سليمان ٢٨٩
سلمة الأشجعي سلمة الواسطي سلمة بن ارتبيل سلمة العباس البصري سلمة المرادي سلمة الغنوي سلمة بن عمرو الأسلمي سلمة الأبرش الأنصاري ٢٩٠
سلمة الهلالي سلمة بن كلثم سلمة الحضرمي التنعي ٢٩١
سلمة بن محرز سلمة الخزاعي سلمة بن مهران سلمة الأشجعي السلولي السليقي سليم المقري سليم الفرا كوفي ٢٩٢
سليم الهلالي العامري ٢٩٣
سليم مولى طربال سلمان آل ناصر سليمان بن نوبخت سليمان بطيلة الخياط ٢٩٤
سليمان البحراني القطيفي سليمان الياناكي سليمان النباطي سليمان المفضلي سليمان الجرجي سليمان الحائري سليمان المهلب سليمان البحراني سليمان التيمي سليمان الشيباني ٢٩٥
سليمان الصهرشتي ٢٩٦
سليمان حيدر الحلي سليمان الحمداني سليمان اعتضاد الدولة سليمان العلوي الحسني سليمان الحلي الشاعر ٢٩٧
سليمان جد حيدر الحلي سليمان السواري سليمان الشاذكوني سليمان بن عصفور سليمان الصغير القطيفي سليمان بن صرد ٢٩٨
سليمان النائيني اليزدي سليمان طهماسب سليمان الحنبلي الطوفي ٣٠١
سليمان السراوي ٣٠٢
سليمان راشد البحراني سليمان خليل الزين ٣٠٧
سليمان الشاخوري سليمان التلمساني سليمان المزرعاني سليمان بن غرير سليمان القرشي العدوي ٣٠٨
سليمان الضبي النحوي سليمان بن كثير سليمان العاملي سليمان الإسكافي سليمان الفلاحي الربعي ٣٠٩
سليمان بن محمد سليمان العاملي الجبعي سليمان ظاهر النباطي ٣١٠
سليمان بن مسهر سليمان معتوق سليمان المنكري سليمان العقيلي سليمان الكاهلي ٣١٥
سليمان الحصكفي سليمان الرهاوي السليمانية سماء الدولة بويه سماعة بن مهران سماك بن خرشة الأنصاري ٣١٨
سماك بن خرشة سماك الجعفي سمرة البحراني السمري السمطية سمكة بن إسماعيل السمندي بن أبي قرة سمير العجلي سمير الهمداني السمين بن أبي العلاء سمية أم عمار بن ياسر السنائي الغزنوي ٣١٩
سنان العلوي سنان مالك النخعي سنجر مهارش سنجر سندل السندي البزاز سنقر بن وبير الحسيني سنكلاخ الخراساني سهل بن حنيف ٣٢٠
سهل بن زياد الادمي سهل بن عبد الله النسابة ٣٢٢
سهل بن هارون راهويه سهل المؤدب سهلان الكردي سهيل بن عمرو ٣٢٣
سوار النهمي السواق السوداني سودة الهمدانية السورائي سوران السكوني السوسنجردي السوسي سويد بن حاطب سويد الخثعمي ٣٢٤
سويد بن غفلة الجعفي السياري الزاهد سياه بوش جواد سيحان العبدي السيد الموسوي السيد الحميري السيرافي سيف الجابري سيف الدين القاجاري ٣٢٥
سيف بن عميرة سيف بن مالك النميري سيف مصعب العبدي سيف المسكتي السليمي النيشابوري السيوري الأسدي الجزء السادس والثلاثون حرف الشين شابور بن أردشير شاذان الطحان ٣٢٦
شاذان القمي شاذان النيشابوري الشاذكوني شامان الحسيني الشامي شامي بن عبد الكريم الشافعي بن يوسف الشاذاني بن نعيم ٣٢٧
الشاميون شهاب الدين محمد شاه الحسيني شاه رئيس شاهرخ بن تيمور ٣٢٨
شاه الطاق شاه فضل المشهدي ٣٢٩
شاه قاضي اليزدي شاه مير التبريزي شاه مير عبيد الله شاه ميرزا الرضوي شبر الاخباري شبر تنوان ٣٣٠
شبر الجزائري شبر الشني الشيخ شبيب شبيب الكلابي الوحيدي شبيب مزيد الأسدي شبيب الصعبي شبيب بن عامر شبيب الحابري شبيب باشا الأسعد ٣٣١
شبيب السالمي العاملي شتير القيسي شتيره السعدي شجاع الحسيني شجاع السكوني ٣٣٢
الشجاعي الشحام شداد الجزري شداد النجادي ٣٣٣
شداد الحسني شديد الحرفوشي ٣٣٤
شراجة الهمدانية شراحيل الكندي شرحبيل الحضرمي شرحبيل الكندي شرحبيل الهمداني شرحبيل البكري شرحبيل الحكمي شرحبيل بن درس شرطة الخميس ٣٣٥
شرف الاشراف بنت طاوس شرف الدولة البويهي شرف الدولة عمار شرف الدين الشولستاني شرف الدين الدورقي شرف الدين السماك شرف الدين الشيفنكي شرف الدين النجفي ٣٣٦
شرف الدين المازندراني شرف الدين المراغي شاه الحسيني الكيسكي شرف شاه الأفطسي شرف شاه النيسابوري شريح أوفى العبسي شريح العطاء الحنظلي شريح الخثعمي شريح المذحجي ٣٣٧
شيخ الشريعة الشيرازي الشريف البحراني شريف الجرجاني شريف البيقسي ٣٣٨
شريف الشيرواني شريف الحمداني شريف بن سيف الدولة ٣٣٩
شريف المازندراني الحائري شريف الاسترآبادي ٣٤٠
شريف الكاظمي ٣٤١
شريف الكاظمي شريف شريف الفتوني ٣٤٢
شريف محيي الدين العاملي شريف شرف الدين الشريفي المشهدي شريك التغلبي ٣٤٣
شريف العبسي ٣٤٤
شريك الحضرمي شريك القاضي ٣٤٥
شعبة بن الحجاج ٣٤٨
الشعبي الشعراني الأزدي الشعوري المشهدي شعيب النخعي الشعيري الشفائي الأصفهاني شفا عمران شفيع الجابلقي ٣٤٩
شفيعا الجيلاني شقران القمي شقيق بن ثور السدوسي شلقان بن أبي منصور الشلمغاني شلهوب الحرفوش شمر الحميري ٣٥٠
شمر الحمداني شمسا الأصفهاني شمس الدولة البويهي الشمس البايسنقري شمس الدين البهبهاني ٣٥١
شمس الدين الشيرازي شمس الدين الحائري شمس الدين البصري شمس الدين العريضي شمس الدين عمران شمس الدين الأحسائي شمس الدين الحلبي الشمشاطي العدوي شمير شميم الحلي النحوي شنبولة بن أبي خالد الشني الشاعر شهاب الدين العراقي شهاب الدين الحويزي ٣٥٢
شهدة العديم شهر الهمداني شهربانو زوجة الإمام الحسين (ع) شهفيروز بن عز الدولة الشهيد الجزيني ٣٥٣
الشهيد الأول مكي الشهيد الثاني العاملي الشهيد الثالث التستري الشهفيني الحلي شوذب مولى آل شاكر الشولستاني النجفي شيحة العلوي ٣٥٤
الشيخان المفيد والطوسي شير زيل البويهي شرف الدولة الديلمي ٣٥٥
شيطان الطاق الشيعة ٣٥٦
حرف الصاد الصائغ الصابر المشهدي الصابوني الجعفي صاحب ربيع الصاحب بن عباد صاحب القلنسوة العلوي صادق يحيى العاملي ٣٥٧
صادق الأعسم صادق التبريزي صادق زغيب صادق الرازي ٣٥٩
صادق الأعرجي الفحام ٣٦٠
صادق الأعسم صادق القراجة داغي ٣٦٦
صادق اطيمش ٣٦٧
صاعد البريدي الآبي صاعد القمي الفقيه صالح الكزكزاني صالح الأفقم صالح الكلخراني الأردبيلي صالح العطار الأردبيلي صالح العلوي العبيدلي صالح البغدادي صالح المدرس الطباطبائي صالح الأحسائي صالح العاملي الصيداوي ٣٦٨
صالح الشهرستاني صالح البحراني صالح المازندراني صالح أبو العديس صالح الأوالي صالح الشيرازي المدني صالح التميمي الشاعر ٣٦٩
صالح العرندس ٣٧٥
صالح طعان البحراني صالح حجي الحويزي صالح الأردكاني اليزدي صالح العنقاني صالح المشهدي صالح حجى ٣٧٦
صالح الطاوسي العاملي صالح الحلي صالح البرغاني القزويني صالح الصرامي صالح الكواز الحلي صالح المكي - صالح الكبير - صالح الحريري ٣٧٧
صالح العسيلي العاملي صالح معاوية العلوي صالح المغيرة اللخمي صالح العقيلي صالح النجفي القزويني صالح الكواز ٣٧٨
صالح الجون الحسني صالح النوري الحائري صالح الحسيني القزويني ٣٨٠
صافي الطريحي صبغة الكشفي صخر التميمي ٣٨٣
صدر الدين العاملي صدر الدين الشيرازي صدر الدين الأصفهاني صدر الدين القاضي القمي صدر الدين اليزدي صدر الدين الطباطبائي ٣٨٤
صدر الدين الفندرسكي صدر الدين الرضوي صالح النقيب الرضوي صدقة دبيس الأسدي ٣٨٦
صردر بن الفضل صعصعة العبدي ٣٨٧
الصفار بن الحسن ٣٨٨
صف شكن المرعشي صفر علي اللاهيجي صفوان بن يحيى صفوان التجيبي المرسي صفوان بن اليمان الصفوية صفي عباس الصفوي صفي الدين الحلي صفي الدين الطريحي صفي الجرجاني العاملي ٣٨٩
صفية بنت عبد المطلب صقر بن عمارة صلاح الدين الطريحي الصلتان العبدي صليبي الواكد ٣٩٠
صفدر الكشميري صفي الدين الطريحي الصنوبري الحلبي الصهباني الصهرشتي الصوفي هارون الصولي أبي بكر صيفي فسيل الشيباني ٣٩١
الصيقلي بن الوليد حرف الضاد ضامن بن شدقم الضبي بن بكار ضبيعة الأنصارية ضياء العراقي ٣٩٢
حرف الطاء الطائيان الطائي أبو تمام طارق البجلي الأحمسي الطاطري بن الحسن طالب البلاغي ٣٩٣
الطالقاني طاهر الدجيلي طاهر السوداني طاهر بن يحيى النسابة طاهر بن محمد الطاهرية طاوس الخولاني ٣٩٥
طباطبا الطبرسي الفضل الطرماح الطائي الطغرائي المشهدي الطفاوي بن عبد الصمد طلائع بن رزيك ٣٩٦
طلبة المنقري طلحة العوني المصري ٤٠١
الطوسي عماد الدين طوفان المازندراني طومان العاملي المناري الطيار بن محمد الطيالسي بن خالد ٤٠٢
طيفور السقا حرف الظاء ظالم الدؤلي ٤٠٣
ظاهر الوائلي العاملي ظبيان التميمي ضرار بن ضمرة الجزء السابع والثلاثون حرف العين ٤٠٤
عائذ المحاربي عائشة النبوية عارف الزين ٤٠٥
عالي بن عثمان جني عاصم بن أبي النجود عامر الأمين السلمي عامر حنظلة الكندي عامر بن ربيعة ٤٠٧
عامر بن واثلة الكناني ٤٠٨
عامر بن طريف ٤٠٩
عباد الواسطي عباد القزويني الطالقاني عباد الرواجني عباس البلاغي الربعي عباس آل دراج الحسيني ٤١٠
عباس السمناني عميد الدين البراز الأديب العباس بن الحسن العلوي السيد عباس المفتي التستري ٤١١
العباس الأشعث الخزاعي العباس بن الحسن عباس الجعفري ٤١٣
عباس الأعسم ٤١٤
عباس علي الجعفري عباس البلاغي الربعي ٤١٧
العباس بن عبد المطلب عباس الزيوري عباس العاملي النجفي ٤١٨
عباس ملا النجفي ٤١٩
عباس القرشي ٤٢٢
عباس الشهرستاني عباس الجصاني عباس القاسم القمي عباس الكزازي عباس المازندراني عباس زغيب ٤٢٥
عباس نور الدين عباس الموسوي ٤٢٨
العباس بن الامام علي (ع) ٤٢٩
عباس العذاري العباس بن عمر الكلوذاني ٤٣١
عباس البلاغي الربعي عباس الربعي النجفي عباس الموسوي العاملي عباس الشيرواني عباس المولوي عبدان الخوزي عبد الأئمة النجفي عبد الباقي الشيرازي عبد الباقي الحسيني ٤٣٢
عبد الباقي نور الدين العاملي عبد الباقي الخاتون آبادي عبد الباقي الرشتي عبد الباقي الدزفولي عبد الباقي الصوفي عبد الجبار الطوسي عبد الجبار بن علي ٤٣٣
عز الدين الرازي عبد الجليل الطباطبائي عبد الجليل الحائري عبد الجليل القزويني ٤٣٤
عبد الجواد الصادقي عبد الجواد النيسابوري عبد الحسيب الحسيني عبد الحسن الجناجي عبد الحسين صادق العاملي ٤٣٥
عبد الحسين الأصفهاني عبد الحسين شكر عبد الحسين الحسيني عبد الحسين الطهراني ٤٣٨
عبد الحسين الجواهري ٤٣٩
عبد الحسين خاتون آبادي عبد الحسين الآزري ٤٤٠
عبد الحسين كمونة آل كمونة ٤٤٢
عبد الحسين محمود الأمين ٤٤٣
عبد الحسين نور الدين عبد الحسين البروجردي عبد الحسين محيي الدين ٤٤٥
عبد الحسن الحويزي الخياط ٤٤٩
عبد الحسين قاسم الحلي عبد الحسين الحياوي ٤٥٠
عبد الحسين كلب علي عبد الحسين الطريحي عبد الحسين الحسيني ٤٥١
عبد الحسين الأعسم ٤٥٢
عبد الحسين شرف الدين عبد الحميد بن عبدون ٤٥٧
عبد الحكيم السيالكوتي عبد الحميد الحاشري عبد الحميد البهبهاني عبد الحي الجرجاني عبد الحي الرضوي عبد الحي الأشرفي عبد الخالق الكرهرودي عبد الخالق اليزدي عبد الخير الخيواني ٤٥٨
عبد الرؤوف البحراني عبد الرؤوف الصادقي عبد الرحمن الأنصاري ٤٥٩
عماد الدين تاج الدين عبد الرحمن بن عبد الله ٤٦٠
عبد الرحمن القرشي الزهري عبد الرحمن الأسلمي عبد الرحمن بن كلدة عبد الرحمن التغلبي عبد الرحمن الهاشمي ٤٦٣
عبد الرحمن بن أبي رافع عبد الرحمن الجيلي عبد الرحمن المفيد عبد الرحمن الخوافي عبد الرحمن الرضوي عبد الرحمن الكرخي عبد الرحمن بن حنبل الصحابي ٤٦٤
عبد الرحمن العتائقي عبد الرحمن الهمذاني عبد الرحمن الفارسي ٤٦٥
عبد الرحمن الجواني عبد الرحمن الفزاري عبد الرحمن المشهدي عبد الرحمن المروزي عبد الرحمن حبان عبد الرحيم اليزدي عبد الرحيم الجرجاني عبد الرحيم الكرمنشاهي ابن الاخوة = عبد الرحيم الشيباني ٤٦٦
الميرزا عبد الرحيم عبد الرحيم الأصفهاني عبد الرحيم بن الحسين ٤٦٩
عبد الرحيم الأصفهاني عبد الرحيم السبزواري عبد الرحيم الحسيني عبد الرحيم النهاوندي عبد الرزاق الكاشاني عبد الرزاق الكاشي عبد الرزاق الدنبلي عبد الرزاق اللاهيجي ٤٧٠
عبد الرزاق الجيلاني عبد الرزاق الحميري اليماني ٤٧١

أعيان الشيعة
(١)

الامام السيد محسن الأمين
أعيان الشيعة
المجلد السابع
حققه وأخرجه
حسن الأمين
دار التعارف للمطبوعات
بيروت
(٣)

بسم الله الرحمن الرحيم
حقوق الطبع محفوظة
١٤٠٣ ه‍ - ١٩٨٣ م
دار التعارف للمطبوعات المكتب، شارع سوريا - بناية درويش - المستودع، حارة حريك - شارع أبو علي رحال - ٢٤٧٢٨٠ -: ٨٦٠١ - بيروت - لبنان
(٤)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله
الطاهرين وأصحابه المنتجبين ورضي الله عن التابعين لهم باحسان وتابعي
التابعين وعن العلماء العاملين والعباد والزهاد الصالحين ومن اقتفى نهجهم
إلى يوم الدين وسلم تسليما.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم
السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي الشقرائي نزيل دمشق الشام
صانها الله عن طوارق الأيام الا طارقا يطرق بخير مدى الدهور والأعوام:
هذا هو الجزء الثاني والثلاثون من كتاب أعيان الشيعة وفق الله تعالى
لاكماله بالنبي وآله ص ومن الله تعالى نستمد الهداية
والتوفيق والتسديد والتأييد ونسأله العصمة من خطل الجنان وخطا القلم
واللسان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
١: الشيخ رشيد الدين بن إبراهيم الأصفهاني.
في الرياض فاضل عالم من تلامذة الشيخ حسين بن عبد الصمد والد
الشيخ البهائي وقد رأيت في بلدة أردبيل نسخة من أربعين الشيخ حسين
المذكور وعليها إجازة منه بخطه له ومدحه فيها اه‍ وفي الذريعة ج ١ ص
١٨٦ أنه أجازه بإجازة مختصرة تاريخها ٩ جمادى الأولى سنة ٩٧١ كتبها له
بالمشهد الرضوي.
٢: الشيخ رشيد ابن الشيخ طه ابن الشيخ أحمد العطار. ذكره صاحب حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر فقال: طلب
العلم في صغره. وبذل في الاقبال على الترقي نقود عمره في جده وسهره،
فقرأ على علماء عصره الموجوديين في بلدته ومصره، ومن أجلهم عمه
المشهور في الأقطار الشيخ حامد ابن الشيخ أحمد العطار. وبعد وفاة عمه
أقبل على طلب النيابة باجتهاده حتى كان أكبر همه، فلم يزل يتولى
النيابات إلى أن مات، وكان جسورا في الكلام، له في المحاضرة نوع إلمام
يحفظ كثيرا من النوادر ووقعات الليالي الغوادر، فعقد وداده غير محلول
ودوام حديثه غير مملول ويظهر العفاف عن الحرام والانكفاف عن موجبات
الأيتام والتباعد عن الرذائل وأكل أموال الناس بالباطل وإن كان المسموع
خلاف هذا الموضوع، والله أعلم بحقيقة الحال، يجازي بالجميل على
الجميل وبغيره على قبيح الأفعال ثم إن المترجم المرقوم قد غلب عليه
التشيع، والتضلع في علومه من غير تمنع ولا تورع، وكان عنده فيه كتاب
موسوم بينبوع الينابيع ملازم له ولأحكامه مطيع. توفي رحمه الله في جبل
عجلون حينما كان نائبا، وذلك عام ألف وثلاثمائة وستة عشر ودفن هناك
رحمه الله تعالى وكانت وفاته عن نحو ثمانين سنة تقريبا.
هذا ما أورده الشيخ عبد الرزاق البيطار في كتابه المذكور. وهو لم
يذكر بلده ومكان ولادته ولكن المفهوم من مجرى الكتاب أنه دمشقي البلد،
كما أن المفهوم إن غلبة التشيع عليه كانت نتيجة القراءة والمطالعة، ولا نعلم
الآن من أمر الكتاب الذي كان سبب تشيعه والذي سماه ينبوع الينابيع
ولعله كتاب ينابيع المودة.
والشيخ البيطار كان في هذه الترجمة على شئ من التساهل بعكس ما
رأيناه في ترجمة عبد الحميد السباعي عند ذكره لأبي مغزالة. ومع ذلك
فلم يسلم العطار من غمزه ولمزه، فهو مثلا يقول. غلب عليه التشيع
والتضلع في علومه من غير تمنع ولا تورع.
٣: رشيد الدين الوطواط
اسمه محمد بن محمد بن عبد الجليل بن عبد الملك البلخي العمري
٤: الشيخ رشيد ابن الحاج قاسم أقعون العاملي الزبديني.
توفي في النجف سنة ١٣١٧
كان عالما فاضلا شاعرا ذكيا نقيا صالحا معاصرا هاجر إلى النجف
الأشرف وطلب العلم وحصل وقرأ على المؤلف ثم اخترمته المنية في ريعان
شبابه في النجف الأشرف بموض الدق وكان أبوه أتى به إلى النجف لهذه
الغاية وأتى هو وعائلته معه فتوفي أبوه قبل وفاته بسنة.
له قصيدة رائية في رد قصيدة البغدادي المشهورة في المهدي ع
لم تحضرنا الآن ومن شعره قوله مهنئا السيد محمد رضا آل فضل الله
الحسني العاملي العيناثي بزفاف
بجيد الظباء العين بين الورى يعطو * غرير بسكر الدل بين الحشا يخطو
بقلبي كما شاء الهوى وحشاشتي * تحكم لكن ليس في حكمه قسط
هو الغصن إن مالت به نشوة الصبا * سوى أن دعس الرمل ما ضمه المرط
فمن خصره ضعفي وحتفي بعينه * وقلبي خفوق حيثما خفق القرط
وقلت لصحبي والهوى يستفزهم * وغارهم نهب الجوي للبين والشخط

(١) مما استدركناه على الكتاب (ح).
(٢) المقصود بالنيابة القضاء.
(٥)

أجل هذه أطلال علوة فاحبسوا * قليلا فوجدي ثار من زنده السقط
أجيل بها طرفي فينهل فوقها * من العبرات السمط في أثره السمط
ولولا ليال أشرق الكون بهجة * بلا لائها لأنفل من صبري السلط
ليالي بها أهدى السرور إلى الورى * زفاف فتى ينجاب من سيبه القحط
له همة تعلو صعودا فينثني * لأصغر هاشم الشواهق ينحط
زعيم الورى يهدي إلى سبل الهدى * إذا ضل بالسارين في المجهل الخبط
له حزم مغوار وعزمه ملبد * تفل المواضي دأبها القد والقط
محمد من أمسى به الفخر في الورى * إذا انتصل الأقوام وافتخر الرهط
له مقول أمضى من العضب فيصل * وفي كفه دون الورى الحل والربط
ومهما دجا في محفل العلم مشكل * ففكرته عن غرة الفجر تناط
هو الطود حلما والنسيم خلائقا * هو البحر علما ليس يلفى له شط
محط رحال المجندين من الهدى * إليه إذا زموا لديه إذا حطوا
على ما يشاء الله يجري به الرضا * وليس لغير الله أن يعره السخط
وقوله في مدح أمير المؤمنين علي ع:
حتام تنظر والغرور يحول * فيعود منلك الطرف وهو كليل
مر الزمان لديك حلو طعمه * وحقير لذته لديك جليل
في كل يوم للحوادث غارة * شعوا بها حبل الردى موصول
لا وازر منها ولا ذو نجدة * يقوى لوطئتها ولا بهلول
تتكثر الأعوان عندك في الرخا * وكثير أعوان الرخاء قليل
تبغي مسالمة الزمان سفاهة * وتروم منه الود وهو ملول
يلقي إلى الغمر الذليل قيوده * فيتيه بالاعزاز وهو ذليل
ويحط منزلة الشريف كأنما * ملء الحشي منه عليه ذحول
كم ذي مدى قصر الورى عن نيله * هو بالعناء ملفع مشمول
هذا الذي باهى الجليل بفعله * وبفضله السامي أتى التنزيل
وبصبره عجب الورى وبمدحه * نادى بآفاق السما جبريل
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى * إلا علي إذا اشتبكن نصول
المصطفى الطهر الأمين مصرح * ومعرض بالقول حيث يقول
ما انفك يعرض بالحديث ويتقي * إن صد عن ذاك الحديث جهول
حتى أتته من المليك عزيم * والركب من نصب المسير يميل
بلغ عن الله الذي أوحى فان * جاشوا فأنت من الأذى مكفول
فأقام في جمع تغص به الفلا * ويضيق عنه عرضها والطول
ورقى من الأقتاب منبر عزة * طال السما وله الوصي عديل
ودعا لبيعته فقالوا كلهم * سمعا وأضغان القلوب تجول
حتى إذا وجدوا لذلك فرصة * وثبوا وسيف عنادهم مسلول
وتوازروا ظلما عليه وما دروا * أن الذي قد أحدثوه جليل
غصبوه إمرته التي شهدوا بها * والكل عنها في غد مسؤول
وتقمصوها وهو قطب رحى لها * ينحط عنه السيل حيث يسيل
وعدوا عليه يجلبون بخيلهم * فكأنه ما بينهم مجهول
قادوه قهرا والعيون شواهد * فانقاد وهو ملبب مغلول
٥: رشيد الهجري رشيد في تكملة نقد الرجال: قال الخليل والظاهر أن المراد به
الخليل الغازي القزويني بضم المهملة وفتح المعجمة وسكون الخاتمة
والهجري قال الخليل بفتح الجيم اه‍ في الخلاصة رشيد بضم الراء وفي
رجال ابن داود رشيد بضم الراء وفتح الشين المعجمة الهجري بفتحتين
ورأيت بعض أصحابنا قد ضبطوا الهجري بضم الجيم وهو اشتباه عليه
اه‍. وعادته أن يتعقب بمثل ذلك كلام العلامة في الخلاصة لكن ذلك لا
أثر له في الخلاصة والهجري نسبة إلى هجر اسم لثلاثة مواضع بلدة بأقصى
اليمن واسم لجميع أرض البحرين ومنه المثل كمبضع التمر إلى هجر وقرية
كانت قرب المدينة تنسب إليها القلال الهجرية أو أنها منسوبة إلى هجر
اليمن.
أقوال العلماء فيه ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي والحسن والحسين وعلي بن
الحسين ع وذكر الكفعمي في بعض الأئمة ع أن
بوابه رشيد الهجري.
وفي الخلاصة مشكور وفي الوجيزة والبلغة ثقة وفي التعليقة اعترض
بان غاية ما ذكر فيه أنه مشكور والقي إليه علم البلايا والمنايا وهو لا يفيد
التوثيق والظاهر من جلالته أن الأمر كما قالا وببالي أن في كتاب الكفعمي
عده من البوابين لهم ع اه‍ وعن التحرير الطاووسي مشكور
وعن الحاوي عده من الحسان وقال في كتاب الكشي روايتان مقتضيتان
الشكر إلا أنهما غير واضحتي السند.
ما رواه الكشي في حقه
الكشي.
رشيد الهجري.
حدثني أبو أحمد ونسخت من خطه
حدثني محمد بن عبد الله عن وهب بن مهران حدثني محمد بن علي الصيرفي
عن علي بن محمد بن عبد الله الحناط عن وهيب بن حفص الجريري عن أبي
حيان البجلي عن قنواء بنت رشيد الهجري سمعت أبي يقول أخبرني أمير
المؤمنين ص فقال يا رشيد كيف صبرك متى أرسل إليك
دعي بني أمية فقطع يديك ورجليك ولسانك قلت يا أمير المؤمنين آخر ذلك
إلى الجنة فقال يا رشيد أنت معي في الدنيا والآخرة قالت فوالله ما ذهبت
الأيام حتى أرسل إليه عبيد الله بن زياد فدعاه إلى البراءة من أمير
المؤمنين ع فأبى أن يبرأ منه فقال له الدعي فبأي ميتة قال لك
تموت قال له أخبرني خليلي أنك تدعوني إلى البراءة منه فلا أبرأ فتقدمني
فتقطع يدي ورجلي ولساني فقال والله لأكذبن قوله فقدموه فقطعوا يديه
ورجليه وتركوا لسانه فحملت أطراف يديه ورجليه فلما احتملناه وأخرجناه
من القصر اجتمع الناس حوله فقال ائتوني بصحيفة ودواة اكتب لكم ما
يكون إلى يوم الساعة فأرسل إليه الحجام حتى قطع لسانه فمات في ليلته قال
وكان أمير المؤمنين ع يسميه رشيد البلايا وكان القي إليه علم
البلايا والمنايا وكان حياته إذا لقي الرجل يخبره بميتته وبقتلته فيكون كما قال
وكان أمير المؤمنين ص يقول أنت رشيد البلايا أي تقتل بهذه
القتلة فكان كما قال أمير المؤمنين ع وعن أمالي الشيخ عن المفيد
محمد بن عمر الجعابي عن ابن عقدة محمد بن يوسف بن إبراهيم الورداني
عن أبيه عن وهب بن حفص عن أبي حسان العجلي لقيت أمة الله بنت
راشد الهجري فقلت لها اخبرني بما سمعت أباك قلت سمعته يقول:
قال حبيبي أمير المؤمنين ع يا راشد كيف صبرك إذا أرسل
إليك دعي بني أمية فقطع يديك ورجليك ولسانك فقلت يا أمير المؤمنين
أيكون آخر ذلك إلى الجنة قال نعم يا راشد وأنت معي في الدنيا والآخرة
(٦)

قالت فوالله ما ذهبت الأيام حتى أرسل إليه الدعي عبيد الله بن زياد فدعاه
إلى البراءة من أمير المؤمنين ع فأبى أن يبرأ منه فقال له
ابن زياد فبأي ميتة أخبرك صاحبك أنك تموت قال أخبرني خليلي إنك
تدعوني إلى البراءة فلا أبرأ فتعذبني فتقطع يدي ورجلي ولساني فقال والله
لأكذبن صاحبك قوموا فاقطعوا يديه ورجليه واتركوه فقطعوه وحملوه إلى
منزلنا ثم دخل عليه جيرانه ومعارفه يتوجعون له فقل إئتوني بدواة وصحيفة
أذكر لكم ما يكون مما علمنيه مولاي أمير المؤمنين فبلغ ذلك ابن زياد
فأرسل إليه الحجام حتى قطع لسانه فمات من ليلته تلك وكان أمير المؤمنين
ع يسميه راشد المبتلى وكان قد ألقى إليه علم المنايا والبلايا وكان يلقى
الرجل فيقول له تقتل قتله كذا فيكون الأمر كما قال راشد اه‍ وهنا أمور
أولا جعل الكشي والشيخ في الأمالي هذه الواقعة مع عبيد الله بن زياد
وجعلها إبراهيم بن إسحاق والمفيد فيما يأتي مع أبيه زياد والظاهر أنه هو
الصواب وغيره اشتباه ثانيا ما في الكشي والأمالي الظاهر أنه لواقعة
واحدة بدليل اتحاد المتن لكن الكشي حكاه عن قنواء بنت رشيد وصاحب
الأمالي حكاه عن أمة الله بنت رشيد فهل هما إسمان لبنت واحدة أو هما
اثنتان كلتاهما شهدتا ذلك وحكته عن أبيها وفي كلتا الروايتين أنها قالت له
يا أبت هل تجد لذلك ألما ثالثا في رواية الكشي سماه رشيدا كما هو
المشهور وفي رواية الأمالي سماه راشدا فهل اسمه الأصلي راشد وصغر
فسمي رشيد لكن تصغير راشد رويشد لا رشيد ولعله كان له إسمان راشد
ورشيد.
الكشي: جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عبد الله بن مهران حدثني
أحمد بن النضر عن عبد الله بن يزيد الأسدي عن فضيل بن الزبير: خرج
أمير المؤمنين ع يوما إلى بستان البرني ومعه أصحابه فجلس تحت
نخلة ثم أمر بنخلة فقطعت فأنزل منها رطب فوضع بين أيديهم فقال رشيد
الهجري يا أمير المؤمنين ما أطيب هذا الرطب فقال يا رشيد أما انك تصلب
على جذعها قال رشيد فكنت اختلف إليها طرفي النهار أسقيها ومضى أمير
المؤمنين ع فجئتها يوما وقد قطع سعفها قلت اقترب أجلي ثم جئت يوما
فجاء العريف فقال أجب الأمير فاتيته فلما دخلت القصر إذا خشب ملقى
ثم جئت يوما آخر فإذا النصف قد جعل زرنوقا يستقي عليه الماء فقلت ما
كذبني خليلي فأتاني العريف فقال أجب الأمير فاتيته فلما دخلت القصر إذا
الخشب ملقى وإذا فيه الزرنوق فجئت حتى ضربت الزرنوق برجلي ثم قلت
لك غذيت ولي أنبت ثم أدخلت على عبيد الله بن زياد قال هات من كذب
صاحبك فقلت والله ما أنا بكذاب ولا هو وقد أخبرني إنك تقطع يدي
ورجلي ولساني فقال إذا والله نكذبه إقطعوا يده ورجله وأخرجوه فلما حمله
أهله أقبل يحدث الناس بالعظائم وهو أيها الناس فان للقوم عندي طلبة لما يقضوها
فدخل رجل على ابن زياد فقال له ما صنعت قطعت يده ورجله وهو يحدث
الناس بالعظائم ثم قال ردوه وقد إنتهى إلى بابه فرده فامر بقطع يديه
ورجليه ولسانه وأمر بصلبه وقد سبق له مع حبيب بن مظاهر مدح وفي
الروايات الواردة في إسحاق بن عمار أن رشيد الهجري كان مستضعفا وكان
عنده علم المنايا وفي منهج المقال لعل معناه لا ينافي ما مدح به هاهنا اه‍
بان يراد به المستضعف في قومه في علمه لأن علمه مقصور على بعض
الأشياء والله أعلم.
وفي شرح النهج لأن أبي الحديد ج ١ ص ٢١١ قال إبراهيم بن
هلال الثقفي في كتاب الغارات حدثني إبراهيم بن العباس النهدي حدثني
مبارك البجلي عن أبي بكر بن عياش حدثني المجالد عن الشعبي عن زياد بن
النضر الحارثي قال كنت عند زياد وقد أتى برشيد الهجري وكان من
خواص أصحاب علي ع فقال له زياد ما قال خليلك لك إنا
فاعلون بك قال تقطعون يدي ورجلي وتصلبونني قال زياد أما والله لأكذبن
حديثه خلوا سبيله فلما أراد أن يخرج قال لا نجد شيئا أصلح مما قال لك
صاحبك إنك لا تزال تبغي لنا سوءا إن بقيت إقطعوا يديه ورجليه فقطعوا
يديه ورجليه وهو يتكلم فقال رشيد قد بقي لي عندكم شئ ما أراكم
فعلتموه فقال زياد إقطعوا لسانه فلما أخرجوا لسانه ليقطع قال نفسوا عني
أتكلم كلمة واحدة فنفسوا عنه فقال هذا والله تصديق خبر أمير المؤمنين
أخبرني بقطع لساني فقطعوا لسانه وصلبوه قال وروى محمد بن موسى
العنزي قال كان مالك بن ضمرة الرؤاسي من أصحاب علي ع
وممن استبطن من جهته علما كثيرا وكان أيضا قد صحب أبا ذر فاخذ من
علمه وكان يقول في أيام بني أمية اللهم لا تجعلني أشقى الثلاثة فيقال له وما
الثلاثة فيقول رجل يرمى من فوق طمار ورجل تقطع يداه ورجلاه ولسانه
ورجل يصلب ورجل يموت على فراشه فكان من الناس من يهزأ به ويقول
هذا من أكاذيب أبي تراب وكان الذي رمي به من فوق طمار هاني بن عروة
والذي قطع وصلب رشيد الهجري ومات مالك على فراشه اه‍ وقال المفيد
في الارشاد عند ذكر الأخبار عن الغيوب المحفوظة عن أمير المؤمنين ع
وذكره شائع الرواية بين العلماء مستفيضة فمن ذلك ما رواه ابن
عباس عن مجالد عن الشعبي عن زياد بن النضر الحارثي كنت عند زياد إذ
أتي برشيد الهجري فقال له قال لك صاحبك يعني عليا إنا فاعلون
بك قال تقطعون يدي ورجلي وتصلبونني فقال زياد أما والله لأكذبن حديثه
خلوا سبيله فلما أراد أن يخرج قال زياد والله ما نجد له شيئا سرا مما قال له
صاحبه إقطعوا يديه ورجليه واصلبوه فقال رشيد هيهات قد بقي لي عندكم
شئ أخبرني به أمير المؤمنين ع فقال زياد إقطعوا لسانه فقال
رشيد الآن والله جاء تصديق خبر أمير المؤمنين ع قال المفيد وهذا
الخبر قد نقله المؤلف والمخالف عن ثقافتهم عمن سمينا واشتهر أمره عند
علماء الجميع اه‍ أقول ما روي في حقه هو فوق التوثيق والذين وثقوا
الرجال هل كان توثيقهم مستفادا إلا من الظنون والامارات
فإنهم غالبا لم يعاشروا من وثقوهم ولم يخالطوهم وهل كانت تلك الامارات
أقوى في إفادة الظن مما ورد في حقه كلا والمتأخرون الذين وثقوا الرجال ما
اعتمدوا إلا على توثيق من تقدمهم ولذلك كان من السخافة بمكان عد
توثيقهم إلى جنب توثيق المتقدمين ليتم بذلك التوثيق بعدلين بناء على الأصل
الواهي من أن التوثيق من باب الشهادة لا يتم إلا بعدلين إذ مع تسليم أنه
من باب الشهادة فالشهادة يجب أن تستند إلى الحس لا الحدس المجرد
ومعلوم أن توثيق المتأخر مأخوذ من توثيق المتقدم والفرع لا يزيد على
أصله. لكن ذلك موقوف على صحة هذه الأخبار وقد سمعت قول صاحب
الحاوي أن سند روايتي الكشي غير واضح. وفي أحدهما قنواء بنت رشيد
وحالها مجهول إلا أن يقال أن هذه الروايات معتضد بعضها ببعض وأنها
مشهورة مستفيضة ولذلك قال المفيد فيما مر أن هذا الخبر قد نقله المؤلف
والمخالف عن الثقات واشتهر أمره عند علماء الجميع.
(٧)

أقوال غيرنا
في ميزان الذهبي: رشيد الهجري عن أبيه: الجوزجاني كذاب غير
ثقة. النسائي ليس بالقوي. يتكلمون فيه. ابن حبان كوفي كان يؤمن
بالرجعة عن يحيى بن معين: رأى الشعبي رشيد الهجري وحبة العرني
وأصبغ بن نباتة فقال ليس يساوي هؤلاء شيئا. عن حبيب بن صهبان ما
يدل على أن رشيد الهجري كان يعتقد ان دابة الأرض المذكورة في القرآن
هي علي بن أبي طالب. عن زكريا بن أبي زائدة قلت للشعبي ما لك تعيب
أصحاب علي وانما علمك عنهم قال عمن قلت عن الحارث وصعصعة قال اما
صعصعة فكان خطيبا تعلمت منه الخطب وأما الحارث فكان حاسبا تعلمت
منه الحساب وأما رشيد الهجري فقال لي رجل اذهب بنا إليه فذهبنا فلما رآني
قال للرجل هكذا وعقد ثلاثين يقول كأنه منا ثم ذكر ما يدل على أنه يعتقد
بان عليا ع حي يعرف من تحت الدثار قال الشعبي فما الذي
أتعلم من هذا ثم حكى عن الشعبي أنه دخل على رشيد الهجري وذكر ما
يدل على أن رشيدا يعتقد بحياة علي ع وأنه لم يمت وانه قال لرجل.
استأذن لي على أمير المؤمنين فقال أو ليس قد مات قال قد مات فيكم وانه
ليتنفس الآن بنفس الحي قال أما إذا عرفت سر آل محمد فادخل فدخلت
على أمير المؤمنين وأنبأني بأشياء تكون فقال له الشعبي ان كنت كاذبا
فعليك لعنة الله وبلغ الخبر زيادا فبعث إلى رشيد الهجري فقطع لسانه
وصلبه على باب دار عمرو بن حريث اه‍ ومن ذلك يعلم أن تكذيبهم له
وقدحهم فيه انما هو لتشيعه وزعم أنه يؤمن بالرجعة وأخباره عن أمير
المؤمنين ع ببعض المغيبات الذي يعدونه مغالاة وانى يكون كذلك
وهو اخبار عن الصادق الأمين عن جبرائيل عن الله تعالى ولا يعدون خبر يا
سارية الجبل مغالاة ولا يستنكرونه والدعي نغل سمية انما فعل به ما فعل
لروايته فضائل علي ومعجزاته وعدم براءته منه لا لما زعمه الشعبي الذي هو
مصدر هذه النسبة الباطلة فقد كان من أولياء بني أمية أعداء الرسول وآله
وعمالهم وقضاتهم ومن المنحرفين عن علي وآله وشيعته وهو الذي قال
للحارث أما أن حب علي لا ينفعك وبغضه لا يضرك كما مر في ترجمة
الحارث ردا على قول الرسول ص لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق
فأراد ان يختلق عذرا لدعي بني أمية في تمثيله بشيعة أهل البيت الطاهر
ويدافع عنه وقوله فيه وفي حبة العرني وأصبغ بن نباتة انهم لا يساوون شيئا
انما دعاه إليه ما ذكرناه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب رشيد المشترك بين ثقة وغيره
ويمكن استعلام انه ابن زيد الثقة برواية إبراهيم بن سليمان عنه وانه
الهجري المشكور بوروده في طبقة رجال علي والحسن والحسين ع
وحيث يعسر التمييز يكون الحديث دائرا بين صحيح وحسن فلا باس فيه
على ما عرفت من المذهب.
٦: الرصافي
هو أحمد بن محمد بن سلمة.
٧: السيد كمال الدين الرضا بن أبي زيد بن هبة الله الحسني الأبهري نزيل ورامين.
في فهرست منتجب الدين صالح عالم واعظ.
٨: السيد أبو الفضائل الرضا بن أبي طالب الحسني.
في فهرست منتجب الدين صالح ورع محدث.
٩: السيد أبو الفضائل الرضا بن أبي طاهر بن الحسن بن مانكديم الحسني
النقيب.
في فهرست منتجب الدين فاضل متبحر صاحب نظم ونثر قرأ على
الشيخ عماد الدين أبي القاسم الطبري وأربى عليه اه‍ وفي الرياض وعلى
هذا فهو في درجة القطب الراوندي وابن شهرآشوب إذ المراد بعماد الدين
المذكور هو عماد الدين أبو جعفر محمد بن أبي القاسم علي بن محمد بن علي
الطبري الآملي المكي المعروف بالعمي صاحب بشارة المصطفى وغيره تلميذ
أبي علي ابن الشيخ الطوسي وبما ذكرنا ظهر أن تكنيته بأبي القاسم سهو
ولعله كان عماد الدين بن أبي القاسم فاسقط الناسخ لفظ ابن من البين
وحمله على أن المراد والده بعيد وان كان والده أيضا من العلماء لأنه لم يسمع
تلقيبه بعماد الدين ثم انه مر السيد حسين بن يحيى بن الحسين مانكديم
الحسني والظاهر أنه من أقربائه فلعل لفظة مانكديم فيه لقب للحسين أو
أسقط لفظ ابن من النساخ ولفظة مانكديم مر الكلام عليها في الحسين بن
يحيى المذكور فراجع ثم إن صاحب الرياض استظهر اتحاد المترجم مع
المتقدم قبله وان جعلهما منتجب الدين اثنين ولا دليل عليه الا اتحاد الكنية
وكون كل منها حسنيا ولا دلالة فيه بعد اختلاف اسم الأب وسائر ما ذكر
فيهما.
١٠: السيد جمال الدين الرضا بن أحمد بن خليفة الجعفري الأرمي.
في فهرست منتجب الدين عالم متكلم فقيه قرأ على الشيخ عماد
الدين الطبري اه‍ والأرمي نسبة إلى ارم بلد.
وفي الرياض سبق السيد صفي الدين خليفة العلوي الجعفري
الشرفشاهي والظاهر أنه جد هذا السيد وسبق السيد عز الدين ذو الفقار بن
أبي طاهر بن خليفة الجعفري الشرفشاهي نقيب السادة بارم والظاهر أنه ابن
عم المترجم.
١١: المولى الحاج رضا الاسترآبادي المولد والمسكن والمدفن.
في كتاب شهداء الفضيلة انه أحد شهداء علماء القرن الثالث عشر
على عهد الشاه ناصر الدين القاجاري. في المآثر والآثار انه مشهور بالشهيد
وهو من أعاظم رؤساء الدين من أهل الفتوى في استراباد وجرجان ومن
أجلاء المجتهدين في حدود التركمان كان يجاهد التركمان ويجادلهم حتى
استشهد ببغيهم وعن مظاهر الآثار انه غير المولى محمد رضا الفوحردي
الاسترآبادي اه‍.
١٢: السيد رضا بن إسماعيل بن إبراهيم الموسوي الشيرازي نزيل طهران.
توفي بطران حدود ١٣٠٢.
عالم فاضل في الذريعة والده السيد إسماعيل أبو أسرة كبيرة من
السادة في إيران وطهران وكرمانشاهان وهمذان وقزوين وخراسان وغيرها
يعرفون بالسادات الشيرازية له كتاب الأنوار الرضوية المعروف بشرح
الرضوي شرح على المختصر النافع طبع منه مجلد كبير في العبادات إلى
(٨)

الاعتكاف بطبع ردئ مغلوط مخبوط لا ينتفع منه اه‍ وربما استفيد من ذلك
عدم أهمية الكتاب.
١٣: الميرزا رضا خان الافشاري سفير الدولة الإيرانية في اسلامبول.
فاضل له كتاب ألف باي بهروزي في اللغة الفارسية مطبوع في بمبئي
سنة ١٢٩٩.
١٤: السيد الرضا بن أميركا الحسيني المرعشي.
في فهرست منتجب الدين عالم زاهد قرأ على المفيد أميركا بن أبي
اللجيم والمفيد عبد الجبار الرازي.
١٥: الشيخ رضا البصير الكاظمي.
من أهل عصرنا أو القريب منه لا نعلم من أحواله شيئا سوى اننا
وجدنا له أبياتا كان قد انتخبها بعض أهل العصر للفاضل الشيخ محمد رضا
الشبيبي من قصيدة له طويلة في رثاء الحسين ع ليدرجها في كتابه
الذي كان يريد تأليفه في التراجم ثم عدل عن ذلك وهي:
سحت دما فوق الخدود نواظري * وتوقدت نار الهموم بخاطري
والوجد رافقني ففارقني الهنا * أبدا وطول الحزن فت مرايري
لم يشج هدم مواطن معمورة * قلبي ولا هجران غيد الحاجر
كلا ولا هجم المشيب يهمني * يوما ولا نفر الشباب النافر
١٦: الآخوند ملا رضا التبريزي.
توفي زمن الشاه محمد حدود سنة ١٢٠٨ بطهران في القاجاري في
تجربة الأحرار كان عالما فاضلا نبيها نبيلا عارفا بفنون العلوم يكتب بسبعة
خطوط ذا أخلاق حميدة وذهن وقاد وطبع نقاد معززا مكرما عند السلاطين
والوزراء والنبلاء وإذا رقى منبر الوعظ والخطابة ظهرت فصاحته وبلاغته
سافر إلى خراسان وبعد أداء الزيارة اتى إلى شيراز ونزل في دار المؤلف
مؤلف تجربة الأحرار فتردد عليه العلماء والفضلاء بعضهم لأجل القراءة
عليه والاستفادة منه وبعضهم لأجل الاستجازة منه وبعد طرح المسائل
الغامضة والأحاديث المشكلة تارة يكون غالبا وتارة مغلوبا وجرى له كما
جرى للشيخ ميثم البحراني حين طلبه علماء العراق فأجابهم.
طلبت فنون العلم ابني بها العلى * فقصر بي عما سموت له القل
تبين لي ان المحاسن كلها * فروع وان المال فيها هو الأصل
فكتب إليه علماء العراق يخطئونه في ذلك فأجابهم بأبيات لبعض
قدماء الشعراء:
قد قال قوم بغير فهم * ما المرء الا بأصغريه
فقلت قول امرئ حكيم * ما المرء الا بدرهميه
من لم يكن درهم لديه * لم ترض عرسه عليه
فلما لم يقبلوا منه ذلك اتى إلى العراق ودخل مجلسهم بثياب رثة
فأجلسوه على طرف المائدة إلى آخر القصة وهي معروفة. ومن جملة العلماء
الربانيين الذين كانوا بهذه العقيدة المولى جلال الدين محمد الدواني فإنه بعد
رجوعه من سفر الهند نظم هذا البيت بالفارسية.
مرا بتجربه معلوم شدد آخر حال * كه قدر من يعلم وقدر علم بمال
وفي معناه ما قيل بالعربية:
حياة بلا مال حياة ذميمة * وعلم بلا جاه كلام مضيع
وكان في ذلك العهد امام الجمعة والجماعة المشتهر بالفضل والديانة
هو الشيخ عبد النبي الشيرازي وكان كريم خان محبا له وكذلك الخوانين
والسلاطين والأكابر والأعيان في أذربيجان.
١٧: الشيخ آقا رضا التبريزي النجفي.
توفي سنة ١٣٣٢ في النجف.
من العباد والعلماء والمعمرين كان يؤم بالناس في مسجد الطوسي.
١٨: السيد أبو الفضائل الرضا بن الداعي بن أحمد الحسيني العقيقي المشهدي.
في فهرست منتجب الدين عالم صالح قرأ على شيخنا الجد الحسن بن
الحسن بن بابويه.
١٩: الميرزا رضا بن الميرزا رضا التبريزي.
كان من الكتاب المنشئين في تبريز متصلا بعباس ميرزا بن فتح علي
شاه المتوفي ١٢٢٩ له زينة التواريخ.
٢٠: الشيخ رضا الشبيبي
يذكر في محمد رضا.
٢١: الشيخ رضا ابن الشيخ زين العابدين ابن الشيخ بهاء الدين الهندي العاملي
النجفي الشهيدي ينتهي نسبه إلى الشهيد الأول.
توفي بمدارس من بلاد الهند سنة ١٢٨٩ ودفن هناك وفي الذريعة
١٢٦٩.
كان عالما فاضلا فقيها أصوليا مدرسا مؤلفا كان يدرس في الفقه
والأصول وتخرج عليه جماعة وفي اليتيمة الصغرى الشيخ رضا بن زين
العابدين العاملي من أكابر علماء أيامه درس وأم اه‍ ويقال انه وهب لزوجته
أو والدته نصف ما له من ثواب العلم فقيل له في ذلك فقال إنه لها من غير
هبة انها كانت تجلس ليلا في طرف دارنا وهي واسعة وتسرج لي قصبة
وتمدها إلي مكان مطالعتي فاستضئ بها فإذا انتهت أسرجت أخرى وهكذا
إلى أن أفرع أو يطلع الفجر.
ولسنا ندري سبب وصفه بالهندي أهو لأنه ذهب إلى الهند فمات بها
أم لأنه كان يسكن هو أو أحد آبائه أو أجداده الهند قبل مجيئه إلى النجف
فنسب بالهندي وكذلك لا نعلم أن نسبته بالعاملي لكونه من ذرية الشهيد
الأول أم لأنه جاء هو أو أحد آبائه منها إلى النجف لم نجد في كلام من ترجمه
تصريحا بذلك.
(٩)

مشايخه
قرأ على أكابر علماء عصره جده لأمه السيد جواد العاملي صاحب
مفتاح الكرامة ويروي إجازة صاحب الجواهر والسيد عبد الله شبر
وغيرهم.
تلاميذه
الحاج ملا علي ابن الميرزا خليل الطهراني النجفي ويروي عنه إجازة
ولده الشيخ جواد ابن الشيخ رضا المقدم ذكره في بابه وغيرهما.
مؤلفاته
له شرح شرائع الاسلام للمحقق الحلي وفي الذريعة يوجد في بقايا
كتب الشيخ عبد الحسين الطهراني كتاب التحفة الرضوية في معرفة أصول
الدين المرضية للمولى محمد رضا بن زين العابدين كتبه بالتماس بعض
المؤمنين منضما إلى جزئه الثاني الموسوم بالرسالة الرضوية في الاحكام المرضية
من الطهارة إلى آخر الصلاة والمظنون أن المؤلف هو المترجم اه‍.
٢٢: السيد رضا ابن السيد سليم آل مرتضى الموسوي الدمشقي.
توفي سنة ١٣٢١.
كان فاضلا أديبا شاعرا ذكيا قرأ في شقراء في مدرسة السيد علي ابن
عمنا السيد محمود واستوطن هناك مدة ورأيناه وعاشرناه بدمشق عند مجيئنا
إليها. وهو من السادات الموسوية المرتضوية الذين ينسبون إلى أحد
أجدادهم الاجلاء السيد مرتضى المدفون بالمشهد المنسوب إلى نوح في قرية
الكرك من عمل البقاع المعروفين بصحة النسب وشرف الحسب بين الخاصة
والعامة يسكن أكثرهم مدينة بعلبك ويسكن بعضهم مدينة دمشق وهم
محترمون معظمون عند الخاص والعام وعندهم في بعلبك مكتبة فيها من
نوادر الكتب الخطية ما يندر وجوده في العالم وان قل وقد استفدت منه في
تأليف هذا الكتاب وأشرت إليه في المواضع الخاصة به وفيها من كتب الفقه
لقدماء أصحابنا عدد لا باس به وكتاب أدب الصغير لابن مسكويه الذي
طبع في بيروت منها أخذ وفيها دلالة على أنهم في القديم أهل علم وفضل
بخلاف ما هم عليه اليوم. والذين يسكنون دمشق بيدهم إلى اليوم التولية
على المشهد المنسوب للسيدة زينب الصغرى المكناة بأم كلثوم بنت أمير
المؤمنين ع الموجود بقرية راوية وقد تكلمنا على هذا المشهد
مفصلا فيما يأتي من ترجمتها، والتولية على أوقافه وعلى المشهد المنسوب إلى
النبي نوح بقرية الكرك وأوقافه وهي كثيرة قد ذهب أكثرها وقد كانت لهم
التولية على المشهد المنسوب إلى السيدة رقية بنت أمير المؤمنين علي
ع بمحلة العمارة بدمشق، وللمترجم ديوان شعر جمعه بخطه فمن
شعره قوله يمدح السيدين الامامين السيد محمد والسيد علي أبناء عمنا السيد
محمود عند قدومهما من العراق عام ١٣١١:
بدران في أفق العلياء قد لمحا * لو قابل الليل جزء منهما لمحا
زها بنورهما قطر الشام ومن * عبير نشرهما عرف التقى نفحا
وروضة الأنس راقت منظر أو على * أغصانها بلبل الأفراح قد صدحا
وراح مبتسما ثغر الأزاهر مذ * طرف الغمام عليه دمعه سفحا
ومنهما للورى شمس الهدى بزغت * فبان منها سبيل الحق واتضحا
ندبان ما لهما غير العلى طلب * ولم يكونوا إلى غير العلى جنحا
نوران من نور خير المرسلين قد * اشتقا فلو قابلا بدر الدجى فضحا
اثنان لا ثالث بين الورى لهما * ليثان ان سطوا بحران ان سمحا
غيثان ان همعا برقان ان لمعا * فجران ان طلعا شمسان ان وضحا
مدينة العلم مولانا محمد * والباب العلي فمن يدخل فقد نجحا
ينمى لآل الأمين الغر منسبهم * السادة الأمناء القادة الصلحا
تسنموا منظر العلباء مرتبة * لهم بها الشرف الوضاح لا برحا
هما وحيدا رجال الأرض قطب رحا * والأيام لولاهما لا تستدير رحى
هما محط رجال العالمين إذا * ما ساء فعل صروف الدهر أو قبحا
ما حل مغناهما المقصود ذو كرب * الا وعنه أزالا الهم والترحا
قد أبصرت بهما عين المكارم من * بعد العمى والمعالي صدرها انشرحا
ما من محامد الا فيهما اجتمعت * سبحان موليهما جل الذي منحا
نهاية الفضل بدء منهما وكذا * ختام علم البرايا ما به افتتحا
يا جاهدا يبتغي احصاء فضلهما * هل يحصين لؤلؤ البحرين من سبحا
أم كيف يحصى ثنا شهمين لو وضعا * في كفة والورى في مثلها رجحا
فليهنأ الدين والمجد الأثيل بما * نالا من العز ولتمش العلى مرحا
وليرفل الفخر في ثوب الهنا طربا * وليبسم الدهر ما بين الملا فرحا
الآن أضحى لواء العدل منتشرا * على الورى والزمان الخائن اصطلحا
الحمد لله حمد الشاكرين على * ايلائنا منحا أعظم بها منحا
اليكما عروة الدين المبين من الشئام * بهدى ثناء عرفه نفحا
در تناثر من لفظي فألفه * فكري عقودا فجاءت فيكما مدحا
قرآن نظم إذا آياته تليت * على المنابر خرت دونه الفصحا
أرجو لها منكما حسن القبول وان * كانت مقصرة يا خير من مدحا
ودمتما للمعالي نور ناظرها * وللمكارم قلبا انسا فرحا
ما حرك الريح اعطاف الغصون وما * طل الغمام عليها بكرة رشحا
وقال يمدح مؤلف هذا الكتاب حين قدومه من العراق إلى دمشق في ١٢
شعبان سنة ١٣١٩:
حسبي من الوجد ما قاسيته وكفى * ومن سحائب دمع العين ما وكفا
تالله لو أن ما في القلب من ألم * أصاب كل الورى لم تأمن التلفا
روحي فداؤك يا ظبي الصريم اما * في الحب عندك للصب الشجي وفا
ربوع ودك لا تنفك عامرة * في القلب لكن ربع الصبر منه عفا
منحت طرفي فؤادي مهجتي جسدي * التسهيد والحزن والتبريح والدنفا
أمرضت بالهجر جثماني وليس له * بغير رشف ضباب الثغر منك شفا
نواك أوجب دمع العين ان يكفا * والصد عن ناظري طيب الرقاد نفى
والحب أوقد نار الوجد في كبدي * والشوق غادرني حلف الأسى دنفا
سلبت عقلي وأزمعت الرحيل لقد * أوليتني منك سوء الكيل والحشفا
نأيت عني فأذهبت المسرة من * قلبي وخلفت لي التذكار والأسفا
وقفت أبكي بناديك الجلي ومذ * وقفت دمعي على مغناك ما وقفا
وأرعف الحزن فيه مقلتي بدم * فهل رأيت امرءا من عينه رعفا
حملت نفسك وزرا في مقاطعتي * محص بوصلك لي الوزر الذي سلفا
إلا م أطلب منك العدل والنصفا * وأنت لم تبد الا الجور والجنفا
شاطرتني فأخذت الحسن والظرفا * طرا وأعطيتني الأشجان والشغفا
محضتك الود صفوا ما به كدر * ولم أنل في حياتي منك وقت صفا
وقد صرفت نفيس العمر فيك وما * رأيت يوما لنفسي عنك منصرفا
(١٠)

سهام أجفان عينيك الكحيلة لم * تجعل سوى مهجتي الحري لها هدفا
يميس قدك من فرط الدلال كما * تميس أغصان بانات اللوى هيفا
لله ورد زها في وجنتيك فما * ترى له غير لحظ العين مقتطفا
لو لم يكن جامعا للحسن قدك ما * وجدت فيه بلال الخال معتكفا
ما قاس وجهك بالبدر المنير سوى * من قاس بالدرر المنضودة الصدفا
سنا جبينك للرائين حين بدا * جنح الظلام أنواره السدفا
وليل شعرك مذ أسبلت طرته * أوقعت في الشمس من بعد الظهور خفا
فقت ألمها أعينا والنيرات سنا * والظبي ملتفتا والغصن منعطفا
أصبحت بالحسن دون الخلق متصفا * كما بغر المزايا المحسن اتصفا
أزكى الورى حسبا أجلاهم نسبا * أسماهم رتبا أعلاهم شرفا
ندب لغير التقى والعلم ما ألفا * ولم يكن بسوى نيل العلى كلفا
ذلت ليوث الشري من عظم هيبته * وراح منه فؤاد الدهر مرتجفا
آباؤه أسست صرح العلى وعلى * ذاك الأساس بنى أكرم به خلفا
جلت هدايته ليل الضلالة عن * كل الورى وبه شمل الهدى ائتلفا
على فضيلته أهل النهى اتفقت * فلا ترى اثنين فيها منهم اختلفا
علامة الدهر قطب العصر بحر ندى * كل امرئ راح من جدواه مغترفا
تفيض جودا على العافين راحته * كما أفاض اليمام الطيب النطفا
أضحى بثوب التقى والزهد مؤتزرا * وفي ردا المجد والعلياء ملتحفا
رعى العهود وفي كل الوعود وفى * وعن جرائم من يرجو رضاه عفا
بهديه عرفت طرق الرشاد كمما * بجده للدين والايمان قد عرفا
ما حركت يده في مشكل قلما * الا وزال به الاشكال وانصرفا
ان لاح للشمس غضت طرفها خجلا * أو قابل البدر أمسى البدر منخسفا
غنت بذكر معاليه الحداة وفي * غير اسمه عندليب السعد ما هتفا
بالنشر عطر ارجاء الشام كما * بطيب الذكر منه عطر النجفا
جاد الزمان به للخائفين حمى * للقاصدين ملاذا للورى كنفا
للمستجير عصاما للفقير غنى * للسائلين غياثا للعدى تلفا
للرشد نهجا قويما للتقى عضدا * للدين سيفا لشرع المصطفى حجفا
للمجد طودا لأرباب النهى علما * للمكرمات نظاما للعلى شنفا
من معشر خيموا فوق السهى وعلى * هام الثريا أيديهم غرفا
آل الأمين مصابيح الهدى الحنفا * السادة الأصفياء القادة العرفا
هم الجحاجحة الأسد القساورة * الغر الميامين أهل العفة الشرفا
شموس فضل بأفلاك العلوم بدت * فراح عنا ظلام الجهل منكشفا
يا أيها العيلم الندب الذي بلغت * به الأنام منها والزمان صفا
إليكها غادة تحكي برقتها * نفح الصبا سحرا والروضة الأنفا
عبيرها المسك مفتوتا لمنتشق * ولفظها العذب صهباء لمن رشفا
تختال من حسنها تيها وتنشر من * آيات فضلك ما بين الورى صحفا
وافتك راجية حسن القبول فان * تسمح به كرما منها الفؤاد شفى
دم بالصفا آمنا من كل حادثة * تجري وسعدك لا ينفك مؤتنفا
ما غردت سحرا ورق الحمام وما * تبسم الروض مذ دمع الحيا ذرفا
وقال يمدح مؤلف الكتاب أيضا ويهنئه بقدومه من حج بيت الله
الحرام في ١٥ صفر سنة ١٣٢٢:
أجبينها بين السوالف مشرق * أم بارق في غيهب متألق
والثغر فيه الريق أم كأس الطلى * والنشر أم مسك فتيت يسحق
وخدودها ونهودها والبردام * ورد ورمان وروض مونق
والصبح والشمس المنيرة والدجى * أم جيدها وجبينها والمفرق
ولواحظ ترنو فتصمي القلب لا * تخطي القلوب أم السهام تفوق
ومعاطف بيد الدلال تميس أم * غصن تحركه الصبا إذ تخفق
وعبير أنفاس تضوع عرفها * أم هذه نفحات مسك تعبق
نفسي الفداء لذات حسن صامت * خلخالها والقرط منها ينطق
وسوارها لما يزل ذا ثروة * ووشاحها ابدا فقير مملق
خرد عليها للمحاسن رونق * يجلو عشاء الطرف ذاك الرونق
هيفا إذا خطرت يقول قوامها * للبان اني من غصونك أرشق
وإذا رأت سرب ألمها قالت له * أنا منك في كل المعاني أفوق
تسطو بسيف سنا على حزب الدجى * فتعيده والشمل منه ممزق
حاك الجمال لها برود ملاحة * ما الخز ما الديباج ما الاستبرق
أنا في هواها الهائم المفتون ذو * الأشجان والرق الذي لا يعتق
هي أطلقت دمعي وقلبي قيدت * ذل المقيد في الهوى والمطلق
إن أوعدت صدقت ولم يخلف لها * قول وان وعدت فليست تصدق
ما ضر موثقة الفؤاد لو أنها * يرعى لديها للمتيم موثق
لم يبق مني حبها الا فما * لهجا بذكراها وطرفا يرمق
أشكو لها فرط الضنى فتجيبني * أترى يكون بلا ضني من يعشق
ان قلت ليس البعد منك بلائق * تقل البعاد من التداني أليق
وإذا سالت الوصل قالت مه فلا * تطمع به ما دمت حيا ترزق
ما مر في خلدي حديث فراقها * الا وفاضت أدمعي تترقرق
وعضضت إحدى الراحتين تأسفا * وبقيت بالأخرى فؤادي ألصق
للأبرق الحنان كم أصبو وهل * يصبي الحشي لولا هواها الأبرق
كم أكثر اللاحي علي فلم يجد * في القلب مني باب عذل يطرق
ولكم وقفت على المنازل بعدها * أرنو لها بمدامع تتدفق
وأخذت أسال دارها عنها عسى * يرتاح بالتسال قلبي الشيق
يا دار هل تدرين حياك الحيا * أين استقلت بالرفاق الأينق
لا العيش بعد فراقهم يحلو ولا * جفن المحب على رقاد يطبق
ان جدد الهجران لي ثوبا من * الأسقام فهو لثوب صبري مخلق
ومجال هم القلب عندي ان يكن * رحبا فان الصدر مني ضيق
لله أيامي بنجد حيث لا * ناي يريع ولا صدود يقلق
ثغري لديها باسم والقلب * مسرور وغصن صباي غصن مورق
والصدر منشرح وباب الصفو * منفتح وحزب اللهو حولي محدق
وبلابل البشرى على أيك الصفا * تشدو وراحات التهاني تصفق
ونجوم سعدي في سما الاقبال * طالعة وبدر الحظ فيها مشرق
أيام انس نلت فيهن المنى * وغدا لواء اليمن فوقي يخفق
وفقت للحسنى كما اني بمدحي * محسنا لرضى الاله موفق
لسن أديب ألمعي بارع * فطن ذكي من أياس أحذق
بر تقي ناسك متورع * ثقة لدى كل الأنام موثق
سأبين ما فيه اعتقدت وانه * أمر لدى كل الأنام محقق
لم يخلق الرحمن في الدنيا له * ثان وثانية بها لا يخلق
ذو همة علياء لو رام الصعود * بها إلى العيوق لا يتعوق
وإذا جرى هو والكرام بحلبة * عنه تأخرت الجياد السبق
تالله لا يجدون من شبه له * بين الورى ان غربوا أو شرقوا
قل للأولى قد حاولوا ان يعلقوا * بنظيره فعلى المحال تعلقوا
(١١)

ان شبهوا من في الشام به فما * أدوه بعض حقوقه لو حققوا
أو قيس فيه بنو العراق فإنه * لا شك منهم بالفضائل أعرق
وإذا توازنت البلاد ببعضها * رجحت به عنها يقينا جلق
لا عيب فيه غير أن به الوفا * خلق وفي باقي الأنام تخلق
٢٣: السيد رضا شبر
كان عالما فاضلا من علماء مشهد الكاظمين ع في صدر
المائة الثالثة بعد الألف.
٢٤: الآقا رضا الرشتي ابن الميرزا طالب أو ظاهر.
توفي سنة ١٣٢٣.
عالم فاضل خرج إلى النجف وتخرج بالميرزا حبيب الله الرشتي ورجع
إلى بلده فتصدر إلى أن توفي وأعقب ثلاثة أولاد منهم اثنان في النجف
لتحصيل العلوم.
٢٥: الشيخ رضا الطريحي
عالم فاضل سكن الحلة وصار مرجعا له بنات متعددات إحداهن
زوجة السيد حسين أبو سيلان الفحام والدة الشاعر السيد هاشم الحاج
مهدي الفلوجي.
٢٦: مولانا رضا ويقال محمد رضا ابن مولانا عبد المطلب التبرزي.
وصفه الشيخ عبد النبي القزويني في تتمة أمل الآمل بالقاضي بعسكر
سلطان زماننا وقال كمان آية في الحافظة الجيدة والذهن الثاقب مع جد
وجهد وسعي وكد له شرح المفاتيح وكتاب الشافي الجامع بين البحار والوافي
مع حذف المكرات والبيانات خرج منه سبع مجلدات ضخام قرأ عند والده
وعند الآقا محمد باقر البهبهاني والشيخ محمد مهدي الفتوني العاملي اه‍
والجمع بين البحار والوافي لا يخفى ما فيه من التنافي.
٢٧: السيد رضا كاركيا علي ابن أمير كيا بن حسن بن علي الحسيني العلوي أحد
ملوك كيلان وباقي النسب في أحمد بن حسن بن أحمد بن حسين بن محمد بن
مهدي.
توفي يوم الاثنين غرة جمادى الثانية سنة ٨٢٩.
كان قد تولى السلطنة بعد وفاة أبيه ومات عن غير عقب فانتقلت
السلطنة إلى ابن عمه السيد محمد المشهور بمير سيد بن مهدي بن أمير كيا.
٢٨: مولانا رضا علي الطالقاني.
في تتمة أمل الآمل للشيخ عبد الغني القزويني تلميذ بحر العلوم:
ذكره مولانا محمد صالح القزويني في مفتتح شرحه على الصحيفة الكاملة
فقال: ان المولى العالم العامل الفقيه الفاضل المتورع الكامل العالم بالحقائق
مولانا رضا علي الطالقاني قد شرح في سالف الزمان إلى آخر ما قال اه‍
ولعله يريد أن له شرحا على الصحيفة وكان على القزويني أن يصرح بهذا
الشرح لا أن يبتر العبارة.
٢٩: السيد رضا ابن عمنا السيد علي ابن السيد محمد الأمين ابن السيد أبي
الحسن موسى ابن السيد حيدر ابن السيد إبراهيم ابن السيد احمد الحسيني
العاملي الشقرائي.
توفي في أثناء الحرب العالمية الأولى حوالي سنة ١٣٣٠ ه.
كان فاضلا أديبا شاعرا قرأ في مدرسة الشيخ موسى شرارة في بنت
جبيل ثم في مدرسة ابن عمنا السيد علي في شقرا وله شعر كثير جيد فمنه
قوله يهنئ السيد علي ابن عمنا السيد محمود بزفاف من قصيدة:
قرت عيون العلى والناس قد نعموا * بعرس من من يديه تمطر النعم
ركن الهدى وعماد الدين من نهضت * به لاوج المعالي في الورى الهمم
فرع الأمين علي الشأن من شهدت * بفضله وهداه العرب والعجم
من هاشم الغر في أزكى مغارسها * عصابة رفع الرحمن قدرهم
كهف يرجى لدفع المعضلات وقد * أمست بظل علاه الناس تعتصم
تسابقت للتهاني الناس ساعية * وكل عضو لسان ناطق وفم
فكم من اللؤلؤ الدري قد نثروا * ومن جواهر في عقد الهنا نظموا
فدم مدى الدهر في أنس وفي جذل * والدهر فيك مدى الأيام مبتسم
وقوله مهنئا له بزفاف آخر:
ثغر المسرة عاد اليوم مبتسما * وبالهنا راح نادي الأنس متسما
وبلبل السعد في روض الحبور شدا * مرددا لحن صوت أطرب الندما
صفا الزمان وطاب العيش فيه لدى * قران سعد به شمل العلى انتظما
فليهنأن به المولى العلي ومن * ساد الأنام ومن فوق السماك سما
قطب الشريعة ركن الدين حافظه * غوث الصريخ إذا ما حادث دهما
أمين شرع بغير العدل ما حكما * بث الهداية والارشاد والحكما
يا من حكى البحر علما والجبال حجى * وعند بذل النوال الغيث منسجما
عنك الفضائل تروى مثلما رويت * من قبل ذلك عن آبائك الكرما
لك الرياسة قد ألقت مقالدها * بين البرايا فكنت المفرد العلما
حويت علما وفضلا باهرا وتقى * وحسن خلق وجودا أخجل الديما
حبيت بالفضل والتعظيم بين بني * الدنيا تدانت لسامي مجدك العظما
إذا تفاقم خطب أو دهى جلل * بثاقب الفكر تجلوه وان عظما
تسمو إلى الغاية القصوى فتدركها * بهمة الليث يا أعلى الورى همما
فتحت باب فلاح للورى وهدى * ما حاد عنه سوى من قلبه ختما
ان طاولتك رجال طلتهم أبدا * وكنت أوفاهم بين الورى ذمما
أو سابقوك إلى العليا سبقتهم * لها وكنت بها أرساهم قدما
أنى يجاورن من عزت نظائره * وحازن دونهم الأخلاق والشيما
وأنت شمس بها يهدى السبيل وما * يعافها غير من في ناظريه عمى
هنئت ولتهنأ الأيام فيك ولا * يزال يوليك خلاق الورى النعما
ولا تزال بك الأيام زاهية * ودمت في الناس بدرا مشرقا وحمى
ما غرد الطير فوق الغصن أو وخدت * بزل الركائب أو ريح الصبا نسما
وقوله وأرسله به ضمن كتاب إلى دمشق:
أيا مولى على الجوزاء تسامى * وبدر هدى حكى البدر التماما
وطورا شامخا وحمى منيعا * تبوأ من ذرى العليا السناما
أحن إلى لقائكم وأشكو * نوى أهدى إلى جسمي السقاما
(١٢)

أزال الغي رشدك عن قلوب * الورى ومحا محياك الظلاما
لقد حل السرور بيوم سعد * واقبال طلعت به الشاما
وقوله مهنئا بختان ولده السيد عبد الحسين:
قم عاطني يا نديمي واملا القدحا * عين المكارم قرت بالهنا فرحا
والناس ما بين مختال ومبتهج * وبين من قام فينا ينشد المدحا
وبالسعادة أوقات السعود وفت * والكون يختال في برد الصفا مرحا
يا بلبل السعد غرد بالهنا طربا * ان السرور على أقطارنا طفحا
ختان عبد الحسين افتر مبتسما * به الزمان وصدر الأمة انشرحا
ختان نجل علي من به وضحت * سبل التقى وبه باب الهدى افتتحا
مسرة عمت الدنيا ببهجتها * طابت لنا اليوم مغبوقا ومصطبحا
بقيت عمرك مرورا ومبتهجا * بالعز مرتديا بأفخر متشحا
بظل كهفك تسمو رتبة وعلا * ما أشرقت في سماء الكون شمس ضحى
نلت السرور أبا عبد الحسين به * فاهنأ فنجلك بالتوفيق قد منحا
يا بهجة الدين والدنيا وفخرهما * ومن بمثل علاه الدهر ما سمحا
وعيلما عب فضلا وامتلى حكما * ينال ما رام من في لجه سبحا
بك الرياسة عزت واحتمت وسمت * وفي وجودك ميزان الهدى رجحا
هذي مهمات أحكام الشريعة قد * أمست تدور عليك اليوم دور رحى
دامت معاليك بالاقبال سامية * والعز والسعد في ناديك ما برحا
ولا تزال بك الأيام مشرقة * وضاحة ما شدا القمري أو صرحا
وقوله عند عودة ولده السيد عبد الحسين من النجف الأشرف:
بعودك سالما عاد السرور * وتم البشر مذ جاء البشير
سريت ميمما مولى الموالي * أبا حسن فطاب لك المسير
حبيب النفس كم فرحت صدور * بيوم لقاك وابتسمت ثغور
بعودك يهنأن علما نزار * ومن لعلاهما عز النظير
محمد عمك الفذ المفدي * ووالدك العلي علاه نور
هو العلم الرفيع علا ومجدا * ويقصر عن رزانته ثبير
هو البحر المحيط بكل علم * وتجري من أنامله بحور
ودمتم بالهنا عمر الليالي * تحوطكم المسرة والحبور
وقوله يرثي بعض مخدرات ابن عمه المذكور وهي ابنة عمه السيد
محمد الأمين ويعزيه عنها ويعزي أخويها:
هيهات بعدك لا صبر فنصطبر * يا درة قصرت عن مثلها الدرر
يا درة الصدف المكنونة اختسلت * منا وبالرغم عنا غالها القدر
ربيبة العز والمجد الرفيع علا * قد كاد بعدك قلب المجد ينفطر
ويا ابنة الصفوة الأمجاد من نشأت * على الهدى والتقى ما عابها بشر
لئن طوى الدهر منك اليوم بهجته * فنشر ذكرك حتى الحشر منتشر
أو غبت كاملة الأوصاف طاهرة * فقد زهت بيننا أفعالك الغرر
قد كنت من نكبات الدهر في حذر * حتى إذا ما سطا لم ينفع الحذر
فواصلي النوح يا أم العلا أسفا * قد غالت اليوم فخر النسوة الغير
يتيمة الدهر والشمس التي حجبت * بالصون قد حجبتها في الثرى الحفر
هي النقية من ريب يدنسها * نجيبة أنجبتها للعلى مضر
حجبت يا قبر عنا اليوم جوهرة * نفيسة مثلها لم تنتج العصر
كانت ربيبة خدر والعفاف لها * ألف وملء رداها الصون والخفر
لجنة الخلد صار ت مذ بها هتف * الداعي إليها فلبت وهي تبتدر
مولاي يا أيها المولى العلي ومن * ناوي إليه إذا ما مسنا الضرر
صبرا جميلا ففي رزء الهداة لنا * عن الفقيدة سلوان ومعتبر
وفي الجواد وفي الشهم العلي لنا * سلوى إذا ما دهانا حادث خطر
صبرا بني عمنا في حادث جلل * ان الكرام هم اما ابتلوا صبروا
عبد الرؤوف به صبر وتسلية * عنها يطول له من ربه العمر
جادت على قبرها وطفاء هاطلة * بالعفو تهمي وبالرضوان تنهمر
وقوله مهنئا السيد محمد جواد ابن السيد احمد ابن السيد عبد الله
الأمين بزفافه ومادحا السيد محمد والسيد علي ابن عمه السيد محمود رحمهم
الله:
أترى برامة عهد انسي عائدا * تصفو المشارب لي وأرغم حاسدا
وإذا وجدت إلى معاهدها يدا * تركتني البيض الكواعب واجدا
المائسات بقامة فتانة * فتاكة تذر العقول شواردا
أما رآها العابدون تهتكوا * وبنوا بمربعها الأنيس معابدا
سمحت وكان وصالها يوم اللوى * لفتات غزلان أصابت صائدا
ذكرت لي العهد القديم بحاجر * وزفير أنفاس هنالك صاعدا
ورمت فؤادي عن قسي حواجب * أرأيت من يرمي محبا عامدا
أخفت هواي لدى الرقيب وأبرزت * من لطف فتنتها عليه شواهدا
وتحجبت دلا علي وأخلفت * لي في الغرام مواثقا ومواعدا
فسلوتها طربا بأبهج فرحة * فيها سرور بني الأمين تزايدا
وبها الجواد محمد نال المنى * واليه زف المنشدون قصائدا
فاهنأ ودام لك السرور ولا يزل * لك بالهنا الجد السعيد مساعدا
في ظل طودي هاشم ومنارها * أعلى الورى جدا وأكرم والدا
تاج الفخار محمد وعلي من * حازا المكارم طارفا أو تالدا
أهل الهداية والسماحة والندى * الباذلان معارفا وموائدا
الزاكيان مغارسا ومنابتا * والطيبان مآثرا ومحامدا
والضاربان على السهى طنبيهما * والراقيان إلى العلاء مصاعدا
وإذا الجياد جرين في حلباتها * سبقوا مسودا في الأنام وسائدا
والناشران علوم آل محمد * والعامران منابرا ومساجدا
والمودعا حكم الاله وهديه * وعلى التقى والمكرمات تعاضدا
والمانعان الضيم عن مستنجد * والكاشفان عظائما وشدائدا
لم يدعيا يوما لدفع ملمة * الا رأيت مشمرا ومساعدا
والناهضان بحمل أعباء العلى * وإليهما ألقى الزمان مقالدا
والسابقان المحرزان لغاية * عنها أخو الباع الطويل تقاعدا
فاقا الكرام فضائلا وفواضلا * وبني الزمان أكارما وأماجدا
وشجت عروقهما بأزكى منبت * أرسى على الشرف الأصيل قواعدا
لهما مآثر في الأنام زواهر * قد طوقت جيد الزمان قلائدا
كرمت صفاتهما فعز مثيلها * وزكت فجاءت في الزمان فرائدا
بحران قد طميا بعلم زاخر * مستعذبان مصادرا ومواردا
كفاهما مبسوطتان على الورى * هذي تنيل علا وتلك عوائدا
قد فاق فضل بني الأمين على الورى * وسما فطال كواكبا وفراقدا
قوم همو أهل السيادة والحجى * وأمدها باعا وأقوى ساعدا
داموا ودام علاهم بمحمد * وعلي لللاجي حمى ومقاصدا
وقوله في مؤلف الكتاب حين قدومه من العراق عام ١٣١٩:
(١٣)

سنا الغزالة أم جبينك مشرق * والريق أم خمر بفيك معتق
ورشيق قدك أم قضيب مائس * ولحاظ طرفك أم سهام ترشق
وشذا عبيرك ما تحملت الصبا * أم عرف نشر للخزامي يعبق
أنا في هواك مدى الزمان متيم * والى وصلك مستهام شيق
لفؤادي المعمود زفرة واله * أما صددت وللدموع ترقرق
وهواي ان غربت فهو مغرب * أبدا وان شرقت فهو مشرق
أطلق فؤادا في هواك معذبا * حتى متى والقلب عندك موثق
هل زروة لك والحواسد غيب * عنا ويجمعنا اللوى والأبرق
شهدت دموعي يوم وقعة حاجر * يا ريم اني بالمودة أصدق
ولقد طبعت على المودة والوفا * بسواهما في الدهر لا أتخلق
لي نفس حر لا تميل لريبه * ولها بحب بني النبي تعلق
اني انثنيت عن الصبا بمسرة * عنا الهموم بمثلها تتفرق
وعظيم بشرى في الأنام وفرحة * ببزوع بدر نوره متألق
العيلم العلم المبرز محسن * من فيه آل محمد قد عرقوا
عم السرور بني الورى بقدومه * وزهت به الدنيا وعاد الرونق
والورق تشدو في الغصون تباشرا * بقدومه والدهر غض مونق
أهلا بعيس في الفلاة حملنه * فلنعم ما حملت إلينا الأينق
حبر حوى جم الفضائل فالورى * طرا على تفضيله قد أطبقوا
قل ما تشا في مدحه فهو الذي * في الفضل أدرك غاية لا تلحق
تعزى له في الناس كل فضيلة * واليه ينمى الاجتهاد المطلق
ان راح يحكم قلت وحي حكمه * وكانه عن علم غيب ينطق
أو راح ينشر حكمه بين الورى * بهر العقول بها فكل مطرق
فليهنأ العلمان بدرا هاشم * بقدومه ولتسم فيه جلق
من معشر شم الأنوق إذا جروا * في حلبة يوم التسابق حلقوا
من كل أبيض باسم متهلل * أبدا بطلعته النواظر تحدق
ألقى إليه العز فضل قياده * وعليه ألوية الرياسة تخفق
قومي هم أهل الفضائل والنهى * لهم التقدم أشاموا أو أعرقوا
لهم المزايا الغر والأيدي التي * جيد الزمان بها قديما طوقوا
كم فرجوا الكرب الشداد عن الورى * وبهم رأينا كل فتق يرتق
داموا لشرعة أحمد أقطابها * وسناهم فيها يضئ ويشرق
وقوله يرثي السيد علي ابن عمنا السيد محمود رحمهما الله تعالى:
أأحبابنا الغادين ما عنكم صبر * هجرتم ومنكم قط لم يعهد الهجر
عهدناكم بالربع أهل طلاقة * وبشر بنا أين الطلاقة والبشر
أناديكم والبين قطع مهجتي * ولي لوعة من حرها يصدع الصخر
ألا نظرة أطفي بها لاعج الجوى * وهل عطفة فالعيش بعدكم مر
ظعنتم بقلبي يوم شدت حمولكم * وقد هجهج الحادي بكم أيها السفر
لكم من فؤادي زفرة اثر زفرة * ومن أعيني عمر المدى أدمع حمر
أقول كما قال امرؤ عز صبره * وهل عنكم أحبابنا يجمل الصبر
رحلتم فقلبي شطره في ظعونكم * وللوجد باق منه في أضلعي شطر
ولما تجاذبناكم أنا والردى * رجعت برغمي عنكم ويدي صفر
قفوا زودونا انما هي ساعة * ووعد التلاقي بيننا بعدها الحشر
أيا قاصدا أهل المكارم والوفا * مزارهم ناء وربعهم قفر
ويا راجيا بحر الفضائل والندى * الا أربع ففي بطن الثرى غيض البحر
ويا مستجيرا بالحمى أبت خائبا * ويا طالبا لليسر قد فاتك اليسر
ويا طالب الاحسان والفضل والندى * لقد ضمها والزهد والعفة القبر
ويا طالب الارشاد غاب دليله * ومهتديا بالبدر قد أفل البدر
مضل القائل الفعال والحق قوله * وطوع يديه في الورى النهي والأمر
مضى دافع الخطب الجسيم بعزمه * ومفزعنا في الدهر ان حادث يعرو
مضى باذل النفس النفيسة في العلى * ولم تلهه عن نيلها البيض والصفر
عمادي أبا عبد الحسين وملجئي * إذا لم أمت وجدا عليك فما العذر
نعاك نعي ليلة السبت صارخا * فطالت كان الليل ليس له فجر
فلا مقلة الا وفاجأها القذى * ولا مسمع الا وحل به وقر
اتيت بها يا دهر دهياء ألهبت * قلوب الورى شلت يمينك يا دهر
وحفت جماهير الورى بسريره * حيارى وكل ملء أحشائه جمر
ويا أيها القبر الذي فيه قد ثوى * بلغت مقاما دونه الأنجم الزهر
ففيك التقى والعلم والحلم والحجى * وفصل القضا والدين والعز والفخر
لئن غاب منا سيد عز فقده * ففينا وان عز العزا سادة غر
بدور بآفاق المعالي طوالع * ومن دونها العيوق ينحط والنسر
بهم تدفع الجلي ويستمطر الحيا * وتستقبل النعمى وينجبر الكسر
سقيت الرضا والعفو يا ديمة الحيا * ويا مزنة التأميل ان بخل القطر
٣٠: السيد رضا بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل الموسوي البحراني
الغريفي النجفي
: ولد سنة ١٢٩٦ وتوفي سنة ١٣٣٩.
عالم فاضل نسابة في الذريعة وصفه بالنسابة المعاصر وقال إن له
الأنساب المشجرة ولبعض مشجراته أسماء خاصة مثل شجرة النبوة والشجرة
الطيبة وقال إنه من أحفاد العلامة السيد حسين بن الحسن الموسوي الغريفي
مؤلف كتاب الغنية المتوفى سنة ١٠٠١.
٣١: الآقا رضا ابن الميرزا علي نقي ابن المولى محمد رضا الواعظ الهمذاني نزيل
طهران
توفي حدود سنة ١٣٢٣ وقيل ١٣٢٤ وفي بعض المواضع سنة ١٣٢٠
ونيف وفي بعضها بعد ١٣٢٠.
عالم فاضل عارف واعظ قدير بارع متكلم مؤلف. حضر إلى النجف
أيام وجودنا هناك في طلب العلم ونصب له منبر في الصحن الشريف من
جهة الشمال ليلا في ظهر الحضرة الشريفة فصعد عليه وجعل يعظ الناس
عدة ليال بالفارسية واجتمع تحت منبره خلق كثير وحضرت مجلس وعظه في
بعض تلك الليالي فتكلم على أصول الدين واستدل عليها.
مؤلفاته
١ الأنوار القدسية في الحكمة الإلهية والعقائد الدينية مطبوع في
الذريعة في مقدمة طبعه ترجمة أحواله وتصانيفه لكن وقع خطا مطبعي في
تاريخ وفاته ولعل صوابه ١٣٢٣ اه‍ ولم يتيسر لنا الاطلاع عليه ٢
الإشارات في المعارف نظير فصوص الحكم في الذريعة لكن فيه ما فيه وليس
ما فيه كما وصفه كذلك مصنفه ذكره في مقدمة طبع كتابه الأنوار القدسية
٣ مفتاح النبوة في اثبات النبوة ٤ هدية النملة إلى رئيس الملة في الرد
على الشيخية مطبوع ألفه باسم الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي نزيل
سامراء ٥ أرجوزة في النحو في الذريعة ذكرها في مقدمة كتابه الأنوار
(١٤)

القدسية وقال إنها تقرب من ألفي بيت.
٣٢: الحاج رضا ويقال محمد رضا القزويني.
في تتمة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني كان من الفضلاء
والنبلاء والعلماء الاجلاء جمع بين طريقة مولانا خليل الله القزويني فقرأ
حاشية العدة مع متعلقاتها عند متحمليها وطريقة غيره فقرأ الحاشية
القديمة ومتعلقاتها عند أساتيدها وصرف عمره في كل منهما فبرع فيهما وكان
رأيه مائلا إلى الأخبارية مع كمال غور في كتب الفقه وكان زاهدا عابدا
واعظا آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر متشددا فيهما حتى أنه زعم أن من
الواجب دفع الأفاغنة عند قصدهم قزوين في المرة الثانية فجمع كثيرا من
المؤمنين ووعظهم ورغبهم في الدفاع وخرج بهم إلى ديال آباد فاستشهد جمع
منهم واستشهد هو أيضا وكان متنفرا من طريقة الصوفية ناهيا عنها أدركته
وعمري عشر سنين أو إحدى عشرة له شرح كتاب الطهارة والصلاة من
وسائل ابن الحر العاملي ورسالة في حكم صلاة الجمعة ورسالة الرفيق في
آداب السفر ورسالة التوفيق في أفعال الحج وغيرها اه‍.
٣٣: الميرزا رضا القزويني
فاضل معاصر للشاه ناصر الدين القاجاري له كتاب بروز نكارش في
بيان الإنشاءات والترسلات الفارسية مطبوع.
٣٤: المولى القاري رضا قلي الأصفهاني امام الجامع العباسي بأصفهان
في رياض العلماء فاضل عالم كامل قارئ في المسجد المذكور في عصر
الشاه عباس الأول الصفوي الباني لتلك البقعة الشريفة أي المسجد
وكان له ولد فاضل صالح كاسمه من أئمة الجماعة بذلك المسجد توفي
بأصفهان في هذه الأوقات وله عدة أولاد كلهم فضلاء علماء صلحاء لا باس
بهم وفقهم الله تعالى وهم يؤمون في ذلك الجامع ويباشرون وعظ الناس
وهدايتهم.
٣٥: الميرزا رضا قلى خان الملقب بسردار أشرف بن حسين قلي خان والي بشت
كوه الكردي الفيلي
مرت ترجمة أبيه في محلها وولي هو بعد أبيه ولاية لرستان في زماننا من
قبل الدولة الإيرانية إلى أن تغلب على تلك الولاية الشاه رضا البهلوي
فجعلها خاضعة للحكم الإيراني بعد ما كانت اقطاعية وأقره عليها مدة ثم
انتزعها منه وخرج من البلاد فسكن بغداد ولست أعلم اليوم حياته أو موته
له أنيس المسافر فارسي في تربية الحيوانات التي يصطاد بها وفي مقدمته بسط
القول في تاريخ ولاة فيلي وفتح لرستان مطبوع في أبوشهر سنة ١٣٣٩.
٣٦: الميرزا رضا قلى خان بن محمد هادي النوري نزيل طهران المتخلص في شعره
بهداية
ولد سنة ١٢١٥ وتوفي في ربيع الثاني سنة ١٢٨٨.
مؤرخ أديب فاضل من مشاهير أدباء الفرس يلقب بأمير الشعراء.
سكن شيراز ثم طهران له من المؤلفات ١ بكتاش نامه إحدى المثنويات
الست وسماه أيضا گلستان ارم. كما عن آخر كتابه رياض العارفين وطبع
بعضه في آخر مجمع الفصحاء له ٢ بحر الحقائق في الذريعة أحد
المثنويات الستة على روي الحديقة للحكيم السنائي أورد بعضه في آخر
مجمع الفصحاء المطبوع ٣ أنوار الولاية في الذريعة من المثنويات الستة أورد
كثيرا منه مع ترجمة نفسه في آخر مجمع الفصحاء وقال في آخر رياض
العارفين أنه على زنة مخزن الاسرار في سبعة آلاف بيت مرتب على ١٢ نورا
بعدد الأئمة ع في أحوالهم ومعجزاتهم وغير ذلك ٤ أنيس
العاشقين في الذريعة من المثنويات الستة رتبه على ١٢ مقالة وفرع منه سنة
١٢٨٨ وأورد شيئا من أوائله في مجمع الفصحاء اه‍ والظاهر أن باقي الستة
هما رياض العارفين ورياض المحبين الآتيان ٥ رياض العارفين مطبوع
٦ مجمع الفصحاء أو تذكرة مجمع الفصحاء فارسي في تراجم شعراء
إيران من الملوك وأبنائهم الامراء وغيرهم من سائر الناس القدماء ومن
بعدهم والمعاصرين له مطبوع في مجلدين كبيرين ٧ مظاهر الأنوار في
أحوال الأئمة الأطهار فارسي مطبوع ٨ رياض المحبين مطبوع ٩
تاريخ الصفوية ومن بعدهم فارسي في ثلاث مجلدات وهو ذيل تاريخ روضة
الصفا مطبوع ١٠ أجمل التواريخ ذكره صاحب الذريعة وقال كما يظهر
من آخر كتابه رياض العارفين ولكن في آخر مجمع الفصحاء سماه فهرس
التواريخ ولعله عدل عنه اه‍ ومن هنا قد يظن أن اسمه اجمال التواريخ
لمناسبته لفهرس التواريخ.
٣٧: الميرزا رضا قلى خان بن مهدي قلى خان التبريزي تاريخ نويس كاتب
التواريخ.
توفي سنة ١٢٨٣.
كان فاضلا مؤرخا له ١ ترجمة تاريخ بطرس الكبير المطبوع بإيران
٢ لجة الألم مطبوع.
٣٨: الميرزا رضا قلي النوري
مر بعنوان رضا قلي بن محمد هادي النوري.
٣٩: المولى رضا الكاشاني
عالم فاضل له كتاب الأربعين في ذكر أربعين حديثا وشرحها حكاه
صاحب الذريعة
٤٠: الميرزا رضا الكلبايكاني
توفي سنة ١٢٨٠ ونيف
عالم فاضل وصفه صاحب الذريعة بالعلامة وقال له أرجوزة في شرح
درة بحر العلوم الطباطبائي حكاه لنا السيد أبو تراب الخوانساري اه‍ وشرح
الأرجوزة بأرجوزة مثلها من تكلف ما لا يلزم ولا فائدة فيه سوى تضييع
الوقت في غير فائدة. ٤١: السيد رضا اللاريجاني الأصفهاني نزيل طهران
توفي سنة ١٢٧٠
قال السيد شهاب الدين التبريزي فيما كتب به إلينا: كان حكيما
متكلما من تلاميذ المولى علي النوري وكان من مدرسي أصفهان ثم انتقل إلى
طهران وسكن بها إلى أن توفي وخلف السيد محمد شمس الأدباء الشاعر
المعروف.

(١) هكذا في النسخة ولعل الصواب الحاشية الجديدة.
- المؤلف -.
(١٥)

٤٢: ملا رضا ابن ملا محمد أمين الهمداني
توفي سنة ١٢٤٧.
هو جد ملا محمد رضا الهمداني الواعظ المعاصر المقدم ذكره من
فحول أساتيذ فنون المعقول.
له من المؤلفات ١ الدر النظيم في تفسير آيات القرآن الكريم
فارسي سلك فيه على ترتيب المطالب ابتدأ فيه بآيات التوحيد وما يناسبها
خرج منه جزءان في مجلد واحد مطبوع ٢ مفتاح النبوة في اثبات النبوة
الخاصة مطبوع ٣ ارشاد المضلين في نبوة خاتم النبيين في الرد على القس
النصراني هنري مارتن الملقب بيادري مؤلف كتاب ميزان الحق في الرد على
المسلمين الذي رد كتابه جمع من العلماء في عصر الشاه فتح علي القاجاري
ومنهم المترجم وهو منتخب من مفتاح النبوة.
٤٣: الآقا رضا ويقال محمد رضا ابن الآقا محمد حسين الخوانساري
في تتمة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني هو صاحب الفضل
المبين والتحقيق المتين والرأي الصواب سطع فضله فاستفاد منه كل طالب
وجمع علوما جمة مجالس فضله تزري بالجنان أحاط بكل فن من الفنون مع
كمال التحقيق وتمام التدقيق جل قدره عن أن يوازيه أحد سمعت السيد
الأستاذ الأمير محمد صالح الحسيني طيب الله مثواه يقول إنه كان يجلس في
مجلس درسه كل يوم زهاء مائتين أو ثلاثمائة متعلم من طلبة أصبهان وغيرها
وكان له تقرير فائق وتعبير رائق وكان يدرس شرح اللمعة وشرح الإشارات
وكان الأستاذ من تلامذته وله تلامذة فضلاء علماء غيره كثيرون له حواش
متفرقة على الكتب المتداولة كشرح اللمعة وشرح حكمة العين وله رسالة في
المطاعم والمشارب والصيد والذباحة اسمها المائدة السماوية حسنة جيدة
اه‍.
٤٤: الشيخ أبو المجد الآقا رضا ابن الشيخ محمد حسين ابن الشيخ محمد باقر ابن
الشيخ محمد تقي صاحب حاشية المعالم الأصفهاني النجفي
ولد بالنجف في ٢٠ المحرم سنة ١٢٨٧ وتوفي بأصبهان سنة ١٣٦٢
وأقام له مجلس الفاتحة السيد أبو الحسن الأصفهاني في النجف وجاءنا خبر
وفاته ونحن بدمشق في ٢٧ صفر سنة ١٣٦٢.
كتب ملخص ترجمته بخط يده وأرسلها للفاضل الشيخ رضا الشبيبي
حين طلبها منه لما كان عازما على تأليف كتاب في علماء الشيعة ثم عدل عن
ذلك وأرسلها الشبيبي إلينا وعنها ننقل:
قال ولدت في النجف الأشرف في مكمل العشرين من محرم الحرام
سنة ١٢٨٧ وسافرت بخدمة الوالد إلى أصفهان وعمري تسع سنين وبعد
سنين رجعت إلى النجف واشتغلت بقراءة الفصول وتفسير البيضاوي وشطر
من تفسير الكشاف عند الوالد وقرأت النحو من غير كتاب ومعالم الأصول
والروضة في شرح اللمعة على السيد إبراهيم القزويني وقد ترجمته في حلي
الزمان العاطل وقرأت رسائل الشيخ المرتضى قليلا منه على الوالد وأكثره
على شيخنا وأستاذنا الشيخ فتح الله المشهور بشريعة مدار ثم حضرت
دروس سيدنا السيد كاظم اليزدي وشيخنا الشيخ ملا كاظم الخراساني
ولما أتى السيد العلامة السيد محمد الفشاركي الأصفهاني من سامراء إلى
النجف واظبت على الحضور عنده وانتفعت منه لم انتفع من أحد على قصر
مدة الحضور عنده ثم أدركه الاجل المحتوم ثم تعلمت العلوم الرياضية
بأقسامها من الفاضل الكامل الميرزا حبيب الله العراقي وتعلمت الشعر
وعلوم الأدب بمعاشرة أدباء النجف وفضلائها لا سيما صاحبي وصديقي
المرحوم السيد جعفر الحلي فإنه أرهف حديد طبيعي حتى غدا مرهفا قاطعا
وأخذت علوم الحديث من ثقة الاسلام النوري والسيد مرتضى الكشميري
وشريعة مدار المتقدم اه‍
وفي مسودة الكتاب أنه جاء إلى النجف لدن بلوغه الحلم أي بعد أن
سافر مع أبيه من النجف إلى أصفهان ومر في كلامه السابق أنه بعد
سنين وبقي في النجف إلى سنة ١٣٣٣ فسافر إلى أصفهان في أثناء الحرب
العامة الأولى وبقي هناك إلى أن توفي بالتاريخ المتقدم رأيناه في النجف أيام
إقامتنا هناك وله خلطة تامة بال الشيخ جعفر الكرام وبالسيد جعفر الحلي
وغيرهم من الأدباء والفضلاء العرب كالسيد إبراهيم الطباطبائي والشيخ
جواد الشبيبي وبينه وبينهم محاورات أدبية ومر شطر من ذلك في ترجمة السيد
جعفر الحلي وله شعر رائق بالعربية ومؤلفات عدة.
وفي الطليعة فاضل تلقى الفضل عن أب وجد ولم يكفه ذلك حتى
سعى في تحصيله وجد إلى ذكاء ثاقب ونظر صائب وروح خفيفة وحاشية
طبع رقيقة أتى النجف فارتقى معارج الكمال وزاحم بمناكب الفضل الرجال
حتى بلغ فيه الآمال وصنف ما تطيب به النفس وتجد به القلوب أمنيتها
والأفكار ضالتها ونظم فأصاب شاكلة الغرض ونثر فامتاز جوهر كلامه عن
كل عرض اه‍
وفيما كتبه إلينا السيد شهاب الدين المقدم ذكره ما صورته: هذا
الرجل من نوابغ العصر وأغاليظ الزمان فقها وأصولا وأدبا وشعرا وحديثا
ورياضيا وهو من يصر من أبناء العصر على ترجيح قراءة ملك على مالك في
سورة الفاتحة.
مشايخه
كما يفهم من كلامه السابق ١ والده الشيخ محمد حسين ٢
السيد إبراهيم القزويني ٣ الشيخ فتح الله الملقب بشريعتمدار الأصفهاني
٤ السيد كاظم اليزدي ٥ الشيخ ملا كاظم الخراساني ٦ السيد
محمد الأصفهاني الفشاركي ٧ الميرزا حبيب الله العراقي ٨ الميرزا
حسين النوري ٩ السيد مرتضى الكشميري ١٠ السيد جعفر الحلي
تعلم منه الشعر والأدب وقال السيد شهاب التبريزي انه يروي إجازة عن
١١ السيد محمد القزويني.
تلاميذه
قال السيد شهاب الدين المقدم ذكره: يروي عنه جماعة منهم العبد
شهاب الدين النجفي وقرأت عليه شطرا من أصول الفقه.
مؤلفاته
١ نقض فلسفة داروين في مجلدين مطبوع قال السيد شهاب
الدين التبريزي نزيل قم فيما كتبه إلينا وهو من أحسن ما كتب في الرد على
كلمات الماديين ٢ وقاية الأذهان في أصول الفقه ٣ ذخائر المجتهدين
(١٦)

في شرح معالم الدين في الفقه خرج منه مجلد في النكاح ومجلد في الطهارة
٤ السيف الصنيع رقاب منكري البديع ٥ رسالة في الرد على فصل
القضا في عدم حجية فقه الرضا للسيد حسن الصدر ٦ الروضة الغناء في
مسالة الغناء قال السيد شهاب الدين المقدم ذكره وهي من أنفس ما رأيته في
هذا الباب ٧ حواشي استدلالية على نجاة العباد ٨ رسالة في القبلة
٩ حلي الزمن العاطل أشار إليه في كلامه السابق ١٠ حواش على
الكافي وغيره من كتب الحديث والتفسير ١١ حواش على أكثر (اكر)
لثاوي ذيلاسوس الحكيم اليوناني في الهندسة ١٢ كتاب في الرد على
البهائية ١٣ شرح أرجوزة صديقه الميرزا مصطفى التبريزي في علم
العروض والقافية مذكورة في شهداء الفضيلة ١٤ تنبيهات دليل الانسداد
أو ثبات حجية الظن الطريقي انتصر فيه لجده صاحب الحاشية وعمه الشيخ
محمد حسين صاحب الفصول في حجية الظن بالطريق خاصة مطبوع
١٥ الايراد والاصدار في حل إشكالات عويصة في بعض مسائل العلوم
ذكرها في فهرس مؤلفاته الذي رؤي بخطه ١٦ ديوان شعره.
شعره
له شعر عربي فائق لا يلوح عليه شئ من العجمة رغما عنه أنه نشأ
مدة في بلاد العجم بعد ولادته في النجف وذلك لاختلاطه بأدباء النجف
بعد عوده إليها مدة طويلة وملازمته لهم وتخرجه بهم كما مرت الإشارة إليه
ويكثر في شعره أنواع البديع والنكات الأدبية الدقيقة وقلما يخلو له بيت من
ذلك ويصح أن يقال فيه انه نظم المعاني الفارسية بالألفاظ العربية كما قيل
في مهيار فمن شعره في الغزل قوله:
يا در ثغر الحبيب من نظمك * وأودع الراح والاقاح فمك
أصبح من قد رآك في طرب * يتيه سكرا فكيف من لثمك
وقوله:
سلطان حسن طرفه عامل * بالكر في قلبي فكيف الحذار
أدرك في عامل أجفانه * ضعفا فقواه بلام العذار
وله في ساعة:
وذات لهو وغناء معا * وما درت للقصف أوضاعه
لها فؤاد خافق دائما * ولم تكن بالبين مرتاعه
تحمل بالرغم من وجهها * عقاربا ليست بلساعه
جاهلة بالوقت كم عرفت * أثلاثة الناس وأرباعه
ان الذي يحملها ساعة * يسأله الناس عن الساعة
وقوله:
ببدائعي نظما ونثرا * حليت منك فما ونحرا
وكنزت شعري في الجفون * فخاله الراؤون سحرا
هل صبغ من قلبي الخفوق * لك الرعاث فما استقرا
أحببت در مدامعي * فنظمتها عقدا وثغرا
وسهام لحظ قد برت * جسدي وعهدي السهم يبرا
دع يا غذول ملام من * في مثله من لام أغرى
قدمت في طرق الهوى * رجلا وما أخرت أخرى
رشا بصفحة خده * خط الهوى لشقاي سطرا
وعذاره لما بدا * لم يبق لي في الحب عذرا
لحظاته رسل الهوى * في فترة الأجفان تترى
شهدي بريق لم غدا * عيشي بحلو لماه مرا
ما ذقت خمرة ريقه * فيها لما ذا تهت سكرا
وضعيف خصر قد غدا * متحملا للردف وقرا
ونتيجة الهم الطويل * هما له صغرى وكبرى
أوشاحه من خصره * أظهرت للعشاق سرا
لله ليلة زارني * فهصرت غصن القد هصرا
وفتحت ضمة ثغره * ورشفته وهلم جرا
جاهدت في دين الغرام * وقد فتحت اليوم ثغرا
وشهدت ذات سلاسل * من شعره وشهدت بدرا
فانا الشهيد فلا ترى * لسواي في العشاق ذكرا
لا تأخذا الحاظه * بدم أراقت فهي سكرى
وشربت قرقف ريقه * من ثغره اللهم غفرا
لم أدر هل شهدا حويت * بريقه أم ذقت خمرا
هي شهدة أم خمرة * والحد بالشبهات يدرا
فأطعت نهيا للتقى * وعصيت للشهوات أمرا
وقوله في موشحه:
بدر يطوف بكوكب * يرمي به مارد الهم
في الكاس نار تلهب * أم تلك نور تجسم
الروض قد رشه الطل * والزهر بالدر كلل
والورق في الروح حبعل * إلى الصبوح وثوب
وقام للهو موسم
مدامة خندريس * بكر عجوز عروس
إذا جلتها الكؤوس * تريك وهي تقطب
لئالئا تبتسم
ترى لدينا غلاما * يسقيك جاما فجاما
يجلو سناه الظلاما * يعطو بسالف ربرب
في جفنه باس ضيعم
في جنب آس العذار * كالورد والجلنار
يقل وجها غريرا * يريك بدرا منيرا
ما رامه غير شارب
فيها جحيم وجنه * القلب فيها يعذب
خد زها باحمرار * عن دم قلب تخضب
من صدغه تحت غيهب * فقسه بالبدر ان تم
كخائف يترقب * رام الورود فأحجم
والطرف فيها ينعم
فصح لو قيل عندم * أفديه غصنا نضيرا
ثغر هني المشارب * محفوفة بالمعاطب
من تحت تلك الأسنة * كيانع الورد وجنه
شكواي قلبي وطرفي * قد عرضاني لحتفي
(١٧)

كم قلت رفقا بضعفي * الغض يا طرف أصوب
والسلم يا قلب أسلم
يا قلب كيف الخلاص * عليك عز المناص
فهل تقيك دلاص * والطرف سيف مجرب
والقد رمح مقوم
بالمرسلات دموعي * والموريات ضلوعي
ان بات يوما ضجيعي * شفيت قلبي المعذب
باللثم منه وبالضم
ليس التقية ديني * لقد بررت يميني
مذ بات طوع يميني * ما زال يسقي ويشرب
مشمولة جامها الفم
سكر الهوى والسلاف * وللرقيب تغافى
فكدت لولا عفافي * وليس مثلي يكذب
عففت والله أعلم
وهي طويلة ومن شعره قوله في الحسين ع:
في الدار بين الغميم والسند * أيام وصل مضت ولم تعد
ضاع بها القلب وهي آهلة * وضاع مذ أقفرت بها جلدي
جرى علينا جور الزمان كما * من قبلها قد جرى على لبد
طال عنائي بين الرسوم وهل * للحر غير العناء والنكد
ألا ترى ابن النبي مضطهدا * في الطف أضحي لشر مضطهد
يوم بقي ابن النبي منفردا * وهو من العزم غير منفرد
بماضي سيفه ومقوله * فرق بين الضلال والرشد
لما قعدتم عن نصر دينكم * وآل شمل الهدى إلى البدد
بقائم السيف قمت أنصره * مقوما ما دهاه من أود
ولست أعطي مقادة بيدي * وقائم السيف ثابت بيدي
واليوم وصل الحبيب موعده * فكيف أرضى تأخيره لغد
واصنع اليوم في الطفوف كما * صنعت في خيبر وفي أحد
أفديه من وارد حياض ردى * على ظما للفرات لم يرد
فيما مطا الآمال واخدة * قفي وبعد الحسين لا تخدي
ويا جفون العدى الا اغتمضي * فطالما قد كحلت بالسهد
وقوله في تهنئة الشيخ علي ابن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ موسى ابن
الشيخ جعفر الكبير بعرس ابن أخيه الشيخ كاظم ابن الشيخ موسى
: قلبي بشرع الهوى تنصر * شوقا إلى خصره المزنر
كنيسة تلك أم كناس * وغلمة أم قطيع جؤذر
فكم يهم من مليك حسن * جار على الناس إذ تأمر
له بأجفانه جنود * تظفر بالفتح حين تكسر
ورب وعد بلثم خد * جاد به بعد ما تعذر
لدولة الحسن نحن جند * وأنت سلطانها المظفر
فانشر لواء الجعود فينا * تكسر كسرى بنا وقيصر
واحربا القلب من صغير * علي من تيهه تكبر
يضحك من دمعتي وأبكي * ينام عن ليلتي وأسهر
وددت لو كان لي وشاحا * لو أن للمرء ما تخير
وشاحه كم هصرت غصنا * ما كان لولاك قط يهصر
جاران ردف له وخصر * أنجد هذا وذاك غور
كم ظاهر مضمر لوجدي * لظاهر منهما ومضمر
سقاه ماء الشباب حتى * أينع نبت العذار واخضر
عرفه لام عارضيه * علي لم بعدها تنكر
أليس من هام يا عذولي * بمثل هذا العذار يعذر
بجنب خط العذار خال * كنقطة شكلت بعنبر
أخفيت وصف الحبيب دهرا * واليوم باسم الحبيب أجهر
هويت أحوى اللثاث المى * أهيف ساجي اللحاظ أحور
كالليث والظبي حين يسطو * وحين يعطو وحين ينظر
ووجهه جنتي وحوري * جفونه والشفاه كوثر
عناي منه ومن عذولي * يهجر هذا وذاك يهجر
يسأل عمن كلفت فيه * وهو به لو يشاء أخبر
هل ريقه الشهد قلت أحلى * أو وجهه البدر قلت أنور
قال فذا الغصن قد حكاه * في حسنه قط قلت قصر
الغصن يهوي له خضوعا * والظبي من اجله تعفر
صغره عاذلي ولما * شاهد ذاك الجمال كبر
لما رأى صورة سبتني * صدق ما مثلها تصور
يا غصن بان ودعص رمل * وجيد ريم وطرف جؤذر
خصرك هذا الضعيف يعيا * من حملة قامة وخنجر
مؤنث الطرف منك أمضي * شبا من الصارم المذكر
أغمد شباه فأي قرم * من باس جفنيك ليس يذعر
جرى كميت الشباب حتى * أثار في عارضيه عثير
مذ اقبل الشيب نحوي * يسعى وعصر الشباب أدبر
وكان غصن الشباب يذوي * بعرس فرع الكرام أثمر
أنهى إلى عمه علي * حديث مجد له ومفخر
عن الرضا عن أبيه موسى * مسلسلا عن أبيه جعفر
يشتق فعل الجميل منه * وهو لفعل الجميل مصدر
مناقب لا تكاد تحصى * وسؤدد لا يكام يحصر
فاسلم مدى الدهر وابق فيه * لصدر دست وظهر منبر
وله في التوجيه:
إذا كنت تسأل عن مبتدأ * غرامي فعند دموعي الخبر
قرأت المطول من شعره * زمانا على خصره المختصر
فقيه أضر بجسمي هواه * وليس يرى عنه نفي الضرر
ومذ غرني بعت نفسي له * سلوه متى صح بيع الغرر
ومن عجب تم دور العذار * ولي بعد ذلك فيه نظر
لفرط نحولي إذا زرته * أريه السهي ويريني القمر
فيا خجلة البان مهما انثنى * ويا خجلة الريم مهما نفر
وله:
أنا كاتب أظهرت * أسرار البلاغة في كمالك
ألف حلت فكأنها * من لين قدك واعتدالك
(١٨)

دال بصدغك نقطت * فمنيتي من اجل ذلك
ميم كمبسمك الشهي * ختامها من مسك خالك
وله في التوجيه في العروض:
وظبي من بني الأتراك ألمى * ثقيل الردف ذو خصر خفيف
طوى عن صبه كشحا خفيفا * ومن عجب الهوى طي الخفيف
وذلك أن البحر الخفيف لا يدخله الطي. وله في التوجيه أيضا:
يا كاملا في الجمال اضحى * مجمل وجدي به مفصل
تلخيص شوقي إليك يغدو * ان رمت ايضاحه مطول
وقال على عكس وزن بحر الطويل فان وزن بحر الطويل فعول
مفاعيل فعول مفاعيل فهو قد نظمه على عكس ذلك مفاعيل فعول
مفاعيل فعول فقال برواية السيد شهاب الدين التبريزي فيما كتب به
إلينا:
الا يا ريم رفقا بصب هام فيكا * سقيم وداؤه غدا في رشف فيكا
الا يا بدر سنا ويا يوسف حسنا * فلو باعك أهلوك بنفسي اشتريكا
وله بروايته أيضا:
تركت نظم القوافي اليوم عن ملل * وقد ولعت كما تدري بها زمنا
فلست أنظم لا مدحا ولا غزلا * إذ لم يجد محسنا طرفي ولا حسنا
ومنها:
وكنت عيني على الأعداء ترقبهم * فلا تكن أنت يا عيني لهم أذنا
وقال وكتب بها إلى صديقه الميرزا مصطفى التبريزي برواية صاحب
شهداء الفضيلة:
علوت في الفضل السهى والسماك * وأنت بدر والمعالي سماك
لا غرو ان فقت الثريا على * فأنت في ذلك تقفو أباك
علمت قلبي مسعدا بعد ما * رأيته بين الأنام اصطفاك
ومذ حللت القلب أكرمته * وكيف لا يكرم مثلي حماك
اخطفه من بين أضلاعه * ان هم أن يعشق شخصا سواك
من البكا أذهبت طرفي وما * اصنع بالطرف الذي لا يراك
كل بني الأتراك أهواهم * واصطفي منهم خليلا أخاك
٤٥: الشيخ رضا ابن الشيخ محمد حلاوة العاملي القاقعاني
توفي في حدود ١٢٩٠
كان من أهل العلم والفضل وهو من أجداد العالم الفاضل الشيخ علي
حلاوي العاملي القاقعاني المعاصر وآل حلاوة طائفة كبيرة في جبل عاملة
منهم في قاقعية الجسر من قرى الشقيف ومنهم في مدينة صور
٤٦: الشيخ رضا بن محمد سراب توفي سنة ١١٣٥
عالم فاضل قرأ على أبيه العلوم العربية وعلى أفاضل أصفهان جملة من
العلوم وكان شاعرا مجيدا هكذا في مسودة الكتاب
٤٧: الآقا رضا ويقال محمد رضا ابن مولانا صدر الدين محمد الشيرازي المتأخر
في تتمة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني تلميذ بحر العلوم:
كان فاضلا فحلا وعالما جزلا من علماء زماننا ولم القه وكل من لقيته
ممن لقيه يمدحه ويقرضه ويثني عليه بالفضل خصوصا في العربية وكان ماهرا في
تدريس الكشاف وفي آخر ملك نادر شاه وقعت فتنة في شيراز بسبب بغي
تقى خان الشيرازي عليه وسعى به إلى الحاكم المنصور من قبل نادر شاه فامر
بقطع لسانه فقطع من أصله وبقي يتكلم وتوفي قريبا من ذلك وكان حلو
الكلام حسن الشمائل رأيت له رسالة في شرح الحديث المروي عنه ص لو
كانت فاطمة لقطعتها اه‍.
٤٨: السيد الأمير رضا بن محمد قاسم الحسيني القزويني الجد الاعلى للسيد تقي
القزويني
كان حيا سنة ١١٠٧.
عالم فاضل كان معاصرا للعلامة المجلسي له من المؤلفات ١ بحر
المغفرة في اعمال السنة فارسي كبير زاد المعاد وتصنيفه متقدم على زاد المعاد
٢ الصيامية في اعمال شهر رمضان ألفها سنة ١١٠٧ ٣ ترجمة الجنة
الوافية الموسوم بالجنة الباقية من العربية إلى الفارسية مطبوع غير مرة ٤
تجويد القرآن أو رسالة في التجويد.
٤٩: السيد رضا ابن السيد محمد مهدي ويقال السيد مهدي بحر العلوم
الطباطبائي النجفي
ولد سنة ١١٨٩ وتوفي سنة ١٢٥٣.
عالم فاضل مؤلف جليل القدر رئيس مطاع نافذ الحكم مقرب مهاب
عند أرباب الدول الخارجة والداخلة وهو أبو الفروع الستة لبحر العلوم
كابنه السيد علي صاحب البرهان القاطع والسيد حسين المتقدم في بابه له من
المؤلفات ١ كتاب في الفقه الاستدلالي يوجد بخط يده في عشر مجلدات
كذا قاله بعض المعاصرين ٢ أصول الفقه فيه مباحث متفرقة في
مجلد يوجد بخطه ٣ الفوائد الرجالية ٤ أصحاب الاجماع مبسوط
ضمن الفوائد الرجالية توجد نسخته بخط المؤلف وفي شهداء الفضيلة سماه
كشف القناع في أصحاب الاجماع ٥ شرح اللمعة والشرائع ذكرهما
صاحب شهداء الفضيلة بقوله شرح اللمعة والشرائع في ست مجلدات وفي
هذه العبارة نوع غموض ويحتمل كونه المؤلف الفقهي المتقدم لكن يبعده ان
ذلك عشر مجلدات وهذا ست وظاهر ان ذلك مؤلف برأسه وهذا شرح.
مشايخه
١ قرأ على أبيه ٢ وعلى الفقيه الشيخ جعفر النجفي ٣
ويروي إجازة عن الشيخ محمد سعيد بن يوسف الدينوري القراجه داغي
٤ وعن السيد محمد ابن الميرزا معصوم الرضوي الخراساني الشهير بالسيد
محمد القصير بتاريخ ١٢٤٥ ٥ وعن الشيخ محمد تقي بن محمد الشهير
بملا كتاب الأحمدي اللنباني
٥٠: الشيخ آقا رضا ابن الشيخ محمد هادي الهمذاني النجفي
توفي بسامراء صبيحة يوم الأحد ٢٨ صفر سنة ١٣٢٢ ودفن في الرواق
شيخنا واستاذنا الذي جل استفادتنا في الفقه كانت منه بل وفي
الأصول فضلا عما استفدناه من أخلاقه وأطواره وسيرته العملية فان أنفع
المواعظ الموعظة بالافعال لا بالأقوال
(١٩)

وصف حاله العلمية كان عالما فقيها أصوليا محققا مدققا من أفضل تلاميذ الميرزا السيد
محمد حسن الشيرازي مشغولا ليله ونهاره بالمطالعة والتأليف والتدريس في
الفقه والأصول يأتي صباحا من داره التي بقرب مسجده الذي كان يؤم فيه
فنسمع درسه في الفقه الذي كان يلقيه من كتابه مصباح الفقيه وقد كتبه في
اليوم الماضي والليلة الماضية فيستمر ذلك نحوا من ساعة بعد ما يستمر
الانتظار لاجتماع الطلاب نحوا من نصف ساعة ثم يذهب إلى داره ويشتغل
بكتابة درس اليوم الآتي إلى الظهر فيذهب إلى المسجد فيصلي بمن اجتمع فيه
ثم يعود إلى البيت فيتغدى هو وابن أخته وصهره الشيخ علي الذي كان
يشبهه في علمه وأطواره وأخلاقه وابن أخيه الذي كان ساكنا معه وحضر من
همدان للنجف لطلب العلم وولده الشيخ محمد وكان غذاؤهم غالبا ما
يحضره هو أو أحد من ذكر من خبز العجم الذي يباع في السوق ولا يكون
ناضجا مع شئ من الجبن وبعض البقول ثم ينام قليلا فإذا انتبه اشتغل
بالمطالعة وكتابة الدرس وكان لهذه الدار حجرة صغيرة يصعد إليها بدرج من
باب الدار رأسا تشبه حجرتي التي بدار الوقف في دمشق. هي مقره ومحل
مطالعته وتصنيفه وكنت احتاج في بعض الأوقات ان أسأله عن مسالة أو
معنى عبارة في مؤلفاته فادخل عليه والقلم والقرطاس في يده والجواهر
والحدائق والوسائل مفتوحات أمامه فيلقي القلم والكاغذ من يده ويتوجه
إلي فأسأله عما أريد ويجيبني فإذا انتهى الحديث بيننا تناول القلم والقرطاس
فأسرع انا حينئذ إلى الباب. ويبقى مشغولا بالمطالعة والكتابة إلى الساعة
الحادية عشرة عصرا فيخرج إلى المسجد ويلقي درسا في الفقه من كتابه
مصباح الفقيه حتى يصير وقت المغرب فيصلي إماما في ذلك المسجد ثم
يذهب إلى الحضرة الشريفة فيزور القبر الشريف ويصلي ويدعو ثم يعرج
أحيانا على الحجرة المدفون فيها السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة
أو غيرها فيجلس هناك ما شاء ثم يذهب إلى داره وقد يذهب إلى داره رأسا
بعد الزيارة فيتمشى مع من ذكرناهم ويشتغل بالمطالعة ثم يستيقظ فيصلي
الصبح فان وجد متسعا للمطالعة والكتابة اشتغل بهما حتى تطلع الشمس
فيحضر إلى المسجد وهكذا وتخرج به جماعة صاروا من أفاضل زمانهم وبعد
وفاة الميرزا الشيرازي قلد وكان قد كتب حاشية على نجاة العباد ورجع إليه
جماعة من الخواص معتقدين أعلميته ولم تطل أيامه وعرض له مرض النسيان
فامتنع عن الفتيا وقبض الحقوق وخرج من النجف لتغيير الهواء وأقام
بسامراء فازداد فيها ضعفه ومرضه وتوفي فيها وهو في سن الكهولة بالتاريخ
المتقدم ودفن في الرواق كما مر وذلك بعد خروجنا من النجف بنحو من
ثلاث سنوات وكتب لنا شهادة بخط يده بالاجتهاد وقال له يوما الشيخ علي
القمي عن حديث انه موجود في مستدركات الوسائل فقال ابن يكبول
نمارزد هذا لا يساوي فلسا وقال يوما: نحن في حجية الاخبار مقلدون
للمحقق الحلي في قوله ما قبله الأصحاب قبلناه وما ردوه رددناه وجرى يوما
ذكر الفقه الرضوي فأنكر ان يكون من تأليف الرضا ع وقال إن
الرضا لما مر بنيسابور وروى لهم حديث سلسلة الذهب كتبه عنه الألوف من
الناس فلو كان الفقه الرضوي من تأليفه لما خفي امره ولم يطلع عليه الا
رجل واحد بعد وفاة الرضا ع بمئات السنين وقال له عاملي في
مجلس هذا اجماعي فغضب وقال أنت تقعد هنا في القبة وتقول اجماعا اجماعا
من أين اتاك هذا الاجماع؟ وقال لي يوما: جاءني عاملي ولم يسمه لكنني
عرفته بالقرائن فقال لي هذه شهادة اجتهاد أحب ان توقع فيها! فانا من
أين أعرف انه طالب علم فضلا عن انه مجتهد
زهده وورعه وتقواه
كان زاهدا في الدنيا معرضا عنها حتى عن الكلام في أمورها العادية
كالقصص والتواريخ والحكايات والسوانح لا يتكلم الا بما يعنيه لم نسمع
منه شيئا من ذلك واعترف غيرنا ممن عاشره بمثل هذا لكن ذلك مع
الاعتدال لا كفعل الربيع بن خثيم الذي سال رجلا هل لك أب هل في
قريتكم مسجد ثم ندم وقال سودت صحيفتك يا ربيع على ما مر في ترجمته
عاشرناه وواظبنا على القراءة عليه مدة وجودنا في النجف بعد فراغنا من
قراءة السطوح وذلك نحوا من ثماني سنوات وخرجنا منها قبل وفاته بنحو
من ثلاث سنين فلم نعثر منه طول هذه المدة على زلة ولا صغيرة واعترف
بذلك أيضا غيرنا ممن عاشره وكانت فيه صفات العلماء المخبتين والزاهدين
الورعين حقا لم تسمع في مجلسه غيبة من أحد وإذا شعر من أحد الجالسين
انه يريد الخوض في ذلك شرع فيما يوجب عدم خوضه فيه وكان في عصره
رجل في النجف اسمه الشيخ هادي الطهراني مشهور بالفضل له حلقة
درس كبيرة ومؤلفات مطبوعة يقال انه كان يطيل لسانه على أكابر العلماء.
ولعله لما كان يعتقده في نفسه من الفضل والتفوق وقد شاهدناه في النجف
وكثر الكلام في حقه من كثير من أكابر العلماء حتى وصل إلى حد التكفير
فانحل امره وتناقص عدد حلقة درسه إلى ما يقرب من عدد الأصابع أو
يزيد قليلا وكان ذلك قبل ورودنا النجف فوردناها والحال على ذلك وفي
بعض أوقات وجودنا فيها ثارت ثائرة جماعة من العلماء عليه فأصدروا
فتاواهم بتكفيره وأرسلوا إلى شيخنا المترجم ليشاركهم في ذلك فأبى وقال
التكفير امر عظيم لا أقدم عليه بمثل هذه النسب وصارت يومئذ مسالة
الشيخ هادي حديث الناس من العلماء والطلاب وغيرهم في مجالسهم
ومحافلهم اما شيخنا المترجم فلم يكن أحد يجسر على ذكر شئ من ذلك في
مجلسه وكان الطلبة قبل حضوره إلى الدرس يخوضون في ذلك فإذا حضر
سكتوا أو تكلموا في غيره وإذا شعر بان أحدا يريد الخوض في ذلك منعه
وسال رجل في حلقة الدرس عما يفعله بعض الأساتذة من شتم بعض
الطلاب وزجرهم فقال هم محمولون على الصحة اما نحن فلا نفعل ذلك
لكنه كان يغضب إذ رأى ما ينافي الشرع جرى يوما بمجلسه ذكر ما يفعله
المسمون في العراق بالرواديد في مجالس العزاء من الترجيع والترديد فاظهر
غاية الاشمئزاز والاستنكار
وثوق الخاصة والعامة به بما لا يثقونه بغيره
وانا أورد في ذلك حكاية واحدة تدل على المراد وفيها مع ذلك مواعظ
وعبر وآداب دينية يلزم كل عالم ان يتأسى بها. لما توفي السيد مهدي الحكيم
النجفي في جبل عامل كان له مع السيد محمود الحبوبي أحد تجار العراق
سبعون ليرة عثمانية ذهبا وله ورثة في العراق وآخرون في جبل عاملة فأراد
وصيه الشيخ عبد الحميد شرارة ان يستجلب سهم الورثة العامليين من
العراق فكتب وكالة لي وللشيخ حسين مغنية بقبض سهم الورثة العامليين
وايصاله إليهم ووقع عليهما أشهر علماء جبل عاملة السيد علي ابن عمنا
السيد محمود والسيد نجيب فضل الله وبذل السيدان كل ما لديهما من فقاهة
في تصحيح هذه الوكالة لتكون مقبولة غير مردودة فنطق الوصي بصيغة
الوكالة الصحيحة وقبل السيد علي الوكالة بلفظ قبلت فضولا عن الموكلين
وغير ذلك مما ربما يشترط بالوكالة فلقيت الحبوبي وأخبرته بذلك فقال أريد
(٢٠)

ان أدفعها عن يد عالم مجتهد واخذ بها ايصالا شرعيا قانونيا لأكون فارع
الذمة امام الله ولا يطالبني أحد من الناس فقلت ليكن ذلك فقال انا لا
اطمئن بغير الشيخ آقا رضا الهمذاني فقلت انه شيخنا واستاذنا فحضرنا
جميعا امام الشيخ انا وشريكي في الوكالة والسيد محمود واحضر السيد محمود
معه ابن عمه السيد محمد سعيد العالم الشاعر المشهور ليكون مراقبا على
صحة الايصال شرعا وقانونا لكنه حين كتابة الايصال اضطر ان يؤخر كتابته
لأنها لم تنتظم معه في المجلس رغم علمه الوافر وأدبه الجم فلما عرضنا ذلك
على الشيخ قال إن الوكالة لا تثبت بالخط لكن ان كنتما وكيلين والا فانا
أوكلكما لأنني ولي الغائب فهذه أول عقدة انحلت والحمد لله وشرع السيد
الحبوبي في دفع الليرات فظهر انها تنقص ليرة واحدة فقال اكتبوا الايصال
وانا أحضرها من السوق فشرعنا نكتب الايصال فقال الشيخ كيف تكتبون
بوصول المبلغ تماما وهو ينقص واحدة هذا كذب لا يجوز فقلت له انها تصلنا
بعد وقت قصير فهبه كقوله تعالى ونفخ في الصور فلم يقبل فقلت له نقرضه
ليرة مما دفعه ويدفعها لنا فيرتفع الكذب ولم يكن معنا ليرة لنا لنقرضه إياها
لأننا:
لا تالف الليرة الصفراء صرتنا * بل قد تمر عليها وهي تنطلق
فقال الشيخ لا يجوز لكم اقراض مال اليتيم فلت له انه سيعود إلينا
بلا فصل قال وان فلما رأى الحبوبي النزاع محتدما قام إلى السوق واحضر ليرة
ودفعها لنا وانحلت هذه العقدة الثانية والحمد لله فقال الشيخ أنتم هنا
وأصحاب المال في جبل عاملة فكيف ترسلونه إليهم ولعله يفقد في الطريق
فقلت له نحن لا نرسله عينا إلى جبل عاملة ولكننا نضعه أمانة عند بعض
التجار ونكتب إلى الوصي فيقبض ممن لهم أولاد طلاب في النجف ويحول
علينا فندفع لأولادهم فقال عند أي تاجر تريدون وضع المال قلنا له عند
الحاج علي شعبان والحاج باقر شعبان وكانا من الأتقياء المعتمدين عند
الجميع فقال اشهدوا عليهما عند الدفع فقلت له أتاجر الذي نضع عنده
أمانة يثقل الاشهاد عليه وان كان من أهل التقوى فقال لا يلزم أن تقولوا له
نريد ان نشهد عليك بل تدفعون له بحضور شاهدين بدون أن يفهم انهما
حضرا للشهادة عليه وانحلت العقدة الثالثة والرابعة ولله الحمد والمنة وفي
هذه الحكاية درس عظيم نافع لمن يتولون قبض الأمانات.
تواضعه الشديد وحمله نفسه عليه في كل شئ
من تواضعه الشديد انه كان يقوم لكل داخل ويقوم للطلاب جميعهم
حتى في أثناء الدرس والعادة المتبعة في النجف ان الشيخ لا يقوم لاحد من
تلاميذه في يوم الدرس سواء في أثنائه وخارجه فإذا قام لهم علموا ان ذلك
اليوم يوم تعطيل اما الطلاب فيقومون للداخل منهم قبل شروع الشيخ في
الدرس وفي أثناء الدرس لا يقومون لاحد اما شيخنا المترجم فكلما دخل
واحد منهم قام له ولو في أثناء الدرس فيقوم والكراس الذي يقرأ فيه في يده
فإذا كان ذلك في أثناء الدرس كان وحده هو القائم وباقي الطلاب
جالسون.
وكان يشتري لوازم بيته بنفسه ولا يكل ذلك إلى أحد رأيته مرة واقفا
على القصاب ينتظر فراغه ليعطيه اللحم وذلك في أيام الزيارة والقصاب
مشغول بالبيع على الزائرين ولا يلتفت إلى أصحابه المواطنين لان انتفاعه من
الغرباء أكثر وكان واقفا قبل مجيئي مدة الله أعلم مقدارها فصحت
بالقصاب ان اعط الشيخ ما يريد فقال الشيخ ما يخالف فقلت له اي شئ
ما يخالف يدعك إلى آخر الناس فاعتذر القصاب ووزن له ووزن لي بعده
ولولا مجيئي لكان حاله حال ابنتي شعيب. ورأيته مرة يساوم على الحطب
يوم الجمعة أو الخميس لأنهما يوما تعطيل الدروس في الأسبوع يأتي
الحطابون بالحطب من الرمث أو الشنان وما أشبه ذلك من البرية على
حميرهم ويقفون بها في الأزقة فتشتري الناس منهم فقلت له يا شيخنا كلف
غيرك يشتري لك الحطب فقال انا لا أغير طريقتي وكان يومئذ قد رأس
وقلده الناس وقال لي مرقودة رآنا ذاهبين إلى كربلاء للزيارة مشاة انا قد
غبطتكم على هذا المشي وتمنيت لو كنت أقدر على المشي فأزور ماشيا
معكم.
كراهته الشهرة وانعزاله عن الناس
كان يكره الشهرة ويحب العزلة الا فيما لا بد منه لدين أو دنيا فكان لا
يجلس في يوم عيد ولا يحب ان يشيعه أحد إذا سافر ويزور أحيانا بعض من
جرت العادة ان يزار ويحضر بعض مجالس العزاء ويأتي في بعض الليالي إلى
حجرة السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة والى غيرها وبالجملة
كانت زياراته مقتصرة على ما يرتفع له الجفاء وقال له الطلبة يوما وقد قرب
العيد نريد ان نزوركم يا شيخنا يوم العيد فقال انا لا أريد ذلك فحضرنا
يوم العيد فإذا الباب مغلق وبعد دق كثير نزل ابن أخته وصهره الشيخ علي
ففتح الباب وصعدنا وسلمنا على الشيخ وباركنا له بالعيد وملا الشيخ علي
سبيلين أو ثلاثة كانت موجودة هناك من التتن وقدمها للزائرين فكان
أحدهم يجر الدخان من السبيل ثم يدفعه إلى الذي بجانبه واحضر شيئا من
الملبس المصنوع في النجف فاخذ كل واحد قطعة منه وانصرفنا شاكرين لهذه
الزيارة التي كانت رغما عن الشيخ ولا شك انه لما رأى أنه لا مناص له منها
أذن لنا بدخول داره فلم نكن غاصبين ولا آثمين وأراد مرة السفر الحج فقلنا
له نريد ان نودعكم يا شيخنا فمتى يكون سفركم قال انا لا أريد ذلك وكان
الباذل له مصاريف الحج رجل عطار في النجف يسمى الحاج محمد الهمذاني
وكانت العادة جارية ان سفر الحج يكون برا من النجف عن طريق نجد
والحجاج ينصب كل منهم صيوانا بحسب حاله خارج السور يصنعون فيه
القهوة وتزورهم الناس وليلة السفر يودعهم من يريد وداعهم هناك اما
شيخنا فإنه انتظر إلى قرب اقفال الحضرة وحضر ليزور ويذهب إلى صيوانه
فانتظرته انا واحد الطلاب هناك وذهبنا معه وودعناه ورجعنا وكان يمشي في
الطريق وحده وليس معه بالليل من يحمل أمامه الضياء كعادة كبار العلماء
وإذا رآه من لا يعرفه ظنه من بعض فقراء الطلبة كنت أمشي معه يوما ليلا
فاستقبله زائر من العجم فسأله هل تصلي ركعات الوحشة صلاة ليلة
الدفن ركعتان يهدى ثوابهما للميت فقال لا ولم يكن يعمل لنفسه دعاية ولا
يلتمس من يعمل له ذلك ولا يتحدث بشئ مما جرى له مما فيه تميز
بشئ.
مبدأ امره ومنتهاه
كان في أول امره غير معروف كثيرا وأول من أشاد بذكره واجتهد في
اعلاء امره وعرف فضله ومكانته في العلم الشيخ أحمد بن صاحب الجواهر
وكان هذا معروفا بالذكاء والفطنة مشهورا بالفضل فلازمه يقرأ عليه ونوه
بذكره ودعا إليه وتبعه غيره من آل صاحب الجواهر في حياة الشيخ احمد
وبعد وفاته وفي مدة قراءتنا عليه وكان الشيخ احمد قد توفي وكان يلازم درسه
(٢١)

عدة من فضلائهم وكان هو يعرف لهم ذلك ويقول اني أراعي آل صاحب
الجواهر. وكان في مبدأ امره فقيرا قانعا مقتصدا واشترى له الحاج محمد
الهمذاني العطار في النجف دارا صغيرة فسكنها ومررنا بها في سفرنا للعراق
عام ١٣٥٢ فإذا هي بيعت وخلت من سكناه وسكنى ذريته بعد ما كانت
عامرة بالعلم وأهله فسبحان من لا يدوم الا ملكه ودعاه المذكور إلى حج
بيت الله الحرام وبذل له الزاد والراحلة حتى ثوبي الاحرام والنعلين ومما
حدثنا به عن مشاهداته في الحج قال سرق لبعض الحجاج الإيرانيين
صندوق صغير فيه جواهر وأشياء نفيسة فأخبر بذلك الحملدار فوقع ظنه على
بعض العكامين وتهدده بالعقاب قال فتحيرت عند ذلك بين ان اسكت
فيكون سكوتا على منكر لان هذا العكام لم يثبت عليه ما يوجب العقاب
وبين ان أتكلم فيضيع حق الحاج فخرجت من البيت لئلا أرى شيئا ثم
علمت أن العكام لما أيقن بالعقاب ذهب واحضر الصندوق وكان قد دفنه في
مزبلة قال وجاءني رجل من غير الشيعة فقال اني اتيت باعمال الحج كلها
وعددها فهل بقي علي شئ فقلت لا لكن على بعض مذاهب المسلمين بقي
عليك طواف النساء فقال الذين يقولون بعدم وجوب طواف النساء هل
يقول أحد منهم ان من طافه يبطل حجه قلت لا فإذا أطوفه فان كان واجبا
أكن قد أكملت حجي وان لم يكن واجبا لم يضرني وبعد وفاة الميرزا
الشيرازي ورجوع جماعة إليه في التقليد جاءته بعض الحقوق فكان يصرفها
على مستحقيها ولم تتغير حاله في شئ من ماكل أو ملبس أو مسكن أو
غيرها بل بقي على ما كان عليه من أحواله التي وصفناها يمشي وحده ليلا
ونهارا ويشتري حوائجه بنفسه ويحمل ما يشتريه من لحم وغيره بيده من
السوق إلى بيته ويتواضع وبالجملة لم يتغير شئ من أحواله التي وصفناها
بقدر شعرة.
بعض آرائه العلمية
كان يرى أن المدار في حجية الخبر على الوثوق بالصدور ولذلك كان
يقول بقول المحقق ما قبله الأصحاب منها قبلناه وما ردوه رددناه وكان يحافظ
على موافقة المشهور كثيرا وان كان لا يقول بحجية الشهرة وكان يقول
باشتراط الامتزاج في تطهير الماء النجس وعدم كفاية مجرد الاتصال بالكثير أو
الجاري ويقول بان الكيل والوزن في تقدير الكر متقاربان ولكن الصواب
خلاف قوله هذا بل التفاوت كثير على القول بثلاثة أشبار ونصف نعم هما
متقاربان على التحديد بثلاثة أشبار وكان يقول بعدم اشتراط الرجوع ليومه
وليلته في المسافة الملفقة ويقول الاخبار صريحة في ذلك ومن يريد القول
بغيره يحتاج إلى أن يعوج سليقته ويقول بان اشتراط كون الشك بعد رفع
الرأس من السجدة الأخيرة مع أن السجود يتم بتمام الذكر انما هو لكون
السجود لا ينتهي الا برفع الرأس فليس الشك بعد تمام الركعة بل في أثنائها
ويستشكل في أن المقيم في بلد زمانا طويلا مع عدم قصد التوطن كالطلاب
الذين يقيمون في النجف عشرات السنين يجري عليهم حكم المسافر ويقول إن
منجزات المريض مع عدم التهمة هي من الأصل ويقول إذا كان الضد
المأمور به مضيقا وضده من العبادات موسعا وفعل الموسع صح لكنه ياثم
بتأخير المضيق.
بعض أحاديثه
قال يوما كنا قد وضعنا بعض الدراهم تحت الفراش لنشتري به من
البر ما نطحنه فجاء رجل كنا استأجرناه على صلاة فسرقه وقال كان بعض
الطلاب المواظبين على الدرس يحضر كل يوم مبكرا فجاء يوما ولاقى
مشقة في الوصول فوجد الشيخ قد عطل الدرس لسبب فأسف كثيرا على
فوات الدرس بعد هذه المشقة قال لكنني فتشت في أعماق قلبي فوجدته
مسرورا بهذا التعطيل طلبا للراحة. ولما كنا نقرأ عليه في صلاة الجماعة كان
أهل بيتنا مرضى فخرجنا بهم إلى بعض بساتين السهلة لتغيير الهواء فكنا
نضطر إلى المجئ كل يوم إلى النجف أول الفجر مشاة لعدم وجود دواب في
ذلك الوقت والوقت قائظ فنصل إلى النجف أول طلوع الشمس والمسافة
نحو من فرسخ فنقطعها في نحو ثلثي الفرسخ فنحضر الدرس الذي هو بعد
طلوع الشمس بقليل ثم يقرأ تلاميذنا علينا دروسهم ونعود عند العصر
راكبين لوجود الدواب فرآني يوما وقد بان علي اثر السفر فسألني فقلت له اني
حضرت من بساتين السهلة عند الفجر ووصلت الآن فتعجب فقلت له
صار لي مدة افعل هكذا وكل يوم تراني أكون قد حضرت من هناك فقال
لكل شئ آفة ولطلب العلم آفات.
ولده
له ولد يسمى الشيخ محمد نشأ على طلب العلم حتى وصل إلى المعالم
محصلا حسن الأخلاق فأصبح يوما بعد ما شب وكبر وقد ذهب إلى دكان
صائغ أو ساعاتي ليكون عنده ويتعلم صنعته فعلم أبوه بذلك فلم ينتهره ولم
يجبره على ترك ذلك انما قال له كن عند ساعاتي ولا تكن عند صائغ أو
بالعكس وبقي على ذلك ثم ذهب إلى همذان وجعل يكتب عرض حالات
لمن يشتكون عند الحاكم ولما وصلنا همذان في طريقنا إلى زيارة الرضا
ع عام ١٣٥٣ سألنا عنه وطلبنا مواجهته فجاء وقد لبس لباس أرباب
الدولة.
مشايخه
١ الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي وهو عمدة مشايخه ولما
هاجر الميرزا الشيرازي إلى سامراء استقل هو بالتدريس ٢ الميرزا محمد
تقي الشيرازي ٣ الميرزا حسن ابن الميرزا خليل الطهراني النجفي.
تلاميذه
تخرج به جماعة كثيرون ١ ابن أخته وصهره الشيخ علي كان يشبهه
علما وهديا لكن المنية لم تمهله ٢ الشيخ احمد ابن الشيخ محمد حسن
صاحب الجواهر ٣ الشيخ علي ابن الشيخ باقر ابن صاحب الجواهر كان
مواظبا على درسه ٣ و ٤ و ٥ ثلاثة من آل صاحب الجواهر غابت
عني أسماؤهم أحدهم كان فاضلا حسن الأخلاق رأيته بالنجف في سفري
إلى العراق عام ١٣٥٢ ٦ الشيخ محمد محسن المعروف بآقا بزرگ صاحب
الذريعة ٧ الشيخ علي القمي العابد الزاهد الشهير ٨ الشيخ علي
الحلي ١٠ و ١١ الشيخ احمد والشيخ محمد حسين أبناء الشيخ علي
ابن الشيخ محمد رضا من آل الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء ١٢ الشيخ جواد البلاغي ١٣
الشيخ عبد الحسين بن الشيخ محمد آل الشيخ
أسد الله التستري الكاظمي ١٤ الفقير مؤلف هذا الكتاب ١٥
الشيخ حسين مغنية العاملي ١٦ الشيخ منير عسيران الصيداوي العاملي
وكان يحضر معنا في درسه غير هؤلاء من طلبة العجم غابت عني
أسماؤهم.
(٢٢)

مؤلفاته
١ مصباح الفقيه شرح على الشرائع كان يدرس فيما يكتبه منه كل
يوم خرج منه كتاب الطهارة فيه كثير من مهمات المباحث الأصولية وكتاب
الصلاة مطبوعان وخرجنا من النجف وهو يدرس في الزكاة ٢ حاشية
الرسائل مطبوعة قد نسختها بخطي قبل طبعها ٣ حاشية المكاسب ٤
حاشية الرياض ٥ تقريرات بحث الميرزا الشيرازي في الأصول ٦
كتاب البيع من تقريرات بحث الميرزا الشيرازي ٧ حاشية نجاة العباد
٥١: السيد رضا بن السيد هاشم بن مير شجاعة علي النقوي الرضوي الموسوي
الهندي اللكهنوئي الأصل النجفي المولد والمدفن
ولد في النجف الأشرف سنة ١٢٩٠ وتوفي في ٢٢ جمادي الأولى سنة
١٣٦٢ بقرية السوارية التي سميت الفيصلية بالسكتة القلبية حيث كان
يسكن هناك وهي تبعد عن النجف ١٢ فرسخا وحمت جنازته بتشييع عظيم
إلى النجف فدفن هناك وصلي عليه السيد أبو الحسن الأصفهاني وامر بإقامة
مجلس الفاتحة وأقيمت له عدة مجالس فاتحة في النجف وفي محل وفاته.
كان عالما فاضلا أديبا شاعرا من الطبقة الممتازة بين شعراء عصره
انتقل مع والده إلى سامراء سنة ١٢٩٨ وهي سنة الطاعون وعمره ثماني
سنوات وبقي فيها مع والده ثلاث عشرة سنة ثم عاد مع والده إلى النجف
واشتغل بطلب العلم استفادة وإفادة ورأيناه هناك وعاشرناه ولنا معه قرابة
من جهة النساء فأم والده هي بنت السيد حسين ابن جد جدنا السيد أبو
الحسن موسى وذهب إلى الحج أيام إقامتنا بدمشق فرأيناه هناك وزرناه
وزارنا.
وكان له إلمام بما يسمونه علم الرياضة الروحية والأوراد والرمل والجفر
والإرفاق اخذ ذلك عن والده واستجازه به فاجازه
وقال في حقه صاحب الطليعة عالم فاضل معاصر أديب شاعر شعره
من الطبقة العالية قوة ورقة وانسجاما إلى خلق يزري بزهر الرياض. ومن
اخباره انه عثر على بيتين كتبا بخط كوفي وهما:
من ذخره وماله * وفي الورى جماله
محمد وآله * كيف تسوء حاله
ومن طريف اخباره على ما كتب به إلينا ولده انه رأى في منامه في
العام الذي عزم فيه والده على الرجوع به من سامراء إلى النجف كان هاتفا
يهتف من جهة قد انقضى، قد انقضى ويجيبه آخر من الجهة الأخرى
أرخته عمر رضا فلما انتبه من نومه حسب التاريخ فوجده مطابقا للسنة
المذكورة ١٣١١ ومر على قبر فرأى مكتوبا عليه هذا قبر المرحوم السيد رضا
خلف السيد محمد الهندي. وهو قبر لرجل مشارك له في الاسم واسم الأب
فتطير من ذلك واغتم ولكن ظهر ان هذه الطيرة ليست بحق.
مشايخه
قرأ على أبيه وعلى السيد محمد الطباطبائي والشيخ محمد طه نجف
والشيخ حسن ابن صاحب الجواهر والملا محمد الشرابياني وربما حضر أحيانا
درس الشيخ ملا كاظم الخراساني ويروي إجازة عن أبيه وعن الشيخ
أسد الله الزنجاني والسيد حسن الصدر والسيد أبي الحسن الأصفهاني.
مؤلفاته
على ما كتبه إلينا ولده ١ الميزان العادل بين الحق والباطل وهي
رسالة في الرد على الكتابيين ألفها بالتماس الشيخ حسن علي القطيفي
وطبعها المذكور على نفقته في بغداد سنة ١٣٣١ في ٤٠ صفحة وقرر
تدريسها في مدارس الدولة وبعد الاحتلال الانكليزي منع نشرها ٢
بلغة الراحل في المعتقدات والأخلاق لم يتم ٣ كتاب في العروض مفقود
٤ شرح الطهارة من منظومة والده في الفقه المسماة باللآلئ الكاظمية.
وله كلمة في الرد على بعض أهل المجلات البغدادية قال فيها بسم
الله الرحمن الرحيم جرت عادة أهل الشرع على الابتداء في كل امر مهم
بالتلفظ ببسم الله وفقا لقوله ص كل امر ذي بال لم يبدأ فيه بسم الله فهو
أبتر وغير ذلك مما دل بعمومه أو خصوصه على ذلك فالاكل والشارب
يقول بسم الله على أوله بسم الله على آخره والقارئ والكاتب يقول بسم
الله والماشي والراكب يقول بسم الله إلى غير ذلك من الأمثلة فاما ان نقدر
لكل مقام فعلا يناسبه فيكون التقدير هكذا آكل بسم الله أشرب بسم الله
الخ وحينئذ فلا بد من تقدير مستعينا بعد كل فعل من هذه الأفعال والا فان
اسم الله ليس من سنخ المأكول أو المشروب وغيرهما ليتعلق به الفعل على
نحو تعلقه بالمفعول كما تأتى ذلك في قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق
على أن اجراءها على سياق نظائرها يقتضي تقديره مستعينا أيضا اي اقرأ
القرآن مستعينا باسم ربك واما كون الاستعانة بالاسم شركا لكونه غير
المسمى فالجواب عنه بالنقض والحل اما النقض فبقوله تعالى واستعينوا
بالصبر والصلاة ومن المعلوم ان كلا منهما غير الذات المقدسة فلو لزم الشرك
من الأول للزم من هذا أيضا واما الحل فان الاستعانة بالغير تكون على
أحد وجهين الأول ان تكون اعانته على نحو الفاعلية الثاني ان
تكون على نحو المحبوبية عند الفاعل المطلوب اعانته والأول نحو استعنت
بالملك على أموري والثاني نحو استعنت عند الملك بأدبي اي اتخذت الأدب
واسطة تقربي وتحببي عند الملك ليعينني على أموري ولا يخفى على ذوي
الألباب ان الاستعانة باسم الله وبالصبر والصلاة من هذا النحو لا ان تكون
هذه الأشياء أعوانا على نحو الفاعلية ليلزم منه الشرك بالله والعياذ بالله
ولكني أخشى ان يكون صبا نجد مر على بغداد فهون على بعض قاطنيها
نسبة الشرك إلى فحول العلماء فليتق الله امرؤ عزم على تفسير القرآن الكريم
من أن ينطق بشئ منه بمجرد الفكر قبل التأمل في دقائق اللغة وتتبع
أقوال أئمتها انتهى.
شعره
له شعر فائق كثير في الطبقة العالية بين أشعار أهل العصر فمنه
قوله:
في التشوق إلى النجف وهو من أول نظمه:
يا أيها النجف الاعلى لك الشرف * ضمنت خير الورى يا أيها النجف
فيك الامام أمير المؤمنين ثوى * فالدر فيك وما في غيرك الصدف
(٢٣)

يا سائرين إلى ارض الغري ضحى * نشدتكم بأمير المؤمنين قفوا
ما ضركم لو حملتم ما يبثكم * صب غريب كئيب هائم دنف
وقوله في مدح أمير المؤمنين علي ع:
لما دعاك الله قدما لان * تولد في البيت فلبيته
جزيته بين قريش بان * طهرت من أصنامهم بيته
وقال عند زيارة المدينة المنورة:
جاشت النفس بالهموم ولكن * سكنت عند ما وردنا المدينة
كيف لا تسكن النفوس ارتياحا * عند من أنزلت عليه السكينة
وقال أيضا عند زيارة أئمة البقيع:
أعز اصطباري وأجرى دموعي * وقوفي ضحى في بقاع البقيع
على عترة المصطفى الأقربين * وأمهم بنت طه الشفيع
هم امنوا الناس من كل خوف * وهم اطعموا الناس من كل جوع
وهم روعوا الكفر في بأسهم * على أن فيهم أمان المروع
وقفت على رسمهم والدموع * تسيل ونار الجوى في ضلوعي
وكان من الحزم حبس البكاء * لو أن هنالك صبري مطيعي
وهل يملك الصبر من مقلتاه * ترى مهبط الوحي عافي الربوع
وقيمه يمنع الزائرين * من لثم ذاك المقام المنيع
إذا هم زواره بالدنو * يذودونهم عنه ذود القطيع
وهذا مقام يذم الصبور * عليه ويحمد حال الجزوع
ويا ليت شعري ولا تبرح * الليالي تجئ بخطب فظيع
أكان إليهم أساء النبي * فيجزونه بالفعال الشنيع
لئن كان في مكة صنعهم * بحجاجها نحو هذا الصنيع
فلست أرى الحج بالمستطاع * ولا واجد المال بالمستطيع
وله في الموعظة والتخلص إلى رثاء الحسين ع:
أرى عمري مؤذنا بالذهاب * تمر لياليه مر السحاب
وتفاجأني بيض أيامه * فتسلخ مني سواد الشباب
فمن لي إذا حان مني الحمام * ولم أستطع منه دفعا لما بي
ومن لي إذا قلبتني الأكف * وجردني غاسلي من ثيابي
ومن لي إذا سرت فوق السرير * وشيل سريري فوق الرقاب
ومن لي إذا ما هجرت الديار * وعوضت عنها بدار الخراب
ومن لي إذا آب أهل الوداد * عني وقد يئسوا من إيابي
ومن لي إذا منكر جد في * سؤالي فأذهلني عن جوابي
ومن لي إذا درست رمتي * وأبلى عظامي عفر التراب
ومن لي إذا قام يوم النشور * وقمت بلا حجة للحساب
ومن لي إذا ناولني الكتاب * ولم أدر ماذا أرى في كتابي
ومن لي إذا امتازت الفرقتان * أهل النعيم وأهل العذاب
وكيف يعاملني ذو الجلال * فاعرف كيف يكون انقلابي
أباللطف وهو الغفور الرحيم * أم العدل وهو شديد العقاب
ويا ليت شعري إذا سامني * بذنبي وواخذني باكتسابي
فهل تحرق النار عينا بكت * لرزء القتيل بسيف الضبابي
وهل تحرق النار رجلا مشت * إلى حرم منه سامي القباب
وهل تحرق النار قلبا أذيب * بلوعة نيران ذلك المصاب
وله في مثل يوم مولد النبي ص:
أرى الكون اضحى نوره يتوقد * لأمر به نيران فارس تخمد
وايوان كسرى انشق أعلاه مؤذنا * بان بناء الدين عاد يشيد
أرى ان أم الشرك أضحت عقيمة * فهل حان من خير النبيين مولد
نعم كاد يستولي الضلال على الورى * فاقبل يهدي العالمين محمد
نبي براه الله نورا بعرشه * وما كان شئ في الخليفة يوجد
وأودعه من بعد في صلب آدم * ليسترشد الضلال منه ويهتدوا
ولو لم يكن في صلب آدم مودعا * لما قال قدما للملائكة اسجدوا
له الصدر بين الأنبياء وقبلهم * على رأسه تاج النبوة يعقد
لئن سبقوه بالمجئ فإنما * اتوا ليبثوا امره ويمهدوا
رسول له قد سخر الكون ربه * وأيده فهو الرسول المؤيد
ووحده بالعز بين عباده * ليجروا على منهاجه ويوحدوا
وقارن ما بين اسمه واسم احمد * فجاحده لا شك لله يجحد
ومن كان بالتوحيد لله شاهدا * فذاك لطه بالرسالة يشهد
ولولاه ما قلنا ولا قال قائل * لمالك يوم الدين إياك نعبد
ولا أصبحت أوثانهم وهي التي * لها سجدوا تهوي خشوعا وتسجد
لأمنة البشرى مدى الدهر إذ غدت * وفي حجرها خير النبيين يولد
به بشر الإنجيل والصحف قبله * وان حاول الاخفاء للحق ملحد
بسينا دعا موسى وساعير مبعث * لعيسى ومن فاران جاء محمد
فمن ارض قيذار تجلى وبعدها * لسكان سلع عاد والعود احمد
فسل سفر شعيا ما هتافهم الذي * به أمروا ان يهتفوا ويمجدوا
ومن وعد الرحمن موسى ببعثه * وهيهات للرحمن يخلف موعد
وسل من عني عيسى المسيح بقوله * سأنزله نحو الورى حين اصعد
لعمرك ان الحق ابيض ناصع * ولكنما حظ المعاند اسود
أيخلد نحو الأرض متبع الهوى * وعما قليل في جهنم يخلد
ولولا الهوى المغوي لما مال عاقل * عن الحق يوما كيف والعقل يرشد
ولا كان أصناف النصارى تنصروا * حديثا ولا كان اليهود تهودوا
أبا القاسم اصدع بالرسالة منذرا * فسيفك عن هام العدى ليس يغمد
ولا تخش من كيد الأعادي وبأسهم * فان عليا بالحسام مقلد
وهل يختشى كيد المضلين من له * أبو طالب حام وحيدر مسعد
على يد الهادي يصول بها وكم * لوالده الزاكي على احمد يد
وهاجر أبا الزهراء عن ارض مكة * وخل عليا في فراشك يرقد
عليك سلام الله يا خير مرسل * إليه حديث العز والمجد يسند
حباك اله العرش منه بمعجز * تبيد الليالي وهو باق مؤيد
دعوت قريشا ان يجيئوا بمثله * فما نطقوا والصمت بالعي يشهد
وكم قد دعاه منهم ذو بلاغة * فأصبح مبهوتا يقوم ويقعد
وجئت إلى أهل الحجى بشريعة * صفا لهم من مائها العذب مورد
شريعة حق ان تقادم عهدها * فما زال فينا حسنها يتجدد
عليك سلام الله ما قام عابد * بجنح الدجى يدعو وما دام معبد
وله هذه القصيدة المسماة بالكوثرية في مدح مولانا أمير المؤمنين علي
ع:
(٢٤)

أمفلج ثغرك أم جوهر * ورحيق رضابك أم سكر
قد قال لثغرك صانعه * انا أعطيناك الكوثر
والخال بخدك أم مسك * نقطت به الورد الأحمر
أم ذاك الخال بذاك الخد * فتيت الند على مجمر
عجبا من جمرته تذكو * وبها لا يحترق العنبر
يا من تبدو لي وفرته * في صبح محياه الأزهر
فأجن به بالليل إذا * يغشي والصبح إذا أسفر
ارحم أرقا لو لم يمرض * بنعاس جفونك لم يسهر
تبيض لهجرك عيناه * حزنا ومدامعه تحمر
يا للعشاق لمفتون * يهوى رشا أحوى أحور
ان يبد لذي طرب غنى * أو لاح لذي نسك كبر
آمنت هوى بنبوته * وبعينيه سحر يؤثر
أصفيت الود لذي ملل * عيشي بقطيعته كدر
يا من قد آثر هجراني * وعلي بلقياه استأثر
أقسمت عليك بما أولتك * النضرة من حسن المنظر
وبوجهك إذ يحمر حيا * وبوجه محبك إذ يصفر
وبلؤلؤ مبسمك المنظوم * ولؤلؤ دمعي إذ ينثر
ان تترك هذا الهجر فليس * يليق بمثلي ان يهجر
فأجل الاقداح بصرف الراح * عسى الأفراح بها تنشر
وأشغل يمناك بصب الكاس * وخل يسارك للمزهر
فدم العنقود ولحن العود * يعيد الخير وينفي الشر
بكر للسكر قبيل الفجر * فصفو الدهر لمن بكر
هذا عملي فاسلك سبلي * ان كنت تقر على المنكر
فلقد أسرفت وما أسلفت * لنفسي ما فيه اعذر
سودت صحيفة أعمالي * ووكلت الامر إلى حيدر
هو كهفي من نوب الدنيا * وشفيعي في يوم المحشر
قد تمت لي بولايته * نعم جمت عن أن تشكر
لأصيب بها الحظ الأوفى * واخصص بالسهم الأوفر
بالحفظ من النار الكبرى * والأمن من الفزع الأكبر
هل يمنعني وهو الساقي * ان أشرب من حوض الكوثر
أم يطردني عن مائدة * وضعت للقانع والمعتر
يا من قد أنكر من آيات * أبي حسن ما لا ينكر
ان كنت لجهلك بالأيام * جحدت مقام أبي شبر
فاسال بدرا واسال أحدا * وسل الأحزاب وسل خيبر
من دبر فيها الامر ومن * أردى الابطال ومن دمر
من هد حصون الشرك ومن * شاد الاسلام ومن عمر
من قدمه طه وعلي * أهل الايمان له امر
قاسوك أبا حسن بسواك * وهل بالطود يقاس الذر
اني ساووك بمن ناووك * وهل ساووا نعلي قنبر
من غيرك من يدعى للحرب * وللمحراب وللمنبر
أفعال الخير إذا انتشرت * في الناس فأنت لها مصدر
وإذا ذكر المعروف فما * لسواك به شئ يذكر
أحييت الدين بأبيض قد * أودعت به الموت الأحمر
قطبا للحرب يدير الضرب * ويجلو الكرب بيوم الكر
فاصدع بالامر فناصرك البتار * وشانئك الأبتر
لو لم تؤمر بالصبر وكظم * الغيظ وليتك لم تؤمر
ما نال أخو... * فتناوله منه...
لكن اعراض العاجل ما * علقت بردائك يا جوهر
أنت المهتم بحفظ الدين * وغيرك بالدنيا يغتر
أفعالك ما كانت فيها * الا ذكرى لمن أذكر
حججا ألزمت بها الخصماء * وتبصرة لمن استبصر
آيات جلالك لا تحصى * وصفات كمالك لا تحصر
من طول فيك مدائحه * عن أدنى واجبها قصر
فاقبل يا كعبة آمالي * من هدي مديحي ما استيسر
وله في رثاء الحسين ع:
إيان تنجز لي يا دهر ما تعد * قد عشرت فيك آمالي ولا تلد
طال الزمان وعندي بعد أمنية * يأتي عليها ولا يأتي بها الأمد
تمضي الليالي ولا أقضي المرام فهب * اني ابن عاد فكم يبقى له لبد
علا م احبس عن غاياتها هممي * ولي هموم تفاني دونها العدد
فيا مغذا على وجناء مرتعها * قطع الفجاج ولمع الآل ما ترد
كأنها عرش بلقيس وقد علقت * بها أماني سليمان إذا تخد
جب بالمسير هداك الله كل فلا * عن الهدى فيه حتى للقطار صد
حتى يبوئك الترحال ناحية * تحل من كرب اللاجي بها العقد
وبقعة ترهب الأيام سطوتها * وليس تهرب من ذؤبانها النقد
وروضة أنجم الزهراء قد حسدت * حصباءها وعليها يحمد الحسد
وارض قدس من الأملاك طاف بها * طوائف كلما مروا بها سجدوا
فأرخص الدمع من عينين قد غلتا * على لهيب جوى في القلب يتقد
وقل ولم تدع الأشجان منك سوى * قلب الفريسة إذ ينثاشها الأسد
يا صاحب العصر أدركنا فليس لنا * ورد هني ولا عيش لنا رغد
طالت علينا ليالي الانتظار فهل * يا ابن الزكي لليل الانتظار غد
فأكحل بطلعتك الغرا لنا مقلا * يكاد يأتي على انسانها الرمد
ها نحن مرمى لنبل النائبات وهل * يغني اصطبار وهي من درعه الجلد
كم ذا يؤلف شمل الظالمين لكم * وشملكم بيدي أعدائكم بدد
فانهض فدتك بقايا أنفس ظفرت * بها النوائب لما خانها الجلد
هب ان جندك معدود فجدك قد * لاقى بسبعين جيشا ما له عدد
غداة جاهد من أعدائه نفرا * جدوا باطفاء نور الله واجتهدوا
وعصبة جحدوا حق الحسين كما * من قبل حق أبيه المرتضى جحدوا
تجمعت عدة منهم يضيق بها * صدر الفضا ولها أمثالها مدد
فشد فيهم بابطال إذا برقت * سيوفهم مطروا حتفا وما رعدوا
صالوا وجالوا وأدوا حق سيدهم * في موقف فيه عق الوالد الولد
وشاقهم ثمر العقبى فأصبح في * صدورهم شجر الخطي يختضد
وعاد ريحانة المختار منفردا * بين العدى ما له حام ولا عضد
وتر به أدركت أوتار ما فعلت * بدر ولم تكفهم ثارا لها أحد
يكر فيهم بماضيه فيهزمهم * وهم ثلاثون ألفا وهو منفرد
لو شئت يا علة التكوين محوهم * ما كان يثبت منهم في الوغى أحد
لكن صبرت لأمر الله محتسبا * إياه والعيش ما بين العدى نكد
فكنت في موقف بحيث على * رحيب صدرك وفاد القنا تفد
(٢٥)

حتى مضيت شهيدا بينهم عميت * عيونهم شهدوا منك الذي شهدوا
يا ثاويا في هجير الصيف كفنه * سافي الرياح ووارته القنا القصد
لا بل ذا غلة نهر قتلت به * مورى الفؤاد أواما وهو مطرد
على النبي عزيز لو يراك وقد * شفي بمصرعك الأعداء ما حقدوا
وأصدروك لهيف القلب لا صدروا * وحلأوك عن المورود لا وردوا
ولو ترى أعين الزهراء قرتها * والنيل من فوقه كالهدب ينعقد
له على السمر رأس تستضئ به * سمر القنا وعلى وجه الثرى جسد
إذا لحنت وأنت وانهمت مقل * منها وحرت بنيران الأسى كبد
عجبت للأرض ما ساخت جوانبها * وقد تضعضع منها الطود والوتد
وللسماوات لم لا زلزلت وعلى * من بعد سبط رسول الله تعتمد
الله أكبر مات الدين وانطمست * اعلامه وعفا الايمان والرشد
وقوضت خيم الأطهار من حرم * المختار لما هوى من بينها العمد
ورب بارزة من خدرها ولها * قلب تقاسمه الأشجان والكمد
تقول يا اخوتي لا تبعدوا ابدا * عن حيكم وبلى الله قد بعدوا
لم يبق لي إذ نأيتم لأفقدتكم * حام فيرعى ولا راع فيفتقد
الا فتى صده عن رعي أسرته * أساره ونحول الجسم والصفد
وكيف يملك دفعا وهو مرتهن * بالسير ممتهن بالأسر مضطهد
ونحن فوق النياق المصعبات بنا * يجاب حزم الربى والغور والسند
في كل يوم بنا للسير مجهلة * تطوى ويبرزنا بين الورى بلد
يا آل احمد جودوا بالشفاعة لي * في يوم لا والد يغني ولا ولد
لكم بقلبي حزن لا يغيره * مر الزمان ويفنى قلبه الأبد
ثوب الجديدين يبلى من تقادمه * وخطبكم ابدا أثوابه جدد
وقال يرثي الحسين ع:
أو بعد ما ابيض القذال وشابا * أصبو لوصل الغيد أو اتصابي
هبني صبوت فمن يعيد غوانيا * يحسبن بازي المشيب غرابا
قد كان يهديهن ليل شبيبتي * فضللن حين رأين فيه شهابا
والغيد مثل النجم يطلع في الدجى * فإذا تبلج ضوء صبح غابا
لا يبعدن وان تغير مألف * بالجمع كان يؤلف الا حبابا
ولقد وقفت فما وقفن مدامعي * في دار زينب بل وقفن ربابا
وذكرت حين رأيتها مهجورة * فيها الغراب يردد التنعابا
أبيات آل محمد لما سرى * عنها ابن فاطمة فعدن يبابا
ونحا العراق بفتية من غالب * كل تراه المدرك الغلابا
صيد إذا شب الهياج وشابت * الأرض الدما والطفل رعبا شابا
ركزوا قناهم في صدور عداتهم * ولبيضهم جعلوا الرقاب قرابا
تجلو وجوههم دجى النقع الذي * يكسو بظلمته ذكاء نقابا
وتنادبت للذب عنه عصبة * ورثوا المعالي أشيبا وشبابا
من ينتدبهم للكريهة ينتدب * منهم ضراغمة الأسود غضابا
خفوا لداعي الحرب حين دعاهم * ورسوا بعرصة كربلاء هضابا
أسد قد اتخذوا الصوارم حلية * وتسربلوا حلق الدروع ثيابا
تخذت عيونهم القساطل كحلها * واكفهم فيض النحور خضابا
يتمايلون كأنما غنى لهم * وقع الظبا وسقاهم أكوابا
برقت سيوفهم فأمطرت الطلى * بدمائها والنقع ثار سحابا
وكأنهم مستقبلون كواعبا * مستقبلين أسنة وكعابا
وجدوا الردى من دون آل محمد * عذبا وبعدهم الحياة عذابا
ودعاهم داعي القضاء وكلهم * ندب إذا الداعي دعاه أجابا
فهووا على عفر التراب وانما * ضموا هناك الخرد الأترابا
ونأوا عن الأعداء وارتحلوا إلى * دار النعيم وجاوروا الأحبابا
وتحزبت فوق الضلال على ابن من * في يوم بدر فرق الأحزابا
فأقام عين المجد فيهم مفردا * عقدت عليه سهامهم أهدابا
أحصاهم عددا وهم عدد الحصى * وأبادهم وهم الرمال حسابا
يومي إليهم سيفه بذبابه * فتراهم يتطايرون بابا
لم انسه إذ قام فيهم خاطبا * فإذا هم لا يملكون خطابا
يدعو ألست انا ابن بنت نبيكم * وملاذكم ان صرف الدهر نابا
هل جئت في دين النبي ببدعة * أم كنت في احكامه مرتابا
أم لم يوص بنا النبي وأودع * الثقلين فيكم عترة وكتابا
ان لم تدينوا بالمعاد فراجعوا * أحسابكم ان كنتم اعرابا
فغدوا حيارى لا يرون لوعظه * الا الأسنة والسهام جوابا
حتى إذا أسفت علوج أمية * ان لا ترى قلب النبي مصابا
صلت على جسم الحسين سيوفهم * فغدا لساجدة الظبا محرابا
ومضى لهيفا لم يجد غير القنا * ظلا ولا غير النجيع شرابا
ظمآن ذاب فؤاده من غلة * لو مست الصخر الأصم لذابا
لهفي لجسمك في الصعيد مجردا * عريان تكسوه الدماء ثيابا
ترب الجبين وعين كل موحد * ودت لجسمك لو تكون ترابا
لهفي لرأسك فوق مسلوب القنا * يكسوه من أنواره جلبابا
يتلو الكتاب على السنان وانما * رفعوا به فوق السنان كتابا
لينح كتاب الله مما نابه * ولينثن الاسلام يقرع نابا
وليبك دين محمد من أمة * عزلوا الرؤوس وأمروا الأذنابا
وقال يرثي الحسين ع أيضا:
كيف تهنيني الحياة وقلبي * بعد قتلى الطفوف دامي الجراح
بأبي من شروا لقاء حسين * بفراق النفوس والأرواح
وقفوا يدرؤون سمر العوالي * عنه والنبل وقفة الأشباح
فوقوه بيض الظبا بالنحور * البيض والنبل بالوجوه للصباح
فئة ان تعاون النقع ليلا * اطلعوا في سماه شهب الرماح
وإذا غنت السيوف وطافت * أكؤس الموت وانتشى كل صاح
باعدوا بين قربهم والمواضي * وجسوم الأعداء والأرواح
أدركوا بالحسين أكبر عيد * فغدوا في منى الطوف أضاح
لست انسى من بعدهم طود عز * وأعاديه مثل سيل البطاح
وهو يحمي دين النبي بعضب * بسناه لظلمة الشرك ماح
فتطير القلوب منه ارتياعا * كلما شد راكبا ذا الجناح
ثم لما نال الظما منه والشمس * ونزف الدما وثقل السلاح
وقف الطرف يستريح قليلا * فرماه القضا بسهم متاح
حر قلبي لزينب إذ رأته * ترب الجسم مثخنا بالجراح
أخرس الخطب نطقها فدعته * بدموع بما تجن فصاح
يا منار الضلال والليل داج * وظلال الرميض واليوم ضاح
ان يكن هينا عليك هواني * واغترابي مع العدى وانتزاحي
ومسيري أسيرة للأعادي * وركوبي على النياق الطلاح
فبرغمي اني أراك مقيما * بين سمر القنا وبيض الصفاح
لك جسم على الرمال ورأس * رفعوه على رؤوس الرماح
(٢٦)

بأبي الذاهبون بالعز والنجدة * والبأس والهدى والصلاح
بأبي الواردون حوض المنايا * يوم ذيدوا عن الفرات المتاح
بأبي اللابسون حمر ثياب * طرزتهن سافيات الرياح
أشرق الطف منهم وزهاها * كل وجه يضئ كالمصباح
فازدهت منهم بخير مساء * ورجعنا منهم بشر صباح
وله من قصيدة يرثي بها السيد محمد الطباطبائي وهي أول شعر
قرئ له:
يا حادثا قد دهى الورى جللا * حل فأضحى السرور مرتحلا
يقول فيها:
أخجل وجه الغمام نائله * حتى غدا يرشح الحيا خجلا
وله في دار كان يسكنها الشيخ محسن حرج وفيها شبهة غصب ثم
أعيدت بحكم الشيخ محمد طه نجف قدس سره إلى صاحبها الشيخ مولى
نجف:
صبرت يا مولى فنلت المنى * والصبر مفتاح لباب الفرج
فالحمد لله الذي لم يكن * يدخلني الدار وفيها حرج
وله في الغزل وهو من أول نظمه:
لج العذول بنا ولج * والحب في قلبي ولج
كتب الغرام على جباه * ذوي الصبابة لا حرج
وله وفيه التوجيه:
غزا مهجتي بصفاح اللحاظ * ولوع بظلمي لا يصفح
ولم أر من قبل أجفانه * جنودا إذا انكسرت تفتح
وفي جريدة الهاتف: لقد أولع بالبديع وله مقامات إذا شئتها شعرا
كانت بحور مختلفة وقواف مختلفة وان شئتها نثرا كانت نثرا مسجعا أو
مرسلا ولقد كلفته مرة بوضع تاريخ لوفاة الملك غازي وجلوس الملك فيصل
فقال:
عرش العراق جمال * لكل ملك مفضل
٥٧٠ - ٤٠٢ - ٨٠ * ٨٠ - ٩٠ - ٩٥٠
عراه في فقد غازي نقص وتم بفيصل
والبيت الأول هو تاريخ وفاة غازي وجلوس فيصل الثاني لكنه يزيد
عن التاريخ الحقيقي فإذا حذف منه عدد كلمة غازي بحساب الجمل وهو
١٠١٨ نقص ٢١٠ فإذا أضيف إليه كلمة فيصل وعدد حروفها ٢١٠ تم
التاريخ وعرض عليه بيتان من شعر سخيف وطلب منه اجازتهما فقال:
لقد زعموا بان خيوطا خيوطا * لقد صدقوا ولكن كالحبال
وأهل العراق يقولون لمن يظهر عليه مبادي الجنون ان به خيوطا
أو خويطات اه‍.
وفي الطليعة: كتب إلى الشيخ رضا الأصفهاني كتابا يقرأ نثرا ونظما
اما نثرا فهكذا: لو كنت يا قلمي. تطيق الوصف عن ألمي وتنبي. عما
أقاسيه. بكيت لما ألاقيه وحسبي. من موجع الآلام. ان تجري مع
الأيام. صحبي وأقاربي ومباعدي ومقاربي. فالكل حربي. من بعد
سلم. هل فؤادي طود حلم. أم لقلبي. صبر على هجر الرضا وجفاه.
بعد زوال كربي. بوفاة لا أدري تناسى عهده ليكون. عتبي. إياه. ينجز
وعده. أم مال عن عهد المحب. فيضيع فيه العتب. كيف ودأبه في
الحب. دأبي. فيه. وليس يحول عما يصطفيه فان حبي إياه. لو لم يقترن
بوفاه. كنت قضيت نحبي. هما. وذابت مهجتي غما. وها قد جئت أنبي
رب المعالي مجملا من شرح أحوالي. وربي بالحال اعلم. وهو ارحم. وهو
أكرم. وهو حسبي واما نظما فهكذا:
لو كنت يا قلمي تطيق * الوصف عن حالي وتنبي
عما أقاسيه بكيت * لما ألاقيه وحسبي
من موجع الآلام ان * تجري مع الأيام صحبي
وأقاربي ومباعدي * ومقاربي فالكل حربي
من بعد سلم هل فؤادي * طود حلم أو لقلبي
صبر على هجر الرضا * وجفاه بعد زوال كربي
بوفاه لا أدري تناسى * عهده ليكون عتبي
إياه ينجز وعده * أم مال عن عهد المحب
فيضيع فيه العتب كيف * ودأبه في الحب دأبي
فيه وليس يحول عما * يصطفيه فان حبي
إياه لو لم يقترن * بوفاة كنت قضيت نحبي
هما وذابت مهجتي * غما وها قد جئت أنبي
رب المعالي مجملا * من شرح أحوالي وربي
بالحال اعلم وهو أرحم * وهو أكرم وهو حسبي
وهذا من تكلف ما لا فائدة فيه ولا رونق له فلم يبق معه النثر نثرا
ولا النظم نظما وقد اذهب رونقهما معا.
٥٢: السيد رضا بن مهدي بن صادق الحسيني الخوئي ينتهي نسبه إلى محمد
المصري الحجازي الذي انتقل إلى بلاد آذربيجان من ذرية زيد الشهيد
توفي بتبريز في أوائل المائة الرابعة بعد الألف وحمل نعشه إلى النجف
فدفن بوادي السلام.
والخوائي نسبة إلى خوي بلدة من بلاد آذربيجان.
قال السيد شهاب الدين الحسيني التبريزي فيما كتبه إلينا: كان عالما
فقيها متكلما من أجلاء تلاميذ ملا محمد الإيرواني والشيخ محمد حسين
الكاظمي والسيد حسين الكوهكمري المعروف بالسيد حسين الترك والميرزا
الشيرازي قبل انتقاله إلى سامراء بل أدرك له إلمام بالنيرنجيات رأس في
تبريز ودرس وأفتى وحكم وكان يؤم في مسجد الصادقية بتبريز ولما توفي قام
مقامه ابن أخيه السيد حسين الخوئي.
(٢٧)

مؤلفاته
قال السيد شهاب الدين أكثرها عندي بخط يده وهو عم والدتي وهي
١ شرح على حاشية تهذيب المنطق لملا عبد الله اليزدي ٢ منظومة في
المنطق ٣ حاشية على فصول الأصول ٤ حاشية على الرسائل
أقول الفصول والرسائل تحتاجان إلى إختصار لا إلى حاشية ٥ حاشية
على شرح التجريد للقوشجي ٦ حاشية على حاشية المير عبد الحي على
شرح الشمسية ٧ كشف الأستار عن غوامض الاسرار في أربع مجلدات
وهو شرح على حاشية الملا عبد الله في المنطق غير الشرح السابق فرع منه
سنة ١٢٧٥ ٨ رسالة في شبهة الجذر الأصم تعرض فيها لكلام الآقا
حسين الخوانساري في هذه المسألة وما له وما عليه.
٥٣: الميرزا رضا خان مهندس الملك
من مهندسي إيران له كتاب في الجبر والمقابلة فارسي اسمه هزار
مسالة جبر ومقابلة ألف مسالة في الجبر والمقابلة مطبوع.
٥٤: آقا رضا الهمذاني المتكلم الواعظ نزيل طهران
مر بعنوان آقا رضا بن علي نقي بن محمد رضا.
٥٥: آقا رضا الهمداني النجفي الفقيه
مضى بعنوان رضا بن مهدي هادي
٥٦: الشريف الرضي
أو السيد الرضي اسمه محمد بن الحسين.
٥٧: السيد الرضى بن أحمد بن الرضي الحسيني بنيسابور.
في فهرست منتخب الدين عالم صالح
٥٨: الشيخ الأجل سعيد الدين الرضي البغدادي
في الرياض كان من أجلاء علماء أصحابنا ولعله من مشايخ
السيد بهاء الدين علي بن عبد الحميد النجفي على ما يظهر من
حديث جزائر صاحب الزمان كما أورده السيد في بعض مؤلفاته في أحوال
القائم ع قال حكى الشيخ الأجل الأمجد الحافظ حجة الاسلام
سعيد الدين الرضا البغدادي عن الشيخ الأجل الأمجد المقري خطير الدين
حمزة بن الحارث ابن المعصفرة بمدينة السلام في ١٨ شعبان سنة ٥٤٤ عن
الشيخ العالم أبو القاسم عبد الباقي الدمشقي سنة ٥٤٤ عن الشيخ الأجل
العالم كمال الدين محمد بن يحيى الأنباري بمدينة السلام ليلة الخميس عاشر
شهر رمضان المبارك بعد الفطور في السنة المذكورة قال كنا عند الوزير عون
الدين في شهر رمضان سنة ٥٤٣ ونحن على طبق طعام وعنده جماعة الحكاية
بطولها.
٥٩: الرضي بن حبشي
توفي يوم الأربعاء ٢٣ جمادى الأولى سنة ٦٠٠ وصلي عليه بالمدرسة
النظامية في بغداد ودفن في مشهد موسى بن جعفر ع.
ذكر انه كان كاتب المخزن المعمور وكان ذا كتابة مضبوطة حسنة
متواضعا والمخزن بمنزلة بيت المال.
٦٠: السيد الرضي ابن السيد حسن بن محيي الدين العاملي الشامي المكي
في أمل الآمل فاضل شاعر أديب معاصر سكن جيلان إلى الآن اه‍
وفي الرياض لم اسمع به في تلك البلاد ولعله ليس بعالم معروف يعول عليه
فالعهدة عليه فيه.
٦١: الآقا رضي ابن الآقا حسين الخوانساري
يأتي بعنوان رضي الدين محمد بن حسين بن جمال الدين محمد
الخوانساري.
٦٢: الشيخ الرضي شارح كافية ابن الحاجب
اسمه محمد بن الحسن الأستر آبادي.
٦٣: السيد الرضي الشيرازي إمام الجامع العباسي بأصفهان
يأتي بعنوان رضي الدين محمد الشيرازي.
٦٤: السيد الرضي بن عبد الله بن علي الجعفري بقاستان
في فهرست منتخب الدين عالم صالح.
٦٥: الآقا رضي القزيني صاحب لسان الخواص
اسمه رضي الدين محمد بن الحسين القزويني.
٦٦: السيد عماد الدين الرضي بن المرتضى بن المنتهى الحسيني المرعشي
في فهرست منتجب الدين صالح
٦٧: السيد رضي الدين بن أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم الحسيني
الأحسائي النديدي المولد
كان حيا سنة ١٠٣٥
عالم فاضل من تلاميذ الشيخ علي بن محيي الدين الجامعي العاملي
اطلع صاحب الذريعة على الجزء الأول من الإيضاح لفخر الدين ولد
العلامة في مكتبة الحسينية بالنجف بخط المترجم وذكر في آخره أنه كتبه
لنفسه متعه الله بحضرة شيخه الأجل الشيخ علي بن محيي الدين الجامعي
العاملي في بلدة تون وفرع من الكتابة في ربيع الثاني سنة ١٠٣٥.
٦٨: السيد رضي الدين بن باقر بن أبي الحسن بن المسيب الحسيني المحلاتي
ينتهي نسبه إلى أبي الحسين يحيى النسابة العقيبي أمير المدينة المشرفة صاحب
كتاب اخبار الزينات جد أكثر الأعرجيين
قال السيد شهاب الدين الحسيني التبريزي نزيل قم فيما كتبه إلينا كان
رضي الدين هذا من أعيان تلامذة الوحيد البهبهاني له كتاب في الفقه وصل
فيه إلى الحج توفي بمحلات ونقل نعشه إلى كربلاء المشرفة ودفن بباب قاضي
الحاجات من أبواب الصحن الشريف الحسيني وعقبه كثير ببلدة محلات
وفراهان ورهق وغيرها ومن مشاهير ذريته السيد صدر الاشراف وزير
العدلية سابقا بإيران وذكرت مشجرته في كتابي المشجر اه‍.
٦٩: رضي الدين الخوانساري
اسمه محمد بن الحسين بن جمال الدين محمد بن الحسين.
(٢٨)

٧٠: رضي الدين الشهير بابن راشد القطيفي
ذكره الشيخ يوسف في لؤلؤة البحرين ووصفه بالامام البحر القمقام
وقال إنه يروي عن الشيخ العلامة صاحب الفنون كرم يوسف الشهير بابن
القطيفي.
٧١: رضي الدين بن طاوس
اسمه علي بن موسى بنت جعفر بن محمد بن طاوس.
٧٢: الشيخ رضي الدين بن عرفة
توفي سنة ٦٦٩
في مجموعة الجباعي وصفه بالفقيه
٧٣: الشيخ رضي الدين بن نور الدين علي بن شهاب الدين أحمد بن محمد بن
أبي جامع الحارثي الهمداني العاملي النجفي
توفي ليلة عرفة سنة ١٠٤٨ بالنجف الأشرف ودفن في الحضرة المشرفة
ذكره الشيخ جواد آل محيي الدين في ملحق أمل الآمل فقال كان عالما فاضلا
جليلا عظيم الشأن اجازه الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني وغيره من مشايخه
سكن بعد موت أبيه في شوشتر وتوجه سنة ١٠٢٥ لزيارة الرضا
ع قال ولده الشيخ علي في رسالته التي بعث بها إلى صاحب أمل الآمل
وهي في تراجم آل أبي جامع ان والده المترجم لما رجع من زيارة الرضا
ع اتصل بالشاه عباس الصفوي فأكرمه وارجع إليه امر القضاء وولاية
جميع الأوقاف في شوشتر ودزفول وخرماباد وبهبهان ودهدشت وكوه كيلو
وتوابع تلك البلاد وان ينصب للقضاء من تحت يده من شاء ويعزل من شاء
ثم بعد ذلك أضاف إليها همذان وتوابعها وسكن بهمذان نحو سنتين إلى أن
سافر الشاه عباس إلى بغداد واستولى عليها فاستعفى المترجم من ذلك
المنصب وانتقل إلى النجف الأشرف وسكنها حتى مات بالتاريخ المتقدم وكان
شاعرا له مقطوعة يعاتب بها أخاه الشيخ عبد اللطيف ومقطوعة أخرى يمدح
بها أمير المؤمنين ع.
٧٤: رضي الدين بن قتادة بن مزروع بن علي بن مالك الحسني المدني النسابة.
ذكره صاحب عمدة الطالب ووصفه بشيخنا فقال عند ذكره عقب
إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى منهم يحيى بن عبد الله العالم بن الحسين
الرسي من ولده حمزة بن الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى المذكور ويقال
لولده بنو حمزة باليمن منهم أئمة الزيدية هناك إلى الآن ومنهم شيخنا رضي
الدين بن قتادة إلى آخر ما مر
٧٥: رضي الدين القزويني
اسمه محمد بن الحسين الحسن ويقال رضي القزويني.
٧٦: رضي الدين بن محمد الحسيني الشيرازي.
توفي سنة ١١١٢ بأصفهان وقبره في تكية السيد رضي المعروفة بتخت
فولاذ.
كان من المدرسين والمحدثين بأصفهان وكان مفسرا له تفسير كبير كذا
كتبه إلينا السيد شهاب الدين التبريزي القمي.
٧٧: السيد رضي الدين ابن محمد بن علي بن حيدر بن نور الدين علي
أخي صاحب المدارك بن علي بن الحسن الموسوي العاملي المكي.
ولد سنة ١١٠٣ واسمه تاريخ ولادته لكنه يزيد سنتين فلذلك قال
والده:
رضي الدين تاريخ لعام نظامه الشرعي
وقال أيضا:
رضي الدين تاريخ * بحذف اثنين من عدده
وفطم سنة ١١٠٥ المطابق لاسمه رضي الدين وفي الذريعة توفي قبل
سنة ١١٦٨ لأنه دعا له السيد عبد الله التستري في اجازته الكبير
الصادرة في هذا التاريخ.
اختلاف العبارات في نسبه
في مسودة الكتاب كما ذكرناه والظاهر انا نقلناه من أنيس الجليس فهو
أقرب إلى الصحة لأن ابن عمه اعرف بنسبه لكن ستعرف ان صاحب
الأنيس سماه في أثناء كلامه بالسيد رضي الدين ابن السيد محمد حيدر وفي
مسودة الكتاب أيضا السيد رضي الدين بن محمد بن علي بن حيدر بن
محمد بن نجم الموسوي العاملي المكي ولد سنة ١١٠٣ له الدلائل الهادية على
المسائل الصحارية ذكره في إجازته للسيد نصر الله المدرس الحائري سنة
١١٥٥ فنكون قد نقلنا عن الإجازة المذكورة وهو المتقدم بعينه بدليل اتحاد
تاريخ الولادة وفي الذريعة رضي الدين بن محمد بن علي بن
حيدر آل نجم الدين الموسوي العاملي المكي وفيما كتبه لنا بعض فضلاء
كاشان في طهران من ترجمته سنة ١٣٥٣ رضي الدين بن محمد بن علي بن
حيدر بن نور الدين علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي المكي
أقوال العلماء فيه
ذكره ابن عمه السيد عباس في نزهة الجليس فقال من جملة أسجاع
كثيرة ابن عمي الأديب الأريب المصقع الخطيب السيد رضي الدين بن
السيد محمد حيدر هو مقدم البلغاء المترجمين في هذه الرحلة عالم عامل
رحلة تشد إليه الرحال وتزدحم على بابه الرجال لتحصيل الفوائد وتنويل
الصلات والعوائد فاضل أقرت له الفضائل بالوحدة وأديب تربى في حجر
الآداب واليه في البلاغة المرجع والمآب كان والده معدنا لكل فضل وإفادة
وهو من بعده خلفه وزيادة وأورد له عدة أشعار لم يقع عليها الاختيار.
مؤلفاته المستفادة مما مر
١ الدلائل الهادية على المسائل الصحارية جواب لمسائل أهل صحار
٢ تنضيد القواعد السنية بتمهيد الدولة الحسنية في نزهة الجليس تاريخ
جليل القدر جم الفوائد في الذريعة رأيت منه نسخة في مكتبة السيد أحمد
العطار البغدادي التي وقفها حفيده السيد عيسى ومما استطرفت منه قوله
توفي سنة ١١١٣ رئيس المحققين وسلطان المدققين العالم العلامة والفاضل
الفهامة أحمد أفندي المشهور بمنجم باشي ثم ذكر ترجمته عن كتاب لسان
الزمان ثم قال رأيت له تعليقة على الحديث الشريف إني تارك فيكم
خليفتين وقد أورد على العامة من هذا الحديث اثني عشر إشكالا وبحثا ثم
قال بعد تمام الأبحاث رحم الله من يكشف القناع ويرفع الحجاب عن وجوه
(٢٩)

هذه النكات الجليلة ويزيل كلمة الشبهة بالتنوير والتوضيح.
مشايخه
١ يروي عن والده السيد محمد كما مر.
تلاميذه
يروي عنه إجازة ١ السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله
الجزائري ٢ والسيد نصر الله الحائري ٣ والسيد شبر بن محمد
المشعشي الحويزي كما مر.
٧٨: الميرزا رضي الدين المشهدي
توفي سنة ١٠٧٠.
من شعراء الفرس الساكنين في المشهد المقدس الرضوي يضرب به
المثل في مراتب الحكمة والعرفان.
٧٩: المولى رضي الدين ابن نبي القزويني
كان حيا سنة ١١٣٤.
فاضل يعبر عن نفسه في كتاب تظلم الزهراء بنائح الشبل العلوي
فيظهر منه أنه كان قارئ المصائب الحسينية له كتاب المقلة العبرا في تظلم
الزهراء مطبوع في الذريعة هو كالشرح على الملهوف ومرتب على ترتيبه من
المسالك الثلاثة فرع منه سنة ١١١٨ ورأى صاحب الذريعة نسخة منه كتبت
سنة ١١٣٤ وقال كاتبها انه نقلها عن نسخة خط المؤلف حفظه الله فدل
ذلك على أنه كان حيا بذلك التاريخ.
٨٠: السيد رضي الدين بن نور الدين ابن السيد نعمة الله الجزائري.
توفي في ٢٤ جمادى الأولى سنة ١١٩٤.
كان من الأفاضل والعلماء الأماثل وكان ينظم الشعر الجيد بالفارسية
وتخلصه أقدس سكن الهند وكان يحب الانزواء والعزلة.
٨١: رضية سلطان بيگم بنت الشاه حسين الصفوي آخر الملوك الصفوية بإيران.
كانت زوجة نادر شاه الأفشاري الشهير وأم ولده شاهرخ ميرزا.
٨٢: الرعل بن جبلة العبدي من عبد القيس من أهل البصرة.
استشهد يوم الجمل سنة ٣٦.
قتله أصحاب الجمل قبل مجئ أمير المؤمنين علي ع إلى
البصرة مع أخيه حكيم بن جبلة وسبعين من عبد القيس و
كان حكيم وأخوه الرعل من خيار الشيعة.
٨٣: الرفا اسمه السري بن أحمد
٨٤: رفاعة بن أبي رفاعة الهمداني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع في باب الكنى في
أبي الجوشاء وقال إنه دفع راية همدان لما خرج من الكوفة إلى صفين إلى
رفاعة بن أبي رفاعة الهمداني.
٨٥: رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق
الأنصاري الخزرجي الزرقي يكنى أبا معاذ.
توفي سنة ٦٠ من الهجرة
أمه.
أسد الغابة أمه أم مالك بنت أبي بن سلول أخت عبد الله بن أبي
رأس المنافقين.
أقوال العلماء فيه
هو من خيار الصحابة الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ع
شهد مع رسول الله ص العقبة وبدرا واحدا والخندق وبيعة الرضوان
والمشاهد كلها وشهد مع علي أمير المؤمنين ع الجمل وصفين قال
الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص رفاعة بن رافع الخزرجي الزرقي
وزاد في أصحاب علي ع الأنصاري وقال ابن الأثير في الكامل:
كان بدريا وشهد مع علي الجمل وصفين. وفي أسد الغابة شهد العقبة وقال
عروة وموسى بن عقبة وابن إسحاق شهد بدرا واحدا والخندق وبيعة
الرضوان والمشاهد كلها مع رسول ص قال ثم شهد رفاعة الجمل مع علي
وشهد معه صفين أيضا روى الشعبي قال لما خرج طلحة والزبير إلى البصرة
إلى أن قال وذكر كلاما لرفاعة إلى قوله مخاطبا أمير المؤمنين ع وقد
بايعناك ولم نال وقد خالفك من أنت خير منه وأرضى فمرنا بأمرك. وفي
الدرجات الرفيعة شهد بدرا وكان أبوه رافع من أصحاب العقبة وكان
رفاعة من أصحاب أمير المؤمنين ع شهد معه صفين وهو أحد
البدريين الذين شهدوها معه ومات في ملك معاوية وحكى ابن أبي الحديد
في شرح النهج عن شيخه أبي جعفر الإسكافي في نقض كتاب نقض
العثمانية للجاحظ انه قال اجتمعت الصحابة في مسجد رسول الله ص بعد
مقتل عثمان للنظر في امر الإمامة فأشار عليهم أبو الهيثم بن التيهان ورفاعة
ابن رافع بن مالك بن العجلان وأبو أيوب الأنصاري وعمار بن ياسر بعلي
وذكروا فضله وسابقته وجهاده وقرابته فأجابهم الناس إليه فقام كل واحد
منهم خطيبا يذكر فضل علي فمنهم من فضله على أهل عصره خاصة ومنهم
من فضله على المسلمين كافة ثم بويع اه‍ وهو أحد شهود كتاب الصلح
الذي كتب بين علي ومعاوية كما ذكره نصر في كتاب صفين ص ٢٧٤.
بعض ما روى من طريقه
أسد الغابة بسنده عن رفاعة بن رافع كان رسول الله ص يوما في
المسجد ونحن معه إذ جاء رجل كالبدوي فصلى فأخف صلاته ثم انصرف
فسلم على النبي ص فرد عليه وقال ارجع فصل فإنك لم تصل فعل ذلك
مرتين أو ثلاث فقال الرجل أرني أو علمني فإنما انا بشر أصيب وأخطئ قال
اجل إذا قمت إلى الصلاة إلى أن قال ثم اركع فاطمئن راكعا ثم اعتدل
قائما ثم اسجد فاطمئن ساجدا ثم اجلس فاطمئن ثم اسجد فاطمئن ثم قم
فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك.
٨٦: رفاعة بن شداد البجلي
قتل سنة ٦٦ مع المختار طلبا بالثار الحسين ع.
(٣٠)

من التابعين عده الشيخ في رجاله من أصحاب علي وابنه الحسن
ع وكان من التوابين من رؤسائهم حضر يوم عين الوردة ولم
يقتل ورجع بالناس لما رأى أنه لا قبلهم باهل الشام كما يأتي وكان قد
حضر الصلاة على أبي ذر الغفاري مع مالك بن الحارث الأشتر بالزبدة كما
سيأتي في ترجمة مالك ويأتي هناك رواية الكشي عن أبي ذر أنه قال لزوجته
ان رسول الله ص اخبرني أني أموت بأرض غربة وأنه يلي غسلي ودفني
والصلاة على رجال من أمتي صالحون فولي ذلك منه جماعة فيهم مالك
الأشتر وعبد الله بن فضل التميمي ورفاعة بن شداد البجلي. وكان مع
علي أمير المؤمنين ع يوم الجمل وانشد يومئذ برواية ابن شهرآشوب
في المناقب:
ان الذين قطعوا الوسيلة * ونازعوا عليا الفضيلة
في حربه كالنعجة الأكيلة
وكان معه بصفين ولما عقد أمير المؤمنين ع الألوية وأمر
الأمراء وكتب الكتائب يوم صفين جعله على قبيلته بجيلة قال نصر في كتاب
صفين وقال أيضا ص ١٦٣ انه لما رفعت المصاحف قال رفاعة ابن شداد أيها
الناس انه لا يفوتنا شئ من حقنا وقد دعونا في آخر أمرنا إلى ما دعوناهم
إليه في أوله فان يتم الامر على ما نريد والا آثرناها جذعة وقال في ذلك:
تطاول ليلي للهموم الحواضر * وقتلى أصيبت من رؤوس المعاشر
بصفين أمست والحوادث جمة * يهيل عليك الترب ذيل الأعاصر
فان يك أهل الشام نالوا سراتنا * فقد نيل منهم مثل جزرة جازر
وقام سجال الدمع بنا ومنهم * يبكين قتلى غير ذات مقابر
وما ذا علينا ان نريح نفوسنا * إلى سنة من بيضنا والمغافر
ومن نصبنا وسط العجاج جباهنا * لوقع السيوف المرهفات البواتر
وطعن إذا نادى المنادي ان ركبوا * صدور المذاكي بالرماح الشواجر
فان حكما بالحق كان سلامة * ورأي وكانا منه في شؤم ثائر
ولكن ابن شهرآشوب في المناقب أورد هذا البيت هكذا:
فان حكموا بالعدل كانت سلامة * وإلا أثرناها بيوم قماطر
وهذا يدل على أنه قد مال إلى الموادعة وانطلت عليه الحيلة. قال ابن
الأثير في حوادث سنة ٥١ أنه لما قتل معاوية حجر بن عدي خرج عمرو بن
الحمق حتى أتى الموصل ومعه رفاعة بن شداد فاختفيا بجبل هناك فرفع خبرهما
إلى عامل الموصل فسار إليهما فخرجا فاما عمرو فكان قد استسقى بطنه
ولم يكن عنده امتناع وأما رفاعة فكان شابا قويا فركب فرسه يقاتل عن
عمرو فقال له عمرو وما ينفعني قتالك عني انج بنفسك فحمل عليهم
فأفرجوا فنجا وكان رفاعة ممن كاتب الحسين ع من شيعة الكوفة.
خبره في الطلب بثار الحسين ع
في مروج الذهب: في سنة ٦٥ تحركت الشيعة بالكوفة وتلاقوا
بالتلاوم والتندم حين قتل الحسين فلم يغيثوه ورأوا أنهم قد أخطأوا خطا
كبيرا وأنه لا يغسل عنهم ذلك الجرم الا قتل من قتله أو القتل فيه
ففزعوا إلى خمسة نفر منهم سليمان بن صرد الخزاعي والمسيب بن
نجبة الفزاري وعبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي وعبد الله بن وال التميمي
ورفاعة بن شداد البجلي اه‍ وكان رفاعة من رؤسائهم ومن خيار
أصحاب علي بنص ابن الأثير ومن رؤسائهم المسيب بن نجبة فقام
المسيب فخطبهم وقال في آخر خطبته ولوا عليكم رجلا منكم فإنه لا بد لكم
من أمير تفزعون إليه وراية تحفون بها وقام رفاعة بن شداد اما بعد فان الله
قد هداك لأصوب القول وبدأت بأرشد الأمور بدعائك إلى جهاد القاسطين
وإلى التوبة من الذنب العظيم فمسموع منك مستجاب إلى قولك وقلت ولوا
أمركم رجلا تفزعون إليه وتحفون برايته وقد رأينا مثل الذي رأيت فان تكن
أنت ذلك الرجل تكن عندنا مرضيا وفينا منتصحا وفي جماعتنا محبوبا وإن
رأيت ورأى أصحابنا ولينا هذا الأمر شيخ الشيعة وصاحب رسول الله ص
وذا السابقة والقدم سليمان ابن صرد الخزاعي المحمود في بأسه ودينه
الموثوق بحزمه ولما التقوا مع أهل الشام واشتد القتال وقتل سليمان وجماعة
بقيت الراية ليس عندها أحد فنادوا عبد الله بن وال فإذا هو قد اصطلى
الحرب في عصابة معه فحمل رفاعة بن شداد فكشف أهل الشام عنه فاتى
واخذ الراية ثم قتل فاتوا رفاعة بن شداد وقالوا لتأخذ الراية فقال ارجعوا بنا
لعل الله يجمعنا ليوم شرهم فقال له عبد الله بن عوف بن الأحمر هلكنا والله
إذا لئن انصرفنا ليركبن أكتافنا فلا نبلغ فرسخا حتى نهلك هذه الشمس قد
قاربت الغروب فنقاتلهم على خيلنا فإذا غسق الليل ركبنا خيولنا وسرنا فقال
رفاعة نعم ما رأيت واخذ الراية وقاتلهم قتالا شديدا فلما أمسوا رجع أهل الشام
إلى معسكرهم ونظر رفاعة إلى كل رجل قد عقر به فرسه وجرح فدفعه إلى
قومه ثم سار بالناس ليلته فلما أصبح أهل الشام لم يجدوا لهم اثرا فلم
يتبعوهم. هذه رواية ابن الأثير اما المسعودي فإنه قال في مروج الذهب لما
علم من بقى من التوابين انه لا طاقة لهم بمن بإزائهم من أهل الشام
انحازوا عنهم وارتحلوا وعليهم رفاعة بن شداد البجلي وتأخر أبو الحويرث
العبدي في حامية الناس وطلب منهم أهل الشام المكافة والمتاركة لما رأوا من
بأسهم وصبرهم مع قلتهم فلحقوا ببلادهم قال ابن الأثير وسار رفاعة
وأصحابه حتى اتوا قرقيسيا فعرض عليهم زفر الإقامة فأقاموا ثلاثا فأضافهم
ثم زودهم ثم ساروا إلى الكوفة ولما بلغ رفاعة الكوفة كان المختار محبوسا
فأرسل إليهم يمدحهم ويقول إنه هو الذي يقتل الجبارين وفي حوادث سنة
٦٦ أنه أرسل إليهم كتابا من الحبس يثني عليهم ويمنيهم الظفر وكان ممن
قرأ كتابه رفاعة بن شداد ولما خرج المختار كان رفاعة ممن قاتل معه ولما
اجتمع أهل اليمن بجبانة السبيع حضرت الصلوات فكره كل رأس من
أهل اليمن ان يتقسمه صاحبه فقال لهم عبد الرحمن ابن مخنف هذا أول
الاختلاف قدموا الرضا فيكم سيد القراء رفاعة بن شداد البجلي ففعلوا فلم
يزل يصلي بهم حتى كانت الوقعة. ولما خرجوا إلى جبانة السبيع نادوا يا
لثارات الحسين فسمعها يزيد بن عمير بن ذي مران الهمداني فقال يا لثارات
عثمان فقال لهم رفاعة بن شداد ما لنا ولعثمان فقال لهم رفاعة بن شداد ما
لنا ولعثمان لا أقاتل مع قوم يبغون دم عثمان فقال له ناس من قومه جئت
بنا وأطعناك حتى إذا رأينا قومنا تأخذهم السيوف قلت انصرفوا ودعوهم
فعطف عليهم وهو يقول:
انا ابن شداد على دين علي * لست لعثمان بن أروى بولي
لأصلي اليوم فيمن يصطلي * بحر نار الحرب غير مؤتلي
فقاتل حتى قتل.
(٣١)

٨٧: رفاعة بن طالب الجرهمي
ذكره نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص ٣٠٤ فيمن قتل مع أمير
المؤمنين علي ع.
٨٨: رفاعة بن عبد المنذور أبو لبابة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص
٨٩: رفاعة بن محمد الحضرمي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وذكره ابن
داود في رجاله في القسم الأول وقال ثقة ولا يعلم منشأ توثيقه فلذلك يشكل
الاعتماد عليه لا سيما مع قولهم ان في كتابه أغلاطا وفي النقد وثقه ابن
داود لا غير.
٩٠: رفاعة بن موسى الأسدي النخاس الكوفي
رفاعة في الخلاصة بكسر الراء وبعدها فاء والعين المهملة بعد
الألف والنخاس بالنون والخاء المعجمة والسين المهملة.
قال النجاشي رفاعة بن موسى الأسدي النخاس روى عن أبي
عبد الله وأبي الحسن ع كان ثقة في حديثه مسكونا إلى روايته لا
يعترض عليه بشئ من الغمز حسن الطريقة له كتاب مبوب في الفرائض
أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا حميد بن زياد حدثنا
أحمد بن الحسن البصري حدثنا أبو شعيب صالح بن خالد المحاملي عنه
بكتابه وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع رفاعة بن
موسى الأسدي النخاس كوفي وفي الفهرست رفاعة بن موسى النخاس ثقة
له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن
الحسن الصفار وسعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين
عن محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى عن رفاعة ورواه أحمد بن محمد بن
عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ابن فضالة عنه، وفي التعليقة
يظهر من كتاب الطلاق مقبولية روايته عند فقهائنا المعاصرين لهم
ع ورواية ابن أبي عمر وصفوان وابن أبي نصر كل ذلك إمارة وثاقته
اه‍ وما ذكره من أنه يظهر من كتاب الطلاق مقبولية روايته عند فقهائنا
المعاصرين للأئمة لعله إشارة إلى ما رواه الكليني عن حميد بن زياد عن ابن
سماعة عن محمد بن زياد وصفوان عن رفاعة عن أبي عبد الله ع
سألته عن رجل طلق امرأته حتى بانت منه وانقضت عدتها ثم تزوجت
زوجا آخر فطلقها أيضا ثم تزوجت زوجها الأول أيهدم ذلك الطلاق الأول
قال نعم قال ابن سماعة وكان ابن بكير يقول المطلقة إذا طلقها زوجها ثم
تركها حتى تبين ثم تزوجها فإنما هي على طلاق مستأنف قال وذكر
الحسين بن هاشم انه سال ابن بكير عنها فأجاب بهذا الجواب فقال له
سمعت في هذا شيئا قال رواية رفاعة قال إن رفاعة روى إذا دخل بينهما
زوج فقال زوج وغير زوج عندي سواء فقلت سمعت في هذا شيئا قال لا
هذا مما رزق الله من الرأي قال ابن سماعة وليس نأخذ بقول ابن بكير فان
الرواية إذا كان بينهما زوج ونقل العلامة في المختلف في صلاة الاستخارة
عن ابن إدريس ما لفظه: وأنكر ابن إدريس هذه الصفة فقال واما الرقاع
والبنادق فمن أضعف اخبار الآحاد وشواذ الأخبار لأن رواتها فطحية مثل
زرعة ورفاعة وغيرهما فلا يلتفت إلى ما اختص بروايته ولا يعرج عليه وقال
العلامة ردا عليه اما نسبة زرعة إلى الفطحية فخطأ فان زرعة واقفي وكان
ثقة واما رفاعة فإنه ثقة صحيح المذهب اه‍ والظاهر أن مراده برفاعة هو ابن
موسى والامر كما قال.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب رفاعة المشترك بين ابن موسى
الثقة وغيره ويمكن استعلام انه هو برواية أبي شعيب خالد بن صالح
المحاملي ومحمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى وابن فضال عنه وروايته هو
عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع حيث لا مشارك ولو عسر التمييز
فالظاهر عدم الأشكال لان من عداه لا أصل له بل لا رواية والله أعلم وزاد
الكاظمي رواية محمد بن أبي حمزة وفضالة بن أيوب وعبد الله بن المغيرة
والحسن بن محبوب عنه وعن جامع الرواة انه زاد رواية أحمد بن محمد بن
أبي عمير والقاسم بن محمد الجوهري والحسن أو الحكم بن مسكين
والحسن بن علي الوشاء والحسن بن علي بن أبي حمزة وإبراهيم بن هاشم
والفضل بن شاذان ويونس بن عبد الرحمن وصالح بن عقبة وابن أبي الجهم
وعلي بن الجهم وعلي بن الحكم وسليمان الدهان وعثمان بن عيسى
وحماد بن عثمان ومروك بن عبيد وسهل بن زياد وأبي جميلة عنه وذكر مواضع
روايتهم عنه على عادته.
فائدة
قال الكاظمي في مشتركاته: وقع في الكافي في أول باب صوم
المتمتع إذا لم يجد الهدى سند هذه صورته عن عدة من أصحابنا عن
أحمد بن محمد وسهل بن زياد جميعا عن رفاعة بن موسى وهو سهو لأن
أحمد بن محمد إنما يروي عن رفاعة بواسطة أو اثنتين وكذلك سهل إلا أنه لا
التفات إلى روايته والشيخ أورده في التهذيب أيضا بهذا الطريق في موضع
آخر وحكاه العلامة في المنتهى بهذا المتن وجعله من الصحيح والعجب من
شمول الغفلة عن حال الإسناد للكل اه‍. ويمكن الجواب بان رواية راو
عن آخر بواسطة أو واسطتين تارة وبغير واسطة أخرى ممكن فلا يصبح
بمجرد ذلك الحكم بارسال الرواية كما وقع من صاحب المنتقى في عدة
مواضع.
٩١: الرافعي
هو محمد بن إبراهيم
٩٢: رفيد بن مصقلة العبدي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
٩٣: رفيد مولى بني هبيرة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال روى عنه
وعن أبي عبد الله ع وروى عنه أبو خالد القماط وقال في رجال
الصادق ع رفيد مولى أبي هبيرة كوفي اه‍ وفي التعليقة الظاهر أنه
ابن لا بني اه‍ فيكون قد وقع تصحيف في الموضعين بابدال ابن ببني في
الأول وابداله بأبي في الثانية قال ورفيد هذا مولى ابن هبيرة انهزم منه لما أراد
قتله والتجأ إلى الصادق ع فقال له اذهب برسالتي إليه وقل له
جعفر بن محمد يقول لك اني قد أمنت رفيدا فلا تؤذه فقال له أنه شامي
(٣٢)

خبيث فقال إذهب إليه وقل له كما قلت فذهب إليه فخلص من قتله بعد ما
كان عازما عليه ببركة رسالته ع وعظمه بعد ذلك ابن هبيرة والحكاية
مشهورة ويظهر من روايات رفيد هذا حسن عقيدته اه‍ وفي أصول الكافي
في مولد جعفر بن محمد الصادق ع رواية عن رفيد مولى يزيد بن
عمر بن هبيرة والظاهر أنه هو.
٩٤: الآقا رفيعا الأصفهاني
هو السيد رفيع الدين محمد بن حيدر الطباطبائي النائيني نزيل إصفهان
٩٥: مولانا رفيع ويقال محمد رفيع الأصبهاني البيد اباري
في تتمة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني: كان فاضلا محققا
زاهدا تقيا صالحا نقيا وهو والد مخدومنا المكرم وصاحبنا المعظم أبا محمد أدام
الله ظله وهو ممن أقام الجمعة بأصبهان.
٩٦: الآقا رفيع ويقال محمد رفيع الألموتي
منسوب إلى الموت بفتح الهمزة وسكون اللام وضم الميم وبعدها
تاء قلعة كانت للإسماعيلية.
عالم فاضل في تتمة أمل الأمل للشيخ عبد النبي القزويني رأيت له
رسالة متقنة في توجيه النوع إلى مقدمات الأدلة واسنادها بالأخص
والمساوي.
٩٧: رفيع خان المعروف بباذل المشهدي من ذرية محمد حافظ الشيرازي.
توفي في دهلي من بلاد الهند سنة ١١٢٣.
في كتاب مطلع الشمس: من آثاره الحملة الحيدرية تسعة آلاف بيت
بالفارسية اه‍ وفي مسودة الكتاب رفيع باذل كان من مشاهير شعراء العجم
كان شاعر أهل البيت له كتاب الحملة الحيدرية المشهور نظم فيه جميع
غزوات أمير المؤمنين ع أصله من طوس من ذرية ميرزا جعفر المشهدي
رحل مع خاله محمد طاهر المعروف بالوزير إلى بلاد الهند في أيام سلطنة عالم
كير.
٩٨: المولى رفيع ويقال محمد رفيع التبريزي المفتي بتبريز.
في تتمة أمل الأمل للشيخ عبد النبي القزويني: كان فقيها نبيها رأيته
كثيرا وجالسته وحاورته وما رأيت منه إلا خيرا وإن كان الناس يقولون فيه
ما يقولون.
٩٩: رفيع الدين بن رفيع الجيلاني نزيل المشهد المقدس الرضوي.
في كتاب اللآلئ الثمينة تأليف السيد حسين بن إبراهيم بن معصوم
شيخ بحر العلوم الطباطبائي المتوفي سنة ١٢٠٨ كما في نسخة مخطوطة عندنا
ما صورته: علامة دهره وفريد عصره من تلاميذ المولى الجليل جمال الدين
الخوانساري أدركت عصره ولم أفز بلقائه وكان مبالغا في مراعاة قانون التقية
مقبول القول عند الخاصة والعامة حتى رمي بما هو برئ منه وكان الباعث
لذلك تخليص الأسرى من أيدي البغاة جزاه الله بما سعى خير الجزاء.
مؤلفاته
في اللآلئ الثمينة له مؤلفات منها ١ شرح نهج البلاغة بالغ فيه
في الاختصار والإفادة ٢ رسالة في الجمعة ٣ مرثية جامعة للنثر
والنظم وتعليقات رائقة وتحقيقات فائقة اه‍.
١٠٠: السيد رفيع الدين الملقب نظام العلماء بن علي أصغر بن رفيع بن أبي طالب
الوزير بن سليم نائب الصدارة المنتهي نسبه إلى السيد علي الشاعر بن
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الرئيس بن إبراهيم طباطبا الحسني
الطباطبائي التبريزي
توفي في تبريز سنة ١٣٢٦
عالم فاضل له ١ المقالات النظامية مطبوع في الذريعة ذكر في آخره
فهرس تصانيفه ٢ تحفة الأمثال مطبوع ٣ التحقيقات العلوية ٤
المجالس النظامية مطبوع وفي آخره تمام نسبه ٥ تشريح التقويم ٦
أسرار الشهادة فارسي مختصر مطبوع ٧ آداب الملوك فارسي في شرح
عهد أمير المؤمنين ع إلى مالك الأشتر ٨ تحفة الولي ٩
دستور الحكمة ١٠ ترجمة عهد مالك الأشتر.
١٠١: رفيع بن رفيع الجيلاني نزيل أصفهان والمدفون بالغري
هو غير رفيع الدين بن رفيع الجيلاني المتقدم فذاك رفيع الدين وهذا
رفيع وذاك نزيل المشهد الرضوي وهذا نزيل أصفهان وذلك لم يذكر مدفنه
وهذا مدفون بالغري.
عالم فاضل مؤلف في الذريعة ترجمه ولده الشيخ محمد في ظهر المدارك
المطبوع سنة ١٢٦٨ ويدل كلام الذريعة الآتي على أنه من تلاميذ بحر
العلوم.
مؤلفاته
١ أصل الأصول في شرح معالم الأصول ٢ مقدمات كشف
المدارك في الذريعة ذكر في أوله انه أورد فيه ما استفاده من أستاذه آية الله
بحر العلوم ٣ جواهر الأصول في الذريعة انه أحال في مقدمات كشف
المدارك عليه.
١٠٢: الشيخ رفيع بن عبد محمد بن محمد رفيع بن أحمد صفي الكزازي
توفي بالنجف سنة ١٣٠٠ ونيف.
عالم فاضل من أجلاء تلاميذ الميرزا حبيب الله الرشتي له سبل
السلام في شرح شرايع الاسلام عدة مجلدات وله كتاب الصوم استدلالي
ولعله من اجزاء سبل السلام لكن قيل إنه لم يذكره في اجازته للسيد عبد
الرحمن فقد ذكر عدة مجلدات من هذا الشرح ولم يذكر فيها الصوم.
١٠٣: مولانا رفيع ويقال محمد رفيع بن فرخ الكيلاني الرشتي المجاور بالمشهد
الرضوي
في تتمة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني طلع شارق فضله
فاستنار منه العالم وأزاحت أقلامه ظلمات الجهالة وأجرى بحار العلوم
فأزالت الضلالة. كان أصوليا فقيها مفسرا عارفا بسائر الفنون وصارت
العلوم الغامضة بسبب نظره فيها مذعنة محكمة موضحة مبينة ليس له نظير
في الأخلاق الحسنة والعبادات الشريفة هذب النفس وزكاها ونهاها عن
هواها كانت شيمته إغاثة اللهيف وإعانة الضعيف وكان مع شيخوخته يأتي
(٣٣)

إلى المسجد قبل طلوع الفجر بساعتين فينتقل ويدعو ويقرأ القرآن حتى يطلع
الفجر وكان إذا خرج يصحب معه كيسين في أحدهما الزكاة وفي الآخر
الخمس فيفرقهما على مستحقيهما وكان له جاه عريض ووجاهة عامة أقام في
المشهد المقدس الرضوي نحو أربعين سنة معظما عند الكبراء والعظماء وكان
نادر شاه يعظمه وكذا ابنه رضا قلي وأهل بخارى كانوا يكاتبونه بالتعظيم
ويرسلون إليه الهدايا والأموال عمر قريبا من مائة سنة ودرس مدة مقامه في
المشهد شرح المقاصد والتهذيب والبيضاوي وشرح المختصر والاهيات الشفا
وله حواش على شرح المختصر ورسالة في الاستدلال على الإمامة بآية لا
ينال عهدي الظالمين ورسالة في الرد على الفخر الرازي في الاستدلال بآية
وسيجنبها الأتقى على أفضلية الخليفة الأول ورسالة في تفسير آية وما خلقت
الجن والإنس الا ليعبدون ورسالة في وجوب الجمعة عينا ورسالة في التخيير
في الجمعة بياض في الأصل وانه يجب عليه الجمعة والظهر من باب
المقدمة وغيرها من الرسائل والفوائد.
١٠٤: رفيع مولى بني السكون كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١٠٥: الآقا رفيع ويقال محمد رفيع اليزدي
عالم فاضل في تتمة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني رأيت له
رسالة في تفسير قوله تعالى والقمر قدرناه منازل عجيبة في بابها تدل على
كمال فضله خصوصا في الهيئة.
١٠٦: الحاج رفيع ويقال محمد رفيع اليزدي
في تتمة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني هو شيخ الاسلام في
يزد كان له اطلاع كثير على مسائل الفقه ومهارة في النحو واطلاع على المنطق
ورغبة في الخير ومحبة لأهله اه‍ وهو غير الذي قبله فصاحب التتمة ذكرهما
معا.
١٠٧: الرقاشي
هو الحضين بن المنذر
١٠٨: رقبة بن مصقلة
في التعليقة يظهر من بعض الروايات كونه عاميا مفتيا لهم في العراق
ولا يبعد كونه رفيد بن مصقلة المتقدم ووقع الاشتباه من النساخ اه‍.
١٠٩: الرقي
هو داود بن كثير وعبد الله وعلي بن سليمان وعلي بن مهدي ومحمد بن
الفضل وغيرهم.
١١٠: رقيقة المحاربي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
١١١: رقيم بن الياس بن عمرو البجلي
قال النجاشي كوفي ثقة روى هو وأبوه وأخوه يعقوب وعمرو عن أبي
عبد الله ع وهو خال الحسن بن علي بن الياس له كتاب أخبرنا
الحسين بن عبيد الله حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا حميد بن زياد حدثنا
محمد بن عبيد الله بن غالب الصيرفي حدثنا علي بن الحسن الطاطري حدثنا
رقيم بكتابه اه‍ وفي حاشية النقد للمصنف قوله بن بنت الياس صفة
للحسن لا صفة علي بن الحسن أبوه علي وأمه بنت الياس كما يظهر من
النجاشي وغيره عند ترجمة الحسن بن علي بن زياد الوشاء اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب رقيم المشترك بين ابن الياس
الثقة وغيره ويمكن استعلام انه هو برواية علي بن الحسن الطاطري عنه
وروايته هو عن أبي عبد الله ع حيث لا مشارك ولو عسر التمييز
فالظاهر عدم الاشكال لان من عداه لا أصل له ولا كتاب ولا رواية
١١٢: رقيم بن عبد الرحمن الأزدي أبو محمد الكوفي
١١٣: رقيم بن عبد الله الكوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١١٤: رقية بنت إسحاق بن موسى بن جعفر
عمرت عمرا طويلا وتوفيت ببغداد سنة ٣١٦.
١١٥: رقية بنت الحسين ع
ينسب إليها قبر ومشهد مزور بمحلة العمارة من دمشق الله أعلم
بصحته جدده الميرزا علي أصغر خان وزير الصدراة في إيران عام ١٣٢٣
وقد أرخت ذلك بتاريخ منقوش فوق الباب أقول فيه من أبيات:
له ذو الرتبة العليا علي * وزير الصدر في إيران جدد
وقد أرختها تزهو سناء * بقبر رقية من آل احمد
١١٦: رقية بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع
قال المسعودي في مروج الذهب ج ٢ ص ٩٢ عند ذكر أولاد أمير
المؤمنين ع وعمر ورقية أمهما تغلبية اه‍ وأمها الصباء أم حبيب
بنت عباد بن ربيعة بن يحيى بن العبد من سبي اليمامة أو سبي عين التمر
اشتراها أمير المؤمنين علي ع فأولدها عمر الأطرف ورقية وفي
معجم البلدان ج ٨ ص ٧٧ عند ذكر المشاهد والمزارات بالقاهرة قال وبين
مصر والقاهرة مشهد فيه قبر رقية بنت علي بن أبي طالب وقال ابن الأثير في
الكامل ج ٤ ص ٤٨ رقية ابنة علي بن أبي طالب متزوجة بمسلم بن عقيل
ولها ولد منه يسمى عبد الله قتل يوم كربلاء وفي مقاتل الطالبيين:
عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب أمه رقية بنت علي بن أبي طالب
ع وأمها أم ولد.
١١٧: رقية بنت محمد رسول الله ص
توفيت بالمدينة في شهر رمضان رأس ١٧ شهرا من الهجرة.
في ذيل المذيل ص ٦٥ أمها خديجة وكان النبي ص زوجها قبل ان
يوحي إليه عتبة بن أبي لهب فلما بعث النبي ص وانزل الله عز وجل عليه
تبت يدا أبي لهب قال له أبوه رأسي من رأسك حرام ان لم تطلق ابنة محمد
(٣٤)

ففارقها ولم يكن دخل بها وأسلمت حين أسلمت أمها خديجة وبايعت رسول
الله ص حين بايعه النساء فتزوجها عثمان بن عفان وهاجرت معه إلى ارض
الحبشة الهجرتين جميعا وأسقطت في الهجرة الأولى من عثمان سقطا ثم
ولدت له بعد ذلك ابنا فسماه عبد الله وهاجرت إلى المدينة بعد زوجها
عثمان حين هاجر رسول الله ص ومرضت ورسول الله ص يتجهز إلى بدر
فخلف رسول الله ص عثمان فتوفيت ورسول الله ص ببدر وقدم زيد بن
حارثة من بدر بشيرا ودخل المدينة حين سوى التراب عليها اه‍ وروى
الكليني في الكافي بسنده عن أحدهما ع لما ماتت رقية ابنة رسول
الله ص قال رسول الله ص الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون
وأصحابه الحديث وفي دعاء شهر رمضان اللهم صلي على رقية بنت نبيك
الخ وعن إعلام الورى للطبرسي وربيع الشيعة لابن طاوس اما رقية بنت
رسول الله ص فتزوجها عتبة بن أبي لهب فطلقها قبل ان يدخل بها وتزوجها
بعده بالمدينة عثمان بن عفان فولدت له عبد الله ومات صغيرا نقر ديك على
عينه فمرض فمات وتوفيت بالمدينة سنة بدر فتخلف عثمان على دفنها وفي
قرب الاسناد بسند فيه مسعدة بن صدقة عن الصادق عن أبيه ع
قال ولد لرسول الله ص من خديجة القاسم والطاهر وأم كلثوم ورقية وفاطمة
وزينب الحديث وفي تكملة نقد الرجال: السند ضعيف بمسعدة اه‍ هذا
ولكن صاحب التكملة حكى عن كتاب الاستغاثة للشريف أبي القاسم
علي بن أحمد الكوفي العلوي المتوفى سنة ٣٥٢ القول بان رقية وزينب لم
يكونا ابنتي رسول الله ص ولا ولدي خديجة زوجة النبي ص واحتج لذلك
بان رسول الله ص كان قد زوج في الجاهلية زينب من أبي العاص ابن
الربيع ورقية من عتبة بن أبي لهب وهما كافران ومحال ان يزوج الرسول ص
ابنته من كافر من غير ضرورة دعت إلى ذلك اه‍ وفي هذا نظر فالنبي ص لم
يكن في الجاهلية قادرا على المنع لو سلم ان ذلك غير جائز مع أنه لا فرق
بين ابنته وغيرها في عدم الجواز ان كان. قال وصح لنا فيهما اي زينب ورقية
ما رواه مشايخنا من أهل العلم عن الأئمة من أهل البيت بالرواية وصحت
عندنا انه كان لخديجة بنت خويلد أخت من أمها يقال لها قد تزوجها رجل
من تميم يقال له أبو هند فأولدها ابنا يسمى هند بن أبي هند وابنتين هما
زينب ورقية وكانت هالة أخت خديجة هي الرسول بين خديجة ورسول الله
ص في امر تزوجه بخديجة ثم مات أبو هند وماتت هالة بعد ذلك بمدة يسيرة
وقد بلغ ابنهما مبالغ الرجال والابنتان طفلتان فكانتا في حجر رسول الله ص
وحجر خديجة فربياهما فنسبا إليهما وكان من سنة العرب في الجاهلية ان من
يربي يتيما ينسب ذلك اليتيم إليه وان كانت بنتا لم يستحل مربيها ان يتزوجها
لأنها بزعمهم بنت له فلما ربى رسول الله ص هاتين البنتين بنتي أبي هند
زوج أخت خديجة نسبتا إلى رسول الله ص وخديجة ولم تزل العرب عند هذه
الحالة إلى أن ربى بعض الصحابة يتيمة بعد الهجرة فقالوا لو سالت رسول
الله ص هل يجوز في الاسلام تزويج اليتيمة بمن رباها ففعل ذلك فأطلق الله
سبحانه في الاسلام تزويج اليتيمة لمن يربيها اه‍ وقد مر في ترجمة خديجة
بنت خويلد أم المؤمنين ما له تعلق بالمقام فراجع.
١١٨: ركام أو ركان اللحام
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
١١٩: ركانة بن عبد يزيد زيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن
كلاب بن مرة القرشي المطلبي
في أسد الغابة: توفي في خلافة عثمان وقيل توفي سنة ٤٢.
وهاشم جده هو غير هاشم جد النبي ص الذي ينسب إليه
الهاشميون بل هو ابن ابن أخيه لان المطلب أخو هاشم جد النبي ص
وركانة مساو للنبي ص في قعدد النسب فمكنه إلى عبد مناف خمسة رجال
كما أن من النبي ص إلى عبد مناف خمسة إذ هو محمد بن عبد الله بن عبد
المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
وفي أسد الغابة كان يقال لأبيه عبد زيد المحض لا قذى فيه لان
أمه الشعثاء بنت هشام بن عبد مناف وأباه هاشم بن المطلب وركانة هو
الذي صارعه النبي ص فصرعه النبي ص مرتين أو ثلاثا وكان من أشد
قريش وهو من مسلمة الفتح ومن حديثه انه طلب النبي ص ان يريه آية
ليسلم وقريب منهما شجرة ذات فروع وأغصان فأشار إليها النبي ص قال
لها اقبلي بإذن الله فانشقت باثنتين فأقبلت على نصف شقها وقضبانها حتى
كانت بين يدي رسول الله فقال له ركانة أريتني عظيما فمرها فلترجع
فاخذ عليه النبي ص العهد لئن أمرها فرجعت ليسلمن فأمرها فرجعت
حتى التأمت مع شقها الآخر فلم يسلم ثم أسلم بعد ونزل المدينة
وأطعمه رسول الله ص من خيبر ثلاثين وسقا ومن حديثه عن النبي ص
ان لكل دين خلقا وخلق هذا الدين الحياء اه‍ وذكر أيضا ركانة أبو محمد
غير منسوب وحكى عن ابن منده انه روى باسناده عن أبي جعفر محمد
بن ركانة عن أبيه ركانة صارعت النبي ص فصرعني وانه قال أراهما واحد
اه‍. وليس بيدنا ما يدل على تشيعه سوى كونه من ولد المطلب أخي
هاشم والله أعلم.
١٢٠: السيد ركن الدين ابن أشرف الدين الحسيني المرعشي الآملي
كان حيا سنة ٨٦٠.
كتب لنا ترجمته السيد شهاب الدين الحسيني التبريزي نزيل قم
فقال: كان من أفاضل العلماء ذا مهارة تامة في الفقه والحديث والنجوم له
تآليف منها ١ الزيج الجامع السعيدي في تنقيح كتاب الزيج الأيلخاني
للمحقق الطوسي وقد ألف صاحب الترجمة كتابه على أصول الرصد
السلطاني وألف هذا الزيج باسم أبي سعيد الكوركاني سنة ٨٦٠ ٢
بنجاه باب سلطاني في كليات الأعمال النجومية ومعرفة الأسطرلاب يظهر
من كتاب الزيج المتقدم ان له هذا الكتاب وكذا يظهر منه انه سافر إلى الهند
ونال من الملك أبي القاسم بابر التيموري عنايات كثيرة ٣ كتاب في
تراجم العلماء المرعشيين من أسرته اه‍ وفي الذريعة: بنجاه باب سلطاني
المرتب على مقالتين في الأسطرلاب واستخراج التقاويم للمولى ركن
الدين بن أشرف الدين حسين الآملي ألفه باسم السلطان بابر خان بهادد في
٦ ربيع الثاني سنة ٨٦٠ اه‍ والظاهر أنه هو المترجم بعينه وان لم يصفه
بالسيادة. وفي مسودة الكتاب السيد ركن الدين له اللؤلؤ المضي في
مناقب آل النبي ص فيحتمل كونه المترجم والله أعلم
١٢١: ركن الدولة بن بويه
اسمه أبو علي الحسن بن بويه.
١٢٢: ركين بن ربيع
١٢٣: ركين بن سويد الكلابي الجعفي مولاهم كوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
(٣٥)

١٢٤: الرماحي
بالتشديد فخر الدين الطريحي والرماحي غير معلوم الضبط
إسماعيل بن نجيح
١٢٥: الرماني
عمر أبو حفص والهيثم بن عبد الله
١٢٦: رملة بنت عقيل بن أبي طالب
لما جاء نعي الحسين ع إلى المدينة خرجت أم لقمان بنت
عقيل بن أبي طالب حين سمعت نعي الحسين ع حاسرة ومعها
أخواتها أم هانئ وأسماء ورملة وزينب بنات عقيل بن أبي طالب والظاهر أن
رملة كانت أكبرهن تبكي قتلاها بالطف وهي تقول:
ما ذا تقولون ان قال النبي لكم * ما ذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
بعترتي وباهلي بعد مفتقدي * منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم
وقال الصادق ع ما اكتحلت هاشمية ولا اختضبت ولا رئي
في دار هاشمي دخان خمس سنين حتى قتل عبيد الله بن زياد وقالت فاطمة
بنت أمير المؤمنين ع ما تحنأت امرأة منا ولا أجالت في عينها مرودا ولا
امتشطت حتى بعث المختار برأس عبيد الله بن زياد، ومن أحق من
الهاشميات بالاعمال التي تناسب طيب أصلهن وكرم عنصرهن.
١٢٧: رملة بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع
في مروج الذهب رملة وأم الحسن بنات أمير المؤمنين علي
ع أمهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفية.
١٢٨: رميث بن عمرو
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين ع.
١٢٩: رميلة صاحب أمير المؤمنين ع
ذكره العلامة في القسم الأول من الخلاصة في باب الراء وقال من
أصحاب أمير المؤمنين ع وذكره ابن داود في رجاله في القسم
الأول في باب الزاي فقال زميله بضم الزاي وفتح الميم من أصحاب علي
ع الكشي ثقة والتبس على بعض أصحابنا فأثبته بالراء المهملة وهو وهم
وقد ذكره الشيخ في باب الزاي من كتاب الرجال وقال الشهيد الثاني في
حاشية الخلاصة عنى ببعض أصحابنا المصنف وقد ذكره الشيخ أيضا في
كتاب اختيار رجال الكشي في باب الراء المهملة كما فعل المصنف ونقله عنه
السيد جمال الدين بعد أن كتبه في باب الزاي أيضا ثم ضرب عليه ونقله إلى
باب الراء اه‍ ومن ذلك يعلم أن مسارعة ابن داود إلى نسبة العلامة إلى
الالتباس والوهم في غير محلها فالأصل في ترجمة الرجل هو الكشي وقد ذكره
بالراء.
اما ذكر الشيخ له تارة بالراء وأخرى بالزاي فأولى بان تنسب إلى
الالتباس وابن طاوس بعد ما كتبه بالزاي ضرب عليه ونقله إلى باب الراء لما
ترجح عنده انه بالراء لا بالزاي وقول ابن داود وثقه الكشي فيه نظر فما يأتي
عن الكشي لا يدل على الوثاقة وفي رجال الكشي رميلة. جعفر بن
معروف: حدثني الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه قال حدثني البسامي
أحوز بن الحسين عن أبي داود السبيعي عن أبي سعيد الخدري عن رميلة
قال وعكت وعكا شديدا في زمان أمير المؤمنين ع فوجدت من
نفسي خفة يوم الجمعة فقلت لا أصيب شيئا أفضل من أن أفيض علي الماء
وأصلي خلف أمير المؤمنين ع ففعلت ثم جئت المسجد فلما صعد أمير
المؤمنين ع المنبر عاد علي ذلك الوعك فلما انصرف أمير المؤمنين ع
ودخل القصر دخلت معه فالتفت إلي وقال يا رميلة ما لي رأيتك وأنت
مشتبك بعضك في بعض فقصصت عليه القصة التي كنت فيها والذي حملني
على الرغبة في الصلاة خلفه فقال لي يا رميلة ليس بمؤمن يمرض الا مرضنا
لمرضه ولا يحزن الا حزنا لحزنه ولا يدعو الا امنا له ولا يسكت الا دعونا له
فقلت يا أمير المؤمنين جعلت فداك هذا لمن معك في المصر أرأيت من كان
في أطراف الأرض قال يا رميلة ليس يغيب عنا مؤمن في شرق الأرض ولا
في غربها. جبرئيل بن أحمد الفاريابي حدثني محمد بن عبد الله بن مهران عن
علي بن قيس عن علي بن النعمان عن رميلة وكان رجلا من أصحاب أمير
المؤمنين ع وذكره مثله اه‍. وكأني بمن يسمع مثل هذا فيعده
غلوا ولكنه ان انصف وعلم أن ذلك بمشيئة الله تعالى وان قدرته شاملة وان
لأمير المؤمنين ع الكرامة البالغة عنده لم يستبعد حصول مثله وعن ارشاد
الديلمي: رميلة كان من خواص أمير المؤمنين ع.
١٣٠: الرندجي
هو الحسين بن أبي العلاء
١٣١: رهم الأنصاري
في الخلاصة رهم بضم الراء.
قال الكشي في رهم الأنصاري أبو الحسن حمدويه حدثنا محمد بن
عيسى عن الحسن بن علي بن يقطين عن رهم قال أبو الحسن حمدويه فسألته
عنه فقال شيخ من الأنصار كان يقول بقولنا وقال الشيخ في رجاله في
أصحاب الكاظم ع رهم الأنصاري.
١٣٢: الرهني
عبد الله بن أحمد ومحمد بن بحر ومحمد بن يحيى أو هو الأول
١٣٣: رهيلة بنت المسيب العقيلية
قال ابن الأثير ج ٩ ص ٥٦ في حوادث سنة ٣٨٧ كان أخوها المقلد
ابن المسيب قبض على أخيه علي بن المسيب فجاءت رهيلة إلى أخيها المقلد
فقيل له ان أختك رهيلة تريد لقاءك وقد جاءتك فركب وخرج إليها فلم
تزل معه حتى أطلق أخاه عليا ورد إليه ماله ومثله معه وفي ذيل تجارب الأمم
انه دخل عليه داخل فقال أيها الأمير هذه أختك رهيلة وكانت عند
جعفر بن علي بن مقن قريبة منك تريد لقاءك فامتدت الأعين إليها فإذا
هي في هودج على بعد فركب إليها وتحادثا طويلا ولم يعلم أحد ما جرى
بينهما الا انه حكي فيما بعد انها قالت له يا مقلد قد ركبت مركبا وضيعا
وقطعت رحمك وعققت ابن أبيك فراجع الأولى بك وخل عن الرجل
واكفف هذه الفتنة ولا تكن سببا لهلاك العشيرة فلان في يدها وأطلقه اه‍
ومثل هذه المرأة يحق ان يقال فيها:
(٣٦)

ولو أن النساء كمثل هذي لفضلت النساء على الرجال
١٣٤: الرواجني
سالم بن سلمة وعباد بن يعقوب
١٣٥: الرواسي
في الخلاصة اسمه محمد بن الحسن بن أبي سارة اه‍ ومر بالهمزة وفي
مشتركات الطريحي: الرؤاسي بضم الراء يقال لمحمد بن الحسن بن أبي
سارة مع احتمال مجيئه لعثمان بن عيسى الذي هو من شيوخ الواقفية نسبة
إلى رواس بن كلاب بن ربيعة بن عامر اه‍ وعن مجمع الرواة انه زاد حمادا
والحسين وجعفرا بني عثمان بن زياد وأباهم وفي رجال أبي علي لعل المعروف
به الأول اي محمد بن الحسن بن أبي سارة ولذا لم يذكر في الحاوي سواه اه‍
الرواسي أيضا يلقب به أفلح بن حميد والجراح بن مليح وجهم بن حكيم.
١٣٦: السيد روح الأمين بن شمس الدين محمد ابن الأمير السيد رضا الحسيني
المختاري النائيني الأصفهاني
فاضل صالح واعظ له كتاب تأويل الأبيات وفي الرياض الأمير روح
الأمين النائيني معاصر واعظ كان من أئمة الجماعة بالمسجد الجامع العباسي
بأصبهان وقد توفي في هذه الاعصار.
١٣٧: روح بن السائب اليشكري مولاهم الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وصاحب
منهج المقال ذكر بدل روح رميلة وهو من سبق القلم.
١٣٨: روح بن عبد الرحيم بن روح الكوفي
قال النجاشي روح بن عبد الرحيم شريك المعلى بن خنيس كوفي ثقة
روى عن أبي عبد الله ع له كتاب رواه عنه غالب بن عثمان
أخبرنا العباس بن عمر المعروف بابن مروان الكلواذاني حدثنا علي بن
الحسين بن بابويه عن الحميري عن محمد بن أحمد عن الحسن بن الحسين
اللؤلؤي حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن غالب بن عثمان عن روح
بكتابه وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع روح بن
عبد الرحيم بن روح الكوفي.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب روح المشترك بين ابن عبد
الرحيم الثقة وبين ابن القاسم المجهول ويمكن استعلام انه الثقة برواية
غالب بن عثمان وروايته عن أبي عبد الله ع مقارنا للمعلى بن
خنيس حيث هو شريك له ولو عسر التمييز فلا إشكال على الظاهر لان من
عداه لا أصل له بل ولا رواية. وعن جامع الرواة انه نقل رواية
عبد الله بن بكير وعلي بن حديد عن منصور عنه.
١٣٩: روح بن القاسم
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي
التعليقة قال الحافظ حدث عن جعفر يعني الصادق ع من الأئمة
الاعلام روح بن القاسم.
١٤٠: المولى روح الله الحافظ
في الرياض: متكلم محدث لم اعلم عصره على التحقيق والظاهر أنه
من علماء أواسط الدولة الصفوية رأيت من مؤلفاته رسالة غرر الأمالي في
أصول الدين بالفارسية مشتملة على مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة وقد اخذ
مضامينها من خطب علي ع المذكورة في نهج البلاغة.
١٤١: السيد روح الله بن الميرزا شرف ابن القاضي جهان القزويني الحسيني
السيفي
وصفه في رياض العلماء بالطبيب الفاضل الحاذق وقال نقلا عن
إسكندر بك في تاريخ عالم آراي عباسي ما تعريبه كان من عظماء السادات
الحسينية السيفية وأوصاف والده وجده الحميدة في غاية الشهرة غنية عن
البيان وكانت آثار الجلالة والأبهة ترى من ناصية أحواله وأخلاقه الرضية
وأطواره المرضية وهو بين الأكابر والأعيان معروف وبحلية الفضل والعلم
ووفور القابلية والاستعداد موصوف ولما أكمل العلوم المتداولة رغب في علم
الطب فمهر فيه وهو وان كان قلما يتوجه لمعالجة المرضى لكن تصرفاته في
معالجة العلل والأمراض مما يستحسنه خواص الأطباء وكان أكثر أطباء
قزوين تلاميذه وكانوا يفتخرون بذلك وكان يكتب خط النسخ تعليق في غاية
الجودة وتوفي في أوان شبابه في قزوين في دولة الشاه خدابتك الصفوي اه‍.
١٤٢: روزبهان بن ونداد خرشيد الديلمي
قتل سنة ٣٤٥.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٤٥ انه في هذه السنة خرج على معز
الدولة وعصى عليه وخرج اخوه بلكا بشيراز وخرج أخوهما سفار بالأهواز
ولحق به روزبهان إلى الأهواز وكان روزبهان يقاتل عمران بن شاهين
بالبطيحة فعاد إلى واسط وسار إلى الأهواز وبها الوزير المهلبي فأراد المهلبي
محاربة روزبهان فاستأمن كثير من رجاله إلى روزبهان وانحاز المهلبي عنه
وبلغ ذلك معز الدولة فلم يصدق لاحسانه إليه لأنه رفعه بعد الضعة ونوه
بذكره بعد الخمول فتجهز معز الدولة لمحاربته ومال الديلم بأسرهم إلى
روزبهان ولقوا معز الدولة بما يكره... وسار معز الدولة عن بغداد إلى أن
بلغ قنطرة أربق وكان اعتماده على أصحابه الأتراك ومماليكه ونفر من الديلم
فعبر وعبا أصحابه كراديس تتناوب الحملات فما زالوا كذلك إلى غروب
الشمس ففني نشابهم وتعبوا فقالوا لمعز الدولة نستريح الليلة ونعود غدا
فعلم أنه ان رجع زحف إليه روزبهان فيهلك فبكى بين يدي أصحابه ثم
سألهم ان تجمع الكراديس كلها ويحملوا حملة واحدة وهو في أولهم فاما ان
يظفروا أو يقتل هو أول من يقتل فطالبوه بالنشاب وكان جماعة صالحة من
الغلمان الأصاغر تحتها الخيل الجياد وعليهم اللباس الجيد وكانوا سألوه ان
يأذن لهم في الحرب فلم يفعل وقال إذا جاء وقت يصلح لكم أذنت لكم فلما
طالبه أصحابه بالنبل قال قد بقي مع صغار الغلمان نشاب فخذوه واقتسموه
وأرسل إليهم من يأخذ منهم النشاب وأومأ إليهم ان سلموا إليه النشاب
فظنوا أنه يقول لهم احملوا لما كان سبق منه الوعد بذلك فحملوا وهم
مستريحون فصدموا صفوف روزبهان فخرقوها وألقوا بعضها فوق بعض
(٣٧)

فصاروا خلفهم وحمل معز الدولة فيمن معه فكانت الهزيمة على روزبهان
وأصحابه واخذ روزبهان أسيرا وعاد إلى بغداد فبلغه ان الديلم يريدون اخذ
روزبهان قسرا فغرقه ليلا واما اخوه بلكا الذي خرج بشيراز فسار إليه
الأستاذ أبو الفضل بن العميد فقاتله فظفر به وأعاد عضد الدولة بن ركن
الدولة إلى ملكه وانطوى خبر روزبهان واخوته وكان قد اشتعل اشتعال النار
اه‍.
١٤٣: روق بن الحارث الكلاعي
ذكره نصر في كتاب صفين ص ٣٠٤ فيمن أصيب في المبارزة من
أصحاب علي ع قال وهم زهاء عشرة آلاف.
١٤٤: الرومي
هو سعيد مولى الصادق ع.
١٤٥: رومي بن زرارة بن أعين الشيباني
قال النجاشي روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع ثقة
قليل الحديث له كتاب رواه ابن عياش قال حدثنا علي بن محمد بن زياد
التستري حدثنا أبو الفضل إدريس بن مسلم الجواني حدثني محمد بن بكر
بياع القطن حدثني رومي بن زرارة وقال الشيخ في رجاله في أصحاب
الصادق ع رومي بن زرارة بن أعين الشيباني مولاهم كوفي.
١٤٦: رومي بن عمران
روي الكليني في الكافي في باب ان صاحب المال أحق بماله ما دام حيا
عن أحمد بن محمد عن علي بن الحسن عن أخيه أحمد بن الحسن
عن عمرو بن سعيد أوصى أخو رومي ابن عمران بجميع ماله لأبي جعفر
ع قال عمرو فأخبرني رومي انه وضع الوصية بين يدي أبي جعفر ع
فقال هذا ما أوصى لك أخي وجعلت اقرأ عليه فيقول لي قف ويقول احمل
كذا ووهبت لك كذا حتى اتيت على الوصية فنظرت فإذا انما اخذ الثلث
فقلت له امرتني ان احمل إليك الثلث ووهبت لي الثلثين فقال نعم قلت
أبيعه وأحمله إليك فقال لا على الميسور عليك ولا تبع شيئا.
١٤٧: الروياني
هو عبيد الله بن موسى
١٤٨: رويم بن شاكر الأحمري
ذكره نصر في كتاب صفين ص ٣٠٤ فيمن أصيب في المبارزة من
أصحاب علي ع قال وهم زهاء عشرة آلاف.
١٤٩: رويم الشيباني
كان من أصحاب علي أمير المؤمنين ع روى نصر بن مزاحم
انه جعله يوم صفين على ذهل الكوفة هو أو يزيد بن رويم.
١٥٠: رياح بن الحارث النخعي أبو المثنى الكوفي
في تهذيب الكمال يقال انه حج مع عمر ذكره ابن حبان في
الثقات. وفي تهذيب التهذيب قال العجلي كوفي تابعي ثقة. وفي تاريخ
بغداد: رياح بن الحارث يقال انه حج مع عمر بن الخطاب حجتين ورد
المدائن ثم روى بسنده عن صدقة بن المثنى عن جده رياح بن الحارث كنت
عند منبر الحسن بن علي وهو يخطب بالمدائن فقال: الا ان امر الله واقع وان
كره الناس اني ما أحببت ان آلي من امر أمة محمد ص مثقال حبة من خردل
يراق فيه محجمة من دم مذ علمت ما ينفعني مما يضرني فالحقوا بطيتكم اه‍
والذي ثبت ان الحسن لم يصالح الا بعد ما علم بخذلان أصحابه ومكاتبتهم
معاوية بان يسلموه له عند أول اللقاء.
مشايخه
يفهم من تاريخ بغداد وتهذيب التهذيب انه يروي عن ١ علي بن
أبي طالب ٢ ابنه الحسن بن علي ع ٣ سعيد بن زيد بن عمرو بن
نقيل ٤ ابن مسعود ٥ عمار بن ياسر ٦ الأسود بن يزيد.
تلاميذه
ويفهم منهما انه روى عنه ١ حفيده صدقة بن المثنى بن رياح ٢
ابنه جرير بن رياح ٣ الحسن بن الحكم النخعي ٤ أبو حمزة الضبعي
٥ حرملة بن قيس.
١٥١: الرياش بن عدي الطائي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
١٥٢: رياض الحسن الهندي
عالم فاضل منشئ من تلاميذ المفتي السيد مير محمد عباس ابن السيد
علي أكبر الموسوي التستري اللكهنوئي المذكور في محله له كتاب تبكيت
الخصام في الكلام فارسي في عدة مجلدات وجد منه المجلد الخامس.
١٥٣: الريان
هو الريان بن الصلب
١٥٤: الريان بن شبيب
قال النجاشي ريان بن شبيب خال المعتصم ثقة سكن قم وروى عنه
أهلها وجمع مسائل الصباح بن نصر الهندي للرضا ع أخبرنا أبو
العباس بن نوح حدثنا محمد بن أحمد الصفواني حدثنا أبو جعفر أحمد بن
محمد حدثنا يحيى بن زكريا اللؤلؤي قال الريان بن شبيب اه‍ وفهم انه
خال المعتصم مما رواه الصدوق في العيون ان أم المعتصم ماردة هي أخت
الريان بن شبيب. وذكره ابن داود فيمن لم يرو عنهم ع
واعترض عليه بأنه قد روى عنهم ومر في خيران الخادم ان الريان بن شبيب
قال له ان وصلت إلى أبي جعفر ع فقل له مولاك الريان بن شبيب يقرأ
عليك السلام ويسألك الدعاء له ولولده فدعا له ولم يدع لولده. وروى
الصدوق في الأمالي والعيون بسنده عن الريان بن شبيب قال دخلت على
الرضا ع في أول يوم من المحرم فقال لي يا ابن شبيب أصائم أنت
فقلت لا فقال إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا ربه عز وجل فقال
رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء فاستجاب له وامر
الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى فمن
صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب له كما استجاب لزكريا
ع ثم قال يا ابن شبيب ان المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما
(٣٨)

مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها
ولا حرمة نبيها ص لقد قتلوا في هذا الشهر ذرية رسول الله ص وسبوا نساءه
وانتهبوا ثقله فلا غفر الله لهم ذلك ابدا. يا ابن شبيب ان كنت باكيا لشئ
فابك للحسين بن علي بن أبي طالب فإنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه
من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شيبة ولقد بكت السماوات
السبع والأرضون لقتله ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف
لنصره فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم المهدي
ع فيكونوا من أنصاره وشعارهم يا لثارات الحسين يا ابن شبيب لقد
حدثني أبي عن أبيه عن جده انه لما قتل جدي الحسين ع أمطرت السماء
دما وترابا احمر يا ابن شبيب ان بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على
خدك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا قليلا أو كثيرا يا ابن
شبيب ان سرك ان تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين
ع يا ابن شبيب ان سرك ان تسكن الغرف المبنية في الجنة فالعن قتلة
الحسين ع يا ابن شبيب ان سرك ان يكون لك من الثواب مثل ما لمن
استشهد مع الحسين ع فقل متى ما ذكرته يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا
عظيما يا ابن شبيب ان سرك ان تكون معنا في الدرجات العلى في الجنان
فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا فلو ان رجلا تولى حجرا حشره
الله معه يوم القيامة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الريان بن شبيب برواية
يحيى بن زكريا اللؤلؤي عنه وحيث يعسر التمييز فلا إشكال لاشتراكه بين
ثقتين وعن جامع الرواة انه نقل رواية علي بن أحمد وبكر بن صالح
وإبراهيم بن هاشم عنه ثم نقل عن موضع آخر ابدال ابن شبيب بابن
الصلت في هذه الرواية التي رواها إبراهيم بن هاشم بالخصوص واستصوب
كونه ابن شبيب.
١٥٥: الريان بن الصلت الأشعري القمي أبو علي
قال النجاشي روى عن الرضا ع كان ثقة صدوقا ذكر ان
له كتاب جمع فيه كلام الرضا ع في الفرق بين الآل والأمة قال أبو
عبد الله الحسين بن عبيد الله رحمه الله أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا
عبد الله بن جعفر عن الريان بن الصلت به وقال رأيت في نسخة أخرى
الريان بن شبيب وفي الخلاصة الريان بن الصلت البغدادي الأشعري القمي
خراساني الأصل أبو علي روى عن الرضا ع كان ثقة صدوقا اه‍
والأشعري نسبة إلى الأشعرين فرقة من العرب نزلوا قما وكان منهم الرواة
والعلماء وقال الشيخ في رجاله في رجال الرضا ع الريان بن
الصلت بغدادي ثقة خراساني وفي رجال الهادي الريان بن الصلت البغدادي
ثقة وفيمن لم يرو عنهم ع الريان بن الصلت يروي عنه
إبراهيم بن هاشم وفي الفهرست الريان بن الصلت له كتاب أخبرنا به
الشيخ أبو عبد الله محمد بن النعمان والحسين بن عبيد الله عن محمد بن
علي بن الحسن عن أبيه وحمزة بن محمد ومحمد بن علي عن علي بن إبراهيم
عن أبيه عن الريان بن الصلت. وقال الكشي ما روي في ريان بن
الصلت الخراساني. محمد بن مسعود حدثني علي بن الحسين حدثني
معمر بن خلاد قال سألني رجل ان استأذن له ع يعني الرضا ع واساله
ان يكسوه قميصا وان يهب له من دراهمه فلما رجعت من عند الرجل
أصبت رسوله يطلبني فلما دخلت عليه قال أين كنت قلت كنت عند فلان
قال يشتهي ان يدخل علي قلت نعم جعلت فداك ثم سبحت فقال ما لك
تسبح فقلت له كنت عنده الآن في هذا فقال إن المؤمن موفق ثم قال لو
يأتيك فاعلمه فلما دخل عليه قعد قدامه وقمت انا في ناحية فدعاني فقال لي
اجلس فجلست فسأله الدعاء ففعل ثم دعا بقميص فلما قام وضع في يده
شيئا فنظرت فإذا هي دراهم من دراهمه قال محمد بن مسعود قال علي بن
الحسين والرجل الذي سال الدعاء والكسوة الريان بن الصلت وقال حدثني
الريان بهذا الحديث. طاهر بن عيسى حدثني جبرئيل بن أحمد عن علي بن
شجاع عن محمد بن الحسن عن معمر بن خلاد قال لي الريان بن الصلت
وكان الفضل بن سهل بعثه إلى بعض قرى خراسان فقال أحب ان تستأذن لي
علي أبي الحسن فاسلم عليه وأودعه وأحب ان يكسوني من ثيابه وان يهب لي
من دراهمه التي ضربت باسمه فدخلت عليه فقال لي مبتدئا يا معمر أين
ريان أيحب ان يدخل علي فأكسوه من ثيابي وأعطيه من دراهمي قلت سبحان
الله والله ما سألني الا ان أسألك ذلك فقال يا معمر ان المؤمن موفق قل له
فليجئ فأمرته فدخل عليه فسلم عليه فدعا بثوب من ثيابي فلما خرج قلت
اي شئ أعطاك فإذا في يده ثلاثون درهما. علي بن محمد القتيبي حدثني
أبو عبد الله الشاذاني قال سالت الريان بن الصلت فقلت له انا محرم وربما
احتملت فاغتسل وليس معي من الثياب ما أستفئ به الا الثياب المخلطة
فقال لي سالت هذه المشيخة الذين معنا في القافلة عن هذه المسألة يعني أبا
عبد الله الجرجاني ويحيى بن حماد وغيرهما فقلت بلى قد سالت قال فما وجدت
عندهم قلت لا شئ قال الريان لابنه محمد لو شغلوا بطلب العلم لكان
خيرا لهم من اشتغالهم بما لا يعنيهم يعني من طريق الغلو ثم قال لابنه قد
حدث بهذا ما حدث وهم ينتمونه إلى القيل وليس عندهم ما يرشدهم إلى
الحق يا بني إذا أصابك ما ذكرت فالبس ثياب احرامك فان لم تستدفئه فغير
ثيابك المخيطة وتدثر قلت كيف أغير قال الق ثيابك على نفسك فاجعل جيبه
جيبك من ناحية ذيلك وذيله من ناحية وجهك اه‍ وفيه من الدلالة على
فقاهته ما لا يخفى وفي التعليقة كان حظيا عند المضمون مقربا لديه بل من
خواصه وصاحب أسراره ويبعثه والفضل بن سهل في حوائجه لكن كان
شيعيا في الباطن وفي بعض روايات العيون انه كان من رجال الحسين بن
سهل وفيه أيضا حدثني أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني عن علي بن
إبراهيم بن هاشم عن الريان بن الصلت وساق الحديث إلى أن قال فقال
المأمون يا ريان إذا كان غدا وحضر الناس فاقعد بين هؤلاء القوم وحدثهم
بفضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقال يا أمير المؤمنين ما أحسن من
الحديث الا ما سمعته منك إلى أن قال فلما كان في الغد قعدت بين القواد في
الدار فقلت حدثني أمير المؤمنين عن أبيه عن آبائه ان رسول الله ص قال
من كنت مولاه فعلي مولاه الحديث
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن استعلام ان الريان هو ابن
الصلت برواية إبراهيم بن هاشم وعبد الله بن جعفر ومعمر بن خلاد عنه
وحيث يعسر التمييز فلا إشكال لاشتراكه بين ثقتين وعن جامع الرواة انه
نقل رواية علي بن إبراهيم وابن فضال وعلي بن الريان عنه.
١٥٦: الشيخ أبو محمد ريحان بن عبد الله الحبشي المصري
توفي حدود ٥٦٠.
(٣٩)

عالم فقيه محدث يروي عن عبد العزيز بن أبي كامل الكراجكي وأبي
الصلاح الحلبي ويروي عنه الشيخ أبو الفضل شاذان بن جبرئيل القمي
نزيل المدينة المنورة. قال السيوطي فضال وعلي بن الريان عنه.
كما عن نسخة مخطوطة ومنهم ريحان الحبشي أو محمد الزاهد الشيعي
كان بالديار المصرية من فقهاء الامامية الكبار يكرر علي النهاية والذخيرة
وقال ما حفظت شيئا فنسيته يصوم جميع الأيام المسنونة جميع أيام السنة
ولعل الصواب الأول وكان ابن رزيك يعظمه ويقول يقولون ما ساد من
بني حام الا لقمان وبلال وانا أقول ريحان ثالثهم مات في حدود ٥٦٠ عن
الشيخ الكراجكي اه‍ وفي أمل الآمل الشيخ أبو محمد ريحان بن عبد الله
الحبشي كان عالما فقيها محدثا يروي عن عبد العزيز بن أبي كامل والكراجكي
وأبي الصلاح اه‍. وفي الرياض يروي عنه شاذان بن جبرئيل القمي قال
ثم انه يظهر من بعض الاخبار ان ريحان هذا يروي عن الكراجكي بتوسط
القاضي عبد العزيز بن أبي كامل المذكور ولعله يروي عنه بلا واسطة أيضا
كما ذكر في أمل الآمل والمراد من عبد العزيز هذا ليس هو القاضي بن البراج
لتقدمه عليه كثيرا مع عدم مساعدة اسم الوالد اه‍ وفي الروضات في ترجمة
الكراجكي: قد يوجد في بعض كتب الرجال رواية الشيخ الفقيه أبي محمد
ريحان بن عبد الله الحبشي الذي هو شيخ رواية شاذان بن جبرئيل القمي
أيضا عن الكراجكي محمد بن علي بلا واسطة ولكن الموجود في طرق
الإجازات المعروفة روايته عنه بواسطة شيخه القاضي عبد العزيز بن البراج
والله العالم اه‍ ولكن عرفت مما مر ان عبد العزيز الذي هو واسطة بين ريحان
والكراجكي ليس هو ابن البراج. وفي لسان الميزان ريحان الحبشي أبو محمد
الشيعي الامامي المصري تفقه على علي بن عبد الله بن كامل روى عنه
شاذان بن جبرئيل قال ابن أبي طي قال لي أبي كان الفقيه ريحان من احفظ
الناس وقيل كان يصوم كثيرا ولا يأكل الا من طعام يعلم أصله وكان ابن
رزيك يعظمه ويحترمه كان بعد ٥٥٠.
١٥٧: السيد ريحان الله البروجردي الطهراني
عالم فاضل من موقوفاته ترجمة خلاصة الأذكار الفيضية إلى الفارسية
على الخزانة الرضوية سنة ١٣٠٣.
١٥٨: السيد ريحان الله ابن السيد جعفر الدارابي الطهراني
عالم فاضل من مشاهير علماء إيران له خزانة كتب في طهران غاية في
كثرة العدد وجودة الآثار في فنون شتى وقد قومت بثمانين ألف دينار عراقي
كذا ذكره الفاضل الشبيبي فيما كتبه في مجلة العرفان م ٧ ص ٤٧٢.
١٥٩: الريحاني
هو الحسين بن محمد.
حرف الزاي
١٦٠: زاذان يكنى أبا عمرة الفارسي.
توفي سنة ٨٢.
زاذان بالزاي والذال المعجمة والنون بينهما ألفان.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وفي خاتمة القسم
الأول من الخلاصة فيما نقله عن البرقي قال ومن خواص أمير المؤمنين
ع من مضر تميم بن خريم الناجي وذكر جماعة ثم ذكره الا انه قال
وزاذان أبو عمرو الفارسي فأبدل عمرة بعمرو وجعله مضريا مع كونه فارسيا
لكونه من مواليهم واسمه اسم فارسي ليس بعربي. والظاهر أنه هو المذكور
في تاريخ الخطيب وميزان الذهبي وتهذيب التهذيب ففي الأول زاذان أو
عمر الكندي مولاهم وزيد في الثاني الكوفي وفي الثالث زاذان أبو عبد الله
ويقال أبو عمر الكندي مولاهم الكوفي الضرير البزاز. ويكون تكنيته بأبي
عمرة وأبي عمرو من تحريف النساخ. وفي الأخيرين يقال شهد خطبة عمر
بالجابية. وفي الأول كان ثقة نزل الكوفة وفي الثاني قال شعبة قلت للحكم
لما لم تحمل عن زاذان قال كان كثير الكلام أحاديثه لا باس بها. سلمة بن
كهيل: أبو البختري أعجب أو أحب إلي منه. أبو أحمد الحاكم: ليس
بالمتين عندهم. ابن معين: ثقة وذكره ابن عدي في الكامل. ابن جحادة
كان زاذان يبيع الكرابيس فإذا جاءه الرجل أراه شر الطرفين وسلمه سومة
واحدة. قال ابن عدي تاب زاذان على يدي ابن مسعود وفي الثالث: ابن
معين ثقة لا يسأل عن مثله. ابن عدي: أحاديثه لا باس بها إذا روى عنه
ثقة. ابن حبان في الثقات كان يخطئ كثيرا. ابن سعد: كان ثقة كثير
الحديث. ابن معين: روى عن سلمان وغيره وهو ثبت في سلمان.
العجلي: كوفي تابعي ثقة. وكناه الأكثرون أبا عمر وكذا وقع في كثير من
الأسانيد. خليفة: مات سنة ٨٢ ابن حبان مات بعد الجماجم.
١٦١: زاذان فروخ
في شرح النهج ج ١ ص ٢٦٦ عن إبراهيم بن هلال الثقفي بسنده ان
قرظة بن كعب بن عمرو الأنصاري أحد عمال أمير المؤمنين ع
كتب إليه ان خيلا مرت من قبل الكوفة متوجهة وان رجلا من دهاقين أسفل
الفرات قد أسلم وصلى يقال له زاذان فروخ اقبل من عند أخوال له فلقوه
فقالوا له أمسلم أنت أم كافر قال بل مسلم قالوا فما تقول في علي قال أقول
فيه خيرا أقول انه أمير المؤمنين وسيد البشر ووصي رسول الله ص فقالوا
كفرت يا عدو الله ثم حملت عليه عصابة فقطعوه بأسيافهم واخذوا معه رجلا من أهل الذمة يهوديا فقالوا له ما دينك قال يهودي فقالوا خلوا سبيل
هذا لا سبيل لكم عليه الحديث. وكان هؤلاء من الخوارج العمي
القلوب.
١٦٢: الشيخ زاذان بن محمد بن زاذان.
في فهرس منتجب الدين عالم فقيه قاض محدث راوية.
١٦٣: زافر بن سفيان الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ولا يبعدان
يكون هو أبو سليمان زافر بن سليمان الأيادي الكوفي القوهستاني
السجستاني نزيل الري ثم بغداد المذكور في تاريخ بغداد وميزان الاعتدال
وتهذيب التهذيب بان ابدال سليمان بسفيان من النساخ على بعد وان كان
من المحتمل بان يكون المذكور في الثلاثة عاميا بقرينة كونه قاضي سجستان
ففي الأول زافر بن سليمان أبو سليمان الأيادي القوهستاني كان قاضي
سجستان ونزل الري فكان يختلف منها إلى الكوفة في التجارة ثم انتقل إلى
بغداد قال يحيى بن معين زافر بن سليمان كان سجستانيا كان ثقة كان يجلب
المتاع القوهي إلى بغداد وقال البخاري زافر بن سليمان القوهستاني كان
(٤٠)

يكون بالري عنده مراسيل ووهم ويقال كوفي أيادي نزل بغداد وقال أبو عبد
الرحمن النسائي: أبو سليمان زافر بن سليمان الكوفي ويقال قوهستاني كان
يكون بالري نزل بغداد قال أبو داود زافر بن سليمان كان ثقة وكان رجلا
صالحا. وقال زكريا بن يحيى الساجي زافر بن سليمان القوهستاني كان
يكون بالري كثير الوهم. وقال أحمد بن شعيب النسائي زافر بن سليمان
القوهستاني أبو سليمان عنده حديث منكر عن مالك، هو زافر بن سليمان
عن مالك بن انس عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن انس بن مالك لما كان
اليوم الذي احتملت فيه أخبرت النبي ص فقال لا تدخل على النساء الا
باذن. ذكر هذا الحديث للبخاري فقال ما أحسنه ما أدري كيف وقع عليه
زافر ولا يرويه أحد عن مالك الا زافر وفي الميزان زافر بن سليمان تق اي
اخرج حديثه الترمذي وابن ماجة القزويني. القوهستاني نزيل الري ثم
بغداد وثقه احمد وابن معين وقال أبو داود ثقة صالح وقال ابن عدي عامة
ما يرويه لا يتابع عليه وقال ابن حبان كثير الغلط واسع الوهم على صدق
فيه يعتبر به. وفي الثالث زافر بن سليمان الأيادي أبو سليمان القوهستاني
سكن الري ثم بغداد قال أبو حاتم محله الصدق وقال العجلي يكتب حديثه
وليس بالقوي وقال ابن حبان أصله من قوهستان وولد بالكوفة ثم انتقل إلى
بغداد ثم إلى الري فأقام بها كثير الغلط في الاخبار واسع الوهم في الآثار
على صدق فيه وقال ابن المنادي في تاريخه تركت حديثه.
مشايخه
يفهم من الكتب الثلاثة المار ذكرها انه يروي عن ١ مالك بن
انس ٢ سفيان الثوري ٣ إسرائيل ٤ عبد الملك بن جريح ٥
عبد العزيز بن أبي رداد أو رواد ٦ شعبة بن الحجاج ٧ ابن أبي سنان
سعيد بن سنان ٨ ورقاء بن عمر ٩ ليث بن أبي سليم.
تلاميذه
يفهم من الكتب الثلاثة المتقدمة انه يروى عن ١ يحيى بن معين
٢ الحسن أو الحسين بن عرفة ٣ يعلى بن عبيد ٤ عبيد الله بن
موسى ٥ الحسين بن علي الجعفي ٦ خلف بن تميم ٧ عبد الله بن
الجراح ٨ محمد بن مقاتل المروزي ٩ أبو النضر هاشم بن القاسم
١٠ محمد بن بكار بن الريان ١١ إسماعيل بن توبة ١٢ عمار بن
الحسن ١٣ محمد بن حميد ١٤ عبيد الله بن موسى.
١٦٤: زافر بن عبد الله الأيادي
في الخلاصة من أصحاب الصادق ع عامي ومثله في رجال
ابن داود الا انه ابدل الأيادي بالأنباري. وهنا يسأل كيف اطلع عليه
العلامة وابن داود ولم يطلع عليه الشيخ.
١٦٥: إلزام
في النقد اسمه سعد بن أبي خلف.
١٦٦: زامل بن طلحة الأسدي
قتل مع علي ع بصفين سنة ٣٧.
في كتاب صفين لنصر بن مزاحم ص ٣٠٤ بسنده عن تميم بن جذيم
خريم الناجي انه ذكره فيمن أصيب في المبارزة من أصحاب علي ع
يوم صفين.
١٦٧: زاهر الأسلمي والد مجزأة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال في أصحاب
الشجرة.
وفي أسد الغابة زاهر بن الأسود بن حجاج بن قيس بن عبد بن دعبل
بن انس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أقصى الأسلمي أبو
مجزأة كان ممن بايع تحت الشجرة وسكن الكوفة قال الواقدي كان من
أصحاب عمرو بن الحمق الخزاعي له حديث في صوم يوم عاشوراء اه‍.
وكونه من أصحاب عمرو بن الحمق يشير إلى تشيعه وفي الإصابة زاهر بن
الأسود بن حجاج بن قيس الأسلمي والد مجزأة كان من أصحاب الشجرة
وسكن الكوفة وروى عن النبي ص النهي عن أكل لحوم الحمر الإنسية
روى عنه ابنه مجزأة واخرج حديثه البخاري في الصحيح وفيه انه شهد
الحديبية وخيبر وقال محمد بن إسحاق كان من أصحاب عمرو بن الحمق
يعني لما كان بمصر فيؤخذ منه انه عاش إلى خلافة عثمان اه‍. وفي
الاستيعاب زهر الأسلمي أو مجزأة بن زاهر هو زاهر بن الأسود بن
حجاج بن قيس بن عبد بن دعبل بن انس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن
أسلم بن أفصى الأسلمي كان ممن بايع تحت الشجرة سكن الكوفة يعد في
الكوفيين اه‍. وفي تهذيب التهذيب وضع عليه علامة خ إشارة إلى أنه
اخرج حديثه البخاري وقال زاهر بن الأسود بن الحجاج الأسلمي روى عن
النبي ص حديثا واحدا في لحوم الحمر وعنه ابنة مجزأة وفي حديثه انه شهد
الحديبية وخيبر قال ابن حجر قلت ذكر مسلم وغيره انه تفرد به عنه وقال
ابن سعد كان من أصحاب عمرو بن الحمق يعني بمصر فدل على تأخر إلى
زمن علي اه‍.
١٦٨: زاهر بن الأسود الطائي أبو عمارة الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١٦٩: زاهر صاحب عمرو بن الحمق
استشهد بكربلاء سنة ٦١.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين ع. وقال
النجاشي وغيره في ترجمة محمد بن سنان الزاهري أنه من ولد زاهر مولى
عمرو بن الحمق الخزاعي وفي ابصار العين: زاهر بن عمرو الكندي كان
بطلا مجربا وشجاعا مشهورا ومحبا لأهل البيت معروفا قال أهل السير أن
عمرو بن الحمق لما قام على زياد قام زاهر معه وكان صاحبه في القول
والفعل ولما طلب معاوية عمرا طلب معه زاهرا فقتل عمرا وأفلت زاهر
فحج سنة ستين فالتقى مع الحسين ع فصحبه وحضر معه كربلاء قال
السروري قتل في الحملة الأولى اه‍. وفي كتاب لبعض المعاصرين لا يوثق
بضبطه. زاهر صاحب عمرو بن الحمق عده الشيخ في رجاله من أصحاب
الحسين ع وهو زاهر بن عمرو الأسلمي الكندي من أصحاب الشجرة
روى عن النبي ص وشهد الحديبية وخيبر. وكان من أصحاب عمرو بن
الحمق الخزاعي إلى آخر ما مر عن ابصار العين اه‍. وعد ابن شهرآشوب
في المناقب في المقتولين من أصحاب الحسين ع في
(٤١)

الحملة الأولى زاهر بن عمرو مولى ابن الحمق وفيما ذكره بعض المعاصرين
في مجلة الرضوان عند تعداد الشيعة من الصحابة زاهر بن عمرو الأسلمي
الكندي وفي المقام أمور.
أولا مر في زاهر الأسلمي أبو مجزأة عن الوافدي ما يدل على أنه
هو صاحب عمرو بن الحمق وحينئذ فيكون أبو مجزأة وصاحب عمرو بن
الحمق واحدا وقد مر عن أسد الغابة والإصابة والاستيعاب ان أبا مجزأة هو
زاهر بن الأسود لا زاهر بن عمرو.
ثانيا إذا كان زاهر بن عمرو من أصحاب بيعة الشجرة وروى عنه ص
وشهد الحديبية وخيبر يكون من مشاهير الصحابة مع أن صاحب أسد
الغابة وغيره لم يذكروا فيمن اسمه زاهر من الصحابة إلا زاهر بن الأسود
المتقدم وزاهر بن حرام.
ثالثا إذا كان صاحب عمرو بن الحمق وابن الأسود وهما من
أصحاب الصادق ع متحدين مع والد مجزأة يكون من المعمرين ولم
يذكره أحد ولو كان كذلك لذكر وحينئذ فيظهر ان زاهر بن عمرو لا
وجود له ولا يبعد ان يكون ما في مناقب ابن شهرآشوب صوابه زاهر مولى
عمرو بن الحمق فان نسخته المطبوعة كثيرة الغلط.
١٧٠: الزاهري
عن مجمع الرجال اسمه محمد بن سنان بن طريف.
١٧١: الزاهري
اسمه علي بن إسحاق بن خلف.
١٧٢: زايدة بن عمرو الهمداني الناعطي الكوفي
الناعطي في أنساب السمعاني بفتح النون بعدها الألف والعين
المكسورة وفي آخرها الطاء المهملة هذه النسبة إلى ناعط وهو بطن من همدان
اه‍.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١٧٣: زايدة بن قدامة
في حاشية تهذيب التهذيب عن المغني قدامة بضم قاف وخفة دال
مهملة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
١٧٤: زايدة بن قدامة الثقفي
توفي سنة ١٦٠ أو ١٦١ أو ١٦٣.
قال ابن النديم في فهرسته في فقهاء أصحاب الحديث زايدة بن قدامة
الثقفي من أنفسهم يكنى أبا الصلت مات بالروم في غزاة الحسن بن عطية
سنة ٦١ و ٦٠ يعني بعد المائة كما يفهم من تهذيب التهذيب له من الكتب
كتاب السنن يحتوي على مثل ما يحتوي عليه كتب السنن يعني من جميع
أبواب الفقه وله: القرآن. التفسير. الزهد. المناقب اه‍. وفي تهذيب
التهذيب: زايدة بن قدامة الثقفي أبو الصلت الكوفي روى عن أبي إسحاق
السبيعي والأعمش وذكر جماعة كثيره وروى عنه جماعة كثيرة قال عثمان بن
زائدة قلت للثوري ممن أسمع قال عليك بزائدة وقال أبو أسامة كان من
أصدق الناس وأبرهم وقال أبو داود الطيالسي وسفيان بن عيينة كان لا
يحدث قدريا ولا صاحب بدعة وعد أحمد المثبتين في الحديث أربعة هو
أحدهم قال أبو زرعة صدوق من أهل العلم وقال أبو حاتم والعجلي ثقة
صاحب سنة ووثقه النسائي وقال ابن سعد ثقة مأمون صاحب سنة وذكر
ابن حجر أنقالا كثيرة في وثاقته وحفظه وتثبته وان زهير بن معاوية كلم
زايدة في رجل يحدثه فقال من أهل السنة هو قال ما اعرفه ببدعة فقال زهير
متى كان الناس هكذا فقال زايدة متى كان الناس يشتمون الشيخين رضي
الله عنهما ثم حكى انه مات بأرض الروم غازيا وحكى الخلاف في تاريخ
وفاته انه سنة ١٦٠ أو ١٦١ أو ١٦٢ قال ولهم شيخ آخر يقال له زائدة بن
قدامة قتله شبيب سنة ٦٧ اه‍ ويمكن كونه السابق المذكور في أصحاب
الباقر ع والطبقة لا تأباه لأن وفاة الباقر ع سنة ١١٤ فيجوز بقاؤه
بعده ٤٦ سنة ويمكن استفادة تشيعه من تأليفه في المناقب لأن المتعارف في
مثل هذه العبارة التأليف في مناقب أهل البيت ع والله أعلم.
١٧٥: زايدة بن قدامة الهمداني الكوفي
يدل على تشيعه مضافا إل أنه من قبيلة همدان المعروفة بالتشيع ما
ذكره ابن الأثير في تاريخه في حوادث سنة ٦٤ قال إن عبد الله بن مطيع
العدوي أمير الكوفة من قبل ابن الزبير ارسل زايدة بن قدامة وحسين بن
عبد الله الرسمي من همدان إلى المختار لما بلغه انه يريد الوثوب بالكوفة
فقالا أجب الأمير فغرم على الذهاب فقرأ زايدة وإذ يمكر بك الذين كفروا
ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك الآية فقال المختار الثوا علي قطيعة فقد وعكت
ارجعا إلى الأمير فعلماه حالي اه‍.
١٧٦: زايدة بن موسى الكندي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١٧٧: الزبرقان البصري يكنى أبا محمد
الزبرقان في حاشية تهذيب التهذيب عن المغني بكسر زاي وسكون
موحدة وكسر راء وبقاف اه‍ والزبرقان في الأصل اسم للقمر وسمي به
الرجل كما يسمى بدرا. ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق
ع وتهذيب التهذيب الزبرقان بن عبد الله الضمري مات سنة ١٢٠
فيحتمل ان يكون البصري تصحيف الضمري أو بالعكس والله أعلم.
١٧٨: الزبرقان
اسمه محمد بن آدم المدائني.
١٧٩: زبيد بن الحارث بن عبد الكريم بن عمرو بن كعب اليامي ويقال الأيامي
أبو عبد الرحمن ويقال أبو عبد الله الكوفي
توفي سنة ١٢٢ عن أبي نسيم أو ١٢٣ عن الإمام أحمد وابن نافع أو
١٢٤ عن ابن نمير.
(٤٢)

في حاشية تهذيب التهذيب عن التقريب زبيد موحدة مصغرا
واليامي عن لب اللباب نسبة إلى يام بطن من همدان.
في تهذيب التهذيب قال القطان ثبت وابن معين وأبو حاتم والنسائي
ثقة. مجاهد أعجب أهل الكوفة إلي أربعة وعد فيهم زبيد. ابن شبرمة
كان يصلي الليل كله. يعقوب بن سفيان ثقة ثقة خبار إلا أنه كان يميل إلى
التشيع. المؤلف ميله إلى التشيع يزيد في وثاقته وخبارته بل الأصح انه كان
شيعيا بكل معنى الكلمة فهو من همدان المعروفين بذلك والذين قال فيهم
أمير المؤمنين علي ع:
فلو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
وان لم تكن بوابا على باب جنة فأنت قسيم النار تقول هذا لي وهذا
لك. ابن سعد كان ثقة وله أحاديث وكان في عداد الشيوخ وليس بكثير
الحديث. العجلي ثقة ثبت في الحديث وكان علويا، شعبة ما رأيت بالكوفة
شيخا خيرا من زبيد. سعيد بن جبير لو خيرت عبدا ألقى الله في مسلاخه
اخترت زبيدا اليامي عمرو بن مرة كان زبيد صدوقا. ابن حبان في الثقات
كان من العباد الخشن مع الفقه في الدين ولزوم الورع الشديد. محمد بن
طلحة بن مصرف: ما كان بالكوفة ابن أب وأخ أشد مجانبا (تجانبا ظ) من
طلحة ابن مصرف وزبيد اليامي كان طلحة عثمانيا وكان زبيد علويا. وفي
ميزان الذهبي زبيد بن الحارث اليامي من ثقات التابعين فيه تشيع يسير.
القطان ثبت وقال غير واحد هو ثقة وقال أبو إسحاق الجوزجاني كعوائده
في فظاظة عبارته كان من أهل الكوفة قوم لا يحب الناس مذاهبهم هم
رؤوس محدثي الكوفة مثل أبي إسحاق ومنصور وزبيد اليامي والأعمش
وغيرهم من أقرانهم احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث وتوقفوا
عند ما أرسلوا.
مشايخه
في تهذيب التهذيب روى عن ١ مرة بن شراحيل ٢ سعد بن
عبيدة ٣ ذر بن عبد الله ٤ سعيد بن عبد الرحمن بن ابزي ٥ عبد
الرحمن بن أبي ليلى ٦ عمارة بن عمير ٧ أبي وائل ٨ إبراهيم
النخعي ٩ إبراهيم التيمي ١٠ مجاهد وجماعة.
تلاميذه:
وفيه: عنه ١ و ٢ ابناه عبد الله وعبد الرحمن ٣ جرير بن
حازم ٤ شعبة ٥ الثوري ٦ زهير ٧ الحسن بن حي ٨
شريك ٩ مالك بن مغول ١٠ مسعر ١١ منصور ١٢ مغيرة
١٣ الأعمش وهم من أقرانه وغيرهم.
١٨٠: زبيد بن عبد الخولاني
في الإصابة له ادراك وشهد فتح مصر ثم شهد صفين مع معاوية
وكانت معه الراية فلما قتل عمار تحول إلى عسكر علي ذكره ابن
يونس ومن تبعه اه‍ والعجب كما قال بعضهم من قوم تأخذهم الريبة
لمكان عمار ولا تأخذهم لمكان علي بن أبي طالب وهذا ختم له بخير وإنما
الأعمال بخواتيمها.
١٨١: زبيد بن مالك الطائي
استشهد مع علي ع يوم صفين سنة ٣٧.
ذكره نصر في كتاب صفين ص ٣٠٤ بسنده عن تميم بن جذيم
خزيم التاجي فيمن أصيب يوم صفين مع علي ع.
١٨٢: زبيدة بنت فتح علي شاه القاجاري
كانت عارفة أديبة قرأت على صاحب مفتاح النبوة الخاصة الشيخ
الأجل المولى محمد رضا بن محمد امين الهمذاني جد الميرزا محمد رضا
الهمذاني الطهراني الواعظ المعاصر ولها مكاتبات معه مجموعة وكانت كثيرة
الطاعات والأوقاف والخيرات.
١٨٣: الزبير بن سعيد بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد
المطلب بن هاشم الهاشمي أبو القاسم ويقال أبو هاشم المديني نزل
المدائن.
توفي سنة بضع و ١٥٠ عن الصريفيني في خلافة أبي جعفر عن أبي
سعد.
في تهذيب التهذيب وميزان الذهبي وضع عليه علامة د ت ق
إشارة إلى أنه أخرج حديثه أبو داود والترمذي وابن ماجة القزويني وقال قال
المروزي سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عنه فلين أمره.
ابن معين ثقة وقال مرة ليس بشئ. أبو داود في حديثه نكارة لا
اعلم إلا اني سمعت ابن معين يقول هو ضعيف. أبو زرعة شيخ.
النسائي وزكريا السلجي ضعيف. صالح بن محمد البغدادي كان يكون
بالبصرة روى حديثين أو ثلاثة مجهول. الدارقطني يعتبر به. الحاكم أبو أحمد
ليس بالقوي عندهم: وذكره ابن حبان في الثقات. ابن أبي خيثمة
يروي عن ابن المنكدر مناكير. ابن المديني ضعيف. العجي روى حديثا
منكرا في الطلاق. وفي ميزان الذهبي الزبير بن سعيد بن سليمان بن
سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي نزيل المدائين.
وهو معروف بحديث في طلاق البتة وفي مسودة الكتاب قال الزبير بن
عبد المطلب:
ويذهب نخوة المختال عني * رقيق الحد ضربته صموت
بكفي ماجد لا عيب فيه * إذا لقي الكتيبة يستميت
ولم نجده في الصحابة ولعله المترجم.
في تهذيب التهذيب روى عن ١ عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة
٢ عبد الحميد بن سالم ٣ القاسم بن محمد ٤ عبد الرحمن بن
القاسم ٥ ابن المنكدر ٦ اليسع بن المغيرة وغيرهم.
تلاميذه
وفيه عنه ١ جرير بن حازم ٢ ابن المبارك ٣ سعيد بن
زكريا المدائني ٤ عبد الله بن الحارث المخزومي ٥ مطرف المديني ٦
أبو عاصم وغيرهم.
(٤٣)

١٨٤: الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن
مرة بن كعب بن لؤي القرشي الأسدي يكنى أبا عبد الله
قتل بوادي السباع منصرفا من حرب الجمل يوم الخميس لعشر
خلون من جمادى الأولى سنة ٣٦ وعمره ٦٦ أو ٦٧ سنة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي أسد الغابة هو ابن
عمه النبي ص أمه صفية بنت عبد المطلب وابن أخي خديجة بنت خويلد أم
المؤمنين وكان رابعا أو خامسا في الاسلام وهاجر إلى الحبشة والى المدينة
وشهد بدرا واحدا والخندق والحديبية وخيبر والفتح وحنينا والطائف وفتح
مصر وهو أحد الستة أصحاب الشورى علي وعثمان وطلحة والزبير
وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف واحد العشرة أصحاب بيعة
الشجرة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وسعيد بن
زيد وأبو عبيدة وعبد الرحمن ابن عوف الذين نزل فيهم لقد رضي الله
عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة إلى قوله ومن نكث فإنما ينكث
على نفسه ومدحه حسان بأبيات منها:
هو الفارس المشهور والبطل الذي * يصول إذا ما كان يوم محجل
وان امرأ كانت صفية أمه * ومن أسد في بيته لمرفل
له من رسول الله قربى قريبة * ومن نصرة الاسلام مجد مؤثل
فكم كربة ذب الزبير بسيفه * عن المصطفى والله يعطي ويجزل
وشهد الزبير الجمل مقاتلا لعلي فدعاه علي وذكره قول رسول الله
ص له لتقاتلن عليا وأنت له ظالم فانصرف عن القتال فنزل بوادي السباع
وقام يصلي فاتاه ابن جرموز فقتله وجاء بسيفه إلى علي فقال إن هذا السيف
طالما فرج الكرب عن رسول الله ص ثم قال بشر قاتل ابن صفية بالنار
وقيل إن الزبير لما فارق الحرب وبلغ سفوان اتى انسان إلى الأحنف بن
قيس فقال هذا الزبير قد لقي بسفوان فقال الأحنف ما شاء الله كان قد جمع
بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيوف ثم يلحق بيته
وأهله فسمعه ابن جرموز ورجلان معه من تميم فأتوه فقتلوه اه‍ وصار ابن
جرموز بعد ذلك من الخوارج والزبير بعد ما ذكره علي بما ذكره لم يرجع
إلى علي فلذلك قال فيه الأحنف ما قال ولهذا قال بعضهم لم يقتله ابن
جرموز وإنما قتله الأحنف والزبير لم يزل مشايعا لعلي ومنحازا إلى جانبه حتى
كانت وقعة الجمل فكان منه ما كان وكان لابنه عبد الله الذي كان منطويا
على عدواة أهل البيت عمره كله الأثر في ذلك وكانت أم المؤمنين
خالته ولهذا قال أمير المؤمنين علي ع ما زال الزبير منا أهل البيت حتى
نشأ ابنه عبد الله فالزبير كان يوم السقيفة في جانب علي وكان مع بني هاشم
في بيت فاطمة ولما جاء القوم إلى هناك خرج إليهم مصلتا سيفه فأخذوه
وضربوا به الحجر وكان من شهود وصية فاطمة ولما دفنت الزهراء سرا كان
الزبير في جملة بني هاشم الذين حضروا دفنها وفي يوم الشورى وهب حقه
من الخلافة لعلي ثم ختم بها بما ختم.
١٨٥: الزبيري أو الزبيريون
قال النجاشي في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن الزبيري: الزبيريون
في أصحابنا ثلاثة هذا وعبد الله بن هارون أبو محمد الزبيري وأبو عمر
ومحمد بن عمرو بن عبد الله بن مصعب بن الزبير.
وفي مشتركات الكاظمي الزبيري لم يذكره شيخنا اي الطريحي
مشترك بين عبد الله بن عبد الرحمن الزبيري ويعرف برواية محمد بن
عيسى بن عبيد عنه وبين محمد بن عمرو بن عبد الله بن مصعب بن الزبير
وبين عبد الله بن هارون وكل منهم له كتاب.
١٨٦: الزبيري
في معالم العلماء له الإمامة وآثار الصحابة والتابعين هكذا في نسخة
صحيحة عندي قابلتها بنفسي على نسخ صحيحة وكذلك هو في نسخة
مخطوطة عندي من أمل الآمل منقولة عن خط المؤلف نقلا عن معالم العلماء
وما في نسخة أمل الآمل المطبوعة من رسمه الزهري تحريف. ولا يبعد أن
يكون الزبيري هو عبد الله بن عبد الرحمن الزبيري فقد ذكر النجاشي أن له
الإمامة أو محمد بن عمر بن عبد الله الزبيري فله الإمامة.
١٨٧: زبيري بن قيس بن ثابت بن نعير بن منصور الحسيني أمير المدينة.
توفي سنة ٨٨٨.
في الضوء اللامع زبيري اسم بلفظ النسب.
وفيه أيضا: ولي المدينة بعد ابن عمه ميان بن مانع في رمضان سنة
٨٤ وأقام بها إلى سنة ٨٦٥ فانفصل بزهير بن سليمان بن هبة بن جماز بن
منصور ثم استقر به الشريف محمد بن بركات المفوض إليه امر الحجاز بأسره
في النيابة في جمادى الأولى سنة ٨٨٧ وخطب باسمها وحضر عندي بعض
المجالس واستمر حتى مات في التي تليها واستقر الشريف بولده البدر حسن
الماضي اه‍.
١٨٨: زحر بن زياد أبو الحسين الأسدي الكوفي
ذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وزحر بالحاء
المهملة كجميع ما بعده وما يوجد من رسمها أو بعضها بالجيم تصحيف.
١٨٩: زحر بن عبد الله أبو الحصين الأسدي
في الخلاصة زحر بفتح الزاي واسكان الحاء المهملة والراء أخيرا اه‍
ولكن الظاهر أنه بضم الزاي وفتح المهملة كما يأتي في
زحر بن قيس كما أن زحر بن زياد المتقدم كذلك وما يوجد من رسمه بالجيم تصحيف.
قال النجاشي زحر بن عبد الله أبو الحصين الأسدي ثقة روى عن
أبي جعفر وأبي عبد الله ع له كتاب أخبرنا الحسين بن عبيد الله
عن أحمد بن جعفر حدثنا حميد حدثنا القاسم بن إسماعيل عنه به. وفي
النقد يمكن أن يكون هذا وزحر بن زياد المتقدم واحدا اه‍ بان يكون
أحدهما نسبة إلى الأب والآخر إلى الجد.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب زحر المشترك بين ابن عبد الله
الثقة وغيره ويمكن استعلام أنه هو برواية القاسم بن إسماعيل عنه ولو عسر

(١) ذكر المؤلف في غير موضع انه يذكر كل من ذكره الشيخ في رجاله ولو لم يكن من شرط
الكتاب " ح ".
(٤٤)

التمييز فالظاهر عدم الاشكال لأن من عناه لا أصل له بل ولا رواية
مشهورة.
١٩٠: زحر بن قيس بن مالك بن معاوية بن سعنة الجعفي
زحر اختلفت عباراتهم هنا فيه ففي الإصابة ذكره في باب زاي
جيم وفي منهج المقال والنقد عن رجال الشيخ رسم بالزاي والحاء وفي
تاريخ بغداد المطبوع رسم معربا بالزاي المضمومة والحاء المفتوحة وفي كتاب
صفين لنصر رسم أولا بالزاي والحاء في ثلاثة مواضع ثم رسم بالجيم في
قول الشاعر الآتي:
اتاك بأمره زجر بن قيس * وزجر بالتي حدثت خبير
وكذلك في شعر النهدي الآتي والصواب أنه بالزاي المضمومة والحاء
المفتوحة في جميع ما مر ويأتي وجعله بالزاي والجيم اشتباه كضبط الزاي
بالفتح وسعنة بمهملة ونون.
في رجال الشيخ في أصحاب علي ع زحر بن قيس رسوله
ع إلى جرير بن عبد الله إلى الري اه‍ وفي كتاب صفين بسنده لما
بويع علي وكتب إلى العمال في الآفاق كتب إلى جرير بن عبد الله إلى الري
اه‍ وكتاب صفين بسنده لما بويع علي وكتب إلى العمال في الآفاق كتب إلى
جرير بن عبد الله البجلي وكان جرير عاملا لعثمان على ثغر همذان فكتب
إليه مع زحر بن قيس الجعفي وذكر الكتاب وفي آخره وقد بعثت إليكم
زحر بن قيس فاسأله عما بدا لك ثم قال وكان مع علي رجل من طئ ابن
أخت لجرير فحمل زحر بن قيس شعرا له إلى خاله جرير وذكر تسعة أبيات
أولها:
جرير بن عبد الله لا تردد الهدى * وبايع عليا انني لك ناصح
وقال ثم قام زحر بن قيس خطيبا فكان مما حفظ من كلامه أن قال:
الحمد لله الذي اختار لنفسه وتولاه دون خلقه لا شريك له في الحمد ولا
نظير له في الحمد ولا إله إلا الله وحده لا شريك له القائم الدائم اله السماء
والأرض وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق الواضح والحق الناطق
داعيا إلى الخير وقائدا إلى الهدى ثم قال أيها الناس أن عليا قد كتب إليكم
كتابا لا يقال بعده الا رجيع من القول ولكن لا بد من رد الكلام أن
الناس بايعوا عليا بالمدينة من غير محاباة له ببيعتهم لعلمه بكتاب الله وسنن
الحق وأن طلحة والزبير نقضا بيعة علي على غير حدث والبا عليه الناس ثم
لم يرضيا حتى نصبا له الحرب وأخرجا أم المؤمنين فلقيهما فاعذر في الدعاء
وأحسن في البقية وحمل الناس على ما يعرفون هذا عيان ما غاب عنكم ولئن
سألتم الزيادة زدناكم ولا قوة الا بالله اه‍ وهنا أمور أولا أن كلام الشيخ
يدل على أن جريرا كان عاملا على الري وكلام نصر على أنه كان عاملا على
ثغر همذان ثانيا الذي في شرح النهج عن نصر ان الخطبة المتقدمة هي
لجرير وفي كتاب صفين لنصر انها لزحر ثالثا أورد نصر أبياتا صرح فيها
بان جريرا خطب يومئذ والاعتبار يقتضي ذلك إذ لا يمكن أن لا يخطب وهو
الأمير المكلف باعلام الناس بالامر واخذ البيعة عليهم مع أن نصرا لم ينقل
خطبته ويبعد أن لا ينقلها وينقل خطبة زحر وحدها فاما أنها سقطت من
البين أو أن الخطبة المنسوبة إلى زحر هي لجرير الله أعلم ففي كتاب صفين
لنصر وقال رجل وفي الحاشية هو ابن الأزور القسري يمدح جريرا في
خطبته:
لعمر أبيك والأنباء تنمى * لقد جلى بخطبته جرير
وقال مقالة جدعت رجالا * من الحيين خطبهم كبير
بدا بك قبل أمته علي * ومخك ان رددت الحق زير
اتاك بأمره زحر بن قيس * وزحر بالتي حدثت خبير
فكنت بما اتاك به سميعا * وكدت إليه فرح تطير
فأنت بما سعدت به ولي * وأنت بما تعدله بصير
ونعم المرء أنت له وزير * ونعم المرء أنت له أمير
فأحرزت الثواب ورب حاد * حدا بالركب ليس له بعير
فقوله: لقد جلى بخطبته جرير صريح في أن جريرا خطب يومئذ
والموجود في النسخة زجر بالزاي والجيم والراء معربا بفتح فسكون ويؤيده
قوله: وزجر بالتي حدثت خبير فان وزن البيت لا يستقيم الا باسكان
الحرف الثاني ويمكن كونه مما يقال بالتحريك والاسكان ككتف وكتف وغيره
وذلك هو الظاهر قال نصر وقال النهدي في ذلك:
اتانا بالنبا زحر بن قيس * عظيم الخطب من جعف بن سعد
تخيره أبو حسن علي * ولم يك زنده فيها بصلد
رمى اعراض حاجته يقول * اخوذ للقلوب بلا تعد
فسر لحي من يمن وارضى * ذوي العلياء من سلفي معد
ولم يك قبله فينا خطيب * مضى قبلي ولا أرجوه بعدي
متى يشهد فنحن به كثير * وان غاب ابن قيس غاب جدي
وليس بموحشي امر إذا ما * دنا مني وان أفردت وحدي
له دنيا يعاش بها ودين * وفي الهيجا كذي شبلين ورد
وفي الإصابة بعد ذكره بالعنوان السابق في صدر الترجمة قاله له ادراك
وكان من الفرسان وكان مع علي فإذا نظر إليه قال من سره ان ينظر إلى
الشهيد الحي فلينظر إلى هذا واستعمله علي على المدائن وكان لزحر أربعة
أولاد نجباء أشراف بالكوفة أحدهم فرات قتله المختار والثاني جبلة قتل مع
ابن الأشعث وكان على القراء فقال الحجاج ما كانت فتنة قط فتنجلي حتى
يقتل عظيم اليمن والثالث جهم بن زحر كان مع قتيبة بن مسلم بخراسان
وولي جرجان والرباع حمال بن زحر كان بالرستاق ذكر ذلك ابن الكلبي.
وفي تاريخ بغداد زجر بن قيس الجعفي الكوفي أحد أصحاب علي بن أبي
طالب أنزله على المدائن في جماعة جعلهم هناك رابطة روى عنه عامر
الشعبي وحصين بن عبد الرحمن ثم روى بسنده عن زحر بن قيس الجعفي
بعثني على أربعمائة من أهل العراق وأمرنا ان ننزل المدائن رابطة فوالله انا
لجلوس عند غروب الشمس على الطريق إذ جاءنا رجل قد أعرق دابته فقلنا
من أين أقبلت فقال من الكوفة فقلنا متى خرجت قال اليوم قلنا فما الخبر قال
خرج أمير المؤمنين إلى صلاة الفجر فابتدره ابن بجدة وابن ملجم فضربه
أحدهما ضربة ان الرجل ليعيش مما هو أشد منها ويموت مما هو أهون منها ثم ذهب
فقال عبد الله بن وهب السبائي الله أكبر الله أكبر لو أخبرنا هذا ان دماغه قد
خرج عرفت ان أمير المؤمنين لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه فوالله ما
مكثنا الا تلك الليلة حتى جاءنا كتاب الحسن بن علي من عبد الله حسن
أمير المؤمنين إلى زحر بن قيس اما بعد فخذ البيعة على من قبلك فقلنا أين

(١) الرجيع من القول: المردود إلى صاحبه - المؤلف -.
(٤٥)

ما قلت قال ما كنت أراه يموت اه‍. وفي شرح النهج الحديدي ج ١ ص
٤٩ عن أبي مخنف في كتاب الجمل عند ذكر الشعر المقول في صدر الاسلام
المتضمن كون علي ع وصي رسول الله ص: وقال زحر ابن قيس
الجعفي يوم الجمل:
أضربكم حتى تقروا لعلي * خير قريش كلها بعد النبي
من زانه الله وسماه الوصي * ان الولي حافظ ظهر الولي
كما الغوي تابع امر الغوي
قال وذكر نصر بن مزاحم بن يسار المنقري وهو من رجال الحديث في
كتاب صفين ان زحر بن قيس قال يوم صفين:
فصلى الاله على احمد * رسول المليك تمام النعم
رسول المليك ومن بعده * خليفتنا القائم المدعم
عليا عنيت وصي النبي * يجالد عنه غواة الأمم
ويوجد زحر بن قيس الذي خرج لحرب الحسين ع يوم
كربلا وهو الذي دفع إليه ابن زياد رأس الحسين ع ورؤوس
أصحابه وسرحه إلى يزيد بن معاوية مع جماعة من أهل الكوفة فان كان هو
فبئس الصاحب لأمير المؤمنين ع.
قال المفيد في الارشاد لما دخل على يزيد قال له ويلك ما وراءك وما
عندك ابشر يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره ورد علينا الحسين بن علي في
ثمانية عشر رجلا من أهل بيته وستين من شيعته فسرنا إليهم فسألناهم ان
يستسلموا وينزلوا على حكم الأمير عبيد الله بن زياد أو القتال فأرادوا القتال
على الاستسلام فغدونا عليهم مع شروق الشمس فأحطنا بهم من كل ناحية
حتى إذا اخذت السيوف مأخذها من هام القوم جعلوا يهربون إلى غير وزر
ويلوذون منا بالآكام والشجر لواذا كما لاذ الحمام من الصقر فوالله يا أمير
المؤمنين ما كان الا جزر جزور أو نومة قائل حتى اتينا على آخرهم فهاتيك
أجسادهم مجردة وثيابهم مرملة وخدودهم معفرة تصهرهم الشموس وتسفي
عليهم الرياح زوارهم العقبان والرخم اه‍. ويمكن ان يكون غير
السابق بل لعله الظاهر ويؤيده ان كل من ذكره لم يذكر ارسال ابن زياد له
إلى يزيد مع الرؤوس مع أنه من أظهر ما يجب ان يذكر في تعريفه ويؤيده
أيضا قول أمير المؤمنين ع في حقه من سره ان ينظر إلى الشهيد
الحي فلينظر إلى هذا واعتماده عليه في الرسالة إلى جرير وجعله رئيسا على
أربعمائة رابطة بالمدائن وشعره المتقدم في أمير المؤمنين ع وغير
ذلك. وان أمكن الجواب عن كونه من أصحاب أمير المؤمنين ع
بان شبث بن ربعي كان من أصحابه وأرسله إلى معاوية واحتج على معاوية
وبالغ في الاحتجاج ثم خرج لحرب الحسين ع وقد كان زياد من
أصحابه ثم اتبع معاوية وفعل مع الحسين ع وشيعته الأفاعيل وادعاه
معاوية خلافا لشرع الله تعالى الولد للفراش وقول علي ع ان صح سره
ان ينظر إلى الشهيد الحي الخ يمكن حمله على ظاهر حاله يومئذ وتأمير علي
ع له على المدائن كتأمير زياد على فارس. لكن ذلك لا يرفع ظهور ما
ذكرناه في المغيرة والله أعلم.
١٩١: زحل
اسمه عمر بن عبد العزيز.
١٩٢: الزراد
هو الحسن بن محبوب.
١٩٣: زرارة بن أعين بن سنسن الشيباني بالولاء الكوفي
توفي سنة ١٥٠ وقيل ١٤٨ وفي رسالة أبي غالب الزراري يقال انه
عاش سبعين سنة وفي رواية للكشي قال أصحاب زرارة فكل من أدرك
زرارة بن أعين فقد أدرك أبا عبد الله ع فإنه مات بعد أبي عبد الله
ع بشهرين أو أقل وتوفي أبو عبد الله ع وزرارة مريض مات في
مرضه ذلك اه‍ والصادق ع توفي سنة ١٤٨.
زرارة بضم الزاي وفتح الرائين وأعين بوزن احمر الواسع العين
والأنثى عيناء وسنسن في الخلاصة بضم السين المهملة واسكان النون
بعدها سين مهملة ونون اه‍ وهكذا رسم في جميع كتب الرجال لأصحابنا
ولكن في فهرست ابن النديم رسم سبنس بسين مهملة مكسورة ونون ساكنة
وباء موحدة مكسورة وسين مهملة.
اسمه
عبد ربه وزرارة لقب وانما ذكرناه بلقبه لاشتهاره به.
كنيته
يكنى أبا الحسن وأبا علي.
صفته
في رسالة أبي غالب الزراري: روي أن زرارة كان وسيما جسيما
ابيض وكان يخرج إلى الجمعة وعلى رأسه برنس اسود وبين عينيه سجادة وفي
يده عصى فيقوم له الناس سماطين ينظرون إليه لحسن هيئته فربما رجع عن
طريقه.
أبوه وجده
في الفهرست كان أعين بن سنسن عبدا روميا لرجل من بني
شيبان تعلم القرآن ثم أعتقه وعرض عليه ان يدخله في نسبه فأبى أعين ذلك
وقال أقرني على ولائي. وكان سنسن راهبا في بلاد الروم اه‍. ومثله في
فهرست ابن النديم الا انه قال سنبس بدل سنسن وكان الشيخ اخذ منه.
أولاده
في الفهرست له عدة أولاد منهم الحسين والحسن ورومي وعبيد الله
وكان أحول وعبد الله ويحيى بنو زرارة وفي فهرست ابن النديم من ولده
الحسين بن زرارة والحسن بن زرارة من أصحاب جعفر بن محمد روى عن
زرارة بن أعين عبيد بن زرارة وكان أحول اه‍.
اخوته وأولادهم
في الفهرست لزرارة اخوة جماعة منهم حمران وكان نحويا قارئا وله
ابنان حمزة وبكير بن أعين يكنى أبا الجهم وابنه عبد الله بن بكير وعبد
الرحمن بن أعين وعبد الملك بن أعين وابنه ضريس بن عبد الملك ومثله في
فهرست ابن النديم وكان الشيخ اخذ منه.
وفي الفهرست لزرارة واخوته وأولادهم روايات كثيرة وأصول
(٤٦)

وتصانيف نذكرها في أبوابها ولهم روايات عن علي بن الحسين ومحمد بن علي
وجعفر بن محمد نذكرهم في كتاب الرجال إن شاء الله تعالى اه‍.
أقوال العلماء فيه
في فهرست ابن النديم زرارة أكبر رجال الشيعة فقها وحديثا ومعرفة
بالكلام والتشيع وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع
زرارة بن أعين الشيباني مولاهم وزاد في رجال الصادق ع كوفي
يكنى أبا الحسن مات سنة ١٥٠ بعد أبي عبد الله ع وفي رجال
الكاظم ع زرارة بن أعين الشيباني ثقة روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله
ع وفي الفهرست زرارة بن أعين واسمه عبد ربه يكنى أبا الحسن
وزرارة لقب به ويكنى أبا علي أيضا.
وقال النجاشي زرارة بن أعين بن سنسن مولى لبني عبد الله بن عمر
والسمين بن أسعد بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان أبو الحسن شيخ
أصحابنا في زمانه ومتقدمهم وكان قارئا فقيها متكلما شاعرا أديبا قد اجتمعت
فيه خلال الفضل والدين صادقا فيما يرويه مات سنة ١٥٠ وفي رسالة أبي
غالب الزراري: كان زرارة يكنى أبا علي وكان خصما جدلا لا يقوم أحد
لحجته صاحب إلزام وحجة قاطعة الا ان العبادة أشغلته عن الكلام
والمتكلمون من الشيعة تلاميذه وذكره الجاحظ في كتاب النساء وذكر له بيتا في
كتاب العرجان الاشراف ولا أدري صدق الجاحظ في ذلك أم لا وقال في
كتاب الحيوان قال زرارة بن أعين مولى بني سعد بن همام وكان رئيس
الشيعة اه‍. وعده الكشي في أصحاب الاجماع الذين أجمعت العصابة على
تصحيح ما يصح عنهم وشهدوا لهم بالفقه وبأنه أفقههم وقال الشيخ عبد
النبي الكاظمي نزيل جبل عاملة في تكملة نقد الرجال اتفق الأصحاب على أن
زرارة بلغ من الجلالة والعظم ورفعة الشأن إلى ما فوق الوثاقة المطلوبة
للقبول والاعتماد وتضافرت الروايات بذلك لكن ورد في بعض الروايات
ذمه من أهل البيت ومع هذا لم يعتمد عليها أحد فهي مطرحة مردودة بهذا
الاجماع والاتفاق اه‍. وبالجملة فوثاقة زرارة وجلالة قدره أوضح من أن
تبين وفي ميزان الذهبي زرارة بن أعين الكوفي أخو حمران يترفض قال
العقيلي في الضعفاء حدثني يحيى بن إسماعيل وساق السند عن زرارة بن
أعين عن محمد بن علي عن ابن عباس قال رسول الله ص يا علي لا يغسلني
أحد غيرك ثم روى بسنده عن ابن السماك حججت فلقيني زرارة بالقادسية
فقال لي إليك حاجة وعظمها قلت ما هي قال إذا لقيت جعفر بن محمد
فاقرأه مني السلام وسله ان يخبرني انا من أهل النار أم من أهل الجنة
فأنكرت ذلك عليه فقال لي انه يعلم ذلك ولم يزل بي حتى أجبته فلما لقيت
جعفر بن محمد أخبرته بالذي كان منه فقال هو من أهل النار فوقع في نفسي
ما قال جعفر فقلت ومن أين علمت ذاك فقال من ادعى علي علم هذا فهو
من أهل النار فلما رجعت لقيني زرارة فأخبرته انه قال لي انه من أهل النار
فقال كل لك من رجاب النورة اي عمل معك بالتقية قال الذهبي قلت
زرارة قل ما روى لم يذكر ابن أبي حاتم في ترجمته سوى ان قال روى عن
أبي جعفر يعني الباقر وقال سفيان الثوري ما رأى أبا جعفر اه‍. ومعرفته
من هو من أهل النار بما ورثه عن آبائه عن جدهم عن جبرائيل عن الله تعالى ان
صحت روايته ليست بأعظم مما فعله آصف بن برخيا في امر قصر بلقيس
ولا بأعظم من امر يا سارية الجبل وشيعته ومواليه وأصحابه اعرف
بروايته عن الباقر بن سفيان الثوري وغيره.
مؤلفاته
قال الشيخ في الفهرست لزرارة تصنيفات منها كتاب الاستطاعة
والجبر أخبرنا ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن سعد بن
عبد الله والحميري عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن ابن أبي
عمير عن بعض أصحابه عن زرارة وقال النجاشي قال أبو جعفر محمد بن
علي بن الحسين بن بابويه رحمه الله رأيت لزرارة كتابا في الاستطاعة والجبر
اخبرني أبي ومحمد بن الحسن عن سعد وعبد الله بن جعفر عن أحمد بن أبي
عبد الله البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن زرارة.
شعره
ينسب إليه في علامات ظهور المهدي ع:
فتلك علامات تجئ لوقتها * ومالك عما قدر الله مذهب
ولولا البدا سميته غير فائت * ونعت البدا نعت لمن يتقلب
ولولا البدا ما كان ثم تصرف * وكان كنار حرها يتلهب
وكان كنور مشرق في طبيعة * وبالله عن ذكر الطبائع مرغب
ومر في الجزء الأول من هذا الكتاب الكلام على البداء وانه ليس فيه
ما يتوهمه أخصامنا الذين دأبهم عيبنا بما لا يعاب. وأورد الجاحظ في ج ٧
ص ٣٩ ٤٠ من كتاب الحيوان له أبياتا على وزن هذه الأبيات وقافيتها
ويوشك ان يكون كلاهما من قصيدة واحدة قال الجاحظ بعد ما ذكر قصة
صبي تكفله العنقاء ما لفظه: وقال زرارة بن أعين مولى بني أسد بن همام
وهو رئيس الشيعة وذكر هذا الصبي الذي تكفله العنقاء فقال، ويمكن
وقوع تحريف فيها:
وأول ما يحيا نعاج وأكبش * ولو شاء أحيا قرنها وهو مذنب
ولكنه ساع بأم وجدة * وقال سيكفيني الشقيق المقرب
وآخر برهاناته قلب يومكم * وإلجامه العنقاء في العين أعجب
يصيف بساباط ويشتو بآمد * وذلك سر ما علمنا مغيب
أساغ له الكبريت والبحر جامد * وملكه الأبراج والشمس تجنب
فيومئذ قامت سماط بقدرها * وقام عسيب القفر يثني ويخطب
وقام صبي موثق في قماطه * عليهم بأصناف البساتين يغرب
ومر عن الجاحظ انه ذكر له شعرا في كتاب النساء وبيتا في كتاب
العرجان الاشراف.
الاخبار التي رواها الكشي في مدح زرارة
محمد بن مسعود حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال حدثني
أخواي محمد واحمد عن أبيهما عن ابن بكير عن زرارة قال لي أبو عبد الله
ع يا زرارة ان اسمك في أسامي أهل الجنة بغير ألف قلت نعم جعلت
فداك اسمي عبد ربه ولكني لقبت زرارة. السند موثق. محمد بن مسعود
حدثني علي بن محمد القمي حدثني محمد بن أحمد عن عبد الله بن أحمد الرازي
عن بكر بن صالح عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن زرارة قال
اسمع والله بالحرف من جعفر بن محمد ع من الفتيا فازداد به
ايمانا. السند ضعيف. جعفر بن محمد بن معروف حدثني محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب عن جعفر بن بشير عن أبان بن تغلب عن أبي بصير قلت لأبي عبد الله
ع ان أباك حدثني ان الزبير والمقداد وسلمان حلقوا رؤوسهم ليقاتلوا فلانا
لي لولا زرارة لظننت ان أحاديث أبي ع ستذهب. السند فيه كلام بجعفر بن
(٤٧)

محمد والباقون ثقات أجلاء. حمدويه بن نصير حدثني محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب السراد عن العلاء بن رزين عن
يونس بن عمار قلت لأبي عبد الله ع ان زرارة روى عن أبي جعفر ع
انه لا يرث مع الأم والأب والابن والبنت أحد من الناس شيئا
الا الأزواج أو زوجة فقال أبو عبد الله ع اما ما رواه
زرارة عن أبي جعفر ع فلا يجوز لي رده واما ما في الكتاب في سورة
النساء فان الله عز وجل يقول يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل
حظ الأنثيين فان كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وان كانت واحدة
فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك ان كان له ولد
فان لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فان كان له اخوة فلأمه السدس
يعني اخوة لأب وأم واخوة لأب والكتاب يا يونس قد ورث ها
هنا مع الأبناء فلا يورث البنات الا الثلثين. السند فيه يونس بن عمار لم
يوثق والباقون ثقات أجلاء. والذي حكاه يونس عن زرارة في صدر
الحديث فيه نفي التعصيب وقد أقره الصادق ع وقال لا يجوز لي رده
وقال في آخره ان الكتاب ورث مع الأبناء ولم يورث البنات الا الثلثين
والمتأمل في هذا الحديث يعلم أنه خرج مخرج التقية وان الصادق ع
أشار إليها من طرف خفي فكيف يقول إن ما رواه زرارة عن الباقر من نفي
التعصيب لا يجوز رده ثم يقول ما يظهر منه ان الكتاب يدل على التعصيب
استند إلى رواية ما أبقت الفريضة فلذي عصبة ذكر وذلك أن جعل الثلثين
للبنات لا يدل على نفي ما سواه الا بمفهوم العدد وهو ليس بحجة.
محمد بن قولويه حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف حدثني أحمد بن
محمد بن عيسى وعبد الله بن محمد بن عيسى اخوه والهيثم بن أبي مسروق
ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن
رزين عن يونس بن عمار قلت لأبي عبد الله ع وذكر مثله. السند
كالسابق. محمد بن مسعود عن الخزاعي عن محمد بن زياد عن ابن أبي
عمير عن علي بن عطية عن زرارة والله لو حدثت بكلما سمعته من أبي
عبد الله ع لانتفخت ذكور رجال على الخشب كناية عن الصلب. السند
فيه جهالة. إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي حدثني أحمد بن إدريس
القمي حدثني محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن أبي الصهبان أو غيره عن
سليمان بن داود المنقري عن ابن أبي عمير قلت لجميل بن دراج ما أحسن
محضرك وأزين مجلسك فقال اي والله ما كنا حول زرارة بن أعين الا بمنزلة
الصبيان في الكتاب حول المعلم. السند موثق الا ان قوله أو غيره ربما
يورث فيه جهالة. حمدويه حدثني يعقوب بن يزيد حدثني علي بن حديد عن
جميل بن دراج: ما رأيت رجلا مثل زرارة بن أعين انا كنا نختلف إليه
فما كنا حوله الا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم الحديث ويأتي تمامه
فيما جرى له بعد وفاة الصادق ع. السند علي بن حديد فيه كلام.
حمدويه بن نصير عن يعقوب بن يزيد عن القاسم بن عروة عن أبي العباس
الفضل بن عبد الملك سمعت أبا عبد الله ع يقول: أحب الناس
إلي احياء وأمواتا أربعة بريد بن معاوية العجلي وزرارة ومحمد بن مسلم
والأحول. السند فيه القاسم بن عروة لم يوثق. محمد بن قولويه حدثني
سعد بن عبد الله حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن
سنان عن المفضل بن عمر: سمعت أبا عبد الله ع يوما ودخل
عليه الفيض بن المختار فذكر له آية من كتاب الله عز وجل فأولها أبو
عبد الله ع فقال له الفيض جعلني الله فداك ما هذا الاختلاف الذي بين
شيعتكم قال وأي الاختلاف يا فيض فقال له الفيض اني لأجلس في حلقهم
بالكوفة فأكاد أشك في اختلافهم في حديثهم حتى ارجع إلى المفضل بن عمر
فيوقفني من ذلك على ما تستريح إليه نفسي ويطمئن إليه قلبي فقال أبو
عبد الله ع اجل هو كما ذكرت يا فيض ان الناس أولعوا بالكذب علينا
حتى كان الله افترض ذلك عليهم لا يريد منهم غيره واني أحدث أحدهم
بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير تأويله وذلك انهم لا
يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله وانما يطلبون الدنيا وكل يحب ان يدعى
رأسا انه ليس من عبد يرفع نفسه الا وضعه الله وما من عبد وضع نفسه الا
رفعه الله وشرفه فإذا أردت حديثنا فعليك بهذا الجالس وأومئ إلى رجل من
أصحابه فسالت أصحابنا عنه فقالوا زرارة بن أعين. السند فيه المفضل بن
عمرو الأصح وثاقته ومحمد بن سنان مختلف فيه. حمدويه بن نصير حدثني
يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن أبي عمير
عن إبراهيم بن عبد الحميد وغيره قالوا قال أبو عبد الله ع رحم
الله زرارة بن أعين لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي
ع. السند موثق. الحسين بن بندار القمي حدثني سعد بن
عبد الله بن أبي خلف القمي حدثنا علي بن سليمان بن داود الرازي حدثني
محمد بن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء سمعت أبا
عبد الله ع يقول زرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم وبريد من الذين
قال الله تعالى والسابقون أولئك المقربون. السند فيه علي بن سليمان
مجهول. حمدويه حدثني يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم
عن سليمان بن خالد الأقطع سمعت أبا عبد الله ع يقول ما أجد
أحدا أحيا ذكرنا وأحاديث أبي ع الا زرارة وأبو بصير ليث المرادي
ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط
هؤلاء حفاظ الدين وامناء أبي ع على حلال الله وحرامه وهم السابقون
إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الآخرة. السند صحيح. محمد بن قولويه
والحسين بن الحسن قالا حدثنا سعد بن عبد الله حدثنا محمد بن عبد الله
المسمعي حدثني علي بن حديد المدايني عن جميل بن دراج دخلت على أبي
عبد الله ع فاستقبلني رجل خارج من عنده من أهل الكوفة فقال
لي لقيت الرجل الخارج من عندي فقلت بلى هو رجل من أصحابنا من أهل الكوفة
فقال لا قدس الله روحه ولا قدس روح مثله انه ذكر أقواما كان أبي
ع ائتمنهم على حلال الله وحرامه وكانوا عيبة علمه وكذلك اليوم
هم عندي هم مستودع سري أصحاب أبي ع حقا إذا أراد الله باهل
الأرض سوءا صرف بهم عنهم السوء هم نجوم شيعتي احياء وأمواتا يحيون
ذكر أبي ع بهم يكشف الله كل بدعة ينفون عن هذا الدين انتحال
المبطلين وتأول الغالين ثم بكى فقلت من هم فقال من عليهم صلوات الله
ورحمته احياء وأمواتا بريد العجلي وزرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم اما انه
يا جميل سيبين لك امر هذا الرجل إلى قريب قال جميل فوالله ما كان الا
قليلا حتى رأيت ذلك الرجل ينسب إلى أصحاب اي الخطاب فقلت الله
يعلم حيث يجعل رسالته قال جميل وكنا نعرف أصحاب أبي الخطاب ببغض
هؤلاء رحمة الله عليهم. السند فيه محمد بن عبد الله المسمعي لم أجده في
الرجال وذكر في سند آخر يأتي وفي المنتقى روى عنه محمد بن أحمد بن
يحيى وإسماعيل بن يسار وإسماعيل بن مهران كما في باب تلقين المحتضر
من التهذيب وهو لا يقصر عن التوثيق فان الظاهر أنه من مشايخ الإجازة
الذين لا يحتاجون إلى التوثيق وعلي بن حديد فيه كلام. وروى له الكشي
(٤٨)

محاورة مع الصادق ع في امر التزويج كل رجال سندها ثقات
سوى أحمد بن هلال ففيه كلام دلت على فقهه وشدة ورعه وعناية الصادق
ع به. محمد بن قولويه حدثني سعد بن عبد الله حدثني أبو جعفر
أحمد بن محمد بن عبد الله وعلي بن إسماعيل بن عيسى عن محمد بن
عمرو بن سعيد بن الزيات عن يحيى بن محمد أبي حبيب سألت الرضا
ع عن أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله من صلاته قال ست وأربعون
ركعة فرايضه ونوافله فقلت هذه رواية زرارة فقال أترى أحدا كان اصدع
بحق من زرارة. السند رجاله ثقات الا محمد بن عمرو فلم يوثق ويحيى لم
يذكر في الرجال حمدويه حدثني محمد بن عيسى عن القاسم بن عروة عن
ابن بكير ان زرارة قال للصادق ع انكم قلتم لنا في الظهر والعصر على
ذراع وذراعين ثم قلتم أبردوا بها في الصيف فكيف الابراد بها وفتح الواحة
ليكتب ما يقول فلم يجبه بشئ فأطبق الواحة فقال انما علينا ان نسألكم
وأنتم اعلم بما عليكم وخرج ودخل أبو بصير فقال له الصادق ع إن
زرارة سألني عن شئ فلم أجبه وقد ضقت من ذلك فاذهب أنت رسولي
إليه فقل صل الظهر في الصيف إذا كان ظلك مثلك والعصر إذا كان مثليك
وكان زرارة هكذا يصلي في الصيف ولم اسمع أحدا من أصحابنا يفعل ذلك
غيره وغير ابن بكير. السند فيه القاسم بن عروة ولم يوثق والباقون ثقات
وفي هذا الحديث فوائد ١ حرص زرارة على الحديث بحيث انه
يستصحب معه ألواحا ليكتب ما يقوله الصادق ٢ حرصه على فهم
الحديث والجمع بين مداليله ٣ تسليمه لأمر الصادق ع بقوله انما علينا
الخ ٤ شدة اهتمام الصادق ع بأمره فضاق من عدم جوابه الذي
كان لمصلحة حتى ارسل إليه. حمدويه حدثني محمد بن عيسى عن ابن أذينة
عن زرارة كنت قاعدا عند أبي عبد الله ع انا وحمران فقال له حمران ما
تقول فيما يقول زرارة فقد خالفته فيه قال فما هو قال يزعم أن مواقيت
الصلوات مفوضة إلى رسول الله ص وهو الذي وضعها قال فما تقول أنت
قال قلت إن جبرائيل ع اتاه في اليوم الأول بالوقت الأول وفي
اليوم الثاني بالوقت الأخير ثم قال جبرائيل يا محمد ما بينهما وقت فقال أبو
عبد الله يا حمران زرارة يقول انما جاء جبرائيل مشيرا على محمد ع
صدق زرارة جعل الله ذلك إلى محمد ع فوضعه وأشار جبرئيل
عليه. السند صحيح وحاصل الرواية ان الله تعالى فوض المواقيت إلى
الرسول ص تكريما له وانزل عليه جبرائيل مشيرا عليه كيف يضعها
فالأحكام الشرعية ليست الا لله تعالى لا لنبي ولا لغيره.
الكشي في ترجمة أبي بصير ليث بن البختري المرادي حدثني
حمدويه بن نصير حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن جميل بن
دراج سمعت أبا عبد الله ع يقول بشر المخبتين بالجنة بريد بن
معاوية العجلي وأبو بصير ليث بن البختري المرادي ومحمد بن مسلم وزرارة
أربعة نجباء امناء الله على حلاله وحرامه ولولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة
واندرست. السند صحيح. وفي منهج المقال السند صحيح والمتن واضح
معتمد عند علمائنا مشهور بينهم اه‍.
محمد بن قولويه حدثني سعد بن عبد الله عن أحمد بن عبد الله
المسمعي عن علي بن أسباط عن محمد بن سنان عن داود بن سرحان
سمعت أبا عبد الله ع يقول إلى أن قال إن أصحاب أبي كانوا
زينا احياء وأمواتا أعني زرارة ومحمد بن مسلم ومنهم ليث المرادي وبريد
العجلي هؤلاء القوامون بالقسط أولئك السابقون أولئك المقربون.
السند فيه المسمعي لم يذكر في الرجال.
محمد بن قولويه حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف حدثني علي بن
سليمان بن داود الرازي حدثنا علي بن أسباط عن أبيه أسباط قال أبو
الحسن موسى بن جعفر ع إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين
حواري محمد بن عبد الله رسول الله ص إلى أن قال: ثم ينادي مناد أين
حواري محمد بن علي وحواري جعفر بن محمد ع فيقوم وعد
جماعة فيهم زرارة. السند فيه علي بن سليمان لم يوثق.
وروى الكشي في ترجمة بريد بن معاوية العجلي عدة اخبار عن
الصادق ع بان أحب الناس إليه أربعة وان أوتاد الأرض وأعلام
الدين أربعة وعد فيهم زرارة. وروى في تلك الترجمة أيضا مسندا عن
سليمان بن خالد الأقطع سمعت أبا عبد الله ع يقول ما أحد أحيا
ذكرنا وأحاديث أبي الا زرارة وذكر معه ثلاثة ولولا هؤلاء ما كان أحد
يستنبط هذا هؤلاء حفاظ الدين وامناء أبي على حلال الله وحرامه وهم
السابقون إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الآخرة ويأتي في ترجمة هشام بن
الحكم اختيار زرارة لمناظرة الشامي في الفقه.
ما رواه الكشي في ذمه بل في ذم آل أعين عموما
محمد بن مسعود حدثنا جبرئيل بن أحمد الفاريابي حدثني العبدي
محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن ابن مسكان سمعت زرارة
يقول رحم الله أبا جعفر واما جعفر فان في قلبي عليه لفتة فقلت له وما حمل
زرارة على هذا قال حمله عليه ان أبا عبد الله ع اخرج مخازيه. السند
رجاله ثقات الا الفاريابي فلم يوثق ويمكن كونه ممدوحا. والناظر في أحوال
زرارة المستفادة من الأخبار المستفيضة وغيرها يعلم أن من المحال ان يكون
في قلبه على جعفر لفتة ولعل عذره في ذلك هو مثل عذر الصادق ع في
ذمه كما يأتي.
والصادق ع لم يخرج مخازيه انما اخرج محاسنه واعتذر إليه
عن ذمه بأنه كخرق السفينة فكيف يقول زرارة ذلك. طاهر بن عيسى الوراق حدثني
جعفر بن أحمد بن أيوب حدثني أبو الحسن صالح بن أبي حماد الرازي عن
ابن أبي نجران عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع
قلت الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال أعاذنا الله وإياك من ذلك
الظلم قال ما هو قال هو والله ما أحدث زرارة وفلان أحد أئمة المذاهب
وأصحابه وهذا الضرب قلت الزنا معه قال الزنا ذنب. السند فيه الرازي
مختلف فيه وما في آخر الحديث لا يخلو من اجمال ولعله محرف وان كان
كذلك في نسختين.
محمد بن نصير حدثني محمد بن عيسى عن حفص مؤذن علي بن
يقطين يكنى أبا محمد عن أبي بصير قلت لأبي عبد الله ع الذين
آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال أعاذنا الله وإياك يا أبا بصير من ذلك ذلك
ما ذهب فيه زرارة وأصحابه وفلان وأصحابه السند حسن.
محمد بن مسعود حدثني جبرائيل بن أحمد عن العبيدي عن يونس عن
هارون بن خارجة سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز وجل
(٤٩)

الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال هو ما استوجبه فلان وزرارة.
السند حسن.
وبهذا الاسناد عن يونس عن خطاب بن سلمة عن ليث المرادي
سمعت أبا عبد الله ع يقول لا يموت زرارة الا تائها. السند
حسن.
وبهذا الاسناد عن يونس عن إبراهيم المؤمن عن عمران الزعفراني
سمعت أبا عبد الله ع يقول لأبي بصير وكنا اثني عشر رجلا ما
أحدث أحد في الاسلام ما أحدث زرارة من البدع عليه لعنة الله. السند
مجهول.
حمدويه بن نصير حدثني محمد بن عيسى عن محمد بن المبارك حدثني
الحسن بن كليب الأسدي عن أبيه كليب الصيداوي انهم كانوا جلوسا
ومعهم عذافر الصيرفي وعدة من أصحابهم ومعهم أبو عبد الله ع
قال يا غلام أدخلهما فإنهما عجلا المحيا وعجلا الممات. السند مرسل وقوله
عجلا المحيا الخ الظاهر أنه تثنية عجل وإذا كانا بمنزلة عجل بني إسرائيل
فكيف يعلل بذلك الامر بادخالهما. فهذا من امارات الخلل.
حمدويه حدثني محمد بن عيسى عن يونس عن مسمع كردين أبي سيار
سمعت أبا عبد الله ع يقول لعن الله بريدا ولعن الله زرارة السند
صحيح ويونس هو ابن عبد الرحمن بقرينة رواية محمد بن عيسى عنه.
محمد بن مسعود حدثني جبرئيل بن أحمد عن محمد بن عيسى عن
يونس عن إسماعيل بن عبد الخالق عن أبي عبد الله ع قال ذكر
عنده بنو أعين فقال والله ما يريد بنو أعين الا ان يكونوا عليين هكذا في
منهج المقال وفي رجال الكشي على غلب بدل عليين. السند حسن وفي
المتن شئ من الاجمال.
محمد بن مسعود حدثني جبرئيل بن أحمد عن موسى بن جعفر عن
علي بن أشيم حدثني رجل عن عمار الساباطي نزلت منزلا في طريق مكة
ليلة فإذا انا برجل قائم يصلي صلاة ما رأيت أحدا صلى مثلها ودعا بدعاء ما
رأيت أحدا دعا بمثله فلما أصبحت نظرت إليه فلم اعرفه فبينا انا عند أبي
عبد الله ع إذ دخل الرجل فلما نظر إليه أبو عبد الله ع قال ما
أقبح بالرجل ان يأمنه رجل من إخوانه على حرمة من حرمته فيخونه فيها
فولى الرجل فقال لي أبو عبد الله ع يا عمار أتعرف هذا الرجل قلت لا
والله الا اني نزلت ذات ليلة وحكى له ما تقدم فقال لي هذا زرارة بن
أعين هذا والله من الذين وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز وقال وقدمنا إلى
ما عملوا من عمل فجعلناها هباء منثورا السند مرسل.
محمد بن مسعود حدثني جبرئيل بن أحمد حدثني العبيدي عن يونس
عن ابن مكان تذاكرنا عند زرارة في شئ من أمور الحلال والحرام فقال
قولا برأيه فقلت هذا برأيك أم برواية فقال اني اعرف أو ليس خ رب
رأي خير من اثر. السند حسن والمتن لا يصح ان يكونا قدحا لامكان ان
يريد ان الرأي المستند إلى أصل صحيح خير من اثر لم تثبت صحته.
حمدويه بن نصير حدثنا محمد بن عيسى عن الوشاء عن هشام بن سالم
عن زرارة سألت أبا جعفر ع عن جوائز العمال فقال لا باس به
ثم قال انما أراد زرارة ان يبلغ هشاما اني أحرم اعمال السلطان السند
صحيح وهشام هو ابن عبد الملك بن مروان. والمتن ليس فيه ما يوجب
القدح فلم يرد الامام ان زرارة قصد ان يبلغ هشاما ذلك فيكون سببا
لغضبه وانما هو كناية عن انه لا ينبغي السؤال عن مثله ولا القول بحرمته
مخافة ان يبلغ ذلك هشاما مع أن جوائز السلطان لا وجه للقول بحرمتها الا
ما يعلم حرمته بعينه. ويأتي حديث نحوه.
محمد بن مسعود حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي حدثني
الحسن بن علي الوشاء عن محمد بن حمران حدثني زرارة قال لي أبو جعفر
ع حدث عن بني إسرائيل ولا حرج قلت جعلت فداك والله ان في
أحاديث الشيعة ما هو أعجب من أحاديثهم قال وأي شئ هو يا زرارة
فاختلس مني قلبي فمكثت ساعة لا أذكر ما أريد قال لعلك تريد الغيبة
قلت نعم قال فصدق بها فإنها حق. السند صحيح والغيبة الظاهر أنها غيبة
المهدي ع وظاهر ذلك أنه كان لا يعتقد بها حتى قال له الباقر
ع انها حق وهو بعيد بل مقطوع بعدمه.
محمد بن مسعود حدثني جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عيسى عن
يونس عن ابن مسكان سمعت زرارة يقول كنت أرى جعفرا اعلم مما هو
وذاك انه يزعم أنه سال أبا عبد الله ع عن رجل من أصحابنا
مختف من غرامة فقال أصلحك الله ان رجلا من أصحابنا كان مختفيا من
غرامة فان كان هذا الامر قريبا صبر حتى يخرج مع القائم وان كان فيه تأخير
صالح عن غرامته فقال له أبو عبد الله ع يكون إن شاء الله تعالى
فقال زرارة يكون إلى سنة فقال أبو عبد الله ع يكون إن شاء الله فقال
زرارة يكون إلى سنتين فقال أبو عبد الله يكون إن شاء الله فخرج زرارة فوطن
نفسه على أن يكون إلى سنتين فلم يكن فقال ما كنت أرى جعفرا الا اعلم
مما هو. السند حسن وفي المتن ما يوجب الظن القوي أو القطع بعدم
صحته فزرارة مع جلالة قدره ووفور علمه لم يكن ليجهل ان الأئمة اثنا عشر
وان خروج القائم ليس في عصر الصادق ع ولا قريبا منه وهبه جهل
ذلك فالصادق ع لم يكن ليجهله فكان عليه ان يبين لصاحب
الغرامة فساد هذه الحماقة وكيف فهم زرارة من قوله ثانيا يكون إن شاء الله
انه يكون إلى سنتين ولم يفهم من قوله أو لا يكون إن شاء الله انه يكون إلى
سنة والعبارة واحدة وزرارة اعرف بمقام الصادق ع من أن يقول
كنت أراه اعلم مما هو.
محمد بن مسعود كتب إلينا الفضل يذكر عن ابن أبي عمير عن
إبراهيم بن عبد الحميد عن عيسى بن أبي منصور وأبي أسامة الشحام
ويعقوب الأحمر قالوا كنا جلوسا عند أبي عبد الله ع فدخل عليه
زرارة فقال إن الحكم بن عتيبة حدث عن أبيك انه قال صل المغرب دون
المزدلفة فقال له أبو عبد الله ع انا تأملته ما قال أبي هذا قط كذب
الحكم على أبي فخرج زرارة وهو يقول ما أرى الحكم كذب على أبيه.
والذي عندنا استحباب صلاة العشائين في المشعر ولعل في الرواية إشارة إلى
شئ من التقية.
محمد بن يزداد حدثني محمد بن علي الحداد عن مسعدة بن صدقة قال
(٥٠)

أبو عبد الله ع ان قوما يعارون الايمان عارية ثم يسلبونه يقال لهم
يوم القيامة المعارون اما ان زرارة بن أعين منهم. السند فيه الحداد لم يذكر
في الرجال.
حمدان بن أحمد حدثنا معاوية بن حكيم عن أبي داود المسترق كنت
قائد أبي بصير في بعض جنائز أصحابنا فقلت له هو ذا زرارة في الجنازة فقال
اذهب بي إليه فقال له السلام عليك يا أبا الحسن فرد عليه زرارة السلام
وقال له لو علمت أن هذا من رأيك لبدأتك به فقال له أبو بصير بهذا
أمرت. السند حمدان فيه كلام قوله لو علمت أن هذا من رأيك لبدأتك
كأنه ظن أن رأيه فيه سئ وقوله بهذا اي بالبدء بالسلام أمرت.
حمدويه حدثني محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم
عن محمد بن حمران عن الوليد بن صبيح دخلت على أبي عبد الله ع
فاستقبلني زرارة خارجا من عنده فقال لي أبو عبد الله ع يا وليد أما
تعجب من زرارة يسألني عن اعمال هؤلاء اي شئ كان يريد أيريد ان
أقول له لا فيروي ذلك عني ثم قال يا وليد متى كانت الشيعة تسأل عن
أعمالهم انما كانت الشيعة تقول من أكل من طعامهم وشرب من شرابهم
واستظل بظلهم حتى كانت الشيعة تسأل عن مثل هذا. السند صحيح
والمتن ينحو نحو ما مر ويشير إلى التقية.
محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن بعض
رجاله: دخلت على أبي عبد الله ع فقال متى عهدك بزرارة قلت
ما رأيته منذ أيام قال لا تبال وان مرض فلا تعده وان مات فلا تشهد جنازته
قلت زرارة متعجبا مما قال قال نعم زرارة شر من اليهود والنصارى من قال إن
الله ثالث ثلاثة. السند مرسل وتعجبه دليل على اشتهار زرارة بالفضل
في ذلك العصر.
علي حدثني يوسف بن السخت عن محمد بن جمهور عن فضالة بن
أيوب عن ميسر كنا عند أبي عبد الله ع فمرت جارية في جانب
الدار على عنقها قمقم قد نكسته فقال أبو عبد الله ع فما ذنبي ان الله قد
نكس قلب زرارة كما نكست هذه الجارية هذا القمقم. السند ضعيف.
الجواب عن اخبار الذم
في الخلاصة: وقد ذكر الكشي أحاديث تدل على عدالته وعارضت
تلك الأحاديث اخبار اخر تدل على القدح فيه ذكرناها في كتابنا الكبير وذكرنا
وجه الخلاص عنها والرجل عندي مقبول الرواية وقال الشهيد الثاني في
الحاشية حاصل ما ذكره الكشي في حق زرارة أحاديث تزيد على العشرين
تقتضي ذمه وكلها ضعيفة السند جدا وفي أكثرها محمد ابن عيسى العبيدي
الا حديثا واحدا طريقه صحيح الا انه مرسل لأنه رواية محمد بن قولويه
عن محمد ابن أبي القاسم ماجيلويه عن زياد بن أبي الحلال عن الصادق
ع وظاهر ان زياد الذي هو من رجال الباقر والصادق لم يبق إلى
زمان ابن ماجيلويه المعاصر لابن بابويه ومن في طبقته وبقيت الأخبار الواردة
بمدحه خالية من المعارض المعتبر وفيها خبر صحيح السند يدل على ثقته
وجلالته وقد تقدم متنه وسنده في باب الباء هذا ما يتعلق بكتاب الكشي
الذي أشار إليه المصنف ووقفت في الكافي للكليني على أربعة اخبار اخر
تقتضي القدح فيه أيضا اثنان منها في كتاب الايمان وفي طريقهما محمد ابن
عيسى عن يونس والآخران في كتاب الميراث وفي طريقهما كذلك أيضا لكن
أحدهما بطريق آخر حسن ولكنه مرجوع عن معارضته الصحيح الذي في
مدحه وبالجملة فقد ظهر اشتراك جميع الاخبار القادحة في اسنادها إلى
محمد بن عيسى وهي قرينة عظيمة على ميل وانحراف منه عن زرارة مضافا
إلى ضعفه في نفسه وقال السيد جمال الدين بن طاوس ونعم ما قال ولقد
أكثر محمد بن عيسى من القول في زرارة حتى لو كان بمقام عدالة كادت
الظنون تسرع إليه بالتهمة فكيف وهو مقدوح فيه اه‍.
وقد أجاب الشيخ حسن ولد الشهيد الثاني عن اعتراض أبيه على
حديث زياد بن أبي الحلال بأنه مرسل بقوله في هذا الكلام نظر واضح
والوالد رحمه الله تبع فيه السيد جمال الدين بن طاوس ووجه النظر ان
محمد بن أبي القاسم ماجيلويه لم يكن معاصرا لأبي جعفر بن بابويه وانما
المعاصر له محمد بن علي ماجيلويه والذي يظهر من كلام أبي جعفر بن بابويه
ان الأول عم الثاني ذكر ذلك في أسانيد من لا يحضره الفقيه وفي رجال
النجاشي ما يعطي انه عمه لا جده وعلى اي حال فاستبعاد لقائه لأصحاب
الصادق ع مدفوع فالأولى في الجواب عن اخبار الطعن حملها على
التقية وقد ورد ذلك في حديث رواه الكشي وطريقه وان لم يكن صحيحا
لكنه على وجه أكمل مساعد للاعتبار اه‍ مع أن اخبار القدح كاخبار المدح
مستفيضة ان لم تكن متواترة فلا محل للجواب بضعف السند بل الجواب
الحمل على التقية المعتضد بالاخبار الناصة على ذلك كما يأتي.
وفي التعليقة قوله وفيها خبر صحيح هو كثير ومنها ما سيجئ في
الأحول وغيره والصحيح منها في هذه الترجمة وترجمة نظرائه كثير منها ما لا
يقصر عن الصحيح وقوله وهو قرينة الخ فيه ان ابن عيسى قد أكثر من
رواية الأخبار الدالة على جلالته وعلى العذر عما ورد من الذم فيه منها في
الكتاب في هذه الترجمة وترجمة نظرائه على أنه يحصل بملاحظة الاخبار في
هذه الترجمة وترجمه نظرائه وغيرهما حتى التي وردت في مدحه الظن
بان ذمه بل وذمهم أيضا كان شائعا وانه كان معللا في فهمه أو كانوا يخترعون
الحديث في ذمهم حسدا بل بملاحظة تراجم غيرهم من الأعاظم يظهر انه لا
يسلم منه جليل ومنهم محمد بن عيسى كما ستعرف وهذا غير مختص
بأصحابهم ع بل لا يسلم جليل في عصر من الاعصار بل وأجل
جليل وبالجملة لا تأمل في جلالته على ما يظهر من أئمة الرجال وما ورد في
مدحه والعذر عن ذمه في ترجمته وترجمة نظرائه وغيرهم مثل هشام بن الحكم
وغير ذلك وملاحظة أحاديثه في الأحكام الشرعية وأصول الدين أقول
محمد بن عيسى هذا الأصح انه كان ثقة وكما روى ذم زرارة روى مدحه
والاعتذار عنه كما أشار إليه صاحب التعليقة فيما مر. وزرارة دلت القرائن
الواضحة من اخباره المنقولة وغيرها على جلالة قدره فلذلك لم يلتفت أجلاء
العلماء إلى ما ورد من القدح فيه لو صح سنده فكيف وهو ضعيف السند
فانظر إلى قول النجاشي فيه جزما بدون تردد كان شيخ أصحابنا في زمانه
ومتقدمهم قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين صادقا فيما يرويه وهذه الأخبار
منه بمرأى ومسمع وما حال هذه الأخبار الا كحال الآيات المثبتة لله
تعالى يدا واستواء على العرش والآيات الناسبة إلى الأنبياء عليهم الصلاة
والسلام المعاصي وقال ابن داود في رجاله حد زرارة أوضح من أن يحتاج إلى
(٥١)

ايضاح اه‍ واجمع الأصحاب على وثاقته وجلالته ولم يلتفت أحد منهم إلى
هذه الأخبار مع أنها بمرأى منهم ومسمع بل مرتبته بينهم أعلى وارفع من
الوثاقة والامام قد بين الوجه في اخبار
الذم فلا حاجة إلى القول بأنها كانت حسدا.
الأخبار الواردة في الجمع بين ما دل على مدحه وعلى ذمه
الكشي: حدثني حمدويه بن نصير حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد
حدثني يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن زرارة ومحمد بن قولويه
والحسين بن الحسن حدثنا سعد بن عبد الله حدثني هارون بن الحسن بن
محبوب عن محمد بن عبد الله بن زرارة وابنيه الحسن والحسين عن
عبد الله بن زرارة وابنيه الحسن والحسين عن عبد الله بن زرارة قال لي أبو
عبد الله بن زرارة قال لي أبو عبد الله ع وذكر ما حاصله اقرأ مني
على والدك السلام وقل له اني انما أعيبك دفاعا عنك فان الناس والعدو
يسارعون إلى كل من قربته وحمدنا امره بادخال الأذى عليه وقتله ويحمدون
كل من عبناه فأعيبك لأنك اشتهرت بنا وبميلك إلينا فعبتك ليحمدوا امرك
ويكون بذلك دفع شرهم عنك فكان كعيب السفينة لتسلم من الملك فافهم
المثل يرحمك الله فإنك والله أحب الناس إلي وأحب أصحاب أبي
ع إلي حيا وميتا فإنك أفضل سفن ذلك البحر القمقام الزاخر وان من
ورائك ملكا ظلوما غصوبا يرقب عبور كل سفينة صالحة ترد من بحر الهدى
ليأخذها غصبا وأهلها ورحمة الله عليك حيا ورحمته ورضوانه عليك ميتا
ولقد أدى إلي ابناك الحسن والحسين رسالتك أحاطهما الله وكلاهما وحفظهما
بصلاح أبيهما كما حفظ الغلامين فلا يضيقن صدرك من الذي امرك أبي
ع وأمرتك به وأتاك أبو بصير بخلاف الذي أمرناك به فلا والله ما
أمرناك ولا امرناه الا بأمر وسعنا ووسعكم الاخذ به ولكل ذلك عندنا
تصاريف ومعان توافق الحق ولو أذن لنا لعلمتم ان الحق في الذي أمرناكم
فردوا إلينا الامر وسلموا لنا واصبروا لاحكامنا وارضوا بها والذي فرق بينكم
فهو راعيكم الذي استرعاه الله خلقه وهو اعرف بمصلحة غنمه في فساد
أمرها فان شاء فرق بينها لتسلم ثم يجمع بينها ليأمن من فسادها وخوف
عدوها إلى أن قال إن الناس بعد النبي ع ركبت سنة من كان
قبلكم فغيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين الله ونقصوا منه إلى أن قال
وعليك بصلاة الستة والأربعين وعليك بالحج ان تهل بالافراد وتنوي الفسح
إذا قدمت مكة وطفت وسعيت فسخت ما أهللت به وقلبت الحج عمرة
وأحللت إلى يوم التروية ثم استأنف الاهلال بالحج مفردا إلى منى وتشهد
المنافع بعرفات والمزدلفة فكذلك حج رسول الله ص وهكذا امر أصحابه ان
يفعلوا ان يفسخوا ما أهلوا به ويقلبوا الحج عمرة وانما أقام رسول الله ص
على احرامه لسوقه الهدي معه فان السائق قارن والقارن لا يحل حتى يبلغ
هديه محله ومحله المنحر بمنى فهذا الذي أمرناك به حج التمتع فالزم ذلك ولا
يضيقن صدرك والذي اتاك به أبو بصير من صلاة إحدى وخمسين
والاهلال بالتمتع بالعمرة إلى الحج وما أمرناك به من أن تهل بالتمتع
فلذلك عندنا معان وتصاريف فذلك ما يسعنا ويسعكم ولا
يخالف شئ منه الحق ولا يضاره والحمد لله رب العالمين. السند صحيح
والعذر به عن اخبار الذم صريح وبذلك قطعت جهيزة قول كل خطيب
والامر بصلاة الستة والأربعين وارد مورد التقية وبصلاة الإحدى والخمسين
هو الحق ولا يخالف شئ منهما الحق ولا يضاره فمن صلى ثمانية وأربعين لم
يترك واجبا ولا فعل محرما ومر قول الرضا ع ان الفرائض
والنوافل ست وأربعون ركعة وقول الراوي هذه رواية زرارة الخ وما امره به
الصادقان ع واتاه أبو بصير بخلافه المشار إليه في صدر الرواية
قد فسره آخرها ومسألة الحج التي في آخر الرواية فيها بظاهرها إغلاق فإنه
امره بالاهلال بالافراد ونية الفسخ إذا قدم مكة وعلله بأنه كذلك امر رسول
الله ص أصحابه مع أن الذين أمرهم الرسول ص بذلك كانوا قد أهلوا
بالافراد قبل ان ينزل فرض حج التمتع فامر النبي ص من لم يسق الهدي ان
ينقل النية من الافراد إلى التمتع ويجعل ما أحرم له عمرة تمتع ثم يحرم
للحج من مكة ومن ساق الهدي ان يبقي على احرامه إلى أن يتم مناسك
الحج ثم يأتي بعمرة مفردة ولما كان هو ص قد ساق الهدي بقي على احرامه
وظاهر ان زرارة ليس حاله حال أولئك والجواب ان الظاهر أن المراد فيها
اظهار ان الحج حج إفراد تقية ونية حج التمتع في الواقع فإنه هو فرضه لا
حج الافراد فان حج التمتع كان أحد المتعتين اللتين كانتا على عهد رسول
الله ص وقال الخليفة انا أحرمهما وأعاقب عليهما متعة النساء ومتعة الحج وان
كان غيرنا اليوم وقبل اليوم على ما قاله الشريف المرتضى لا يرون تحريم
متعة الحج.
محمد بن مسعود حدثني عبد الله بن محمد بن خالد حدثني الوشاء عن
ابن خداش عن علي بن إسماعيل عن ربعي عن الهيثم بن حفص العطار
سمعت حمزة بن حمران يقول حين قدم من اليمن لقيت أبا عبد الله
ع فقلت له بلغني انك لعنت عمي زرارة فرفع يده حتى صك بها
صدره ثم قال لا والله ما قلت ولكنكم تأتون عنه بالفتيا بأشياء فأقول
من قال هذا فانا منه برئ قلت وأحكي لك ما نقول قال نعم قلت إن الله
عز وجل لم يكلف العباد الا ما يطيقون وانهم لم يعملوا الا ان يشاء الله
ويريد ويقضي قال هو والله الحق ودخل علينا صاحب الزطي فقال له
يا ميسر ألست على هذا قال على أي شاء أصلحك الله أو جعلت فداك
فأعاد هذا القول عليه كما قلت له ثم قال هذا والله ديني ودين آبائي.
حمدويه بن نصير حدثني محمد بن عيسى بن عبيد عن ابن أبي عمير
عن عبد الرحمن بن الحجاج عن حمزة قلت لأبي عبد الله ع بلغني انك
برئت من عمي يعني زرارة فقال أنا لم أتبرأ من زرارة لكنهم يجيئون
ويذكرون ويروون عنه فلو سكت عنه ألزمونيه فأقول من قال هذا فانا إلى
الله منه برئ.
محمد بن قولويه حدثنا سعد بن عبد الله القمي عن محمد بن عبد الله
المسمعي وأحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن أسباط عن الحسين بن زرارة
قلت لأبي عبد الله ع ان أبي يقرأ عليك السلام ويقول لك جعلني
الله فداك انه لا يزال الرجل والرجلان يقدمان فيذكران انك ذكرتني وقلت
في فقال اقرأ أباك السلام وقل له انا والله أحب لك الخير في الدنيا وأحب
لك الخير في الآخرة وانا والله عنك راض فما تبالي ما قال الناس بعد هذا.
السند فيه المسمعي لم يوثق لكن مر عن النقد ما يوجب عدم قصوره عن
الصحيح. وبه أيضا قطعت جهيزة قول كل خطيب.
ما جري له بعد وفاة الصادق ع
الكشي حدثني محمد بن قولويه حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف
(٥٢)

حدثنا محمد بن عثمان بن رشيد حدثني الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه
أحمد بن علي عن أبيه علي بن يقطين قال لما كانت وفاة أبي عبد الله
ع قال الناس بعبد الله بن جعفر واختلفوا فقائل قال به وقائل قال بأبي
الحسن ع فدعا زرارة ابنه عبيدا فقال يا بني الناس مختلفون في
هذا الامر فمن قال بعبد الله فإنما ذهب إلى الخبر الذي جاء ان الإمامة في
الكبير من ولد الامام فشد راحلتك وامض إلى المدينة حتى تأتيني بصحة
الامر فشد راحلته ومضى إلى المدينة واعتل زرارة فلما حضرته الوفاة سال
عن عبيد فقيل له انه لم يقدم فدعا بالمصحف فقال اللهم إني مصدق بما جاء
به نبيك محمد فما أنزلته عليه وبينته لنا على لسانه واني مصدق بما أنزلته عليه
في هذا الجامع وان عقيدتي وديني الذي يأتيني به عبيد ابني وما بينته في
كتابك فان امتني قبل هذا فهذه شهادتي على نفسي واقراري بما يأتي به عبيد
ابني وأنت الشهيد علي بذلك فمات زرارة وقدم عبيد وقصدناه لنسلم عليه
فسألوه عن الامر الذي قصده فأخبرهم ان أبا الحسن ع
صاحبهم. السند فيه محمد بن عثمان وأحمد بن علي لم يذكرا في الرجال.
حمدويه بالاسناد عن جميل بن دراج في حديث مر أوله فيما ورد في
مدح زرارة قال لما مضى أبو عبد الله ع وجلس عبد الله مجلسه
بعث زرارة عبيدا ابنه زائرا عنه ليتعرف الخبر ويأتيه بصحته ومرض زرارة
مرضا شديدا قبل ان يوافيه ابنه عبيد فلما حضرته الوفاة دعا بالمصحف
فوضعه على صدره ثم قبله قال جميل فحكى جماعة ممن حضره انه قال اللهم
ألقاك يوم القيامة وامامي من بينت في هذا المصحف إمامته اللهم إني أحل
حلاله وأحرم حرامه وأومن بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وخاصه
وعامه على ذلك أحيا وعليه أموت إن شاء الله. السند مر الكلام عليه.
محمد بن قولويه حدثني سعد بن عبد الله عن الحسن بن علي بن
موسى بن جعفر عن أحمد بن هلال عن أبي يحيى الضرير عن درست بن أبي
منصور الواسطي سمعت أبا الحسن ع يقول إن زرارة شك في
إمامتي فاستوهبته من ربي تعالى. السند فيه الحسن بن علي غير مذكور
وأحمد بن هلال فيه كلام وقال الصدوق انه مجروح عند مشايخنا.
محمد بن قولويه حدثني سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن
عبد الله المسمعي عن علي بن أسباط عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن أبيه
قال بعث زرارة عبيدا ابنه يسأل عن خبر أبي الحسن ع فجاءه
الموت قبل رجوع عبيد إليه فاخذ المصحف فأعلاه فوق رأسه وقال إن الامام
بعد جعفر بن محمد من اسمه بين الدفتين في جملة القرآن منصوص عليه من
جملة الذين أوجب الله طاعتهم على خلقه انا مؤمن به فأخبره بذلك أبو
الحسن الأول ع فقال والله كان زرارة مهاجرا إلى الله تعالى.
السند صحيح.
حمدويه بن نصير حدثني محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن أبي
عمير عن جميل بن دراج وغيره: وجه زرارة عبيدا ابنه إلى المدينة ليتخبر له
خبر أبي الحسن ع وعبد الله بن أبي عبد الله ع فمات
قبل ان يرجع إليه عبيد قال محمد بن أبي عمير حدثني محمد بن حكيم قلت
لأبي الحسن الأول ع وذكرت له زرارة وتوجيهه ابنه عبيدا إلى
المدينة فقال أبو الحسن اني لأرجو ان يكون زرارة ممن قال الله تعالى ومن
يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على
الله. السند الصحيح.
محمد بن مسعود أخبرنا جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عيسى عن
يونس عن إبراهيم المؤمن عن نصر بن شعيب عن عمة زرارة قالت لما وقع
زرارة واشتد به قال ناوليني المصحف فناولته واخذه مني وفتحه فوضعه على
صدره ثم قال يا عمة اشهدي ان ليس لي امام غير هذا الكتاب السند فيه
جهالة.
أبو صالح خلف بن حماد بن الضحاك حدثني أبو سعيد الآدمي
حدثني ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال لي زرارة بن أعين لا ترى على
أعوادها غير جعفر فلما توفي أبو عبد الله ع اتيته فقلت له تذكر الحديث
الذي حدثتني به وذكرته له وكنت أخاف ان يجحدنيه فقال اني والله ما كنت
قلت ذلك الا برأيي. السند فيه أبو صالح مهمل والآدمي فيه كلام.
والمتن كأنه يظهر منه الوقف على الصادق ع. ولا يلتفت إليه
مقابل ما ورد في مدحه.
وربما جعلت هذه الأخبار من اخبار القدح فيه باعتبار دلالتها على أنه
كان شاكا في امامة الكاظم ع. والجواب عن ذلك من وجوه
الأول انه كان في فسحة النظر والفحص عن الدليل على امامة الكاظم
ع ومثله معذور كالفحص عن دليل النبوة وأصول الدين ومع ذلك أقر
بإمامته اقرارا اجماليا ولا يكلف فوق ذلك ويشير إلى هذا قول الكاظم ع
انه يرجو ان يكون داخلا في قوله تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا الآية.
وقوله مؤكدا بالقسم كان زرارة مهاجرا إلى الله. وربما نافى ذلك قوله ان
زرارة شك في إمامتي فاستوهبته من ربي فلو لم يكن هذا الشك ذنبا لما احتاج
إلى الاستيهاب وروى الصدوق أيضا فيما نقله المجلسي الأول عن درست
عن الكاظم ع قال ذكر بين يديه زرارة بن أعين فقال والله اني سأستوهبه
من ربي يوم القيامة فيهبه لي ويحك ان زرارة أبغض عدونا
في الله وأحب ولينا في الله. وجواب المجلسي الأول عن ذلك بحمل الاستيهاب على تقصيره
في السؤال لا يرفع الاشكال وكذا جواب صاحب التعليقة بحمله على
الشفاعة نعم جوابه بأنه يمكن ان يكون حال الذين وقعوا فيه عنده اقتضيت
ذلك له وجه.
الوجه الثاني ما يفهم المروي في كمال الدين بسنده عن
إبراهيم بن محمد الهمداني قلت للرضا ع اخبرني عن زرارة بن أعين هل
كان يعرف حق أبيك فقال نعم فقلت فلم بعث ابنه ليتعرف الخبر إلى من
أوصى الصادق ع فقال إن زرارة كان يعرف امر أبي ونص أبيه
عليه وانما بعث ابنه ليعرف من أبي هل يجوز له ان يرفع التقية في اظهار امره
ونص أبيه عليه ولما أبطأ ابنه عنه طولب باظهار قوله في أبي فلم يحب ان
يقدم على ذلك دون امره فرفع المصحف فقال إن امامي من أثبت هذا
المصحف إمامته من ولد جعفر ع اه‍ وبهذا الوجه يرتفع الاشكال
عن قوله لعمته اشهدي ان ليس لي امام غير هذا الكتاب مع امكان حمله
على التقية.
ما رواه الكشي في حقه فيما يتعلق بالاستطاعة والمشيئة
حمدويه وإبراهيم ابنا نصير حدثنا العبيدي عن هشام بن إبراهيم
الختلي وهو المشرقي قال لي أبو الحسن الخراساني ع كيف تقولون
(٥٣)

في الاستطاعة بعد يونس تذهب فيها مذهب زرارة ومذهب زرارة هو الخطأ
فقلت لا ولكنه بأبي أنت وأمي ما تقول لا قول زرارة في الاستطاعة وقول
زرارة فيمن قدر ونحن منه براء وليس من دين آبائك وقال الآخرون بالجبر
ونحن منه براء وليس من دين آبائك قال فبأي شئ تقولون قلت بقول أبي
عبد الله ع وسئل عن قول الله عز وجل ولله على الناس حج
البيت من استطاع إليه سبيلا ما استطاعته فقال صحته وماله فنحن بقول أبي
عبد الله ع نأخذ قال صدق أبو عبد الله ع هذا هو الحق. السند
صحيح ولم يبين في الخبر ما هو مذهب زرارة في الاستطاعة والقدرة والجبر
وكانه كان مذهبا مشهورا ولزرارة كتاب في الاستطاعة كما مر ويمكن فهم
مذهبه في الاستطاعة المشار إليه هنا والمستشهد له باستطاعة الحج بما ذكر في
حديث آخر وهو:
أبو جعفر محمد بن قولويه حدثني محمد بن أبي القاسم أبو عبد الله
المعروف بماجيلويه عن زياد بن أبي الحلال قلت لأبي عبد الله ع
ان زرارة روى عنك في الاستطاعة شيئا فقبلنا منه وصدقناه وقد أحببت ان
أعرضه عليك فقال هاته فقلت زعم أنه سالك عن قول الله عز وجل ولله
على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا فقلت من ملك زادا وراحلة
فقال كل من ملك زادا وراحلة فهو مستطيع
للحج وان لم يحج فقلت نعم فقال ليس هكذا سألني ولا هكذا قلت كذب
علي والله قالها مرتين لعن الله زرارة قالها ثلاثا انما قال لي من كان له
زاد وراحلة فهو مستطيع للحج قلت وقد وجب عليه قال فمستطيع هو قلت
لا حتى يؤذن له قلت فأخبره زرارة بذلك قال نعم فقدمت الكوفة فلقيت
زرارة فأخبرته بما قال أبو عبد الله ع وسكت عن لعنه فقال اما انه قد
أعطاني الاستطاعة من حيث لا يعلم وصاحبكم هذا ليس بصيرا بكلام
الرجال. السند صحيح على الظاهر فماجيلويه وان لم يوثق صريحا الا انه
من مشايخ الصدوق.
ربما يظهر من هذا الكلام ان زرارة كان يقول الاستطاعة هي القدرة
على الفعل ولا يشترط فيها تعقب الفعل لها والجبرية يقولون يشترط في
القدرة إذن الله في الفعل فمن استطاع ولم يفعل فهو غير قادر على الفعل لان
الله لم يأذن له فيه ولم يشأ ان يفعل فاستطاعة الحج الشرعية ملك الزاد
والراحلة وصحة البدن والاستطاعة العقلية إذن الله مع ذلك. والظاهر أن
ذلك من فروع الجبر والاختيار المتنازع فيه بين العدلية والأشاعرة وما وقع في
هذه الروايات من بعض الاجمال والغموض في العبارات لعل منشأه التقية
وقول الصادق ع الذي ظاهره موافقة الجبرية وتكذيبه زرارة ولعنه خارج
مخرج التقية. ويأتي قول حمزة بن حمران ان العباد لم يعملوا الا ان يشاء الله
ويريد ويقضي وحاشا زرارة ان يقول صاحبكم هذا ليس بصيرا بكلام
الرجال ان أراد به الصادق ع.
قال أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي وحدثني أبو
الحسن محمد بن بحر الكرماني الرهني الترماشيري وكان من الغلاة الحنفيين
كذا حدثني أبو العباس المحاربي الجزري حدثنا يعقوب بن يزيد حدثنا
فضالة بن أيوب عن فضيل الرسان قيل لأبي عبد الله ع ان زرارة
يدعي انه اخذ عنك الاستطاعة قال لهم اللهم غفرا إلى أن قال فقلت
اللهم لو لم تكن جهنم الا سكرجة لوسعها آل أعين بن سنسن قيل فحمران
قال حمران ليس منهم. قال الكشي محمد بن بحر هذا غال وفضالة ليس
من رجال يعقوب وهذا الحديث مزاد فيه مغير عن وجهه.
محمد بن مسعود حدثني جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عيسى بن
عبيد حدثني يونس بن عبد الرحمن عن ابن ابان عن عبد الرحمن القصير قال
لي أبو عبد الله ائت زرارة وبريدا فقل لهما ما هذه البدعة التي أبدعتماها أما
علمتما ان رسول الله ص قال كل بدعة ضلالة قلت له اني أخاف منهما
فأرسل معي ليثا المرادي فاتينا زرارة فقلنا له ما قال أبو عبد الله فقال والله
لقد أعطاني الاستطاعة وما شعر واما بريد فقال والله لا ارجع عنها ابدا.
السند فيه القصير لم يوثق.
محمد بن مسعود حدثني محمد بن عيسى عن حريز خرجت إلى فارس
وخرج معنا محمد الحلبي إلى مكة فاتفق قدومنا جميعا إلى حريز فسالت
الحلبي فقلت له أطرفنا بشئ قال نعم جئتك بما تكره قلت لأبي عبد الله ما
تقول في الاستطاعة فقال ليس من ديني ولا دين آبائي فقلت الآن ثلج عن
صدري والله لا أعود لهم مريضا ولا أشيع لهم جنازة ولا أعطيهم شيئا من
زكاة مالي فاستوى أبو عبد الله ع جالسا وقال لي كيف قلت فأعدت عليه
الكلام فقال كان أبي ع يقول أولئك قوم حرم الله وجوههم على
النار فقلت جعلت فداك وكيف قلت لي ليس من ديني ولا دين آبائي قال
انما أعني بذلك قول زرارة وأشباهه السند صحيح. وفي هذه الرواية أشياء
أولا قوله عن حريز خرجت إلى فارس ان كان القائل حريز فما معنى قوله
فاتفق قدومنا جميعا إلى حريز فلا بد ان يكون القائل محمد بن عيسى اي
خرج محمد بن عيسى قاصدا فارس ومعه محمد الحلبي قاصدا مكة فسارا في
طريق مشترك بين فارس ومكة حتى قدما جميعا إلى حريز ثانيا قوله ما
تقول في الاستطاعة الظاهر أنه أراد الاستطاعة التي عند الجبرية فلما اجابه
الصادق ع انها ليست من دينه ودين آبائه ثلج عن صدره فقال له
الصادق ليس هذه أراد بل قول زرارة وأشباهه ثالثا يظهر من ذلك
موافقة الجبرية فيكون خارجا مخرج التقية ويدل عليه قوله حرم الله وجوههم
على النار والله أعلم.
حمدويه حدثني محمد بن عيسى عن ابن أذينة عن عبيد الله الحلبي
سمعت أبا عبد الله ع وسأله انسان قال إني كنت انبل
البهشمية من زكاة مالي حتى سمعتك تقول فيهم أفأعطيهم أم اكف قال لا
بل أعطهم فان الله حرم أهل هذا الامر على النار. السند صحيح
والبهشمية لم يتيسر لنا الآن بعد الفحص معرفتهم.
وفي صدر الرواية انه سمعه يقول فيهم ولم يكن كاذبا عليه ولم يكذبه
بل قال أعطهم فان الله حرم أهل هذا الامر على النار وهل هذا الا تناقض
والظاهر أن سببه التقية وان ما في هذه الرواية يرجع إلى الاستطاعة والجبر
المذكورين في الاخبار الاخر ولهذا ذكرناها في اخبار الاستطاعة.
علي بن الحسين الحسن خ ابن قتيبة حدثني محمد بن أحمد عن
محمد بن عيسى عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الوليد بن صبيح مررت في
الروضة بالمدينة فإذا انسان قد جذبني فالتفت فإذا انا بزرارة فقال لي استأذن
على صاحبك فدخلت على أبي عبد الله ع فأخبرته فضرب بيده
على لحيته ثم قال لا تأذن له ثلاثا فان زرارة يريدني على القدر على كبر السن
وليس من ديني ولا دين آبائي. السند علي بن الحسين أو الحسن بن قتيبة
(٥٤)

هكذا في رجال الكشي ومنهج المقال وهو بهذا اللفظ غير مذكور في كتب
الرجال ويوشك ان يكون الصواب علي بن محمد بن قتيبة أبو الحسن
الممدوح فإنه هو الذي قيل إنه اعتمد عليه الكشي في كتاب الرجال
ومحمد بن أحمد تحتاج معرفته إلى مراجعة والباقون ثقات. والمتن لعل ما فيه
يرجع إلى الجبر والاختيار.
محمد بن نصير حدثنا محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن حريز
عن محمد الحلبي قلت لأبي عبد الله ع كيف قلت لي ليس من
ديني ولا دين آبائي قال انما أعني بذلك قول زرارة وأشباهه. السند موثق.
حمدويه حدثني أيوب عن حنان بن سدير كتب معي رجل ان اسال
أبا عبد الله ع عما قالت اليهود والنصارى والمجوس والذين
أشركوا أهو مما شاء الله ان يقولوا قال لي ان ذا من مسائل آل أعين ليس من
ديني ولا دين آبائي قلت ما معي مسالة غير هذه. السند فيه أيوب مشترك
والمتن ينحو نحو ما مر ويومي إلى التقية.
بعض الأحاديث في زرارة التي يوشك ان يكون فيها خلل
الكشي حدثني أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الوراق حدثني علي بن
محمد بن زيد القمي حدثني بنان بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن
هشام بن مسالم عن محمد بن أبي عمير دخلت على أبي عبد الله ع فقال
كيف تركت زرارة فقلت تركته لا يصلي العصر حتى تغيب الشمس قال
فأنت رسولي إليه فقل له فليصل في مواقيت فاني قد حرقت وفي نسخة
صرفت فأبلغته ذلك فقال انا والله أعلم انك لم تكذب عليه ولكن امرني
بشئ فأكره ان أدعه. السند فيه الوراق وبنان لم يوثقا والقمي لم يذكر في
الرجال ولفظ الحديث كما ذكرناه في نسختي الكشي ومنهج المقال وفيه وجوه
من الخلل أولا تكرير ابن أبي عمير مع محمد وبدونه فيوشك ان يكون
الأول محرفا ثانيا صلاة زرارة العصر بعد مغيب الشمس ليس له وجه
ثالثا قوله قد حرقت أو صرفت ليس له معنى ظاهر فيوشك ان يكون
محرفا رابعا اصراره بعد حلفه على العلم بأنه لم يكذب لا يصدر من مثل
زرارة.
خبره مع زيد بن علي ع
الكشي حدثني محمد بن مسعود حدثني عبد الله بن محمد بن خالد
الطيالسي حدثني الحسن بن علي الوشاء عن أبي خداش عن علي بن
إسماعيل عن أبي خالد وحدثني محمد بن مسعود حدثني علي بن محمد القمي
حدثني محمد بن أحمد بن يحيى عن أبي الريان عن الحسن بن راشد عن
علي بن إسماعيل عن أبي خالد عن زرارة قال لي زيد بن علي ع
وانا عند أبي عبد الله ع ما تقول يا فتى في رجل من آل محمد
استنصرك فقلت ان كان مفروض الطاعة نصرته وان كان غير مفروض
الطاعة فلي ان افعل ولي ان لا افعل فلما خرج قال أبو عبد الله ع
اخذته والله من بين يديه ومن خلفه وما تركت له مخرجا.
خبره مع ربيعة الرأي
الكشي روي عن زرارة بن أعين جئت إلى حلقة بالمدينة فيها
عبد الله بن محمد لعله أبو بكر الحضرمي وربيعة الرأي فقال عبد الله يا
زرارة سل ربيعة عن شئ مما اختلفتم فيه فقلت ان الكلام يورث الضغائن
فقال لي ربيعة الرأي سل يا زرارة قلت بم كان رسول الله ص يضرب في
الخمر قال بالجريد والنعل فقلت لو أن رجلا اخذ اليوم شارب خمر وقدم إلى
الحاكم ما كان عليه قال يضربه بالسوط لان عمر ضرب بالسوط فقال
عبد الله بن محمد يا سبحان الله يضرب رسول الله ص بالجريد ويضرب
عمر بالسوط فيترك ما فعل رسول الله ص ويؤخذ ما فعل عمر.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب زرارة المشترك بين ابن أعين
الثقة وبين ابن لطيفة المجهول ويمكن استعلام انه ابن أعين برواية ابن
بكير وهشام بن سالم وعبد الله ابنه وعلي بن رئاب وابن أذينة وابن مساكن
عنه ونحو هؤلاء وحيث لا يتميز فالظاهر عدم الاشكال لان من عداه وهو
ابن لطيفة لا أصل له ولا كتاب وزاد الكاظمي رواية علي بن عطية
وزياد بن أبي الحلال وأبي خالد ونصر بن شعيب ومحمد بن حمران وجميل بن
صالح وابان بن عثمان عنه قال ووقع في الكافي في باب الصلاة على المؤمن
والتكبير رواية الحلبي عن زرارة وتبعه عليه الشيخ في التهذيب وهو سهو بين
اه‍.
وعن جامع الرواة انه زاد رواية ابنه الحسن وحريز بن عبد الله
وعثمان بن عيسى وجميل بن دراج والمثنى بن الوليد الحناط والمثنى بن عبد
السلام والحسين بن أحمد المنقري وعبد الحميد الطائي وأحمد بن الحسن
الميثمي وداود بن سرحان وعبد الرحمن بن بحر والقاسم بن عروة ومحمد بن
سماعة والفضيل بن يسار وثعلبة بن ميمون وإسماعيل بن خراش ويونس بن
عبد الرحمن وربعي بن عبد الله وأبي بصير ومحمد الحلبي وسيف النمار
وعلي بن حديد وأخيه بكير وحفص بن سوقه ومعاوية بن وهب والحسن أو
الحسين بن موسى وأبي زياد النهدي والحسن بن عطية وابن أبي ليلى
وإبراهيم بن عبد الحميد وعبد العزيز بن حسان وعلي بن الريان وعلي
الزيات وخالد بن نجيح وأبي السفاتج وصفوان وعبد الكريم بن عمر
الخثعمي وحفص بن البختري والحسن بن عبد الملك وحنان ومحمد بن عطية
وحماد بن عيسى وابان بن تغلب وفضالة وعلي بن عقبة وشهاب وعبد
الرحمن بن يحيى وإسماعيل البصري وأبي عيينة وإسحاق بن عبد العزيز
وهشام بن الحكم ونصر بن مزاحم ودرست الواسطي ومحمد بن مسلم
وسليمان وعبد الرحمن بن الحجاج وبكر بن أبي بكر وعلي بن سعيد والبقي
عنه وذكر محل روايتهم عنه كما هو موضوع كتابه وفي رجال أبي علي وقع
في التهذيب رواية البرقي عن زرارة عن الحسن بن السري عن أبي عبد الله
ع وهو غير معهود وفي التهذيب أيضا سند هكذا عن الحسين بن
سعيد عن حماد عن زرارة والصواب فيه عن حريز عن زرارة لان ذلك هو
المعهود الشائع وعن المنتقى وقع في التهذيب في أحاديث التكفين رواية
علي بن حديد وابن أبي نجران عن حريز عن زرارة وابن أبي نجران وعلي بن
حديد انما يرويان عن حريز بواسطة حماد بن عيسى قال ووقع في الكافي
رواية ابن أبي عمير عن أبان بن تغلب عن زرارة والصواب فيه عن أبان بن
عثمان لا ابن تغلب اه‍ وربما يجاب عن ذلك كله بان رواية شخص عن آخر
بواسطة مثلا كثيرا لا يمنع من روايته عنه بلا واسطة نادرا ورواية شخص
عن آخر كثيرا لا يمنع روايته عن غيره نادرا والله أعلم.
(٥٥)

١٩٤: زرارة بن جرول بن مالك بن عمرو بن عزيز بن مالك بن عوف بن
عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري.
في الإصابة في ترجمة أبيه جرول ذكره ابن الكلبي وان بسر بن أبي
أرطاة هدم داره ودار ولده زرارة بن جرول بالمدينة لما غزاها من قبل معاوية
لأنه كان ممن أعان على عثمان اه‍ وربما أوما ذلك إلى أنه من شرط كتابنا.
١٩٥: زرارة بن لطيفة أبو عامر الحضرمي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١٩٦: الزراري
اسمه أبو غالب أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن
بكير بن أعين وهو صاحب الرسالة المعروفة برسالة أبي غالب الزراري
ومرت ترجمته في محلها وانه ليس من ذرية زرارة بل من ذرية بكير أخي
زرارة وانما لقب بالزراري لانتمائه إلى زرارة من جهة الأمهات.
وفي النقد الزراري اسمه محمد بن سليمان بن الحسين بن الجهم أبو
طاهر الزراري وقد يطلق على أحمد بن محمد بن سليمان ومحمد بن عبد
عبد الله بن محمد احمد أيضا وفي رجال أبي علي وعلى سليمان بن
الحسن بن الجهم أيضا.
١٩٧: زرافة حاجب المتوكل
قال ابن طاوس في مهج الدعوات بعد ما ذكر طريقا إلى دعاء دعا به
الإمام علي بن محمد الهادي ع على المتوكل قال ووجدت هذا
الدعاء مذكورا بطريق آخر هذا لفظه ذكر باسناد عن زرافة حاجب المتوكل
وكان شيعيا انه قال كان المتوكل يحظى الفتح بن خاقان عنده وقربه منه دون
الناس جميعا ودون ولده وأهله وأراد ان يبين موضعه عنده فامر جميع أهل
مملكته من الأشراف من أهله وغيرهم من الوزراء والامراء والقواد وسائر
العساكر ووجوه الناس ان يزينوا بأحسن التزين ويظهروا بأفخر عددهم
وذخائرهم ويخرجوا مشاة بين يديه وان لا يركب أحد الا هو والفتح بن
خاقان خاصة بسر من رأى ومشى الناس بين أيديهما على مراتبهم رجالة
وكان يوما قائظا شديد الحر وأخرجوا من جملة الاشراف الامام أبا الحسن
علي بن محمد ع وشق عليه ما لقيه من الحر والزحمة قال زرافة
فأقبلت إليه وقلت له يا سيدي يعز والله علي ما تلقى من هذه الطغاة وما قد
تكلفته من المشقة واخذت بيده فتوكأ علي وقال يا زرافة ناقة صالح عند
الله بأكرم مني أو قال بأعظم قدرا مني ولم أزل أسائله واستفيد منه وأحادثه
إلى أن نزل المتوكل من الركوب وامر الناس بالانصراف فقدمت إليهم
دوابهم فركبوا إلى منازلهم وقدمت له بغلة فركبها وركبت معه إلى داره فنزل
وودعته وانصرفت إلى داري ولولدي مؤدب يتشيع من أهل العلم والفضل
وكانت لي عادة باحضاره عند الطعام فحضر وتجارينا الحديث وما جرى من
ركوب المتوكل والفتح ومشي الاشراف وذوي الاقدار بين أيديهما وذكرت له
ما شاهدته من أبي الحسن ع وما سمعته من قوله ما ناقة صالح عند الله
بأعظم قدرا مني وكان المؤدب يأكل معي فرفع يده وقال بالله انك سمعت
هذا اللفظ منه فقلت له والله اني سمعته يقوله فقال لي اعلم أن المتوكل لا
يبقى في ملكه أكثر من ثلاثة أيام ويهلك فانظر في امرك واحرز ما تريد
احرازه وتأهب لأمرك لئلا يفاجأكم هلاك هذا الرجل فتهلك أموالكم
بحادثة تحدث أو سبب يجري فقلت له من أين لك ذلك فقال أما قرأت
القرآن في قصة صالح والناقة وقوله تعالى تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك
وعد غير مكذوب ولا يجوز ان يبطل قول الإمام قال زرافة فوالله ما جاء
اليوم الثالث حتى هجم المنتصر ومعه بغا والأتراك على المتوكل
فقتلوه وقطعوه والفتح ابن خاقان جميعا قطعا حتى لم يعرف أحدهما من الآخر
وأزال الله نعمته ومملكته فلقيت الامام أبا الحسن ع بعد ذلك وعرفته
ما جرى مع المؤدب وما قاله فقال صدق انه لما بلغ مني الجهد رجعت إلى
كنوز نتوارثها من من آبائنا هي أعز من الحصون والسلاح واللجين وهي
دعاء المظلوم على الظالم فدعوت به عليه فأهلكه الله فقلت يا سيدي ان
رأيت أن تعلمنيه فعلمنيه وهو اللهم إني وفلانا عبدان من عبيدك إلى آخر
الدعاء في منهج الدعوات ص ٤٠٠ ٤٠٥ وفي الذريعة ج ١ ص ٥١٩ ان
كتاب ارشاد المتعلمين هو للشيخ حسن بن محمد علي بن حسين بن
محمود بن محمد امين بن الشيخ احمد الكجائي النهمي الكهدمي الكيلاني
وانه ذكر في هذا الكتاب ان جده الشيخ احمد المذكور المعروف ببير احمد كان
أستاذ البهائي قال وكتب البهائي بخطه الموجود عندنا أنه قرأ الرياضيات
والحكمة مقدار سنة عند الشيخ احمد هذا وقرية كجاي من قرى كهدم من
بلاد كيلان ونهمن مركبة من كلمتين نه من اي تسعة أمنان لان فيها
قرآنا وزنه تسعة أمنان بخط أمير المؤمنين ع قال وكان لجدي
السادس عشر زرافة حاجب المتوكل نحله إياه الإمام الهادي ع
وانه لما سمع من معلم ولده ما سمع ورأى استجابة دعاء الامام ع صار
من خلص شيعته وان الامام نحله هذا القرآن فصار إلى أولاده بطنا بعد
بطن حتى وصل إلى الشيخ احمد ثم إلى الشيخ حسن المذكورين اه‍ والله
أعلم بصحة ذلك ورواية المهج تدل على أنه كان من خلص الشيعة قبل
ذلك ولزرافة هذا ذكر في اخبار المتوكل وابنه المنتصر من تاريخ الطبري
ج ١١ ص ٦٤ قال إن المتوكل كثر عبثه بابنه المنتصر فقال المنتصر يا أمير
المؤمنين لو أمرت بضرب عنقي كان أسهل علي مما تفعله بي وخرج إلى
حجرته وذكر عن ابن الحفصي ان المنتصر لما خرج إلى حجرته اخذ بيد
زرافة فقال له امض معي فقال له يا سيدي ان أمير المؤمنين لم يقم فقال إن
أمير المؤمنين قد اخذه النبيذ وقد أحببت ان تجعل امر ولدك إلي فان
أوتامش سألني ان أزوج ابنه من ابنتك وابنك من ابنته فقال له زرافة نحن
عبيدك يا سيدي فمرنا بأمرك واخذ المنتصر بيده وانصرف به معه قال وكان
زرافة قد قال لي قبل ذلك ارفق بنفسك فان أمير المؤمنين سكران والساعة
يفيق وقد دعاني تمرة وسألني ان أسألك ان تصير إليه فنصير جميعا إلى حجرته
فقلت له انا أتقدمك إليه ومضى زرافة مع المنتصر إلى حجرته فذكر بنان
غلام أحمد بن يحيى ان المنتصر قال له قد أملكت ابن زرافة من ابنه أوتامش
وابن أوتامش من ابنه زرافة قال بنان فقلت للمنتصر يا سيدي فأين النثار
فهو يحسن الأملاك فقال غدا إن شاء الله فان الليل قد مضى وانصرف
زرافة إلى حجرة تمرة فلما دخل دعا بالطعام فما اكل الا أيسر ذلك حتى
سمعنا الضجة والصراخ فقمنا قال بنان فما هو الا ان خرج زرافة من منزل
تمرة إذا بغا قد استقبل المنتصر فقال المنتصر ما هذه الضجة قال خير يا أمير
المؤمنين قال ما تقول ويلك قال أعظم الله اجرك في سيدنا أمير المؤمنين كان
عبد الله دعاه فاجابه اه‍.
١٩٨: زر بن حبيش بن حباشة بن أوس بن بلال أو هلال بن جعالة بن نضر بن
غاضرة الأسدي ثم الغاضري أبو مريم أو أبو مطرف القارئ بالكوفة.
وفاته
توفي سنة ٨١ عن أبي عبيد القاسم بن سلام أو ٨٢ عن عمرو بن
(٥٦)

علي وفي الشذرات وطبقات القراء للجزري أو ٨٣ صححه ابن عبد البر في
الاستيعاب وقال لأنه مات يوم الجماجم في شعبان سنة ٨٣ اه‍ مع أن
الجزري في الطبقات حكى عن خليفة انه مات في الجماجم سنة ٨٢.
مدة عمره
في الاستيعاب عن هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد انه عاش ١٢٢
سنة ومثله في تاريخ ابن الأثير وطبقات ابن سعد حكاية وعن أبي نعيم عاش
١٢٧ سنة وفي الشذرات عاش ١٢٠ سنة ويأتي مثله عن غير واحد وهو
اشتباه بما يأتي انه سئل في حياته كم اتى عليك فقال ١٢٠ سنة والله أعلم
كم عاش بعدها.
الضبط
في هامش تهذيب التهذيب عن المغني زر بكسر زاي وشدة راء
وحبيش بمضمومة وفتح موحدة وسكون تحتية وبشين معجمة وحباشة
بضم مهملة وخفة موحدة واعجام شين اه‍ وفي الخلاصة حبيش بضم
الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة وبعد الياء المثناة التحتية سين مهملة وقال
الشهيد الثاني في الحاشية قال ابن داود وهو بالشين المعجمة ومن أصحابنا
من صحفه بالسين المهملة وهو وهم وكذلك وجدناه مضبوطا بالشين
المعجمة في نسخة معتبرة لكتاب الرجال الشيخ وهذا هو الحق المشهور اه‍
أقول هو كذلك في جميع كتب الرجال وما ذكره العلامة اشتباه نشأ من
اهمال النقط في الخطوط القديمة.
النسبة
الأسدي نسبة إلى أسد بن خزيمة من أنفسهم كما صرح به
السمعاني في الأنساب وابن حجر في تهذيب التهذيب وابن سعد في الطبقات
فان بني أسد قبيلتان أسد بن خزيمة ومنها المترجم وأسد بن عبد العزى ومنها
الزبير بن العوام ولهذا قال ابن عباس لابن الزبير في بعض محاوراته لولا
مكان صفية ما تركت لأسد بن عبد العزى عظما هشمته والغاضري
نسبة إلى غاضرة قبيلة وفيما يأتي عن معجم الأدباء نسبته بالكشري
العطاردي ولم نجده لغيره ولعل فيه اشتباها من النساخ ولعله اليشكري.
كنيته
يكنى أبا مريم ويقال أبو مطرف.
أقوال العلماء فيه
عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وقال كان فاضلا
وذكره العلامة في الخلاصة وابن داود في رجاله في القسم الأول وفي الوجيزة
والبلغة انه ممدوح ومر في ترجمة أصبغ بن نباته قول أمير المؤمنين
ع لكاتبه عبيد الله بن أبي رافع ادخل علي عشرة من ثقاتي وسماهم له
فكان أحدهم زر بن حبيش الأسدي فمن الغريب بعد ذلك كله عد
صاحب الحاوي له في الضعفاء لكن صاحب الحاوي عادته مثل ذلك ولهذا
قالوا انه في المتأخرين كابن الغضائري في المتقدمين. وزر بن حبيش هو
الذي روى عن علي ع حديث انا فقأت عين الفتنة وحديث لا
يحبني الا مؤمن ولا يبغضني الا منافق وغيره من أحاديث الفضائل.
وروى نصر بن مزاحم عن الحكم بن ظهير عن إسماعيل عن الحسن
وعن الحكم عن عاصم بن أبي النحود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن
مسعود عن النبي ص إذا رأيتم معاوية بن أبي سفيان يخطب على منبري
فاضربوا عنقه قال الحسن فوالله ما فعلوا ولا أفلحوا اه‍.
وفي شرح النهج ج ١ ص ٣٧٠ أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي
النجود كان زر بن حبيش علويا.
أقوال غيرنا فيه
عن مختصر الذهبي زر بن حبيش الامام القدوة أبو مريم الأسدي
الكوفي عاش ١٢٠ سنة وقرأ عليه عاصم وأثنى عليه وقال كان زر أعرب
الناس وفي رواية من أعرب الناس وكان ابن مسعود يسأله عن العربية
اه‍.
وفي طبقات القراء للجزري زر بن حبيش بن حباشة أبو مريم ويقال
أبو مطرف الأسدي الكوفي أحد الاعلام قال عاصم ما رأيت اقرأ من زر
وكان عبد الله بن مسعود يسأله عن العربية يعني عن اللغة اه‍ وفي طبقات
ابن سعد: زر بن حبيش الأسدي أحد بني غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن
داودان بن أسد بن خزيمة ويكنى أبا مريم كان ثقة كثير الحديث.
أخبرنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد: رأيت زر بن
حبيش يختلج لحياة كبرا وسمعته يقول قال أبي بن كعب ليلة القدر ليلة سبع
وعشرين أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي حدثنا إسماعيل بن أبي خالد رأيت
زر بن حبيش وقد اتى عليه ١٢٠ سنة وان لحييه ليضمران من الكبر وقال
يعني غير محمد بن عبيد الطنافسي مات وهو ابن ١٢٢ سنة وعن زر في
حديث رواه عن حذيفة انه قال له يا أصلع. يحيى بن أدم عن أبي بكر بن
عياش عن عاصم: كان زر بن حبيش أعرب الناس وكان عبد الله يسأله
عن العربية. يحيى بن أدم عن أبي بكر بن عياش عن عاصم كان زر بن
حبيش أكبر من أبي وائل فكانا إذا اجتمعا لم يحدث أبو وائل عند زر وكان
زر يحب عليا وكان أبو وائل يحب عثمان وكانا يتجالسان فما سمعتهما يتناثان
شيئا قط وفي المنتقى من اخبار الأصمعي: كان زر بن حبيش يحب عليا
وكان شقيق بن سلمة يحب عثمان وكانا متواخين فما تذاكرا شيئا قط حتى
ماتا. وفي الطبقات. عن عاصم بن أبي النجود أكثر ما رأيت زر بن
حبيش يأتي في ثوب واحد عاقده على عنقه حتى يدخل في الصف مع
القوم. الفضل بن دكين حدثنا قيس بن الربيع عن عاصم بن أبي النجود
مر رجل من الأنصار على زر بن حبيش وهو يؤذن فقال يا أبا مريم قد كنت
أكرمك عن ذا أو قال عن الاذان فقال إذا لا أكلمك كلمة حتى تلحق بالله
اه‍ والاذان عبادة مندوب إليها فكيف يقول له قد كنت أكرمك عن ذا
ولعله سمعه يؤذن بما لم يعتده سمعه من ذكر بعض ما أسقط من الاذان.
وفي حلية الأولياء ج ٤ ص ١٨٢ ١٩١ أدرك زر بن حبيش الخلفاء الأربعة
وروى عن عمر وعلي بن أبي طالب واقتبس من علماء الصحابة أبي بن كعب
وابن مسعود وحذيفة. وروى بسنده عن عاصم ما رأيت اقرأ من زر بن
حبيش.
وبسنده عن عاصم ما رأيت رجلا مثله. وبسنده عن عاصم:
ادكرت أقواما كانوا يتخذون هذا الليل جملا منهم زر بن حبيش اه‍.
(٥٧)

وفي الاستيعاب زر بن حبيش بن حباشة بن أوس بن هلال أو بلال
الأسدي من بني أسد بن خزيمة أدرك الجاهلية ولم ير النبي ص وهو من جلة
التابعين ومن كبار أصحاب ابن مسعود وكان عالما بالقرآن قارئا يعد في
الكوفيين.
وفي أسد الغابة: زر بن حبيش بن أوس الأسدي من أسد بن خزيمة
أدرك الجاهلية ولم ير النبي ص وهو من كبار التابعين وكان فاضلا عالما
بالقرآن توفي سنة ٨٣ وهو ابن ١٢٠ سنة أخرجه أبو عمر وأبو موسى اه‍.
وفي الإصابة زر بن حبيش بن حباشة بن أوس بن بلال بن جعالة بن
نضر بن غاضرة الأسدي ثم الغاضري أبو مريم مشهور من كبار التابعين
أورده أبو عمر لادراكه وقال عاصم بن أبي النجود عن زر خرجت من
الكوفة في وفد ما لي هم الا لقاء أصحاب محمد ص فلقيت عبد الرحمن بن
عوف وأبيا فجالستهما وقال عاصم أيضا كان أبو وائل عثمانيا وزر علويا
وكان مصلاهما في مسجد واحد وكان أبو وائل معظما لزر. وعنه قال: كان
زر أكبر من أبي وائل قال ومات سنة ٨٣ أو قبلها بقليل وقال البرزنجي في
الأسماء المفردة في التابعين زر بن حبيش كان جاهليا يعني أدرك الجاهلية.
وفي تهذيب التهذيب زر بن حبيش بن حباشة بن أوس بن بلال وقيل
هلال الأسدي أبو مريم ويقال أبو مطرف الكوفي مخضرم أدرك الجاهلية قال
ابن معين ثقة وقال ابن سعد ثقة كثير الحديث وقال عاصم عن زر خرجت
في وفد من أهل الكوفة وأيم الله ان حرضني على الوفادة الا لقاء أصحاب
محمد ص فلقيت عبد الرحمن بن عوف وأبي بن كعب فكانا جليسي وقال
العجلي كان من أصحاب علي وعبد الله ثقة وقال أبو جعفر البغدادي قلت
لأحمد فزر وعلقمة والأسود قال هؤلاء أصحاب ابن مسعود وهم التثبت فيه
اه‍.
وفي معجم الأدباء في ترجمة أبي بكر بن عياش عن أبي عمر العطاردي
قال اخبرني أبو بكر بن عياش ان عاصما اخبره انه كان يأتي زر بن حبيش
فيقرئه خمس آيات لا يزيد عليها شيئا ثم يأتي أبا عبد الرحمن السلمي
فيعرضها عليه فكانت توافق قراءة زر قراءة أبي عبد الرحمن وكان أبو عبد
الرحمن قرأ على علي ع وكان زر بن حبيش الشكري العطاردي قرأ
على عبد الله بن مسعود القرآن كله في كل يوم آية واحدة لا يزيده عليها
شيئا فإذا كانت آية قصيرة استقلها زر من عبد الله فيقول عبد الله خذها
فوالذي نفسي بيده لهي خير من الدنيا وما فيها ثم يقول أبو بكر وصدق
والله ونحن نقول كما قال أبو بكر بن عياش إذا حدثنا عن عاصم عن زر
عن عبد الله قال هذا والله الذي لا اله إلا هو حق كما انكم عندي جلوس
والله ما كذبت والله ما كذب عاصم بن أبي النجود والله ما كذب زر والله ما
كذب عبد الله بن مسعود وان هذا لحق كما انكم عندي جلوس اه‍.
وفي ميزان الذهبي في ترجمة زكريا بن صمصامة انه اتى بخبر منكر
عن حسين الجعفي عن زائدة عن عاصم عن زر قال قرأت القرآن كله على
علي فلما بلغت والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات بكى
حتى ارتفع نحيبه ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال يا زر امن على دعائي ثم
قال اللهم إني أسألك اخبات المخبتين واخلاص الموقنين ومرافقة الأبرار
واستحقاق حقائق الايمان الحديث بطوله ثم قال يا زر إذا ختمت فادع
بهذا فان حبيبي ص امرني ان أدعو بهن عند ختم القرآن ثم ذكر سنده إلى
زكريا.
اخباره
في حلية الأولياء ج ٤ ص ١٨٢ ١٩١ بسنده عن زر بن حبيش انه
قال لأبي بن كعب وكانت فيه شراسة اخفض جناحك يرحمك الله فاني انما
أتمتع منك تمتعا فقال تريد ان لا تدع آية في القرآن الا سألتني عنها فقلت يا
أبا المنذر اخبرني عن ليلة القدر فقال والله انها في رمضان ولكنه عمي على
الناس لئلا يتكلوا وانها ليلة سبع وعشرين فقلت وكيف علمت ذلك فقال
بالآية التي أخبرنا بها محمد ص وهي انها تطلع الشمس حين تطلع ليس لها
شعاع حتى ترتفع وان عاصم بن أبي النجود ترقب الشمس صبيحة ليلة
السابع والعشرين فرآها كذلك قال المؤلف كون الشمس حين تطلع
صبيحة ليلة القدر لا شعاع لها موجود في روايات أصحابنا ولكن روايات
أصحابنا كالمتفقة على انها ليست ليلة سبع وعشرين وانها منحصرة في ليلة
التاسع عشر والحادي والعشرين والثالث والعشرين واما ان عاصما رآها
كذلك في اليوم السابع والعشرين فهذا مما يقع فيه الاشتباه والتخبيل للنفس
والله أعلم بصحته من أصله. وبسنده عن زر بن حبيش: حاك في صدري
المسح على الخفين فغدوت على صفوان بن عسال المرادي فقال ما جاء بك
طلب العلم قلت نعم قال اما انه ليس من رجل يطلب العلم الا وضعت له
الملائكة أجنحتها رضاء بما يفعل. دل هذا الحديث على أن نفسه كانت غير
مطمئنة لجواز المسح على الخفين.
وبأسانيده: كتب زر بن حبيش إلى عبد الملك بن مروان كتابا يعظه
وكان في آخره ولا يطعمك يا أمير المؤمنين في طول الحياة ما يظهر من
صحتك فأنت اعلم بنفسك واذكر ما تكلم به الأولون:
إذا الرجال ولدت أولادها * وبليت من كبر أجسادها
وجعلت أسقامها تعتادها * تلك زروع قد دنا حصادها
فلما قرأ عبد الملك الكتاب بكى حتى بل طرف ثوبه ثم قال صدق زر
لو كتب إلينا بغير هذا كان أرفق.
رواياته في فضل أهل البيت ع
حلية الأولياء حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن يونس بن موسى
السلمي ثنا عبد الله بن داود الخريبي ثنا الأعمش عن عدي بن تابت عن
زر بن حبيش سمعت علي بن أبي طالب يقول والذي فقل الحبة وبرأ النسمة
وتردى بالعظمة انه لعهد النبي الأمي ص إلي انه لا يحبك الا مؤمن ولا
يبغضك الا منافق. هذا حديث صحيح متفق عليه رواه عبد الله بن داود
الخريبي وعبد الله بن محمد بن عائشة. حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا
الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد الله عن عبد الله. ورواه الجم الغفير عن
الأعمش ورواه شعبة بن الحجاج عن عدي بن ثابت ثنا محمد بن أحمد بن
الحسن ثنا أحمد بن هارون بن روح ثنا يحيى بن عبد الله القزويني ثنا
حسان بن حسان ثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش، سمعت
عليا رضي الله تعالى عنه يقول عهد إلي النبي ص انه لا يحبك الا مؤمن ولا
يبغضك الا منافق. ورواه كثير النوا وسالم بن أبي حفصة عن عدي حدثنا
محمد بن المظفر ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا عبد الرحمن بن صالح

(١) عن تهذيب الكمال في تمامه قوله: المهاجرين والأنصار فلما قدمت المدينة اتيت أبي بن كعب
وعبد الرحمن بن عوف فكانا جليسي وصاحبي فقال لي أبي يا زر ما تريد ان تدع اية من
القرآن الا سألتني عنها فقلت في أي شئ اتيته. المؤلف -
(٥٨)

ثنا علي بن عباس عن سالم بن أبي حفصة وكثير النوا عن عدي بن حاتم عن
زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب قال رسول الله ص ان ابنتي فاطمة
يشترك في حبها الفاجر والبر واني كتب إلي أو عهد إلي انه لا يحبك الا
مؤمن ولا يبغضك الا منافق. وممن روى هذا الحديث عن عدي ابن ثابت
سوى ما ذكرنا الحكم بن عتيبة وجابر بن يزيد الجعفي الحسن بن عمرو
الفقيمي وسليمان الشيباني وسالم الفراء ومسلم الملائي والوليد بن عقبة وأبو
مريم وأبو الجهم والد هارون وسلمة بن سويد الجعفي وأيوب وعمار ابنا
شعيب الضبعي وابان بن قطن المحاربي كل هؤلاء من رواة أهل الكوفة
ومن اعلامهم ورواه عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن موسى بن
طريف عن عبادة عن زر عن علي مثله. حدثنا أبو عمر بن حماد ثنا
الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبيد النحاس ثنا أبو مالك عمرو بن هاشم
عن ابن أبي خالد اخبرني عمرو بن قيس عن المنهال بن عمرو عن زر انه
سمع عليا يقول انا فقأت عين الفتنة لولا انا ما قتل أهل النهر وأهل الجمل
ولولا أن أخشى ان تتركوا العمل لأنبأتكم بالذي قضى الله على لسان نبيكم
ص لمن قاتلهم مبصرا ضلالتهم عارفا للهدى الذي نحن فيه. وبسنده عن
عاصم عن زر عن عبد الله ابن مسعود قال رسول الله ص ان فاطمة
أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار. وبسنده عن زر بن حبيش عن
حذيفة بن اليمان في حديث قال ذلك ملك لم يهبط إلى الأرض قبل الساعة
فاستأذن الله في السلام علي وبشرني بان الحسن والحسين سيدا شباب أهل
الجنة وان فاطمة سيدة نساء أهل الجنة.
ما رواه عن النبي ص من الحكم والمواعظ
الحلية بسنده عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود سئل رسول
الله ص ما الغنى قال الياس مما في أيدي الناس. بسنده عن عاصم عن
زر عن عبد الله بن مسعود قال رسول الله ص من غشنا فليس منا والمكر
والخداع في النار. وبسنده عن زر بن حبيش عن أبي ذر عن النبي ص من
لبس ثوب شهرة اعرض الله عنه حتى يضعه متى وضعه اه‍.
الذين روى عنهم
في طبقات ابن سعد روى عن ١ عمر ٢ علي بن أبي طالب
٣ عبد الله بن مسعود ٤ عبد الرحمن بن عوف ٥ أبي بن كعب
٦ حذيفة بن اليمان ٧ أبو وائل وزيد في الإصابة ٨ عثمان ٩
أبو ذر ١٠ العباس وزيد في تهذيب التهذيب ١١ سعيد بن زيد
١٣ صفوان بن عسال ١٣ عائشة وغيرهم.
الذين رووا عنه
قال الذهبي عنه ١ عاصم بن بهدلة أبي النجود وقرأ عليه وفي
الاستيعاب روى عنه ٢ الشعبي ٣ إبراهيم النخعي وزيد في الإصابة
٤ عدي بن ثابت ٥ إسماعيل بن أبي خالد ٦ أبو إسحاق
الشيباني وزيد في تهذيب التهذيب ٧ المنهال بن عمرو ٨ عيسى بن
عاصم ٩ زبيد اليامي.
الذين قرأ عليهم وقرؤوا عليه
في طبقات القراء للجزري عرض على عبد الله بن مسعود وعثمان بن
عفان وعلي بن أبي طالب عرض عليه عاصم بن أبي النجود وسليمان
الأعمش وأبو إسحاق السبيعي ويحيى بن وثاب.
١٩٩: زرعة بن حميد المحاربي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع هكذا في
كتب الرجال الناقلة عن رجال الشيخ ومنها ما حكي عن نسختين معتمدتين
من رجال الشيخ وما في النسخة المطبوعة من منهج المقال من قوله:
زرعة بن حميد المحاربي كوفي ثقة مقتصرا على ذلك قد حرف فيه حرف
ق الذي هو رمز لرجال الصادق ع بكلمة ثقة قطعا وهذا أحد
مضار الرمز.
٢٠٠: زرعة بن محمد أبو محمد الحضرمي
قال النجاشي ثقة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع
وكان صحب سماعة وأكثر عنه ووقف له كتاب يرويه عنه جماعة أخبرنا
علي بن أحمد حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد حدثنا محمد بن الحسن
الصفار وسعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر والحسن بن متبل عن
يعقوب بن يزيد عن زرعة بكتابه وقال الشيخ في رجال الصادق ع
زرعة بن محمد الحضرمي وزاد في رجال الكاظم ع واقفي وفيمن لم يرو
عنهم ع زرعة بن محمد عن سماعة وفي الفهرست زرعة بن
محمد الحضرمي واقفي المذهب له أصل أخبرنا به عدة من أصحابنا عن
محمد بن علي بن الحسين بن بابويه عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن
يعقوب بن يزيد عن الحسن بن محمد الحضرمي عن زرعة وأخبرنا ابن أبي
جيد عن ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد
عن أخيه الحسن عن زرعة. وفي الوسيط عن الفهرست عنه يعقوب بن
يزيد والحسن بن سعيد وعبد الله بن محمد الحضرمي مع أن الذي في
الفهرست كما سمعت رواية يعقوب بن يزيد عنه بواسطة الحسن بن محمد
الحضرمي وليس فيه رواية عبد الله بن محمد الحضرمي عنه.
وفي رجال الكشي في زرعة بن محمد الحضرمي: أبو عمرو
سمعت حمدويه قال زرعة بن محمد الحضرمي واقفي حدثني علي بن محمد بن
قتيبة حدثني الفضل حدثنا محمد بن الحسن الواسطي ومحمد بن يونس قالا
حدثنا الحسن بن قياما الصيرفي سالت انا الحسن الرضا ع وقلت
جعلت فداك ما فعل أبوك قال مضى كما مضى آباؤه فقلت فكيف اصنع
بحديث حدثني به زرعة بن محمد الحضرمي عن سماعة بن مهران ان أبا
عبد الله ع قال إن ابني هذا فيه شبه من خمسة أنبياء يحسد كما حسد
يوسف ع وغاب كما غاب يونس ع وذكر ثلاثة اخر قال كذب زرعة
ليس هكذا حديث سماعة انما قال صاحب هذا الامر يعني القائم ع فيه
شبه من خمسة أنبياء لم يقل ابني وفي الوسيط في الطريق ابن قياما وهو واقفي
مذموم ومر في رفاعة بن موسى ان ابن إدريس نسب زرعة إلى الفطحية ورد
عليه العلامة بأنه واقفي ثقة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب زرعة المشترك بين ابن محمد
الثقة الواقفي وغيره ويمكن استعلام انه هو برواية يعقوب بن يزيد

(١) في الإصابة حديثا واحدا في ليلة القدر.
- المؤلف -
(٥٩)

والحسن بن محمد الحضرمي والحسن بن سعيد عنه وحيث لا تمييز فلا
إشكال لان من لا أصل له ولا كتاب اه‍ ومر ان يعقوب بن يزيد انما يروي
عنه بواسطة الحسن بن محمد الحضرمي وقال بعض المعاصرين انه زاد
الكاظمي رواية النضر بن سويد عنه وليس ذلك في نسختين عندي وعن
جامع الرواة انه زاد رواية محمد بن خالد الصيرفي وموسى بن القاسم
والحسين بن سعيد ويونس بن عبد الرحمن والحسن بن محبوب والحسن بن
علي بن أبي حمزة ومحمد بن سنان وعثمان بن عيسى وعلي بن الحكم
ومحمد بن عيسى والحسن والحسين بن محمد بن عمران الأشعري
وعلي بن الصلت وعبد الله بن القاسم ومروك بن عبد الرحمن وأحمد بن هلال
عنه.
٢٠١: الزرقاء بنت عدي بن غالب بن قيس الكوفية
في كتاب بلاغات النساء: قال عيسى بن مهران حدثني العباس بن
بكار، حدثني محمد بن عبد الله عن الشعبي. قال وحدثني أبو بكر الهذلي
عن الزهري قال حدثني جماعة من بني أمية ممن يسمر مع معاوية. وذكر أبو
إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن عبد ربه بن القاسم بن يحيى بن مقدم
اخبرني محمد بن فضل الضبي أخبرنا إبراهيم بن محمد الشافعي صاحب
الري عن أبيه محمد بن إبراهيم عن خالد بن الوليد المخزومي عن سعد بن
حذافة الجمحي، قال: سمر معاوية ليلة فذكر الزرقاء بنت عدي بن
غالب، امرأة كانت من أهل الكوفة، وكانت ممن يعين عليا ع يوم
صفين، فقال لأصحابه أيكم يحفظ كلام الزرقاء فقال القوم كلنا نحفظه يا
أمير المؤمنين قال فما تشيرون علي فيها قالوا نشير عليك بقتلها قال بئس ما
أشرتم علي به أيحسن بمثلي ان يتحدث الناس اني قتلت امرأة بعد ما ملكت
وصار الامر لي ثم دعا كاتبه في الليل فكتب إلى عامله في الكوفة ان أوفد إلي
الزرقاء ابنة عدي مع ثقة من محرمها وعدة من فرسان قومها ومهد لها وطاء
لينا واسترها بستر حصيف فلما ورد عليه الكتاب ركب إليها فاقرأها الكتاب
فقالت اما انا فغير زائغة عن طاعة وان كان أمير المؤمنين جعل المشيئة إلي لم
ارم من بلدي هذا وان كان احكم الامر فالطاعة له أولى بي فحملها في
هودج وجعل غشاءه حبرا مبطنا بعصب اليمن ثم أحسن صحبتها وفي
حديث المقدمي فحملها في عمارية جعل غشاءها خزا أدكن مبطنا بقوهي
فلما قدمت على معاوية قال لها مرحبا وأهلا قدمت خير مقدم قدمه وافد
كيف حالك يا خالة وكيف رأيت مسيرك قالت خير مسير كأني كنت
ربيبة بيت أو طفلا ممهدا له قال بذلك امرتهم فهل تعلمين لم بعثت إليك
قالت سبحان الله انى لي بعلم ما لم اعلم وهل يعلم ما في القلوب الا الله
قال بعثت إليك ان أسألك ألست راكبة الجمل الأحمر يوم صفين بين
الصفين توقدين الحرب وتحضين على القتال فما حملك على ذلك قالت يا أمير
المؤمنين انه قد مات الرأس وبتر الذنب وبقي الذنب خ والدهر ذو غير
ومن تفكر أبصر والامر يحدث بعده الامر قال لها صدقت فهل تحفظين
كلامك يوم صفين قالت ما أحفظه قال ولكني أحفظه لله أبوك لقد سمعتك
تقولين أيها الناس انكم في فتنة غشيتكم جلابيب الظلم وجرت بكم عن
قصد المحجة فيا لها من فتنة عمياء صماء يسمع لقائلها ولا ينظر لسائقها أيها
الناس ان المصباح لا يضئ في الشمس وان الكوكب لا يقد في القمر وان
البغل لا يسبق الفرس وان الزف لا يوازن الحجر ولا يقطع الحديد الا
الحديد الا من استرشدنا أرشدناه ومن استخبرنا أخبرناه ان الحق كان يطلب
ضالته فأصابها فصبرا يا معشر المهاجرين والأنصار فكان قد اندمل شعث
الشتات والتأمت كلمة العدل وغلب الحق باطله فلا يعجلن أحد فيقول
كيف وانى ليقضي الله أمرنا كان مفعولا الا ان خضاب النساء الحناء
وخضاب الرجال الدماء والصبر خير في الأمور عواقبا. أيها إلى الحرب
قدما غير ناكصين فهذا يوم له ما بعده ثم قال معاوية والله يا زرقاء لقد
شاركت عليا في كل دم سفكه فقالت أحسن الله بشارتك يا أمير المؤمنين
وادام سلامتك مثلك من بشر بخير وسر جليسه قال لها وقد سرك ذلك
قالت نعم والله لقد سرني قولك فانى لي بتصديق الفعل فقال معاوية والله
لوفاؤكم له بعد موته أعجب إلي من حبكم له في حياته اذكري حاجتك
قالت يا أمير المؤمنين اني قد آليت على نفسي ان لا اسال أميرا أعنت عليه
شيئا ابدا ومثلك من اعطى عن غير مسالة وجاد عن غير طلب قال صدقت
فاقطعها أرضا أغلتها في أول سنة عشرة آلاف درهم وأحسن صفدها وردها
ومن معها مكرمين اه‍. وأورد خبر الزرقاء هذه صاحب كتاب المستطرف
مرسلا مع بعض التفاوت عما هنا وما هنا أصح وأثبت ويستفاد من هذا
الخبر ان الزرقاء من أشد الناس ولاء لأمير المؤمنين ع ويدل
فعل معاوية معها انها من بيت جلالة ورياسة ولذلك كان خطابه معها غير
خطابه مع دارمية الحجونية وأمثالها الذي لا يخرج عن كلام السفلة فإنه كان
يظهر الحلم حيث يخشى عاقبة الانتقام في الدنيا أو يريد ان يتخذ يدا عند
من يخافون ويرجون وينتقم حيث يامن مغبة الانتقام في الدنيا والزرقاء كانت
ذات عشيرة تخاف وترجى.
٢٠٢: زريق الخلقاني
قال الشيخ في الفهرست له كتاب أخبرنا به جماعة عن أبي المفضل عن
حميد عن القاسم بن إسماعيل عن زريق وفي منهج المقال: قد سبق في باب
الراء زريق بن الزبير الخلقاني عن النجاشي ورجال الشيخ في أصحاب
الصادق ع.
٢٠٣: زريق بن مرزوق
قال الشيخ في الفهرست له كتاب أخبرنا به جماعة عن أبي المفضل عن
حميد عن إبراهيم بن سليمان عنه اه‍. وقد سبق في باب الراء عن
الخلاصة والنجاشي فراجع.
٢٠٤: الفقيه زرين كم ابن ايزد داد بن منوجهر
في فهرس منتجب الدين صالح ورع.
زرين بزاي ومثناة تحتية وكم اما لفظة أعجمية لا اعرف معناها أو
عربية بكاف مضمومة وميم فيكون معناها ذو الكم الذهب كقولهم زرين
تاج اي ذو التاج الذهب لان زر بفتح الزاي بالفارسية بمعنى الذهب وفي
الرياض هذه الأسامي ألفاظ أعجمية ومعنى ايزد داد الله أعلم لان ايزد
بمعنى الله وداد بمعنى اعطى ويرادفه في العربية هبة الله أو عطاء الله وفي
التركية الله ويردي وتاري ويردي ومنوجهر بالجيم الفارسية والعرب

(١) الزف بالكسر صغار ريش النعام.
(٢) أيها: كلمة اغراء.
(٣) القدم بضمتين: المضي امام امام.
(٤) غير مرتدين على أعقابكم.
- المؤلف -
(٦٠)

يستعملونه بالجيم كالعربية اه‍. وعليه فما في نسخة أمل الآمل المطبوعة
من ابدال ابن ايزد داد بابن داود تحريف.
٢٠٥: الزعفراني
هو محمد بن علي بن عبد الكريم كذا في مسودة الكتاب ولا اعلم
الآن من أين نقلته ولعله من البحار لكنه لا وجود له في كتب الرجال وانما
الموجود محمد بن علي بن عبدك ولم يصفوه بالزعفراني وفي مشتركات الطريحي
الزعفراني بالزاي والعين المهملة والفاء والراء والنون نسبة لحبيش بن ميسر
مبشر اه‍ أي أن حبيش بن ميسر أو مبشر ينسب بالزعفراني وفي رجال
أبي علي في نسختي من الحاوي الزعفراني اسمه حبيش بن مبشر اه‍ والمذكور
في حبيش بن مبشر ان له كتابا يرويه أبو عبد الرحمن أحمد بن محمد
العسكري الزعفراني المعروف بماكردويه عن علي بن الحسين بن موسى
الزراد عن محمد بن مبشر يلقب حبيش اه‍ فالزعفراني لقب احمد ابن محمد
العسكري وليس لقبا لحبيش فيوشك ان يكون وقع الخطأ من النساخ أو
غيرهم وفي رجال أبي علي عن التعليقة الزعفراني عمران بن إسحاق ومحمد
ابن إسماعيل وزاد أبو علي عمران بن عبد الرحيم ثم قال لكنه والأول
مجهولان فتعين الثاني.
٢٠٦: زفر بن الحارث بن حذيفة الأنصاري
أورد له عبيد الله بن عبد الله السدابادي في كتابه المقنع في الإمامة
قوله يوم السقيفة وأوردهما صاحب المجموع الرائق:
فحوطوا عليا وانصروه فإنه * وصي وفي الاسلام أول أول
فان تخذلوه والحوادث جمة * فليس لكم في الأرض من متحول
وفي شرح النهج قال زفر بن يزيد بن حذيفة الأسدي:
فحوطوا عليا وانصروه فإنه * وصي وفي الاسلام أول أول
وان تخذلوه والحوادث جمة * فليس لكم عن أرضكم متحول
وفيه على الرواية الأولى اقواء وكان الثانية اصلاح.
٢٠٧: زفر بن سويد الجعفي مولاهم
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٠٨: زفر بن عبد الله الأيادي
في الخلاصة زفر بفاء بعدها راء من رجال الصادق ع كوفي
عامي وفي الوسيط كأنه أخو زافر المتقدم.
٢٠٩: زفر بن النعمان أبو الأزهر العجلي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢١٠: زفر بن الهذيل بن قيس بن مسلم بن مكمل بن ذهل بن ذويب بن
عمرو بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم يكنى أبا الهذيل.
توفي بالبصرة سنة ١٥٨ عن ٤٨ سنة.
هكذا حكى ترجمته ابن حجر في لسان الميزان عن أبي نعيم الأصبهاني
في التاريخ وأرخ الذهبي في ميزانه وفاته ومدة عمره.
هو صاحب أبي حنيفة المشهور. قال الشيخ في رجاله في أصحاب
الصادق ع زفر بن الهذيل أبو الهذيل التميمي العنبري الكوفي وفي
الخلاصة زفر بالفاء بعدها راء من أصحاب الصادق ع كوفي
عامي. وفي رجال ابن داود زفر بن الهذيل أبو الهذيل التميمي العنبري
الكوفي من أصحاب الصادق في رجال البرقي عامي ثم قال فصل في ذكر
جماعة من العامة وعد فيهم زفر بن الهذيل التميمي العنبري عن رجال
البرقي وفي ميزان الذهبي زفر بن الهذيل العنبري أحد الفقهاء من الزهاد
صدوق وثقه غير واحد وابن معين وقال ابن سعد لم يكن في الحديث
بشئ. وفي لسان الميزان عن أبي نعيم الفضل بن دكين كان زفر ثقة مأمونا
وعن يحيى هو ثقة مأمون. أبو نعيم الأصبهاني في التاريخ روى عن
الحكم بن أيوب والنعمان بن عبد السلام رجع عن الرأي واقبل على العبادة
وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان متقنا حافظا أقيس أصحابه وأكثرهم
رجوعا إلى الحق. أبو موسى محمد بن المثنى ما سمعت عبد الرحمن بن
المهدي يحدث عن زفر شيئا قط. معاذ بن معاذ كنت عند سوار القاضي
فجاء الغلام فقال زفر بالباب فقال زفر الرأي لا تأذن له فإنه مبتدع فقيل
له ابن عمك قدم من سفر ولم تأته ومشى إليك فلو أذنت له فاذن له فما
كلمه كلمة حتى خرج. بشر بن السري ترجمت يوما على زفر وانا مع
سفيان الثوري فاعرض وجهه عني. وقال أبو الفتح الأزدي زفر غير
مرضي المذهب والرأي. اخرج ابن عدي من طريق الحارث بن مالك:
أول من قدم البصرة برأي أبي حنيفة زفر. وسوار بن عبد الله على
القضاء فاستأذن عليه فحجبه وسعى إليه فقالت أصلحك الله ان زفر
رجل من أهل العلم ومن العشيرة قال اما من العشيرة فنعم واما من أهل العلم
فلا فإنه اتانا ببدعة برأي أبي حنيفة فقلت له يجب ان يتزين
بمجالسة القاضي قال فائذن له على أن لا يتكلم معنا في العلم. أحمد بن
محمد بن أبي العوام قاضي مصر في مناقب أبي حنيفة بسنده قدم زفرة بن
الهذيل البصرة فكان يأتي عثمان البتي فيناظرهم ويتبع أصولهم ويألهمك
عن فروعهم فإذا رأى شيئا خرجوا فيه عن الأصل تكلم فيه مع عثمان
حتى يتبين له خروجه عن الأصيل ثم يقول في هذا جواب أحسن من هذا
فإذا استحسنه قال هذا قول أبي حنيفة فلم يلبث ان تحولت الحلقة إليه
وبقي عثمان البتي وحده اه‍.
٢١١: زكار أبو سليمان
زكار يظهر مما يأتي من تعدد من سمي به انه اسم مشهور ولعله
لغة عامية في زكريا كما قيل وحينئذ فيمكن كونه بتشديد الكاف وتخفيفها
ويحتمل كونه بمعنى الممتلئ من زكره إذا ملأه.
عده ابن شهرآشوب في المناقب من وكلاء الهادي ع فيكون
اماميا ثقة.
٢١٢: زكار بن الحسن الدينوري العلوي
الدينوري نسبة إلى دينور بدال مهملة مكسورة ومثناة تحتية ساكنة
ونون وواو مفتوحتين بعدهما راء مدينة.
قال النجاشي شيخ من أصحابنا ثقة له كتاب الفضائل قال علي بن
الحسين بن بابويه حدثنا الحسن بن علي بن الحسين الدينوري العلوي عن
زكار بكتابه. وفي الخلاصة زكار بن الحسن الدينوري شيخ من أصحابنا ثقة
(٦١)

وعن الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة انه قال بخط السيد جمال الدين في
كتاب النجاشي زكار أبو الحسن وكذلك في رجال ابن داود والظاهر أن
هذه النسخة هي الصحيحة لان الشيخ في التهذيب روى حديثا في باب
الوضوء وقال عن زكار بن فرقد وهو ينافي ابن الحسن لا أبو الحسن اه‍.
ولكن الموجود في سائر نسخ النجاشي ونسخ رجال ابن داود المصححة
ومنها نسخة عندي صحيحة ابن الحسن لا أبو الحسن فالأجدر حمل ما
وجد بخط السيد جمال الدين على الاشتباه واستلال الشهيد الثاني على
صحته برواية التهذيب غريب فإذا كان يوجد زكار بن فرقد فهل يلزم ان
يكون هو زكار أبو الحسن بل هذا رجل آخر كما نبه عليه ابنه على ما في
منهج المقال. نعم يكن القول باتحاد زكار هذا مع زكار بن يحيى
الواسطي كما سيأتي وحينئذ يتعين كونه أبو الحين لا ابن الحسن.
٢١٣: زكار بن سلمة الهمذاني مولاهم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢١٤: زكار بن فرقد
مر قول الشهيد الثاني ان الشيخ في التهذيب روى عنه حديثا في باب
الوضوء ولا ذكر له في كتب الرجال.
٢١٥: زكار بن مالك الكوفي أبو عبد الله
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢١٦: زكار بن يحيى الواسطي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال له
كتاب الفضائل وقال في الفهرست زكار بن يحيى الواسطي له كتاب
الفضائل وله أصل أخبرنا به جماعة عن علي بن الحسين عن أبيه عن
الحسن بن علي بن الحسين الدينوري العلوي عن زكار وروى الأصل
حميد بن زياد عن القاسم بن إسماعيل عن زكار وذكره ابن النديم في
فهرسته في عداد مشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الأئمة إلى أن قال
كتاب زكار بن يحيى الواسطي وفي النقد يحتمل ان يكون هذا الذي سيجئ
بعنوان زكريا بن يحيى الواسطي. وفي التعليقة لعله زكريا الآتي وفاقا للنقد
وظاهر المصنف انه كان يقال له زكار أيضا لبعد عدم توجه كل من الشيخين
الطوسي والنجاشي لما توجه إليه الآخر مع كونهما صاحبي كتاب بل
أصل يعني ان الشيخ ذكر زكار بن يحيى الواسطي وذكر له أصلا وكتابا ولم
يذكره النجاشي والنجاشي ذكر له كتابا ولم يذكره الشيخ وكون الثقة معروفا
في الروايات وذلك امارة الاتحاد قال ويحتمل كونه زكارا الدينوري لاتحاد
سند الشيخ في الفهرست إلى كتاب زكار بن يحيى الواسطي مع سند
النجاشي إلى كتاب زكار بن الحسن الدينوري العلوي اه‍. ولا ينافي ذلك
وصف أحدهما بالواسطي والاخر بالدينوري العلوي لجواز سقوط وصف
وتعدد الوصف بتعدد المسكن والله أعلم.
٢١٧: زكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي
يظهر من بعض روايات الكشي الآتية انه يكنى أبا يحيى وهو مدفون
بقم وقبره مشهور يزار ويتبرك به رأيناه وزرناه عام ١٣٥٣.
قال النجاشي ثقة جليل عظيم القدر وكان له وجه عند الرضا
ع له كتاب اخبرني غير واحد عن ابن حمزة عن ابن بطة حدثني
محمد بن الحسن عن محمد بن الحسين حدثنا عباس بن معروف حدثنا
محمد بن الحسن بن أبي خالد عن زكريا بن آدم بالمسائل وفي الفهرست
زكريا بن آدم له مسائل وله كتاب أخبرنا بذلك ابن أبي جيد عن محمد بن
الحسن بن الوليد عن سعد بن عبد الله والحميري عن أحمد بن أبي عبد الله
عن محمد بن الحسين بن أبي خالد عن زكريا بن آدم وأخبرنا أيضا به جماعة
عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن زكريا وقال
الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع زكريا بن آدم القمي
وكذلك في أصحاب الرضا وأصحاب الجواد ع.
وفي الخلاصة قال علي بن المسيب حج الرضا ع سنة من
المدينة وكان زكريا بن آدم زميله إلى مكة.
ما رواه الكشي في حقه
قال في ترجمة صفوان ومحمد بن سنان وزكريا بن آدم: عن أبي طالب
عبد الله بن الصلت القمي دخلت على أبي جعفر الثاني في آخر عمره
فسمعته يقول جزى الله صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وزكريا بن آدم عني
خيرا فقد وفوا لي الحديث. ثم قال.
ما روي في زكريا بن آدم القمي
حدثني محمد بن قولويه حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف عن
محمد بن حمزة بن اليسع عن زكريا بن آدم قلت للرضا ع اني أريد
الخروج عن أهل بيتي فقد كثر السفهاء فيهم قال لا تفعل فان أهل بيتك
يدفع عنهم بك كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم ع.
وعنه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن أحمد بن الوليد
عن علي بن المسيب قلت للرضا ع شقتي بعيدة ولست أصل إليك
في كل وقت فعمن آخذ معالم ديني فقال من زكريا بن آدم القمي المأمون على
الدين والدنيا قال علي بن المسيب فلما انصرفت قدمت على زكريا بن آدم
فسألته عما احتجت إليه.
أحمد بن الوليد عن علي بن المسيب قلت للرضا ع شقتي
بعيدة وذكر مثله.
علي بن محمد حدثنا ينال بن محمد عن علي بن مهزيار عن بعض
القميين بكتابه ودعائه لزكريا بن آدم عن محمد بن إسحاق والحسن بن محمد
قالا خرجنا بعد وفاة زكريا بن إسحاق والحسن بن محمد قالا خرجنا بعد وفاة
زكريا بن آدم بثلاثة أشهر نحو الحج فتلقانا كتابه ع في بعض
الطريق فإذا فيه: ذكرت ما جرى من قضاء الله تعالى في الرجل المتوفى رحمه
الله يوم ولد ويوم قبض ويوم يبعث حيا فقد عاش أيام حياته عارفا بالحق
قائلا به صابرا محتسبا للحق قائما بما يحب الله ورسوله ص ومضى رحمه الله
غير ناكث ولا مبدل فجزاه الله اجر نيته وأعطاه خير أمنيته وذكرت الرجل
الموصي إليه ولم تعد فيه رأينا وعندنا من المعرفة به أكثر مما وصفت يعني
الحسن بن محمد بن عمران.
محمد بن مسعود: حدثني علي بن محمد القمي حدثني أحمد بن
محمد بن عيسى القمي بعث إلي أبو جعفر غلامه ومعه كتابه فأمرني ان أصير
(٦٢)

إليه فاتيته وهو في المدينة نازل في دار بزيع فدخلت وسلمت عليه فذكر
في صفوان ومحمد بن سنان وغيرهما مما قد سمعه غير واحد فقلت في نفسي
استعطفه على زكريا بن آدم لعله ان يسلم مما قال في هؤلاء ثم رجعت إلى
نفسي فقلت من انا ان أتعرض في هذا وشبهه مولاي هو اعلم بما يصنع
فقال لي يا أبا علي ليس علي مثل أبي يحيى يجهل وقد كان من خدمته لأبي
ع ومنزلته عنده وعندي من بعده غير اني احتجت إلى المال الذي
عنده فلم يبعث به فقلت جعلت فداك هو باعث إليك بالمال فقال لي ان
وصلت إليه فاعلمه ان الذي منعني من بعث المال اختلاف ميمون ومسافر
فقال احمل كتابي إليه ومره ان يبعث إلي بالمال فحملت كتابه إلى زكريا بن
آدم فوجه إليه المال فقال لي أبو جعفر ابداء منه ذهبت الشبهة ما لأبي ولد
غيري فقلت صدقت جعلت فداك اه‍. وأبو جعفر وأبو جعفر الثاني
المذكور في هذه الروايات هو الجواد ع قوله فقال لي اي زكريا بن آدم ان
وصلت إليه اي إلى الجواد ع وكذا الضمير في فاعمله راجع إلى الجواد
وقوله اختلاف ميمون ومسافر اي اختلافهما في الامام بعد الرضا هو الذي
منع زكريا من ارسال المال وحينئذ فلا بد ان يكون في الكلام سقط أو
اختصار ولما بعث إليه الجواد بالكتاب بحمل المال عرف انه هو الامام بعد
أبيه وزالت الشبهة لأنه ليس لأبيه ولد غيره فتعين ان يكون هو الامام بعده
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب زكريا المشترك بين ثقة وغيره
ويمكن استعلام انه ابن آدم الثقة الجليل برواية محمد بن حمزة بن اليسع
ومحمد بن الحسن بن أبي خالد وأحمد بن أبي عبد الله عنه وزاد الطريحي
رواية حمزة بن يعلى وعلي بن المسيب عنه. وعن جامع الرواة انه زاد رواية
أحمد بن محمد بن أبي نصر وأحمد بن حمزة وسعد بن سعد والحسن بن المبارك
ومحمد بن سهل وإسماعيل بن مهران وأبي العبا س الفضل بن حسان
الدالاتي ومحمد بن أبي عبد الله بن المغيرة عنه اه‍. ولكن محمد بن أبي
عبد الله هو محمد بن خالد المتقدم.
٢١٨: زكريا بن إبراهيم الأزدي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢١٩: زكريا بن إبراهيم الخيري الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي التعليقة
لعله الذي كان نصرانيا فاسلم ودعا له الصادق ع بقوله اللهم
اهده ثلاثا كما في الكافي باب البر بالوالدين.
٢٢٠: زكريا أبو يحيى الدعاء الخياط الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع والدعاء
الكثير الدعاء.
٢٢١: زكريا أبو يحيى الموصلي الملقب كوكب الدم
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع زكريا
كوكب الدم وفيهم أيضا زكريا أبو يحيى الموصلي وفي رجال الكاظم
ع زكريا كوكب الدم وفي رجال الرضا في باب الكنى أبو يحيى
الموصلي.
وقال الكشي: ما روي في أبي يحيى الموصلي ولقبه كوكب الدم
قال حمدويه عن العبيدي عن يونس قال أبو يحيى الموصلي ولقبه كوكب
الدم: كان شيخا من الأخيار قال العبيدي اخبرني الحسن بن علي بن
يقطين انه كان يعرفه أيام أبيه له فضل ودين اه‍. وفي الخلاصة زكريا أبو
يحيى كوكب الدم كوفي قد ذكرناه في القسم الأول من كتابنا وقد ضعفه
ابن الغضائري روى عن أبي عبد الله ع وروى الكشي ما يقتضي
مدح أبي يحيى كوكب الدم الموصلي فان لم يكن هذا تعين الوقف لمعارضة
قول ابن الغضائري لمدحه وان يكن غيره كان قوله مقبولا اه‍. وفي القسم
الأول منها أيضا زكريا أبو يحيى الموصلي لقبه كوكب الدم قال الكشي قال
حمدويه إلى قوله له فضل ودين وزاد وروي ان أبا جعفر ع سال الله
تعالى ان يجزيه خيرا هذا ما قاله الكشي لكنه ذكره بكنيته ولقبه وبلده ولم
يذكره باسمه زكريا وقال ابن الغضائري زكريا أبو يحيي كوكب الدم كوفي
ضعيف روى عن أبي عبد الله ويحتمل انهما متغايران لان الكشي لم يذكره
باسمه بل قال أبو يحيى كوكب الدم كوفي وبالجملة فالأقرب التوقف فيه
اه‍. وفي منهج المقال ونحن لم نجد في رجال الكشي أكثر مما تقدم إلى قوله
له فضل ودين واما قوله روي أن أبا جعفر ع سال الله تعالى ان يجزيه
خيرا فلم نجده في رجال الكشي الا في زكريا بن آدم اه‍ والامر ما ذكره
فليس ذلك في رجال الكشي الا في زكريا بن آدم وفي التعليقة الظاهر أنه
اي العلامة اخذه اي قوله روي أن أبا جعفر من ابن طاوس حيث ذكره
بعد قوله له فضل ودين وروى أن أبا جعفر وقع الوهم فيها في مواضع من
هذا القبيل وابن طاوس ذكر العبارة في صفوان أيضا وذكر مكانه زكريا بن
أدم كما هو الواقع اه‍ وفي النقد الظاهر أن ما ذكره الشيخ في الرجال
والكشي وابن الغضائري واحد وان كان يظهر من كلام العلامة في الخلاصة
انه رجلان وما ذكره ابن داود انه وثقه الكشي وغيره ليس بمستقيم وفي
التعليقة ما في رجال الكشي ربما يومي إلى الوثاقة وتضعيف ابن الغضائري
لا يقاومه لما هو المعلوم من مسارعته إلى التضعيف حتى لم يسلم منه أحد
ولذا عده خالي المجلسي ممدوحا اه‍ بل لا يقصر ما رواه الكشي في حقه
مما مر عن الوثاقة من أنه من الأخيار له فضل ودين.
٢٢٢: زكريا بن أبي زائدة
له خبر يأتي في ترجمة زيد بن علي يدل على تشيعه ويمكن ان يكون هو
المذكور في ميزان الذهبي بعنوان زكريا بن أبي زائدة صاحب الشعبي المتوفى
سنة ١٤٧ أو ١٤٨ أو ١٤٩ فالطبقة لا تنافيه قال الذهبي صدوق مشهور
حافظ قال احمد ثقة حلو الحديث وقال ابن معين صالح وقال أبو زرعة
صويلح يدلس كثيرا عن الشعبي وقال أبو حاتم لين الحديث يدلس وقال
أبو داود ثقة ولكنه يدلس وفي تهذيب التهذيب يقال ان المسائل التي كان
يرويها عن الشعبي لم يسمعها منه انما اخذها عن أبي حريز وقال يحيى بن
زكريا لو شئت سميت لك من بين أبي وبين الشعبي وحكى في تهذيب
التهذيب الخلاف في اسم أبيه انه خالد أو هبيرة أو فيروز فلذا ذكرناه
بالعنوان المتقدم مع أن الاتحاد بين ما يأتي في ترجمة زيد بن علي وبين ما في
الميزان وتهذيب التهذيب غير محقق قال في تهذيب التهذيب زكريا بن أبي
زائدة خالد بن ميمون بن فيروز وقال بحشل اسم أبي زائدة هبيرة الهمداني
الوادعي مولاهم أبو يحيى الكوفي وقال ابن حبان في الثقات اسم أبي زائدة
فيروز وقيل خالد وفي الهامش عن لب اللباب الوادعي نسبة إلى وادعة
بطن من همدان قال القطان ليس به باس وقال العجلي والنسائي ثقة وقال
(٦٣)

ابن معين كان ثقة كثير الحديث وقال ابن قانع كان قاضيا بالكوفة اه‍.
من روى عنهم ورووا عنه
في تهذيب التهذيب روى عن أبي إسحاق السبيعي وعامر الشعبي
وفراس وسماك بن حرب وسعد بن إبراهيم وخالد بن سلمة ومصعب بن
شيبة وعبد الملك بن عمير وعنه ابنه يحيى والثوري وشيبة وابن المبارك
وعيسى بن يونس ويحيى القطان ووكيع وأبو أسامة وأبو نعيم وغيرهم.
٢٢٣: زكريا بن أبي طلحة الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٢٤: زكريا أخو المستهل يكنى أبا يحيى
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
٢٢٥: زكريا بن إدريس ابن عبد الله بن سعد سعيد الأشعري القمي أبو
جرير.
في الخلاصة زكريا بن إدريس أبو جرير بضم الجيم القمي كان
وجها يروي عن الرضا ع اه‍ وفي النقد الظاهر أنه اخذه من
كلام النجاشي عند ذكر أبيه إدريس حيث قال إدريس بن عبد الله بن سعد
الأشعري ثقة له كتاب وأبو جرير القمي هو زكريا بن إدريس هذا وكان
وجها له كتاب روى عنه محمد بن الحسن بن أبي خالد اه‍ وقال النجاشي
بعد العنوان السابق قيل إنه روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن
والرضا ع له كتاب قال ذلك سعد وقال ابن عقدة أبو جرير
القمي روى عن أبي عبد الله وقال ابن نوح روى عن البرقي عن بعض
أصحابنا عن عبد الله بن سنان عن أبي جرير القمي سألت أبا عبد الله
ع عن المفضل. أخبرنا غير واحد عن الحسن بن حمزة العلوي
حدثنا محمد بن جعفر بن بطة حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن
زكريا بكتابه وفي الفهرست زكريا بن إدريس يكنى أبا جرير القمي له
كتاب رويناه عن ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد بن عبد الله
والحميري عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن أب جرير. وذكره الشيخ
في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال زكريا بن إدريس بن
عبد الله الأشعري قمي يكنى أبا جرير وفي باب الكنى أصحاب الصادق
ع أبو جرير القمي وقال الكشي: في أبي جرير القمي، محمد بن قولويه
حدثنا سعد عن ابن محمد بن عيسى عن محمد بن حمزة بن اليسع عن
زكريا بن آدم دخلت على الرضا ع من أول الليل في حدثان موت
أبي جرير فسألني عنه وترحم عليه ولم يزل يحدثني وأحدثه حتى طلع الفجر
فقام ع فصلى الفجر اه‍ ولما كان المكنى بأبي جرير اثنين المترجم
وزكريا بن عبد الصمد القمي الثقة الآتي وكلاهما من أصحاب الرضا
ع لم يعلم الذي ترحم عليه من هو منهما.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف زكريا بن إدريس القمي
الوجيه برواية محمد بن خالد عن أبيه عنه ورواية صفوان بن يحيى عنه وزاد
الكاظمي رواية إبراهيم بن هاشم وعبد الله بن سنان بن حمزة بن اليسع
ومحمد بن أبي عمير عنه.
٢٢٦: زكريا بن إسحاق المكي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي ميزان
الذهبي زكريا بن إسحاق المكي صاحب عمرو ثقة حجة مشهور قال ابن
معين قدري ثقة وفي تهذيب التهذيب زكريا بن إسحاق المكي قال احمد وابن
معين ثقة. أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي لا باس به. الآجري قلت لأبي
داود زكريا بن إسحاق قدري قال نخاف عليه قلت هو ثقة قال ثقة وذكره
ابن حبان في الثقات. ابن سعد كان ثقة كثير الحديث. ابن معين كان
يرى القدر. وكيع والبرقي والحاكم كان ثقة وقد ورد ذكر القدر والقدري
والقدرية كثيرا في الأخبار وكلمات العلماء ويأتي الكلام على معناها في
القدرية.
من روى عنهم ورووا عنه
في تهذيب التهذيب روى عن عمرو بن دينار وأبي الزبير وإبراهيم بن
ميسرة ويحيى بن عبد الله بن صفي وغيرهم وعنه أزهر بن القاسم
وروح بن عباد وبشر بن السري وابن المبارك وعبد الرزاق ووكيع وأبو عامر
العقدي وأبو عاصم.
٢٢٧: زكريا بن الحر الجعفي أخو أديم وأيوب
قال النجاشي روى عن أبي عبد الله ع أخبرنا بكتابه الحسين
ابن عبيد الله عن أحمد بن جعفر عن حميد بن زياد قال حدثني الحسين بن
عبيد الله عن أحمد بن جعفر عن حميد بن زياد قال حدثني محمد بن موسى
حدثنا زكريا بكتابه وفي الفهرست زكريا بن الحر الجعفي له كتاب أخبرنا
جماعة عن أبي المفضل عن حميد عن محمد بن موسى خوراء عن زكريا وقال
الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع زكريا بن الحر روى حميد
عن محمد ابن موسى خوراء عنه اه‍ وقول النجاشي روى أن أبي عبد الله
ع يناقض عد الشيخ إياه فيمن لم يرو عنهم ع مع
عدم عده في أصحاب الصادق ع ولعل مراد النجاشي انه روى عن
الصادق ع بالواسطة ويبعد ان يكون الشيخ لم يطلع على روايته واطلع عليها
النجاشي وإن كان النجاشي أضبط لكن رواية الشيخ أوسع.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف زكريا بن الحر الجعفي برواية
محمد بن موسى خوراء عنه. وعن جامع الرواة انه نقل رواية علي بن
الحكم عنه في باب شدة ابتلاء المؤمن من الكافي.
٢٢٨: زكريا بن الحسن الواسطي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٢٩: زكريا بن حكيم الحبطي الكوفي
يأتي بعنوان زكريا بن يحيى البدي
٢٣٠: زكريا بن سابق
قال الكشي في زكريا بن سابق أيضا: جعفر وفضالة عن أبي
الصباح عن زكريا بن سابق وصفت الأئمة لأبي عبد الله ع حتى
(٦٤)

انتهيت إلى أبي جعفر ع فقال حسبك قد ثبت الله لسانك وهدى قلبك
وفي الخلاصة في القسم الأول روى الكشي عن جعفر وفضلة عن أبي
الصباح عن زكريا بن سابق حيث وصف الأئمة لأبي عبد الله ع ما
يشهد بصحة الإيمان منه وفي ابن الصباح طعن فالتوقف متوجه على هذه
الرواية ولم يثبت عندي عدالة المشار إليه وقال الشهيد الثاني في الحاشية في
هذا البحث نظر من وجوه كثيرة ضعف الرواية وشهادة الرجل لنفسه وغايته
دلالتها على الايمان خاصة ثم لا وجه للتوقف بل يوجب الحكم برد الرواية
وقوله ولم يثبت عندي عدالة المشار إليه يؤذن بأنه يشترط ثبوت العدالة في
قبول الرواية وقد عرفت خلاف ذلك من مذهبه سابقا ولاحقا وعلى كل
حال لا وجه لذكر هذا الرجل في هذا القسم اه‍ وفي التعليقة. في
التحرير اي التحرير للطاووسي لصاحب المعالم قوله عن ابن الصباح كذا
كتبه السيد اي أحمد بن طاوس في كتابه حل الاشكال وحكاه العلامة
في الخلاصة عن ابن الصباح والذي عندي من نسخة الاختيار اي اخيار
رجال الكشي للشيخ الطوسي وهو الموجود بأيدي الناس عن أبي الصباح
اه‍ والظاهر أنه الكناني الثقة الجليل السالم من طعن وفي السند ارسال على
كل حال لان ابن الصباح أيضا لم يدرك أصحاب الصادق ع
وقوله وغايته دلالتها فيه انه على هذا لم تكن من باب الشهادة كما لا يخفى
والظاهر دلالتها على أزيد منه وحكاية الشهادة للنفس فيها ما مر في الفوائد
من إفادتها الظن بملاحظة اعتداد المشايخ كما في كثير من التراجم
وقوله لا وجه للتوقف فيه ما مر في إبراهيم بن صالح من أن القسم الأول
لمن تقبل روايته لا لمن تثبت عدالته: وفي منهج المقال بعد نقل رواية الكشي
لكني لم أجد قبل ذلك ذكرا لابن سابق أصلا نعم سبق ذكر ابن سابور
فيحتمل ان يكون هو المراد أقول كأنه يشير إلى قوله الكشي في
زكريا بن سابق أيضا الدال على أنه سبق له ذكر مع أنه لم يسبق وابن
سابور وان سبق له ذكر لكن لا وجه لكونه هو المراد نعم ذكر قبله عمرو بن
حريث من أصحاب الصادق ع فقد عرض على الصادق عقيدته كما
عرضها عليه ابن سابق فناسب لذلك ان يقول أيضا ثم قال صاحب المنهج
والعلامة لم ينقل هذا الا من هذا الكتاب اي رجال الكشي ولم يذكره
غيره اه‍ وفي التعليقة الظاهرة انه اخذه عن ابن طاوس لا عن اختيار الشيخ
كما مر اه‍ وفي النقد في الخلاصة في موضع ابن الصباح وكانه
اشتبه على العلامة اه‍ فتبين مما مر ان رواية الرجل لا أقل من أن تكون من
الحسان وبذلك وصفها في الوجيزة والبلغة.
٢٣١: زكريا بن سابور الأزدي مولاهم الواسطي
في الخلاصة زكريا بن سابور ثقة وفي النقد زكريا بن سابور الواسطي
وثقه النجاشي عند ترجمة أخيه بسطام وقال الشهيد الثاني فيما علقه بخطه
على الخلاصة لم يوثقه من الجماعة غير المصنف فينبغي تحقيق الحال
فيه ورده غير واحد بتوثيق النجاشي له في ترجمات أخيه وقال الشيخ في
رجاله في أصحاب الصادق ع زكريا بن سابور الأزدي مولاهم الواسطي
وقال الكشي ما روي في زكريا بن سابور محمد بن مسعود حدثني
جعفر بن أحمد بن أيوب حدثني العمركي عن ابن فضل عن يونس بن
يعقوب عن سعيد بن يسار انه حضر أحد ابني سابور وكان لهما ورع
واخبات فمرض أحدهما ولا أحسبه الا زكريا بن سابور فحضرته عند موته
فبسط يده ثم قال ابيضت يدي يا علي فدخلت على أبي عبد الله ع وعنده
محمد بن مسلم فلما قمت من عنده ظننت ان محمد بن مسلم اخبره بخبر
الرجل فاتبعني رسوله فرجعت إليه فقال اخبرني خبر الرجل الذي حضرته
عند الموت اي شئ سمعته يقول قلت بسط يده فقال ابيضت يدي يا علي
فقال أبو عبد الله رآه والله رآه والله وفي منهج المقال قوله وكان لهما ورع
واخبات يحتمل كونه عن ابن مسعود لكنه غير ظاهر كما لا يخفى وإذا كان
عن سعيد بن يسار وكان داخلا في المنقول عنه ففي الطريق ابن فضال وهو
فاسد المذهب الا ان العلامة يعتمد عليه كما صرح به في الخلاصة وفي
التعليقة روى الكليني هذه الرواية في الكافي في باب ما يعاين المؤمن
والكافر عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال
وفيها لهما فضل وورع واخبات فتعين عد من كونه عن ابن مسعود وابن
فضال معتمد في القول ثقة عند غير العلامة أيضا اه‍.
٢٣٢: زكريا بن سوادة أبو يحيى البارقي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٣٣: زكريا بن شيبان
قال النجاشي في ترجمة ابنه يحيى ان زكريا روى الحديث عن الحسين
ابن أبي العلاء ومحمد بن حمران وكليب بن معاوية وصفوان بن يحيى وروى
عنه ابنه يحيى بن زكريا.
٢٣٤: زكريا صاحب السابري
في التعليقة روى عنه ابن أبي عمير.
٢٣٥: زكريا بن عبد الصمد القمي يكنى أبا جرير
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع زكريا بن عبد
الصمد القمي ثقة يكنى أبا جرير من أصحاب أبي الحسن موسى
ع وزاد العلامة في الخلاصة الرضا ع وتقدم في زكريا بن
إدريس عن الكشي ما يحتمله.
٢٣٦: زكريا بن عبد الله الفياض أبو يحيى
قال النجاشي الذي روى عن أبي عبد الله الصادق وأبي الحسن
الكاظم ع قال ابن نوح وروى عن أبي جعفر ع
قال أخبرنا محمد بن بكر النقاش عن ابن سعيد عن جعفر بن عبد الله عن
عباس بن عامر عن أبان بن عثمان عن أبي جعفر الأحول والفضيل عن
زكريا سمعت أبا جعفر يقول إن الناس كانوا بعد رسول الله ص بمنزلة
هارون وموسى الحديث وله كتاب يرويه عنه جماعة أخبرنا محمد بن محمد
حدثنا محمد بن أحمد بن الجنيد حدثنا عبد الواحد بن عبد الله حدثنا علي بن
محمد بن رياح حدثنا القاسم بن إسماعيل حدثنا صفوان بن يحيى عن
عمرو بن خالد عنه بكتابه وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر
ع زكريا بن عبد الله النقاض روى عنه وعن أبي عبد الله ع
وفي رجال الصادق ع زكريا بن عبد الله النقاض الكوفي اه‍ والظاهر أنهما
واحد وصحف الفياض بالنقاض وفي منهج المقال لا يبعد اتحادهما وفي
التعليقة يشهد على ذلك ما رواه الكليني في الروضة عن زكريا النقاض عن
أبي جعفر ع قال سمعته يقول الناس صاروا بعد رسول الله ص
بمنزلة من اتبع هارون الحديث وقال جدي المجلسي الأول الظاهر أنه
اي زكريا النقاض زكريا بن مالك الجعفي الآتي ومنشؤه اتحاد طريق
الصدوق إليهما وان كان في أول الطريق اختلاف ما وسيتأمل المصنف في
(٦٥)

اتحادهما والاتحاد لا يخلو عن قرب بان يكون أحدهما نسبة إلى الجد وسيجئ
عبد الله بن مالك النخعي الكوفي ويقربه أيضا ان الصدوق قال وما كان فيه
عن عبد الرحمن بن أبي نجران فقد رويته الخ ثم قال وما كان فيه عن ابن
أبي نجران يعني عبد الرحمن كما صرح به أخيرا فقد رويته الخ وقال جدي
هناك والغرض من التكرار عدم الاشتباه لو وقع في الأخبار ابن أبي نجران
مع تفنن الطريق اه‍ والاتحاد مما لا ريب فيه لتصريح الصدوق في مشيخة
الفقيه بذلك حيث قال وما كان فيه عن زكريا بن مالك الجعفي فقد رويته
عن الحسين بن أحمد بن إدريس الخ ورويته عن أبي عن محمد بن يحيى عن
محمد بن أحمد بالاسناد عن زكريا النقاض وهو زكريا بن مالك الجعفي.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف زكريا بن عبد الله الفياض
برواية أبي جعفر الأحول والفضيل وعمر بن خالد عنه وعن جامع الرواة
انه نقل رواية أبان بن عثمان عنه.
٢٣٧: زكريا بن عبد الله بن يزيد النخعي الصهباني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي ميزان
الذهبي زكريا بن عبد الله بن يزيد الصهباني حدث عنه يحيى الحماني
الأزدي منكر الحديث اه‍ وفي لسان الميزان بعد نقل كلام الذهبي: وأورد
له عن زر بن حبيش عن ابن مسعود لقد سمعت رسول الله ص يثني على
النخع حتى تمنيت انى رجل منهم.
٢٣٨: الشيخ زكريا بن علي الحلبي
من أهل القرن الثاني عشر كان حيا سنة ١١٦٦.
له تقريظ القصيدة الكرارية من نظم محمد شريف بن فلاح الكاظمي
في سنة ١١٦٦ في الذريعة انه من جملة ١٨ تقريظا للأدباء العلماء المشاهير
في عصره والمترجم هو السادس عشر منهم مما دل على أنه كان شاعرا أديبا
عالما مشهورا رأى صاحب الذريعة القصيدة وتقاريظها كلها في مكتبة
مدرسة البخارية في النجف ولم يتيسر لنا الاطلاع على تقريظه هذا ولا على
شئ من شعره.
٢٣٩: زكريا بن عمران
عن جامع الرواة انه نقل رواية موسى بن القاسم عن محمد بن سهل
عنه عن أبي الحسن ع في باب الوقت الذي يلحق الإنسان فيه
المتعة حج التمتع من الكافي وانه نقل رواية علي بن إبراهيم عن أبيه
عن محمد بن خالد عنه عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع في
كتاب التوحيد من الكافي في باب انه لا يكون شئ في السماء والأرض إلا
يسبقه القضاء والقدر والإرادة لكن الشيخ في التهذيب في باب الاحرام
للحج روى الخبر الأول بعينه عن محمد بن سهل عن زكريا بن آدم فما في
التهذيب من سبق القلم بدليل انه روى هذا الخبر بعينه في الاستبصار في
باب الوقت الذي يلحق الإنسان فيه المتعة عن محمد بن سهل عن زكريا بن
عمران فذكر آدم بدل عمران من سبق القلم بلا ريب لاشتهار زكريا بن
آدم فيسبق للذهن أولا.
٢٤٠: زكريا بن مالك الجعفي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ومر في زكريا
ابن عبد الله الفياض تصريح الصدوق باتحاده معه وفي التعليقة جعله خالي
المجلسي ممدوحا لأن الصدوق طريقا إليه.
٢٤١: زكريا المؤمن
يأتي بعنوان زكريا بن محمد أبو عبد الله المؤمن.
٢٤٢: زكريا بن محمد أبو عبد الله المؤمن
قال النجاشي روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى ع
ولقي الرضا ع في المسجد الحرام وحكى عنه ما يدل على أنه كان
واقفا وكان مختلط الأمر في حديثه له كتاب منتحل الحديث أخبرنا
الحسين وغيره عن أحمد بن يحيى حدثنا سعد عن محمد بن عيسى بن عبيد
عنه به وفي الفهرست زكريا المؤمن له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد عن ابن
الوليد عن الصفار عن محمد بن عيسى بن عبيد عنه به وقال الشيخ في رجال
الرضا ع زكريا المؤمن. ومر في أحمد بن الحسين بن مفلس قول
الشيخ روى عنه حميد كتاب زكريا بن محمد المؤمن وغير ذلك من الأصول.
فدل على أنه صاحب أصل وقال ابن النديم في الفهرست في الفن الخامس
من المقالة السادسة في اخبار فقهاء الشيعة وأسماء ما صنفوه من الكتب ثم
قال الكتب المصنفة في الأصول والفقه وعد منها كتاب زكريا المؤمن. وعن
جامع الرواة انه وصفه عند ذكر رواية الحسن بن علي بن يوسف عنه
بالأزدي.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف زكريا بن محمد برواية
محمد بن عيسى بن عبيد عنه وعن جامع الرواة انه نقل رواية حميد بن زياد
وعلي بن الحكم والحسن بن علي بن يوسف وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي
سماك ومحمد البزاز وموسى بن القاسم وأحمد بن إسحاق ومحمد بن بكر بن
جناح والحسن بن علي بن أبي حمزة وأحمد بن أبي عبد الله ومحمد بن
سعيد عنه.
٢٤٣: زكريا بن ميسرة الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٤٤: زكريا بن ميمون الأزدي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٤٥: زكريا بن يحيى
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال كان يحيى نصرانيا.
٢٤٦: أبو الحسن زكريا بن يحيى.
روى الكليني في الكافي باب حجج الله على الخلق من أواخر كتاب
التوحيد عن داود بن فرقد عنه.
(٦٦)

٢٤٧: زكريا بن يحيى البدي
سيأتي عن الشيخ في رجاله في محمد بن يحيى الكندي البدي انه أخو
زكريا بن يحيى البدي وهو يشير إلى معروفية زكريا. والظاهر أنه هو المذكور
في الميزان ولسانه وتاريخ بغداد بعنوان زكريا بن حكيم الحبطي الكوفي ففي
ميزان الذهبي انه روى عن أبي يحيى عن الحسن قال علي بن المديني هالك
وهو ابن يحيى بن حكيم الكوفي. عثمان بن سعيد سالت ابن معين عن
زكريا بن يحيى الكوفي عن الشعبي قال ليس بشئ ثم ذكر عثمان عن
عباس عن يحيى ابن معين قال زكريا بن حكيم الذي يقال له الحبطي
ويقال البدي وليس حديثه بشئ وقال ابن حبان زكريا بن حكيم الحبطي
البدي ويقال البري يروي عن الاثبات ما لا يشبه أحاديثهم حتى يسبق إلى
القلب انه المتعمد النسائي ليس بثقة. الدارقطني: ضعيف اه‍ وفي لسان
الميزان قال احمد ليس بشئ ترك الناس حديثه وذكره الساجي والعقيلي في
الضعفاء ابن الجارود: ليس بشئ ليس بثقة. وأورد له العقيلي عن أبي
رجاء عن ابن عباس لا تقولوا قوس قزح فان قزح هو الشيطان الحديث
وأورد له ابن عدي مسندا عن ابن عباس رفعه ان من بركة الطعام ان
يكون عليه رجل اسمه اسم نبي وقال: زكريا يقال البدي كوفي عزيز
الحديث وفي ميزان الذهبي أيضا: زكريا بن
يحيى البدي عن عكرمة قد مر في ابن حكيم هو زكريا السمسار وفي لسان
الميزان وقد تقدم انه يقال فيه البدي والبري بالموحدة المضمومة فيهما وتشديد
الراء والدال اه‍ وفي تاريخ بغداد: زكريا بن حكيم الحبطي الكوفي
حدث ببغداد عن الحسن البصري وعامر الشعبي وأبي غالب حزور صاحب
أبي امامة الباهلي وأبي رجاء العطاردي وميمون أبي حمزة روى عنه الحسن بن
سوار البغوي وعنبسة بن عبد الواحد القرشي وبشر بن الوليد الكندي
ومحمد بن بكار بن الريان الهاشمي ثم روى بسنده عن زكريا بن حكيم
الحبطي عن أبي رجاء عن ابن عباس قال رسول الله ص لا تقولن قوس
قزح فان قزح الشيطان ولكن قولوا قوس الله وهو أمان لأهل الأرض من
الغرق وفي تهذيب التهذيب زكريا بن عدي الحبطي عن الشعبي وعنه
غسان بن عبيد هكذا وقع في المعجم الأوسط للطبراني والمعروف زكريا بن
حكيم الحبطي وهو ضعيف وفي الحاشية عن لب اللباب الحبطي بفتح
المهملة والموحدة نسبة إلى الحبطات بطن من تميم.
٢٤٨: زكريا بن يحيى التميمي
قال النجاشي كوفي ثقة له كتاب أخبرنا أحمد بن محمد حدثنا ابن
الجنيد حدثنا عبد الواحد بن عبد الله حدثنا علي بن محمد بن رباح عن
إبراهيم بن سليمان عنه به. ويحتمل ان يكون هو البدي الحبطي المتقدم
لان الحبطات بطن من تميم كما مر.
٢٤٩: زكريا بن يحيى الحضرمي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند
عنه.
٢٥٠: زكريا بن يحيى السعدي
وفي بعض النسخ ابن أبي يحيى. وقع في طريق الصدوق في الفقيه في
باب ما جاء فيمن أوصى أو أعتق وعليه دين وربما احتمل اتحاده مع
التميمي السابق لأن بني سعد بطن تميم وهم بنو سعد بن زيد مناة ابن
تميم.
٢٥١: زكريا بن يحيى الشعيري
في الكافي في باب من أوصى وعليه دين عن علي بن إبراهيم عن
أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن
جميل بن دراج عن زكريا بن يحيى الشعيري عن الحكم بن عيينة كنا على
باب أبي جعفر الحديث.
٢٥٢: زكريا بن يحيى الكسائي الكوفي
نص على تشيعه العقيلي من مشاهير علماء أهل السنة كما مر في ترجمة
أشعث بن عم الحسن بن صالح بن حي.
يروي عنه محمد بن عثمان بن أبي سيبة وأبو يعلى الموصلي وعلي بن
القاسم وابن فضيل ويروي هو عن يحيى بن سالم وفي ميزان الذهبي
زكريا بن يحيى الكسائي الكوفي قال عبد الله بن أحمد سالت ابن معين عنه
فقال رجل سوء يحدث بأحاديث سوء قلت قال لي انك كتبت عنه فحول
وجهه وحلف بالله انه ما اتاه ولا كتب عنه وقال يستأهل ان يحفر له بئر
فيلقى فيها قال الذهبي وقد روى الكسائي عن ابن فضيل وجماعة وقال
النسائي والدارقطني متروك اه‍ وهذه المبالغة من ابن معين في ذمه ليست الا
لروايته في حق أمير المؤمنين علي ع ما لا يقبله عقله ولا يرى أن
عليا اهلا له لجهله بقدره ومقامه فجعله رجل سوء لأنه يحدث بأحاديث سوء
في نظره وقد ذكر الذهبي تلك الأحاديث فروى عن أبي يعلى الموصلي عن
زكريا بن يحيى الكسائي عن علي بن القاسم عن معلى بن عرفان عن شقيق
عن عبد الله قال رأيت النبي ص اخذ بيد علي وهو يقول الله وليي وانا
وليك ومعاد من عاداك ومسالم من سالمك ثم قال الذهبي علي بن القاسم
كوفي يحدث عنه زكريا وغيره ومعلى أسند أقل من عشرة أحاديث. وروى
الذهبي أيضا بسند فيه زكريا هذا عن جابر مرفوعا مكتوب على باب الجنة
محمد رسول الله أيدته بعلي ثم حكى عن الحافظ أبي نعيم انه روى بأسانيده
عن محمد بن عثمان ابن أبي شيبة فساقه بنحوه لكن لفظه على باب الجنة لا إله إلا الله
محمد رسول الله علي أخو رسول الله قبل ان يخلق الله السماوات بألفي عام ساقه
الخطيب عن أبي نعيم في ترجمة الحسن بن علي ابن خطاب اه‍.
وفي لسان الميزان ج ٤ ص ٢٤٩ في ترجمة علي بن القاسم الكندي قال
ابن عدي في حديث أورده في ترجمة المعلى بن عرفان عن أبي يعلى عن
زكريا بن يحيى الكسائي في ذكر علي: رواة هذا الحديث متهمون المعلى
وعلي وزكريا كلهم غلاة في التشيع اه‍.
٢٥٣: زكريا بن يحيى الكلابي الجعفري كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٥٤: زكريا بن يحيى بن النعمان الصيرفي
روى الكليني في باب النص على الجواد من الكافي عن علي بن
إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن زكريا بن يحيى بن
النعمان الصيرفي قال سمعت علي بن جعفر يحدث الحديث.
٢٥٥: زكريا بن يحيى الهدى مولاهم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
(٦٧)

٢٥٦: زكريا بن يحيى الواسطي
قال النجاشي ثقة ثقة روى عن أبي عبد الله ع ذكره ابن
نوح له كتاب أخبرنا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا
محمد بن عبد الله بن غالب حدثنا
الحسن بن علي الطاطري حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسماعيل عن زكريا
بكتابه اه‍ ومر عن رجال الشيخ في أصحاب الصادق ع وعن
الفهرست كلاهما بعنوان زكار بن يحيى الواسطي.
٢٥٧: الحاج زكي ويقال محمد زكي بن إبراهيم الكرمانشاهي أو القرميسيني
توفي مقتولا سنة ١١٥٩.
ذكره السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في ذيل
اجازته الكبيرة فقال: كان عالما جامعا ذكيا كثير الكد والاشتغال واعظا أديبا
امام الجمعة وشيخ الاسلام في بلاده إلى أن تعرف إلى السلطان نادر شاه
فاستصحبه وجعله قاضي العسكر وكان قد اتصلت إليه نسخة من الجبلية
الأولى من بروجرد فجد في طلب أخواتها واستنسخها جميعا واجتمعت معه
بالمعسكر بآذربيجان وهي معه فكنا نتفاوض فيها وفي ترجمة الكتب الأربعة
الآلهية وكانت نسختها مخزونة في خزانة السلطان واستأذن القاضي لمطالعتها
فاذن له في ذلك وكان يراودني في بعض نكاتها ومواقع اشتباهها اه‍ وفي تتمة
أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني: الحاج محمد زكي القرميسيني من
فحول العلماء البالغين حد الكمال في العلم والفضل عالم جليل فقيه متكلم
ذو أخلاق جميلة عابد عفيف كان أبواه مسلمين غير شيعيين فتركهما وهو في
السابعة من عمره والتجأ إلى إسماعيل خان حاكم همذان فرباه وسلمه إلى
المعلم فتعلم وحصل حتى فاق وبرع واشتهر صيته وانتشر فضله وجالس
العلماء وحاور الفضلاء وولي الحكومة الشرعية وصار شيخ الاسلام في
قرميسين وكان واعظا حسن الموعظة جيد المحاورة كاملا في الترغيب
والترهيب اهتدى به الناس كثيرا واثرت موعظته فيهم وصار من أفراد
الرجال الذين يقصدون بالحل والترحال ومع ذلك لم ينس ما كان عليه ولم
يبطر وكان نقش خاتمه الموفق للدين القويم محمد زكي بن إبراهيم وطلبه
نادر شاه وجعله قاضي عسكره إلى أن سعى إلى الشاه رجل خبيث كان يؤم
الخواص في السرداق الأعظم السلطاني ويلقب بامام أفندي ويسمى بملا علي
مدد فقتله بسعابته وهذا تصديق ما ورد صاحب السلطان كراكب الأسد
رأيته وجالسته وحاورته وكان ذا همة عالية في اعلاء كلمة الله ونفي البدع
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإيصال كل حق إلى صاحبه ذا أخلاق
حسنة عالما ربانيا أقام الجمعة في أصبهان أعواما وله رسالة في الرد على
مولانا حيدر علي في بعض المسائل اه‍.
٢٥٨: ملا زكي ويقال محمد زكي بن فرج الله البهبهاني
عالم فاضل له كتاب في الإرث مطبوع اسمه ذخيرة الفرائض مقرض
من السيد كاظم اليزدي والميرزا خليل والسيد إسماعيل الصدر وفي الذريعة
ألفه سنة ١٣١٣ وطبع سنة ١٣٢٦ عمل لفروض الإرث جداول سماه
ذخيرة الفرائض اه‍.
٢٥٩: الزكي أبو علي النهرسابسي العلوي
في انساب السمعاني النهرسابسي نسبة إلى نهرسابس بفتح النون
وسكون الهاء وضم الراء والألف والباء الموحدة المضمومة بين السينين
المهملتين قرية بنواحي الكوفة وفي معجم البلدان نهرسابس فوق واسط
بيوم عليه قرى اه‍ ويظهر ان هذه القرية كانت مقرا للعلويين بدليل ان
السمعاني في الأنساب قال منها السيد أبو عبد الحسين بن الحسن العلوي
وساق نسبه إلى الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٥١ في هذه السنة وقعت فتنة بالكوفة
بين العلويين والعباسيين وسببها ان المختار أبا علي بن عبيد الله العلوي
وقعت بينه بين الزكي أبي علي النهرسابسي وبين أبي الحسن علي بن أبي
طالب بن عمر مباينة فاعتضد المختار بالعباسيين واستعان كل فريق بخفاجة
فجرى بينهم قتال فظهر العلويون وغضب الخليفة على النهرسابسي وبقي
تحت السخط إلى سنة ٤١٨ فشفع فيه الأتراك وغيرهم فرضي عنه وحلفه
على الطاعة فحلف وفي حوادث سنة ٤٢٦ فيها هرب الزكي أبو علي النهر
سابسي من محبسه وكان قرواش قد اعتقله بالموصل فبقي سنتين إلى الآن
اه‍ ومما مر يعلم أن النهرسابسي كان علويا ولذلك يمكن ان يستظهر تشيعه
والله أعلم.
٢٦٠: الملازمان الطبرسي
توفي سنة ١٣٢٢ في الكاظمية ودفن في الرواق الشريف خلف
الامامين ع.
في مسودة الكتاب: جمال السالكين واحد العلماء الربانيين قرأ في
طهران على المولى هادي الطهراني المدرس وقرأ العلوم النقلية على الآقا علي
والميرزا أبي الحسن الأصفهاني ثم هاجر إلى النجف وبقي فيها خمس سنين
يقرأ على الشيخ ميرزا حبيب الله الرشتي ثم هاجر إلى سامراء وقرأ على
الميرزا الشيرازي كان صائم الدهر مواظبا على السنن والمستحبات وسائر
الطاعات قائم الليل قليل المعاشرة للناس قليل الكلام حج مرارا وبقي في
المدينة في بعضها سنة كاملة وجاور في آخر عمره في الكاظمية وعرض له
وجع الخاصرة فحرم عليه الميرزا حبيب الله الرشتي إدامة الصوم فصار يفطر
في أكثر الأيام وازداد به المرض حتى توفي له مصنفات في الفقه والأصول لم
تخرج إلى البياض.
٢٦١: الملا زمان ويقال محمد زمان بن علي التبريزي ثم الأصفهاني
في روضات الجنات كان من أجلاء تلاميذ المجلسي والآقا حسين
الخوانساري والشيخ جعفر القاضي توطن أصفهان يروي عنه إجازة المولى
مهر علي الجرفاذقاني ويروي هو عن السيد قاسم الحسيني القهباني والمجلسي
الأول والإجازة مذكورة في مجلد الإجازات من البحار وله مصنفات عديدة
١ شرح زبدة الأصول ٢ الجنة في الفوائد المتفرقة ٣ فرائد الفوائد
في أحوال المدارس والمساجد كتبه أيام اقامته في مدرسة الشيخ لطف الله
العاملي الميسي الواقعة شرقي ميدان شاه بأصفهان وكان قد فوض إليه
النظر في امر تلك المدرسة من قبل السلطان وقد بالغ في ذلك الكتاب في
الثناء على تلك المدرسة وعدد ما أنتجته من فحول العلماء فذكر منهم ١٧
رجلا اه‍.

(١) في كتاب شهداء الفضيلة هي رسالة للسيد عبد الله الجزائري المذكور صاحب الإجازة.
(٦٨)

٢٦٢: زميلة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ومر ذكره في
باب الراء وتفصيل الكلام عليه هناك.
٢٦٣: السيد زنبور بن سجاد الحسيني المشعشي أمير الحويزة
قتل سنة ٩٩٨
هو من امراء الحويزة الذين ملكوا تلك البلاد في عهد الملوك الصفوية
نحوا من ٢٧٨ نسمة.
وفي سنة ٩٩٤ اخذ الحويزة منه اخوه فلاح بن سجاد وفي سنة ٩٩٧
استظهر زنبور على أخيه فلاح المذكور واستعاد منه الحويزة وفي سنة ٩٩٨
فتح السيد مبارك الحويزة وقتل زنبورا كذا في تاريخ المشعشين المخطوط
الذي عندنا.
٢٦٤: الشيخ شمس الدين زنكي بن الرشيد النيسابوري
في فهرس منتجب الدين صالح دين.
الزهاد الثمانية
مرت الإشارة إليهم في ترجمة أويس بن عامر القرني وقال الكشي في
رسالة: الزهاد الثمانية على بن محمد بن قتيبة. سئل أبو محمد
الفضل بن شاذان عن الزهاد الثمانية فقال الربيع بن خثيم وهرم بن حنان
أو حيان وأويس القرني وعامر بن عبد قيس فكانوا مع علي ع ومن
أصحابه كانوا زهادا أتقياء واما أبو مسلم فإنه كان فاجرا مراثيا وكان صاحب
معاوية وهو الذي كان يحث الناس على قتال علي ع وقال لعلي
ادفع إلينا الأنصار والمهاجرين حتى نقتلهم بعثمان فأبى علي ع ذلك فقال
أبو مسلم الآن طاب الضراب انما كان وضع فخا ومصيدة واما مسروق فإنه
كان عشارا لمعاوية ومات في عمله ذلك بموضع أسفل من واسط على دجلة
يقال له الرصافة وقبره هناك والحسن كان يلقى أهل كل فرقة بما يهوون
ويتصنع للرياسة وكان رئيس القدرية وكان أويس القرني مفضلا عليهم
كلهم قال أبو محمد ثم تحرف الناس بعده اه‍ أقول أبو مسلم هو
الخولاني واسمه أهبان بن صيفي قال الشيخ الطوسي كان سئ الرأي في
علي ع أقول وكان مع معاوية بصفين وقوله انما كان وضع
فخا ومصيدة اي أظهر الزهد لا عن اخلاص بل اتخذه مصيدة لجلب قلوب
الناس إليه بدليل قوله كان مرائيا ومسروق هو ابن الأجدع. في الرياض
عن محمد بن جرير بن رستم الطبري في كتاب المسترشد انه ممن
كان يطعن على علي ع من أهل الكوفة مسروق بن الأجدع ثم قال فيه
ومن فقهاء العامة مسروق بن الأجدع اخذ عطاءه من علي وخرج إلى
قزوين وكان مسروق يلي الخيل لعبيد الله بن زياد يوم عاشوراء وأوصى ان
يدفن في مقابر اليهود وكان ما تأوله من دفنه معهم أعظم مما اتاه فإنه ذكر انه
يخرج من قبره وليس هناك من يؤمن بالله ورسوله غيره والعشار من
ينصبه السلطان لاخذ العشر من أموال التجار مكسبا ويسمى في هذا الزمان
جمركا والحسن هو الحسن البصري المشهور البجلي والله أعلم اه‍. وما
يقل من أن الثامن هو أبو الربيع بن خثيم غير صواب فان أبا الربيع بن
خثيم لا وجود له بل هو الربيع بن خثيم زيد فيه كلمة أبو من النساخ
والقدرية فرقة من أهل الأهواء قوله ثم تحرف الناس اي انحرفوا
عن طريق الصواب بعده اي بعد أويس أو بعد علي ع. ولا يخفى
ان المذكور منهم في هذه الرواية سبعة فقط والثامن كأنه سقط من النساخ أو
من قلم الشيخ الطوسي فان الموجود هو اختيار رجال الكشي للشيخ
الطوسي لا رجال الكشي نفسه وفي الرياض اختلف في المتروك فقيل هو
الأسود بن يزيد أو الأسود بن زيد وقيل جرير بن عبد الله البجلي وفي النقد
في ترجمة أويس القرني سمعنا من بعض الفضلاء ان الثامن هو جرير بن
عبد الله البجلي ثم انه يظهر من عبارة اختيار رجال الكشي السابقة المنقولة
عن الفضل ان فيها نقصا وخللا فإنه سرد أولا أسماء الأربعة الممدوحين ثم
مدحهم بالزهد والتقوى وقال إنهم كانوا مع علي ع ومن أصحابه ثم
مدح أويسا أخيرا وفضله على الجميع وكان مقتضى سوق الكلام ان يسرد
أسماء الأربعة المذمومين أولا كما فعل في الممدوحين ثم يشرح حال كل
واحد لكنه شرع في تفصيل أحوالهم بدون ذكرهم أولا فقال واما أبو مسلم
فكذا والحسن كذا وهذا انما يقال عادة بعد ذكر أبي مسلم والحسن ثم يقال
اما فلان فكذا واما فلان فكذا فيظهر انه كان في رجال الكشي ذكر
أسمائهم أولا ثم شرح حال كل واحد ولكن بسبب الاختصار ترك ذكر
أسمائهم أولا والله أعلم. والربيع بن خثيم مر في ترجمته ان زهده كان على
غير بصيرة.
٢٦٥: زهراء أم أحمد بن داود البغدادي
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع وفي النقد أم
أحمد بن الحسين وهو أحمد بن داود البغدادي.
٢٦٦: زهر بن قيس الجعفي
عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع على بعض النسخ
وفي أكثر النسخ زحر بالحاء المهملة وقد تقدم.
٢٦٧: أبو المحاسن زهرة بن الحسن بن زهرة الحسيني العلوي الحلبي.
في الرياض هو جد السيد عز الدين بن المكارم وحمزة بن علي بن زهرة
كان من أكابر العلماء بحلب ويروي عنه ولده علي المذكور وهو يروي عن
ابن قولويه على ما رأيته بخط الأفاضل نقلا عن خط الشيخ سديد الدين
يوسف والد العلامة وبه صرح الشيخ محمد بن جعفر المشهدي في المزار
الكبير أيضا لكنه قال إنه يروي عن الصدوق. والسيد زهرة الحلبي هذا هو
الذي ينسب إليه سبطه حمزة المعروف بالسيد بن زهرة وسائر أولاد زهرة وبنو
زهرة معروفون اه‍.
٢٦٨: زهرة بن حوية التميم الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٦٩: الشريف زهرة بن علي بن إبراهيم الإسحاقي الحسيني
هكذا ذكر نسبه في المحكي عن تواريخ حلب إذا فهو ابن عم والد
أبي المحاسن المتقدم ان لم يكن في نسبه اختصار وقد ذكر ابن كثير الشامي في
تاريخه ان بدر الدولة أبو الربيع سليمان بن عبد الجبار بن ارتق صاحب
حلب لما أراد بناء أول مدرسة للشافعية بحلب لم يمكنه الحلبيون إذ كان
الغالب عليهم التشيع وذكر غيره ان ابتداء إمرة سليمان هذا في حلب نيابة
(٦٩)

عن عمه ايلغازي بن ارتق كان سنة ٥١٥ وانتهاؤها ٥١٧ وان تلك المدرسة
تسمى الزجاجية وانه كلما بنى فيها شئ نهارا خربه الحلبيون ليلا إلى أن
أعياه ذلك فاحضر الشريف زهرة بن علي بن إبراهيم الإسحاقي الحسيني
والتمس منه ان يباشر بناءها فكف العامة عن هدم ما يبنى فباشر الشريف
البناء ملازما له حتى فرع منها.
٢٧٠: الشريف زهرة بن علي بن زهرة بن الحسن الحسيني
الظاهر أنه أخو الشريف أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة بن
الحسن بن زهرة صاحب الغنية المتقدم. في خطط المقريزي ج ٣ ص ٢٥٩
أنشد الشريف زهرة بن علي بن زهرة بن الحسن الحسيني وقد اجتاز
بالمعشوق يريد الحج:
قد رأيت المعشوق وهو من المهجر * بحال تنبو النواظر عنه
أثر الدهر فيه آثار سوء * قد أدالت يد الحوادث منه
والمعشوق في معجم البلدان قصر عظيم بالجانب الغربي من دجلة
قبالة سامراء في وسط البرية عمره المعتمد.
٢٧١: الشريف أبو الحسن أو أبو المحاسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم
محمد بن أبي سالم محمد بن أبي إبراهيم محمد الحراني النقيب ممدوح أبي
العلاء المعري بن أبي علي أحمد الحجازي بن أبي جعفر محمد بن أبي عبد الله
الحسين بن أبي إسحاق المؤتمن بن أبي عبد الله الإمام جعفر الصادق
ع جد بني زهرة الذي به يعرفون.
هكذا ساق نسبه العلامة في اجازته الكبيرة لبني زهرة وكناه هو وغيره
أبا المحاسن ولعله الصواب وكناه صاحب عمدة الطالب أبا الحسن كما في
النسخة المطبوعة وهي غير مضمونة الصحة وسقطت فيها لفظة أبي من
كنية محمد الحراني. في عمدة الطالب قال الشيخ أبو الحسن العمري تقدم
أبو إبراهيم محمد الحراني وخلف أولادا سادة فضلاء فمن بني أبي سالم
محمد بنو زهرة وهو أبو الحسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم الخ
وهم بحلب سادة نقباء علماء فقهاء متقدمون كثرهم الله تعالى اه‍ ولا نعرف
من أحوال المترجم شيئا سوى هذا.
٢٧٢: الزهري
المعروف به محمد بن مسلم بن شهاب وفي النقد يحتمل ان يطلق على
محمد بن عبد العزيز ومحمد بن قيس بن مخرمة والمسور بن مخرمة ومطلب بن
زياد وإبراهيم بن سعد وسعد بن إبراهيم وعبد الله بن أيوب وعن مجمع
الرجال انه زاد سعدان بن مسلم وإبراهيم بن عبد الرحمن والد سعد
المذكور وسعد بن أبي خلف.
٢٧٣: زهير بن بشر الخثعمي
عده ابن شهرآشوب في المناقب من المقتولين مع الحسين ع
في الحملة الأولى.
٢٧٤: زهير بن الحارث بن عوف أو زهير بن عوف بن الحارث أبو زينب
الأنصاري
في أسد الغابة في الكنى أبو زينب بن عوف الأنصاري روى
الأصبغ بن نباتة قال نشد علي الناس من سمع رسول الله ص يقول يوم
غدير خم ما قال الا قام فقام بضعة عشر فيهم أبو أيوب الأنصاري وأبو
زينب فقالوا نشهد إنا سمعنا رسول الله ص واخذ بيدك يوم غدير خم
فرفعها فقال ألستم تشهدون أني قد بلغت ونصحت قالوا نشهد انك قد
بلغت ونصحت قال ألا أن الله عز وجل وليي وأنا ولي المؤمنين فمن كنت
مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه
وأعن من اعانه وابغض من أبغضه أخرجه أبو موسى اه‍ وفي الإصابة في
باب الكنى أبو زينب بن عوف الأنصاري قال أبو موسى ذكره أبو
العباس بن عقدة في كتاب الموالاة من طريق علي بن الحسن العبدي عن
سعد هو الاسكاف عن الأصبغ بن نباتة نشد علي الناس في الرحبة من
سمع رسول الله ص يقول يوم غدير خم ما قال الا قام فقام بضعة عشر
رجلا منهم أبو أيوب أبو زينب بن عوف فقالوا نشهد إنا سمعنا رسول الله ص
يقول واخذ بيدك يوم غدير خم فرفعها فقال ألستم تشهدون انني قد بلغت
قالوا نشهد قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه.
وفي سند غير واحد من المنسوبين إلى الرفض اه‍ وحق هنا ان ينشد:
وغيرها الواشون اني أحبها * وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
٢٧٥: زهير بن سليم الأزدي
عد ابن شهرآشوب في المناقب من المقتولين مع الحسين ع
في الحملة الأولى زهير بن سليم. وعد صاحب ابصار العين في جملة
الأزديين من أنصار الحسين ع المقتولين معه بكربلاء زهير بن
سليم الأزدي وقال ولم يذكر مأخذه كان ممن جاء إلى الحسين ع
في الليلة العاشرة عند ما رأى تصميم القوم على قتاله فانضم إلى أصحابه
وقتل في الحملة الأولى وفيه يقول الفضل بن العباس بن ربيعة بن
الحارث بن عبد المطلب من قصيدته التي ينعي بها على بني أمية أفعالهم:
ارجعوا عامرا وردوا زهيرا * ثم عثمان فارجعوا غارمينا
وارجعوا الحر وابن قين وقوما * قتلوا حين جاوروا صفينا
أين عمرو وأين بشر وقتلى * منهم بالعراء ما يدفنونا
عني بعامر العبدي وبزهير هذا وبعثمان أخا الحسين ع
وبالحر الرياحي وبابن قين زهيرا وبعمرو الصيداوي وببشر الحضرمي
٢٧٦: زهير بن سليمان بن زبان بن منصور بن جماز بن شيحة الحسيني
قتل في رجب سنة ٨٣٨.
في الضوء اللامع كان فاتكا خارجا عن الطاعة يقطع الطرق على
الحجيج والمسافرين إلى أن قتل في التاريخ المتقدم في محاربة أمير المدينة ابن
عمه مانع بن علي بن عطية بن منصور وقتل مع زهير جماعة من بني حسين
ذكره شيخنا في أنبائه اه‍.
٢٧٧: زهير بن سليمان بن هبة بن جماز بن منصور الحسيني أمير المدينة.
توفي في صفر سنة ٨٧٣.
في الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع ولى إمارة المدينة بعد زبيري
المتقدم في آخر سنة ٨٦٥ فاستمر حتى مات بالتاريخ المتقدم غير أنه انفصل
(٧٠)

في شوال سنة ٦٨٩ نحو أربعة أشهر بضغيم بن خشرم الحسيني المنصوري
وهو المستقر بعد موته.
٢٧٨: زهير بن عمرو
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وذكر في الاستيعاب
وأسد الغابة والإصابة في عداد الصحابة ووصف بالهلالي نسبة إلى هلال بن
عامر بن صعصعة وقالوا انه راوي حديث الإنذار لما نزلت وأنذر عشيرتك
الأقربين لم يرو غيره وهو ما روى في أسد الغابة بسنده عن زهير بن عمرو
لما نزلت صعد النبي ص على رضمة من جبل فعلا أعلاها حجرا فنادى
يا بني عبد مناف اني نذير الحديث. والذي رواه الطبري في تاريخه انه لما
نزلت جمع بني هاشم وبني المطلب وذكر الحديث المتقدم في الجزء الثاني
والثالث من هذا الكتاب وهذا هو المناسب لنزول الآية فبنو عبد مناف ليسوا
عشيرته الأقربين بقول مطلق لان بني هاشم وبني المطلب أقرب منهم وفي
الطبقات الكبير لابن سعد عند ذكر من نزل البصرة من الصحابة زهير بن
عمرو وداره في بني كلاب وليس منهم ويمكن ان يستدل على تشيعه برواية
هذا الحديث.
٢٧٩: زهير بن القين بن قيس الأنماري البجلي
استشهد مع الحسين ع سنة ٦١.
كان زهير أولا عثمانيا وكان قد حج في السنة التي خرج فيها الحسين
إلى العراق فلما رجع من الحج جمعه الطريق مع الحسين فأرسل إليه الحسين
ع وكلمه فانتقل علويا وفاز بالشهادة. وفي ابصار العين كان زهير
رجلا شريفا في قومه نازلا فيهم بالكوفة شجاعا له في المغازي مواقف
مشهورة ومواطن مشهودة اه‍ وروى أبو مخنف في المقتل والمفيد في الارشاد
وغيرهما قالوا حدث جماعة من فزارة وبجيلة قالوا كنا مع زهير بن القين
البجلي حين أقبلنا من مكة فكنا نساير الحسين ع فلم يكن شئ
أبغض إليه من أن نسير معه في مكان واحد أو ننزل معه في منزل واحد فإذا
سار الحسين تخلف زهير بن القين وإذا نزل الحسين تقدم زهير حتى نزلنا يوما
في منزل لم نرد بدا من أن ننازله فيه فنزل الحسين في جانب ونزلنا في جانب
فبينما نحن جلوس نتغدى من طعام لنا إذ اقبل رسول الحسين ع
حتى سلم ثم دخل فقال يا زهير بن القين ان أبا عبد الله الحسين بعثني إليك
لتأتيه فطرح كل انسان منا ما في يده حتى كان على رؤوسنا الطير
كراهة ان يذهب زهير إلى الحسين فإنهم كانوا عثمانية يبغضون الحسين
وأباه قال أبو مخنف فحدثتني دلهم بنت عمرو امرأة زهير قالت فقلت له
سبحان الله أيبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه فلو اتيته فسمعت من
كلامه ثم انصرفت فاتاه زهير بن القين فلما لبث ان جاء مستبشرا قد أشرق
أسفر وجهه فامر بفسطاطه وثقله ورحله ومتاعه فقوض وحمل إلى
الحسين ثم قال لي أنت طالق الحقي باهلك فاني لا أحب ان يصيبك بسببي
الا خير ثم قال لأصحابه من أحب منكم ان يتبعني والا فإنه آخر العهد اني
سأحدثكم حديثا غزونا بلنجر وهي مدينة ببلاد الخزر عند باب الأبواب
ففتح الله علينا وأصبنا غنائم فقال لنا سلمان أفرحتم فقلنا نعم فقال إذا
أدركتم سيد شباب آل محمد فكونوا أشد فرحا بقتالكم معه مما أصبتم اليوم
من الغنائم فاما انا فأستودعكم الله قالوا ثم والله ما زال في القوم مع الحسين
ع حتى قتل قال أبو مخنف وغيره انه لما التقى الحر بالحسين
ع بذي حسم وهو جبل ومنعهم الحر من المسير خطبهم الحسين
خطبته التي يقول فيها انه نزل بنا من الامر ما قد ترون الخ فقام زهير وقال
لأصحابه تتكلمون أم أتكلم قالوا بل تكلم فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال قد سمعنا هداك الله يا ابن رسول الله مقالتك والله لو كانت الدنيا لنا
باقية وكنا فيها مخلدين الا ان فراقها في نصرك ومواساتك لأثرنا النهوض
معك على الإقامة فيها فدعا له الحسين وقال له خيرا. وقال أبو مخنف
والمفيد ابن الأثير انه لما اخذ الحر الحسين وأصحابه بالنزول على غير ماء وفي
غير قرية قال زهير بن القين للحسين انه لا يكون والله بعد ما ترون الا ما
هو أشد منه يا ابن رسول الله وان قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال
من يأتينا بعدهم فلعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به فقال له
زهير سر بنا إلى هذه القرية حتى ننزلها فإنها حصينة وهي على شاطئ
الفرات فان منعونا قاتلناهم فقتالهم أهون علينا من قتال من يجئ بعدهم
فقال الحسين ما هي قال العقر قال اللهم إني أعوذ بك من العقر ثم نزل ولما
ذهب العباس إلى أصحاب عمر بن سعد يسألهم ما بالهم حين زحفوا لقتال
الحسين ع كان في عشرين فارسا فيهم حبيب بن مظاهر وزهير بن القين
فقالوا جاء امر الأمير بالنزول على حكمه أو المنازلة فقال لهم العباس لا
تعجلوا حتى ارجع إلى أبي عبد الله فاعرض عليه ما ذكرتم فوقفوا وذهب
العباس راجعا ووقف أصحابه قال أبو مخنف فقال حبيب لزهير كلم القوم
ان شئت وان شئت كلمتهم انا فقال زهير أنت بدأت فكلمهم فقال لهم
حبيب انه والله لبئس القوم عند الله غدا قوم يقدمون على الله وقد قتلوا
ذرية نبيه وعترته وأهل بيته وعباد أهل هذا المصر المجتهدين بالاسحار
والذاكرين الله كثيرا فقال له عزرة بن قيس انك لتزكي نفسك ما استطعت
فقال له زهير ان الله قد زكاها وهداها فاتق الله يا عزرة فاني لك من
الناصحين نشدك الله يا عزرة ان تكون ممن يعين الضلال على قتل النفوس
الزكية فقال عزرة يا زهير ما كنت عندنا من شيعة هذا البيت انما كنت
عثمانيا قال أفلا تستدل بموقفي هذا على اني منهم أما والله ما كتبت إليه كتابا
قط ولا أرسلت إليه رسولا قط ولا وعدته نصرتي قط ولكن الطريق جمع
بيني وبينه فلما رأيته ذكرت به رسول الله ص ومكانه منه وعرفت ما يقدم
عليه عدوه وحزبكم فرأيت أن انصره وان أكون في حزبه وان اجعل نفسي
دون نفسه حفظا لما ضيعتم من حق الله وحق رسوله.
قال أبو مخنف والمفيد وغيرهما: ولما خطب الحسين ع
أصحابه وأهل بيته ليلة العاشر من المحرم وأذن لهم في الانصراف وأجابوه
بما أجابوه كان ممن أجابه زهير بن القين فقام وقال والله لوددت اني قتلت ثم
نشرت ثم قتلت حتى اقتل كذا ألف وان الله يدفع بذلك القتل عن نفسك
وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك قالوا: ولما عبا الحسين ع
أصحابه للقتال جعل في ميمنته زهير بن القين ولما خطب الحسين ع أهل الكوفة
يوم عاشوراء ونزل كان أول خطيب بعده زهير بن القين فخرج على
فرس له ذنوب وهو شاك في السلاح فقال يا أهل الكوفة بدار انذار لكم
من عذاب الله بدار نذار ان حقا على المسلم نصيحة المسلم ونحن حتى
الآن اخوة على دين واحد وملة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف فإذا

(١) هذا مثل يضرب في السكون من التحير فان الطير لا يقع الا على شئ ساكن أو هو تشبيه
بالمصلوب الذي مات فسكن ووقعت الطير على رأسه تأكله منه
(٢) هكذا في رواية أبي مخنف مع أن أصحابه قد تكلموا بعده الا ان يراد من يتكلم أولا.
(٧١)

وقع السيف انقطعت العصمة وكنا نحن أمة وأنتم أمة إن الله قد ابتلانا
وإياكم بذرية نبيه محمد ص لينظر ما نحن وأنتم عاملون إنا ندعوكم إلى
نصرهم وخذلان الطاغية ابن الطاغية عبيد الله بن زياد فإنكم لا تدركون
منها إلا سوءا كله عمر سلطانهما يسملان أعينكم ويقطعان أيديكم وأرجلكم
ويمثلان بكم ويرفعانكم على جذوع النخل ويقتلان أماثلكم وقراءكم أمثال
حجر بن عدي وأصحابه وهانئ بن عروة واتباعه. فسبوه وأثنوا على ابن
زياد وأبيه وقالوا والله لا نبرح حتى نقتل صاحبك ومن معه أو نبعث به
وبأصحابه إلى الأمير عبيد الله بن زياد سلما فقال لهم يا عباد الله ان ولد
فاطمة أحق بالود والنصر من ابن سمية فان كنتم لم تنصروهم فأعيذكم بالله
ان تقتلوهم خلوا بين الرجل وبين ابن عمه يزيد بن معاوية فلعمري ان
يزيد يرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين فرماه شمر بسهم وقال اسكت
أسكت الله نامتك أبرمتنا بكثرة كلامك فقال زهير يا ابن البوال على عقبيه
ما إياك أخاطب إنما أنت بهيمة والله ما أظنك تحكم من كتاب الله آيتين
وابشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم فقال شمر ان الله قاتلك
وصاحبك عن ساعة قال زهير أفبالموت تخوفني والله للموت معه أحب إلي
من الخلد معكم ثم رفع صوته وقال عباد الله لا يغرنكم من دينكم هذا
الجلف الجافي فوالله لا تنال شفاعة محمد قوما اهرقوا دماء ذريته وأهل بيته
وقتلوا من نصرهم وذب عن حريمهم قال أبو مخنف فناداه رجل من خلفه يا
زهير ان أبا عبد الله يقول لك اقبل فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون
نصح لقومه وأبلغ في الدعاء لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت لو نفع النصح
والابلاغ فرجع. ولما حمل شمر على فسطاط الحسين ع حتى طعنه
بالرمح وقال علي بالنار حتى أحرق هذا البيت على أهله ونهاه شبث بن
ربعي وذهب لينصرف حمل عليه زهير بن القين في عشرة من أصحابه
فكشفهم عن البيوت وقتل زهير أبا عزرة الضبابي. وحمل الحر وزهير يوم
عاشوراء فقاتلا قتالا شديدا وكان إذا حمل أحدهما وغاص فيهم حمل الآخر
حتى يخلصه ولما حضر وقت صلاة الظهر قال الحسين ع لزهير بن
القين وسعيد بن عبد الله الحنفي تقدما امامي حتى أصلي فتقدما أمامه في
نحو نصف من أصحابه حتى صلى بهم صلاة الخوف وفي ذلك يقول
الشاعر:
سعيد بن عبد الله لا تنسينه * ولا الحر إذ آسى زهيرا على قسر
فلو وقفت صم الجبال مكانهم * لمارت على سهل ودكت على وعر
فمن قائم يستعرض النبل وجهه * ومن مقدم يلقى الأسنة بالصدر
ولما فرع الحسين ع من الصلاة تقدم زهير فجعل يقاتل
قتالا لم ير مثله ولم يسمع بشبهه قال ابن شهرآشوب في المناقب وغيره حمل
على القوم وهو يقول:
أنا زهير وانا ابن القين * أذودكم بالسيف عن حسين
ان حسينا أحد السبطين * من عترة البر التقي الزين
ذاك رسول الله غير المين * أضربكم ولا أرى من شين
يا ليت نفسي قسمت قسمين
قال ابن شهرآشوب فقتل ١٢٠ رجلا ثم رجع فوقف امام الحسين
ع وقال له:
فدتك نفسي هاديا مهديا * اليوم ألقى جدك النبيا
وحسنا والمرتضى عليا * وذا الجناحين الشهيد الحيا
فكأنه ودعه وعاد يقاتل فشد عليه كثير بن عبد الله الشعبي ومهاجر
ابن أوس التميمي فقتلاه ولما صرع وقف عليه الحسين ع فقال
لا يبعدنك الله يا زهير ولعن الله قاتلك لعن الذين مسخوا قردة وخنازير.
٢٨٠: زهير بن محمد الخراساني أبو المنذر سكن البصرة.
توفي سنة ١٦٢ عن ابن قانع.
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند
عنه وفي الفهرست زهير بن محمد له كتاب الأشربة رواه ابن عياش القطان
عنه وفي ميزان الذهبي زهير بن محمد التميمي المروزي قال احمد ثقة.
المروزي عن أحمد ليس به باس. الميموني عن أحمد. للشاميين عن زهير
مناكير مقارب الحديث. البخاري عن أحمد
زهير الذي روى عنه أهل الشام زهير آخر. ابن المديني لا باس به وفي رواية عنه ثقة وفي أخرى ضعيف
ومرة ليس بالقوي. العجلي جائز الحديث. أبو حاتم محله الصدق وفي
حفظه سوء وحديثه بالشام أنكر منه بالعراق قال ابن عدي زهير بن محمد
التميمي العنبري أبو المنذر سكن مكة قال النسائي ليس بالقوي قال ابن
عبد البر زهير بن محمد ضعيف عند الكل قلت كلا بل خرج له البخاري
ومسلم اه‍. وفي تهذيب التهذيب: زهير بن محمد التميمي أبو المنذر
الخراساني الخرقي من أهل قرية من قرى مرو تسمى خرق بكسر المعجمة
أو فتحها وفتح المهملة ثم قاف ويقال انه من أهل هراة ويقال من أهل
نيسابور قدم الشام وسكن الحجاز. عن أحمد مستقيم الحديث عن أحمد في
رواية الشاميين عنه مناكير اما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة. أبو حاتم
حديثه بالشام أنكر منه بالعراق لسوء حفظه فما حدث به من حفظه ففيه
أغاليط وما حدث من كتبه فهو صالح. النسائي ضعيف وفي موضع ليس
بالقوي وفي آخر ليس له باس. يعقوب ابن شيبة صدوق صالح الحديث
أبو عروبة الحراني كل أحاديثه فوائد. ابن عدي لعل أهل الشام أخطأوا
عليه فإنه إذا حدث عنه أهل العراق فروايتهم عنه شبه المستقيمة وذكره ابن
حبان في الثقات وقال يخطئ ويخالف. الساجي صدوق منكر الحديث.
العجلي هذه الأحاديث التي يرويها أهل الشام عنه ليست تعجبني اه‍.
ويوشك ان يكون تضعيف بعضهم له لروايته ما لا يوافق ما اعتادوه
واعتقدوه يشير إلى ذلك اضطراب كلامهم فيه فبعض يوثقه أو ينفي الباس
عنه وبعض يضعفه بل الرجل الواحد يوثقه تارة ويضعفه أخرى. كما يشير
إليه ترجيح روايته بالعراق على روايته بالشام والظاهر أنه كان لا يجسر ان
يروي بالعراق ما رواه بالشام لأمر يعلمه الله حتى قيل إن الراوي بالشام
غير الراوي بالعراق وهو ان صح جواب سديد اما تعليل ذلك بسوء الحفظ
فغير مستقيم لان ذلك لا يتفاوت فيه الشام والعراق كتعليله بان ما حدث به
من حفظه ففيه أغاليط ومن كتبه فصالح لان التحديث بالشام لا يكون عادة
كله من حفظه ولا بالعراق كله من كتبه كتعليله بان أهل الشام أخطأوا عليه
إذ كيف يكون أهل الشام جميعا يخطئون عليه وأهل العراق جميعا لا يخطئون
عليه كل ذلك يدل على أن هذه الاعذار باطلة ملفقة والله أعلم.

(١) هكذا قال ابن الأثير اما أبو مخنف فذكر ان القائل حبيب بن مظاهر.
(٢) نسب إلى سعيد بن عبد الله الحنفي قريب من هذه الأبيات.
- المؤلف -
(٧٢)

الراوي عنهم والراوون عنه
في تهذيب التهذيب روى عن زيد بن أسلم وشريك بن أبي نمر
وعاصم الأحول وعبد الله بن محمد بن عقيل ومحمد بن المنكدر موسى بن
عقبة وموسى بن وردان ويحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة وأبي
سحاق السبيعي وحميد الطويل وجعفر الصادق وأبي حازم وابن دينار
وصالح بن كيسان وعمرو بن سعيد وابن جريح وجماعة وفي الميزان
وصفوان بن سليم.
وعنه أبو داود الطيالسي وروح بن عبادة وأبو عامر العقدي وعبد
الرحمن بن مهدي والوليد بن مسلم ويحيى بن أبي بكير الكرماني وأبو عاصم
وأبو حذيفة وغيرهم.
٢٨١: زهير المدائني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال روى عنه
وعن أبي عبد الله ع وروى عنه حماد بن عثمان وقال في أصحاب
الصادق ع زهير المدائني.
٢٨٢: زهير بن معاوية أبو خيثمة الجعفي
ولد سنة ١٠٠ وتوفي آخر سنة ١٧٢ أو في رجب سنة ١٧٣ أو ١٧٤
أو ١٧٧.
حكي ذلك كله في تهذيب التهذيب عن قائليه وعن الخطيب حدث
عنه ابن جريح وعبد السلام بن عبد الحميد الحراني وبين وفاتيهما بضع
وتسعون سنة وحدث عنه محمد بن إسحاق وبين وفاتيهما قريب من ذلك.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي الطبقات
الكبير لابن سعد ج ٦ ص ٢٦٣ زهير بن معاوية بن حديج بن الرحيل بن
زهير بن خيثمة بن أبي حمران الحارث بن معاوية بن الحارث بن مالك بن
عوف بن سعد بن حزيم بن جعفي بن سعد العشيرة بن مذحج ويكنى زهير
أبا خيثمة تحول إلى الجزيرة فنزلها حتى توفي بها أخبرنا عمرو بن خالد
المصري سمعت سعيد بن منصور يثني عليه خيرا ويأمر بالكتاب عنه
قال قدم زهير بن معاوية الجزيرة سنة ١٦٤ أو أول سنة ١٧٣ في خلافة
هارون وكان ثقة ثبتا مأمونا كثير الحديث وهو أخو الرحيل وحديج ابني
معاوية وقد روى عنهما أيضا اه‍.
وفي تهذيب التهذيب: زهير بن معاوية بن حديج بن الرحيل بن
زهير بن خيثمة الجعفي أبو خيثمة الكوفي سكن الجزيرة ثم حكى ان سفيان
ما كان أثبت منه وتفضيله على شعبة في الحفظ وانه ما بالكوفة مثله وعن أحمد
انه كان من معادن الصدق وعنه: زهير فيما روى عن المشايخ ثبت بخ
بخ وفي حديثه عن أبي إسحاق لين سمع منه باخر قال ابن حجر في ميزانه
لين روايته عن أبي إسحاق من قبل أبي إسحاق لا من قبله. ابن معين
ثقة. أبو زرعة ثقة الا انه سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط. أبو حاتم
زهير ثقة متقن صاحب سنة. العجلي ثقة مأمون النسائي ثقة ثبت. ابن
سعد: كان ثقة ثبتا مأمونا كثير الحديث. البزار ثقة. ابن حبان في الثقات
كان حافظا متقنا وعاب عليه بعضهم انه كان يحرس خشبة زيد بن علي لما
صلب اه‍ وهنا يتعجب المرء من مبالغتهم في توثيقه وبخبتهم له. وكيف
يجتمع ذلك مع كونه من أعوان الظلمة هشام ويوسف بن عمر الثقفي حتى
بلغ به الحال ان يكون من جملة حراش خشبة زيد وعاب عليه ذلك بعضهم
لا كلهم ولم يروه قادحا في وثاقته انما هو مجرد العيب كما أنه قد يتعجب من
عد الشيخ له في أصحاب الصادق ع ولعله وقع فيه اشتباه وكيف
كان فما أبعده عن موضوع كتابنا.
وذكر في تهذيب التهذيب جماعة كثيرة ممن روى عنهم ورووا عنه لا
نطيل بذكرهم.
٢٨٣: زواد الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٨٤: زوجة السيد أولاد حسين المتخلص بشاعر اللكهنوئي
فاضلة كاملة لها كتاب تاريخ الصحابيات في تراجم النساء من
الصحابة بلسان أردو مطبوع.
٢٨٥: زوجة سيف الدولة علي بن حمدان
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٥٨ فيها سار أبو البركات بن ناصر
الدولة بن حمدان في عسكره إلى ميافارقين فأغلقت زوجة سيف الدولة أبواب
البلد في وجهه ومنعته من دخوله فأرسل إليها يقول انني ما قصدت الا
الغزاة ويطلب منها ما يستعين به فاستقر بينهما ان تحمل إليه مائتي ألف درهم
وتسلم إليه قرايا كانت لسيف الدولة بالقرب من نصيبين ثم ظهر لها انه
يعمل سرا في دخول البلد فأرسلت إلى من معه من غلمان سيف الدولة
تقول لهم ما من حق مولاكم ان تفعلوا بحرمه وأولاده هذا فنكلوا عن القتال
والقصد لها ثم جمعت رجالة وكبست أبا البركات ليلا فانهزم ونهب سواده
وعسكره وقتل جماعة من أصحابه وغلمانه فراسلها اني لم اقصد لسوء فردت
ردا جميلا وأعادت إليه بعض ما نهب منه وحملت إليه مائة ألف درهم
واطلقت الاسرى فعاد عنها وكان ابنها أبو المعالي بن سيف الدولة على حلب
يقاتل قرعويه غلام أبيه اه‍.
٢٨٦: الزيات
هو محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وفي رجال أبي علي ويوصف به
محمد بن عمرو بن سعيد.
٢٨٧: زياد بن أبي إسماعيل الكوفي شريك حفص الأعور
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٨٨: زياد بن أبي الجعد
يأتي بعنوان زياد بن أبي الجعد رافع الأشجعي مولاهم.
٢٨٩: زياد بن أبي الحلال الكوفي
في الخلاصة الحلال بالحاء المهملة.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع زياد بن أبي
الحلال وزاد في أصحاب الصادق ع الكوفي وفي الفهرست
زياد بن أبي الحلال له كتاب أخبرنا به جماعة عن أبي المفضل عن حميد عن
القاسم بن إسماعيل أبي القاسم عنه وقال النجاشي زياد بن أبي الحلال
(٧٣)

الكوفي مولى ثقة روى عن أبي عبد الله ع له كتاب يرويه عدة من
أصحابنا قرئ على أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله وأنا اسمع حدثنا
أحمد بن جعفر حدثنا أحمد بن زياد حدثنا محمد بن عبد الله بن غالب حدثنا
محمد بن الوليد حدثنا زياد بكتابه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب زياد المشترك بين ثقة وغيره
ويمكن استعلام انه ابن أبي الحلال الثقة برواية محمد بن الوليد والقاسم بن
إسماعيل عنه وزاد الكاظمي رواية علي بن الحكم وابن أبي عمير عنه وعن
جامع الرواة أنه نقل رواية أبي سعيد المكاري ومحمد بن سنان عنه.
٢٩٠: زياد بن أبي رجاء
في الخلاصة رجاء بالجيم بعد الراء.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر والصادق ع
زياد بن أبي رجاء الكوفي وزاد في رجال الباقر ع روى عن أبي
عبد الله وروى عنه ابان اه‍ وقال الكشي قال محمد بن مسعود سالت ابن
فضال عن زياد بن أبي رجاء فقال ثقة اه‍ ويأتي في زياد بن عيسى الحذاء انه
متحد معه كما يأتي بقية الكلام عليه هناك.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف زياد بن أبي رجاء برواية ابان
عنه وعن جامع الرواة في باب النهي عن القول بغير علم من الكافي رواية
أبان بن الأحمر عن زياد بن أبي رجاء اه‍ وحينئذ فالمراد بابان في كلام الشيخ
وفي كلام الطريحي والكاظمي هو أبان بن الأحمر.
٢٩١: زياد بن أبي المنقري التميمي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
وكذا عن المفيد في الإختصاص وعن جامع الرواة أنه نقل رواية
إسماعيل بن محمد عن جده زياد بن أبي زياد في الكافي والتهذيب
٢٩٢: زياد بن أبي سلمة
روى الكليني في الكافي في باب من أذن لهم في أعمالهم من كتاب
المعيشة عن الحسين بن الحسين الهاشمي عن صالح بن أبي حماد عن
محمد بن خالد عنه قال دخلت على أبي الحسن موسى ع فقال يا
زياد انك لتعمل عمل السلطان قلت اجل قال لي لم قلت انا رجل ذو مروءة
وعلي عيال وليس وراء ظهري شئ فقال لي يا زياد لئن أسقط من حالق
أحب إلي من أن أتولى لأحد منهم عملا أو أطأ بساط أحدهم إلا لما ذا
قلت لا أدري جعلت فداك قال إلا لتفريج كربه عن مؤمن أو فك اسره أو
قضاء دينه إلى أن قال يا زياد فان وليت شيئا من أعمالهم فأحسن إلى
إخوانك فواحدة بواحدة والله من وراء ذلك إلى أن قال يا زياد إذا
ذكرت مقدرتك على الناس فاذكر مقدرة الله عز وجل عليك غدا الحديث
والمراد بهم الظلمة وحكام الجور ولا يتناول الحاكم العادل
٢٩٣: زياد بن أبي غياث أو عتاب
يأتي بعنوان زياد بن مسلم أبي غياث أو عتاب الدغشي مولاهم.
٢٩٤: زياد الأحلام
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع زياد الأحلام
مولى كوفي روى عنه وعن أبي عبد الله ع وفي رجال الصادق
ع زياد الأحلام مولى كوفي وعن المفيد في الإختصاص انه عده
من أصحاب الباقر ع وروى الشيخ في التهذيب بسنده عن الباقر
ع انه رآه وقد تسلخ جلده فقال من أين أحرمت قال من الكوفة
قال لم قال بلغني عن بعضكم ما بعد من الإحرام فهو أعظم للأجر فقال ما
بلغك الا الكذب اه‍ وما بعد من الاحرام أعظم الأجر إذا كان من ميقات
كمسجد الشجرة لما ورد ان أفضل الأعمال أحمزها أما إذا لم يكن من ميقات
فمن بلغه لأنه تشريع الا ان يكون بنذر.
٢٩٥: زياد بن احمر العجلي كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٩٦: زياد أخو بسطام بن سابور
قال العلامة في الخلاصة ثقة وفي منهج المقال هو ابن سابور
الواسطي الآتي عن رجال الشيخ ومر في بسطام بن سابور عن النجاشي
انه وثق اخوته الثلاثة زكريا وزيادا وحفصا ومنه اخذ العلامة توثيق زياد وفي
منهج المقال بعد ما حكي توثيقه عن الخلاصة قال وقد سبق في زكريا بن
سابور ما يدل على توثيق أخ له على تقدير الثبوت لكن كونه زيادا غير معلوم
اه‍ قوله على تقديرات الثبوت يشير إلى ما مر عنه في زكريا بن بسطام من
احتمال كون لهما ورع واخبات داخلا في رواية ابن فضال وهو فاسد المذهب
ومر هناك الجواب عنه كما مر ان صاحب المنهج نفسه حكى توثيق زياد عن
النجاشي فلا حاجة إلى ما في رجال الكشي دل على التوثيق أم لم يدل.
٢٩٧: زياد الأسود الكوفي التمار
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
وروى بريد بن معاوية قال كنت عند أبي جعفر في فسطاطه بمنى فنظر
إلى زياد الأسود مقلع الرجلين فرثى له وقال ما لرجليك هكذا قال جئت
على بكر لي نضو وكنت أمشي عنه عامة الطريق فرثى له فقال عند ذلك
زياد اني ألم بالذنوب فإذا ظننت اني قد هلكت ذكرت حبكم
رجوت النجاة وتجلى عني فقال أبو جعفر وهل الدين إلا الحب قال الله تعالى
حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم وقال إن كنتم تحبون الله فاتبعوني
يحببكم الله وقال يحبون من هاجر إليهم إن رجلا اتى النبي ص فقال يا
رسول الله أحب المصلين يعني نافلة ولا أصلي وأحب الصوامين يعني
نافلة ولا أصوم فقال رسول الله ص أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت
وقال ما تبتغون وما تريدون اما انها لو كانت فزعة من السماء فزع كل قوم
إلى مأمنهم وفزعنا إلى نبينا وفزعتم إلينا. وفي لسان الميزان زياد الأسود
الكوفي التمار في الرواة عن جعفر الصادق رحمه الله روى عنه بريد بن
معاوية النخعي انه سمعه يقول اني ألم بالذنب حتى إذا ظننت اني هلكت
ذكرت حبي لكم فرجوت ان يغفر لي فقال له جعفر وهل الايمان الا الحب
ثم تلا حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم.
(٧٤)

٢٩٨: زياد الأسود اللبان الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال روى عنه
وعن أبي عبد الله ع.
٢٩٩: زياد بن الأسود النجار
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال مجهول.
٣٠٠: زياد بن بياضة الأنصاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
٣٠١: زياد بن الجعد
يأتي بعنوان أبي الجعد رافع الأشجعي مولاهم.
٣٠٢: زياد بن جعفر الكندي
كان مع علي ع بصفين وكان شريفا في قومه قال نصر جعل
علي يأمر هذا الرجل فيخرج معه جماعة فيقاتل ويخرج من أصحاب معاوية
رجل معه جمع فيقتتلان ولا يتزاحفون بجميع الفيلق مخافة الاستئصال فذكر
في جملة من كان يخرجه ع من الاشراف زياد بن جعفر الكندي.
٣٠٣: زياد بن الحسن بن فرات التميمي القزاز
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي
ميزان الذهبي زياد بن الحسن بن فرات التميمي الكوفي القزاز قال أبو حاتم
منكر الحديث وذكره ابن حبان في الثقات واخرج له الترمذي حديث ما في
الجنة شجرة الا وساقها من ذهب ثم قال حديث حسن وفي تهذيب التهذيب
زياد بن الحسن بن الفرات القزاز التميمي الكوفي قال الدارقطني لا باس به
ولا يحتج به.
من روى عنهم ورووا عنه
في تهذيب التهذيب روى عن أبيه وجده وابان بن تغلب ومسعر
وإدريس الأودي. وعنه اخوه يحيى وأبو سعيد الأشج وابن نمير وغيرهم
٣٠٤: زياد بن الحسن الوشاء
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع.
٣٠٥: زياد بن الحصين التميمي من أهل البصرة ومن أهل الجزيرة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
وذكر في تهذيب التهذيب زياد بن الحصين بن قيس الحنظلي اليربوعي
ويقال الرياحي أبو جهمة البصري اه‍ ويحتمل انه هو.
٣٠٦: زياد بن حفص التميمي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
٣٠٧: زياد بن حمير أو خمير الهمداني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
وخمير في بعض النسخ بالخاء المعجمة وفي بعضها بالحاء المهملة بوزن منبر.
٣٠٨: زياد بن حنظلة التميمي
في الاستيعاب له صحبة ولا اعلم له رواية وهو الذي بعثه رسول الله
ص إلى قيس بن عاصم والزبرقان ابن بدر ليتعاونوا على مسيلمة وطليحة
والأسود. قد عمل لرسول الله ص وكان منقطعا إلى علي رحمه الله وشهد
معه مشاهده كلها وفي الإصابة: زياد بن حنظلة التميمي حليف بني
عدي. ذكر سيف في الفتوح عن أبي الزهراء القشيري عن رجال من بني
قشير قالوا لما خرج هرقل من الرها كان أول من أنبح كلابها زياد بن حنظلة
وكان من الصحابة وانشد له سيف في الفتوح أشعارا كثيرة منها:
سائل هرقلا حيث شبت وقوده * شببنا له حربا يهز القبائلا
قتلناهم في كل دار وقيعة * وابنا بأسراهم تعاني السلسلا
وكان أميرا في وقعة اليرموك وروى عنه ابنه حنظلة والعاص بن تمام
اه‍. وقال ابن الأثير ان عليا لما بلغه خروج أصحاب الجمل إلى
البصرة دعا وجوه أهل المدينة وخطبهم وحثهم على الجهاد في سبيل الله
فتثاقلوا فلما رأى زياد بن حنظلة تثاقل الناس انتدب إلى علي وقال له من
تثاقل عنك فانا نخف معك فنقاتل دونك. ومر في ج ٣ من هذا الكتاب
عن ابن أبي الحديد أن أهل المدينة أحبوا أن يعلموا رأي علي في معاوية
وقتاله أهل القبلة فدسوا إليه زياد بن حنظلة التميمي وكان منقطعا إلى علي
فدخل عليه فجلس فقال له علي يا زياد تهيا فقال لأي شئ فقال لغزو
الشام فقال زياد الرفق والأناة أمثل وقال:
ومن لم يصانع في أمور كثيرة * يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم
فقال علي:
متى تجمع القلب الذكي وصارما * وأنفا حميا تجتنبك المظالم
فخرج زياد والناس ينتظرونه فقالوا ما وراءك قال السيف يا قوم.
٣٠٩: زياد بن خصفة التميمي البكري
يأتي بعنوان زياد بن عمر بن خصفة التميمي البكري.
٣١٠: زياد بن خيثمة الجعفي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
وقال أسند عنه. وفي تهذيب التهذيب: زياد بن خيثمة الجعفي الكوفي
روى عن أبي إسحاق السبيعي ونعيم بن أبي هند وسعد بن مجاهد الطائي
وسماك بن حرب وعطية العوفي ومجاهد وثابت البناني والأسود بن سعيد
وجماعة وعنه ابن خيثمة الجعفي وهشيم وأبو بدر ومحمد بن المعلى الكوفي
نزيل الري وغيرهم قال ابن معين وأبو زرعة ثقة وقال أبو حاتم صالح
الحديث وقال أبو داود زياد بن خيثمة قرابة زهير ثقة وذكره ابن حبان في
الثقات اه‍.
٣١١: زياد بن أبي الجعد رافع الأشجعي مولاهم
قال الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع: زياد بن الجعد
وزاد في الخلاصة من خواصه ومثله ابن داود وهو منقول من رجال البرقي.
وفي منهج المقال زياد بن الجعد الظاهر أنه ابن أبي الجعد كما يأتي في أخيه
سالم وعن تقريب ابن حجر زياد بن أبي الجعد رافع الكوفي مقبول من
الرابعة وعن مختصر الذهبي ابن أبي الجعد أخو سالم عنه اخوه عبيد
(٧٥)

وهلال بن يساف وثق. وعن جامع الأصول زياد بن أبي الجعد رافع
الأشجعي مولاهم الكوفي. وهو أخو سالم وعبيد وعبد الله. وفي تهذيب
التهذيب زياد بن أبي الجعد واسمه رافع الكوفي روى عن عمرو بن الحارث
ووابصة بن معبد وعنه اخوه عبيد وهلال بن يساف ذكره ابن حبان في
الثقات روى له الترمذي وذكره ابن ماجة في حديث وابصة وعن هامش
تهذيب التهذيب: قال المزي ذكر في الأصل انه يروي عن أخيه عبيد
الله بن أبي الجعد ويروي عنه ابنه رافع بن زياد والذي ذكره أبو حاتم
وغيره ان الذي يروي عنه ابنه رافع بن زياد ويروي هو عن عبد الله بن أبي
الجعد هو زياد ابن الجعد ابن أخي هذا اه‍ وقد بان ان الصواب زياد بن
أبي الجعد لتصريحهم بان أخاه سالم هو ابن أبي الجعد وكذا باقي اخوته ولما
مر في ابن ابنه رافع من أنه رافع بن سلمة بن زياد بن أبي الجعد ويمكن
ان يكون الاشتباه حصل من وجود زياد بن الجعد ابن أخيه كما مر عن
المزي وانه زياد بن رافع ويكفي في وثاقته عد البرقي له في خواص أمير
المؤمنين ع وقول النجاشي في ابن ابنه رافع انه ثقة من بيت
الثقات وعيونهم كما مر. وفي الطبقات الكبير لابن سعد زياد بن أبي الجعد
روى عنه وأخوه مسلم بن أبي الجعد روي عنه وقالوا كان ستة بنين لأبي
الجعد فكان اثنان منهم يتشيعان واثنان يريان رأي الخوارج فكان أبوهم
يقول لهم أي بني لقد خالف الله بينكم اه‍.
٣١٢: زياد بن رجاء
هو زياد بن أبي رجاء المتقدم وزياد بن عيسى أبو عبيدة الحذاء
وزياد بن المنذر فالكل واحد ووقع زياد بن رجاء في بعض أسانيده الكافي
وروى هو عن أبي جعفر ع انه قال ما علمتم فقولوا وما لم تعلموا
فقولوا الله أعلم وروى الكليني في الكافي بسنده عن محمد بن مسلم عن أبي
عبد الله ع انه قال للعالم إذا سئل عن شئ وهو لا يعلم أن يقول
الله أعلم وليس لغير العالم ان يقول ذلك اه‍ وهذا من باب الآداب فغير
العالم عليه إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا اعلم لأن قول الله أعلم
يستعمل عادة لمن بذل جهده في الفحص فلم يعلم ويظهر ان هذا القول
كان مشهورا عن أمير المؤمنين ع ففي مروج الذهب ان
الخريت بن راشد الناجي الذي فارق أمير المؤمنين ع في ثلاثمائة
فارتدوا إلى دين النصرانية هم من ولد سامة بن لؤي عند أنفسهم وقد أبى
ذلك كثير من الناس وذكروا ان سامة ما أعقب قال ولست ترى ساميا الا
منحرفا عن علي كعلي بن الجهم الشاعر فلقد بلغ من انحرافه ونصبه
العداوة لعلي ع انه كان يلعن أباه لأنه سماه عليا وقال علي بن
محمد بن جعفر العلوي فيمن انتمى إلى سامة بن لؤي بن غالب.
سامة منا فاما بنوه * فأمرهم عندنا مظلم
وقلنا لهم مثل قول الوصي * وكل أقاويله محكم
إذا ما سئلت فلم تدر ما * تقول فقل ربنا اعلم
٣١٣: زياد بن رستم الدوالدون أبو المعاذ الخزاز الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٣١٤: زياد بن سابور الواسطي أبو الحسن
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
وقد سبق بعنوان زياد أخو بسطام بن سابور وعن جامع الرواة انه
نقل رواية صفوان بن يحيى عنه.
٣١٥: زياد بن سعد الخراساني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند
عنه. والظاهر أنه هو الذي ذكر في تهذيب التهذيب بعنوان زياد بن
سعد بن عبد الرحمن الخراساني أبو عبد الرحمن سكن مكة ثم تحول إلى
اليمن وكان شريك ابن جريح. روى عن ثابت بن فياض الأحنف وأبي
الزناد وعبد الله بن الفضل والزهري وعمرو بن مسلم الجندي وابن عجلان
وأبي الزبير المكي وحميد الطويل وهلال بن أسامة وغيره وعنه مالك وابن
جريح وابن عيينة وهمام وابن يحيى وأبو معاوية وزمعة بن صالح وعدة قال
ابن عيينة كان عالما بحديث الزهري أثبت أصحاب الزهري وقال احمد وابن
معين وأبو زرعة وأبو حاتم ثقة وقال النسائي ثقة ثبت قلت وقال مالك
حدثنا زياد بن سعد وكان ثقة من أهل خراسان سكن مكة وقدم علينا
المدينة وله هيأة وصلاح ذكره ابن حبان في الثقات وقال كان من الحفاظ
المتقنين وقال الخليلي ثقة يحتج به وقال ابن المديني كان من أهل التثبت
والعلم وقال العجلي مكي ثقة اه‍.
٣١٦: زياد بن سليمان البلخي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع.
٣١٧: زياد بن سوقة الجريري البجلي أبو الحسن الكوفي مولى جرير بن عبد الله
البجلي
قال الشيخ في رجاله في رجال علي بن الحسين ع
زياد بن سوقة الجريري مولاهم كوفي وأخواه محمد وحفص وفي رجال الباقر
ع زياد بن سوقة البجلي الكوفي مولى تابعي يكنى أبا الحسن مولى
جرير بن عبد الله وفي رجال الصادق ع زياد بن سوقة البجلي مولى
جرير بن عبد الله أبو الحسن الكوفي اه‍ ووثقه النجاشي في ترجمة أخيه
حفص بن سوقة فقال وأخواه زياد ومحمد ابنا سوقة أكثر منه رواية عن أبي
جعفر وأبي عبد الله ثقات.
التمييز
في مشتركات الكاظمي يعرف زياد بن سوقة برواية علي بن رئاب
ومحمد بن أبي عمير عنه ولم يذكره المصنف اي الطريحي وزاد في منتهى المقال
عن المشتركات رواية هشام بن سالم عنه وعن جامع الرواة انه زاد نقل
رواية جميل بن صالح عنه.
٣١٨: زياد بن سويد الهلالي مولاهم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٣١٩: زياد بن صالح الهمداني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
(٧٦)

٣٢٠: زياد بن صدقة أبو مسكين الكوفي مولى قريش
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٣٢١: زياد بن صعصعة التميمي
روى ابن أبي الحديد في شرح النهج انه لما بلغ الحسن ع
مسير معاوية إليه جمع الناس بالكوفة وخطبهم وحثهم على الجهاد فسكتوا
فقام عدي بن حاتم فأنبهم وأجاب الحسن ع بالسمع والطاعة
وقام قيس بن سعد بن عبادة ومعقل بن قيس الرياحي وزياد بن صعصعة
التميمي فأنبوا الناس ولاموهم وحرضوهم وكلموا الحسن ع بمثل كلام
عدي بن حاتم في الإجابة والقبول فقال لهم الحسن ع صدقتم رحمكم
الله ما زلت أعرفكم بصدق النية والوفاء والقبول والمودة الصحيحة فجزاكم
الله خيرا اه‍ ومن ذلك يعلم اخلاصه ولاء في أهل البيت ع
وإطاعتهم.
٣٢٢: زياد بن عبد الرحمن العنزي الكوفي
٣٢٣: زياد بن عبد الرحمن الهلالي مولاهم كوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٣٢٤: زياد بن عبد الله النخعي
في ميزان الذهبي زياد بن عبد الله النخعي عن علي قال الدارقطني
مجهول تفرد عنه عباس بن ذريح وفي لسان الميزان قال البرقاني عن
الدارقطني يعتبر به وغلط الحاكم فزعم أن الشيخين أخرجا له وذكره ابن
حبان في الثقات اه‍ فظهر من ذلك أنه من أصحاب علي ع
وانه روى عنه وإذا أضيف ذلك إلى اشتهار النخع بالتشيع غلب على الظن
تشيعه وفي الطبقات الكبير لابن سعد زياد بن عبد الله روى عن علي
أخبرنا أبو أسامة عن إسحاق بن سليمان الشيباني عن أبيه عن العباس بن
ذريح عن زياد بن عبد الله النخعي قال كنا قعودا عند علي بن أبي طالب
فجاء ابن النباح يؤذنه بصلاة العصر فقال الصلاة الصلاة ثم قام فصلى بنا
العصر فجثونا للكرب نتبصر الشمس وقد ولت وان عامة الكوفة يومئذ
الاخصاص اه‍.
٣٢٥: زياد بن عبيد عامل أمير المؤمنين ع على البصرة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
والعجب من العلامة في الخلاصة وابن داود حيث عداه في القسم
الأول من كتابيهما وهو دعي بني أمية ولد على فراش عبيد وعبيد عبد مملوك
واستلحق معاوية زيادا بشهادة أبي مريم الخمار ان أبا سفيان زنى بأمه سمية
وهي متزوجة بعبيد خلافا لقول رسول الله ص الولد للفراش وللعاهر الحجر
وذلك حبا بالدنيا الفانية وايثارا لها على الآخرة الباقية لما ضاق عليه الامر في
زياد ولم يقدر على استجلابه إليه بالتهديد والوعيد وكان رسوله إليه
المغيرة بن شعبة المعلوم حاله ففعل زياد بعد الاستلحاق الأفاعيل بشيعة
أهل البيت ع ولاقى هو ومن استلحقه ومن اعانه جزاء
أعمالهم وما ربك بغافل وكان العلامة وابن داود ظناه غيره والله أعلم.
٣٢٦: زياد بن عريب بن حنظلة بن دارم بن عبد الله بن كعب الصائد بن
شرحبيل بن شراحيل بن عمرو بن جشم بن حاشد بن جشم بن حيزون بن
عوف بن همدان أبو عمرة الهمداني الصائدي.
بنو الصائد بطن من همدان.
كان عريب صحابيا وابنه زياد له ادراك وكان شجاعا ناسكا معروفا
بالعبادة في الإصابة حضر يوم عاشوراء وقتل مع الحسين ع وروى
ابن نما عن مهران الكاهلي مولى لهم قال شهدت كربلاء فرأيت رجلا يقاتل
قتالا شديدا لا يحمل على قوم الا كشفهم ثم يرجع إلى الحسين ع
فيقول له:
ابشر هديت الرشد يا ابن أحمدا * في جنة الفردوس تعلو صعدا
فقلت من هذا قالوا أبو عمرة الحنظلي فاعترضه عامر بن نهشل أحد
بني يتم اللات بن ثعلبة فقتله واحتز رأسه وكان متهجدا كذا في ابصار
العين.
٣٢٧: زياد بن عمارة الطائي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٣٢٨: زياد بن عمر بن خصفة التميمي البكري
خصفة بخاء معجمة وصاد مهملة مفتوحتين.
كان زياد من أشراف الكوفة ورؤساء أهلها ومن خلص شيعة أمير
المؤمنين علي ع وحضر معه حرب صفين وأرسله إلى معاوية بعد
انقضاء الهدنة وكان له في صفين مواقف مشكورة وحضر معه حرب النهروان
وبعثه أمير المؤمنين ع لقتال الخريت بن راشد الناجي من الخوارج فأبلى
بلاء حسنا ويدل ما يأتي من أخباره على أنه كان مخلصا في ولاء أمير المؤمنين
علي ع وانه كان مجربا رفيقا حسن التدبير وفي الأعلاق النفيسة
كان أعرج اه‍ وما يضره عرج الرجل مع استقامة القلب.
اخباره في حرب صفين
قال ابن الأثير لما أراد أمير المؤمنين ع الخروج إلى حرب
صفين وحث أهل الكوفة على الخروج معه قام إليه الاشراف وقالوا يا أمير
المؤمنين سمعا وطاعة أنا أول الناس أجاب ما طلبت وعد فيهم زياد ابن
خصفة. ولما تهادنوا يوم صفين في المحرم وقرب انقضاء الهدنة أرسله علي
ع مع عدي بن حاتم وشبث بن ربعي ويزيد بن قيس الأرحبي إلى
معاوية فتكلم عدي بن حاتم واجابه معاوية بكلام قال فيه ما يقعقع لي
بالشنان وقد آل له شبث بن ربعي وزياد بن خصفة وتنازعا كلاما واحدا
اتيناك فيما يصلحنا وإياك فأقبلت تضرب الأمثال لنا يشير إلى قوله ما يقعقع
لي دع ما لا ينفع من القول والفعل واجبنا فيما يصيبنا يعمنا وإياك نفعه
وتكلم يزيد بن قيس فاجابه معاوية بجوابه المعروف في كل مقام ليدفع إلينا
قتلة عثمان فلما رجعوا من عنده بعث إلى زياد بن خصفة وحده فدخل عليه
فقال له يا أخا ربيعة ان عليا قطع أرحامنا وقتال امامنا وآوى قتلة صاحبنا
واني أسألك النصرة عليه بأسرتك وعشيرتك ولك علي عهد الله وميثاقه إذا
ظهرت ان أوليك اي المصرين أحببت قال زياد فلما قضى معاوية كلامه
حمدت الله وأثنيت عليه ثم قلت له اني لعلى بينة من ربي وبما أنعم علي فلن
أكون ظهيرا للمجرمين ثم قمت فقال معاوية لعمرو بن العاص وكان إلى
(٧٧)

جانبه جالسا ليس يتكلم رجل منهم بكلمة ما لهم غصبهم الله ما قلوبهم الا
قلب رجل واحد ذكره نصر بن مزاحم في كتاب صفين وفيه أيضا انه لما
وشي إلى علي ع ان خالد بن المعمر السدوسي قد كاتب معاوية
قال زياد بن خصفة يا أمير المؤمنين استوثق من ابن المعمر بالايمان لا يغدر
فاستوثق منه. وقال ابن الأثير ان عليا ع يوم صفين كان يأمر
الرجل ذا الشرف فيخرج ومعه جماعة من أصحابه ويخرج إليه آخر من
أصحاب معاوية فيقتتلان وكرهوا ان يخرجوا بجمع أهل العراق لجمع أهل الشام
مخافة الاستئصال ثم ذكر فيمن كان يخرجه علي زياد بن خصفة.
وروى نصر في كتاب صفين بسنده ان زياد بن خصفة اتى عبد القيس يوم
صفين وقد عبيت قبائل حمير مع ذي الكلاع وفيهم عبيد الله بن عمر بن
الخطاب لبكر بن وائل فقاتلوا قتالا شديدا فخافوا الهلاك فقال زياد بن
خصفة لعبد القيس لا بكر بعد اليوم ان ذا الكلاع وعبيد الله أبادا ربيعة
فانهضوا لهم والا هلكوا فركبت عبد القيس وجاءت كأنها غمامة سوداء
فشدت أزر الميسرة فعظم القتال فقتل ذو الكلاع الحميري قتله رجل من
بكر بن وائل اسمه خندف وتضعضعت أركان حمير الخبر.
وفي شرح النهج لابن أبي الحديد ان إبراهيم بن ديزيل الهمداني
روى في كتاب صفين ان ربيعة الكوفة شدت يوم صفين وعليها زياد بن
خصفة على عبيد الله بن عمر بن الخطاب فقتلته فلما ضرب فسطاط زياد بن
خصفة بقي طنب من الاطناب لم يجدوا له وتدا فشدوه برجل عبيد الله بن
عمر كان ناحية فجروه حتى ربطوا الطنب برجله وأقبلت امرأتاه أسماء بنت
عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي وبحرية بنت هانئ بن قبيصة الشيباني
وكان عبيد الله قد أخرجهما معه لينظرا إلى قتاله حتى وقفتا عليه وصاحتا
فخرج زياد بن خصفة فقيل له هذه بحرية ابنة هانئ بن قبيصة الشيباني
ابنة عمك فقال لها ما حاجتك يا ابنة أخي قالت تدفع زوجي إلي فقال نعم
خذيه فجئ ببغل فحملته عليه اه‍.
خبره في يوم النهروان
قال ابن الأثير جاء هانئ بن خطاب حاطب الأزدي وزياد بن
خصفة يوم النهروان يحتجان في قتل عبد الله بن وهب الراسبي فقال علي
ع كيف صنعتما قالا لما رأيناه عرفناه فابتدرناه وطعناه برمحينا فقال كلاكما
قاتل وفي مروج الذهب قتل يوم النهروان من الخوارج عبد الله بن وهب
والذي قتله هانئ بن حاطب الأزدي وزياد بن خصفة.
أخباره في حرب الخريت بن راشد
في شرح النهج ص ٢٤ ٢٦٧ عن إبراهيم بن هلال الثقفي في كتاب
الغارات ان الخريت بن راشد الناجي كان من الخوارج وفارق أمير المؤمنين
عليا ع مع جماعة من أصحابه فلما بلغه ذلك قال أبعدهم الله كما
بعدت ثمود في كلام له فقام إليه زياد بن خصفة فقال يا أمير المؤمنين انه لو
لم يكن من مضرة هؤلاء إلا فراقهم إيانا لم يعظم فقدهم علينا فإنهم قلما
يزيدون في عددنا لو أقاموا معنا وقلما ينقصون من عددنا بخروجهم منا ولكنا
نخاف ان يفسدوا علينا جماعة كثيرة ممن يقدمون عليهم من أهل طاعتك
فائذن لي في اتباعهم حتى أردهم عليك إن شاء الله فقال له ع
فاخرج في أثارهم راشدا فلما ذهب ليخرج قال له وهل تدري أين
توجهوا قال لا والله ولكني اخرج فاسال واتبع الأثر فقال اخرج رحمك الله
حتى تنزل دير أبي موسى ثم لا تبرحه حتى يأتيك أمري فإنهم ان كانوا
خرجوا ظاهرين فان عمالي ستكتب إلي بذلك وان كانوا مستخفين فذلك
اخفى لهم فخرج زياد بن خصفة حتى اتى داره فجمع أصحابه وخطبهم
وقال يا معشر بكر بن وائل ان أمير المؤمنين ندبني لأمر من امره مهم له
وأنتم شيعته وأنصاره وأوثق حي من احياء العرب في نفسه فانتدبوا
معي الساعة وعجلوا فوالله ما كان الا ساعة حتى اجتمع إليه ١٣٠ رجلا
فخرج واتى دير أبي موسى ينتظر امر أمير المؤمنين ع فجاءه كتاب من
قرظة بن كعب الأنصاري أحد عماله يخبره فيه بقتلهم زاذان فروخ كما
مر في ترجمته فكتب علي ع إلى زياد بن خصفة مع عبد الله بن
وال التميمي اني كنت أمرتك ان تنزل دير أبي موسى حتى يأتيك أمري
لأني لم أكن علمت أين توجه القوم وقد بلغني انهم اخذوا نحو قرية من
قرى السواد فاتبع آثارهم فارددهم إلي فان أبوا فناجزهم قال عبد الله بن
وال فمضيت بالكتاب إلى زياد وانا على فرس رائع كريم وعلى السلاح
فقال لي يا ابن أخي والله ما لي عنك من غنى وانا أحب ان تكون معي في
وجهي هذا فقلت اني قد استأذنت أمير المؤمنين في ذلك فاذن لي فسر
بذلك ثم خرجنا فاتينا الموضع الذي كانوا فيه فقيل اخذوا نحو المدائن
فلحقناهم وقد أقاموا بها يوما وليلة واستراحوا وعلفوا خيولهم واتيناهم
وقد تقطعنا وتعبنا فلما رأونا وثبوا على خيولهم فاستووا عليها فنادى
الخريت يا عميان القلوب والأبصار أمع الله وكتابه أنتم أم مع القوم
الظالمين فقال له زياد بن خصفة بل مع الله وكتابه وسنة رسوله ومع من
الله ورسوله وكتابه آثر عنده من الدنيا ثوابا ولو أنها له منذ يوم خلقت
إلى يوم تفنى لأثر الله عليها أيها العمي الأبصار الصم الاسماع فقال
الخريت فاخبرونا ما تريدون فقال له زياد وكان مجربا رفيقا قد ترى ما بنا
من النصب واللغوب والذي جئنا له لا يصلح فيه الكلام علانية على
رؤوس أصحابك ولكن تنزلون وننزل ثم نخلو جميعا فنتذاكر أمرنا
وننظر فيه فان رأيت فيما جئنا له حظا لنفسك قبلته وان رأيت فيما اسمع
منك أمرا أرجو فيه العافية لنا ولك ولم أرده عليك فقال الخريت انزل
فنزل فاقبل إلينا زياد فقال انزلوا على هذا الماء فنزلنا فأكلنا وشربنا وقال
لنا زياد علقوا على خيولكم فعلقنا عليها مخاليها ووقف زياد في خمسة
فوارس أحدهم عبد الله بن وال بيننا وبين القوم واقبل إلينا زياد فلما رأى
تفرقنا قال سبحان الله أنتم أصحاب حرب والله لو أن هؤلاء جاءوكم
الساعة على هذه الحالة ما أرادوا من غرتكم أفضل من أعمالكم التي
أنتم عليها عجلوا قوموا إلى خيولكم فلما فرغنا من أعمالنا أتينا زيادا
فقال يا هؤلاء ان القوم لفي عدتكم واني أرى امركم وأمرهم سيصير إلى
القتال فلا تكونوا أعجز الفريقين ليأخذ كل رجل منكم بعنان فرسه فإذا
دنوت منهم وكلمت صاحبهم فان تابعني والا فإذا دعوتكم فاستووا على
متون خيلكم ثم أقبلوا معا غير متفرقين ثم استقدم امامنا فدعا صاحبهم
الخريت فقال اعتزل ننظر في أمرنا فاقبل في خمسة نفر وزياد في خمسة فقال
له زياد ما الذي نقمت على أمير المؤمنين وعلينا حتى فارقتنا فقال له لم
ارض صاحبكم إماما ولم ارض بسيرتكم سيرة فرأيت أن اعتزل وأكون
مع من يدعو إلى الشورى فإذا اجتمع الناس على رجل هو لجميع الأمة
رضا كنت مع الناس فقال زياد ويحك وهل يجتمع الناس على رجل يداني
عليا عالما بالله وبكتابه وسنة رسوله مع قرابته وسابقته في الاسلام فقال
الخريت هو ما أقول لك قال ففيم قتلتم الرجل المسلم يعني زاذان فروخ
(٧٨)

فقال الخريت ما انا قتلته قتله طائفة منن أصحابي قال فادفعهم إلينا قال ما إلى
ذلك من سبيل قال أوهكذا أنت فاعل قال هو ما تسمع فدعونا أصحابنا
ودعا الخريت أصحابه فاقتتلنا تطاعنا بالرماح حتى لم يبق في أيدينا رمح ثم
تضاربنا بالسيوف حتى انحنت وعقرت عامة خيلنا وخيلهم وكثرت الجراح فينا
وفيهم وجرح زياد وحل الليل بيننا وأصبحنا فوجدناهم قد ذهبوا واتينا
البصرة وكتب زياد بن خصفة إلى علي ع وما بعد فانا لقينا عدو
الله الناجي وأصحابه بالمدائن فدعوناهم إلى الهدى والحق فتولوا عن الحق
وأخذتهم العزة بالإثم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل
فاقتتلنا قتالا شديدا ما بين قائم الظهر إلى أن دلكت الشمس واستشهد منا
رجلان صالحان وأصيب منهم خمسة نفر وما اتى الليل الا وخرجوا من تحته
إلى الأهواز ونحن بالبصرة نداوي جراحنا وننتظر أمرك رحمك الله والسلام
فلما اتاه الكتاب قرأه على الناس فقام إليه معقل بن قيس الرياحي فقال إنه
كان ينبغي ان يكون مكان كل رجل من الذين بعثتهم عشرة فان العدة
تصبر للعدة فأرسله أمير المؤمنين لقتالهم وندب معه ألفين من أهل الكوفة
وكتب إلى ابن عباس بالبصرة ان ابعث معه ألفين من أهل البصرة
ومر زياد بن خصفة فليقبل إلينا فنعم المرء زياد ونعم القبيل قبيله وكتب
ع إلى زياد بن خصفة اما بعد فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت
به الناجي وأصحابه الذين طبع الله على قلوبهم وزين لهم الشيطان أعمالهم
فهم حيارى عمون يحسبون انهم يحسنون صنعا ووصفت ما بلغ بك وبهم
الأمر فاما أنت وأصحابك فله سعيكم وعليه جزاؤكم وأيسر ثواب الله
للمؤمن خير له من الدنيا التي يقبل الجاهلون بأنفسهم عليها فما عندكم
ينفد وما عند الله باق وليجزين الذين صبروا اجرهم بأحسن ما كانوا
يعملون وما عدوكم الذي لقيتم فحسبهم خروجهم من الهدى ارتكاسهم في
الضلالة وردهم الحق وجماحهم في التيه فذرهم وما يفترون ودعهم في
طغيانهم يعمهون فاسمع بهم وابصر فكأنك بهم عن قليل بين أسير وقتيل
فاقبل إلينا أنت وأصحابك مأجورين فقد أطعتم وسمعتم وأحسنتم
والسلام.
وقال إبراهيم بن هلال الثقفي في كتاب الغارات لما كسر يزيد بن
حجبة التيمي الخراج وهرب إلى معاوية قال زياد بن خصفة التميمي لعلي
ع ابعثني يا أمير المؤمنين في اثره أرده إليك فبلغ قوله يزيد بن
حجبة فقال في ذلك:
أبلغ زيادا انني قد كفيته * أموري وخليت الذي هو عاتبه
وباب سديد موثق قد فتحته * عليك وقد أعيت عليك مذاهبه
هبلت أما ترجو غنائي ومشهدي * إذا المرء لم يوجد له من يجاذبه
فاقسم لولا أن أمك امنا * وانك مولى ما طفقت أعاتبه
وأقسم لو أدركتني ما رددتني * كلانا قد اصطفت إليه جلائبه
٣٢٩: زياد بن عيسى أبو عبيدة الحذاء
قال النجاشي زياد بن عيسى أبو عبيدة الحذاء كوفي مولى ثقة روى
عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع وأخته حمادة بنت رجاء وقيل بنت
الحسن روت عن أبي عبد الله قاله ابن نوح عن أبي سعيد وقال الحسن بن
علي بن فضال ومن أصحاب أبي جعفر أبو عبيدة الحذاء واسمه زياد مات في
حياة أبي عبد الله وقال سعد بن عبد الله الأشعري ومن أصحاب أبي جعفر
أبو عبيدة وهو زياد بن أبي رجاء كوفي ثقة صحيح واسم أبي رجاء منذر وقيل
زياد بن أحزم ولم يصح وقال العقيقي العلوي السيد علي بن أحمد أبو
عبيدة زياد الحذاء وكان حسن المنزلة عند آل مكة له كتاب يرويه علي بن
رياب اه‍ قوله وقيل بنت الحسن يؤيده ما في التعليقة عن الكافي ان
حمادة بنت الحسن وانما قلنا يؤيده لاحتمال انها غيرها وعن التهذيب في باب
المهور ان الأجود حمادة بنت الحسن وربما يقال انها أخته من أمه لا من أبيه
فان زياد لم يقل أحد ان أباه يسمى الحسن. وقول ابن فضال انه مات في
حياة أبي عبد الله تدل عليه رواية الكشي الآتية وقال الشيخ في رجاله في
أصحاب الباقر ع زياد بن عيسى أبو عبيدة الحذاء وقيل زياد بن
رجاء روى عنه وعن أبي عبد الله ع مات في حياة أبي
عبد الله وفي أصحاب الصادق ع زياد بن عيسى أبو عبيدة الحذاء
الكوفي وفي آخر الباب زياد أبو عبيدة الحذاء. وقال الكشي في رجاله:
أبو زياد الحذاء حدثني أحمد بن محمد بن يعقوب اخبرني عبد الله بن
حمدويه حدثني محمد بن عيسى عن بشير عن الأرقط عن أبي عبد الله
ع قال لما دفن أبو عبيدة الحذاء قال انطلق بنا حتى نصلي على أبي عبيدة
فانطلقنا فلما انتهينا إلى قبره لم يزد على أن دعا له فقال اللهم برد على أبي
عبيدة اللهم نور له قبره اللهم الحقه بنبيه ولم يصل عليه فقلت هل على
الميت صلاة بعد الدفن قال لا انما هو الدعاء له. حمدويه بن نصير حدثنا
محمد بن الحسين حدثني جعفر بن بشير عن داود بن سرحان قال أبو عبد الله
ع لي في كفن أبو عبيدة الحذاء انما الحنوط الكافور ولكن اذهب
فاصنع كما صنع الناس اه‍ وعن حواشي رجال الميرزا محمد الأوسط عن
السرائر جاءت امرأة أبي عبيدة إلى أبي عبد الله ع بعد موته فقالت
انا أبكي انه مات وهو غريب قال ع هو ليس بغريب ان أبا عبيدة
منا أهل البيت. ويأتي في عبد الرحمن بن الحجاج قول الصادق ع
من مات في المدينة وفي رواية بين الحرمين بعثه الله من الآمنين أو في الآمنين
وعد منهم أبو عبيدة الحذاء. وقد ظهر مما مر اتحاد أبي عبيدة الحذاء
وزياد بن عيسى أبي عبيدة الحذاء وزياد أبو عبيدة الحذاء وأبو عبيدة زياد
الحذاء وزياد بن أبي رجاء وزياد بن منذر أبي رجاء وزيادة بن رجاء فكل
ذلك يراد به شخص واحد.
التمييز
في رجال الطريحي والكاظمي يعرف زياد بن عيسى الحذاء الثقة
برواية علي بن رئاب عنه وروايته هو عن أبي جعفر وأبي عبد الله
ع حيث لا مشارك وزاد الكاظمي رواية الفضل بن عثمان الثقة أو
الفضيل على الاختلاف وعبد الله بن مسكان والعلاء بن رزين وأبي جعفر
الأحول وهشام بن الحكم وأبي أيوب الخزاز وإبراهيم بن عثمان وجميل بن
صالح عنه وعن جامع الرواة انه زاد نقل رواية علي بن زيد وحماد بن عثمان
وهشام بن سالم ومالك بن عطية وعاصم بن حميد وعبد الله بن ميمون
القداح ويحيى بن زكريا وعمرو بن الأفرق ومنصور بن حازم ومحمد بن
حمران وابن محبوب وسعيد وإسماعيل بن جابر وابن أبي عمير وصفوان
الجمال والحسن الصيقل وعمار الساباطي وأبي أسامة وسيف ابن عمار
وعمر بن أذينة وداود بن كثير الرقي وداود بن النعمان وخليل العبدي عنه
وذكر محل الروايات التي فيها ذلك على عادته.
٣٣٠: زياد بن عيسى الكوفي بياع السابري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
(٧٩)

٣٣١: زياد القندي
يأتي بعنوان زياد بن مروان القندي
٣٣٢: زياد بن كثير
في لسان الميزان عن علي رضي الله عنه مجهول.
٣٣٣: زياد بن كعب بن مرحب
قال الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع زياد بن كعب بن
مرحب ينظر في امره وما كان منه في امر الحسين ع وهو رسوله
اي رسول علي إلى الأشعث بن قيس إلى أذربيجان اه‍ وقول الشيخ ينظر
في امره الخ دليل على توقفه في امره والذي كان منه في امر الحسين ع لم
نجد من فسره ولم نعثر على تفسيره اه‍ ومما يوجب القدح أو المدح وذكره
نصر في كتاب صفين بعنوان زياد بن مرحب الهمداني فنسبه إلى جده. روى
نصر في كتاب صفين ص ١٣ عن محمد بن عبيد الله عن الجرجاني قال لما
بويع علي وكتب إلى العمال كتب إلى الأشعث بن قيس مع زياد بن مرحب
الهمداني والأشعث على أذربيجان عامل لعثمان اما بعد فلولا هنات كن فيك
كنت المقدم في هذا الامر قبل الناس ولعل امرك يحمل بعضه بعضا ان
اتقيت الله ثم انه كان من بيعة الناس إياي ما قد بلغك وكان طلحة والزبير
ممن بايعاني ثم نقضا بيعتي على غير حدث وأخرجا أم المؤمنين وسارا إلى
البصرة فسرت إليهما فالتقينا فدعوتهم إلى أن يرجعوا فيما خرجوا منه فأبوا
فأبلغت في الدعاء وأحسنت في البقية وان عملك ليس لك بطعمة ولكنه
أمانة وفي يديك مال من مال الله وأنت من خزان الله عليه حتى تسلمه إلي
ولعلي ان لا أكون شر ولاتك لك ان استقمت ولا قوة الا بالله فلما قرأ
الكتاب قام زياد بن مرحب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس
انه من لم يكفه القليل لم يكفه الكثير ان امر عثمان لا ينفع فيه العيان ولا
يشفي منه الخبر غير أن من سمع به ليس كمن عاينه ان الناس بايعوا
عليا راضين به وان طلحة والزبير نقضا بيعته على غير حدث ثم أذنا
بحرب فاخرجا أم المؤمنين فسار إليهما فلم يقاتلهم وفي نفسه منهم حاجة
فأورثه الله الأرض وجعل له عاقبة المتقين فقال السكوني وقد خاف ان
يلحق بمعاوية من أبيات:
اني أعيذك بالذي هو مالك * بمعاذة الآباء والأجداد
مما يظن بك الرجال وانما * ساموك خطة معشر أوغاد
فادفع بمالك دون نفسك اننا * فادوك بالأموال والأولاد
وأطع زيادا انه لك ناصح * لا شك في قول النصحيح زياد
وانظر عليا انه لك جنة * ترشد ويهدك للسعادة هاد
٣٣٤: زياد الكوفي الحناط
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٣٣٥: زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة بن
عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن ضب بن جشم بن الخزرج بن
ثعلبة الأنصاري الخزرجي البياضي يكنى أبا عبد الله أو أبا عبد الرحمن.
توفي سنة ٤١.
هكذا ساق نسبه ابن الأثير في أسد الغابة ومثله ابن سعد في الطبقات
الكبير إلى الخزرج وقال أمه عمرة بنت عبيد بن مطروف بن الحارث بن
زيد بن عبيد من بني عمرو بن عوف من الأوس شهد زياد العقبة مع
السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا وكان لما أسلم يكسر أصنام بني
بياضة هو وفروة بن عمرو. وخرج إلى رسول الله ص بمكة فأقام معه حتى
هاجر إلى المدينة فهاجر معه فكان يقال زياد مهاجري أنصاري وشهد بدرا
واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ص ثم روى بسنده عن
موسى بن عمران بن مناح قال توفي رسول الله ص وعامله على حضرموت
زياد بن لبيد ولي قتال أهل الردة باليمن حين ارتد أهل النجير مع
الأشعث بن قيس حتى ظفر بهم فقتل من قتل واسر من أسر وبعث
بالأشعث إلى أبي بكر في وثاق اه‍ وفي تهذيب التهذيب مات النبي ص وهو
عامله على حضرموت وكان له بلاء حسن في قتال أهل الردة روى عن النبي
ص وعنه سالم بن أبي الجعد وقال البخاري لا أرى سالما سمع منه وقال ابن
قانع روى عنه جبير بن نفير وقال الطبراني سكن الكوفة وقال مسلم وابن
حبان سكن الشام زاد ابن حبان وكان من فقهاء الصحابة اه‍ وفي الإصابة
بالاسناد إلى زياد بن لبيد قال رسول الله ص هذا أوان انقطاع العلم فقال يا
رسول الله وكيف يذهب العلم وقد أثبت ووعته القلوب الحديث وذكر له
صاحب الإصابة طرقا أخرى قدح في بعضها ومنها ما رواه بسنده عن أبي
الدرداء كنا مع رسول الله ص فقال هذا أوان يختلس العلم فقال له زياد بن
لبيد الأنصاري فذكر الحديث وفي أسد الغابة بسنده عن زياد بن لبيد قال
رسول الله ص شيئا فقال ذاك عند ذهاب العلم قالوا يا رسول الله وكيف
يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ويقرؤه أبناؤنا قال ثكلتك أمك ابن أم لبيد
أو ليس اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل ولا ينتفعون منهما
بشئ اه‍ وهنا يسأل كيف تتفق هذه الروايات مع روايات خير القرون
قرني والذي يليه ثم الذي يليه وفي شرح النهج الحديدي ج ١ ص ٤٨ زياد
ابن لبيد البياضي الأنصاري كان من أصحاب علي ع ومما رويناه
من الشعر المنقول في صدر الاسلام المتضمن كونه ع وصي رسول
الله ص قول زياد بن لبيد الأنصاري يوم الجمل:
كيف ترى الأنصار في يوم الكلب * انا أناس لا نبالي من عطب
ولا نبالي في الوصي من غضب * وانما الأنصار جد لا لعب
هذا علي وابن عبد المطلب * ننصره اليوم على من قد كذب
من يكسب البغي فبئس ما اكتسب
وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج ١ ص ٩٧ ٩٨: لما قدمت
كندة حجاجا قبل الهجرة عرض رسول الله ص نفسه عليهم كما كان
يعرضها على احياء العرب فدفعه بنو وليعة من بني عمرو بن معاوية ولم
يقبلوه فلما هاجر ص وتمهدت دعوته وجاءته وفود العرب جاءه وفد كندة
فيهم الأشعث وبنو وليعة بنو وليعة فأسلموا فأطعمهم طعمة من صدقات حضرموت
وكان عامله على حضرموت زياد بن لبيد البياضي الأنصاري فدفعها زياد
إليهم فأبوا اخذها وقالوا لا ظهر لنا فابعث بها إلى بلادنا على ظهر من عندك
فأبى زياد وحدث بينه وبينهم شر كاد يكون حربا فرجع منهم قوم إلى رسول
الله ص وكتب زياد إليه يشكوهم. قال وفي هذه الواقعة كان الخبر المشهور
عن رسول الله ص انه قال لتنتهن يا بني وليعة أو لأبعثن عليكم رجلا عديل
نفسي يقتل مقاتلتكم ويسبي ذراريكم قال عمر بن الخطاب فما تمنيت
الامارة الا يومئذ وجعلت أنصب له صدري رجاء ان يقول هو هذا فاخذ
بيد علي وقال هو هذا ثم كتب رسول الله ص إلى زياد فوصله الكتاب وقد
توفي رسول الله ص فارتدت بنو وليعة قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري
(٨٠)

فامر أبو بكر زيادا على حضرموت فلما خرج ليقبض الصدقات من بني
عمرو بن معاوية اخذ ناقة لغلام منهم يعرف بشيطان بن حجر وكانت صفية
نفيسة اسمها شذرة فمنعه الغلام عنها وقال خذ غيرها فأبى زياد ولج
فاستغاث شيطان بأخيه العداء ابن حجر فقال لزياد دعها وخذ غيرها فأبى
زياد ذلك ولج الغلامان في اخذها ولج زياد وقال لهما لا تكونن شذرة عليكما
كالبسوس فهتف الغلامان يا لعمرو انضام ونضطهد ان الذليل من اكل في
داره وهتفا بمسروق بن معدي كرب فقال مسروق لزياد أطلقها فأبى فقال
مسروق:
يطلقها شيخ بخديه الشيب * ملمعا فيه كتلميع الثوب
ماض على الريب إذا كان الريب
ثم قام فأطلقها فاجتمع إلى زياد بن لبيد أصحابه واجتمع بنو وليعة
وأظهروا أمرهم فبيتهم زياد وهم غارون فقتل منهم جمعا كثيرا ونهب وسبى
ولحق فلهم بالأشعث فقال لا أنصركم حتى تملكوني فملكوه وتوجوه فخرج
إلى زياد في جمع كثيف وكتب أبو بكر إلى المهاجر ابن أبي أمية وهو على
صنعاء ان يسير بمن معه إلى زياد فسار ولقوا الأشعث فهزموه وقتل مسروق
ولجأ الأشعث والباقون إلى الحصن المعروف بالنجير فحاصرهم المسلمون
حصارا شديدا حتى ضعفوا ونزل الأشعث ليلا إلى المهاجر وزياد وطلب
الأمان له ولعشرة من أهله فأمناه مع العشرة على أن يفتح لهم الحصن
ويسلمهم من فيه ففعل فقتلوا من فيه وكانوا ثمانمائة وحملوا الأشعث إلى أبي
بكر موثقا بالحديد فعفا عنه وزوجه أخته أم فورة وكانت عمياء اه‍ وفعل
الأشعث هذا يكشف لك عن نفسيته فاقتصر في الأمان على نفسه وأهله
واسلم ثمانمائة كانوا أنصاره إلى القتل وخانهم ولو كان فيه شئ من الشهامة
والدين لطلب الأمان لكل من معه وخلصهم وردهم إلى الاسلام.
٣٣٦: زياد المحاربي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر والصادق ع.
٣٣٧: زياد بن مرحب الهمداني
مر بعنوان زياد بن كعب بن مرحب
٣٣٨: زياد بن مروان الأنباري القندي مولى بني هاشم أبو الفضل أو أبو عبد الله
القندي بالقاف والنون والدال المهملة.
قال النجاشي زياد بن مروان أبو الفضل وقيل أبو عبد الله الأنباري
القندي مولى بني هاشم روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ووقف في الرضا
ع له كتاب يرويه جماعة أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون وغيره عن
أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي حدثنا
محمد بن إسماعيل الزعفراني بكتابه وفي الفهرست زياد بن مروان القندي له
كتاب أخبرنا به الحسين بن عبيد الله عن محمد بن علي بن الحسين عن
محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن
زياد بن مروان وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
زياد ابن مروان القندي الأنباري أبو الفضل ثم فيهم أيضا زياد القندي في منهج
المقال والظاهر أنه هو وفي رجال الكاظم ع زياد بن مروان القندي
يكنى أبا الفضل له كتاب واقفي وقال الكشي في زياد بن مروان القندي
حدثني حمدويه حدثنا الحسن بن موسى قال زياد هو أحد أركان الوقف.
وقال أبو الحسن حمدويه هو زياد بن مروان القندي بغدادي. حدثني
محمد بن الحسن حدثني أبو علي الفارسي عن محمد بن إسماعيل بن أبي
سعيد الزيات قال كنت مع زياد القندي حاجا ولم نكن نفترق ليلا ولا نهارا
في طريق مكة وبمكة وفي الطواف ثم قصدته ذات ليلة فلم أره حتى طلع
الفجر فقتل له غمني ابطاؤك فأي شئ كانت الحال قال لي ما زلت
بالأبطح مع أبي الحسن يعني أبا إبراهيم وعلي ابنه عن يمينه فقال يا أبا
الفضل أو يا زياد هذا ابني علي قوله قولي وفعله فعلي فان كانت لك حاجة
فانزلها به واقبل قوله فإنه لا يقول على الله الا الحق قال ابن أبي سعيد فمكثنا
ما شاء الله حتى حدث من امر البرامكة ما حدث فكتب زياد إلى أبي الحسن
علي بن موسى الرضا ع يسأله عن ظهور هذا الحديث والاستتار
فكتب إليه أبو الحسن ع أظهر فلا باس عليك منهم فاظهر زياد
فلما حدث الحديث قلت له يا أبا الفضل اي شئ تقول بهذا الامر فقال لي
ليس هذا أوان الكلام فيه فلما ألححت عليه بالكلام بالكوفة وبغداد وكل
ذلك يقول لي مثل ذلك إلى أن قال في اخر كلامه ويحك فتبطل هذه
الأحاديث التي رويناها اه‍ دل هذا الحديث على رواية زياد النص من
الكاظم على امامة الرضا ع وانه بعد نكبة البرامكة كتب إلي
الرضا ع يسأله أيظهر هذا الحديث المتضمن نص الكاظم على
امامة الرضا ع أم يستتر به خوفا من بني العباس فأمره باظهاره
وأخبره انه لا باس عليه منهم فأظهره فسأله ابن أبي سعيد حينئذ عن رأيه
بهذا الامر فلم يخبره واعتذر بأنه ليس هذا أوان اظهاره فلما ألح عليه
بالسؤال قال له ويحك فتبطل هذه الأحاديث التي رويناها وفيه اجمال فيمكن
إرادة الأحاديث التي رواها في امامة الرضا ع ولا ينافيه انه أنكر
إمامته ووقف فإنه كان طمعا في الدنيا ويمكن ان يريد فتبطل هذه الأحاديث
التي رواها عن الرضا ع هذا ان وجدت له روايات عنه وهو غير معلوم
والا لم يقتصر الشيخ والنجاشي على عده من أصحاب الصادق والكاظم فقط
ويمكن ان يريد بطلان الأحاديث التي رواها في الوقف على الكاظم.
وروى الكليني في الكافي في باب النص على الرضا ع عن أحمد بن
مروان عن محمد بن علي عن زياد بن مروان القندي وكان من الواقفة قال
دخلت على أبي إبراهيم وعنده ابنه أبو الحسن فقال لي يا زياد هذا ابني فلان
كتابه كتابي وكلامه كلامي ورسوله رسولي وما قاله فالقول قوله. وعن
الصدوق في العيون انه روى في الصحيح عن زياد بن مروان القندي قال
دخلت على أبي إبراهيم وعنده علي ابنه فقال يا زياد هذا كتابه كتابي وكلامه
كلامي ورسوله رسولي وما قال فالقول قوله وقال الصدوق بعد روايته هذه قال
مصنف هذا الكتاب: ان زياد بن مروان روى هذا الحديث ثم أنكره بعد
مضي موسى ع وقال بالوقف وحبس ما كان عنده من مال موسى
اه‍.
وروى الكشي عن محمد بن مسعود حدثني علي بن محمد حدثني
محمد بن أحمد عن أحمد بن الحسين عن محمد بن جمهور عن أحمد بن الفضل
عن يونس بن عبد الرحمن قال مات أبو الحسن ع وليس من قوامه
أحد الا وعنده المال الكثير وكان ذلك سبب وقفهم وجحودهم موته وكان
عند زياد القندي سبعون ألف دينار اه‍. وفي رجال الكشي أيضا ما يأتي
(٨١)

في يونس بن عبد الرحمن فقد روى بسنده عن يونس انه مات أبو الحسن
ع وليس من قوامه أحد الا وعنده المال الكثير وكان ذلك سبب وقفهم
وجحودهم موته وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار وعند علي بن أبي
حمزة ثلاثون ألف دينار إلى أن قال يونس فبعثا إلي وقالا لم تدعو إلى هذا
ان كنت تريد المال فنحن نغنيك وضمنا لي عشرة آلاف دينار الحديث
وعن الشيخ في كتاب الغيبة عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار
وسعد بن عبد الله الأشعري جميعا عن يعقوب بن زياد الأنباري عن بعض
أصحابنا قال مضى أبو إبراهيم وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار
وخمس جوار فبعث إليهم أبو الحسن ان احملوا ما قبلكم من المال إلى أن
قال فاما ابن أبي حمزة فإنه أنكره ولم يعترف بما عنده وكذلك زياد القندي
الحديث.
وعن الشيخ في كتاب الغيبة أيضا عن ابن عقدة عن علي بن
الحسن بن فضال عن محمد بن عمر بن يزيد وعلي بن أسباط جميعا قالا قال
لنا عثمان بن عيسى الرواسي حدثني زياد القندي وابن مساكن قالا كنا عند
أبي إبراهيم ع إذ قال يدخل عليكم الساعة خير أهل الأرض
فدخل أبو الحسن الرضا ع وهو صبي فقلنا هذا خير أهل الأرض
ثم دنا فضمه إليه فقبله وقال يا بني تدري ما ذلك قال نعم يا سيدي هذان
يشكان في قال علي بن أسباط فحدثت بهذا الحديث الحسن بن محبوب فقال
بتر الحديث لا ولكن حدثني علي بن رئاب ان أبا إبراهيم قال لهما ان
جحدتما حقه وخنتما فعليكما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين يا زياد لا
تنجب أنت وأصحابك ابدا قال علي بن رئاب فلقيت زيادا الندي فقلت
بلغني ان أبا إبراهيم قال لك كذا وكذا فقال أحسبك قد خولطت فمر
وتركني فلم أكلمه ولا مررت به قال الحسن بن محبوب فلم نزل نتوقع لزياد
دعوة أبي إبراهيم حتى ظهر منه أيام الرضا ع ما ظهر ومات
زنديقا.
وفي الخلاصة بعد ما ذكر وقفه ورواية الكشي انه أحد أركان الوقف
قال وبالجملة هو عندي مردود الرواية. وعن المجلسي في الوجيزة انه قال
زياد بن مروان القندي موثق وعن البلغة انه قال زياد بن مروان القندي
موثق على المشهور وفيه نظر وقال المفيد في الارشاد فممن روى النص على
الرضا علي بن موسى ع بالإمامة من أبيه والإشارة إليه منه بذلك
من خاصته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته داود بن كثير الرقي
وعد جماعة إلى أن قال وزياد بن مروان. ثم أورد لكل واحد رواية
تضمن النص المذكور فكانت رواية زياد بن مروان القندي هي هذه اخبرني
أبو القاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن أحمد بن محمد بن
مهران عن محمد بن علي عن زياد بن مروان القندي دخلت على أبي إبراهيم
وعنده أبو الحسن ابنه فقال لي يا زياد هذا ابني فلان كتابه كتابي وكلامه
كلامي ورسوله رسولي وما قال فالقول قوله اه‍. فتلخص من ذلك كله
ان الرجل روى النص على الرضا من أبيه الكاظم ع ثم أنكره
ووقف على الكاظم طمعا في المال الذي كان عنده وكفى ذلك قدحا فيه الا
ان صاحب النقد قال إن يونس بن عبد الرحمن روى ذلك بطريق ضعيف
اه‍ واما توثيق المجلسي له فالظاهر أنه مستند إلى كلام المفيد ولا يخفى ما في
الاستناد إليه من الوهن فإنه لا يمكن ادخاله في الصفات المذكورة من أنه من
خاصته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه كيف وقد خالف ما رواه طمعا في
حطام الدنيا والمفيد قد تأمل أهل الرجال فيما انفرد به من التوثيقات في
الارشاد من أصلها ولم يعتمدوا عليها على جلالة قدر المفيد ومن ذلك يتطرق
النظر إلى قول صاحب البلغة انه موثق على المشهور إذ لا شهرة هناك ويمكن
ان يكون استفادة توثيقه من رواية ابن أبي عمير عنه واجلاء القميين وغيرهم
وكونه كثير الرواية والله أعلم.
وفي حواشي مصباح الكفعمي عن زياد القندي قال دخلت المدينة
ومعي أخي سيف فأصاب الناس رعاف شديد كان الرجل يرعف يومين
ويموت فرجعت إلى منزلي فإذا سيف في الرعاف وهو يرعف رعافا شديدا
فدخلت على أبي عبد الله ع فقال يا زياد أطعم سيفا التفاح
فأطعمته فبرئ اه‍.
وقال الخطيب في تاريخ بغداد ج ١ ص ٨٩ واما مسجد الأنباريين
فينسب إليهم لكثرة من سكنه منهم وأقدم من سكنه منهم زياد القندي.
وكان يتصرف في أيام الرشيد وكان الرشيد والي أبا وكيع الجراح ابن مليح
بيت المال فاستخلف زيادا وكان زياد شيعيا من الغالبة فاختان هو وجماعة
من الكتاب واقتطعوا من بيت المال وصح ذلك عند الرشيد فامر بقطع يد
زياد فقال يا أمير المؤمنين لا يجب علي قطع اليد انما مؤتمن وانما خنت فكف
عن قطع يده اه‍.
التمييز
في رجال الطريحي والكاظمي يعرف زياد بن مروان القندي برواية
محمد بن إسماعيل الزعفراني ويعقوب بن يزيد عنه وفي شيخه الفقيه رواية
محمد بن عيسى بن عبيد عنه. وفي كتاب لبعض المعاصرين ان الكاظمي
زاد رواية محمد بن عيسى وعبد الله بن سنان ومحمد بن أبي بكر الأرحبي
وكثير بن عياش عنه ولا اثر لذلك في رجال أبي علي ولا في نسختين من
مشتركات الكاظمي عندي. ومر في روايات الكشي رواية محمد بن علي
عنه وفي رواية الشيخ في كتاب الغيبة رواية عثمان بن عيسى الرواسي عنه
وعن جامع الرواة انه زاد رواية ابن أبي عمير ومحمد بن عمران الأشعري
ومحمد بن حمدان المدائني ويونس بن عبد الرحمن وأحمد بن أبي عبد الله وعبد
الرحمن بن حماد المدائني ويونس بن عبد الرحمن وأحمد بن أبي عبد الله وعبد
الرحمن بن حماد وإبراهيم بن هاشم وعلي بن سليمان وأحمد بن محمد عيسى
عنه وعن بحر العلوم الطباطبائي انه زاد رواية الحسين بن محمد بن عمران
وعلي بن الحكم عنه.
تنبيه
ذكر بعض المعاصرين في كتاب له زياد بن مروان المخزومي وقال إن
المفيد عده في الارشاد ممن روى النص على الرضا من أبيه الكاظم
ع وتعجب من الميرزا حيث عنونه بالمخزومي في اخر باب الميم وفي
الألقاب من منهج المقال اه‍ ولكن العجب من هذا الرجل في تسرعه وعدم
ضبطه فالمفيد قال وزياد بن مروان والمخزومي اه‍. فهما شخصان زياد بن
مروان القندي والمخزومي وقد ذكر لهما روايتين في النص رواية للقندي
ورواية للمخزومي.
٣٣٩: زياد بن مسلم أبي غياث أبو عتاب الدغشي مولاهم
قال النجاشي زياد بن أبي غياث واسم أبي غياث مسلم مولى آل
دغش بن محارب بن خصفة.
(٨٢)

روى عن أبي عبد الله ع ذكره ابن عقدة وابن نوح ثقة سليم
له كتاب يرويه جماعة أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون وغيره عن أحمد بن
محمد بن سعيد حدثنا حميد بن زياد قراءة حدثنا أحمد بن الحسن الحسين
القزاز البصري حدثنا أبو شعيب صالح بن خالد المحاملي عن أبي إسماعيل
ثابت بن شريح الصائغ الأنباري عن زياد بن أبي غياث بكتابه وفي
الفهرست زياد بن أبي غياث له كتاب أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى عن
ابن عقدة عن حميد بن زياد عن أحمد بن الحسين القزاز البصري عن
صالح بن خالد المحاملي عن ثابت بن شريح عن زياد بن أبي غياث مولى آل
دغش عن الصادق ع وفي التعليقة في التهذيب رواية عن زياد بن
أبي عتاب بالعين المهملة والتاء والمثناة من فوق والباء الموحدة ويأتي عن
رجال الشيخ في أصحاب الصادق ع زياد بن مسلم أبو عتاب
الكوفي والاتحاد غير خفي اه‍. اي الاتحاد بين زياد بن أبي غياث وابن أبي
عتاب وابن مسلم أبو عتاب بان يكون غيث وعتاب صحف أحدهما بالآخر
لاتحاد الحروف الا في النقط وتصريح النجاشي بان أبا غياث اسمه مسلم
وتصريح الشيخ بان أبا عتاب اسمه مسلم وكون كل منهما راويا عن الصادق
ع ولا ينافي ذلك قول الشيخ زياد بن مسلم أبو عتاب بدعوى
ظهور ان أبو عتاب وصف لزياد لكونه مرفوعا لا لمسلم المجرور فان أبو هنا
جار على الحكاية فالحكاية كثيرة في مثله كما يعرف بالتتبع ومنه يعرف النظر في
قول صاحب النقد انه يظهر من كلام الشيخ هنا وفي التهذيب في باب
المواقيت من الزيادات وغيره ان أبا عتاب كنية لزياد ويظهر من كلام
النجاشي والعلامة انه كنية لمسلم اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف زياد بن أبي غياث الثقة برواية
أبي ثابت شريح الصائغ الأنباري عنه.
٣٤٠: زياد بن مسلم أبو عتاب الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ومر في الذي قبله.
٣٤١: زياد بن مطرف الهمداني
في ذيل المذيل ص ٦٣ عند ذكر جماعة ممن روى عن رسول الله من
همدان قال زياد بن مطرف ثم روى بالاسناد عن أبي إسحاق الهمذاني عن
زياد بن مطرف: سمعت رسول الله ص يقول من أحب ان يحيا حياتي
ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي قضبانا من قضبانها غرسها في
جنة الخلد فليتول علي بن أبي طالب ع وذريته من بعده فإنهم لن
يخرجوهم من باب هدى ولن يدخلوهم في باب ضلالة اه‍. وفي أسد
الغابة زياد بن مطرف ذكره مطين في الصحابة ولا تصح له صحبة أخرجه
أبو نعيم وابن منده مختصرا اه‍. وما مر عن ذيل المذيل صريح في صحبته
والمثبت مقدم على النافي. وفي الإصابة زياد بن مطرف ذكره مطين والباوردي
وابن جرير وابن شاهين في الصحابة وأخرجوا من طريق أبي إسحاق عنه
سمعت رسول الله ص يقول من أحب ان يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل
الجنة فليتول عليا وذريته من بعده قال ابن منده لا يصح. قلت في سنده
يحيى بن يعلى المحاربي وهو واه اه‍.
٣٤٢: زياد بن منذر أبي رجاء الكوفي
مر في زياد بن أبي رجاء وفي زياد بن عيسى أبو عبيدة الحذاء وفي
الخلاصة زياد بن أبي رجاء واسم أبي رجاء منذر كوفي ثقة صحيح اه‍.
وقد اتخذ ذلك كله من كلام النجاشي السابق وهو دال على أن أبا عبيدة
وزياد بن أبي رجاء وابن المنذر واحد.
٣٤٣: زياد بن المنذر أبو حازم
في ميزان الذهبي شيعي ضعفه أبو حاتم ولم يذكره ولده عبد الرحمن
في كتابه.
٣٤٤: أبو الجارود وأبو النجم زياد بن المنذر الهمداني العبدي أو الثقفي
الخراساني الكوفي الخارقي أو الخارفي أو الحرقي مولاهم الزيدي الأعمى
الملقب سرحوب
توفي سنة ١٥٠ كما في الذريعة وعن البخاري انه ذكره فيمن مات من ١٥٠ إلى ١٦٠.
كنيته
في فهرست ابن النديم أبو الجارود ويكنى أبا النجم.
والهمداني بالميم الساكنة والدال المهملة نسبة إلى همدان قبيلة من
اليمن والعبدي نسبة إلى عبد القيس قبيلة ويأتي عن ابن نوح انه ثقفي
والخراساني قال بعض المعاصرين في كتاب له انما نسبناه بالخراساني
لتصريحهم في الجارودية السرحوبية بان رئيسهم من أهل خراسان يقال له أبو
الجارود زياد بن المنذر والخارقي في الخلاصة بالخاء المعجمة بعدها ألف
وراء وقاف وقيل الحرقي بالحاء المضمومة المهملة والراء والقاف اه‍. وهو
نسبة إلى حرقة قبيلة من همدان والخارقي بالقاف الظاهر أنه تصحيف
الخارفي بالفاء وجعله نسبة إلى بيع السيوف القاطعة كما قاله بعض
المعاصرين في كتاب له بعيد اما الخارفي بالفاء فقيل انه نسبة إلى
مالك بن عبد الله بن كثير الملقب بخارف أبي قبيلة من همدان والحوفي
بالحاء المهملة والواو والفاء نسبة إلى حوف موضع بعمان ولعله تصحيف
الحرقي قال ابن داود الحوفي بالحاء المهملة والفاء ومن أصحابنا من أثبته
الخورقي بالخاء المعجمة والراء والقاف ومنهم من قال الحرقي بالحاء المهملة
والراء والقاف والأول المعتمد وهو ما عبره الشيخ أبو جعفر اه‍.
وسرحوب في الخلاصة بسين مهملة مضمومة وراء وحاء مهملة وباء
موحدة بعد الواو سمي باسم شيطان أعمى يسكن البحر اه‍. وسماه
بذلك الباقر ع كما يأتي.
أقوال العلماء فيه
في مسودة الكتاب تابعي روى عن علي بن الحسين وولده الباقر
ع قبل ان يصير زيديا وفي فهرست ابن النديم أبو الجارود من علماء
الزيدية يقال ان جعفر بن محمد بن علي ع سال عنه فقال ما فعل
أبو الجارود أرجأ بعد ما أولى اما انه لا يموت الا تائها وقال لعنه الله فإنه
أعمى القلب أعمى البصر وقال فيه محمد بن سنان أبو الجارود لم يمت حتى
شرب المسكر وتولى الكافرين اه‍. قوله أرجأ بعد ما أولى اما انه لا يموت
الا تائها وقال فالنسخة غير مضمونة الصحة ولعل المراد انه صار مرجئا
بعد ما كان متوليا أهل البيت.
(٨٣)

وفي الخلاصة زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني الخارقي بالخاء
المعجمة وقيل الحرقي بالحاء المهملة المضمومة والقاف الكوفي الأعمى تابعي
زيدي المذهب إليه تنسب الجارودية من الزيدية كان من أصحاب أبي جعفر
وروى عن الصادق ع وتغير لما خرج زيد رضي الله عنه وروى
عن زيد قال ابن الغضائري حديثه في حديث أصحابنا أكثر منه في الزيدية
وأصحابه يكرهون ما رواه محمد بن أبي بكر الأرمني وقال الكشي زياد بن
المنذر أبي الجارود الأعمى السرحوب مذموم لا شبهة في ذمة سمي سرحوبا
باسم شيطان أعمى يسكن البحر اه‍. وعبارة ابن الغضائري المنقولة هكذا
زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني الخارفي روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله
ع وزياد هو صاحب المقام حديثه في حديث أصحابنا إلى اخر ما
مر وقال النجاشي: زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني الخارقي الأعمى
أخبرنا ابن عبدون عن علي بن محمد عن علي بن الحسن عن حرب بن
الحسن عن محمد بن سنان قال لي أبو الجارود ولدت أعمى ما رأيت الدنيا
قط كوفي كان من أصحاب أبي جعفر وروى عن أبي عبد الله ع
وتغير لما خرج زيد رضي الله عنه وقال أبو العباس بن نوح هو ثقفي سمع
عطية وروى عن أبي جعفر وروى عنه مروان بن معاوية وعلي بن هاشم بن
البريد يتكلمون فيه قاله النجاري له كتاب تفسير القرآن رواه عن أبي جعفر
ع أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن سعيد قال
حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي حدثنا أبو سهل كثير بن عياش القطان
حدثنا أبو الجارود بالتفسير. وقال الشيخ في الفهرست زياد بن المنذر يكنى
أبا الجارود زيدي المذهب واليه تنسب الجارودية له كتاب
التفسير عن أبي جعفر ع وله أصل أخبرنا به الشيخ أبو عبد الله محمد بن
محمد بن النعمان والحسين بن عبيد الله عن محمد بن علي بن الحسين عن
أبيه عن علي بن الحسن بن سعدان الهمداني عن محمد بن إبراهيم القطان
عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع وأخبرنا
بالتفسير أحمد بن عبدون عن أبي بكر الدوري عن أحمد بن محمد بن سعيد
عن أبي عبد الله جعفر بن عبد الله بن جعفر محمد بن علي بن أبي طالب
المحمدي عن كثير بن عياش القطان وكان ضعيفا وخرج أيام أبي السرايا
معه فاصابته جراحة عن زياد بن المنذر أبي الجارود عن أبي جعفر
ع وفي أصحاب الباقر ع زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني
الحوفي تابعي زيدي أعمى إليه تنسب الجارودية وفي أصحاب الصادق
ع زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني الخارفي الحوفي مولاهم كوفي.
وقال الكشي في أبي الجارود زياد بن المنذر الأعمى السرحوب
حكي ان أبا الجارود سمي سرحوبا وتنسب إليه السرحوبية من الزيدية
سماه بذلك أبو جعفر ع وذكر ان سرحوبا اسم شيطان أعمى
يسكن البحر وكان أبو الجارود مكفوفا أعمى أعمى القلب. إسحاق بن
محمد البصري حدثني محمد بن جمهور حدثني موسى بن بشار الوشاء عن أبي
نصر قال كنا عند أبي عبد الله ع فمرت بنا جارية معها قمقم
فقلبته فقال أبو عبد الله ع ان الله عز وجل ان كان قد قلب قلب
أبي الجارود كما قلبت هذه الجارية فما ذنبي. علي بن محمد حدثني محمد بن أحمد
عن علي بن إسماعيل عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن
أبي أسامة قال لي ما فعل أبو الجارود اما والله لا يموت الا تائها أقول هذان
الخبران مرا في زرارة فيظهر ان ابدال زياد بزرارة من سهو القلم. علي بن
محمد حدثني محمد بن أحمد عن العباس بن معروف عن أبي القاسم الكوفي
عن الحسين بن محمد بن عمران عن زرعة عن سماعة عن أبي بصير قال
ذكر أبو عبد الله ع كثير النوا وسالم بن أبي حفصة وأبا الجارود
فقال كذابون مكذبون كفار عليهم لعنة الله قلت جعلت فداك كذابون قد
عرفتهم فما معنى مكذبون قال كذابون يأتوننا فيخبروننا انهم يصدقوننا وليس
كذلك ويسمعون حديثنا فيكذبون به. حدثني محمد بن الحسن البراثي
وعثمان بن حامد الكشيان قالا حدثنا محمد بن زياد عن محمد بن الحسين
عن عبد الله المزخرف عن أبي سليمان الحمال الحمار سمعت أبا عبد الله
ع يقول لأبي الجارود بمنى في فسطاطه رافعا صوته يا أبا الجارود
كان والله أبي امام أهل الأرض حيث مات لا يجهله الا ضال ثم رأيته في
العام المقبل قال له مثل ذلك فلقيت أبا الجارود بعد ذلك بالكوفة فقلت له
أليس قد سمعت ما قال أبو عبد الله ع مرتين قال انما يعني أباه
علي بن أبي طالب ص اه‍.
وعن المفيد في رسالته التي يرد فيها على الصدوق قوله ان شهر رمضان
لا ينقص انه قال واما رواة الحديث بان شهر رمضان شهر من شهور السنة
يكون تسعة وعشرين يوما ويكون ثلاثين يوما فهم فقهاء أصحاب أبي جعفر
محمد بن علي وأبي عبد الله والاعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام
والفتيا والاحكام الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم وهم
أصحاب الأصول المدونة والمصنفات المشهورة ثم شرع في ذكرهم وذكر
رواياتهم وفيها رواية أبي الجارود عن الباقر ع اه‍.
وهذه الصفات التي وصفهم بها لا يمكن انطباقها على أبي الجارود
بعد ما ورد فيه ما ورد ولا ان يخفى ذلك على المفيد فلا بد ان يكون خارجا
منهم وأن يكون ذكره فيهم لمجرد روايته مثلما رووا لا انه متصف بجميع
صفاتهم والله أعلم. وفي تهذيب التهذيب زياد بن المنذر الهمداني ويقال
النهدي ويقال الثقفي أبو الجارود الأعمى الكوفي. عن أحمد بن حنبل
متروك الحديث وضعفه جدا. عن يحيى بن معين كذاب عدو الله ليس
يسوى فلسا قال البخاري يتكلمون فيه وقال النسائي متروك وفي موضع
اخر: ليس بثقة، أبو حاتم ضعيف وقال يزيد بن ذريع لأبي عوانة لا
تحدث عن أبي الجارود فإنه اخذ كتابه فأحرقه وقال أبو حاتم بن حبان كان
رافضيا يضع الحديث في مثالب الأصحاب ويروي في فضائل أهل البيت
أشياء ما لها أصول لا يحل كتب حديثه ابن عدي عامة أحاديثه غير محفوظة
وعامة ما يرويه في فضائل أهل البيت وهو من المعدودين من أهل الكوفة
الغالين وأحاديثه عمن يروي عنه فيها نظر روى له الترمذي حديثا واحدا في
اطعام الجائع وقال النوبختي في مقالات الشيعة عند ذكر فرق الزيدية
العشرة والجارودية منهم أصحاب أبي الجارود زياد بن المنذر اه‍. وعن
الحاكم في التاريخ انه يضع الحديث. ابن عبد البر اتفقوا على أنه ضعيف
الحديث منكره. قال ابن حجر: في الثقات لابن حبان زياد بن المنذر روى
عن نافع بن الحارث وعنه يونس بن بكير فهو هو غفل عنه ابن حيان اه‍.
مؤلفاته
قد عرفت ان له أصلا من جملة الأصول وان له تفسيرا رواه عن
الباقر ع.
الكلام على تفسيره
قال ابن النديم في الفهرست ص ٥٠ طبعة مصر: الكتب المصنفة في
(٨٤)

تفسير القرآن كتاب الباقر محمد بن علي بن الحسين ع رواه عنه
أبو الجارود زياد بن المنذر رئيس الجارودية الزيدية اه‍. فنسبه إلى الباقر
ع باعتبار انه من املائه ونسبه غيره إلى أبي الجارود باعتبار انه
رواه عنه وجمعه ورتبه وجعله كتابا مستقلا وكانت روايته له في حال استقامته
والراوي لهذا التفسير عن أبي الجارود في طريقي النجاشي والشيخ هو أبو
سهل كثير بن عياش القطان كما مر وهو وان كان ضعيفا لكن في الذريعة ان
علي بن إبراهيم بن هاشم القمي الذي اخرج هذا التفسير في تفسيره
المطبوع رواه باسناده إلى أبي بصير يحيى بن القاسم الأسدي المصرح بتوثيقه
وهو عن أبي الجارود وقال عند ذكر تفسير القمي علي بن إبراهيم ص ٣٠٨
ليس طريق الرواية عن أبي الجارود منحصرا بكثير بن عياش الضعيف بل
يروي عن أبي الجارود جماعة من الثقات الاثبات منهم منصور بن يونس
وحماد بن عيسى وعامر بن كثير السراج والحسن بن محبوب وأبو إسحاق
النحوي ثعلبة بن ميمون وإبراهيم بن عبد الحميد وصفوان بن يحيى
والمفضل بن عمر الجعفي وسيف بن عميرة وعمر بن أذينة وعبد الصمد بن
بشير اه‍. وأشار إلى مواضع هذه الروايات لكنها ليست روايات لتفسيره
وقال أيضا ص ٣٠٣ ان علي بن إبراهيم في تفسيره روى عن عبد
الصمد بن بشير عن أبي الجارود وعن صفوان بن يحيى عن أبي الجارود وان
تلميذه أبا الفضل العباس بن محمد بن قاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر
ع الراوي لهذا التفسير عنه لما رأى خلو تفسيره عن روايات سائر
الأئمة عدى الصادق ع عمد إلى بعض روايات الإمام الباقر
ع التي أملاها على أبي الجارود فأدخلها في أثناء هذا التفسير
وميزها عن روايات علي بن إبراهيم حتى لا يشتبه الامر على الناظر اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف زياد بن المنذر أبو
الجارود برواية محمد بن سنان ومحمد بن أبي بكر الأرحبي وكثير بن عياش
عنه اه‍. وفي رجال أبي علي عن الفقيه رواية ابان عنه وفيه أيضا عن
المشتركات ورواية عبد الله بن سنان عنه وفي غيره ان الذي ذكر ذلك
الكاظمي اه‍. وليس ذلك في نسختين عندي وعن جامع الرواة انه زاد
رواية أبي مالك الحضرمي ومحمد بن سليمان الأزدي وثعلبة بن ميمون
وعمر بن أذينة ومنصور بن يونس وعبد الصمد بن بشير وصالح بن أبي
الأسود وإبراهيم الشيباني وابان بن عثمان وابن مسكان وعلي بن إسماعيل
الميثمي وسلمان بن المفضل وعثمان بن عيسى وإبراهيم بن عبد الحميد
وعلي بن النعمان ومحمد بن بكر ومعاوية بن ميسرة وسيف وعمرو بن جبلة
الأحمسي ومحمد بن أبي حمزة ومالك بن عطية وأحمد بن الحسين وابن محبوب
عنه وروايته عن أبي إسحاق عن أمير المؤمنين ع اه‍ ومر عن
النجاشي عن ابن نوح انه سمع عطية وقول النجاشي انه روى عنه
مروان بن معاوية وعلي بن هاشم بن البريد ومر عند ذكر مؤلفاته انه يروي
عنه أيضا حماد بن عيسى وعامر بن كثير السراج وصفوان ابن يحيى
والمفضل بن عمر الجعفي.
وفي تهذيب التهذيب روى عن عطية العوفي وأبي الجحاف داود بن أبي
عوف وأبي الزبير والأصبغ بن نباتة وأبي بردة بن أبي موسى وأبي جعفر الباقر
وعبد الله بن الحسن بن الحسن والحسن البصري ونافع بن الحارث وهو نفيع
أبو داود الأعمى وغيرهم وعنه مروان بن معاوية الفزاري ويونس بن بكير
وعلي بن هاشم البريد وعمار بن محمد ابن أخت سفيان ومحمد بن بكر
البرساني ومحمد بن سنان العوفي وغيرهم.
٣٤٥: زياد بن موسى الأسدي مولاهم الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٣٤٦: زياد مولى جعفر
عن الشيخ في رجاله انه ذكره في أصحاب الباقر ع ومثله
المفيد في محكي الاختصاص وفي نسخة المنهج المطبوعة من أصحاب الصادق
وهو غلط.
٣٤٧: زياد بن النضر الحارثي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وكان زياد هذا
من أخلص أصحاب أمير المؤمنين ع له وللاسلام وحضر معه
وقعة صفين وأبلى فيها بلاء حسنا وجاهد جهادا عظيما وكان فارسا شجاعا
مطاعا شريفا في قومه وكان في جملة من أرسلهم أمير المؤمنين ع
إلى الخوارج ليحتجوا عليهم. وعن الواقدي انه كان في جملة من خرج من
الكوفة إلى المدينة لما أجلب الناس على عثمان وكثرت القالة فيه.
اخباره بصفين
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين أنه لما أراد علي ع
الخروج إلى صفين دخل عليه يزيد بن قيس الأرحبي فقال له في جملة كلام
مر مناديك فليناد الناس يخرجوا إلى معسكرهم بالنخيلة فان أخا الحرب ليس
بالسؤوم ولا النؤوم إلى اخر كلامه فقال زياد بن النضر لقد نصح لك يا
أمير المؤمنين يزيد بن قيس وقال ما يعرف فتوكل على الله ثق به وأشخص
بنا إلى هذا العدو راشدا فان يرد الله بهم خيرا لا يدعوك رغبة عنك إلى من
ليس مثلك في السابقة مع النبي ص والقدم في الاسلام والقرابة من محمد
ص والا ينيبوا أو يقبلوا ويأبوا الا حربنا نجد حربهم علينا هينا ورجونا ان
يصرعهم الله مصارع إخوانهم بالأمس وروى نصر أيضا عن عمر بن سعد
عن يزيد بن خالد بن قطن ان عليا ع لما أراد المسير إلى النخيلة دعا
زياد بن النضر وشريح بن هانئ وكانا على مذحج والأشعريين فقال يا
زياد اتق الله في كل ممسي ومصبح وخفف على نفسك الدنيا الغرور ولا
تأمنها على حال من البلاء واعلم انك ان لم تزع نفسك عن كثير ما تحب
مخافة مكروهه سمت بك الأهواء إلى كثير من الضر فكن لنفسك مانعا
وازعا من البغي والظلم والعدوان فاني قد وليتك هذا الجند فلا تستطيلن
عليهم وان خيركم عند الله أتقاكم وتعلم من عالمهم وعلم جاهلهم واحلم
عن سفيههم فإنك انما تدرك الخير بالحلم وكف الأذى والجهد فقال زياد
أوصيت يا أمير المؤمنين حافظا لوصيتك مؤدبا بأدبك يرى الرشد في نفاذ
امرك والغي في تضييع عهدك فأمرهما ان يأخذوا في طريق واحد ولا يختلفا
وبعثهما في اثني عشر ألفا على مقدمته شريح بن هانئ على طائفة من الجند
وزياد على جماعة وزياد على الجميع فاخذ شريح يعتزل بمن معه من أصحابه
على حدة ولا يقرب من زياد فكتب زياد مع غلام له أو مولى له يقال له
شوذب لعبد الله علي أمير المؤمنين من زياد بن النضر سلام عليك فاني احمد
إليك الله الذي لا اله الا هو اما بعد فإنك وليتني امر الناس وان شريحا لا

(١) في جميع النسخ التي رأيناها الأرجني بالجيم والنون ولا يبعد ان يكون الصواب الأرحبي
بالحاء والباء.
(٨٥)

يرى لي عليه طاعة ولا حقا وذلك من فعله بي استخفافا بأمرك وتركا لعهدك
وكتب شريح بن هانئ سلام عليك فاني احمد إليك الله الذي لا اله الا هو
اما بعد فان زياد بن النضر حين أشركته في امرك ووليته جندا من جنودك
تنكر واستكبر ومال به العجب والخيلاء والزهو إلى ما لا يرضاه الرب تبارك
وتعالى من القول والفعل فان رأى أمير المؤمنين ان يعزله عنا ويبعث مكانه
من يحب فانا له كارهون والسلام فكتب إليهما علي ع بسم الله
الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى زياد ابن النضر وشريح بن
هانئ سلام عليكما فاني احمد اليكما الله الذي لا اله الا هو اما بعد فاني قد
وليت مقدمتي زياد بن النضر وأمرته عليها وشريح على طائفة منها أمير فان
أنتما جمعكما باس فزياد بن النضر على الناس وان افترقتما فكل واحد منكما
أمير الطائفة التي وليناه أمرها. ثم أوصاهما بوصايا قيمة جليلة من
اجل وصايا امراء الجيوش. قال المؤلف كان أمير المؤمنين ع
مبتلى بأمثال شريح الذي كان سئ الباطن في حق أمير المؤمنين ع وكان
يرد عليه أوامره ويجابهه بالكلام الخشن وكلما أراد عزله عن القضاء صاح
أهل الكوفة وا سنة فلان وهو الذي كان السبب في تفرق مدحج لما أحاطوا
بقصر ابن زياد حتى مكن له من قتل هانئ ثم سلط الله على شريح الحجاج
وقتله وأراد إفساد امر زياد بن النضر عند علي ع فلم يغتر بقوله
ودبر الامر أحسن تدبير.
قال نصر في كتاب صفين وذكر نحوه ابن الأثير في الكامل واللفظ
للأول ان عليا ع بعث زياد بن النضر وشريح بن هانئ من
الكوفة في اثني عشر ألفا مقدمة له وطليعة زياد في ثمانية آلاف وشريح في
أربعة فأخذا على شاطئ الفرات من قبل البر مما يلي الكوفة حتى بلغا
عانات فبلغهم اخذ معاوية على طريق الجزيرة وبلغهما ان معاوية اقبل في
جنود الشام من دمشق لاستقبال علي فقالا والله ما هذا لنا برأي ان نسير
وبيننا وبين أمير المؤمنين هذا البحر ما لنا خير ان نلقى جموع أهل الشام
بقلة من عددنا منقطعين من العدد والمدد فذهبوا ليعبروا من عانات فمنعهم
أهلها وحبسوا عنهم السفن فرجعوا فعبروا من هيت ثم لحقوا عليا بقرية
دون قرقيسيا وقد أرادوا أهل عانات فتحصنوا منهم فلما لحقت المقدمة عليا
قال مقدمتي تأتي ورائي فأخبراه بما كان فقال أصبتما رشدكما أو قال سددتما
فلما عبر الفرات سيرهما أمامه على الحالة التي خرجا عليها من الكوفة فلما
انتهيا إلى سور الروم لقيهم أبو الأعور في جند من أهل الشام فأرسلا إلى
علي فأخبراه بذلك فأرسل إلى الأشتر ان زيادا وشريحا أرسلا إلي يعلماني انهما
لقيا أبا الأعور السلمي في جند من أهل الشام بسور الروم فنبأني الرسول انه
تركهم متواقفين فالنجاء إلى أصحابك النجاء فإذا اتيتهم فأنت عليهم
واجعل على ميمنتك زيادا وعلي ميسرتك شريحا وكتب إليهما اني أمرت
عليكما مالكا فاسمعا له وأطيعاه الخبر.
وروى نصر عن عمر بن سعد عن أبي روف قال زياد بن النضر
الحارثي لعبد الله بن بديل بن ورقاء يوم صفين ان يومنا ويومهم ليوم
عصيب ما يصبر عليه الا كل مشيع القلب صادق النية رابط الجاش وأيم الله
ما أظن ذلك اليوم يبقى منا ومنهم الا الرذال فقال عبد الله بن بديل
والله أظن ذلك فقال علي ع ليكن هذا الكلام مخزونا في صدوركما
لا تظهراه ولا يسمعه منكما سامع ان الله كتب القتل على قوم والموت على
آخرين وكل آتية منيته كما كتب الله والمقتولين في طاعته. وروى نصر ان
عليا ع امر زياد بن النضر يوم صفين على مذحج والأشعريين
وعدي بن حاتم على طئ وتجمعهم الدعوة مع مذحج وتختلف الرايتان راية
مذحج مع زياد بن النضر وراية طئ مع عدي بن حاتم. وروى نصر
أيضا ان عليا ع لما كان يخرج الرجل الشريف فيقاتل فيخرج
معاوية مثل ذلك ولا يتزاحفون بجميع الفيلق مخافة الاستئصال في جملة من
أخرجهم علي بن زياد بن النضر الحارثي.
وروى نصر في كتاب صفين عن عمرو بن شمر عن مجالد عن
الشعبي عن زياد بن النضر الحارثي وكان على مقدمة علي ع قال
شهدت مع علي بصفين فاقتتلنا ثلاثة أيام وثلاث ليال حتى تكسرت الرماح
ونفدت السهام ثم صارت إلى المسايفة فاجتلدنا بها إلى نصف الليل حتى
صرنا نحن وأهل الشام في اليوم الثالث يعانق بعضنا بعضا وقد قاتلت ليلتئذ
بجميع السلاح فلم يبق شئ من السلاح الا قاتلت به حتى تحاثينا بالتراب
وتكادمنا بالأفواه حتى صرنا قياما ينظر بعضنا إلى بعض ما يستطيع واحد من
الفريقين ان ينهض إلى صاحبه ولا يقاتل فلما كان نصف الليل من الليلة
الثالثة انحاز معاوية وخيله من الصف وغلب علي ع على القتلى
تلك الليلة.
وروى نصر قال خرج زياد بن النضر الحارثي يسأل المبارزة فخرج
إليه رجل من أهل الشام من بني عقيل فلما عرفه انصرف عنه اه‍ اي لما
عرف العقيلي زيادا انصرف عنه خوفا منه.
وروى نصر ان الأشتر مر بزياد بن النضر يوم صفين يحمل في
العسكر فقال ما هذا قيل زياد بن النضر استلحم هو وأصحابه في الميمنة
فتقدم زياد فرفع رايته لأهل الميمنة فصبروا وقاتل حتى صرع ثم لم يمكثوا الا
كلا شئ حتى مروا بيزيد بن قيس محمولا إلى العسكر فقال الأشتر من هذا
قالوا يزيد بن قيس لما صرع زياد بن النضر رفع لأهل الميمنة رأيته فقاتل
حتى صرع فقال الأشتر هذا والله الصبر الجميل والفعل الكريم.
قال نصر كان مع عمار بن ياسر زياد بن النضر على الخيل فأمره ان
يحمل فحمل وصبروا له وبارز يومئذ زياد بن النضر أخا له من بني عامر
يعرف بمعاوية بن عمرو العقيلي أمهما هند الزبيدية فانصرف كل واحد منهما
عن صاحبه بعد المبارزة سالما.
خبره مع الخوارج
قال ابن الأثير في الكامل: لما اجتمع الخوارج بحروراء قالوا البيعة لله
عز وجل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلما سمع علي وأصحابه ذلك
قامت الشيعة فقالوا له في أعناقنا بيعة ثانية نحن أولياء من واليت وأعداء من
عاديت فقالت الخوارج لأهل العراق استبقتم أنتم وأهل الشام إلى الفكر
كفرسي رهان بايع أهل الشام معاوية على ما أحبوا وكرهوا وبايعتم أنتم
عليا على انكم أولياء من والى وأعداء من عادى فقال لهم زياد بن النضر
والله ما بسط علي يده فبايعناه قط الا على كتاب الله وسنة نبيه ولكنكم لما
خالفتموه جاءته شيعته فقالوا له نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت
ونحن كذلك وهو على الحق والهدى ومن خالفه ضال مضل.
وفي المنتقى من اخبار الأصمعي ص ١٣ حديث مسند عن الشعبي
عن زياد بن النضر الحارثي حاصله ان زياد بن النضر قال كنا على غدير لنا

(١) الواقع ان شريحا هذا غير شريح القاضي الذي عناه المؤلف " ح ".
(٨٦)

في الجاهلية ومعنا رجل يقال له عمرو بن مالك معه بنية له شابة وانه أرسلها
لتأتي لهم بماء من الغدير فاختطفها جان ومضت على ذلك السنون فإذا هي
قد جاءت فقال لها أبوها أين كنت فقالت اختطفني جان فذهب بي حتى إذا
كان الآن غزا قوما مشركين أو غزاهم قوم مشركون فجعل الله عليه نذرا ان
هم ظفروا بعدوهم ان يعتقني فظفروا فحملني فأصبحت عندكم وجعل بيني
وبينه علامة ان احتجت إليه ان أولول فزوجها أبوها رجلا من أهله فوقع
بينهما يوما ما يقع بين المرأة وبعلها فعيرها بأنها نشأت في الجن فولولت فإذا
هاتف يهتف يا معشر بني الحارث اجتمعوا فاجتمعنا فقلنا ما أنت فقال انا
من الجن وأب فلانة ربيتها في الجاهلية بحسبي وصنتها في الاسلام بديني
واستغاثت بي الآن وزعمت أن زوجها عيرها بان كانت فينا والله لو كنت
تقدمت إليه لفقأت عينيه فقامت إليه عجوز من الحي فقالت إن لي بنية
عريسا أصابتها حصبة وأخذتها حمى الربع فهل لها من دواء فقال خذي
واحدة من ذباب الماء الطويل القوائم الذي يكون في أفواه الأنهار فاجعليها
في سبعة ألوان عهن من أصفرها وأحمرها وأخضرها وأسودها وأبيضها
وأكحلها وأزرقها ثم افتلي تلك الألوان الصوف بأطراف أصابعك ثم اعقديه
على عضدك عضدها ظ ففعلت أمها ذلك فكأنما نشطت من عقال اه‍
هذا حاصل ما جاء في المنتقى نقلناه كما وجدناه والله أعلم بصحته.
٣٤٨: زياد النهدي
في مقاتل الطالبيين وتاريخ ابن الأثير انه استشهد مع زيد بن علي بن
الحسين ع وصلب معه فيمن صلب.
٣٤٩: زياد الهاشمي مولاهم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
٣٥٠: زياد بن الهيثم الوشاء
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع.
٣٥١: زياد بن يحيى التميمي الحنظلي
عن البرقي انه عده من أصحاب الصادق ع.
٣٥٢: زياد بن يحيى الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٣٥٣: زيادة بن فضالة الكلبي مولاهم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٣٥٤: زيار بن شهر اكويه
كان أكبر قواد البويهيين قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٧٤ لما استولى
باذ الكردي على الموصل اهتم صمصام الدولة ووزيره ابن سعدان بأمره
فوقع الاختيار على انفاذ زيار بن شهراكويه وهو أكبر قوادهم فأنفذه وجهزه
وبالغ في أمره وأكثر معه الرجال والعدد والأموال فأجلت الوقعة عن هزيمة
باذ وأصحابه وأسر كثير من عسكره وأهله وأرسل زيار عسكرا في طلب باذ
واستعان بسعد الدولة بن سيف الدولة ثم راسل باذ زيارا وسعدا يطلب
الصلح فاصطلحوا.
٣٥٥: زيتون يكنى أبا محمد قمي
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع.
٣٥٦: زيد الاجري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال مجهول.
٣٥٧: زيد الملقب بالأسود بن إبراهيم بن محمد بن القاسم الرسي بن إبراهيم
طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب.
في عمدة الطالب ص ١٥٨ استدعاه عضد الدولة بن بويه من بيت
المقدس وكان قد انقطع به وزوجه بأخته فلما توفيت زوجه بانته شاهان
دخت وولده عدد كثير بشيراز لهم وجاهة ورياسة منهم نقباء شيراز
وقضاتها.
٣٥٨: زيد أبو أسامة الشحام
في منهج المقال هو ابن يونس وقيل ابن موسى ويأتي في موضعه وانما
نبهنا هنا لأن نسبه في الروايات كالمتروك.
٣٥٩: زيد بن أبي الحلال المزني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
وعن التعليقة انه احتمل ان يكون زياد بن أبي الحلال الثقة المتقدم
وأن يكون أخا زياد.
٣٦٠: زيد بن أحمد الخلقي الخلفي بزدكي من أصحاب العياشي.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع.
٣٦١: زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأغر بن ثعلبة أو ابن
تغلب بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بن ثعلبة الأنصاري
الخزرجي.
توفي بالكوفة سنة ٦٨ كذا في الطبقات لابن سعد والمستدرك للحاكم والاستيعاب
وأسد الغابة وحكاه في تهذيب الكمال عن الهيثم بن عدي وغير
واحد وفي تهذيب الكمال قال خليفة مات بالكوفة أيام المختار سنة ٦٦ وفي
تهذيب التهذيب أرخه ابن حبان سنة ٦٥ وفي أسد الغابة قيل مات بعد قتل
الحسين بقليل وفي تاريخ دمشق مات سنة ٦٦ اه‍.
ثم إن الذي في الاستيعاب وأسد الغابة ابن مالك الأغر والذي في
تاريخ دمشق لابن عساكر وفي الإصابة وتهذيب التهذيب والمستدرك للحاكم
ابن مالك بن الأغر.
وأرقم في هامش تهذيب التهذيب عن المغني بفتح همزة وقاف وسكون
راء وبترك صرف.
كنيته
في الاستيعاب اختلف في كنيته اختلافا كثيرا فقيل أبو عمرو وقيل أبو
عامر وقيل أبو سعد وقيل أبو سعيدة وقيل أبو أنيسة قاله الواقدي والهيثم ابن
عدي اه‍ ونحوه في تاريخ دمشق وزاد في تهذيب التهذيب ويقال أبو عمارة
(٨٧)

ويقال أبو حمزة اه‍ وفي طبقات ابن سعد قال الواقدي يكنى أبا سعد وقال
غيره يكنى أبا أنيس.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وأصحاب الحسن
والحسين ع زيد بن أرقم وفي أصحاب علي ع زيد بن
أرقم الأنصاري عربي مدني خزرجي عمي بصره. وروى الكشي عن
الفضل بن شاذان انه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين
ع. وفي مجالس المؤمنين عن كتاب زهرة العيون وجلاء القلوب تأليف
بعض علماء الشافعية انه لما تمسك جماعة الأنصار يوم السقيفة بسابقتهم
ونصرتهم وجهادهم أجابهم عبد الرحمن بن عوف يا معشر الأنصار وان كنتم
كما قلتم فليس فيكم مثل أبي بكر ولا عمر ولا علي ولا أبي عبيدة فقال
زيد بن أرقم ما ننكر فضل من ذكرت وان منا سيد الأنصار سعد بن عبادة
ومن أمر الله تعالى نبيه ان يقرأ عليه القرآن أبي بن كعب اي امر نبيه ان
يعلم أبيا القرآن ومن امضى رسول الله ص شهادته برجلين خزيمة بن
ثابت ومن يجئ يوم القيامة امام العلماء معاذ بن جبل وان ممن سميت من
قريش من إذا طلب هذا الامر لم ينازعه فيه أحد. يعني علي بن أبي طالب
اه‍. وعن بحر العلوم الطباطبائي انه روي عنه حديث الغدير بطرق
متعددة تقرب من عشرة وله روايات كثيرة في فضل علي ومناقب أهل البيت
ع اه‍.
اما ما نسب إليه من كتمان الشهادة بقول رسول الله ص من كنت مولاه فعلي
مولاه فلم يتحقق ويوشك ان يكون وقع فيه اشتباه بالبراء بن
عازب فقد روي أنه لما استشهد علي ع الصحابة بالكوفة على
حديث من كنت مولاه فعلي مولاه كتم الشهادة البراء بن عازب فدعا عليه
علي ع بالعمى فعمي وتوقف انس بن مالك فدعا عليه بالبرص
فاستجيب دعاؤه اما زيد بن أرقم فقد جاء في بعض الروايات انه كتم
الشهادة بذلك أيضا وهو بعيد بعد أن تكون روايات حديث الغدير أكثرها
عنه وكونه أحد من فضل عليا على غيره وكونه من خاصة أصحابه كما يأتي.
في الدرجات الرفيعة عن أبي إسرائيل عن الحكم عن أبي سليمان المؤذن عن
زيد بن أرقم: نشد علي بن أبي طالب الناس في المسجد فقال أنشد الله رجلا
سمع النبي ص ويقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد
من عاداه فقام اثنا عشر بدريا ستة من الجانب الأيسر وستة من الجانب
الأيمن فشهدوا بذلك قال زيد بن أرقم وكنت فيمن سمع ذلك فكتمته
فذهب الله ببصري وكان يتندم على ما فاته من الشهادة ويستغفر اه‍ وفي
الطبقات الكبير: أول مشاهده مع النبي ص المريسيع ونزل الكوفة وابتنى
بها دارا في كندة وتوفي بها أيام المختار سنة ٦٨ وفي المستدرك للحاكم بسنده
عن أبي إسحاق خرج الناس يستسقون وفيهم زيد بن أرقم ما بني وبينه
الا رجل فقلت له يا أبا عمرو كم غزا النبي ص قال تسع عشرة قلت فأنت
كم غزوت معه قال سبع عشرة. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين
وفي الاستيعاب: روينا عنه من وجوه انه قال غزا رسول الله ص تسع
عشرة غزوة وغزوت منها معه سبع عشرة غزوة ويقال ان أول مشاهده
المريسيع يعد في الكوفيين نزل الكوفة وسكنها وابتنى بها دارا في كندة
وبالكوفة كانت وفاته سنة ٦٨ وهو الذي رفع إلى رسول الله ص عن
عبد الله بن أبي بن سلول قوله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها
الأذل فأكذبه عبد الله بن أبي وحلف فأنزل الله تصديق زيد بن أرقم فتبادر
أبو بكر وعمر إلى زيد ليبشراه فسبق أبو بكر فاقسم عمر ان لا يبادره بعدها
إلى شئ وجاء النبي ص فاخذ بأذن زيد وقال وفت أذنك يا غلام من تفسير
ابن جريح ومن تفسير الحسن من رواية معمر وغيره قيل كان ذلك في غزوة
بني المصطلق وقيل في غزوة تبوك اه‍ وفي أسد الغابة: روي عنه من وجوه
انه شهد مع رسول الله ص سبع عشرة غزوة واستصغر يوم أحد روى عن
النبي ص حديثا كثيرا والإصابة استصغر يوم أحد وأول مشاهده الخندق
وقيل المريسيع وغزا مع النبي ص سبع عشرة غزوة ثبت ذلك في الصحيح
وله قصة في نزول سورة المنافقين في الصحيح وقال أبو المنهال سالت البراء
عن الصرف فقال سل زيد بن أرقم فإنه خير مني واعلم في تهذيب التهذيب
قال ابن السكن أول مشاهده الخندق وفي تاريخ دمشق له صحبة سكن
الكوفة وشهد غزوة مؤتة وأول مشاهده المريسيع وقال البخاري في التاريخ
سكن الكوفة وشهد مع علي المشاهد وقال الحاكم غزا مع النبي ص ١٧
غزوة وسكن الكوفة وابتنى دارا في كندة واستصغره النبي ص يوم أحد.
تشيعه وموالاته لأمير المؤمنين ع وولده.
في الاستيعاب شهد زيد بن أرقم مع علي صفين وهو معدود في
خاصة أصحابه ومثله في أسد الغابة وعده ابن عبد البر في مقام آخر من
الاستيعاب ممن فضل علي بن أبي طالب على غيره والإصابة شهد صفين مع
علي. وفي تهذيب التهذيب شهد صفين مع علي وكان من خواصه وقال
نصر في كتاب صفين انه شهد صفين مع أمير المؤمنين ع اه‍ ومر
عن البخاري انه شهد مع علي المشاهد. وهو أحد رواة حديث الغدير ومر
انه روي عنه بنحو عشرة طرق كما مر أيضا في محله عن الصبان انه رواه عن
النبي ص ثلاثون صحابيا فلذلك قلنا انه أحد رواته ومر الكلام على ما
روي أنه لم يشهد حين استشهد أمير المؤمنين ع وممن روى عنه
حديث الغدير مسلم في صحيحه فروى بسنده إلى يزيد بن حبان قال
انطلقت انا وحسين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا
إليه قال له حسين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله ص
وسمعت حديثه وغزوت معه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد عن
رسول الله ص قال يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت
بعض الذي كنت أعي من رسول الله ص فما حدثتكم فاقبلوه وما لا فلا
تكلفونيه ثم قال قام فينا رسول الله ص يوما خطيبا بماء يدعى خما بين مكة
والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال اما بعد أيها الناس انما انا
بشر يوشك ان يأتيني رسول ربي فأجيب وانا تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب
الله فيه النور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب
فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي قالها ثلاث مرات فقال
حسين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه فقال نساؤه من أهل بيته ولكن
أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قوله نساؤه من أهل بيته على سبيل
الإنكار بدليل ما بعده الرواية الأخرى. وفي رواية أخرى فقلنا من أهل بيته
نساؤه قال لا أيم الله ان المرأة تكون مع الرجل العصر ثم الدهر ثم يطلقها
فترجع إلى أهلها وقومها أهل بيته أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده
اه‍ ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق نحوه الا انه قال حصين بالصاد بدل
حسين بالسين. ولم يقل بماء يدعى خما وقال إن نساءه من أهل بيته بدل
نساؤه من أهل بيته الا ان قوله بعد ذلك ولكن أهل بيته من حرم الصدقة
بعده يبطل زيادة ان كما لا يخفى فزيادتها اما سهو من النساخ أو تعمد ممن لم
(٨٨)

يلتفت إلى أن زيادتها توجب التناقض. وما في آخر الحديث على رواية ابن
عساكر وغيره من أن أهل بيته آل عباس وآل علي وآل عقيل وآل جعفر
يصح جعله تفسيرا لمن حرم الصدقة بعده لا لاحد الثقلين الذي هو شريك
القرآن والذي وصف بأنه لا يفارق الكتاب حتى ورود الحوض إذ ليس كل
آل عباس وعلي وعقيل بهذه الصفة بعد ما علم صدور أمور منهم تنافي ذلك
وتمنع العموم فلا بد ان يراد بعضهم وليس الا الاثني عشر الذين بان
تفوقهم على جميع أهل زمانهم وفي المستدرك للحاكم ج ٣ ص ٥٣٣ بسنده
عن زيد بن أرقم خرجنا مع رسول الله ص حتى انتهينا إلى غدير خم فامر
بدوح فكسح وفي يوما اتى علينا يوم كان أشد حرا منه فحمد الله وأثنى عليه
وقال يا أيها الناس انه لم يبعث نبي قط الا ما عاش نصف ما عاش
الذي كان قبله واني أوشك ان أدعي فأجيب واني تارك فيكم ما لن تضلوا
بعده كتاب الله عز وجل ثم قام فاخذ بيد علي رضي الله تعالى عنه فقال يا
أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم قالوا الله ورسوله اعلم قال من
كنت مولاه فعلي مولاه. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه اه‍ وذكره
الذهبي في تلخيص المستدرك وقال صحيح. ثم إن المذكور في عدة روايات
وردت بمضمون هذا الحديث اني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده كتاب الله
وعترتي أهل بيتي. وفي هامش نسخة المستدرك المطبوعة على قوله الله
ورسوله اعلم ما صورته: سقط من ها هنا هذه العبارة ألست أولى بكم من
أنفسكم قالوا بلى اه‍. وزيد بن أرقم هو الذي قال لعبيد الله بن زياد لما
رآه يضرب ثنايا الحسين ع بالقضيب فيما رواه المفيد في الارشاد وكان إلى
جانبه وهو شيخ كبير ارفع قضيبك عن هاتين الضفتين فوالله الذي لا اله
غيره لقد رأيت شفتي رسول الله ص عليهما ما لا أحصيه كثرة يقبلهما ثم
انتحب باكيا فقال له ابن زياد أبكي الله عينيك أتبكي لفتح الله والله لولا
انك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك فنهض زيد بن أرقم من
بين يديه وسار إلى منزله. وقال المفيد أيضا: بعث عبيد الله بن زياد برأس
الحسين ع فدير به في سكك الكوفة وقبائلها فروي عن زيد بن أرقم انه
قال مر به علي وهو على رمح وانا في غرفة لي فلما حاذاني سمعته يقرأ أم
حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا، فقف والله
شعري وناديت رأسك والله يا ابن رسول الله أعجب واعجب اه‍.
وروى ابن ديزيل في كتاب صفين قال حدثنا يحيى بن زكريا حدثنا
علي بن القاسم عن سعد بن طارق عن عثمان بن القاسم عن زيد بن أرقم
عن النبي ص انه قال ألا أدلكم على ما ان تسالمتم عليم لم تهلكوا ان
وليكم الله وامامكم علي بن أبي طالب فناصحوه وصدقوه فان جبرائيل
اخبرني بذلك.
تحرزه في الرواية
في تاريخ ابن عساكر قال له أبو ليلى حدثنا فقال كبرنا ونسينا
والحديث عن رسول الله ص شديد ومر قوله لقد كبرت سني وقد عهدي الخ.
اخباره
في الاستيعاب ذكر ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن
محمد بن عمرو بن حزم قال كان زيد بن أرقم يتيما في حجر عبد الله بن رواحة
فخرج به معه إلى مؤتة يحمله على حقيبة رحله فسمعه زيد بن أرقم من
الليل وهو يتمثل بأبياته التي يقول فيها:
إذا أديتني وحملت رحلي * مسيرة أربع بعد الحساء
وجاء المؤمنون وغادروني * بأرض الشام مشتهر الثواء
فشأنك فانعمي وخلاك ذم * ولا ارجع إلى أهلي ورائي
فبكى زيد بن أرقم فخفقه عبد الله بن رواحة بالدرة وقال ما عليك يا
لكع ان يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل ورواه ابن عساكر
نحوه ولزيد بن أرقم يقول عبد الله بن رواحة:
يا زيد زيد اليعملات الذبل تطاول الليل هديت فأنزل
وقيل بل قال ذلك في غزوة مؤتة لزيد بن حارثة اه‍ وهذا البيت مما
يستشهد به علماء النحو. وفي أسد الغابة بسنده: قدم زيد بن أرقم فقال
له ابن عباس يستذكره كيف أخبرتني عن لحم أهدي لرسول الله ص وهو
حرام قال نعم اهدى له رجل عضوا من لحم صيد فرده وقال انا لا نأكله انا
حرم وبسنده عن زيد بن أرقم كنت مع عمي فسمعت عبد الله بن أبي بن
سلول يقول لأصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينقضوا ولئن
رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فذكرت ذلك لعمي فذكره عمي
لرسول الله ص فدعاني النبي ص فحدثته فأرسل إلى عبد الله وأصحابه
فحلفوا ما قالوا إلى عبد الله وأصحابه فحلفوا ما قالوا فكذبني رسول الله ص
وصدقهم فأصابني شئ لم يصبني مثله قط فجلست في البيت فقال عمي ما
أردت إلى أن كذبك رسول الله ص ومقتك فأنزل الله تعالى إذا جاءك
المنافقون فبعث إلي رسول الله ص فقرأها علي ثم قال إن الله قد صدقك
اه‍ وهذا ينافي ما مر ممن ان أبا بكر هو الذي بشره ورواه ابن عساكر في
تاريخ دمشق بعدة طرق نحوه وأورد صاحب الدرجات الرفيعة هذا الخبر
بوجه أوفى وأتم فقال كان من خبر ذلك ما ذكره محمد بن إسحاق وغيره من
أصحاب السير ان رسول الله ص بلغه ان بني المصطلق يجتمعون لحربه
وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية زوج النبي ص فخرج إليهم
رسول الله ص حتى لقيهم على ماء من مياههم ويقال له المريسيع من ناحية
قديد إلى الساحل فتزاحف الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل من
قتل منهم ونفل رسول الله ص أبناءهم ونساءهم فأفاءها عليه فبينما الناس
على ذلك الماء إذ وردت واردة الناس ومع عمر بن الخاطب أجير له من بني
غفار يقال له جهجاه بن سعيد الغفاري يقود له فرسه فازدحم جهجاه
وسنان بن وبرة الجهني حليف بني عوف بن الخزرج على الماء فاقتتلا فصرخ
الجهني يا معشر الأنصار وصرخ الغفاري يا معشر المهاجرين وأعان جهجاه
الغفاري رجل من المهاجرين يقال له جعل وكان فقيرا وغضب عبد الله بن
أبي بن سلول وعنده رهط من قومه فيهم زيد بن أرقم غلام حديث السن
فقال ابن أبي افعلوها قد نافرونا وكاثرونا في بلاد والله مثلنا ومثلهم إلا
كما قال القائل سمن كلبك يأكلك اما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن
الأعز منها الأذل يعني بالأعز نفسه وبالأذل رسول الله ص ثم اقبل على
من حضره من قومه فقال هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموها بلادكم
وقاسمتموهم أموالكم أما والله لو أمسكتم عن جعال وذويه فضل الطعام لم
يركبوا رقابكم ولتحولوا إلى غير بلادكم فلا تنفقوا عليهم حتى ينفضوا من حول
محمد فقال زيد بن أرقم أنت والله الذليل القليل المبغض في قومك ومحمد في

(١) الدوح جمع دوحة وهي الشجرة العظيمة (وكسح) أي كنس.
(٢) الظاهر زيادة كلمة اعلم كما لا يخفى.
(٨٩)

عز من الرحمن ومودة من المسلمين فقال عبد الله بن أبي اسكت فإنما كنت
العب فمشى زيد بن أرقم إلى رسول الله ص وذلك بعد فراغه من الغزو
فأخبره الخبر وعنده عمر بن الخطاب فقال دعني اضرب عنقه يا رسول الله
فقال كيف يا عمر إذا يتحدث الناس ان محمدا يقتل أصحابه ولكن أذن
بالرحيل وذلك في ساعة لم يكن رسول الله ص يرتحل فيها فارتحل الناس
وأرسل رسول الله ص إلى عبد الله بن أبي فاتاه فقال أنت صاحب هذا
الكلام الذي بلغني فقال عبد الله والذي انزل عليك الكتاب ما قلت شيئا
من ذلك وان زيدا لكاذب وكان عبد الله في قومه شريفا عظيما فقال من
حضر من الأنصار من أصحابه يا رسول الله عسى ان يكون الغلام أوهم في
حديثه ولم يحفظ ما قاله فعذره النبي ص وفشت الملامة في الأنصار ليزيد
وكذبوه وقال له عمه وكان زيد معه ما أردت إلى أن كذبك رسول الله ص
والناس ومقتوك وكان زيد يساير النبي ص فاستحيا بعد ذلك أن يدنو من
النبي ص فلما سار رسول الله ص لقيه أسيد بن حضير فحياه بتحية النبوة ثم
قال يا رسول الله لقد رحت في ساعة منركة ما كنت تروح فيها فقال له
رسول الله ص أوما بلغك ما قال صاحبكم عبد الله بن أبي قال وما قال قال
زعم أنه ان رجع إلى المدينة اخرج الأعز منها الأذل فقال أسيد فأنت والله
تخرجه ان شئت هو والله الذليل وأنت العزيز ثم قال يا رسول الله ارفق به
فوالله لقد جاء الله بك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه فإنه ليرى انك
قد استلبته ملكا وبلغ عبد الله بن عبد الله بن أبي ما كان من أمر أبيه فاتى
رسول الله ص فقال يا رسول الله بلغني انك تريد قتل عبد الله بن أبي لما
بلغك عنه فان كنت فاعلا فمرني به وانا احمل إليك رأسه فوالله لقد علمت
الخزرج ما كان بها رجل أبر بوالديه مني واني أخشى ان تأمر به غيري فيقتله
فلا تدعني نفسي ان انظر إلى قاتل عبد الله بن أبي يمشي في الناس فاقتله
فاقتل مؤمنا بكافر فادخل النار فقال رسول الله ص بل نرفق ونحسن
صحبته ما بقي معنا وسار رسول الله ص يومهم ذلك حتى امسى وليلتهم
حتى أصبح وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس ثم نزل بالناس فلم يكن
ان وجدوا مس الأرض حتى وقعوا نياما وانما فعل ذلك ليشتغل الناس عن
الحديث الذي كان بالأمس من حديث عبد الله بن أبي ثم راح بالناس حتى
نزل على ماء بالحجاز فويق النقيع يقال له نقعاء قال زيد بن أرقم فلما وافى
رسول الله ص المدينة جلست في البيت لما بي من الهم والحياء فأنزل الله
تعالى سورة المنافقين في تصديق زيد وتكذيب عبد الله فلما نزلت اخذ رسول
الله ص باذن زيد قال يا زيد ان الله تعالى قد صدقك وأوفى باذنك فلما
أراد عبد الله بن أبي ان يدخل المدينة جاء ابنه عبد الله بن عبد الله فأناخ
على مجامع طرق المدينة وقال لأبيه وراءك لا والله لا تدخلها الا باذن رسول
الله ص ولتعلمن اليوم من الأعز ومن الأذل فشكا عبد الله ذلك إلى النبي
ص فأرسل إلى ابنه ان خل عنه فقال أما إذا جاء امر رسول الله ص فنعم
فدخل ولم يلبث الا أياما حتى اشتكى ومات ولما نزلت الآية وبان كذب عبد
الله بن أبي قيل له يا أبا حباب انه قد نزل فيك اي شداد فاذهب إلى رسول
الله ص يستغفر لك فلوى رأسه وقال أمرتموني ان أؤمن فآمنت وان أعطي
زكاة مالي فأعطيت فما بقي الا ان اسجد لمحمد فنزلت وإذا قيل لهم تعالوا
يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم وفي تاريخ دمشق لابن عساكر:
قال عبد الله بن الفضل الهاشمي قال انس بن مالك حزنت على من أصيب
بالحرة من قومي فكتبت إلى زيد بن أرقم وبلغته شدة حزني فأخبرني انه
سمع رسول الله ص يقول اللهم اغفر للأنصار وأبناء الأنصار فسال أناس
بعض من كان عنده عن زيد بن أرقم فقال هو الذي يقول له رسول ص
هذا الذي أوفى الله باذنه قال الزهري سمع رجلا من المنافقين ورسوله الله
ص يخطب يقول لئن كان هذا صادقا فنحن شر من الحمير فقال زيد بن
أرقم فقد والله صدق ولأنت شر من الحمار فرفع ذلك إلى رسول الله ص
فجحده القائل فأنزل الله على رسوله يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة
الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا فكان ما انزل الله من هذه
الآية تصديقا لزيد بن أرقم. وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق عن
زيد بن أرقم رمدت عيني فعادني رسول الله ص في الرمد فقال يا زيد بن
أرقم ان كانت عيناك لما بها كيف تصنع قلت أصبر واحتسب قال إن صبرت
واحتسبت دخلت الجنة وفي لفظ لتلقين الله ليس عليك ذنب. وروى أيضا
بسنده ان النبي ص دخل على زيد بن أرقم يعوده من مرض كان به فقال
ليس عليك من مرضك هذا باس ولكنه كيف بك إذا عمرت بعدي فعميت
قال إذن احتسب وأصبر قال إذن تدخل الجنة بغير حساب فعمي بعد موت
النبي ص ثم رد الله عليه بصره ثم مات.
وروى نصر في كتاب صفين ان قيس بن سعد بن عبادة قال شعرا يوم
صفين يفتخر به على معاوية وأصحابه بوقائع الأنصار في الاسلام وبغير ذلك
فلما بلغ شعره معاوية ارسل إلى رجال من الأنصار فلقيهم منهم زيد بن
أرقم وكان هؤلاء يلقون في تلك الحرب فبعث إليهم ليأتوا قيس بن سعد
فمشوا بأجمعهم إلى قيس فقالوا ان معاوية لا يريد شتمنا فكف عن شتمه
فقال إن مثلي لا يشتم ولكني لا اكف عن حربه حتى ألقى الله اه‍ ومن
هنا يظهر الفرق بين قيس وبين هؤلاء الذين ارسل إليهم معاوية. وفي
تاريخ دمشق لابن عساكر بسنده عن زيد سمعت قوما يقولون انطلقوا بنا
إلى هذا الرجل فان يك نبينا كنا أسعد الناس به وان يك ملكا عسى ان
نعيش في جناحه فجعلوا ينادون يا محمد يا محمد فأنزل الله تعالى ان الذين
ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون فاخذ النبي ص باذني
وقال صدق الله قولك يا زيد.
من روى عنه
في أسد الغابة روى حديثا كثيرا عن النبي ص وفي الإصابة له
حديث كثير ورواية أيضا عن علي وفي تهذيب التهذيب روى عن النبي ص
وعن علي وفي تاريخ دمشق روى عن النبي ص أحاديث.
من رووا عنه.
في تهذيب التهذيب روى عنه ١ انس بن مالك كتابه مكاتبة
٢ أبو الطفيل ٣ النضر بن انس ٤ أبو عثمان النهدي ٥ أبو
عمرو الشيباني ٦ أبو المنهال عبد الرحمن ابن مطعم ٧ أبو إسحاق
السبعي ٨ محمد بن كعب القرظي ٩ عبد خير الهمداني ١٠
طاوس ١١ أبو حمزة طلحة بن يزيد مولى الأنصار ١٢ عبد الله بن
الحارث البصري ١٣ عبد الرحمن بن أبي ليلى ١٤ القاسم بن عوف
١٥ يزيد بن حبان التيمي وغيرهم وزاد في أسد الغابة روى عنه
١٦ ابن عباس.

(١) يوشك ان يكون هذا في قصة عبد الله بن أبي وذكر هنا خطأ.
(٩٠)

٣٦٢: السيد أبو القاسم زيد بن إسحاق الجعفري
في فهرس منتجب الدين عالم محدث قرأ على الشيخ الامام الجد
شمس الاسلام الحسن بن الحسين بن بابويه وله كتاب الدعوات عن زين
العابدين ع وكتاب المغازي والسير أخبرنا به الوالد عنه اه‍. وفي
مجموعة الجماعي بعد العنوان عالم محدث له كتاب الدعوات عن زين
العابدين ع وكتاب المغازي والسير اه‍ وفي الرياض الظاهر أن
كتاب الدعوات غير الصحيفة الكاملة فلعله الصحيفة الثانية على نهج ما
عمله شيخنا المعاصر ابن الحر العاملي أو جمع فيه جميع أدعيته
ع فهو مشتمل على أدعية الصحيفة وغيرها واما حمله على أنه عين
الصحيفة فكلا اه‍ والامر كما قال.
٣٦٣: زيد الأسدي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٣٦٤: زيد بن أسلم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان العجلاني البلوي ثم
الأنصاري حليف لبني عمرو بن عوف
في الاستيعاب شهد بدرا فيما ذكره موسى بن عقبة وشهد أحدا وهو
ابن عم ثابت بن أقرم وفي أسعد الغابة بعد قوله ابن العجلان بن
حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن ودم بن ذبيان بن
هميم بن ذهل بن هني بن بلى البلوى العجلاني حليف الأنصار ثم لبني
عمرو بن عوف وابن إسحاق وجماعة قالوا شهد بدرا من الأنصار من بني
العجلان زيد بن أسلم الا ان ابن إسحاق قال شهد بدرا من بني عبيد بن
زيد بن مالك بن أسلم بن ثعلبة الخ فجعلوه من الأنصار ولم يذكروا انه
حليف وكونه حليفا ذكره صاحب الاستيعاب وابن حبيب وابن الكلبي.
وعبيد بن زيد هو زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن
مالك بن الأوس فقد رجع نسبه إلى بني عمرو بن عوف وصاحب
الاستيعاب ومن معه جعلوه حليفا وكذلك جعله ابن هشام عن البكائي عن
ابن إسحاق حليفا والصحيح ان حليف وفي الإصابة حليف بني العجلان
قال عبيد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد مع علي حربه زيد بن أسلم
وخالفه هشام الكلبي فقال قتله طليحة ابن خويلد الأسدي يوم بزاخة أول
خلافة أبي بكر وقتل معه عكاشة ابن محصن وفي الإصابة ذكره موسى بن
عقبة والزهري وابن إسحاق فيمن شهد بدرا وقيل إنه من بني عمرو بن
عوف بن الأوس وزعم ابن الكلبي ان طليحة قتله وذكره ضرار بن صرد أحد
الضعفاء بسنده عن عبيد الله بن رافع فيمن شهد صفين مع علي اه‍.
٣٦٥: زيد بن أسلم العدوي مولاهم المدني مولى عمر بن الخطاب
في تهذيب التهذيب قال خليفة وغير واحد مات سنة ١٣٦ زاد بعضهم
في العشر الأول من ذي الحجة اه‍ وفي تاريخ دمشق توفي سنة ١٤٥ ثم
حكى ما يدل على أنه توفي سنة ١٤٣ فقال قال ابن سعد توفي في خلافة أبي
جعفر قبل خروج محمد بن عبد الله بسنتين وكان خروجه سنة ١٤٥.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين زيد بين أسلم
العدوي مولاهم المدني مولى عمر بن الخطاب تابعي كان يجالسه اي
السجاد كثيرا وفي أصحاب الصادق ع زيد بن أسلم مولى عمر
ابن الخطاب المدني العدوي فيه نظر.
وفي فهرست ابن النديم ص ٥١ عند ذكر الكتب المصنفة في تفسير
القرآن كتاب التفسير عن زيد بن أسلم بخط السكري. وفي تهذيب
التهذيب: زيد بن أسلم العدوي أبو أسامة ويقال أبو عبد الله المدني
الفقيه مولى عمر قال مالك بن عجلان ما هبت أحدا قط هيبتي زيد بن أسلم
وقال العطاف بن خالد حدث زيد بن أسلم بحديث فقال له رجل يا أبا
أسامة عن من هذا فقال يا ابن أخي ما كنا نجالس السفهاء وقال احمد وأبو
زرعة وأبو حاتم ومحمد بن سعد والنسائي وابن خراش ثقة وقال يعقوب بن
شيبة ثقة من أهل الفقه والعلم وكان عالما بتفسير القرآن. البخاري في
التاريخ بسنده كان علي بن الحسين يجلس إلى زيد بن أسلم ويتخطا مجالس
قومه فقال نافع بن جبير تتخطا مجالس قومك إلى عبد عمر بن الخطاب فقال
انما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه قال المؤلف هكذا جاء هذا
الحديث ونحن نعلم أن زين العابدين أحد أئمة البيت الطاهر مفاتيح باب
مدينة العلم وشركاء القرآن لم يكن بحاجة إلى الانتفاع في دينه من أحد
سوى ما ورثه عن آبائه الطاهرين قلنا بعصمته كما هو الحق أم لم نقل
وانما كان يجلس إليه اكراما له لكونه من اتباعه ولينفعه في دينه لا لينتفع منه
قال ثم قال: حماد بن زيد عن عبيد الله بن عمر: لا اعلم به بأسا الا انه
يفسر برأيه القرآن ويكثر منه قال المؤلف زيد بن أسلم ليس بحاجة إلى
شهادة عبيد الله قاتل المرزبان ظلما ومشايع الفئة الباغية حتى قتل تحت راية
البغي ولا بضائره قوله انه يفسر القرآن برأيه. ثم قال: قال ابن عيينة
كان زيد بن أسلم رجلا صالحا وكان في حفظه شئ وقال ابن سعد كان
كثير الحديث وذكره ابن حبان في الثقات ابن عجلان ما هبت أحدا قط
هيبتي زيد بن أسلم زاد ابن عساكر وكان زيد يقول له اذهب فتعلم كيف
تسأل ثم تعال. وفي تاريخ دمشق لابن عساكر كان مع عمر بن عبد العزيز
في خلافته واستقدمه الوليد بن يزيد في جماعة من فقهاء المدينة مستفتيا لهم
في الطلاق قبل النكاح. ولما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة أدنى زيد
ابن أسلم وجفا الأحوص فقال الأحوص:
ألست أبا حفص هديت مخبري * أفي الحق ان أقصى وتدنى ابن أسلما
فقال عمر ذلك الحق. كان أهل بيت زيد يزعمون أنه من
الأشعريين وذكره يحيى بن معين في تابعي أهل المدينة ومحدثيهم وقال هو
مدني ثقة وقال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث وكانت له حلقة في مسجد
رسول الله ص قال المؤلف لم أجده في الطبقات الكبير لابن سعد قال
وقال أبو حازم لابن زيد لقد رأينا في مجلس أبيك أربعين حبرا فقيها أدنى
خصلة فيهم التواسي بما في الدنيا ليس فيهم متمار ولا متنازع في حديث لا
ينفعهم قط وكان أبو حازم يقول اللهم انك تعلم اني انظر إلى زيد فاذكر
بالنظر إليه القوة على عبادتك وكان ابن وهب يقول إن زيدا أحب إلي من
أهلي وولدي وقال ابن الأشبح اللهم زد في عمر زيد من أعمار الناس.
وقال عبد الله الدينوري كان زيد من الخاشعين وقال الامام مالك ان زيدا
كان يحدث الناس فإذا سكت قام فلا يجترئ عليه انسان. وقال ابن
الأشبح لما صار يفسر القرآن هو معلم كتاب وقال حماد بن زيد سالت ابن
عمر عن زيد فاثنى عليه خيرا وقال غير أنه يفسر القرآن برأيه وقال ابن
عدي هو من الثقات ولم يمتنع أحد من الرواية عنه حدث عنه الأئمة اه‍
ابن عساكر. ومر ذلك عن عبيد الله بن عمر والله أعلم.
(٩١)

أخباره
في تاريخ دمشق أصابته ضائقة شديدة فقالت له امرأته والله ما في بيتنا
شئ يأكله ذو كبد فقام وتوضأ وصلى فقالت لابنه ان أباك ليس يزيد على ما
ترى قال ابنه فذهبت إلى صديق لي ولأبي تمار فقال تعال أعني على هذا
التمر فجعلنا نحمل ويفرع ويعبيه فلما فرغنا قلت والله لا قلت له شيئا لا
يقول أعانني يريد ان يأخذ مني كراه فذهب بي إلى المنزل وقدم لي مائدة ثم
اخرج لي صرة وقال اقرأ السلام على أبيك وقل له اشتريت حديقة فلان
وجعلت لك فيها حصة وهذا نصيبك وفيها ثلاثون دينارا وأعطاني مثلها إلى
أبي حازم ومثلها إلى ابن المنكدر وقال لي قل لهم مثل ما تقول لأبيك فاخرج
أبي عشرة دنانير وقال اذهب بها إلى أبي حازم وعشرة وقال اذهب بها إلى ابن
المنكدر فقلت له قد اتاهما مثلما ما اتاك فقال ادفع الباقي إلى أمك فذهبت
إلى أبي حازم فاخرج منها عشرة وقال ادفعها إلى أبيك وعشرة وقال ادفعها
إلى ابن المنكدر واتيت ابن المنكدر فاخرج منها عشرة وقال ادفعها إلى
والدك وعشرة وقال ادفعها إلى أبي حازم. قال وقال زيد غزوت الإسكندرية
فأصابتني فيها شكاية فتذكرت حديث ما حق امرئ مسلم له شئ يوصي
فيه يبيت ليلتين الا ووصيته مكتوبة عنده فأخذت قرطاسا ودواة لأكتب
وصيتي فوجدت في يدي وصبا شديدا فقلت أنام لأستريح قليلا فنمت
فرأيت في منامي ملك الموت فرعبت منه فقال لي اني لم أؤمر بقبض روحك
فقلت اكتب لي براءة من النار فكتب لي فانتبهت فإذا القرطاس مكتوب كما
رأيت في المنام اه‍ ونحن إذا روينا شيئا من كرامات أهل بيت النبوة ما دون
هذا قيل لنا هذه مغالاة.
كلامه في القدرية
في تاريخ دمشق قال ابن أسلم والله ما قالت القدرية مثل ما قال الله
تعالى وكما قالت الملائكة وكما قال النبيون ولا كما قال أهل الجنة ولا كما قال
أهل النار ولا كما قال أخوهم إبليس قال الله وما تشاؤون إلا أن يشاء الله
وقالت الملائكة سبحانك لا علم لنا إلا بما علمتنا وقال شعيب ع
وما كان لنا ان نعود فيها الا ان يشاء ربنا وقال أهل الجنة الحمد لله الذي
هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وقال أهل النار ربنا غلبت علينا
شقوتنا وكنا قوما ضالين وقال أخوهم إبليس رب بما أغويتني وقال القدر
قدر الله وقدرته فمن كذب بالقدر فقد جحد قدرة الله اه‍.
قال المؤلف لم أجد فيما عثرت عليه من بين المراد من القدرية بوجه
مفصل وهم منسوبون إلى القدر بالفتح وقال أهل اللغة القدر القضاء
الذي يقدره الله تعالى. وفي مجمع البحرين في الحديث ذكر القدرية وهم
المنسوبون إلى القدر ويزعمون ان كل عبد خالق فعله ولا يرون المعاصي
والكفر بتقدير الله ومشيئته فنسبوا إلى القدر لأنه بدعتهم وضلالتهم قال وفي
شرح المواقف قبل القدرية هم المعتزلة لاسناد أفعالهم إلى قدرتهم وفي
الحديث لا يدخل الجنة قدري وهو الذي يقول لا يكون ما شاء الله ويكون
ما شاء إبليس اه‍ ويدل كلامه على أنه نقله من كلام الأشاعرة ثم قال الذي
يظهر من كثير من الأحاديث ان العبد ليس قادرا قدرة تامة على طرفي فعله
كما هو مذهب المعتزلة وانما قدرته التامة على الطرف الذي وقع منه فقط
وأما على الطرف الآخر فقدرته ناقضة والسبب في ذلك مع تساوي نسبة
الاقدار والتمكين منه تعالى إلى طرفي الفعل امر يرجع إلى نفس العبد وهو
إرادة أحد الطرفين دون الآخر لا من الله فيلزم الجبر كما هو مذهب
الأشاعرة فالقدرة التامة للعبد على ما زعمه المعتزلة باطلة وعدم القدرة على
شئ من الطرفين كما زعمه الأشعرية أظهر بطلانا والحق ما بينهما وهو
القدرة التامة فيما يقع من العبد فعله والناقصة فيما لم يقع يؤيده قوله
ع بين الجبر والقدرة منزلة بين المنزلتين اه‍ أقول الصواب ان
القدرة على الطرفين على حد سواء بالنسبة إلى ما يقع من العبد وما لم يقع
والمنزلة بين المنزلتين يراد به والله العالم إنه ليس بحيث يستغني عن أقدار
الله ولا انه مجبور على فعله والمشيئة يراد بها والله العالم التخلية بين
العبد وبين فعله لا الإرادة والمحبة والاخبار في القضاء والقدر لا تخلو من
بعض الغموض والتشابه والجمع بينها بعضها مع بعض وبينها وبين ما دلع
عليه العقل من فساد الجبر وعدم استقلال العبد بالفعل بدون خلق القدرة
فيه يقتضي مال ذكرناه والله العالم.
ما نقل عنه من المواعظ والحكم
في تاريخ ابن عساكر قال: خصلتان فيهما كمال امرك. تصبح
حين تصبح ولا تهم بمعصية لله وتمسي حين تمسي ولا تهم بمعصية لله وقال
من يكرم الله بطاعته يكرمه بجنته. ومن يكرم الله بترك معصيته يكرمه الله
بان لا يدخله النار. وقال: استعن بالله عمن سواه ولا يكونن أحد أغنى
بالله منك ولا يكن أحد أفقر إليه منك. ولا تشغلنك نعم الله على العباد
عن نعمه عليك. ولا تشغلنك ذنوب العباد عن ذنوبك، ولا تقنط العباد
من رحمة الله وترجوها أنت لنفسك. قال عبد الله الدينوري: كان زيد
يقول كيف تعجبك نفسك وأنت لا تشاء ان ترى من عباد الله من هو خير
منك الا رأيته. انك لست بخير من أحد يقول لا إله إلا الله حتى تدخل
الجنة ويدخل هو النار فحينئذ تعلم انك خير منه. ابن آدم اتق الله يحبك
الناس وان كرهوا وقال انظر إلى من كان رضاه عنك في احسانك إلى نفسك
وكان سخطه عليك في إساءتك إلى نفسك فكيف تكون مكافأتك إياه.
وقال اكرامك نفسك بطاعة الله والكف عن معاصي الله. وقال نعم الهدية
الكلمة من كلام الحكمة تهديها لأخيك والحكمة ضالة المؤمن إذا وجدها
اخذها اه‍.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه
عن عطاء بن يسار عن أبي جعفر ع ورواية الحسن بن الحسين
الفارسي عن عبد الرحمن أو عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي
عبد الله ع ويستفاد من تاريخ دمشق وتهذيب التهذيب انه يروي
عن أبيه وابن عمر وأبي هريرة وعائشة وجابر وربيعة بن عباد الديلي
وسلمة بن الأكوع وانس وأبي صالح ذكوان السمان وابن سعيد وعلي بن
الحسين وعبد الرحمن بن وعلة وعبد الرحمن بن أبي سعيد والقعقاع بن حكيم
وعياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرج والأعرج وأم الدرداء وعطاء بن
يسار.
وعنه أولاده الثلاثة أسامة وعبد الله وعبد الرحمن ومالك وابن عجلان
وابن جريح والزهري وسليمان بن بلال وحفص بن ميسرة وداود بن قيس
الفرا وأيوب السختياني وجرير بن حازم وعبيد الله بن عمر وابن إسحاق
ومحمد بن جعفر بن أبي كثير ومعمر وهشام بن سعد والسفيانان والدراوردي
وجماعة. عن ابن معين لم يسمع من جابر ولا من أبي هريرة وقال أبو
(٩٢)

زرعة لم يسمع من سعد ولا من أبي امامة قال وزيد بن أسلم عن
عبد الله بن زياد أو زياد عن علي مرسل وقال أبو حاتم زيد عن أبي سعيد
مرسل وذكر ابن عبد البر في مقدمة التمهيد ما يدل على أنه كان يدلس وقال
في موضع اخر لم يسمع من محمود بن لبيد اه‍.
٣٦٦: السيد أبو الحسين زيد بن إسماعيل بن محمد الحسيني
في فهرس منتجب الدين عالم فاضل وفي الرياض يظهر من أسانيد
بعض الحكايات المنقولة في أواخر كتاب الأربعين للشيخ منتجب الدين
المذكور ان السيد أبا الحسين زيدا هذا يروي عن السيد أبي العباس أحمد بن
إبراهيم الحسني ويروي عنه محمد بن زيد بن علي الطبري أبو طالب بن أبي
شجاع الزيدي الآملي ويروي عنه الشيخ منتجب الدين المذكور بثلاث
وسائط اه‍. ويوجد في بعض النسخ زين بالنون بدل زيد بالدال ولا ريب
ان أحدهما تصحيف الاخر.
٣٦٧: زيد بن بكر أو بكير بن حسن أو حبيس الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند
عنه.
٣٦٨: زيد بن بكير السلمي
٣٦٩: زيد بن بنان التغلبي كوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٣٧٠: زيد بن تبيع
عده الشيخ في رجاله من أصحاب علي ع ويوشك ان
يكون هو زيد بن يثيع الآتي وصحف.
٣٧١: أبو عبد الله زيد بن تميم الكلابي المعروف بالأشج ركابي أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب ع.
في لسان الميزان هكذا رأيته في نسخة أبي الحسن الرشداني صاحب
الهداية على مذهب الحنفية فذكر مخرجها في اخرها ان شمس الدين الكردي
أخبر عن الشيخ المعمر محمد بن عمر بن أبي بكر الطرازي المعروف بجلاب
نزيل بخارى انه حدثه في سنة ٥٨٧ وعمره إذ ذاك ١٦٠ سنة قال رأيت
الأشج وانا ابن ٢٧ سنة وصحبته ١٦ يوما أو ١٧ يوما قال وهو أبو
عبد الله زيد بن تميم الكلابي الأشج ركابي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
ع.
٣٧٢: زيد بن ثابت بن الضحاك الأشعري الأنصاري الخزرجي النجاري.
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الرسول ص وروى في التهذيب
عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن
ميمون عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال الحكم حكمان حكم
الله وحكم الجاهلية وقد قال الله عز وجل ومن أحسن من الله حكما لقوم
يوقنون وأشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية
اه‍. وكانه يشير إلى التعصيب فان توريث الذكور دون الإناث من احكام
الجاهلية.
٣٧٣: زين بن جارية بالجيم وقيل ابن حارثة بالحاء ابن عامر بن مجمع بن
العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن
مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ثم العمري.
في الاستيعاب: زيد بن جارية الأنصاري العمري وقيل فيه زيد بن
حارثة كان ممن استصغر يوم أحد وهو من بني عمرو بن عوف قال أبو عمر
هو زيد بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف الأنصاري من الأوس وكان
أبوه جارية من المنافقين أهل مسجد الضرار كان يقال له حمار الدار شهد
زيد بن جارية هذا صفين مع علي وهو أخو مجمع بن جارية قال أبو عمر
وذكر أبو حاتم الرازي في باب من اسم أبيه حارثة من باب زيد وقال
زيد بن حارثة العمري الأوسي له صحبة وقال سمعت أبي يقول ذلك وقال
لا اعرفه ثم روى بسنده عن زيد بن جارية أخي بني الحارث بن الخزرج
قلت يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف نصلي عليك
الحديث. وفي أسد الغابة زيد بن جارية إلى اخر ما في العنوان شهد زيد
خيبر وأسهم له رسول الله ص وشهد مع علي صفين وتوفي قبل ابن عمر
فترحم عليه وفي الإصابة زيد بن جارية بالجيم الأنصاري الأوسي روى
البخاري في التاريخ من طريق يعقوب بن مجمع بن زيد بن جارية عن أبيه
عن جده زيد بن جارية قال بعنا سهما لنا من خيبر بحلة حلة وروى بسنده
جاء رجل إلى ابن عمر ان زيد بن جارية مات وترك مائة ألف قال لكن هي
لا تتركه.
٣٧٤: زيد بن جبلة أو حيلة بن مرداس بن بو بن عبد قيس بن مسلمة بن عامر بن
عبيد السعدي البصري
هكذا نسبه ابن عساكر في تاريخ دمشق وجبلة رسم في كتاب
صفين المطبوع بالجيم فالموحدة وفي الإصابة ذكره ابن عساكر بين زيد بن
ثابت وزيد بن حارثة فدل على أنه عنده بالجيم وعنوانه في الإصابة في القسم
الثالث زيد بن حيلة بمهملة وتحتانية قال ويقال زيد بن رواس التميمي ثم
البوي بفتح الموحدة وتشديد الواو.
ذكره نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص ١٥ فيمن وفد على أمير
المؤمنين علي ع من البصرة إلى الكوفة عند تجهزه لحرب صفين مع
الأحنف بن قيس وجارية بن قدامة وحارثة بن بدر وأعين بن ضبيعة اه‍
وذلك يدل على أنه من رؤساء القبائل. وفي الإصابة كان أحد وفد تميم إلى
عمر ذكره الرشاطي وذكره ابن عساكر فيمن وفد على معاوية ثم ساق من
طريق يعقوب بن شيبة بلغني ان عبد الله بن عامر كان أول من اتخذ صاحب
شرطة فولاها زيد بن حيلة وكان زيد شريفا في الاسلام كان الأحنف يقول
طالما خرقنا النعال إلى زيد بن حيلة فنتعلم منه المروءة يعني في الجاهلية قال
ولما بعث عثمان بالمصاحف إلى الأمصار بعث إلى أهل البصرة واحدا
وأعطى زيد بن حيلة اخر فهم يتوارثونه إلى اليوم وله قصة مع معاوية يقول
فيها وان خلفنا لجيادا جيادا وأدرعا شدادا وحسبا وذكر الجاحظ في البيان انه
وفد هو والأحنف وهلال بن وكيع على عمر فقال كل منهم كلاما يحض
عمر على ارفاده الا الأحنف فإنه حضه على الاحسان إلى جميع أهل المصر
وحكى أبو الفرج الأصبهاني عن العلاء بن الفضل مر عمر بن الأهيم على
الأحنف بن قيس وزيد بن حيلة وحارثة بن بدر فسلم فردوا عليه فوقف
متفكرا فقالوا ما لك قال ما في الأرض أنجب من آبائكم كيف جاءوا بأمثالكم
من أمثال أمهاتكم فضحكوا من ذلك وذكر ابن عساكر انه وفد على معاوية
فجرى بينهما كلام طويل فيها ما يدل على أنه كان مع علي بصفين.
(٩٣)

٣٧٥: الشريف أبو الحسين زيد بن جعفر العلوي المحمدي
توفي سنة ٤٥٥
في الرياض كان من علماء الأصحاب ومن مشايخ ابن الغضائري
ويروي عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن سعيد الكاتب عن أبي العباس
أحمد بن سعيد الهمذاني ابن عقدة عن أحمد بن يحيى بن المنذر بن عبد الله
الحميري عن أبيه عن عمر بن ثابت عن أبي يحيى الصنعاني عن الباقر
ع كذا ذكره ابن طاوس في جمال الأسبوع ويروي عنه بعض الاخبار في
عمل يوم الغدير وقال في كتاب الاقبال وجدنا في كتب الدعوات فقال
كذا ما هذا لفظه وجد في كتاب الشريف الجليل زيد بن جعفر المحمدي
بالكوفة اخرج إلي الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري جزءا
عتيقا بخط الشيخ أبي غالب أحمد بن محمد الزراري فيه أدعيته الخ قال واما
أحمد بن محمد بن سعيد الكاتب فلم أجده في كتاب الرجال وقال ابن طاوس
في موضع اخر من جمال الأسبوع حدث الشريف زيد بن جعفر العلوي عن
الحسين بن جعفر الحميري عن الحسين بن أحمد بن إبراهيم عن عبد الله بن
محمد القرشي سمعت أبا الحسن العلوي يقول سمعت أبا الحسن علي
العلوي وهو الذي تسميه الامامية المؤدي يعني صاحب العسكر الاخر
ع وهو علي الهادي يقول قرأت من كتب آبائي ع من
عمل يوم السبت الحديث وهذا يدل على كونه من الزيدية فتأمل وفي موضع
اخر من جمال الأسبوع هكذا حدث الشريف الجليل أبو الحسين زيد بن
جعفر العلوي المحمدي عن أبي الحسن العفرائي عن محمد بن همام بن
سهيل الكاتب ومحمد بن حبيب بن أحمد المالكي عن يونس بن عبد الرحمن
عن الرضا ع اه‍. وفي لسان الميزان زيد بن جعفر بن الحسين بن
علي المحمدي قال ابن النرسي كان يقول بالإمامة وسمعت منه قبل ان يتغير
عقله مات سنة ٤٥٥ اه‍.
٣٧٦: زيد بن جهيم الهلالي كوفي
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ثم فيهم
زيد بن جهيم الكوفي وفي منهج المقال في بعض النسخ بن جهم في
الموضعين.
٣٧٧: زيد بن حارثة وليس بأبي أسامة بن زيد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
٣٧٨: زيد بن الحباب بن الريان ويقال رومان التيمي أو التميمي أبو الحسين
العكلي الكوفي
توفي سنة ٢٠٣
في حاشية تهذيب التهذيب في المغني الحباب بمضمومة وخفة
موحدة أولى وريان بمفتوحة وشدة تحتية وبنون ورومان بضم راء
وسكون واو ونون والعكلي في لب اللباب بضم المهملة وسكون
الكاف نسبة إلى عكل بطن من تميم اه‍. والتميمي في تهذيب التهذيب
والتيمي في تاريخ بغداد ولا شك ان أحدهما تصحيف الاخر.
أقوال العلماء فيه
عده ابن رستة في الأعلاق النفيسة من الشيعة. وفي ميزان الذهبي
زيد بن الحباب العابد الثقة صدوق جوال وقال ابن معين أحاديثه عن
الثوري مقلوبة ووثقه ابن معين مرة وابن المديني وقال أبو حاتم صدوق
صالح وقال احمد صدوق كثير الخطأ وطول ابن عدي ترجمته ثم قال زيد
من اثبات الكوفيين لا يشك في صدقه وله أحاديث تستغرب عن سفيان
الثوري من جهة اسنادها وله عن سفيان باسناده عليكم بالشفائين القرآن
الكريم والعسل ثم نقل له أحاديث. وفي لسان الميزان زيد بن الحباب ذكره
النباتي في الحافل وقال يروي عن أبي معشر يخالف في حديثه قاله البستي
يعني ابن حبان قال النباتي وفيه نظر وعن الخطيب في المتفق زيد بن الحباب
اثنان الكوفي المشهور وهو في التهذيب والثاني مدني يروي عنه صفوان بن
سليم وروى هو عن أبي سعيد مولى بني ليث فلعله المذكور اه‍. أقول
يغلب على الظن ان الذي ذكره ابن رستة هو الكوفي لفشو التشيع في
الكوفة. وفي تاريخ بغداد بن الحباب بن الريان أبو الحسين التيمي العكلي
الكوفي قدم بغداد وحدث بها. ذكر أبو عبد الله أحمد بن حنبل زيد بن
الحباب فقال كان صاحب حديث كيسا قد دخل إلى مصر وخراسان في
الحديث وما كان أصبره على الفقر كتبت عنه بالكوفة وهاهنا وقد ضرب في
الحديث إلى الأندلس قال الخطيب قوله انه ضرب في الحديث إلى الأندلس
عنى بذلك سماع زيد من معاوية بن صالح الحمصي وكان يتولى قضاء
الأندلس فظن احمد ان زيدا سمع منه هناك وهذا وهم منه واحسب ان
زيدا سمع من معاوية بمكة قال عبد الرحمن بن مهدي سمع منه بمكة ثم
روى بسنده عن عبد الرحمن بن مهدي كنا بمكة نتذاكر الحديث إذا انسان
قد دخل بيننا فسمع حديثا فقلنا له من أنت قال انا معاوية بن صالح.
وبسنده عن أحمد قال زيد بن حباب كان صدوقا وكان يضبط الألفاظ عن
معاوية بن صالح ولكن كان كثير الخطأ. وبسنده عن يحيى بن معين زيد بن
حباب ثقة. وبسنده عن أبي زكريا: زيد بن الحباب العكلي كان يقلب
حديث الثوري ولم يكن به باس. وبسنده عن أحمد بن عبد الله العجلي قال
أبو الحسين زيد بن حباب العكلي كوفي ثقة. وفي تهذيب التهذيب:
زيد بن الحباب بن الريان ويقال رومان التميمي أبو الحسين العكلي الكوفي
أصله من خراسان ورحل في طلب العلم سكن الكوفة قال المهذب قلت قال
ابن زكريا في تاريخ الموصل حدثني الخماني عن عبد الله القواريري قال كان
أبو الحسين العكلي ذكيا حافظا عالما يسمع وذكره ابن حبان في الثقات وقال
يخطئ يعتبر حديثه إذا روى عن المشاهير واما روايته عن المجاهيل ففيها
المناكير وقال ابن خلفون وثقه أبو جعفر السبتي وأحمد بن صالح زاد وكان
معروفا بالحديث صدوقا وقال ابن قانع كوفي صالح وقال الدارقطني وابن
ماكولا ثقة وقال ابن شاهين وثقه عثمان بن أبي شيبة وقال ابن يونس في
تاريخ الغرباء كان جوالا في البلاد في طلب الحديث وكان حسن الحديث
قال ابن عدي له حديث كثير وهو من اثبات مشايخ الكوفة ممن لا يشك في
صدقه والذي قاله ابن معين عن أحاديثه عن الثوري انما له أحاديث عن
الثوري تستغرب بذلك الاسناد وبعضها ينفرد برفعه والباقي عن الثوري
وغير الثوري مستقيمة كلها اه‍.
مشايخه
في تاريخ بغداد سمع ١ مالك بن مغول ٢ سفيان الثوري
(٩٤)

٣ شعبة ٤ سيف بن سليمان المكي ٥ مالك بن أنس ٦
ابن أبي ذئب ٧ معاوية بن صالح وزاد في تهذيب التهذيب ٨ أيمن بن
نابل ٩ عكرمة بن عمار اليمامي ١٠ إبراهيم بن نافع المكي ١١
أبي بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي ١٢ حسين بن واقد المروزي
١٣ يونس بن أبي إسحاق ١٤ عبد الملك بن الربيع بن سبرة ١٥
أسامة بن مزيد بن أسلم ١٦ أسامة بن زيد الليثي ١٧ قرة بن خالد
١٨ أفلح بن سعيد ١٩ الضحاك بن عثمان الحزامي ٢٠ عبد
العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماحشون ٢١ يحيى بن أيوب وخلق
كثير.
تلاميذه
في تاريخ بغداد: روى عنه ١ عبد الله بن وهب ٢ يزيد بن
هارون ٣ أحمد بن حنبل ٤ أبو بكر بن أبي شيبة ٥ يحيى بن
الحماني ٦ الحسن بن عرفة ٧ عباس الدوري ٨ زيد بن إسماعيل
الصائغ ٩ أبو يحيى محمد بن سعيد العطار وزاد في تهذيب التهذيب
١٠ ابن أبي شيبة الثاني ١١ أبو خيثمة ١٢ أبو كريب ١٣
أحمد بن منيع ١٤ الحسن بن علي الخلال ١٥ علي بن المديني ١٦
محمد بن عبد الله بن عمير ١٧ إبراهيم الجوزجاني ١٨ أحمد بن سنان
القطان ١٩ محمد بن رافع النيسابوري وهو من اخرهم ٢٠
الحسن بن علي بن عفان العامري وخاتمتهم ٢١ يحيي بن أبي طالب بن
الزبرقان وقد حدث عنه ٢٢ عبد الله بن وهب ٢٣ يزيد بن هارون
وهما أكبر منه اه‍.
٣٧٩: زيد بن الحسن الأنماطي
يأتي بعنوان زيد بن الحسن القرشي الكوفي الأنماطي.
٣٨٠: زيد بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع أبو الحسن
الحسين الهاشمي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع.
٣٨١: أبو القاسم زيد بن الحسن الحسيني نقيب العلويين بنيسابور.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٥٩٦ كان أهل العيث والفساد
بنيسابور قد طمعوا في نهب الأموال وفعل ما أرادوا وكان عامل نيسابور
يسمى المؤيد اي ابه فحبس أعيان نيسابور ومنهم النقيب المذكور وقال أنتم
أطمعتم المفسدين حتى فعلوا هذه الفعال وقتل من أهل الفساد جماعة
فخربت نيسابور بالكلية.
٣٨٢: زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع
في تهذيب التهذيب روى عن أبيه عن جده، روى إسحاق بن
جعفر بن محمد العلوي عن أبيه عن علي بن محمد عنه وفي الهامش زاد في
الخلاصة أخو السيدة نفيسة رضي الله عنها.
٣٨٣: ذخر الدين أبو القاسم زيد بن تاج الدين أبي محمد الحسن بن أبي القاسم
زيد بن الحسن بن أبي القاسم زيد بن أبي محمد الحسن النقيب بن أبي
الحسن محمد المحدث بن أبي عبد الله الحسين المحدث ابن أبي علي داود بن
أبي تراب علي النقيب بن عيسى بن محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن
الحسن بن علي بن أبي طالب ع
في عمدة الطالب ص ٥٣ كان نقيب نيسابور وله عقب.
٣٨٤: زيد بن الحسن بن زيد بن علي بن أبي طالب ع
قال ابن الأثير انه كان مع محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى لما خرج
على المنصور من المشهورين.
٣٨٥: زيد بن الحسن بن زيد الموسوي
توفي سنة ٥٣٢ أرخه ابن السمعاني.
في لسان الميزان هو ثقة ومتأخر عن قرينة زيد بن الحسن بن زيد بن
أميرك الحسيني المتوفي سنة ٤٩١ أو ٤٩٢ وان وافقه في اسمه واسم أبيه
وجده ويجتمع مع ابن أميرك في محمد بن أحمد بن القاسم.
٣٨٦: زيد بن الحسن العلوي
في تهذيب التهذيب روى عن عبد الله بن موسى العلوي وأبي بكر بن
أبي أويس وعنه يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي النسابة.
٣٨٧: زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع
توفي سنة ١٢٠ بين مكة والمدينة بموضع يقال له ساجر وهو ابن
تسعين سنة كما في ارشاد المفيد وتهذيب التهذيب وفي عمدة الطالب عاش
مائة سنة وقيل خمسا وتسعين وقيل تسعين.
أقوال العلماء فيه
في عمدة الطالب ص ٤٨ كان زيد يكنى أبا الحسين وقال الموضح
النسابة أبا الحسن وكان يتولى صدقات رسول الله ص وتخلف عن عمه
الحسين فلم يخرج معه إلى العراق وبايع بعد قتل عمه الحسين عبد الله بن
الزبير لان أخته لامه وأبيه كانت تحت عبد الله بن الزبير قاله أبو نصر
البخاري فلما قتل عبد الله اخذ زيد بيد أخته ورجع إلى المدينة وله في ذلك
مع الحجاج قصة وكان زيد بن الحسن جوادا ممدحا وأمه فاطمة بنت أبي
مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة الخزرجي الأنصاري. وفي تهذيب التهذيب
ذكره ابن حبان في الثقات وكان من سادات بني هاشم وكتب عمر بن عبد
العزيز إلى عامله اما بعد فان زيد بن الحسن شريف بني هاشم وذو سنهم.
وفي ارشاد المفيد بعد ما ذكر ولد الحسن بن علي ع وعد
فيهم زيد بن الحسن قال: واما زيد بن الحسن فكان يلي صدقات رسول
الله ص وأسن وكان جليل القدر كريم الطبع طريف طيب النفس البر
ومدحه الشعراء وقصده الناس من الآفاق لطلب فضله وذكر أصحاب
السيرة ان زيد بن الحسن كان يلي صدقات رسول الله ص فلما ولي
سليمان بن عبد الملك كتب إلى عامله بالمدينة اما بعد فإذا جاءك كتابي هذا
فأعزل زيدا عن صدقات رسول الله ص وادفعها إلى فلان ابن فلان رجل
من قومه وأعنه على ما استعانك عليه والسلام فلما استخلف عمر بن عبد
العزيز إذا كتاب قد جاء منه اما بعد فان زيد بن الحسن شريف بني هاشم
ذو سنهم فإذا جاءك كتابي هذا فاردد عليه إليه صدقات رسول الله ص
(٩٥)

وأعنه على ما استعانك عليه السلام وفي زيد بن الحسن يقول محمد بن بشير
الخارجي من بني خارجة قبيلة:
إذا انزل ابن المصطفى بطن تلعة * نفى جدبها واخضر بالنبت عودها
وزيد ربيع الناس في كل شتوة * إذا خلفت أنواؤها ورعودها
حمول لأشناق الديات كأنه * سراج الدجى إذ قارنته سعودها
الأشناق جمع شنق بالفتح وهو ما دون الدية وذلك أن يسوق ذو
الحمالة الدية الكاملة فإذا كانت معها ديات جراحات فتلك هي الأشناق
كأنها متعلقة بالدية العظمى. ومات زيد وله تسعون فرثاه جماعة من
الشعراء وذكروا مآثره وتلوا فضله وممن رثاه قدامة بن موسى الجممحي
فقال:
فان يك زيد غالت الأرض شخصه * فقد بان معروف هناك وجود
وان يك امسى رهن رمس فقد ثوى * به وهو محمود الفعال فقيد
سميع إلى المعتبر يعلم أنه * سيطلبه المعروف ثم يعود
وليس بقوال وقد حط رحله * لملتمس المعروف أين تريد
إذا قصر الوغد الدنئ نمى به * إلى المجد آباء له وجدود
مباذيل للمولى محاشيد للقرى * وفي الروع عند النائبات اسود
إذا انتحل الغر الطريف فإنهم * لهم ارث مجد ما يرام تليد
إذا مات منهم سيد قام سيد * كريم يبني بعده ويشيد
في أمثال هذا مما يطول به الكتاب وخرج زيد بن الحسن رحمة الله عليه من
الدنيا ولم يدع الإمامة ولا ادعاها له مدع من الشيعة ولا غيرهم وذلك أن
الشيعة رجلان امامي وزيدي فالإمامي يعتمد في الإمامة النصوص وهي
معدومة في ولد الحسن ع باتفاق ولم يدع ذلك أحد منهم لنفسه
فيقع فيه ارتياب. والزيدي يراعي في الإمامة بعد علي والحسن والحسين
ع الدعوة والجهاد وزيد بن الحسن رحمة الله عليه كان مسالما لبني
أمية ومقلدا من قبلهم لأعمال وكان رأيه التقية لأعدائه والتالف لهم
والمداراة وهذا يضاد عند الزيدية علامات الإمامة كما حكيناه. واما الحشوية
فإنها تدين بامامة بني أمية ولا ترى لولد رسول الله ص امامة على حال.
والمعتزلة لا ترى الإمامة الا فيمن كان على رأيها في الاعتزال ومن تولوهم
العقد لهم بالشورى والاختيار وزيد على ما قدمنا ذكره خارج عن هذه
الأحوال. والخوارج لا ترى امامة من تولى أمير المؤمنين ع وزيد كان
متوليا أباه وجده بلا خلاف اه‍ الارشاد ومن مراثي محمد بن بشير الخارجي
فيه ما رواه صاحب الأغاني بسنده انه لما دفن زيد بن الحسن وانصرف
الناس عن قبره جاء محمد بن بشير إلى الحسن بن زيد وعنده بنو هاشم
ووجوه قريش يعزونه فاخذ بعضادتي الباب وقال:
أعيني جودا بالدموع واسعدا * بني رحم ما كان زيد يهينها
ولا زيد الا ان يجود بعبرة * على القبر شاكي بكية يستكينها
وما كنت تلقى وجه زيد ببلدة * من الأرض الا وجه زيد يزينها كذا
لعمر أبي الناعي لعمت مصيبة * على الناس فابيضت قصيا رصينها
وانى لنا أمثال زيد وجده * مبلغ آيات الهدى وأمينها
وكان حليفيه السماحة والندى * فقد فارق الدنيا نداها ولينها
غدت غدوة ترمي لؤي بن غالب * بجهد الثرى فوق امرئ ما يشينها كذا
أغر بطاحي بكى من فراقه * عكاظ فبطحاء الصفا فحجونها
فقل للتي يعلو على الناس صوتها * به لا أعان الله من لا يعينها
ولو فهمت ما نفقه الناس أصبحت * خواشع اعلام الفلاة وعينها
نعاه لنا الناعي فظلنا كأننا * نرى الأرض فينا انه حان حينها
وزلت بنا أقدامنا وتقلبت * ظهور روابيها بنا وبطونها
وآب ذوو الألباب منا كأنما * يرون شمالا فارقتها يمينها
سقى الله سقيا رحمة ترب حفرة * مقيم على زيد ثراها وطينها
وفي عمدة الطالب: العقب منه في ابنه الحسن بن زيد لا عقب لزيد
الا منه وكان لزيد ابنة اسمها نفيسة خرجت إلى الوليد بن عبد الملك بن
مروان وماتت بمصر ولها هناك قبر يزار وهي التي يسميها أهل مصر الست
نفيسة، يقسمون بها وقيل إنها خرجت إلى عبد الملك بن مروان والأصح
الأول وكان زيد يفد على الوليد بن عبد الملك ويقعد معه على سريره
ويكرمه لمكان ابنته ووهب له ثلاثين ألف دينار دفعة واحدة وقيل إن صاحبة
القبر بمصر نفيسة بنت الحسن بن زيد وانها كانت تحت إسحاق بن جعفر
الصادق والأول هو الثبت المروي عن ثقات النسابين اه‍ اي انها بنت زيد
لا بنت الحسن بن زيد وفي هامش تهذيب التهذيب على ترجمة زيد بن
الحسن بن زيد بن الحسن بن علي حفيد المترجم عن الخلاصة انه أخو
السيدة نفيسة اه‍.
الراوي عنهم والراوون عنه
في تهذيب التهذيب روى عن أبيه وجابر وابن عباس وعنه ابنه الحسن
وعبد الرحمن بن أبي الموال وعبد الله بن عمرو بن خداش وعبد الملك بن
زكريا الأنصاري وأبو معشر ويزيد بن عياض بن جعدية.
٣٨٨: زيد بن الحسن أبو الحسين القرشي الكوفي الأنماطي أو صاحب الأنماط
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع زيد بن الحسن
الأنماطي أخو أبي الديداء أسند عنه ثم فيهم زيد بن الحسن الأنماطي أسند
عنه. وفي تاريخ بغداد ج ٨ ص ٤٤٢ زيد بن الحسن أبو الحسين القرشي
الكوفي صاحب الأنماط. عبد الرحمن بن أبي حاتم سالت أبي عنه فقال هو
كوفي قدم بغداد منكر الحديث. أخبرنا الحسين بن عمر بن برهان الغزال
حدثنا محمد بن الحسن النقاش املاء أخبرنا المطين حدثنا نصر بن عبد
الرحمن حدثنا يزيد بن الحسن عن معروف عن أبي الطفيل عن حذيفة بن
أسيد ان رسول الله ص قال: يا أيها الناس اني فرط لكم وأنتم واردون علي
الحوض واني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفونني
فيهما الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا
به ولا تضلوا ولا تبدلوا اه‍ هذا هو الحديث المنكر عند أبي حاتم وحق هنا
ان يتمثل بقول الشريف الرضي:
لئن كنت مجهولا بذلي في الهوى * فاني بعزي عند غيرك اعرف
وفي ميزان الذهبي: زيد بن الحسن القرشي الكوفي صاحب الأنماط
قال أبو حاتم منكر الحديث وقواه ابن حبان. وفي تهذيب التهذيب زيد
ابن الحسن القرشي أبو الحسين الكوفي صاحب الأنماط ذكره ابن حبان في
الثقات. روى له الترمذي حديثا واحدا في الحج.
(٩٦)

التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية حماد بن عثمان عن أبي عبد الله
ع في مواضع وفي ميزان الذهبي روى عن جعفر بن محمد ابن
علي بن الحسين ومعروف بن خربوذ وزاد في تهذيب التهذيب وعلى ابن
المبارك الهنائي. وعنه إسحاق بن راهويه وسعيد بن سليمان الواسطي
وعلي بن المديني ونصر بن عبد الرحمن الوشاء ونصر بن مزاحم
٣٨٩: الشيخ أبو الحسين أو أبو القاسم زيد بن الحسن أو الحسين بن محمد
البيهقي
يأتي بعنوان أبو القاسم زيد بن محمد بن الحسين البيهقي.
٣٩٠: أبو القاسم زيد بن أبي محمد الحسن النقيب بن أبي الحسن محمد المحدث بن
أبي عبد الله الحسين المحدث بن داود أبي علي ابن أبي تراب علي النقيب بن
عيسى بن محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي
ابن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب ص ٥٢ كانت إليه النقابة بعد أبيه.
٣٩١: الشيخ أبو القاسم زيد بن الحسين البيهقي
هكذا عنونه ابن شهرآشوب في المعالم ويأتي بعنوان أبو القاسم
زيد بن محمد بن الحسن البيهقي.
٣٩٢: زيد بن الحصين الأسلمي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
وقال من المهاجرين فان أراد انه صحابي فلم يذكره أحد في الكتب
المعدة لذكر الصحابة وان أراد انه من نسل المهاجرين فممكن.
٣٩٣: زيد بن حصين الطائي
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين قام عدي بن حاتم الطائي
فقال يا أمير المؤمنين ان رأيت أن تستأتي هؤلاء القوم وتستذيمهم حتى تأتيهم
كتبك وتقدم عليهم رسلك فقام زيد بن حصين الطائي وكان من أصحاب
البرانس المجتهدين فقال أما بعد فوالله لئن كنا في شك من قتال من خالفنا
لا يصلح لنا النية في قتالهم حتى نستذيمهم ونستأنبهم ما الأعمال الا في
تباب ولا السعي الا في ضلال والله يقول وأما بنعمة ربك فحدث انا والله ما
أرتبنا طرفة عين فيمن يبتغون دمه فكيف باتباعه القاسية قلوبهم القليل
في الاسلام حظهم أعوان الظلم ومسددي أساس الجور والعدوان ليسوا من
المهاجرين ولا الأنصار ولا التابعين باحسان فقام رجل من طيئ فقال يا
زيد بن حصين أكلام سيدنا عدي بن حاتم تهجن فقال ما أنت بأعرف
بحق عدي مني ولكن لا أدع القول بالحق وان سخط الناس فقال عدي بن
حاتم الطريق مشترك والناس في الحق سواء فمن اجتهد رأيه في نصيحة
العامة فقد قضى الذي عليه اه‍.
٣٩٤: زيد بن الحواري أبو الحواري العمي البصري
يأتي بعنوان زيد العمي
٣٩٥: زيد بن خالد الجهني المدني
توفي بالمدينة سنة ٦٨ وهو ابن ٨٥ سنة وقيل مات بمصر سنة ٥٠ وهو
ابن ٧٨ وقيل توفي سنة ٧٨ وهو ابن ٨٥ وقيل توفي سنة ٧٢ وهو ابن ٨٠
سنة وقيل توفي بالكوفة في آخر خلافة معاوية حكي ذلك كله في
الاستيعاب.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وأصحاب علي ع
وفي الاستيعاب قيل يكنى أبا عبد الرحمن وقيل أبا طلحة وقيل أبا زرعة
كان صاحب لواء جهينة يوم الفتح وفي الإصابة وأسد الغابة شهد الحديبية
مع رسول الله ص وفي الإصابة حديثه في الصحيحين وغيرهما وفي هامش
تهذيب التهذيب كان من المهاجرين الأولين.
من روى عنهم
في الإصابة وتهذيب التهذيب روى عن النبي ص وعن عثمان وأبي
طلحة وعائشة لم يذكر انه روى عن علي مع عد الشيخ له من أصحابه كما
مر إذ لا منافاة.
الذين رووا عنه
في الاستيعاب روى عنه ابناه ١ خالد ٢ أبو حرب وروى
عنه ٣ أبو أسامة بن عبد الرحمن ٤ بسر بن سعيد وفي أسد الغابة
روى عنه من الصحابة ٥ السائب بن يزيد الكندي ٦ السائب بن
خلاد الأنصاري ومن التابعين زيادة على ما مر ٧ عبيد الله بن
عبد الله بن عتبة ٨ ابن المسيب ٩ أبو سلمة بن عبد الرحمن ١٠
غروة وفي الإصابة روى عنه ١١ مولاه أبو عمرة وفي تهذيب التهذيب
روى عنه ١٢ عبد الرحمن بن أبي عمرة وقيل أبو عمرة الأنصاري
١٣ أبو الحباب سعيد بن يسار ١٤ عبيد الله الخولاني ١٥
عبد الله بن قيس بن مخرمة ١٦ عطاء بن أبي رباح ١٧ عطاء بن يسار
١٨ يزيد مولى المنبعث ١٩ أبو سالم الجيشاني.
٣٩٦: زيد الخباز كان يبيع الخبز كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٣٩٧: زيد بن ربيعة يكنى أبا معبد تبعا لهم
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وقوله تبعا لهم
هكذا في جميع النسخ ولا يظهر له معنى والظاهر أنه وقع فيه اشتباه من
الناسخ فأثبته في غير موضعه.
٣٩٨: زيد بن رقبة
قال ابن الأثير قتل على راية ربيعة يوم الجمل وهم في الميسرة مع علي
ع زيد وعبد الله بن رقبة ويمكن ان يقال لا يفهم من ذلك أن زيدا هو
ابن رقبة.
٣٩٩: زيد الزراد الكوفي
قال النجاشي زيد الزراد كوفي روى عن أبي عبد الله ع له
كتاب أخبرنا محمد بن محمد حدثنا جعفر بن محمد حدثنا أبي وعلي ابن
الحسين بن موسى قالا حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم حدثنا محمد بن
عيسى بن عبيد عن ابن أبي عمير عن زيد بكتابه وفي الفهرست زيد
النرسي وزيد الرزاد لهما أصلان لم يروهما محمد بن علي بن
الحسين بن باويه وقال لم يروهما محمد بن الحسن بن الوليد وكان يقول هما
(٩٧)

موضوعان وكذلك كتاب خالد بن عبد الله بن سدير وكان يقول وضع هذه
الأصول محمد بن موسى الهمداني وكتاب زيد النرسي رواه ابن أبي عمير
عنه وفي الخلاصة زيد النرسي بالنون وزيد الزراد قال الشيخ الطوسي لهما أصلان لم يروهما محمد بن علي بن الحسين بن بابويه وقال في فهرسته لم يروهما
محمد بن الحسن بن الوليد وكان يقول هما موضوعان وكذلك كتاب خالد بن
عبد الله بن سدير وكان يقول وضع هذه الأصول محمد بن موسى الهمداني
وقال الشيخ الطوسي في كتاب زيد النرسي رواه ابن أبي عمير عنه وقال ابن
الغضائري زيد الزراد كوفي وزيد النرسي رويا عن أبي عبد الله ع
قال أبو جعفر بن بابويه ان كتابهما موضوع وضعه محمد بن موسى السمان
قال وغلط أبو جعفر في هذا القول فاني رأيت كتبهما مسموعة عن محمد بن
أبي عمير. والذي قاله الشيخ عن ابن بابويه وابن الغضائري لا يدل على
طعن في الرجلين فان كان توقف ففي رواية الكتابين ولما لم أجد لأصحابنا
تعديلا لهما ولا طعنا فيهما توقفت عن قبول روايتهما اه‍ الخلاصة أقول في
رواية الاجلاء كتابه وفيهم ابن أبي عمير الذي لا يروي الا عن ثقة أقوى
دليل على وثاقته واعتبار كتابه واما عدم رواية الصدوق وشيخه ابن الوليد
كتابه وكتاب النرسي فهو من جملة تشدد القميين المعروف الذي هو في غير محله
والصدوق تابع لشيخه هذا في الجرح والتعديل وجمود الأتقياء قد يكون أضر
في الدين من تساهل الفسقة كما نشاهده في عصرنا فضرر الفاسق المعروف
الفسق لا يتجاوز نفسه اما جمود التقي فيتبعه الناس عليه لحسن ظنهم به
فيوقعهم في المفسدة باعتقاد انها مصلحة ويبعدهم عن المصلحة باعتقاد انها
مفسدة وابن الغضائري الذي لم يكد يسلم منه أحد من الاجلاء قد غلط
الصدوق في قوله لكون كتبهما مسموعة عن ابن أبي عمير وكانه يشير إلى
اعتبارها لرواية ابن أبي عمير لها. وفي التعليقة لا يخفى ان الظاهر مما ذكره
النجاشي هنا وفي خالد وزيد النرسي صحة كتبهم وان النسبة غلط لا سيما
في النرسي لقوله يرويه جماعة وكذا الظاهر من الشيخ في التراجم الثلاث لا
سيما ما ذكره هنا وناهيك لصحتها نسبة ابن الغضائري مثل ابن بابويه إلى
الغلط ومضى في الفوائد ما يؤيد أقوالهم وعدم الطعن فيهم مضافا
إلى أن الراوي ابن أبي عمير وقوله رواه عنه ابن أبي عمير بعد التخطئة
لعله يشير إلى وثاقتهما لما ذكره في العدة اه‍. وعن المجلسي في
البحار انه قال إن النرسي والزراد وان لم يوثقهما أرباب الرجال لكن
اخذ أكابر المحدثين من كتابيهما واعتمادهم عليهما حتى الصدوق في
معاني الأخبار وغيره ورواية ابن أبي عمير عنهما وعد الشيخ كتابيهما في
الأصول لعلها تكفي لجواز الاعتماد عليهما مع انا وجدنا نسخة قديمة
مصححة بخط الشيخ منصور بن الحسن الآبي وهو نقلها من خط الشيخ
الجليل محمد بن الحسن القمي تاريخ كتابتها سنة ٣٧٤ وذكر انه أخذهما
وسائر الأصول المذكورة من خط الشيخ الأجل هارون بن موسى بن أحمد
التلعكبري وذكر في أول كتاب النرسي سنده هكذا حدثنا الشيخ أبو محمد
هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن
سعيد الهمداني حدثنا جعفر بن عبد الله العلوي أبو عبد الله المحمدي حدثنا
محمد بن أبي عمير عن زيد النرسي وذكر في أول كتاب الزراد سنده هكذا:
حدثنا الشيخ أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري عن أبي علي
محمد بن همام عن حميد بن زياد عن حماد عن أبي العباس عبد الله بن
أحمد بن نهيك عن محمد بن أبي عمير عن زيد الزراد وهذان السندان غير ما
ذكره النجاشي اه‍ وعن السيد صدر الدين العاملي في حواشي منتهى المقال
انه قال قد ظفر ت بحمد الله تعالى بكتاب زيد الزراد وفيه ثلاثة وثلاثون
حديثا وصورة السند في أول الكتاب حدثنا أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد
التلعكبري إلى اخر ما مر وبعد قوله عن زيد الزراد سمعت أبا عبد
الله ع وفي اخره فرع من نسخه من أصل أبي الحسن محمد ابن
الحسين بن الحسن بن أيوب القمي أيده الله في يوم الخميس لليلتين بقيتا من
ذي القعدة الحرام سنة ٣٧٤ ورجال السند كلهم ثقات أجلاء من أصحابنا
نعم يرمى حميد بن زياد بالوقف وقال رأيت كتاب زيد النرسي منقولا من
خط منصور بن الحسن بن الحسين الابي وتاريخه في ذي الحجة الحرام سنة
٣٧٤ وفي أول الكتاب حدثنا الشيخ أبو محمد هارون ابن موسى التلعكبري
أيده الله حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني حدثنا جعفر بن
عبد الله العلوي أبو عبد الله المحمدي حدثنا محمد بن أبي عمير عن زيد
النرسي عن أبي عبد الله ع ورجال السند كلهم ثقات بل من الاجلاء
أيضا وان كان أبو العباس منهم زيديا جاروديا فمع ما ذكرنا من السندين
لكتاب الزيدين وما قاله النجاشي فيهما قوله في كتاب النرسي يرويه جماعة
كيف يتصور كون الكتابين موضوعين مع أخذهما يدا بيد كما ذكرنا اه‍.
وقال بحر العلوم الطباطبائي في رجاله: الجواب عما حكاه الشيخ في
الفهرست عن ابن بابويه من الطعن الذي حكاه عن أبو الوليد ان رواية ابن
أبي عمير لهذا الأصل تدل على صحته والوثوق بمن رواه فان المستفاد من
تتبع الحديث وكتب الرجال بلوغه الغاية في الثقة والعدالة والورع والضبط
والتحذر عن التخليط والرواية عن الضعفاء والمجاهيل ولذا ترى ان
الأصحاب يسكنون إلى روايته يعتمدون على مراسيله وقد ذكر الشيخ في
العدة انه لا يروي ولا يرسل الا عمن يوثق به وهذا توثيق عام لمن روى
عنه ولا معارض له هنا وحكى الكشي في رجاله اجماع العصابة على
تصحيح ما يصح عنه والاقرار له بالفقه والعلم ومقتضى ذلك صحة الأصل
المذكور لكونه مما قد صح عنه بل توثيق رواية أيضا لكونه العلة في
التصحيح غالبا والاستناد إلى القرائن وان كان ممكنا الا انه بعيد في جميع
روايات الأصل وعد زيد النرسي من أصحاب الأصول وتسمية كتابه أصلا
مما يشهد بحسن حاله واعتبار كتابه فان الأصل في اصطلاح المحدثين من
أصحابنا بمعنى الكتاب المعتمد لم ينتزع من كتاب اخر واما الطعن على هذا
الأصل والقدح فيه بما ذكره فإنما الأصل فيه محمد بن الحسن بن الوليد
القمي وتبعه على ذلك ابن بابويه على ما هو دأبه في الجرح والتعديل
والتضعيف والتصحيح ولا موافق لهما فيما اعلم وفي الاعتماد على تضعيف
القميين وقدحهم في الأصول والرجال طريق معروف فان طريقتهم في
الانتقاد تخالف ما عليه جماهير النقاد وتسرعهم إلى الطعن بلا سبب ظاهر مما
يريب اللبيب الماهر ولم يلتفت أحد أئمة الحديث والرجال إلى ما قاله
الشيخان المذكوران في هذا المجال بل المستفاد من تصريحاتهم وتلويحاتهم
تخطئتهما في ذلك المقال قال الشيخ ابن الغضايري ونقل ما مر عنه ثم
قال وناهيك بهذه المجاهرة في الرد من هذا الشيخ الذي بلغ الغاية في
تضعيف الروايات والطعن في الرواة حتى قيل إن السالم من رجال الحديث
من سلم منه وان الاعتماد على كتابه في الجرح طرح لما سواه من الكتب
ولولا أن هذا الأصل من الأصول المعتمدة بالقبول بين الطائفة لما سلم من
طعنه وغمزه على ما جرت به عادته في كتابه الموضوع لهذا الغرض فإنه قد
ضعف فيه كثيرا من أجلاء الأصحاب المعروفين بالتوثيق نحو إبراهيم بن
سليمان بن حبان وإبراهيم بن عمر اليماني وإدريس بن زياد وإسماعيل بن
(٩٨)

مهران وحذيفة بن منصور وأبي بصير ليث المرادي وغيرهم من أعاظم الرواة
وأصحاب الحديث واعتمد في الطعن عليهم غالبا بأمور لا توجب قدحا
فيهم بل في رواياتهم كاعتماد المراسيل والرواية عن المجاهيل والخلط بين
الصحيح والسقيم وعدم المبالاة في اخذ الروايات وكون رواياتهم مما تعرف
تارة وتنكر أخرى وما يقرب من ذلك هذا كلامه من هؤلاء المشاهير الأجلة
وأما إذا وجد في أحد ضعفا بيننا وطعنا ظاهرا وخصوصا إذا تعلق بصدق
الحديث فإنه يقيم عليه النوائح ويبلغ منه كل مبلغ ويمزقه كل ممزق فسكوت
هذا الشيخ عن أصل زيد النرسي ومدافعته عن أصله بما سمعت من قوله
اعدل شاهد على أنه لم يجد فيه مغمزا ولا للقول في أصله سبيلا ثم قال
وقول الشيخ في الفهرست وكتاب زيد النرسي
رواه ابن أبي عمير عنه فيه تخطئه ظاهرة للصدوق وشيخه في حكمهما بان
أصل زيد النرسي من موضوعات محمد بن موسى الهمداني فإنه متى صحت
رواية ابن أبي عمير إياه عن صاحبه امتنع اسناد وضعه إلى الهمداني المتأخر
العصر عن الراوي والمروي عنه واما النجاشي وهو أبو عذرة هذا الامر
وسباق حلبته كما يعلم من كتابه الذي لا نظير له في فن الرجال فقد عرفت
من كلامه روايته لأصل زيد النرسي في الحسن كالصحيح بل الصحيح على
الأصح عن ابن أبي عمير عن صاحب الأصل وقد روى أصل زيد
الزراد عن المفيد عن ابن قولويه عن أبيه وعلى ابن بابويه عن علي بن
إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن ابن أبي عمير عن زيد الزراد
ورجال هذا الطريق وجوه الأصحاب ومشايخهم وليس فيه من يتوقف في
شانه سوى العبيدي والصحيح توثيقه وقد اكتفى النجاشي بذكر هذين
الطريقين ولم يتعرض لحكاية الوضع في شئ من الأصلين بل اعرض عنها
صفحا وطوى دونها كشحا تنبيها على غاية فسادها مع دلالة الاسناد الصحيح
المتصل على بطلانها وفي كلامه في زيد النرسي دلالة على أن أصله من
جملة الأصول المشهورة المتلقاة بالقبول بين الطائفة حيث أسند روايته عنه
أولا إلى جماعة من الأصحاب ولم يخصه بابن أبي عمير ثم عد في طريقه إليه
من مرويات المشايخ الآجلة وهم أحمد بن علي بن نوح السيرافي ومحمد بن أحمد بن
عبد الله الصفواني وعلي بن إبراهيم القمي وأبوه إبراهيم بن هاشم وقد قال
في السيرافي انه كان ثقة في حديثه متقنا لما يرويه فقيها بصيرا في الحديث
والرواية وفي الصفواني انه شيخ ثقة فقيه فاضل وفي القمي انه ثقة في الحديث وفي
أبيه انه أول من نشر أحاديث الكوفيين بقم ولا ريب في أن رواية مثل هؤلاء
الفضلاء الاجلاء تقتضي اشتهار تلك الأصول في زمانهم وانتشار اخبارها
فيما بينهم وقد علم مما سبق كونه من مرويات الشيخ المفيد وشيخه أبي
القاسم جعفر بن قولويه والشيخ الجليل الذي انتهت إليه رواية جميع
الأصول والمصنفات أبي محمد هارون ابن موسى التلعكبري وأبي العباس
أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ المشهور وأبي عبد الله جعفر ابن
عبد الله رأس المذري الذي قالوا فيه انه أوثق الناس في حديثه وهؤلاء
مشايخ الطائفة ونقده الأحاديث وأساطين الجرح والتعديل وكلهم ثقات
اثبات ومنهم المعاصر لابن الوليد والمتقدم عليه والمتأخر عنه الواقف على
دعواه فلو كان الأصل المذكور موضوعا معروف الوضع كما ادعاه لما خفي
على هؤلاء الجهابذة النقاد بمقتضى العادة في مثل ذلك وقد اخرج ثقة
الاسلام الكليني لزيد النرسي في جامعة الكافي الذي ذكر انه جمع فيه الآثار
الصحيحة عن الصادقين ع روايتين إحداهما في باب التقبيل
من كتاب الايمان والكفر والثانية في كتاب الصوم في باب صوم
عاشوراء ثم ذكر الروايتين بسنديهما وقال عند ذكر الثانية والشيخ في كتابي
الاخبار أورد هذه الرواية باسناده عن محمد بن يعقوب واخرج لزيد في
كتاب الوصايا من التهذيب في باب وصية الإنسان لعبده حديثا اخر ثم ذكر
سند الحديث ثم قال والغرض من ايراد هذه الأحاديث التنبيه على عدم
خلو الكتب الأربعة من اخبار زيد النرسي وبيان صحة رواية ابن أبي عمير
عنه والإشارة إلى تعداد الطرق إليه واشتمالها على عدة من الرجال الموثوق
بهم سوى من تقدم ذكره في السالفة وفي ذلك كله تنبيه على صحة هذا
الأصل وبطلان دعوى وضعه ويشهد لذلك أيضا ان محمد بن موسى همداني
الذي ادعى عليه وضع هذا الأصل لم يتضح ضعفه بعد فضلا عن كونه
وضاعا للحديث ثم تكلم في محمد بن موسى الهمداني بما يأتي في ترجمته اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن معرفة زيد الزراد الكوفي
برواية ابن أبي عمير عنه.
٤٠٠: زيد السراج الكوفي
٤٠١: زيد بن سعيد الأسدي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٤٠٢: زيد السلمي عن أبي جعفر محمد بن علي
في ميزان الذهبي مجهول وفي لسان الميزان ذكره ابن حبان في
الثقات وقال روى عنه عبد الله الجعفي.
٤٠٣: زيد بن سليط
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
المستدرك
٤٠٤: أبو عبد الله بن هلاب
مر في ج ١٠ عن كتاب أحسن القصص ان رئيس الرؤساء كان
متعصبا فآذى أهل الكرخ اذى كثيرا وقتل أبو عبد الله بن هلاب من كبراء
علماء الشيعة في محلة الكرخ وذلك بعد استيلاء طغرل السلجوقي على
بغداد.
٤٠٥: إسماعيل بن يونس الشيعي
يروي عنه صاحب الأغاني ويروي هو عن عمر بن شبة وعن غيره
وذكر صاحب الأغاني في اخبار داود بن سلم ج ٥ ص ١٣٣ فقال اخبرني
إسماعيل بن يونس الشيعي حدثنا عمر بن شبة الخ وذكره في ج ٧ في اخبار
امرئ القيس بنحو ذلك وذكره في ج ١٦ ص ٦٨ بمثل ذلك وذكره في ج ٨
ص ٧٣ في أوائل اخبار سليم بن سلام بنحو هذه العبارة وفي ج ١٦
ص ١١ بمثل هذه العبارة لكنه لم يصفه بالشيعي ولا يدري ان وصفه
بالشيعي لكونه من شيعة آل أبي طالب أم لكونه من شيعة بني العباس وان
كان المتعارف في الاستعمال هو الأول.
(٩٩)

٤٠٦: أحمد بن زين العابدين العلوي
كان حيا سنة ١٠٣٩ كما في فهرس المكتبة الفاضلية.
٤٠٧: الحارث بن يزيد
قتل مع أمير المؤمنين علي ع بصفين سنة ٣٧.
في شرح الدراية للشهيد الثاني قبل الآخر بيسير قال ومن أصحاب
أمير المؤمنين ع سفيان بن يزيد وأخواه عبيد والحارث كلهم اخذ
رايته وقتل في موضع واحد اه‍.
٤٠٨: الحسن بن إسماعيل بن أبي سهل بن نيبخت
مر في محله وفي كتاب خاندان نوبختي ص ٢٤٣ عند ذكر سائر أفراد
آل نوبخت الغير المشهورين وعده منهم انه كان معاصرا لأبي نواس ولأبي
نواس مدائح فيه اه‍ وذكرنا في ج ٢١ من هذا الكتاب سبعة أبيات لأبي
نواس من مدحه مذكورة في ديوانه ص ١٠٥ ١٠٦.
الخاتمة.
وليكن هذا اخر الجزء الثاني والثلاثين من كتاب أعيان ويليه في
الجزء الثالث والثلاثين تتمة من اسمه زيد أوله زيد بن سهل.
ووقع الفراغ من تبييضه يوم الخميس ٨ ذي القعدة سنة ١٣٦٨ في
قرية كيفون. وللحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله وسلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله
الطاهرين وأصحابه المنتجبين ورضي الله عن التابعين لهم باحسان وتابعي
التابعين وعن العلماء والعباد والزهاد والصالحين ومن اقتفى نهجهم إلى يوم
الدين وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم السيد
عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي الشقرائي نزيل دمشق الشام صانها الله
عن طوارق الشر مدى الدهور والأعوام: هذا هو الجزء الثالث والثلاثون
من كتابنا أعيان الشيعة وفق الله لاكماله بالنبي وآله صلوات الله وسلامه
عليه وعليهم ومنه تعالى نستمد الهداية والتوفيق والتسديد والعصمة من
الخطأ والخطل وهو حسبنا ونعم الوكيل.
٤٠٩: زيد بن سهل أبو طلحة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص.
٤١٠: زيد بن سهل الموصلي النحوي
يعرف بمرزكة
توفي بالموصل حدود سنة ٤٥٠ كما في الطليعة في بغية الوعاة
مرزكة بفتح الميم وسكون الراء وفتح الزاي وتشديد الكاف.
وفي معالم العلماء زيد بن سهل النحوي المرزكي الموصلي ووصفه
ابن شهرآشوب في المناقب في بعض المواضع بالواسطي وهو تحريف
الموصلي.
أقوال العلماء فيه
في بغية الوعاة زيد الموصلي النحوي يعرف بمرزكة قال الصفدي كان
نحويا شاعرا أديبا رافضيا. وقال في ترجمة علي بن دبيس النحوي الموصلي
قال ياقوت اخذ عنه زيد مرزكة الموصلي. وفي الطليعة زيد بن سهل
المرزكي الموصلي كان فاضلا نحويا محدثا شاعرا أديبا ذكره الصفدي وغيره
اه‍ وفي معالم العلماء زيد بن سهل النحوي المرزكي الموصلي له شرح
الصدور في مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته زيد الموصلي
النحوي المشهور بمرزكة أحد شعراء أهل البيت ذكره ابن النديم في شعراء
الشيعة ومتكلميهم اه‍ وقد فتشت في فهرست ابن النديم فلم أجد له
ذكرا.
أشعاره
في بغية الوعاة له يرثي الحسين ع:
فلو لا بكاء المزن حزنا لفقده * لما جاءنا بعد الحسين غمام
ولو لم يشق الليل جلبابه أسى * لما انجاب من بعد الحسين ظلام
وأورد له صاحب المناقب قوله في أهل البيت:
قوم رسول الله جدهم * وعلي الأب فانتهى الشرف
غفر الاله لآدم بهم * ونجا بنوح فلكه القذف
امناء قد شهدت بفضلهم * التوراة والإنجيل والصحف
منهم رسول الله أكرم من * وطئ الحصى وأجل من أصف
وعلي البطل الامام ومن * وارى غرائب فضله النجف
وغدا على الحسنين متكلي * في الحشر يوم تنشر الصحف
وشفاعة السجاد تشملني * وبها من الآثام اكتنف
وبباقر العلم الذي علقت * كفي بحبل ولائه الزلف
وبحب جعفر اقتوى املي * ولشقوتي في ظله كنف
ووسيلتي موسى وعترته * أكرم بهم من معشر سلفوا
منهم علي وابنه وعلي * وابنه ومحمد الخلف
صلى الاله عليهم وسقى * مثواهم الهطالة الوكف
وأورد له أيضا:
مدينة العلم علي بابها * وكل من حاد عن الباب جهل
أم هل سمعتم قبله من قائل * قال سلوني قبل ادراك الاجل
وله أيضا:
حفر بطيبة والغري وكربلا * وبطوس والزوراء وسامراء
ما جئتهم في كربة الا انجلت * وتبدل السراء بالضراء
قوم بهم غفرت خطيئة آدم * وجرت سفينة نوح فوق الماء
وله أيضا:
ونام على الفراش له فداء * وأنتم في مضاجعكم رقود
ويوم حنين إذ ولوا هزيما * وقد نشرت من الشرك البنود
فغادرهم لدى الفلوات صرعى * ولم تغن المغافر والحديد
فكم من غادر ألقاه شلوا * عفير الترب يلثمه الصعيد
هم بخلوا بأنفسهم وولوا * وحيدرة بمهجته يجود
وفي الأحزاب جاءتهم جيوش * تكاد الشامخات لها تميد
فنادى المصطفى فيهم عليا * وقد كادوا بيثرب ان يكيدوا
(١٠٠)

فأنت لهذه ولكل يوم * تذل لك الجبابر والأسود
فتسقي العامري كؤوس حتف * فهزمت الجحافل والجنود
وله كما في المناقب ذكرها في أحوال الحسن العسكري ع:
فاطمي النجار من آل موسى * أبحر العلم والجبال الرواسي
قرشي لا من بني عبد شمس * هاشمي لا من بني العباس
وله كما في المناقب:
ردت له شمس الضحى بعد ما * هوت هوي الكوكب الغابر
وله كما في المناقب أيضا:
أيا لائمي في حب أولاد فاطم * فهل لرسول الله غيرهم عقب
هم أهل ميراث النبوة والهدى * وقاعدة الدين الحنيفي والقطب
أبوهم وصي المصطفى وابن عمه * ووارث علم الله والبطل الندب
وله كما في المناقب أيضا:
هذا الذي أردى الوليد وعتبة * والعامري وذا الخمار ومرحبا
وله في أمير المؤمنين ع:
وكيعقوب كلم الذيب لما حل * في الجب يوسف الصديق
وعلي ناجاه في الطائف الله * ففيما ينافس الزنديق
وله في الإمام موسى بن جعفر ع
قصدتك يا موسى بن جعفر راجيا * بقصدك تمحيص الذنوب الكبائر
ذخرتك لي يوم القيامة شافعا * وأنت لعمر الله خير الذخائر
٤١١: زيد بن سوقة البجلي مولى جرير بن عبد الله أبو الحسن كوفي
٤١٢: زيد بن سويد الأنصاري الحارثي
٤١٣: زيد بن سيف القيسي البكري الكوفي
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
٤١٤: زيد الشحام
يأتي بعنوان زيد بن محمد بن يونس ويقال زيد بن يونس.
٤١٥: زيد أو يزيد بن شراحيل الأنصاري
في أسد الغابة بسنده عن يعلى بن مرة سمعت رسول الله ص يقول
من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فلما قدم علي
الكوفة نشد الناس من سمع ذلك من رسول الله ص فانتشد له بضعة عشر
رجلا منهم يزيد أو زيد بن شراحيل الأنصاري أخرجه أبو موسى اه‍
٤١٦: السيد أبو الفضل زيد بن شروانشاه بن مانكديم العلوي العباسي
في فهرست منتجب الدين عالم صالح.
روى العلاء بن رزين عنه عن أبي عبد الله ع في باب زكاة
الذهب والفضة من الكافي.
٤١٧: زيد بن صالح الأسدي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان
الميزان زيد بن صالح الأسدي من أهل خراسان عن يحيى بن سعيد
الأنصاري والوازع بن نافع ذكره ابن حبان في الثقات
٤١٨: زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن
حدرجان بن عباس بن ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمر بن
وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس الربعي العبدي أخو صعصعة
وسيحان
استشهد مع علي ع يوم الجمل سنة ٣٦ قتله عمرو بن
يثري الضبي وفي مروج الذهب قتله عمرو بن سبرة.
صوحان في الخلاصة بضم الصاد المهملة واسكان الواو قبل الحاء
المهملة والنون بعد الألف اه‍. وفي الإصابة الهجاس بدل الهجرس وكانه
تحريف من النساخ والربعي نسبة إلى ربيعة قبيلة والعبدي نسبة إلى
عبد القيس قبيلة من ربيعة.
ربيعة وعبد القيس وال صوحان
كانت ربيعة من أخلص الناس في ولاء أمير المؤمنين علي ع
ومثلها عبد القيس فقد كانت متهالكة في ولائه كذلك آل صوحان جميعهم.
وفي مروج الذهب ج ٢ ص ١٤: اشتد حزن علي على من قتلهم طلحة
والزبير من عبد القيس وغيرهم من ربيعة قبل وروده البصرة وجدد حزنه
قتل زيد بن صوحان قتله يوم الجمل عمرو بن سبرة ثم قتل عمار بن ياسر
عمرو بن سبرة في ذلك اليوم أيضا وكان علي يكثر من قوله:
يا لهف ما نفسي على ربيعة * ربيعة السامعة المطيعة
قال:
وخرجت امرأة من عبد القيس تطوف القتلى فوجدت ابنين لها قد قتلا
وقد كان قد قتل زوجها واخوان لها فيمن قتل قبل مجئ علي إلى البصرة
فأنشأت تقول:
شهدت الحروب فشيبنني * فلم أر يوما كيوم الجمل
أضر على مؤمن فتنة * واقتله لشجاع بطل
فليت الظعينة في بيتها * وليتك عسكر لم ترتحل
وكان لصوحان أبي زيد بن صوحان أربعة أولاد صعصعة وزيد
وسيحان وعبد الله فقتل زيد وسيحان مع علي ع يوم الجمل
وارتث صعصعة.
وفي مروج الذهب أيضا ج ٢ ص ٨٠: سال ابن عباس صعصعة بن
صوحان عن مسائل فاجابه عنها فأعجب بكلامه وقال أحسنت والله يا ابن
صوحان انك لسليل أقوام كرام خطباء فصحاء ما ورثت هذا عن كلالة.
وفي مروج الذهب أيضا ج ٢ ص ٧٥ قال معاوية لعقيل بن أبي طالب ميز لي
أصحاب علي وابدأ بال صوحان فإنهم مخاريق الكلام فوصف له صعصعة
بما يأتي في ترجمته انش ثم قال واما زيد وعبد الله فإنهما نهران جاريان
يصب فيهما الخلجان ويغاث بهما اللهفان رجلا جد لا لعب معه واما بنو
صوحان فكما قال الشاعر:
(١٠١)

إذا نزل العدو فان عندي * سودا تخلس الأسد النفوسا
كنيته
في الاستيعاب يكنى أبا سلمان ويقال أبو سليمان ويقال أبو عائشة
وزاد ابن عساكر ويقال أبو عبد الله وفي الإصابة بسنده كان يحب سلمان
فمن شدة حبه له اكتني أبا سلمان وكان يكنى بغيره اه‍.
هو صحابي أم تابعي
في الاستيعاب كان مسلما على عهد النبي ص لا نعلم له عن النبي
ص رواية وانما يروي عن عمر وعلي وزاد ابن عساكر وأبي بن كعب
وسلمان الفارسي روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي. وزاد
ابن عساكر وسالم بن أبي الجعد وزاد الخطيب البغدادي والغيزار بن
حريث ذكره محمد بن السائب الكلبي عن أشياخه في تسمية من شهد
الجمل فقال وزيد بن صوحان العبدي وكان قد أدرك النبي ص وصحبه
هكذا قال ولا أعلم له صحبة ولكنه ممن أدرك النبي عليه الصلاة والسلام
بسنة مسلما. وفي الإصابة قال ابن منده عداده في أهل الحجاز والمعروف انه
مخضرم ثم قال في القسم الثالث بعد ما حكى عن ابن الكلبي ان له وفادة
ورد صاحب الاستيعاب عليه بأنه حكى الرشاطي عن أبي عبيدة معمر بن
المثنى ان له وفادة ويأتي في ترجمة زيد العبدي ذكره شاعر عبد القيس فيمن
وفد على النبي ص منهم فروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه عن
المنجاب بن الحارث عن إبراهيم بن يوسف حدثني رجل من عبد القيس قال
قال رجل منا شعرا يذكر دعاء رسول الله ص لعبد القيس وقد ذكر ابن
عساكر هذه الأبيات في ترجمة زيد بن صوحان وعلى هذا فهو صحابي لا
محالة اه‍.
وقال ابن عساكر روى ابن أبي شيبة عن رجل من عبد القيس قال
وقد قال رجل منا شعرا يذكر فيه دعوة رسول الله ص لعبد القيس ويعد
الوفد ويسميهم فقال:
منا صحار والأشج كلاهما * حقا بصدق قالة المتكلم
سبقا الوفود إلى النبي فهيلا * بالخير فوق الناجيات الرسم
في عصبة من عبد قيس أوجفوا * طوعا إليه وحدهم لم يكلم
واذكر بني الجارود ان محلهم * من عبد قيس في المكان الأعظم
ثم ابن سيار على أعدائه علاته * بذ الملوك بسؤدد وتكرم
وكفى بزيد حين يذكر فعله * طوبى لذلك من صريع مكرم
ذاك الذي سبقت لطاعة ربه * منه اليمين إلى جنان الأنعم
فدعا النبي لهم هنالك دعوة * مقبولة بين المقام وزمزم
هذا ما أورده صاحب الإصابة منها، وزاد عليها ابن عساكر ثلاثة
أبيات وهي:
فمحمد يوم الحساب شهيدنا * ولنا البراءة من عذاب جهنم
فأولاك قومي ان سالت مخبري * في الناس طرا مثلهم لم يعلم
الا قريشا لا أحاشي غيرهم * لهم الفضائل في الكتاب المحكم
قال ابن عساكر يعني بزيد زيد بن صوحان.
ويأتي عن ابن سعد انه من تابعي الكوفة ويأتي في رواية الحارث
الأعور انه من التابعين. وعن ابن إسحاق انه أدرك النبي ص وعن أبي
عبيدة ان له وفادة.
أقوال العلماء فيه
قال البرقي فيما حكاه عنه العلامة في آخر الخلاصة ان من أصحاب
أمير المؤمنين ع من ربيعة زيد وصعصعة أبناء صوحان وقال
الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع زيد بن صوحان من الابدال
قتل يوم الجمل وقيل إن عائشة استرجعت حين قتل اه‍ وعده ابن أبي
الحديد من التابعين الذين قالوا بتفضيل علي ع على الناس. وفي
الاستيعاب كان فاضلا دينا سيدا في قومه هو واخوته. وحكى ابن عساكر
عن ابن سعد في الطبقات كان زيد قليل الحديث وهو من تابعي أهل الكوفة
اه‍.
وفي مرآة الزمان لليافعي ج ١ ص ٩٩ وممن قتل يوم الجمل زيد بن
صوحان وكان من سادة التابعين صواما وقواما. وفي المعارف لابن قتيبة كان
زيد بن صوحان من خيار الناس.
وفي شذرات الذهب ج ١ ص ٤٤ في حوادث سنة ٣٦ قتل يومئذ
زيد بن صوحان من خواص علي من الصلحاء الأتقياء وقال ابن الأثير في
حوادث سنة ٣٦ ج ٣ ص ١٦ قيل إن عدد من سار من الكوفة لنصرة أمير
المؤمنين ع يوم الجمل اثنا عشر ألف رجل ورجل ثم ذكر رؤساء
الجماعة من الكوفيين ورؤساء النفار وعد من رؤساء النفار زيد بن صوحان
وذكره نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص ٣٠٤ في جملة من أصيب في
المبارزة من أصحاب علي يوم الجمل.
ومر ان عقيل بن أبي طالب وصفه لمعاوية لما سأله وصف آل صوحان
وجمع معه أخاه عبد الله فقال: واما زيد وعبد الله فإنهما نهران جاريان يصب
فيهما الخلجان ويغاث بهما البلدان رجلا جد لا لعب معه ووصف زيدا اخوه
صعصعة لما قال له ابن عباس فأين أخواك منك زيد وعبد الله صفهما
لأعرف ورثكم قال اما زيد فكما قال أخو غني:
فتى لا يبالي ان يكون بوجهه * إذا نال خلان الكرام شحوب
إذا ما تراءاه الرجال تحفظوا * فلم ينطقوا العوراء وهو قريب
حليف الندى يدعو الندى فيجيبه * إليه ويدعوه الندى فيجيب
يبيت الندى يا أم عمرو ضجيعه * إذا لم يكن في المنقيات حلوب
كان بيوت الحي ما لم يكن بها * بسائس ما يلفى بهن غريب
في أبيات. كان والله يا ابن عباس عظيم المروة شريف الاخوة جليل
الخطر بعيد الأثر كميش العروة أليف البدوة سليم جوانح الصدر قليل
وساوس الدهر ذاكرا لله طرفي النهار وزلفا من الليل الجوع والشبع عنده
سيان لا ينافس في الدنيا وأقل أصحابه من ينافس فيها يطيل السكوت
ويحفظ الكلام وان نطق نطق بمقام يهرب منه الدعار الأشرار ويألفه الأحرار
الأخيار فقال ابن عباس ما ظنك برجل من أهل الجنة رحم الله زيدا.

(١) يأتي ان التي قطعت هي يده الشمال لا اليمين - المؤلف -.
(١٠٢)

ما روي في حقه
في الاستيعاب روي من وجوه ان النبي ص كان في مسير له فبينا هو
يسير إذ هوم فجعل يقول زيد وما زيد جندب وما جندب. وفي الإصابة
والأقطع الخير زيد فسئل عن ذلك فقال رجلان من أمتي اما أحدهما فتسبقه
يده أو قال بعض جسده إلى الجنة ثم يتبعه سائر جسده واما الآخر فيضرب
ضربة يفرق بها بين الحق والباطل أصيبت يد زيد يوم جلولاء وفي الإصابة
يوم القادسية: وفي أسد الغابة وقيل بالقادسية ثم قتل يوم الجمل مع علي
وجندب قاتل الساحر عند الوليد بن عقبة قد ذكرناه في بابه اه‍. ونحن
قد ذكرناه في ترجمة جندب، وفي المعارف لابن قتيبة روي في الحديث ان
النبي ص قال زيد الخير الأجذم وجندب ما جندب فقيل يا رسول الله
أتذكر رجلين فقال اما أحدهما فسبقته يده إلى الجنة بثلاثين عاما واما الآخر
فيضرب ضربة يفصل بها بين الحق والباطل فكان أحد الرجلين زيد بن
صوحان شهد يوم جلولاء فقطعت يده وشهد مع علي يوم الجمل فقتله
عمرو بن يثري وقتل أخاه سيحان يوم الجمل.
وفي الإصابة روى أبو يعلى وابن منده من طريق حسين بن رماحس
عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي: سمعت عليا يقول قال رسول الله ص
من سره ان ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن
صوحان وفي تاريخ بغداد سنده عن علي عن رسول الله ص من سره ان
ينظر إلى رجل يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان
قال الخطيب قطعت يد زيد في جهاده المشركين وعاش بعد ذلك دهرا حتى
قتل يوم الجمل اه‍.
واخرج ابن عساكر عن الحارث الأعور كان ممن ذكره رسول الله ص
زيد الخير وهو زيد بن صوحان فقال سيكون بعدي رجل من التابعين وهو
زيد الخير يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة بعشرين سنة فقطعت يده اليسرى
ثم عاش بعد ذلك عشرين سنة وقتل يوم الجمل بين يدي علي.
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: قالوا كان مع علي في حربه سبعون
رجلا من أصحاب بدر وسبعمائة رجل ممن بايع تحت الشجرة فيما لا يحصى
من أصحاب رسول الله ص وشهد معه من التابعين ثلاثة يقال ان رسول
الله ص شهد لهم بالجنة: أويس القرني وزيد بن صوحان. وجندب
الخير. فاما أويس فقتل في الرجالة يوم صفين. واما زيد فقتل يوم
الجمل.
وروى الكشي بعد ذكر الحديث الآتي عن الصادق ع في
اخباره يوم الجمل لما صرع عن علي بن محمد القتيبي قال الفضل بن شاذان
ثم عرف الناس بعده فمن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم زيد بن
صوحان. وروى الكشي في ترجمة أخيه صعصعة بن صوحان بسنده عن
الصادق ع ما كان مع أمير المؤمنين ع من يعرف حقه الا
صعصعة وأصحابه اه‍. ويأتي له مزيد في صعصعة انش.
اخباره
قال ابن عساكر لما قدم وفد أهل الكوفة على عمر إلى أن قال ثم جعل
عمر يرحل لزيد بيده ويبطأ على ذراع راحلته ويقول يا أهل الكوفة هكذا
فاصنعوا بزيد قال أبو الهذيل وقال الحكم بن عتيبة لما أراد زيد ان يركب
دابته أمسك عمر بركابه ثم قال لمن حضره هكذا فاصنعوا بزيد واخوته
وأصحابه وروي في الإصابة ان عمر وطأ لزيد راحلته وقال هكذا فاصنعوا
بزيد وفي الإصابة: ذكر البلاذري ان عثمان كان سيره فيمن سير من أهل
الكوفة إلى الشام.
وفي تاريخ بغداد بسنده. كان زيد بن صوحان يقوم الليل ويصوم
النهار وإذا كانت ليلة الجمعة أحياها فان كان ليكرهها إذا جاءت مما يلقى
فيها فبلغ سلمان ما كان يصنع فاتاه فقال أين زيد قالت امرأته ليس هاهنا
قال فاني أقسم عليك لما صنعت طعاما ولبست محاسن ثيابك ثم بعثت إلى
زيد فجاء زيد فقرب الطعام فقال سلمان كل يا زيد قال إني صائم قال كل
يا زيد لا ينقص أو لا تنقص دينك ان شر السير الحقحقة وهي المتعب من
السير أو أن تحمل الدابة ما لا تطيقه ان لعينيك عليك حقا وان لبدنك
عليك حقا وان لزوجتك عليك حقا كل يا زيد فاكل وترك ما كان يصنع.
وخاطبه يا زييد بالتصغير تجهيلا له فيما فعله. قال ابن عساكر وروى ابن
أبي الدنيا عن هشام بن محمد الكلبي ان زيدا أصيبت يده في بعض
فتوح العراق فتبسم والدماء تشخب فقال له رجل من قومه ما هذا موضع
تبسم فقال له ان ما حل بي أرجو ثواب الله عليه أفأدفعه بألم الجزع الذي لا
جدوى فيه ولا دريكة لفائت معه وفي تبسمي تعزية لبعض المؤمنين عن
المؤمنين فقال الرجل أنت اعلم بالله وقال إبراهيم النخعي كان زيد يحدثنا
فقال له اعرابي ان حديثك ليعجبني وان يدك لتريبني ان يكون قطعها في
سرقة فقال أوما تراها الشمال وانما تقطع في السرقة اليمين فقال والله
ما أدري اليمين تقطعون أم الشمال فقال زيد صدق الله الاعراب أشد
كفرا ونفاقا وأجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله فذكر
الأعمش ان يد زيد قطعت يوم نهاوند وروى المحاملي عن أبي سليمان قال
لما ورد علينا سلمان الفارسي المدائن اتيناه نستقريه يعني نقرأ عليه فقال إن
القرآن عربي فاستقروه رجلا عربيا فكان يقرينا زيد ويأخذ عليه سلمان فإذا
أخطأ رد عليه وكان سلمان أميرنا بالمدائن فقال انا أمرنا ان لا نؤمكم تقدم
يا زيد فكان هو يؤمنا ويخطبنا وكان سلمان يقول له يوم الجمعة قم فذكر
قومك. وقد يكون في بعض هذا الحديث منافاة للبعض الآخر. وقال
مطرف كنا ناتي زيدا فيقول لنا يا عبيد الله أكرموا وأجملوا فإنما وسيلة العباد
إلى الله خصلتان: الخوف والطمع. وعمد زيد إلى رجال من أهل البصرة
قد تفرغوا للعبادة وليست لهم تجارات ولا غلات فبنى لهم دارا ثم أسكنهم
إياها ثم أوصى بهم من أهله من يقوم بحاجاتهم ويتعاهدهم في مطعمهم
ومشربهم وما يصلحهم فجاءهم يوما وكان يتعاهدهم بالزيارة فلم يجدهم
وقيل له دعاهم أمير البصرة فخرج مسرعا ودخل على الأمير فجعل يتلهم
ليخرجهم وقال للأمير ما تريد بهؤلاء القوم فقال أريد ان أقربهم فيشفعوا
فأشفعهم ويسألوا فأعطيهم ويشيروا علي فاقبل منهم فقال زيد كلا والله لا
أدعك تهيل عليهم من دنياك وتشركهم في امرك وتذيقهم حلاوة ما أنت فيه
حتى إذا انقطعت شرتك منهم تركتهم فطافوا بينك وبين ربهم وربما دل
هذا الحديث على أنه كان يسكن البصرة وقال له كيف أنت يا زيد إذا
اقتتل القرآن والسلطان قال أكون مع القرآن قام نعم الزيد أنت إذن اه‍
تاريخ دمشق. ولهذا لما اقتتل القرآن والسلطان يوم الجمل كان مع القرآن.

(١) هذا الكلام غير واضح المراد ولعل فيه نقصا أو تحريفا وكأنه تتمة لكلام سابق
(١٠٣)

وكان زيد بن صوحان ممن خرج من الكوفة إلى المدينة مع جماعة في فتنة
عثمان قال ابن الأثير في الكامل ج ٣ ص ٧٧ خرج أهل الكوفة وفيهم زيد
بن صوحان العبدي وعد معه جماعة.
وفي تاريخ بغداد نزل الكوفة وقدم المدائن وقد ذكرنا حديث كونه
بالمدائن في باب بشر بن شبر والذي ذكره في باب بشر انه نزل المدائن ثم
روى بسنده عن حسين بن الرماس الرماجس خ الهمدائي: أدركت
بالمدائن تسعة عشر رجلا من أصحاب عمر بن الخطاب منهم عبد
الرحمن بن مسعود وزيد بن صوحان وعلقمة بن شبر وبشر بن شبر يتواعدون
على الطعام يوما عند ذا ويوما عند ذا ويضعون النبيذ فإذا رفع الطعام رفع
النبيد اه‍ أقول النبيذ ورد انه خمر استصغره الناس وجاء في روايات أئمة
أهل البيت ع تحريمه كالخمر وان فيه سكرا خفيا ووضع هؤلاء
النبيذ مع الطعام لم يكن الا لشربه ان صح الخبر وذلك اما لجهلهم بتحريمه
أو المراد بالنبيذ غير ما هو المتعارف الله أعلم.
ولزيد مسجد ينسب إليه قرب مسجد السهلة.
خبره مع عثمان ومعاوية
مر عن البلاذري ان عثمان كان سيره فيمن سير من أهل الكوفة إلى
الشام ويدل كلام ابن عساكر في تاريخ دمشق انه ممن نفاه عثمان إلى الشام
لأنه نقم عليه الاحداث قال ابن عساكر ج ٦ ص ١١ قال زيد لعثمان بن
عفان يا أمير المؤمنين ملت فمالت أمتك اعتدل تعتدل أمتك قالها ثلاث
مرات فقال له عثمان أسامع مطيع أنت قال نعم ولم تكن به جنة فيقول
لا قال الحق بالشام فخرج من فوره ذلك إلى الكوفة فطلق امرأته ثم
لحق بالشام كما امره. قال أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتابه
جمل أنساب الأشراف قالوا لما خرج المسيرون من قراء الكوفة واجتمعوا
بدمشق نزلوا على عمرو بن زرارة فبرهم معاوية وأكرمهم ثم انه جرى بينه
وبين الأشتر قول حتى تغالظا وكان الأشتر من جملة من سير فحبسه
معاوية فقام عمرو بن زرارة وقال لئن حبسته لتجدن من يمنعه فحبس عمرا
فتكلم سائر القوم فقالوا أحسن جوارنا يا معاوية ثم سكتوا فقال لهم معاوية
ما لكم لا تتكلمون فقال زيد بن صوحان وما يصنع الكلام ان كنا ظالمين
فنحن نتوب وان كنا مظلومين فنحن نسأل الله العافية وهذا يدل على وفور
عقله اقتدى بالآية الكريمة: وانا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين. ولا
يريد منه معاوية أكثر من ذلك فقال له معاوية يا أبا عائشة أنت رجل
صدق وأذن له باللحاق بالكوفة وكتب إلى سعيد بن العاص أما بعد فاني قد
أذنت لزيد بن صوحان في المسير إلى منزله بالكوفة لما رأيت من فضله
وقصده وحسن هديه فأحسن جواره وكف الأذى عنه واقبل إليه بوجهك
وودك فإنه قد أعطاني موثقا لا نرى منه مكروها فشكر زيد معاوية وسأله
عند وداعه اخراج من حبس ففعل والحقيقة ان معاوية لم يأذن له لفضله
وحسن هديه بل ليكتفي امره وشفعه في المحبوسين لذلك فرأى أن اطلاقهم
بشفاعته خير من اطلاقهم بدونها ولا غرض له في طول حبسهم فأطلقهم
بدون استشارة الخليفة قال ابن الأثير في الكامل ج ٣ ص ٧٠ ان سعيد بن
العاص والي الكوفة من قبل عثمان كان قد تنازع مع جماعة من أهل الكوفة
فكتب فيهم إلى عثمان فكتب إليه عثمان ان يلحقهم بمعاوية بالشام فتنازعوا
معه فكتب إلى عثمان فيهم فأمره ان يردهم إلى سعيد بن العاص بالكوفة
ففعل فأطلقوا ألسنتهم فضج سعيد منهم إلى عثمان فكتب إليه ان يسيرهم
إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بحمص ففعل فكان فيهم الأشتر
وثابت بن قيس الهمداني وكميل بن زياد وزيد بن صوحان وأخوه صعصعة
وعمرو بن إسحاق وجندب بن زهير وجندب بن كعب وغيرهم.
اخباره يوم الجمل ومقتله
شهد زيد حرب الجمل مع أمير المؤمنين علي ع هو وأخواه
سيحان وصعصعة فقتل زيد وسيحان وارتث صعصعة وفي الإصابة قال
يعقوب بن سفيان في تاريخه: كان زيد بن صوحان من الامراء يوم الجمل
كان على عبد القيس اه‍. وفي الاستيعاب كانت بيده راية عبد القيس يوم
الجمل اه‍. وروى الطبري في تاريخه وذكر ابن الأثير في الكامل قالا كتبت
عائشة إلى زيد بن صوحان يوم الجمل: من عائشة أم المؤمنين حبيبة رسول
الله ص إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان. اما بعد فإذا اتاك كتابي هذا
فأقدم فانصرنا فان لم تفعل فخذل الناس عن علي فكتب إليها اما بعد فانا
ابنك الخالص ان اعتزلت ورجعت إلى بيتك والا فانا أول من نابذك وقال
زيد رحم الله أم المؤمنين أمرت ان تلزم بينها وأمرنا ان نقاتل فتركت ما
أمرت به وأمرتنا به وصنعت ما أمرنا به ونهتنا عنه اه‍. والعجب من أم
المؤمنين ان تصف نفسها بحبيبة رسول الله ص لتستميل زيدا إلى نصرها
وتنسى انها خرجت لحرب أحب الناس إلى رسول الله ص باعترافها حين
سئلت من كان أحب الناس فقالت فاطمة ومن الرجال قالت بعلها وان
تصفه بابنها الخالص لتستميله إليها وتنسى انه من أخص خواص علي
وأوليائه فكيف يدور في خلدها انه يتبعها ولكن التهالك في حب الشئ يجر
إلى التشبث بما لا يكون وهذا الابن الخالص كانت أمه البارة سببا في قتله.
وقال الكشي: روي أن عائشة كتبت من البصرة إلى زيد بن صوحان إلى
الكوفة: من عائشة زوجة النبي ص إلى ابنها زيد بن صوحان الخالص اما
بعد فإذا اتاك كتابي هذا فاجلس في بيتك وخذل الناس عن علي بن أبي
طالب حتى يأتيك أمري فلما قرأ كتابها قال أمرت بأمر وأمرنا بغيره فركبت
ما أمرنا به وأمرتنا ان نركب ما أمرت هي به أمرت ان تقر في بيتها وأمرنا ان
نقاتل حتى لا تكون فتنة والسلام اه‍. هكذا ورد لفظ والسلام في هذا
الخبر والعادة جارية أن يكون ذلك في آخر الكتب وسياق الكلام يدل على
أنه لم يكن كتابا نعم هو في رواية الطبري وابن الأثير السالفة جواب
لكتابها. ولعله أشار به إلى انتهاء المرام. وقال ابن أبي الحديد في شرح
النهج: لما نزل علي ع البصرة كتبت عائشة إلى زيد بن صوحان
العبدي من عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج النبي ص إلى ابنها الخالص
زيد بن صوحان اما بعد فأقم في بيتك وخذل الناس عن علي وليبلغني عنك
ما أحب فإنك أوثق أهلي عندي والسلام فكتبت إليها من زيد بن صوحان
إلى عائشة بنت أبي بكر أما بعد فان الله أمرك بأمر وأمرنا بأمر أمرك ان
تقري في بيتك وأمرنا ان نجاهد وقد اتاني كتابك فأمرتني أن أصنع خلاف
ما أمرني الله فأكون قد صنعت ما أمرك الله به وصنعت ما أمرني الله به
فأمرك عندي غير مطاع وكتابك غير مقبول والسلام قال وروى هذين
الكتابين شيخنا أبو عثمان عمرو بن عبيد عن شيخنا أبي سعيد الحسن
البصري اه‍ وقال الطبري وابن الأثير انه لما أرسل أمير المؤمنين علي
ع ابنه الحسن وعمار بن ياسر إلى الكوفة يستنفران أهلها يوم الجمل
جعل أبو موسى الأشعري يخذل الناس عن أمير المؤمنين ع وثار
زيد بن صوحان وطبقته وثار الناس وجعل أبو موسى يكفكف الناس ووقف
زيد علي باب المسجد ومعه كتاب إليه من عائشة تأمره فيه بملازمة بيته أو
(١٠٤)

نصرتها وكتاب إلى أهل الكوفة بمعناه فأخرجهما وقرأهما على الناس فلما فرع
منهما قال أمرت ان تقر في بيتها وأمرنا أن نقاتل حتى لا تكون فتنة فأمرتنا بما
أمرت به وركبت ما أمرنا به فقال له شبث بن ربعي اسكت يا عماني لأنه
من عبد القيس وهم يسكنون عمان فعابه بذلك وهذا يدل على أن نفاق
شبث وخبث نيته الذي حداه على الخروج لحرب الحسين ع كان
قديما متأصلا مع أنه كان من أصحاب أمير المؤمنين ع وحضر معه
صفين وتهاوى الناس وقام أبو موسى يسكنهم ويثبطهم بشتى الأفانين فقام
زيد فشال يده المقطوعة فقال لأبي موسى يا عبد الله بن قيس ولم يكنه رد
الفرات على أدراجه اردده من حيث يجئ حتى يعود كما بدأ فان قدرت على
ذلك فستقدر على ما تريد فدع عنك ما لست مدركه ثم قرأ ألم أحسب
الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون إلى آخر الآيتين سيروا إلى
أمير المؤمنين وسيد المسلمين وانفروا إليه أجمعين تصيبوا الحق.
وقال الطبري: لما كان يوم الجمل حملت مضر الكوفة على مضر
البصرة فاجتلدوا قدام الجمل ومع علي أقوام غير مضر فمنهم زيد بن
صوحان فقال له رجل من قومه تنح إلى قومك ما لك ولهذا الموقف ألست
تعلم أن مضر بحيالك وان الجمل بين يديك وان الموت دونه فقال الموت
خير من الحياة الموت ما أريد فأصيب هو وأخوه سيحان وارتث صعصعة.
وذكر الطبري في موضع آخر ان قاتله عمرو بن يثري. وفي تاريخ دمشق
روى سيف بن عمر ان ربيعة كانت ثلث أهل الكوفة مع علي يوم الجمل
ونصف الناس يوم الواقعة وكانت بقيتهم مضر فقالت بنو صوحان يا أمير
المؤمنين ائذن لنا نقف في مضر ففعل فاتى زيد فقيل له ما يوقفك بحيال
الجمل وحيال مضر الموت معك وبإزائك فاعتزل إلينا فقال الموت هو ما
نريد.
وفي المعارف لابن قتيبة شهد زيد بن صوحان مع علي يوم الجمل
فقال يا أمير المؤمنين ما أراني الا مقتولا قال وما علمك بذلك يا أبا سلمان
قال رأيت يدي نزلت من السماء وهي تستشيلني فقتله عمرو بن يثري. قال
ابن عساكر: قال زيد قبل أن يقتل اني قد رأيت يدا خرجت من السماء
تصير إلي ان تعال وانا لاحق بها يا أمير المؤمنين.
وقال الكشي: جبرئيل بن أحمد حدثني موسى بن معاوية بن وهب
حدثني علي بن سويد سعيد. سعد عن عبد الله بن عبد الله الواسطي
عن واصل بن سليمان عن عبد الله بن القاسم بن سلمان عن عبد الله بن
سنان عن أبي عبد الله ع قال لما صرع زيد بن صوحان يوم الجمل
جاء أمير المؤمنين ع حتى جلس عند رأسه فقال رحمك الله يا زيد
قد كنت خفيف المئونة عظيم المعونة فرفع زيد رأسه إليه ثم قال وأنت
فجزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين فوالله ما علمتك الا بالله عليما وفي أم
الكتاب عليا حكيما وان الله في صدرك لعظيم والله ما قاتلت معك على
جهالة ولكني سمعت أم سلمة زوج النبي ص تقول سمعت رسول الله ص
يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر
من نصره واخذل من خذله فكرهت والله ان أخذلك فيخذلني الله.
وعن ابن سعد في الطبقات ان زيد بن صوحان لما قتل قال لا تغسلوا
عني دما.
وفي رواية الخطيب البغدادي ادفنوني في ثيابي فاني مخاصم. وفي رواية
له لا تغسلوا عني دما ولا تنزعوا عني ثوبا الا الخفين وارمسوني في الأرض
رمسا. فاني رجل محاج زاد أبو نعيم أحاج يوم القيامة اه‍ وقال ابن عساكر
انه قال فادفنوني بدمي فاني مخاصم القوم. وفي الاستيعاب روي عنه من
وجوه انه قال شدوا علي ثيابي ولا تنزعوا عني ثوبا ولا تغسلوا غني دما فاني
رجل مخاصم أو قال فانا قوم مخاصمون اه‍.
وفي مسودة الكتاب: زيد بن صوحان العبدي قتل مع علي
ع يوم الجمل قتله عمرو بن يثري الضبي مبارزة وكان عمرو فارس
أصحاب الجمل وشجاعهم فدعا إلى البراز فخرج إليه علباء بن الهيثم
السدوسي فقتله عمرو ثم دعا إلى البراز فخرج إليه هند بن عمرو الجملي
فقتله عمرو ثم دعا إلى البراز فقال زيد بن صوحان العبدي لعلي
ع يا أمير المؤمنين اني رأيت يدا أشرفت من السماء وهي تقول هلم إلينا
وانا خارج إلى ابن يثري فإذا قتلني فادفني بدمي ولا تغسلني فاني مخاصم
عند ربي ثم خرج فقتله عمرو واخذ بخطام الجمل وقال:
أرديت علباء وهندا في طلق * ثم ابن صوحان خصيبا في علق
قد سبق اليوم لنا ما قد سبق * والوتر منا في عدي ذي الفرق
والأشتر الغاوي وعمرو بن الحمق * والفارس المعلم في الحرب الحنق
ذاك الذي في الحادثات لم يطق * أعني عليا ليته فينا مزق
أراد بعدي عدي بن حاتم الطائي ثم طلب المبارزة فاختلف في قاتله
فقيل ان عمار بن ياسر خرج إليه والناس يسترجعون له لأنه كان أضعف
من برز إليه يومئذ فاختلفا ضربتين فنشب سيف بن يثري في حجفة عمار
فضربه عمار على رأسه فصرعه ثم أخذ برجله يسحبه حتى انتهى به إلى علي
ع فقال يا أمير المؤمنين استبقني أجاهد بين يديك واقتل منهم مثلما
قتلت منكم فقال له علي ع أبعد زيد وهند وعلباء استبقيك لاها
الله إذا قال فادنني منك أسارك قال له أنت متمرد وقد اخبرني رسول الله
ص بالمتمردين وذكرك فيهم فقال اما والله لو وصلت إليك لعضضت انفك
عضة ابنته منك فامر به علي ع فضربت عنقه وقيل قتله الأشتر
كما يأتي في ترجمة الأشتر. اما ما رواه صاحب الاستيعاب من أنه ارتث
زيد بن صوحان يوم الجمل فقال له أصحابه هنيئا لك يا أبا سليمان قال وما
يدريكم غزونا القوم في ديارهم وقتلنا امامهم وقد مضى على الطريق فيا
ليتنا إذ ظلمنا صبرنا اه‍. فهو يدل على شكه وحاله تدل على أنه كان نافذ
البصيرة إذن فهو موضوع على لسانه لبعض الاغراض وكيف يقول وما
يدريكم الخ وقد رأى يدا أشرفت من السماء تقول هلم إلينا وكيف يقول
ليتنا إذ ظلمنا صبرنا والصبر على الظلم مع القدرة على الدفع ترك للامر
بالمعروف والنهي عن المنكر وان أراد الظلم الواقع من أصحاب الجمل فهو
مما لا يتفوه به عاقل إذ معنى الصبر على هذا الظلم تسليم النفس للظالم
ليقتل المظلوم وهو يستطيع الدفع.
وروى ابن عبد البر في الاستيعاب بسنده عن محمد بن سيرين أنبئت
ان عائشة أم المؤمنين سمعت كلام خالد بن الواشمة يوم الجمل فقالت
أنشدك الله أصادقي أنت ان سألتك؟ قال نعم، وما يمنعني ان افعل قالت
ما فعل طلحة؟ قلت قتل فاسترجعت ما فعل الزبير؟ قلت قتل
(١٠٥)

فاسترجعت. قلت: بل نحن لله ونحن إليه راجعون على
زيد وأصحاب زيد. قالت زيد بن صوحان. قلت نعم فقالت لا تقل ذلك فان رحمة الله
واسعة وهو على كل شئ قدير: وفي تاريخ دمشق: لما أخبرت عائشة
بموت زيد وطلحة والزبير قالت إنا لله وإنا إليه راجعون فقال ابن الواشمة
والله لا يجمعهم الله في الجنة ابدا فقالت عائشة ان رحمة الله واسعة وهو على
كل شئ قدير. وفي رواية الإصابة عن خالد بن الواشمة قالت ما فعل
طلحة والزبير قلت قتلا قالت الله يرحمهما ما فعل زيد بن صوحان قلت قتل
قالت يرحمه الله اه‍. وقولها له خيرا يشبه قول القائل وجادت بوصل
حيث لا ينفع الوصل وقول الاخر:
وما أخالك بعد الموت تندبني * وفي حياتي ما زودتني زادي
ورحمة الله واسعة ولكنه شديد العقاب.
٤١٩: زيد بن عاصم بن المهاجر الناعطي الكوفي
٤٢٠: زيد بن عبد الرحمن الأيدي الكوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٤٢١: زيد بن عبد الرحمن بن عبد يغوث
قال الكشي: حدثنا ابن مسعود أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن
علي بن فضال حدثني محمد بن الوليد البجلي حدثنا العباس بن هلال عن
أبي الحسن الرضا ع ان حذيفة لما حضرته الوفاة وكان آخر الليل
قال لابنته اي ساعة هذه قالت آخر الليل قال الحمد لله الذي بلغني هذا
المبلغ ولم أوال ظالما على صاحب حق ولم أعاد صاحب حق فبلغ زيد بن عبد
الرحمن بن عبد يغوث فقال كذب والله والله لقد والى على عثمان فاجابه
بعض من حضره ان عثمان والله والله يا أخا زهرة الحديث منقطع اه‍.
٤٢٢: زيد بن عبد الله الخياط أبو حكيم الجمحي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال زيد بن
عبد الله روى عنه ابان يكنى أبا حكيم كوفي جمحي وأصله مدني ثقة.
٤٢٣: زيد بن عبد الله بن الحسن بن زيد
ابن علي بن أبي طالب ع في عمدة الطالب ص ٧٤ قال
الشيخ أبو نصر البخاري كان زيد بن عبد الله أشجع أهل زمانه وكان مع
أبي السرايا الخارج بالكوفة فهرب إلى الأهواز فأخذه النار كذا عيسى
فضرب عنقه صبرا.
٤٢٤: زيد بن عبيد الأزدي الغامدي مولاهم كوفي
٤٢٥: زيد بن عبيد الكناسي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٤٢٦: زيد بن عطاء بن السائب الثقفي كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي تهذيب
التهذيب زيد بن عطاء بن السائب الكوفي الثشفي روى عن زياد بن علاقة
وابن المنكدر وجعفر الصادق وعمرو بن يحيى بن عمارة وعنه إسرائيل
وجرير بن عبد الحميد وحصين بن مخارق وعبد الغفار بن القاسم قال أبو
حاتم شيخ ليس بالمعروف وذكره ابن حبان في الثقات.
٤٢٧: زيد بن عطية السلمي الكوفي تابعي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
وفي تهذيب التهذيب زيد بن عطية الختعمي ويقال السلمي روى عن
أسماء بنت عميس وعنه هاشم بن سعيد الكوفي روى له الترمذي حديثا
واحدا متنه بئس العبد عبد تجبر واعتدى الحديث وقال غريب.
٤٢٨: أبو الغنائم زيد بن علي النقيب جلال الدين بن أسامة بن عدنان بن نجم
الدين أسامة بن النقيب شمس الدين أبي عبد الله احمد الحسيني من ذرية
الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد.
في عمدة الطالب ص ٢٤٦ كان شاعرا فاضلا فارق العراق ومضى
إلى الهند هو وأخوه ضياء الدين أبو القاسم علي وولي هناك زعامة الطالبيين
ومات هناك. ولا يفهم من عمدة الطالب كيفية اتصاله بزيد الشهيد في
النسخة المطبوعة ولعل فيها نقصا من النساخ أو الطابع فإنه قال واما أبو
طالب محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين النسابة فعقبه يرجع إلى النقيب أبي
الحسن علي بن أبي طالب محمد المذكور ثم قال فأعقب النقيب شمس الدين
أبو عبد الله من النقيب نجم الدين أسامة وأعقب أسامة من عدنان وأعقب
عدنان من أسامة وكان زيد بن علي النقيب جلال الدين بن أسامة بن
عدنان بن أسامة وهو أبو الغنائم شاعرا إلى آخر ما مر. ولا يخفى ان هذا
الكلام غير منتظم ولا يبعد ان سبب عدم انتظامه وقوع نقص في العبارة
فإنه لم يتقدم لشمس الدين هذا ذكر في كلامه نعم تقدم في كلامه ان السيد
علم الدين عبد الله ابن السيد مجد الدين محمد بن علم الدين علي المعاصر
لتيمور لنك له ابن اسمه احمد ويكنى أبا هاشم ويلقب شمس الدين لكنه
غير شمس الدين هذا لان ذلك كنيته أبو عبد الله وهذا كنيته أبو هاشم والله أعلم.
٤٢٩: السيد أبو محمد زيد بن علي بن الحسين الحسيني أو الحسني
في فهرست منتجب الدين صالح عالم فقيه قرأ على الشيخ أبي جعفر
الطوسي وله كتاب المذهب وكتاب الطالبية وكتاب علم الطب عن أهل البيت
ع أخبرنا بها الوالد عنه. ومثله في مجموعة الجباعي على
عادته سوى انه ابدل الحسيني بالحسني وترك قوله أخبرنا. وفي الرياض عن
كتاب الأربعين للشيخ منتجب الدين المذكور ان في اسناد بعض الحكايات
المنقولة في آخره هكذا حدثنا السيد الرئيس العالم تاج الدين أبو جعفر
محمد بن الحسين محمد بن الحسيني الكبكي رحمه الله املاء من لفظه سنة
٤٧٧ قال حدثنا السيد الرئيس جدي أبو محمد زيد بن علي بن الحسين
بن موسى بن بابويه قال وسقط هنا من النسخة التي عندنا قريب من
سطر والصواب أبو محمد زيد بن علي بن الحسين الحسني حدثنا الشيخ
المفيد محمد بن النعمان حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين
بن موسى بن بابويه القمي حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد الحسيني حدثنا
عبد العزيز بن محمد الأبهري الخ قال والمراد بأبي محمد زيد بن علي
المذكور هو المترجم اه‍.

(١) هكذا في النسخ ولعل المراد انه والى الظالم على صاحب الحق والله أعلم.
- المؤلف -
(١٠٦)

٤٣٠: أبو الحسين زيد الأصغر بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع.
ذكره ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب وقال روى عن
عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي وعنه الفضل بن جعفر بن أبي
طالب اه‍.
ويظهر من عمدة الطالب انه يلقب بالشيبة وانه كان نسابة. قال واما
علي بن ذي العبرة فأعقب من زيد الشيبة النسابة له كتاب المقتل وله مبسوط
في النسب وحده اه‍.
وقال المفيد في الارشاد عند ذكر دلائل امامة أبي الحسن الرضا
ع: روى محمد بن علي قال اخبرني زيد بن علي بن الحسين بن زيد
قال مرضت فدخل الطبيب علي ليلا ووصف لي دواء آخذه في السحر كذا
وكذا يوما فلم يمكني تحصيله من الليل وخرج الطبيب من الباب وورد
صاحب أبي الحسن الرضا ع في الحال ومعه صرة فيها ذلك
الدواء بعينه فقال لي أبو الحسن يقرئك السلام ويقول لك خذ هذا الدواء
كذا وكذا يوما فأخذته وشربته فبرئت اه‍ ورواه الكليني في الكافي في باب
مولد أبي الحسن الهادي ع مثله وفيه فلم يخرج الطبيب من الباب حتى
ورد علي نصر بقارورة فيها ذلك الدواء والظاهر أن زيدا الأخير هو زيد
الشهيد والحسين هو ابنه ذو الدمعة وزيد المترجم هو حفيد الحسين وهو في
طبقة الرضا ع.
٤٣١: أبو الحسين زيد الشهيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع.
ولد سنة ٥٧ كما اخطب خوارزم أو ٧٨ كما عن رواية أبي داود
واستشهد يوم الاثنين وفي رواية المقاتل يوم الجمعة لليلتين خلتا من صفر
سنة ١٢٠ وله ٤٢ سنة كما في الارشاد والمحكي عن مصعب الزبيري
والزبير بن بكار أو ١٢١ كما عن الواقدي ورواية المقاتل وكما في الرياض في
عمدة الطالب روى أنه قتل في النصف من صفر سنة ١٢١ وفيه عن ابن
خرداد انه قتل وهو ابن ٤٨ سنة وعن محمد بن إسحاق بن موسى انه قتل
على رأس ١٢٠ سنة وشهر و ١٥ يوما وقال ابن الأثير قتل سنة ١٢١ وقيل
سنة ١٢٢ أقول وكلها لا تنطبق على أن يكون عمره ٤٢ أو ٤٨ بل ٤٤
أو ٤٥ أو ٤٦ أو ٤٧ الا القول بأنه ولد سنة ٧٨ واستشهد سنة ١٢٠ فيكون عمره ٤٢.
أمه
أم ولد اسمها حورية أو حوراء اشتراها المختار بن أبي عبيدة الثقفي وأهداها
إلى علي بن الحسين ع في مقاتل الطالبيين: فولدت له زيدا وعمر
وعليا وخديجة ثم روى بسنده عن زياد بن المنذر ان المختار بن أبي عبيدة
اشترى جارية بثلاثين ألفا فقال لها ادبري فأدبرت ثم قال لها اقبلي فأقبلت
ثم قال ما أرى أحدا أحق بها من علي بن الحسين ع فبعث بها إليه
وهي أم زيد بن علي ع ويأتي ان هشام بن عبد الملك عيره بأنه
ابن أمة فاجابه ان إسماعيل بن أمة وكان نبيا مرسلا وخرج من صلبه سيد
ولد أدم وانه لا يقصر برجل جده رسول الله ص ان يكون ابن أمة.
صفته
في مقاتل الطالبيين بسنده عن محمد بن الفرات رأيت زيد بن علي وقد
اثر السجود بوجهه اثرا خفيفا.
نقش خاتمه
روى أبو الفرج في المقاتل بسنده عن أبي خالد كان في خاتم زيد بن
علي اصبر تؤجر وتوق تنج.
أقوال العلماء فيه
هو جدنا الذي ينتهي نسبنا إلى ولده الحسين ذي الدمعة ثم إليه
ومجمل القول فيه انه كان عالما عابدا تقيا أبيا جامعا لصفات الكمال وهو
أحد أباة الضيم البارزين تهضمه أهل الملك العضوض أعداء الرسول
وذريته وأعداء بني هاشم في الجاهلية والاسلام.
حسدوهم لفضلهم وأخو الفضل * كثير الأعداء والحساد
وقاتلوهم في الاسلام حتى دخلوا فيه مكرهين وعاملوه بما لا تتحمله
نفس أبية من أنواع الجفاء والاهتضام في الحجاز والشام فأبت نفسه القرار
على الذل وخرج لما بذل له أهل العراق النصرة موطنا نفسه على أحد أمرين
اما القتل أو عيش العز وان لم يكن واثقا بوفاء أهل العراق لكنه رأى أنه
ان لم يستطع ان يعيش عزيزا استطاع ان يموت عزيزا وقد اتفق علماء
الاسلام على فضله ونبله وسمو مقامه كما اتفقت معظم الروايات على ذلك
سوى روايات قليلة لا تصلح للمعارضة وسيأتي نقل الجميع انشاء الله تعالى
وعده ابن شهرآشوب في المناقب في شعراء أهل البيت المقتصدين من
السادات. وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج ١ ص ٣١٥: وممن تقبل
مذاهب الأسلاف في إباء الضيم وكراهية الذل واختار القتل على ذلك وان
يموت كريما أبو الحسين زيد بن علي بن أبي طالب ع اه‍ وهو امام
الزيدية الذين ينسبون إليه لاجتماع شروط الإمامة عندهم فيه وهو ان يكون
من ولد علي وفاطمة عالما شجاعا كريما ويخرج بالسيف قال الشيخ في رجاله
في أصحاب علي بن الحسين ع زيد بن علي بن أبي طالب وفي
أصحاب الباقر ع زيد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو
الحسين وفي أصحاب الصادق ع زيد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب أبو الحسين مدني تابعي قتل سنة ١٣١ وله ٤٢ سنة وفي
تكملة نقد الرجال زيد بن علي بن الحسن ع قد اتفق علماء
الاسلام على جلالته وثقته وورعه وعلمه وفضله وقد روي في ذلك اخبار
كثيرة حتى عقد ابن بابويه في العيون بابا لذلك وعن الشهيد في قواعده في
بحث الامر بالمعروف والنهي عن المنكر انه صرح بان خروجه كان باذن
الامام ع.
وقال المفيد في الارشاد: كان زيد بن علي بن الحسين ع
عين اخوته بعد أبي جعفر ع وأفضلهم وكان عابدا ورعا فقيها سخيا
شجاعا وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويأخذ بثار الحسين
ع ثم روى بسنده عن أبي الجارود زياد بن المنذر قدمت المدينة
فجعلت كلما سالت عن زيد بن علي قيل لي ذاك حليف القرآن وروى هشام
هشيم بن هشام ابن ميثم قال سالت خالد بن صفوان أحد الرواة
عن زيد عن زيد بن علي وكان يحدثنا عنه فقلت أين لقيته قال بالرصافة
رصافة هشام في الكوفة فقلت اي رجل كان فقال كان كما علمت يبكي
من خشية الله حتى تختلط دموعه بمخاطه واعتقد كثير من الشيعة فيه الإمامة
وكان سبب اعتقادهم ذلك فيه خروجه بالسيف يدعو إلى الرضا من آل
محمد ص فظنوه يريد بذلك نفسه ولم يكن يريدها له لمعرفته باستحقاق أخيه
(١٠٧)

للإمامة من قبله ووصيته عند وفاته إلى أبي عبد الله ع اه‍ اي
وصية أخيه الباقر إلى ولده الصادق ع.
وقال السيد علي خان الشيرازي في أوائل شرحه على الصحيفة
الكاملة: في رياض السالكين هو أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع أمه أم ولد كان جم الفضائل عظيم المناقب
وكان يقال له حليف القرآن روى أبو نصر البخاري عن أبي الجارود قال
قدمت المدينة فجعلت كلما سالت عن زيد بن علي قيل لي ذلك حليف
القرآن ذاك أسطوانة المسجد من كثرة صلاته اه‍.
وفي عمدة الطالب ص ٢٢٧ زيد الشهيد بن زين العابدين علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع ويكنى أبا الحسين وأمه أم ولد
ومناقبه اجل من أن تحصى وفضله أكثر من أن يوصف ويقال له حليف
القرآن.
وفي الرياض السيد الجليل الشهيد أبو الحسن زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع امام الزيدية كان سيدا كبيرا
عظيما في أهله وعند شيعة أبيه والروايات في فضله كثيرة وقد ألف جماعة من
متأخري علماء الشيعة ومتقدميهم كتبا عديدة مقصورة على ذكر اخبار
فضائله كما يظهر من مطاوي كتب الرجال ومن غيرها ومن المتأخرين الميرزا
محمد الاسترآبادي صاحب الرجال فله رسالة في أحواله أورد فيها كلام
المفيد في الارشاد بتمامه ونقل فيها أيضا ما رواه الطبرسي في إعلام الورى
وما رواه ابن طاوس في ربيع الشيعة وأورد روايات كثيرة في مدحه وعن أبي
المؤيد موفق بن أحمد المكي اخطب خوارزم انه روى في مقتله عن خالد أبي
صفوان قال انتهت الفصاحة والخطابة والزهادة والعبادة في بني هاشم إلى
زيد بن علي رضي الله عنه رأيته عند هشام بن عبد الملك يخاطبه وقد تضايق
مجلسه اه‍ وقال أبو إسحاق السبيعي رأيت زيد بن علي بن الحسين فلم أر
في أهله مثله ولا أفضل وكان أفصحهم لسانا وأكثرهم زهدا وبيانا قال أبو
حنيفة شاهدت زيد بن علي كما شاهدت أهله فما رأيت في زمانه أفقه منه ولا
اعلم ولا أسرع جوابا ولا أبين قولا لقد كان منقطع القرين وقال الأعمش
ما كان في أهل زيد بن علي مثل زيد ولا رأيت فيهم أفضل منه ولا أفصح
ولا اعلم ولا أشجع ولو وفى له من تابعه لأقامهم على المنهج الواضح وقال
أبو إسحاق إبراهيم بن علي المعروف بالحصري القيرواني المالكي في زهر
الآداب وثمر الباب كان زيد بن علي رضي الله عنه دينا شجاعا من أحسن
بني هاشم عبارة وأجملهم إشارة وكانت ملوك بني أمية تكتب إلى صاحب
العراق ان امنع أهل الكوفة من حضور زيد بن علي فان له لسانا اقطع من
ظبة السيف واحد من شبا الأسنة وأبلغ من السحر والكهانة ومن كل نفث
في عقدة.
وعن السيد علي خان الحويزي انه قال في نكت البيان: كان زيد بن
الحسين عليه الرحمة من خيرة أولاد الأئمة المعصومين وكان فيه من الفضل
والتقى والزهد والورع ما يتفوق به على غيره ولم يكن يفضله الا الأئمة
المعصومون واما شجاعته وكرمه فهما أظهر من أن يوصفا وهو من رؤوس
- مؤلف -
أباة الضيم فكأنه سلك طريق جده الحسين ع واختار قتلة الكرام
على ميتة اللئام واحتساء المنية
على طيب العيشة في كرب الدنية.
شربوا الموت في الكريهة حلوا خوف ان يشربوا من الذل مرا
شمخ بأنفه عن أن يجلس بين يدي عدوه مجلس ذليل وان يحط من
قدره الرفيع الجليل وما حداه على خوض غمار المنايا وتقحم أهوال البلايا
والرزايا الا استطالة أعداء الله وأعداء الرسول عليه وبغضهم لجده وأبيه
فقام على أن يجلي ظلمة الظلم بنور حسامه أو يفوز من كأس الشهادة
باحتساء حمامه نحاول ملكا أو نموت فنعذرا ولم يكن في قيامه معتقدا
كمعتقد الذين يزعمون أنهم تبعوا اثاره واستناروا مناره من فرق الزيدية بل
كان عزمه على ما يظهر من حزن الصادق ع عليه ومن ترحمه عليه وعلى
أصحابه ومن اعطاء أولاد الذين قتلوا بين يديه من الصدقة كما ورد في
الاخبار انه ان ظفر بالامر وأزال أهل الضلال يرجع الامر إلى الامام
المعصوم من آل محمد ص اه‍.
وعن الشيخ البهائي في اخر رسالته المعمولة في اثبات وجود القائم
ع الا انه قال: انا معشر الامامية لا نقول في زيد الا خيرا وكان
جعفر الصادق ع يقول كثيرا رحم الله عمي زيدا وروي عن
الرضا ع انه قال لأصحابه ان زيدا يتخطى يوم القيامة باهل المحشر
حتى يدخل الجنة والروايات عن أئمتنا ع في هذا المعنى كثيرة
وعن الشيخ حسن بن علي الطبرسي في اخر كتاب أسرار الإمامة انه أورد
فصلا في أحوال زيد بن علي ذكر فيه الأخبار الواردة في فضائله وعن
عاصم بن عمر بن الخطاب انه قال بعد شهادة زيد مخاطبا أهل الكوفة لقد
أصيب عندكم رجل ما كان في زمانه مثله ولا أرى يكون بعده مثله وقد
رأيته وهو غلام حدث وانه ليسمع الشئ من ذكر الله فيغشى عليه حتى
يقول القائل ما هو عائد إلى الدنيا. وقال الشعبي والله ما ولد النساء
أفضل من زيد بن علي ولا أفقه ولا أشجع ولا أزهد. وعن كتاب زينة
المجالس ان زيدا ذهب يوما إلى خالد بن عبد الله القسري أمير الكوفة فقام
له خالد وعظمه وسال شخصا كان حاضرا في المجلس لأي شئ تعظمك
اليهود وتقدمك عليها فقال لأنني من نسل داود النبي فقال خالد كم بينك
وبين داود قال بضعة وأربعون واسطة فقال خالد هذا زيد بن علي بن رسول
الله يتصل به بثلاث وسائط فقال اليهودي عظم شخصا جعله الله تعالى
عظيما بواسطته فقال خالد اني أرى احترامه وتوقيره واجبا علي قال اليهودي
كذبت لو كنت تعتقد تعظيمه لأجلسته مكانك فقال خالد انا لا آبي ذلك
لكن هشام بن عبد الملك لا يرضى به قال اليهودي ان هشاما لا يقدر ان
يمنعك عن رضا الله تعالى قال خالد اهدأ واخرج من المجلس سالما قال
اليهودي إذا لم يرد الله تعالى لم يقدر أهل الدنيا على ايصال ضرر إلى أحد
فلما وصل الكلام إلى هنا قام زيد وقال إن اعتقاد اليهود بالرسول ص أكثر
من اعتقاد هؤلاء اه‍. وروى أبو الفرج في المقاتل بسنده عن خصيب
الوابشي كنت إذا رأيت زيد بن علي رأيت أسارير النور في وجهه. وبسنده
عن عاصم بن عبيد الله العمري انه ذكر عنده زيد بن علي فقال رأيته
بالمدينة وهو شاب يذكر الله عنده فيغشى عليه حتى يقول القائل ما يرجع إلى
الدنيا. وبسنده عن محمد بن أيوب الرافقي كانت البراجم وأهل النسك
لا يعدلون بزيد أحدا. وفي تهذيب التهذيب ذكره ابن حيان في الثقات
وقال رأى جماعة من أصحاب رسول الله ص وأعاد ذكره في طبقة اتباع

(١) في القاموس البراجم قوم من أولاد حنظلة بن مالك اه‍ ولا مناسبة له هنا ولعله محرف
فليراجع.
- المؤلف -
(١٠٨)

التابعين وقال روى عن أبيه واليه تنسب الزيدية من طوائف الشيعة.
ما ورد في حقه من الاخبار
في الرياض اختلفت الاخبار وتعارضت الآثار بل كلام العلماء الأخيار
في مدحه والروايات في فضله كثيرة اه‍. أقول بل العلماء مطبقون على
فضله وان وجد من يخالفهم فشاذ.
ما رواه الكشي في مدحه
روى عن محمد بن مسعود حدثني الفضل حدثني أبي حدثنا أبو
يعقوب المقري وكان من كبار الزيدية قال كنت عند أبي جعفر جالسا إذ
اقبل زيد بن علي فلما نظر إليه أبو جعفر قال هذا سيد أهل بيتي والطالب
بأوتارهم. وروى الكشي في ترجمة الحميري عن نصر بن الصباح عن
إسحاق بن محمد البصري عن علي بن إسماعيل عن فضيل الرسان دخلت
على أبي عبد الله ع بعد ما قتل زيد بن علي فأدخلت بيتا جوف
بيت فقال لي يا فضيل قتل عمي زيد قلت نعم جعلت فداكم قال رحمه الله
اما انه كان مؤمنا وكان عارفا وكان عالما صدوقا اما انه لو ظفر لوفى اما انه
لو ملك لعرف كيف يضعها. وفي ترجمة سليمان بن خالد عن محمد بن
الحسن وعثمان بن حامد قالا حدثنا محمد بن يزداد عن محمد بن الحسين عن
الحسن بن علي بن فضال عن مروان بن مسلم عن عمار الساباطي كان
سليمان بن خالد خرج مع زيد بن علي حين خرج فقال له رجل ونحن
وقوف في ناحية وزيد واقف في ناحية ما تقول سليمان قلت والله ليوم من
جعفر خير من زيد أيام الدنيا فحرك دابته واتى زيدا وقص عليه القصة
ومضيت نحوه فانتهيت إلى زيد وهو يقول جعفر امامنا في الحلال والحرام.
وفي ترجمة سودة بن كليب بسنده عن سودة بن كليب قال لي زيد بن علي يا
سودة كيف علمتم ان صاحبكم على ما تذكرونه فقلت على الخبير سقطت
كنا ناتي أخاك محمد بن علي ع نسأله فيقول قال رسول الله ص
وقال الله عز وجل في كتابه حتى مضى أخوك فأتيناكم آل محمد وأنت فيمن
اتينا فتخبرونا ببعض ولا تخبرونا بكل الذي نسألكم عنه حتى اتينا ابن
أخيك جعفرا فقال لنا كل ما قال أبوه قال رسول الله ص وقال الله تعالى
فتبسم وقال اما والله ان قلت بذا فان كتب علي صلوات الله عليه عنده.
ومن كانت كتب علي عنده فهو وارثه في العلم وهو الامام وهذا اعتراف
ضمني منه بامامة الصادق ع ويأتي في ترجمة ابنه يحيى ما له تعلق
بالمقام.
ما جاء عن أئمة أهل البيت وغيرهم في مدح زيد
ما رواه الصدوق في العيون في مدحه
فروى بسنده عن محمد بن يزيد النحوي عن ابن أبي عبدون عن
أبيه قال لما حمل زيد بن موسى بن جعفر إلى المأمون وكان قد خرج بالبصرة
واحرق دور بني العباس وهب المأمون جرمه لأخيه علي بن موسى الرضا
ع وقال يا أبا الحسن لئن خرج أخوك وفعل ما فعل لقد خرج من قبله
زيد بن علي فقتل ولولا مكانك لقتلته فليس ما اتاه بصغير فقال الرضا يا
أمير المؤمنين لا تقس أخي زيدا على زيد بن علي فإنه كان من علماء آل
محمد غضب الله عز وجل فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله ولقد حدثني أبي
موسى بن جعفر انه سمع أباه جعفر بن محمد يقول رحم الله عمي زيدا انه
دعا إلى الرضا من آل محمد ولو ظفر لوفى بما دعا إليه ولقد استشارني في
خروجه فقلت له يا عمي ان رضيت ان تكون المقتول المصلوب بالكناسة
فشأنك فلما ولى قال جعفر بن محمد ويل لمن سمع داعيته فلم يجبه فقال
المأمون يا أبا الحسن أليس قد جاء فيمن ادعى الإمامة بغير حقها ما جاء
فقال الرضا ان زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق وانه كان اتقى الله من
ذاك انه قال أدعوكم إلى الرضا من آل محمد وانما جاء فيمن يدعي ان الله
نص عليه ثم يدعو إلى غير دين الله ويضل عن سبيله بغير علم وكان
زيد بن علي والله ممن خوطب بهذه الآية وجاهدوا في الله حق جهاده هو
اجتباكم ثم قال: قال محمد بن علي بن الحسين مصنف هذا الكتاب
لزيد بن علي فضائل كثيرة عن غير الرضا ع أحببت ايراد بعضها
على اثر هذا الحديث ليعلم من ينظر في كتابنا هذا اعتقاد الامامية فيه. فمن
ذلك ما رواه محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب عن الحسين بن علوان عن عمرو بن ثابت عن
داود بن عبد الجبار عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي
الباقر عن أبيه عن علي ع قال رسول الله ص للحسين يا
حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يتخطى هو وأصحابه يوم
القيامة رقاب الناس غرا محجلين يدخلون الجنة بغير حساب. وما
رواه عن علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق عن علي بن
الحسين العباسي العلوي عن الحسن بن علي الناصر عن أحمد بن
رشيد عن عمير عمر بن سعيد عن أخيه معمر وفي نسخة عن
أحمد بن رشد عن عمه أبي معمر بن خثيم عن أخيه معمر كنت جالسا عند
الصادق ع فجاء زيد بن علي بن الحسين ع فاخذ بعضادتي
الباب فقال له الصادق ع يا عمي أعيذك بالله ان تكون المصلوب
بالكناسة فقالت أم زيد ما يحملك على هذا القول غير الحسد لابني فقال
ع يا ليته حسد ثلاث مرات حدثني أبي عن جدي انه قال يخرج
من ولدي رجل يقال له زيد يقتل بالكوفة ويصلب بالكناسة يخرج من
قبره حين ينشر تفتح له أبواب السماء يبتهج به أهل السماوات والأرض
الحديث. وما رواه عن أحمد بن الحسن القطان عن الحسن بن علي
السكري عن محمد أحمد ابن زكريا الجوهري عن جعفر بن محمد بن
عمارة عن أبيه عن عمرو بن خالد عن عبد الله بن سيابة قال خرجنا ونحن
سبعة نفر فاتينا المدينة فدخلنا على أبي عبد الله ع فقال أعندكم
خبر من عمي زيد فقلنا خرج أو هو خارج قال فان أتاكم خبر فأخبروني
فاتى رسول بسام الصيرفي بكتاب فيه اما بعد فان زيد بن علي قد خرج
يوم الأربعاء غرة صفر ومكث الأربعاء والخميس وقتل يوم الجمعة وقتل معه
فلان وفلان فدخلنا على الصادق ع فدفعنا إليه الكتاب فقرأه
وبكى ثم قال إنا لله وإنا إليه راجعون عند الله احتسب عمي انه كان نعم
العم ان عمي كان رجلا لدنيانا وآخرتنا مضى والله عمي شهيدا كشهداء
استشهدوا مع النبي وعلي والحسن والحسين ع. وما رواه عن
محمد بن الحسين الحسن بن أحمد بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد بن شمون عن
عبد الله بن سنان عن الفضيل بن يسار انتهيت إلى زيد بن علي صبيحة يوم
خرج بالكوفة فسمعته يقول من يعينني منكم على أنباط أهل الشام فوالذي
بعث محمدا ص بالحق بشيرا ونذيرا لا يعينني على قتالهم منكم أحد الا

(١) الكناسة في القاموس موضع بالكوفة وفي حاشية الكافي لملا صالح المازندراني الكناسة (بضم
الكاف) الكساحة والقمامة وموضعها أيضا وبها سميت كناسة كوفان وهي موضع قريب من
الكوفة قتل بها وصلب زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام اه‍.
(١٠٩)

اخذت بيده يوم القيامة فأدخلته الجنة بإذن الله عز وجل فلما قتل اكتريت
راحلة وتوجهت نحو المدينة فدخلت على أبي عبد الله ع فقلت في
نفسي والله لا أخبرته بقتل زيد بن علي فيجزع عليه فلما دخلت عليه قال ما
فعل عمي زيد فخنقتني العبرة فقال قتلوه قلت أي والله فقال صلبوه فقلت
اي والله صلبوه فاقبل يبكي ودموعه تنحدر على ديباجتي خده كأنها الجمان
ثم قال يا فضيل شهدت مع عمي زيد قتال أهل الشام إلى أن قال
مضى والله عمي زيد وأصحابه شهداء مثل ما مضى عليه علي بن أبي طالب
وأصحابه. ورواه الصدوق في الأمالي في المجلس ٥٩ الحديث الأول مثله
سندا ومتنا.
ما رواه الصدوق في الأمالي والكليني في الروضة
روى الصدوق في الأمالي والكليني في روضة الكافي بالاسناد عن
الصادق ع انه قال لا تقولوا خرج زيد فان زيدا كان عالما وكان
صدوقا ولم يدعكم إلى نفسه انما دعا إلى الرضا من آل محمد ص ولو ظفر
لوفى بما دعاكم إليه انما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه.
ما روي في مقاتل الطالبيين
روى أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين بسنده عن أبي قرة قال
لي زيد والذي يعلم ما تحت وريد زيد بن علي ان زيد بن علي لم يهتك لله
محرما منذ عرف يمينه من شماله وبسنده عن عبد الله بن جرير أو ابن حرب
رأيت جعفر بن محمد يمسك لزيد بن علي بالركاب ويسوي ثيابه على السرج
قال المؤلف في هذا الحديث نظر فان الصادق بحسن خلقه وتواضعه
وكمال أدبه يجوز ان يفعل ذلك مع عمه زيد فزيد لم يكن ليدعه يفعل ذلك
مع اعترافه بإمامته عليه كما يأتي. وبسنده عن سعيد بن خيثم: كان بين
زيد بن علي وعبد الله بن الحسن مناظرة في صدقات علي ع فكانا
يتحاكمان إلى قاض فإذا قاما من عنده أسرع عبد الله إلى دابة زيد فامسك
له بالركاب.
ما رواه المرتضى في مدحه
عن المسائل الناصرية للشريف المرتضى عن أبي الجارود زياد بن المنذر
قيل لأبي جعفر الباقر اي اخوتك أحب إليك وأفضل قال اما عبد الله فيدي
التي أبطش بها واما عمر فبصري الذي أبصر به واما زيد فلساني الذي
انطق به واما الحسين فحليم يمشي على الأرض هونا.
ما رواه الحميري والصدوق في حقه
عن الحميري في كتاب الدلائل انه روى عن عبد الرحمن بن سعيد عن
رجل من بني هاشم قال كنا عند الامام أبي جعفر الباقر ع فدخل
عليه رجل من أهل الكوفة فقال ع للكوفي أتروي شيئا من طرائف
الشعر فأنشد:
لعمرك ما ان أبو مالك * بوان ولا بضعيف قواه
ولا بالألد له مازع * يماري أخاه إذا ما نهاه
ولكنه هين لين * كعالية الرمح عردنساه
إذا سدته سدت مطواعة * ومهما وكلت إليه كفاه
الا من ينادي أبا مالك * أفي أمرنا هو أم في سواه
أبو مالك قاصر فقره * على نفسه ومشيع غناه
فوضع الامام يده الشريفة على كتف أخيه زيد بن علي وكان جالسا
بجنبه وقال هذه صفتك يا أخي وأعيذك بالله ان تكون قتيل أهل العراق.
وفي أمالي الصدوق في المجلس العاشر: حدثنا الحسن بن عبد الله بن
سعيد العسكري حدثنا عبد العزيز بن يحيى حدثنا الأشعث بن محمد الضبي
حدثني شعيب بن عمر عن أبيه عن جابر الجعفي قال: دخلت على أبي
جعفر محمد بن علي ع وعنده زيد اخوه فدخل عليه معروف بن
خربوذ المكي فقال له أبو جعفر ع يا معروف أنشدني من طرائف ما
عندك فأنشده:
لعمرك ما ان أبو مالك * بوان ولا بضعيف قواه
ولا بالألد لدى قوله * يعادي الحكيم إذا ما نهاه
ولكنه سيد بارع * كريم الطبائع حلو ثناه
إذا سدته سدت مطواعة * ومهما وكلت إليه كفاه
قال فوضع محمد بن علي ع يده على كتفي زيد فقال هذه صفتك
يا أبا الحسين ورواه الصدوق في الأمالي أيضا في الحديث ١١ من
المجلس ٥٤ بسنده عن أبي الجارود زياد بن المنذر قال إني لجالس عند أبي
جعفر محمد بن علي الباقر ع إذ اقبل زيد بن علي ع فلما
نظر إليه أبو جعفر ع وهو مقبل قال هذا سيد من سادات أهل بيته
والطالب بأوتارهم لقد أنجبت أم ولدتك يا زيد.
ما رواه أبو ولاد الكاهلي
في الرياض ولم يتيسر لي معرفة مصدره ما صورته: عن أبي ولاد
الكاهلي قال لي الصادق ع أرأيت عمي زيدا قلت نعم رأيته
مصلوبا ورأيت الناس بين شامت حنق وبين محزون محترق قال اما الثاني
فمعه في الجنة واما الشامت فشريك في دمه.
ما رواه الحسن بن راشد
في الرياض أيضا ولم يتيسر لي معرفة مصدره: روى الحسن بن
راشد قال ذكرت زيد بن علي فتنقصته عند أبي عبد الله ع فقال لا تفعل
رحم الله عمي زيدا فإنه اتى إلى أبي فقال أريد الخروج على هذا الطاغية
فقال لا تفعل يا زيد فاني أخاف ان تكون المقتول المصلوب بظهر الكوفة
الحديث. فنهيه انما كان شفقة عليه ولذا لم يرض بتنقصه وترحم عليه.
ما روي مما يوهم القدح فيه
قال الفاضل المازنداري في حاشية الكافي: اعلم أن الروايات في
مدح زيد وذمه مختلفة وروايات المدح أكثر مع أن روايات الذم لا تخلو من
علة اه‍. فمن الروايات التي توهم الذم ما رواه الكشي في رجاله بسنده
عن أبي خالد القماط قال لي رجل من الزيدية أيام زيد ما منعك ان تخرج
مع زيد قلت له ان كان أحد في الأرض مفروض الطاعة فالخارج قبله
هالك وان كان ليس في الأرض مفروض الطاعة فالخارج والجالس موسع
لهما فلم يرد علي بشئ فأخبرت أبا عبد الله ع بما قال لي وبما قلت
(١١٠)

له وكان متكئا فجلس ثم قال اخذته من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن
شماله ومن فوقه ومن تحته ولم تجعل له مخرجا. والجواب عن هذا
الحديث ان الخارج انما يكون هالكا إذا خرج مدعيا الإمامة لنفسه وزيد انما
خرج للامر بالمعروف والنهي عن المنكر داعيا إلى الرضا من آل محمد.
وروى الكشي أيضا في ترجمة أبي بكر الحضرمي وعلقمة بسنده عن
بكار بن أبي بكر الحضرمي قال دخل أبي وعلقمة على زيد بن علي وكان
بلغهما انه قال ليس الامام منا من أرخى عليه ستره انما الامام من شهر سيفه
فقال له أبو بكر يا أبا الحسين اخبرني عن علي بن أبي طالب أكان إماما وهو
مرخ عليه ستره أو لم يكن امامه حتى خرج وشهر سيفه قال وكان زيد يبصر
الكلام فسكت ولم يجبه فرد عليه الكلام ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبه
بشئ فقال له أبو بكر ان كان علي بن أبي طالب إماما فقد يجوز ان يكون
بعده امام مرخ عليه ستره وان لم يكن إماما وهو مرخ عليه ستره فأنت ما
جاء بك هاهنا فطلب إليه علقمة ان يكف عنه فكف عنه.
وفيه عن أبي مالك الأحمسي:
قال زيد بن علي لصاحب الطاق تزعم أن في آل محمد إماما مفترض
الطاعة معروف بعينه قال نعم وكان أبوك أحدهم قال ويحك فما كان يمنعه
من أن يقول لي فوالله لقد كان يؤتى بالطعام الحار فيقعدني على فخذه
ويتناول المضغة فيبردها ثم يلقمنيها أفتراه كان يشفق علي من حر الطعام
ولا يشفق علي من حر النار فيقول لي إذا انا مت فاسمع وأطع لأخيك محمد
الباقر ابني فإنه الحجة عليك ولا يدعني أموت ميتة جاهلية، فقال كره ان
يقول لك فتكفر فيجب من الله عليك الوعيد ولا يكون له فيك شفاعة
فتركك مرجئا لله فيك المشيئة وله فيك الشفاعة ثم قال: أنتم أفضل أم
الأنبياء قال بل الأنبياء. قال: يقول يعقوب ليوسف لا تقصص رؤياك
على اخوتك فيكيدوا لك كيدا لم يخبرهم حتى لا يكيدوا له كيدا ولكن
كتمهم وكذا أبوك كتمك لأنه خاف منك على محمد ان هو أخبرك بموضعه
من قلبه وبما خصه الله فتكيد له كيدا كما خاف يعقوب على يوسف من اخوته
الحديث
وهذا الحديث مع فرض صحة سنده معارض بالاخبار الكثيرة
المستفيضة المتقدمة الدالة على احترام زيد لأخيه الباقر واعترافه بإمامته وعلى
احترامه لابن أخيه الصادق واعترافه بإمامته واحترام الصادق له وحزنه لقتله
وتفريقه المال في عيال من قتل معه.
وفي الكافي في باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل بسنده عن
موسى بن بكر عمن حدثه ان زيد بن علي بن الحسين دخل على أبي جعفر
محمد بن علي ع ومعه كتب من أهل الكوفة يدعونه فيها إلى أنفسهم
(١) هذا الكلام لا يخلو من اغلاق ولعله لذلك لم يفسره المازندراني ولعله وقع فيه تحريف وان
كان حاصله معلوما وهو انه إذا انتهت مدة الملك وقع فيه الخلل وأمكن للغير الاستيلاء عليه
وأعقب في الملك والرعية الذل والصغار.
(٢) هذا الكلام رد على من يجوز عدم عصمة الامام وعدم كونه اعلم رعيته.
(٣) قال الفاضل المازندراني المراد النسبة المعنوية وهي النسبة في العلم والعمل ورياسة الدارين
واما النسبة الصورية فالظاهر أنه لم ينكرها أحد.
(٤) إشارة إلى الغلاة.
- المؤلف -
ويخبرونه باجتماعهم ويأمرونه بالخروج فقال له أبو جعفر هذه الكتب ابتداء
منهم أو جواب ما كتبت به إليهم ودعوتهم إليه فقال به ابتداء من القوم
لمعرفتهم بحقنا وبقرابتنا من رسول الله عز وجل من وجوب مودتنا وفرض
طاعتنا ولما نحن فيه من الضيق والضنك والبلاء فقال له أبو جعفر
ع ان الطاعة مفروضة من الله عز وجل وسنة أمضاها في الأولين
وكذلك يجريها في الآخرين والطاعة لواحد منا والمودة للجميع وامر الله يجري
لأوليائه بحكم موصول وقضاء مفصول وحتم مقضي وقدر مقدور وأجل
مسمى لوقت معلوم فلا يستخفنك الذين لا يوقنون انهم لن يغنوا عنك من
الله شيئا فلا تعجل ان الله لا يعجل لعجلة العباد ولا تستبقن الله فتعجزك
البلية فتصرعك فغضب زيد عند ذلك ثم قال ليس الامام منا من جلس في
بيته وأرخى ستره وثبط عن الجهاد ولكن الامام منا من منع حوزته وجاهد
في سبيل الله حق جهاده ودفع عن رعيته وذب عن حريمه قال أبو جعفر هل
تعرف يا أخي من نفسك شيئا مما نسبتها إليه فتجئ عليه بشاهد من كتاب
الله أو حجة من رسول الله ص أو يضرب به مثلا فان الله عز وجل أحل
حلالا وحرم حراما وفرض فرائض وضرب أمثالا وسن سننا ولم يجعل الإمام القائم
بأمره في شبهة فيما فرض له من الطاعة ان يسبقه بأمر قبل محله أو
يجاهد فيه قبل حلوله وقد قال الله عز وجل في الصيد ولا تقتلوا الصيد وأنتم
حرم أفقتل الصيد أعظم أم قتل النفس التي حرم الله عز وجل فإذا حللتم
فاصطادوا وقال عز وجل لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام فجعل الشهور
عدة معلومة فجعل منها أربعة حرما وقال فسيحوا في الأرض أربعة أشهر
واعلموا انكم غير معجزي الله ثم قال تبارك وتعالى فإذا انسلخ الأشهر
الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم فجعل لذلك محلا وقال ولا تعزموا
عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله فجعل لكل شئ محلا ولكل اجل
كتابا فان كنت على بينة من ربك ويقين من امرك وتبيان من شأنك فشأنك
والا فلا ترومن أمرا أنت منه في شك وشبهة ولا تتعاط زوال ملك لم ينقض
الله ولم ينقطع مداه ولم يبلغ الكتاب اجله فلو قد بلغ مداه وانقطع اكله
وبلغ الكتاب اجله لانقطع الفضل وتتابع النظام ولا عقب الله في التابع
والمتبوع الذل والصغار أتريد يا أخي ان يحيى ملة قوم قد كفروا بآيات الله
وعصوا رسوله واتبعوا أهواءهم بغير هدى من الله وادعوا الخلافة بلا برهان
من الله ولا عهد من رسوله وأعيذك بالله يا أخي ان تكون غدا المصلوب
بالكناسة ثم ارفضت عيناه وسالت دموعه ثم قال الله بيننا وبين من هتك
سترنا وجحدنا حقنا وأفشى سرنا ونسبنا إلى غير جدنا وقال فينا ما لم نقله
في أنفسنا.
وهذا الحديث مع ضعف سنده ليس فيه الا ان زيدا قال إن الامام
من خرج بالسيف ولم يرخ ستره ويقعد في بيته وهذه هي مقالة الزيدية وقد
أقام عليه اخوه الباقر ع الحجة الواضحة والبرهان القاطع وفند ما قاله بما
لا مزيد عليه ولم يظهر من زيد انه بقي مصرا على رأيه ولكنه مع ذلك خرج
الا ان خروجه كما دلت عليه الروايات الأخرى لم يكن لدعواه الإمامة
بل للامر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الظالمين. وقد عرفت انه لم
يدع إلى نفسه وانما أخرجه اهتضام بني أمية له فخرج ليأمر بالمعروف وينهي
عن المنكر وصورة مبايعته الآتية تدل على ذلك. ولنا جواب واحد عن جميع
هذه الأخبار بعد تسليم سندها هو ان ما دل على مدحه أكثر وأشهر
ومعتضد بقرائن اخر.

(١) ثبط بفتح الثاء وكسر الباء اي ثقل وبطئ.
- المؤلف -
(١) هذا الكلام لا يخلو من اغلاق ولعله لذلك لم يفسره المازندراني ولعله وقع فيه تحريف وان
كان حاصله معلوما وهو انه إذا انتهت مدة الملك وقع فيه الخلل وأمكن للغير الاستيلاء عليه
وأعقب في الملك والرعية الذل والصغار.
(٢) هذا الكلام رد على من يجوز عدم عصمة الامام وعدم كونه اعلم رعيته.
(٣) قال الفاضل المازندراني المراد النسبة المعنوية وهي النسبة في العلم والعمل ورياسة الدارين
واما النسبة الصورية فالظاهر أنه لم ينكرها أحد.
(٤) إشارة إلى الغلاة.
- المؤلف -
(١١١)

وفي المناقب سال زيدي الشيخ المفيد وأراد الفتنة فقال باي شئ
نبا استجزت انكار امامة زيد فقال إنك قد ظننت علي ظنا باطلا وقولي
في زيد لا يخالفني فيه أحد من الزيدية فقال وما مذهبك فيه قال أثبت في
إمامته ما تثبته الزيدية وانفي عنه من ذلك ما تنفيه وأقول كان إماما في العلم
والزهد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وانفي عنه الإمامة الموجبة
لصاحبها العصمة والنص والمعجز فهذا ما لا يخالفني فيه أحد.
عبادته
عن تفسير فرات بن إبراهيم انه روى عن سعيد بن جبير انه قال قلت
لمحمد بن خالد كيف قلوب أهل العراق مع زيد بن علي فقال لا أحدثك
عن أهل العراق لكن أحدثك عن رجل يسمى النازلي بالمدينة قال صحبت
زيدا ما بين مكة والمدينة وكان يصلي الفريضة ثم يصل ما بين الصلاة إلى
الصلاة ويصلي الليل كله ويكثر التسبيح ويكرر هذه الآية: وجاءت سكرة
الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد فصلى ليلة معي وقرأ هذه الآية إلى قريب
نصف الليل فانتبهت من نومي فإذا انا به ماد يديه نحو السماء وهو يقول:
إلهي عذاب الدنيا أيسر من عذاب الآخرة ثم انتحب فقمت إليه وقلت يا
ابن رسول الله لقد جزعت في ليلتك هذه جزعا ما كنت اعرفه فقال ويحك
يا نازلي اني نمت هذه الليلة وانا ساجد فرأيت جماعة عليهم لباس لم أر
أحسن منه فجلسوا حولي وانا ساجد فقال رئيسهم هل هو هذا فقالوا نعم
فقال ابشر يا زيد فإنك مقتول في الله ومصلوب ومحروق بالنار ولا تمسك
النار بعدها ابدا فانتبهت وانا فزع.
ومر قول يحيى بن زيد رحم الله أبي وكان والله أحد المتعبدين قائم
ليله صائم نهاره. وروى الخزاز في كفاية النصوص بسنده عن المتوكل بن
هارون عن يحيى بن زيد انه قال له في حديث يا أبا عبد الله اني أخبرك عن
أبي ع وزهده وعبادته انه كان يصلي في نهاره ما شاء الله فإذا جن
الليل عليه نام نومة خفيفة ثم يقوم فيصلي في جوف الليل ما شاء الله ثم
يقوم قائما على قدميه يدعو الله تبارك وتعالى ويتضرع له ويبكي بدموع جارية
حتى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر سجد سجدة ثم يصلي الفجر ثم يجلس
للتعقيب حتى يرتفع النهار ثم يذهب لقضاء حوائجه فإذا كان قريب الزوال
اتى وجلس في مصلاه واشتغل بالتسبيح والتمجيد للرب المجيد فإذا صار
الزوال صلى الظهر وجلس ثم يصلي العصر ثم يشتغل بالتعقيب ساعة ثم
يسجد سجدة فإذا غربت الشمس صلى المغرب والعشاء فقلت هل كان
يصوم دائما قال لا ولكنه يصوم في كل سنة ثلاثة أشهر وفي كل شهر ثلاثة
أيام ثم اخرج إلي صحيفة كاملة فيها أدعية علي بن الحسين ع ومر
قول عاصم رأيته يذكر الله عنده فيغشى عليه حتى يقول القائل ما يرجع إلى
الدنيا وانه اثر السجود بوجهه.
قراءته
لزيد قراءة مشهورة معروفة ألف فيها بعض العلماء مؤلفا ففي كشف
الظنون ج ٢ ص ٦٢٤ كتاب النير الجلي في قراءة زيد بن علي لأبي علي
الأهوازي المقري وفي عمدة الطالب كان الحسين ذو الدمعة يحفظ القرآن
وكذا آباؤه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع وهذه فضيلة حسنة
ورأيت بعض النسابين قد ذكر ان الأب كان يلقن الابن منه إلى أمير
المؤمنين علي ع وهذا مشكل لأن الحسين ذا الدمعة كان يوم قتل أبوه
ابن سبع سنين ويبعد ان يكون في هذا السن قد تلقن القرآن من أبيه زيد
وأقول لا بعد فيه فان ابن سبع قابل لذلك بالتجارب وفي مسودة
الكتاب: ولزيد قراءة جده أمير المؤمنين قال عمر بن موسى الرحبي
الزيدي في كتاب قراءة زيد هذه القراءة سمعتها من زيد بن علي بن الحسين
وما رأيت اعلم بكتاب الله منه الخ.
براءته من دعوى الإمامة
مر عن المفيد انه اعتقد كثير من الشيعة فيه الإمامة لخروجه يدعو إلى
الرضا من آل محمد ص فظنوه يريد بذلك نفسه ولم يكن يريدها به لمعرفته
باستحقاق أخيه الباقر ع للإمامة من قبله ووصية أخيه الباقر عند
وفاته إلى ولده الصادق ع وعن رياض الجنة ما تعريبه ان
زيد بن علي كان دائما في فكر الانتقام والاخذ بثار جده الحسين ع
ومن هذه الجهة توهم بعضهم انه ادعى الإمامة وهذا الظن خطا لأنه كان
عارفا برتبة أخيه وكان حاضرا في وقت وصية أبيه ووضع أخيه في مكانه
وكان متيقنا ان الإمامة لأخيه وبعده للصادق ع وعن السيد الجليل
بهاء الدين علي بن عبد الحميد النيلي النجفي رضوان الله عليه في كتابه الأنوار
المضيئة انه قال زعم طوائف ممن لا رشد لهم ان زيد بن علي بن الحسين
ع خرج يدعو لنفسه وقد افتروا عليه الكذب وبهتوه بما لم يدعه
لأنه كان عين اخوته بعد أبي جعفر ع وأفضلهم ورعا وفقها
وسخاء وشجاعة وعلما وزهدا وكان يدعى حليف القرآن وحيث انه خرج
بالسيف ودعا إلى الرضا من آل محمد زعم كثير من الناس لا سيما جهال
أهل الكوفة هذا الزعم وتوهموا انه دعا إلى نفسه ولم يكن يردها له لمعرفته
باستحقاق أخيه الإمامة من قبله وابن أخيه لوصية أخيه إليه بها من بعده إلى أن
قال وقد انتشرت الزيدية فكثروا وهم الآن طوائف كثيرة في كل صقع
أكثرهم باليمن ومكة وكيلان اه‍.
بعض النصوص الواردة عن زيد بامامة الأئمة الاثني عشر
روى الصدوق في الأمالي في المجلس ١٨١ عن عمرو بن خالد قال
زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع في كل زمان
رجل منا أهل البيت يحتج الله به على خلقه وحجة زماننا ابن أخي جعفر بن
محمد لا يضل من تبعه ولا يهتدي من خالفه وفي كفاية الأثر ص ٨٦ عن
محمد بن بكير في حديث يا ابن بكير بنا عرف الله وبنا عبد الله ونحن السبيل
إلى الله ومنا المصطفى ومنا المرتضى ومنا يكون المهدي قائم هذه الأمة فقال
ابن بكير يا ابن رسول الله هل عهد إليكم رسول الله متى يقوم قائمكم قال
يا ابن بكير انك لن تلحقه وان هذا الامر يكون بعد ستة من الأوصياء بعد
هذا ثم يجعل الله خروج قائمنا فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما
قلت يا ابن رسول الله ألست صاحب هذا الأمر فقال انا من العترة ثم
زارني فقلت يا ابن رسول الله هذا الذي قلته عن علم منك أو نقلته عن
رسول الله فقال لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير لا ولكن عهد
عهده إلينا رسول الله ص ثم أنشأ يقول:
نحن سادات قريش * وقوام الحق فينا
نحن الأنوار التي * من قبل كون الخلق كنا
نحن منا المصطفى * المختار والمهدي منا
فبنا قد عرف الله * وبالحق أقمنا
سوف يصلاه سعيرا * من تولى اليوم عنا
(١١٢)

وفي كفاية الأثر أيضا عن قاسم بن خليفة عن يحيى بن زيد انه قال
سالت أبي عن الأئمة قال الأئمة اثنا عشر أربعة من الماضين وثمانية من
الباقين فقلت سمهم يا أبا قال اما الماضون فعلي بن أبي طالب والحسن
والحسين وعلي بن الحسين ومن الباقين أخي الباقر وبعده جعفر الصادق
وبعده موسى ابنه وبعده علي ابنه وبعده محمد ابنه وبعده علي ابنه وبعده
الحسن ابنه وبعده المهدي فقلت له يا أبه ألست منهم قال لا ولكني من
العترة قلت فمن أين عرفت أساميهم قال عهد معهود عهد إلينا رسول الله
ص. ونسب إلى زيد هذه الأبيات وأوردها ابن شهرآشوب في المناقب:
ثوى باقر العلم في ملحد * امام الورى طيب المولد
فمن لي سوى جعفر بعده * امام الورى الأوحد الأمجد
أبا جعفر الخير أنت الامام * وأنت المرجى لبلوى غد
وفي كفاية الأثر عن المتوكل بن هارون في حديث قلت ليحيى بن زيد
يا ابن رسول الله ان أباك قام بدعوى الإمامة وخرج مجاهدا في سبيل الله
وقد جاء عن رسول الله ص انه ذم من خرج مدعيا للإمامة كاذبا فقال مه يا
أبا عبد الله ان أبي كان أعقل من أن يدعي ما ليس له بحق وانما قال
أدعوكم إلى الرضا من آل محمد عني بذلك ابن عمي جعفرا قلت فهو اليوم
صاحب هذا الامر قال نعم هو أفقه بني هاشم وفيها أيضا بعد نقل
النصوص الواردة عن زيد بن علي في امامة الأئمة ع قال فان
قال قائل فزيد بن علي ع إذا سمع هذه الأحاديث من الثقات
المعصومين وآمن بها واعتقدها فلم خرج بالسيف وادعى الإمامة لنفسه
وأظهر الخلاف على جعفر بن محمد ع وهو بالمحل الشريف
الجليل معروف بالسنن والصلاح مشهور عند الخاص والعام بالعلم والزهد
وهذا لا يفعله الا معاند جاحد وحاشا زيدا ان يكون بهذا المحل فأقول في
ذلك وبالله التوفيق ان زيد بن علي خرج على سبيل الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر لا على سبيل المخالفة لابن أخيه جعفر بن محمد وانما وقع الخلاف
من جهة الناس وذلك أن زيد بن علي لما خرج ولم يخرج جعفر بن محمد
ع توهم قوم من الشيعة ان امتناع جعفر للمخالفة وانما كان لضرب من
التدبير فلما رأى الذين صاروا للزيدية سلفا ذلك قالوا ليس الامام من جلس
في بيته وأغلق بابه وأرخى ستره وانما الامام من خرج بسيفه يأمر بالمعروف
وينهي عن المنكر فهذان سببا وقوع الخلاف بين الشيعة واما جعفر
ع وزيد فما كان بينهما خلاف والدليل على صحة قولنا قول زيد بن علي
من أراد الجهاد فإلي ومن أراد العلم فإلى ابن أخي جعفر ولو ادعى الإمامة
لنفسه لم ينف كمال العلم عن نفسه إذا كان الامام اعلم من الرعية ومن
مشهور قول جعفر بن محمد رحم الله عمي زيدا لو ظفر لوفى انما دعى إلى
الرضا من آل محمد وانا الرضا قال السيد علي خان الحويزي في نكت البيان
بعد نقل خبر فضيل بن يسار في شهادة زيد عليه الرحمة: وقد دل هذا
الحديث على أن زيدا رحمه الله في أعلى المراتب من رضى الأئمة الطاهرين
وانه من خلص المؤمنين وانه من الأعذق عند المعصومين وكذلك ما ورد في
حقه ومدحه والتحزن عليه وعلى ما أصابه في غير هذا الحديث عن أهل
البيت ع من أحاديث كثيرة ولا شك انه لم يحصل له من الامام
ع نهي صريح عن الخروج كما ينبئ عن ذلك مدحهم له واظهار
الرضا عنه وهو لم يخرج الا لما ناله من الضيم من عتات بني أمية ولا ريب
ان قصده ونيته ان استقام له الامر ارجاع الحق إلى أهله ويدل على ذلك
رضاهم عنه إلى آخر كلامه.
مفاخرته مع هشام بن عبد الملك
عن اخطب خوارزم في مقتله ص ٣٧ انه روى عن معمر بن خيثم
قال لي زيد بن علي كنت أباري هشام بن عبد الملك وأكايده في الكلام
فدخلت عليه يوما فذكر بني أمية فقال والله هم أشد قريش أركانا وأشيد
قريش مكانا وأشد قريش سلطانا وأكثر قريش أعوانا كانوا رؤوس قريش
في جاهليتها وملوكهم في اسلامها فقلت له على من تفخر أعلى بني هاشم
أول من أطعم الطعام وضرب الهام وخضعت له قريش بارغام أم علي بني
المطلب سيد مضر جميعا وان قلت معد كلها صدقت إذا ركب مشوا وإذا
انتعل احتفوا وإذا تكلم سكتوا وكان يطعم الوحوش في رؤوس الجبال
والطير والسباع والإنس في السهل حافر زمزم وساقي الحجيج أم على بنيه
أشرف رجال أم على سيد ولد آدم ص حمله الله على البراق وجعل الجنة
بيمينه والنار بشماله فمن تبعه دخل الجنة ومن تأخر عنه دخل النار أم على
أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب ع أخي رسول الله
وابن عمه المفرج الكرب عنه وأول من قال لا إله إلا الله بعد رسول الله لم
يبارزه فارس قط الا قتله وقال فيه رسول الله ص ما لم يقله في أحد من
أصحابه ولا لأحد من أهل بيته قال فاحمر وجهه.
تهالكه في حب الاصلاح بين الأمة
في المقاتل بسنده عن البابكي واسمه عبد الله بن مسلم بن بابك
خرجنا مع زيد بن علي إلى مكة فلما كان نصف الليل واستوت الثريا قال يا
بابكي أما ترى هذه الثريا أترى أحدا ينالها قلت لا قال والله لوددت ان
يدي ملصقة بها أقع إلى الأرض أو حيث أقع فانقطع قطعة قطعة وان الله
أصلح بين أمة محمد ص هذا حرص زيد على الاصلاح بين أمة جده التي
خذلته وأسلمته إلى بني أمية أعداء الله وأعداء جده رسول الله ص الذين لم
يكتفوا بقتله حتى صلبوه أربع سنين على أشنع صورة ثم أحرقوه عدواة لدين
الاسلام الذين دخلوا فيه كارهين مرغمين ولم يوجد في هذه الأمة من يغير
بيد ولا لسان نعم وجد فيها حتى اليوم من يدافع عنهم ويلتمس لهم
الاعذار.
هل كان زيد يفتي الناس
سال المتوكل بن هارون يحي بن زيد فيما رواه الخزاز في كفاية الأثر
هل كان أبوك يفتي الناس في معالم دينهم قال ما أذكر ذلك عنه.
فساد بعض النسب إليه
من السخافة بمكان ما في فوات الوفيات عن ابن أبي الدم ان زيدا
وأصحابه كانوا معتزلة وانه اخذ الاعتزال عن واصل بن عطاء وان أخاه
الباقر كان يعيب عليه قراءته على واصل مع كونه يجوز الخطأ على جده
علي بن أبي طالب في حرب الجمل والنهروان ولأن واصلا كان يتكلم في
القضاء والقدر على خلاف مذهب أهل البيت إلى آخر ما تكلم به من هذا
الهذيان فإنه لم يرد شئ من هذا عن أئمة أهل البيت في حق زيد بل ورد
عنهم مدحه والثناء عليه ولو كان لشئ من ذلك اثر لحكاه عنهم أصحابهم
واتباعهم ولما خفي ذلك عنهم وظهر لابن أبي الدم وانما تكلم فيه من تكلم
من حيث احتمال دعواه الإمامة والأكثر بل الجميع على أنه لم يدعها فلو
(١١٣)

كان فيه مغمز غير ذلك لما سكتوا عنه لكن واصع هذا الكلام عن لسانه له
غرض غير خفي على المتأمل.
ما نسب إليه فيمن لقبوا الرافضة
ذكر كثير ممن تكلم على هذا اللقب من أخصام الشيعة وتلقفه الآخر
عن الأول ان زيدا سئل لما كان يحارب جيش هشام عن الشيخين فقال هما
صاحبا جدي وضجيعاه في قبره فرفضه جماعة فسموا الرافضة وذكرنا في
الجزء الأول من هذا الكتاب انه يجوز ان يكون قال ذلك استصلاحا
لعسكره ومن الذي يشك ان لهما هاتين الصفتين وان المروي انه لما أصابه
السهم طلب السائل فأراه السهم وقال هما أوقفاني هذا الموقف.
ما نسب إليه في امر فدك
روى ابن عساكر عن زيد انه قال لو كنت مكان أبي بكر لحكمت
بمثل ما حكم به في فدك اه‍ والناظر بانصاف في قصة فدك يعلم أن هذا
الحديث موضوع على زيد ويدل على ذلك ما في شرح النهج لابن أبي الحديد
ج ٤ ص ٩٤ قال المرتضى أخبرنا أبو عبد الله المرزباني حدثني علي بن
هارون اخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه قال ذكرت لأبي
الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كلام فاطمة عند منع
أبي بكر إياها فدكا وقلت له ان هؤلاء يزعمون أنه مصنوع وانه من كلام
أبي العيناء لان الكلام منسوق البلاغة فقال لي رأيت مشايخ آل أبي طالب
يروونه عن آبائهم ويعلمونه أولادهم وقد حدثني به أبي عن جدي يبلغ به
فاطمة على هذه الحكاية وقد رواه مشايخ الشيعة وتدارسوه قبل ان يوجد
جد أبي العيناء وقد حدث الحسين بن علوان عن عطية العوفي انه سمع
عبد الله بن الحسن بن الحسن يذكر عن أبيه هذا الكلام ثم قال أبو الحسين
زيد وكيف ينكرون هذا من كلام فاطمة وهم يروون من كلام عائشة عند
موت أبيها ما هو أعجب من كلام فاطمة ويحفظونه لولا عداوتهم لنا أهل البيت
اه‍.
حديث سد الأبواب
في تاريخ دمشق لابن عساكر بسنده عن شعبة سمعت سيد الهاشميين
زيد بن علي بالمدينة في الروضة يقول حدثني أخي محمد انه سمع جابر بن
عبد الله يقول سمعت رسول الله ص يقول سدوا الأبواب كلها الا باب علي
وأوما بيده إلى باب علي.
قال مهذب تاريخ ابن عساكر: هذا الحديث ذكره ابن الجوزي في
الموضوعات ورواه بمعناه الإمام أحمد في مسنده عن سعد بن مالك وعن ابن
عمر ورواه النسائي في مناقب علي عن الحارث بن مالك وعن زيد بن أرقم
ورواه أبو نعيم عن ابن عباس ورواه الحافظ بن حجر في كتابه القول
المسدد في الرد على ابن الجوزي في جعله هذا الحديث موضوعا وأطال
الكلام ثم قال هذا الحديث مشهور وله طرق متعددة كل طريق منها على
انفراده لا يقصر عن رتبة الحسن ومجموعها ما يقطع بصحته على طريقة كثير
من أهل الحديث اه‍ قال وذكر الحافظ السيوطي أسانيده في كتابه اللآلئ
المصنوعة وأطال في دفع الوضع عنه اه‍ فظهر ان زعم الوضع فيه كبوة من
ابن الجوزي.
حديث المعراج
في تاريخ دمشق لابن عساكر عن أبيه عن جده عن علي صلى بنا
رسول الله ص صلاة الفجر ذات يوم بغلس ثم التفت إلينا فقال أفيكم من
رأى الليلة شيئا فقلنا لا يا رسول الله قال ولكني رأيت ملكين اتياني الليلة
فأخذا بضبعي فانطلقا بي إلى السماء الدنيا وذكر حديثا طويلا فيه عقاب من
ينام عن صلاة العشاء والنمام وآكل الربا والزناة ومن يعملون عمل قوم
لوط ثم قال فمضيت فإذا انا بروضة فيها شيخ جليل لا أجمل منه وحوله
الولدان وإذا انا بمنازل لا أحسن منها من زمردة جوفاء وزبرجدة خضراء
وياقوتة حمراء فقالا تلك منازل أهل عليين من النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين وهذه منازلك وأهل بيتك الحديث بطوله.
ما قاله في البترية
مر في البترية ما رواه الكشي في ترجمة سلمة بن كهيل بسنده عن
سدير دخلت على أبي جعفر ع ومعي سلمة بن كهيل وأبو المقدام
ثابت الحداد وسالم بن أبي حفصة وكثير النوا وجماعة معهم وعند أبي جعفر
اخوه زيد بن علي فقالوا لأبي جعفر نتولى عليا وحسنا وحسينا ونتبرأ من
أعدائهم ونتولى غيرهم ونتبرأ من أعدائهم فالتفت إليهم زيد بن علي وقال
لهم أتتبرأون من فاطمة بترتم أمرنا بتركم الله فيومئذ سموا البترية.
دلالته على قبر أمير المؤمنين
ع
عن فرحة الغري عن أبي حمزة الثمالي في حديث قال لما كانت ليلة
النصف من شعبان اتيت إلى زيد بن علي وسلمت عليه وكان قد انتقل من
دار معاوية بن إسحاق إلى دور بارق وبني هلال فلما جلست عنده قال يا أبا
حمزة تقوم حتى نزور قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقلت
نعم جعلت فداك إلى أن قال أبو جمزة فاتينا الذكوات البيض فقال هذا
قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبعد ان زرناه رجعنا اه‍ وكان قبره
ع قد أخفي خوفا من بني أمية ولم يكن يعرفه الا ولده وخواص
شيعتهم إلى أن أظهر أيام الرشيد.
خروجه والسبب فيه ومقتله
في مروج الذهب ج ٢ ص ١٨١ في أيام هشام بن عبد الملك استشهد
زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سنة ١٢١ وقيل ١٢٢ وقد كان
زيد بن علي شاور أخاه أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي فأشار
عليه بان لا يركن إلى أهل الكوفة إذ كانوا أهل غدر ومكر وقال له بها قتل
جدل علي وبها طعن عمك الحسن وبها قتل أبوك الحسين وفيها وفي أعمالها
شتمنا أهل البيت وأخبره بما كان عنده من العلم في مدة ملك بني مروان وما
يتعقبهم من الدولة العباسية فأبى الا ما عزم عليه من المطالبة بالحق فقال له
اني أخاف عليك يا أخي ان تكون غدا المصلوب بكناسة الكوفة وودعه أبو
جعفر واعلمه انهما لا يلتقيان اه‍ وكان هذا مما اخذه الباقر عن آبائه ع
عن جدهم الرسول ص وقال أبو بكر الخوارزمي في رسالته إلى شيعة
نيسابور لما قصدهم واليها: واتصل البلاء مدة ملك المروانية إلى الأيام
العباسية حتى إذا أراد الله ان يختم مدتهم بأكبر آثامهم ويجعل عظيم ذنوبهم
في اخر أيامهم بعث عظيم ذنوبهم في اخر أيامهم بعث على بقية الحق المهمل
والدين المعطل زيد بن علي فخذله منافقو أهل العراق وقتله أحزاب أهل
(١١٤)

الشام فلما انتهكوا ذلك الحريم واقترفوا ذلك الاثم العظيم غضب الله
عليهم وانتزع الملك منهم.
سبب خروجه
اختلفت الروايات والأقوال في سبب خروجه على وجوه أحدها ما
عامله به هشام من الجفاء المفرط
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق وفد علي هشام بن عبد الملك فرأى
منه جفوة فكان ذلك سبب خروجه وقال المفيد في الارشاد كان سبب خروج
أبي الحسين زيد بن علي رضي الله عنه بعد الذي ذكرناه من غرضه في
الطلب بدم الحسين ع انه داخل على هشام بن عبد الملك وقد
جمع هشام أهل الشام وامر ان يتضايقوا في المجلس حتى لا يتمكن من
الوصول إلى قربه فقال له زيد انه ليس من عباد الله أحد فوق ان يوصي
بتقوى الله يا أمير المؤمنين فاتقه فقال له هشام أنت ابن المؤهل نفسك للخلافة
الراجي لها وما أنت وذاك لا أم لك وإنما أنت ابن أمة فقال له زيد أني لا
اعلم أحدا أعظم منزلة عند الله من نبي بعثه وهو ابن أمة فلو كان ذلك
يقصر عن منتهى غاية لم يبعث وهو إسماعيل بن إبراهيم ع
فالنبوة أعظم منزلة عند الله أم الخلافة يا هشام وبعد فما يقصر برجل أبوه
رسول الله ص وهو ابن علي بن أبي طالب فوثب هشام عن مجلسه وزيد في
عمدة الطالب ووثب الشاميون ودعا قهرمانه فقال لا يبيتن هذا في
عسكري الليلة فخرج زيد وهو يقول إنه لم يكره قط أحد حد السيوف
إلا ذلوا فلما وصل إلى الكوفة اجتمع إليه أهلها فلم يزالوا به حتى
بايعوه على الحرب ثم نقضوا بيعته وأسلموه فقتل وصلب بينهم أربع سنين
لا ينكر أحد منهم ولا يغير بيد ولا بلسان اه‍.
وفي المناقب لما رأى هشام معرفته وقوة حجته وشاهد منه ما لم يكن في
حسبانه داخله الخوف منه ان يفتتن به أهل الشام وقال لقهرمانه لا يبيتن
هذا في عسكري الليلة. وفي كتاب مختار البيان والتبيين للجاحظ عند تعداد
الخطباء: ومنهم زيد بن علي بن الحسين قال وكان قد وشي به إلى هشام
فسأله عن ذلك فقال احلف لك قال هشام وإذا حلفت أفأصدقك قال اتق
الله قال أومثلك يا زيد يأمر مثلي بتقوى الله قال لا أحد فوق ان يوصي
بتقوى الله ولا أحد دون ان يوصي بتقوى الله قال هشام بلغني انك تريد
الخلافة وأنت لا تصلح لها لأنك ابن أمة قال قد كان إسماعيل بن
إبراهيم ابن أمة وإسحاق ابن حرة فاخرج الله من صلب إسماعيل النبي
الكريم فعندها قال له هشام قم قال إذا لا تراني الا حيث تكره إلى أن قال
ومن أخبار زيد بعد ذلك أنه لما رأى الأرض طبقت جورا ورأى قلة الأعوان
وتخاذل الناس كانت الشهادة أحب المنيات إليه اه‍.
وفي عمدة الطالب أنه لما قال ما كره قوم حد السيوف إلا ذلوا حملت
كلمته إلى هشام فعرف أنه يخرج عليه ثم قال هشام ألستم تزعمون أن أهل
هذا البيت قد بادوا ولعمري ما انقرض من مثل هذا خلفهم.
وفي المناقب عن عيون الأخبار وفي الرياض ان هشاما قال له ما فعل
أو ما يصنع أخوك البقرة فغضب زيد حتى كاد يخرج من أهابه ثم قال سماه
رسول الله ص الباقر وتسميه أنت البقرة لشد ما اختلفتما ولتخالفنه في الآخرة
كما خالفته في الدنيا فيرد الجنة وترد النار.
وفي الرياض فقال هشام خذوا بيد هذا الأحمق المائق فاخرجوه فاخرج
زيد وأشخص إلى المدينة ومعه نفر يسير حتى طردوه عن حدود الشام فلما
فارقوه عدل إلى العراق
وفي تاريخ دمشق قال عبد الاعلى الشامي لما قدم زيد الشام كان
حسن الخلق حلو اللسان فبلغ ذلك هشاما فاشتد عليه فشكا ذلك إلى مولى
له فقال ائذن للناس إذنا عاما واحجب زيدا وائذن له في اخر الناس فدخل
فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فلم يرد عليه فقال السلام عليك يا
أحول فإنك ترى نفسك اهلا لهذا الاسم فقال له هشام أنت الطامع في
الخلافة وأمك أمة فقال إن لكلامك جوابا فان شئت أجبت قال وما جوابك
فقال لو كان في أم الولد تقصير لما بعث الله إسماعيل نبيا وأمه هاجر
فالخلافة أعظم أم النبوة فافحم هشام فلما خرج قال لجلسائه أنتم القائلون
ان رجالات بني هاشم هلكت والله ما هلك قوم هذا منهم فرده وقال يا زيد
ما كانت أمك تصنع بالزوج ولها ابن مثلك قال أرادت اخر مثلي قال ارفع
إلي حوائجك فقال اما وأنت الناظر في أمور المسلمين فلا حاجة لي ثم قام
فخرج فاتبعه رسولا وقال اسمع ما يقول فتبعه فسمعه يقول من أحب الحياة
ذل ثم أنشأ يقول:
مهلا بني عمنا عن نحت اثلثتنا * سيروا رويدا كما كنتم تسيرونا
لا تطمعوا ان تهينونا ونكرمكم * وان نكف الأذى عنكم وتؤذونا
الله يعلم انا لا نحبكم * ولا نلومكم ان لا تحبونا
كل امرئ مولع في بغض صاحبه * فنحمد الله نقلوكم وتقولنا
ثم حلف ان لا يلقى هشاما ولا يسأله صفراء ولا بيضاء الحديث وفي
مروج الذهب قد كان زيد دخل على هشام بالرصافة فلم ير موضعا يجلس
فيه فجلس حيث انتهى به مجلسه وقال يا أمير المؤمنين ليس أحد يكبر عن
تقوى الله ولا يصغر دون تقوى الله فقال هشام اسكت لا أم لك أنت الذي
تنازعك نفسك في الخلافة وأنت ابن أمة قال يا أمير المؤمنين ان لك جوابا
إذا أحببت أجبتك به وان أحببت أمسكت عنه فقال بل أجب فقال إن
الأمهات لا يقعدن بالرجال عن الغايات وقد كانت أم إسماعيل أمة لا أم
إسحاق ص فلم يمنعه ذلك أن بعثه الله نبيا وجعله للعرب أبا فخرج من
صلبه خبر البشر محمد ص فتقول لي هذا وانا ابن فاطمة وابن علي وقام وهو
يقول منخرق النعلين يشكو الوجى الأبيات الأربعة الآتية فمضى عنها
إلى الكوفة وخرج فيها ومعه الفراء والأشراف فحاربه يوسف بن عمر
الثقفي فلما قامت الحرب انهزم أصحاب زيد وبقي في جماعة يسيرة فقاتلهم
أشد قتال وهو يقول متمثلا:
أذل الحياة وعز الممات * وكلا أراه طعاما وبيلا
فان كان لا بد من واحد * فسيري إلى الموت سيرا جميلا
وروى ابن عساكر ان زيدا دخل على هشام فقال له يا زيد بلغني ان
نفسك لتسمو بك إلى الإمامة والإمامة لا تصلح لأولاد الإماء فاجابه زيد بما
مر فقال هشام يا زيد ان الله لا يجمع النبوة والملك لأحد فقال زيد قال الله
تعالى: أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل
إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما.
وقال ابن عساكر قال عبد الله بن جعفر قال لي سالم مولى هشام دخل
زيد على هشام فرفع دينا كثيرا وحوائج فلم يقض له هشام حاجة وتجهمه
(١١٥)

وأسمعه كلاما شديد فخرج من عنده وهو يأخذ شاربه ويفتله ويقول ما
أحب الحياة أحد الا ذل ثم مضى فكان وجهه إلى الكوفة فخرج بها ثم قتل
وصلب فأخبرت هشاما بعد ذلك بما قاله زيد لما خرج من عنده فقال ثكلتك
أمك ألا كنت أخبرتني بذلك قبل اليوم وما كان يرضيه انما كانت خمسمائة
ألف فكان ذلك أهون علينا مما صار إليه. وهذا من الاعذار التي هي أقبح
من الذنب. ورواه الطبري في ذيل المذيل بسنده عن عبد الله بن جعفر
مثله.
وقال ابن الأثير وغيره ان زيدا تنازع مع ابن عمه جعفر بن حسن بن
حسن بن علي في صدقات وقوف علي بن أبي طالب زيد من طرف أولاد
الحسين بن علي وجعفر من طرف أولاد الحسن بن علي فكانا يتبالغان كل غاية
ويقومان فلا يعيدان مما كان بينهما حرفا فلما توفي جعفر قام مقامه عبد الله
المحض بن الحسن المثنى فتخاصم مع زيد يوما في مجلس خالد بن عبد
الملك بن الحارث بن الحكم والي المدينة فاسمع عبد الله زيدا كلاما فيه
غلظة وخشونة وعرض بان أمه أم ولد وقال له يا ابن السندية فتبسم زيد
وقال لا عيب في كون أمي أمة فان أم إسماعيل أيضا أمة وقد صبرت أمي
بعد وفاة سيدها ولم تتزوج كما فعل غيرها يعرض بأم عبد الله المحض فاطمة
بنت الحسين بن علي عمة زيد فإنها بعد وفاة الحسن بن الحسن تزوجت
وندم زيد على هذا الكلام وبقي مدة لا يدخل دار فاطمة حياء منها فأرسلت
إليه يا ابن أخي اني لاعلم ان قدر أمك ومنزلتها عندك مثل منزلة عبد الله
وقالت له بئسما قلت لازم زيد اما والله لنعم دخيلة القوم كانت. وقال لهم
خالد في ذلك اليوم اغدوا علي غدا فلست لعبد الملك ان لم أفصل بينكما
فباتت المدينة تغلي كالمرجل يقول قائل قال زيد كذا ويقول قائل قال عبد الله
كذا فلما كان الغد جلس خالد في المسجد واجتمع الناس فمن بين شامت
ومهموم فدعا بهما خالد وهو يحب ان يتشاتما فذهب عبد الله يتكلم فقال له
زيد لا تعجل يا أبا محمد أعتق زيد ما يملك ان خاصمك إلى خالد ابدا ثم
اقبل على خالد وقال جعت ذرية رسول الله لأمر لم يكن أبو بكر وعمر
يجمعانهم له فقال خالد أما لهذا السفيه أحد فقام رجل من الأنصار من آل
عمرو بن حزم وقال يا ابن أبي تراب أما ترى لوال عليك حقا قال زيد
اسكت أيها القحطاني فانا لا نجيب مثلك قال فلما ذا ترغب عني فوالله اني
لخير منك وأبي خير من أبيك وأمي خير من أمك فتضاحك زيد وقال يا
معشر قريش هذا الدين قد ذهب أفذهبت الأحساب انه ليذهب دين القوم
وما تذهب أحسابهم فتكلم عبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب
فقال كذبت والله أيها القحطاني لهو خير منك نفسا وأبا واما ومحتدا وتناوله
بكلام كثير واخذ كفا من حصباء فضرب بها الأرض ثم قال إنه والله ما لنا
على هذا من صبر ثم خرج من المسجد وشخص زيد إلى هشام بن عبد
الملك فجعل هشام لا يأذن له فيرفع إليه القصص فكلما رفع إليه قصة كتب
هشام في أسفلها ارجع إلى منزلك فيقول زيد والله لا أرجع إلى خالد ابدا
ثم أذن له بعد طول حبس فرقى علية عالية وامر هشام خادما ان يتبعه
بحيث لا يراه زيد ويسمع ما يقول فصعد زيد وكان بادنا فوقف في بعض
الدرجة فسمعه الخادم يقول ما أحب أحد الحياة الا وذل فأبلغ الخادم هشاما
ذلك فعلم هشام ان في نفسه الخروج ثم دخل على هشام إلى أن قال:
فقال هشام لقد بلغني يا زيد انك تذكر الخلافة وتتمناها ولست هناك وأنت
ابن أمة إلى آخر ما مر فقال له هشام اخرج قال اخرج ثم لا أكون الا
بحيث تكره فقال له سالم يا أبا الحسين لا يظهرن هذا منك فخرج من عنده
وسار إلى الكوفة ولما خرج من مجلس هشام أنشد:
شرده الخوف وأزرى به * كذاك من يكره حر الجلاد
منخرق النعلين الخفين يشكو الوجى * تنكبه أطراف مر وحداد
قد كان في الموت له راحة * والموت حتم في رقاب العباد
ان يحدث الله له دولة * تترك آثار العدا كالرماد
وفي رواية انه نهض من عند هشام وهو يقول:
من أحب الحياة أصبح في قديد * من الذل ضيق الحلقات
واخرج ابن عساكر عن الزهري كنت على باب هشام بن عبد الملك
فخرج من عنده زيد بن علي وهو يقول والله ما كرم قوم الجهاد في سبيل الله
الا ضربهم الله تعالى بالذل وقال ابن الأثير قال له هشام اخرج قال اخرج
ثم لا أكون الا بحيث تكره فقال له سالم مولى هشام يا أبا الحسين لا
يظهرن هذا منك فخرج من عنده وسار إلى الكوفة.
ثانيها انه كان سبب خروجه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
حيث شاعت المحرمات والفسق والفجور في عصر بني أمية. روى
الخوارزمي في كتاب المقتل عن جابر الجعفي انه قال: قال لي محمد بن علي
الباقر ع ان أخي زيد بن علي خارج مقتول وهو على الحق
فالويل لمن خذله والويل لمن حاربه والويل لمن يقتله قال جابر فلما أزمع
زيد بن علي على الخروج قلت له اني سمعت أخاك يقول كذا وكذا فقال لي
يا جابر لا يسعني ان اسكت وقد خولف كتاب الله وتحوكم إلى الجبت
والطاغوت وذلك اني شهدت هشاما ورجل عنده يسب رسول الله ص
فقلت للساب ويلك يا كافر اما اني لو تمكنت منك لاختطفت روحك
وعجلتك إلى النار فقال لي هشام مه عن جليسنا يا زيد فوالله ان لم يكن الا
انا ويحيى ابني لخرجت عليه وجاهدته حتى افنى. وقال ابن عساكر. قال
محمد بن عمير ان أبا الحسين لما رأى الأرض قد طوقت جورا ورأى قلة
الأعوان وتخاذل الناس كانت الشهادة أحب الميتات إليه فخرج وهو يتمثل
بهذين البيتين:
ان المحكم ما لم يرتقب حسدا * لو يرهب السيف أو وخز القناة صفا
من عاذ بالسيف لاقى فرجة عجبا * موتا على عجل أو عاش فانتصفا
ثالثها انه كان السبب في خروجه ان خالد بن عبد الله القسري
وابنه يزيد ادعيا مالا قبل زيد وغيره لما سألهم يوسف بن عمر عن ودائعهم
فكتب يوسف بذلك إلى هشام فأرسل هشام زيدا إلى الكوفة ليجمع يوسف
بينه وبين خالد فلما انقضى امر هذه الدعوى وخرج زيد من الكوفة لحقه
الشيعة وحملوه على الخروج وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق قال حمزة بن
ربيعة كان سبب خروج زيد بالعراق ان يوسف بن عمر سال القسري وابنه
عن ودائعهم فقالوا لنا عند داود بن علي وديعة وعند زيد بن علي وديعة
فكتب بذلك إلى هشام فكتب هشام إلى صاحب المدينة في اشخاص زيد
وكتب إلى صاحب البلقاء في اشخاص داود إليه فاما داود فحلف لهشام ان
لا وديعة له عندي فصدقه وأذن له بالرجوع إلى أهله واما زيد فأبى ان يقبل
منه وأنكر زيد ان يكون له عنده شئ فقال أقدم على يوسف فقدم عليه
فجمع بينه وبين يزيد وخالد القسريين فقال خالد انما هو شئ تبردت به
اه‍ ليس لي عنده شئ وانما قلت هذا لتخفيف العذاب عني فصدقه واجازه
(١١٦)

يوسف وخرج يريد المدينة فلحقه رجال من الشيعة وقالوا له ارجع فان لك
عندنا الرجال والأموال فرجع.
وروى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين بأسانيده عن رواة حديثه قالوا
كان أول امر زيد بن علي صلوات الله عليه ان خالد بن عبد الله القسري
ادعى مالا قبل زيد بن علي ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب وداود بن
علي بن عبد الله بن عباس وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
وأيوب بن سلمة المخزومي وكتب فيهم يوسف بن عمر عامل هشام على
العراق إلى هشام وزيد بن علي ومحمد بن عمر يومئذ بالرصافة الظاهر أنها
رصافة الشام بناها هشام بن عبد الملك وزيد يخاصم الحسن بن الحسن في
صدقة رسول الله ص فبعث إليهم هشام فأنكروا فقال لهم هشام فانا باعثون
بكم إليه يجمع بينكم وبينه فقال له زيد أنشدك الله والرحم ان لا تبعث بنا
إلى يوسف قال وما الذي تخاف من يوسف قال أخاف ان يتعدى علينا
فكتب هشام إلى يوسف إذا قدم عليك زيد وفلان وفلان فاجمع بينهم وبينه
فان أقروا فسرح بهم إلي وان أنكروا ولم يقم بينة فاستحلفهم بعد صلاة
العصر ثم خل سبيلهم فقالوا انا نخاف ان يتعدى كتابك قال كلا أنا باعث
معكم رجلا من الحرس ليأخذه بذلك حتى يفرع ويعجل قالوا جزاك الله
عن الرحم خيرا. فسرح بهم إلى يوسف وهو يومئذ بالحيرة واحتبس
أيوب بن سلمة لخؤلته ولم يؤخذ بشئ من ذلك فلما قدموا على يوسف
اجلس زيدا قريبا منه ولاطفه في المسألة ثم سألهم عن المال فأنكروا فأخرجه
يوسف إليهم وقال هذا زيد بن علي ومحمد بن عمر بن علي اللذان ادعيت
قبلهما ما ادعيت قال ما لي قبلهما قليل ولا كثير قال أفبي كنت تهزأ أم بأمير
المؤمنين فعذبه عذابا ظن أنه قد قتله ثم اخرج زيدا وأصحابه بعد صلاة
العصر إلى المسجد فاستحلفهم فحلفوا فخلى سبيلهم كان خالد القسري
واليا على العراق قبل يوسف فلما ولي يوسف عذبه بأمر هشام ليستخرج منه
الأموال فادعى ان له مالا أودعه عند هؤلاء ليرفع عنه العذاب ولم يكن له
عندهم شئ فلما جمعه بهم تكلم بالحقيقة.
وقال ابن الأثير ان هشاما أحضرهم من المدينة وسيرهم إلى يوسف
ليجمع بينهم وبين خالد فقال يوسف لزيد ان خالدا زعم أنه أودعك مالا
قال كيف يودعني وهو يشتم آبائي على منبره فأرسل إلى خالد فأحضره في
عباءة فقال هذا زيد قد أنكر انك أودعته شيئا فقال خالد ليوسف أتريد مع
اثمك في اثما في هذا كيف أودعه وانا أشتمه وأشتم آباءه على المنبر فقالوا
لخالد ما دعاك إلى ما صنعت قال شدد علي العذاب فادعيت ذلك وأملت ان
يأتي الله بفرج قبل قدومكم فرجعوا وأقام زيد وداود بالكوفة وقيل إن يزيد
ابن خالد القسري هو الذي ادعى المال وديعة عند زيد اه‍.
قال ابن عساكر: قال مصعب بن عبد الله: كان هشام بعث إلى زيد
والى داود بن علي واتهمهما ان يكون عندهما مال لخالد بن عبد الله القسري
حين عزله فقال كثير بن كثير بن المطلب بن وداعة السهمي حين اخذ داود
وزيد بمكة:
يامن الظبي والحمام ولا يامن * ابن النبي عند المقام
طبت بيتا وطاب أهلك اهلا * أهل بيت النبي والاسلام
رحمة الله والسلام عليكم * كلما قام قائم بسلام
حفظوا خاتما وجزء رداء * وأضاعوا قرابة الأرحام
قال ويقال ان زيدا بينما كان بباب هشام في خصومة عبد الله بن
حسن في الصدقة ورد كتاب يوسف بن عمر في زيد وداود بن علي ومحمد بن
عمر بن علي بن أبي طالب وأيوب بن سلمة فحبس زيدا وبعث إلى أولئك
فقدم بهم ثم حملهم إلى يوسف بن عمر غير أيوب فإنه اطلقه لأنه من أخواله
وبعث بزيد إلى يوسف بن عمر بالكوفة فاستحلفه ما عنده لخالد مال وخلى
سبيله حتى إذا كان بالقادسية لحقته الشيعة فسألوه الرجوع معهم والخروج
ففعل وقتل وانهزم أصحابه وفي ذلك يقول سلمة بن الحر بن يوسف بن
الحكم:
وأمتنا حجاجح من قريش * فأمسى ذكرهم كحديث أمس
وكنا أس ملكهم قديما * وما ملك يقوم بغير أس
ضمنا منهم ثكلا وحزنا * ولكن لا محالة من تاس
والاختلاف بين هذه الأخبار ظاهر فالخبر الأول دل على أن زيدا كان
بالمدينة وداود بالبلقاء والخبر الثاني دل على أن زيدا ومحمد بن عمر كانا
بالرصافة بالشام، والخبر الثالث دل على أن الجميع كانوا بمكة والخبر الرابع
دل على أن هشاما هو الذي اتهم زيدا وداود بالمال وانهما كانا بمكة وانه حبس
زيدا.
وقال ابن الأثير في الكامل ان المال الذي ادعاه خالد على زيد كان
ثمن ارض ابتاعها خالد من زيد ثم ردها عليه فذكر في حوادث سنة ١٢١
قيل إن زيدا قتل فيها وقيل في سنة ١٢٢ وقيل في سبب خلافه ان زيدا
وداود ابن علي بن عبد الله بن عباس ومحمد ابن عمر بن علي بن أبي طالب
قدموا على خالد بن عبد الله القسري بالعراق فأجازهم ورجعوا إلى المدينة
فلما ولي يوسف بن عمر كتب إلى هشام بذلك وذكر ان خالد بن عبد الله
ابتاع من زيد أرضا بالمدينة بعشرة آلاف دينار ثم رد الأرض عليه فكتب
هشام إلى عامل المدينة ان يسيرهم إليه ففعل فسألهم هشام عن ذلك فأقروا
بالجائزة وأنكروا ما سوى ذلك وحلفوا فصدقهم وأمرهم بالمسير إلى العراق
ليقابلوا خالدا فساروا على كره وقابلوا خالدا فصدقهم فعادوا نحو المدينة فلما
نزلوا القادسية راسل أهل الكوفة زيدا فعاد إليهم.
قال أبو الفرج في روايته فأقام زيد بعد خروجه من عند يوسف
بالكوفة أياما وجعل يوسف يستحثه حتى خرج واتى القادسية ثم إن الشيعة
لقوه فقالوا أين تخرج عنا رحمك الله ومعك مائة ألف سيف من أهل الكوفة
والبصرة وخراسان يضربون بني أمية بها دونك وليس قبلنا من أهل الشام الا
عدة يسيرة فأبى عليهم فقال له محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أذكرك
الله يا أبا الحسين لما لحقت باهلك ولم تقبل قول أحد من هؤلاء فإنهم لا
يفون ذلك أليسوا أصحاب جدك الحسين بن علي ع فأبى ان
يرجع فما زالوا يناشدونه حتى رجع بعد أن أعطوه العهود والمواثيق. وقال
ابن الأثير فقال له محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أذكرك الله يا زيد
لما لحقت باهلك ولا ترجع إليهم فإنهم لا يفون لك فلم يقبل وقال له خرج
بنا اسراء على غير ذنب من الحجاز إلى الشام ثم إلى الجزيرة ثم إلى العراق
إلى تيس ثقيف يلعب بنا ثم قال:
بكرت تخوفني الحتوف كأنني * أصبحت عن عرض الحياة بمعزل
فأجبتها ان المنية منهل * لا بد ان أسقي بذاك المنهل
ان المنية لو تمثل مثلت * مثلي كذا إذا نزلوا بضيق المنزل
(١١٧)

فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي * اني امرؤ سأموت ان لم أقتل
استودعك الله واني أعطي الله عهدا ان دخلت يدي في طاعة هؤلاء
ما عشت وفارقه واقبل إلى الكوفة فأقام بها مستخفيا ينتقل في المنازل وأقبلت
الشيعة تختلف إليه تبايعه فبايعه جماعة منهم سلمة بن كهيل ونصر بن خزيمة
ومعاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة الأنصاري وأناس من وجوه أهل الكوفة
.
وفي عمدة الطالب كان هشام بن عبد الملك قد بعث إلى مكة فأخذوا
زيدا وداود بن علي بن عباس ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب لأنهم
اتهموا ان لخالد بن عبد الله القسري عندهم مالا مودعا وكان خالد قد زعم
ذلك فبعث بهم إلى يوسف بن عمر الثقفي بالكوفة فحلفهم ان ليس لخالد
عندهم مال فحلفوا جميعا فتركهم يوسف فخرجت الشيعة خلف زيد إلى
القادسية فردوه وبايعوه.
رابعها ان السبب في ذلك وشاية ابن لخالد إلى هشام بان زيدا
وجماعة يريدون خلعه فاغلظ له هشام في القول وأحرجه فخرج. روى ابن
عساكر في تاريخ دمشق ان ابنا لخالد بن عبد الله القسري أقر على زيد وعلي
داود بن علي بن عبد الله بن عباس وأيوب بن سلمة المخزومي
ومحمد بن عمر بن علي وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف انهم قد
أزمعوا على خلع هشام بن عبد الملك فقال هشام لزيد قد بلغني كذا وكذا
فقال ليس كما بلغك يا أمير المؤمنين قال بلى قد صح عندي ذلك قال احلف
لك وان حلفت فأنت غير مصدق قال زيد ان الله لم يرفع من قدر أحد ان
يحلف له بالله فلا يصدق فقال له هشام اخرج عني فقال له لا تراني الا
حيث تكره فلما خرج من بين يدي هشام قال: من أحب الحياة ذل فقال له
الحاجب يا أبا الحسين لا يسمعن هذا منك أحد.
خامسها ان السبب في خروجه ان أهل الكوفة كتبوا إليه فقدم
عليهم. وفي تاريخ دمشق قال زكريا بن أبي زائدة لما حججت مررت
بالمدينة فدخلت على زيد فسلمت عليه فسمعته يتمثل بهذه الأبيات:
ومن يطلب المال الممنع بالقنا * يعش ماجدا أو تخترمه المخارم
متى تجمع القلب الذكي وصارما * وأنفا حميا تجتنبك المظالم
وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم * فهل انا في ذا يال همدان ظالم
فخرجت من عنده فمضيت فقضيت حجتي ثم انصرفت إلى الكوفة
فبلغني قدومه فاتيته فسلمت عليه وسألته عما قدم له فأخبرني عمن كتب إليه
يسأله القدوم عليهم فأشرت عليه بالانصراف فلحقه القوم فردوه.
ورواه أبو الفرج في المقاتل بسنده عن زكريا الهمداني نحوه إلى اخر
الأبيات ثم قال فخرجت من عنده وظننت ان في نفسه شيئا وكان من امره
ما كان ويعلم مما مر ويأتي ان الذي دعا زيدا إلى الخروج انما هو إباء الضيم
والامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا طلب ملك وامارة وانه خرج موطنا
نفسه على القتل مع غلبة ظنه بأنه يقتل فاختار المنية على الدنية وقتل العز
على عيش الذل كما فعل جده الحسين ع الذي سن الاباء لكل
أبي.
ما جرى لزيد حين اراده أهل الكوفة على الخروج وبايعوه
قال أبو مخنف: وأقبلت الشيعة وغيرهم من المحكمة يختلفون إليه
ويبايعونه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة خاصة
سوى أهل المدائن والبصرة وواسط والموصل وخراسان والري وجرجان
والجزيرة اه‍ وقيل أحصى ديوانه أربعين ألفا. وفي الشذرات كان ممن بايعه
منصور بن المعتمر ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهلال بن خباب بن
الحارث قاضي المدائن وابن شبرمة ومسعر بن كدام وغيرهم وأرسل إليه أبو
حنيفة بثلاثين ألف درهم وحث الناس على نصره وكان مريضا وحضر معه
من أهله محمد بن عبد الله النفس الزكية وعبد الله بن علي بن الحسين اه‍.
ويأتي بعد ذكر مقتله ما ذكره أبو الفرج من أسماء من عرف ممن خرج معه
من أهل العلم ونقلة الآثار والفقهاء وفيهم بعض هؤلاء.
صورة البيعة
قال ابن الأثير وكانت بيعته انا ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه ص
وجهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين واعطاء المحرومين وقسم هذا الفيئ
بين أهله بالسواء ورد المظالم ونصرة أهل البيت أتبايعون على ذلك فإذا قالوا
نعم وضع يده على أيديهم ويقول عليك عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسول
الله ص لتفين ببيعتي ولتقاتلن عدوي ولتنصحن لي في السر والعلانية فإذا
قال نعم مسح يده على يده ثم قال اللهم اشهد قال أبو الفرج وأقام بالكوفة
بضعة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا منها شهران بالبصرة والباقي بالكوفة
ثم خرج وأرسل دعاته إلى الآفاق والكور يدعون الناس إلى بيعته قال ابن
الأثير فشاع امره في الناس على قول من زعم أنه اتى الكوفة من الشام
واختفى بها يبايع الناس واما على قول من زعم أنه اتى إلى يوسف بن عمر
لموافقة خالد بن عبد الله القسري أو ابنه يزيد بن خالد فان زيدا أقام
بالكوفة ظاهرا ومعه داود بن علي وأقبلت الشيعة تختلف إلى زيد وتأمره
بالخروج ويقولون انا لنرجو ان تكون أنت المنصور وان هذا الزمان هو الذي
يهلك فيه بنو أمية فأقام بالكوفة وجعل يوسف بن عمر يسأل عنه فيقال هو
هاهنا ويبعث إليه ليسير فيقول نعم ويعتل بالوجع فمكث ما شاء الله ثم
ارسل إليه يوسف ليسير فاحتج بأنه يحاكم بعض آل طلحة بن عبد الله لملك
بينهما بالمدينة فأرسل إليه ليوكل وكيلا فلما رأى جد يوسف في امره سار حتى
اتى القادسية وقيل الثعلبية فتبعه أهل الكوفة وقالوا نحن أربعون ألفا لم
يتخلف عنك أحد نضرب بأسيافنا وليس هاهنا من أهل الشام الا عدة
يسيرة بعض قبائلنا يكفيكهم بإذن الله تعالى وحلفوا بالايمان المغلظة وجعل
يقول اني أخاف ان تخذلوني وتسلموني كما فعلتم بأبي وجدي فيحلفون له
فقال له داود بن علي يا ابن عم ان هؤلاء يغرونك من نفسك أليس قد
خذلوا من كان أعز عليهم منك جدك علي بن أبي طالب حتى قتل والحسن
من بعده بايعوه ثم وثبوا عليه فانتزعوا رداءه وجرحوه أو ليس قد أخرجوا
جدك الحسين وبايعوه ثم خذلوه وأسلموه ولم يرضوا بذلك حتى قتلوه فلا
ترجع معهم فقالوا ان هذا لا يريد ان تظهر ويزعم أنه وأهل بيته أولى منكم
فقال زيد لداود ان عليا ع كان يقاتله معاوية بذهبه (بدهائه)
وان الحسين قاتله يزيد والامر مقبل عليهم ولداود ان يقول له وأنت
يقاتلك هشام وليس بدون يزيد فقال داود اني خائف ان رجعت معهم ان
لا يكون أحد أشد عليك منهم وأنت اعلم ومضى داود إلى المدينة ورجع
زيد إلى الكوفة فلما رجع اتاه سلمة بن كهيل فذكر له قرابته من رسول الله
ص وحقه فأحسن ثم قال له نشدتك الله كم بايعك قال أربعون ألفا قال
فكم بايع جدك قال ثمانون ألفا قال فكم حصل معه قال ثلاثمائة قال
(١١٨)

نشدتك الله أنت خير أم جدك قال جدي قال فهذا القرن خير أم ذلك
القرن قال ذلك القرن قال أفتطمع ان يفي لك هؤلاء وقد غدر أولئك
بجدك قال قد بايعوني ووجبت البيعة في عنقي وأعناقهم قال أفتأذن لي ان
اخرج من هذا البلد فلا آمن ان يحدث حدث فلا أملك نفسي فاذن له
فخرج إلى اليمامة وكتب عبد الله بن الحسن الحسني إلى زيد اما بعد فان
أهل الكوفة قبح العلانية جود السريرة هرج في الرخاء جزع في اللقاء
يقدمهم ألسنتهم ولا يشايعهم قلوبهم ولقد تواترت إلي كتبهم بدعوتهم
فصممت عن ندائهم وألبست قلبي غشاء عن ذكرهم يأسا منهم واطراحا
لهم وما لهم مثل الا ما قال علي بن أبي طالب ع ان أهملتم خضتم
وان جوريتم خرتم وان اجتمع الناس على امام طعنتم وان أجبتم إلى مشاقة
نكصتم فلم يصغ زيد إلى شئ من ذلك فأقام على حاله يبايع الناس
ويتجهز للخروج وتزوج بالكوفة ابنة ليعقوب السلمي وتزوج أيضا ابنة
عبد الله بن أبي القيس الأزدي وكان سبب تزوجه إياها ان أمها أم عمرو
بنت الصلت كانت تتشيع فاتت زيدا تسلم عليه وكانت جميلة حسنة قد
دخلت في السن فلم يظهر عليها فخطبها زيد إلى نفسها فاعتذرت بالسن
وقالت إن لي بنتا هي أجمل مني وأبيض وأحسن دلا وشكلا فضحك زيد ثم
تزوجها وكان ينتقل بالكوفة تارة عندها وتارة عند زوجته الأخرى وتارة في
بني عبيس وتارة في بني نهد وتارة في بني تغلب وغيرهم إلى أن ظهر. انتهى
كلام ابن الأثير.
وكان خروجه بالكوفة في ولاية يوسف بن عمر بن أبي عقيل الثقفي
العراق لهشام بن عبد الملك في الشذرات ويوسف هذا هو ابن عمر أبوه عم
الحجاج بن يوسف.
خروجه ومقتله
قال أبو الفرج وابن الأثير فلما دنا خروجه امر أصحابه بالاستعداد
والتهيؤ فجعل من يريد ان يفي له يستعد وشاع ذلك قال أبو الفرج فانطلق
سليمان بن سراقة البارقة فأخبر يوسف بن عمر خبر فبعث يوسف فطلب
زيدا ليلا فلم يوجد عند الرجلين اللذين سعي إليه انه عندهما فاتى بهما
يوسف فلما كلمهما استبان امر زيد وأصحابه وامر بهما يوسف فضربت
أعناقهما وبلغ الخبر زيدا فتخوف ان يؤخذ عليه الطريق فتعجل الخروج قبل
الاجل الذي بينه وبين أهل الأمصار وكان قد وعد أصحابه ليلة الأربعاء
أول ليلة من صفر سنة ١٢٢ فخرج قبل الاجل فلما خفقت الراية على رأسه
قال الحمد لله الذي أكمل لي ديني والله اني كنت استحيي من رسول الله
ص ان أرد عليه الحوض ولم آمر في أمته بمعروف ولا أنهى عن منكر وبلغ
ذلك يوسف بن عمر فامر الحكم بن الصلت ان يجمع أهل الكوفة في
المسجد الأعظم فيحصرهم فيه فبعث الحكم إلى العرفاء والشرط
والمناكب والمقاتلة فأدخلوهم المسجد ثم نادى مناديه أيما رجل من
العرب والموالي أدركناه في رحلة فقد برئت منه الذمة ائتوا المسجد
الأعظم فاتى الناس المسجد يوم الثلاثاء قبل خروج زيد.
وقال ابن عساكر في حديث عن ضمرة بن ربيعة ان يوسف بن عمر لما
علم بخروج زيد امر بالصلاة جامعة وبان من لم يحضر المسجد فقد حلت
عليه العقوبة فاجتمع الناس وقالوا ننظر ما هذا الامر ثم نرجع فلما اجتمع
الناس امر بالأبواب فاخذ بها وبنى عليهم وامر الخيل فجالت في أزقة الكوفة
فمكث الناس ثلاثة أيام وثلاث ليال في المسجد يؤتى الناس من منازلهم
بالطعام يتناوبهم الشرط والحرس فخرج زيد على تلك الحال.
وقال أبو الفرج في حديثه وطلبوا زيدا في دار معاوية بن إسحاق
فخرج ليلا وذلك ليلة الأربعاء لسبع بقين من المحرم في ليلة شديدة البرد
من دار معاوية بن إسحاق فرفعوا الهرادي فيها النيران ونادوا بشعارهم
شعار رسول الله ص يا منصور أمت فما زالوا كذلك حتى أصبحوا فبعث
زيد القاسم بن عمر التبعي ورجلا اخر اسمه صدام وسعيد بن خثيم
ينادون بشعارهم ورفع أبو الجارود زياد بن المنذر الهمداني هرديا من مئذنتهم
ونادى بشعار زيد فلما كانوا في صحارى عبد القيس لقيهم جعفر بن العباس
الكندي فشد على القاسم وعلى أصحابه فقتل صدام وارتث القاسم فاتي
به الحكم ابن الصلت فقتله على باب القصر. قال أبو مخنف وقال
يوسف بن عمر وهو بالحيرة من يأتي الكوفة فيقرب من هؤلاء فيأتينا بخبرهم
فقال عبد الله بن العباس المنتوف الهمداني انا آتيك بخبرهم فركب في
خمسين فارسا ثم اقبل حتى اتى جبانة سالم فاستخبر ثم رجع إلى يوسف
خرج إلى تل قريب من الحيرة فنزل معه قريش وأشراف الناس وأمير شرطته
يومئذ العباس بن سعد المرادي وبعث الريان بن سلمة البلوي في نحو من
ألفي فارس وثلاثمائة من القيقانية رجالة ناشبة وأصبح زيد بن علي
وجميع من وافاه تلك الليلة ٢١٨ رجالة ناشبة فقال زيد سبحان الله فأين
الناس قيل هم محصورون في المسجد فقال لا والله ما هذا لمن بايعنا فتلقى
عمر بن عبد الرحمن صاحب شرطة الحكم بن الصلت عند بعض دور
الكوفة فقال يا منصور أمت فلم يرد عليه عمر شيئا فشد نصر عليه وعلى
أصحابه فقتله وانهزم من كان معه واقبل زيد حتى انتهى إلى جبانة
الصائديين وبها خمسمائة من أهل الشام فحمل عليهم زيد في أصحابه
فهزمهم ثم مضى حتى انتهى إلى الكناسة فحمل على جماعة من أهل الشام
فهزمهم ثم شلهم حتى ظهر إلى المقبرة ويوسف بن عمر على التل ينظر
إلى زيد وأصحابه وهم يكرون ولو شاء زيد ان يقتل يوسف لقتله. ثم إن
زيدا اخذ ذات اليمين حتى دخل الكوفة فطلع أهل الشام عليهم فدخلوا
زقاقا ضيقا ومضوا فيه فقال زيد لنصر بن خزيمة أتخاف على أهل الكوفة ان
يكونوا فعلوها حسينية فقال جعلني الله فداك اما انا فوالله لأضربن بسيفي
هذا معك حتى أموت ثم خرج بهم زيد نحو المسجد فخرج إليه
عبيد الله بن العباس الكندي في أهل الشام واقتتلوا فانهزم عبيد الله
وأصحابه وتبعهم زيد حتى انتهوا إلى باب الفيل وهو أحد أبواب المسجد
وجعل أصحاب زيد يدخلون راياتهم من فوق الأبواب ويقولون يا أهل
المسجد أخرجوا وجعل نصر بن خزيمة يناديهم يا أهل الكوفة أخرجوا من
الذل إلى العز إلى الدين والدنيا وجعل أهل الشام يرمونهم من فوق المسجد

(١) العرفاء كشرفاء جمع عريف كأمير وهو رئيس القوم أو النقيب وهو دون الرئيس.
(٢) الشرط كصرد أو كتيبة تشهد الحرب وطائفة من أعوان الولاة.
(٣) المناكب جمع منكب في القاموس هو عريف القو اه‍ وينبغي ان يكون دون العريف وكلهم
معينون من قبل السلطان.
(٤) المقاتلة هم العسكر المعينون للقتال ولهم رواتب.
(٥) جمع مولى وهو الذي أصله ليس بعربي وجرى عليه الرق فأعنق.
(٦) الهرادي جمع هردي بالكسر ويمد نبت.
(٧) ارتث بالبناء للمجهول حمل من المعركة رثيثا أو جريحا وبه رمق.
(٨) نسبة إلى قيفان كجيران موضعان.
(٩) الناشبة أصحاب النشاب.
(١٠) شلهم اي طردهم -. - المؤلف -
(١١٩)

بالحجارة. وبعث يوسف بن عمر الريان بن سلمة في خيل إلى دار الرزق
فقاتلوا زيدا قتالا شديدا وجرح من أهل الشام جرحى كثيرة وشلهم
أصحاب زيد من دار الرزق حتى انتهوا إلى المسجد الأعظم فرجع أهل الشام
مساء يوم الأربعاء وهم أسوأ شئ ظنا فلما كان غداة يوم الخميس
دعا يوسف بن عمر الريان بن سلمة فأفف به وقال له أف لك من صاحب
خيل ودعا العباس بن سعد المري المرادي صاحب شرطته فبعثه إلى أهل الشام
فسار بهم حتى انتهوا إلى زيد في دار الرزق وخرج إليه زيد وعلى
مجنبته نصر بن خزيمة ومعاوية بن إسحاق فلما رآهم العباس نادى يا أهل الشام
الأرض فنزل ناس كثير واقتتلوا قتالا شديدا وكان رجل من أهل الشام
اسمه نائل بن مرة العبسي قال ليوسف والله لئن ملأت عيني من
نصر بن خزيمة لأقتلنه أو ليقتلني فأعطاه يوسف سيفا لا يمر بشئ الا قطعه
فلما التقى أصحاب العباس وأصحاب زيد ضرب نائل نصرا فقطع فخذه
وضربه نصر فقتله ومات نصر ثم إن زيدا هزمهم وانصرفوا بأسوأ حال فلما
كان العشاء عبأهم يوسف ثم سرحهم نحو زيد فحمل عليهم زيد فكشفهم
ثم اتبعهم حتى أخرجهم إلى السبخة ثم شد عليهم حتى أخرجهم من بني
سليم ثم ظهر له زيد فيما بين بارق وبني دوس فقاتلهم قتالا شديدا
وصاحب لوائه رجل من بني سعد بن بكر يقال له عبد الصمد قال سعيد بن
خثيم وكنا مع زيد في خمسمائة وأهل الشام اثنا عشر ألفا وكان بايع زيدا
أكثر من اثني عشر ألفا فغدروا به إذ فصل رجل من أهل الشام من كلب
على فرس له رائع فلم يزل شتما لفاطمة بنت رسول الله ص فجعل زيد
يبكي حتى ابتلت لحيته وجعل يقول أما أحد يغضب لفاطمة بنت رسول الله
أما أحد يغضب لرسول الله ص أما أحد يغضب لله ثم تحول الشامي عن
فرسه فركب بغلة وكان الناس فرقتين نظارة ومقاتلة قال سعيد فجئت إلى
مولى لي فأخذت منه مشملا كان معه ثم استترت من خلف النظارة حتى
إذا صرت من ورائه ضربت عنقه وانا متمكن منه بالمشمل فوقع رأسه بين
يدي بغلته ثم رميت جيفته عن السرج وشد أصحابه علي حتى كادوا
يرهقوني وكبر أصحاب زيد وحملوا عليهم واستنقذوني فركبت واتيت زيدا
فجعل يقبل بين عيني ويقول أدركت والله ثارنا أدركت والله شرف الدنيا
والآخرة وذخرهما ونفلني البغلة. وجعلت خيل أهل الشام لا تثبت لخيل
زيد فبعث العباس بن سعد إلى يوسف بن عمر يعلمه ما يلقى من الزيدية
وسأله ان يبعث إليه الناشبة فبعث إليه سليمان بن كيسان في القيقانية
وهم بخارية وكانوا رماة فجعلوا يرمون أصحاب زيد وقاتل معاوية بن
إسحاق الأنصاري يومئذ قتالا شديدا فقتل بين يدي زيد وثبت زيد في
أصحابه حتى إذا كان عند جنح الليل رمي زيد بسهم فأصاب جانب جبهته
اليسرى فنزل السهم في الدماغ فرجع ورجع أصحابه ولا يظن أهل الشام
انهم رجعوا الا للمساء والليل فدخل دارا من دور أرحب وشاكر وجاءوا
بطبيب يقال له سفيان مولى لبني دوس فقال له ان نزعته من رأسك مت قال
الموت أيسر علي مما انا فيه فاخذ الكلبتين فانتزعه فساعة انتزاعه مات وفي
عمدة الطالب قال سعيد بن خثيم تفرق أصحاب زيد عنه حتى بقي في
ثلاثمائة رجل وقيل جاء يوسف بن عمر الثقفي في عشرة آلاف فصف
أصحابه صفا بعد صف حتى لا يستطيع أحدهم ان يلوي عنقه فجعلنا
نضرب فلا نرى الا النار تخرج من الحديد فجاء سهم فأصاب جبين زيد بن
علي يقال رماه مملوك ليوسف بن عمر الثقفي يقال له راشد فأصاب بين
عينيه فأنزلناه وكان رأسه في حجر محمد بن مسلم الخياط فجاء يحيى بن زيد
فأكب عليه فقال يا أبتاه أبشر ترد على رسول الله وعلي وفاطمة وعلى الحسن
والحسين فقال اجل يا بني ولكن اي شئ تريد ان تصنع قال أقاتلهم والله
ولو لم أجد الا نفسي فقال افعل يا بني فإنك على الحق وانهم على الباطل
وان قتلاك في الجنة وان قتلاهم في النار ثم نزع السهم فكانت نفسه معه.
وقال المسعودي حال المساء بين الفريقين فراح زيد مثخنا بالجراح وقد
أصابه سهم في جبهته فطلبوا من ينزع النصل فاتي بحجام من بعض القرى
فاستكتموه امره فاستخرج النصل فمات من ساعته فدفنوه في ساقية ماء
وجعلوا على قبره التراب والحشيش واجري الماء على ذلك وحضر الحجام
مواراته فعرف الموضع فلما أصبح مضى إلى يوسف متنصحا فدله على موضع
قبره فاستخرجه يوسف وبعث رأسه إلى هشام فكتب إليه هشام ان أصلبه
عريانا فصلبه يوسف كذلك وبنى تحت خشبته عمودا ثم كتب هشام إلى
يوسف باحراقه وذروه في الرياح اه‍.
وقال أبو الفرج قال القوم أين ندفنه وأين نواريه خوفا من بني أمية
وعمالهم ان يمثلوا به لما يعلمون من خبث سرائرهم وعادتهم في التمثيل التي
ابتدأت من يوم أحد فقال بعضهم نلبسه درعين ثم نلقيه في الماء وقال
بعضهم لا بل نحتز رأسه ثم نلقيه بين القتلى فقال يحيى بن زيد لا والله لا
يأكل لحم أبي السباع وقال بعضهم نحمله إلى العباسية فندفنه فيها وهي
على ما في القاموس بلدة بنهر الملك.
وقال سلمة بن ثابت فأشرت عليهم ان ينطلقوا إلى الحفرة التي يؤخذ
منها الطين فندفنه فيها فقبلوا رأيي فانطلقنا فحفرنا له حفرتين وفيها يومئذ
ماء كثير حتى إذا نحن مكنا له دفناه ثم أجريناه عليه الماء ومعنا عبد سندي
وقيل حبشي كان مولى لعبد الحميد الرواسي وكان معمر بن خثم قد اخذ
صفقته لزيد وقيل هو مملوك سندي لزيد وكان حضرهم وقيل كان نبطي
يسقي زرعا له حين وجبت الشمس فرآهم حيث دفنوه فلما أصبح اتى
الحكم بن الصلت فدلهم على موضع قبره وقال ابن عساكر اخذه رجل فدفنه
في بستان له وصرف الماء عن الساقية وحفر له تحتها ودفنه وأجرى عليه الماء
وكان غلام له سندي في بستان له ينظر فذهب إلى يوسف فأخبره. وقال
ابن الأثير رآهم قصار فدل عليل فبعث إليه يوسف بن عمر الثقفي
فاستخرجوه وحملوه على بعير قال أبو الفرج قال نصر بن قابوس فنظرت والله
إليه حين اقبل به على جمل قد شد بالحبال وعليه قميص اصفر هروي فألقي
من البعير على باب القصر كأنه جبل وقطع الحكم بن الصلت رأسه وسيره
إلى يوسف بن عمر وهو بالحيرة فامر يوسف ان يصلب زيد بالكناسة هو
ونصر بن خزيمة ومعاوية بن إسحاق وزياد النهدي وامر بحراستهم وبعث
بالرأس إلى الشام فصلب على باب مدينة دمشق ثم ارسل إلى المدينة. ثم إن
يوسف بن عمر تتبع الجرحى في الدور قال المسعودي ففي ذلك اي

(١) المجنبة تقال للميمنة والميسرة.
(٢) المشمل كمنبر سيف قصير يتغطى بالثوب.
(٣) جاء في هذه الأخبار في غير موضع ما يدل على أن العسكر الذي كان يحارب زيدا كان أكثره
أو جملة منه من أهل الشام والظاهر أن العسكر الشامي كان موجودا دائما لقلة ثقة الأمويين
بأهل الكوفة.
(٤) أصحاب النشاب.
(٥) مر تفسيره.
(٦) مر عن سعد بن خثيم ان زيدا بقي في خمسمائة وأهل الشام اثنا عشر ألفا.
(١٢٠)

صلب زيد يقول بعض شعراء بني أمية وهو الحكم الحكيم بن
العباس الكلبي يخاطب آل أبي طالب وشيعتهم من أبيات:
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة * ولم أر مهديا على الجذع يصلب
اه‍ وبعد البيت:
وقستم بعثمان عليا سفاهة * وعثمان خير من علي وأطيب
وفي البحار ان الصادق ع لما بلغه قول الحكم رفع يديه إلى
السماء وهما يرعشان فقال اللهم ان كان عبدك كاذبا فسلط عليه كلبك فبعثه
بنو أمية إلى الكوفة فبينما هو يدور في سككها إذ افترسه الأسد واتصل خبره
بجعفر فخر لله ساجدا ثم قال الحمد لله الذي أنجزنا ما وعدنا. ورواه
ابن حجر أيضا صواعقه. وقد نظم المؤلف قصيدة في الرد على الحكيم
الكلبي وتوجد في القسم الأول من الرحيق المختوم ونورد هنا شيئا منها
أولها:
لقد لامني فيك الوشاة وأطنبوا * وراموا الذي لم يدركوه فخيبوا
أرقت وقد نام الخلي ولم أزل * كأني على جمر الغضى أتقلب
عجبت وفي الأيام كم من عجائب * ولكنما فيها عجيب واعجب
تفاخرنا قوم لنا الفخر دونها * على كل مخلوق يجئ ويذهب
وما ساءني الا مقالة قائل * إلى آل مروان يضاف وينسب
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة * ولم أر مهديا على الجذع يصلب
فان تصلبوا زيدا عنادا لجده * فقد قتلت رسل الاله وصلبوا
وإنا نعد القتل أعظم فخرنا * بيوم به شمس النهار تحجب
فما لكم والفخر بالحرب انها * إذا ما انتمت تنمى إلينا وتنسب
هداة الورى في ظلمة الجهل والعمى * إذا غاب منهم كوكب بان كوكب
كفاهم فخارا ان احمد منهم * وغيرهم ان يدعوا الفخر كذبوا
وفي أمالي الصدوق في الحديث الثاني من المجلس ٦٢ حدثنا أحمد بن
زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه
هن محمد بن أبي عمير عن حمزة بن حمران دخلت إلى الصادق جعفر بن
محمد ع فقال لي يا حمزة من أين أقبلت قلت من الكوفة فبكى
حتى بلت دموعه لحيته فقلت له يا ابن رسول الله ما لك أكثرت البكاء قال
ذكرت عمي زيدا وما صنع به فبكيت فقلت له وما الذي ذكرت منه فقال
ذكرت مقتله وقد أصاب جبينه سهم فجاء ابنه يحيى فانكب عليه وقال له
ابشر يا أبتاه فإنك ترد على رسول الله وعلى فاطمة والحسن والحسين
ص قال اجل يا بني ثم دعي بحداد فنزع السهم من جبينه فكانت
نفسه معه فجئ به إلى ساقية تجري عند بستان زائدة فحفر له فيها ودفن
واجري عليه الماء وكان معهم غلام سندي لبعضهم فذهب إلى يوسف بن
عمر من الغد فأخبره بدفنهم إياه فأخرجه يوسف بن عمر فصلبه في الكناسة
أربع سنين ثم امر به فاحرق بالنار وذري في الرياح فلعن الله قاتله وخاذله
والى الله جل اسمه أشكو ما نزل بنا أهل بيت نبيه بعد موته وبه نستعين على
عدونا وهو خير مستعان.
قال المفيد في الارشاد ولما قتل زيد بلغ ذلك من أبي عبد الله
ع كل مبلغ وحزن له حزنا شديدا عظيما حتى بان عليه وفرق من ماله
على عيال من أصيب مع زيد من أصحابه ألف دينار. وفي أمالي الصدوق
في الحديث ١٣ من المجلس ٥٤ حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن جعفر
الحميري عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن عبد الرحمن بن
سيابة قال دفع إلي أبو عبد الله الصادق جعفر بن محمد ألف دينار وأمرني ان
اقسمها في عيال من أصيب مع زيد بن علي فقسمتها فأصاب عبد الله بن
الزبير أخا فضيل الرسان أربعة دنانير وفي عمدة الطالب روى الشيخ أبو
نصر البخاري عن محمد بن عمير عن عبد الرحمن بن سيابة قال أعطاني
جعفر بن محمد الصادق ألف دينار وأمرني ان أفرقها في عيال من أصيب مع
زيد فأصاب كل رجل أربعة دنانير.
قال أبو الفرج: ووجه يوسف برأسه إلى هشام مع زهرة بن سليم
فلما كان بمضيعة ابن أم الحكم ضربه الفالج فانصرف واتته جائزته من عند
هشام.
وفي معجم البلدان ج ٨ ص ٧٧ عند الكة لام على مصر: وعلى باب
الكورتين مشهد فيه مدفن رأس زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
الذي قتل بالكوفة واحرق وحمل رأسه فطيف به الشام ثم حمل إلى مصر
فدفن هناك وفي عمدة الطالب قال الناصر الكبير الطبرستاني لما قتل زيد
بعثوا برأسه إلى المدينة ونصب عند قبر النبي ص يوما وليلة اه‍. هذا رأس
ولدك الذي قتلناه بمن قتل منا يوم بدر نصبناه عند قبرك. وروى أبو الفرج
باسناده عن الوليد بن محمد الموقري كنت مع الزهري بالرصافة فسمع
أصوات لعابين فقال لي انظر ما هذا فأشرفت من كوة في بيته فقلت هذا
رأس زيد بن علي فاستوى جالسا ثم قال أهلك أهل هذا البيت العجلة
فقلت له أويملكون قال حدثني علي بن حسين عن أبيه عن فاطمة ان رسول
الله ص قال لها المهدي من ولدك.
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده عن الوليد بن محمد الموقري
قال كنا على باب الزهري إذ سمع جلبة فقال ما هذا يا وليد فنظرت فإذا
رأس زيد يطاف به بيد اللعابين فأخبرته فبكى وقال أهلك أهل هذا البيت
العجلة قلت ويملكون قال نعم حدثني علي بن الحسين عن أبيه ان رسول
الله ص قال لفاطمة أبشري المهدي منك اه‍ وأقول ما أهلك أهل هذا
البيت العجلة ولا نفعهم الابطاء وانما أهلكهم يوم معلوم مشهور كان
السبب الأول لغصب حقوقهم وسفك دمائهم وان يحكم فيهم من لهم
الحكم فيه ومن اجله دفنت الزهراء سرا وفيه قتل علي بن أبي طالب لا في
التاسع عشر من شهر رمضان وفيه سم الحسن وفيه أصيب الحسين كما قال
القاضي ابن أبي قريعة لا في يوم عاشورا وفيه قتل زيد وابنه يحيى
وعبد الله بن الحسن وأهل بيته والحسين صاحب فخ وسائر آل أبي طالب.
قال أبو الفرج: وامر يوسف بن عمر بزيد فصلب بالكناسة عاريا وصلب
معه من أصحابه معاوية بن إسحاق وزياد النهدي ونصر بن خزيمة العبسي
ومكث مصلوبا أربع سنين إلى أيام الوليد بن يزيد سنة ١٢٦ وفي رواية ان
الفاختة عششت في جوفه فلما ظهر يحيى بن زيد كتب الوليد إلى يوسف
اما بعد فإذا اتاك كتابي هذا فانظر عجل أهل العراق فاحرقه وانسفه في
اليم نسفا والسلام فامر يوسف عند ذلك خراش بن حوشب فأنزله من
جذعه فأحرقه بالنار ثم جعله في قواصر ثم حمله في سفينة ثم ذراه في
الفرات اه‍.
وقال المسعودي: ذكر أبو بكر بن عياش وجماعة ان زيدا مكث
مصلوبا خمسين شهرا عريانا فلم ير له أحد عورة سترا من الله له وذلك
بالكناسة بالكوفة فلما كان في أيام الوليد بن يزيد بن عبد الملك وظهر ابنه
يحيى بن زيد بخراسان كتب الوليد إلى عامله بالكوفة ان أحرق زيدا
بخشبته ففعل به ذلك وأذرى في الرياح على شاطئ الفرات قال ابن عساكر
(١٢١)

صلب عاريا فنسجت العنكبوت على عورته اه‍ وقيل تدلت قطعة لحم منه
فسترت عورته.
ورأى جرير بن حازم كما في مقاتل الطالبيين وتهذيب التهذيب النبي
ص في المنام وهو متساند إلى جذع زيد بن علي وهو مصلوب وهو يقول
للناس أهكذا تفعلون بولدي. وقال ابن عساكر ان الموكل بخشبته رأى
النبي ص في النوم وقد وقف على الخشبة وقال هكذا تصنعون بولدي من
بعدي يا بني يا زيد قتلوك قتلهم الله صلبوك صلبهم الله فخرج هذا
في الناس فكتب يوسف بن عمر إلى هشام ان عجل إلى العراق فقد فتنوا
فكتب إليه هشام ان أحرقه بالنار. وجازي الله يوسف بن عمر على سوء
فعلته في دار الدنيا والعذاب الآخرة أشد وأبقى فإنه لما ولي يزيد بن الوليد
استعمل على العراق منصور بن جهور فلما كان بعين التمر كتب إلى من
بالحيرة من قواد أهل الشام يأمرهم يأخذ يوسف وعماله فعلم بذلك يوسف
فتحير في امره ثم اختفى عند محمد بن سعيد بن العاص فلم ير رجل كان
مثل عتوه خاف خوفه ثم هرب إلى الشام فنزل البلقاء فلما بلغ خبره يزيد بن
الوليد وجه إليه خمسين فارسا فوجدوه بين نسوة قد القين عليه قطيفة خز
وجلسن على حواشيها حاسرات فجروا برجله وأخذوه إلى يزيد فوثب عليه
بعض الحرس فاخذ بلحيته ونتف بعضها وكانت تبلغ إلى سرته فحبسه يزيد
وبقي محبوسا ولاية يزيد وشهرين وعشرة أيام من ولاية إبراهيم ثم قتل في
الحبس هذا مختصر ما في كامل ابن الأثير.
والتمثيل بالقتيل بعد الموت يدل على خسة النفوس وخبثها والرجل الشريف
النبيل يكتفي عند الظفر بخصمه بقتله ان لم يكن للعفو موضع وتأنف نفسه
ويأبى له كرم طباعه التمثيل بعدوه ولو كان من اعدى الأعداء بل لا يسلبه
ثيابه ولا درعه كما فعل أمير المؤمنين علي ع حين قتل عمرو بن
عبدو واستدلت أخته بذلك على أن قاتل أخيها رجل كريم وقال له بعض
الأصحاب هلا سلبته درعه فإنها داودية فقال كلا ان عمرا رجل جليل
وافتخر بذلك فقال:
وعففت عن أثوابه ولو انني كنت المجدل بزني أثوابي
ونهى رسول الله ص عن المثلة ولو بالكلب العقور وكانت بسيرة بني
أمية رجالهم ونسائهم وسيرة عمالهم المقتدين بهم والمتبعين لأوامرهم التمثيل
بالقتلى من أخصامهم فمثلت هند ابنة عتبة أم معاوية وزوجة أبي سفيان
بقتلى أحد واتخذت من آذان الرجال وآنافهم خدما وقلائد وبقرت عن كبد حمزة
واخذت منها قطعة فلاكتها فلم تستطع ان تسيغها فلفظتها وسميت آكلة
الأكباد وعير بنوها بذلك إلى آخر الدهر وسموا بني آكلة الأكباد وامر أمير
المؤمنين على ع ولده ان يدفنوه ليلا ويخفوا قبره خوفا من بني أمية
ان ينبشوه ويمثلوا به لما علمه بما سمعه من الرسول ص من دولتهم ومثل
دعي بني أمية وابن دعيهم وهانئ بن عروة ومثل ابن سعد بأمر الدعي ابن
الدعي بالحسين سبط رسول الله ص وريحانته يوم كربلاء وبأهله وأصحابه
ومثلوا بزيد بن علي أفظع المثلة كما سمعت فدلوا بذلك على خبث سرائرهم
وخسة نفوسهم ودنائتها وبعدهم عن الشهامة ومكارم الأخلاق وسمو
الصفات.
ملكنا فكان العفو منا سجية * فلما ملكتم سال بالدم أبطح
وحللتم قتل الأسارى ولم نزل * نعف عن العاني الأسير ونصفح
وحسبكم هذا التفاوت بيننا * وكل اناء بالذي فيه ينضح
ولئن أحرق هشام عظام زيد بنار الدنيا فقد سلط الله عليه وعلى أهل بيته
من بني العباس من نبشهم وأحرقهم بنار الدنيا واحرق الله هشاما وأهل بيته
لظلمهم والحادهم بنار الآخرة التي لا أمد لها.
قال المسعودي: حكى الهيثم بن عدي الطائي عن عمر بن هانئ
قال خرجت مع عبد الله بن علي لنبش قبور بني أمية في أيام أبي العباس
السفاح فانتهينا إلى قبر هشام فاستخرجناه صحيحا ما فقدنا منه الا حثمة
أنفه فضربه عبد الله بن علي ثمانين سوطا ثم أحرقه واستخرجنا سليمان من
ارض دابق فلم نجد منه شيئا الا صلبه وأضلاعه ورأسه فأحرقناه وفعلنا
ذلك بغيرهما من بني أمية وكانت قبورهم بقنسرين ثم انتهينا إلى دمشق
فاستخرجنا وليد بن عبد الملك فما وجدنا في قبره قليلا ولا كثيرا واحتفرنا
عن عبد الملك فما وجدنا الا شؤون رأسه ثم احتفرنا عن يزيد بن معاوية فما
وجدنا فيه الا عظما واحدا ووجدنا مع لحده خطا اسود كأنما خط بالرماد في
الطول في لحده ثم اتبعنا قبورهم في جميع البلدان فأحرقنا ما وجدنا فيها
منهم. قال المسعودي: وانما ذكرنا هذا الخبر في هذا الموضع لقتل هشام
زيد بن علي وما نال هشاما من المثلة وما فعل بسلفه من الاحراق كفعله
بزيد بن علي اه‍. لكنه لم يذكر مؤسس ملكهم العضوض باسمه وان
دخل في عموم قوله ولا شك انه فعل به ما فعل بهم وعدم التصريح به لأمر
ما. قال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج ٢ ص ٢٠٥ قرأت هذا الخبر على
النقيب أبي جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي بن عبد الله في سنة ٦٠٥ وقلت
له اما احراق هشام باحراق زيد فمفهوم فما معنى جلده ثمانين سوطا فقال
رحمه الله أظن عبد الله بن علي ذهب في ذلك إلى حد القذف لأنه يقال انه
قال لزيد يا ابن الزانية لما سب أخاه محمد الباقر ع فسبه زيد
وقال له سماه رسول الله ص الباقر وتسميه أنت البقرة لشد ما اختلفتما
ولتخالفنه في الآخرة كما خالفته في الدنيا فيرد الجنة وترد النار وهذا استنباط
لطيف اه‍.
قال ابن الأثير ثم إن يوسف بن عمر خطب الناس بعد قتل زيد
وذمهم وتهددهم.
جماعة ممن تابع زيد بن علي من أهل الفضل والعلم
في مقاتل الطالبيين: تسمية من عرف ممن خرج مع زيد بن علي ع
من أهل العلم ونقلة الآثار والفقهاء من أهل العلم ونقلة الآثار والفقهاء ثم
عد من جملتهم:
الامام أبا حنيفة امام المذهب
فروى بسنده عمن سمع محمد بن محمد في دار الامارة يقول رحم الله
أبا حنيفة لقد تحققت مودته لنا في نصرته زيد بن علي وفعل بابن المبارك في
كتمانه فضائلنا ودعا عليه. وبسنده عن الفضيل بن الزبير ص ٥٩ قال أبو
حنيفة من يأتي زيدا في هذا الشأن من فقهاء الناس قلت سلمة بن كهيل
وعد معه جماعة من الفقهاء فقال لي قل لزيد لك عندي معونة وقوة على
جهاد عدوك فاستعن بها أنت وأصحابك في الكراع والسلاح ثم بعث ذلك
معي إلى زيد فأخذه زيد ومر في ترجمة إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ما

(١) الحثمة بسكون الثاء المثلثة أرنبة الانف.
- المؤلف -
(١٢٢)

فعله الإمام أبو حنيفة من الدعاء إليه ومعونته بالمال وما قاله للمرأة التي قتل
ابنها مع إبراهيم وغير ذلك إذن فأبو حنيفة زيدي ولهذا كانت فرقة من
الزيدية على مذهب الامام أبي حنيفة ويأتي عند الكلام على الزيدية زيادة في
ذلك، ومنهم منصور بن المعتمر ومحمد بن أبي ليلي جاء منصور يدعو إلى
الخروج مع زيد بن علي وبيعته وابطا عن زيد لما بعثه يدعو إليه فقتل زيد
ومنصور غائب فصام سنة يرجو ان يكفر ذلك عن تأخره.
ومنهم يزيد بن أبي زياد مولى بني هاشم صاحب عبد الرحمن بن أبي
ليلى قال عبدة بن كثير السراج الجرمي قدم يزيد الرقة يدعو الناس إلى
بيعة زيد بن علي وكان من دعاته واجابه ناس من أهل الرقة وكنت فيمن
اجابه.
وروى أبو الفرج بسنده إلى عبدة بن كثير الجرمي كتب زيد بن علي
إلى هلال بن حباب وهو يومئذ قاضي المدائن فاجابه وبايع له.
وبسنده عن سالم بن أبي الجعد أرسلني زيد بن علي إلى زبيد اليامي
أدعوه إلى الجهاد معه.
وبسنده عن أبي عوانة فارقني سفيان على أنه زيدي.
وبسنده كان رسول زيد إلى خراسان عبدة بن كثير الجرمي
والحسن بن سعد الفقيه.
وبسنده عن شريك قال إني لجالس عند الأعمش انا وعمرو بن
سعيد أخو سفيان بن سعيد الثوري إذ جاءنا عثمان بن عمير أبو اليقظان
الفقيه فجلس إلى الأعمش فقال أخلنا فان لنا إليك حاجة فقال وما
خطبكم هذا شريك وهذا عمرو بن سعيد اي انهما ليس دونهما سر أذكر
حاجتك فقال أرسلني إليك زيد بن علي أدعوك إلى نصرته والجهاد معه وهو
من عرفت قال اجل ما أعرفني بفضله اقرئاه مني السلام وقولا له يقول لك
الأعمش لست أثق لك جعلت فداك بالناس ولو انا وجدنا لك ثلاثمائة رجل
أثق بهم لغيرنا لك جوانبها وقال ابن عساكر قيل للأعمش أيام زيد لو
خرجت فقال ويلكم والله ما اعرف أحدا اجعل عرضي دونه فكيف اجعل
ديني دونه. قال وكان سلمة بن كهيل من أشد الناس قولا لزيد ينهاه عن
الخروج وكان أبو كثير يضرب بغله ويقول الحمد لله الذي سار بي تحت
رايات الهدى يعني رايات زيد وقال مغيرة كنت أكثر الضحك فما قطعه الا
قتل زيد اه‍.
وفي هذه الأخبار دلالة على أن أكثر الخاصة كانت ناقمة على بني أمية
اما العامة فهم اتباع الدنيا في كل عصر وان زيدا رضوان الله عليه لم يأل
جهدا في بث الدعاية.
الذين روى عنهم والذين رووا عنه
في تهذيب التهذيب روى عن أبيه وأخيه أبي جعفر وابان بن عثمان
وعروة ابن الزبير وعبيد الله بن أبي رافع وعنه ابناه حسين وعيسى وابن أخيه
جعفر بن محمد والزهري والأعمش وشعبة ابن الحجاج وسعيد بن خثيم
وإسماعيل السدي وزبيد اليامي وزكريا بن أبي زائدة وعبد الرحمن بن
الحارث بن عياش بن أبي ربيعة وأبو خالد عمر وابن خالد الواسطي وابن
أبي الزناد وعدة اه‍ وفي الشذرات اخذ عنه أبو حنيفة كثيرا أقول وذكر
رواية جعفر بن محمد الصادق عنه أيضا ابن عساكر في تاريخ دمشق فان
أرادا روايته عنه في احكام الدين فالصادق ع لم يكن يأخذها عن
غير آبائه عن رسول الله ص عن جبرائيل عن الله تعالى وان أرادا غيرها
فيمكن.
ما اثر عنه من المواعظ والحكم والآداب ونحوها
عن أبي المؤيد موفق بن أحمد المكي الملقب بأخطب خوارزم انه ذكر
في مقتله انه قيل لزيد بن علي الصمت خير أم الكلام فقال قبح الله المساكتة
ما أفسدها للبيان وأجلبها للعي والحصر والله للممارات أسرع في هدم الفتى
من النار في يبس العرفج ومن السيل إلى الحدور اه‍. فقد فضل الكلام
على السكوت وذم المماراة فالكلام أفضل بشرط ان لا يكون مماراة ونقل ان
زيد بن علي كان إذا تلا هذه الآية وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا
يكونوا أمثالكم يقول إن كلام الله هذا تهديد وتخويف ثم يقول اللهم لا
تجعلنا ممن تولى عنك فاستبدلت به بدلا. وروي عن زيد بن علي انه قال
صرفت مدة ثلاث عشرة سنة من عمري في قراءة القرآن فما وجدت آية من
كتاب الله يفهم منها الرخصة في طلب الرزق اه‍.
أقول كأنه رضي الله عنه نظر إلى الآيات المتضمنة ان الله تعالى
تكفل بالرزق وهي أكثر الآيات كقوله وما من دابة الا على الله رزقها. الله
الذي خلقكم ثم رزقكم. ان الله يرزق من يشاء بغير حساب فرأى أنه
ليس فيها امر بطلب الرزق وغفل عن الآيات التي امر فيها بذلك وان كانت
أقل كقوله تعالى وامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه فإذا قضيت الصلاة
فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله وغير ذلك.
وقال بعض المعاصرين: ليس معنى هذا الكلام ان الإنسان غير
مأمور بطلب الرزق حتى ينافي الأخبار الآمرة بطلب الرزق وعدم استجابة
دعاء من يقول رب ارزقني ولا يسعى في طلب الرزق بل المقصود انه ليس
من المناسب للسلطنة الإلاهية ان يقول الله تعالى انا خلقتكم فاذهبوا
فتكفلوا تحصيل رزقكم بأنفسكم لذلك نسب الرزق إليه تعالى في الآيات
المتقدمة اه‍. ولكن زيدا رضي الله عنه انما قال لم يجد في القرآن لا في
الروايات. واما دعوى انه ليس من المناسب للسلطنة الإلاهية ان يقول الله
ذلك فدعوى غير صحيحة فقوله تعالى اذهبوا فتكفلوا تحصيل الرزق
بأنفسكم ان لم يكن مؤيدا للسلطنة الإلاهية فليس منافيا على أنه قد أمرهم
بذلك في الآيتين السالفتين اما الآيات التي أسندت الرزق إليه تعالى فالمراد
بها والله أعلم ان كل شئ بتسبيبه وارادته وتوفيقه فلا منافاة بينها وبين الامر
بطلب الرزق.
في كفاية الأثر ص ٨٦ عن محمد بن بكير انه قال دخلت على زيد بن
علي وعنده صالح بن بشر فسلمت عليه وهو يريد الخروج إلى العراق فقلت
له يا ابن رسول الله حدثني بشئ سمعته عن أبيك فقال حدثني أبي عن
جده عن رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين انه قال من أنعم الله عليه
بنعمة فليحمد الله ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ومن أحزنه امر فليقل لا
حول ولا قوة الا بالله قال محمد بن بكير قلت يا ابن رسول الله زدني قال
حدثني أبي عن جدي رسول الله ص انه قال أربعة انا لهم الشفيع يوم
القيامة المكرم لذريتي والقاضي لهم حوائجهم والساعي لهم في أمورهم عند

(١) لعل الصواب وأبو اليقظان الفقيه لان اخر الحديث يدل على انها اثنان
- المؤلف -
(١٢٣)

اضطرارهم إليه والمحب لهم بقلبه ولسانه قال ابن بكير يا ابن رسول الله
حدثني عن هذه الفضائل التي أنعم الله بها عليكم فقال حدثني أبي عن جده
عن رسول الله ص انه قال من أحبنا أهل البيت في الله حشر معنا وأدخلناه
معنا الجنة يا ابن بكير من تمسك بنا فهو معنا في الدرجات العلى يا ابن بكير
ان الله تبارك وتعالى اصطفى محمدا ص واختارنا له ذرية فلولانا لم يخلق الله
الدنيا والآخرة يا ابن بكير بنا عرف الله وبنا عبد الله ونحن السبيل إلى الله
وعن الأمالي عن زيد بن علي عن أمير المؤمنين ع انه قال سادة
الناس في الدنيا الأسخياء. وعنه عن زيد بن علي عن أمير المؤمنين عن
رسول الله ص انه قال إن الله تعالى بعث مائة وأربعة وعشرين ألف نبي وانا
أكرمهم عند الله ولا فخر وجعل الله عز وجل مائة وأربعة وعشرين ألف
وصي وعلي أكرمهم وأفضلهم عند الله تعالى. وعن الأمالي عن زيد بن علي
انه سئل عن معنى قوله ص من كنت مولاه فعلي مولاه فقال نصبه علما ليعلم
به حزب الله عند الفرقة. وفي تاريخ ابن عساكر قال له مطلب بن زياد يا
زيد أنت الذي تزعم أن الله أراد ان يعصى فقال له زيد أفعصي عنوة فاقبل
يخطر من بين يديه اه‍ ومعنى ذلك أن الإرادة بمعنى عدم المنع لا بمعنى المحبة
قال وقال في قوله تعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى ان من رضائه ص
ان يدخل أهل بيته الجنة وقال المروءة انصاف من دونك والسمع إلى من
فوقك والرضى بما اتي إليك من خير أو شر وقال لابنه يحيى ان الله لم يرضك
لي فأوصاك بي ورضيني لك فلم يوصني بك يا بني خير الاباء من لم تدعه
المودة إلى الافراط وخير الأبناء من لم يدعه التقصير إلى العقوق.
وفي كتاب لباب الآداب تأليف الأمير أسامة بن مرشد بي علي بن
مقلد بن نصر بن منقذ الكناني صاحب قلعة شيزر ما لفظه: قال المدائني
قال زيد بن علي لأصحابه: أوصيكم بتقوى الله فان الموصي بها لم يدخر
نصيحة ولم يقصر في الابلاغ فاتقوا الله في الامر الذي لا يفوتكم منه شئ
وان جهلتموه وأجملوا في الطلب ولا تستعينوا بنعم الله على معاصيه وتفكروا
وأبصروا هل لكم قبل خالقكم من عمل صالح قدمتموه فشكره لكم فبذلك
جعلكم الله تعالى من أهل الكتاب والسنة وفضلكم على أديان آبائكم ألم
يستخرجكم نطفا من أصلاب قوم كانوا كافرين حتى بثكم في حجور أهل
التوحيد وبث من سواكم في حجور أهل الشرك فبأي سوابق أعمالكم
طهركم الا بمنه وفضله الذي يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم اه‍.
ما روي عنه من الشعر
قال المرتضى في كتاب الفصول المختارة من المجالس والعيون
والمجلس للمفيد: الفصل الخامس حدثني الشيخ قال وجدت عن
الحسين بن زيد علي ع بواسط فذكر قوم الشيخين وعليا فقدموهما
عليه فلما قاموا قال لي زيد قد سمعت كلام هؤلاء وقد قلت أبياتا فادفعها
إليهم وهي:
من شرف الأقوام يوما برأيه * فان عليا شرفته المناقب
وقول رسول الله والحق قوله * وان رغمت منهم أنوف كواذب
بأنك مني يا علي معالنا * كهارون من موسى أخ لي وصاحب
دعاه ببدر فاستجاب لامره * وما زال في ذات الاله يضارب
فما زال يعدوهم به وكانه * شهاب تلقاه القوابس ثاقب
ورواه الخزاعي في كتاب الأربعين عن الأربعين بسنده عن سلام
مولى زيد بن علي كما ذكرناه في ترجمة محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري
ومن قوله ثوى باقر العلم في ملحد الخ وقوله نحن سادات قريش
الخ وقوله مهلا بني عمنا وقوله شرده الخوف ومما نسب إليه قوله:
لو يعلم الناس ما في العرف من شرف * لشرفوا العرف في الدنيا على الشرف
وبادروا بالذي تحوي أكفهم * من الخطير ولو أشفوا على التلف
وفي نسمة السحر من شعر الامام زيد قوله:
يقولون زيد لا يزكي بماله * وكيف يزكي المال من هو باذله
إذا حال حول لم يكن في أكفنا * من المال الا رسمه وفواضله
مراثيه
في عمدة الطالب رثي زيد بمراث كثيرة.
وفي مقاتل الطالبين قال فضل بن العباس بن عبد الرحمن بن ربيعة بن
الحارث بن عبد المطلب يرثي زيد بن علي ع:
ألا يا عين لا ترقي وجودي * بدمعك ليس ذا حين الجمود
غداة ابن النبي أبو حسين * صليب بالكناسة فوق عود
يظل على عمودهم ويمسي * بنفسي أعظم فوق العمود
تعدى الكافر الجبار فيه * فأحرقه من القبر اللحيد
فظلوا ينبشون أبا حسين * خضيبا بينهم بدم جسيد
فطال به تلعبهم عتوا * وما قدروا على الروح الصعيد
وجاور في الجنان بني أبيه * وأجدادا هم خير الجدود
فكم من والد لأبي حسين * من الشهداء لو عم شهيد
ومن أبناء أعمام سيلقى * هم أولى به عند الورود
دعاه معشر نكثوا أباه * حسنا بعد توكيد العهود
فسار إليهم حتى اتاهم * فما ارعوا على تلك العقود
وكيف تضمن بالعبرات عيني * وتطمع بعد زيد في الهجود
وكيف لها الرقاد ولم تراءى * جياد الخيل تعدو بالأسود
تجمع للقبائل من معد * ومن قحطان في حلق الحديد
كتائب كلما أردت قتيلا * تنادت ان إلى الأعداء عودي
بأيديهم صفايح مرهفات * صوارم أخلصت من عهد هود
بها نسقي النفوس إذا التقينا * ونقتل كل جبار عنيد
ونقضي حاجة من آل حرب * ومروان العنيد بني الكنود
ونحكم في بني الحكم العوالي * ونجعلهم بها مثل الحصيد
وننزل بالمعيطين حربا * عمارة منهم وبنو الوليد
وان تمكن صروف الدهر منكم * وما يأتي من الامر الجديد

(١) من فضل خ.
(٢) فضلته خ.
(٣) والقول قوله:
(٤) وان رغمت منه الأنوف الكواذب خ.
(٥) فبادر خ.
- المؤلف -
(١٢٤)

نجازكم بما أوليتمونا * قصاصا أو نزيد على المزيد
ونترككم بأرض الشام صرعى * وشتى من قتيل أو طريد
تنوء بكم خوامعها وطلس * وضاري الطير من بقع وسود
ولست بآيس من أن تعودوا * خنازير وأشباه القرود
وأبو الفرج ينقل مثل هذا الشعر في ذم أجداده لأنه زيدي المذهب
وان كان مرواني النسب قال أبو الفرج وقال أبو ثميلة الابار يرثي زيدا
ع:
يا أبا الحسين أعاد فقدك لوعة * من يلق ما لاقيت منها يكمد
نعرا السهاد ولو سواك رمت به * الأقدار حيث رمت به لم يشهد
ونقول لا تبعد وبعدك داؤنا * وكذاك من يلق المنية يبعد
كنت المؤمل للعظائم والنهى * ترجى لأمر الأمة المتأود
فقتلت حين نضلت كل مناضل * وصعدت في العلياء كل معمد
فطلبت غاية سابقين فنلتها * بالله في سير كريم المورد
وأبى إلاهك ان تموت ولم تسر * فيهم بسيرة صادق مستنجد
والقتل في ذات الاله سجية * منكم وأحرى بالفعال الأمجد
والناس قد امنوا وآل محمد * من بين مقتول وبين مطرد
نصب إذا ألقى الظلام ستوره * رقد الحمام وليلهم لم يرقد
يا ليت شعري والخطوب كثيرة * أسباب موردها وما لم يورد
ما حجة المستبشرين بقتله * بالأمس أو ما عذر أهل المسجد
فلعل راحم أم موسى والذي * نجاه من لجج الخضم المزبد
سيسر ريطة بعد حزن فؤادها * يحيى ويحيى في الكتائب يرتدي
وريطة هي بنت أبي هاشم عبد الله بن محمد بن حنفية أم يحيى
وزوجة زيد.
وقال ابن الأثير قيل كان خراش بن حوشب بن يزيد بن مزيد
الشيباني على شرطة يوسف وهو الذي نبش زيدا وصلبه فقال السيد
الحميري:
بت ليلي مسهدا * ساهر العين مقصدا
ولقد قلت قولة * وأطلت التبلدا
لعن الله حوشبا * وخراشا ومزيدا
ألف ألف وألف ألف * من اللعن سرمدا
انهم حاربوا الاله * وآذوا محمدا
شاركوا في دم الحسين * وزيد تعندا
ثم علوه فوق جذع * صريعا مجردا
يا خراش بن حوشب * أنت أشقى الورى غدا
وفي نسمة السحر رأيت في بعض التواريخ ان بعض الخوارج قال
يرثي الامام زيدا ع:
أأبا حسين والأمور إلى مدى * أبناء درزة أسلموك وطاروا
أأبا حسين ان شر عصابة * حضرتك كان لوردها إصدار
وقال قبل ذلك في ترجمة درويش بن محمد الطالوي ان أبناء درزة هم
الخياطون وان زيدا لما خرج كان معه خياطون من الكوفة.
أولاده
في عمدة الطالب كان له أربعة بنين ولم يكن له أنثى وهم يحيى
والحسين ذو الدمعة وعيسى مؤتم الأشبال ومحمد اه‍. والحسين ذو الدمعة
هو جدنا.
٤٣٢: عز الدين أبو الحسن زيد بن علي بن زيد العلوي الحسني أمير الحاج.
في مجمع الآداب ومعجم الألقاب توجه إلى حضرة السلطان الأعظم
محمود غازان وانعم عليه ووهب له قرية وسكن بغداد وحضر عندنا بخزانة
المستنصرية فهو محب الكتب والدواوين.
٤٣٣: النقيب صفي الدين أبو الحسين زيد بن النقيب أبي الحسين زيد بن كمال
الشرف أبي الفضل علي نقيب النقباء بن مجد الشرف أبي نصر أحمد بن أبي
الفضل علي بن أبي تغلب علي بن الحسن الأصم السوراوي بن أبي الحسن
محمد الفارس النقيب بن يحيى بن الحسين النسابة بن أحمد بن عمر بن
يحيى بن الحسين ذي العبرة بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب ع.
هكذا ذكر نسبه صاحب عمدة الطالب ص ٢٥١ فيفهم منه انه كان
نقيبا متسلسلا من أب نقيب وأجداد نقباء ولا نعلم من أحواله سوى
ذلك.
٤٣٤: أبو العلاء زيد بن علي بن منصور بن علي الراوندي الأديب
في الرياض فاضل عالم جليل من مشايخ منتجب الدين صاحب
الفهرس ويروي عنه قراءة وهو يروي عن الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد
الواعظ الحافظ وقد روى أيضا عن القاضي أبي نصر أحمد بن محمد بن
صاعد عن السيد أبي طالب حمزة بن عبد الله الجعفري كما يظهر من اسناد
بعض أحاديث كتاب الأربعين للشيخ منتجب الدين المذكور ولكن لم يورد
له ترجمة في كتاب الفهرس قال ورأيت في حواشي المصباح للكفعمي
هكذا أخبرنا أبو العلاء زيد بن علي بن منصور الأديب والسيد أبو تراب
المرتضى بن الداعي بن القاسم الحسيني قالا حدثنا الشيخ المفيد عبد
الرحمن بن أحمد الواعظ الحافظ املاء أخبرنا محمد بن مزيد بن علي الطبرسي
الطبري أبو طالب بن أبي شجاع الزيدي بأمل بقراءتي عليه حدثنا السيد
أبو الحسين زيد بن إسماعيل الحسيني حدثنا السيد أبو العباس أحمد بن
إبراهيم الحسيني حدثنا عبد الرحمن بن الحسن الخاقاني حدثنا عباس بن
عيسى حدثنا الحسن بن عبد الواحد الخزاز عن الحسن بن علي النخعي
عن رومي بن حماد المحاربي حدثنا سفيان بن عيينة الخ قال ولما كان
الكفعمي من المتأخرين فهو يروي عن أبي العلاء زيد المذكور بوسائط فلعله
أورد هذا الكلام اخذا من صدر كتاب من مؤلفات معاصري الشيخ أبي
العلاء هذا فان هذا السند بعينه مذكور في صدر بعض الحكايات المنقولة في
أواخر الأربعين للشيخ منتجب الدين المذكور وتلك الحكاية بعينها هي
المنقولة في حواشي المصباح للكفعمي اه‍.

(١) الخوامع جمع خامعة وهي الضبع والطلس جمع اطلس وهو الذئب.
(١٢٥)

٤٣٥: زيد العمي البصري
ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب السجاد ع.
وفي تهذيب التهذيب زيد العمي هو ابن الحواري وقال زيد بن
الحواري العمي أبو الحواري العمي البصري قاضي هراة مولى زياد بن أبيه
وفي الحاشية عن لب اللباب الحواري بمفتوحة وكسر راء وشدة ياء وفي
المتن قال علي بن مصعب سمي العمي لأنه كان كلما سئل عن شئ قال
حتى أسال عمي وقال الرشاطي منسوب إلى بني العم من تميم. عن أحمد
وابن معين صالح وقال ابن معين مرة لا شئ ومرة يكتب حديثه وهو
ضعيف. أبو حاتم ضعيف الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به. أبو زرعة
ليس بقوي واهي الحديث ضعيف الجوزجاني متماسك. عن أبي داود ليس
بذلك. وسئل أبو داود عنه فقال هو زيد بن مرة قيل كيف هو قال ما
سمعت الا خيرا النسائي ضعيف. الدارقطني صالح. ابن عدي عامة ما
يرويه ضعيف يكتب حديثه. ابن سعد كان ضعيفا في الحديث. ابن
المديني كان ضعيفا عندنا. كان شعبة لا يحمد حفظه. العجلي بصري
ضعيف الحديث ليس بشئ. البزار صالح روى عنه الناس. الحسن بن
سفيان ثقة. ابن حبان لا اكتب حديثه الا للاعتبار.
من روى عنهم ومن رووا عنه
في تهذيب التهذيب: روى عن انس وسعيد بن المسيب وأبي وائل
وسعيد بن جبير وعكرمة والحسن وعروة بن الزبير ومعاوية بن قرة وأبي
الصديق الناجي وأبي نصر وغيرهم.
وعنه ابناه عبد الرحمن وعبد الرحيم وشعبة والثوري والأعمش
والمسعودي ومسعر وجابر الجعفي وعمارة بن أبي حفصة ومطرف بن طريف
وأبو إسحاق الغزاري وهشيم وغيرهم وروى عنه أبو إسحاق السبيعي وهو
من شيوخه اه‍.
٤٣٦: زيد بن عياض الكناني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٤٣٧: السيد زيد بن مانكديم بن أبي الفضل العلوي الحسني الحسيني
في فهرست منتجب الدين محدث رواية.
٤٣٨: السيد عز الدين زيد الأصغر بن محمد أبي نمي بن أبي سعد الحسن بن
علي بن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن
علي بن محمد تغلب بن عبد الله الأكبر ابن محمد الثائر ابن موسى الثاني ابن
عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن
السبط بن علي بن أبي طالب ع.
كان حيا سنة ٦٩٩.
في عمدة الطالب ص ١٢٣ ملك سواكن وكانت لجده لامه وهو من
بني الغمر بن الحسن المثنى ثم سم هناك واخرج من سواكن وقدم العراق
وكان قدمه مرة أخرى قبل ان يملك سواكن وتولى النقابة الطاهرية بالعراق
وكان زيد كريما جوادا وجيها وتوفي بالحلة ودفن بالمشهد الغروي بظهر
النجف وليس له عقب وفي معجم الآداب عز الدين أبو لحارث زيد بن
محمد جمال الدين أبي نمي بن أبي سعد العلوي الحسني المكي الأمير قصد
حضرة السلطان الأعظم محمود غازان بن أرغون فأكرمه ووصله بأموال
جزيلة وصلات جليلة وأقطعه ضيعة سنية بالحلة السيفية وكان حسن
الأخلاق حيي الطرف حضر عندنا بخزانة الكتب بالمدرسة المستنصرية
وصنف له شيخنا فخر الدين علي بن محمد بن الأعرج الحسيني كتاب جوهر
القلادة في نسب بني قتادة سنة ٦٩٩ ومدحه مع الكتاب بأبيات منها:
وزادهم شرفا زيد بعارفة * تنهل من كفه كالعارض الهتن
الباسم الثغر والابطال عابسة * عار من العار رحب الصدر والعطن
٤٣٩: زيد بن محمد بن جعفر المعروف بابن أبي الياس الكوفي
: ذكره الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
التلعكبري قال قدم علينا ببغداد ونزل في نهر البزازين سمع منه سنة ٣٣٠
وله منه إجازة وكان له كتاب الفضائل روى عنه الحسن بن علي بن الحسين
الدينوري العكبري وروى عنه علي بن الحسين بن بابويه اه‍. فيظهر من
ذلك أنه من المشايخ المعروفين.
٤٤٠: زيد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن
الشجري ابن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب
ع:
وصف في عمدة الطالب ص ٦٦ بأنه امام المسجد بطبرستان.
٤٤١: أبو القاسم زيد بن الحسين البيهقي من نسل خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين
والد أبي الحسن البيهقي علي بن زيد وتمام النسب يأتي في ترجمة ولده
المذكور:
الخلاف والتحريف في كنيته ونسبه
كون كنيته أبو القاسم ووالده محمد هو الموافق لما ذكره ولده في نسبته
كما في ترجمته وغيره ولكن منتجب الدين بن بابويه في الفهرست قال الشيخ
أبو الحسين زيد بن الحسن بن محمد البيهقي. وقال في كتاب أربعينه كما
حكي: الحديث الثلاثون أخبرنا أبو الحسين زيد بن الحسن بن محمد
البيهقي حين قدم علينا الري قراءة أخبرنا السيد أبو الحسن علي بن محمد
بن جعفر الحسيني الاسترآبادي اه‍. ومثله في الرياض وفي معالم العلماء
زيد بن الحسين أبو القاسم البيهقي فولده وابن شهرآشوب جعلا كنيته أبا
القاسم وغيره جلها أبا الحسين وابنه جعل أباه محمد بن الحسين وغيرهما
جعله الحسن بن محمد وابن شهرآشوب جعله الحسين ولم يذكر جده وقد
يجاب بامكان تعدد الكنية وهو غير عزيز اما أبوه فيرجح ان اسمه محمد
لتصريح ولده بذلك وهو اعرف بنسب أبيه ثم انه في المعالم قال له حلية
الاشراف وفي أول المناقب في أثناء أسانيده إلى كتب الشيعة قال وناولني أبو
الحسن البيهقي حلية الاشراف فقد جعل في المناقب حلية الاشراف لأبي
الحسن وهي لوالده أبي القاسم كما صرح به في المعالم وصرح فيها أيضا في
ترجمة الأب ان أبا الحسن كنية الابن ويمكن ان يكون الصواب أبو الحسين
مصغرا فحصف بأبي الحسن مكبرا بناء على الأب يكنى أبا الحسين وأبا
القاسم.
أقوال العلماء فيه
قال منتجب الدين بن بابويه في الفهرست الشيخ أبو الحسن زيد بن
(١٢٦)

الحسن بن محمد البيهقي فقيه صالح اه‍. وفي معالم العلماء زيد بن الحسين
البيهقي له حلية الاشراف وهي ان أولاد الحسين ع أولاد النبي
ص والحسن بن زيد فريد خراسان هو ابنه اه‍ وفي الرياض كان من أعاظم
العلماء وقال ولده في شرح الخطبة الأولى من النهج فيما حكي عنه وقد لقيت
في زماني من المتكلمين من له السنان الأخصم والمقام الأكرم يتصرف في
الأدلة والحجج تصرف الرياح في اللجج كالنجم المضئ منهم والدي الإمام أبو
القاسم قدس الله روحه ومن تأمل تصنيفه المعمول بلباب اللباب
وحدائق الحدائق ومفتاح باب الأصول عرف انه في هذا الباب سباق غايات
وصاحب آيات.
مشايخه
في مستدركات الوسائل يروي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد
الدوريستي والسيد أبي الحسن علي بن محمد بن جعفر والسيد علي بن أبي
طالب الحسيني الآملي.
مؤلفاته
١ حلية الاشراف في أن أولاد الحسين ع أولاد النبي ص نسبها إليه
ابن شهرآشوب كما مر ٢ لباب اللباب ٣ حدائق الحدائق ٤
مفتاح باب الأصول نسبها إليه ولده في شرح النهج كما مر.
٤٤٢: زيد بن محمد الحلقي
في الرياض من كبار قدماء مشايخ علمائنا يروي عنه حيدر بن
محمد بن نعيم السمرقندي غلام العياشي وكان في درجة ابن قولويه
والكشي وأمثالهما كما يظهر من فهرس الشيخ في ترجمة حيدر المذكور.
٤٤٣: زيد بن محمد الداعي بن زيد العلوي
في مروج الذهب ج ٢ ص ٤٨٥ في سنة ٢٨٨ كان مسير الداعي
محمد بن زيد العلوي من طبرستان إلى جرجان في جيوش كثيرة من الديلم
وغيرهم فلقيته جيوش المسودة وعليها محمد بن هارون فكانت للمبيضة على
المسودة فاحتال محمد بن هارون فلم ينقض صفوفه وهرب ونقضت الديلم
صفوفها فرجعت عليهم المسودة فأثخن محمد بالجراح واسر ولده زيد بن
محمد بن زيد.
٤٤٤: الشريف ضياء الدين أبي عبد الله زيد بن محمد بن عبيد الله الحسيني نقيب
العلويين بالموصل
أورد له السيد علي خان الشيرازي في أنوار الربيع ص ٤٨٩ قوله:
قالوا سلا صدقوا عن * السلوان ليس عن الحبيب
قالوا فلم ترك الزيارة * قلت من خوف الرقيب
قالوا فكيف يعيش مع * هذا فقلت من العجيب
٤٤٥: زيد بن محمد بن عطاء بن السائب الثقفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند
عنه.
٤٤٦: أبو الحسن زيد بن محمد بن القاسم بن علي كتيلة بن يحيى بن يحيى بن
الحسين ذي العبرة بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع.
في عمدة الطالب ص ٢٤٠ هو القاضي نقيب أرجان وولي نقابة
البصرة أيضا وكان عالما فاضلا نسابة ثابت القدم في علوم عدة له عقب
اه‍.
٤٤٧: أبو عبد الله زيد بن أبي طاهر محمد بن أبي البركات محمد بن أبي الحسين
زيد بن أبي عبد الله أحمد بن أبي علي محمد أمير الحاج بن الأمير أبي الحسن
محمد الأشتر بن عبيد الله الثالث بن أبي الحسين علي بن عبيد الله الثاني بن
علي الصالح بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين
العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
: وصف في عمدة الطالب ص ٢٩٤ بالنقيب الجليل.
٤٤٨: زيد بن محمد بن يونس أبو أسامة الأزدي مولاهم الشحام الكوفي:
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وفي منهج المقال
الذي رأيته في رجال النجاشي والفهرست والخلاصة ورجال الشيخ في رجال
الصادق ع ابن يونس ويأتي انش وأقول ورد ذكر هذا
الرجل تارة بعنوان زيد الشحام وهذا كثير في الروايات وأخرى بعنوان
زيد بن محمد بن يونس وثالثة بعنوان زيد بن يونس نسبة إلى الجد ففي
الفهرست زيد الشحام يكنى أبا أسامة ثقة له كتاب أخبرنا به ابن أبي
جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد وعدة من أصحابنا عن محمد بن علي
بن الحسين عن أبيه ومحمد بن الحسن عن سعد عن عبد الله عن محمد
بن عبد الحميد عن أبي جميلة عن زيد الشحام وقال الشيخ في رجاله في
أصحاب الباقر ع زيد بن محمد بن يونس أبو أسامة الشحام
الكوفي وفي أصحاب الصادق ع زيد بن يونس أبو أسامة
الأزدي مولاهم الشحام الكوفي وقال النجاشي زيد بن يونس وقيل ابن
موسى أبو أسامة الشحام مولى سديد بن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي
الغامدي كوفي روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع به كتاب
يرويه عنه جماعة اخبرني محمد بن علي بن شاذان حدثنا علي بن حاتم
حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت حدثنا محمد بن بكر جناح حدثنا صفوان
بن يحيى عن زيد بكتابه اه‍ قوله مولى سديد النسخ في سديد مختلفة ففي
بعضها سديد بسين ودال مهملتين وفي بعضها بشين معجم ودال مهملة
وفي بعضها سديد بسين مهملة وراء وقال ابن داود قال بعض أصحابنا
وقيل ابن موسى وذاك غيره واقفي وفي النقد لو سلم انه غير ابن موسى
الواقفي كيف نسلم انه غير ابن موسى الذي هو غير الواقفي.
يعني يجوز تعدد زيد بن موسى أحدهما واقفي والاخر ليس بواقفي.
وعن المفيد في رسالته في الرد على الصدوق في مسالة نقصان شهر
رمضان ما لفظه: واما رواة الحديث بان شهر رمضان شهر من شهور السنة
يكون تسعة وعشرين يوما ويكون ثلاثين يوما فهم فقهاء أصحاب أبي جعفر
محمد بن علي وأبي عبد الله والاعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام
والفتيا والاحكام والذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم وهم
أصحاب الأصول المدونة والمصنفات المشهورة ثم عدهم وذكر منهم زيد
(١٢٧)

الشحام ثم ذكر روايات جماعة منهم ثم قال وروى فلان وفلان وذكر جماعة
إلى أن قال وزيد بن يونس ثم قال وغيرهم ممن لا يحصى كثرة مثل ذلك
حرفا بحرف اه‍ ويظهر منه ان زيد
الشحام هو زيد بن يونس. وفي معالم العلماء زيد الشحام أبو أسامة ثقة له
كتاب وقال الكشي: محمد بن مسعود حدثني علي بن محمد حدثني محمد
ابن احمد عن محمد بن موسى الهمداني عن منصور بن العباس عن مروك
بن عبيد عمن رواه عن زيد الشحام قلت لأبي عبد الله ع اسمي
في تلك الأسامي يعني في كتاب أصحاب اليمين قال نعم. نصر بن الصباح
حدثني الحسن بن علي بن أبي عثمان سجادة حدثني علي بن محمد بن
صابح عن زيد الشحام دخلت على أبي عبد الله ع فقال جدد
التوبة واحدث عبادة قلت نعيت إلي نفسي فقال لي يا زيد ما عندنا لك خير
وأنت من شيعتنا إلينا الصراط والينا الميزان والينا حساب شيعتنا والله لأنا
لكم ارحم من أحدكم بنفسه يا زيد كأني انظر إليك في درجتك من الجنة
رفيقك فيها الحارث بن المغيرة النصري اه‍.
وعن كشف الغمة قال يا أبا أسامة ابشر فأنت معنا وأنت من شيعتنا
أما ترضى ان تكون معنا قلت يا سيدي فكيف لي ان أكون معكم قال يا
زيد ان إلينا الصراط والينا الميزان والينا حساب شيعتنا والله لا نالكم ارحم من
أحدكم بنفسه يا زيد كأني انظر إليك في درجتك من الجنة الحديث.
وكأني بمن يجهل مقام أهل البيت عند الله تعالى ولا يرى ميزة لهم على غيرهم
بل يقدم عليهم من لا يصل إلى درجتهم إذا سمع هذه الأحاديث يعدها
غلوا. وهذا جهل ممن ظنه وتحكم على قدرته تعالى وقد أجاب الامام عن
مثل ذلك بأنه تعالى لو أراد ان يعطي علم ذلك لبقة لقدر وانا أكرم على الله
من بقة. وضعف السند فيها غير قادح فان العبرة في توثيقه ليس هذه الأخبار
بل توثيق أجلاء الأصحاب كما قاله ابن طاوس.
وروى الكشي أيضا في ترجمة سدير بن حكيم وعبد السلام عن
علي بن محمد القتيبي عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن بكر بن
محمد الأزدي قال زعم لي زيد الشحام قال إني لأطوف حول الكعبة وكفي
في كف أبي عبد الله ع ودموعه تجري على خديه فقال لي يا شحام
ما رأيت ما صنع ربي إلي ثم بكى ودعا ثم قال لي يا شحام اني طلبت إلى
إلاهي في سدير وعبد السلام بن عبد الرحمن وكانا في السجن فوهبهما إلي
وخلي سبيلهما.
بعض الاخبار الموهمة ذمه
روى الكشي في ترجمة عبد الله بن أبي يعفور عن حمدويه عن
أيوب بن نوح عن محمد بن الفضيل عن أبي أسامة دخلت على أبي عبد الله
ع لأودعه فقال لي يا زيد ما لكم والناس قد حملتم الناس علي اني
والله ما وجدت أحدا يطيعني ويأخذ بقولي الا رجلا واحدا عبد الله بن أبي
يعفور الحديث ولا يخفى ان مثل هذا الكلام يقال من باب التعليم والتنبيه
على الذم الخطأ فلا يدل على الذم والا لزم القدح في أجلاء أصحاب
الصادق ع عدا ابن أبي يعفور وذلك مما لا يقوله ذو معرفة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن استعلام ان زيدا هو ابن
يونس الشحام الثقة برواية صفوان بن يحيى وأبي جميلة وعمر بن أذينة
ومحمد بن صباح عنه. وزاد الكاظمي رواية أبان بن عثمان وجميل بن دراج
وحماد بن عثمان وحريز والعلاء بن رزين ويحيى الحلبي وعلي بن النعمان
وإبراهيم بن عمر اليماني والحسن بن محبوب وعمر بن عثمان وعبد
الرحمن بن الحجاج وابن أبي عمير وعمار بن مروان والحسين بن عثمان الثقة
وأيوب عنه وعن جامع الرواة انه زاد رواية الحسين بن المختار وسلمة
صاحب السابري ومعاوية بن عمار وسدير الصيرفي وعبد الكريم بن عمر
ومثنى الحناط وإبراهيم بن عبد الحميد ويونس بن سنان وحسان وإبراهيم بن
أبي البلاد ومحمد بن عبد الحميد العطار وهارون بن خارجة وصالح بن عقبة
وصندل الخياط ومحمد بن مروان وأيمن بن محرز والحكم بن أيمن ومعاوية بن
وهب ودرست وأبي عبد الرحمن الحذاء عنه اه‍. وينبغي ان يعد في مميزاته
رواية محمد بن بكر بن جناح ومحمد بن وضاح عنه ولعل بعضها تصحيف.
٤٤٩: زيد بن المستهل بن الكميت الأسدي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٤٥٠: زيد بن معقل
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين ع.
٤٥١: زيد بن موسى الجعفي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي أصحاب
الكاظم ع زيد بن موسى واقفي ومر ان زيد الشحام ان كان ابن
موسى فهو غيره. وفي مستدركات الوسائل الظاهر أن الواقفي المذكور في
الخلاصة ورجال الكاظم ع غيره.
٤٥٢: زيد بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق ع الملقب
زيد النار
توفي حوالي سنة ٢٤٧ في آخر خلافة المتوكل بسر من رأى وقيل قبره
بولاية مرو.
قال المفيد في الارشاد وغيره أمه أم ولد وقال المفيد أيضا في ارشاده لكل
واحد من أولاد أبي الحسن موسى بن جعفر ع فضل ومنقبة
مشهورة وكان الرضا ع المقدم عليهم في الفضل اه‍. وهذا
العموم يدخل فيه زيد. وقال الصدوق في العيون حدثنا أبو الخير علي بن أحمد
النسابة عن مشايخه ان زيد بن موسى كان ينادم المنتصر وكان في لسانه
فضل وكان زيديا وكان ينزل بغداد على نهر كرخايا وهو الذي كان بالكوفة
أيام أبي السرايا فولاه فلما قتل أبو السرايا تفرق الطالبيون فتوارى بعضهم
ببغداد وبعضهم بالكوفة وصار بعضهم إلى المدينة وكان ممن توارى زيد بن
موسى هذا فطلبه الحسن بن سهل حتى دل عليه فاتى به فحبسه ثم أحضره
على أن يضرب عنقه وجرد السياف السيف فلما دنا منه ليضرب عنقه وكان
حضر هناك الحجاج بن خيثمة فقال أيها الأمير ان رأيت أن لا تعجل
وتدعوني فان عندي نصيحة ففعل وامسك السياف فلما دنا منه قال أيها
الأمير اتاك بما تريد ان تفعله امر من أمير المؤمنين قال لا قال فعلا م تقتل
ابن عم أمير المؤمنين من غير إذنه وأمره واستطلاع رأيه فيه ثم حدثه
بحديث أبي عبد الله بن الأفطس ان الرشيد حبسه عند جعفر بن يحيى
فأقدم عليه جعفر فقتله من غير أمره وبعث برأسه في طبق مع هدايا النيروز
(١٢٨)

فان الرشيد لما امر مسرورا الكبير بقتل جعفر بن يحيى قال له إذا سالك
جعفر عن ذنبه الذي تقتله به فقل له انما أقتلك بابن عمي ابن الأفطس
الذي قتلته من غير أمري ثم قال الحجاج بن خيثمة للحسن بن سهل
أفتأمن أيها الأمير حادثة تحدث بينك وبين أمير المؤمنين وقد قتلت هذا
الرجل ليحتج عليك بمثل ما احتج به الرشيد على جعفر بن يحيى فقال
الحسن للحجاج جزاك الله خيرا ثم امر برفع زيد وان يرد إلى محبسه فلم
يزل محبوسا إلى أن ظهر امر إبراهيم بن المهدي فحشد أهل بغداد
بالحسن بن سهل فاخرجوه عنها فلم يزل محبوسا حتى حمل إلى المأمون فبعث
به إلى أخيه الرضا ع فاطلقه وعاش زيد بن موسى إلى آخر خلافة
المتوكل ومات بسر من رأى. وفي مروج الذهب ج ٢ ص ٣٣١ في سنة
١٩٩ خرج أبو السرايا السري بن منصور الشيباني بالعراق واشتد امره
ووثب بالبصرة علي بن محمد بن جعفر بن علي بن الحسين ع
وزيد بن موسى بن جعفر فغلبوا على البصرة وفي عمدة الطالب ص ١٩٦ زيد
النار بن موسى الكاظم وهو لام ولد وعقد له محمد بن محمد بن زيد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع أيام أبي السرايا على
الأهواز ولما دخل البصرة وغلب عليها أحرق دور بني العباس وأضرم النار
في نخيلهم وجميع أسبابهم فقيل له زيد النار وحاربه الحسن بن سهل
فظفر به وأرسله إلى المأمون فادخل عليه بمرو مقيدا فأرسله المأمون إلى أخيه
علي الرضا ووهب له حرمه فحلف على الرضا ان لا يكلمه ابدا وامر
باطلاقه ثم إن المأمون يقال انه من أجلة سادات ذرية الأئمة وقبره
بولاية مرو وفي العيون بسنده انه لما جئ بزيد بن موسى أخي الرضا
ع إلى المأمون وقد خرج إلى البصرة واحرق دور العباسيين وذلك في
سنة ١٩٩ فسمي زيد النار قال له المأمون يا زيد خرجت بالبصرة وتركت ان
تبدأ بدور أعدائنا من أمية وثقيف وغني وباهلة وبال زياد وقصدت دور بني
عمك فقال وكان مزاحا أخطأت يا أمير المؤمنين من كل جهة وان عدت
للخروج بدأت بأعدائنا فضحك المأمون وبعثه إلى أخيه الرضا وقال قد
وهبت لك جرمه فأحسن أدبه فعنفه وخلى سبيله وحلف ان لا يكلمه أبدا ما
عاش.
وفي العيون أيضا بسنده انه خرج زيد بن موسى أخو أبي الحسن
ع بالمدينة واحرق وقتل وكان يسمى زيد النار فبعث إليه المأمون فأسر
وحمل إلى المأمون فقال المأمون اذهبوا به إلى أبي الحسن فلما ادخل إليه قال
أبو الحسن يا زيد أغرك قول سفلة أهل الكوفة ان فاطمة أحصنت فرجها
فحرم الله ذريتها على النار ذاك للحسن والحسين خاصة ان كنت ترى انك
تعصي الله وتدخل الجنة وموسى بن جعفر أطاع الله ودخل الجنة فإذا أنت
أكرم على الله عز وجل من موسى بن جعفر والله ما ينال أحد ما عند الله الا
بطاعته وزعمت انك تناله بمعصيته فبئس ما زعمت فقال له زيد أخوك وابن
أبيك فقال له أبو الحسن أنت أخي ما أطعت الله عز وجل ان نوحا
ع قال رب ان ابني من أهلي وان وعدك الحق وأنت احكم
الحاكمين فقال الله عز وجل يا نوح انه ليس من أهلك انه عمل غير
صالح فأخرجه الله عز وجل من أن يكون من أهله بمعصيته. وفي العيون
أيضا بسنده عن الحسين الحسن بن موسى الوشاء البغدادي، كنت
بخراسان مع علي بن موسى الرضا ع في مجلسه وزيد بن موسى
حاضر قد اقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول نحن ونحن وأبو
الحسن ع وقبل على قوم يحدثهم فسمع مقالة زيد فالتفت إليه
فقال يا زيد أغرك قول ناقلي الكوفة ان فاطمة ع أحصنت فرجها
فحرم الله ذريتها النار والله ما ذلك الا الحسن والحسين وولد بطنها خاصة
فاما ان كان موسى بن جعفر يطيع الله ويصوم نهاره ويقوم ليله وتعصيه أنت
ثم تجيئان يوم القيامة سواء لأنت أعز على الله عز وجل منه ان علي بن
الحسين يقول كان لمحسننا كفلان من الاجر ولمسيئنا ضعفان من العذاب
الحديث. وفي العيون أيضا بسنده عن الحسن بن الجهم: كنت عند الرضا
ع وعنده زيد بن موسى اخوه وهو يقول يا زيد اتق الله فانا بلغنا
ما بلغنا بالتقوى فمن لم يتق الله ولم يراقبه فليس منا ولسنا منه يا زيد إياك
ان تهين من به تصل من شيعتنا فيذهب نورك يا زيد ان شيعتنا انما أبغضهم
الناس وعادوهم واستحلوا دماءهم وأموالهم لمحبتهم لنا واعتقادهم لولايتنا
فان أنت أسأت إليهم ظلمت نفسك وأبطلت حقك ثم التفت إلي فقال يا
ابن الجهم من خالف دين الله فابرأ منه كائنا من كان من اي قبيلة كان ومن
عادى الله فلا تواله كائنا من اي قبيلة كان فقلت يا ابن رسول الله ومن
الذي يعادي الله قال من يعصيه.
٤٥٣: زيد الموصلي النحوي
مر بعنوان زيد بن سهل الموصلي.
٤٥٤: زيد النار
مر بعنوان زيد بن موسى الكاظم ع.
٤٥٥: أبو الحسين زيد نقيب المشهد بن أبي الفتح ناصر بن زيد الأسود بن
الحسين بن علي كتيلة بن يحيى بن الحسين ذي العبرة بن زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع:
وصفه صاحب عمدة الطالب بنقيب المشهد وكانه هو الذكور في
الرياض بعنوان الشريف النقيب أبو الحسن زيد بن الناصر العلوي من
مشايخ الشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن شهريار الخازن ويروي عن
الشريف أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني المقري ومحمد بن عبد الرحمن
المخلص عن أبي حامد عن محمد بن هارون الحضرمي الخ كما يظهر من
بشارة المصطفى لمحمد بن أبي القاسم الطب ي ولعل بعض السند من
الزيدية بل ظني ان الناصر الجد الاعلى لزيد هذا واختصر من النسب اه‍.
٤٥٦: زيد النرسي
نسبة إلى نرسي في معجم البلدان بفتح النون وسكون الراء واخره
سين مهملة لأنه حفره نرسي بن بهرام بنواحي الكوفة مأخذه من الفرات
عليه عدة قرى قد نسب إليه قوم والثياب النرسية منه وقيل نرس قرية كان
ينزلها الضحاك بيوراسب ببابل وهذا النهر منسوب إليها ويسمى بها وفي
القاموس نرسي بلدة بالعراق منها الثياب النرسية اه‍. والظاهر أنه كان
على النهر عدة قرى إحداها تسمى باسمه نرسي وزيد منسوب إليها.
قال النجاشي روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع له
كتاب يرويه جماعة أخبرنا أحمد بن علي بن نوح حدثنا محمد بن أحمد الصفواني
حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن زيد النرسي
(١٢٩)

بكتابه وقال بحر العلوم انه من أصحاب الأصول صحيح المذهب وتقدم
تمام الكلام عليه في زيد الزراد.
٤٥٧: عز الدين أبو الحسين زيد بن علاء الدين هاشم بن علي بن المرتضى بن علي بن
أبي تغلب محمد بن الداعي بن زيد بن حمزة بن علي بن عبيد الله بن
الحسن بن علي بن محمد السليق بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب العلوي الحسني نزيل بغداد ومجاور الحرم الشريف بمكة
حج وجاور بيت الله الحرام هكذا وجدت في مسودة الكتاب ولا اعلم
من أحواله شيئا غير هذا.
٤٥٨: زيد بن هاشم المري
ذكره نصر في كتاب صفين ص ٣٠٥ في عداد من أصيب في المبارزة
من أصحاب علي ع.
٤٥٩: زيد الهاشمي مولاهم المدني أبو محمد مولى أبي جعفر
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
٤٦٠: زيد بن وهب الهمداني ثم الجهني أبو سليمان
توفي سنة ٩٦ وعن تقريب ابن حجر مات بعد المائتين وقيل
سنة ٩٦ قال الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع زيد بن وهب
الجهني كوفي وفي الفهرست زيد بن وهب له كتاب خطب أمير المؤمنين
ع على المنابر في الجمع والأعياد وغيرها أخبرنا أحمد بن موسى عن
أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة عن يعقوب بن يوسف بن زياد الضبي
عن نصر بن مزاحم النقري عن عمرو بن ثابت عن عطية بن الحارث عن
عمر بن سعد عن أبي مخنف لوط بن يحيى عن أبي منصور الجهني عن زيد بن
وهب قال خطب أمير المؤمنين ع وذكر الكتاب اه‍. وعده البرقي
في رجاله من أصحاب أمير المؤمنين ع من ربيعة وفي مستدركات
الوسائل اعلم أن البرقي بعد جعله أصحابه ع طبقات من
الأصفياء والأولياء وغيرهم ذكر منهم جماعة وقال في اخر الباب ومن
المجهولين من أصحاب أمير المؤمنين ع وذكر أسامي معدودة
ويظهر منه ان غيرهم معروفون ثم قال في عداد خواصه ع أبو
عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي وبعض الرواة يطعن فيه اه‍ قال
ومنه يظهر ان كل من تقدم عليه أو تأخر عنه ومنهم زيد غير مطعون فيه فلا
بد ان يعدوا من الثقات اه‍ وفيه ان قوله ومن المجهولين لا يظهر منه ان
غيرهم من المعروفين الا على وجه ضعيف لأنه قال ومن المجهولين ولم يقل
و المجهولون وكذلك قوله يطعن فيه لا يدل على أن غيره لم يطعن فيه الا على
وجه ضعيف مع أن عدم الطعن لا يدل على الوثاقة لجواز كونه مهملا من
الطعن والتوثيق وعن احتجاج الطبرسي عن زيد بن وهب الجهني قال لما
طعن الحسن بن علي ع بالمدائن اتيته وهو متوجع فقلت ما ترى
يا ابن رسول الله فان الناس متحيرون فقال وساق الخبر وفيه ما يدل علي انه
من خلص شيعتهم وفي الاستيعاب زيد بن وهب الجهني أدرك الجاهلية
يكنى أبا سليمان وكان مسلما على عهد رسول الله ص ورحل إليه في طائفة
من قومه فتلقته وفاته في الطريق وهو معدود في كبار التابعين بالكوفة.
وفي أسد الغابة زيد بن وهب الجهني سكن الكوفة وصحب علي بن أبي طالب
ثم روى بسنده عن زيد بن وهب الجهني انه كان في الجيش الذين كانوا مع
علي الذي ساروا إلى الخوارج فقال علي أيها الناس اني سمعت رسول الله
ص يقول يخرج قوم من أمتي يقرؤن القرآن ليس قرآنكم إلى قرآنهم بشئ
ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشئ الحديث أخرجه الثلاثة واتفقوا على توثيقه
الا ان يعقوب بن سفيان أشار إلى أنه كبر وتغير ضبطه اه‍. وفي طبقات
ابن سعد ج ٦ ص ٦٩ زيد بن وهب الجهني أحد بني حسل بن نصر بن
مالك بن عدي بن الطول بن عوف بن غطفان بن قيس بن جهينة بن
قضاعة توفي في ولاية الحجاج بعد الجماجم يكنى أبا سليمان وشهد مع
علي بن أبي طالب مشاهده وكان يصفر لحيته وكان ثقة كثير الحديث اه‍
وروى عنه أحاديث تدل على أنه كان بصفين مع أمير المؤمنين ع
وانه من خلص أصحابه. وفي ميزان الذهبي زيد بن وهب من أجلة
التابعين وثقاتهم متفق على الاحتجاج به الا ما كان من يعقوب الفسوي انه
قال في تاريخه في حديثه خلل كثير ولم يصب الفسوي ثم انه ساق من روايته
قول عمر يا حذيفة بالله انا من المنافقين وذلك أن حذيفة كان اعرف
الناس بالمنافقين قال وهذا محال أخاف ان يكون كذبا قال ومما يستدل به
على ضعف حديثه روايته عن حذيفة ان خرج الدجال تبعه من كان يحب
عثمان ومن خلل روايته قوله حدثنا والله أبو ذر بالربذة قال كنت مع النبي
ص فاستقبلنا أحد الحديث فهذا الذي استنكره الفسوي من حديثه ما سبق
إليه ولو فتحنا هذه الوساوس علينا لرددنا كثيرا من السنن الثابتة بالوهم
الفاسد ولا نفتح علينا في زيد بن وهب خاصة باب الاعتزال فردوا حديثه
الثابت عن ابن مسعود حديث الصادق المصدق وزيد سيد جليل القدر وثقه
ابن معين وغيره حتى أن الأعمش قال إذا حدثك عنه اه‍ وفي تاريخ بغداد
زيد بن وهب أبو سليمان الهمداني ثم الجهني وكان قد نزل الكوفة وحضر
مع علي بن أبي طالب الحرب بالنهروان ثم روى بسنده عن زيد بن وهب.
كنت مع علي بن أبي طالب يوم النهروان فنظر إلى بيت وقنطرة فقال هذا
بيت بوران بنت كسرى وهذه قنطرة الديزجان حدثني رسول الله ص اني
أسير هذا المسير وانزل هذا المنزل ثم روى بسنده عن الأعمش كنت إذا
سمعت الحديث من زيد بن وهب فكأنما سمعته من الذي يحدث عنه وفي
رواية من الذي يحدثك عنه وبسنده عن الأعمش إذا سمعت من زيد بن
وهب حديثا لم يضرك ان لا تسمعه من صاحبه. وبسنده عن عبد
الرحمن بن يوسف بن خراش: زيد بن وهب كوفي ثقة دخل الشام روايته
عن أبي ذر صحيحة وفي تهذيب التهذيب زيد بن وهب الجهني أبو سليمان
الكوفي قال ابن معين ثقة وقال العجلي ثقة وقال يعقوب بن سفيان في حديثه
خلل كثير وعن تقريب ابن حجر زيد بن وهب الجهني أبو سليمان الكوفي
مخضرم ثقة جليل لم يصب من قال في حديثه خلل اه‍.
الذين روى عنهم
في طبقات ابن سعد روى عن عمر وعلي وعبد الله بن مسعود
وحذيفة بن اليمان وزاد في تاريخ بغداد وعمار بن ياسر وأبا موسى الأشعري
وجرير بن عبد الله والبراء بن عازب وعبد الله بن حسنة وزاد في الإصابة
وأبي ذر وأبي الدرداء وغيرهم.
الراوون عنه
في الإصابة روى عنه الأعمش ومنصور بن المعمر والحكم بن عتيبة
وسلمة بن كهيل وطلحة بن مصرف وغيرهم وزاد في تاريخ بغداد وحبيب
(١٣٠)

ابن أبي ثابت وإسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن ميسرة وحصين بن عبد
الرحمن وزاد في تهذيب التهذيب وأبو إسحاق السبيعي وعبد العزيز بن رفيع
وحماد بن أبي سليمان وعدي بن ثابت.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف زيد بن وهب الجهني برواية
أبي منصور الجهني عنه.
٤٦١: زيد بن يثيع ويقال أثيع الهمداني الكوفي
يثيع عن التقريب يضم المثناة التحتانية وقد تبدل همزة بعدها مثلثة
ثم مثناة تحتانية ساكنة ثم مهملة وعن الخلاصة غير خلاصة العلامة
بمعجمتين مصغرا وقيل أثيع بهمزة وقيل أثيل اخره لام.
قوله بمعجمتين لا يظهر له معنى فالعين مهملة والباقي لا يقال فيه
معجم وفي القاموس في باب العين المهملة وفصل الياء يثيع كزبير ويقال أثيع
والد زيد التابعي اه‍.
في تهذيب التهذيب روى عن أبي بكر الصديق وعلي وحذيفة وأبي ذر
وعنه أبو إسحاق السبيعي قال الأثرم عن أحمد المحفوظ بالياء وعن شعبة أثيل
قال ابن معين الصواب يثيع ذكره ابن حبان في الثقات وقال العجلي كوفي
تابعي ثقة وقال ابن سعد كان قليل الحديث اه‍. ومر زيد بن تبيع بالمثناة
الفوقية والباء الموحدة وفي الظن انه تصحيف والصواب ما هنا.
٤٦٢: الشيخ نجيب الدين زيدان بن أبي دلف الكليني الساكن بخانقاه قوهدة العليا
في فهرست منتجب الدين عالم عارف.
٤٦٣: زيدان بن الحسين بن سعيد
ذكره ابن النديم في مشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الأئمة عند
ذكر اخبار فقهاء الشيعة وأسماء ما صنفوه من الكتب في الأصول والفقه
وأسماء الذين صنفوها فعده في جملتهم وقال له من الكتب كتاب
الاحتجاجات.
الزيدية
في فهرست ابن النديم الزيدية الذين قالوا بامامة زيد بن علي
ع ثم قالوا بعده بالإمامة في ولد فاطمة كائنا من كان بعد أن يكون
عنده شروط الإمامة وفي هامش نقد الرجال للمصنف الزيدية ثلاث فرق
الأولى الجارودية وهم منسوبون إلى أبي الجارود زياد بن المنذر يقولون
بالنص على علي ع وتخطئه من أنكره وان من خرج من أولاد
الحسن والحسين ع وكان عالما شجاعا فهو امام والثانية
السليمانية وهم منسوبون إلى سليمان بن خزيمة يقولون بامامة الشيخين وان
أخطأت الأمة في بيعتهما ولا يقولون بامامة عثمان والثالثة البترية وهم
منسوبون إلى كثير النوا وهم كالسليمانية الا انهم توقفوا في عثمان اه‍. وفي
التعليقة البترية منسوبون إلى كثير النوا لأنه كان أبتر اليد وقيل إلى المغيرة بن
سعيد اه‍. ومر في ترجمة زيد بن علي وجه اخر لتسميتهم بالبترية.
وفي مروج الذهب ان الزيدية كانت في عصرهم ثماني فرق الأولى
الجارودية أصحاب أبي الجارود زياد بن المنذور العبدي ذهبوا إلى أن الإمامة
مقصورة في ولد الحسن والحسين دون غيرهما الثانية المرئية الثالثة
الأبرقية الرابعة اليعقوبية أصحاب يعقوب بن علي الكوفي الخامسة
العقبية السادسة الأبترية أصحاب كثير الأبتر والحسن بن صالح بن حي
السابعة الجريرية أصحاب سليمان بن جرير الثامنة اليمانية أصحاب
محمد بن اليمان الكوفي اه‍. وبعض فرق الزيدية على مذهب الامام أبي
حنيفة في الفروع لأنه كان زيديا ومر في ترجمة زيد ان أبا حنيفة ارسل إلى
زيد لك عندي معونة وقوة على جهاد عدوك فاستعن بها أنت أصحابك في
الكراع والسلاح ثم بعث ذلك إلى زيد فأخذه زيد.
وفي المقاتل ص ١٢٧ بسنده عن زفر بن هذيل كان أبو حنيفة يجهر في
امر إبراهيم جهرا شديدا ويفتي الناس بالخروج معه وكتب إليه هو ومعه ابن
كدام يدعوانه إلى قصد الكوفة ويضمنان له نصرهما ومعونتهما واخراج أهل الكوفة
معه فكانت المرجئة تعيبه بذلك وفي ص ١٢٨ بسنده عن أبي إسحاق
الفزاري جئت إلى أبي حنيفة فقلت له ما اتقيت الله حيث أفتيت أخي
بالخروج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن حتى قتل فقال قتل أخيك حيث قتل يعدل
قتله لو قتل يوم بدر وشهادته مع إبراهيم خير له من الحياة
الحديث وفي عمدة الطالب يقال ان أبا حنيفة الفقيه بايع إبراهيم بن
عبد الله وكان قد أفتى الناس بالخروج معه فيحكى ان امرأة اتته فقالت له
انك أفتيت ابني بالخروج مع إبراهيم فخرج فقتل فقال لها ليتني كنت مكان
ابنك قال وكتب إليه أبو حنيفة اما بعد فاني قد جهزت إليك أربعة آلاف
درهم ولم يكن عندي غيرها ولولا أمانات للناس عندي للحقت بك
الحديث. وفي المقاتل بسنده عن عبد الله بن إدريس سمعت أبا حنيفة
ورجلان يستفتيانه في الخروج مع إبراهيم وهو يقول اخرجا. وبسنده عن
أبي إسحاق الفزاري واسمه إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة
قال لما خرج إبراهيم ذهب أخي إلى أبي حنيفة فاستفتاه فأشار عليه بالخروج
فقتل معه.
وبسنده كتب أبو حنيفة إلى إبراهيم يشير عليه بقصد الكوفة سرا
ليعينه الزيدية ويقول إن من هاهنا من شيعتكم يبيتون أبا جعفر فيقتلونه أو
يأخذون برقبته فيأتونك به وكانت المرجئة تنكر ذلك على أبي حنيفة وتعيبه
به. وبسنده ان أبا حنيفة كتب إلى إبراهيم بن عبد الله لما توجه إلى
عيسى بن موسى إذا أظفرك الله بعيسى وأصحابه فلا تسر فيهم سيرة أبيك
في أهل الجمل فإنه لم يقتل المنهزم ولم يأخذ الأموال ولم يتبع مدبرا ولم يدفف
على جريح لأنه لم يكن لهم فئة ولكن سر فيهم بسيرته يوم صفين فإنه سبى
الذرية ودفف على الجريح وقسم الغنيمة ثم ظفر أبو جعفر بكتابه فبعث إليه
فأشخصه وسقاه شربة فمات منها. وبسنده كتب أبو جعفر إلى عيسى بن
موسى وهو على الكوفة يأمره بحمل أبي حنيفة إلى بغداد فقدم بغداد فسقي
بها شربة فمات. وبسنده دعا أبو جعفر أبا حنيفة إلى الطعام فاكل منه ثم
استقى فسقي شربة من عسل مجدوحة وكانت مسمومة فمات من غد
وبسنده عن إبراهيم بن سويد الحنفي سألت أبا حنيفة وكان لي مكرما أيام
إبراهيم قلت أيهما أحب إليك بعد حجة الاسلام الخروج إلى هذا الرجل أو

(١) مجدوحة مخلوطة من جدح الشئ إذا خلطه.
(١٣١)

الحج فقال غزوة بعد حجة الاسلام أفضل من خمسين حجة. وبسنده
جاءت امرأة إلى أبي حنيفة أيام إبراهيم فقالت إن ابني يريد هذا الرجل وانا
امنعه فقال لا تمنعيه. وبسنده كان أبو حنيفة يحض الناس على الخروج مع
إبراهيم ويأمرهم باتباعه.
وقال ابن النديم قال محمد بن إسحاق أكثر علماء المحدثين زيدية
وكذلك قوم من الفقهاء المحدثين مثل سفيان بن عيينة وسفيان الثوري وجلة
المحدثين اه‍.
٤٦٤: زيري بن قيس أمير المدينة
في شذرات الذهب ج ٧ ص ٢٨٥ في سنة ٨٥٥ توفي أميان بن ماتع
الحسيني أمير المدينة واستقر بعده زيري بن قيس.
٤٦٥: السيد أبو الحسين زين بن إسماعيل الحسيني
في الرياض كان من أجلة العلماء ويروي عنه السيد أبو الفضل
ظفر بن الداعي بن محمد العلوي العمري. ومر باسم زيد بالدال وهما
واحد صحف أحدهما بالآخر.
٤٦٦: السيد زين بن الداعي الحسيني
في أمل الآمل عالم فاضل يروي عن الشيخ والمرتضى ومن
عاصرهما.
٤٦٧: الحاج زين العطار
يأتي بعنوان الحاج زين العابدين علي بن الحسين الأنصاري.
انتهى الكلام بنا إلى هنا من هذا الجزء عصر يوم الخميس ٢٨ ذي القعدة
سنة ١٣٦٨ في قرية كيفون من قرى لبنان
٤٦٨: زينب بنت أبي سلمة
تأتي بعنوان زينب بنت أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد.
٤٦٩: زينب امرأة ابن أبي مسعود.
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص.
٤٧٠: زينب بنت جحش بن رباب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن
غانم بن ذودان بن أسد بن خزيمة أم المؤمنين.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص زينب بنت جحش.
وفي نهج البلاغة كلام خاطب به أمير المؤمنين ع بعض أصحابه
قائلا يا أخا بني أسد ولك بعد ذمامة الصهر وفي شرح النهج لابن أبي الحديد
ج ٢ ص ٤٧٥ انما قال له ذلك لان زينب بنت جحش زوج رسول الله ص
كانت أسدية ثم حكى عن القطب الراوندي انه قال في شرحه كان أمير المؤمنين
ع قد تزوج في بني أسد ورد عليه بان عليا لم يتزوج في بني أسد
البتة ثم عدد أولاده وأمهاتهم وقال ليس فيهم أحد من أسدية ولا بلغنا انه
تزوج في بني أسد ولم يولد له.
٤٧١: زينب بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ع
ذكرناها في المجالس السنية ولا اعلم الآن من أين نقلت ذلك ولم
يذكرها المفيد في الارشاد وربما دل كلام المسعودي الآتي في زينب الكذابة
على وجود زينب بنت الحسين ع.
٤٧٢: زينب الكذابة
ويناسب هنا ذكر خبر زينب الكذابة قال المسعودي في مروج الذهب
ج ٢ ص ٤٢٥ عند ذكر خلافة المعتز ما لفظه: وقد ذكرنا خبر علي بن
محمد بن موسى رضي الله عنه مع زينب الكذابة بحضرة المتوكل ونزوله إلى
بركة السباع وتذللها له ورجوع زينب عما ادعته من أنها ابنة الحسين بن
علي بن أبي طالب ع وان الله تعالى أطال عمرها إلى ذلك الوقت في
كتابنا اخبار الزمان اه‍ وقال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان زينب
الكذابة قال المسعودي ادعت في عهد المتوكل العباسي انها بنت
الحسين بن علي بن أبي طالب وانها عمرت إلى ذلك الوقت في خبر مكذوب
ادعته فاحضر المتوكل علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم فكذبها علي فيما
ادعت فجرت له معها قصة ذكرها المسعودي في مروج الذهب قال ثم
وجدت قصتها في شرف المصطفى ص لأبي سعيد النيسابوري. قال ذكر
محمد بن عاصم التميمي المعروف بالحزنبل عن أحمد بن أبي طاهر عن
علي بن يحيى المنجم قال لما ظهرت زينب الكذابة وزعمت أنها بنت فاطمة
وعلي قال المتوكل لجلسائه بعد أن أحضرت كيف لنا ان نعلم صحة امر
هذه فقال له الفتح بن خاقان أحضر ابن الرضا يخبرك حقيقة أمرها فحضر
فرحب به وسأله فقال المحنة في ذلك قريبة ان الله حرم لحم جميع ولد فاطمة
على السباع فألقها للسباع فان كانت صادقة لم تعرض لها وان كانت كاذبة
اكلتها فعرض ذلك عليها فأكذبت نفسها فأديرت على جمل في طرقات سر
من رأى ينادي عليها بأنها زينب الكذابة وليس بينها وبين رسول الله ص
رحم ماسة فلما كان بعد أيام قال علي بن الجهم يا أمير المؤمنين لو جرب
قوله في نفسه لعرفنا حقيقته فجربه والقه في مكان فيه السباع مطلقة فلم
تعرض له فقال المتوكل والله لئن ذكرتم هذا لاحد من الناس لأضربن
أعناقكم والله سبحانه وتعالى اعلم اه‍.
٤٧٣: زينب بنت عبد الله بن أحمد الرخ بن محمد بن إسماعيل بن محمد الأرقط بن
عبد الله الباهر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب ص ٢٢٦ ظهر أبوها عبد الله في أيام المستعين فاخذ
وحمل إلى سر من رأى بعد خطب وفي جملة عياله بنته زينب فأقاموا مدة مات
فيها عبد الله وصار عياله إلى الحسن بن علي العسكري فبارك عليهم ومسح
يده على رأس زينب ووهب لها خاتمه وكان فضة فصاغت منه حلقة وماتت
زينب والحلقة في أذنها وبلغت مائة سنة وكانت سوداء شعر الرأس هذا كلام
الشيخ أبو الحسن العمري اه‍.

(١) في كشف الظنون هو الحافظ أبو سعيد محمد (وفي مناقب ابن شهرآشوب احمد بدل
محمد) بن عبد الملك بن محمد النيسابوري الخركوشي المتوفى سنة ٤٠٦ وهذا الكتاب في
ثماني مجلدات اه‍ أقول ينقل عنه ابن شهرآشوب في المناقب كثيرا فيقول الخركوشي في
شرف المصطفى.
(٢) اي من ذريتهما لتصريح المسعودي انها ادعت انها بنت الحسين بن علي.
- المؤلف -
(١٣٢)

٤٧٤: زينب بنت عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي
طالب ع
قال ابن الأثير في تاريخه ج ٥ ص ٢٦١ في حوادث سنة ١٤٥ انه لما
قتل عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس محمد بن
عبد الله بن الحسن المثنى اخذ أصحاب محمد فصلبهم فبقوا ثلاثا ثم امر بهم
عيسى فألقوا على مقابر اليهود ثم ألقوا بعد ذلك في خندق في أصل ذباب
فأرسلت زينب بنت عبد الله أخت محمد وابنة فاطمة إلى عيسى انكم قد
قتلتموه وقضيتم حاجتكم منه فلو أذنتم لنا في دفنه فاذن لها فدفن بالبقيع
اه‍. ولله در أبي فراس الحمداني حيث يقول:
ما نال منهم بنو حرب وان عظمت * تلك الجرائم الا دون نيلكم
وقال الاخر:
تالله ما فعلت أمية فيهم * معشار ما فعلت بنو العباس
٤٧٥: زينب بنت أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال وتلقب برة.
ولدت بأرض الحبشة وكان أبوها هاجر بأمها أم سلمة إلى ارض
الحبشة في الهجرتين فولدت له زينب هناك وولدت له بعد ذلك سلمة وعمر
ودرة بني أبي سلمة. وزينب هي ربيبة رسول الله ص من زوجته أم سلمة
هند بنت أبي أمية سهيل زاد الراكب بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن
مخزوم.
كان أبو سلمة قد خرج إلى أحد مع النبي ص فرمي بسهم في عضده
فداواه فبرئ ثم انتقض عليه فمات منه ٨ جمادي الآخرة سنة ٤ من الهجرة
وتزوجها رسول الله ص في أواخر شوال سنة ٤ هكذا في ذيل المذيل للطبري
ص ٧٢.
كانت زينب كامها أم سلمة من أخلص الناس في ولاء علي
ع وقصة أم سلمة مع عائشة لما أرادت الخروج إلى البصرة معروفة
وكذلك خبرها يوم تزويج الزهراء معروف ولما ولي أمير المؤمنين ع
الخلافة ولي ابنها عمر بن أبي سلمة وقال ابن الأثير: لما بلغ عائشة قتل علي
قالت:
فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر
ثم قالت من قتله فقيل رجل من مراد فقالت:
فان يك نائيا فلقد نعاه * نعي ليس في فيه التراب
وروى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين وغيره من المؤرخين انه لما جاء
عائشة نعي أمير المؤمنين ع فقالت:
فان يك نائيا فلقد نعاه * غلام ليس في فيه التراب
قالت لها زينب ألعلي تقولين هذا فقالت اني انسى فإذا نسيت
فذكروني وفي مسودة الكتاب كانت زينب بنت أبي سلمة أفقه نساء زمانها
وعمرت طويلا.
٤٧٦: زينب بنت علي بك الأسعد
توفيت حوالي سنة ١٣٣١ هي من بيت آل علي الصغير الشهيرين
الذين كانت لهم امارة القسم الأكبر من جبل عامل وكانت معروفة بجودة
الرأي ورجاحة العقل تجيد نظم الشعر مع عدم معرفتها بالنحو لكنها مقلة
منه تنظم البيتين والثلاثة فما فوقها ذكرها صاحب مجلة العرفان في مجلته في
المجلد ٦ ص ٢٧٢ وأورد من شعرها ما يأتي فقال أراد كامل بك الأسعد
ارسال تهنئة في العيد إلى بكوات النباطية فكلفها نظم بيتين من الشعر
واشترط ان تجمع فيهما أسماءهم فقالت:
عيدي ومحمود أوقاتي وبهجتها * وجودكم يا أخلائي مدى الزمن
ان جاد ما جاد دهري لا أريد سوى فضل وكامل فوز في بني حسن
ورغب إليها خليل بك الأسعد في نظم بيتين ليكتبا على رسم له أراد
اهداءه إلى سليم بك ثابت فقالت:
ان هذا الرسم يهدي * صورة القلب السليم
من خليل لسليم * ثابت العهد القديم
وذكرها في المجلد ٨ ص ٣٦٢ نقلا عن مراسل له لم يسمه فقال
كانت كثيرا ما تراسل ولدها محمد بن السهيل وهو في المكتب السلطاني في
بيروت وتصدر رسائلها إليه ببعض أبيات من الشعر منها:
بني رعاك الله قلبي في لظى * غلت لم تسكن حرها أدمع سجم
وأصبو لريح هب من نحو أرضكم * وأرصد نجما فوق مصركم يسمو
ومنها:
شوقي لقبلة عارضيك شديد * والعيش لا يحلو وأنت بعيد
يا من رمى قلبي بأسهم بعده * رحماك شق بأدمعي أخدود
ان كنت تنكر ما بقلبي من أسى * فنحول جسمي والدموع شهود
ومنها:
يا راحلين وشخصكم * نصب العيون بلا رفيق
قولوا لوجد حل بي * كن لي بوالدتي رفيق
فالقلب لازم ركبكم * كي تقبلوه لكم رفيق
قلب به شبه الحديد * لغيركم ولكم رقيق
ومنها ما كتبت به إليه حين توجهه لمدرسة حمص:
لانت منى نفسي من الناس كلها * وقرة عيني بل ضياها ونورها
فيا غائبا عني وفي القلب شخصه * ترفق بأحشاء نواك يضيرها
أتت منك يا من جاور القلب شقة * أزيلت بتسكاب الدموع سطورها
ولي مهجة لا تحمل البعد والنوى * لك الله هل من مهجة أستعيرها
بني الا ليت الرياح تشيلني * لحمص وتغدو بي إليك طيورها
عساك ترى جسما أذيب بجذوة * من النار لا يطفى بدمعي سعيرها
هجرت بيروت العلية معهدا * به رحبت ساحاتها وقصورها
ذهبت إلى حمص وخلفت مهجتي * تنازعها أيدي النوى وزفيرها
وأيقظت عيني والعيون هواجع * وكم رحت أرعى البدر وهو سميرها
وأصبح كالنشوان ان عن ذكركم * بفكري ولا خمر ولا من يديرها
(١٣٣)

لك الله اني كنت كاف وكافل * يقيك العدى مهما أثيرت شرورها
ولها في الحكم من موجز الكلم بحسب نقل مراسل العرفان ١ الحياة
السعيدة لا تكون الا بالأخلاق الحميدة ٢ انك وان عظم محتدك وكثر
سؤددك لا تعيش سعيدا الا بحسن خلقك ٣ لا خوف الا ممن لا يخاف
ربه ٤ المعروف يستعبد الأحرار ٥ العفاف شمائل الاشراف ٦
ان حاربت نوائب الدهر فبسلاح الصبر.
٤٧٧: زينب بنت علي بن حسين بن عبد الله بن حسن بن إبراهيم بن محمد بن
يوسف آل فواز العاملية التبنينية المصرية
هكذا ذكر نسبها في أول الدر المنثور ولدت في تبنين من قرى جبل
عامل حوالي ١٢٦٢ وتوفيت في مصر سنة ١٣٣٢ عن عمر ناهز السبعين فيما
يظن.
ذكرها صاحب العرفان في عدة مواضع من مجلته وكتب إلينا ترجمة لها
مفصلة وأكثر ما يأتي مأخوذ مما كتبه إلينا ومما ذكره في المجلد ٨ ص ٤٤٥
وغيره ولدت في تبنين كما مر وكان لآل علي الصغير حكم قسم من جبل
عامل ومقر إمارتهم قلعة تبنين وحاكمها يومئذ علي بك الأسعد فاتصلت
بزوجته السيدة فاطمة بنت أسعد الخليل والدة محمد بك وخليل بك التي
ترجمتها في الدر المنثور ترجمة حسنة وتولت خدمتها وقضت شطرا من صباها
في قلعة تبنين ملازمة لنساء آل الأسعد لا سيما السيدة فاطمة المذكورة التي
كان لها مشاركة حسنة في الأدب واستفادت منها كثيرا ثم اتصلت بأخيها
الأصغر خليل بك في بلدة الطيبة وتزوجت برجل من حاشيته كان صقارا
عنده وهو الذي يتولى امر الصقور التي يصطاد بها قال صاحب العرفان
رأيته منذ خمس عشرة سنة في دار كامل بك الأسعد وهو يومئذ في سن
السبعين وأخبرنا كامل بك ان هذا الخادم الشيخ تزوج بزينب فواز ثم
طلقها لعدم امتزاج طبعيهما وتباعد أخلاقهما وسافرت إلى دمشق فتزوجها
أديب نظمي الكاتب الدمشقي ثم طلقها فتزوجت بأمير الآي عسكري
مصري وصحبها معه لمصر وهناك ساعدتها البيئة على اظهار مواهبها فكتبت
عدة رسائل في صحف مصر الكبرى ونالت شهرة في الكتابة والشعر وألفت
روايتين نالت بهما زيادة في الشهرة وألفت الدر المنثور في طبقات ربات
الخدور فنالت به شهرة واسعة قال صاحب العرفان وبالاجمال فان زينب فواز
كانت في عصرها نسيجة وحدها وفريدة عصرها مع ما كان في كتبها
وكتاباتها وشعرها من الأغلاط ولم يكن اشتهر غيرها من النساء في مصر
بالكتابة والشعر والتأليف وكتب حمدي يكن في بعض المجلات انه لم يسمع
في مصر الا باثنتين من الكاتبات عائشة التيمورية وزينب فواز.
مؤلفاتها
١ الرسائل الزينبية وهي مجموعة مقالات ورسائل وبعضها شعرية
كتبتها في الجرائد المصرية ثم جمعتها في كتاب واحد سمته الرسائل الزينبية
وأكثر أبحاث هذه الرسائل في المرأة وحقوقها ومكانتها الاجتماعية ٢
رواية الملك كوروش ٣ رواية حسن العواقب أو غادة الزاهرة وقد أودعتها
كثيرا من العادات العاملية لا سيما عادات الأسرة التي قضت مدة في
خدمتها ٤ كشف الإزار عن مخبئات الزار والزار شعوذة من شعوذات
شيخات مصر وصنف من تدجيلهن حضرته ووصفته في ذلك الكتاب ٥
الدر المنثور في طبقات ربات الخدور في ٥٥٢ أو ٤٢٦ صفحة بالقطع الكبير
يحتوي على ٤٥٦ ترجمة لمشهورات النساء من شرقيات وغربيات متقدمات
ومتأخرات وفيه ترجمة واحدة لامرأة عاملية هي السيدة فاطمة بنت أسعد
بك الخليل زوجة علي بك الأسعد وهو أكبر مؤلفاتها وأحسنها وكتبت في
أول الكتاب هذين البيتين:
كتابي تبدى جنة في قصورها * تروح روح الفكر حور التراجم
خدمت به جنسي اللطيف وانه * لأكرم ما يهدى لغر الكرائم
وقد قرظ الكتاب جملة من أدباء وأدبيات مصر منهم حسن حسني باشا
الطويراني صاحب جريدة النيل وعائشة عصمت تيمور الشاعرة المصرية
المعروفة فقالت من أبيات:
هنوا ذوات الخدر بالفوز الذي * يعلو على هام السهى ويطول
ولقد علت طبقاتهن وزانها * بالفخر من بعد الخمول قبول
وقال الطويراني:
بدا درها المنثور بالفضل زينب * فيا حبذا الدر النثير المرتب
جلت لعيون الفكر آثار حكمة * عرائسها تزهو وبالفضل تخطب
حكى الفلك الاعلى فكل صحيفة * به أفق فيها من الزهر موكب
حوى حسنات الدهر بين سطوره * وقومها ذاك اليراع المهذب
فلا برحت للفضل بالفضل زينب * تقول مقل الفاضلين وتكتب
وقرظة عبد الله فريج بأبيات مطلعها:
الشرق لا تعجبوا ان عمر النور * الشرق بالنور منذ الدهر مشهور
وجاء في اخرها تاريخ الكتاب الهجري والميلادي:
أبهى كتاب سما جاها لفاضلة * بالسعد فيه بهي الدر منثور
وهذه الكتب الخمسة كلها مطبوعة ٦ مدارج الكمال في تراجم
الرجال ٧ ديوان شعر مطبوع.
كتاب لها جوابا عن كتاب
في مجلة العرفان المجلد ١٦ ص ٢٨٤ أرسلت الأمريكية رئيسة قسم
النساء في معرض شيكاغو كتابا إلى زينب فواز تسألها فيه بعض الأسئلة
فذكرت في جوابها أولا ما هو المتعارف من المجاملة ثم قالت سؤالك لي عن
السبب الذي يمنعني عن الحضور إلى المعرض في ديانتنا الاسلامية وها انا
أشرحه لك شرحا موجزا وابدأ أولا بذكر العادات الاسلامية التي نشأنا
عليها ونحن نجدها من الفروض الواجبة ونتوارثها فنتلقاها بغاية الانشراح
حتى أن المرأة منا لو أجبرت على كشف وجهها الممنوع عندنا لوجدته من
أصعب الأمور مع أن كشف الوجه واليدين ليس محرما في قول فريق عظيم
من العلماء ولكن منعته العادة قطعيا وهي التي توارثناها إذ ان البنت منا لا
تتجاوز الثانية عشرة من عمرها الا وهي داخل الحجاب وان من عادتنا
المحترمة عندنا عدم حضور المرأة في المجتمعات العامة التي يجتمع إليها
الرجال ولكن للنساء محافل خصوصية تختص بهن ليس للرجال فيها محل حتى أن
الرجل لا يجوز له ان يدخل دائرة الا باذن عند الحاجة. والحجاب عندنا
(١٣٤)

مأمور به في الدين بنصوص الكتاب الكريم كقوله تعالى وليضربن بخمرهن
على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن الخ الآية واما عدم إباحة
السفر لنا فعلى ما يفهم من أقوال بعض العلماء الاعلام لان عندنا في شريعتنا
الغراء لا يباح مس جسم المرأة لرجل أجنبي عنها ولو حل النظر فيها في مثل
الوجه مثلا على رأي من قال بأنه ليس بعورة فإنه يحل النظر إليه دون الشعر
ولكن لا يحل مسه الا لذي محرم ولا يحل لها السفر الا بصحبة أحد ذوي
قرباها ان لم يكن الزوج وأعني بذوي قرباها محارمها الذين لا يجوز لها
التزوج بهم المذكورين في قوله تعالى حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم
وأخواتكم وعماتكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم
اللاتي في حجوركم الخ فإذا سافرت المرأة مسافة ثلاثة أيام فأكثر يلزم ان
يكون معها أحد المذكورين في الآية الشريفة كالأب والابن والأخ والعم
والخال أو الزوج لأنه إذا مس جسمها في وقت الركوب والنزول لا يكون
محرما بخلاف غيرهم من ذوي القربى الذين لا يحرم الزواج بينها وبينهم
كابن العم وابن الخال وابن العمة وابن الخالة فإنها تحتجب عنهم فلذلك لا
تسافر مع أحدهم من حيث المسألة مبنية على المس فمتى جاز المس جاز
السفر فهذا الذي يمنعني من الحضور إلى المعرض من وجه والوجه الاخر ما
تقدم من عدم تعودنا على الخروج إلى المجتمعات العامة إذ ان المرأة منا لا
يجوز لها الخروج إلى خارج المنزل الا مؤتزرة بإزار يسترها من الفرق إلى
القدم وبرقع يستر وجهها اه‍.
شعرها
قد عرفت ان لها ديوان شعر مطبوع وذكر لها صاحب مجلة العرفان في
مجلته ج ٢ ص ٢٨٩ أبياتا تخاطب بها قلعة تبنين أرسلتها إليه من مصر فقالت
ذكرتني يا صاحب العرفان ما لا أنساه من معالم أوطاني فنطق لساني مخاطبا
لقلعة تبنين التي أفنت الأجيال لم يؤثر على أسوارها الدهر فقلت:
يا أيها الصرح ان الدمع منهمل * فهل تعيد لنا يا دهر من رحلوا
وهل بقي فيك من ينعى معي فئة * هم المقاديم في يوم الوغى الأول
قد كنت للدهر نورا يستضاء به * اخنى عليك البلي يا أيها الطلل
كم زينتك قدود الغيد رافلة * بالعز تسمو ووجه الدهر مقتبل
أبكيك يا صرح كالورقاء نادبة * شوقا إليهم إلى أن ينتهي الاجل
قد كنت مسقط رأسي في ربى وطني * ان الدموع على الأوطان تنهمل
تبنين ان كنت في بعدي على حزن * فعند قربي الحشي بالوجد يشتعل
وقفت وقفة مشتاق بها شغف * علي أرى اثرا يحيا به الأمل
إذ الأحبة قد سارت رحالهم * فزاد شوقي كما قلت بي الحيل
فالنفس شاكية والعين باكية * والكبد دامية والقلب مشتعل
أعلى هيوسنت أبراجا لها عجبا * تقارع الدهر لا ضعف ولا ملل
هيوسنت صاحب طبرية هو باني قلعة تبنين سنة ١١٠٧ م وجعلها
معقلا لغزو صور وما يليها ولها قصيدة مذكورة في مجلة العرفان ج ١ ص
٢٨١ انتخبنا منها هذه الأبيات:
لولا احتمال عنا وبذل دماء * لم يرق شخص ذروة العلياء
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى * الا بسفك دم على الارجاء
هذا مقال الأقدمين ولم تجد * بدا لنا من شرعة القدماء
ان لم نشيد ما أقاموا أسه * فلنجتنب قصدا لهدم بناء
يا حسرة الاباء في أجداثهم * ان أخجلتهم خيبة الأبناء
يا حسرة الأموات لو نشروا فلم * يجدوا الذي ظنوه في الاحياء
يا خجلة الأحباب لو فخروا بنا * إذ ينظرون شماتة الأعداء
ويها رجال الشرق صرنا عبرة * بين الورى من سامع أو رائي
وهناك في الأصلاب قوم بعدنا * يحصون ما يمضي من الأنباء
لم ينزل الرحمن داء في الورى * الا وجاد له بخير دواء
ولئن بنا السيف الصقيل ففي النهى * والعلم سيفا حكمة ودهاء
ولئن كبا الطرف الجواد فلم يزل * للعقل ميدان لنيل علاء
ولئن أبى ذو الحقد نيل رجائنا * فالرأي يضمن نيل كل رجاء
هيهات ما العميان كالبصراء * كلا ولا الجهلاء كالعلماء
نروي عن الماضين ما فعلوا فما * يروي بنو الآتي عن الاباء
وفي العرفان المجلد ٣٧ ص ٢٤٥ جرت مناظرة حادة بينها وبين كاتب
مصري يدعى أبو المحاسن فكتبت إليه تهزأ به.
أولست أرسطاليس ان * ذكر الفلاسفة الأكابر
وأبو حنيفة ساقط * في الرأي حين تكون حاضر
وكذاك ان ذكر الخليل * فأنت نحوي وشاعر
من هرمس من سيبويه * من ابن فورك ان تناظر
ولها مشطرة هذين البيتين:
وما من كاتب الا سيبلى * ويبلغ بدء غايته انتهاء
وتمحوه الليالي في سراها * ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب يمينك غير شئ * به يرض لك الزلفى الاله
ولا تعمل سوى عمل مفيد * يسرك في القيامة ان تراه
وقرظ كتابها حسن العواقب محمد بك غالب وهو في الرابعة عشرة من
سنيه فقالت تمدحه من جملة أبيات:
يا واحدا في علاه * لك الثناء المؤبد
وخاطبتك المعالي * اهنأ وسد يا محمد
لا زلت تعلو وترقى * لكل مجد وسؤدد
وقالت في تاريخ ولادة من اسمها فاطمة:
زها أفق العليا بشمس منيرة * لها منبت تروي الليالي مكارمه
وجاء باقبال فقلت مؤرخا * الا وافت البشرى بميلاد فاطمة
وقال صاحب مجلة المنار في مجلته:
لنادرة العصر وأميرة النظم والنثر السيدة زينب فواز حفظها الله تشطير
هذين البيتين ولكننا لم نرتض التشطير فتركناه.
ومصباح كان النور منه * محيا من أحب إذا تجلى
أغار على الدجى بلسان أفعى * فشمر ذيله فرقا وولى
قال: ولها أمد الله في حياتها تشطير هذين البيتين:
امنت إلى ذا وذاك فلم أجد * من الناس من أرجوه في اليسر والبؤس
وما رمت من أبناء دهر معاند * أخا ثقة الا استحال إلى العكس
فأصبحت مرتابا بمن شط أو دنا * وألفيت أهل اليوم مثل بني أمس
وأيقنت ان لا خل في الكون يرتجى * من الناس حتى كدت ارتاب من نفسي
(١٣٥)

٤٧٨: زينب الصغرى بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع واسم أبي
طالب عبد مناف
وقبل الكلام عليها لا بد من الكلام على من تسمى بزينب ومن
تسمى بأم كلثوم أو بهما من بنات علي ع ليتميز بعضهن عن بعض
فنقول:
ذكر المسعودي في مروج الذهب ج ٢ ص ٩٢ في أولاد علي
ع أم كلثوم الكبرى وزينب الكبرى أمهما فاطمة الزهراء بنت رسول
الله ص وأم كلثوم الصغرى وزينب الصغرى ولم يذكر من هي أمهما لكن أم
كلثوم الصغرى أمها أم سعد أو سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي كانت
متزوجة من بعض ولد عمها عقيل اما زينب الصغرى فأمها أم ولد فدل
كلامه على أن المسماة بزينب اثنتان كبرى أمها الزهراء وصغرى لم يذكر اسم
أمها وأمها أم ولد والمسماة بأم كلثوم اثنتان أيضا كبرى أمها الزهراء
وصغرى لم يسم اسم أمها واسمها أم سعيد. وقال ابن أبي الحديد في
شرح النهج ج ٢ ص ٤٧٥ زينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى أمهما فاطمة
بنت رسول الله ص وأم كلثوم الصغرى وزينب الصغرى لأمهات أولاد شتى.
وقال المفيد في الارشاد عند تعداد أولاد أمير المؤمنين ع وزينب الكبرى
وزينب الصغرى وعد معها غيرها وقال لأمهات شتى فدل
كلامه على أن المسماة بزينب من بنات أمير المؤمنين ع ثلاث
إحداهن تسمى زينب الكبرى وأمها فاطمة بنت رسول الله ص واثنتان
يسميان بزينب الصغرى والمائز بينهما ان إحداهما تكنى أم كلثوم وأمها فاطمة
أيضا والثانية لا تكنى بأم كلثوم وأمها غير فاطمة ع وليس فيهن
من تسمى أم كلثوم ولا تسمى بزينب فأم كلثوم عنده كنية لا اسم لكن لم
يظهر الوجه في وصف كل من الزينبين بالصغرى ويمكن ان يكون وصف
المكناة بأم كلثوم بالصغرى بالنسبة إلى شقيقتها زينب الكبرى ووصف التي
لا تكنى بأم كلثوم بالصغرى بالنسبة إلى زينب المكناة أم كلثوم أو إلى زينب
الكبرى اما ان الصغرى المكناة بأم كلثوم والصغرى التي لا تكنى بها أيهما
أكبر فلا يفهم من كلامه ولعلهما في سن واحد لاختلاف أميهما وقال كمال
الدين محمد بن طلحة في كتابه مطالب السؤول في مناقب آل الرسول عند
ذكر الإناث من أولاده ع زينب الكبرى أم كلثوم الكبرى أمهما
فاطمة بنت الرسول ص زينب الصغرى أم كلثوم الصغرى من أمهات أولاد
فظهر مما مر هنا ومما مر في ج ٣ من هذا الكتاب ومما يأتي في ترجمة زينب
الكبرى ان من تسمى بزينب من بنات علي ع هما اثنتان كبرى
أمها فاطمة الزهراء ع وهي العقيلة زوجة عبد الله بن جعفر
وصغرى وهي التي كلامنا فيها. وفي عمدة الطالب أمها أم ولد وكانت
تحت محمد بن عقيل بن أبي طالب اه‍ وعلى قول المفيد هن ثلاث والثالثة
الصغرى المكناة بأم كلثوم شقيقة العقيلة. وان من تسمى بأم كلثوم من
بناته ع ثلاث أم كلثوم الكبرى وهي التي كانت متزوجة بالخليفة
الثاني أمها فاطمة الزهراء ع وأم كلثوم الصغرى أمها أم سعد أو
سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي كانت متزوجة ببعض ولد عمها عقيل
وأم كلثوم الوسطى وهي زوجة مسلم بن عقيل وذكرنا الصغرى والكبرى
في ج ٣ وذكرنا الثلاث في ج ١٣ اما أم كلثوم التي كانت مع أخيها بالطف
فالظاهر من مجاري أحوالها انها شقيقة العقيلة لكن ذلك يتنافى مع كونها
زوجة الخليفة الثاني التي توفيت قبل ذلك الحين بسقوط البيت عليها وعلى
ابنها زيد ويمكن ان تكون زوجة مسلم حضرت مع أخيها الحسين بقصد
الكوفة لان زوجها هناك وخروجها قبل العلم بقتل مسلم وقد استظهرنا في
ج ٣ ان تكون أم كلثوم الكبرى وأم كلثوم الصغرى هما زينب الكبرى
وزينب الصغرى ثم ظهر لنا ان هذا الاستظهار في غير محله أولا لما
ذكرناه هنا وفي ج ١٣ من أن أم كلثوم الكبرى هي التي كانت متزوجة
بالخليفة الثاني ومن المعلوم ان زينب الكبرى كانت زوجة عبد الله بن
جعفر فهما اثنتان ثانيا لتصريح المسعودي وغيره من أئمة هذا الشأن في
كلامهم المتقدم بان المسميات بزينب وبأم كلثوم من بنات علي هن أربع أو
ثلاث لا اثنتان وفي عمدة الطالب ص ١٥ أبو محمد عبد الله بن محمد بن
عقيل أمه زينب الصغرى بنت أمير المؤمنين علي ع أمها
أم ولد ثم قال محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل أمه حميدة بنت مسلم بن
عقيل وأمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب فعلم من ذلك أن مسلم بن
عقيل كان متزوجا بأم كلثوم ابنة عمه علي بن أبي طالب.
قبر الست الذي في قرية راوية
يوجد في قرية تسمى راوية على نحو فرسخ من دمشق إلى جهة
الشرق قبر ومشهد يسمى قبر الست ووجد على هذا القبر صخرة رأيتها
وقرأتها كتب عليها هذا قبر السيدة زينب المكناة بأم كلثوم بسيدنا علي
رضي الله عنه وليس فيها تاريخ وصورة خطها تدل على انها كتبت بعد
الستمائة من الهجرة ولا يثبت بمثلها شئ ومع مزيد التتبع والفحص لم أجد
من أشار إلى هذا القبر من المؤرخين سوى ابن جبير في رحلته وياقوت
في معجمه وابن عساكر في تاريخ دمشق وذلك يدل على وجود هذا القبر من
زمان قديم واشتهاره قال ابن جبير في رحلته التي كانت في أوائل المائة
السابعة عند الكلام على دمشق ما لفظه ومن مشاهد أهل البيت رضي الله
عنهم مشهد أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ويقال لها
زينب الصغرى وأم كلثوم كنية أوقعها عليها النبي ص لشبهها بابنته أم كلثوم
رضي الله عنها والله أعلم بذلك ومشهدها الكريم بقرية قبلي البلد تعرف
براوية على مقدار فرسخ وعليه مسجد كبير وخارجه مساكن وله أوقاف وأهل
هذه الجهات يعرفونه بقبر الست أم كلثوم مشينا إليه وبتنا به وتبركنا برؤيته
نفعنا الله بذلك اه‍.
وقال ياقوت المتوفى سنة ٦٢٦ في معجم البلدان: راوية بلقط راوية
الماء قرية من غوطة دمشق بها قبر أم كلثوم. وقال ابن عساكر من أهل
أوائل المائة الخامسة عند ذكر مساجد دمشق: مسجد راوية مسجد على قبر
أم كلثوم وهي ليست بنت رسول الله ص التي كانت عند عثمان لان تلك
ماتت في حياة النبي ص ودفنت بالمدينة ولا هي أم كلثوم بنت علي من
فاطمة التي تزوجها عمر بن الخطاب لأنها ماتت هي وابنها زيد بن عمر
بالمدينة في يوم واحد ودفنا بالبقيع وانما هي امرأة من أهل البيت سميت بهذا
الاسم ولا يحفظ نسبها. ومسجدها هذا بناه رجل قرقوبي من أهل حلب
اه‍. قرقوبي منسوب إلى قرقوب في انساب السمعاني بلدة بين واسط
وكور الأهواز اه‍. فابن جبير وان سماها زينب الصغرى وكناها أم كلثوم
حاكيا ان الرسول ص كناها بذلك الا ان الظاهر أن ذلك اجتهاد منه بدليل
قوله ان أهل هذه الجهات يعرفونه بقبر الست أم كلثوم مما دل على انها
مشهورة بأم كلثوم دون زينب وقوله أولا الله أعلم بذلك مشعر بتشكيكه في
ذلك وياقوت وابن عساكر كما سمعت لم يصرحا باسم أبيها ولا بأنها تسمى
زينب بل اقتصرا على تسميتها بأم كلثوم فقط ومن هنا قد يقع الشك في أنها
(١٣٦)

بنت علي ع فضلا عن أن اسمها زينب ويظن انها امرأة أهل البيت
لم يحفظ نسبها كما قال ابن عساكر وان كان ما اعتمد عليه في ذلك
غير صواب لتعدد من تسمى بأم كلثوم من بنات علي وعدم انحصارهن في
زوجة عمر وكيف كان فلو صح انها زينب الصغرى فهي التي كانت تحت
محمد بن عقيل فما الذي جاء بها إلى راوية دمشق ولكن ذلك لم يصح كما
عرفت وان كانت أم كلثوم كما هو الظاهر لدلالة كلام ابن جبير وياقوت
وابن عساكر على اشتهارها بذلك فليست أم كلثوم الكبرى لما مر عن ابن
عساكر فيتعين كونها اما أم كلثوم الوسطى زوجة مسلم بن عقيل التي تزوجها
عبد الله بن جعفر بعد قتل زوجها ووفاة أختها زينب الكبرى واما أم كلثوم
الصغرى التي كانت مزوجة ببعض ولد عقيل وحينئذ فمجئ إحداهما إلى
الشام ووفاتها في تلك القرية وان كان ممكنا عقلا لكنه مستبعد عادة هذا على
تقدير صحة انتساب القبر الذي في راوية إلى أم كلثوم بنت علي لكن قد
عرفت انه ليس بيدنا ما يصحح ذلك لو لم يوجد ما ينفيه ثم انه ليس في
كلام من تقدم نقل كلامهم ما يدل على أن من تسمى بزينب تكنى بأم
كلثوم سوى كلام المفيد.
٤٧٩: زينب الكبرى بنت مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
ع وتعرف بالعقيلة
أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله ص كانت زينب ع
من فضليات النساء. وفضلها أشهر من أن يذكر وأبين من أن يسطر.
وتعلم جلالة شانها وعلو مكانها وقوة حجتها ورجاحة عقلها وثبات جنانها
وفصاحة لسانها وبلاغة مقالها حتى كأنها تفرع عن لسان أبيها أمير المؤمنين
ع من خطبها بالكوفة والشام واحتجاجها على يزيد وابن زياد بما فحمهما
حتى لجا إلى سوء القول والشتم واظهار الشماتة والسباب الذي هو سلاح
العاجز عن إقامة الحجة وليس عجيبا من زينب ان تكون كذلك وهي فرع
من فروع الشجرة الطيبة النبوية والأرومة الهاشمية جدها الرسول وأبوها
الوصي وأمها البتول وأخواها لأبيها وأمها الحسنان ولا بدع ان جاء الفرع
على منهاج أصله. وكانت زينب الكبرى متزوجة بابن عمها عبد الله بن
جعفر بن أبي طالب وولد له منها علي الزينبي وعون ومحمد وعباس وأم كلثوم
لسبط بن الجوزي يوسف قزاوغلي وعون ومحمد قتلا مع خالهما الحسين ع
بطف كربلا. وأم كلثوم هي التي خطبها معاوية لابنه يزيد فزوجها خالها
الحسين ع من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي
طالب. وسميت أم المصائب وحق لها ان تسمى بذلك فقد شاهدت مصيبة
وفاة جدها الرسول ص ومصيبة وفاة أمها الزهراء ع ومحنتها ومصيبة قتل
أبيها أمير المؤمنين ع ومحنة ومصيبة شهادة أخيها الحسن بالسم ومحنته
والمصيبة العظمى بقتل أخيها الحسين ع من مبتداها إلى منتهاها وقتل
ولداها عون ومحمد مع خالهما امام عينها وحملت أسيرة من كربلاء إلى الكوفة
وأدخلت على ابن زياد إلى مجلس الرجال وقابلها بما اقتضاه لؤم عنصره
وخسة أصله من الكلام الخشن الموجع واظهار الشماتة الممضة وحملت أسيرة
من الكوفة إلى ابن آكلة الأكباد بالشام ورأس أخيها ورؤوس ولديها وأهل
بيتها امامها على رؤوس الرماح طول الطريق حتى دخلوا دمشق على هذه
الحال وادخلوا على يزيد في مجلس الرجال وهم مقرنون بالحبال. قال المفيد
فرأى هيئة قبيحة وأظهر السخط على ابن زياد ثم أفرد لهن ولعلي بن الحسين
دارا وامر بسكوتهم وقال لزين العابدين كاتبني من المدينة وانه إلى كل حاجة
تكون ولما عادوا ارسل معهم النعمان بن بشير وأمره ان يرفق بهم في الطريق
ولما غزا جيشه المدينة أوضى مسرف بن عقبة بعلي بن الحسين
ع. وذلك لما رأى من نقمة الناس عليه فأراد ان يتلافى ما فرط منه
وهيهات كما قال الشريف الرضي:
وود ان يتلافى ما جنت يده * وكان ذلك كسرا غير مجبور
وكان لزينب في وقعة الطف المكان البارز في جميع الحالات وفي
المواطن كلها فهي التي كانت تمرض العليل وتراقب أحوال أخيها الحسين
ع ساعة فساعة وتخاطبه وتسأله عند كل حادث وهي التي كانت تدبر امر
العيال والأطفال وتقوم في ذلك مقام الرجال وهي التي دافعت عن زين
العابدين لما أراد ابن زياد قتله وخاطبت ابن زياد بما ألقمه حجرا حتى لجا
إلى ما لا يلجأ إليه ذو نفس كريمة وبها لاذت فاطمة الصغرى واخذت بثيابها
لما قال الشامي ليزيد هب لي هذه الجارية فخاطبت يزيد بما فضحه وألقمته
حجرا حتى لجا إلى ما لجا إليه ابن زياد. والذي يلفت النظر انها في ذلك
الوقت كانت متزوجة بعبد الله بن جعفر فاختارت صحبة أخيها على البقاء
عند زوجها وزوجها راض بذلك مبتهج به وقد امر ولديه بلزوم خالهما
والجهاد بين يديه ففعلا حتى قتلا وحق لها ذلك فمن كان لها أخ مثل الحسين
وهي بهذا الكمال الفائق لا يستغرب منها تقديم أخيها على بعلها.
اخبارها المتعلقة بوقعة الطف حتى رجوعها للمدينة
روى ابن طاوس ان الحسين ع لما نزل الخزيمية أقام بها يوما
وليلة فلما أصبح أقبلت إليه أخته زينب فقالت يا أخي ألا أخبرك بشئ
سمعته البارحة فقال الحسين ع وما ذاك فقالت خرجت في بعض الليل
لقضاء حاجة فسمعت هاتفا يهتف ويقول:
الا يا عين فاحتفلي بجهد * ومن يبكي على الشهداء بعدي
على قوم تسوقهم المنايا * بمقدار إلى انجاز وعد
فقال لها الحسين ع يا أختاه كل الذي قضي فهو كائن. وقال
المفيد لما كان اليوم التاسع من المحرم زحف عمر بن سعد إلى الحسين
ع بعد العصر والحسين ع جالس امام بيته محتب بسيفه إذ خفق
برأسه على ركبتيه فسمعت أخته الضجة الصيحة فدنت من أخيها فقالت
يا أخي أما تسمع هذه الأصوات قد اقتربت فرفع الحسين رأسه فقال اني
رأيت رسول الله ص الساعة في المنام فقال لي انك تروح إلينا فلطمت أخته
وجهها ونادت بالويل فقال لها الحسين ليس لك الويل يا أختاه اسكتي رحمك
الله والمراد بأخته في هذه الرواية هي زينب بلا ريب لأنها هي التي كانت
تراقب أحوال أخيها في كل وقت ساعة فساعة وتتبادل معه الكلام فيما يحدث
من الأمور والأحوال وقد روى ابن طاوس هذه الرواية مع بعض الزيادة
وصرح بان اسمها زينب فقال فسمعت أخته زينب الضجة إلى أن قال
فلطمت زينب وجهها وصاحت ونادت بالويل فقال لها الحسين ع ليس
لك الويل يا أخية اسكتي رحمك الله لا تشمتي القوم بنا. وقال ابن الأثير
ج ٤ ص ٢٩ نهض عمر بن سعد إلى الحسين عشية الخميس لتسع مضين
من المحرم بعد العصر والحسين جالس امام بيته محتبيا بسيفه إذ خفق برأسه
على ركبته وسمعت أخته زينب الضجة فدنت منه فأيقظته فرفع رأسه فقال
اني رأيت رسول الله ص في المنام فقال إنك تروح إلينا فلطمت أخته وجهها
وقالت يا ويلتاه قال ليس لك الويل يا أخية اسكتي رحمك الله وقال المفيد
قال علي بن الحسين اني لجالس في صبيحتها وعندي عمتي زينب تمرضني إذ
اعتزل أبي في خباء له وعنده جوين مولى أبي ذر الغفاري وهو أي جوين
يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول:
(١٣٧)

يا دهر أف لك من خليل * كم لك بالاشراق
والأصيل من صاحب أو طالب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديل
وانما الامر إلى الجليل * وكل حي سالك سبيلي السبيل
فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها وعرفت ما أراد فخنقتني العبرة
فرددتها ولزمت السكوت وعلمت ان البلاء قد نزل واما عمتي فإنها لما
سمعت وهي امرأة ومن شان النساء الرقة والجزع فلم تملك نفسها ان وثبت
تجر ثوبها وانها لحاسرة حتى انتهت إليه فقالت وا ثكلاه ليت الموت أعدمني
الحياة اليوم ماتت أمي فاطمة وأبي علي وأخي الحسن يا خليفة الماضي وثمال
الباقي فنظر إليها الحسين ع فقال لها يا أخية لا يذهبن حلمك الشيطان
وترقرقت عيناه بالدموع وقال لو ترك القطا ليلا لنام فقالت يا ويلتاه
أفتغتصب نفسك اغتصابا فذلك اقرح لقلبي وأشد على نفسي ثم
لطمت وجهها وهوت إلى جيبها فشقته وخرت مغشيا عليها فقام إليها
الحسين وصب على وجهها الماء وقال لها أيها يا أختاه اتقي الله وتعزي بعزاء
الله واعلمي ان أهل الأرض يموتون وأهل السماء لا يبقون وان كل شئ
هالك الا وجهه إلى أن قال فعزاها بهذا ونحوه وقال لها يا أخية اني
أقسمت عليك فأبري قسمي لا تشقي علي جيبا ولا تخمشي علي وجها ولا
تدعي علي بالويل والثبور إذا انا هلكت ثم جاء بها حتى أجلسها
عندي. وروى ابن طاوس في الملهوف هذا الخبر بنحو ما رواه المفيد وصرح
باسم أخته زينب وزاد في الأبيات ما أقرب الوعد من الرحيل قال
فسمعت أخته زينب بنت فاطمة ع ذلك فقالت يا أخي هذا
كلام من أيقن بالقتل فقال نعم يا أختاه فقالت زينب وا ثكلاه ينعى الحسن
إلي نفسه الحديث وقال ابن الأثير في الكامل سمعته أخته زينب تلك العشية
وهو في خباء له يقول وعنده حوي مولى أبي ذر الغفاري يعالج سيفه يا
دهر أف لك من خليل الأبيات الثلاثة المتقدمة ثم ذكر تمام الخبر بنحو مما
ذكره المفيد وابن طاوس ثم ذكر ابن طاوس انه خاطب النساء وفيهن زينب
وأم كلثوم فقال انظرن إذا انا قتلت فلا تشققن علي جيبا ولا تخمشن علي
وجها ولا تقلن هجرا. وقال المفيد لما قتل علي بن الحسين الأكبر خرجت
زينب أخت الحسين مسرعة تنادي يا حبيباه ويا ابن أخياه وجاءت حتى
أكبت عليه فاخذ الحسن برأسها فردها إلى الفسطاط. قال ابن الأثير حمل
الناس على الحسين عن يمينه وشماله فحمل على الذين عن يمينه فتفرقوا ثم
حمل على الذين عن يساره فتفرقوا فما رئي مكثور قط قد قتل ولده وأهل بيته
وأصحابه أربط جأشا ولا أمضى جنانا ولا أجرأ مقدما منه ان كانت الرجالة
لتنكشف عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب فبينما هو
كذلك إذ خرجت زينب وهي تقول ليت السماء أطبقت على الأرض وقد دنا
عمر بن سعد فقالت يا عمر أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر فدمعت عيناه حتى
سالت دموعه على خديه ولحيته وصرف وجهه عنها. قال ابن طاوس لما كان
اليوم الحادي عشر بعد قتل الحسين ع حمل ابن سعد معه نساء الحسين
وبناته وأخواته فقال النسوة بحق الله الا ما مررتم بنا على مصرع الحسين
فمروا بهن على المصرع فلما نظر النسوة إلى القتلى فوالله لا انسى زينب بنت
علي وهي تندب الحسين وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب يا محمداه صلى
عليك مليك السما هذا حسينك مرمل بالدما مقطع الأعضاء وبناتك سبايا إلى
الله المشتكى والى محمد المصطفى والى علي المرتضى والى فاطمة الزهراء والى
حمزة سيد الشهداء يا محمداه هذا حسين بالعرا تسفي عليه ريح الصبا قتيل
أولاد البغايا وا حزناه وا كرباه عليك يا أبا عبد الله اليوم مات جدي رسول
الله يا أصحاب محمد هؤلاء ذرية المصطفى يساقون سوق السبايا وفي بعض
الروايات وا محمداه بناتك سبايا وذريتك مقتلة تسفي عليهم ريح الصبا وهذا
حسين محزوز الرأس من القفا مسلوب والردا بأبي من اضحى عسكره يوم
الاثنين نهبا بأبي من فسطاطه مقطع العرى بأبي من لا غائب فيرتجى ولا
جريح فيداوى بأبي من نفسي له الفدا بأبي المهموم حتى قضى بأبي العطشان
حتى مضى بأبي من شيبته تقطر بالدما بأبي من جده رسول إله السماء بأبي من
هو سبط نبي الهدى بأبي محمد المصطفى بأبي خديجة الكبرى بأبي علي
المرتضى بأبي فاطمة الزهراء بأبي من ردت له الشمس حتى صلى فأبكت والله
كل عدو وصديق. ولما دخلوا الكوفة جعل أهلها يناولون الأطفال الخبز
والجبن والتمر والجوز فكانت زينب تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وترمي به
وتقول يا أهل الكوفة ان الصدقة علينا حرام.
خطبة زينب ع بالكوفة
روى ابن طاوس انه لما جئ بسبايا أهل البيت إلى الكوفة جعل أهل الكوفة
ينوحون ويبكون قال بشر بن خزيم الأسدي ونظرت إلى زينب بنت
علي ع يومئذ فلم أر خفرة انطق منها كأنها تفرع عن لسان أمير
المؤمنين ع وقد أومأت إلى الناس ان اسكتوا فارتدت الأنفاس
وسكنت الأجراس ثم قالت: الحمد لله والصلاة على محمد وآله الطاهرين
اما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر أتبكون فلا رقات الدمعة
ولا قطعت الرنة انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا
تتخذون أيمانكم دخلا بينكم الا وهل فيكم الا الصلف النطف والصدر
الشنف وملق الإماء وغمر الأعداء أو كمرعى على دمنة أو كفضة على
ملحودة الا ساء ما قدمت لكم أنفسكم ان سخط الله عليكم وفي العذاب
أنتم خالدون أتبكون وتنتحبون اي والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا فلقد
ذهبتم بعارها وشنارها ولن ترحضوها بغسل بعدها ابدا وانى ترحضون قتل
سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة وسيد شباب أهل الجنة وملاذ حيرتكم
ومفزع نازلتكم ومنار حجتكم ومدرة ألسنتكم الا ساء ما تزرون وبعدا
لكم وسحقا فلقد خاب السعي وتبت الأيدي وخسرت الصفقة وبؤتم
بغضب من الله وضربت عليكم الذلة والمسكنة ويلكم يا أهل الكوفة
أتدرون اي كبد لرسول الله ص فريتم وأي كريمة له أبرزتم وأي دم سفكتم
وأي حرمة له انتهكتم لقد جئتم بها صلعاء عنقاء سوداء فقماء نأناء خرقاء
شوهاء كطلاع الأرض أو ملء السما أفعجبتم ان مطرت السماء دما
فلعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا تنصرون فلا يستخفنكم المهل فإنه لا يحفزه
البدار ولا يخاف فوت الثار وان ربكم بالمرصاد قال فوالله لقد رأيت الناس
يومئذ حيارى يبكون وقد وضعوا أيديهم في أفواههم ورأيت شيخا واقفا إلى
جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته وهو يقول بأبي أنتم وأمي كهولكم خير
الكهول وشبابكم خير الشباب ونساؤكم خير النساء ونسلكم خير نسل لا
يخزي ولا يبزي. قال المفيد ادخل عيال الحسين ع على ابن زياد
فدخلت زينب أخت الحسين ع في جملتهم متنكرة وعليها أرذل ثيابها
فمضت حتى جلست ناحية من القصر وحفت بها إماؤها فقال ابن زياد من
هذه التي انحازت فجلست ناحية ومعها نساؤها فلم تجبه زينب فأعاد ثانية
وثالثة يسأل عنها فقال له بعض إمائها هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول

(١) هكذا في النسخة المطبوعة وكأنه تصحيف جوين صحفه الناسخ أو الطابع.
(٢) في القاموس المدرة كمنبر السيد الشريف والمقدم في اللسان واليد عند الخصومة والقتال.
- المؤلف -
(١٣٨)

الله ص وكان هذه الأمة أرادت لفت نظره إلى لزوم تعظيمها واحترامها
بكونها بنت فاطمة بنت رسول الله ص وكفى ذلك في لزوم تعظيمها
واحترامها ولكن أبى له كفره وخبثه ولؤم عنصره الا ان يتجهم لها في
جوابه ويجيبها بأقبح جواب وهو الذي صرح بالكفر لما وضع رأس الحسين
ع بين يديه بقوله يوم بيوم بدر فاقبل عليها ابن زياد فقال لها
الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم فأجابته جواب
الركين الرصين العارف بمواقع الكلام فقالت زينب الحمد لله الذي أكرمنا
بنبيه محمد ص وطهرنا من الرجس تطهيرا انما يفتضح الفاسق ويكذب
الفاجر وهو غيرنا والحمد لله فقال ابن زياد كيف رأيت فعل الله باهل بيتك
فقالت كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك
وبينهم فتتحاجون إليه وتختصمون عنده وفي رواية غير المفيد انها قالت ما
رأيت الا جميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم
وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ هبلتك
أمك يا ابن مرجانة قال المفيد فغضب ابن زياد واستشاط لما أفحمه
جوابها فقال له عمر بن حريث أيها الأمير انها امرأة لا تؤاخذ بشئ من
منطقها ولا تذم على خطائها فعاد حينئذ إلى ما جبل عليه من سوء القول
فقال لها ابن زياد قد شفى الله نفسي من طاغيتك والعصاة من أهل بيتك
فرقت زينب وبكت وقالت له لعمري لقد قتلت كهلي وأبرزت أهلي وقطعت
فرعي واجتثثت أصلي فان يشفك هذا فقد اشتفيت فقال ابن زياد هذه
سجاعة ولعمري لقد كان أبوها سجاعا شاعرا فقالت ما للمرأة والسجاعة
ان لي عن السجاعة لشغلا ولكن صدري نفث بما قلت.
وسأل علي بن الحسين من أنت فأخبره فقال أليس قد قتل الله علي
ابن الحسين فقال كان لي أخ يسمى عليا قتله الناس قال بل الله قتله
قال الله يتوفى الأنفس حين موتها فغضب ابن زياد وقال وبك جرأة لجوابي
وفيك بقية للرد علي اذهبوا به فاضربوا عنقه وهكذا يكون حال من يعجز
عن الجواب الحق من الظلمة ان يلجأ إلى السيف فتعلقت به زينب عمته
وقالت يا ابن زياد حسبك من دمائنا واعتنقته وقالت لا والله لا أفارقه فان
قتلته فاقتلني معه فنظر ابن زياد إليها واليه ساعة ثم قال عجبا للرحم والله
اني لأظنها ودت اني قتلتها معه دعوه فاني أراه لما به. وفي رواية ان عليا
ع قال لعمته اسكتي يا عمة حتى أكلمه ثم اقبل عليه فقال أبالقتل
تهددني أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة ثم امر ابن زياد بهم
فحملوا إلى دار بجنب المسجد الأعظم فقالت زينب بنت علي ع
لا تدخلن علينا عربية الا أم ولد أو مملوكة فإنهن سبين كما سبينا وهذا غاية
ما في وسع زينب من اظهار الحزن والتألم لما أصابهم واظهار فضائح الظالمين
ثم إن ابن زياد بعث بهم إلى الشام إجابة لطلب يزيد بن معاوية ومعهم
الرؤوس وفيها رأس الحسين ع فدعا بالرأس الشريف فوضع بين
يديه قال المفيد ثم دعا يزيد بالنساء والصبيان فاجلسوا بين يديه قالت
فاطمة بنت الحسين ع فقام إليه رجل من أهل الشام احمر فقال يا
أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية فأرعدت وظنت ان ذلك جائز عندهم
فأخذت بثياب عمتي زينب وكانت تعلم أن ذلك لا يكون وكانت أكبر
منها فقالت عمتي للشامي كذبت والله ولؤمت ما ذاك لك ولا له فغضب
يزيد وقال كذبت ان ذلك لي ولو شئت ان افعل لفعلت قالت كلا والله ما
جعل الله لك ذلك الا ان تخرج من ملتنا وتدين بغيرها فاستطار يزيد غضبا
وقال إياي تستقبلين بهذا انما خرج من الدين أبوك وأخوك قالت زينب بدين
الله ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وجدك وأبوك ان كنت مسلما قال
كذبت يا عدوة الله قالت له أنت أمير تشتم ظالما وتقهر بسلطانك فكأنه
استحيا وسكت وقال ابن طاوس ان زينب بنت علي لما رأت رأس أخيها بين
يدي يزيد أهوت إلى جيبها فشقته ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب يا
حسيناه يا حبيب رسول الله يا ابن مكة ومنى يا ابن فاطمة الزهراء سيدة
النساء يا ابن بنت المصطفى قال الراوي فأبكت والله كل من كان حاضرا في
المجلس ويزيد ساكت.
خطبة زينب ع بالشام
روى ابن طاوس في كتاب الملهوف على قتلى الطفوف انه لما جئ
برأس الحسين ع إلى يزيد بالشام دعا بقضيب خيزران وجعل
ينكت به ثنايا الحسين ع ويقول من جملة أبيات:
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل
فقامت زينب بنت علي ع فقالت:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله أجمعين صدق الله
كذلك حيث يقول ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوءى ان كذبوا بآيات الله
وكانوا بها يستهزئون أظننت يا يزيد حيث اخذت علينا أقطار الأرض
وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الإماء ان بنا هوانا
على الله وبك عليه كرامة وان ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بانفك
ونظرت في عطفك جذلان مسرورا حيث رأيت الدنيا لك مستوسقة والأمور
متسقة وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا فمهلا مهلا لا تطش جهلا أنسيت
قول الله تعالى ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لأنفسهم انما نملي
لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك
حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت
وجوههن تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ويستشرفهن أهل المناهل
والمناقل ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدنئ والشريف ليس معهن
من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي وكيف ترتجى مراقبة ابن من لفظ فوه
أكباد الأزكياء ونبت لحمه بدماء الشهداء وكيف يستبطئ في بغضنا أهل البيت
من نظر إلينا بالشنف والشنان والإحن والأضغان ثم تقول غير متأثم
ولا مستعظم.
لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل
منحنيا على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك
وكيف لا تقول ذلك وقد نكات القرحة واستأصلت الشافة بإراقتك دماء
ذرية محمد ص ونجوم الأرض من آل عبد المطلب وتهتف بأشياخك زعمت
أنك تناديهم فلترون وشيكا موردهم ولتودن انك شللت وبكمت ولم تكن
قلت ما قلت وفعلت ما فعلت اللهم خذلنا بحقنا وانتقم ممن ظلمنا واحلل
غضبك بمن سفك دماءنا وقتل حماتنا فوالله ما فريت الا جلدك ولا حززت
الا لحمك ولتردن على رسول الله ص بما تحملت من سفك دماء ذريته
وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم
ويأخذ لهم بحقهم ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء
عند ربهم يرزقون وحسبك بالله حاكما وبمحمد ص خصيما وبجبرئيل ظهيرا
(١٣٩)

وسيعلم من سول لك ومكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلا
وأيكم شر مكانا واضعف جندا ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك اني
لأستصغر قدرك واستعظم تقريعك واستكبر توبيخك لكن العيون عبرى
والصدور حرى الا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب
الشيطان الطلقاء فهذه الأيدي تنطف من دمائنا والأفواه تتحلب من لحومنا
وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعقرها أمهات
الفراعل ولئن اتخذتنا مغنما لنجدننا وشيكا مغرما حيث لا تجد الا ما
قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد فإلى الله المشتكى وعليه المعول فكد
كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا
تدرك أمدنا ولا ترحض عنك عارها وهل رأيك الا فند وأيامك الا عدد
وجمعك الا بدد يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين فالحمد لله الذي
ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة ونسأل الله ان يكمل
لهم الثواب ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة انه رحيم ودود وحسبنا
الله ونعم الوكيل فقال يزيد:
يا صيحة تحمد من صوائح * ما أهون النوح على النوائح
قال ابن الأثير امر يزيد النعمان بن بشير ان يجهزهم بما يصلحهم
ويسير معهم رجلا أمينا من أهل الشام ومعه خيل يسير بهم إلى المدينة
فخرج بهم فكان يسايرهم ليلا فيكونون أمامه بحيث لا يفوتون طرفه فإذا
نزلوا تنحى عنهم هو وأصحابه فكانوا حولهم كهيئة الحرس وكان يسألهم عن
حاجتهم ويلطف بهم حتى دخلوا المدينة فقالت فاطمة بنت علي لأختها
زينب لقد أحسن هذا الرجل إلينا فهل لك ان نصله بشئ فقالت والله ما
معنا ما نصله به الا حلينا فأخرجتا سوارين ودملجين لهما فبعثتا بهما إليه
واعتذرتا فرد الجميع وقال لو كان الذي صنعت للدنيا لكان في هذا ما
يرضيني ولكن والله ما فعلته الا لله ولقرابتكم من رسول الله ص. هذه نبذة
مما جرى على أهل بيت الرسالة من الظلم والفظائع الفادحة من أمة جدهم
الرسول ص فكانت الأمة بين مقاتل وخاذل الا نفرا يسيرا قاتلوا فقتلوا أو
عمهم الخوف فسكتوا لا يقدرون لقلتهم على كثير ولا قليل فكان هذا جزاء
رسول الله ص من أمة هداها إلى الاسلام وطهرها من عبادة الأوثان
والأصنام وأوصاها بعترته وأهل بيته واكد الوصية فجعلها أحد الثقلين
كتاب الله والعترة وجعلها بمنزلة سفينة نوح وباب حطة وجعل المتقدم عليها
هالكا والمتأخر عنها مارقا فكيف تكون بعد هذا خير أمة أخرجت للناس
بجميعها لا بمجموعها وكيف يكون خير القرون قرنه ثم الذي يليه ثم الذي
يليه وانما مهدت القرون طريق ظلم أهل البيت للذي يليها.
بعض ما نسب إليها من المواعظ والحكم
في مجلة العرفان ج ١ ص ٨٦ ذكر في كتاب بلاغات النساء حدثني
أحمد بن جعفر بن سليمان الهاشمي كانت زينب بنت علي تقول من أراد ان
يكون الخلق شفعاءه إلى الله فليحمده ألم تسمع إلى قولهم سمع الله لمن حمده
فخف الله لقدرته عليك واستح منه لقربه منك اه‍ ولم أجد هذا الكلام في
كتاب بلاغات النساء تأليف أحمد بن أبي طاهر المطبوع بمصر عام ١٣٢٦.
محل قبرها
يجب ان يكون قبرها في المدينة المنورة فإنه لم يثبت انها بعد رجوعها
للمدينة خرجت منها وان كان تاريخ وفاتها ومحل قبرها بالبقيع وكم من أهل البيت
أمثالها من جهل محل قبره وتاريخ وفاته خصوصا النساء وفيما الحق
برسالة نزهة أهل الحرمين في عمارة المشهدين في النجف وكربلا المطبوعة
بالهند نقلا عن رسالة تحية أهل القبور بالمأثور عند ذكر قبور أولاد الأئمة
ع ما لفظه: ومنهم زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين
ع وكنيتها أم كلثوم قبرها في قرب زوجها عبد الله بن جعفر الطيار
خارج دمشق الشام معروف جاءت مع زوجها عبد الله بن جعفر أيام عبد
الملك بن مروان إلى الشام سنة المجاعة ليقوم عبد الله بن جعفر في ما كان له
من القرى والمزارع خارج الشام حتى تنقضي المجاعة فماتت زينب هناك
ودفنت في بعض تلك القرى هذا هو التحقيق في وجه دفنها هناك وغيره
غلط لا أصل له فاغتنم فقدوهم في ذلك جماعة فخبطوا العشواء اه‍
بحروفه. وفي هذا الكلام من خبط العشواء مواضع أولا ان زينب
الكبرى لم يقل أحد من المؤرخين انها تكنى بأم كلثوم فقد ذكرها المسعودي
والمفيد وابن طلحة وغيرهم ولم يقل أحد منهم انها تكنى أم كلثوم بل كلهم
سموها زينب الكبرى وجعلوها مقابل أم كلثوم الكبرى وما استظهرناه من أنها
تكنى أم كلثوم ظهر لنا أخيرا فساده كما مر في ترجمة زينب الصغرى
ثانيا قوله قبرها في قرب زوجها عبد الله بن جعفر ليس بصواب ولم يقله
أحد فقبر عبد الله بن جعفر بالحجاز ففي عمدة الطالب والاستيعاب وأسد
الغابة والإصابة وغيرها انه مات بالمدينة ودفن بالبقيع وزاد في عمدة الطالب
القول بأنه مات بالأبواء ودفن بالأبواء ولا يوجد قرب القبر المنسوب إليها
براوية قبر ينسب لعبد الله بن جعفر ثالثا مجيئها مع زوجها عبد الله بن
جعفر إلى الشام سنة المجاعة لم نره في كلام أحد من المؤرخين مع مزيد
التفتيش والتنقيب وإن كان ذكر في كلام أحد من أهل الاعصار الأخيرة
فهو حدس واستنباط كالحدس والاستنباط من صاحب التحية فان هؤلاء
لما توهموا ان القبر الموجود في قرية راوية خارج دمشق منسوب إلى زينب
الكبرى وإن ذلك امر مفروع منه مع عدم ذكر أحد من المؤرخين لذلك
استنبطوا لتصحيحه وجوها بالحدس والتخمين لا تستند إلى مستند فبعض قال إن
يزيد عليه اللعنة طلبها من المدينة فعظم ذلك عليها فقال لها ابن
أخيها زين العابدين ع انك لا تصلين دمشق فماتت قبل دخولها وكانه هو
الذي عده صاحب التحية غلطا لا أصل له ووقع في مثله وعده غنيمة وهو
ليس بها وعد غيره خبط العشواء وهو منه فاغتنم فقدوهم كل من زعم أن
القبر الذي في قرية راوية منسوب إلى زينب الكبرى وسبب هذا التوهم ان
من سمع ان في رواية قبرا ينسب إلى السيدة زينب سبق إلى ذهنه زينب
الكبرى لتبادر الذهن إلى الفرد الأكمل فلما لم يجد اثرا يدل على ذلك لجا إلى
استنباط العلل العليلة. ونظير هذا ان في مصر قبرا ومشهدا يقال له مشهد
السيدة زينب وهي زينب بنت يحيى وتأتي ترجمتها والناس يتوهمون انه قبر
السيدة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين ع ولا سبب له الا تبادر
الذهن إلى الفرد الأكمل وإذا كان بعض الناس اختلق سببا لمجئ زينب
الكبرى إلى الشام ووفاتها فيها فما ذا يختلقون لمجيئها إلى مصر وما الذي اتى
بها إليها لكن بعض المؤلفين من غيرنا رأيت له كتابا مطبوعا بمصر غاب عني
الآن اسمه ذكر لذلك توجيها بأنه يجوز ان تكون نقلت إلى مصر بوجه خفي
على الناس. مع أن زينب التي بمصر هي زينب بنت يحيى حسنية أو

(١) الذئاب.
(٢) الضباع.
(٣) تغسل.
- المؤلف -
(١٤٠)

حسينية كما يأتي وحال زينب التي برواية حالها رابعا لم يذكر مؤرخ ان
عبد الله بن جعفر كان له قرى ومزارع خارج الشام حتى يأتي إليها ويقوم
بأمرها وانما كان يفد على معاوية فيجيزه فلا يطول امر تلك الجوائز في يده
حتى ينفقها بما عرف عنه من الجود المفرط فمن أين جاءته هذه القرى
والمزارع وفي اي كتاب ذكرت من كتب التواريخ خامسا ان كان
عبد الله بن جعفر له قرى ومزارع خارج الشام كما صورته المخيلة فما الذي
يدعوه للاتيان بزوجته زينب معه وهي التي اتي بها إلى الشام أسيرة بزي
السبايا وبصورة فظيعة وأدخلت على يزيد مع ابن أخيها زين العابدين
وباقي أهل بيتها بهيئة مشجية فهل من المتصور ان ترغب في دخول الشام
ورؤيتها مرة ثانية وقد جرى عليها بالشام ما جرى وان كان الداعي للاتيان
بها معه هو المجاعة بالحجاز فكان يمكنه ان يحمل غلات مزارعه الموهومة إلى
الحجاز أو يبيعها بالشام ويأتي بثمنها إلى الحجاز أو يبيعها بالشام ويأتي بثمنها
إلى الحجاز ما يقوتها به فجاء بها إلى الشام لاحراز قوتها فهو مما لا يقبله
عاقل فابن جعفر لم يكن معدما إلى هذا الحد مع أنه يتكلف من نفقة
احضارها واحضار أهله أكثر من نفقة قوتها فما كان ليحضرها وحدها إلى
الشام ويترك باقي عياله بالحجاز جياعى سادسا لم يتحقق ان صاحبة
القبر الذي في راوية تسمى زينب لو لم يتحقق عدمه فضلا عن أن تكون
زينب الكبرى وانما هي مشهورة بأم كلثوم كما مر في ترجمة زينب الصغرى
لا الكبرى على أن زينب لا تكنى بأم كلثوم وهذه مشهورة بأم كلثوم.
٤٨٠: زينب بنت محمد رسول الله ص
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق ج ١ ص ٢٩٢ ٢٩٣ ولدت قبل
النبوة وتوفيت بعد النبي ص بستة أشهر وصلى عليها العباس بن عبد المطلب
ونزل في حفرتها هو وعلي والفضل بن العباس وقال الطبري في ذيل المذيل
ص ٣ توفيت في أول سنة ٨ من الهجرة وكان سبب وفاتها انها لما أخرجت
من مكة إلى رسول الله ص أدرجها هبار بن الأسود ورجل آخر فدفعها
أحدهما فيما قيل فسقطت على صخرة فأسقطت فاهراقت الدم فلم يزل بها
وجعها حتى ماتت منه اه‍.
وفي أسد الغابة ج ١ ص ٣٢١ روى الوليد بن عبد الرحمن الجرشي
عن الحارث بن الحارث الغامدي قلت لأبي ما هذه الجماعة قال هؤلاء قوم
اجتمعوا على صابئ لهم فأشرفنا فإذا رسول الله ص يدعو الناس إلى عبادة
الله والايمان به وهم يؤذونه حتى ارتفع النهار وانتبذ عنه الناس فأقبلت امرأة
تحمل قدحا ومنديلا قد بدا نحرها تبكي فتناول القدح فشرب ثم توضأ ثم
رفع رأسه إليها فقال يا بنية خمري عليك نحرك ولا تخافي على أبيك غلبة ولا
ذلا فقلت من هذه فقالوا هذه ابنته زينب.
وفي ذيل المذيل ص ٦٦ أمها خديجة وهي أكبر بنات رسول الله ص
يزوجها ابن خالتها أبو العاص بن ربيع قبل ان يبعث النبي ص وأم أبي
العاص هالة بنت خويلد بن أسد خالة زينب ابنة رسول الله ص ولدت
زينب لأبي العاص عليا وامامة فتوفي علي صغيرا وبقيت امامة فتزوجها أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب ع بعد وفاة فاطمة وكانت فاطمة
ع أوصته بذلك في جملة ما أوصته كما مر في سيرتها وأبو العاص
اسمه مقسم بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن
قصي كان فيمن شهد بدرا مع المشركين فأسر فلما بعث أهل مكة في فداء
أساراهم قدم في فداء أبي العاص اخوه عمرو ابن الربيع وبعثت معه زينب
في فداء أبي العاص بمال فيه قلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص
جين بنى عليها فلما رآها رسول الله ص رق لها رقة شديدة وقال إن رأيتم ان
تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فأطلقوه وردوا عليها الذي لها ومر
في السيرة النبوية ان النبي ص لما أطلق أبا العاص شرط عليه ان يبعث إليه
زينب فبعث بها مع أخيه كنانة بن الربيع حميها فأسرع هبار بن الأسود
فروعها وطعن هودجها برمحه وكانت حاملا فأسقطت فنثل حموها كنانته
وحلف لا يدنو منها أحد الا رماه وبلغ الخبر أبا سفيان فجاء وقال لكنانة
انك خرجت بها جهارا على أعين الناس وأقنعه ان يردها ويخرج بها ليلا
وأهدر النبي ص دم هبار وأرسل من أحضرها من مكة إلى المدينة.
وروى الحاكم في المستدرك بسنده ان رسول الله ص لما قدم المدينة خرجت
ابنته زينب من مكة مع كنانة أو ابن كنانة فخرجوا في اثرها فأدركها هبار بن
الأسود فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها وألقت ما في بطنها
وأهريقت دما إلى أن قال فقال رسول الله ص لزيد بن حارثة ألا تنطلق
تجيئني بزينب قال بلى يا رسول الله قال فخذ خاتمي فأعطاه إياه فانطلق زيد
وبرك بعيره فلم يزل يتلطف حتى لقي راعيا فقال لمن ترعى فقال لأبي
العاص فقال لمن هذه الأغنام قال لزينب بنت محمد فسار معه شيئا ثم قال
له هل لك ان أعطيك شيئا تعطيه إياها ولا تذكره لاحد قال نعم فأعطاه
الخاتم فانطلق الراعي فادخل غنمه وأعطاها الخاتم فعرفته فقالت من
أعطاك هذا قال رجل قالت فأين تركته قال بمكان كذا وكذا فسكتت حتى
إذا كان الليل خرجت إليه الحديث. قال الطبري فلما كان قبيل فتح مكة
خرج أبو العاص بتجارة إلى الشام وبأموال لقريش أبضعوها معه فلما اقبل
قافلا لقيته سرية لرسول الله ص في جمادى الأولى سنة ٦ من الهجرة فأخذوا
ما في تلك العير من الأثقال وأسروا أناسا وأعجزهم أبو العاص هربا واقبل
من الليل في طلب ماله حتى دخل على زينب فاستجار بها فاجارته فلما
خرج رسول الله ص إلى صلاة الصبح وكبر وكبر الناس معه صرخت زينب
أيها الناس اني قد اجرت أبا العاص بن الربيع فلما سلم رسول الله ص قال
أيها الناس هل سمعتم ما سمعت قالوا نعم قال اما والذي نفس محمد بيده
ما علمت بشئ حتى سمعت ما سمعتم انه يجير على المسلمين أدناهم ثم
دخل على زينب فقال اي بنية أكرمي مثواه ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين
له وبعث إلى السرية وقال إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم وقد أصبتم له
مالا فان تحسنوا تردوا عليه الذي له فانا نحب ذلك وان أبيتم فهو فئ الله
الذي أفاءه عليكم قالوا بل نرده عليه فردوا عليه جميع ما اخذ منه فحمله
إلى مكة وأدى إلى كل ذي حق حقه ثم قال يا معشر قريش هل بقي لاحد
منكم عندي شئ قالوا لا وجزاك الله خيرا فقد وجدناك وفيا كريما قال فاني
أشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وما منعني من الاسلام عنده
الا تخوف ان تظنوا اني انما أردت لكل أموالكم ثم قدم على رسول الله ص
فروى الطبري بسنده عن ابن عباس ان رسول الله ص رد عليه زينب
بالنكاح الأول بعد ست سنين وتقدم في السيرة النبوية ان ذلك يخالف ما
ثبت عن أئمة أهل البيت ع من انفساخ النكاح وانه ينبغي ان
يكون ردها عليه بنكاح جديد وكانت قريش قالت لأبي العاص طلق ابنة
محمد ونزوجك اي امرأة شئت من قريش فأبى وحمد النبي ص صهره.
وروى الطبري في ذيل المذيل قال خرج أبو العاص بن الربيع في بعض
أسفاره إلى الشام فذكر امرأته زينب فأنشأ يقول:
(١٤١)

ذكرت زينب لما أدركت أرما * فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما
بنت الأمين جزاها الله صالحة * وكل بعل سيثني بالذي علما
وقال ابن الأثير ج ٢ ص ٦٣ كان في الأسارى يوم بدر أبو
العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس زوج زينب بنت رسول الله
ص وكان من أكثر رجال مكة مالا وأمانة وتجارة وكانت أمه هالة بنت خويلد
أخت خديجة زوج رسول الله ص فسألته ان يزوجه زينب ففعل قبل ان
يوحى إليه فلما أوحي إليه آمنت به زينب وكان رسول الله ص مغلوبا بمكة لم
يقدر ان يفرق بينهما، فلما خرجت قريش إلى بدر خرج معهم فأسر فلما
بعثت زينب في فداء أبي العاص زوجها بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها معها
فلما رآها رسول الله ص رق لها رقة شديدة وقال إن رأيتم ان تطلقوا لها
أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا فأطلقوا لها أسيرها وردوا القلادة واخذ
رسول الله ص عليه ان يرسل زينب إليه بالمدينة وسار إلى مكة وأرسل
رسول الله ص زيد بن حارثة مولاه ورجلا من الأنصار ليصحبا زينب من
مكة فلما قدم أبو العاص أمرها باللحاق بالنبي ص فتجهزت سرا وأركبها
كنانة بن الربيع أخو أبي العاص بعيرا واخذ قوسه وخرج فسمعت بها قريش
فخرجوا في طلبها فلحقوها بذي طوى وكانت حاملا فطرحت حملها لما
رجعت لخوفها ونثر كنانة اسمه ثم قال والله لا يدنو مني أحد الا وضعت
فيه سهما فاتاه أبو سفيان بن حرب وقال خرجت بها علانية فيظن الناس ان
ذلك عن ذل وضعف منا ولعمري ما لنا في حبسها حاجة فارجع بالمرأة
ليتحدث الناس انا رددناها ثم أخرجها ليلا فرجع بها ثم أخرجها ليلا
وسلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه فقدما بها على رسول الله ص فأقامت
عنده فلما كان قبيل الفتح خرج أبو العاص تاجرا إلى الشام بأمواله وأموال
رجال من قريش فلما عاد لقيته سرية لرسول الله ص فأخذوا ما معه وهرب
منهم فلما كان الليل اتى إلى المدينة فدخل على زينب فلما كان الصبح خرج
رسول الله ص إلى الصلاة فكبر وكبر الناس فنادت زينب من صفة النساء
أيها الناس اني قد اجرت أبا العاص فقال النبي ص والذي نفسي بيده ما
علمت بشئ من ذلك وانه ليجير على المسلمين أدناهم وقال لزينب لا
يخلصن إليك فلا يحل لك وقال للسرية الذين أصابوه ان رأيتم ان تردوا
عليه الذي له فانا نحب ذلك وان أبيتم فهو في فئ الله الذي أفاءه عليكم
وأنتم أحق به قالوا يا رسول الله بل نرده عليه فردوا عليه ماله كله حتى
الشظاظ ثم عاد إلى مكة فرد على الناس ما لهم وقال لهم أشهد ان لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله والله ما منعني من الاسلام عنده الا تخوف ان
تظنوا انما أردت لكل أموالكم ثم خرج فقدم على النبي ص فرد عليه أهله
بالنكاح الأول وقيل بنكاح جديد اه‍ وقد عرفت ان الصواب انه بنكاح
جديد هنا يحكي ابن أبي الحديد في شرح النهج ان بعض شيوخه قال له ما
معناه أترى ان زينب كانت اجل قدرا أو أحب إلى رسول الله ص من فاطمة
الزهراء أو ان بعلها أبا العاص كان أحب إليه من علي ابن أبي طالب فقال
لا فقال أترى ان الشيخين لو قالا للمسلمين هذه فاطمة بنت نبيكم تطلب
نخيلات في فدك رأيتم ان تدفعوا ذلك لها أكانوا يأبون ذلك.
وقال صاحب كتاب الاستغاثة كما مر في رقية ان زينب ورقية لم تكونا
ابنتي رسول الله ص وانما كانتا ابنتي أختها هالة وأبوهما رجل من بني تميم
يقال له أبو هند وانما نسبتا إلى رسول الله ص وخديجة لأنهما ربيتا في حجرهما
وكان أبواهما قد ماتا قريبا فنسبا إلى رسول الله ص وإلى خديجة جريا على
سنة العرب في أن من ربى صغيرا ينسب إليه مضافا إلى أن اسم خديجة كان
نابها معروفا واسم هالة خاملا ومجهولا إلى آخر ما مر تفصيله هناك ولكن
هذا خلاف المشهور المعروف بين العلماء.
٤٨١: زينب بنت أحمد بن يحيى
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع.
٤٨٢: زينب بنت موسى المبرقع ابن الإمام محمد الجواد بن علي الرضا بن
موسى بن جعفر ع
توفيت في قم ودفنت في مشهد أخيها محمد بن موسى قال الشيخ
البهائي في كشكوله: أول من ورد من السادات الرضوية إلى قم أبو جعفر
محمد بن موسى بن محمد بن علي الرضا ع وكان وروده إليها من
الكوفة سنة ٢٥٦ ثم ورد إليها بعده زينب وأم محمد وميمونة بنات
موسى بن محمد بن علي الرضا اه‍.
٤٨٣: زينب بنت يحيى المتوج بن الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن
السبط بن علي بن أبي طالب ع
صاحبة المشهد المعروف بمصر هكذا نسبها صاحب الطراز المذهب في
أحوال زينب وهو أحد اجزاء ناسخ التواريخ تأليف ميرزا عباس قلي خان
طبع بمبئي صفحة ٦٥ فقال ما تعريبه في كتاب تحفة الأحباب في مصر في
المشهد المعروف بالسيدة زينب بنت يحيى الأبلج بن الحسن السبط بن
علي بن أبي طالب ع جماعة من ذرية السيدة أم كلثوم يعرفون
بالكلئومين وبالطيارة أيضا اه‍ ولكن ابن جبير قال في نسبها ما يخالف ذلك
فذكر في رحلته عند الكلام على مصر ما صورته.
مشاهد الشريفات العلويات رضي الله عنهن
مشهد السيدة أم كلثوم ابنة القاسم بن محمد بن جعفر رضي الله
عنهم ومشهد السيدة زينب ابنة يحيى بن زين العابدين بن الحسين بن علي
رضي الله عنهم ومشهد أم كلثوم ابنة محمد بن جعفر الصادق رضي الله
عنهم ومشهد السيدة أم عبد الله بن القاسم بن محمد رضي الله عنهم وهذا
ذكر ما حصله العيان من هذه المشاهد العلوية المكرمة وهي أكثر من ذلك
وأخبرنا ان من جملتها مشهدا مباركا لمريم ابنة علي بن أبي طالب رضي الله
عنه وهو مشهور لكنا لم نعاينه وأسماء أصحاب هذه المشاهد المباركة انما
تلقيناها من التواريخ الثابتة عليها مع تواتر الاخبار بصحة ذلك والله أعلم
بها وعلى كل واحد منها بناء حفيل فهي بأسرها روضات بديعة الاتقان
عجيبة البنيان قد وكل بها قومه يسكنون فيها ويحفظونها ومنظرها عجيب
والجرايات متصلة لقوامها في كل شهر اه‍ فصاحب التحفة جعلها حسنية
وابن جبير حسينية وهو غريب. وهذا المشهد مزور معظم مشيد البناء بناؤه
في غاية الاتقان فسيح الارجاء دخلته وزرته في سفري إلى الحجاز بطريق
مصر عام ١٣٤٠ ويعرف بمشهد السيدة زينب وأهل مصر يتوافدون لزيارته
زرافات ووحدانا وتلقى فيه الدروس وهم يعتقدون ان صاحبته زينب بنت
علي بن أبي طالب حتى اني رأيت كتابا مطبوعا في مصر لا أتذكر الآن اسمه
ولا اسم مؤلفه وفيه ان صاحبة هذا المشهد هي زينب بنت علي بن أبي

(١) في نسخة تاريخ دمشق أدركت وفي نسخة ذيل المذيل وركت وكلاهما غير ظاهر المعنى.
(١٤٢)

طالب ثم يسأل انها كيف جاءت إلى مصر ولم يذكر ذلك أحد ويجيب بأنه
يمكن ان تكون نقلت جثتها جاءت بطريق غير مألوف ولا معروف أو نحوا من
ذلك فتأمل واعجب.
٤٨٤: الشيخ زين الدين بن إسماعيل الجزائري
توفي في آخر المائة الثانية عشرة ودفن بجوار السيد نور الدين بن
السيد نعمة الله الجزائري عالم فاضل قليل النظير قرأ على السيد عبد الله
سبط السيد نعمة الله الجزائري كان متبحرا في العلوم خصوصا في النحو له
حواشي على المغني والمطول وشرح اللمعة وشرح النخبة.
٤٨٥: الشيخ زين الدين الأصبهاني
في تتمة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني هو أخو الشيخ علي
نقي الحافظ للحملة الحيدرية كان ذا ذهن وقاد وفهم نقاد مطلعا على العلوم
ذا دربة في المنقول والمعقول والبحث والنظر.
٤٨٦: الشيخ زين الدين الأصفهاني العاملي الأصل
كان حيا سنة ١١٣١ ذكره السيد عباس بن علي بن نور الدين بن أبي
الحسن الموسوي العاملي المكي في الجزء الأول من كتابه نزهة الجليس
فقال في رجب سنة ١١٣١ دخلنا أصفهان واجتمعت بابن عمتي العلامة
الشيخ زين الدين وكان علامة عصره ووحيد دهره حاز علما وعملا وصلاحا
ورياسة وجاها مكينا عند السلطان والوزراء والاكبار والامراء ورأيت في
بعض مجاميع أصحابنا هذه الأبيات منسوبة له:
لا تركنن إلى هذا الزمان ولا * أبنائه ابدا واستعمل الحذرا
فان أبيت فجرب من تعاشره * حتى يقول لك التجريب كيف ترى
وقوله:
لا يخدعنك في دنياك ذو ملق * يريك من وفي نطقه العجبا
وقلبه عنك بالأحقاد منقلب * لا يستر الحقد ما لم يظهر الأدبا
يخفي العداوة من عجز مخادعة * حتى إذا فرصة يوما رأى وثبا
كأنه الأرقم الوثاب ظاهره * لين وباطنه يستصحب العطبا
ويحتمل اتحاده مع الذي قبله.
٤٨٧: زين الدين البياضي
هو زين الدين أبو محمد علي بن محمد بن يونس العاملي النباطي
البياضي العنفجري صاحب الصراط المستقيم يأتي في بابه.
٤٨٨: الشيخ زين الدين أبو بكر التايباذي
نسبة إلى تايباذ من قرى جام وآخره المتصل ببلاد الأفغان معروف
بمحال باخرز. وفي معجم البلدان تايباذ بعد الألف الثانية باء موحدة وذال
معجمة من قرى بوشنخ من اعمال هراة.
وصفه صاحب الرياض بالشيخ العارف الفاضل ثم قال عالم كامل
شاعر ماهر امامي المذهب على ما يظهر من أوائل كتاب مصائب النواصب
للقاضي نور الله التستري اه‍ وذكره القاضي المذكور في مجالس المؤمنين ص
٢٦٣ ومر ذكره في الكنى في أبو بكر.
٤٨٩: الشيخ زين الدين التوليني
يأتي بعنوان الدين بن شمس الدين محمد بن علي بن الحسن العاملي
التوليني.
٤٩٠: الشيخ زين الدين الخوانساري الساكن بأصبهان
في تتمة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني: كان من مشاهير
علمائها وكان فقيها عارفا بالأحاديث وأحوال الرجال مطلعا بالأحاديث
وأحوال الرجال مطلعا على أدلة الفقه وطرق الاستنباط.
٤٩١: الشيخ زين الدين بن الحسام العاملي العينائي
مر بعنوان زين الدين جعفر بن الحسام.
٤٩٢: الشيخ زين الدين بن فخر الدين علي بن أحمد بن نور الدين علي بن
عبد العالي العاملي.
ذكره الشيخ شرف الدين بن ضياء الدين محمد بن شمس الدين بن
الحسن بن زين الدين في اجازته لعبد المطلب التبريزي صاحب الشفا في
اخبار آل المصطفى ووصفه بالزاهد العابد الراكع قمر المتقين وشمس المقربين
زبدة العلماء اه‍.
٤٩٣: الشيخ زين الدين بن نور الدين علي بن أحمد بن محمد بن علي بن جمال
الدين بن تقي بن صالح بن مشرف العاملي الشامي الطلوسي الجبعي
المعروف بابن الحاجة النحاريري الشهير بالشهيد الثاني
ولد في ١٣ شوال سنة ٩١١ كما نقله ابن العودي عنه يوم الثلاثاء
واستشهد يوم الجمعة في شهر رجب سنة ٩٦٦ كما في نقد الرجال أو ٩٦٥
كما عن خط ولده الشيخ حسن وعمره ٥٤ أو ٥٥ سنة وعن تاريخ جهان آر
الفارسي انه استشهد يوم الخميس سنة ٩٦٥ في العشر الأوسط من السنة
المذكورة اه‍. وكانت شهادته قتلا في طريق اسلامبول عند قرية تسمى
بايزيد محمل رأسه إلى اسلامبول وفي أمل الآمل قال في تاريخ وفاته بعض
الأدباء أقول ويقال انه البهائي ولكن البهائي متأخر عنه وشعره أمتن من
شعر هذا الذي عده صاحب الأمل من الأدباء وهو بعيد عنهم قال:
تاريخ وفاة ذاك الأواه * الجنة مستقره والله
سنة ٩٥٥ وبعضهم أرخه بقوله مثوى الشهيد جنة ٩٦٤ ويظهر
من بعض كتب التراجم ان المعروف بابن الحاجة هو أبوه والطلوسي لم
نجده في غير رياض العلماء. وصاحب الروضات جعله وصفا لجده الشيخ
صالح بن مشرف وهو نسبة إلى طلوسة بطاء مهملة مفتوحة ولام مشددة
مضمومة وواو ساكنة وسين مهملة وهاء قرية عاملية وهو اسم روماني أو
سرياني ويوجد في بلاد الإفرنج طلوزه بالزاي بدل السين ولعل طلوسة
تصحيف طلوزه فيظهر ان الطلوسي وصف لجده لا له لان وطنه الأصلي
جبع كما يدل عليه قول ابن العودي الآتي ثم رجع إلى وطنه الأصلي جبع
واما النحاريري فهو نسبة إلى النحارير بوزن جمع نحرير وحروفه وما
يوجد من رسمها بمثناة فوقية بدل النون تصحيف في شعر الشيخ محمد
الحياني تلميذ المترجم الآتي ترجمته في محلها ذكر النحاريري وارض
النحارير. والحياني منسوب إلى القرية المسماة بني حيان المجاورة
(١٤٣)

لطلوسة بينهما وإذ يسمع الصوت من إحداهما للأخرى فالظاهر أن النحارير
اسم لقرية بني حيان أو طلوسة أو لأرض أو جهة واقعة بالقرب منهما وبهذه
المناسبة وصف جده بالطلوسي والنحاريري وكان بعض من عاصرناه ممن لا
يعتمد على نقله يقول إنها المكان الذي بتلك الجهة المعروف الآن بوادي
الشحارير واصلها النحارير فصحفت وسميت بذلك لأنها كانت مزرعا
لنحارير العلماء والله أعلم. اما انه يعرف بابن الحاجة ففي بعض المواضع
رسمها بالحاء والألف بعدها جيم ولا أتذكر الآن أين وجدتها. وفي
الرياض يعرف بابن الحجة وفي بعض المواضع ابن الحاجة وسيجئ في
ترجمة والده ان اسم والده في بعض إجازاته على ابن أحمد بن الحجة فلعل
جدهم الاعلى كان اسمه الحجة أو ان الحجة لقب جد والده اه‍ ويظهر من
ذلك أن الملقب بابن الحاجة أو الحجة هو ووالده معا ثم إن الحاجة بالألف
هي المرأة التي حجت فلعل إحدى جداته كانت تعرف بالحاجة وعرف هو
وأبوه بالانتساب إليها اما الحجة فيمكن كونها بضم الحاء فتكون لقبا لرجل
ويمكن كونها مخفف الحاجة والله أعلم. واشتهر أيضا بالشهيد الثاني في
قبالة الشهيد الأول محمد بن مكي المستشهد في دمشق. استشهد عدد
كثير من علماء الإمامية ولم يشتهر واحد منهم باسم الشهيد عدا هذين
الشهيدين وإن وصف بعضهم بالشهيد الثالث والرابع ولكنه لم يشتهر بذلك
كما أنه اشتهر باسم العلامة على الاطلاق الحسن ابن المطهر الحلي وباسم
المحقق جعفر ابن سعيد الحلي وباسم المحقق الثاني الشيخ علي بن عبد
العالي العاملي الكركي ولم يشتهر به سواهما ولكن في هذا العصر كثر اطلاق
لقب العلامة على كل أحد حتى اطلقه بعض المؤلفين في العراق على رجل
عامي لا حظ له بشئ من العلم لكونه وجيها ومن بيت علم.
ألقاب علم أتت في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
واسمه زين الدين بن علي بلا ريب لا زين الدين علي كما توهمه
الشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جبل عامل في تكملة نقد الرجال فزين
الدين اسمه لا لقب له وعلي اسم أبيه لا اسمه كما وجدناه بخطه الشريف
في عدة مواضع منها على مجموعة رسائل له أجاز روايتها لبعض آل سليمان
العامليين وكتب الإجازة بخطه في عدة مواضع منها على عدة رسائل رأيتها
في النجف الأشرف أيام إقامتي هناك لطلب العلم ونسختها ومنها ما
رأيته بخطه على أواخر مجلدات فروع الكافي فعلى آخر كتاب المعيشة ما
صورته: أنهاه أحسن الله توفيقه وسهل إلى كل خير طريقه قراءة وفهما
وضبطا في مجالس آخرها ليلة الأربعاء ١٦ شهر ربيع الآخر عام ٩٥٤
وانا الفقير إلى الله الغني زين الدين بن علي بن أحمد الشامي العاملي حامدا
لله تعالى مصليا مسلما. وعلى آخر كتاب النكاح منه: أنهاه قراءة أحسن الله
إليه وأسبغ نعمه عليه في مجالس آخرها يوم ١٧ شهر جمادى الأولى سنة
٩٥٤ وانا الفقير إلى الله الغني زين الدين بن علي بن أحمد حامدا مصليا
مسلما. وعلى آخر كتاب العقيقة: بلغ قراءة وفقه الله تعالى وإيانا
والمؤمنين. بمحمد وآله الطاهرين وانا الفقير زين الدين بن علي بن أحمد
حامدا مصليا مسلما وعلى آخر كتاب الطلاق: أنهاه أحسن الله توفيقه قراءة
في مجالس آخرها ليلة الأربعاء لليلتين خلتا من شهر جمادى الأولى سنة ٩٥٤
وانا الفقير لله تعالى زين الدين بن علي بن أحمد حامدا لله تعالى مصليا مسلما
مستغفرا ورأيت نسخة من أصول الكافي وقع فيها خرق من أولها إلى آخرها
وهو في أولها صغير وفي آخرها أكبر وقد أصلح وكتب المترجم على مواضع
الاصلاح بخطه وقد قابل النسخة بنفسه وكتب على بعض المواضع منها
بلغت المقابلة بحمد الله ومنه بالنسخة المنتسخ ومنها وفق الله للاصلاح وانا
الفقير إلى الله زين الدين بن علي حامدا مصليا مسلما منتصف شهر جمادى
الأولى سنة ٩٥٤ وفي بعضها بلغ مقابلة وتصحيحا حسب الجهد والطاقة في
مجالس آخرها ليلة الأربعاء سادس عشري شهر ربيع الاخر سنة ٩٥٤ وانا
العبد الفقير إلى الله تعالى زين الدين بن علي بن أحمد الشامي العاملي
حامدا مصليا مسلما.
وهذا دليل على مزيد عنايتهم الاخبار وانها كانت تقرأ عليهم وتدرس وكان
بحر العلوم الطباطبائي يدرس كتاب الوافي في العصر الذي قبل عصرنا
وألف صاحب مفتاح الكرامة مجلدا في تقرير بحث أستاذه المذكور لكتاب
الوافي مشحونا بالفوائد. اما اليوم فقد هجر ذلك واستغني عنه بالبحث عن
متن الخبر في ضمن الكتب الفقهية وفي أثناء دروس الفقه اما السند فلا يبحث
عنه أصلا ويكتفي بكلام من سلف في وصفه بالصحة والضعف والحسن
والوثاقة ولا يخفي ما في البحث عن السند كالبحث عن المتن من الفوائد.
صفته
قال ابن العودي في رسالته: كان ربعة من الرجال معتدل الهامة وفي
آخر عمره كان إلى السمن أميل بوجه صبيح مدور وشعر سبط يميل إلى
الشقرة اسود العينين والحاجبين له خال على أحد خديه وآخر على أحد جبينيه
ابيض اللون لطيف الجسم عبل الذراعين والساقين كان أصابع يديه أقلام
فضة إذا نظر الناظر في وجه وسمع لفظه العذب لم تسمح نفسه بمفارقته
وتسلى عن كل شئ بمخاطبته تملى العيون من مهابته وتبتهج القلوب لجلالته
وأيم الله انه فوق ما وصفت وقد اشتمل على خصال حميدة أكثر مما ذكرت
اه‍.
آباؤه وأبناؤه وعشيرته
كان أبوه من كبار أفاضل عصره وكذلك جداه جمال الدين والتقي
وجده الاعلى الشيخ صالح من تلاميذ العلامة وكذلك باقي أجداده الثلاثة
كانوا أفاضل أتقياء. وفي روضات الجنات ان كلا من آبائه الستة المذكورين
كانوا من الفضلاء المشهورين اه‍. وأخوه الشيخ عبد النبي وابن أخيه
الشيخ حسن وبعض بني عمومته كانوا علماء أفاضل وأبناؤه تسلسل فيهم
العلم والفضل زمانا طويلا وسموا بسلسلة الذهب ويظهر ذلك مما نذكره في
تراجم الجميع كلا في بابه انش وكان واسطة عقدهم وأكثرهم به يعرفون
واليه ينسبون والمشهور في جبل عامل ان آل زين الدين الذين يقطنون في
صفد البطيخ هم من ذريته وكذلك آل الظاهر في النبطية التحتا. وكان لا
يعيش له أولاد فمات له أولاد ذكور كثيرون قبل الشيخ حسن الذي كان لا
يثق بحياته أيضا ولأجل ذلك صنف كتاب مسكن الفؤاد في الصبر على فقد
الأحبة والأولاد ثم تزوج أم صاحب المدارك بعد وفاة زوجها فولد له منها
الشيخ حسن فهو أخو صاحب المدارك لامه وكانا متصافيين تصافيا عجيبا قرءا
معا وذهبا إلى النجف معا فقرءا عند الأردبيلي وعادا إلى جبع وكان من سبق
منهما إلى الصلاة اقتدى به الاخر ومن حل مسالة مشكلة أخبر بها الاخر
وعاش الشيخ حسن بعد صاحب المدارك بقدر ما زاد عليه صاحب المدارك
في العمر وهذا من غريب الاتفاق.
أقوال العلماء في حقه
كان عالما فاضلا جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة تقيا نقيا ورعا
زاهدا عابدا حائزا صفات الكمال متفردا منها بما لا يشاركه فيه غيره مفخرة
(١٤٤)

من مفاخر الكون وحسنة من حسنات الزمان أو من غلطات الدهر كما يقال
كان فقيها ماهرا في الدرجة العليا بين الفقهاء محدثا أصوليا مشاركا في جميع
العلوم الاسلامية لم يدع علما من العلوم حتى قرأ فيه كتابا أو أكثر على
مشاهير العلماء من النحو والصرف والبيان والمنطق واللغة والأدب والعروض
والقوافي والأصول والفقه والتفسير وعلم الحديث وعلم الرجال وعلم
التجويد وأصول العقائد والحكمة العقلية والهيئة والهندسة والحساب وغير
ذلك كما يعلم مما يأتي في أحواله وفيمن قرأ عليهم من المشايخ ويقال ان
السبب في قراءته علم التجويد ان الشيخ داود الأنطاكي الطبيب صلى خلفه
فقال انا اقرأ منه فبلغه ذلك فقرأ علم التجويد وألف في كثير من هذه العلوم
المؤلفات النافعة الفائقة. والفقه أظهر وأشهر فنونه وكتبه فيه كالمسالك
والروضة مدار التدريس من عصره حتى اليوم ومحط أنظار المؤلفين
والمصنفين ومرجع العلماء والمجتهدين وقد صحح كتب الحديث وقرأها
واقرأها. وبلغ به علو الهمة إلى قراءة كتب العامة في جل الفنون ورواية
أكثرها عن مؤلفيها بالإجازة وطاف البلاد لأجل ذلك كدمشق ومصر
وفلسطين وبيت المقدس واستانبول وغيرها وفي الجميع يقرأ جملة من الفنون
على علمائها وفي استانبول قرأ شطرا من معاهد التنصيص على مؤلفه السيد
عبد الرحيم العابسي ونسخه بخطه وكل من قرأ عليهم من علماء العامة
يكون له القبول التام عندهم والصداقة. وأخطأ من ظن المفسدة في ذلك
فإنه ضم ما وجده نافعا من طريقتهم مما لم يتوسع فيه الامامية إلى طريقة
الامامية كالدراية والشروح المزجية وتمهيد القواعد الأصولية والعربية لتفريع
الأحكام الشرعية كما يأتي ذكره في مؤلفاته. والشهيد الأول وان صنف
القواعد فيما يشبه ذلك الا انه على طراز آخر فهو أول من صنف من الامامية
في دراية الحديث سوى ما يحكى عن الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك
من تأليفه فيه ما لا يشفي الغليل. اما المترجم فألف فيه الرسالة المشهورة
وشرحها بشرح مبسوط جدا ونقل الاصطلاحات من كتب العامة وطريقتهم
إلى كتب الخاصة ثم ألف بعده تلميذه الشيخ حسين بن عبد الصمد
الحارثي وبعده ولده الشيخ البهائي وهكذا وهو أول من وضع الشرح المزجي
من علماء الإمامية ولم يكن ذلك معروفا عندهم فأراد حمية ان لا تكون
مؤلفات الشيعة خالية منه مع أنه في نفسه شئ حسن فألف شرح الارشاد
وبعده شروح اللمعة والألفية والنفلية وغيرها على هذا النحو. ولما رأى
كتابي التمهيد والكوكب الدري كلاهما للأسنوي الشافعي أحدهما في
القواعد الأصولية والاخر في القواد العربية وما يتفرع عليهما وليس لأصحابنا
مثلهما ألف كتابه تمهيد القواعد وجمع بين ما في الكتابين في كتاب واحد على
طرز عجيب كما يأتي تفصيله عند ذكر مؤلفاته. وتفرد بالتأليف في مواضيع
لم يطرقها غيره أو طرقها ولم يستوف الكلام فيها مثل آداب المعلم والمتعلم
فقد سبقه إلى ذلك المحقق الطوسي فصنف فيه رسالة صغيرة لا تبل الغليل
وألف هو فيه منية المريد فلم يبق بعدها منية لمريد ومثل أسرار الصلاة
والزكاة والصوم والحج واسرار معالم الدين والصبر على فقد الأحبة والأولاد
والولاية ووظائف الصلاة القلبية وغير ذلك مما لم يسبق إليه.
وأفرد جملة من المسائل الفقهية وغيرها بالتأليف واستوفى الكلام
عليها مثل صيغ العقود والايقاعات ونجاسة البئر وطلاق الغائب والنية
والعدالة والحبوة وميراث الزوجة ومن أحدث في أثناء الغسل وحكم
المقيمين في الاسفار والشاك في السابق من الحدث والطهارة وطلاق الحائض
وتقليد الميت واصطلاحات المحدثين والغيبة وخصائص يوم الجمعة وألف في
شرح أربعين حديثا إلى غير ذلك.
وارتفعت به همته إلى طلب التدريس في المدارس العامة فسافر إلى
استانبول لذلك ونال قبولا تاما من أرباب الدولة وأعطي تدريس المدرسة
النورية في بعلبك ولم يحتج إلى شهادة قاضي صيدا كما كان معمولا عليه في
ذلك الوقت ولا يمكن اخذ التدريس بدونه وذلك بسبب تأليفه خلال ١٨
يوما رسالة في عشر مسائل من مشكلات العلوم وكان لهذه المدارس أوقاف
تسلم إلى المدرس مدة تدريسه ليأخذ نماءها فأقام فيها خمس سنين يدرس في
المذاهب الخمسة ويعاشر كل فرقة بمقتضى مذهبهم والحق ان ذلك اقتدار
عظيم وعلو همة ما عليه من مزيد لا سيما مع شدة الخوف في تلك الاعصار
بسبب التعصبات المذهبية.
وما ظنك برجل يؤلف مؤلفاته الجليلة الخالدة على مرور الدهور
والأعوام في حالة الخوف على دمه لا يشغله ذلك عنها مع ما تقتضيه هذه
الحالة من توزع الفكر واشتغال البال عن التفكير بمسألة من مسائل العلم
يؤلفها بين جدران البيوت المتواضعة وحيطان الكروم لا في قصور شاهقة
ورياض ناضرة ولا مساعد له ولا معين حتى على تدبير معاشه ونقل الحطب
لدفئه وصنع طعامه ونوابغ علماء إيران يتمتعون بنضارة العيش ولهم الخدم
والحشم وسعة المعاش حتى قيل إن الجواري التي في مطبخ المجلسي كان
لباسها شالات الترم ومع هذا يقول الشيخ البهائي في كشكوله رحم الله
أبي لو لم يأت إلى بلاد العجم لم ابتل بصحبة الملوك ولو ذاق الشيخ
البهائي ما ذاقه الشهيد الثاني وأمثاله من علماء جبل عامل من مرارة العيش
وجشوبة المطعم والملبس لقال وهو يذهب في ركاب الشاه عباس وأمره نافذ
في مملكته وقبة قبرة تزار كما تزار قبور الأنبياء والأوصياء وتصرف الدولة
الإيرانية في زماننا هذا على بنائها ستة ملايين تومان لقال رحم الله أبي الذي
اتى بي من جبل عامل إلى بلاد العجم وخلصني ما يعانيه علماء جبل عامل
من المشاق التي تنوء بحملها الجبال وإذا كانت الدولة الإيرانية صرفت على
تعمير قبر الشيخ البهائي ستة ملايين تومان فهذه قبور أجلاء علماء جبل
عامل الذين لا يقصرون عن الشيخ البهائي ان لم يزيدوا في جبع وغيرها
مداس للاقدام وطريق للمارة وبعضها اخذه السيل وبعضها أشرف على
الزوال أمثال صاحبي المعالم والمدارك والظهيري. وقبر السيد علي الصائغ
في قرية صديق في وسط مزرع قد اخنى عليه الدهر وخيم عليه الهجران
والنسيان وأشرف على الاندثار ولا يفكر أحد في صيانته وحفظه حقا ان جبل
عامل مضيعة العلماء احياء وأمواتا.
ولقد عانى كاتب هذه السطور كثيرا من هذه المشاق فتضطرني الحال
وانا في سن الشيخوخة إلى شراء حوائجي من السوق بنفسي والى غير ذلك
من الأعمال البيتية ولا أزال وقد جاوزت الرابعة والثمانين من عمري أزاول
ذلك واشتغل بالتأليف والتصنيف ليلي ونهاري ولا مساعد ولا معين الا الله
تعالى.
وما ظنك برجل من أعظم العلماء وأكابر الفقهاء يحرس الكرم ليلا
ويطالع الدروس وفي الصباح يلقي الدروس على الطلبة وكرمه الذي كان له
في جبع معروف محله إلى الآن ويحتطب لعياله ليلا ويشتغل بالتجارة أحيانا
فيتجر بالشريط ويحمله إلى البلاد النائية ويسافر به مع من لا يعرفون قدره
ويباشر بناء داره ومسجده الذي هو إلى جنبها في قرية جبع وقد رأيتهما وداره
(١٤٥)

مفتوحة للضيوف والواردين وغيرهم يخدمهم بنفسه ويباشر أمور بيته ومعاشه
بنفسه وهكذا كانت طريقة علماء جبل عامل في الزهد والقناعة والجد والكد
والعمل للمعاش والمعاد ويظهر مما يأتي من أحواله انه كان مداوما على
الاستخارة بالقرآن الكريم فيما يعرض له فتأتي الآية كأنها وحي منزل وانه
كان يقسم أعماله على أوقاته كما يفهم مما ذكره ابن العودي في رسالته فيصلي
المغرب والعشاء جماعة في مسجده ويشتغل فيما بين المغرب والعشاء بتصحيح
كتب الحديث وقراءتها واقرائها ثم يذهب إلى الكرم لحراسته من السراق
ومن تدريسه في اليوم المقبل ويشتغل عند اللزوم ينقل الحطب ليلا على حمار
إلى منزله ويقوم في الليل بأداء النوافل كلها فإذا طلع الفجر جاء إلى مسجده
فصلى فيه صلاة الصبح وعقب ما شاء ثم يشرع في البحث والتدريس ثم
ينظر في امر معاشه والواردين عليه من ضيوف ومتخاصمين فيقضي بينهم ثم
يصلي الظهرين في وقتيهما ويصرف باقي يومه بالمطالعة والتأليف ولا يدع
لحظة تمضي من عمره في غير اكتساب فضيلة وإفادة مستفيد وخلف مائتي
كتاب بخطه من تأليفه وتأليف غيره.
وفي أمل الآمل: امره في الثقة والعلم والفضل والزهد والعبادة
والورع والتحقيق والتبحر وجلالة القدر وعظم الشأن وجمع الفضائل
والكمالات أشهر من أن يذكر ومحاسنه وأوصافه الحميدة أكثر من أن تحصى
وتحصر ومصنفاته كثيرة مشهورة وكان فقيها محدثا نحويا قارئا متكلما حكيما
جامعا لفنون العلم. وفي نقد الرجال: وجه من وجوه هذه الطائفة وثقاتها
كثير الحفظ نقي الكلام له تلاميذ أجلاء وله كتب نفيسة جيدة اه‍. وألف
تلميذه الشيخ بهاء الدين محمد بن علي بن الحسن العودي العاملي الجزيني
المدفون على رابية فوق قرية عديسة وعلى قبره قبة ويعرف بالعويذي بالياء
والذال المعجمة تصحيف العودي بالدال المهملة رسالة في أحوال شيخه
المذكور أدرج حفيد المترجم علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين ما وجده
منها في كتابه الدر المنثور فقال: ومن ذلك نبذة من تاريخ جدي المبرور
العالم الرباني زين الملة والدين الشهير بالشهيد الثاني قدس الله تربته وأعلى
في عليين رتبته وهو الذي ألفه الشيخ الفاضل الاجل محمد بن علي بن حسن
العودي الجزيني أحد تلامذته قال وهذا الكتاب قد ذهب فيما ذهب من
الكتب ووقع في يدي منه أوراق بقيت من نسخته أحببت ان أنقلها في هذا
الكتاب تيمنا بذكر بعض أحواله. قال المؤلف رحمه الله ثم ذكر خطبة
الكتاب وفيها ما صورته ان أحق ما أودع في الطروس تواريخ العلماء لما في
ذلك من الحث على اقتفاء آثارهم والاقتداء بأفعالهم الجميلة وأخلاقهم
الحسنة ثم قال وكان أحق من نظم بعقد هذا الشأن وأولى من نوه بذكره من
فضلاء كل زمان شيخنا ومولانا ومرجعنا ومقتدانا ومنقذنا من الجهالة وهادينا
ومرشدنا إلى الخيرات ومربينا وحيد زمانه ونادرة أوانه وفريد عصره وغرة
دهره الشيخ الإمام الفاضل والحبر العالم العامل والنحرير المحقق الكامل
خلاصة الفضلاء المحققين وزبدة العلماء المدققين الشيخ زين الملة والدين
ابن الشيخ الامام نور الدين علي ابن الشيخ الفاضل أحمد بن جمال الدين بن
تقي الدين صالح تلميذ العلامة ابن مشرف العاملي أفاض الله على روحه
المراحم الربانية وأسكنه فسيح جنانه العلية وجعلنا من المقتدين باثاره
والمهتدين بأنواره بمحمد وآله عليهم أفضل الصلاة وأتم السلام. ولما كان
هذا الضعيف الملهوف عليه المحزون على طيب عيش مر لديه مملوكه وخادمه
محمد بن علي بن حسن العودي الجزيني ممن حاز على حظ وافر من خدمته
من ١٠ ربيع الأول سنة ٩٤٥ إلى يوم انفصالي عنه بالسفر إلى خراسان في
١٠ ذي القعدة سنة ٩٧٢.
فكأنها أحلام نوم لم تكن * يا ليتها دامت ولم تتصرم
وتمتعت منها القلوب ونارها * من فوقها طفئت ولم تنضرم
وجب ان نوجه الهمة إلى جمع تاريخ يشتمل على ما تم من امره من
حين ولادته إلى انقضاء عمره تأدية لبعض شكره وامتثالا لما سبق إلي من
امره فإنه كان كثيرا ما يشير إلي بذلك على الخصوص ويرغب فيه من حيث
العموم وقد نبه عليه في منية المريد في آداب المفيد والمستفيد فجمعت هذه
النبذة اليسيرة وسميتها بغية المريد من الكشف عن أحوال الشيخ زين الدين
الشهيد. وقد رتب الرسالة على مقدمة وعشرة فصول وخاتمة ولكنه قد ضاع
أكثر فصولها ولم يوجد منها الا القليل وهو الذي أدرجه حفيده في الدر
المنثور. قال في المقدمة ما لفظه: حاز من صفات الكمال محاسنها ومآثرها
وتروى من أصنافها بأنواع مفاخرها كانت له نفس علية تزهى بها الجوانح
والضلوع وسجية سنية يفوح منها الفضل ويضوع كان شيخ الأمة وفتاها
ومبدأ الفضائل ومنتهاها ملك من العلوم زماما وجعل العكوف عليها لزاما
فأحيا رسمها وأعلى اسمها ان رآه الناظر على أسلوب ظن أنه ما تعاطى
سواه ولم يعلم أنه بلغ من كل فن منتهاه ووصل منه إلى غاية أقصاه اما
الأدب فإليه كان منتهاه ورقى فيه حتى بلغ سهاه أسمى سماه فجاء
تكلمه فيه ارق من النسيم العليل وآنق من الروض البليل واما الفقه فكان
قطب مداره وفلك شموسه وأقماره وكانه هوى نجم سعوده في داره واما
الحديث فقد مد فيه باعا طويلا وذلل صعاب معانيه تذليلا أدأب نفسه في
تصحيحه وابرازه للناس حتى فشا وجعل ورده في ذلك غالبا ما بين المغرب
والعشا وما ذاك الا لأنه ضبط أوقاته بتمامها وكانت هذه الفترة بغير ورد فزين
الأوراد بختامها واما المعقول فقد اتى فيه من الابداع ما أراد وسبق فيه
الأنداد والافراد وان تكلم في علم الأوائل يعني به السير والتواريخ بهج
الاذان والألباب وولج منها كل باب واما علوم القرآن العزيز وتفاسيره من
البسيط والوجيز فقد حصل على فوائدها وحازها وعرف حقائقها ومجازها
وعلم اطالتها وايجازها واما الهيئة والهندسة والحساب والميقات فقد كان له
فيها يد لا تقصر عن الآيات واما السلوك والتصوف فقد كان له فيه تصرف
وأي تصرف وبالجملة فهو عالم الأوان ومصنفه ومقرض البيان ومشنفه ان
نطق رأيت البيان متسربا من لسانه وان أحسن رأيت الاحسان منتسبا إلى
احسانه جدد شعائر السنن الحنفية بعد أخلاقها وأصلح للأمة ما فسد من
أخلاقها وبه اقتدى من رام تحصيل الفضائل واهتدى بهداه من تحلى
بالوصف الكامل عمر مساجد الله وأشاد بنيانها ورتب وظائف الطاعات فيها
وعظم شانها امر بالمعروف ونهى عن المنكر وكم أرشد من صلى وصام وحج
واعتمر كان لأبواب الخيرات مفتاحا وفي ظلمة عمى الأمة مصباحا منه
تعلم الكرم كل كريم واستشفى به من الجهالة كل سقيم واقتفى اثره في
الاستقامة كل مستقيم لم تأخذه في الله لومة لائم ولم تثن عزمه عن المجاهدة
في تحصيل العلوم الصوادم خلصت لله أعماله فاثرت في القلوب أقواله.
وفي الرياض الفاضل العالم المجتهد الكامل العامل العادل المعروف بالشهيد
الثاني وكان شريكا في الدرس مع الشيخ جعفر بن الشيخ علي بن عبد
العالي الميسي وقد جازهما والد الشيخ جعفر المذكور بإجازة على حدة حين
ألف الشهيد رسالة الحبوة وأرسلها إليه اه‍ وفي المقاييس بعد بعض
الاصلاح: انه أفضل المتأخرين وأعمل المتبحرين نادرة الخلف وبقية
السلف مفتي طوائف الأمم والمرشد إلى التي هي أقوم الذي قصرت الأقلام
عن استقصاء مزاياه وفضائله السنية وحارت الافهام في وصف مناقبه
(١٤٦)

وفواضله العلمية الجامع في معارج الفضل والكمال والسعادة بين مراتب
العلم والعمل والجلالة والكرامة والشهادة وفي روضات الجنات بعد اصلاح
وحذف بعض عباراته المعروفة: لم ألف إلى هذا الزمان الذي هو سنة
١٢٦٣ من العلماء الأجلة من هو بجلالة قدره وسعة صدره وعظم شانه
وارتفاع مكانه وجودة فهمه وحسن سليقته واستواء طريقته ونظام تحصيله
وكثرة أسانيده وجودة تصانيفه.
أحواله
قال تلميذه ابن العودي في رسالته الآنفة الذكر: كان قد ضبط أوقاته
ووزع أعماله عليها ولم يصرف لحظة من عمره الا في اكتساب فضيلة ووزع
أوقاته على ما يعود نفعه عليه في اليوم والليلة اما النهار ففي تدريس ومطالعة
وتصنيف ومراجعة واما الليل فله فيه استعداد كامل لتحصيل ما يبتغيه من
الفضائل هذا مع غاية اجتهاده في التوجه إلى مولاه وقيامه بأوراد العبادة حتى
تكل قدماه وهو مع ذلك قائم بالنظر في أحوال معيشته على أحسن نظام
وقضاء حوائج المحتاجين بأتم قيام يلقى الأضياف بوجه مسفر عن كرم
كانسجام الأمطار وبشاشة تكشف عن شميم كالنسيم المعطار يكاد يبرح
بالروح واعز ما صرف همته فيه خدمة العلم وأهله فحاز الحظ الوافر لما
توجه إليه بكله وكان مع علو رتبته وسمو منزلته على غاية من التواضع ولين
الجانب ويبذل جهده مع كل وارد في تحصيل ما يبتغيه من المطالب إذا
اجتمع بالأصحاب عد نفسه كواحد منهم ولم تمل نفسه بشئ إلى التميز
عنهم حتى أنه كان يتعرض إلى ما يقتضيه الحال من الاشغال من غير نظر
إلى حال من الأحوال ولا ارتقاب لمن يباشر عنه ما يحتاج إليه من الاشغال
ولقد شاهدت منه سنة ورودي إلى خدمته انه كان ينقل الحطب على حمار في
الليل لعياله ويصلي الصبح في المسجد ويشتغل بالتدريس بقية نهاره فلما
شعرت منه بذلك كنت اذهب معه بغير اختياره وكنت استفيد من فضائله
وارى من حسن شمائله ما يحملني على حب ملازمته وعدم مفارقته وكان
يصلي العشاء جماعة ويذهب لحفظ الكرم ويصلي الصبح في المسجد ويجلس
للتدريس والبحث كالبحر الزاخر ويأتي بمباحث عجز عنها الأوائل والأواخر
وقد تفرد عن غيره بمنقبة وفضيلة جليلة وهي ان العلماء لم يقدروا على
ترويج أمور العلم والتأليف والتصنيف حتى اتفق لهم من يقوم بما يحتاجون
إليه اما ذو سلطان يسخره الله لهم أو بعض أهل الخير وكانوا آمنين ولهم
وكلاء قائمون بمصالح معيشتهم بحيث لا يعرفون الا العلم وممارسته ولم
يبرز لهم من المصنفات في الزمان الطويل الا القليل ومن التحقيقات الا
اليسير وكان شيخنا المذكور يتعاطى جميع مهماته بقلبه وبدنه حتى لو لم يكن
الا مهمات الواردين عليه ومصالح الضيوف لكفى مضافا إلى القيام بأحوال
الأهل والعيال ونظام المعيشة وأسبابها من غير وكيل ولا مساعد يقوم بها حتى أنه
ما كان يعجبه تدبير أحد في أموره ومع ذلك كان في غالب أوقاته في حالة
الخوف على تلف نفسه وفي التستر والاختفاء الذي لا يسع الإنسان معه ان
يفكر في مسالة من الضروريات البديهية ولا يحسن ان يعلق شيئا يقف عليه
من بعده وقد برز منه مع ذلك من التصانيف والأبحاث والتحقيقات ما هو
ناشئ عن فكر صاف ومغترف من بحر علم واف بحيث ان من تفكر في
الجمع بين هذا وما ذكرناه تحير ولو بذل أحدنا مع قلة موانعه وتوفير دواعيه
أوقاته جهده في كتابة مصنفاته لعجز عنها اه‍ وببالي اني رأيت في الدر المنثور
لسبطه انه كان يخدم أضيافه بنفسه وانه كان يتعاطى التجارة في الشريط
ويسافر في تجارته هذه إلى الأماكن البعيدة. وفي أمل الآمل: اخبرني من
أثق به انه خلف ألفي كتاب منها مائتا كتاب كانت بخطه من مؤلفاته
وغيرها ومن عجيب امره برواية ابن العودي انه كان يكتب بغمسة واحدة
في الدواة عشرين أو ثلاثين سطرا.
الموازنة بينه وبين الشهيد الأول
الشهيد الأول أفقه وأدق نظرا وابعد غورا وأكثر وأمتن تحقيقا وتدقيقا
يظهر ذلك لكل من تأمل تصانيفهما مع الاعتراف بجلالة قدر الشهيد الثاني
وعظمة شانه وعلو مقامه.
أحواله في طلبه العلم
قال ابن عدي: رأيت قطعة بخطه في تاريخ يتضمن مولده وجملة من
أحواله جاء فيها: هذه جملة من أحوالي وتصرف الزمان بي في عمري
وتاريخ بعض المهمات التي اتفقت لي:
كان مولدي في يوم الثلاثاء ١٣ شهر شوال سنة ٩١١ من الهجرة
النبوية ولا احفظ مبدأ اشتغالي بالتعلم لكن كان ختمي لكتاب الله العزيز
سنة ٩٢٠ من الهجرة النبوية وسني إذ ذاك تسع سنين واشتغلت بعده بقراءة
الفنون العربية والفقه على الوالد قدس سره إلى أن توفي في العشر الأوسط
من شهر رجب يوم الخميس سنة ٩٢٥ وكان من جملة ما قرأته عليه مختصر
الشرائع واللمعة الدمشقية وفي الروضات: كان والده قد جعل له راتبا من
الدراهم بإزاء ما كان يحفظه من العلم كما حكي قال ثم ارتحلت في شهر
شوال من تلك السنة ٩٢٥ مهاجرا في طلب العلم إلى ميس
واشتغلت بها على شيخنا الجليل الشيخ علي بن عبد العالي قدس الله سره
من تلك السنة إلى أواخر سنة ٩٣٣ وكان من جملة ما قرأته عليه شرائع
الاسلام والارشاد وأكثر القواعد والظاهر أنهم كانوا يقرأون هذه المتون مع
بيان أدلة المسائل بوجه مطول أو مختصر. فيكون عمره حين رحلته إلى ميس
وهي أول رحلاته ١٤ سنة ونحو من ثلاثة أشهر وارتحاله من ميس إلى كرك
نوح في حياة الشيخ علي الميسي لان الشيخ علي توفي في جمادى الأولى سنة
٩٣٨ كما صرح به الشهيد الثاني نفسه فيما يأتي من كلامه وكان الشيخ علي
زوج خالته وتزوج في تلك المدة ابنة الشيخ علي وهي زوجته الكبرى وأولى
زوجتيه قال ثم ارتحلت في شهر ذي الحجة إلى كرك نوح ع
وقرأت بها على المرحوم المقدس السيد حسن ابن السيد جعفر صاحب
كتاب المحجة البيضاء جملة من الفنون وكان مما قرأته عليه قواعد ميثم
البحراني في الكلام والتهذيب في أصول الفقه والعمدة الجلية في الأصول
الفقهية من مصنفات السيد المذكور والكافية في النحو وسمعت جملة من
الفقه وغيره من الفنون. ثم انتقلت إلى جبع وطني زمن الوالد في
شهر جمادى الآخرة سنة ٩٣٤ فتكون مدة اقامته في كرك نوح سبعة أشهر الا
أياما. قال وأقمت بها مشتغلا بمطالعة العلم والمذاكرة إلى سنة ٩٣٧.
رحلته إلى دمشق
قال ثم ارتحلت إلى دمشق واشتغلت بها على الشيخ الفاضل المحقق
الفيلسوف شمس الدين محمد بن مكي فقرأت عليه من كتب الطب شرح
الموجز النفيسي وغاية القصد في معرفة الفصد من مصنفات الشيخ المبرور
المذكور وفصول الفرغاني في الهيئة وبعض حكمة الاشراق للسهروردي

(١) الظاهر أن نوحا المنسوب إليه القبر الذي في الكرك هو من أولاد نوح النبي (ع) لان المروي
ان نوحا النبي مدفون في النجف والله أعلم.
(١٤٧)

وقرأت في تلك المدة بها على المرحوم الشيخ أحمد بن جابر الشاطبية في علم
القراءة وقرأت القرآن بقراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وعاصم ثم رجعت
إلى جبع سنة ٩٣٨ وبها توفي شيخنا شمس الدين المذكور وشيخنا المقدم
الاعلى الشيخ علي في شهر واحد وهو شهر جمادي الأولى وكانت وفاة شيخنا
السيد حسن ٦ شهر رمضان سنة ٩٣٣ وأقمت بالبلدة المذكورة جبع إلى
تمام سنة ٩٤١ ثم عدت إلى دمشق ثانيا أول سنة ٩٤٢ واجتمعت في تلك
السفرة بجماعة كثيرة من الأفاضل فأول اجتماعي بالشيخ شمس الدين بن
طولون الدمشقي الحنفي وقرأت عليه جملة من الصحيحين وأجازني روايتهما
مع ما يجوز له روايته في شهر ربيع الأول من السنة المذكورة. قال ابن
العودي: وكانت قراءته عليه في الصالحية بالمدرسة السليمية وكنت انا إذ
ذاك في خدمته اسمع الدرس وأجازني الشيخ المذكور الصحيحين
المذكورين، وقد وقع هنا خلل واضطراب فيما نقله بعض الحاكمين لهذه
القصة عن رسالة ابن العودي سببه تحريف النساخ.
منام
قال ابن العودي رآه بعض الاخوان الصالحين وهو الشيخ زين الدين
الفقعاني شريك الشهيد الثاني في الدرس عند المحقق الميسي تلك السنة
في المنام في قرية يقال لها البصة على ساحل البحر مع جماعة فدخل عليهم
رجل ذو هيبة ومعه جرة فيها ماء فألقم باب الجرة شيخنا الشيخ زين الدين
وجعل يكرع من الماء وهو قابضها معه فسأل الرائي عنه فقيل له هذا الشيخ
علي بن عبد العالي الكركي وهذا الشيخ يروي عنه شيخنا بواسطة توفي
مسموما ١٢ ذي الحجة سنة ٩٤٥ في الغري على مشرفة السلام فكان ذلك
هو تأويل المنام
سفره إلى مصر
قال ورحلت إلى مصر أول سنة ٩٤٣ لتحصيل ما أمكن من العلوم
وفي نسخة ٩٤٢ فعلى النسخة الأولى تكون اقامته بدمشق في السفرة الثانية
شهرين ونصفا وعلى النسخة الثانية سنة وشهرين ونصفا. وقال ابن
العودي وكنت أريد صحبته إلى مصر فأرسلت إليه فمنعني وما كان ذلك الا
لسوء حظي وكان القائم بامداده وتجهيزه بهذه السفرة الحاج الخير الصالح
شمس الدين محمد بن هلال رحمه الله عمل معه عملا قصد به وجه الله وقام
بكل ما يحتاج إليه مضافا إلى ما أسدى إليه من المعروف وأجرى عليه من
الخيرات في مدة طلبه للعلم قبل سفره هذا وأصبح هذا الحاج محمد مقتولا
في بيته هو وزوجته وولدان له أحدهما رضيع في السرير في سنة ٩٥٢ وفي
بعض النسخ سنة ٩٥٦ ثم ودعناه وسافر من دمشق يوم الأحد منتصف
ربيع الأول سنة ٩٤٢ قال ابن العودي واتفق له في الطريق ألطاف الهية
وكرامات جلية حكى لنا بعضها منها ما اخبرني به ليلة الأربعاء عاشر
ربيع الأول سنة ٩٦٠ انه في منزل الرملة مضى إلى مسجدها المعروف
بالجامع الأبيض لزيارة الأنبياء الذين في الغار وحده فوجد الباب مقفولا
وليس في المسجد أحد فوضع يده على القفل وجذبه فانفتح فنزل إلى الغار
واشتغل بالصلاة والدعاء وحصل له اقبال على الله بحيث انه ذهل عن
القافلة ومسيرها ثم جلس طويلا ودخل المدينة بعد ذلك ومضى إلى مكان
القافلة فوجدها قد ارتحلت ولم يبق منها أحد فبقي متحيرا في امره مع عجزه
عن المشي فاخذ يمشي على اثرها وحده فمشى حتى أعياه التعب فبينما هو في
هذا الضيق إذ اقبل عليه رجل لاحق به وهو راكب بغلة فلما وصل إليه قال
له اركب خلفي فردفه ومضى كالبرق فما كان الا قليلا حتى لحق بالقافلة
وانزله وقال له اذهب إلى رفقتك ودخل هو في القافلة قال فتحريته
مدة الطريق اني أراه ثانيا فما رأيته أصلا ولا قبل ذلك وهذه كرامة ظاهرة
وعناية باهرة لا ينكرها الا من غطى هواه على عقله واعتقد ان الله لا يعتني
بمن هو من أهله ومنها انه لما وصل إلى غزة واجتمع بالشيخ محيي الدين
عبد القادر بن أبي الخير الغزي وجرت بينه وبينه احتجاجات ومباحثات
واجازه إجازة عامة وصار بينهما مودة زائدة وادخله إلى خزانة كتبه فقلب
الكتب وتفرج في الخزانة فلما أراد الخروج قال له اختر لنفسك كتابا من غير
تأمل ولا انتخاب فظهر كتاب لا يحضرني اسمه من كتب الشيعة من
مصنفات الشيخ جمال الدين بن المطهر قال وكان وصولي مصر يوم
الجمعة منتصف شهر ربيع الاخر من سنة ٩٤٢ وذلك بعد شهر من
خروجه من دمشق واشتغلت بها على جماعة وعد ستة عشر شيخا
منهم الشيخ شهاب الدين احمد الرملي الشافعي قرأت عليه منهاج
النووي في الفقه وأكثر مختصر الأصول لابن الحاجب وشرح العضدي مع
مطالعة حواشيه السعدية والشريفية وسمعت عليه كتبا كثيرة في الفنون
العربية والعقلية وغيرهما فمنها شرح تصريف العزي ومنها شرح
الشيخ المذكور لورقات امام الحرمين الجويني في أصول الفقه ومنها أذكار
النووي وبعض شرح جمع الجوامع والمحلى في أصول الفقه وتوضيع ابن
هشام في النحو وغير ذلك مما يطول ذكره وأجازني إجازة عامة بما يجوز له
روايته سنة ٩٤٣ ومنهم الملا حسين الجرجاني قرأنا عليه جملة من شرح
التجريد للملا علي القوشجي مع حاشية ملا جلال الدين الدواني وشرح
أشكال التأسيس في الهندسة لقاضي زاده الرومي وشرح الجغميني في الهيئة
له ومنهم الملا محمد الاسترآبادي قرأنا عليه جملة من المطول مع حاشية
السيد شريف والجامي شرح الكافية ومنهم الملا محمد علي الكيلاني سمعنا
عليه جملة في المعاني والمنطق ومنهم الشيخ شهاب الدين بن النجار
الحنبلي قرأت عليه جميع شرح الشافية للجاربردي وجميع شرح الخزرجية في
العروض والقوافي للشيخ زكريا الأنصاري وسمعت عليه كتبا كثيرة في
الفنون والحديث منها الصحيحان وأجازني جميع ما سمعت وقرأت وجميع ما
يجوز له روايته في السنة المذكورة ومنهم الشيخ أبو الحسن البكري
سمعت عليه جملة من الكتب في الفقه والتفسير وبعض شرحه على المنهاج.
وفي مقدمات البحار ان له كتاب الأنوار في مولد النبي ص وكتاب مقتل أمير
المؤمنين ع وكتاب وفاة فاطمة الزهراء ع. قال ابن العودي كثيرا ما
كان قدس الله سره يطري علينا أحوال هذا الشيخ ويثني عليه وذكر انه كان
له حافظة عجيبة كان التفسير والحديث نصب عينيه وكان أكثر المشايخ
المذكورين أبهة ومهابة عند العوام والدولة وكان على غاية من حسن الطالع
والحظ الوافر من الدنيا واقبال القلوب عليه وكان من شدة ميل الناس إليه
إذا حضر مجلس العلم أو دخل المسجد يزدحم الناس على تقبيل كفيه
وقدميه حتى أن منهم من يمشي حبوا ليصل إلى قدميه يقبلهما صحبه شيخنا
نفع الله به من مصر إلى الحج وذكر انه خرج في مهيع عظيم من مصر راكبا
في محفة مستصحبا ثقلا كثيرا بعزم المجاورة باهله وعياله وكان شانه إذا حج
يجاور سنة ويقيم بمصر سنة ويحج وكان معه من الكتب عدة أحمال ذكر
شيخنا عددها ولكن ليس في حفظي الآن حتى أنه ظهر له منه التعجب من
(١٤٨)

كثرتها فروى له ان الصاحب ابن عباد رحمه الله كان إذا سافر يصحب معه
سبعين حملا من الكتب بحيث صار ما صحبه قليلا في جنب ذلك وذكر انه
حكى له في أول منزل برز إليه الحاج خارج مصر انه اخرج حتى صار في
ذلك المنزل ألف دينار من المال. وكان محبا لشيخنا مقبلا عليه متلطفا به ولما
رآه أول مرة راكبا في المحارة وكان هو في المحفة سلم عليه وتواضع معه وقال
له يا شيخ انا أول حجة حججتها ركبت في موهبة وعاء من خوص
وأنت الحمد لله من أول حجة ركبت في المحارة وكان شيخنا يتحرى ان لا
يراه وقت الاحرام فاتفق انه صادفه حال السير فقال له بصوت عال ما
أحسن هذا ما أحسن هذا تقبل الله منكم. وكانت له معه محاورات
ولطائف في تضاعيف المباحثات سأله يوما في الطريق ما تقولون في امر
هؤلاء العوام والرعاع الذين لا يعرفون شيئا من الدلالات المنجية من
المهلكات ما حكمهم عند الله سبحانه وهل يرضى منهم مع هذا التقصير بل
ننقل الكلام إلى العلماء الاعلام والفضلاء الكرام الذين جمد كل فريق منهم
على مذهب من المذاهب الأربعة ولم يدر ما قيل فيما عدا المذهب الذي
اختاره مع قدرته على الاطلاع والفحص وادراك المطالب وقنع بالتقليد
للسلف وجزم بأنهم كفوه مؤونة ذلك ومن المعلوم ان الحق في جهة واحدة فان
قالت إحدى الفرق ان الحق في جانبها اعتمادا على فلان وفلان فكذلك
الأخرى تقول اعتمادا على محققيهم وأعيان مشايخهم لأنه ما من فرقة الا
ولها فضلاء ترجع إليهم وتعول عليهم فالشافعية مثلا يقولون نحن الإمام الشافعي
وفلان وفلان كفونا ذلك وكذلك الحنفية يستندون إلى الامام
أبي حنيفة وغيره من محققي المذهب وكذلك المالكية والحنابلة يستندون إلى
فضلائهم ومحققيهم وكذلك الشيعة يقولون نحن السيد المرتضى والشيخ
الطوسي والخواجة نصير الدين والشيخ جمال الدين وغيرهم بذلوا الجهد
وكفونا مؤونة التفحص ونحن على بصيرة وثقة من أمرنا فكيف يكتفي مثل
هؤلاء الفضلاء بالاقتصار على أحد هذه المذاهب ولم يطلع على حقيقة
المذاهب الاخر بل ولا وقف على مصنفات أهلها ولا عرف أسماءهم فكون
الحق مع الجميع لا يمكن ومع البعض ترجيح من غير مرجح فأجاب الشيخ
أبو الحسن: اما ما كان من امر العوام فنرجو من عفو الله ان لا يؤاخذهم
بتقصيرهم واما العلماء فيكفي كون كل منهم محقا في الظاهر قال شيخنا
كيف يكفيهم مهما ذكر من تقصيرهم في النظر وتحقيق الحال فقال له يا شيخ
جوابك سهل مثال ذلك من ولد مختونا خلقة فإنه يكفيه عن الختان الواجب
شرعا فقال له شيخنا هذا المختون خلقة لا يسقط عنه الوجوب حتى يعلم أن
هذا هو الختان الشرعي بان يسأل ويتفحص من أهل الخبرة والممارسين
لذلك ان هذا القدر الموجود خلقة هل هو كاف في الواجب شرعا أم لا اما
انه من نفسه يقتصر على ما وجده فهذا لا يكفيه شرعا في السقوط فقال له يا
شيخ ليست هذه أول قارورة كسرت في الاسلام توفي سنة ٩٥٣ بمصر ودفن
بالقرافة وكان يوم موته يوما عظيما بمصر لكثرة الجمع ودفن بجانب قبة الإمام الشافعي
وبنوا عليه قبة عظيمة قال روح الله روحه الزكية ومنهم الشيخ
زين الدين الجرمي المالكي قرأت عليه ألفية ابن مالك ومنهم الشيخ
المحقق ناصر الدين اللقاني الملقاني المالكي محقق الوقت وفاضل تلك
البلدة لم أر بالديار المصرية أفضل منه في العلوم العقلية والعربية سمعت
عليه البيضاوي في التفسير وغيره من الفنون ومنهم الشيخ ناصر
الدين الطبلاوي الشافعي قرأت عليه القرآن بقراءة أبي عمرو ورسالة
في القراءة من تأليفاته ومنهم الشيخ شمس الدين
محمد بن أبي النحاس قرأت عليه الشاطبية في القراءة والقرآن
العزيز للأئمة السبعة وشرعت ثانيا اقرأ عليه العشرة ولم أكمل الختم بها.
قال ابن العودي كثيرا ما كان ينعت هذا الشيخ بالصلاح وحسن الأخلاق
والتواضع وكان فضلاء مصر يترددون إليه للقراءة في فنون القرآن العزيز
لبروزه فيها وكان هذا الفن نصب عينيه حتى أن الناس كانوا يقرؤون عليه
وهو مشتغل بالصنعة لا يرمي المطرقة من يده الا إذا جاء أحد من الفضلاء
الكبار فيفرش له شيئا ويجلس هو على الحصير. قال أعاد الله علينا بركاته
ومنهم الشيخ الفاضل الكامل عبد الحميد السمنهوري قرأت عليه جملة
صالحة من الفنون وأجازني إجازة عامة قال ابن العودي وهذا الشيخ
أيضا كان شيخنا قدس سره كثير الثناء عليه بالجمع بين فضيلتي العلم
والكرم وانه كان في شهر رمضان لا يدعهم يفطرون الا عنده حتى أنهم
غابوا عنه ليلة فلما جاءوا بعدها تلطف بهم كثيرا وقال كل من في البيت
استوحش لكم البارحة حتى لطيفة اسم بنت صغيرة كانت له وكان له
جارية إذا جاء أحد يطلبهم للضيافة يقول اعلمي سيدك بالخبر ان فلانا
يطلب الجماعة ليكونوا عنده الليلة تقول هذا الخبر لا اعلمه به ولا أقول له
عن ذلك. قال قدس سره ومنهم الشيخ شمس الدين محمد بن عبد
القادر الفرضي الشافعي قرأت عليه كتبا كثيرة في الحساب الهوائي والمرشدة
في حساب الهند الغباري والياسمينية وشرحها في علم الجبر والمقابلة
وسمعت عليه شرح الوسيلة وأجازني إجازة عامة وسمعت بالبلد المذكور من
جملة متكثرة من المشايخ يطول الخطب بتفصيلهم منهم الشيخ عميرة
والشيخ شهاب الدين بن عبد الحق والشيخ شهاب الدين البلقيني والشيخ
شمس الدين الديروطي وغيرهم قال ابن العودي وكل هؤلاء المشايخ لم
يبق منهم أحد وقت انشاء هذا التاريخ فسبحان من بيده ملكوت كل شئ
واليه ترجعون.
رحلته من مصر للحجاز
قال ثم ارتحلت من مصر إلى الحجاز الشريف في ١٧ شهر شوال سنة
٩٤٣ فتكون مدة مقامه بمصر ١٨ شهرا ويومين قال ابن العودي وكان
قدس سره قد رأى النبي ص في منامه بمصر ووعده بالخير ولا احفظ صورة
المنام الآن فلما وقف على القبر المقدس وزاره خاطبه وأنشده وقال وذكر
الأبيات الآتية عند ذكر أشعاره.
عوده إلى وطنه جبع
قال طاب مثواه ورجعت إلى وطني الأول بعد قضاء الواجب من
الحج والعمرة والتمتع بزيارة النبي وأصحابه ص ووصلت في
١٤ صفر سنة ٩٤٤ قال ابن العودي وكان قدومه إلى البلاد كرحمة نازلة أو
غيوث هاطلة أحيا بعلومه نفوسا أماتها الجهل وازدحم عليه أولو العلم
والفضل كان أبواب العلم كانت مقفلة ففتحت وسوقه كانت كاسدة
فربحت. وأشرقت أنواره على ظلمة الجهالة فاستنارت. وابتهجت قلوب
أهل المعارف وأضاءت أشهر ما اجتهد في تحصيله منه وأشاع وظهر من
فوائده ما لم يطرق الاسماع رتب الطلاب ترتيب الرجال وأوضح السبيل لمن
طلب وفي هذه السنة توشح ببرود الاجتهاد وأفاض مولاه عليه من السعادة
ما أراد الا انه بالغ في كتمان امره وقال ابن العودي أيضا في مكان آخر:
اخبرني قدس الله لطيفه وكان في منزلي بجزين متخفيا من الأعداء ليلة
الاثنين ١١ صفر سنة ٩٥٦ ان ابتداء امره في الاجتهاد كان سنة ٩٤٤ وان
ظهور اجتهاده وانتشاره كان في سنة ٩٤٨ فيكون عمره لما اجتهد ٣٣ سنة
وكان في ابتداء امره يبالغ في الكتمان وشرع في شرح الارشاد ولم يبده
(١٤٩)

لاحد وكتب منه قطعة ولم يره أحد فرأيت في منامي ذات ليلة ان الشيخ
على منبر عال وهو يخطب خطبة ما سمعت مثلها في البلاغة والفصاحة
فقصصت عليه الرؤيا فدخل إلى البيت وخرج وبيده جزء فناولني إياه
فنظرته فإذا هو شرح الارشاد قد اشتمل على خطبته المعروفة التي اخذت
بمجامع الفصاحة والبلاغة وقال أعلى الله درجته هذه الخطبة التي رأيتها
وأمرني ان أطالع الجزء خفية وكان كلما فرع من جزء يأتيني به فأطالعه.
قال روح الله الزكية وأقمت بها اي جبع إلى سنة ٩٤٦ قال
ابن العودي وفي هذه السنة عمر داره التي أنشأها بها وقلت فيها من أبيات:
لقد أصبحت تفتخرين بشرا * بزين الدين إذ قد حل فيك
فلا زال السرور بك يوم * يخاطب بالتحية ساكنيك
وشرع في عمارة المسجد المجاور للدار المذكورة انتهى في سنة
٩٤٨.
سفره إلى زيارة أئمة العراق عليهم السلام
قال ابن العودي: قال نفعنا الله بعلومه وسافرت إلى العراق لزيارة
الأئمة وكان خروجي في ١٧ ربيع الاخر سنة ٩٤٦ ورجوعي
في ١٥ شعبان منها قال ابن العودي قلت وكنت في خدمته مع جماعة من
الأصحاب وأهل البلاد تلك المرة وكانت من أبرك السفرات بوجوده واتفق
انه رافقنا من حلب رجل أخو بعض سلاطين الأزبك كان قد جاء من الحج
ومعه جماعة ومن جملتهم رجل شيعي أعجمي ومنهم آخر من بلاده في غاية
البغض للشيعة والبعد عنهم وكان شيخا كبيرا طاعنا في السن وآخر ملا
يصلي به إماما وكان يظهر من الرجل بعد زائد عن الشيخ ورفقته حتى ألف
بينه وبين الشيخ وما بقي يصلي الا معه وإذا نزلت القافلة حين نزوله عن
الفرس يجئ إلى عنده والقى الله سبحانه حبه في قلبه وترك الصلاة مع
صاحبه الملا وجعله قائدا لكلاب كانت معه فحصل في نفسه ونفس ذلك
الشيخ على شيخنا من الغل والحقد ما حصل وعزما على السعاية به في بغداد
وكان شيخنا في فكر لذلك حتى أنه عزم على الرجوع ان لم يمكنه الزيارة
خفية فلما وصلنا الموصل ضعف ذلك الشيخ جدا وعجز عن السفر مع
القافلة وانقطع هناك وكفاه الله شره وزار الشيخ الأئمة ع
مستعجلا واجتمع عليه مدة وجوده هناك فضلاء العراق وكان منهم السيد
شرف الدين السماك العجمي أحد تلامذة المرحوم الشيخ علي بن عبد
العالي الكركي واخذ عليه العهد عند قبر الامام أمير المؤمنين ع
الا ما اخبره ان كان مجتهدا وأقسم له انه لا يريد بذلك الا وجه الله سبحانه
ثم بعد رجوعه إلى البلاد جاءه منه سؤالات ومباحث وايرادات واجابه عنها
بما يقتضيه الحال وحقق فيها المقال ورجع الشيخ إلى وطنه في جبع في تلك
السنة وأقام فيه إلى سنة ٩٤٨.
سفره لزيارة بيت المقدس
قال أعلى الله شانه في الجنة وسافرت لزيارة بيت المقدس منتصف ذي
الحجة سنة ٩٤٨ واجتمعت في تلك السفرة بالشيخ شمس الدين بن أبي
اللطف المقدسي وقرأت عليه بعض صحيح الامام البخاري وبعض صحيح
مسلم وأجازني إجازة عامة ثم رجعت إلى الوطن الأول المتقدم جبع
وأقمت به إلى أواخر سنة ٩٥١ مشتغلا بمطالعة العلم ومذكراته مستفرغا
وسعى في ذلك.
سفره إلى القسطنطينية واخذه تدريس المدرسة النورية ببعلبك
قال ثم برزت لي الأوامر الإلهية والإشارات الربانية يشير إلى
الاستخارة بالسفر إلى جهة الروم والاجتماع بمن فيها من أهل
الفضائل والعلوم والتعلق بسلطان الوقت والزمان السلطان سليمان بن عثمان
وكان ذلك على خلاف مقتضى الطبع وسياق الفهم لكن ما قدر لا تصل
إليه الفكرة الكليلة والمعرفة القليلة من أسرار الحقائق
وأحوال العواقب والكيس الماهر هو المستسلم في قبضة العالم
الخبير القاهر المتمثل لأوامره الشريفة المنقاد إلى طاعته المنيفة كيف لا وانما
يأمر بمصلحة تعود على المأمور مع اطلاعه على دقائق عواقب الأمور وهو
الجواد المطلق والرحيم المحقق والحمد لله على انعامه واحسانه وامتنانه
والحمد لله الذي لا ينسى من ذكره ولا يهمل من غفل عنه ولا يؤاخذ من
صدف عن طاعته بل يقوده إلى مصلحته ويوصله إلى بغيته وكان الخروج إلى
السفر المذكور بعد بوادر الامر به والنواهي عن تركه والتخلف عنه وتأخيره
إلى وقت آخر ١٢ ذي الحجة الحرام سنة ٩٥١ وأقمت بمدينة دمشق بقية
الشهر ثم ارتحلت إلى حلب ووصلت إليها يوم الأحد ١٦ شهر المحرم سنة
٩٥٢ وأقمت بها إلى السابع من شهر صفر من السنة المذكورة ومن
غريب ما اتفق لنا بحلب انا أزمعنا عند الدخول إليها على تخفيف الإقامة
بها بكل ما أمكن ولم ننو الإقامة فخرجت قافلة إلى الروم على الطريق
المعهود المار بمدينة أذنة فاستخرنا الله على مرافقتها فلم يخر لنا وكان قد تهيا
بعض طلبة العلم من أهل الروم إلى السفر على طريق طوقات وهو طريق
غير مسلوك غالبا لقاصد قسطنطينية وذكروا انه قد تهيأت قافلة للسفر على
الطريق المذكور فاستخرنا الله تعالى على السفر معهم فأخار به فتأخر سفرهم
وساءنا ذلك فتفاءلت بكتاب الله تعالى على الصبر وانتظارهم فظهر قوله تعالى
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا
تعد عيناك عنهم فاطمأنت النفس لذلك وخرجت قافلة أخرى من طريق
أذنة وأشار الأصحاب برفقتهم لما يظهر من مناسبتهم فاستخرت الله على
صحبتهم فلم تظهر خيرة وتفاءلت بكتاب الله على انتظار الرفقة الأولى وان
تأخروا كثيرا فظهر قوله تعالى ومن يولهم يومئذ دبره إلى فقد باء بغضب
من الله ثم خرجت قافلة أخرى على طريق أذنة فاستخرت الله تعالى على
الخروج معهم فلم تظهر خيرة فضقت لذلك ذرعا وسئمت الإقامة وتفاءلت
بكتاب الله تعالى في ذلك فظهر قوله تعالى واتبع ما يوحى إليك واصبر
حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ثم خرجت قافلة رابعة على الطريق
المذكور فاستخرت الله تعالى على رفقتها فلم تظهر خيرة وكانت القافلة التي
أمرنا بالسفر معها تسوفنا بالسفر يوما بعد يوم وتكذب كثيرا في اخبارنا
ففتحت المصحف صبيحة يوم السبت وتفاءلت به فظهر قوله تعالى وتتلقاهم
الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون فتعجبنا من ذلك غاية التعجب
وقلنا ان كانت القافلة تسافر في هذا اليوم فهو من أعجب الأمور وأغربها
وأتم البشائر بالخير والتوفيق فأرسلنا بعض أصحابنا نستعلم الخبر فقالوا له
اذهب إلى أصحابك وحملوا ففي هذا اليوم نخرج فحمدنا الله تعالى على
هذه النعم العظيمة والمنن الجسيمة التي لا نقدر على شكرها ثم بعد ذلك
ظهر لإقامتنا بحلب تلك المدة فوائد واسرار لا يمكن حصرها وظهر لسفرنا

(١) لم تزل الدار والمسجد باقيين إلى عصرنا وقد رأيتهما. - المؤلف -
(١٥٠)

على الطريق المذكور أيضا فوائد واسرار وخيرات لا تحصى وأقلها انه بعد
ذلك بلغنا ممن سافر على تلك الطريق التي نهينا عنها ان عليق الدواب
وغذاء الناس كان في غاية القلة والصعوبة والغلاء العظيم حتى أنهم كانوا
يشترون العليقة الواحدة بعشرة عثامنة دراهم عثمانية واحتاجوا مع
ذلك إلى حمل الزاد أربعة أيام لعدم وجوده في الطريق لا للدواب ولا
للانسان فلو كنا نسافر في تلك الطريق لاتجه إلينا ضرر عظيم لا يوصف بل
لا يفي جميع ما كان بيدنا من المال بالصرف في الطريق خاصة لكثرة ما معنا
من الدواب والاتباع وكانت العليقة في طريقنا أكثر الأوقات بعثماني واحد
بدرهم واحد عثماني وأقل إلى أن وصلنا ولم نفتقر إلى حمل شئ البتة بل
جميع طريقنا نمر على البلاد العامرة والخيرات الوافرة فالحمد لله على نعمه
الغامرة وكان وصولنا إلى مدينة طوقات صبيحة يوم الجمعة ١٢ شهر صفر
سنة ٩٥٢ ونزلنا بعمارة السلطان بايزيد وهي مدينة كثيرة الخيرات عامرة
آهلة يجلب إليها ومنها أكثر الأمتعة والأرزاق كثيرة المياه والجبال محيطة بها
من كل جانب ويليها إلى الشمال واد طويل متسع فيه نهر كبير جدا يشتمل
هذا الوادي على ما قيل على نحو أربعمائة قرية شاهدنا كثيرا منها ومررنا فيه
يومين بعد خروجنا من طوقات وهذه القرى المذكورة كلها عامرة جدا كثيرة
الخير والفواكه متصلة بعضها ببعض لا يفصل بينها شئ وربما يعد الإنسان
منها في نظر واحد ما يزيد عن عشر قرى إلى عشرين قرية وكان خروجنا من
طوقات يوم الأحد عند الظهر ووصلنا يوم الأربعاء إلى مدينة اماسية وبها
أيضا عمارة السلطان بايزيد عظيمة البناء محكمة غاية الاحكام في بقعة
متسعة جدا حسنة تشتمل على مطابخ عظيمة وصدقات وافرة لكل وارد فيها
مدرسة عظيمة حسنة وحاكم المدينة مع باقي تلك الجهات يومئذ السلطان
مصطفى ابن السلطان سليمان وهذا السلطان مصطفى قتله أبوه خوفا على
الملك سنة ٩٦٠ وهي السنة التي خرج فيها إلى حرب الفرس وفيها مات
ولده آخر الزمان اسمه جهانكير وهو فارسي معناه آخر الزمان بحلب
وقيل إن أباه قتله أيضا وأقمنا بهذه المدينة ١٦ يوما ثم توجهنا منها نحو
القسطنطينية ومن غريب ما رأيناه في الطريق بعد مفارقتنا أماسية بأيام
اننا مررنا بواد عظيم لم نر أحسن منه وليس فيه عمارة طوله مسيرة يوم
تقريبا وفيه من سائر الفواكه والثمار بغير مالك بل هو نبات من الله سبحانه
كغيره من الأشجار البرية وكذا فيه معظم أنواع المشمومات العطرة والأزهار
الأرجة ومما رأينا فيه الجوز والرمان والبندق والعنب والعناب والتفاح وأنواع
من الخوخ وأنواع من الكمثرى والزعرور والقراصيا حتى أن بعض أشجار
القراصيا قدر شجر الجوز الكبير بغير حرث ولا سقي وفيه البرباريس بكثرة
ورأينا ومن المشمومات الورد الأبيض والأحمر والأصفر والياسمين الأصفر والبلسان
والزيزفون والبان وكان ذلك الوقت أوان زهرها وفيه من الأشجار الجيدة العظيمة
شجر الصنوبر والدلب والصفصاف والسنديان والملول شجر البلوط وهذه الأشجار
كلها مختلطة بعضها ببعض ورأينا فيه أنواعا كثيرة من الفواكه قد انعقد حبها ولا
نعرف أسماءها ولا رأيناها قبل ذلك اليوم ابدا. ثم سرنا عنه أياما كثيرة ثم
وصلنا إلى ارض أكثر شجرها الفواكه لا سيما الخوخ والتفاح وأكثر ما
اشتمل عليه ذلك الوادي يوجد فيها وسرنا في هذه الأرض خمسة أيام وهي
من أعجب ما رأينا من ارض الله تعالى وأحسنها وأكثرها فاكهة مجتمعة
بعضها ببعض كأنها حدائق منضودة بالغرس لا يدخل بينها أجنبي وفيها
أشجار عظيمة طولا وعرضا وربما بلغ طولها مائتي شبر فصاعدا ودور
بعضها يبلغ ثلاثين شبرا فصاعدا ومررنا في جملة هذا السير على مدن حسنة
وقرى بعيدة وكان وصولنا إلى مدينة قسطنطينية يوم الاثنين ١٧ شهر ربيع
الأول سنة ٩٥٢ ووفق الله تعالى لنا منزلا حسنا رفقا من أحسن مساكن
البلد قريبا إلى جميع أغراضنا وبقيت بعد وصولي ١٨ يوما لا اجتمع بأحد
من الأعيان ثم اقتضى الحال ان كتبت في هذه الأيام رسالة جيدة تشتمل
على عشرة مباحث جليلة كل بحث في فن من الفنون العقلية والفقهية
والتفسير وغيرها وأوصلتها إلى قاضي العسكر وهو محمد بن قطب الدين بن
محمد بن محمد بن قاضي زاده الرومي وهو رجل فاضل أديب عاقل لبيب
من أحسن الناس خلقا وتهذيبا وأدبا فوقعت منه موقعا حسنا وحصل لي
بسبب ذلك منه حظ عظيم وأكثر من تعريفي والثناء علي للأفاضل واتفق في
خلال هذه المدة بيني وبينه مباحثة في مسائل كثيرة من الحقائق قال ابن
العودي ومن قواعد الأروام المقررة في قانونهم بحيث لا يمكن خلافه
عندهم ان كل طالب منهم لا بد له من عرض قاضي جهته بتعريفه وانه
أهل لما طلب الا شيخنا قدس الله سره فإنه استخار الله سبحانه ان يأخذ
عرضا من قاضي صيدا وكان إذ ذاك القاضي معروف الشامي فلم تظهر
خيرة وكان بينه وبينه صحبة ومداخلة فبقي متحيرا في أنه يسافر ولا يعلمه
ولا يطلب منه عرضا فاقتضى الرأي ان أرسلني إليه لأسوق معه سياقا يفهم
منه الاعلام بالسفر ولا اطلب منه عرضا فمضيت وأعلمته بذلك فقال
نكتب له عرضا فقلت هو ما قال لي من جهة العرض فقال رواحه بلا
عرض لا يمكن لأنه لا ينقضي له الا به البتة لان من عادة هؤلاء الأروام و
وقانونهم انه لو مضى امام مذهبهم أبو حنيفة وطلب منهم غرضا من
الاغراض يقولون له أين عرض القاضي فيقول لهم انا امامكم ولا احتاج
عرض القاضي فيقولون له لا بد من ذلك نحن لا نعرف الا القانون
قال وحكى لنا قدس سره انه اجتمع ببعض الفضلاء في قسطنطينية فسأله
هل معك عرض القاضي فقال لا فقال إذن امرك مشكل يحتاج إلى تطويل
زائد فاخرج له الرسالة المذكورة التي ألفها وقال هذا عرضي فقال لا تحتاج
معه شيئا قال طاب ثراه ففي اليوم الثاني عشر من اجتماعي به ارسل
إلي الدفتر المشتمل على الوظائف والمدارس وبذل لي ما اختاره واكد في كون
ذلك في الشام أو حلب فاقتضى الحال ان اخترت منه المدرسة النورية
ببعلبك لمصالح وجدتها ولظهور امر الله تعالى بها على الخصوص فاعرض لي
بها إلى السلطان سليمان وكتب لي بها براءة وجعل لي في كل شهر ما شرطه
واقفها السلطان نور الدين الشهيد واتفق من فضل الله سبحانه ومنته لي في مدة
إقامتي بالبلدة المذكورة في الألطاف الإلهية والاسرار الريانية والحكم الخفية ما يقصر
عنه البيان ويعجز عن تحريره البنان ويكل عن تقريره اللسان فلله الحمد
والمنة والفضل والنعمة على هذا الشأن ونسأله ان يتم علينا منه الاحسان انه
الكريم الوهاب المنان ثم انه ذكر جملة من غرائب نعم الله تعالى عليه في تلك البلدة
قال ابن العودي لم يذكر اجتماعه فيها بالسيد عبد الرحيم العباسي فقد كان
قدس سره كثيرا ما يطري ذكره علينا وانه من أهل الفضل التام وله
مصنفات منها شرح شواهد التلخيص سلك فيه مسلكا واسعا وسماه معاهد
التنصيص في شرح أبيات التلخيص نقل شيخنا جملة منه بخطه وذكر انه إذا
تعلق بشرح بيت من الأبيات اتى على غالب أحوال قائلة وأشعاره وما يتعلق
به وأطنب ولهذا السيد أشعار في غاية الجودة موجود منها شئ بخط شيخنا
في بعض المجاميع لجامع الكتاب قال وكانت مدة إقامتي بمدينة
قسطنطينية ثلاثة أشهر ونصفا وخرجت منها يوم السبت ١١ شهر رجب سنة
٩٥٢ وعبرت البحر إلى مدينة اسكدار وهي مدينة حسنة جيدة صحيحة
(١٥١)

الهواء عذبة الماء محكمة البناء يتصل بكل دار منها بستان حسن يشتمل على
الفواكه الجيدة العطرة على شاطئ البحر مقابلة لمدينة قسطنطينية بينهما
البحر خاصة وأقمت بها انتظر وصول صاحبنا الشيخ حسين بن عبد الصمد
العاملي والد البهائي وكان بصحبته في ذلك السفر لطلب تدريس مدرسة
فاعطي تدريس مدرسة ببغداد لأنه احتاج إلى التأخر عني تلك الليلة.
ومن غريب ما اتفق لي بها حين نزلتها اني اجتمعت برجل هندي له
فضل ومعرفة بفنون كثيرة منها الرمل والنجوم فجرى بيني وبينه كلام فقلت
له ان قاضي العسكر أشار علي بان أسافر يوم الاثنين وخالفته وجئت في هذا
اليوم السبت حذرا من نحس يوم الاثنين بسبب كونه ثالث عشر الشهر
وكان قد ذكر لي قاضي العسكر المذكور ان يوم الاثنين يوم جيد للسفر لا
يكاد يتفق مثله بالنسبة إلى احكام النجوم وان سعده يغلب نحسه بسبب
كونه ثالث عشر فقال لي ذلك الرجل الهندي على البديهة صدق القاضي فيما
قال واما يوم السبت الذي خرجت فيه فإنه يوم صالح لكن يقتضي انك
تقيم في هذه البلدة أياما كثيرة فاتفق الامر كما قال فان الشيخ حسين بعد
مفارقتي بحث عن امر المدرسة التي كان قد أعطاه إياها القاضي ببغداد
فوجد أوقافها قليلة فاحتاج إلى ابدالها بغيرها فتوقف لأجل ذلك ٢١ يوما
وظهر صدق ذلك الفاضل الهندي بما أخبر به على البديهة ثم اتفق ان
رسمت له شكلا رمليا وطلبت البحث عنه ففكر فيه ساعة ثم أظهر لي منه
أمورا عجيبة كلها رأيتها موافقة للواقع بحسب حالي وكان مما أخرجه من
بيت العاقبة انها في غاية الجودة والخير والتوفيق فالحمد لله على ذلك ومن
بيت السفر ان هذه سفرة صالحة جيدة جدا والعود فيها سعيد صالح لكن
فيه طولا خارجا عن المعتاد بالنسبة إلى العود إلى الوطن وكان الامر في
الباطن على ما ذكر لأني كنت قد عزمت على التوجه إلى العراق لتقبيل
العتبات الشريفة في طريق العود ثم ارجع منها إلى الوطن وذلك بعد تأكد
الامر الإلهي لنا بذلك ونهينا عن تركه.
سفره من بلاد الروم إلى العراق
قال وكان خروجنا من اسكدار متوجهين إلى العراق يوم السبت
لليلتين خلتا من شعبان من هذه السنة سنة ٩٥٢ واتفق ان طريقنا إليها هي
الطريق التي سلكناها من سيواس إلى اصطنبول ووصلنا إلى مدينة سيواس
يوم الاثنين لخمس بقين من شعبان وخرجنا منها يوم الأحد ثاني شهر رمضان
متوجهين إلى العراق وهو أول ما فارقناه من الطريق الأولى وخرجنا في حال
نزول الثلج وبتنا ليلة الاثنين على الثلج وكانت ليلة عظيمة البرد. ومن
غريب ما اتفق لي تلك الليلة اني نمت يسيرا فرأيت كأني في حضرة شيخنا
الجليل محمد بن يعقوب الكليني وهو شيخ بهي الطلعة جميل الوجه عليه أبهة
العلم ونحو نصف لمته بياض ومعي جماعة من أصحابي منهم رفيقي
وصديقي الشيخ حسين بن عبد الصمد فطلبنا من الشيخ أبي جعفر الكليني
المذكور نسخة الأصل لكتابه الكافي فدخل البيت واخرج لنا الجزء الأول
منه في قالب نصف الورق الشامي ففتحه فإذا هو بخط حسن معرب
مصحح ورموزه بالذهب فجعلنا نتعجب من كون نسخة الأصل بهذه
الصفة فسررنا بذلك كثيرا لما كنا قبل ذلك قد ابتلينا به من رداءة النسخ
فطلبنا منه بقية الاجزاء فجعل يتألم من تقصير الناس في نسخها ورداءة
نسخهم إلى آخر ما ذكره من القصة قال ثم انتبهت وانتهينا بعد أربعة أيام
من اليوم المذكور إلى مدينة ملطبة وهي مدينة لطيفة كثيرة الفواكه تقرب
من أصل منبع الفرات ومررنا بعد ذلك بمدينة لطيفة تسمى زغين وهي
قريبة من منبع الدجلة وكان وصولنا إلى المشهد المقدس المبرور المشرف
بالعسكريين بمدينة سامراء يوم الأربعاء رابع شهر شوال وأقمنا بها ليلة
الخميس ويومه وليلة الجمعة ثم توجهنا إلى بغداد ووصلنا إلى المشهد المقدس
الكاظمي يوم الأحد ثامن الشهر فأقمنا به إلى يوم الجمعة وتوجهنا ذلك
اليوم إلى زيارة ولي الله سلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما
ورحلنا منه إلى مشهد الحسين ع ووصلنا إليه يوم الأحد منتصف
الشهر المذكور وأقمنا به إلى يوم الجمعة وتوجهنا منه إلى الحلة وأقمنا بها إلى يوم
الجمعة وتوجهنا منها إلى زيارة القاسم ثم إلى الكوفة ومنها إلى المشهد
المقدس الغروي وأقمنا به بقية الشهر وقد أظهر الله سبحانه لجماعة من
الصالحين بالمشهدين وغيرهما آيات باهرة ومنامات صالحة وأسرارا خفية
أوجبت كمال الاقبال وبلوغ الآمال فله الحمد والمنة على كل حال.
اظهاره الانحراف في قبلة الحضرة العلوية
قال ابن العودي مما اخبرني به من الكرامات بعد رجوعه من هذه
الزيارة في صفر سنة ٩٥٦ انه لما حرر الاجتهاد في قبلة العراق وحقق حالها
واعتبر محراب جامع الكوفة الذي صلى فيه أمير المؤمنين ع ووجد
محراب حضرته المقدسة مخالفا لمحراب الجامع وأقام البرهان على ذلك وصلى
فيه منحرفا نحو المغرب كما يقتضيه الحال وقرر ما أدى إليه اجتهاده في ذلك
المجال وسلم طلبة العلم ذلك لما اتضح لهم الامر وتخلف رجل عن التسليم
أعجمي يقال له الشيخ موسى وانقطع عن ملاقاته لأجل ذلك ثلاثة أيام
وأنكر عليه غاية الإنكار لما قد تردد إلى تلك الحضرة من الفضلاء الأعيان
على تطاول الزمان خصوصا الشيخ علي الكركي المحقق الثاني وغيره من
الأفاضل الذين عاصرهم هؤلاء الجماعة وهذا هو الموجب لنفوره عما حققه
الشيخ قدس سره فلما انقطع الرجل المذكور عنه هذه المدة رأى النبي ص في
منامه وانه دخل إلى الحضرة المشرفة وصلى بالجماعة على السمت الذي صلى عليه
الشيخ منحرفا كانحرافه فانحرف معه أناس وتخلف آخرون فلما فرع النبي ص
من الصلاة التفت إلى الجماعة وقال كل من صلى ولم ينحرف كما انحرفت
فصلاته باطلة فلما انتبه الشيخ موسى طفق يسعى إلى شيخنا قدس سره
وجعل يقبل يديه ويعتذر إليه من الجفاء والإنكار والتشكيك في امره فتعجب
شيخنا من ذلك وسأله عن السبب فقص عليه الرؤيا كما ذكر. يقول
المؤلف: الذي ترجح عندنا ان القبلة ليس فيها هذا التدقيق الذي ذكره
العلماء وان الأقوى الاكتفاء بالجهة العرفية وفاقا للشيخ الأكبر الشيخ جعفر
في كشف الغطاء وان قلنا ان القبلة عين الكعبة بان يكون الشارع اكتفى في
الطريق إلى معرفتها بالجهة العرفية ويدل على ذلك الروايات التي هي أصل
مستندهم في التعويل على جعل الجدي علامة من قول أحدهما عليهما
السلام حين سئل عن القبلة فقال ضع الجدي في قفاك وصله وقول الصادق
ع لمن قال له اني أكون في السفر ولا اهتدي إلى القبلة بالليل:
أتعرف الكوكب الذي يقال له الجدي قلت نعم نعم قال اجعله على يمينك
وإذا كنت في طريق الحج فاجعله بين كتفيك وحمل صاحب المدارك العلامة
الأولى والثالثة على أطراف العراق الغربية والثانية على أواسط العراق مع أنه
لا شاهد له لا يتم في الثالثة فابن طريق الحج من أطراف العراق الغربية فلا
مناسبة بينهما حتى يحمل أحدهما على الاخر وحينئذ فقوله إذا كنت في طريق
الحج فاجعله في قفاك مع تفاوت الأماكن التي يكون فيها وهو في طريق
الحج تفاوتا كثيرا أقوى دليل على أن امر القبلة واسع وانه أوسع مما ذكروه
ويدل عليه قول أبي جعفر ع لما سئل أين حد القبلة فقال ما بين
المشرق والمغرب قبلة كله. قال الشهيد في الذكرى: هذا نص في الجهة
(١٥٢)

ثم إن بعض العلماء غير قبلة مسجد الكوفة لظهور الانحراف فيها إذا عول
على الجدي. وتطبيق الشهيد الثاني قبلة المشهد الشريف على محراب مسجد
الكوفة بناء على أنه محراب صلى فيه معصوم فيه ما لا يخفى فإنه لا يحصل
القطع ببقاء المحراب على ما كان عليه في عهد أمير المؤمنين وولده الحسن
ع ولا بكيفية صلاتهما إلى ذلك المحراب والاستناد إلى الرؤيا
التي رآها الشيخ موسى العجمي فيه ما لا يخفى إذ الأحكام الشرعية لا
تثبت بالرؤيا على الأصح والله أعلم.
قال ابن العودي: وقال لي أحسن الله جزاءه وطيب مثواه ومما اتفق
لي اني كنت جالسا عند رأس الضريح المقدس ليلة الجمعة وقرأت شيئا
من القرآن وتوجهت ودعوت الله ان يخرج لي ما اختبر به عاقبة أمري بعد
هذه السفرة مع الأعداء والحساد وغيرهم فظهر لي في اولي الصفحة
اليمنى ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين
فسجدت الله شكرا على هذه النعمة والفضل بهذه البشارة السنية.
وكان خروجنا من المشاهد الشريفة بعد أن أدركنا زيارة عرفة بالمشهد
الحائري والغدير بالمشهد الغروي والمباهلة بالمشهد الكاظمي ١٧ ذي الحجة
الحرام من السنة المتقدمة ولم يتفق لنا الإقامة لادراك زيادة عاشوراء مع قرب
المدة لعوارض وقواطع منعت من ذلك والحمد لله على كل حال.
رجوعه للبلاد وإقامته في بعلبك
قال واتفق وصولنا إلى البلاد منتصف شهر صفر سنة ٩٥٣ ووافقه من
الحروف بحساب الجمل حروف خير معجل وهو مطابق للواقع أحسن
الله خاتمتنا بخير كما جعل بدايتنا إلى خير بمنه كرمه ثم أقمنا ببعلبك ودرسنا
فيها مدة في المذاهب الخمسة وكثير من الفنون وصاحبنا أهلها على اختلاف
آرائهم أحسن صحبة وعاشرناهم أحسن عشرة وكانت أياما ميمونة وأوقاتا
بهجة ما رأى أصحابنا في الاعصار مثلها قال ابن العودي كنت في خدمته
تلك الأيام ولا انسى وهو في أعلى مقام ومرجع الأنام وملاذ الخاص والعام
ومفتي كل فرقة بما يوافق مذهبها ويدرس في المذاهب كتبها وكان له في
المسجد الأعظم بها درس مضافا إلى ما ذكر وصار أهل البلد كلهم في انقياده
ومن وراء مراده بقلوب مخلصة في الوداد وحسن الاقبال والاعتقاد وقام سوق
العلم بها على طبق المراد ورجعت إليه الفضلاء من أقاصي البلاد اه‍ قال
ثم انتقلنا عنهم إلى بلدنا جبع بنية المفارقة امتثالا لأمر إلاهي سابقا في
المشاهد الشريفة ولاحقا في المشهد الشريف مشهد شيث ع وأقمنا في
بلدنا إلى سنة ٩٥٥ مشتغلين بالدرس والتصنيف قال ابن العودي، هذا
آخر ما وجدته بخطه الشريف مما نسبته إليه من التاريخ كان خاتمة أوقات
الأمان والسلامة من الحدثان ثم نزل به ما نزل وستقف عليه انش إلى
خاتمة الاجل.
مشايخه
في أمل الآمل روى عن جماعة كثيرين جدا من الخاصة والعامة في
الشام ومصر وبغداد وقسطنطينية وغيرها ثم قال ويظهر مما ذكره ابن
العودي في ترجمته ومن إجازة الشيخ حسن وإجازة والده انه قرأ على كثيرين
جدا من علماء العامة وقرأ عندهم كثيرا من كتبهم في الفقه والحديث
والأصوليين وغير ذلك وروى جميع كتبهم وكذلك فعل الشهيد والعلامة
ولا شك ان غرضهم كان صحيحا ولكن ترتب على ذلك ما يظهر لمن تأمل
وتتبع كتب الأصول وكتب الاستدلال وكتب الحديث ويظهر من الشيخ حسن
عدم الرضا بما فعلوه اه‍ والظاهر أن مراده بما ترتب على ذلك اتباعهم
طريقة العامة في الاجتهاد وتقسيمهم الحديث إلى أقسامه المشهورة فان
ذلك مما لا يرضاه الأخباريون ولذلك ينقل عنهم ان الدين هدم في يومين
أحدهما يوم ولد العلامة الحلي وقد بين في موضعه خطا الأخباريين في
زعمهم صحة جميع أحاديث الكتب الأربعة أو القطع بصدورها بما لا مجال
لذكره هنا الذي أقله ان أصحاب هذه الكتب كانوا يردون بعضها بضعف
السند فكيف بغيرهم والعلامة والشهيدان اجل قدرا من أن يقلدوا أحدا
في مثل هذه المسائل أو يقودهم قراء كتب غيرهم إلى اتباع ما فيها بدون
برهان وهم رؤساء المذهب ومؤسسو قواعده وبهم اقتدى فيه أهله ومنهم
اخذوه وإنما اخذوا اصطلاحات العامة ووضعوها لأحاديثهم غيرة على
المذهب لما لم يروا مانعا من ذلك وكذلك فعلوا في أصول الفقه وفي الاجماع
وغيره كما بين في محله وكذلك في فن الدراية وغيره وكيف يكون عدم رضا
الشيخ حسن بما فعلوا لهذه العلة وهو قد تبعهم فيها وزاد عليهم. ويأتي
ترجمة سبطه زين الدين بن محمد بن الحسن بن زين الدين انه كان يتعجب
من جده الشهيد الثاني ومن العلامة والشهيد الأول في كثرة قراءتهم على
علماء العامة وتتبع كتبهم وانه قال قبل ذلك وقد أدى ذلك إلى قتل جماعة
منهم مع ظهور مراده من المشار إليه بذلك وقد بينا هنالك ما في كلامه من
النظر وفي الرياض قرأ على طائفة كثيرة من علمائنا ومن العامة ويروي عنهم
وقرأ عليه أيضا جم غفير من مشاهير علماء الإمامية وغيرهم ويروون عنه.
مشايخه من علماء الإمامية
وقد مر ذكر الكتب التي قرأها عليهم في اجازته للشيخ حسين بن عبد
الصمد وعدهم ابن العودي وذكر الكتب التي قرأها عليهم كما يأتي وهم
١ والده علي بن أحمد المعروف بابن الحاجة النحاريري ٢ المحقق
الشيخ علي بن عبد العالي الميسي ٢ السيد حسن ابن السيد جعفر بن
السيد فخر الدين ابن السيد حسن بن نجم الدين الأعرجي الحسيني
الكركي قرأ عليه ويروي عنه إجازة ٤ شمس الدين محمد بن مكي
الدمشقي ٥ الشيخ أحمد بن جابر ٦ الشيخ الامام الحافظ المتقي
خلاصة الأتقياء والفضلاء والنبلاء الشيخ جمال الدين احمد ابن الشيخ
شمس الدين محمد بن خاتون العاملي يروي عنه إجازة وفي الرياض قال
الشيخ البهائي في حواشي أربعينه ان للشيخ زين الدين طريقين إلى المحقق
الشيخ على الكركي إحداهما عن الشيخ علي الميسي وعن الشيخ احمد
ابن خاتون العاملي كلاهما عن الشيخ علي الكركي والأخرى إجازة
بالكتابة قال إشارة بهذه إلى روايته عن الشيخ علي الميسي يعني إجازة مرة
مشافهة ومرة كتابة واما حمله على أن مراده رواية الشهيد الثاني عن الشيخ
على الكركي مرة بواسطة الشيخ علي الميسي ومرة بلا واسطة كما ظنه
بعض العلماء في حواشيه على أصول العالم فهو مع عدم صحته لا يحتمله
لفظ ذلك لان اسم الشيخ علي الكركي غير مذكور في ذلك السند الا بعد
حاء الحيلولة في السند الآخر اه‍.
مشايخه من علماء من تسموا باهل السنة
وهم ١٩ شخصا واحد بدمشق هو ١ شمس الدين بن طولون
الدمشقي الحنفي وأجيز منه برواية الصحيحين ورواية كلما يجوز له روايته في
شهر ربيع الأول سنة ٩٤٢ قال ابن العودي وكنت إذ ذاك في خدمته اسمع
الدرس وأجاز لي الشيخ المذكور الصحيحين وواحد بغزة وهو ٢ الشيخ
محيي الدين عبد القادر بن أبي الخير الغزي يروي عنه إجازة وواحد ببيت
المقدس وهو ٣ الشيخ شمس الدين بن أبي اللطف المقدسي واجازه
(١٥٣)

إجازة عامة وستة عشر بمصر وهم ٤ الشيخ شهاب الدين احمد الرملي
قال قرأت عليه وأجازني إجازة عامة مما يجوز وله روايته سنة ٩٤٣ ٥
الملا حسين الجرجاني ٦ الملا محمد الاسترآبادي ٧ الملا محمد
الجيلاني ويمكن كون الثلاثة من أصحابنا ٨ الشيخ شهاب
الدين بن النجار الحنبلي ٩ الشيخ أبو الحسن البكري ١٠ الشيخ
زين الدين الجرمي المالكي ١١ الشيخ ناصر الدين الملقاني المالكي
١٢ الشيخ ناصر الدين الطبلاوي الشافعي ١٣ الشيخ شمس الدين
محمد النحاس ١٤ الشيخ عبد الحميد السمنهودي ١٥ الشيخ شمس
الدين محمد بن عبد القادر الفرضي الشافعي ١٦ الشيخ عميرة
١٧ الشيخ شهاب الدين بن عبد الحق ١٨ الشيخ شهاب الدين
البلقيني ١٩ الشيخ شمس الدين الديروطي.
تلاميذه
١ السيد نور الدين علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي
العاملي الجبعي والد صاحب المدارك وقد رباه الشهيد الثاني كالوالد لولده
وزوجه ابنته رغبة فيه وجعله من خواص ملازميه فكان صاحب المعالم خال
صاحب المدارك من هذه الجهة ٢ السيد علي بن أبي الحسن الموسوي
العاملي الجبعي وهو غير والد صاحب المدارك ٣ السيد علي بن
الحسين بن محمد الحسيني العاملي الجزيني الشهير بالصائغ صاحب شرحي
الشرائع والارشاد المدفون بقرية صديق قرب تبنين وقبره ظاهر إلى اليوم
وعليه صخرة كتب عليها اسمه ومدحه وتاريخ وفاته رأيتها وقد صارت
مداسا للاقدام في وسط مزرع وغمرتها الأتربة وهي تمثل حالة علماء جبل
عامل بعد وفاتهم كما كانوا في حياتهم إلا ما ندر وهو شيخ صاحب المعالم
ويقال ان الشهيد الثاني دعا الله ان يرزقه ولدا ويعلمه السيد علي
الصايغ لما رأى من فضله فاستجاب الله دعاءه. قال ابن العودي في رسالته
قرأ عليه اي على الشهيد الثاني وسمع جملة نافعة من العلوم عليه في المعقول
والمنقول والأدب وغير ذلك وكان قدس الله لطيفته له به خصوصية تامة
اه‍. ويروي عنه إجازة يوم الخميس آخر جمادي الأولى سنة ٩٥٨ ٤
الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي الحارثي الهمداني والد الشيخ البهائي
وهو أول من قرأ عليه في أول تصديه للتدريس وكان رفيقه إلى مصر في
طلب العلوم والى اسلامبول وفارقه إلى العراق وأقام بها مدة ثم ارتحل إلى
خراسان واستوطن هناك واجازه الشهيد الثاني إجازة مطولة تبلغ ١٥
صفحة بالقطع الكبير تاريخها ليلة الخميس لثلاث ليال مضين من شهر
جمادي الآخرة سنة ٩٤١ أوردها الشيخ يوسف البحراني في كشكوله ج ١ ص
٤٠٤ واشتملت على فوائد جمة ومطالب مهمة قال فيها قرأ على هذا
الضعيف وسمع كتبا كثيرة في الفقه والأصوليين والمنطق وغيرهما فمما قرأه
من كتب أصول الفقه مبادي الوصول وتهذيب الأصول من مصنفات
الداعي إلى الله تعالى جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر قدس سره
وشرح جامع البين في مسائل الشرحين للشيخ الامام الأعلم شمس الدين
محمد بن مكي عرج الله بروحه إلى دار القرار وجمع بينه وبين أئمته
الأطهار ومن كتب المنطق رسائل كثيرة منها الرسالة الشمسية للامام نجم
الدين الكاتبي القزويني وشرحها للامام العلامة سلطان المحققين والمدققين
قطب الدين محمد بن محمد بن أبي جعفر بن بويه الرازي أنار الله برهانه
وأعلى في الجنان شانه ومما سمع من كتب الفقه كتاب الشرائع والارشاد وقرأ
جميع كتاب قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام من مصنفات شيخنا
الامام الأعظم أستاذ الكل في الكل جمال الدين أبي منصور الحسن بن
الشيخ سديد الدين يوسف بن المطهر شرف الله قدره ورفع في العليين
ذكره قراءة مهذبة محققة جمعت بين تهذيب المسائل وتنقيح الدلائل حسبما
وسعته الطاقة واقتضاه الحال وقرأ وسمع كتبا أخرى ٥ الشيخ على بن
زهرة العاملي الجبعي ابن عم الشيخ حسين المذكور وكان الشهيد الثاني
يعتقد فيه الولاية وكان رفيقه إلى مصر وتوفي بها ٦ محمد بن الحسين الملقب
بالحر العاملي المشغري جد والد صاحب الوسائل ووالد زوجة الشهيد
الثاني المتوفاة في حياته بمشغرى وهو أول المذعنين لاجتهاده المخلصين معه
واجازه إجازة عامة وكانت له به خصوصية ومحبة صادقة وعلاقة متصلة بتمام
المودة وصدق المحبة ٧ الشيخ أبو القاسم نور الدين علي بن عبد الصمد
العاملي الشيخ البهائي قرأ على الشهيد الثاني ويروي عنه إجازة ٨ السيد
نور الدين ابن السيد فخر الدين عبد الحميد الكركي القاطن بدمشق
المحروسة وكان من أكابر خاصته وأوائل العاكفين على ملازمته ٩ بهاء
الملة والدين محمد بن علي بن الحسن العودي الجزيني وهو من خواص
تلاميذه ومن جملة من حاز على حظ وافر من خدمته وتشرف بمدة مديدة
من ملازمته وكان وروده إلى خدمته كما ذكره نفسه في رسالته المشار إليها
سابقا ١٠ ربيع الأول سنة ٩٤٥ وانفصاله عنه بالسفر إلى خراسان ١٠ ذي
القعدة سنة ٩٦٢ ١٠ السيد عطاء الله بن السيد بدر الدين حسن
الحسيني الموسوي قرأ عليه جلة من الكتب منها ارشاد العلامة ويروي عنه
إجازة وكتب له الإجازة على ظهر الارشاد بتاريخ يوم الأحد ٣ جمادى الأولى
سنة ٩٥٠ ١١ المولى محمد بن محمد بن علي الجيلاني ١٢ الشيخ محيي
الدين بن أحمد بن تاج الدين الميسي العاملي ١٣ الشيخ تاج الدين بن
هلال الجزائري ويروي عنه إجازة بتاريخ ٩٦٤ ١٤ السيد عز الدين
حسين بن أبي الحسن العاملي.
الراوون عنه إجازة
على ما في الذريعة ١ الشيخ ظهير الدين إبراهيم بن الشيخ زين
الدين أبي القاسم علي بن الشيخ الصالح التقي تاج الدين عبد العالي الميسي
بتاريخ ٩٥٧ وفي آخرها أشرك معه ولده الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم
٢ الشيخ محيي الدين احمد أو ابن أحمد بن تاج الدين العاملي الميسي
٣ الشيخ تاج الدين بن هلال الجزائري كتبها له بمكة المعظمة في ١٤
ذي الحجة سنة ٩٦٤ ٤ الشيخ عز الدين حسين بن زمعة المدني بتاريخ
أوائل شوال سنة ٩٤٨ ٥ الشيخ سلمان بن محمد بن محمد العاملي
الجبعي بتاريخ ٢ ذي القعدة سنة ٩٥٤ ٦ الشيخ محمود بن محمد بن
علي بن حمزة اللاهيجي بتاريخ رجب سنة ٩٥٣ اه‍ ٧ اخوه الشيخ
عبد النبي بن علي بن أحمد النباطي في أمل الآمل انه يروي عن أخيه
الشهيد الثاني.
مؤلفاته
قال ابن العودي في رسالته هو عالم الأوان ومصنفه ومقرط البيان
ومشنفه بتواليف كأنها الخرائد وتصانيف أبهى من القلائد وضعها في فنون
مختلفة وأنواع وأقطعها ما شاء من الاتقان والابداع وسلك فيها مسلك
المدققين وهجر طريق المتشدقين اه‍ وأول مؤلفاته الروض وآخرها الروضة
وهي هذه ١ روض الجنان في شرح الارشاد الأذهان للعلامة الحلي وصل
فيه إلى آخر كتاب الصلاة وهو أول ما أفرغه في قالب التصنيف بطريق
(١٥٤)

الشرح المزجي مطبوع ٢ المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية
للشهيد الأول وهو شرح مزجي أيضا مطول. وفي الرياض أكثره مأخوذ من
شرح المحقق الكركي مطبوع ٣ شرح الألفية الشهيدية متوسط بمنزلة
الحاشية فرع منه ضحى يوم الاثنين ٢٧ رجب سنة ٩٢٩ ٤ شرح
الألفية المذكورة مختصر بمنزلة الحاشية تكتب على الهامش لتقييد الفتوى.
واعلم أن بعضهم قال إن له ثلاثة شروح على الألفية مطول ومتوسط
ومختصر وبعضهم قال إن له المقاصد العلية شرح الألفية وحاشيتين على
الألفية وسطى وصغرى تكتب على الهامش لتقييد الفتوى واستظهرنا ان
يكون الشرحان هما الحاشيتان وذلك أن الشهيد لما رأى رواية يستفاد منها ان
الصلاة لها ألف واجب صنف رسالة سماها الألفية جمع فيها ألف واجب
تصديقا لهذا الحديث فشرحها الشهيد الثاني بهذه الشروح الثلاثة ٥
الفوائد الملية في شرح الرسالة النفلية للصلاة للشهيد الأول مزجي مطبوع
٦ الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية في الفقه بتمامه وهو آخر ما
صنفه وأعطي حظا عظيما في التدريس فكان عليه المعول عمله في ستة أشهر وستة
أيام وكان في الغالب يكتب كل يوم كراسا فرع منه خاتمة ليلة السبت ٢١
جمادى الأولى سنة ٩٥٧ وهو شرح مزجي مطبوع عدة مرات ٧ مسالك الأفهام
إلى شرائع الاسلام شرح على شرائع المحقق الحلي فيه تمام الفقه
مختصر في العبادات مطول في سواها وصفه المصنف بأنه من اجل مصنفاته
في سبع مجلدات كبيرة وعمل ربيبه السيد محمد صاحب المدارك في العبادات
لداركا لاختصار المسالك فيها والمسالك عليه معول المؤلفين والمدرسين
والمجتهدين مطبوع عدة طبعات في مجلدين كبيرين ٨ تعليقات لطيفة
على المسالك في مجلدين ذكره في بعض إجازاته ٩ تمهيد القواعد الأصولية
والعربية لتفريع الأحكام الشرعية وصفه مؤلفه بأنه كتاب واحد في فنه
بحمد الله ومنه قال ومن وقف عليه علم حقيقة ذلك وذكر في أوله انه لما
رأى كتاب التمهيد في القواعد الأصولية وما يتفرع عليها من الفروع المؤلف
سنة ٧٦٨ والكوكب الدري في القواعد العربية كلاهما للأسنوي الشافعي
أراد ان يحذو حذوه ويجمع بين تلك القواعد في كتاب واحد مع اسقاط ما
بين الكتابين من الحشو والزوائد فألف تمهيد القواعد هذا ورتبه على قسمين
أحدهما في تحقيق القواعد الأصولية وتفريع ما يلزمها من الاحكام
الفرعية والثاني في تقرير المطالب العربية وترتيب ما يناسبها من الفروع
الشرعية واختار من كل قسم منهما مائة قاعدة متفرقة من عدة أبواب مضافا
إلى مقدمات وفوائد ومسائل لا نظير لها في رد الفروع إلى أصولها ورتب لها
فهرسا مبسوطا لتسهيل التناول للطالب فرع منه في المحرم سنة ٩٥٨
١٠ حاشية الارشاد للعلامة توجد على هوامش الارشاد من أوله إلى
آخره كما عن خط الفاضل الهندي في ظهر روض الجنان على فرائض
الارشاد والحاشية على قطعة من عقود الارشاد وقد ذكرت الأخيرة في عداد
مؤلفاته مع حاشية الارشاد لكن الظاهر أنها قطعة منه ١١ حاشية على
قواعد العلامة حقق فيها المهم من المباحث ومشى فيها مشي الحاشية
المشهورة بالنجارية للشهيد الأول غالب المباحث فيها بينه وبينه برز منه مجلد
إلى كتاب التجارة ١٢ حاشية مختصرة على الشرائع خرج منها قطعة
صالحة ولعلها هي التي ذكرها في الرياض وسماها شرحه الصغير على
الشرائع وفي المحكي عن اجازته للشيخ تاج الدين بن هلال الجزائري انها
في مجلدين ورأى صاحب الذريعة نسخة من هذه الحاشية على كتاب
الفرائض خاصة من الشرائع ١٣ حاشية على خلافيات الشرائع أو
حاشية فتوى خلافيات الشرائع كما في أمل الآمل جزء لطيف في خلافيات
الشرائع ولعله المسمى في كلام بعض الأفاضل المقاربين لعصره فتاوى
الشرائع بمعنى بيان الفتوى في المسائل الخلافية المذكور في الشرائع ١٤
حاشية على المختصر النافع ١٥ حاشية الخلاصة وهي التي علقها بخطه
على خلاصة العلامة في الرجال وينقل عنها الرجاليون بل نقلوها بأجمعها
مفرقة على الأبواب والظاهر أنها هي المذكورة بعنوان فوائد خلاصة العلامة
في الرجال ١٦ فتاوى المختصر النافع مجردة ١٧ فتاوى الارشاد
١٨ فتاوى اللمعة مجردة ولعلها هي المذكورة بعنوان رسالة في فتوى
الخلاف من اللمعة ١٩ رسالة في أسرار الصلاة سماها التنبيهات العلية
على وظائف الصلاة القلبية وأسرارها جعلها ثالثة الرسالتين الألفية في
واجبات الفرائض اليومية والنفلية في مستحباتها والتنبيهات في اسرارها
وبعض المعاصرين جعل التنبيهات والاسرار اثنين وهما واحد مطبوع عدة
مرات ٢٠ رسالة في احكام نجاسة البئر بالملاقاة وعدمها مطبوعة ٢١
رسالة فيما إذا تيقن الطهارة والحدث وشك في السابق منهما مطبوعة ٢٢
رسالة فيما إذا أحدث في أثناء غسل الجنابة بالحدث الأصغر مطبوعة ٢٣
رسالة في تحريم طلاق الحائض الحائل الحاضر زوجها معها المدخول بها
مطبوعة ٢٤ رسالة في طلاق الغائب ٢٥ رسالة في حكم صلاة
الجمعة حال الغيبة ولعلها الرسالة المنسوبة إليه في عينية صلاة الجمعة نسبها
إليه صاحب المدارك والسيد علي الصائغ تلميذه في شرح الارشاد وغيرهما
وفي الرياض قد يقال انه لم يثبت انتسابها إليه ولو ثبت فلعلها كانت في
أوائل حاله ولم يكن ماهرا في الفقه ولذلك صرح في شرح اللمعة بخلافه ثم
قال اما انتسابها إليه فقد اتضح من مطاوي هذه الترجمة ومن تصريح سبطه
صاحب المدارك وتصريح غيره بذلك واما كونها من أوائل تصنيفه فغلط
واضح لان تاريخ تأليفها ربيع الأول سنة ٩٦٣ قبل شهادته بأربع سنين
فهي من أواخر مؤلفاته اه‍ ولكن تصريحه في الروضة التي هي آخر مصنفاته
بعدم الوجوب العيني يدل على أنه قد عدل عما في الرسالة مطبوعة ٢٦
رسالة في الحث على صلاة الجمعة وهي غير رسالة عينية الجمعة
مطبوعة ٢٧ رسالة في خصائص يوم الجمعة طبعناها في بيروت بعد ما
قاسينا مشقة شديدة في تصحيحها وكأنها هي المذكورة في الأمل بعنوان
رسالة في آداب الجمعة وفي الذريعة باسم اعمال الجمعة ٢٨ رسالة في
احكام الحبوة فرع منها يوم الثلاثاء ٢٥ ذي الحجة سنة ٩٥٦ مرتبة على ستة
مطالب دائرة على ست كلمات استفهامية. ما مفهوم الحبوة. كم أعيان
الحبوة. هل هي واجبة أو لا من المحبو من الورثة كيف يختص مجانا أم لا لم
يحبى هو خاصة مطبوعة ٢٩ رسالة في ميراث الزوجة مطبوعة ٣٠
رسالة في جواب ثلاث مسائل لبعض الأفاضل ويحتمل كونه جوابات
المسائل الثلاث الخراسانية الآتية ٣١ رسالة في عشرة مباحث مشكلة من
عشرة علوم صنفها في استنبول خلال ١٨ يوما ٣٢ رسالة في عدم جواز
تقليد الأموات من المجتهدين صنفها برسم الصالح الفاضل السيد حسين
ابن أبي الحسن جد صاحب المدارك في ١٨ صفحة ذكر انه كتبها في جزء
يسير من يوم واحد قصير ٥ شوال سنة ٩٤٩ ٣٣ رسالة سماها الاقتصاد
والارشاد إلى طريق الاجتهاد ولعلها المحكية عن كشف الحجب بعنوان
الاجتهادية ٣٤ رسالة في شرح قوله الدنيا مزرعة الآخرة ٣٥
رسالة في تحقيق النية ٣٦ رسالة في أن الصلاة لا تقبل الا بالولاية
٣٧ رسالة في تحقيق الاجماع في حال الغيبة ٣٨ رسالة في شرح
البسملة ٣٩ رسالة في تفسير قوله تعالى والسابقون الأولون ٤٠
(١٥٥)

رسالة المسائل الاسطنبولية في الواجبات العينية مذكورة في الرياض ٤٢
رسالة في الاخبار مشتملة على خمسة فصول في الرياض رأيتها ببلدة ساوة
اه‍ ولعلها الكتاب الذي فيه نحو ألف حديث الآتي ٤٣ رسالة في
دعوى الاجماع في مسائل من الشيخ ومخالفة نفسه ٤٤ رسالة في ذكر
أحواله وهي التي نقل عنها ابن العودي ٤٥ منية المريد في آداب المفيد
والمستفيد مشتمل في آداب وفوائد جليلة وهو نعم المهذب لأخلاق الطلاب
لمن عمل به طبع مرتين في الهند وإيران ٤٦ بغية المريد مختصر منه وكان
ابن العودي اخذ اسم كتابه في ترجمة الشهيد منه ٤٧ نتائج الأفكار في
حكم المقيمين في الاسفار ٤٨ كفاية المحتاج في مناسك الحاج وهو
المناسك الكبير في الحج والعمرة لطيفة ٥١ مسكن الفوائد عند فقد
الأحبة والأولاد لم يسبق إلى مثله وسبب تصنيفه له كثرة ما توفي له من
الأولاد بحيث لم يبق منهم أحد الا الشيخ حسن وكان لا يثق بحياته وقد
استشهد وهو ابن أربع سنين أو سبع سنين كما مر في ترجمته مطبوع ٥٢
مبرد الأكباد مختصر منه ٥٣ كشف الريبة عن احكام الغيبة لم يسبق إليه
مطبوع ٥٤ البداية في علم الدراية ٥٥ شرح البداية مزجي فرع منه
ليلة الثلاثاء ٥ ذي الحجة سنة ٩٥٩ مطبوعان معا ٥٦ البداية في سبيل
الهداية وهو غير بداية الدراية المتقدم فقد ذكرا معا في أمل الآمل ويعطي
اسمه انه في العقائد ٥٧ جواهر الكلمات في شيع العقود والايقاعات في
الرياض هو كتاب حسن رأيت منه نسخة في خزانة الحضرة الرضوية ويحتمل
اتحاده مع ما سبق في كلام الشيخ المعاصر بعنوان كتاب العقود بل هو
الظاهر لكن الحق عندي كونه من مؤلفات غيره وهو الشيخ حسن بن مفلح
الصيمري المشهور اه‍ ورأى صاحب الذريعة نسخة صيغ العقود وليس فيها
التسمية بجواهر الكلمات وقد وقع خلل في كلام صاحب الرياض فان
عادته ان يعبر بالشيخ المعاصر عن صاحب أمل الآمل وليس في الأمل ذكر
لكتاب العقود وانما ذكره صاحب الرياض نفسه ٥٨ منار القاصدين في
أسرار معالم الدين ٥٩ غنية القاصدين في اصطلاحات المحدثين ٦٠
كتاب الرجال والنسب ٦١ كتاب تحقيق الاسلام والايمان. وهو كتاب
حقائق الايمان الذي رأينا منه نسخة مخطوطة في طهران صرح بذلك صاحب
الذريعة ٦٢ كتاب الإجازات قال ولده الشيخ حسن في أواخر اجازته
الكبيرة المشهورة ان والدي جمع أكثر إجازات المشايخ في كتاب مفرد ذكره
في فهرست كتب خزانته ٦٣ منظومة في النحو وشرحها ٦٤ جوابات
مسائل الشيخ زين الدين ولا يعرف من هو هذا الشيخ زين الدين ولعله
الفقعاتي شريكه في الدرس ٦٥ جوابات مسائل الشيخ احمد والظاهر أن
المراد به الشيخ احمد العاملي الشهير بالمازحي فان له مسائل سال عنها الشهيد
الثاني واجابه عنها في الذريعة أكثرها فقهية تاريخ كتابة النسخة ٩٨٠
٦٦ جوابات المسائل الثلاث الخراسانية ٦٧ جوابات المباحث النجفية
٦٨ جوابات المسائل الهندية ٦٩ جوابات المسائل الشامية ذكرت
الأربعة في أمل الآمل ٧٠ جوابات ستين مسالة في الذريعة محذوفة
السؤال بعنوان مسالة اقتصر فيها على الجواب فقط وفي آخرها: اعلم أن
الشيخ زين الدين الشهيد كتب هذه المسائل في جواب سؤالات وجدتها
بخطه لكن تركت السؤالات لمعلوميتها وكتبت الأجوبة لاستقلالها والنسخة
بخط شرف الدين علي بن جمال الدين المازندراني الذي كان حيا سنة ١٠٧٠
اه‍ ٧١ مختصر الخلاصة ومر مختصر مسكن الفؤاد
ومختصر المناسك ومختصر منية المريد ٧٢ فؤاد خلاصة العلامة في الرجال ولعله حاشية
الخلاصة المتقدم ٧٣ إجازة الشيخ حسين بن عبد الصمد وهي إحدى
الإجازات الثلاث المشهورات تاريخها ليلة الخميس ٣ جمادى الآخرة سنة
٩٤١ ٧٤ كتاب فيه نحو ألف حديث انتخبها من كتاب المشيخة
للحسن بن محبوب رآه صاحب أمل الآمل بخطه ويحتمل كونه المذكور في
الرياض بعنوان رسالة في الاخبار مشتملة على خمسة فصول ٧٥
الأربعون حديثا في الفضائل ينقل عنه المولى احمد الأردبيلي في حديقة
الشيعة جملة من اخبار فضائل أمير المؤمنين ع ٧٦ آداب
الصلاة وهو غير أسرار الصلاة المتقدم ٧٧ أسرار الزكاة والصوم والحج
عن كشف الحجب انه استخرجه من جواهر القرآن للغزالي ويمكن كونه منار
القاصدين في أسرار معالم الدين المتقدم ٧٨ أنوار الهدى في مسالة البدا
٧٩ الرسالة الاعتقادية في معرفة الله وما يتبعها من الأصول رآها
صاحب الذريعة.
ما قاله ولده الشيخ حسن
في كتاب المسالك
في حاشية الرياض للمؤلف قال ولده الشيخ حسن في مدح كتاب
المسالك لوالده:
لولا كتاب مسالك الأفهام * ما بان نهج الشرائع الاسلام
كلا ولا كشف الحجاب مؤلف * عن مشكلات غوامض الاحكام
قد زينته حقائق ودقائق * خضعت لهن نواصب الافهام
وحوت صحائفه نفيس فرائد * قد نظمت بنهاية الاحكام
تزهو بهن كمثل أحسن روضة * أزهارها خرجت من الأكمام
ان اللسان لعاجز عن نعته * وكذاك تعجز السن الأقلام
فجزى مؤلفه الرحيم بجوده * خير الجزا وحباه بالاكرام
أشعاره
لما زار النبي ص سنة ٩٤٣ ووقف على قبره الشريف بالمدينة المنورة
وكان قد رآه ص في منامه بمصر فوعده بالخير أنشأ يقول:
صلاة وتسليم على أشرف الورى * ومن فضله ينبو عن الحد والحصر
ومن قد رقى السبع الطباق بنعله * وعوضه الله البراق عن المهر
وخاطبه الله العلي بحبه * شفاها ولم يحصل لعبد ولا حر
عدولي عن تعداد فضلك لائق * يكل لساني عنه في النظم والنثر
وما ذا يقول الناس في مدح من أتت * مدائحه الغراء في محكم الذكر
سعيت إليه عاجلا سعي عاجز * بعبئ ذنوب جمة أثقلت ظهري
ولكن ريح الشوق حرك همتي * وروح الرجا مع ضعف نفسي ومع فقري
ومن عادة العرب الكرام بوفدهم * اعادته بالخير والحبر والوفر
وجادوا بلا وعد مضى لنزيلهم * فكيف وقد واعدتني الخير في مصر
فحقق رجائي سيدي في زيارتي * بنيل منائي والشفاعة في حشري
وقوله:
لقد جاء في القرآن آية حكمة * تدمر آيات الضلال ومن يجبر
وتخبر ان الاختيار بأيدنا * فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
(١٥٦)

شهادته
عن بعض مؤلفات الشيخ البهائي: قال اخبرني والدي قدس سره
انه دخل في صبيحة بعض الأيام على شيخنا الشهيد الثاني فوجده مفكرا
فسأله عن سبب تفكيره فقال يا أخي أظن اني سأكون
ثاني الشهيدين قال أو ثاني شيخنا الشهيد في الشهادة لأني رأيت البارحة في المنام ان السيد المرتضى
علم الهدى عمل ضيافة جمع فيها العلماء الامامية بأجمعهم في بيت فلما
دخلت عليهم قام السيد المرتضى ورحب بي وقال لي يا فلان اجلس بجنب
الشيخ الشهيد فجلست بجنبه فلما استوى بنا المجلس انتبهت ومنامي هذا
دليل على اني أكون تاليا له في الشهادة اه‍ واتفق انه شرح من مؤلفات
الشهيد الألفية والنفلية واللمعة وضاهاه في تأليف تمهيد القواعد. وعنه
أيضا بطريق آخر انه مر على مصرعه المعروف في زمن حياته ومعه والد
الشيخ البهائي فلما رأى ذلك المكان تغير لونه وقال سيهرق في هذا المكان دم
رجل فظهر بعد ذلك أنه كان يعني نفسه اه‍ وكان ذلك في سفره إلى
اسلامبول بصحبة والد البهائي كما مر وقال سبطه الشيخ علي في الدر
المنثور ومما سمعته في بلادنا مشهورا ورأيته أيضا مشهورا وغيرها انه قدس
سره لما سافر السفر الأول إلى اسلامبول ووصل إلى ذلك المكان تغير لونه فيه
فسأله أصحابه عن ذلك فقال ما معناه انه يقتل في هذا المكان رجل كبير أو
عظيم الشأن فلما اخذ قتل في ذلك المكان وقال في الحاشية وجدت بخط
المرحوم المبرور الشيخ حسين بن عبد الصمد رحمه الله بعد سؤاله وصورة
السؤال والجواب سئل الشيخ حسين بن عبد الصمد ما يقول شيخ الاسلام
فيما روي عن الشيخ المرحوم المبرور الشهيد الثاني انه مر بموضع في
اسلامبول ومولانا الشيخ سلمه الله معه فقال يوشك ان يقتل في هذا الموضع
رجل له شان أو قال شيئا قريبا من ذلك ثم انه رحمه الله استشهد في ذلك
الموضع ولا ريب انه من كراماته رحمه الله وأسكنه جنان الخلد الجواب
نعم هكذا وقع منه قدس سره وكان الخطاب للفقير وبلغنا انه استشهد في
ذلك الموضع وذلك مما كشف لنفسه الزكية حشره الله مع الأئمة الطاهرين
ع كتبه حسين بن عبد الصمد الحارثي ثامن عشر ذي الحجة
سنة ٩٨٣ بمكة المشرفة زادها الله شرفا وتعظيما وكذا نقله السيد نعمة الله
الجزائري في كتاب المقامات قال وجد بخط المرحوم الشيخ حسين الخ وهذا
السؤال من جملة مسائل السيد بدر الدين حسن بن شدقم الحسيني المدني
التي سال الشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي عنها. وكان السبب
في قتله كما في أمل الآمل انه سمعه من بعض المشايخ ورآه بخط بعضهم انه
ترافع إليه رجلان فحكم لأحدهما على الاخر فغضب المحكوم عليه وذهب
إلى قاضي صيدا واسمه معروف وهو الذي كان أشار عليه بأخذ عرض منه
لما أراد السفر إلى بلاد الروم فلم يقبل كما مر وكان الشيخ في تلك الأيام
مشغولا بتأليف شرح اللمعة فأرسل القاضي إلى جبع من يطلبه وكان مقيما
في كرم له مدة منفردا عن البلد متفرغا للتأليف فقال له بعض أهل البلد قد
سافر عنها منذ مدة وفي رواية انه كتب فيما أرسله إليه أيها الكلب فكتب إليه
في جوابه ان الكلب معروف قال فخطر ببال الشيخ ان يسافر إلى الحج وكان
قد حج مرارا لكنه قصد الاختفاء فسافر في محمل مغطى وكتب القاضي إلى
سلطان الروم انه قد وجد ببلاد الشام رجل مبدع خارج عن المذاهب
الأربعة فأرسل السلطان رجلا في طلب الشيخ وقال له أئتني به حيا حتى
أجمع بينه وبين علماء بلادي فيبحثوا معه ويطلعوا على مذهبه ويخبروني
فاحكم عليه بما يقتضيه مذهبي فجاء الرجل فأخبر ان الشيخ توجه إلى مكة
فذهب في طلبه فاجتمع به في طريق مكة فقال له تكون معي حتى نحج
بيت الله ثم افعل ما تريد فرضي بذلك فلما فرع من الحج سافر معه إلى
بلاد الروم فلما وصل إليها رآه رجل فسأله عن الشيخ فقال هذا رجل من
علماء الشيعة أريد ان أوصله إلى السلطان فقال أوما تخاف ان يخبر السلطان
بأنك قد قصرت في خدمته وآذيته وله هناك أصحاب يساعدونه فيكون سببا
لهلاكك بل الرأي ان تقتله وتأخذ رأسه إلى السلطان فقتله في مكان على
ساحل البحر وكان هناك جماعة من التركمان فرأوا في تلك الليلة نورا ينزل
من السماء ويصعد فدفنوه هناك وبنوا عليه قبة واخذ الرجل رأيه إلى
السلطان فأنكر عليه وقال أمرتك ان تأتيني به حيا فقتلته وسعى السيد عبد
الرحيم العباسي الذي كان الشهيد الثاني قرأ عليه في سفره إلى
اسلامبول في قتل ذلك الرجل فقتله السلطان اه‍ وعن حسن بكروملو في
أحسن التواريخ انه قال في سنة ٩٦٥ في أواسط سلطنة الشاه طهماسب
الصفوي استشهد إفادة مآب حاوي المعقول والمنقول جامع الفروع
والأصول الشيخ زين الدين العاملي وكان السبب في شهادته ان جماعة من
السنيين قالوا لرستم باشا الوزير الأعظم للسلطان سليمان ملك الروم ان
الشيخ زين الدين يدعي الاجتهاد ويتردد إليه كثير من علماء الشيعة
ويقرؤون عليه كتب الامامية وغرضهم بذلك إشاعة التشيع فأرسل رستم
باشا الوزير في طلب الشيخ زين الدين وكان وقتئذ بمكة المعظمة فأخذوه من
مكة وذهبوا به إلى استنبول فقتلوه فيها من غير أن يعرضوه على السلطان
سليمان اه‍. ومهما يكن من امر فالسبب في شهادته لا يخرج عن التشيع
وعن خط السيد علي الصائغ تلميذ الشهيد الثاني انه رحمه الله أسر وهو
طائف حول الكعبة واستشهد يوم الجمعة في رجب تاليا للقرآن على محبة
أهل البيت والحال انه غريب ومهاجر إلى الله سبحانه وختم له بحج بيت
الله الحرام وزيارة النبي عليه أفضل الصلاة وأكمل السلام وفي لؤلؤة
البحرين: وجدت في بعض الكتب المعتمدة في حكاية قتله رحمه الله ما
صورته: قبض شيخنا الشهيد الثاني طاب ثراه بمكة المشرفة بأمر السلطان
سليم مر انه سليمان ملك الروم خامس شهر ربيع الأول سنة ٩٦٥
وكان القبض عليه بالمسجد الحرام بعد فراغه من صلاة العصر وأخرجوه
إلى بعض دور مكة وبقي محبوسا هناك شهرا وعشرة أيام ثم ساروا به على
طريق البحر إلى قسطنطينية وقتلوه بها في تلك السنة وبقي مطروحا ثلاثة
أيام ثم ألقوا جسده الشريف في البحر اه‍ وعن مقامات السيد نعمة الله
الجزائري انهم بنوا عليه بناء خارج استانبول يسمى مزار الدين اه‍ فقتله قد
كان خارج اسلامبول ومن قال إنه قتل في اسلامبول أراد ذلك توسعا.
مراثيه
في أمل الآمل: رثاه السيد رحمة الله النجفي بقصيدة طويلة وكذا
غيره ولم اقف على تلك المراثي وفي الروضات وممن رثاه السيد عبيد أو عبد
النجفي والسيد رحمة الله النجفي ورثاه تلميذه ابن العودي اه‍ والسيد رحمة
الله هو تلميذه أيضا ويعرف بالفتال كذا في كتاب لبعض المعاصرين والشهيد
الثاني لم يذهب للعراق للتحصيل انما ذهب للزيارة فمتى قرأ عليه رحمة الله
الا ان يكون جاء إلى جبل عامل فقرأ عليه اما ابن العودي صاحب الرسالة
المار ذكرها فرثاه بقصيدة يقول فيها:
هذي المنازل والآثار والطلل * مخبرات بان القوم قد رحلوا
ساروا وقد بعدت عنا منازلهم * فالآن لا عوض منهم ولا بدل
(١٥٧)

فسرت شرقا وغربا في تطلبهم * وكلما جئت ربعا قيل لي ارتحلوا
فحسن أيقنت ان الذكر منقطع * وانه ليس لي في وصلهم امل
رجعت والعين عبرى والفؤاد شج * والحزن بي نازل والصبر مرتحل
وعاينت عيني الأصحاب في وجل * والعين منهم بميل الحزن تكتحل
فقلت ما لكم لا خاب فالكم * قد حال حالكم والضر مشتمل
هل نالكم غير بعد الألف عن وطن * قالوا فجعنا بزين الدين يا رجل
اتى من الروم لا اهلا بمقدمه * ناع نعاه فنار الحزن تشتعل
فصار حزني أنيسي والبكا سكني * والنوح دأبي ودمع العين ينهمل
لهفي له نازح الأوطان منجدلا * فوق الصعيد عليه الترب يشتمل
أشكو إلى الله خطبا ليس يشبهه * الا مصاب الأولى في كربلا قتلوا
واما السيد رحمة الله النجفي فرثاه بقصيدة طويلة أوردها بعض
المعاصرين في كتاب له من جملتها قوله:
ما للكواكب لا تخر بأرضها * حزنا وما للشم لا تتصدع
فاهنأ فأنت لدى الاله منعم * حي ومن ألطافه متمتع
أأسر في خطب أصابك إذ به * حزت الشهادة أم لفقدك اجزع
لله اي معظم قد صغروا * وعظيم حق حقه قد ضيعوا
لو كنت ذا قبر يزار ودونه * بيض المواضي والعوالي شرع
لقصدته ولثمت ترب ضريحه * وقطعت بيدا مثلها لا يقطع
هذا قليل من عبيد مودة * والحر يرضى بالقليل ويقنع
وقال السيد عبيد النجفي من قصيدة:
ثوى الامام الذي بث العلوم كما * بث النوال بيوم الجود والكرم
ذا كعبة الفضل والطلاب عاكفه * به عكوف حجيج الله بالحرم
إذا اليراع نضاه يوم معضلة * رأيت معنى اسود الغاب في الاجم
لؤمت يا دهر كم أفنيت من عدد * وكم نقضت بناء غير منهدم
وكم رفعت مضافا للهوان كما * خفضت كل رفيع مفرد علم
منام لتلميذه الشيخ محمد الحياني يتعلق به
في الرياض رأيت في المواضع قصة رؤيا للشيخ محمد الحياني مشتملة
على بعض أحوال الشهيد الثاني فذكرتها في هذا المقام. ثم ذكر رؤيا طويلة
جدا ملخصها ان الحياني قال وصلنا بعد مشقة إلى قرية جزين يوم الأربعاء
٢٢ ذي الحجة الحرام سنة ٩٦٥ ونوينا الإقامة وفي يوم الخميس ٢٣ من
الشهر المذكور حصل لي حمى وفصدت آخر النهار ولي الليل اشتدت الحمى
واعتراني القئ وحصل لي ضعف أيقنت معه بالموت وفي الصباح انقطع
القئ وحصل لي اسهال وتزايد الضعف حتى بقيت كالميت وفي ليلة ٢٦ ذي
الحجة رأيت كان قائلا يقول لي لا تخف فإنك بين اثني عشر بيتا في كل
واحد ماء جار وانتبهت فوجدت بعض الخفة وفي ليلة الثلاثاء ٢٨ من الشهر
المذكور قلت لو مت في مرضي ما تكون حالي ثم أزريت على نفسي ثم نمت
وذكر انه رأى في منامه كأنه في ارض موحشة مقفرة فقال له شخص هذا يوم
القيامة ثم امر به إلى النار فرأى النبي ص وأمير المؤمنين ع ومعهما ثلاثة
أشخاص فأعطاه صحيفة الحسنات فإذا ليس فيها الا الايمان وحب أهل البيت
ع وأعطاه صحيفة السيئات فإذا هي ملأى من السيئات ثم اخرج
النبي ص صحيفة الحسنات فإذا هي مليئة وصحيفة السيئات فإذا هي خالية
فامر به إلى الجنة وذكر تفاصيل طويلة منها ان النبي ص قال له كل مما هناك
وهو رطب وعنب ولبن فقال يا رسول الله اني أحب العنب واللبن فقال هما
مأكول أهل بلادك قال وانتهينا إلى حائط فقالوا هذا ملك الشيخ زين
الدين قلت وأين هو قالوا جالس في الموضع الذي أعطاه الله إياه ثم ذكر انه
رأى السيد علي الصائغ وسر كل واحد منهما بصاحبه ثم قال: ثم انتبهت
وعرقت بقية ليلتي ومن الله تعالى بالعافية ونسأل الله سبحانه ان لا يجعل
ما رأيناه في المنام أضغاث أحلام اه‍ ونحن قد اختصرنا من هذا المنام أكثر
من ثلثيه وما حواه هذا المنام لو حصل لشخص في اليقظة لا يمكنه ان يحفظه
يعيده بهذا الترتيب لا سيما مع هذا الطول المفرط والله أعلم بحقيقة ذلك.
آخر الكلام على ترجمة شيخنا الشهيد الثاني أعلى الله درجته. ٤٩٤:
زين الدين بن علي بن الفاضل المازندراني المجاور بالغري
في الرياض كان من أجلة أصحابنا وهو الحاكي لقصة الجزيرة
الخضراء ويرويها عنه الشيخ شمس الدين بن نجيح الحلي والشيخ جلال
الدين عبد الله الحوام الحلي حيث اجتمعا به في مشهد العسكريين بسر من
رأى في أوائل شوال سنة ٦٩٩ وقد قال مؤلف تلك الرسالة في حقه هكذا
الشيخ الصالح التقي والفاضل الورع الزكي زين الدين بن علي بن فاضل
الماندراني المجاور بالغري وحكى لهما عما شاهده ورآه في البحر الأبيض
والجزيرة الخضراء من العجائب اه‍ والموجود في الرياض في أول العنوان
زين الدين علي وبعد ذلك زين الدين بن علي ولا يدري أذلك من اختلاف
النسخ أم سقط لفظ ابن من الناسخ ثم انه لم يتقدم ذكر لرسالة حتى يقول
قال مؤلف تلك الرسالة وحديث الجزيرة الخضراء لا يمكننا الجزم به
لانحصاره في واحد. ٤٩٥:
الشيخ زين الدين بن علي الفقعاني العاملي
الفقعاني نسبة إلى فقعية بفاء مفتوحة وقاف ساكنة وعين مهملة
مفتوحة ومثناة تحتية ساكنة وهاء قرية في ساحل صور كانت ملكا لعمنا
السيد محمد الأمين. وهو شريك الشهيد الثاني في الدرس عند المحقق
الميسي وفي أمل الآمل كان فاضلا صالحا ورعا من تلامذة الشيخ علي بن
عبد العالي الميسي اه‍ وعده في رياض العلماء من جملة من يروي عن
المحقق الكركي وقال ابن العودي في رسالته بغية المريد في أحوال شيخه
الشهيد الثاني رأى بعض الاخوان الصالحين وهو الشيخ زين الدين الفقعاني
في هذه السنة وهي سنة ٩٤١ انه دخل عليه رجل ذو هيبة ومعه جرة فيها
ماء فألقم باب الجرة شيخنا الشيخ زين الدين الشهيد الثاني وجعل يكرع في
الماء وهو قابضها معه فسأل الرائي عنه فقيل له هذا هو الشيخ علي بن عبد
العالي الكركي اه‍ والشهيد الثاني يروي عن الكركي بواسطة شيخه المحقق
الميسي فلعل هذا المنام يومئ إلى ذلك. ٤٩٦:
الشيخ زين الدين بن علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني
العاملي الأصفهاني المعروف بزين الدين الصغير
ولد نهار الثلاثاء ١٨ ذي الحجة سنة ١٠٧٨ على ما ذكره والده في
الدر المنثور وتوفي حوالي سنة ١١٠٠ عن نحو من ٢٢ سنة على ما في الدر
المنثور أيضا يعرف بالشيخ زين الدين الصغير مقابل عمه زين الدين محمد
الأوسط وجده زين الدين الشهيد الثاني الكبير في أمل الآمل فاضل عالم
(١٥٨)

صالح معاصر ولد في أصفهان لما سكن والده بها وقرأ عند والده وغيره اه‍
وفي الرياض بعد نقل كلام الأمل: ان كان مراده الشيخ زين الدين ولده
الموجود الآن فهو يعد من أهل التحصيل وليس في درجة فحول العلماء اه‍
وقال والده في الدر المنثور بعد كلام طويل في التأسف على فراقه وكان مذ
كان سنه نحو عشر سنين معتادا لقيام الليل وصلاته وتنبيه النائمين للصلاة
ويحيي جميع ليالي شهر رمضان بالعبادة والتلاوة والدعاء ولا يشكو إلى أحد
مع كثرة عياله وتقتري عليه في الجملة في الخرج ليعتاد القناعة وهذا مما إذا
ذكرته كدت أذوب ندما وأسفا ان جلس
مع أحد لم يبتدئه بالكلام حياء وحجابا عمر نحوا من اثنتين وعشرين سنة
وقرأ في هذه المدة القصيرة من الفقه علي رسالة الألفية ومختصر النافع
والشرائع وكتبهما بخطه وشرح اللمعة وكتب حواشيه التي كتبتها عليه مفردة
ومدونة ومن النحو شرح الأجرومية وشرح القطر وشرح ألفية ابن مالك وكتبها
بخطه وقرأ مغني اللبيب على غيري وقرأ علي من الحديث من لا يحضره
الفقيه بتمامه وكتب حواشيه التي علقتها عليه وسمع طرفا من التهذيب
وقرأ علي من الرجال الخلاصة وكتاب الدراسة وكتبهما بخطه ومعالم الدين
بعضها عندي وبعضها عند غيري وشرح الشمسية ومختصر التلخيص وأكثر
المطول وشرح التجريد وخلاصة الحساب ورسائل أخرى في الحساب
وتشريح الأفلاك وطرفا من شرح الجغميني في الهيئة وقرأ أكثر تحرير
أقليدس وكتبه بخط حسن وكان يثبت أشكاله من أول مرة وشرع في تفسير
القاضي مع كتابته وقرأ حاشية الخطائي وكان إذا رأى شيئا هيا أسباب عمله
وعمله ولما كان ابن نحو ثماني سنين سألني فقال الولد قبل البلوغ يدخل
الجنة قلت نعم فقال ادع الله ليميتني وانا صغير لادخل الجنة قلت له والكبير
إذا كان صالحا يدخل الجنة ووصل إلى هذا السن ولم يجرؤ ان يسألني في
أثناء الدرس لكني كنت إذا رأيت وجهه ينقبض عند التقرير أراجع المسألة
فأرى اني قررتها على غير وجهها أو انه لم يفهمها فأعيد تقريرها على غير
ذلك الوجه أو عليه مرة أخرى فإذا فهمها تهلل وجهه وكنت أظن أولا ان
قلة كلامه عي عن الكلام حتى إذا شرع في قراءة درس أو مقابلة كان لسانه
امضى من السيف القاطع لم اسمع منه غيبة لاحد وكان يتألم مما يدخل إلينا
من وجوه المعاش وإذا أردت ان أراه في ليالي شهر رمضان وسمع صوتي
يرفع كتابه وقرآنه وسجادته فإذا دخلت عليه أقول له يا ولدي هذه ليالي
عبادة وتلاوة وأنت تجلس هكذا فينكس رأسه حياء ولا يجيبني ثم تخبرني
زوجته بعد انه هكذا يفعل رزقه الله أولا ذكرا وتوفي وهو ابن أيام وكنت
أبكي عليه بكاء كثيرا وهو قليل البكاء يظهر عليه اثر الرضا بحكم الله
ووهبه الله سبحانه بعده ثلاث بنات كلما جاءت واحدة يظهر منه البشر
ويسلي زوجته وبان ثوابنا صار أكثر ان طلبت إحداهن منه شيئا أو رآها
محتاجة إليه قام مسرعا وذهب إلى السوق واتى به لم يطلب مني ركوب دابة
مع وجودها وعدم احتياجي إليها حياء مني ولا طلب خرجه المقرر الا
بالارسال مع جاريته أو ولد صغير وكنت إذا أوصيته ان لا يسرف يسكت
وان أجابني قال أنت عندك عيال وعندي عيال فقس هذا على هذا فانظر فإذا
هو أقل مما ذكر وغير ذلك مما لو عددته من صفاته الحميدة لطال ولما آن ان
ينتقل إلى جوار الله سبحانه ورضوانه ذكر لي انه يريد زيارة الرضا عليه
السلام فقلت له انا لا أطيق مفارقتك وان شاء الله أسافر معك في وقت آخر
فقال لي بعد هذا قد تفألت في القرآن فظهرت هذه الآية فلن أبرح الأرض
حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين فقلت له انا لا آذن لك
في هذا الوقت وبعد أيام قليلة توفي ونقل إلى المشهد المقدس اه‍ وفي هذه
الترجمة عبد وفوائد ١ ما كان عليه علماء جبل عامل من القناعة
والاقتصاد فوالد يقتر على ولده مع ما هو عليه من النجابة والفضل ليعتاد
القناعة لا لقلة ذات يده ٢ ما كانوا عليه من المواظبة على العبادات
٣ طريقة تدريسهم العلوم ٤ توسعهم في العلوم من علوم العربية
والبلاغة والفقه والحديث والتفسير والرجال والدراية والمنطق والكلام
والحساب وسائر العلوم الرياضية ٥ قراءتهم متون الفقه مع علم النحو
٦ تدريس كتب الحديث والرجال والدراية والتفسير وعدم الاكتفاء
بمراجعتها ٧ تدريس التفسير في كتب العامة كتفسير القاضي البيضاوي
٨ تدريس الأصول في المعالم بعد ما كان يدرس في شرح العميدي على
التهذيب.
٤٩٧: الشيخ زين الدين بن عين علي الخونساري
توفي في حدود سنة ١١٤٨ عالم فاضل وهو الذي كتب من اجله
الأمير محمد حسين الكبير اجازته الكبيرة الموسومة بمناقب الفضلاء
٤٩٨: الشيخ زين الدين بن فروخ النجفي
في الرياض فاضل عالم كامل جليل صالح ناسك من مؤلفاته الرسالة
المنتخبة من كتاب الأنوار المضيئة للسيد علي بن عبد الحميد النجفي نسبها
إليه الصدر الكبير الميرزا رفيع الدين محمد في رد شرعة التسمية للسيد
الداماد.
٤٩٩: الشيخ زين الكاظمي
في تتمة الأمل للشيخ عبد النبي القزويني هو المفتي في العراق
والمرجوع إليه في ذلك من الآفاق وكان من أعاظم الفقهاء دينا عابدا ولم
يكن مثل سائر المشايخ الذين إذا سمعوا شيئا لم تصل إليه أفهامهم بادروا
بالانكار وأسرعوا إلى الاكفار بل إذا سمع شيئا منه يقول لا افهمه وبالجملة
كان من صالحي العباد الذين بهم تعمر البلاد في المعاش والمعاد رأيته
وتشرفت بخدمته وتيمنت برؤيته.
٥٠٠: الشيخ زين الدين بن الشيخ محمد شارح الاستبصار ابن الشيخ حسن
صاحب المعالم ابن الشيخ زين الدين الشهيد الثاني العاملي الجبعي المكي
ولد بجبع سنة ١٠٠٩ وتوفي بمكة المكرمة ٢٩ ذي الحجة سنة ١٠٦٤ و
دفن مع والده بالمعلى عند أم المؤمنين خديجة الكبرى. حكاه في الرياض
عن خط أخيه الشيخ علي صاحب الدر المنثور وفي السلافة انه توفي سنة
١٠٦٢ فما في نسخة الأمل المطبوعة نقلا عن أخيه في الدر المنثور انه توفي
سنة ١٧٠٤ تحريف وعندي نسخة مخطوطة من الأمل ليس فيها تاريخ
وفاته.
في أمل الآمل: شيخنا الأوحد كان عالما فاضلا كاملا متبحرا محققا
ثقة صالحا عابدا ورعا شاهرا منشئا أديبا حافظ جامعا لفنون العلم العقليات
والنقليات جليل القدر عظيم المنزلة لا نظير له في زمانه قرأ على أبيه وعلى
الشيخ الأجل بهاء الدين العاملي وعلى مولانا محمد امين الاسترآبادي وجماعة
من علماء العرب والعجم وجاور بمكة مدة وتوفي بها ودفن عند خديجة
الكبرى قرأت عليه جملة من كتب العربية والرياضي والحديث والفقه
وغيرها نروي عنه قدس سره عن مشايخه جميع مروياتهم وكان له شعر رائق
(١٥٩)

وفوائد وحواش كثيرة وديوان شعر صغير رأيته بخطه ولم يؤلف كتابا مدونا
لشدة احتياطه ولخوف الشهرة وكان يقول قد أكثر المتأخرون التأليف وفي
مؤلفاتهم سقطات كثيرة عفا الله عنا وعنهم وقد أدى ذلك إلى قتل جماعة
منهم وكان يتعجب من جده الشهيد الثاني ومن الشهيد الأول ومن العلامة
في كثرة قراءتهم على علماء العامة وفي كثرة تتبع كتبهم في الفقه والحديث
والأصولين وقراءتهما عندهم وكان ينكر عليهم ويقول قد ترتب على ذلك ما
ترتب عفا الله عنهم وكان حسن التقرير والتحرير جدا عظيم الاستحضار
حاضر الجواب دقيق الفكر اخبرني قدس سره ان بعض امراء الملاحدة قال
له سالت علماء هذه البلاد عن مسألتين فلم يقدروا على الجواب إحداهما
قول القرآن في نوح ع ولبث في قومه ألف سنة الا خمسين عاما فإنه لا
يقبله العقل لأننا رأينا كثيرا من القلاع والعمارات المحكمة المتينة بالصخر
المنحوت قد خربت وتكسرت أحجارها في أقل من ثلاثمائة سنة فكيف يبقى
البدن المؤلف من لحم ودم ألف سنة فقلت له ليس هذا عجيبا ولا بعيدا
لان الحجر ليس فيه نمو فإذا تحلل منه جزء لم يخلفه جزء آخر في عشر سنين
بخلاف بدن الإنسان كما يشهد فيمن قطع منه لحم أو شعر أو ظفر
والثانية عندنا تفسير صنفه بعض المتأخرين وذكر انه ألفه لرجل من
الأكابر وأثنى عليه ثناء يليق بالملوك ولم يصرح باسمه بل قال إنه مذكور في
سورة الرحمن فقلت له اسمه مرجان لأني سمعت ان في بغداد مدرسة
تسمى المرجانية وانما لم يذكر اسمه لأنه من أسماء العبيد فاستحسن الجوابين
اه‍ واعتذاره عن عدم التدوين بالاحتياط وخوف الشهرة لا يخفى ما فيه
وقوله قد أكثر المتأخرون التأليف وفي مؤلفاتهم سقطات كثيرة كأنه يريد ان
يعزو كثرة السقط إلى كثرة التأليف المانعة عن المراجعة والتهذيب وقوله قد
أدى ذلك إلى قتل جماعة منهم لم يظهر مراده من المشار إليه بذلك والذي
أدى إلى قتل جماعة هو فساد الزمان وأهله وشدة التعصب على علماء أهل البيت
لا تقصير منهم أو تفريط في شئ واما تعجبه من الشهيدين والعلامة
في كثرة قراءتهم على العامة وتتبع كتبهم وزعمه ترتب المفسدة على ذلك ففي
غير محله لان ذلك كان علو همة منهم وكان فيه لهم فوائد لا تخفى ولم يترتب
عليه اي مفسدة ولعله كان مائلا إلى طريقة الأخبارية الذين يزعمون أن
الاجتهاد مأخوذ من العامة وذكره اخوه الشيخ علي بن محمد العاملي في كتاب
الدر المنثور فقال كان فاضلا ذكيا ورعا لوذعيا كاملا رضيا عابدا تقيا
اشتغل في أول امره في بلادنا على تلامذة أبيه وجده ثم سافر إلى العراق في
أوقات إقامة والده بها ثم سافر إلى بلاد العجم فأنزله الشيخ بهاء الدين في
منزله وأكرمه اكراما تاما وبقي عنده مدة طويلة مشتغلا عنده قراءة وسماعا
لمصنفاته وغيرها وكان يقرأ عند غيره من الفضلاء في تلك البلاد في العلوم
الرياضية وغيرها ثم سافر إلى مكة في السنة التي انتقل فيها الشيخ بهاء
الدين فأقام بها ثم رجع إلى بلادنا ثم عاد إلى مكة إلى أن توفي بها في التاريخ
المتقدم وكنت إذ ذاك في مكة المشرفة اجتمعت معه في يوم عرفة وبقيت في
خدمته إلى ذلك اليوم من تلك السنة ودفن مع والده في المعلى قدس الله
روحه ونور ضريحه وآخر الصحبة الفراق وآخر العمر الموت نسأل الله حسن
الخاتمة بمنه وكرمه اه‍.
وذكره المحبي في خلاصة الأثر فقال: أحد فضلاء الزمان وذكره
صاحب السلافة فقال: زين الأئمة فاضل الأمة وملث غمام الفضل
وكاشف الغمة شرح الله صدره للعلوم شرحا وبنى له من رفيع الذكر في
الدارين صرحا إلى زهد أسس بنيانه على التقوى وصلاح أهل به ربعه فما
أقوى وآداب تحمر خدود الورد من أنفاسها خجلا وشيم أوضح بها غوامض
مكارم الأخلاق وجلا رايته بمكة والفلاح يشرق من محياه وطيب الأعراق
يفوح من نشر رياه وما طالت مجاورته بها حتى وافاه الاجل وانتقل من جوار
حرم الله إلى جوار الله عز وجل اه‍ وفي الرياض هو الأخ الأكبر للشيخ
علي ابن الشيخ محمد المعاصر الذي كان يسكن أصبهان وكان هو علامة
عصره في أنحاء العلوم وفهامة دهره في اقسام الفنون اه‍.
شعره
في السلافة له شعر خلب به العقول وسحر وحسدت رقته أنفاس
نسيم السحر وفي أمل الآمل شعره كله جيد ما رأيت له بيتا واحد رديا كما
قالوه في شعر الرضي اه‍ أقول شعره مقبول ولا يقايسه بشعر الرضي
من له معرفة بالشعر فمن شعره قوله:
ان خنت عهدي ان قلبي لم يخن * عهد الحبيب وان أطال جفاءه
لكنه يبدي السلو تجلدا * حذرا من الواشي ويخفي داءه
وقوله:
وحق هواك ما حال المعنى * بحبك عن هواك ولا يحول
ولو قطعت بالهجران قلبي * وأحشائي وأفنائي النحول
وقوله:
ولما رأينا منزل الحي قد عفا * وشطت أهاليه وأقوت معالمه
لبسنا جلابيب الكآبة والأسى * وأضحى لسان الدمع عنا يكالمه
وقوله:
أودعكم ولي جسد نحيل * وصبر راحل وجوى مقيم
وقلب كلما ذكرت ليال * نهبناها بقربكم يهيم
وقوله:
لا تحسبونا وان شط المزار بنا * وعاند الدهر في تفريقنا وقضى
نحول عن منهج الود القديم لكم * أو نبتغي بالتنائي عنكم عوضا
وقوله:
سقيا لليلة وصلنا من ليلة * ما راعنا فيها حضور رقيب
وأبيح لي فيها المنى حتى بدا * في لمة الظلما بياض مشيب
كادت لفرط تقاصر في طيها * يأتي الصباح بها قبيل غروب
أملت لو مدت بكل شبيبة * وسواد أحداق لنا وقلوب
وقوله من قصيدة طويلة:
هل من معين في الهوى أو مسعد * فلقد فني صبري وباد تجلدي
وتطاولت مدد الفراق فهل يرى * للوصل عند أحبتي من موعد
فاستخبرا رشاي لأي جناية * قطعت بجفونه حبال توددي
وحرمت رشف برود رائق ريقه * ظلما فوا ظمئي لذاك المورد
واستعطفاه على حليف صبابة * ظام إلى سلسال مرشفه صدي
وقوله من قصيدة يرثي بها ابن أخيه:
هو الدهر لا يلفى لديه سرور * فتأميل صفو العيش فيه غرور
سلوني عن الأيام اني بشأنها * لما بلغت مني الخطوب خبير
(١٦٠)

رمتني برزء فادح جل خطبه * حقيق بارسال الدموع جدير
ففي كبدي نار لتذكار وقعه * يؤججها مني جوى وسعير
هوى نجم انسي من مطالع سعده * فهطال دمعي ما حييت غزير
وغاض سروري منذ غاب محمد * على انني في النائبات صبور
هلال دهاه الخسف قبل كماله * وغصن طواه الحتف وهو نضير
فليت زماني حين جارت صروفه * علي بغير الخطب فيه تجور
بقلبي وروحي ظاعن جل فقده * صغيرا وان الرزء فيه كبير
خلت من معانيه الربوع وأقفرت * فلا غرو ان شقت عليه صدور
ثوى مذ ثوى صفو الحياة وطيبها * فما لهما حتى النشور نشور
تخذناه للخطب الكبير ذخيرة * فأودت به الأيام وهو صغير
ولو أنه يفدى بروحي فديته * وما صنتها ان الفداء حقير
لئن غاب عن عيني بديع جماله * فقلبي لديه حيث كان أسير
وكم لي في داج من الليل أنة * تقطع أفلاذ الحشي وزفير
على العيش والأيام من بعده العفا * فكيف يلذ العيش وهو مرير
يعز علينا ان يكون له الثرى * وطاء وان تعلو عليه صخور
وان تصبح الأوطان منه خلية * وتضرب من دوني عليه ستور
وان يتوارى في التراب ولم يكن * له من دموعي الهاطلات طهور
سأبكيه ما حنت إليه جوانحي * وكاد لذكره الفوائد يطير
فكل البكا الا عليه سفاهة * وكل الأسى الا عليه لزور
إذا رمت عنه سلوة حال دوننا * غرام على جيش العزاء يغير
سقى جدثا وارت معانيه تربه * وحياه من غادي الغمام مطير
وقوله من قصيدة طويلة يمدح بها بعض الرؤساء:
سئمت لفرط تنقلي البيداء * وشكت لعظم ترحلي الأنضاء
ما ان أرى في الدهر غير مودع * خلا وتوديع الخليل عناء
فقدت لطول البين عيني ماءها * فبكاؤها عوض الدموع دماء
أبلى النوى جلدي وأوقد في الحشا * نيران وجد ما لها اطفاء
وقوله من قصيدة:
كم ذا أواري الجوى والسقم يبديه * واحبس الدمع والأشواق تجريه
شابت ذوائب آمالي وما نجحت * وليل هجرك ما شابت نواصيه
ولا هب الوجد في الأحشاء يخمده * رجا الوصال وداعي الوجد يذكيه
رفقا بقلب المعنى في هواك فما * أبقيت بالهجر منه ما يعانيه
وكيف يقوى على الهجران ذو كبد * جرت لطول التنائي من مآقيه
ما زال جيش النوى يغزو حشاشته * حتى طواه الضنا عن عين رائيه
يا من نأى وله في كل جارحة * مني مقام إذا ما شط يدنيه
هل أنت بالقرب بعد الياس منعطف * وراجع من لذيذ العيش صافيه
فقد تمادى الجوى فينا ورق لنا * قاسي قلوب العدى مما نقاسيه
ومن شعره قوله يرثي الحسين ع بهذه القصيدة المخمسة
وهي تقرب من ١٣٠ بيتا أولها:
سلبت لوعتي لذيذ رقادي * وكستني ثوب الضنا والسهاد
ورماني دهري بسهم العناد * وغرامي ما ان له من نفاد
كل يوم وليلة في ازدياد
لي حزن في كل آن جديد * وعناء يشيب منه الوليد
والتهاب يذوب منه الحديد * قد بكى رحمة لحالي الحسود
ودموع تسح سح الغوادي
لست أبكي لفقد عصر الشباب * وتقضي عهد الهوى والتصابي
وصدود الكواعب الأتراب * وتنائي الخليط والأحباب
من سليمى وزينب وسعاد
قد نهاني النهى عن التشبيب * وادكار الهوى وذكر الحبيب
فتفرغت للأسى والنحيب * مذ أتى زاجرا نذير المشيب
معلما بالفناء حين ينادي
بل بكائي لأجل خطب جليل * أضرم الحزن في فؤاد الخيل
ورمى بالعناء قلب البتول * واسال الدموع كل مسيل
فتردى الهدى بثوب الحداد
رزء من قد بكت له الفلوات * واقشعرت لموته المكرمات
وهوت من بروجها النيرات * والمعالي لفقده قائلات
غاب والله ملجأي وعمادي
فجعة نكست رؤوس المعالي * واستباحت حمى الهدى والجلال
ورمت بالقذى عيون الكمال * قد أناخت بخير صحب وآل
عترة المصطفى النبي الهادي
يا لها فجعة وخطبا جسيما * أوقعت في حشى الكليم كلوما
وبقلب الأمير حزنا مقيما * وأعادت جسم القسيم سقيما
جفنه للأسى حليف السهاد
لهف نفسي على رهين الحتوف * حين امسى نهب القنا والسيوف
ثاويا جسمه بأرض الطفوف * وهو ذو الفضل والمقام المنيف
وسليل الشفيع يوم المعاد
منعوه ورود ماء الفرات * وسقوه كأس الفنا والممات
بعد تقتيل أهله والحماة * وأحاطت به خيول الطغاة
بمواضي الظبا وسمر الصعاد
قال صاحب السلافة: ومن شعره ما كتب به إلى الوالد من مكة
المشرفة مادحا له وذلك عام ١٠٦١:
شام برقا لاح بالأبرق وهنا * فصبا شوقا إلى الجزع وحنا
وجرى ذكر أثيلات النقا * فشكا من لاعج الوجد وانا
دنف قد عاقه صرف الردى * وخطوب الدهر عما يتمنى
شفه الشوق إلى بان اللوى * فغدا منهمل الدمع معنى
أسلمته للردى أيدي الأسى * عند ما أحسن بالأيام ظنا
طالما امل إلمام الكري * طمعا في زورة الطيف وانى
كلما جن الدجى حن إلى * زمن الوصل فأبدى ما أجنا
وإذا هب نسيم من ربى * حاجر اهدى له سقما وحزنا
يا عريبا بالحمى لولاكم * ما صبا قلبي إلى ربع ومغنى
كان لي صبر فأوهاه النوى * بعدكم يا جيرة الحي وافنى
قاتل الله النوى كم قرحت * كبدا من ألم الشوق لذاتي وما
(١٦١)

كدرت مورد لذاتي وما * تركت لي من جميل الصبر ركنا
قطعت أفلاذ قلبي والحشى * وكستني من جليل السقم وهنا
فإلى كم اشتكي جور النوى * وأقاسي من هوى ليلي ولبني
قد صحا قلبي من سكر الهوى * بعد ما أزعجه السكر وعنى
ونهاني عن هوى الغيد النهى * وحباني الشيب احسانا وحسنا
وتفرغت إلى مدح فتى * سنة الافضال والمعروف سنا
يجد الربح سوى نيل العلى * من مراقي المجد خسرانا وغبنا
سيد السادات والمولى الذي * أم انعاما وإفضالا ومنا
لم يزل في كل حين بابه * ما منا من نوب الدهر وحصنا
غمرت سحب أياديه الورى * نعما فهو للفظ الجود معنى
نسخ الغامر من إفضاله * حاتما والفضل ذا الفضل ومعنا
ورث السؤدد عن آبائه * مثل ما قد ورثوا بطنا فبطنا
حل من أوج العلى مرتبة * صار منها النسر والعيوق أدنى
تهزأ الأقلام في راحته * برماح الخط لما تتثنى
جادنا من راحتيه سحب * تمطر العسجد لا ماء ومزنا
يا عماد المجد يا من لم تزل * من معاليه ثمار المجد تجنى
عضني الدهر بأنياب الأسى * تركتني في يد الاسواء رهنا
هائما في لجة الفكر ولي * جسد أنحله الشوق وأضنى
كلما لاح لعيني بارق * من نواحي الشام أضناني وعنى
تتلظى كبدي شوقا إلى * صبية خلفت بالشام وافنى
ركبت آمالنا شوقا إلى * ورد أنعامك والافضال سفنا
بعد ما انحلت العيس السرى * وأبادت في فيافي البيد بدنا و
بأكنافك يا كهف الورى * من تصاريف صروف الدهر لذنا
ونهني مجدك العالي بما * حازه بل كلما حاز تهنى
وابق يا مولى الموالي بالغا * من مقامات العلى ما نتمنى
وفي أمل الآمل: مدحه الشيخ إبراهيم العاملي البازروي بقصيدة
تقدم بترجمته أبيات منها ورثيته بقصيدة طويلة بليغة قضاء لبعض حقوقه
لكنها ذهبت في بلادنا مع ما ذهب من شعري ولم يبق في خاطري منها الا
هذا البيت:
وبالرغم قولي قدس الله روحه * وقد كنت أدعو ان يطول له البقا
وإذا كانت كلها مثل هذا البيت وهي كذلك ففي ضياعها مصلحة
كبرى وما أبعدها عن البلاغة.
٥٠١: الشيخ زين الدين ابن الشيخ شمس الدين محمد بن علي بن الحسن العاملي
التوليني
توفي سنة ٨٢٩.
في الرياض: كان عالما عاملا فاضلا كاملا تقيا نقيا ورعا زاهدا عابدا
كذا رأيت وصفه في بعض المواضع بخط عتيق والظاهر أنه من مقاربي عصر
الشهيد ورأيت أيضا قصيدة عينية في رثاء الشيخ زين الدين هذا وكان
تاريخها سنة ٨٢٩ وذكر في الرياض أيضا ترجمة للشيخ زين الدين التوليني
وقال عالم فاضل يروي عن الشيخ مقداد بن عبد الله السيوري المشهور
ويروي عنه الشيخ جمال الدين احمد ابن الحاج علي العيناثي كذا يظهر من
إجازة الشيخ أحمد بن نعمة الله العاملي للمولى عبد الله التستري اه‍
والظاهر أنهما واحد والمذكور أولا عوفي طبقة السيوري.
تنبيه
ذكر صاحب الرياض ترجمة للشيخ زين الدين بن محمد بن القاسم
البرزهي وقال قد يعرف بالبرزهي أيضا وكان من أجلة فقهائنا وقد نقل
بعض فتاواه الشهيد الثاني في ميراث شرح الشرائع ولم أعثر له على ترجمة
سوى ذلك والبرزهي نسبة إلى برزه بالباء الموحدة المفتوحة وسكون الراء ثم
الزاي المفتوحة وآخرها الهاء وهي قرية بدمشق وأخرى ببيهق قاله في
القاموس والمراد بها هي الأولى ثم ظني انها من قرى جبل عامل بدمشق
الشيخ من جملة علماء عامل ولم يذكره الشيخ المعاصر في أمل الآمل في باب
الأسماء ولا الألقاب اه‍ أقول الصواب انه زين الدين محمد ابن القاسم
وان لفظة ابن قبل محمد زيادة من النساخ وصاحب الأمل ترجمه في محمد من
باب الميم فقال زين الدين محمد بن القاسم البرزهي كان فقيها فاضلا نقلوا
له أقوالا في كتب الاستدلال اه‍ وفي المسالك في ميراث الأجداد الثمانية
نقل قولين وبعد ذكر القول الأول قال ما لفظه والثاني للشيخ زين الدين
محمد ابن القاسم البرزهي وكون البرزهي نسبة إلى برزة التي بدمشق أو
بيهق غير صواب فان النسبة إليها برزي كما نص عليه في انساب السمعاني
اما قوله ان المراد بها الأولى فلا مستند له مع أن النسبة إليها برزي لا
برزهي كما سمعت واما قوله ظني انها من قرى جبل عامل بدمشق فهو
عاملي فهو تناقض ظاهر وأين دمشق من جبل عامل.
٥٠٢: زين الدين بن يونس العاملي البياضي
يأتي بعنوان زين الدين أبو محمد علي بن يونس العاملي النباطي
البياضي.
٥٠٣: السيد زين العابدين بن أبي القاسم الطباطبائي الزواري الطهراني المدعو
بالسيد آقا.
توفي حدود ١٣٠٣ بطهران وحمل إلى النجف فدفن به. عالم فاضل
من قدماء تلاميذ الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي ورجع إلى طهران سنة
١٢٩٧ إلى أن توفي بالتاريخ المتقدم له ١ طبقات المشايخ والعلماء من
عصر الغيبة إلى عصره لم يتم ٢ بديع الايجاز في أسرار الحقيقة والمجاز
لمعرفة الاعجاز في الذريعة هو مختصر في علمي البلاغة المعاني والبيان ٣
تجويد القرآن فارسي ٤ أنيس السالكين في جمع بعض كلمات أمير
المؤمنين ع انتخبه من غرر الحكم للآمدي.
٥٠٤: الميرزا زين العابدين بن أحمد الملقب بالميرزا محسن.
عالم فاضل من تلاميذ السيد دلدار علي النصير آبادي له انتصار الحق
في الأصول والاخبار استخرجه من أسس الأصول لشيخه المذكور.
٥٠٥: السيد زين العابدين ابن السيد إسماعيل العلواني الحسيني الموسوي البعلبكي
كان حيا سنة ١٢٠٨
(١٦٢)

من أجلاء سادات آل المرتضى في مدينة بعلبك وله شعر مقبول منه
قوله:
إلهي بحق المصطفى خيرة الورى * وحيدر والزهراء خير نساء
وبالحسنين السيدين كلاهما * صفا لهما حبي وعقد ولائي
وبالتسعة الهادين من آل احمد * غياثي لذي الباري وركن رجائي
أنلني بهم حسن الرضا منك سيدي * وأجزل بهم في النشأتين عطائي
وله تخميس البيتين المشهورين في أمير المؤمنين علي ع:
علي هو المولى فلذ بجنابه * وضع حروجه فوق زاكي ترابه
متى أشرقت أنواره من قبابه * تزاحم تيجان الملوك ببابه
ويكثر عند الاستلام ازدحامها
به الشرعة الغراء رتبتها علت * وظلمة ديجور الضلال به انجلت
لديه ملوك الأرض طرا تذللت * إذا ما رأته من بعيد ترجلت
وان هي لم تفعل ترجل هامها
وله في السيدة زينب:
ضريح لعمر الله ضم كريمة * نمتها أصول لفخار أصول
محمد خير العالمين بأسرهم * وحيدرة باب الهدى وبتول
وقال في أسعد أفندي المحاسني مفتي الشام سنة ١٢٠٨:
بشراك قد نلت المنى يا أسعد * وعليك ألوية الفضائل تعقد
ولك اليد البيضاء والمجد الذي * من دونه انحط السهى والفرقد
تزهو بك الفتوى وأنت زعيمها * والى سواك مقامها لا يسند
فليهنك المجد الأثيل المعتلي * مجد حباك به المليك السيد
وقال وأرسلها إلى الشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي إلى العراق سنة
١٢٠٨:
سلام على مولى له الفضل أجمع * يحاكي سناه البدر بل هو ارفع
سلام محب لا يغيره النوى * وان بعدت منكم ديار وأربع
يكاد فؤادي كلما عن ذكركم * يطير ومن فرط الأسى يتصدع
وكم من أناس قد تعرضوا * لقلبي وما فيه لغيرك موضع
واني على ما تعهدون من الوفا * وان كنت اصغي للعذول واسمع
وما ذاك الا كي يكرر ذكركم * علي ومالي غير ذلك مطمع
أصبر نفسي والهوى يستفزها * إليكم ومني القلب ينزو وينزع
وأكتم وجدي والدموع تذيعه * ومن لي بكتم الوجد والعين تدمع
فيا جيرة كانوا وكنا بقربهم * بأرغد عيش ناعم نتمتع
فما راعني الا وقد عصفت بنا * زعازع حبل الوصل منا تقطع
وعاندني دهري ففرق شملنا * وعادة هذا الدهر يعطي ويمنع
فما حال من امسى وحيدا وبينه * وبين الذي يهواه قفراء بلقع
وما انسى لا انسى الزمان الذي مضى * ومربع لذاتي خصيب وممرع
بقرب خليل شانه الصدق والوفا * ومولى له نفسي تطيع وتسمع
وحسبي بإبراهيم في الخلق صاحبا * به كل كرب نازل يتقشع
هو العالم الحبر الذي اتضحت به * معالم طرق الرشد فالكل مهيع
ومولى به شمس الفضائل أشرقت * بنور على الدنيا يشع ويلمع
ابتك ما ألقاه من ألم الجوى * ومن حر شوق في فؤادي يلذع
ولكنني أرجو من الله عطفة * تلم شتات الشمل منا وتجمع
فاجابه الشيخ إبراهيم من خراسان بقصيدة يقول فيها:
سلام كما ارفضت دموع الغمائم * على خير فرع من ذؤابة هاشم
تحية صب لو أصاب قوادما * لكان إلى مغناه أول قادم
لقد حل زين العابدين من الحشي * محل النمير العذب من قلب حائم
وصلت به ودي فأصبحت ممسكا * بمنصلت ماضي الغرارين صارم
اما وعلاه وهي حلفة صادق * يرى كاذب الأقوال إحدى العظائم
لقد فاق معنا وابن مامة في الندى * وأوسا وأنسى جوده جود حاتم
يلوح على عرنينه نور احمد * ويعرف منه الناس عرف الفواطم
من القوم منهم احمد منبع الهدى * وخير الورى من عربهم والأعاجم
ومنهم علي المرتضى خير من حمى * حمى الدين بالبيض الرقاق الصوارم
وسبطا رسول الله منهم ومنهم * نجوم الهدى أكرم بهم من أكارم
وحسبي بزين العابدين محدثا * عن الصيد من آبائه والخضارم
إذا ما رأيت الروض يزهو فإنه * يحدث عن فضل الغيوث السواجم
وكم في بني علوان مولى وسيد * يخاف ويرجى للأمور العظائم
وما زلت مذ فارقتكم فوق ضامر * من الخيل طيار بغير قوادم
وحولي من أبناء فارس عصبة * كأني منهم في رعيل ضراغم
ولكن عراني العي فيهم وانني * لأمضى لسانا من جرير بن ظالم
إذا قلت لم يعلم مرادي كأنني * لديهم نبي مرسل للبهائم
ودونكما يا ابن النبي فرائدا * من الشعر لم تظفر بها كف ناظم
أكافي بها تلك التي قد كسوتني * بها حلة الاكرام يا ابن الأكارم
وما كنت اهلا للمديح وربما * سقى الصخرة الصماء صوب الغمائم
وقال يمدحه أيضا وأرسلها إليه من الشام إلى بعلبك غرة شعبان سنة
١٢٠٣:
الا ان لي من آل علوان صاحبا * ومولى به ذنب الزمان غفرناه
هو الشهم زين العابدين ومن له * من المجد بيت ينطح النجم أعلاه
فتى أمه الزهراء والأب حيدر * وأسلافه طه الأمين وسبطاه
همام أزال الهم عنا بقربه * وغيث كفتنا منة الغيث كفاه
وأبلج فياض اليدين كأنما * تغاير يمناه على الجود يسراه
هو العالم البر التقي وانما * يزين الفتى ان فاز بالعلم تقواه
نجيب جرى مجرى أبيه وجده * فحاكاها والفرع والأصل أشباه
لهم بيت مجد ليس يغلق بابه * وهل يغلق الباب الذي فتح الله
عليكم سلام الله من مخلص يرى * مودة ذي القربى إلى الله قرباه
وقال يمدحه أيضا بقصيدة طويلة فيها الغزل وشكوى الزمان والتشوق
إلى الأهل والأوطان وذم بعلبك ومدح السيد المذكور وأهل البيت عليهم
السلام نختار منا ما يلي:
ألا طرقتنا والمحب وصول * ومرت واسعاف الزمان قليل
فيا مزنة أوفت علينا وماؤها * معين ومرت والغليل غليل
وضنت علينا بالوصال وقلما * يكون جمال رائع وجميل
وشعر كليل العاشقين ظلامه * كما حدث الخلخال عنه طويل
وثغر شنيب زانه ان عرفه * ذكي وان الريق منه شمول
أحدث عن شيئين لم أدر ما هما * ولكن كما قال الأراك أقول
محاسن تقتاد الحرون إلى الهوى * فيصبح في العشاق وهو ذلول
ولما بدا صبح المشيب وراعني * هنالك من ليل الشباب رحيل
(١٦٣)

ثنيت عناني عن بنين وطالما * طويت ومرعى السائمين وبيل
حرمت النهى ان كنت أطمح للمهى * وقد غال أسباب الصبابة غول
وبي ما يزود الصبر عن كل صابر * جليد ولكن الكريم حمول
غريب يمد الطرف نحو بلاده * فيرجع بالحرمان وهو همول
إذا ذكر الأوطان فاضت دموعه * كما استبقت يوم الرهان خيول
وان ذكر الأحباب حن إليهم * كما حن من بعد الفطام فصيل
هم الأهل لا برق المودة خلب * لديهم ولا ربع الوداد محيل
مساميح اما ما حوته أكفهم * فنزر واما جودهم فجزيل
فيا روضة فيحاء لي من لبابها * ولا فخر فرع طيب وأصول
سقى الله مغناكم وجاد بلادكم * من الغيث محلول النطاق هطول
وان بخل الوسمي عنكم بمائه * فدمعي لكم بالغاديات كفيل
خرجت برغمي من بلاد وأسرة * ويسر فهل بعد الخروج دخول
وتعترض الحاجات بيني وبينكم * وليس لنا غير النسيم رسول
وقرة عيني ان تراكم وجفنها * بتربكم طول الزمان كحيل
ومما شجا قلبي وأجرى مدامعي * والقى علي الهم وهو ثقيل
نزولي وقد فارقتكم في عصابة * سواء لديهم عالم وجهول
لقد جار دهر ساقني لجوارهم * ومني ومنهم شمال وقبول
وأنزلني في بعلبك وقلما * أقام بها لولا القضاء نبيل
وجدت بها مس الهوان كأنني * مهين وماجدي لو علمت أثيل
أكابد ذلا بعد عز موطد * وكل غريب في اللئام ذليل
كأني لم أسحب من الفضل حلة * لها فوق أعناق السحاب ذيول
ولا ضمني صدر رحيب تحوطه * اسود لها زرق الأسنة غيل
وما ضرني ان ثلم الدهر مضربي * فليس يعيب المشرفي فلول
كذاك تناهي الشر خير لأنه * على فرج الله القريب دليل
ولكن أماط الهم عني مهذب * قؤل لما يرضي الاله فعول
هو الشهم زين العابدين ومن له * مقام على هام السماك يطول
حسيب له البدر المطل على الورى * أب والنجوم الزاهرات قبيل
هو الروض اما عرفه فهو طيب * ذكي واما ظله فظليل
ولوع بحفظ الود مأمل صاحبا * وأكثر اخوان الزمان ملول
ولا ينطوي يوما على الغل صدره * وأكثر من فوق التراب غلول
جواد يبذ السابقين وماجد * يهون عليه الامر حين يهول
له نسب يفتر عن كل معرق * علاه على طيب النجار دليل
من القوم منهم احمد ووصيه * علي ومشكاة الضياء بتول
وجعفر والسبطان منهم وحمزة * وعبد مناف منهم وعقيل
ومنهم بدور الأرض شرقا ومغربا * وأوتادها والراسيات تميل
هم التسعة الغر الذين إليهم * أمور الورى في النشأتين تئول
بهم قرن العدل الحكيم كتابه * فكل لكل حافظ وكفيل
وقال أيضا يمدحه ويتشوقه وأرسلها إليه من الشام إلى بعلبك
لوجهك يا زين العباد يتوق * صديق ولا من عليك صدوق
وما لي لا اشتاق فرعا سمت به * إلى دوحة المجد الأثيل عروق
فتى علوي يعلم الناس انه * كآبائه بالمكرمات خليق
جرى في العلى مجرى جدود كريمة * ويجري على العرق العتيق عتيق
فيا ابن الكرام الصيد والسادة الأولى * لهم في رقاب العالمين حقوق
وهم حجج الله الذين نجا بهم * فريق تولاهم وخاب فريق
ولولاهم ما أوضحت طرق الهدى * ولا قام يوما للمكارم سوق
ابثك ان البعد منك أتاح لي * سقاما فهل للقرب منك طريق
أتفعل بي فعل العدو وأنت لي * رفيق وبي يا ابن الكرام رفيق
ولا عجب فالماء يحيا به الفتى * ويقضي به وهو الحبيب غريق
وأثلج صدري انك اليوم نازل * على شاطئ الزخار وهو دفوق
تروح وتغدو حيث لا الظل قالص * ولا جانب العذب النمير سحيق
لدى ما جد تأوي إليه بنو الرجا * فيظفر حر بالمنى ورفيق
وحولك من أبناء علوان فتية * كرام بهم عيش الخليط يروق
وشبلك نور العين والكوكب الذي * له في سماء المكرمات شروق
يزان بما يرضيك بر وطاعة * إذا شان أبناء الرجال عقوق
بني احمد ان المهيمن لم يزل * يزف إليكم فضله ويسوق
وما لي دين بعد توحيد خالقي * سوى انني للصادقين صديق
وقد نالت الأيام مني وأعملت * نصالا لها وسط الفؤاد مروق
وألقت برحلي حيث لا العلم ناشر * لواء ولا وجه الحياة طليق
أضعت لعمري في الشام ثمانيا * وعشرا عليهن الدموع أريق
ولله ألطاف تروح وتغتدي * وليس لنا الا بهن وثوق
ودونكها عذراء طيبة الشذا * وليس لها الا الثناء خلوق
ولا زلت مخصوصا بمجد مؤثل * تفوت بني الدنيا به وتفوق
٥٠٦: الشيخ زين العابدين البارفروشي الحائري
يأتي بعنوان زين العابدين بن مسلم.
٥٠٧: الشيخ زين العابدين ابن الشيخ بهاء الدين العاملي نزيل النجف الأشرف
من ذرية الشهيد الأول
كان عالما فاضلا وكان صهر الامام العلامة السيد محمد جواد العاملي
صاحب مفتاح الكرامة ومر ذكر أبيه وابنه الشيخ رضا وحفيده الشيخ
جواد.
٥٠٨: زين العابدين التبريزي
في الرياض كان من العلماء المعاصرين للشيخ البهائي بل لعله
من تلاميذه وقد أورد اسمه بعض تلاميذ الشيخ البهائي في رسالته في أحوال
الشيخ البهائي بالفارسية.
٥٠٩: الملا زين العابدين الجرفادقاني الكلبايكاني
ولد سنة ١٢١٨ وتوفي ١١ ربيع الثاني سنة ١٢٨٩.
العلامة المشهور في كلبايكان. هاجر إلى أصبهان واخذ عن الشيخ
محمد تقي صاحب حاشية المعالم ثم أخذ في كربلا عن شريف العلماء
وصاحب الفصول ثم سافر إلى النجف واخذ الفقه عن الشيخ علي بن
الشيخ جعفر ثم عن صاحب الجواهر ثم عاد إلى بلده ورأس وتصدر
للتدريس له من المؤلفات ١ شرح درة بحر العلوم مع ٢ صلاة
المسافر ٣ وصلاة الجماعة الجمعة خ ولم يكونا في الدرة ٤ كتب
التحقيق في شرح أسماء الله الحسنى ٥ روح البيان الايمان خ فارسي
٦ كتاب النكاح والمتاجر ٧ الأنوار القدسية في الفضائل الأحمدية
٨ تفسير آية ان الله وملائكته يصلون علي النبي يروي إجازة عن
(١٦٤)

صاحب الجواهر ويروي عنه جماعة وممن اخذ عنه الميرزا حسن بن الميرزا
خليل وله منه إجازة.
٥١٠: السيد زين العابدين ابن السيد أبي القاسم جعفر بن الحسين بن أبي
القاسم جعفر الكبير ابن الحسين بن قاسم بن محب الله الموسوي
الخوانساري والد صاحب روضات الجنات.
ولد في ٨ ذي القعدة سنة ١١٩٢ وتوفي سنة ١٢٧٦.
عالم فاضل يروي إجازة عن المجلسي بتاريخ أواخر صفر سنة ١٢٢
وعن السيد محمد بن معصوم الرضوي الشهير بالسيد محمد القصير. ذكره
ولده في الروضات عند ترجمة نفسه في حرف الباء باسم محمد باقر وذكر له
مصنفات ١ شرح مزجي على معالم الأصول لم يتم ٢ شرح زبدة
البهائي كذلك ٣ رسالة في قواعد العربية ٤ رسالة في الاجماع ٥
رسالة في تداخل الأسباب ٦ رسالة في تعارض الحقيقة المرجوحة مع
المجاز الراجح ٧ رسالة في النية ٨ رسالة في الاحباط والتكفير ٩
رسالة في نوادر الاحكام.
٥١١: الشيخ زين العابدين بن الحسن بن علي بن محمد الحر العاملي المشغري أخو
صاحب أمل الآمل.
توفي في صنعاء سنة ١٠٧٨.
في أمل الآمل كان فاضلا عالما محققا صالحا شاعرا منشئا عارفا
بالعربية والفقه والحديث والرياضي وسائر الفنون له شرح الرسالة الحجية
لشيخنا البهائي سماها المناسك المروية في شرح الاثني عشرية الحجية
ورسالة في الهيئة سماها متوسط الفتوح بين المتون والشروح ورسالة في التقية
وتاريخ بالفارسية وديوان يقارب خمسة آلاف بيت توفي بصنعاء بعد رجوعه
من الحج سنة ١٠٧٨ ومن شعره قوله:
أرقت لدهري ماء وجهي لاجتني له جرعة تروي فؤادي من البحر
وأملت بعد الصبر شهدا يلذ لي فألفيته شهدا امر من الصبر
وقوله في النبي ص:
هو خاتم الرسل الكرام محمد * كهف المؤمل منجح المأمول
رب المناقب والبراهين التي * قادت لطاعته اسود الغيل
نطقت بفضل علومه الآيات في الفر * قان والتوراة والإنجيل
لولاه ما عرف الورى ربا سوى * أصنامهم في الفضل والتفضيل
كلا ولا اتخذوا سوى ناقوسهم * بدلا من التكبير والتهليل
وقوله من قصيدة طويلة في مدحه ع:
محمد المصطفى الذي ظهرت * له خفايا الوجود من عدمه
بفضله الأنبياء قد ختموا * وكان مبدأ الوجود في قدمه
دعا إلى الحق فاستقام به * ما أعوج من حله ومن حرمه
وقوله من أبيات كتبها على ظهر رسائل الشيعة:
هذا كتاب علا في الدين مرتبة * قد قصرت دونها الاخبار والكتب
ينير كالشمس في جو القلوب هدى * فتنتحي منه عن ابصارنا الحجب
هذا صراط الهدى ما ضل سالكه * إلى المقامة بل تسمو به الرتب
ان كان ذا الدين حقا فهو متبع * حقا إلى درجات المنتهى سبب
اه‍. ويرى إجازة عن المجلسي بتاريخ ١٠٧٥ سافر إلى بلاد
العجم والعراق واليمن والحجاز وذكره صالح نسمة السحر.
٥١٢: السيد زين العابدين بن السيد حسين بن السيد محمد المجاهد بن السيد علي
صاحب الرياضي الحسني الطباطبائي الحائري
توفي في كربلاء ذي القعدة سنة ١٢٩٢ ودفن مع أبيه في مقبرتهم
بكربلاء على يمين الذاهب لزيارة العباس ع عالم فاضل فقيه
متبحر أصولي زاهد عابد ناسك، ترك الرياسة بعد ما أقبلت عليه بكلها
وجلس بداره وترك معاشرة الناس حتى صلاة الجماعة كان من العلماء
الربانيين وكان من أجلاء تلاميذ صاحب الجواهر له مصنفات في الفقه
الاستدلالي بخطه في عدة مجلدات ومؤلفات في الأصول منها: حاشية على
القوانين يروي عنه بالإجازة ابن أخيه السيد الميرزا جعفر بن الميرزا علي نقي
الطباطبائي الحائري تاريخها أوائل سنة ١٢٩٢ يروي فيها عن صاحب
الجواهر بطرقه وعن الشيخ محمد حسين صاحب الفصول عن أخيه الشيخ
محمد تقي صاحب حاشية المعالم عن بحر العلوم الطباطبائي. خلف عدة
أولاد أكبرهم السيد رضا توفي في الخامس والعشرين من ربيع الثاني سنة
١٣٣٣.
٥١٣: السيد زين العابدين الحسيني الخادم
في الرياض: فاضل عالم جليل كامل من تلاميذ الشيخ البهائي له
من المؤلفات مصباح العابدين بالفارسية معروف في اعمال السنة ألفه للشاه
عباس الصفوي وكتاب التحفة الصفوية بالفارسية أيضا ألفه للشاه المذكور
في أصول الدين وعبادات فروع الدين ورد باقي المذاهب قال والظاهر أنه
بعينه السيد الأمير زين العابدين الحسيني العاملي ابن أخت الشيخ البهائي
سكن قزوين مدة طويلة ومن مؤلفاته تتمة الجامع العباسي لخاله الشيخ
البهائي بالفارسية اه‍. وفي مسودة الكتاب انه ألف مصباح العابدين باسم
الشاه صفي الدين الموسوي والله أعلم.
٥١٤: السيد زين العابدين الحسيني العاملي ابن أخت الشيخ البهائي
مر في ترجمة السيد زين الدين الحسيني الخادم المذكور قبله.
٥١٥: ملا زين العابدين السلماسي
يأتي بعنوان زين العابدين بن محمد بن محمد باقر.
٥١٦: السيد زين العابدين الشهيد الكاشاني المكي
يأتي بعنوان زين العابدين بن نور الدين بن مراد.
٥١٧: الميرزا زين العابدين الشيرازي
في تتمة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني: كان صاحب ذهن
وقاد وفهم نقاد رأيته في سفرتي الأولى إلى شيراز بين الطلبة يلمع كالبرق في
الظلام ولما وردتها في السفرة الثانية وجدته قد توفي والطلبة يصفونه بادراك
المطالب.
٥١٨: الحاج زين العابدين الشيرواني العارف الشاه نعمة اللهي السياح
ولد سنة ١١٩٤ وكان حيا سنة ١٢٤٨.
(١٦٥)

في الذريعة معاصر لفتح علي شاه القاجاري عمر طويلا حتى أدركه
بعض من عاصرناهم ساح ما يقرب من أربعين سنة له بستان السياحة ذكر
فيه أسماء البلدان على ترتيب الحروف وفي كل بلد ذكر من رآه بها من أهل
الفضل والعرفان شرع في تأليفه سنة ١٢٤٧ وفرع منه سنة ١٢٤٨ مطبوع
وله حديقة السياحة ورياض السياحة أحال تفصيل أحواله وترجمته إليهما
وذكر مختصرا من ذلك عند ذكر شماخي من البستان اه‍. ومن ذلك يعلم أنه
كان من الصوفية على طريقة الشاه نعمة الله أحد رؤسائهم.
٥١٩: السيد الأمير زين العابدين بن عبد الحي الموسوي
في الرياض فاضل عالم متكلم مدقق رأيت من مؤلفاته في استراباد
الرسالة الإلهية في أصول الدين ألفها في كلكندة حيدرآباد من بلاد الهند
للسلطان محمد علي قطبشاه سنة ١٠٠٣ وهي كبيرة مبسوطة حسنة الفوائد
جليلة المطالب لا سيما في بحث اثبات الواجب جزاه الله خيرا اه‍.
٥٢٠: الحاج زين العابدين العطار
يأتي بعنوان الحاج زين العابدين علي بن الحسين الأنصاري
٥٢١: السيد زين العابدين العلواني البعلبكي
مضى بعنوان زين العابدين بن إسماعيل العلواني.
٥٢٢: السيد زين العابدين بن علي بن السيد أبي عبد الله الحسين الموسوي
في الرياض فاضل عالم جليل وهو ابن عم السيد هبة الله بن أبي محمد
الحسن الموسوي صاحب كتاب المجموع الرائق من أزهار الحدائق على ما
يظهر من أوائل ذلك الكتاب ونقل فيه ان كتاب اعتقادات ابن بابويه كان
بخط ابن عمه هذا.
٥٢٣: الآقا زين العابدين بن المولى علي أكبر الدرخشي القائني
عالم فاضل من تلاميذ السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض له
كتاب أصول الدين فارسي.
٥٢٤: السيد زين العابدين ابن السيد علي الطباطبائي الطبيب
كان طبيبا له ترجمة كيمياء باسليقا اي كيمياء ملكية من أصله
العربي إلى الفارسية ألفه في بنگالة سنة ١١٠٠ بأمر النواب خان خانان
السيد محمد رضا خان بهادر مظفر جنك مع زيادة مسائل كيماوية من
الكتب اللاتينية كذا في الذريعة.
٥٢٥: السيد زين العابدين ابن السيد نور الدين علي بن علي ابن حسين بن أبي
الحسن الموسوي العاملي الجبعي ابن أخي صاحب المدارك
ولد في جبع مستهل المحرم سنة ٩٩٦ وتوفي سنة ١٠٧٣ وعن كتاب
الشريف ابن شدقم انه توفي بمكة ودفن بالمعلى عند قبر أبيه السيد نور الدين
علي سنة ١٠٤٣ ومقتضى تاريخ ابن الحر الآتي انه سنة ١٠٧٣.
والذي في أمل الآمل علي بن أبي الحسن وفي الرياض كما ذكرناه
علي بن حسين بن أبي الحسن وباقي نسبه مر في ترجمة ولده إبراهيم.
ذكره صاحب نجوم السماء والشريف ابن شدقم وفي أمل الآمل كان
عالما فاضلا عابدا عظيم الشأن جليل القدر حسن العشرة كريم الأخلاق
من المعاصرين قرأ على والده وعلى جملة من مشايخنا وغيرهم ولما مات رثاه
أخي الشيخ زين العابدين بقصيدة طويلة منها:
يا عين جودي بالبكا والسهاد * لما عرا ذا المجد زين العباد
مضى بعرض في الورى ابيض * فالبس المجد لباس السواد
قد خلت الدنيا فما مثله * من حافظ عهدا وراع وداد
قد راعني الناعي فأنشدته * انشاد محزون جريح الفؤاد
الموت نقاد على كفه * جواهر يختار منها الجياد
وقد اتى تاريخه سيدا * قد ألبس الدهر ثياب الحداد
سنة ١٠٧٣
وعن خط السيد صدر الدين العاملي على ترجمته في أمل الآمل بخطه
ما صورته سمعت من والدي صالح بن محمد بن إبراهيم بن زين العابدين
رضي الله عنهم ان زين العابدين اسمه إبراهيم بن نور الدين علي بن زين
العابدين علي بن أبي الحسن الموسوي اه‍. قال فيعلم ان السيد زين
العابدين اشتهر بلقبه وان أباه اشتهر باسمه وهجر لقبه وانه اشتهر بالنسبة
إلى جده أبي الحسن لشهرته والا فهو علي بن الحسين بن محمد بن الحسين بن
علي بن محمد بن أبي الحسن المذكور اه‍.
٥٢٦: السيد زين العابدين ابن السيد علي الموسوي الفايزي الحايري عم السيد
نصر الله الحايري المشهور
ذكره جامع ديوان ابن أخيه السيد نصر الله الحايري فقال سلالة
الأماجد الأكرمين شمس سماء الكمال اه‍.
ويظهر من ديوان ابن أخيه المذكور انه كان فاضلا جليلا وقال ابن
أخيه المذكور محرضا له على مخاصمة بعض الطاغين:
سلام كنشر العنبر الورد ساطعا * وكالبرق من حي الأحبة لامعا
على السيد المفضال والماجد الذي * له نسب كالشمس أصبح ناصعا
أخي الفضلي زين العابدين من اغتذى * بدر المعالي وهو في المهد راضعا
فتى حل فوق الفرقدين نباهة * ولكن غدا للمجتدي متواضعا
له خلق منه شذى المسك ضايع * وعهد وثيق لن يرى الدهر ضايعا
ترى الضيف في ناديه للأهل ساليا * والولد إذ يلقى به البر واسعا
وبعد فان الضد يخفق قلبه * إذا ما غدا يا عم لا سمك سامعا
ولا غرو ان وافى إليك فإنه * كما العير نحو الليث ينهض جازعا
فالعقه شهدا للولاية مازجا * له فيه سما للمكيدة ناقعا
وكن مشبها للصل في فرط لينه * إذا مس مسا وهو ما انفك لاسعا
وإياك ان تخشى الوعيد فإنه * سلاح الذي امسى من الجبن ضارعا
ولا زلت منصورا على كل معتد * لك الدهر يأتي مستكينا وخاضعا
٥٢٧: المولى زين العابدين ابن العالم العامل المولى كاظم
عالم فاضل يروي إجازة عن الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق
بتاريخ ١١٦٦.
(١٦٦)

الميرزا زين العابدين الكرماني
في تتمة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني عالم أوتي ذهنا دقيقا
متينا قرأ قطعة من شرح اللمعة وشرح التجريد وغيرهما عندي.
٥٢٩: الشيخ زين العابدين الكلبايكاني
مر بعنوان الآخوند ملا زين العابدين الجرفادقاني الكلبايكاني
٥٣٠: الشيخ زين العابدين بن محمد بن أحمد بن سليمان العاملي النباطي
في أمل الآمل كان فاضلا صالحا عابدا زاهدا ورعا فقيها محققا جليل
القدر قرأ عند عمي الشيخ محمد الحر العاملي الجبعي وروى عنه وكان من
تلاميذ الشيخ حسن بن الشهيد الثاني اه‍.
٥٣١: السيد زين العابدين بن محمد بن روح الأمين الحسيني المختاري العبيدلي
كان حيا سنة ١١٢٢.
عالم فاضل في الذريعة ج ٤ ص ١٥٣ هو أخ السيد ناصر الدين
أحمد بن محمد بن روح الأمين وقد سود السيد زين العابدين نسب ابن عمه
السيد بهاء الدين محمد بن محمد باقر الحسيني المختاري بخطه على ظهر
لوامع النجوم في اللغة الذي تملكه سنة ١١٢٢.
٥٣٢: الميرزا زين العابدين بن الميرزا محمد علي الأصفهاني من أحفاد المحقق
السبزواري
عالم فاضل له الشجرة الطيبة في التجويد المشجر بالعربية وترجمها إلى
الفارسية بأمر السيد أسد الله الأصفهاني المتوفى ١٢٩٠ كذا في الذريعة.
٥٣٣: الشيخ زين العابدين بن الشيخ محمد قاسم العاملي النباطي
كان عالما زاهدا وجدنا نسخة من ديوان الشريف المرتضى في جزئين
بخط مصطفى بن أحمد بن الحسين بن إسماعيل بن الأمير برهان الدين
الدمشقي قال في آخرها نسخت هذه النسخة من نسخة سيدنا العالم الزاهد
الشيخ زين العابدين ابن الشيخ محمد قاسم العاملي وذلك في مدة إقامتي في
النبطية الفوقانية وحرر في مستهل شهر ذي الحجة الحرام سنة ١١٣٩.
٥٣٤: الميرزا زين العابدين بن الميرزا محمد ابن المولى محمد باقر السلماسي
الكاظمي
توفي ١١ ذي الحجة سنة ١٢٦٦ في الكاظمية ودفن في الايوان المقابل
لقبر الشيخ المفيد من الرواق الكاظمي.
عن دار السلام للمحدث النوري كان عالما فاضلا كاملا ناسكا عابدا
متخلقا بأخلاق الروحانيين اه‍ وهو من تلاميذ بحر العلوم وناقل كراماته
وحكى عنه الميرزا حسين النوري اخبارا في الفائدة الثالثة من خاتمة
مستدركات الوسائل في ترجمة بحر العلوم والميرزا مهدي الشهرستاني.
٥٣٥: السيد زين العابدين بن محمد هاشم بن كمال الدين الحسيني الاسترآبادي
عالم فاضل في الذريعة له اعراب شرح العوامل المئة فرع منه سنة ١٠٩١
٥٣٦: الشيخ زين العابدين بن محيي الدين بن علي بن كرامة
عندي بخطه نسخة من اللمعة الحلية في معرفة النية لأحمد بن فهد
الحلي قال في آخرها علقها لنفسه زين العابدين بن محيي الدين بن كرامة
حامدا مصليا مسلما تجاوز الله عنه بمنه وكرمه واحسانه بتاريخ أول شهر ذي
الحجة سنة ٩٦١ هجرية نبوية على مشرفها السلام ووجدت بخطه أيضا
بعد اللمعة الحلية عقيدة الشهيد الأول محمد بن مكي المذكورة في ترجمته
قال في آخرها علقه معتقده لنفسه زين العابدين بن محيي الدين بن علي بن
كرامة عفا الله عن سيئاته.
٥٣٧: الشيخ زين العابدين بن مسلم البافروشي المازندراني المحتد والمولد الحائري
المسكن والمنشأ والمدفن.
ولد في بارفروش سنة ١٢٢٧ وتوفي في كربلاء ١٩ أو ١٣ أو ١٦ ذي
القعدة سنة ١٣٠٩ عن ٨٢ سنة ودفن فيها في باب الصحن الشريف
الحسيني الخارج إلى سوق البزازين العرب المسماة بباب قاضي الحاجات
مرض يوم السبت وغشي عليه يوم الأحد فتوفي.
شيخ الفقهاء والمجتهدين واحد مراجع المسلمين العابد الناسك ما
رئي أشد مواظبة منه على السنن والنوافل وكان مقررا لدرس أستاذه صاحب
الضوابط أصله من بارفروش بلدة من أكبر بلاد طبرستان وهي عاصمة بلاد
مازندران. قرأ في بارفروش على المولى محمد سعيد المازندراني البار فروشي
الملقب بسعيد العلماء وقرأ في الحمة على الآقا جعفر السيرجاني ثم هاجر إلى
العراق في رجب سنة ١٢٥٠ وبقي مدة في كربلاء قرأ فيها على السيد
إبراهيم القزويني صاحب الضوابط في الأصول والفقه وعلى الشيخ محمد
حسين صاحب الفصول وغيرهما وفي سنة ١٢٥٨ هاجر إلى النجف وقرأ على
صاحب الجواهر وكان من أكبر تلاميذه وعلى الشيخ علي ابن الشيخ جعفر
وبعد وفاة صاحب الضوابط سنة ١٢٦٢ عاد إلى كربلاء وتوطنها وقيل جاء
إلى النجف بعد وفاة صاحب الضوابط ولما عاد إلى كربلاء اشتغل بالتدريس
والتصنيف والإمامة والإفتاء ونال حظا عظيما وجاها كبيرا في كربلاء ونفذت
احكامه وهابه الحكام وأطاعوه رأيته بكربلاء وقد طعن في السن ولم يترك
التدريس في أيام شيخوخته ونسخ عدة من الكتب بخطه فإنه في أول عمره
كان يستنسخ كل كتاب يقرأه حتى القوانين انتهت إليه الرسالة العلمية
بكربلاء كان مرجعا للمؤمنين وملاذا للمسلمين وكان مرجع تشيعه الهند وكثير
من بلاد إيران وبخارى والعراق.
مشايخه
علم مما مر ان له من المشايخ ١ المولى محمد سعيد المازندراني
البارفروشي الملقب سعيد العلماء ويروى عنه إجازة ٢ الآقا جعفر
السيزجاتي ٣ السيد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط ويروي عنه إجازة
٤ الشيخ محمد حسين صاحب الفصول ٥ صاحب الجواهر ويروي
عنه إجازة ٦ الشيخ علي ابن الشيخ جعفر ويروي عنه إجازة ٧
الشيخ مرتضى الأنصاري يروي عنه إجازة ولم يعلم أنه قرأ عليه ويروي
عنه إجازة شمس العلماء السيد محمد إبراهيم ابن السيد محمد تقي النقوي
بتاريخ ١٢٩٠.
(١٦٧)

مؤلفاته
١ رسالته الكبرى ٢ رسالته الصغرى كلاهما لعمل المقلدين
مطبوعتان ٣ شرح شرائع الاسلام المسمى بزينة العباد برز منه الطهارة
والصلاة والحج والخيارات والنكاح والطلاق ٤ حواشي على المسالك
٥ حواشي على الجواهر ٦ كتاب في الأصول من أوله إلى آخره ٧
كتاب الذخيرة مجموع من أجوبة مسائله مرتب على أبواب الفقه مطبوع
مبسوط على طرز ضوابط أستاذه القزويني.
٥٣٨: المولى زين العابدين بن نجم الدين الأنصاري
كان حيا سنة ١١٢٤.
عالم فاضل من تلاميذ المجلسي الأول في الذريعة له شرح كتاب
الإرث من الشرائع فارسي استدلالي فرع منه ٢٣ ذي الحجة سنة ١١٢٤.
٥٣٩: الأمير زين العابدين النقيب
في الرياض كان من علماء دولة الشاه طهماسب الصفوي ومن مؤلفاته
رسالة فارسية في اختيار الساعات في أيام الشهر وما يتعلق بذلك ألفها
باسم السلطان المذكور حسنة الفوائد ينقل فيها كثيرا عن رسالة المعلى بن
خنيس في سعد الأيام ونحسها وعن الدروع الواقية لابن طاوس وغيرها
وهي ثلاثون بابا على عدد أيام الشهر
٥٤٠: السيد زين العابدين بن نور الدين بن مراد بن علي بن مرتضى الحسيني
الكاشاني مولدا والمكي موطنا الشهيد
ذكره أصحاب الرياض ومستدركات الوسائل ونجوم السما ودار
السلام في الرياض السيد الاجل الموفق الفاضل العالم الكامل الفقيه
المحدث المعروف كان من أجلة تلاميذ المولى محمد امين الاسترآبادي في
علم الحديث وقد قتل في مكة المعظمة شهيدا لتشيعه ثم حكى عن المولى
فتح الله بن المولى مسيح الله المعاصر للمترجم انه قال في حقه في رسالته
المعمولة في بناء الكعبة السيد الجليل العالم الفاضل الكامل قدوة المحققين
وزبدة المدققين ومجتهد زمانه الشريف المقتول الشهيد مؤسس بيت الله
الحرام العالم الرباني الأمير زين العابدين ابن السيد نور الدين ابن الأمير
مراد ابن السيد علي بن مرتضى الحسيني القاشاني طيب الله ثراه وجعل الجنة
مثواه اه‍. ويروي عنه إجازة الشيخ عبد الرزاق المازندراني وذكر فيها انه
مؤسس البيت الحرام سنة ١٠٤٠ كما في الذريعة ولم يذكر المولى فتح الله ولا
صاحب الرياض كيفية شهادته وفي الرياض وهذا السيد هو الذي قد وفقه
الله تعالى لبناء بيت الله الحرام بعد ما انهدم في عصره وله رسالة لطيفة
بالفارسية في كيفية بنائه وشرح حال البناء الذي تعاقب على الكعبة وأول من
بناها وسائر مواضع ذلك المكان ونحو ذلك ألفها سنة ١٠٤٠ بمكة وسماها
مفرحة الأنام في تأسيس بيت الله الحرام وفيها فوائد جليلة وأورد في آخرها
نسبه كما أوردناه ودفن في القبر الذي كان هياه لنفسه في حال حياته في مقبرة
عبد المطلب وأبي طالب بالمعلى عند قبور ميرزا محمد الاسترآبادي والمولى
محمد امين الاسترآبادي والشيخ محمد حفيد الشهيد الثاني. وألف المولى
فتح الله بن المولى مسيح الله المعاصر لمترجم رسالة في أحوال البناء المتعاقب
على الكعبة وأورد فيها الرسالة المذكورة للمترجم بعينها لكنها بالعربية ثم
الحقها باخر المصباح الكبير للشيخ الطوسي في باب الحج والعمرة تتميما له
قال ويظهر منه ان رسالة مفرحة الأنام كانت بالعربية مع أن عندنا نسختين
منها بالفارسية فاما ان يكون السيد زين العابدين قد ألف رسالتين إحداهما
فارسية والأخرى عربية واما انها كانت فارسية وعربها المولى فتح لله وأدرجها في
رسالته واما انها كانت بالعربية وترجمها غيره إلى الفارسية والله أعلم هذا
حاصل ما ذكر في الرياض.
اما اسناد بناء البيت الحرام أو تأسيس البيت الحرام إليه فسببه ما
حكي عن رسالة مفرحة الأنام وغيرها من أنه وضع أول حجر في أساس
البيت لما هدمه السيل وباشر بنفسه بناء شئ من حيطانه وذلك توفيق
وفضل من الله لا ينكر لكنه لا يستحق كل هذا الوصف بأنه باني البيت
ومؤسس البيت وحاصل القصة انه عند فجر الأربعاء ١٩ شعبان سنة
١٠٣٩ وقع مطر بمكة المكرمة كافواه القرب استمر ساعتين ودرجتين ودخل
المسجد الحرام واعتلى على باب الكعبة ذراعين عمليين وربعا فأهلك الرجال
والنساء والأطفال ثم باتت تمطر إلى نصف الليل فلما كان قبل الغروب يوم
الخميس ٢٠ شعبان سقط من البيت الشريف جانباه الشرقي والشامي وهو
قدر نصفه وكان ذلك في عهد السلطان مراد الرابع العثماني وفي المحكى
عن رسالة مفرحة الأنام ان السيل دخل الكعبة وارتفع فيها بقدر قامة وشبر
وإصبعين مضمومتين ومات بمكة بسببه اثنان وأربعة آلاف انسان منهم معلم
وثلاثون طفلا كانوا في المسجد وفي يوم الخميس انهدم تمام عرض البيت
الذي فيه الميزاب ومن الطول الذي فيه الباب انهدم من الركن الشمالي إلى
الباب ومن الطول الذي فيه المستجار نصفه تخمينا فتذاكرت مع الشريف في
بناء البيت وان البناء يكون بمال أهل الخير ومباشرتهم وينسب في الظاهر إلى
سلطان الروم فقبل ذلك ثم خوفه الناس فاعرض عنه فكنت أتضرع إلى الله
تعالى ان لا يحرمني من تلك السعادة وكوشف السلطان العثماني في الامر
فاذن في الهدم والبناء وأرسل رجلين من قبله لمباشرة ذلك وفي يوم الثلاثاء ٣
جمادي الآخرة سنة ١٠٤٠ شرعوا في هدم تتمة البناء وكنت اشتغل مع
المشتغلين ومن ألطاف الله تعالى ان الوكيل والمباشر اللذين أرسلهما السلطان
العثماني صارا مريدين لي بحيث كلما قلت لهما شيئا في امر البيت قبلاه إلى أن
هدموا أطرافه الا الركن الذي فيه الحجر الأسود فأبقوا حجرا فوقه
وحجرا تحته فقلت لهم لا بد من حفظه فصنعوا من ألواح الخشب شيئا
لحفظه وفي ليلة الأحد ٢٢ من الشهر المذكور استقر الامر على وضع الأساس
في صبيحتها فتضرعت إلى الله في تلك الليلة ان يجعلني مؤسس بيته وكنت
أفكر في أنه مع حضور الشريف وشيخ الحرم والقاضي والوكيل وعلماء مكة
وخدام البيت ما ذا اصنع مع ضعفي فاغتسلت وقت السحر ودخلت
المسجد فكان من توفيق الله تعالى انه بعد صلاة الصبح لم يحضر الا المباشر
وبعض العملة فلما رآني المباشر قال يا سيد زين العابدين اقرأ الفاتحة فقرأتها
ودعوت بعدها بالدعاء الموسوم بسريع الإجابة المروي في الكافي أوله اللهم إني
أسألك باسمك العظيم الأعظم الخ واخذت الحجر المبارك للركن
الغربي وناولني محمد حسين الأبرقوئي وهو من الصلحاء أول طاس فيه
الساروج فطرحته في زاوية الركن الغربي ونشرته وقلت بسم الله الرحمن
الرحيم ووضعت الحجر عليه في موضع أساس إبراهيم ع وفي
اليوم التاسع من رجب وصلوا إلى الحجر وقد باشرت بنفسي مقدار ثلاثة
أذرع من جهة الارتفاع من تمام العرض الذي فوق الحجر الأسود ثم اجتهدوا
لرفع الحجر فلم يقدروا واشتغلت في هذا اليوم بقراءة دعاء السيفي فقرأته
سبعا وعشرين مرة وفي ٢٢ منه وضعوا الباب وفي ١٣ شعبان أدخلنا أعمدة
(١٦٨)

سقف البيت وفي ١٥ منه دخلت الباب بنفسي ووضعت في باطن جدرانها
أربعة من الأحجار حجرا في نفس زاوية الحجر الأسود وحجر في الحطيم
وحجرا في مولد أمير المؤمنين ع وهو بعيد عن زاوية الحجر الأسود
بثلاثة أذرع من جهة الركن اليماني تخمينا وحجر قريب زاوية الركن
اليماني. وفي ١٨ منه أدخلنا ألواحا بين أعمدة السقف وركبت مع
الأعمدة. وفي يوم السلخ منه ركب ميزاب الرحمة وفي ٢ شهر رمضان
شرعوا في عمل الرخام في سطح الكعبة وفي ٩ منه شرعوا في شغل الرخام
في باطن جدران الكعبة وأرضها ويوم الأربعاء ٢٧ منه تم العمل ويوم
الجمعة آخر الشهر دخل الناس الكعبة اه‍.
مساحة الكعبة الشريفة
قال طول البيت من ركن الحجر وهو الركن العراقي إلى الركن
الشامي ٢٥ ذراعا ومثله الطول الاخر وهو من الركن المغربي إلى اليماني
وعرضه من الشامي إلى المغربي ٢٠ ذراعا وعليه الميزاب وعرضه الاخر من
اليماني إلى العراقي ٢١ ذرعا وسمكه ثلاثون ذراعا.
٥٤١: الشيخ زين العابدين اليزدي
في تتمة أمل الآمل هو أخو مولانا محمد باقر اليزدي صاحب عيون
الحساب كان عالما ولم يتيسر لي الاطلاع من أحواله على أكثر من
ذلك.
٥٤٢: آقا زين العابدين اليزدي
عالم فاضل في الذريعة له الأدعية المتفرقة كتبها بأمر محمد حسن خان
اليزدي سنة ١٣٢٧ في أربعين صفحة.
حرف السين المهملة السائي
٥٤٣: اسمه علي بن سويد منسوب إلى قرية قرب المدينة اسمها ساية.
٥٤٤: الساباطي
في البحار: هو عمار بن موسى وفي النقد اسمه عمرو بن سعيد
المدائني وقد يطلق على عمار بن موسى اه‍ وزاد أبو علي وأخويه قيس
وصباح وابنه إسحاق وفي مشتركات الطريحي والكاظمي في باب المشترك في
النسب ومنهم الساباطي المشترك بين عمرو بن سعيد الموثق وبين غيره ويمكن
استعلام انه هو بما ذكر في بابه وبرواية مصدق بن صدقة عنه وكثيرا ما يرد
مطلقا ويراد به هو.
٥٤٥: أبو نصر سابور بن اردشير الملقب بهاء الدولة وزير بهاء الدولة أبي نصر بن
عضد الدولة الديلمي
ولد بشيراز ليلة السبت ١٥ ذي القعدة سنة ٣٣٦ وتوفي ببغداد سنة
٤١٦.
سابور بضم الباء الموحدة. قال ابن خلكان أصله شاهبور فعرب
والشاه بالفارسية الملك وبور الابن ومن عادتهم تقديم المضاف إليه على
المضاف وأول من سمي به سابور بن اردشير بن بابك بن ساسان أحد ملوك
الفرس وأردشير بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الدال المهملة وكسر الشين
المعجمة وسكون المثناة التحتية بعدها راء أصل معناه دقيق وحليب لان أرد
بالفارسية الدقيق وشير الحليب وما يقال ان معناه دقيق وحلو غلط لان الحلو
بالفارسية شيرين لا شير.
أقوال العلماء فيه
قال ابن الأثير كان كاتبا سديدا وعمل دار الكتب ببغداد سنة ٣٨١
وجعل فيها أكثر من عشرة آلاف مجلد وبقيت إلى أن احترقت عند مجئ
طغرلبك إلى بغداد سنة ٤٥٠ وقال بن خلكان كان من أكابر الوزراء وأماثل
الرؤساء جمعت فيه الكفاية والدراية وكان بابه محط الشعراء ذكره أبو منصور
الثعالبي في كتابه اليتيمة وله ببغداد دار علم وإليها أشار أبو العلاء المعري
بقوله في القصيدة المشهورة
وغنت لنا في دار سابور قينة * من الورق مطراب الأصائل مهياب
اخباره
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٨٠ فيها قبض بهاء الدولة على وزيره
أبي منصور بن صالحان واستوزر أبا نصر سابور بن اردشير وفي حوادث سنة
٣٨١ فيها قلت الأموال عند بهاء الدولة فكثر شغب الجند فقبض على وزيره
سابور فلم يغن ذلك عنه شيئا وفيها قبض بهاء الدولة على وزيره أبي نصر
سابور ثانيا بالأهواز واستوزر عبد العزيز بن يوسف وفي سنة ٣٨٣ عاد
سابور إلى الوزارة ثم عزله بهاء الدولة واستوزر عدة وزراء منهم وزير يسمى
الفاضل عن اليتيمة لما عزل عن الوزارة ثم أعيد إليها كتب إليه أبو السحاق
الصابي:
قد كنت طلقت الوزارة بعد ما * زلت بها قدم وساء صنيعها
فغدت بغيرك تستحل ضرورة * كيما يحل إلى ثراك رجوعها
فالآن قد عادت وآلت حلفة * ان لا يبيت سواك وهو ضجيعها
قال ابن الأثير وفي سنة ٣٨٦ قبض عليه واستوزر سابور ابن اردشير
فأقام نحو شهرين وفرق الأموال ووقع بها للقواد قصدا ليضعف بهاء الدولة
ثم هرب إلى البطيحة ثم أعيد إلى الوزارة ولم يقع نظرنا على الوقت الذي
أعيد فيه وفي سنة ٣٩٠ كان بهاء الدولة قد سير الموفق أبا علي بن
إسماعيل إلى قتال ابن بختيار فقتله فلما عاد أكرمه بهاء الدولة ولقيه بنفسه
فاستعفى الموفق من الخدمة وهي ما كانت تستعمله الرعية مع الخلفاء
والملوك من تقبيل الأرض بين أيديهم أو شبه ذلك مما لا يرضاه الشرع
الاسلامي فلم يعفه بهاء الدولة وألح كل منهما فقبض عليه بهاء الدولة
وكتب إلى وزيره سابور ببغداد بالقبض على انساب الموفق فعرفهم ذلك سرا
فاحتالوا لنفوسهم وهربوا.
مدائحه
قال ابن خلكان عقد صاحب اليتيمة لمدحه بابا لم يذكر غيرهم فمن
جملة من مدحه أبو الفرج الببغا بقوله:
لمت الزمان على تأخير مطلبي * فقال ما وجه لومي وهو محظور
فقلت لو شئت ما فات الغنى املي * فقال أخطأت بل لو شاء سابور
لذ بالوزير لأبي نصر وسل شططا * أسرف فإنك في الاسراف معذور
ولمحمد بن أحمد بن الحرون فيه قصيدة من جملتها:
(١٦٩)

يا مؤنس الملك والأيام موحشة * ورابط الجاش والأيام في وجل
ما لي وللأرض لم أوط بها وطنا * كأنني بكر معنى سار في المثل
لو انصف الدهر أو لانت معاطفه * أصبحت عندك ذا خيل وذا خول
لله لؤلؤ ألفاظ اسقاطها * لو كان للغيد ما استأنسن بالعطل
ومن عيون معان لو كحلن بها * نجل العيون لأغناها عن الكحل
٥٤٦: سالار الديلمي
اسمه حمزة بن عبد العزيز وسالار لقب وتأتي ترجمته بلقبه لاشتهاره
به.
٥٤٧: الشيخ أبو يعلى سالار بن عبد العزيز الديلمي الطبرستاني
وفاته ومدفنه
قال السيوطي في الطبقات الكبير قال الصفدي مات في صفر سنة
٤٤٨ وعن نظام الأقوال مات بعد الظهر من يوم السبت لست خلون من
شهر رمضان سنة ٤٦٣ وفي الرياض عن المولى حشري التبريزي الصوفي
الشاعر المقارب عصره لعصر صاحب الرياض انه قال في كتاب تذكرة
الأولياء الموضوع لذكر الأولياء والعلماء والصلحاء والأكابر والمشاهير
المدفونين في تبريز ونواحيها وبيان المقابر والمشاهد فيها ان سلار بن عبد
العزيز الديلمي مدفون في قرية خسرو شاه من قرى تبريز قال صاحب الرياض
قد وردتها وسمعت من بعض الأكابر بل من جميع أهلها ان قبره بها وهو
معروف وقد زرته بها وخسرو شاه كانت في القديم بلدة كبيرة معروفة من
بلاد آذربايجان والآن خرب أكثرها وصارت قرية صغيرة وهي على ستة
فراسخ من تبريز وقيل أربعة وبها قبر القطب الراوندي اه‍.
يعلى بفتح المثناة التحتية وفتح اللام منقول من الفعل المعلوم يقال
علا في المكان يعلو كسما يسمو علوا ويقال علي بالكسر في الشرف علاء
بالفتح والمد والمضارع يعلى كيرضى وبه سمي وسالار لفظ فارسي معناه
الرئيس المقدم اما سلار بفتح السين وتشديد اللام فلا وجود له لا في
لغة الفرس ولا في لغة العرب وإنما استعمله المترجمون بدل سالار فبعضهم
قال سالار وبعضهم سلار وفي رجال بحر العلوم ان سلار معرب سالار قال
وقد تكرر ذكره في فهرست ابن بابويه المتأخر على الأصل بالألف بعد السين
اه‍.
وفي الرياض سالار بلفظ أعجمي معناه الرئيس في لغتهم كما
يقولون سبه سالار واسبه سالار بالباء العجمية ومعناه رئيس الجيش
وأما سلار بتشديد اللام فلا اعرف معناه بل الحق انه تصحيف سالار فكتب
سلار بدون ألف كما يكتبون الحارث بصورة الحرث فظن أنه باللام المشددة
بدون ألف فصحف بذلك وقال ويؤيده ان منتجب الدين أقرب إليه ممن
تأخر عنه فإنه شيخه قد عبر عنه في ترجمة نفسه بسلار فقال إنه قرأ على
سلار وعبر عنه في ترجمة والده بسالار أيضا وكذا في ترجمة الشيخ المفيد عبد
الرحمن النيسابوري عم الشيخ أبو الفتوح الرازي اه‍ والصواب ما مر من أن
أصل لقبه سالار ثم استعمل بلفظ سلار فغير كما تغير الألفاظ الفارسية
إذا استعملها العرب مثل كرمانشاهان وقرميسين وغير ذلك أو انه محذوف
الألف اختصارا في رسم الكتابة كالحرث وإسحاق وغيرهما فظن من رآه
بغير ألف انه ينطق بغير ألف والوجه الأول أولى لأن ما يحذف منه الألف
اختصارا في رسم الكتابة انما هو ما كثر وتكرر استعماله كالحرث وإسحاق
وسالار ليس كذلك لأنه إنما استعمل في كلام العلماء والمترجمين لا في كلام
عامة الناس.
نسبته
الديلمي نسبة إلى الديلم وهم جيل من الناس معروف بلادهم
جيلان ونواحيها وفي انساب السمعاني الديلمي نسبة إلى الديلم وهي بلاد
معروفة ينسب إليها جماعة من أولاد الموالي والطبرستاني نسبة إلى
طبرستان وهو مأخوذ من كلام الشهيد الآتي حيث قال إنه كان من طبرستان
في الرياض كلام الشهيد يعطي اطلاق طبرستان على بلاد جيلان أيضا فان
الديلم من بلاد جيلان فلا يختص اطلاق طبرستان على بلاد مازندران كما هو
المشهور ثم قال قد يقال ابن سلار طبري ديلمي من بلاد طبرستان المسماة
الآن ببلاد رشت إذ بالبال ان طبرستان يطلق على جميع مازندران وجيلان
ويؤيده ما قيل في وجه التسمية بطبرستان من أنها لكثرة أشجارها في يد
كل واحد من أهلها طبر لقطع الأشجار.
اسمه
حمزة وسالار لقبه كما مر هنا وفي حمزة وقد اشتهر بلقبه ولذلك ذكرناه
هنا.
بعض التوهمات
في الرياض من الغرائب أن بعض الفضلاء قال الشيخ أبو يعلى
حمزة ابن محمد المعروف بسلار وهو ديلمي من تلاميذ المرتضى وله تتمة
الملخص للمرتضى وغيره من تصانيف ومات بعد وفاة المرتضى اه‍ وقد مر
في ترجمة الشريف أبى يعلى حمزة بن محمد الجعفري تحقيق الحال في ذلك
وقال قبل ذلك في ترجمة الشريف المذكور ظني ان ما ذكره بعض الفضلاء
سهو منه فحسبه سلار حيث إنه لما رأى اشتراكهما في كنية أبي يعلى ورأى
في موضع لفظ أبي يعلى وحدة توهم اتحادهما والظاهر أنه هو هذا السيد.
أقوال العلماء فيه
كان متكلما أصوليا فقيها أديبا نحويا ذا شهرة واسعة بين العلماء
يقفون عند أقواله وينقلونها في كتبهم وحسبك ان يكون من أجلة تلاميذ
المفيد والمرتضى وعده السيوطي في طبقاته في جملة النحاة مما دل على اشتهاره
بعلم النحو واضطلاعه به وفي الخلاصة سلار بن عبد العزيز الديلمي أبو
يعلى قدس الله روحه شيخنا المقدم في الفقه والأدب وغيرهما كان ثقة وجها
وفي فهرست منتجب الدين الشيخ أبو يعلى سالار بن عبد العزيز الديلمي
فقيه ثقة له عين له المراسم العلوية أخبرنا به الوالد عن أبيه عنه وفي الرياض
لست أدري كيف لم يصرح منتجب الدين بأنه من تلاميذ المفيد والمرتضى
مع شهرته ولعل هذا ما يوهم التعدد اه‍ ذكره ابن شهرآشوب في المعالم
في باب الكنى ولم يذكره في باب الأسماء فقال أبو يعلى سلار ابن عبد العزيز
الديلمي وفي أمل الآمل اقتصر على نقل ما ذكره منتجب الدين ثم قال
ويأتي سلار وقال هناك الشيخ الجليل أبو يعلى سلار بن عبد العزيز الديلمي
ثقة جليل القدر عظيم الشأن فقيه عالم وقد تقدم بعنوان سالار والأشهر ما
هنا مذكر الشهيد الثاني انه من علماء حلب اه‍ وفي الرياض الشيخ أبو
يعلى سلار بن عبد العزيز الديلمي الطبرستاني الفقيه الجليل الذي يقال فيه
سالار أيضا واسمه حمزة وهو من أجلة تلاميذ المفيد والمرتضى ورئيس
(١٧٠)

القائلين بعدم مشروعية صلاة الجمعة في زمن الغيبة. وفيه عن الشهيد في
بعض مجاميعه انه عد في جملة أسامي الذين قرؤوا على السيد المرتضى أبو
يعلى سلار بن عبد العزيز وقال كان من طبرستان وكان ربما يدرس نيابة عن
السيد وكان فاضلا في علم الفقه والكلام وغير ذلك. وقال ابن داود
سلار بن عبد العزيز وقال كان من طبرستان وكان ربما يدرس نيابة عن
السيد وكان فاضلا في علم الفقه والكلام وغير ذلك. وقال ابن داود
سلار بن عبد العزيز الديلمي أبو يعلى فقيه جليل معظم مصنف من تلاميذ
المفيد والمرتضى وقال السيوطي في الطبقات الكبرى سلار بالتشديد وبالراء
ابن عبد العزيز أبو يعلى النحوي صاحب المرتضى أبو القاسم الموسوي.
وعن بعض تلاميذ الشيخ علي الكركي في رسالته المعمولة في أسامي مشايخ
أصحابنا ومنهم الشيخ سلار أو يعلى بن عبد العزيز صاحب التصانيف
الشاهرة أحد اتباع الثلاثة اه‍ والمراد بالثلاثة المفيد والمرتضى وشخص آخر
لم نعرفه وقال المولى نظام الدين القرشي في نظام الأقوال سالار بن عبد
العزيز الديلمي أبو يعلى هو شيخنا المقدم في الفقه والأدب وغيرهما كان ثقة
وجها. وعن الميرزا محمد الاسترآبادي في حاشية رجاله الكبير الذي اقتصر
فيه على نقل عبارة الخلاصة فقط ما لفظه أبو يعلى سلار بن عبد العزيز لم
يذكر توثيقه غير العلامة ولم يذكره الشيخ والنجاشي مطلقا وذكر توثيقه
الشيخ الجليل الثقة أبو الحسن علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن
بابويه في فهرسته فقال سلار بن عبد العزيز الديلمي فقيه ثقة عين وقد تكرر
في كتب المتأخرين نقل أقواله اه‍ وفي رجال بحر العلوم: قال الشيخ
الفاضل الأديب الطريحي النجفي كان من طبرستان وكان ربما يدرس نيابة
عن السيد المرتضى وحكى أبو الفتح عثمان بن جني قال أدركته وقرأت
عليه وكان من ضعفه لا يقدر على الاكثار من القراءة وكان يكتب الشرح في
اللوح فيقرأ وأبو الصلاح الحلبي قرأ عليه وكان إذا استفتي من حلب يقول
عندكم التقي وأبو الفتح الكراجكي قرأ عليه وهو من ديار مضر وعده
اليوسفي في كشف الرموز من جملة المشايخ الأعيان الذين هم قدوة الامامية
ورؤساء الشيعة اه‍ رجال بحر العلوم وقال أيضا: قال السيد المرتضى في
مفتتح أجوبة المسائل السلارية التي سأله عنها الشيخ أبو يعلى سلار بن عبد
العزيز: قد وقفت على ما أنفذه الأستاذ أدام الله عزه من المسائل وسأل بيان
جوابها ووجدته أدام الله تأييده ما وضع يده في مسائله الاعلى نكتة وموضع
شبهة وانا أجيب عن المسائل معتمدا الاختصار والايجاز من غير اخلال
معهما ببيان حجة أو دفع شبهة ومن الله استمد المعونة والتوفيق والتسديد اه‍
قال وناهيك بهذا النعت له من السيد ولعمري لقد سال هذا الفاضل في
مسائله المذكورة عن أمور عويصة بتحرير متقن سديد يدل على كمال فضله
واقتداره في صنعة الكلام وغيره وقد تعمق السيد الاجل المرتضى بما يعلم
منه مقدار فضيلة السائل وتمهره وتسلطه على العلم وقد كان سؤاله عن ذلك
حال تحصيله على السيد وقراءته عليه فإنه قال في ابتداء المسائل اما نعم الله
على الخلق بدوام بقاء سيدنا الشريف السيد الاجل المرتضى علم الهدى
أطال الله بقاءه وادام علاه وسموه وبسطته وكبت أعداءه وحسدته فالألسن
تقصر عن أداء شكرها والمتن يضعف عن تعاطي نشرها فلا أزال الله عنا
وعن الاسلام ظلله وحرس أيامه من الغير وبعد فمن كان له سبيل إلى القاء
ما يعرض له ويختلج ويعتلج في صدره من الشبه إلى الخاطر الشريف
واستمداد الهدى من جهته فلا معنى لاقامته في ظلمتها والغاية اقتباس نور
الله سبحانه ليقف على الطريق النهج والسبيل الواضح والصراط المستقيم
والخادم وان كان متمكنا من ايراد ذلك في المجلس الأشرف واخذ الجواب
عنه على ما جرت به عادته فإنه سائل الإنعام بالوقوف على هذه المسائل
وايضاح ما أشكل منها لعم النفع بها فيحصل بذلك المبتغى بمجموعة من
الوقوف على الحق وعموم النفع للمؤمنين كافة والتنويه باسم الخادم وبرأي
سيدنا الشريف السيد المرتضى علم الهدى أدام الله قدرته في ذلك وعلوه إن شاء الله
تعالى ثم اخذ في ذكر المسائل اه‍ وعن خط الشهيد الأول: سلار
امره المرتضى بنقض نقض الشافي لأبي الحسن البصري فنقضه وهو أول من
ذكر الشيخ المفيد عند عضد الدولة ولما استدعاه انفذ إليه مركوبا فحضر
ومعه ثلاثمائة نفس يقرؤن عليه اه‍.
مشايخه
١ الشيخ المفيد ٢ السيد المرتضى.
تلاميذ
١ الشيخ أبو علي الطوسي ولد الشيخ الطوسي ٢ منتجب
الدين ابن بابويه كما يفهم من الرياض ٣ جد منتجب الدين الفقيه
الشيخ شمس الاسلام الحسن بن الحسين بن بابويه كما مر في أقوال العلماء
فيه ٤ أبو الكرم المبارك بن فاخر النحوي كما في طبقات السيوطي عن
الصفدي ٥ أبو الفتح عثمان بن جني النحوي ٦ أبو الصلاح الحلبي
٧ أبو الفتح الكراجكي ٨ الشيخ المفيد أبو محمد عبد الرحمن بن
أحمد بن الحسين النيسابوري الخزاعي شيخ الأصحاب ٩ الشيخ المفيد
فقيه الأصحاب بالري ومرجع قاطبة المتعلمين عبد الجبار بن عبد الله
المقري. الرازي ١٠ عبد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه والثلاثة
الأخيرة ذكرهم بحر العلوم في رجاله.
مؤلفاته
١ المراسم العلوية في الأحكام النبوية في الفقه مطبوع وقد يعبر
عنه بالرسالة اختصارا وقد توهم بعضهم التعدد وهو خطا. وفي الرياض
اختصر المحقق جعفر بن سعيد الحلي كتاب المراسم كما سبق في ترجمته وفيه
أيضا يظهر من بحث التسليم من الذكرى انه شرح جماعة رسالة سلار
المراسم وينقل عن بعض شراحها بعض الفوائد ٢ المقنع في المذهب ٣
التقريب التهذيب في أصول الفقه ٤ كتاب الرد على أبي الحسين
البصري في نقض الشافي في الرياض قال الشيخ البهائي في حواشي
الخلاصة وجدت بخط شيخنا الشهيد طاب ثراه ان السيد المرتضى امر
سلارا بنقض نقض الشافي لأبي الحسين البصري فنقضه وقال أيضا فيها
الشافي للسيد المرتضى في نقض الكافي لعبد الجبار وأبو الحسين البصري
كتب نقض الشافي وسلار كتب نقض نقض الشافي ونحوه قال البهائي أيضا
في حواشي فهرس منتجب الدين وفي حاشية النقد ان كتاب الرد على أبي
الحسين البصري كتاب معروف وسبب تصنيفه ان القاضي عبد الجبار
صنف كتابا في ابطال مذهب الشيعة وسماه الكافي ثم صنف أبو الحسين
البصري كتابا في نقض الشافي فرده سلار وفي الرياض: والذي بالبال ان
كتاب القاضي عبد الجبار المعتزلي الذي ألف السيد المرتضى الشافي في
رده اسمه المغني لا الكافي وهو في الإمامة كتاب معروف عند العامة
والخاصة الا ان يكون له اسمان اه‍ قال المؤلف الأمر كما قال من أن
الشافي في رد المغني لا الكافي لكن يوشك ان يكون كتاب أبي الحسين
(١٧١)

البصري اسمه الكافي في نقض الشافي وكتاب سلار اسم لنقض الكافي والله أعلم ٥ التذكرة في حقيقة الجوهر والعرض ٦ أبواب والفصول في
الفقه ٧ المسائل السلارية التي سال عنها الشريف المرتضى.
٥٤٨: سالم
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال مجهول
٥٤٩: سالم أبو رافع مولى ابان كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٥٥٠: سالم بن أبي الجعد
يأتي بعنوان سالم بن أبي الجعد رافع الغطفائي الأشجعي مولاهم.
٥٥١: سالم بن أبي حفصة
يأتي بعنوان سالم بن أبي حفصة زياد أو عبيدة.
٥٥٢: سالم بن أبي سالم
هو سالم بن مكرم الآتي.
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف سابم بن أبي سلمة
الضعيف برواة ابنه محمد عنه وزاد الكاظمي رواية زرارة عنه. وعم جامع
الرواة أنه نقل رواية عبد الرحمن بن أبي هاشم عنه.
٥٥٣: سالم بن أبي سلمة الكندي السجستاني
عن ابن الغضائري ضعيف روايته مختلطة. وقال النجاشي حديثه
ليس بالنقي وان كنا لا نعرف منه إلا خيرا له كتاب اخبرني عدة من
أصحابنا عن جعفر بن محمد حدثني أبي وأخي قالا حدثنا محمد بن يحيى عن
علي بن محمد بن علي بن سعيد الأشعري حدثنا محمد بن سالم بن أبي سلمة
عن أبيه بكتابه وفي الخلاصة روى عنه ابنه محمد لا يعرف وروى عنه غيره
وهو ضعيف وأحاديثه مختلطة وفي التعليقة المستفاد قول النجاشي وان كنا
الخ حسن حاله ولا يقدح عدم نقاوة حديثه لما مر في المقدمات من أنه
ليس من أسباب البدح في العدالة وكذا قول الخلاصة ضعيف لأنه من
ابن الغضائري وفيه مضافا إلى أن مرادهم بالضعيف ليس المعنى المصطلح
اه‍ وفي النقد لا يبعد اتحاده مع سالم بن مكرم الآتي كما يظهر مما مر عن
الفهرست وان كان النجاشي عدهما اثنين اه‍ وهو مبني على أن أبا سلمة
كنية مكرم وستعرف ضعفه.
التمييز
٥٥٤: سالم بن أبي واصل
في التعليقة هو سالم بن شريح الآتي اه‍ وذكره الشيخ في رجاله في
ترجمة ابنه محمد فقال يقال له سالم الحذاء وسالم الأشجعي وسالم بن أبي
واصل وسالم بن شريح. إذا فاكل واحد والعلامة جعله سالم وعن الشيخ
جعله سلم وفي التعليقة الظاهر أنه يعبر بهما وبسلمة أيضا أقول الظاهر أنه
سالم وكتابته سلم ككتابة إسحاق وعثمان وغيرهما.
٥٥٥: سالم الأشجعي
هو سالم بن شريح كما مر في سالم بن أبي واصل وفي التعليقة هو سلمة
سلم بن شريح كما يظهر من ترجمة ابنه محمد أو ابن أبي الجعد المتقدم
لأنه أشجعي.
٥٥٦: سالم الأشل بياع المصاحف
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وهو ابن عبد
الرحمن الآتي.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية منصور بن حازم وعبد الله بن بكير
وإبراهيم بن ميمون عنه.
٥٥٧: الشيخ معين الدين أبو الحسن سالم بن بدران بن سالم بن علي المازني
المصري
هكذا في بعض المواضع وفي بعضها سالم بن بدران بن علي بن معين
الدين سالم المازني المصري.
كان حيا سنة ٦١٩ أو ٦٢٩ وتوفي قبل سنة ٦٧٢ كما يظهر من دعاء
نصير الدين الطوسي المتوفى بذلك التاريخ له بالرحمة.
أورده أمل الآمل في حرف الميم بعنوان معين الدين المصري ظانا ان
ذلك اسمه مع أنه لقبه واسمه سالم باتفاق جميع المترجمين وكذلك لقبه معين
الدين لكن في الرياض انه رأى بخط الشيخ عبد الصمد أخي الشيخ
البهائي في تعليقه على رسالة الفرائض للمحقق نصير الدين الطوسي معز
الدين قال وهو تصحيف منه أو ان النون كتبت بشكل يشبه الزاي اه‍.
أقوال العلماء فيه
هو عالم فاضل فقيه من مشاهير علمائنا واجلاء فقهائنا له أقول
معروف في المواريث اخذ الفقه عن ابن إدريس الحلي واخذ عنه المحقق
الخواجة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي وللطوسي منه
إجازة كتبها له بخطه بعد قراءة الغنية ابن زهرة عليه تاريخها سنة ٦٢٩ وفي
الرياض ٦١٩ وأقواله منقولة في كتب الفقه لا سيما كتب الشهيدين وفي
الفرائض النصيرية وتذكرة العلامة مما دل على جلالته والاعتناء بأقواله
والاهتمام بآرائه. وفي الرياض الشيخ الآكام السعيد الفقيه معين الدين
سالم بن بدران بن علي المصري المازني الفاضل العالم العلامة الجليل المعروف
بالشيخ معين الدين المصري صاحب كتاب التحرير وغيره في الفقه
والمنقولة أقواله وفتاواه في كتب الفقه خصوصا من الشهيد في الدروس في
المواريث وفي شرح الارشاد له وغيره فمن ذلك ما قاله في بحث النية من
كتاب الطهارة خامسها وجوب الجمع بين ما تقدم وبين الأمرين وهو
مذهب أبي الصلاح الحلبي وقطب الدين الراوندي ومعين الدين المصري في
نيات منسوبة إليهما جمعا بين الأقوال وأدلتها وعن العلامة في موضع من
وصايا التذكرة انه قال إن بعض علماء الإمامية وهو معين الدين المصري
رحمه الله سلك في المسائل الدورية طرقا استخرجها وينقل الشهيد الثاني
فتواه في شرح الشرائع في كتاب المواريث وفي الرياض وجدت بخط بعض
(١٧٢)

الأفاضل على ظهر مجالس المؤمنين للقاضي نور الله التستري نقلا عن خط
القاضي المذكور في بعض فوائده هكذا الشيخ الفاضل معين الدين المصري
وهو سالم بن بدران ابن علي المصري المازني قرأ الفقه على الشيخ الفقيه
المدقق الفهامة محمد بن إدريس العجلي الحلي ذكره المحقق الطوسي في
رسالة الفرائض والعلامة في وصايا التذكرة في المسائل الدورية. وفيه أيضا
قال الخواجة نصير الدين الطوسي في رسالة الفرائض في فصل نصيب
ذي القرابتين والقرابات ما صورته ولنورد المثال الذي ذكره شيخنا الامام
السعيد معين الدين سالم بن بدران المصري في كتابه الموسوم بالتحرير وهو:
متوفي خلف ابن عم له من قبل أبي أبيه وهو ابن ابن خال له من قبل أم أمه وهو
ابن بنت خالته من قبل أبي أمه وهو ابن بنت عمته من قبل أم أبيه وابن
بنت عمه له من قبل أمه هما ابنا بنت خاله أيضا من قبل أبي أبيه وثلاث بنات
بنت عمه له من قبل أبي الشخص الأول له أربع قرابات وذلك كما في عم
المتوفي لأبيه كان هو خاله لأمه فولد ابنا وكانت عمته لأمه هي خالته فولدت
بنتا زوجها الابن المذكور فولدت له ابنا فله هذه القرابات الأربع فاجعله
كالأربع وهكذا في أولاد العمة الأخرى الذين هم أولاد الخالة أيضا اه‍. وفي
الرياض انه ينقل مرارا من كتب القاضي النعمان المصري مؤلف كتاب
دعائم الاسلام وغيره اه‍ وفي أمل الآمل في حرف الميم معين الدين المصري
كان عالما فقيها فاضلا نقلوا له أقوالا في كتب الاستدلال.
مشايخه وتلاميذه
علم مما مر أنه قرأ الفقه على ابن إدريس الحلي وفي الرياض يظهر من
إجازة المترجم للخاجة نصير الدين ان المترجم يروي هعن السيد ابن زهرة
الحلبي اه‍ والظاهر أن المراد به صاحب الغنية فإنه الذي يتبادر إليه الاطلاق
ولكن في الروضات انه يروي نجيب الدين يحيى بن أحمد بن سعيد الحلي
عن ابن زهرة معين الدين وفي الرياض قرأ عليه الخواجة نصير الدين الطوسي
وله منه إجازة بتاريخ سنة ٦١٩.
مؤلفاته
له مؤلفات في الفرائض وغيرها وينقل في مؤلفاته كثيرا عن
القاضي نعمان المصري صاحب دعائم الاسلام ١ التحرير في الفقه كما
عبر به بعضهم والمحتوي على احكام المواريث كما عبر به آخر نسبه إليه
المحقق الطوسي في رسالته الفرائض النصيرية وينقل عنه فيها ٢ الأنوار
المضية الكاشفة لأسرار (لاسداف) الرسالة الشمسية في المنطق ٣
الاعتكافية ٤ جواب المسألة المعترض بها على دليل النبوة في الروضات
يرويها نجيب الدين يحيى بن أحمد بن سعيد الحلي عن ابن زهرة عنه
٥ رسالة النيات ٦ رسالة في الفرائض تسمى المعونة في الرياض انها
عنده والظاهر أنها غير التحرير ويحتمل اتحادها معه.
٥٥٨: سالم البراد أو البزاز الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وعن تقريب
ابن حجر: سالم البراد أبو عبد الله الكوفي ثقة من الثانية وعن مختصر
الذهبي صالح. وفي تهذيب التهذيب وضع عليه رمز دس إشارة إلى أنه
اخرج حديثه أبو داود والنسائي وقال سالم الباد أبو عبد الله الكوفي روى
عن ابن مسعود وأبي مسعود وأبي هريرة وابن عمر وعنه عبد الملك بن
عمير وإسماعيل بن أبي خالد والقاسم بن أبي بزة قال ابن معين ثقة وقال أبو
حاتم كان من خيار المسلمين وقال همام عن عطاء ابن السائب حدثني سالم
البراد وكان أوثق عندي من نفسي وقال الاجري عن أبي داود كوفي ثقة
وذكره ابن حبان في الثقات له في أبي داود حديث واحد في صفة الصلاة
قلت وقال ابن خلفون وثقه ابن المديني اه‍.
٥٥٩: سالم البطائني والد علي بن أبي حمزة
وقع في طريق الصدوق في باب فضل التزويج من الفقيه روى عنه
ابن ابنه الحسن بن علي بن أبي حمزة
٥٦٠: سالم التمار
قال الكشي في رجاله: علي بن الحسن حدثنا العباس بن عامر
وجعفر بن محمد عن أبان بن عثمان عن أبي نصير سمعت أبا عبد الله عليه
السلام يقول إن الحكم بن عتيبة وسلمة وكثير النوا المقدام والتمار يعني
سالما أضلوا كثير ممن ضل من هؤلاء وانهم ممن قال الله تعالى ومن الناس
من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين اه‍ وفي منهج المقال
الظاهر أنه ابن أبي حفصة.
٥٦١: سالم بن ثعلبة القيسي
قال ابن الأثير في تاريخه ج ٣ ص ١١٧ في حوادث سنة ٦٣ عند ذكر
حرب الجمل ان عليا ع لما أراد المسير من ذي قار إلى البصرة قال
الا واني راحل غدا فارتحلوا ولا يرتحلن أحد أعان على عثمان بشئ وليغن
السفهاء عني أنفسهم فاجتمع نفر منهم علباء بن الهيثم وعدي بن حاتم
وسالم بن ثعلبة القيسي والأشتر في عدة ممن سار إلى عثمان وجاء معهم
المصريون وابن السوداء فتشاوروا فقالوا ما الرأي وهذا علي وهو والله أبصر
بكتاب الله ممن يطلب قتلة عثمان وأقرب إلى العمل بذلك وهو يقول ما
يقول إلى أن قال فقال الأشتر قد عرفنا رأي طلحة والزبير فينا واما علي
فلم نعرف رأيه إلى اليوم ورأي الناس فينا واحد فان يصطلحوا مع علي
فعلى دمائنا فهلموا بنا نثب على علي وطلحة فنلحقهما بعثمان فتعود فتنة يرضى
منها فيها بالسكون فقال عبد الله بن السوداء بئس الرأي رأيت أنتم يا قتلة
عثمان بذي قار ألفان وخمسمائة أو نحو من ستمائة وهذا ابن الحنظلية يعني
طلحة في نحو من خمسة آلاف بالأشواق إلى أن يجدوا إلى قتالكم سبيلا ثم
ذكر ما أشار به كل واحد من ثم قال وقال سالم بن ثعلبة من كان أراد بما اتى
الدنيا فاني لم أرد ذلك والله لئن لقيتهم غدا لا ارجع إلى شئ واحلف بالله
انكم لتفرقن السيوف فرق قوم لا تصير أمورهم الا إلى السيف اه‍ وفي
هذا الخبر أمور أولا إذا كان علي منع من أن يرتحل معه أحد ممن أعان
على عثمان وهم ألفان وخمسمائة أو ألفان ونحو من ستمائة فكيف جاءوا إلى
البصرة وحضروا القتال ومتى جاءوا وابن الأثير لم يتعرض لذلك ثانيا
الأشتر الذي يقول فيه أمير المؤمنين علي ع كان لي كما كنت لرسول الله
ص كيف يتصور عاقل ان يقول هلموا بنا نثب على علي وطلحة فنلحقهما
بعثمان فتعود فتنة يرضى منا فيها بالسكون وهو كان اتقى لله من أن يحاول
ايقاع الفتنة ثالثا كلام سالم بن ثعلبة يدل على تشيعه لأمير المؤمنين عليه
السلام ونفاذ بصيرته في قتال أعدائه
(١٧٣)

٥٦٢: سالم الجعفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
٥٦٣: سالم الحذاء
هو سالم بن شريح كما مر في سالم بن أبي واصل وفي التعليقة هو
سلمة بن شريح كما يظهر من ترجمة ابنه محمد.
٥٦٤: سالم الحناط أبو الفضل الكوفي
قال النجاشي سالم الحناط أبو الفضل كوفي مولى ثقة روى عن أبي
عبد الله ع ذكره أبو العباس روى عنه عاصم بن حميد
وإسحاق بن عمار له كتاب يرويه صفوان أخبرنا الحسين بن عبد الله حدثنا
أحمد بن جعفر حدثنا حميد بن زياد حدثنا حمدان بن أحمد الفلانسي حدثنا
أيوب بن نوح حدثنا صفوان عن سالم بكتابه وقال الشيخ في رجاله في
أصحاب الصادق ع سالم أبو الفضيل الكوفي الحناط وابن داود
جعلهما اثنين ناقلا عن رجال الشيخ في أصحاب الصادق ع فقال
سلم أبو الفضيل مصغرا بالحاء والنون وسلم أبو الفضل مكبرا الخياط
بالخاء المعجمة والمثناة التحتية اه‍ وقال الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة
اعلم أن كلام الجماعة في هذا الباب قد اختلف كثيرا فالمصنف ذكر سالما
بالألف تبعا للكشي والنجاشي وجعله حناطا بالنون على النسخ المعتبرة
ثم ذكر سلما بغير ألف والحناط بالنون أيضا وجعل كنيته أبو الفضل مكبرا
والنجاشي وافقه في الكنية ولكن جعل اسمه سالما بالألف قبل اللام وأما
الشيخ فذكر في كتابه الرجلين سلم بغير ألف وجعل الحناط النون وكناه أبو
الفضيل مصغرا والاخر الخياط بالخاء ثم المثناة التحتية وكنيته أبو الفضل
مكبرا وتبعه على ذلك ابن داود ولم يذكر سلام بالألف بما يناسب حال
الرجلين المجردين عن الألف ولكن الشيخ ذكر أيضا سلام بن أبي عمرة
الخراساني كما ذكره النجاشي فيمكن ان يكون كما قاله المصنف ان يكون
هو المطلوب والامر ملتبس جدا اه‍ وفي النقد ما وقع في الاخبار سالم كما
ذكره النجاشي والظاهر أنهما واحد قد يكتب بالألف وقد يكتب بغير
الألف اه‍ والصواب الاتحاد وان سالم قد تترك ألفه في الخط اختصارا كما
في إسحاق وهارون وحرث وعثمان وغيرها وهو كثير وأما الفضل
والفضيل والحناط والخياط فأحدهما تصحيف الآخر من النساخ وغيرهم
وذكر الشيخ لهما معا لا يدل على التعدد لما علم من طريقته في رجاله انه
يذكر الشخص الواحد مرارا لاختلاف العنوان أو تعدد النسخ أو غير ذلك
اما سلام بن أبي عمرة وسلام بن غانم فاحتمال اتحادهما مع سالم الحناط لا
وجه له فهما سلام وهذا سالم ومجرد كون ابن غانم حناطا وهذا حناط لا
يقتضي ذلك كما لا يخفى كاتحاد سلام بن أبي عمرة الخراساني مع سالم
الحناط الكوفي فأين سالم من سلام والكوفي من الخراساني فظهر ان الامر لا
التباس فيه فضلا عن أن يكون ملتبسا جدا كما قاله الشهيد الثاني.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف أبو الفضل سالم الحناط الثقة
برواية صفوان وعاصم بن حميد وإسحاق بن عمار عنه.
٥٦٥: سالم بن أبي الجعد رافع الغطفاني الأشجعي مولاهم الكوفي أبو سالم
عن تقريب ابن حجر توفي سنة ٩٦ أو ٩٨ وقيل سنة ١٠٠ أو بعد
ذلك ولم يثبت انه جاوز المائة وقال ابن سعد مات سنة ١٠٠ وقيل ١٠١
وقيل قبل ذلك. وعن أبي نعيم وابن حبان سنة ٩٧ أو ٩٨ وعن ابن
زيري سنة ٩٩ وله ١١٥ سنة وفي تهذيب التهذيب ولا يصح ذلك.
أقوال العلماء فيه
ذكر الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع سالم بن أبي الجعد
وفي أصحاب علي بن الحسين ع سالم بن أبي الجعد الأشجعي
مولاهم الكوفي وفي منهج المقال عند نقل عبارة الشيخ بعد قوله يكنى أبا سالم
زاد مولى عمر بن عبد الله وقد نسب في ذلك إلى الاشتباه فان هذا ليس من
تتمة ترجمة سالم بن أبي الجعد بل هو ابتداء ترجمة أخرى هي سالم مولى
عمر بن عبد الله وفي آخر الخلاصة عن رجال البرقي في خواص علي عليه
السلام سالم وعبيدة وزياد بنو الجعد أشجعيون وفي المنهج الظاهر أن
المراد بنو أبي الجعد اه‍ وذلك لتطابق العبارات على أنهم
بنو أبي الجعد لا بنو الجعد وقال النجاشي في رافع بن سلمة بن زياد بن أبي الجعد
الأشجعي مولاهم انه ثقة من بيت الثقات وعيونهم وهو توثيق عام لبني أبي
الجعد وانما لم يترجم لسالم بخصوصه لأنه ليس له كتاب وكتابه
خاص بالمؤلفين وفي رجال ابن داود سالم بن أبي جعد في رجال الشيخ من
أصحاب علي وهو من خواصه ع اه‍ وفي المنهج عن رجال الشيخ
أيضا في أصحاب الصادق ع سالم بن أبي الجعد الأشجعي
الكوفي عامي قال وهذا يقتضي تغايرهما والظاهر الاتحاد وانه نشأ له هذا
الوهم من سقوط لفظ أبي من العبارة في الخواص ووجد انه كذلك في رجال
العامة اه‍ وهب أنه توهم التغاير فكيف توهم انه من رجال الصادق ع
وعن تقريب ابن حجر سالم بن أبي الجعد رافع الغطفاني الأشجعي مولاهم
الكوفي ثقة وكان يرسل كثيرا من الثالثة وعن جامع الأصول زياد بن أبي
الجعد واسم أبي الجعد رافع الأشجعي مولاهم الكوفي وهو أخو سالم
وعبيد الله وعن مختصر الذهبي عنه منصور الأعمش توفي سنة مائة ثقة وفي
طبقات ابن سعد كان ثقة كثير الحديث. وروى بسنده عن منصور كان
سالم إذا حدث حدث فأكثر وكان إبراهيم إذا حدث جزم فقلت لإبراهيم
فقال إن سالما كان يكتب وعن المقدسي سالم بن أبي الجعد واسمه رافع
الأشجعي مولاهم الكوفي وهو أخو عبيد وزياد وعمران ومسلم بنو أبي
الجعد سمع جابر بن عبد الله والنعمان بن بشير وغيرهما روى عنه الأعمش
قال أبو نعيم مات سنة ٧ أو ٨ و ٩٠ في ولاية سليمان بن عبد الملك اه‍
وعده ابن رستة في الأعلاق النفيسة من الشيعة وفي ميزان الذهبي وضع
عليه رمز م خ إشارة إلى أنه اخرج حديثه مسلم والبخاري وقال سالم بن
أبي الجعد من ثقات التابعين لكنه يدلس ويرسل وقال احمد لم يسمع من
ثوبان ولم يلقه في تهذيب التهذيب بينهما معدان بن أبي طلحة. قلت
حديثه عن النعمان بن بشير وعن جابر في الصحيحين وحديثه في البخاري
عن عبد بن عمرو وعن ابن عمر وحديثه عن علي في سنن النسائي وأبي داود
اه‍. وفي تهذيب التهذيب سالم بن أبي الجعد رافع الأشجعي مولاهم
الكوفي قال ابن معين وأبو زرعة والنسائي ثقة وقال العجلي ثقة تابعي وقال
إبراهيم الحربي مجمع على ثقته اه‍.
(١٧٤)

من اخباره
في طبقات ابن سعد الفضل بن دكين حدثنا قيس عن عطاء بن
السائب ان علقمة والأسود وابن نضيلة وابن معقل رخصوا لسالم بن أبي
الجعد ان يبيع ولاء مولى له من عمرو بن حريث بعشرة آلاف يستعين بها
على عبادته.
من روى عنهم ومن رووا عنه
في تهذيب التهذيب روى عن ثوبان وزياد بن لبيد وعلي بن أبي طالب
وأبي برزة وأب سعد وأبي هريرة وابن عمر وابن عباس وجابر وانس وأبي
امامة وغيرهم ثم حكى ما يوجب التشكيك في روايته عن بعض هؤلاء
وعنه ابنه الحسن والحكم بن عتيبة وعمرو بن دينار وعمرو بن مرة وقتادة
وأبو إسحاق السبيعي والأعمش وعمار الذهني ومنصور بن المعتمر وغيرهم
اه‍ وفي طبقات ابن سعد روى عنه اخوته عبيد وعمران وزياد ومسلم.
اخوته
في طبقات ابن سعد ١ اخوه عبيد بن أبي الجعد وقد روى عنه
أيضا وكان قليل الحديث ٢ أخوهما عمران بن أبي الجعد وقد روى عنه
٣ أخوهم زياد بن أبي الجعد وقد روى عنه ٤ أخوهم مسلم بن أبي
الجعد وقد روى عنه. وقالوا كان ستة بنين لأبي الجعد فكان اثنان منهم
يتشيعان واثنان مرجئان واثنان يريان رأي الخوارج فكان أبوهم يقول لهم
اي بني لقد خالف الله بينكم اه‍ ٥ عبد الله كما مر عن جامع الأصول
٦ يمكن ان يكون عبيدة ففي بعض المواضع ذكر عبيد وفي بعضها عبيدة
فيمكن كونهما اثنين. وما مر عن رجال البرقي يقتضي ان يكون المتشيعين
منهم ثلاثة لا اثنين.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف سالم بن أبي الجعد برواية
يعقوب بن يزيد وزرارة عنه. وفي تهذيب التهذيب روى عن ثوبان وزياد بن
لبيد وعلي بن أبي طالب وأبي برزة وأبي سعيد وأبي هريرة وابن عمر وابن
عباس وابن عمرو بن العاص وجابر وانس وأبي امامة وغيرهم وعنه ابنه
الحسن والحكم بن عتيبة وعمرو بن دينار وعمرو بن مرة وقتادة وأبو
إسحاق السبيعي والأعمش وأبو حصين حسين بن عثمان وحصين بن
عبد الرحمن وعثمان ابن المغيرة وعمار الدهني ومنصور ابن المعتمر
وموسى بن المسيب وغيرهم.
٥٦٦: الشيخ سالم بن رجب النجفي
شاعر أديب أوردت له أبياتا في مسودة الكتاب والظاهر اني نقلتها من
كتاب نشوة السلافة المخطوطة الذي رأيته في النجف عام ١٣٥٢ في مكتبة
الشيخ محمد السماوي قال في الشيب:
أبصرت ذيل لمة كفها الشيب * فأبدت تبسما في انقباض
وأشابت سود الهدوب بدمع * مستهل من الصحاح المراض
قلت يفديك طارف وتليد * من مشيب وفاحم فضفاض
غير مستنكر من الجون جعد * تتهادى أعطافه في بياض
وله:
رأت طالعا للشيب حل بعارضي * فقلت بريد للمشيب ورائد
فيا عجبا يستوسط الجمع واحد * ضعيف وسلطان الشبيبة شاهد
٥٦٧: سالم بن أبي حفصة زياد أو عبيدة العجلي
مولاهم أبو يونس أو أبو الحسن الكوفي
قال الشيخ والنجاشي مات سنة ١٣٧ وفي تهذيب التهذيب عن
الصريفيني مات قريبا من سنة ١٤٠.
واختلفوا في اسم أبيه أبي حفصة فقال الشيخ في رجاله اسم أبيه
عبيدة وقال النجاشي اسم أبيه زياد.
كنيته في طبقات ابن سعد يكنى أبا يونس وقال الشيخ في رجاله
كنيته أبو يونس وقيل كنيته أبو الحسن وقال النجاشي يكنى أبا الحسن وأبا
يونس وفي ذيل المذيل كان سالم بن أبي حفصة يكنى أبا يونس.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع فقال سالم بن
أبي حفصة مولى بني عجل من الكوفة كنيته أبو يونس واسم أبيه عبيدة وقيل
كنيته أبو الحسن مات سنة ١٣٧ وفي أصحاب الباقر ع سالم بن أبي
حفصة وفي أصحاب الصادق ع سالم بن أبي حفصة العجلي الكوفي
مات سنة ١٣٧ وقال النجاشي سالم بن أبي حفصة مولى بني عجل كوفي
روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله ع يكنى أبا
الحسن وأبا يونس واسم أبي حفصة زياد مات سنة ١٣٧ في حياة أبي عبد الله
عليه السلام له كتاب أخبرنا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن يحيى
حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن زياد عن سالم بن أبي حفصة
بكتابه وفي الخلاصة سالم بن أبي حفصة لعنه الصادق ع وكذبه
وكفره وفي رجال ابن داود سالم بن أبي حفصة ذكره الشيخ في رجاله في
أصحاب الباقر ع وقال الكشي زيدي بتري كان يكذب على أبي
جعفر ع ولعنه الصادق ع قال المؤلف ليس في الأخبار الآتية انه
لعنه وكفره ولم اطلع على غيرها وقال الكشي في سالم بن أبي حفصة.
محمد بن إبراهيم حدثني محمد بن علي القمي حدثنا عبد الله بن محمد بن
عيسى عن ابن أبي عمير عن هشام عن زرارة عن سالم بن أبي حفصة
دخلت على أبي عبد الله ع فقلت له عند الله نحتسب مصابنا
برجل كان إذا حدث قال قال رسول الله ص فقال أبو عبد الله ع
قال الله تعالى ما من شئ الا وقد وكلت به غيري إلا الصدقة فاني أتلقفها
بيدي تلقفا حتى أن الرجل والمرأة ليتصدق أحدهما بتمرة أو بشق تمرة فأربيها
كما يربي الرجل فلوه أو فصيله فتلقاه يوم القيامة وهي مثل جبل أحد أو
أعظم من أحد اه‍ قلت كأنه يريد بالرجل زيد بن علي إذ يفهم من
الأخبار انه كان زيديا بتريا وكان قول سالم كان إذا حدث الخ فيه تعريض
بالصادق ع فاجابه الصادق ع بأنه إذا كان يقول قال رسول
الله ص فانا أحدث عن الله والله أعلم. والله تعالى محيط بكل شئ
موكول إليه كل شئ وكون غير الصدقة قد وكل به غيره والصدقة يتولاها
بنفسه كناية عن عظم ثواب الصدقة والله تعالى منزه عن الجسمية وعن
الأعضاء وكونه يتلقف الصدقة بيده ويربيها كناية أيضا عن عظم ثوابها
كقوله تعالى يد الله فوق أيديهم الذي هو كناية أيضا محمد بن مسعود
حدثني علي بن محمد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي بصير عن
(١٧٥)

الحسين بن موسى عن زرارة: لقيت سالم بن أبي حفصة فقال لي ويحك يا
زرارة ان أبا جعفر قال لي اخبرني عن النخل عندكم بالعراق ينبت قائما أو
معترضا فأخبرته انه ينبت قائما قال اخبرني عن تمركم حلو هو وسألني
عن السفن تسير في الماء أو في البر فوصفت له انها تسير في البحر
ويمدونها الرجال بصدورهم أفأئتم بامام لا يعرف هذا فدخلت
الطواف وانا مغتم لما سمعت منه فلقيت أبا جعفر ع فأخبرته بما
قال لي فلما حاذينا الحجر الأسود قال اله عن ذكره فإنه لا يؤول إلى خير ابدا
قال المؤلف هذا الحديث ان صح دل على سخافة عقل سالم فضلا عن
رقة دينه بنسبته إلى الباقر ع ما لا يمكن ان يصدر من صغار
الصبيان فضلا عن باقر علوم جده رسول الإنس والجان وكان بامكانه ان
ينسبه إلى ما يمكن ان يروج عند الناس انه قاله محمد بن مسعود حدثني
علي بن الحسن حدثني العباس بن عامر وجعفر بن محمد بن حكيم عن
أبان بن عثمان عن أبي بصير: قيل لأبي عبد الله ع وانا عنده ان
سالم بن أبي حفصة يروي عنك انك تتكلم عن علي سبعين وجها لك
من كلها المخرج فقال ما يريد سالم مني أيريد ان أجئ بالملائكة فوالله ما
جاء بها النبيون ولقد قال إبراهيم اني سقيم والله ما كان سقيما وما كذب
ولقد قال إبراهيم بل فعله كبيرهم هذا وما فعله وما كذب ولقد قال يوسف
انكم لسارقون والله ما كانوا سارقين وما كذب اه‍ وذلك أن هذه الألفاظ
كانت تورية فقد قيل في تأويله ان إبراهيم ع نظر في النجوم فاستدل بها
على وقت حمى كانت تعتاده وان قوله بل فعله كبيرهم معلق على قوله ان
كانوا ينطقون أو انه اخرج مخرج الخبر وليس بخبر انما هو إلزام يدل عليه
الحال فكأنه قال ما تنكرون ان يكون فعله كبيرهم هذا والالزام يأتي تارة
بلفظ السؤال وتارة بلفظ الامر وتارة بلفظ الخبر وربما يكون أحد هذه
الأمور أبلغ فيه ووجه الالزام ان هذه الأصنام ان كانت آلهة كما تزعمون
فإنما فعل بهم ذلك كبيرهم لان غير الاله لا يقدر ان يكسر الالهة وامارة انه
فعله ان كان إلها وجود الفأس في عنقه وان ما جاء في قصة يوسف من قول
انكم لسارقون لم يكن من قول يوسف ولا بأمره أو انه عنى به انكم سرقتم
يوسف من أبيه وألقيتموه في الجب. ابن مسعود حدثني علي بن الحسن عن
جعفر بن محمد بن حكيم وعباس بن عامر عن أبان بن عثمان قال سالم بن
أبي حفصة كان مرجئا. وجدت بخط جبرئيل بن أحمد حدثني العبيدي عن
محمد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن فضيل الأعور حدثني
أبو عبيدة الحذاء أخبرت أبا جعفر ع بما قال سالم بن أبي حفصة
في الإمامة فقال سالم يا ويل سالم ما يدري سالم ما منزلة الامام ان منزلة الامام
أعظم مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون. حمدويه وإبراهيم حدثنا أيوب بن
نوح عن صفوان حدثني فضيل الأعور عن أبي عبيدة الحذاء قلت لأبي جعفر
عليه السلام ان سالم بن أبي حفصة يقول لي ما بلغك انه من مات وليس له
امام فميتته ميتة جاهلية فأقول بلى فيقول من امامك فأقول أئمتي آل محمد
ص فيقول والله ما أسمعك عرفت إماما قال أبو جعفر ع ويح
سالم وما يدري سالم ما منزلة الامام يا زياد منزلة الامام أعم وأفضل مما
يذهب إليه سالم والناس أجمعون وحكي عن سالم انه كان مختفيا من بني أمية
بالكوفة فلما بويع أبو العباس خرج من الكوفة محرما فلم يزل يلبي لبيك
قاصم بني أمية لبيك حتى أناخ بالبيت. ثم في ترجمة سلمة بن كهيل وأبي
المقدام وسالم بن أبي حفصة وكثير النوا: سعد بن جناح الكشي حدثني علي
بن محمد بن يزيد القمي عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد
عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن عثمان الرواسي عن سدير دخلت على
أبي جعفر ع ومعي سلمة بن كهيل وأبو المقدام ثابت الحداد وسالم بن أبي
حفصة وكثير النوا وجماعة معهم وعند أبي جعفر اخوه زيد بن علي عليه
السلام فقالوا لأبي جعفر ع كلاما فالتفت إليهم زيد بن علي فقال
لهم أتبرؤون من فاطمة بترتم أمرنا بتركم الله فيومئذ سموا البترية.
أقوال غيرنا فيه
عن مختصر الذهبي شيعي لا يحتج بحديثه وعن تقريب ابن حجر
صدوق في الحديث إلا أنه شيعي غال وفي ميزان الذهبي وضع عليه ر. ز
ت إشارة إلى أنه اخرج حديثه الترمذي وقال: سالم بن أبي حفصة
العجلي الكوفي قال الفلاس ضعيف مفرط في التشيع ووثقه ابن معين.
النسائي ليس بثقة. ابن عدي عيب عليه الغلو وأرجو انه لا باس به.
محمد بشير العبدي رأيت سالم بن أبي حفصة أحمق وذا لحية طويلة يا لها من
لحية وهو يقول وددت اني كنت شريك علي ع في كل ما كان
فيه. الحميري حدثنا جرير بن عبد الحميد رأيت سالم بن أبي حفصة وهو
يطوف بالبيت وهو يقول لبيك مهلك بني أمية رواه محمد بن حميد عن جرير
وزاد فاجازه داود بن علي بألف دينار وقال ابن عيينة سمعت سالم بن أبي
حفصة يقول كان الشعبي إذا رآني قال:
يا شرطة الله قعي وطيري * كما تطير حبة الشعير
قال سالم يسخر بي ورواه ابن سعد في الطبقات ج ٦ ص ٢٣٤ إلى
آخر البيت أقول الشعبي كان منحرفا عن أهل البيت وكان قاضيا لبني
أمية وكان على خاتم سليمان بن عبد الملك وهو الذي قال للحارث الأعور
الهمداني إن حب علي بن أبي طالب لا ينفعك كما أن بغضه لا يضرك
وشرطة الله كذلك كان يسميها المختار وأراد الهزء بها في هذا الشعر وهو يدل
على أن جده في أمر المختار في أوله لم يكن حبا للأخذ بثار أهل البيت بل
لأمر في نفسه فلما رأى الدنيا مع بني أمية مال إليهم. قال الذهبي في الميزان
وقال ابن عيينة قال عمرو بن ذر لسالم بن أبي حفصة أنت قتلت عثمان
فخرج فجزع وقال انا قال نعم أنت ترضى بقتله. وقال حسين بن علي
الجعفي رأيت سالم بن أبي حفصة طويل اللحية أحمق وهو يقول لبيك قاتل
نعثل لبيك. مهلك بني أمية لبيك وقال علي بن المديني سمعت جريرا
يقول تركت سالم بن أبي حفصة لأنه كان خصما للشيعة وقال علي فما ظنك
بمن تركه جرير وقال ابن عيسى فما ظنك بمن كان عند جرير يغلو يعني ان
جريرا فيه تشيع أقول لعل كونه خصما للشيعة باعتبار انكاره امامة جملة
من أئمة أهل البيت ويفهم من كلام ابن عيسى ان سببه الغلو قال
الذهبي: محمد بن طلحة بن مصرف عن خلف بن حوشب عن سالم بن
أبي حفصة وكان من رؤوس من ينتقص الشيخين. وقد روي أن سالما كان
إذا حدث بدأ بفضائلهما فالله أعلم. قلت والثاني مقتضى كونه بتريا. ابن
فضيل عن سالم بن أبي حفصة عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا من
أحب الحسن والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني اه‍ وفي ذيل
المذيل للطبري وطبقات ابن سعد ج ٦ ص ٢٤٣ سالم بن أبي حفصة كان
يتشيع تشيعا شديدا فلما كانت دولة بني هاشم وحج داود بن علي تلك السنة
بالناس وهي سنة ١٣٢ وحج سالم بن أبي حفصة تلك السنة فدخل مكة
لبيك لبيك مهلك بني أمية لبيك وكان رجلا مجهرا فسمعه داود بن علي
(١٧٦)

فقال من هذا قالوا سالم بن أبي حفصة وأخبر بأمره ورأيه اه‍ وفي تهذيب
التهذيب وضع عليه علامة بخ ت إشارة إلى أنه اخرج حديثه البخاري
والترمذي ثم قال سالم بن أبي حفصة العجلي أبو يونس الكوفي قال عمرو بن
علي ضعيف الحديث يفرط في التشيع. عن أحمد بن حنبل كان شيعيا ما
أظن به بأسا في الحديث وهو قليل الحديث. وعن ابن معين شيعي ثقة.
أبو حاتم هو من عتق الشيعة يكتب حديثه ولا يحتج به. ابن عدي عامة ما
يرويه في فضائل أهل البيت وهو من الغالين في متشيعي أهل الكوفة انما
عيب عليه الغلو فيه واما أحاديثه فأرجو انه لا باس به قال ابن حجر قال
الجوزجاني زائغ وبالغ فيه كعادته في أمثاله وهو يدل على تحامل الجوزجاني
على الشيعة وانه لا عبرة بقدحه فيهم وقال العقيلي ترك لغلوه وبحق ترك
وقال العجلي ثقة وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالقوي عندهم وقال ابن حبان
يقلب الاخبار ويهم في الروايات اه‍ فتلخص انه زيدي بتري مرجئ
يكذب على الأئمة ع بذلك تركه أصحابنا.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب سالم المشترك بين ثقة وغيره
ويمكن استعلام انه ابن أبي حفصة الكذاب برواية يعقوب بن يزيد وزرارة
عنه. وفي ميزان الذهبي: رأى ابن عباس وروى عن الشعبي وطائفة وزيد
في تهذيب التهذيب روى عن أبي حازم الأشجعي وزاذان الكندي وعطية
العوفي ومحمد بن كعب القرظي ومنذر الثوري وعنه السفيانان ومحمد بن
فضيل وفي تهذيب التهذيب وإسرائيل.
٥٦٨: سالم بن سبرة الهمداني
في ميزان الذهبي انه ابن بريدة مجهول وفي لسان الميزان ذكره ابن
حبان في الثقات وقال يروي عن علي روى عنه أهل الكوفة قلت وهو من
ولد الجارود بن أبي ميسرة روى أيضا عن عبد الله بن عمرو بن العاصي
وابن عباس ووفد رسولا على معاوية من زياد وذكر البلاذري ان زيادا
استقصاه على البصرة قال المؤلف هو مظنون التشيع لكونه من همدان
المعروفين بذلك ولروايته عن علي وربما فهم من قول ابن حبان يروي عن علي
بصيغة المضارع كثرة روايته عنه وكذلك رواية أهل الكوفة المعروفين
بالتشيع عنه ولا ينافي ذلك وفوده على معاوية رسولا من زياد واستقصاء زياد
له على البصرة وربما كان يخفي تشيعه.
٥٦٩: سالم بم سعيد الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٥٧٠: سالم بن سلمة أبو خديجة الرواجني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي رجال
ابن داود سالم بن سلمة أبو خديجة الرواجني ذكره الشيخ في رجاله في
أصحاب الصادق ع مهمل وقال الكشي ثقة ثقة قال هذا غير
سالم بن مكرم وذاك أيضا أبو خديجة وهو الجمال مولى بني أسد ذاك من
الضعفاء اه‍. وفي النقد لم أجده في رجال الكشي ولا النجاشي أصلا نعم
ذكر النجاشي سالم بن مكرم وقال ثقة ثقة كما سننقله اه‍ وفي منهج المقال لا
يخفى انا لم نجد في الكشي ولا في النجاشي الا ابن مكرم وان كلام
الكشي مع كونه في ابن مكرم لا يفيد تأكيد التوثيق بل ولا التوثيق وأما
النجاشي فإنه وإن كان في كلامه ذلك إلا أنه في ابن مكرم والنسخ متفقة في
علامة الكشي والله أعلم اه‍ أقول عادة ابن داود ان يذكر الكشي بدل
النجاشي ولذلك قال صاحب النقد لم أجده في الكشي والنجاشي وكذا
صاحب المنهج مع اتفاق النسخ على علامة الكشي والكشي نقل عن
محمد بن مسعود انه سال علي بن الحسن عن سالم بن مكرم انه ثقة فقال
صالح ولذلك قال صاحب المنهج ان كلام الكشي في ابن مكرم لا يفيد
التوثيق فان قوله صالح غايته الحسن فقد وقع خلل في رجال ابن داود من
وجوه أولا انه ليس في رجال الكشي ولا النجاشي إلا ابن مكرم ثانيا
ان كلام الكشي مع كونه في ابن مكرم لا يفيد التوثيق فضلا عن تأكيده أنما
ذلك في كلام النجاشي في ابن مكرم وابن داود قد كثر في كلامه ابدال
النجاشي بالكشي وفي منهج المقال النسخ متفقة هنا في علامة الكشي
ثالثا كون ابن مكرم من الضعفاء ينافيه توثيق النجاشي له مكررا وهذا
من أغلاط رجال ابن داود الذي قيل إن فيه أغلاطا.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن معرفة سالم بن سلمة
الضعيف برواية محمد بن سالم بن أبي سلمة عن أبيه عنه وفي نسخة وبرواية
زرارة عنه.
٥٧١: سالم بن شريح الأشجعي الحذاء
ذكره الشيخ في رجاله في ترجمة ابنه محمد كما مر في سالم بن أبي واصل
وفي التعليقة سالم بن شريح هو سلم كما يظهر من ترجمة ابنه محمد اه‍ وقد
عرفت اتحاد سلم وسالم كهرون وهارون.
٥٧٢: الشيخ سالم الطريحي
يأتي بعنوان سالم بن محمد علي.
٥٧٣: سالم بن عبد الرحمن الأشل
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند
عنه اه‍ وهو سالم الأشل المتقدم انه من أصحاب الباقر ع وقال
النجاشي في ابنه عبد الرحمن ان سالما كان بياع المصاحف وان عبد
الرحمن أخو عبد الحميد ووثقه العلامة في الخلاصة عند ذكر ابنه عبد
الرحمن سالم وفي النقد وثقه ابن الغضائري عند ترجمة ابنه عبد الرحمن بن
سالم فلاحظها اه‍ فالظاهر أن العلامة اخذ توثيقه من ابن الغضائري وكان
صاحب المنهج لم يطلع على توثيق ابن الغضائري فلذلك قال بعد نقل توثيق
العلامة لكن النجاشي لم يوثقه كالمشير إلى الاعتراض على العلامة.
٥٧٤: سالم بن عبد الله أبو محمد الحناط الكوفي
٥٧٥: سالم بن عبد الله الأزدي الجصاص أو الخواص الكوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٥٧٦: سالم بن عبد الواحد المرادي الأنعمي أبو العلاء الكوفي
الأنعمي بضم العين المهملة نسبة إلى أنعم اسم رجل.
عن تقريب ابن حجر مقبول كان شيعيا من السادسة. وفي ميزان
الذهبي: سالم بن العلاء أبو العلاء المرادي وقيل سالم بن عبد الواحد عن
(١٧٧)

ربعي بن خراش وعطية العوفي وعنه يعلى بن عبيد وجماعة ضعفه ابن معين
والنسائي قال أبو حاتم يكتب حديثه اه‍ وفي تهذيب التهذيب سالم بن عبد
الواحد المرادي الأنعمي أبو العلاء الكوفي روى عن الحسن وربعي بن
خراش وعمرو بن هرم وعطية العوفي وعنه مروان بن معاوية ووكيع
ومحمد بن عبيد وغيرهم. الدوري عن ابن معين ضعيف الحديث. أبو
حاتم يكتب حديثه. الاجري عن أبي داود كان شيعيا قلت كيف هو قال
ليس لي به علم. ابن عدي حديثه ليس بالكثير. ذكره ابن حبان في
الثقات له في الترمذي حديث واحد في المناقب. العجلي ثقة الطحاوي مقبول
الحديث اه‍.
٥٧٧: الشيخ سديد الدين سالم بن عزيزة الحلي
يأتي بعنوان سالم بن محفوظ ابن عزيزة بن وشاح السواري الحلي.
٥٧٨: سالم العطار خادم مولى أبي عبد الله ع
٥٧٩: سالم بن عطية أبو عبد الله مولى لبني هلال كوفي
٥٨٠: سالم بن عمار الصائدي الهمداني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٥٨١: سالم بن عمرو بن عبد الله مولى بني المدينة الكلبي
بنو المدينة بطن من كلب قضاعة والمدينة أمهم أم ولد حبشية غلبت
عليهم.
قال بعض المعاصرين ممن لا يعتمد على ضبطه ثقلا عن أصحاب
السير انه كان كوفيا شجاعا شيعيا خرج مع مسلم فقبض عليه بعد شهادة
مسلم فأفلت واختفى عند قومه فلما سمع بنزول الحسين ع كربلا خرج
إليه فاستشهد معه اه‍ والذي في زيارة الشهداء السلام على سالم مولى بني
المدينة الكلبي.
٥٨٢: سالم بن الفضيل
عنه صفوان بن يحيى عن أبي عبد الله ع في الفقيه في باب العمرة
المبتولة. ويحتمل ان يكون هو سالم الحناط أبو الفضل أو الفضيل وأبدل أبو
بابن من النساخ بقرينة ان الحناط يروي عنه صفوان ويروي هو عن أبي
عبد الله ع.
٥٨٣: الشريف سالم بن قاسم بن مهنا بن الحسين بن مهنا بن داود بن القاسم بن
عبيد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر حجة الله بن عبد الله بن
الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي
طالب ع الحسيني أمير المدينة.
توفي حوالي سنة ١٠٦.
في صبح الأعشى ج ٤ ص ٣٠٠ ولي إمرة المدينة بعد موت أبيه سنة
٥٣٣ قال السلطان عماد الدين صاحب حماه في تاريخه وكان مع السلطان
صلاح الدين يوسف بن أيوب في فتوحاته يتبرك به ويتيمن بصحبته ويرجع
إلى قوله وبقي إلى أن حضر إلى مصر للشكوى من قتادة فمات في الطريق
قبل وصوله إلى المدينة وفي تاريخ أبي الفدا ج ٣ ص ١٠٦ في سنة ٦٠١
كانت الحرب بين الأمير قتادة الحسني أمير مكة وبين الأمير سالم بن قاسم
الحسيني أمير المدينة وكانت الحرب بينهما سجالا وفي تاريخ ابن الأثير في
حوادث سنة ٦٠١ في هذه السنة كانت الحرب بين الأمير الحسني أمير مكة
وبين الأمير سالم بن قاسم الحسيني أمير المدينة ومع كل واحد منهما جمع كثير
فاقتتلوا قتالا شديا وكانت الحرب بذي الحليفة بالقرب من المدينة وكان قتادة
قد قصد المدينة ليحصرها ويأخذها فلقيه سالم بعد أن قصد الحجرة على
ساكنها الصلاة والسلام فصلى عندها ودعا وسار فلقيه فانهزم قتادة وتبعه سالم
إلى مكة فحصره بها فأرسل قتادة إلى من مع سالم من الامراء فأفسدهم عليه
فمالوا إليه وحالفوه فلما رأى سالم ذلك رحل عنه عائدا إلى المدينة وعاد امر
قتادة قويا اه‍ ولا شك انه أفسدهم عليه بالمال وما شابهه ويستفاد من الجمع
بين ذلك وبين ما تقدم عن صبح الأعشى من أن سالما ذهب إلى مصر
للشكوى من قتادة فمات قبل وصوله للمدينة ان وفاته كانت حوالي ٦٠١.
٥٨٤: شرف الدولة سالم بن قريش
هو من الامراء الذين كانوا بنواحي حلب والجزيرة ولا يحضرني الآن
شئ من ترجمته لغياب كتبي عني وفي شذرات الذهب ج ٣ ص ٣٤٤ ان
أبا الفتيان بن حيوس الأمير مصطفى الدولة محمد بن سلطان بن محمد بن
حيوس بن محمد بن المرتضى بن محمد بن القاسم بن عثمان المتوفى سنة
٧٤٣ له في المترجم بيت مفرد وهو:
أنت الذي نفق الثماء بسوقه * وجرى الندى بعروقه قبل الدم
٥٨٥: سالم بن قهازويه
قهازويه بقاف وهاء وألف وزاي وواو وياء مثناة تحتية وهاء كذا في
أمل الآمل في نسخة مخطوطة نقلت عن خط المؤلف وفي النسخة المطبوعة
قهاوريه بالراء وفي الرياض نقلا عن الأمل قبادويه بياء موحدة ودال وهو
تصحيف من النساخ وهو اسم فارسي لا اعرف معناه.
في أمل الأمل فاضل جليل القدر يروي الصحيفة الكاملة عن بهاء
الشرف بالسند المذكور في أولها.
٥٨٦: شمس الدولة سالم بن مالك بن بدران بن المقلد بن المسيب العقيلي.
توفي سنة ٥١٩.
هو من أمراء بني عقيل الذين كانوا بحلب ونواحيها قال ابن الأثير في
حوادث سنة ٤٧٩: كان تاج الدولة تتش السلجوقي صاحب دمشق قد
سار طالبا حلب فملك المدينة وأما القلعة فكان بها سالم بن مالك بن بدران
وهو ابن عم شرف الدولة مسلم بن قريش العقيلي فأقام تتش يحصر
القلعة سبعة عشر يوما فبلغه الخبر بوصول مقدمة أخيه السلطان ملكشاه
فرحل عنها ثم إن السلطان ملكشاه ملك مدينة حلب وسلم إليه سالم بن
مالك القلعة على أن يعوضه عنها قلعة جعبر وكان سالم قد امتنع بها أولا
فامر السلطان ان يرمي إليه راشقا واحدا بالسهام فرمى الجيش فكادت
الشمس تحتجب لكثرة السهام فصانع عنها بقلعة جعبر فبقيت بيده وبيد
أولاده إلى أن اخذها منهم نور الدين محمود بن زنكي وفي حوادث سنة ٢٠٥
ان جاولي سقاوو السلجوقي أطلق القمص الفرنجي الذي كان محبوسا
بالموصل نحو خمس سنين وسيره إلى قلعة جعبر وسلمه إلى صاحبها سالم بن
مالك وسار جاولي إلى الرحبة واتاه أبو النجم بدران وأبو كامل منصور ابنا
سيف الدولة صدقة بن مزيد وكانا بعد قتل أبيهما بقلعة جعبر عند سالم
(١٧٨)

ابن مالك فتعاهدوا على المساعدة والمعاضدة ووعدهما جاولي ان يسير معهما
إلى الحلة فوصل إليهم وهم على هذا العزم الاصبهبذ صباوو وقد اقطعه
السلطان الرحبة فأشار على جاولي بقصد الشام لخلو بلاده من الأجناد
واستيلاء الفرنج على كثير منها وعدم قصد العراق لان السلاطين بها أو قريبا
منها فقبل قوله واصعد عن الرحبة فجاءته رسل سالم بن مالك صاحب قلعة
جعبر يستغيث به من بني نمير وكانت الرقة بيد ولده علي بن سالم فوثب
جوشن النميري فقتل عليا وملك الرقة واتى جاولي الرقة فصالحه بنو نمير على
مال فرحل عنهم إلى حلب فاستنجد سالم بن مالك جاولي وسأله ان يرحل
إلى الرقة ويأخذها ووعده بما يحتاج إليه فقصد الرقة وحصرها سبعين يوما
فضمن له بنو نمير مالا وخيلا فأرسل إلى سالم انني في امر أهم من هذا وانا
عازم على الانحدار إلى العراق فان تم أمري فالرقة وغيرها لك ولا اشتغل عن
هذا المهم بحصار خمسة نفر من بني نمير.
٥٨٧: القاضي سالم بن محمد الدرمكي
ذكره صاحب حدائق الأفراح في أذكياء عمان فقال: القول فيه انه
أشعر أهل عصره وخاتمة بلغاء قطره ملك أزمة البراعة واللسان وظفر بكل
معنى رائق حسن اجتمعت به غيرة مرة لاستنشاق ارج أنفاسه في خميلة ارض
هيم مسقط رأسه فوجدته سالما من الفظاظة كاسمه متحليا بحلية الفضل
اللامع نوره من محاسن نثره ونظمه فمن شعره قوله من قصيدة ارسل بها إلي
متشوقا وانا إذ ذاك باليمن الميمون:
وذكرك في قلبي يلذ وفي فمي * كأني أحسو من تذكرك الشهداء
نأيت فمن جفني نأى بعدك الكرى * فهل كنتما وكلتما للنتوى وعدا
فيا احمد المحمود طبعا إلى متى * بأفعالك الحسنى تعلمني الحمدا
لقد ندعنك السوء يا ابن محمد * ودمت كريما لا نصيب له ندا
وقوله من قصيدة يمدح بها السيد النبيل محمد بن خلفان الوكيل:
نفسي فدى الألف الذي صار بي * بروا ما عانيت منه جفا
شمائل راقت ورقت له * فمنه ما أحلى وما ألطفا
كأنه في حسن أخلاقه * لنجل خلفان الوكيل اقتفى
يجود بالمال ويسطو فكم * امن من قوم وكم خوفا
وما اتاه مذنب تائبا * يطلب منه العفو الا عفا
ما شدد الدهر على شيعة * الا عليهم جوده خففا
وبالندى منه يوفيهم * إذا رأى الدهر لهم طففا
إذا قضى أو جاد أو صال أو * قال حكى في فعله المصطفى
يصلح ما اختل بتدريبه * ما فتقت دنياه الارفا
٥٨٨: الحاج سالم بن محمد علي الطريحي النجفي الرماحي توفي في النجف في حدود
سنة ١٢٩٣
كان فاضلا شاعرا مجيدا ناسكا يعاني حرفة التجارة، قاسم ماله
بعض إخوانه لوجهه تعالى. حكى صاحب الطليعة عن الشيخ راضي
الطريحي عن الشيخ صافي الطريحي قال: كنت شريك المترجم في التجارة
فقال لي يوما كم عندك من الدراهم قلت: أربعمائة درهم فقال أعطنيها
فأعطيته إياها ففرقها في ذوي الحاجة فسألته عن السبب فقال إن سفينة من
البصرة غرقت ولنا فيها مال ودراهم فتصدقت لتعود علينا وبعد أيام وردت
لنا مزادة فيها الدراهم وقيل إنها وجدت معلقة في مسمار فلم تغرق مع
غرق باقي أموال السفينة ومن شعره قوله يرثي الحسين ع:
عرجا بي على عراص الطفوف * ابك فيها أسى بدمع ذروف
من عراص بال عبد مناف * شمخت رفعة بمجد منيف
يا عراص الطفوف كم فيك بدر * غاله حادث الردى بخسوف
وهزبر قضى طليق محيا * بين سمر القنا وبيض السيوف
يوم هاجت عصائب الشرك للهيجاء * تقفو الصفوف اثر الصفوف
حاولت ان يضام وهو الأبي الضيم * كهف الطريد مأوى المخوف
شد فيها وكم لطير المنايا * من خفوق على العدى ورفيق
يحسب البيض في الكريهة بيضا * ووشيج القنا معاطف هيف
من لؤي بيض الوجوه أباة الضيم * أسد العرين شم الأنوف
عانقوا المرهفات حتى تهاووا * صرعا في الثرى بحر الصيوف
وبقي ابن النبي لم ير عونا * في الوغى غير ذابل ورهيف
فانثنى للنزال يكتال آجالا * فوفى بالسيف كل طفيف
كم جيوش يفلها عن جيوش * وزحوف يلفها بزحوف
كلما هم ان يصول عليهم * همت الأرض خيفه برجيف
لم يزل يورد المواضي نجيعا * من رقاب العدى بقلب لهوف
فدعاه داعي القضاء فألوى * عن هوان لدار عز وريف
وهوى ثاويا على الترب ما بين * الأعادي ضريبة للسيوف
فبكته السماء وارتجت الأرضون * والشمس آذنت بكسوف
يا قتيلا تقل سمر العوالي * منه رأسا على سنا الشمس موف
وتسوق العدى نساه أسارى * فوق عجف المطي بسير عنيف
أعلى النيب ننتحي البيد أين النيب * والبيد من بنات السجوف
تلك تدعو بمهجة شفها الوجد * احترافا وذي بدمع ذروف
أين أسد العرين شم العرانين * حماة الورى أمان المخوف
سوموها يا آل غالب جردا * تخبط الأرض منكم بوجيف
وابعثوها صواهلا عابسات * يملأ الجو نقعها بسدوف
لتروا نسوة لكم حاسرات * جشمتها الأعداء كل تنوف
وبنات الهدى تكابد ذلا * من تلبد بغيه وطريف
ولكم أوقفوا بدار ابن هند * من ترى الموت دون ذل الوقوف
وله يمدح مرتضى قلى خان من قصيدة:
وقائله هون عليك فما البكا * وما الوجد لا تهلك أسى وتجلد
فقلت ودمع العين ينهل عند ما * ونار الجوى في القلب ذات توقد
ذريني فما ربع بدارة جلجل * شجاني ولا عهد برقة ثهمد
ولا شاقني ذكر العذيب وبارق * ولا هاجني سجع الحمام المغرد
سوى انني في الحب همت بشادن * بديع التثني أهيف القداغيد
له نقطة مسكية اللون قد بدت * منمقة من فوق خد مورد
تضوع كخلق المرتضى الماجد الذي * سما الناس طرا من مسود وسيد
وأسس ربع المجد بعد انطماسه * وشيد ما قد كان غير مشيد
سليل كرام بالندى أوردوا الظبى * نجيع الطلى يوم الوغى خير مورد
فلا يصحبون البيض الا مواضيا * يمانية من كل عضب مهند
ولا يحملون السمر الا عواسلا * مثقفة من كل لدن مأود
ولا يمتطون الخيل الا سلاهبا * مطهمة من كل أدهم أجرد
(١٧٩)

٥٨٩: الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة بن وشاح السوراوي الحلي
من أهل أواسط المائة السابعة
والده
في الرياض سيجئ الشيخ شمس الدين محفوظ بن وشاح بن محمد
الذي كان في عصر المحقق الحلي ولما مات رثاه ابن داود وجماعة والظاهر أنه
ليس بوالد المترجم بل من أقربائه لان العلامة معاصر لابن داود المعاصر
للشيخ محفوظ بن وشاح فكيف يروي العلامة عن ابنه بواسطة أبيه كما سيأتي
وفي الروضات الظاهر أنه والده.
أقوال العلماء فيه
هو عالم فقيه متكلم شاعر أديب جليل القدر عظيم الشأن تخرج على يده
أعاظم العلماء وكان امام الطائفة في وقته والمرجع في علم الكلام والفلسفة
وكل علوم الأوائل وهو أستاذ المحقق صاحب الشرائع. وذكره العلامة في
اجازته الكبيرة لبني زهرة وأثنى عليه غاية الثناء وفي أمل الآمل عالم فقيه
فاضل له مصنفات يرويها العلامة عن أبيه عنه منها كتاب المنهاج في الكلام
غير ذلك وقد ذكر الكتاب المذكور المقداد في شرح نهج المسترشدين
للعلامة. وفي الرياض نسب إليه أيضا الكتاب المذكور الشيخ علي بن
محمد بن يونس البياضي العاملي في بعض مؤلفاته. وحكى صاحب
الرياض عن الشهيد في بعض أسانيده أربعينه ان السيد علي بن طاوس
يروي عن الشيخ الامام العلامة رئيس المتكلمين سالم بن حفوظ بن
عزيزة الحلي عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الأكبر عن عربي بن
مسافر العبادي الخ قال وقد سبق في ترجمة المحقق الحلي انه قرأ علم
الكلام على الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة الحلي وانه انهى
عليه كتاب منهاج الأصول يعني في علمي الكلام المشار إليه وشيئا من
المحصل وشيئا من علم الأوائل والمراد به المترجم اه‍ وله كتاب التبصرة
حكى الشيخ شمس الدين الجبعي في مجموعته عن خط الشهيد انه ذكر
ان السيد رضي الدين علي بن طاوس الحلي قرأ التبصرة وبعض المنهاج
على المؤلف المترجم قال وكان أديبا شاعرا.
مشايخه
عرف منهم نجيب الدين يحيى بن سعيد الأكبر كما يظهر مما مر.
تلاميذه
يظهر مما مر ان منهم ١ المحقق الحلي صاحب الشرائع ٢
السيد رضي الدين علي بن طاوس ٣ والد العلامة.
مؤلفاته
يفهم مما مر ان له من المؤلفات ١ المنهاج في علم الكلام ٢
المحصل ويحتمل كونه لغيره ٣ التبصرة.
شعره
وجدت على ظهر كتاب طوالع الأنوار من مطالع الأنظار تأليف ناصر
الدين عبد الله بن عمر البيضاوي الموجود منه نسخة مخطوطة في الخزانة
الغروية ما صورته: أنشد الفقيه المتكلم سديد الدين سالم بن عزيزة
لنفسه:
ان كنت تتبع الهوى * فعليك بالتقليد دأبا
فمتى نظرت وكنت * تنوي كون مذهبك الصوابا
لم تحظ بالمقصود منه * ولم تلج للحسن بابا
٥٩٠: سالم بن المسيب
سكن مسلم بن عقيل في داره لما اتى الكوفة قال ابن شهرآشوب في
المناقب: لما دخل مسلم الكوفة سكن في دار سالم بن المسيب فلما دخل ابن
زياد انتقل من دار سالم إلى دار هانئ اه‍ فيحتمل انه نزل عليه في داره
فيكون من الشيعة ويحتمل انه نزل في دار تنسب إلى سالم بن المسيب لكونها
كانت ملكا له فأسكنه أهل الكوفة فيها وقد مات مالكها أو هو حي ولكنه
لا يسكنها وربما يومي إلى ذلك التعبير بأنه سكن دار سالم دون التعبير بأنه
نزلها أو نزل عليه.
٥٩١: سالم بن مكرم بن عبد الله أبو خديجة ويقال له أبو سلمة الكناسي ويقال
صاحب الغنم مولى بني أسد الجمال
هكذا ترجمه النجاشي ثم قال يقال كنيته كانت أبا خديجة وان أبا
عبد الله ع كناه أبا سلمة ثقة ثقة روى عن أبي عبد الله عليه
السلام وأبي الحسن ع له كتاب يرويه عنه عدة من أصحابنا
أخبرنا علي بن أحمد بن طاهر أبو الحسين القمي حدثنا محمد بن
الحسن بن الوليد حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد عن
الحسن بن علي الوشاء عن أبي خديجة بكتابه وقال الشيخ في رجاله في
أصحاب الصادق ع سالم بن مكرم أبو خديجة الجمال الكوفي مولى
بني أسد. وفي الفهرست سالم بن مكرم يكنى أبا خديجة ومكرم يكنى أبا
سلمة ضعيف له كتاب أخبرنا به جماعة عن محمد بن علي بن الحسين بن
بابويه عن أبيه عن سعد بن عبد الله والحميري ومحمد بن يحيى وأحمد بن
إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عايذ عن
أبي خديجة وأخبرنا الحسين بن عبيد الله عن البزوفري عن أحمد بن
إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عايذ عن
أبي خديجة وأخبرنا ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن
أبي هاشم البزاز عن سالم بن أبي سالم وهو أبو خديجة اه‍ وقد جعل أبا سلمة
كنية مكرم والنجاشي جعله كنية سالم كما نبه عليه في منهج المقال. قال
الكشي ما روي في أبي خديجة سالم بن مكرم محمد بن مسعود سألت أبا
الحسن علي بن الحسن عن اسم أبي خديجة قال سالم بن مكرم فقلت له ثقة
قال صالح وكان من أهل الكوفة وكان جمالا وذكر انه حمل أبا عبد الله من
مكة إلى المدينة. أخبرنا عبد الرحمن بن أبي هاشم عن أبي خديجة قال: قال
لي أبو عبد الله ع لا تكتن بأبي خديجة فقلت فبم اكتني قال بأبي
سلمة وكان سالم من أصحاب أبي الخطاب وكان في المسجد يوم بعث
عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله بن العباس وكان عامل المنصور على
الكوفة إلى أبي الخطاب لما بلغه انهم قد أظهروا الاباحات ودعوا الناس إلى
نبوة أبي الخطاب وانهم يجتمعون في المسجد ولزموا الأساطين يرون الناس
انهم قد لزموها للعبادة وبعث إليهم رجلا فقتلهم جميعا ولم يفلت منهم إلا
رجل واحد أصابته جراحات فسقط بين القتلى فعد منهم فلما جنه الليل
(١٨٠)

خرج من بينهم فتخلص وهو أبو سلمة سالم بن مكرم الجمال الملقب بأبي
خديجة فذكر بعد ذلك أنه تاب وكان ممن يروي الحديث اه‍ وفي الخلاصة
سالم بن مكرم يكنى أبا خديجة ومكرم يكنى أبا سلمة قال الشيخ الطوسي انه
ضعيف جدا وقال في موضع آخر انه ثقة ثم نقل مضمون رواية الكشي
دون التوبة وقول النجاشي انه ثقة ثقة ثم قال فالوجه عندي التوقف فيما
يرويه لتعارض الأقوال فيه اه‍ وفي منهج المقال لا يخفى ان ظاهر ما تقدم
من الكشي أو روايته الحديث بعد هذه الواقعة والتوبة وهو الذي يقتضيه
التوثيق والقول بالصلاح وفي الخلاصة كما ترى نقل كونه من أصحاب أبي
الخطاب دون التوبة والأولى نقلها جميعا ولعل التضعيف نشأ من كونه من
أصحاب أبي الخطاب فالتوثيق أقوى لا سيما على اشتراط التفصيل وذكر
السبب في الجرح اه‍ أقول مجرد التوبة ورواية الحديث لا يكفي في الوثاقة
والتضعيف لم ينشأ الا من كونه من أصحاب أبي الخطاب فالسبب مذكور
مفصلا. وفي التعليقة عدم ذكر التوبة نشأ من ابن طاوس فإنه لم يذكر توبته
والظاهر أن العلامة تبعه اه‍ وفي النقد لا يبعد ان يكون سالم بن مكرم هذا
والذي ذكرناه بعنوان سالم بن أبي سلمة الكندي واحد وان كان النجاشي
ذكرهما كما يظهر مما نقلناه من الفهرست اه‍ اي من قوله مكرم يكنى أبا
سلمة وفي التعليقة لا يخفى ما فيه ولعل تضعيف الشيخ لاحتماله ما احتمله
في النقد وفي التعليقة في الاستبصار في باب ما يحل لبني هاشم من الزكاة أبو
خديجة ضعيف عند أصحاب الحديث لما لا احتاج إلى ذكره وهذا يشير إلى أن
سبب الضعف شئ معروف عندهم كنفسه وغير خفي انه ليس هناك
شئ معروف الا ما في رجال الكشي وفيه ما ذكره المصنف اه‍ وفي رجال
أبي علي حكم العلامة في المختلف بصحة روايته في كتاب الخمس
اه‍ أقول ما ذكره العلامة من أن الشيخ وثقه في موضع آخر
لا يدري من أين اخذه فالشيخ في الفهرست والاستبصار ضعفه
وفي كتاب الرجال لم يوثقه اما تضعيفه له فالظاهر أن مستنده
ما في رجال الكشي لا احتماله ما احتمله في النقد وقد تاب منه
فيبقى توثيق النجاشي المكرر وشهادة علي بن الحسن بن فضال له بالصلاح
سالما عن المعارض ومر في خالد البجلي قول أبي سلمة الجمال وهو المترجم
انه كان عند الصادق ع فعرض عليه عقيدته اما استظهار صاحب النقد
اتحاد سالم بن مكرم مع سالم بن أبي سلمة الكندي فواه لان ذلك كندي
سجستاني وهذا كناسي مولى بني أسد ولأن أبا سلمة كنية سالم لا أبيه على
الأصح كما مر وقد مر في سالم بن سلمة ما ينبغي ان يراجع وقد اتضح ان
الأصح وثاقة سالم بن مكرم بتوثيق النجاشي لا انه حسن بقول ابن فضال
انه صالح فان النجاشي أثبت من الشيخ وقد بقي في المقام أمران أولا
ان النجاشي جعل أبا سلمة كنية سالم والشيخ جعله كنية مكرم كما مر
والظاهر أن النجاشي اخذ ذلك من رواية الكشي لا تكتن بأبي خديجة الخ
والشيخ لا يعلم من أين اخذه فقول النجاشي أرجح والعلامة في الايضاح
وافق النجاشي حيث قال سالم بن مكرم بن عبد الله أبو خديجة ويقال أبو
سلمة الكناسي وفي التعليقة لعل تضعيف الشيخ إياه لاحتماله ما احتمله في
النقد من اتحاده مع سالم بن أبي سلمة الكندي المبني على أن أبا سلمة كنية
مكرم لا سالم قال وفي الكافي عن أبي سلمة وهو أبو خديجة وهو يؤيد ما في
رجال النجاشي مضافا إلى كونه أضبط من الشيخ وموافقة الكشي أيضا له
ثانيا ما أبعد ما بين قول النجاشي ثقة ثقة وقول الشيخ ضعيف أو
ضعيف جدا والظاهر أن النجاشي اخذ توثيقة من رواية الكشي توبته
وروايته عن الصادق والكاظم ع ومن أن له كتابا يرويه عدة من
أصحابنا ومن امر الصادق له ان يكتني بأبي سلمة لا بأبي خديجة الدال على
عنايته به فاستفاد من ذلك توثيقه مؤكدا ولذلك قال صاحب المنهج ان ما
قاله الكشي بكلام النجاشي أوفق. لكن مع ذلك فاستفادة التوثيق المؤكد
من مثله لا تطمئن إليها النفس فلا بد ان يكون شيئا آخر.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف سالم بن مكرم أبو خديجة
الثقة برواية الحسن بن علي الوشاء وأحمد بن عائذ وعبد الرحمن بن أبي هاشم
عنه وعن جامع الرواة انه نقل رواية أبي الجهم وعلي بن عبد الله وعبد
الرحمن بن محمد ومحمد بن سنان وعلي بن محمد ومحمد بن زياد عنه.
٥٩٢: سالم المكي
في بعض نسخ رجال الشيخ سالم وفي بعضها السايب ويأتي بعنوان
السايب.
٥٩٣: سالم مولى ابان كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ومر بعنوان
سالم أبو رافع مولى أبان.
٥٩٤: سالم مولى أبي جعفر الباقر أو مولى الصادق ع
في ميزان الذهبي عد جماعة ممن يسمى سالم ثم قال سالم عن سالم
مولى أبي جعفر الباقر مجهولون وفي لسان الميزان صوابه مولى سالم مولى
جعفر بن محمد بن علي روى عنه الواقدي هكذا قال أبو حاتم اه‍ فمولى في
عبارة الذهبي صفة سالم الثاني وهي دالة على وجود سالم مولى أبي جعفر
الباقر ع وتصويب صاحب اللسان انه سالم مولى سالم مولى جعفر الخ
ويدل على وجود سالم مولى جعفر فسالم مردد بين ان يكون مولى الباقر أو
الصادق ع.
٥٩٥: سالم مولى أبي حذيفة وهو سالم بن عبيد بن ربيعة أبو عبد الله
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص ووقع في طريق
الصدوق في باب صلاة الغدير وهو الذي قال فيه الخليفة الثاني عند وفاته لو
كان سالم مولى أبي حذيفة حيا لما عدلت بها إلى غيره يعني الخلافة ومن
أعجب العجائب تقديمه إياه على علي بن أبي طالب:
قاسوا به من ليس من أقرانه * اني يقاس الدر بالحصباء
٥٩٦: سالم مولى عامر بن مسلم
مذكور في زيارة الشهداء من أصحاب الحسين ع المنسوبة
إلى الناحية المقدسة.
٥٩٧: سالم مولى عمر بن عبد الله.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب السجاد ع ومر في ترجمة
سالم بن أبي الجعد رافع الغطفاني ان صاحب المنهج جعل هذه الترجمة من
تتمة تلك الترجمة وهو اشتباه بل هذا ابتداء ترجمة مستقلة.
(١٨١)

٥٩٨: سالم بن الهذيل
عنه حماد بن عثمان عن أبي جعفر ع في التهذيب في باب صفة
الوضوء وفي الاستبصار في باب وجوب المسح على الرجلين.
٥٩٩: سالم والد علي بن سالم
روى الصدوق في الفقيه في باب الرهن بسنده عن علي بن سالم عن
أبيه عن أبي عبد الله ع ويحتمل ان يكون أحد المسمين بسالم الراوين
عن الصادق ع ممن مر.
٦٠٠: سالمة مولاة أبي عبد الله عليه السلام
عدها الشيخ رحمه الله في رجاله من أصحاب الصادق
عنها هشام بن احمر في حديث أورده الشيخ في كتاب الغيبة في كيفية وفاة
الصادق ع وأبدلها ابن داود في رجاله بسائمة وهو غلط كما أن ما في باب
نوادر الوصايا من الفقيه من ابدال سالمة بسلمى مظنون لخلو كتب الرجال
من سلمى مولاة أبي عبد الله ع على ما ذكره بعضهم.
٦٠١: سام ميرزا ابن الشاه إسماعيل الصفوي
فاضل أديب له كتاب تحفة سامي التحفة السامية في تراجم
الشعراء فارسي ذكر في كشف الظنون وينقل عنه صاحب الرياض بعض
التراجم.
٦٠٢: الساني
في البحار هو محمد بن أحمد
٦٠٣: الساوي
في البحار هو عبد الله بن علي بن محمد.
٦٠٤: السايب بن بشر بن عمرو بن الحارث بن عبد الحارث بن عبد العزى بن
امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود ابن عوف بن
كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب
قتل مع مصعب بن الزبير سنة ٧١.
في ذيل المذيل للطبري صاحب التاريخ ص ١٠١ كان بشرو بن عمرو
وبنوه السايب وعبيد وعبد الرحمن شهدوا الجمل وصفين مع أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب ع وقتل السائب بن بشر مع مصعب بن الزبير
اه‍.
٦٠٥: السايب بن عمارة الحضرمي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٦٠٦: السائب بن مالك الأشعري
قال ابن الأثير ج ٤ ص ١٠٤ لما استعمل ابن الزبير عبد الله بن
مطيع العدوي على الكوفة خطبهم فقال في خطبته ان أمير المؤمنين امرني
ان لا احمل فضل فيئكم عنكم الا برضا منكم وان اتبع وصية عمر بن
الخطاب التي أوصى بها عند وفاته وسيرة عثمان بن عفان فقام السايب بن
مالك الأشعري فلقال اما حمل فيئنا برضانا فانا نشهد بانا لا نرضى ان
يحمل عنا فضله وان لا يقسم الا فينا وان لا يسار فينا الا بسيرة علي بن أبي
طالب التي سار بها في بلادنا هذه حتى هلك وزلا حاجة لنا في سيرة
عثمان في فيئنا ولا في أنفسنا ولا في سيرة عمر بن الخطاب فينا وان كانت
أهون السيرتين علينا وقد كان يفعل بالناس خيرا فقال يزيد بن انس صدق
السايب وبر فقال ابن مطيع نسير فيكم بكل سيرة أحببتموها وجاء اياس بن
مضارب إلى ابن مطيع فقال له ان السايب بن مالك من رؤوس أصحاب
المختار الخبر.
٦٠٧: السايب المكي
ذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وفي بعض
النسخ سالم بدل السايب.
٦٠٨: السايب مولى حسين بن عبد الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٦٠٩: السايب بن يزيد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص.
تنبيه
في رجال ابن داود سبحان بن صوحان أخو صعصعة العبدي من
أصحاب علي ع وضبط بضم السين وسكون الباء ذكره بين
سالم بن أبي الجعد وسدير بن حكيم فدل على أنه عنده بالباء الموحدة.
وذكره صاحب منهج المقال بين السايب وسبرة ناقلا عن ابن داود انه عده
من أصحاب علي ع وذكره صاحب منتهى المقال بين سالم وستير
وقال إنه من أصحاب علي ع فدل على أنه عندهما بالباء الموحدة
والحال انه بالياء المثناة التحتية ويأتي ولذلك ذكره صاحب النقد بين سيابة
والسيد بن محمد الحميري وهذا الوهم تبعا فيه ابن داود الذي جعله بالباء
الموحدة وهذا من أغلاط رجال ابن داود الذي قيل إن فيه أغلاطا.
٦١٠: الأمير سبحان علي خان الهندي
توفي سنة بضع و ١٢٦٠.
في مسودة الكتاب ولعلي نقلته من كلام السيد علي النقوي الهندي:
كان من أعاظم المتكلمين الذابين عن حوزة الجعفرية بصوارم أقلامهم
البتارة اخذ المعقول والكلام من السيد دلدار علي بن محمد معين النصير
آبادي من مؤلفاته ١ الوجيزة في أصول الدين بسط فيها القول في الإمامة
وذكر الأحاديث الدالة على امامة أمير المؤمنين ع وانتقد بعض ما
لفقه صاحب التحفة الاثني عشرية مطبوع ٢ لطافة المقال في الجواب
عن اعتراض الفاضل رشيد الدين الدهلوي على شرح الاستفتاء الذي كتبه
المصنف وأرسله إليه ٣ فذلكة الكلام في جواب ايضاح لطافة المقال
للفاضل الرشيد المذكور ٤ شرح حديث الثقلين ٥ رسالة في الكلام
على البخاري وصحيحه وذكر فيها الأحاديث الموضوعة ٦ رسالة في
شرح حديث الأثرة ودلالته على مسالة الإمامة ٧ الرد على مخالفيه ٨
جواب رسالة المكاتيب التي جمعها بعض العامة من مكاتيب مخدومه على
لسان نور الدين الاخباري وأجوبة مجعولة وسماها رسالة المكاتيب
في رؤية الثعالب والغرابيب فكتب المترجم هذه الرسالة ونقض فيها كلمات

(١) جرت عادة جميع علماء من تسموا بأهل السنة على ترك السنة على ترك واله وعادة الحافظ بن حجر
العسقلاني منهم في جميع كتبه على ذكرها عملا بالرواية النبوية لا تصلوا على الصلاة البتراء
وهي ما يترك فيها الال. - المؤلف -
(١٨٢)

معاصره المذكور إلى غير ذلك.
٦١١: السلطان سبحان قلي قطبشاه الثالث ابن جمشيد قلي قطبشاه الثاني
ولد سنة ٩٥٠ ه ١٥٤٣ م ولم يعلم تاريخ وفاته.
في مآثر دكن اجتمع أمراء السلطنة بعد موت أبيه فاجلس على سرير
الملك وعمره يومئذ سبع سنين وكان في ذلك في سنة ٥٥٧ ه. ١٥٥٠ م
وجعل وكيل السلطنة رجل منهم اسمه سيف خان ولقبه عين الملك ولكن
الامراء لم يرضوا بعد ذلك من سيرة سيف خان فاستدعوا إبراهيم الولد
السادس للسلطان قلي قطبشاه الأول من المحل الذي كان قد فر والتجأ إليه
في زمان سلطنة أخيه الأكبر جمشيد قلي فلما اتاهم إبراهيم المذكور احتفلوا
بجلوسه على تخت الملك في ١٢ رجب ٩٥٧ ه ١٥٥٠ م وليس يظهر من
التاريخ كيفية أحوال سبحان قلي المترجم بعد سقوطه من الملك وجلوس
عمه إبراهيم غير أنه توجد قبة بين قبة أبيه وقبة جده في مقبرة العائلة تعرف
بقبة الملك الصغير ويقال ان سبحان قلي مدفون فيها وليس عليها كتيبة تدل
على ذلك والله العالم اه‍.
٦١٢: سبرة بن معبد الجهني
مات في ملك معاوية.
سبرة بفتح السين وسكون الباء.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص باسقاط لفظ الجهني
وذكره بعض المعاصرين في مجلة الرضوان في عداد الشيعة من الصحابة ولم
نجد ما يدل على ذلك. وفي تهذيب التهذيب سبرة بن معبد بن عوسجة
ويقال سبرة بن عوسجة الجهني أبو ثرية بفتح المثلثة وكسر الراء وتشديد
التحتانية عن التقريب ويقال أبو بلجة ويقال أبو الربيع المدني له صحبة
وقع ذكره في حديث علفة البخاري في أحاديث الأنبياء فقال ويروي عن
سبرة بن معبد وأبي الشموس ان النبي ص امر بالقاء الطعام يعني من
اجل مياه ثمود روى عن النبي ص وعن عمرو بن مرة الجهني على خلاف
فيه وعنه ابنه الربيع كان ينزل ذا المروة قال ابن حجر قلت فرق ابن حبان
بين سبرة بن معبد الجهني والد الربيع وبين سبرة بن عوسجة النازل في ذي
المروة وذكره ابن سعد فيمن شهد الخندق فما بعدها اه‍.
٦١٣: سبط بن التعاويذي
اسمه محمد بن عبيد الله بن عبد الله.
٦١٤: السيد سبط الحسن بن السيد وارث حسين الجايسي اللكنهوئي.
توفي سنة ١٣٥٤.
عالم يروي إجازة عن الشيخ حسين ابن الشيخ زين العابدين المازندراني
الحائري له تقويم الأود ومداواة العمد في شرح خطبة أمير المؤمنين علي
ع التي أولها لله بلاد فلان فلقد قوم الأود وداوى العمد مطبوع.
٦١٥: سبكتكين العجمي
قال ابن مسكويه في تجارب الأمم ج ٦ ص ٢٤٧ كان سبكتكين
العجمي أحد أكابر القواد قواد معز الدولة ممن قاد الجيوش وتقلد الأعمال
وكان شجاعا مطاعا جوادا نازلا عند الأتراك بمنزلة من لا يخاف في الرضا
والسخط وكان يتشيع وقال ابن الأثير ج ٨ ص ٢٠ في حوادث سنة ٣٥٧
كان سبكتكين من أكابر قواد معز الدولة وكان يتشيع وفي حوادث سنة
٣٤٣ فيها ارسل معز الدولة سبكتكين في جيش إلى شهرزور في رجب ومعه
المنجنيقات لفتحها فسار إليها وأقام بتلك الولاية إلى المحرم من سنة ٣٤٤
فعاد ولم يمكنه فتحها لأنه اتصل به خروج عساكر خراسان إلى الري فعاد
إلى بغداد فدخلها المحرم وفي حوادث سنة ٣٥٧ فيها ظهر ببغداد دعوة إلى
رجل من أهل البيت اسمه محمد بن عبد الله المستكفي وانه يأمر
بالمعروف وينهي عن المنكر ويجدد ما عفا من أمور الدين فمن كان من أهل
السنة قيل له انه عباسي ومن كان من الشيعة قيل له انه علوي فكثرت
الدعاة إليه والبيعة له وكان بمصر وأكرمه كافور الأخشيدي وكان في جملة من
بايع له سبكتكين العجمي فظنه علويا وكتب إليه يستدعيه من مصر فسار
إلى الأنبار وخرج سبكتكين إلى طريق الفرات وكان يتولى حمايته فلقي ابن
المستكفي وترجل له وخدمه واخذه وعاد إلى بغداد وهو لا يشك في حصول
الأمر له ثم ظهر لسبكتكين ان الرجل عباسي فعاد عن ذلك الرأي ففطن
ابن المستكفي وخاف هو وأصحابه فهربوا وتفرقوا فاخذ ابن المستكفي ومعه
أخ له وأحضرا عند بختيار فأعطاهما الأمان ثم إن المطيع تسلمه من بختيار
فجدع أنفه ثم خفي خبره. وقال ابن مسكويه في تجارب الأمم ج ٦ ص
٢٤٧ في حوادث سنة ٢٥٧ فيها ظهرت دعوة بين الخاص والعام يدعى فيها
إلى محمد بن عبد الله القائم من أهل بيت رسول الله ص وقيل إنه الرجل
الذي ورد بذكره الخبر وأنه يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويجاهد أعداء
المسلمين ويجدد ما عفا من رسوم الدين فتطلعت إليه نفوس العامة وجعل
دعاته يأخذون البيعة على الرجل بعد الرجل فمن كان من أهل السنة قيل
له انه عباسي ومن كان من الشيعة قيل له انه علوي وكتبت عنه رسالة على
عدة نسخ وطرحت في المساجد والمحافل يدعو فيها إلى مثل ما حكيناه عنه
فحصلت نسخة منها عند الوزير أبي الفضل فتقدم باذكاء العيون عليهم
فوجد جماعة من وجوه الكتاب وأماثل الناس قد دخلوا في هذا الأمر وبايعوا
الدعاة إليه وكذلك وجدوا خلقا كثيرا من الديلم والأتراك والعرب قد
بايعوه وكان فيهم سبكتكين العجمي وقيل له ان الرجل علوي وانه يقلدك
امرة الأمراء فاستجاب واستفحل امر القوم وكان هذا الرجل قد طرأ إلى مصر
فتقبله كافور الأخشيدي الخادم وأحسن إليه وأجرى عليه رزقا سنيا فلما
كثر المستجيبون له وهم لا يعرفونه وتقووا بمكان سبكتكين العجمي كاتبوه
بالحضور وكتب إليه سبكتكين اني أقوم لك بالامر فورد هيت وهو لا يشك
ان الأمر مستقر له وخرج سبكتكين وكان يتقلد حماية طريق الفرات إلى
الأنبار وأظهر للسلطان انه ينظر في مصالح عمله فتلقاه وترجل له وأكرمه ثم
أدخله البلد مستترا وانفذ إليه فرشا فاخرا وثيابا نفيسة وطعاما كثيرا وشرابا
وعمل على ايقاع حريق وفتنة في ليلة النيروز المعتضدي ليتشاغل الناس
بذلك ويهجم على بختيار ويوقع به وواطأه على ذلك خلق من الجند فظهر
له قبل النيروز انه عباسي وليس بعلوي فتغيرت نيته وتصوره بصورة المحتال
وواجه بعض الدعاة بذلك واعلمه انه كذاب مموه وتثاقل عن نصرته وأظهر
الندم وخاف محمد بن المستكفي ان يقبض عليه وأحس أصحابه ودعاته
بذلك فاستوحشوا وتفرقوا وعرف السلطان خبرهم فكاتب العمال بالتيقظ
في طلبهم فظفر ببعضهم فامر بتقريره بالسوط فاقر على جماعة فأخذوا ولم
يزل التتبع يقع حتى حصل محمد بن المستكفي وأخوه بيده فأوصلوه إلى
بختيار فاستشرحه الامر فشرحه بعد أن امنه على نفسه فالتمس المطيع لله
(١٨٣)

من بختيار ان يسلمه إليه مع أخيه فأبى وقال قد أمنته فقال المطيع لهما الأمان
على النفس فلما حصلا في يده تقدم بجدع انف محمد وقطع انف أخيه وحبسهما
مدة ثم هربا وخفي أمرهما ووقع الاستقصاء على كل من دخل في بيته
فصودروا وأدبوا وعن كتاب تاريخ الاسلام ثم جدع أنفه وقطع شفته العليا
وشحمة أذنيه وسجن بدار الخلافة وكان معه اخوه علي وهربا من الدار في
يوم عيد واختلطا بالناس ومضيا إلى ما وراء النهر وروى بهراة شيئا عن
المتنبي من شعره وله شعر وأدب ومات بخراسان خاملا اه‍ وقال ابن الأثير
في سنة ٣٥٧ كانت بين هبة الرفعاوي وبين أسد بن وزير الغبري حرب
فاستمد أسد خزر اليشكري وأوقع بهبة وقتل من أصحابه مقتلة عظيمة
وهزمه واستولى على جنبلا وقسين من ارض العراق فسار سبكتكين العجمي
إلى خزر وضيق عليه فمضى إلى البصرة واستأمن إلى الوزير أبي الفضل.
هذا ما ذكره ابن الأثير من اخبار سبكتكين العجمي الذي صرح هو وابن
مسكويه بتشيعه كما مر في صدر الترجمة وموضع آخر ثم ذكر في حوادث سنة
٣٦١ ٣٦٢ ٣٦٣ اخبارا عن سبكتكين الحاجب حاجب عز الدولة
بختيار ووصفه في بعضها بالتركي وصرح في بعضها بأنه سني إذا فهو غير
المترجم فالمترجم من قواد معز الدولة ولعله بقي إلى زمن بختيار بدليل قول
ابن الأثير السابق عن محمد بن المستكفي ان المطيع تسلمه من بختيار وهذا
حاجب بختيار والمترجم وصف بالعجمي وهذا بالتركي والمترجم شيعي
وهذا سني بنص ابن الأثير وذكر ابن مسكويه في تجارب الأمم ج ٦ ص
٢٣٤ ان بختيار اجتهد في اخراج سبكتكين مع جيش فامتنع ولا يبعد ان
يكون المراد به سبكتكين الحاجب.
٦١٦: أبو الهذيل سبيع بن المنبه المختاري
ذكره الشيخ المفيد فيما نقله عنه المرتضى في الفصول المختارة من
المجالس والعيون والمحاسن في الفصل السادس والستين فقال: قال الشيخ
أيده الله يعني المفيد حضرت يوما عند صديقنا أبي الهذيل سبيع بن
المنبه المختاري رحمه الله وألحقه بأوليائه الطاهرين وحضر عنده أبو طاهر وأبو
الحسن الجوهريان والشريف أبو محمد بن المأمون إلى آخر ما ذكره. وهو
يدل على نباهته وجلالة شانه.
٦١٧: السبيعي
أبو إسحاق عمر بن عبد الله الهمداني وربما يأتي لغيره بقرينة.
٦١٨: ست العشيرة بنت أحمد بن سعيد بن محمد البصري المهلبي الكوفية
عالمة فاضلة محدثة يروي عنها السيد جلال الدين عبد
الحميد بن فخار بن معد بن فخار بن أحمد العلوي الحسيني الموسوي
الحائري الحلي في منزلها بالكوفة يوم الثلاثاء ١٣ شوال سنة ٥٦ هكذا في
مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته ولكن صاحب الذريعة قال إن
الراوي عنها بذلك التاريخ هو العلامة النسابة السيد جلال الدين عبد
الحميد بن التقي عبد الله بن أسامة العلوي الحسيني وانه مقدم بكثير عن
سميه السيد جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي الذي كان
حيا إلى ٦٧٦ كما يظهر من رواية تلاميذه عنه كولده علي ووالد العلامة
والسيد عبد الكريم بن طاوس وعلي بن محمد جد السيد العميدي فلا
وجه لاحتمال اتحادهما كما وقع من صاحب الرياض.
٦١٩: ست المشايخ أم الحسن فاطمة بنت الشهيد
ذكرت في حرف الفاء.
٦٢٠: ست الناس بنت سعد الدولة بن سيف الدولة بن حمدان
قال ابن الأثير ج ٩ ص ٣٠ كان أبو علي بن مروان وهو أول من
ملك من بني مروان أصحاب ديار بكر وميافارقين وتلك الجهات قد تزوج
ست الناس بنت سعد الدولة بن سيف الدولة بن حمدان فاتته من حلب
فعزم على زفافها بآمد وكان أهل ميافارقين قد استطالوا على أصحابه مع
احسانه إليهم فلما كان يوم العيد وقد خرجوا إلى المصلى اخذ أبا الصقر شيخ
البلد فألقاه من على السور وأغلق أبواب البلد فذهب أهله كل مذهب
فخاف شيخ البلد أي آمد واسمه عبد البر ان يفعل بهم مثل فعله باهل
ميافارقين فتواطأ مع ثقاته على أنه إذا دخل البلد نثروا عليه الدراهم
واعتمدوا بها وجهه فإنه سيغطيه بكمه فيضربونه بالسكاكين في مقتله
ففعلوا وقتلوه.
٦٢١: ستير
في الخلاصة بضم السين المهملة وبالتاء المثناة من فوق ثم المثناة من
تحت والراء عده البرقي من الأصفياء فيما نقله العلامة عنه في آخر القسم
الأول من الخلاصة.
٦٢٢: السيد سجاد بن بدران بن فلاح بن محسن بن محمد بن فلاح الموسوي
المشعشعي
توفي سنة ٩٩٢.
في كتاب تحفة الأزهار للسيد ضامن بن شدقم الحسيني: تولى
الحكم بعد أبيه وكان حليما عاقلا صابرا متحملا ذا رأي وسداد وعلم
وارشاد لكن كانت أيامه أيام ضنك لخروج البلاد من أيديهم بمقتل علي وأيوب
أولاد السيد محسن بن محمد بن فلاح ثم تغلب الأتراك على الولاية وكان
المترجم يحرك بني لام على نهب شوشتر وكانت منازلهم غربي الحويزة فلم
يجده ذلك وتغلبت الاعراب على السيد سجاد في كمال آباد وأميرهم سعد
بن بركة ولما رأى امراء ينس وتوابعها ذلك تظاهروا بالعصيان في الحويزة
المعروفة الآن بالجمعاني فضعف امر السيد سجاد فخرجت الممالك
المذكورة في أيام السيد محسن من يده فتحرك الأمير بركة أمير كربلاء على
المحسنية فأرسل السيد سجاد للسيد مطلب أخيه وأخويه الذين كانوا عند
الأمير ميرزا علي بن عبد علي كما ذكر في ترجمة السيد محسن مسودا
يستنصرهم فيه فتحركوا من الدورق وكان الأمير ميرزا علي قد خرج من
الدورق لمعونة بركة قبل ذلك بثلاثة أيام ووصل بركة إلى الرملة وهي
شط هناك تبعد عن المحسنية نحو فرسخ وتخلف عن السيد سجاد امراء
ينس لينظروا لمن الغلب ووصل السيد سجاد في مدة أربعين يوما لأنه
كان عدد أصحابه قليلا وهي إلى اليوم يضرب بها المثل بسيرة سجاد
فوصل ميرزا علي فقويت به شوكة بركة ووصل بعده بثلاث مطلب
وأخواه ومن معهم فسر بهم سجاد ووقع القتال ثلاثة أيام وكانت الغلبة
لعسكر بركة وفي اليوم الرابع باشر مطلب الحرب بنفسه وأخواه وخرج
ميرزا علي فسقط وأخذ أسيرا فقتله سجاد فانكسرت خيل بني تميم
وأصحاب بركة ونهبت خيامهم واستقام امر سجاد ورجعت بنو تميم إلى
(١٨٤)

الدورق ثم وقعت العداوة بينهم وبين السادة فعزم بنو تميم على اخراج
السادة من الدورق واحتالوا لذلك بان يوقعوا ضجة خارج البلد ويظهروا
ان مواشيها اخذت وتخرج خيلهم فلا بد ان السادة يخرجون فإذا خرجوا
أغلقت الأبواب ثم أخرجت إليهم عيالاتهم فعلم السادة بتلك الحيلة فلما
خرج بنو تميم أغلقت الأبواب ثم أخرجت إليهم عيالاتهم ومنعوا من
الدخول فتفرقوا في البلاد فصدق فيهم قول من حفر لأخيه بئرا أوقعه الله
فيها.
٦٢٣: السيد سجاد الهندي البارهوي
توفي قريبا من سنة ١٣٤٠.
عالم فاضل له من المؤلفات ١ تصوير غالب ومغلوب في البحث
مع العامة ٢ سرمة خاموشي ٣ اعجاز داودي في اثبات الخلافة لأمير
المؤمنين ع بلسان أوردو مطبوع ٤ آينة حق نما.
٦٢٤: سجادة
اسمه الحسن بن علي بن أبي عثمان وقد سبق.
٦٢٥: السجستاني
حريز بن عبد الله وحبيب بن المعلى.
٦٢٦: سحيم السندي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٦٢٧: السدوسي
في منهج المقال السدوسي في الصحابة بشير بن معبد واحمر بن جزؤ
وفي التهذيب في فضل زيارة رسول الله ص السدوسي عن أبي عبد الله عليه
السلام وفي تقريب ابن حجر المغيرة بن أبي قرة السدوسي مستور من
الخامسة اه‍.
٦٢٨: سديد الدين
لقب والد العلامة يوسف بن علي بن المطهر الحلي.
٦٢٩: سديد الدين الحمصي
اسمه محمود بن علي.
٦٣٠: سديد الدين بن مليك الحلي
توفي سنة ٦٧٣.
في مجموعة الجباعي وصفه بالفقيه.
٦٣١: سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي يكنى أبا الفضل من الكوفة مولى.
ذكره الشيخ في رجاله بهذا العنوان في أصحاب علي بن الحسين عليهما
السلام وفي أصحاب الباقر ع سدير بن حكيم الصيرفي وفي
أصحاب الصادق ع سدير بن حكيم الصيرفي كوفي يكنى أبا
الفضل والد حنان. وقال الكشي: في أبي الفضل سدير بن حكيم وعبد
السلام بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن مسعود حدثنا علي بن
محمد بن فيروزان حدثني محمد بن أحمد بن يحيى عن إبراهيم بن
هاشم عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن أبي عبد الله عليه
السلام قال ذكر عنده سدير فقال سدير عصيدة بكل لون اه‍ والعصيدة
طعام معروف وفي منتهى المقال اي انه لا يخاف عليه من المخالفين لأنه
يتلون معهم بلونهم فلا يعرف نظير قولهم فلان كالإبريسم الأبيض اي كما أن
الإبريسم الأبيض يقبل كل لون كذلك هو يتلون مع الناس بلونهم اه‍
فهو نوع من المدح فيراد حسن تصرفه ومخاطبته كل قوم بحيث لا يقدرون
على إلزامه بشئ هذا هو الظاهر من هذا الخبر وهو الذي فهمناه منه قبل
اطلاعنا على منتهى المقال ونقل العلامة في الخلاصة هذا الحديث عن
الكشي سندا ومتنا سوى انه ابدل فيروزان بمروان وفي النقد الظاهر أنه
سهو كما يظهر من الرجال وغيره اه‍ ثم قال الكشي حدثنا علي بن محمد
القتيبي حدثنا الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن بكر بن محمد الأزدي
قال وزعم لي زيد الشحام قال إني لأطوف حول الكعبة وكفي في كف أبي
عبد الله ع ودموعه تجري على خديه فقال يا شحام ما رأيت ما
صنع ربي إلي ثم بكى ودعا ثم قال لي يا شحام اني طلبت إلى إلاهي في
سدير وعبد السلام بن عبد الرحمن وكانا في السجن فوهبهما لي وخلي
سبيلهما وفي الخلاصة سدير بن حكيم يكنى أبا الفضل روى الكشي ثم ذكر
الخبر الثاني وقال هذا حديث معتبر يدل على علو رتبتهما ثم ذكر الخبر الأول
ثم قال وقال السيد علي بن أحمد العقيقي سدير الصيرفي واسمه سلمة كان
مخلطا اه‍ وقال الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة: اعتباره من حيث السند
كما سيأتي التصريح به في باب عبد السلام ومع ذلك ففي كونه معتبرا نظر
لان بكر بن محمد الأزدي مشترك بين رجلين أحدهما ثقة والاخر ابن أخي
سدير وتقدم في الكتاب ما يقتضي التوقف في امره من حيث إن مدحه ورد
بطريق ضعيف ولعل المصنف عدل عن قوله بطريق صحيح إلى معتبر لذلك
حيث إن أحد الرجلين ثقة والاخر ممدوح على ذلك الوجه الا ان فيه ما فيه
وحينئذ فلا يحصل في الممدوحين بذلك ما يوجب قبول روايتهما وادخالهما
في هذا القسم لما ذكرنا في هذه الرواية وهي أجود ما ورد واما الحديث الثاني
الدال على ضعفه فضعيف السند والعقيقي حاله معلومة اه‍ وفي منهج المقال
قد عرفت مما حققناه في بكر بن محمد انه واحد ثقة وهو ابن أخي شديد لا
سدير فرد الرواية من هذه الجهة غير تام نعم يحتمل ان يكون المذكور فيه
شديدا بالشين المعجمة والدال المهمة لان الشيخ ذكر في باب الشين المعجمة
من رجال الصادق ع شديد بن عبد الرحمن الأزدي وذكر
النجاشي في ترجمة بكر بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي ان عمومته شديد
وعبد السلام وفي ترجمة زيد الشحام انه مولى شديد بن عبد الرحمن الأزدي
فلعل الدعاء في الحديث للآخرين ويكون المذكور شديدا لا سديرا نعم تقدم
في ابنه حنان ان حمدويه كان يرتضي سديرا اه‍ وفي التعليقة قول الشهيد اما
الحديث الثاني الخ لم افهم الدلالة ولم يظهر من الخلاصة أيضا البناء عليها
قال المؤلف دلالته على علو رتبتهما باعتبار اهتمام الصادق بأمرهما ودعائه
لهما بالخلاص من السجن وابتهاجه الشديد بخلاصهما بقوله ما رأيت ما
صنع ربي إلي ودعائه وبكائه فلو لم يكونا عنده في مرتبة عالية لما اهتم كل هذا
الاهتمام مع أنه لو لم يدل على علو مرتبتهما فلا أقل من دلالته على حسن
حالهما واما عدول العلامة عن التعبير بالصحيح إلى التعبير بالمعتبر فهو لمتابعة
ابن طاوس الذي عبر بذلك كما هي عادته حتى أنه سقط من قلم ابن
طاوس في أول سند خبر زيد الشحام كلمة محمد ابن فابتدأ بمسعود وتبعه
العلامة فابتدأ بمسعود مع وضوح ان الكشي انما يروي عن محمد بن مسعود
(١٨٥)

لا عن مسعود وكذلك تبعه في ابدال فيروزان بمروان في سند خبر محمد بن
عذافر وما أوقعه في ذلك الا الاستعجال في التصنيف. ثم قال في التعليقة
والكافي عن الحسين بن علوان عن الصادق ع انه قال وعنده
سدير ان الله إذا أحب عبدا غثه بالبلاء غثا وانا إياكم لنصبح به ونمسي وفيه
في باب قلة عدد المؤمنين رواية يظهر منها حسن حاله في الجملة وكذا في
باب درجات الايمان. وبالجملة يظهر من الروايات كونه من أكابر الشيعة
مضافا إلى ما فيه من كثرة الرواية ورواية الأجلة ومن أجمعت العصابة كابن
مسكان عنه ويحتمل كونه شديدا لكن يبعد وقوع الاشتباه إلى هذا القول فلا
يبعد ان يكون لسدير خصوصية وارتباط بأولاد عبد الرحيم بن نعيم ولهذا
قيل بكر بن محمد بن سدير كما مر على أنه ناهيك لكمال شهرته بين الشيعة
والمحدثين وقوع كل هذه الاشتباهات والنسب إليه مع أن شديد بن عبد
الرحمن من الأجلة المشاهير اه‍ وفي منتهى المقال قول الشهيد الثاني ضعيف
السند لعله لا ضعف فيه إذ ليس فيه سوى ابن فيروزان وهو لا يقصر عن
كثير من الحسان وقوله العقيقي حاله معلوم ستعرف حسن حاله وجلالته اه‍
مع أن في بعض النسخ ابدال مخلطا بالطاء بمخلصا بالصاد وفي ميزان
الذهبي سدير بن حكيم الصيرفي الكوفي صالح الحديث وقال الجوزجاني
المعروف تعصبه باعتراف أهل نحلته مذموم المذهب وروى أحمد بن أبي
مريم عن يحيى بن معين ثقة وقال ابن الجوزي روى عنه سفيان الثوري ثم
قال قال ابن عيينة كان يكذب وقال النسائي ليس بثقة وقال الدارقطني متروك
وقال العقيلي كان ممن يغلو في الرفض وقال البخاري سمع أبا جعفر اه‍ وفي
لسان الميزان أورد له العقيلي عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبي سعيد ان
النبي ص قال لعلي أنت أخي قال وهذا قد روي من غير هذا الوجه بأسانيد
متقاربة وأبو جعفر عن أبي سعيد غير متصل وقال ابن عدي ان ابن عقدة
هو سدير بن حكيم بن صهيب أبو الفضل الصيرفي. ونقل عن البخاري
انه قال سدير الصيرفي سمع أبا جعفر قال كان لعلي بن الحسين سمجون
ثعالب قال ابن عيينة رأيته يحدث بكذا في نسخة معتمدة بصيغة الفعل
المضارع من التحديث فصحفها ابن الجوزي بيكذب ثم قال ابن عدي له
أحاديث قليلة وقد ذكر عنه إفراط في التشيع واما في الحديث فأرجو انه لا
باس به اه‍.
التمييز
لم يذكره الطريحي ولا الكاظمي في المشتركات وعن جامع الرواة أنه
نقل رواية جماعة عن سدير بن حكيم وهم عمرو بن أبي نصر الأنماطي وابن
مسكان وخطاب بن مصعب وهشام أو هاشم بن المثنى وعبد الله بن حماد
الأنصاري وإسحاق بن جرير وحريز وإبراهيم بن أبي البلاد وخالد بن عمارة
أو عمار ومحمد بن سليمان عن أبيه عنه والحسن بن محبوب وجميل بن صالح
وأبو الوفاء المرادي وعلي بن رئاب وفضالة بن أيوب ومحمد بن أبي عمير عن
عقبة عنه والعلاء بن رزين وعلي بن الحكم عن أبيه عنه والفضل بن دكين
وزريق بن الزبير والحارث بن حريز وولداه حنان وحسين وعثمان بن
عيسى عن بكير بن محمد عنه.
٦٣٢: سدير الصيرفي
مر بعنوان سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي.
٦٣٣: السدي
اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي أراكة وهو الأكبر ومحمد بن
مروان بن عبد الله بن إسماعيل السدي وهو الأصغر، وهو حفيده، والثاني
لا ينصرف إليه الاطلاق، والشيعي هو الأول ومر في بابه.
الخاتمة
نجز ظهر يوم الخميس العشرين من شهر ذي الحجة الحرام سنة
١٣٦٨ في قرية كيفون من لبنان صينت عن طوارق الحدثان الا طارقا يطرق
بخير. وكان الفراغ من إعادة النظر فيه في ٢٧ جمادى الأولى سنة ١٣٦٩ ه
في بلدة الطيونة من توابع الشياح من ضواحي بيروت على يد مؤلفه الفقير
إلى عفو ربه الغني محسن الحسيني العاملي الشقرائي الشهير بالأمين حامدا
مصليا مسلما.
ويليه الجزء الرابع والثلاثون أوله سديف وفق الله لاكماله.
المستدركات
٦٣٤: أحمد بن هارون الفامي
يروي عنه الصدوق في الأمالي في الحديث ٦ من المجلس ٥٣ مترضيا
ويروي هو عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري.
٦٣٥: ثامر بك بن حسين بك السلمان
توفي حوالي سنة ١٣٠٠.
مرت ترجمته في مستدركات بعض الاجزاء السابقة وفي سوق المعادن
في سنة ١٢٧٢ رجع ثامر بك إلى محله حاكما على عادته بعد أن عزل وذهب
إلى مصر ثم إلى القسطنطينية ولما رجع لاقاه أخوه وأبناء عمه محاربين له
ومجردين كثيرا من أهل البلاد وجرى بينهم حرب في ارض الخيام وآبل
السقي ووقعة أخرى في سهل تبنين ثم وقع الصلح.
٦٣٦: حبيب بن عمرو
من أصحاب أمير المؤمنين علي ع. في أمالي الصدوق في
المجلس ٥٢ الحديث ٤ حدثنا أبي حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي حدثنا
أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر الخزاز عن عمر بن
شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي حمزة الثمالي عن حبيب بن عمرو:
دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في مرضه الذي
قبض فيه فحل عن جراحته فقلت يا أمير المؤمنين ما جرحك هذا بشئ وما
بك من باس فقال لي يا حبيب انا والله مفارقكم الساعة فبكيت عند ذلك
وبكت أم كلثوم وكانت قاعدة عنده فقالها لها ما يبكيك يا بنية فقالت ذكرت
يا أبي انك تفارقنا الساعة فبكيت فقال لها يا بنية لا تبكي فوالله لو ترين ما
يرى أبوك ما بكيت قال حبيب وما الذي ترى يا أمير المؤمنين فقال يا حبيب
أرى ملائكة السماوات والأرضين بعضهم في اثر بعض والنبيين وقوفا إلى أن
يتلقوني وهذا أخي محمد رسول الله ص جالس عندي يقول أقدم فان
امامك خير لك مما أنت فيه فما خرجت من عنده حتى توفي الحديث.
٦٣٧: الشيخ حسن بن محمد السبيتي
توفي سنة ١٢٨٩.

(١) لم نهتد لمعناه بعد المراجعة وكأنه محرف ومر انه من أصحاب السجاد والباقي عليهما السلام
(١٨٦)

ومرت ترجمته في ج ٢٣.
٦٣٨: الشيخ حسين العاملي
الكركي الجبعي
مر في ج ٢٧ وكتب إلينا الفاضل الشيخ احمد رضا العاملي النباطي انه
كان شريك الشيخ محمد علي عز الدين العاملي في الدرس وبينهما مراسلات
نظما ونثرا مذكور بعضها في سوق المعادن كان يرسلها الكركي إليه من
العراق إلى جبل عامل.
٦٣٩: حمد البك ابن محمد بن محمود بن نصار
مرت ترجمته في ج ٢٨ قال الشيخ محمد علي عز الدين في سوق
المعادن توفي في أواخر سنة ١٢٦٩ وتولى بعده ابن أخيه علي بن الأسعد
اه‍ والابيات البائية المذكورة في تاريخ وفاته هي للشيخ إبراهيم صادق
العاملي وكذلك الأبيات المكتوبة على باب القبة فهي له أيضا وهي:
قف أيها الواقف بالباب الذي * قد وقف الأملاك فيه حرسا
واخضع وكن حال الدخول راجيا * له وللإذن به ملتمسا
وان دخلت الباب فاقرأ حمدا * حمدا ومدحا في الصباح والمسا
هو الذي مع يوشع قد جمعا * في تربة حصباؤهما تقدسا
وقد بنى أبو السعود فوقها * بيتا على قواعد المجد رسا
وطاول السبع الأولى مذ أرخوا * بيت على تقوى علي أساسا
سنة ١٢٦٠ فهو مخالف لما مر هنا وفي ترجمته.
٦٤٠: الأمير خليل الحرفوش
في سوق المعادن انه لما بلغه وفاة أخيه الأمير عساف سنة ١٢٧٢ جزع
عليه حتى قتل نفسه بالسلاح عفا الله عن المؤمنين اه‍.
هذا الكتاب
كتب الفاضل العلامة الأديب شاعر جبل عامل وكاتبه الشيخ سليمان
ظاهر العاملي النباطي في مجلة العرفان ج ٢ م ٣٧ ص ٢٢٢ في تقريض
أعيان الشيعة ما صورته.
لا يدرك أمد الأقدمين ممن عرفوا بسعة التأليف والاضطلاع بأعباء
التصنيف من علماء المسلمين في عصور العلم الذهبية غير مؤلف هذا
الكتاب أعيان الشيعة علامة عصره فريد دهره السيد محسن الأمين
الفقيه المتكلم الأديب الشاعر المرجع في التقليد العامل في نشر العلم
المؤسس للمدرسة العلوية في حي الخراب سابقا وحي الأمين اليوم،
والمسومة اليوم بالمدرسة المحسنية وإذا أضيف إلى ذلك ما ينفقه هذا العلامة
الجليل من وقت غير قليل في المراجعات من استفتاءات دينية من مختلف
الأمصار الامامية ومن فض منازعات ومن غشيان الزائرين وهم كثر في
عاصمة كبيرة كدمشق من دمشق ومن الطارئين عليها وإذا ذكرت قيامه في
هذه المهمات وهي وحدها تكاد تستغرق القسم الأكبر من وقته الثمين الذي
كله عمل فيأخذك العجب كيف أتيح له ان يقوم بتأليف هذه الموسوعة أو
المعلمة منفردا بالتأليف والمراجعة والنسخ وتصحيح الطبع وما ذلك مما له
علاقة ماسة بالكتاب دع ما يخرجه من كتب أخرى بالوضع والطبع كاخراجه
كتاب أبي تمام الضخم الذي لم يغادر صغيرة ولا كبيرة مما يتعلق بهذا
الشاعر الخالد الا أحاط بها إحاطة منقطعة النظير، ومثل ذلك اخراجه
لكتاب أبي فراس الحمداني وكتاب أبي نواس الحكمي وأخيرا دعبل الخزاعي
الذي استقصى به اخباره ونفائس أشعاره وكتاب زيد الشهيد والشهيد
الثاني.
اما مجلدات الأعيان فقد بلغت الثلاث والثلاثين مشتملة على
تسعمائة وستة آلاف ترجمة وهي لم تتجاوز حرف الزاي.
وفي تراجم الرجال الذين ترجم لهم من الاخبار ما يغني من يراجعه
عن أمهات كتب التراجم وكتب التاريخ مضافا إلى ذلك التحقيق والتدقيق
والنقد التاريخي المهذب وجل من ترجم لهم من معاصريه ومن تقدمهم
تجنب فيه المبالغات والأغراق في المدح فجرى على خطة القدماء في تراجم
الرجال. ففي الكتاب تاريخ وأدب وشعر إلى اخبار وحوادث قد يصعب
على الباحث الوقوف على مظانها وإلى ذكر رجال لولا الأعيان لظلوا
مغمورين مجهولين.
وفي الكتاب مزية أخرى وهو انه أول كتاب ظهر للإمامية في موضوع
الرجال التاريخي، وانه لم يقتصر على ترجمة رجال الرواية أو رجال الدين بل
جمع إلى تراجمهم تراجم رجال الدنيا. ومزية ثالثة للكتاب عني بها المؤلف
وهي قلما تتسع لها أناة مؤلف فإنه استطاع الحصول على مصادر في رحلته
العراقية الإيرانية المباركة في اللغتين العربية والفارسية ذات قيمة تكاد لا
تصل إليها أيدي الباحثين الذين ينفقون في الوصول إلى أمثالها عامة وقتهم
فكيف بمن شغل القسم الكبير من وقته في تلقي الوافدين لزيارته من
رجالات العراق وإيران من مختلف الطبقات وله مركزه الديني المرموق ومقامه
العلمي والأدبي الطائر الشهرة أضف إلى ذلك ايفاءه حق كل زائر زيارته
بمثلها أو أحسن منها إلى مذاكرات علمية وأدبية مع رجال العلم والأدب
ومع ذلك كله من هذه المهام استتب له الظفر بمادة غزيرة لكتابه.
ومزية رابعة وهي عثوره في زوايا بعض المكتبات الخاصة والعامة على
أوراق نسجت عليها العناكب وقلما أبه لها خازنوها ولها اتصال بكتابه الثمين
فأعاد لها رواءها وضمها إليه مهذبة صافية. ومزية خامسة وهي احياؤه
ترجمة مغمورين لم يترجم لهم مترجم ولم يذكرهم ذاكر، وقلما عثر على
بعض ما خلفوه من الآثار باحث وذلك مما يزيد في قيمة الكتاب ومزية
سادسة وهي استفراغه وسعه الموقوف على ترجمة كل منسوب إلى التشيع من
مختلف الأمصار والأعصار ممن ترجم لهم إخوانهم السنة وقد أغفل تراجمهم
رجال الشيعة إلى غير ذلك مما يطول به وصف هذا الكتاب الفذ في بابه.
وبعد فان صاحب الأعيان العظيم أشبه بتأليفه كتابه من حيث ما
بذل فيه من الجهد والتعمق في البحث للعثور على ما عثر عليه من مادته
الغزيرة وخاصة الرجال المغمورين المجهولين ممن رد إليهم حياتهم الأدبية
بالعالم الأثري الذي ينفق المال الكثير والوقت الطويل ويتحمل المشاق
للوصول من الأحافير إلى اثر من اثار الأمم الدارسة يضمه إلى المتاحف
الأثرية ويخدم به التاريخ القديم. وكان من مثل هذه الطرف النادرة الشئ
الكثير لمؤلف الأعيان أمد الله في حياته وأمتع الأمة بطول بقائه لينظم
مفاخرها، تليدها وطريفها، متناسقة لآليها الغالية في سمط عقده الفريد
كتابه الخالد الأعيان.
(١٨٧)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وسلم تسليما ورضي الله عن أصحابه المنتجبين والتابعين لهم باحسان
وتابعي التابعين وعن العلماء والعباد والزهاد والصالحين.
وبعد، فيقول العبد الفقير إلى عفو الله واحسانه محسن ابن المرحوم
السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي الشقرائي نزيل دمشق الشام عفا
الله عن جرائمه: هذا هو الجزء الرابع والثلاثون من كتابنا أعيان
الشيعة وفق الله لاكماله ومنه تعالى نستمد المعونة والتوفيق والتسديد وهو
حسبنا ونعم الوكيل.
٦٤١: سديف بن مهران بن ميمون المكي.
قتل سنة ١٤٧ كما في تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني وفي
مسودة الكتاب قتل حدود سنة ١٤٥.
الخلاف في ولائه
قال ابن عساكر: مولى آل أبي لهب وفي الأغاني عن الفضل بن دكين
انه مولى آل أبي لهب. وقال ابن شهرآشوب في معالم العلماء وصاحب
شذرات الذهب: مولى زين العابدين ع وقال بعضهم مولى بني
هاشم وقال ابن الأثير مولى السفاح. وفي كتاب الشعر والشعراء انه مولى
ولد العباس. وفي الأغاني مولى خزاعة وفي تلخيص اخبار شعراء الشيعة
مولى بني هاشم وقيل مولى خزاعة.
سبب قتله
اتفق المؤرخون على أن سبب قتله مدحه الطالبيين وهجوه العباسيين
واختلفوا فيمن تولى قتله وفي كيفية قتله قال ابن عساكر:
لما خرج محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب بالمدينة مال
إليه سديف وتابعه وكان من خاصته وصار يطعن على أبي جعفر ويقول فيه
ويمتدح بني علي ويتشيع لهم فجعل يوما ومحمد بن عبد الله على المنبر
وسديف عن يمين المنبر يقول ويشير بيده إلى العراق يريد أبا جعفر:
أسرفت في قتل البرية جاهدا * فاكفف يديك أظلها مهديها
فلتأتينك غارة حسنية * جرارة يحتثها حسنيها
يشير إلى محمد بن عبد الله:
حتى يصبح قرية كوفية * لما تغطرس ظالما حرميها
فبلغ ذلك أبا جعفر فقال: قتلني الله ان لم أسرف في قتله. فلما قتل
عيسى بن موسى محمد بن عبد الله كتب أبو جعفر إلى عمه عبد الصمد
وكان عامله على مكة ان ظفر بسديف ان يقتله فظفر به علانية على رؤوس
الناس، وكان يحفظ له ما كان من مدائحه إياهم قبل خروجه، فقال له:
ويحك يا سديف ليس لي فيك حيلة وقد أخذتك ظاهرا على رؤوس الناس
ولكنني أعاود فيك أمير المؤمنين فكتب إلى أبي جعفر يخبره بأمره فكتب إليه
يأمره بقتله، فجعل يدافع عنه ويعاوده في أمره، فكتب إليه والله لئن لم
تقتله لأقتلنك، ولا يغرنك قولك انا عمه. فدافع بقتله حتى حج
المنصور، فلما قرب من الحرم اخرج عبد الصمد سديفا من الحرم فضرب
عنقه، ثم خرج للقاء المنصور فلما لقيه دنا منه وهو في قبته فسلم عليه فقال
له أبو جعفر من قبل ان يرد عليه السلام ما فعلت في أمر سديف؟ قال
قتلته يا أمير المؤمنين، قال وعليك السلام يا عم، يا غلام: أوقف،
فأوقف ثم أمره فعاد له اي في المحمل.
تحرج عبد الصمد من قتله في الحرم فأخرجه إلى خارج الحرم فقتله
ولم يتحرج من أصل قتله، وان كان تحرج من ذلك فخوفه من معصية
المنصور حملته على تقديم معصية الله على معصية المنصور. نعوذ بالله من
صحبة الظالمين التي تؤدي إلى مثل هذا أو دونه.
وفي لسان الميزان عن العقيلي ان قاتله داود بن علي لا عبد الصمد بن
علي.
وفي تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني: قيل إن سديفا كان
بينه وبين المنصور صداقة قبل الخلافة فلما ولي اتاه فوصله بألف دينار وكان
يعلم ميله إلى آل أبي طالب فقال له كأني بك قد اخذت هذا المال فدفعته
إلى ولد علي ووالله لئن فعلت لأقتلنك فقال له أعيذك بالله ان تقول هذا ثم
انطلق إلى الحجاز فدفع المال إلى محمد بن عبد الله بن الحسن فبلغ المنصور
فكان سبب قتله وقيل إنه جاء إلى عبد الصمد عم المنصور فاستجار به وكان
من أظرف الناس وأملحهم فنفق عليه وقرب من قلبه والمنصور قد أغفل امر
سديف لئلا يبعد إلى حيث لا يقدر عليه فلما حج المنصور تلقاه عبد الصمد
ومعه سديف فلما رآه المنصور قال لعبد الصمد: سوءا لك يا شيخ تلجئ
إليك عدوي وعدو آل العباس وأظهر عليه الغضب فلما عاد عبد الصمد إلى
داره قتل سديفا في السر وكان ذلك في سنة ١٤٧ اه‍.
وفي مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته، والظاهر أنه من
كتاب العمدة: قيل إنه لما ظهر محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب بالمدينة في أيام أبي جعفر المنصور دخل عليه سديف بن
ميمون وأنشده أبياتا يحرضه فيها على اظهار الدعوة ويطعن في دولة بني
العباس يقول منها:
انا لنأمل ان ترتد ألفتنا * بعد التفرق والشحناء والإحن
وتنقضي دولة احكام قادتها * فينا كأحكام قوم عابدي وثن
فانهض ببيعتكم ننهض ببيعتنا * ان الخلافة فيكم يا بني حسن
فلما بلغت الأبيات المنصور كتب فيه إلى عبد الصمد بن علي عامله
على مكة فأخذه وقطع يديه ورجليه وجدع أنفه فلم يمت فدفنه حيا. وعن
ابن رشيق في العمدة انه قال في هذه الأبيات الثلاثة انها لعبد الله بن
مصعب نسبت إلى سديف وحملت عليه فقتل بسببها اه‍
وفي مجلة العرفان م ٢٥ ص ٦٨٥ عن كتاب الشعر والشعراء
ص ٢٩٤ ان سديفا قال لإبراهيم بن عبد الله الحسني أخي النفس الزكية
لما صعد المنبر بالبصرة:
أيها أبا إسحاق مليتها * في صحه منك وعمر طويل
أذكر هداك الله ذحل الأولى * سير بهم في مصمتات الكبول

(١) ليس لذلك اثر في كتاب الشعر والشعراء مع أن عدد صفحاته ١٨٣ فالظاهر أنه منقول عن
العمدة لابن رشيق - المؤلف -.
(١٨٨)

يعني بذلك أبا إبراهيم هذا عبد الله المحض ومن حمل معه من
العلويين إلى أبي جعفر المنصور فلما قتل إبراهيم هرب سديف وكتب إلى
المنصور:
أيها المنصور يا خير العرب * خير من ينميه عبد المطلب
انا مولاك وراج عفوكم * فاعف عني اليوم من قبل العطب
فوقع المنصور في كتابه:
ما نماني محمد بن علي * ان تشبهت بعدها بوليي
وكتب إلى عبد الصمد بن علي يأمره بقتله فيقال انه دفنه حيا اه‍
وروى ابن عساكر عن البلاذري ان سديفا كان مائلا إلى المنصور فلما
استخلف وصله بألف دينار فدفعها إلى محمد بن عبد الله معونة له فلما قتل
محمد صار مع أخيه إبراهيم حتى إذا قتل إبراهيم اتى المدينة فاستخفى بها
وقيل إنه طلب الأمان من عبد الصمد وهو واليها. مر انه كان واليا على
مكة فأمنه وأحلفه ان لا يبرح من المدينة ولما قدم المنصور المدينة قيل له قد
رأينا سديفا ذاهبا وجائيا فبعث في طلبه واخذ عبد الصمد في طلبه أشد اخذ
فاتي به فجعل في جوالق ثم خيط عليه وضرب بالخشب حتى كسر ثم رمي
به في بئر وبه رمق حتى مات اه‍ وعن ابن الأهدل ويأتي عن الشذرات ان
المنصور قال له بعد ما مدح السفاح واجازه بألف دينار كأني بك يا سديف
قد قدمت المدينة فقلت لعبد الله بن الحسن يا ابن رسول الله انما نداهن بني
العباس لأجل عطاياهم وأقسم بالله لئن فعلت لأقتلنك ففعل سديف ذلك
وانتهى خبره إليه فلما تمكن منه ضربه حتى مات.
صفته
ابن عساكر عن العقيلي ان سديفا كان أعرابيا بدويا شديد السواد.
أقوال العلماء فيه
كان سديف شاعرا مجيدا مطبوعا وعده ابن شهرآشوب في المعالم في
شعراء أهل البيت المقتصدين ويظهر من مجموع اخباره الآتية انه كان معاديا
لبني أمية متشيعا للطالبيين وانه كان يظهر التشيع لبني العباس في أول
دولتهم فلما ظهر أولاد عبد الله بن الحسن أظهر التشييع لهم والميل عن بني
العباس فقتله المنصور لأجل ذلك شر قتلة. وقال الشيخ في رجاله في
أصحاب الباقر ع سديف المكي شاعر اه‍ ويأتي في عبد العزيز بن
يحيى الجلودي ان له كتاب اخبار سديف وفي ميزان الذهبي سديف بن
ميمون المكي رافضي خرج مع ابن حسن فظفر به المنصور فقتله قال
العقيلي: كان من الغلاة في الترفض وفي الأغاني ج ١٤ ص ٤٥٦
سديف بن ميمون مولى خزاعة وهو من مخضرمي الدولتين. وذكره المرزباني
في كتاب تلخيص اخبار شعراء الشيعة كما في نسخة مخطوطة من النبذة
المختارة من ذلك الكتاب موجودة عندي وهو الثامن عشر منهم فقال
سديف بن ميمون مولى بني هاشم وقيل مولى خزاعة وذكره ابن عساكر في
تاريخ دمشق فقال سديف بن ميمون المكي الشاعر مولى آل أبي لهب.
بغضه للأمويين وحبه للهاشميين
في الأغاني: كان سديف شديد التعصب لبني هاشم مظهرا لذلك في
أيام بني أمية وكان يخرج إلى صحار صغار في ظاهر مكة يقال لها صفا
الشراب ويخرج مولى لبني أمية معه يقال له سباب فيتسابان ويذكران المثالب
والمعايب ويخرج معهما من سفهاء الفريقين من يتعصب لهذا ولهذا فلا
يرجعون حتى يكون الجرح والشجاج ويخرج السلطان إليهم فيفرقهم
ويعاقب الجناة. وفي تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني: قال سديف
رحمه الله يهجو بني أمية:
أمست أمية قد أظل فناؤها * يا قرة العين المداوى داؤها
أمست أمية قد تصدع شعبها * شعب الضلال وشتت أهواؤها
ولقد سررت لعبد شمس انها * أمست تساق مباحة أحماؤها
فلئن أمية عبد شمس ودعت * لقد اضمحل عن البلاد بلاؤها
زعمت أمية وهي غير حليمة * ان لن يزول ولن يهد بناؤها
وقضى الإلاه بغير ذاك فذبحت * حتى ترفع في العجاج دماؤها
فأمية العين الكليلة في الهدى * وأمية الأيدي القليل جداؤها
وأمية الاذن المصيخة للخنا * وأمية الداء الدوي وعاؤها
وأمية الكف المصرد نيلها * وأمية القول البعيد وفاؤها
وأمية القدم المقدم شرها * وأمية القدم المقصر شأوها
هيهات قد سفهت أمية دينها * حتى أذل صغارها كبراؤها
ولهت بمنزل عزة فأحلها * دار الندامة للشقاء شقاؤها
يا رب حرمة مسلم متعبد * هتكت وكشف بالعراء غطاؤها
ودعاء أرملة دعت ويلا وقد * كمدت ولم يرحم هناك دعاؤها
لعنت أمية كم لها من سوأة * مع سوأة مشهورة عوراؤها
لا سوقة منها أتت قصدا ولا * عملت بقصد طريقة أمراؤها
يا أيها الباكي أمية ضلة * ارسل دموع العين طال بكاؤها
أمست أمية لا أمية ترتجى * قلب الزمان لها وهم فناؤها
اخباره مع السفاح في قتل بني أمية
كان ظهور الدولة العباسية وقتل بني أمية بعد قتل آخر ملك منهم وهو
مروان بن محمد الملقب بالحمار سنة ١٣٢ فيما ذكره ابن الأثير وغيره من
المؤرخين وروى أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني ج ٤ ص ٩٢ عن
عمه عن محمد بن سعد اللكراني عن النضر بن عمرو عن المعيطي قال
وأخبرنا محمد بن خلف وكيع عن أبي السائب سلم بن جنادة السوائي
سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول دخل سديف وهو مولى أبي لهب على
أبي العباس السفاح بالحيرة هكذا قال وكيع وقال اللكراني في خبره
واللفظ له كان أبو العباس جالسا في مجلسه على سريره وبنو هاشم دونه على
الكراسي وبنو أمية على الوسائد قد ثنيت لهم وكانوا في أيام دولتهم يجلسون
هم والخلفاء منهم على السرير ويجلس بنو هاشم على الكراسي فدخل
الحاجب فقال يا أمير المؤمنين بالباب رجل حجازي اسود راكب على نجيب
متلثم يستأذن ولا يخبر باسمه ويحلف ان لا يحسر اللثام عن وجهه حتى يراك
فقال هذا مولاي سديف فدخل فلما نظر إلى أبي العباس وبنو أمية حوله
حدر اللثام عن وجهه وانشد يقول:
أصبح الملك ثابت الآساس * بالبهاليل من بني العباس
بالصدور المقدمين قديما * والرؤوس القماقم الرؤاس
يا أمير المطهرين من الذم * ويا رأس منتهى كل رأس
أنت مهدي هاشم وهداها * كم أناس رجوك بعد أناس
(١٨٩)

لا تقيلن عبد شمس عثارا * وأقطعن كل رقلة وغراس
أنزلوها بحيث أنزلها الله * بدار الهوان والإتعاس
خوفهم أظهر التودد منهم * وبهم منكم كحز المواسي
أقصهم أيها الخليفة واحسم * عنك بالسيف شأفة الأرجاس
واذكرن مصرع الحسين وزيد * وقتيلا بجانب المهراس
والامام الذي يحر ان امسى * رهن قبر في غربة وتناسي
فلقد ساءني وساء سوائي * قربهم من نمارق وكراسي
نعم كلب الهراش مولاك لولا * أود من حبائل الافلاس
فتغير لون أبي العباس واخذه رمع ورعدة فالتفت بعض ولد
سليمان بن عبد الملك إلى رجل منهم كان إلى جنبه فقال قتلنا والله العبد.
ثم اقبل أبو العباس عليهم فقال يا بني الفواعل لا أرى قتلاكم من أهلي قد
سلفوا وأنتم احياء تتلذذون في الدنيا خذوهم فأخذتهم الخراسانية بالكفر
كوبات فأهمدوا الا ما كان من عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز فإنه
استجار بداود بن علي وقال له ان أبي لم يكن كآبائهم وقد علمت صنيعته
إليكم فأجاره واستوهبه من السفاح وقال له قد علمت يا أمير المؤمنين صنيع
أبيه إلينا فوهبه له وقال لا تريني وجهه وليكن بحيث تأمنه وكتب إلى عماله
في النواحي بقتل بني أمية اه‍ وفي تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني:
قيل كان سديف يناضل قوما من بني أمية بفرس له عربية وكانوا ينالون من
علي بن أبي طالب ع فشكا ذلك إلى أبي العباس السفاح فكان أبو
العباس حاقدا لما اخبره به سديف فلما أفضت إليه الخلافة كان الحاجب
واقفا فإذا فارس قد اقبل ما يرى منه الا الحدق فقال للحاجب قل للخليفة
بالباب مولاك قال ادخل به وكان عنده سليمان بن هشام وولداه فحسر عن
وجهه فإذا سديف فأنشده: الأبيات التي مرت.
قال فسار أبو العباس لأبي جعفر المنصور وقد استحيا من سليمان
وولديه فقال أبو جعفر اذبحهما على صدره فبدأ بهما فذبحهما وذبح، وكتب
أبو العباس إلى عمه عبد الله بن علي إذا قرأت كتابي فانظر من كان قبلك
من بني أمية فلا تبقين منهم ديارا فأرسل إليهم ان سيروا إلي فسار إليه منهم
نيف وسبعون رجلا فقتلهم اه‍ هذا ولكن أبا العباس المبرد في الكامل روى
هذا الشعر على غير هذا الوجه ولم ينسبه إلى سديف بل إلى شبل مولى بني
هاشم، قال أبو العباس دخل شبل بن عبد الله مولى بني هاشم على
عبد الله بن علي وقد اجلس ثمانين من بني أمية على سمط الطعام فأنشده:
أصبح الملك ثابت الآساس * بالبهاليل من بني العباس
طلبوا وتر هاشم وشفوها * بعد ميل من الزمان وياس
لا تقيلن عبد شمس عثارا * واقطعن كل رقلة وأواسي (٤)
ذلها أظهر التودد منها * وبها منكم كحز المواسي
ولقد غاظني وغاظ سوائي * قربها من نمارق وكراسي
أنزلوها بحيث أنزلها الله * بدار الهوان والاتعاس
واذكروا مصرع الحسين وزيد * وقتيلا بجانب المهراس
والقتيل الذي بحران اضحى * ثاويا بين غربة وتناسي
نعم شبل الهراش مولاك شبل * لو نجا من حبائل الافلاس
فامر بهم عبد الله فشدخوا بالعمد وبسطت السمط وجلس عليها
ودعا بالطعام وانه ليسمع أنين بعضهم حتى ماتوا جميعا وقال لشبل لولا انك
خلطت شعرك بالمسألة لأغنمتك أموالهم وعقدت لك على جميع موالي بني
هاشم قال فاما سديف فإنه لم يقم هذا المقام وانما قام مقاما آخر. دخل على
أبي العباس السفاح وعنده سليمان بن هشام بن عبد الملك وقد أعطاه يده
فقبلها وأدناه فاقبل على السفاح وقال له:
لا يغرنك ما ترى من رجال * ان تحت الضلوع داء دويا
فضع السيف وارفع السوط حتى * لا ترى فوق ظهرها أمويا
فقال سليمان ما لي ولك أيها الشيخ قتلتني قتلك الله فقام أبو العباس
فدخل وإذا المنديل قد القي في عنق سليمان ثم جر فقتل اه‍ ويمكن ان
يكون وقع اشتباه من الرواة هنا وأن يكون لكل من شبل وسديف أبيات
على هذا الوزن والقافية قالها عند دخوله على أبي العباس فادخل الرواة
اشتباها بعض أبيات كل منهما في أبيات الآخر كما وقع مثله كثيرا ويمكن ان
تكون القصة مع شبل كما قال المبرد ونسبها الناس إلى سديف لاشتهاره دون
شبل والله أعلم.
وروى أبو الفرج في الأغاني بسنده ان سديفا أنشد أبا العباس وعنده
رجال من بني أمية:
يا ابن عم النبي أنت ضياء * استبنا بك اليقين الجليا
فلما بلغ قوله:
جرد السيف وارفع العفو حتى * لا ترى فوق ظهرها أمويا
لا يغرنك ما ترى من رجال * ان تحت الضلوع داء دويا
بطن البغض في القديم فأضحى * ثاويا في قلوبهم مطويا
وهي طويلة فقال أبو العباس يا سديف خلق الإنسان من عجل ثم
أنشد أبو العباس متمثلا:
أحيا الضغائن آباء لنا سلفوا * فلن تبيد وللآباء أبناء
ثم أمر بمن عنده فقتلوا. قال أبو الفرج وروى ابن المعتز في قصة
سديف مثل ما ذكرناه من قبل الا انه قال فيها فلما أنشده ذلك التفت إليه
أبو الغمر سليمان بن هشام فقال يا ماص بظر أمه أتواجهنا بمثل هذا ونحن
سروات الناس فغضب أبو العباس وكان سليمان بن هشام صديقه قديما
وحديثا يقضي حوائجه في أيامهم ويبره فلم يلتفت إلى ذلك وصاح
بالخراسانية فقتلوهم جميعا الا سليمان بن هشام فاقبل عليه أبو العباس فقال
يا أبا الغمر ما أرى لك في الحياة بعد هؤلاء خيرا قال لا والله قال فاقتلوه
وكان إلى جنبه فقتل.
وفي الأغاني بسنده ان سديفا قال لأبي العباس يحضه على بني أمية
ويذكر من قتل مروان وبنو أمية من قومه:

(١) قال المبرد في الكامل الرقلة النخلة الطويلة وفي القاموس الرقلة (بالفتح) النخلة فاتت اليد
(والغراس) بالكسر جمع غرس بالفتح وهو الشجر المغروس أو جمع غريسة وهي النخلة أول
ما تغرس - المؤلف -.
(٢) الرمع بالسكون والرمح بالتحريك اصفرار وتغير في الوجه.
(٣) كأنها لفظة فارسية.
(٤) الرقلة مر تفسيرها (والأواسي) في كامل المبرد جمع اسية وهي أصل البناء كالأساس.
(٥) قتيل المهراس حمزة (ع) والمهراس ماء بأحد.
(٦) هو إبراهيم الامام - المؤلف -.
(١٩٠)

كيف بالعفو عنهم وقديما * قتلوكم وهتكوا الحرمات
أين زيد وأين يحيى بن زيد * يا لها من مصيبة وثرات
والامام الذي أصيب بحران * أمام الهدى ورأس الثقات
قتلوا آل احمد لا عفا الله * لمروان غافر السيات
وقال ابن الأثير في الكامل ج ٥ ص ١٦٨: لما ولي السفاح الخلافة
حضر عنده سليمان بن هشام بن عبد الملك فأكرمه وأعطاه يده فقبلها فلما
رأى ذلك سديف مولى السفاح اقبل عليه وقال:
لا يغرنك ما ترى من رجال * ان تحت الضلوع داء دويا
فضع السيف وارفع السوط حتى * لا ترى فوق ظهرها أمويا
فاقبل عليه سليمان وقال قتلتني أيها الشيخ وقام السفاح فدخل فاخذ
سليمان فقتل وفي ج ٥ ص ٢٠٤ دخل سديف على السفاح وعنده
سليمان بن هشام بن عبد الملك وقد أكرمه فقال سديف وذكر البيتين إلى
آخر الخبر وفي شذرات الذهب ج ١ ص ١٨٧ استأمن سليمان بن هشام
وابناه في نحو ثمانين رجلا إلى السفاح فأمنهم حتى قدم عليه سديف بن
ميمون مولى زين العابدين فأنشده:
ظهر الحق واستبان مضيا * إذ رأينا الخليفة المهديا
إلى قوله:
قد اتتك الوفود من عبد شمس * مستكينين قد أجادوا المطيا
فاردد العذر وامض بالسيف حتى * لا ترى فوق ظهرها أمويا
وأنشده أيضا:
علام وفيم نترك عبد شمس * لها في كل راعية ثغاء
أمير المؤمنين أبح دماهم * فان تفعل فعادتك المضاء
وأنشده أيضا:
أصبح الملك ثابت الأساس * بالبهاليل من بني العباس
إلى قوله:
ذلهم أظهر التودد منهم * وبهم منكم كحز المواسي
فلما سمع السفاح ذلك امر بقتل جميعهم وأجاز سديفا بألف دينار ثم
قال المنصور كأني بك يا سديف قد قدمت المدينة فقلت لعبد الله بن الحسن
يا ابن رسول الله انما نداهن بني العباس لأجل عطاياهم نقوم بها أودنا
وأقسم بالله لئن فعلت لأقتلنك ففعل سديف ذلك وانتهى خبره إليه فلما
تمكن منه ضربه حتى مات اه‍.
اخباره مع المنصور في قتل بني أمية
ابن عساكر: اخرج العقيلي في كتاب الضعفاء ان سديفا قدم على
المنصور وكان أعرابيا بدويا شديد السواد فنظر إلى رجل من بني أمية في
مجلس المنصور فعرفه فقال والله يا أمير المؤمنين ان هذا خب يلحظك بعين
العدو فتكلم الأموي فقال له سديف أفلت نجومك وحان اجلك يا أمير
المؤمنين أطف شعلة لهبه وشهاب قلبه فقال الأموي أصبحنا بحمد الله ما
نتخوف غضبه ولا شوكة مخلبه وقد قل به الجور بعد كثرته وكثر به العدل
بعد قلته فقال سديف يا أمير المؤمنين دونكه قبل ان ينصب لك شباك حيله
وأشراك دغله فإنه الذي كدمنا بأعضله وكلمنا بكلكله فقال الأموي قد والله
رفع الله أمير المؤمنين عن خلف الوعد ونقض العهد هذا أمان ليس لك علي
فيه سلطان بيد ولا لسان فاكفف يا سديف وأخبرني هل أطرفتنا بشئ من
شعرك فقال لقد أطرفتك بسبائك ذهب ودر نظم وجوهر عقيان فصلتهن
لك بزبرجد منضود في سلك معقود لتعرف اني ناصع الجيب أمين الغيب
فأنشده أبياتا يحرضه على الأموي فما فرع منها حتى دعا بالأموي فقتله
وهي:
يا رائق العنق من جلباب دولته ومن نشأ قلبه مستيقظا عادي كذا
انى ومن أين لي في كل منزلة * مولى كانت لابراق وارعاد
أو مثل بحرك بحر لا يزال به * ريان مرتحل أو وارد صادي
لا تبق من عبد شمس حية ذكرا * يسمى إليك بأرصاد والحاد
جرد لهم رأي عزم منك مصطلم * يكبون منه عباديدا على الهادي
ولا تقيلن منهم عثرة ابدا * فكهلهم وفتاهم حية الوادي
وهل يعلم هما حمره حدث * عبد ومولاه نحرير بها هادي
آليت لو أن لي بالقوم مقدرة * لم ابق من حاضر منهم ولا بادي
دعاؤه في دولة الجور
ابن عساكر: بلغني ان سديفا كان يقول: اللهم صار فيئنا دولة بعد
القسمة، وإمارتنا غلبة بعد المشورة، وعهدنا ميراثا بعد الاختيار للأمة،
واشتريت الملاهي والمعازف بسهم اليتيم والأرملة، وحكم في أبشار
المسلمين أهل الذمة، وتولى القيام بأمورهم فاسق كل محلة، اللهم قد
استحصد زرع الباطل وبلغ نهيته واجتمع طريده، اللهم فاتح له يدا من
الحق حاصدة تبدد شمله، وتفرق امره ليظهر الحق في أحسن صورته وأتم
نوره اه‍ والظاهر أنه كان يدعر بهذا
في دولة بني أمية لأن دولة بني العباس في أولها لم يكن ذلك قد اشتهر فيها.
قتله ولدي بسر بن أبي أرطاة
ابن عساكر: بلغني ان سديفا لم يزل يطلب ولد بسر بن أبي أرطاة
حتى ظفر باثنين له بساحل دمشق فقتلهما لقتل بسر جدهما ابني عبيد الله بن
العباس بن عبد المطلب باليمن لما بعثه معاوية أميرا عليها بعد مقتل
عثمان اه‍ وهذا من جملة ما تقرب به سديف إلى بني العباس وأظهر به
بغضه للأمويين وقوله لما بعثه معاوية أميرا عليها الخ ليس بصواب فان
معاوية لم يبعثه أميرا على بلد وانما بعثه مفسدا في الأرض ففعل ما فعل باهل
الحرمين وباليمن وقتل ولدي عبيد الله بن العباس الرضيعين تحت ذيل أمهما
ذبحا على درج صنعاء فذهب عقلها. وقوله بعد مقتل عثمان لا محل له ولا
مناسبة والصواب ان يقال بعد صفين والحكمين. وقتل ولدي بسر بولدي
عبيد الله مناف لقوله تعالى: لا تزر وازرة وزر أخرى الا ان يكونا على
طريقة أبيهما فان الحية لا تلد الا حية.
من اخباره
في الأغاني: لما قال سديف قصيدته التي يذكر فيها امر بني حسن بن

(١) السيق يدل على أن هذا الكلام من قوله فاكفف يا سديف هو كلام المنصور لا كلام الأموي
فالظاهر أن فيه نقصا وان أصله فقال المنصور قد أمناه فكفف يا سديق وأخبرني الخ.
(٢) الهم بكسر الهاء الكبير السن - المؤلف -.
(١٩١)

حسن وأنشدها المنصور بعد قتله لمحمد بن عبد الله بن حسن اتى على هذا
البيت:
يا سوأة للقوم لا كفوا ولا * إذ حاربوا كانوا من الأحرار
فقال له المنصور أتحضهم علي يا سديف قال لا ولكني أؤنبهم يا أمير
المؤمنين. وسلم سديف على رجل من بني عبد الدار فقال له العبدي من
أنت يا هذا قال انا رجل من قومك انا سديف بن ميمون قال لا والله ما في
قومي سديف ولا ميمون قال صدقت لا والله ما كان قط فيهم ميمون ولا
مبارك اه‍ الأغاني.
أشعاره سوى ما مر
أورد له ابن شهرآشوب في المناقب قوله:
أنتم يا بني علي ذوو الحق * وأهلوه والفعال الزكي
بكم يهتدي من الغي والناس * جميعا سواكم أهل غي
منكم يعرف الامام وفيكم * لا أخو تيمها ولا من عدي
وأورد له ابن قتيبة في كتاب الشعر والشعراء قوله:
وأمير من بني جمح * طيب الأعراق ممتدح
ان أبحناه مدائحنا * عاضنا منهن بالوضح
٦٤٢: السيد سراج حسين بن المفتي السيد محمد علي قلي ابن محمد
حسن بن حامد حسين بن زيد العابدين الموسوي النيسابوري الكنتوري
الهندي.
مر ذكره في باب حسين ج ٢٧ وكان ينبغي ذكره هنا في حرف
السين.
٦٤٣: السراج
في التعليقة: هو حيان وأحمد بن أبي بشر وفي منتهى المقال:
ويعقوب.
٦٤٤: السراد
هو الحسن بن محبوب.
٦٤٥: سراقة بن مرداس الأزدي البارقي.
في تاريخ دمشق لابن عساكر: شاعر من شعراء العراق أدرك عصر
النبي ص وشهدي اليرموك وكان بارزا إلى الأزد يعاونها قدم دمشق في أيام
عبد الملك هاربا من المختار بن أبي عبيد الثقفي وكان قد هجاه ثم رجع إلى
العراق مع بشر بن مروان وكانت بينه وبين جرير مهاجاة وقال ابن عثمان
البجلي الكوفي كان سراقة البارقي شاعرا ظريفا تحبه الملوك وكان قاتل
المختار فأخذه أسيرا فامر بقتله فقال والله لا تقتلني حتى تنقض دمشق حجرا
حجرا فقال المختار لأبي عمرة من يخرج أسرارنا؟ ثم قال من أسرك قال قوم
على خيل بلق عليهم ثياب بيض لا أراهم في عسكرك فاقبل المختار على
أصحابه فقال إن عدوكم يرى من هذا ما لا ترون ثم قال إني قاتلك قال
والله يا امين آل محمد أنت تعلم أن هذا ليس باليوم الذي تقتلني فيه قال
ففي اي يوم أقتلك قال يوم تضع كرسيك على باب مدينة دمشق فتدعوني
يومئذ فتضرب عنقي فقال المختار يا شرطة الله من يذيع حديثي؟ ثم خلى
عنه وكان المختار يكنى أبا إسحاق فقال سراقة:
ألا أبلغ أبا إسحاق اني * رأيت البلق دهما مصمتات
كفرت بوحيكم وجعلت نذرا * علي هجاءكم حتى الممات
أري عيني ما لم ترأياه * كلانا عالم بالترهات
وقال لما اخذته خيل المختار بن عبيد:
ألا أبلغ أبا إسحاق انا * غزونا غزوة كانت علينا
خرجنا لا نرى الضعفاء شيئا * وكان خروجنا بطرا وحينا
نراهم في مصفهم قليلا * وهم مثل الدبى لما التقينا
لقينا منهم ضربا طلحفا * وطعنا ضاحكا حين التقينا
نصرت على عدوك كل يوم * بكل كتيبة تنعى حسينا
كنصر محمد في يوم بدر * ويوم الشعب إذ لاقى حنينا
ثم قدم سراقة بعد ذلك العراق مع بشر بن مروان فمدح بشرا جرير
والفرزدق وأعشى بني شيبان فحمل سراقة على جرير حتى هجاه فقال:
أبلغ تميما غثها وسمينها * والقول يقصد ترة ويجور
ان الفرزدق برزت حلباته * عفوا وغودر في الغبار جرير
ما كنت أول محمر عثرت به * آباؤه ان اللئيم عثور
حرر كليبا أن خير صنيعة * يوم الحساب العتق والتحرير
هذا القضاء البارقي وانني * بالميل في ميزانه لجدير
فقال جرير يجيبه:
يا صاحبي هل الصباح منير * أم هل للوم عواذلي تفتير
يا بشر انك لم تزل في نعمة * يأتيك من قبل المليك بشير
بشر أبو مروا ان عاسرته * عسر وعند يساره ميسور
يا بشر حق لوجهك التبشير * هلا غضبت لنا وأنت أمير
قد كان حقك ان تقول لبارق * يا آل بارق فيم سب جرير
ان الكريمة ينصر الكرم ابنها * وابن اللئيمة للئام نصور
امسى سراقة قد عوى لشقائه * خطب وأمك يا سراق يسير كذا
أسراق انك قد غشيت ببارق * أمرا مطالعه عليك وعور
أسراق انك لا نزارا نلتم * والحي من يمن عليك نصير
أكسحت بأسك للفخار وبارق * شيخان أعمى مقعد وكسير
وقال جرير أيضا:
امسى حليك قد أجد فراقا * هاج الحزين وذكر الاشواقا
وإذا لقيت مجيلسا من بارق * لاقيت أضيع مجلس أخلاقا
فقد الأكف عن المكارم كلها * والجامعين مذلة ونفاقا
ولقد هممت بان أدمدم بارقا * فحفظت فيهم عمنا إسحاقا
ثم نزعا فمر جرير بسراقة بمنى والناس مجتمعون عليه وهو ينشد
فجهره جماله واستحسن نشيده فقال من أنت قال بعض من أخزى الله على
يديك فقال اما والله لو عرفتك لوهبتك لظرفك اه‍ ويمكن ان يستدل على
تشيعه بقوله يمدح إبراهيم بن مالك الأشتر لما قتل عبيد الله بن زياد كما في
تاريخ ابن الأثير ج ٤ ص ١٣٠:
اتاكم غلام من عرانين مذحج * جري على الأعداء غير نكول
(١٩٢)

فيا ابن زياد بؤ بأعظم هالك * وذق حد ماضي الشفرتين صقيل
جزى الله خيرا شرطة الله انهم * شفوا من عبيد الله أمس غليلي
ومن شعره قوله يرثي عبد الرحمن بن مخنف الغامدي وقتل في حرب
الخوارج كما في تاريخ ابن الأثير ج ٤ ص ١٩٠ ومعجم البلدان ج ٧
ص ٢٠٥.
ثوى سيد الأزدين أزد شنوءة * وأزد عمان رهن رمس بكازر
وضارب حتى مات أكرم ميتة * بأبيض صاف كالعقيقة باتر
وصرع حول التل تحت لوائه * كرام المساعي من كرام المعاشر
قضى نحبه يوم اللقاء ابن مخنف * وادبر عنه كل الوث داثر
أمد ولم يمدد فراح مشمرا * إلى الله لم يذهب بأثواب غادر
٦٤٦: سرايا بن حماد بن مزيد الأسدي الحلي.
هو من أمراء بني مزيد أصحاب الحلة السيفية بالعراق قال ابن الأثير
في حوادث سنة ٤٢٠ ان دبيس بن مزيد الأسدي خالف عليه قوم من بني
عمه ونزلوا الجامعين فأتاهم وقاتلهم فظفر بهم وأسر منهم جماعة وعد فيهم
سرايا بن حماد بن مزيد وحملهم إلى الجوسق ثم إن المقلد بن أبي الأغر بن
مزيد وغيره اجتمعوا ومعهم عسكر من جلال الدولة وقصدوا دبيسا وقاتلوه
فانهزم فنزل المعتقلون بالجوسق ومنهم المترجم إلى حلله فحرسوها.
٦٤٧: سرحوب
هو زياد بن المنذر
السرحوبية سبق ذكرهم في الجارودية وهم أصحاب زياد بن
المنذر.
٦٤٨: الأمير أبو الفوارس سرخاب بن بدر بن مهلهل الكردي المعروف
بابن أبي الشوك.
توفي في شوال سنة ٥٠٠.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٥٠٠ كانت للمترجم أموال كثيرة
وخيول لا تحصى وولي الامارة بعده أبو منصور بن بدر وبقيت الامارة في
بيته ١٣٠ سنة.
وقال ابن الأثير أيضا في حوادث سنة ٤٥٥ فيها توجه السلطان
طغرلبك إلى بغداد وكان معه من الامراء وعد جماعة فيهم سرخاب بن
بدر.
وفي حوادث سنة ٤٩٥ فيها عادت قلعة خفتيد كان إلى الأمير
سرخاب بن بدر بن مهلهل وكان سبب اخذها منه القرابلي التركماني كان قد
اتى إلى بلد سرخاب فمنعه سرخاب من المراعي وقتل جماعة من أصحابه
فاستجاش القرابلي التركمان وجاء في عسكر كثير فاقتتل هو وسرخاب فقتل
القرابلي من أصحاب سرخاب الأكراد قريبا من ألفي رجل وانهزم سرخاب
في عشرين فلما سمع المستحفظان بقلعة خفتيد كان ذلك حدثتهما أنفسهما
بالاستيلاء عليها فتملكاها ثم قتل أحدهما الآخر ورجع إلى طاعة سرخاب
فعفا عنه. وفي حوادث سنة ٤٩٨ فيها سار بلك بن بهرام السلجوقي إلى
حصن خانيجار وهو من اعمال سرخاب بن بدر فحصره وملكه.
٦٤٩: الأمير أبو دلف سرخاب بن كيخسرو الديلمي صاحب ساوه وآبة.
ساوة وآبة ويقال آوة مدينتان من نواحي قم ذكر ابن الأثير في حوادث
سنة ٤٩٥ ان المترجم كان مع عسكر السلطان بركيارق السلجوقي لما وقع
الحرب بين بركيارق وأخيه محمد وكان الأمير ينال بن انوشتكين الحسامي
مع عسكر السلطان محمد فحمل المترجم على ينال فهزمه وتبعه في الهزيمة
جميع عسكر محمد. وفي حوادث سنة ٥٠١ ان السلطان محمد سخط على
المترجم فهرب منه وقصد صدقة بن مزيد الذي كان يستجير به كل ملهوف
فطلبه السلطان من صدقة فلم يسلمه وانضاف إلى ذلك أمور أخرى أوجبت
الزيادة في غضب السلطان على المترجم وجرت في ذلك مراسلات
ووساطات إلى أن شرط صدقة في الصلح ان يقر السلطان المترجم على
أقطاعه بساوة فلم يتم الصلح ووقع الحرب بين السلطان وصدقة وقتل
صدقة واسر سرخاب بن كيخسرو الذي كانت هذه الحرب بسببه فاحضر
بين يدي السلطان فطلب الأمان فقال قد عاهدت الله اني لا اقتل أسيرا فان
ثبت عليك انك باطني قتلتك والظاهر أنه قد وشي به كذبا انه باطني كما
وشي بصدقة.
٦٥٠: سرخاب بن محمد بن عناز الكردي أخو أبي الشوك
فارس بن محمد بن عناز.
هو من امراء الأكراد بناحية قرميسين وهم طائفة كبيرة قال ابن الأثير
في حوادث سنة ٤٣٧ فيها في شعبان سار سرخاب بن محمد بن عناز أخو أبي
الشوك إلى البندينجين وبها سعدي بن أبي الشوك ففارقها سعدي ولحق بأبيه
ونهب سرخاب بعضها وكان ابن أبي الشوك قد اخذ بلد سرخاب ما عدى
دزديلويه وهما متباينان لذلك وفي حوادث سنة ٤٣٨ ملك سعدي حلوان
وسار إلى عمه سرخاب فكبسه ونهب ما كان معه وسير جمعا إلى البندنيجين
فاستولوا عليها وقبضوا على نائب سرخاب بها ونهبوا بعضها وانهزم سرخاب
فصعد إلى قلعة دزديلويه ثم إن سعدي اقطع أبا الفتح بن ورام البندنيجين
واتفقا على قصد عمه سرخاب وحصره بقلعة دزديلويه فسارا فيمن معهما من
العساكر فلما قاربوا القلعة دخلوا في مضيق هناك من غير أن يجعلوا لهم
طليعة طمعا فيه وإدلالا بقوتهم وكان سرخاب قد جعل على رأس الجبل على
فم المضيق جمعا من الأكراد فلما دخلوا المضيق لقيهم سرخاب وكان قد نزل
من القلعة فاقتتلوا وعادوا ليخرجوا من المضيق فتقطرت بهم خيلهم فسقطوا
عنها ورماهم الأكراد الذين على الجبل فوهنوا واسر سعدي وأبو الفتح بن
ورام وغيرهما من الرؤوس وتفرق الغز والأكراد من تلك النواحي بعد أن
كانوا قد توطنوها وملكوها وفي حوادث سنة ٤٣٩ فيها قبض الأكراد اللدية
وجماعة من عسكر سرخاب عليه لأنه أساء السيرة معهم ووترهم فقبضوا
عليه وحملوه إلى إبراهيم ينال السلجوقي فقلع إحدى عينيه وطالبه باطلاق
سعدي بن أبي الشوك فلم يفعل وكان أبو العسكر بن سرخاب قد غاضبه لما
قبض على سعدي واعتزله كراهية لفعله فلما أسر أبوه سرخاب سار إلى
القلعة واخرج سعدي ابن عمه وفك قيوده وأحسن إليه وأطلقه واخذ عليه
بطرح ما مضى والسعي في خلاص والده سرخاب فسار سعدي واجتمع

(١) كازر في معجم البلدان بزاي مفتوحة بعدها راء موضع من ناحية سابور من ارض فارس كان
فيه قتال الخوارج والمهلب - المؤلف -.
(١٩٣)

عليه خلق كثير من الأكراد ووصل إلى إبراهيم ينال فلم يجد عنده الذي
أراد. وسير ينال جيشا لأخذ قلاع سرخاب واستعمل عليهم نسيبا له اسمه
احمد وسلم إليه سرخابا ليفتح به قلاعه فسار به إلى قلعة كلكان فامتنعت
عليه فساروا إلى قلعة دزديلويه فحصروها وامتدت طائفة منهم فنهبوا وفعلوا
الأفاعيل القبيحة وفي حوادث سنة ٤٤٢ فيها سار المهلهل بن محمد بن عناز
أخو أبي الشوك إلى السلطان طغرلبك فأحسن إليه وأقره على اقطاعه وشفعه
في أخيه سرخاب وكان محبوسا عند طغرلبك وسار سرخاب إلى قلعة الماهكي
وهي له.
٦٥١: السروجي
اسمه مروان بن محمد السروجي الأموي.
٦٥٢: السروي
هو رشيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب بن أبي
نصر بن أبي الجيش المازندراني السروي.
٦٥٣: السري
في النقد روى الكشي بسند صحيح ان الصادق ع لعنه اه‍
ورواية الكشي هي هذه سعد حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن
الحسين بن سعيد عن ابن ابني عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله
ع قال إن بنانا والسري وبزيعا لعنهم الله الحديث وجاء لعنه عن
الصادق ع في خبر ابن سنان المتقدم في بزيع الحائك وفي
مشتركات الطريحي السري بالراء بعد السين نسبة إلى السر رجل ملعون قاله
في الخلاصة اه‍.
٦٥٤: أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي
المعروف بالسري الرفاء الشاعر المشهور.
توفي سنة ٣٤٤ أو ٣٦٠ أو ٦٣ أو ٦٤ أو ٦٦ ببغداد ودفن بها وحكى
ابن خلكان القول بأنه توفي سنة ٣٤٤.
أقوال العلماء فيه
العلم والأدب يرفع الوضيع في نفسه وصنعته ومكسبه ونسبه وفقره
وخصاصته والجهل يضع الرفيع في نسبه وعشيرته ومنصبه وغناه وثروته عند
أهل العقل وان رفعه ذلك عند أهل الجهل مثله فأبو تمام الذي كان أول
امره غلام حائك بدمشق ويسقي الماء من الجرة في جامع مصر رقي به علمه
وأدبه إلى معاشرة الملوك والامراء ومدحهم واخذ جوائزهم الوفيرة حتى صار
يستقل ألف دينار يجيزه بها عبد الله بن طاهر فيفرقها على من ببابه ويحتمل له
ابن طاهر ذلك ويجيزه بضعفها ويؤلف ديوان الحماسة فيعطى من الحظ ما لم
يعطه كتاب. والسري الرفا ينتقل من صنعة الرفو والتطريز عند أحد
الرفائين بأجرة زهيدة وعيش ضنك إلى مدح الملوك والوزراء والامراء فيأخذ
جوائزهم النفيسة ويؤلف في الأدب كتاب المحب والمحبوب والمشموم
والمشروب ولا شك ان للزمان والبيئة التأثير العظيم في ذلك فأبو تمام وجد
في عصر راجت فيه بضاعة الشعر والأدب أعظم رواج وكثر رائدوه وانتشر
طالبوه وزهت رياضه وتفتحت اكمام زهره بما أغدقه عليها الملوك والامراء
من عطاياهم الفياضة والسري الرفا وجد في دولة بني حمدان وعلى رأسهم
سيف الدولة الذي اجتمع ببابه من الشعراء والأدباء ما لم يتفق لغيره ويتلوه
امراء بني حمدان الكثيري العدد الذين مدحهم السري واخذ جوائزهم
النفيسة وفيهم يقول من قصيدة:
والحمد حلي بني حمدان نعرفه * والحق أبلج لا يلقى بانكار
قوم إذا نزل الزوار ساحتهم * تفيؤوا ظل جنات وأنهار
مؤمرون إذا ثارت قرومهم * أفضت إلى الغاية القصوى من الثار
فكل أيامهم يوم الكلاب إذا * عدت وقائعهم أو يوم ذي قار
واتصل بالوزير المهلبي في بغداد وبغيره فمدحهم وأغدقوا عليه من
جوائزهم فقد وجد أيضا في زمان كان فيه للشعر والأدب الحظ الوافي والمنهل
الصافي فلا جرم ان ارتفع فيه قدر السري بعد الخمول بفضله وأدبه وصار
سريا في الصفة بعد ما كان سريا في الاسم وحده.
وكان شاعرا مجيدا متفننا في ضروب الشعر مشهورا بين أهل عصره
ومن بعدهم. في فهرست ابن النديم ص ٢٤١ طبع مصر: السري بن أحمد
الكندي من أهل الموصل شاعر مطبوع كثير السرقة عذب الألفاظ
مليح المآخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف طالب لها ولو لم يكن لها
رواء ولا منظر لا يحسن من العلوم غير قول الشعر اه‍ هكذا يقول ابن
النديم انه كثير السرقة وهو يدعي على الخالديين سرقة شعره ويقول ابن
النديم أيضا ص ٢٤٠ عند ذكر أسماء الشعراء المحدثين بعد الثلاثمائة: أبو
منصور بن أبي براك هذا أستاذ السري بن أحمد الكندي شاعر مجود ويقال
ان السري سرق شعره وانتحله اه‍ وهذا بعض عجائب الكون وكم في هذا
الكون من عجائب.
وعده ابن شهرآشوب في المعالم في شعراء أهل البيت المتقين اي
العاملين بالتقية. وفي تاريخ بغداد السري بن أحمد بن السري أبو الحسن
الكندي الرفاء الموصلي شاعر مجود حسن المعاني له مدائح في سيف الدولة
وغيره من امراء بني حمدان وفي اليتيمة في الباب العاشر الذي عقده لذكر
شعراء الموصل وغرر أشعارهم فقال: منهم السري بن أحمد الكندي
المعروف بالرفاء السري. صاحب سر الشعر الجامع بين نظم عقود الدر
والنفث في عقد السحر ولله دره ما أعذب بحره وأصفى قطره واعجب امره
وفي شذرات الذهب الرفا الشاعر أبو الحسن السري بن أحمد الكندي
الموصلي صاحب الديوان المشهور مدح سيف الدولة والوزير المهلبي
والكبار.
اخباره
في اليتيمة: بلغني انه أسلم صبيا في الرفائين بالموصل فكان يرفو
ويطرز إلى أن قضى باكورة الشباب وتكسب بالشعر ومما يدل على ذلك ما
قرأته بخطه وذكر ان صديقا له كتب إليه يسأله عن خبره وهو بالموصل في
سوق البزازين يطرز فكتب إليه:
يكفيك من جملة أخباري * يسري من الحب وأعساري
في سوقه أفضلهم مرتد * نقصا ففضلي بينهم عاري
وكانت الأبرة فيما مضى * صائنة وجهي وأشعاري
فأصبح الرزق بها ضيقا * كأنه من ثقبها جاري
(١٩٤)

قال وهذه الأبيات ليست في ديوان شعره الذي في أيدي الناس وانما
هي في مجلدة بخط السري استصحبها أبو نصر سهل بن المرزبان من بغداد
وهي عنده الآن وكل خبر عندنا من عنده. ولم يزل السري في ضنك من
العيش إلى أن خرج إلى حلب واتصل بسيف الدولة واستكثر من المدح له
فطلع سعده بعد الأفول وبعد صيته بعد الخمول وحسن موقع شعره عند
الامراء من بني حمدان ورؤساء الشام والعراق ولما توفي سيف الدولة ورد
السري بغداد ومدح المهلبي الوزير وغيره من الصدور فارتفق بهم وارتزق
معهم وحسنت حاله وسار شعره في الآفاق ونظم حاشيتي الشام والعراق
وسافر كلامه إلى خراسان وسائر البلدان اه‍.
ونحوه في معجم الأدباء الا انه قال: أسلمه أبوه صبيا للرفائين
بالموصل. وقال: فلما جاد شعره انتقل من حرفة الرفو إلى حرفة الأدب
واشتغل بالوراقة فكان ينسخ ديوان شعر كشاجم وكان مغرى به اه‍ وقال
ابن خلكان: كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بالموصل وهو مع ذلك يتولع
بالأدب وينظم الشعر ولم يزل كذلك حتى جاد شعره ومهر فيه وقصد سيف
الدولة ابن حمدان بحلب وأقام عنده مدة ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد
ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤسائها ونفق شعره وراج.
وحكى غير واحد من نقلة الأخبار انه جرى يوما في مجلس سيف
الدولة ذكر أبي الطيب فبالغ سيف الدولة في الثناء عليه فقال السري أشتهي
ان الأمير ينتخب لي قصيدة من غرر قصائده ويرسم لي بمعارضتها ليتحقق
بذلك انه أركب المتنبي في غير سرجه فقال له سيف الدولة على الفور عارض
لنا قصيدته التي مطلعها
: لعينيك ما يلقي الفؤاد وما لقي * وللحب ما لم يبق مني وما بقي
قال السري فكتبت القصيدة واعتبرها في تلك الليلة فلم أجدها عن
مختارات أبي الطيب فعلمت ان سيف الدولة انما قال ذلك لنكتة ورأيت
المتنبي يقول في آخرها في ممدوحه سيف الدولة:
إذا شاء ان يلهو بلحية أحمق * أراه غباري ثم قال له الحق
فقلت والله ما أشار سيف الدولة الا لهذا البيت فخجلت وأعرضت
عن المعارضة.
اخباره مع الخالديين أبي عثمان سعيد وهو الأصغر وأخيه أبي بكر
محمد وهو الأكبر ابني هاشم.
مر طرف منها في عنوان الخالديان ج ٢٩ من هذا الكتاب ونعيد ذكر
ذلك هنا وإذا لزم التكرار لتكون اخباره معهما مجتمعة.
الخالديان شاعران مجيدان مشهوران في عصرهما وبعده وقد شهد
لهما بجودة الشعر أبو إسحاق الصابي فقال من أبيات:
أرى الشاعرين الخالديين سيرا * قصائد يفنى الدهر وهي تخلد
جواهر من أبكار لفظ وعونه * يقصر عنها راجز ومقصد
والسري الرفا ينسب إليهما انهما سرقا شعره وشعر غيره مثل كشاجم
وأدخلاه في شعرهما وقد ظلمهما في ذلك فهما ان لم يكونا أشعر من السري
وكشاجم فليسا دونهما فما الذي يدعوهما إلى سرقة شعرهما ولكنه حسد
الصنعة والغني لا يسرق مال غيره لا لنهم أو طمع مفرط ولكن حيث يظن
أو يعتقد ان سرقته ستظهر ويفتضح بها لا يقدم عليها وشعر السري
وكشاجم مشهور معروف والغني الذي يمكنه تحصيل المال بدون كلفة لا
يقدم على سرقته والخالديان غنيان بمواهبهما عن سرقة شعر من هو مثلهما أو
دونهما على أن الثعالبي في اليتيمة صرح بان السري كان يدس في شعر
كشاجم أحسن شعر الخالديين ليشنع عليهما قال في ج ١ ص ٤٥١ من
اليتيمة: ولما جد السري في خدمة الأدب وانتقل عن تطريز الثياب إلى
تطريز الكتاب شعر بجودة شعره ونابذ الخالديين الموصليين وناصبهما
العداوة وادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره وجعل يورق وينسخ ديوان
شعر أبي الفتح كشاجم وهو إذ ذاك ريحان أهل الأدب بتلك البلاد والسري
في طريقه يذهب وعلى قالبه يضرب وكان يدس فيما يكتبه من شعره أحسن
شعر الخالديين ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع
بذلك على الخالديين ويغض منهما ويظهر مصداق قولة في سرقتهما فمن هذه
الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول
المشهورة منها وقد وجدتها كلها للخالديين بخط أحدهما وهو أبو عثمان
سعيد بن هاشم في مجلدة اتحف بها الوراق المعروق بالطرطوسي ببغداد أبا
نصر سهيل بن المرزبان وأنفذها إلى نيسابور في جملة ما حصل عليه من
طرائف الكتب باسمه ومنها وجدت الضالة المنشودة من شعر الخالدي
المذكور وأخيه أبي بكر محمد بن هاشم ورأيت فيها أبياتا كتبها أبو عثمان
لنفسه وأخرى كتبها لأخيه وهي بأعيانها للسري بخطه في المجلدة المذكورة
لأبي نصر فمنها أبيات في وصف الثلج واستهداء النبيذ وبئست الهدية:
يا من أنامله كالعارض الساري * وفعله ابدا عار من العار
أما ترى الثلج قد خاطت أنامله * ثوبا يزر على الدنيا بأزرار
نار ولكنها ليست بمبدية * نورا وماء ولكن ليس بالجاري
والراح قد أعوزتنا في صبيحتنا * بيعا ولو وزن دينار بدينار
فامنن بما شئت من راح يكون لنا * نارا فانا بلا راح ولا نار
ومن قوله أيضا
ألذ العيش في وصل الصبيح * وعصيان النصيحة والنصيح
واصغاء إلى وتر وناي * إذا ناحا على زق جريح
غداة دجنة وطفاء تبكي * إلى ضحك من الدهر المليح
وقد حديث فلائصها الحيارى * بحاد من رواعدها فصيح
وبرق مثل حاشيتي رداء * جديد مذهب في يوم ريح
قال هكذا بخط السري والذي بخط الخالدي حاشيتي لواء ولست
أدري أأنسب هذه الحال إلى التوارد أم إلى المصالتة وكيف جرى الأمر فبينهم
مناسبة عجيبة ومماثلة قريبة في تصريف أعنة القوافي وصياغة حلي المعاني اه‍
وقال ابن خلكان كان بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم
الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره
وشعر غيره وفي تاريخ بغداد كان بينه وبين أبي بكر وأبي عثمان محمد وسعيد
ابني هاشم الخالديين حالة غير جميلة ولبعضهم في بعض أهاج كثيرة فأذاه
الخالديان اذى شديدا وقطعا رسمه من سيف الدولة وغيره فانحدر إلى بغداد
ومدح بها الوزير أبا محمد المهلبي فانحدر الخالديان وراءه ودخلا إلى المهلبي
وثلبا سريا عنده فلم يحظ منه بطائل وحصلا في جملة المهلبي ينادمانه وجعلا

(١) في هامش معجم الأدباء هذا من أغلاط الثغالبي فان الوزير المهلبي توفي سنة ٣٥٢ وسيف
الدولة سنة ٣٥٦ - المؤلف -.
(١٩٥)

هجيراهما ثلب سري والوقيعة فيه ودخلا إلى الرؤساء والأكابر ببغداد ففعلا
به مثل ذلك عندهم وأقام ببغداد يتظلم منهما ويهجوهما ويقال انه عدم
القوت فضلا عن غيره ودفع إلى الوراقة فجعل يورق شعره ويبيعه ثم نسخ
لغيره بالأجرة وركبه الدين ومات ببغداد على تلك الحال بعد سنة ٢٦٠.
وقال في الخالديين من قصيدة:
ومن عجب ان الغبيين أبرقا * مغيرين في أقطار شعري وأرعدا
فقد نقلاه عن بياض مناسبي * إلى نسب في الخالدية اسودا
وقال في الخالدي الأصغر أبي عثمان سعيد بن هاشم كما في اليتيمة
ج ١ ص ٤٧٣ وزعم أنه ادعى كثيرا من شعره.
لا بد من نفثة مصدور * فحاذروا صولة محذور
قد أنست العالم غاراته * في الشعر غارات المغاوير
اثكلني غيد قواف غدت * أبهى من الغيد المعاطير
أطيب ريحا من نسيم الصبا * جاءت بريا الورد من جور
من بعد ما فتحت أنوارها * فابتسمت مثل الأزاهير
وبات فكري تعبا بينها * ينقشها نقش الدنانير
يا وارث الأغفال ما سيروا * من القوافي والمشاهير
اعط قفا نبك أمانا فقد * راحت بقلب منك مذعور
ونقل له في اليتيمة ج ١ ص ٤٧٨ أبياتا سينية من أرجوزة في
الخالديين تتضمن قذفا وبذاءة نزهنا كتابنا عنها كما نزهناه عن غيرها مما
فيه بذاءة أو قذف أو غيرهما.
جملة من أشعار السري التي ينسب فيها للخالديين سرقة شعره:
في اليتيمة ج ١ ص ٥٠٨ في ترجمة الخالديين قد ذكرت ما شجر بينهما
وبين السري في شان المصالتة والمصادفة وما أقدم عليه السري من دس
أحسن أشعارهما في شعر كشاجم وكان أفاضل الشام والعراق إذ ذاك فرقتين
إحداهما وهي في شق الرجحان تتعصب عليه لهما لفضل ما رزقاه من قلوب
الملوك والأكابر والأخرى تتعصب له عليهما وفي ج ١ ص ٤٧١ قال السري
يتظلم من الخالديين والتلعفري إلى سلامة ابن فهد:
هل الصبر مجد حين أدرع الصبرا * وهل ناصر للشعر يوسعه نصرا
تحيف شعري يا ابن فهد مصالت * عليه فقد أعدمت منه وقد اثرى
وفي كل يوم للغبيين غارة * تروع ألفاظي المحجلة الغرا
إذا عن لي معنى يضاحك لفظه * كما ضاحك النوار في روضه الغدرا
غريب كشطر البرق لما تبسمت * مخائله للفكر أودعته سطرا
فوجه من الفتيان يمسح وجهه * وصدر من الأقوام يسكنه الصدرا
تناوله مثر من الجهل معدم * من الحلم معذور متى خلع العذرا
فأبعد ما قربت منه غباوة * وأوزر ما سهلت من لفظه وعرا
فمهلا أبا عثمان مهلا فإنما * يغار على الأشعار من عشق الشعرا
لأطفأتما تلك النجوم بأسرها * ودنستما تلك المطارف والأزرا
فويحكما هلا بشطر قنعتما * وأبقيتما لي من محاسنه شطرا
وقال من قصيدة يمدح بها أبا البركات لطف الله بن ناصر الدولة
ويتظلم إليه من الخالدين ويزعم أنهما قد ادعيا شعره وشعر غيره ومدحا به
المهلبي وغيره.
يا أكرم الناس الا ان يعد أبا * فات الكرام بآباء وآثار
أشكو إليك حليفي غارة شهرا * سيف الشقاق على ديباج أفكاري
ذئبين لو ظفرا بالشعر في حرم * لمزقاه بأنياب وأظفار
سلا عليه سيوف البغي مصلتة * في جحفل من صنيع الظلم جرار
وأرخصاه فقل في العطر ممتهنا * لديهما يشتري من غير عطار
لطائم المسك والكافور فائحة * منه ومنتخب الهندي والغار
وكل مسفرة الألفاظ تحسبها * صفيحة بين إشراق وأسفار
أرقت ماء شبابي في محاسنها * حتى ترقوق فيها ماؤها الجاري
كأنها نفس الريحان يمزجه * صبا الأصائل من أنفاس نوار
ان قلداك بدر فهو من لججي * أو ختماك بياقوت فأحجاري
باعا عرائس شعري بالعراق فلا * تبعد سباياه من عون وأبكار
مجهولة القدر مظلوم عقائلها * مقسومة بين جهال وأغمار
ما كان ضرهما والدر ذو خطر * لو حلياه ملوكا ذات اخطار
وما رأى الناس سبيا مثل سبيهما * بيعت نفيسته ظلما بدينار
والله ما مدحا حيا ولا رثيا * ميتا ولا افتخرا الا بأشعاري
هذا وعندي من لفظ أشعشعه * سلافة ذات أضواء وأنوار
كريمة ليس من كرم ولا التثمت * عروسها بخمار عند خمار
تنشأ خلال شغاف القلب ان نشأت * ذات الحباب خلال الطين والقار
لم يبق لي من قريض كان لي وزرا * على الشدائد الا ثقل أوزاري
أراه قد هتكت أستار حرمته * وسائر الشعر مستور بأستار
كأنه جنة راحت حدائقها * من الغبيين في نار واعصار
عار من النسب الوضاح منتسب * في الخالديين بين العر والعار
وقال من قصيدة في أبي تغلب ذكر فيها أحد الخالديين:
ولا بد ان أشكو إليك ظلامة * وغارة مغوار سجيته الغصب
يخيل شعري انه قوم صالح * هلاكا وان الخالدي له سقب
رعى بين أعطان له ومسارح * فلم ترع فيهن العشار ولا النجب
وكانت رياضا غضة فتكدرت * مواردها واصفر في تربها العشب
يساق إلى الهجن المقارف حليه * وتسلبه الغر المحجلة القب
غصبت على ديباجه وعقوده * فديباجه غصب وجوهره نهب
وأبكاره شتى أذيل مصونها * وريعت عذاراها كما روع السرب
وكنت إذا ما قلت شعرا حدت به * حداة المطايا أو تغنى به الشرب
وقال من قصيدة خاطب فيها أبا الخطاب المفضل بن ثابت الضبي
وقد سمع ان الخالديين يريدان الرجوع إلى بغداد وذلك في أيام المهلبي
الوزير:
بكرت عليك مغيرة الأعراب * فاحفظ ثيابك يا أبا الخطاب
ورد العراق ربيعة بن مكدم * وعتيبة بن الحارث بن شهاب
أفعندنا شك بأنهما هما * في الفتك لا في صحة الأنساب
جلبا إليك الشعر من أوطانه * جلب التجار طرائف الأجلاب
فبدائع الشعراء فيما جهزا * مقرونة بغرائب الكتاب
شنا على الآداب أقبح غارة * جرحت قلوب محاسن الآداب
فحذار من حركات صليي قفرة * وحذار من وثبات ليثي غاب
لا يسلبان أخا الثراء وانما * يتناهبان نتائج الألباب
ان عز موجود الكلام عليهما * فانا الذي وقف الكلام ببابي
(١٩٦)

أو يهبطا من ذلة فانا الذي * ضربت على الشرف المطل قبابي
كم حاولا أمدي فطال عليهما * ان يدركا الا مثار ترابي
عجزا ولن تقف العبيد إذا جرت * يوم الرهان مواقف الأرباب
ولقد حميت الشعر وهو لمعشر * رمم سوى الأسماء والألقاب
وضربت عنه المدعين وانما * عن حوزة الآداب كان ضرابي
فغدت نبيط الخالدية تدعي * شعري وترفل في حبير ثيابي
قوم إذا قصدوا الملوك لمطلب * نقضت عمائمهم على الأبواب
من كل كهل تستطير سباله * لونين بين أنامل البواب
مغض على ذل الحجاب يرده * دامي الجبين تجهم الحجاب
ومفوهين تعرضا لحرابتي * فتعرضت لهما صدور حرابي
نظرا إلى شعر يروق فتربا * منه خدود كواعب أتراب
شرباه فاعترفا له بعذوبة * ولرب عذب عاد سوط عذاب
في غارة لم تنثلم فيها الظبي * ضربا ولم تند القنا بخضاب
تركت غرائب منطقي في غربة * مسبية لا تهتدي لإياب
جرحى وما ضربت بحد مهند * اسرى وما حملت على الأقتاب
لفظ صقلت متونه فكأنه * في مشرقات النظم در سحاب
وكأنما أجريت في صفحاته * حر اللجين وخالص الزرياب
أغربت في تحبيره فرواته * في نزهة منه وفي استغراب
وقطعت فيه شبيبة لم تشتغل * عن حسنه بصبا ولا بتصابي
وإذا ترقوق في الصحيفة ماؤه * عبق النسيم فذاك ماء شبابي
يصغي اللبيب له فيقسم لبه * بين التعجب منه والاعجاب
جد يطير شراره وفكاهة * تستعطف الأحباب للأحباب
أعزز علي بان أرى أشلاءه * تدمي بظفر للعدو وناب
أفن رماه بغارة مافونه * باعت ظباء الروم في الأعراب
اني نبذت على السواء اليكما * فتأهبا للقادح المنتاب
وإذا نبذت إلى امرئ ميثاقه * فليستعد لسطوتي وعقابي
قال الثعالبي وهي طويلة متناسبة في الحسن والعذوبة. وقال من
قصيدة في أبي إسحاق الصابي وقد ورد عليه كتاب الخالديين بأنهما منحدران
إلى بغداد في سرعة.
قد أظلتك يا أبا إسحاق * غارة اللفظ والمعاني الدقاق
فاتخذ معقلا لشعرك تحميه * مروق الخوارج المراق
قبل رقراقة الحديد تريق السم * في صفو مائه الرقراق
كان شن الغارات في البلد القفر * فأضحى على سرير العراق
غارة لم تكن بسمر العوالي * حين شنت ولا السيوف الرقاق
جال فرسانها علي جلوسا * لا أقلتهم ظهور العتاق
فجعت أنفس الملوك أبا الهيجاء * حربا بأنفس الأعلاق
يعني أبا الهيجاء حرب بن سعيد أخا أبي فراس الحمداني.
بقواف مثل الرياض تمشت * بين أنوارها جعاد السواقي
بدع كالسيوف أرهفن حسنا * وسقاهن رونق الطبع ساقي
مشرقات تريك لفظا ومعنى * حمرة الحلي في بياض التراقي
يا لها غارة تفرق في الحومة * بين الحمام والأطواق
تسم الفارس السميذع بالعار * وبعض الأقدام عار باقي
لو رأيت القريض يرعد منها * بين ذاك الأرعاد والأبراق
وقلوب الكلام تخفق رعبا * تحت ثنيي لوائها الخفاق
وسيوف الظلام تفتك فيها * بعذارى الطروس والأوراق
والوجوه الرقاق دامية الأبشار * في معرك الوجوه الصفاق
لتنفست رحمة للخدود الحمر * منهن والقدود الرشاق
والرياض التي ألح عليها * كاذب الودق صادق الإحراق
والنجوم التي تظل نجوم الأرض * حسادها على الإشراق
بعد ما لحن في سماء المعالي * طلعا وانتشرن في الآفاق
وتخيرت حليهن فلم تعد * خيار النحور والأعناق
وقطعت الشباب فيه إلى أن * هم برد الشباب بالأخلاق
فهو مثل المدام بين صفاء * وبهاء ونفحة ومذاق
منطق يخجل الربيع إذا حلل * عليه السحاب عقد النطاق
يا هلال الآداب يا ابن هلال * صرف الله عنك صرف المحاق
سوف أهدي إليك من خدم المجد * إماء تعاف قبح الاباق
كل مطبوعة على اسمك باد * وسمها في الجباه والآماق
نبذ مما توافق فيه أبو بكر الخالدي.
مع السري
مما أورده صاحب اليتيمة وقال إنه مما اتفق فيه التوارد مع السري لأبي
بكر الخالدي أو التسارق أقول وذلك أن مجرد توافق الشاعرين في بيت أو
أكثر أو شطر لا يعد سرقة فقد يقع ذلك من باب توارد الخاطر وقد يكون
سرقة وإذا كان الشاعران متعاصرين يمكن ان يكون من التوارد ويمكن كونه
سرقة لكن لا يعلم أيهما سرق من الآخر واتفق اني قلت في مطلع قصيدة:
أفبعد ما ابيض القذال وشابا * ترجو لوصل الغانيات إيابا ثم
اطلعت على مطلع قصيدة لشاعر معاصر لم يطلع على قصيدتي كما
لم اطلع على قصيدته أولا فقال:
أفبعد ما ابيض القذال وشابا * أصبو لوصل الغيد أو اتصابي
قال أبو بكر الخالدي:
قام مثل الغصن * المياد في غصن الشباب
يمزج الخمر لنا بالصفو * من ماء الشراب
فكان الكاس لما * ضحكت تحت الحباب
وجنة حمراء لاحت * لك من تحت النقاب
وقال السري:
وكان كأس مدامها * لما ارتدت بحبابها
توريد وجنتها إذا * ما لاح تحت نقابها
وقال أبو بكر:
الا فاسقني والليل قد غاب نوره * لغيبة بدر في الغمام غريق
وقد فضح الظلماء برق كأنه * فؤاد مشوق مولع بخفوق
مداما كان الكف من طيب نشرها * وصفرتها قد خلقت بخلوق
نعاينها نورا جلاه تجسد * ونشربها نارا بغير حريق
كان حباب الكاس في جنباتها * كواكب در في سماء عقيق
أخذ البيت الثاني من قول ابن المعتز:
أمنك سرى يا سر طيف كأنه * فؤاد مشوق مولع بخفوق
(١٩٧)

وقال السري في وصف الفالوذج:
كان بياض اللوز في جنباته * كواكب لاحت في سماء عقيق
وقال أبو بكر:
مطرب الصبح هيج الطربا * لما قضى الليل نحبه انتحبا
مغرد تابع الصباح فما * تدري رضا كان ذاك أم غضبا
ما تنكر الطير انه ملك * لها فبالتاج راح معتصبا
طوى الظلام البنود منصرفا * حين رأى الفجر ينشر العذبا
والليل من فتكة الصباح به * كراهب شق جيبه طربا
فباكر الخمرة التي تركت * بنان كف المدير مختضبا
كأنما صب في الزجاجة من * لطف ومن رقة نسيم صبا
وليس نار الهموم خامدة * الا بنور الكؤس ملتهبا
يظل زق المدام ممتهنا * سحبا وذيل المجون منسحبا
ومنها في وصف كانون نار:
ومقعد لا حراك ينهضه * وهو على أربع قد انتصبا
مصفر محرق تنفسه * تخاله العين عاشقا وصبا
إذا نظمنا في جيده سبجا * صيره بعد ساعة ذهبا
فما خبت نارنا ولا وقفت * خيول لهو جرت بنا خببا
وساحر الطرف لا نقاب له * إذ كان بالجلنار منتقبا
تقطف من ثغره ووجنته * أنامل الطرف زهرة عجبا
شقائقا مذهبا يرى خجلا * وأقحوانا مفضضا شنبا
حتى إذا ما انثنى ونشوته * قد سهلت منه كل ما صعبا
غلبت صحبي عليه منفردا * به وهل فاز غير من غلبا
ارشف ريقا عذب اللمي خصرا * كان فيه الضريب والضربا
وللسري في معنى البيت الخامس:
كراهب حن للهوى طربا * فشق جلبابه من الطرب
وللسري في وصف كانون النار في مثل البيت العاشر والثاني عشر
وذو أربع لا يطيق النهوض * ولا يألف السير فيمن سرى
نحمله سبجا اسودا * فيجعله ذهبا احمرا
وللسري في معنى البيت السادس عشر:
سفرن فلاح الأقحوان مفضضا * على القرب منا والشقيق مذهبا
مؤلفاته
١ كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب ذكره الثعالبي في
تتمة اليتيمة وهذا لا ينافي قول ابن النديم السابق انه لا يحسن من العلوم
غير قول الشعر إذ لعله لا يعتبر تأليفه في ذلك تأليفا في العلم بل يراه غير
خارج عن موضوع الشعر وقد حكي عن كتاب المحب والمحبوب انه قال
فيه: الفرق بين الحب والهوى والعشق وان كان الشعراء مخالفون في هذا
الترتيب اي يجعلون الثلاثة بمعنى واحد والصواب ان الهوى أعم لوقوعه
على كل ما تهواه والثاني الحب وهو أخص وأقصاه العشق والاشتقاق
يدل على ذلك لأن الهوى من زوال الشمس عن موضعها والحب ملازمة
المكان ثم الانبعاث منه والعشق مشتق من العشقة وهي اللبلابة وكان
العشق سمي به لذبوله ويقال عشق بالشئ إذا لزمه ولكل من الناس في
الحب قول بحسب اعتقاده فالمنجمون يردونه إلى تأثيرات الكواكب والأطباء
ومن يجري مجراهم يردونه إلى الطبائع والصوفية ومن ناسبهم يقولون بسائقة
التقارب والتعارف وقالت أعرابية في ذلك: الحب خفي ان يرى وجل ان
يخفى فهو كامن كمون النار في الحجر ان قدحته أورى وان تركته توارى وان
لم يكن شعبة من الجنون فهو عصارة السحر اه‍ ٢ كتاب الديرة
ذكره ياقوت في معجم الأدباء ٣ ديوان شعره مطبوع مرتب على حروف
المعجم قال ابن النديم وقد عمل شعره قبل موته نحو ثلاثمائة ورقة ثم زاد
بعد ذلك وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على الحروف اه‍ وفي معجم
الأدباء يدخل في مجلدين.
شعره
هو شاعر مطبوع مجيد نظم في جميع فنون الشعر فأجاد ومر قول ابن
النديم انه لا يحسن من العلوم غير قول الشعر وانه عذب الألفاظ مليح
المآخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف ولو لم يكن لها رواء ولا منظر
أقول وكثيرا ما يعتمد في شعره أنواع البديع لا سيما الجناس. وفي اليتيمة
وقد أخرجت من شعره ما يكتب على جبهة الدهر ويعلق في كعبة الفكر
فكتبت منه محاسن وملحا وبدائع وطرفا كأنها أطواق الحمام وصدور البزاة
البيض وأجنحة الطواويس وسوالف الغزلان ونهود العذارى الحسان
وغمزات الحدق الملاح. وكنت أحسب اني قد استغرقت شعره لجمعي فيه
بين لمع أنشدنيها وأنسخنيها أبو بكر الخوارزمي أولا وبين ديوان شعره
المجلوب من بغداد وهو أول ما رأيته مما أنفذه أبو عبد الله محمد بن حامد
الخوارزمي من بغداد إلى أبي بكر وبين المجلدة بخط السري التي وقعت إلي
من جهة أبي نصر وفيها زيادات كثيرة على ما في الديوان فقرأت في كتاب
الوساطة للقاضي أبي الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني أبياتا أنشدها
للسري في جملة ما أنشده لأكابر الشعراء مما يتضمن الاستعارة الحسنة مع
احكام الصنعة وعذوبة اللفظ وهي:
أقول لحنان الحشاء المغرد * يهز صفيح البارق المتوقد
تبسم عن ري البلاد حبيبه * ولم يبتسم الا لانجاز موعد
ومنها:
ويا ديرها الشرقي لا زال رائح * يحل عقود المزن فيك ومغتدي
عليلة أنفاس الرياح كأنما * يعل بماء الورد نرجسها الندي
يشق جيوب الورد في شجراتها * نسيم متى ينظر إلى الماء يبرد
فأعجبت جدا بها وتعجبت منها وتأسفت على ما فاتني من أخواتها من
هذه القصيدة وغيرها ثم قرأت في كتاب تفسير ابن جني لشعر المتنبي بيتا
واحدا أنشده السري من قصيدة وذكر انه اخذه من قول المتنبي:
سقاك وحيانا بك الله انما * على العيس نور والخدور كمائمه
وهو:
حيا بك الله عاشقيك فقد * أصبحت ريحانة لمن عشقا
فكدت أقضي بان لم اسمع في معناه أظرف منه ولا ألطف ولا أعذب
ولا أخف وطلبت القصيدتين فعزتا وأعوزنا وعلمت ان الذي حصلت من
شعره غيض من فيض مما لم يقع إلي
شعره الذي ينسب في بعض النسخ إلى كشاجم
لما تقدم من أن السري كان يدسه فيه تشنيعا على الخالدي ونسبته له
إلى السرقة كقوله كما في اليتيمة ج ١ ص ٥١١.
(١٩٨)

قامر بالنفس في هوى قمر * ونال وصل البدور بالبدر
وافتض أبكار لهوه طربا * إلى عشايا المدام والبكر
مسرة كيلها بلا حشف * ولذة صفوها بلا كدر
قد ضربت خيمة الغمام لنا * ورش خيش النسيم بالمطر
وعندنا عاتقان حمراء كالشمس * وأخرى صفراء كالقمر
مدامة كان من تقادمها * عاصرها آدم أبو البشر
وبنت خدر تريك صورتها * بدر الدجى في ردائها العطر
جنت على عودها وقد تركت * مدامنا جمرة بلا شرر
يسعى علينا بها الوصائف قلدن * مجونا قلائد الزهر
يا تاركا طيب يومه لغد * تبيع عين السرور بالأثر
ان وترت قلبك الهموم فما * مثل انتصار بالناي والوتر
وقوله:
رق ثوب الدجى وطاب الهواء * وتدلت للمغرب الجوزاء
والصباح المنير قد نشرت منه * على الأرض ريطة بيضاء
فاسقنيها حتى ترى الشمس في الغرب * عليها غلالة صفراء
قهوة بابلية كدم الشادن * بكرا لكنها شمطاء
قد كستها الدهر أردية الرقة * حتى جفا لديها الهواء
فهي في خد كأسها صفرة التبر * وفي الخد وردة حمراء
عجبا ما رأيت من أعجب الأشياء * تقدير من له الأشياء
سبيج يستحيل منه عقيق * وظلام ينسل منه ضياء
وقوله وهو مما ينسب إلى الوزير المهلبي:
خليلي اني للثريا لحاسد * واني على ريب الزمان لواجد
أيبقى جميعا شملها وهي سبعة * وأفقد من أحببته وهو واحد
وقوله من قصيدة في مرتبة الحسين بن علي ع:
إذا تفكرت في مصابهم * أثقب زند الهموم قادحه
بعضهم قربت مصارعه * وبعضهم بعدت مطارحه
أظلم في كربلاء يومهم * ثم تجلى وهم ذبائحه
لا برح الغيث كل شارقه * تهمي غواديه أو روائحه
على ثرى حله ابن بنت رسول الله * مجروحة جوارحه
ذل حماه وقل ناصره * ونال أقصى مناه كاشحه
عفرتم بالثرى جبين فتى * جبريل بعد النبي ماسحه
يطل ما بينكم دم ابن رسول الله * وابن السفاح سافحه
سيان عند الأنام كلهم * خاذله منكم وذابحه
وقوله في دير مران:
محاسن الدير تسبيحي ومسباحي * وخمرة في الدجى صبحي ومصباحي
أقمت فيه إلى أن صار هيكله * بيتي ومفتاحه للحسن مفتاحي
منادما في قلاليه رهابنة * راحت خلائقهم أصفى من الراح
قد عدلوا ثقل أديان ومعرفة * فيهم بخفة أبدان وارواح
ووشحوا غرر الآداب فلسفة * وحكمة بعلوم ذات أيضا
في طب بقراط لحن الموصلي وفي * نحو المبرد أشعار الطرماح
ومنشد حين يبديه المزاج لنا * ألمع برق سرى أم ضوء مصباح
وكم حننت إلى حاناته وغدا * شوقي يكاثر أصواتا بأقداح
حتى تخمر خماري بمعرفتي * وحيرت ملحي في السكر ملاحي
يا دير مران لا تعدم ضحى ودجى * سجال غيث ملث الودق سحاح
ان تفن كأسك أكياسي فان بها * يفل جيش همومي جيش إفراحي
وان أقم سوق اطرابي فلا عجب * هذا بذاك إذا ما قام نواحي
وقوله:
يا نفس موتي فقد جد الأسى موتي * ما كنت أول صب غير مبخوت
بكى إلي غداة البين حين رأى * دمعي يفيض وحالي حال مبهوت
فدمعتي ذوب ياقوت على ذهب * ودمعه ذوب در فوق ياقوت
وقوله:
أنباك شاهد أمري عن مغيبه * وجد جد الهوى بي في تلعبه
يا نازحا نزحت دمعي قطيعته * هب لي من الدمع ما أبكي عليك به
وقوله من قصيدة:
لا تطنبن في بكاء النؤى والطنب * ولا تحي كثيب الحي من كثب
ولا تجد بغمام للغميم ولا * تسمح لسرب المهى بالواكف السرب
ربع تعفى فأعفى من جوى واسى * قلبي وكان إلى اللذات منقلبي
سيان بان خليط أو أقام به * فإنما عامر البيداء كالخرب
أبهى وأجمل من وصف الجمال ومن * إدمان ذكر هوي بهوى على قتب
مد البنان إلى كأس على سكر * ورفع صوت بتطريب على طرب
حمراء حين جلتها الكاس نقطها * مزاجها بدنانير من الحبب
كانت لها أرجل الأعلاج واترة * بالدوس فانتصفت من أرؤس العرب
يسقيكها من بني الكفار بدر دجى * الحاظه للمعاصي أو كد السبب
يومي إليك بأطراف مطرفة * بها خضابان للعناب والعنب
نسبة سرقة الشعر إليه
مر قول ابن النديم انه كثير السرقة وانه سرق شعر أستاذه أبي منصور
وانتحله. وفي اليتيمة: لما وجدت السري اخذ جديد القميص في حسن
السرقة وجودة الأخذ من الشعر أكثرت في هذا الفصل من ذكر سرقاته اه‍
والغريب ان الناس نسبوا السري إلى كثرة السرقة وهو ينسب الخالديين إلى
سرقة شعره ويشنع عليهما بذلك أعظم التشنيع ونسبة كثرة السرقة إلى
السري لا يكاد يصدقها العقل إذ لا شك ان السري كان ذا مادة غزيرة في
نظم الشعر والتفنن فيه وانه من مشهوري شعراء عصره وقد مدح الأمراء
والرؤساء من آل حمدان وغيرهم ونال جوائزهم العظام فما الذي يدعوه إلى
كثرة السرقة حتى لشعر أستاذه الا ان يكون ذلك طبعا كمن يسرق المال وهو
غني وهو مما يصعب الاذعان به ويمكن ان تكون هذه النسبة من بعض
حاسديه كما أن نسبة السرقة إلى الخالديين وهما شاعران أصلها منه للمشاركة
في الصنعة وأي شاعر من مشهوري الشعراء لم ينسب إلى السرقة والظنون
في سبب ذلك أن الشاعر يرى معنى في شعر غيره فيعجبه فيحب ان ينظم
فيه فيأتي بأبدع وأبلغ من قول صاحبه فيكون أحق به منه أو بما يساويه أو بما
يقصر عنه وكل ذلك لا يقدح في شاعريته وقد ينظم في معنى قد نظم فيه
غيره ولم يطلع هو عليه فينسب إلى السرقة وليس بسارق وقد ينظم في المعاني
المشهورة التي تداولتها الشعراء فيجيد أو يساوي أو يقصر فينسب في الجميع
(١٩٩)

إلى السرقة وليس كذلك والمعاني كما قال عبد القاهر الجرجاني مطروحة في
الطريق انما يتفاضل الناس بالألفاظ * وهذا ما أورده صاحب اليتيمة من
سرقات السري قال قال السري من قصيدة في سيف الدولة وذكر بعض
غزواته.
طلعت على الديار وهم نبات * وأغمدت السيوف وهم حصيد
فما أبقيت الا مخطفات * حماها الخصر منها والنهود
وكرر هذا المعنى فقال:
أفنت ظباك الروم حتى أنها * لم تبق الا ظبية أو ريما
وإنما سرقة من قول المتنبي:
فلم يبق الا من حماها من الظبى * لمى شفتيها والثدي النواهد
وقال السري من قصيدة:
حييت من طلل أجاب دثوره * يوم العقيق سؤال دمع سائل
نحفى وننزل وهو أعظم حرمة * من أن يذال براكب أو ناعل
وهو من قول المتنبي:
نزلنا عن الأكوار نمشي كرامة * لمن بان عنه ان نلم به ركبا
وفي قصيدة السري:
فالدهر يمسح منه غرة سابق * لاقاه أول سابقين أوائل
وهو من قول مروان بن أبي حفصة:
مسحت معد وجه معن سابقا * لما جرى وجرى ذوو الأحساب
وقال السري من قصيدة وذكر الخيال:
وافى يحقق لي الوفاء ولم يزل * خدن الصبابة بالوفاء حقيقا
ومضى وقد منع الجفون خفوقها * قلب لذكرك لا يقر خفوقا
فالتجنيس اخذه من قول التنوخي
يفديك قلب خافق * ابدا وطرف ما خفق
واللفظ من قول ابن المعتز ما بال قلبك لا يقر خفوقا وقال السري
من قصيدة:
نضت البراقع عن محاسن روضة * ريضت بمحتفل الحيا أنوارها
فمن الثغور المشرقات لجينها * ومن الخدود المذهبات نضارها
أغصان بان أغربت في حملها * فغرائب الورد الجني ثمارها
وهو من قول ابن الرومي:
غصون بان عليها الدهر فاكهة * وما الفواكه مما يحمل البان
وقال السري:
تلك المكارم لا أرى متأخرا * أولى بها منه ولا متقدما
عفوا أظل ذوي الجرائم كلهم * حتى لقد حسد المطيع المجرما
وهو من قول أبي تمام:
وتكفل الأيتام عن آبائهم * حتى وددنا اننا أيتام
والأصل فيه قول أبي دهبل الجمحي:
ما زلت في العفو للذنوب واطلاق * لعان بجرمه غلق
حتى تمنى البراء انهم * عندك اضحوا في القد والحلق
وقال السري من قصيدة:
إذا ذكر العقيق لنا نثرنا * عقيق الدمع سحا وانهمالا
طلول كلما حاولن سقيا * سقتها العين أدمعها سجالا
تحن جمالنا هونا إليها * فأحسبها ترى منها جمالا
ونسأل من معالمها محيلا * فنطلب من اجابتها محالا
وهو من قول ديك الجن:
قالوا السلام عليك يا أطلال * قلت السلام على المحيل محال
وقال السري من قصيدة يتشوق بها بني فهد:
تناءوا ولما ينصرم حبل عزهم * وحاشا لذاك الحبل ان يتصرما
فشرق منهم سيد ذو حفيظة * وغرب منهم سيد فتشاما
كان نواحي الجو تنثر منهم * على كل فج قاتم اللون أنجما
وهو من قول الشاعر
رمى القفر بالفتيان حتى كأنهم * بأقطار آفاق البلاد نجوم
وقال من قصيدة:
تناهى فاطمأن إلى العتاب * وأحسن للعواذل في الخطاب
وصار حبيب غصن غير رطب * وكان حبيب أغصان رطاب
خلت منه ميادين التصابي * وعري منه أفراس الشباب
وزهده خضاب الله لما * تولى عنه في زور الخضاب
وإنما أخذ مصراع البيت الثالث من قول زهير وعري أفراس الصبا
ورواحله وذكر خضاب الله في البيت الرابع وهو من قول أبي تمام ورأت
خضاب الله وهو خضابي وفي قصيدة السري:
وكنت كروضة سقيت سحابا * فأثنت بالنسيم على السحاب
وهو من قول المتنبي
وزكى رائحة الرياض كلامها * تبغي الثناء على الحيا فتفوح
والأصل فيه قول ابن الرومي:
شكرت نعمة الولي على الوسمي * ثم العهاد بعد العهاد
فهي تثني على السماء ثناء * طيب النشر شائعا في البلاد
وقال السري من قصيدة:
ليالينا باحياء الغميم * سقيت ذهاب مذهبة الغيوم
مضت بك رأفة الأيام فينا * وغفلة ذلك الزمن الحليم
فكنا منك في جنات عيش * وفت حسنا بجنات النعيم
رياض محاسن وسنا شموس * وظل دساكر وجنى كروم
وأجفان إذا لحظت جسوما * خلعن سقامهن على الجسوم
وإنما أخذ هذا المثال من قول أبي تمام:
فيا حسن الرسوم وما تمشى * إليها الدهر في صور البعاد
وإذ طير الحوادث في رباها * سواكن وهي غناء المراد
مذاكي حلبة وشروب دجن * وسامر قينة وقدور صادي
(٢٠٠)

وأعين ربرب كحلت بسحر * وأجساد تضمخ بالجساد
وممن أخذ هذا المثال مع ركوب هذه القافية القاضي أبو الحسن
علي بن عبد العزيز الجرجاني حيث قال من قصيدة:
وأجفان تروي كل شئ * سوى قلب إلى الأحباب صادي
بذاك جزيت إذ فارقت قوما * لبست لبينهم ثوبي حداد
معادن حكمة وغيوث جدب * وأنجم خبرة وصدور نادي
وقال السري من قصيدة:
ترتع حولي الظباء آنسة * نظائرا في الجمال أشباها
رقت عن الوشي نعمة فإذا * صافح منها الجسوم وشاها
وهو من قول المتنبي:
حسان التثني ينقش الوشي مثله * إذا مسن في أجسامهن النواعم
وقال من أبيات:
وأغيد مهتز على صحن خده * غلائل من صبغ الحياء رقاق
أحاطت عيون العاشقين بخصره * فهن له دون النطاق نطاق
وهو أيضا من قول المتنبي:
وخصر تثبت الأحداق فيه * كان عليه من حدق نطاقا
وكتب إلى صديق له كان قد بعث غلامه إليه في حاجة:
أبا بكر أسأت الظن فيمن * سجيته التمنع والخلاف
وخفت عليه من الخلوات مني * ولم تك بيننا حال تخاف
جفوت من الصبا ما ليس يجفى * وعفت من الهوى ما لا يعاف
فلو اني هممت بقبح فعل * لدى الاغفاء أيقظني العفاف
وانما اخذه من قول أبي الحسن بن طباطبا.
ما ذا يعيب الناس من رجل * خلص العفاف من الأنام له
يقظاته ومنامه شرع * كل بكل منه مشتبه
ان هم في حلم بفاحشة * زجرته عفته فينتبه
وقال السري من أبيات لصديق له اهدى إليه ماء ورد فارسي في
قارورة بيضاء مزينة بقراطيس مذهبة:
بعثت بها عذراء حالية النجر * مشهرة الجلباب حورية النحر
مضمنة ماء صفا مثل صفوها * فجاءت كذوب التبر في جامد الدر
ينوب بكفي عن أبيه وقد مضى * كما نبت عن آبائك السادة الغر
وانما هو عكس كلام المتنبي:
فان يك سيار بن مكرم انقضى * فإنك ماء الورد ان ذهب الورد
وقال من قصيدة في سيف الدولة:
لما تراءى لك الجمع الذي نزحت * أقطاره ونأت بعدا جوانبه
تركتهم بين مصبوع ترائبه * من الدماء ومخضوب ذوائبه
فحائر وشهاب الرمح لاحقه * وهارب وذباب السيف طالبه
يهوي إليه بمثل النجم طاعنه * وينتحيه بمثل البرق ضاربه
يكسوه من دمه ثوبا ويسلبه * ثيابه فهو كاسيه وسالبه
وهو من قول البحتري:
سلبوا وأشرقت الدماء عليهم * محمرة فكأنهم لم يسلبوا
وقال السري من قصيدة في سيف الدولة وذكر العدو:
تروع أحشاءه بالكتب وهولها * خوف الردى ورجاء السلم مستلم
لا يشرب الماء الأغص من حذر * ولا يهوم الا راعه الحلم
وهو من قول أشجع السلمي
فإذا تنبه رعته وإذا غفا * سلت عليه سيوفك الأحلام
وقال من قصيدة:
وقفنا نحمد العبرات لما * رأينا البين مذموم السجايا
كان خدودهن إذا استقلت * شقيق فيه من طل بقايا
وهو من قول الناشي الأوسط:
كان الدموع على خدها * بقية طل على جلنار
وقال من قصيدة في مرثية أم أبي تغلب:
تذال مصونات الدموع إزاءها * وتمشي حفاة حولها الرجل والركب
تساوت قلوب الناس في الحزن إذ ثوت * كان قلوب الناس في موتها قلب
ومصراع البيت الأول من قول المتنبي مشى الأمراء حوليها حفاة
والبيت الثاني من قول ابن الرومي:
سلالة نور ليس يدركها اللمس * إذا ما بدا أغضى له البدر والشمس
به أضحت الأهواء يجمعها هوى * كان نفوس الناس في حبه نفس
ولأبي بكر الخالدي في الأخذ منه:
وبدر دجى يمشي به غصن رطب * دنا نوره لكن تناوله صعب
إذا ما بدا به كل ناظر * كان قلوب الناس في حبه قلب
وقال السري من قصيدة:
أيام لي في الهوى العذري مأربة * وليس لي في هوى العذال من أرب
سقى الغمام رباها دمع مبتسم * وكم سقاها التصابي دمع مكتئب
وردد المعنى فقال:
ولما اعتنقنا خلت ان قلوبنا * تناجي بأفعال الهوى وهي تخفق
هي الدار لم يخل الغمام ولا الهوى * معالمها من عبرة تترقرق
وهو من قول أبي تمام
دمن طالما التقت أدمع المزن * عليها وأدمع العشاق
وفي قصيدة السري:
وطوقت قوما في الرقاب صنائعا * كأنهم منها الحمام المطوق
وهو من قول المتنبي
أقامت في الرقاب له اياد * هي الأطواق والناس الحمام
وللسري من قصيدة في سيف الدولة:
تبسم برق الغيم فاختال لامعا * وحل عقود الغيث فارفض هاملا
فقلت علي منك أعلى صنائعا * إذا ما رجوناه وأرجى مخايلا
(٢٠١)

وإنما نسج فيه على منوال البحتري حيث قال:
قد قلت للغيم الركام ولج في * أبراقه وألح في ارعاده
لا تعرضن لجعفر متشبها * بندي يديه فلست من أنداده
وقال السري من قصيدة:
قامت تميل للعناق مقوما * كالخوط أبدع في الثمار وأغربا
حملت ذراه الأقحوان مفضضا * يسقي المدامة والشقيق مذهبا
وأبت وقد أخذ النقاب جمالها * حركات غصن البان ان تتنقبا
وهو من قول أبي تمام
أرخت خمارا على الفرعين وانتقبت * للناظرين بقد ليس ينتقب
وقال السري في وصف شعره:
وغريبة تجري عليك رياحها * أرجا إذا لفحت عدوك نارها
ممن له غرر الكلام تفتحت * أبوابها وترفعت أستارها
تجري وتطلبه عصائب قصرت * عن شاوه فقصارها أقصارها
فتعيش بعد مماته أشعاره * وتموت قبل مماتها أشعارها
وهو من قول دعبل
يموت ردئ الشعر من قبله أهله * وجيده يبقى وان مات قائله
وقال من قصيدة:
صادق البشر يرى ماء الندى * يرتقي في وجهه أو ينحدر
قلت إذ برز سبقا في العلا * أإلى المجد طريق مختصر
وهو من قول البحتري
ما زال يسبق حتى قال حاسده * له طريق إلى العليا مختصر
وفي قصيدة السري:
قد تقضى الصوم محمودا فعد * لهوى يحمد أو راح يسر
أنت والعيد الذي عاودته * غرتا هذا الزمان المعتكر
لذ فيك المدح حتى خلته * سمرا لم أشق فيه بسهر
وهو من قول ابن الرومي:
يا مشرعا كان لي بلا كدر * يا سمرا كان لي بلا سهر
وقال من قصيدة ذكر فيها جراحا نالته في بعض أسفاره:
نوب لو علت شماريخ رضوى * أوشكت ان تخر منهن هدا
عرضتني على الحسام فأضحى * كل عضو مني لحديه غمدا
وكست مفرقي عمامة ضرب * أرجوانية الذوائب تندى
وهو من قول ابن المعتز:
الا رب يوم قد كسوكم عمائما * من الضرب في الهامات حمر الذوائب
وقال السري من قصيدة في الوزير المهلبي:
وأرى العدو نقيصة في عمره * وأرى الصديق زيادة في حاله
بوقائع للباس في أعدائه * ووقائع للجود في أمواله
عذلوه في الجدوى ومن يثني الحيا * أم من يسد عليه طرق سجاله
وهو من قول المتنبي:
وما ثناك كلام الناس عن كرم * ومن يسد طريق العارض الهطل
وقال من قصيدة في وصف طير الماء:
وآمنة لا الوحش يذعر سربها * ولا الطير منها داميات المخالب
هي الروض لم تنش الخمائل زهره * ولا اخضل عن دمع من المزن ساكب
إذا انبعثت بين الملاعب خلتها * زرابي كسرى بثها في الملاعب
وهو من قول ابن الرومي:
زرابي كسرى بثها في صحونه * ليحضر وفدا أو ليجمع مجمعا
وفي قصيدة السري:
وان آنست شخصا من الناس صرصرت * كما صرصرت في الطرس أقلام كاتب
وهو من قول أبي نواس:
كأنما يصفرن عن ملاعق * صرصرة الأقلام في المهارق
وقال في وصف رقاص:
إذا اختلجت مناكبه لرقص * نزت طير القلوب إليه نزوا
أفارس أنت أحسن من تثنى * على صنج وأملح من تلوى
وهو من قول الصنوبري:
فمن متلو على نايه * ومن متثن على صنجه
وقال من قصيدة في سيف الدولة:
بكاهل الملك سيف الدولة اطأدت * قواعد الدين واشتدت كواهله
من الرماح وان طالت مخاصره * كما الدروع وان أوهت غلائله
وهو من قول البحتري:
ملوك يعدون الرماح مخاصرا * إذا زعزعوها والدروع غلائلا
وقال في وصف السحاب والبرق من قصيدة:
وعارض اكلا فيه بارق * كالنار شبت في ذري طود أشم
كأنه نشوان جر ذيله * فكلما ريع انتضى غضبا خذم
وهو من قول ابن المعتز:
كان الرباب الجون دون سحابه * خليع من الفتيان يسحب ميزرا
إذا أدركته روعة من ورائه * تلفت واستل الحسام المذكرا
وفي قصيدة السري:
ورب يوم تكتسي البيض به * لونا فتكسو لونها سود اللمم
وهو من قول المتنبي:
واستعار الحديد لونا وألقى * لونه في ذوائب الأطفال
وقال من قصيدة:
وأنا الفداء لمرغم في العدى * إذ زارني وهنا على عدوائه
قمر إذا ما الوشي صين أذاله * كيما يصون بهاءه ببهائه
وهو من قول المتنبي:
لبسن الوشي لا متجملات * ولكن كي يصن به الجمالا
وفي قصيدة السري:
ضعفت معاقد خصره وعهوده * فكان عقد الخصر عقد وفائه
واللفظ من قول ابن المعتز * وشادن ضعيف عقد الخصر وقال
(٢٠٢)

السري من قصيدة:
حليه وثناياه وعنبره * كل ينم عليه أو يراقبه
فلست أدري إذا ما سار في أفق * شمائل الأفق أذكى أم جنائبه
سرى من الخيف يخفي البدر منتقيا * والبدر يأنف ان تخفى مناقبه
وانما ألم فيه بقول كشاجم:
بأبي وأمي زائر متقنع * لم يخف ضوء البدر تحت قناعه
وقال في وصف القلم من قصيدة في أبي إسحاق الصابي:
وفتى إذا هز اليراع حسبته * لمضاء عزمته يهز مناصلا
من كل ضافي البرد ينطق راكبا * بلسان حامله ويصمت راجلا
وهو من قول أبي تمام
فصيح إذا استنطقته وهو راكب * وأعجم ان خاطبته وهو راجل
وقال السري من قصيدة
الغيث والليث والهلال إذا * اقمر بأسا وبهجة وندى
ناس من الجود ما يجود به * وذاكر منه كلما وعدا
وهو من قول الشاعر
رأيت يحيى أدام الله بهجته * يأتي من الجود ما لم يأته أحد
ينسى الذي كان من معروفه ابدا * إلى الرجال ولا ينسى الذي يعد
وقال من قصيدة
بعيد إذا رمت ادراكه * وان كان في الجود سهلا قريبا
ضرائب أبدعتها في السماح * فلسنا نرى لك فيها ضريبا
وهو من قول البحتري
بلونا ضرائب من قد نرى * فما ان رأينا لفتح ضريبا
وقال من قصيدة
فتى شرع المجد المؤثل فالعلا * مأربه والمكرمات شرائعه
إذا وعد السراء أنجز وعده * وان أوعد الضراء فالعفو مانعه
وهو من بيت تشتمل عليه قصة حكاها المبرد عن أبي عثمان المازني
قال حدثني محمد بن مسعر قال جمعنا بين أبي عمرو بن العلاء
وعمرو بن عبيد في مسجدنا فقال له أبو عمرو ما الذي يبلغني عنك في
الوعيد فقال إن الله وعد وعدا وأوعد ايعادا فهو منجز وعده ووعيده فقال له
أبو عمرو انك أعجمي ولا أعني لسانك ولكن فهمك ان العرب لا تعد ترك
الايعاد ذما وتعده مدحا ثم أنشد:
وما يرهب ابن العم ما عشت صولتي * وما اختشي من صولة المتوعد
واني إذا أوعدته أو وعدته * لمخلف ايعادي ومنجز موعدي
فقال له عمرو أفليس يسمى تارك الايعاد مخلفا قال بلى قال أفتسمي
الله مخلفا إذا لم يفعل ما أوعد قال لا قال فقد أبطلت شاهدك قال
المؤلف لو سلمنا عدم صحة القول بان الله مخلف ايعاده لأن في هذا
التعبير نوع من سوء الأدب فلا نسلم عدم صحة قولنا الله تارك فعل ما
أوعد به أو عاف عمن أوعده أو غير ذلك من العبارات التي هي بمعنى اللفظ
الذي قد يكون فيه شئ من سوء الأدب والعبرة بالمعاني لا بالألفاظ
والرجل الذي أول لبعض الملوك رؤياه بأنه يموت جميع أقاربه فامر بحبسه
كالرجل الذي أولها بأنه أطول أقاربه عمرا فأنعم عليه لا يزيد معنى كلام
أحدهما عن الاخر شيئا ولا ينقص وانما تختلف العبارة ايحاشا وايناسا وقال
السري من أبيات:
لحطت عزمتي العراق فسلت * همتي للرحيل سيف اعتزامي
فسلام على جنابك والمنهل * والظل والأيادي الجسام
وهو من قول البحتري
فسلام على جنابك والمنهل * فيه وربعك المأنوس
حيث فعل الأيام ليس بمذموم * ووجه الزمان غير عبوس
وقال في وصف أشعاره
خلع غضة النسيم غداها * صفو ماء العلوم والآداب
فهي كالخرد الأوانس يخلطن * شماس الصبا بأنس التصابي
رقة فوق رقة الخصر تبدي * فطنة فوق فطنة الاعراب
وهو من قول الطائي
لا رقة الخصر اللطيف عدتهم * وتباعدوا عن فطنة الاعراب
وقال السري من قصيدة
ألبستني النعم التي غيرن لي * ود الصديق فعاد منها حاسدا
فليلبسن بها الثناء مسيرا * ومخلدا ما دام يذبل خالدا
والبيت الأول من قول البحتري
وألبستني النعمى التي غيرت أخي * علي فأمسى نازح الود اجنبا
ما تكرر من معانيه
في اليتيمة لا باس ان أورد بعض ما كرره من معانيه فما منها الا بارع
رائع وانما كررها اعجابا بها واستحسانا لما اخترعه منها قال من أبيات في
الاستزارة:
ألست ترى ركب الغمام يساق * وأدمعه بين الرياض تراق
ورقت جلابيب النسيم على الثرى * ولكن جلابيب الغيوم صفاق
وقال في معناه
راح الغمام به صفيقا شربه * وغدا به ثوب النسيم رقيقا
وقال في قريب منه:
فهواؤه سكب الرداء * وغيمه جافي الإزار
وقال من تلك الأبيات
وذو أدب جلت صنائع كفه * ولكن معاني الشعر منه دقاق
وقال في معناه:
أعلي كم نعم منحت جليلة * منحتك معنى في الثناء دقيقا
يلقى الندى برقيق وجه مسفر * فإذا التقى الجمعان عاد صفيقا
رحب المنازل ما أقام فان سرى * في جحفل ترك الفضاء مضيقا
(٢٠٣)

وقال في معناه
فطورا لكم في العيش رحب منازل * وطورا لكم بين السيوف زحام
وقال يمدح:
فلتشكرنك دولة جددتها * فتجددت أعلامها ومنارها
حليتها وحميت بيضة ملكها * فغرار سيفك سورها وسوارها
وقال في معناه
تحلي الدين أو تحمي حماه * فأنت عليه سور أو سوار
وقال:
نشر الثناء فكان من اعلانه * وطوى الوداد فكان من أسراره
كالنخل يبدي الطلع من أثماره * حينا ويخفى الغض من جماره
وقال في معناه
أصبحت أظهر شكرا عن صنائعه * وأضمر الود فيه اي اضمار
كيانع النخل يبدي للعيون ضحى * طلعا نضيدا ويخفي غصن جمار
وقال في وصف الشمع
أعددت لليل إذا الليل غسق * وقيد الالحاظ من دون الطرق
قضبان تبر عريت عن الورق * شفاؤها ان مرضت ضرب العنق
وقال في معناه
فرجتها بصائح ان تعتلل * فلهن من ضرب الرقاب شفاء
وقال في معناه
وإذا عرتها مرضة * فشفاؤها ضرب الرقاب
وقال في معناه:
سيافها يضرب أعناقها * وهو بذاك الفعل يحييها
وقال:
قد اغتدي نشوان من خمر الكرى * اجر بردي على برد الثرى
والصبح حمل بين أحشاء الدجى
وقال في مثله والصبح حمل في حشى الظلماء وقال في وصف الخمر
الا غادها مخطئا أو مصيبا * وسر نحوها داعيا أو مجيبا
وخذ لهبا حره في غد * إذا الحر قارن يوما لهيبا
وقال في معناه
هات التي هي يوم الحشر أوزار * كالنار في الحسن عقبى شربها النار
وقال في معناه
هاتها لم تباشر النار واعلم * انها في المعاد للشرب نار
وقال من أبيات
انظر إلى الليل كيف تصدعه * راية صج مبيضة العذب
كراهب حن للهوى طربا * فشق جلبابه من الطرب
وقال في معناه
والفجر كالراهب قد مزقت * من طرب عنه الجلابيب
وقال يمدح
يخضب الكف بالمدام وطورا * يخضب السيف من دم مهراق
وقال في معناه
ويخضب بالراح ايماننا * ونخضب بالدم أرماحنا
وقال في الغزل وهو من غرره
بنفسي من أجود له بنفسي * ويبخل بالتحية والسلام
وحتفي كامن في مقلتيه * كمون الموت في حد الحسام
وقال ونقل معناه إلى الخمر:
ويريه أعلى الرأي حزم كامن * فيه كمون الموت في حد القضيب
وقال في معناه
أما للمحبين من حاكم * فينصفني اليوم من ظالمي
حمامي في طرفه كامن * كمون المنية في الصارم
وقال في معنى آخر
وفتية زهر الآداب بينهم * أبهى وانضر من زهر الرياحين
مشوا إلى المرح مشي الرخ وانصرفوا * والراح تمشي بهم مشي الفرازين
وقال في معناه
حتى إذا الشمس بها آذنت * خيامها الصفر بقلع الأواخ
راحوا عن الراح وقد أبدلوا * مشي الفزازين بمشي الرخاخ
وقال في قلب معناه ووصف الشطرنج
يبدي لعينك كلما عاينته * قرنين جالا مقدما ومخاتلا
فكان ذا صاح يسير مقوما * وكان ذا نشوان يخطر مائلا
وقال يصف كانون نار
وذو أربع لا يطيق النهوض * ولا يألف السير فيمن سرى
تحمله سبجا اسودا * فيجعله ذهبا احمرا
وقال في معناه
وأحدقنا بأزهر * خافقات حوله العذب
فما ينفك من سبج * يعود كأنه ذهب
وقال يمدح
وكم خرق الحجاب إلى مقام * توارى الشمس فيه بالحجاب
كان سيوفه بين العوالي * جداول يطردن خلال غاب
وقال في معناه
كان سيوف الهند بين رماحه * جداول في غاب سما فتاشبا
وقال في معناه
أسدلها من بيضها وسمرها * جداول مطردات واجم
وصف شعره
في اليتيمة وعلى ذكر الشعر فاني كاسر عليه فصلا لفرط استحساني
جودة وصفه له وموافقة الموصوف.
قال في وصف شعره
(٢٠٤)

إليك زففتها عذراء تأوي * حجاب القلب لا حجب القباب
أذبت لصوغها ذهب القوافي * فأدت رونق الذهب المذاب
وقال في معناه
وخذها كالتهاب الحلي تغني * عن المصباح في الليل التهابا
مشعشعة كان الطبع اجرى * على صفحاتها الذهب المذابا
وقال في وصف شعره من قصيدة
وما زالت رياح الشعر شتى * فمن ريا الهبوب ومن سموم
تحيي الصاحب الطلق المحيا * وتعلن شتم ذي الوجه الشتيم
منحتك من محاسنها ربيعا * مقيم الزهر سيار النسيم
وقال من أخرى
قل للعدو إليك عن ذي عدة * ما ثار الا نال أبعد ثاره
صل القريض إذا ارتوت أنيابه * من سمه قطرت على أشعاره
لو أنه جارى عتيقي طئ * في الحلبتين تبرقعا بغباره
وقال من أخرى
شغلتك عن حسن السماع مدائح * حسنت فما تنفك تطرب سامعا
طلعت عليك أبا الفوارس أنجم * منهن يخجلن النجوم طوالعا
زهر إذا صافحن سمع معاند * خفض الكلام وغض طرفا خاشعا
جاءتك مثل بدائع الوشي الذي * ما زال في صنعاء يتعب صانعا
أو كالربيع يريك أخضر ناضرا * وموردا شرقا واصفر فاقعا
وقال من أخرى
وكم مدحة غب النوال تبسمت * كما ابتسم النوار غب حيا أروى
وما ضر عقدا من ثناء نظمته * وفصلته ان لا يعيش له الأعشى
وقال:
جاءتك كالعقد لا تزري بناظمها * حسنا وتزري بما قالوا وما نظموا
والشعر كالروض ذا ظام وذا خضل * وكالصوارم ذا ناب وذا خذم
أو كالعرانين هذا حظه خنس * مزري عليه وهذا حظه شمم
وقال:
وفكر خواطره البست * علاك من الحمد ثوبا خطيرا
محاسن لو علقت بالقتير * لحسن عند الحسان القتيرا
إذا ما جفت خلع المادحين * عليهن رقت فكانت حريرا
وقال:
وخلعة من ثناي دبجها الفكر * ففاقت بحسنها البدعا
وقرب الحذق لفظها فغدا * من قربها مطمعا وممتنعا
وقال:
سأبعث الحمد موشيا سبائبه * إلى الأمير صريحا غير مؤتشب
ان المدائح لا تهدى لناقدها * الا وألفاظها أصفى من الذهب
كم رضت بالفكر فيها روضة انفا * تفتح الزهر منها عن جنا الأدب
لفظ يروح له الريحان مطرحا * إذا جعلناه ريحانا على النجب
وقال:
اتتك يجول ماء الطبع فيها * مجال الماء في السيف الصقيل
قواف ان ثنت للمرء عطفا * ثنى الأعطاف في برد جميل
وقال:
شرقت بماء الطبع حتى خلتها * شرقت لرونقها بتبر ذائب
ويقول سامعها إذا ما أنشدت * أعقود حمد أم عقود كواكب
وقال:
والبس غرائب مدحة دبجتها * فكأنما دبجت منها مطرفا
من كل بيت لو تجسم لفظه * لرأيته وشيا عليك مفوفا
وقال:
ألفاظه كالدر في أصدافه * لا بل يزيد عليه في لألائه
من كل رائقة الجمال كأنما * جاد الشباب لها بريقة مائه
وقال:
والشعر بحر نلت أنفس دره * وتنافس الشعراء في حصبائه
وقال:
وغرائب مثل السيوف إضاءة * وجدت من الفكر الدقاق صياقلا
فلو استعار الشيب بعض جمالها * اضحى إلى البيض الحسان وسائلا
جاءتك بين رصينه ودقيقه * تهدي إليك مطارفا وغلائلا
حسن التخلص
منه قوله من قصيدة في الوزير المهلبي
عصر مزجت شمائلي بشموله * وظلاله ممزوجة بشماله
حتى حسبت الورد من أشجاره * يجنى أو الريحان من أغصانه
وكأنني لما ارتديت ظلاله * جار الوزير المرتدى بظلاله
وقوله من أخرى:
اكني عن البلد البعيد بغيره * وارد عنه عنان قلب مائل
وأود لو فعل الحيا بسهولة * وحزونه فعل الأمير بآمل
ومن أخرى
وركائب يخرجن من غلس الدجى * مثل السهام مرقن منه مروقا
والفجر مصقول الرداء كأنه * جلباب خود أشربته خلوقا
أغمامة بالشام شمن بروقها * أم شمن من شيم الأمير بروقا
ومن أخرى
وبكر إذا جنبتها الجنوب * حسبت العشار تؤم العشارا
يعارضها في الهواء النسيم * فينثر في الأرض درا صغارا
كان الأمير أعار الربى * شمائله فاشتملن المعارا
مختارات من شعره في جميع الفنون
الغزل
قال من قصيدة ولا توجد في الديوان المطبوع مطلعها:
(٢٠٥)

ما زاره الطيف بعد البين معتمدا * الا ليدني له الشوق الذي بعدا
منها:
كأنما من ثناياها وريقتها * أيدي الغمام سرقن البرد والبردا
وقال ولا توجد في الديوان المطبوع
لو أشرقت لك شمس ذاك الهودج * لأرتك سالفتي غزال أدعج
أرعى النجوم كأنها في أفقها * زهر الأقاحي في رياض بنفسج
والمشتري وسط السماء تخاله * وسناه مثل الزيبق المترجرج
مسمار تبر اصفر ركبته * في فص خاتم فضة فيروزج
وتمايل الجوزاء يحكي في الدجى * ميلان شارب قهوة لم تمزج
وتنقبت بخفيف غيم ابيض * هي فيه بين تخفر وتبرج
كتنفس الحسناء في المرآة إذ * كملت محاسنها ولم تتزوج
وقال من مطلع قصيدة
بلاني الحب فيك بما بلاني * فشاني ان تفيض غروب شاني
أبيت الليل مرتفقا أناجي * بصدق الوجد كاذبة الأماني
فتشهد لي على الأرق الثريا * ويعلم ما أجن الفرقدان
إذا دنت الخيام بهم فأهلا * بذاك الخيم والخيم الدواني
فبين سجوفها أقمار تم * وبين عمادها أغصان بان
ومذهبة الخدود بجلنار * مفضضة الثغور بأقحوان
سقانا الله من رياك ريا * وحيانا بأوجهك الحسان
ستصرف طاعتي عمن نهاني * دموع فيك تلحى من لحاني
فيا ولع العواذل خل عني * ويا كف الغرام خذي عناني
وقال:
بنفسي من أجود له بنفسي * ويبخل بالتحية والسلام
وحتفي كامن في مقلتيه * كمون الموت في حد الحسام
وقال من قصيدة
قسمت قلبي بين الهم والكمد * ومقلتي بين فيض الدمع والسهد
ورحت في الحسن أشكالا مقسمة * بين الهلال وبين الغصن والعقد
أريتني مطرا ينهل ساكبه * من الجفون وبرقا لاح من برد
ووجنة لا يروي ماؤها ظمأي * بخلا وقد لذعت نيرانها كبدي
فكيف أبقي على ماء الشؤون وما * أبقى الغرام على صبري ولا جلدي
وقال من قصيدة
لو سالمته سجايا طرفك الساجي * لكان أول صب في الهوى ناج
سرت أوائل دمع العين حين سرت * أوائل الحي من ظعن واحداج
ومن وراء سجوف الرقم شمس ضحى * تجول في جنح ليل مظلم داج
مقدودة خرطت أيدي الشباب لها * حقين دون مجال العقد من عاج
كان عبرتها يوم الفراق جرت * من ماء وجنتها أو ماء أوداجي
وقال ولا توجد في الديوان المطبوع
قامت وخوط البانة المياس في أثوابها * ويهزها سكران سكر شرابها وشبابها
تسعى بصهباوين من ألحاظها وشرابها * فكان كأس مدامها لما ارتدت بحبابها
توريد وجنتها إذا ما لاح تحت نقابها
وقال من قصيدة
وقفنا فظل الشوق يسأل دارها * وتجعل أسراب الدموع جوابها
ومجدولة جدل العنان منحتها * عناني فأضحت رحلة الهجر دابها
إذا برزت كان العفاف حجابها * وان سفرت كان الحياء نقابها
حمتنا الليالي بعد ساكنة الحمى * مشارب يهوى كل ظام شرابها
ألاحظها لحظ الطريد محله * وأذكرها ذكر الشيوخ شبابها
تذكر أيام الصبا
قال من قصيدة
تأبى الصبابة ان تصيخ لعاذل * أو ان تكف غروب دمع هامل
عرف المنازل باللوى فبكى دما * ان الهوى فيه اختلاف منازل
وسبيله أن يستبل وقد رأى * شمل الشباب طريد شيب نازل
حييت من طلل أجاب دثوره * يوم العقيق سؤال دمع سائل
يحفى وينزل وهو أعظم حرمة * من أن يزار براكب أو ناعل
حمرا تلوح خلالها بيض كما * فصلت بالكافور سمط عقيق
ومرادنا ما بين ابيض صارم * يهتز منه وبين أسمر ذابل
أسلاسل البرق الذي لحظ الثرى * وهنا فوشح روضه بسلاسل
أذكرتنا النشوات في ظل الصبا * والعيش في سنة الزمان الغافل
أيام أستر صبوتي من كاشح * عمدا وأسرق لذتي من عاذل
وقال من قصيدة
أجانبها حذارا لا اجتنابا * وأعتب كي تنازعني العتابا
وأبعد خيفة الواشين عنها * لكي ازداد في الحب اقترابا
وتأبى عبرتي الا انسكابا * وتأبى لوعتي الا التهابا
مررنا بالعقيق فكم عقيق * ترقرق في محاجرنا فذابا
ومن مغنى جعلنا الشوق فيه * سؤالا والدموع له جوابا
وفي الكلل التي غابت شموس * إذا شهدت ظلام الليل غابا
حملت لهن أعباء التصابي * ولم احمل من السلوان عابا
ولو بعدت قبابك قاب قوس * من الواشين حيينا القبابا
نصد عن العذيب وقد رأينا * على ظما ثناياك العذابا
تثني البرق يذكرني الثنايا * على أثناء دجلة والشعابا
وأياما عهدت بها التصابي * وأوطانا صحبت بها الشبابا
وقال يتشوق الموصل ونواحيها وهو مقيم بحلب
أمحل صبوتنا دعاء مشوق * يرتاح منك إلى الهوى الموموق
هل أطرقن العمر بين عصابة * سلكوا إلى اللذات كل طريق
أم هل أرى القصر المنيف معمما * برداء غيم كالرداء رقيق
وقلالي الدير التي لولا النوى * لم أرمها بقلى ولا بعقوق
محمرة الجدران ينفح طيبها * فكأنها مبنية بخلوق
ومحل خاشعة القلوب تفردوا * بالذكر بين فروقة وفروق
أغشاه بين منافق متجمل * ومناضل عن كفره زنديق
وأغن تحسب جيده ابريقه * ما قام يسفح عبرة الإبريق
دهر ترفق بي فوافى صرفه * وسطا علي فكان غير رفيق
فمتى أزور قباب مشرفة الذرى * فأرود بين النسر والعيوق
وارى الصوامع في غوارب أكمها * مثل الهوادج في غوارب نوق
حمرا تلوح خلالها بيض كما * فصلت بالكافور سمط عقيق
كلف تذكر قبل ناهية النهى * ظلين ظل هوى وظل حديق
فتفرقت عبراته في خده * إذ لا مجير له من التفريق
(٢٠٦)

المديح
شعره في أهل البيت ع
في ملحق فهرست ابن النديم ص ٦: كان السري الرفا جارا لأبي
الحسن علي بن عيسى الرماني بسوق العطش وكان كثيرا ما يجتاز بالرماني
وهو جالس على باب داره فيستجلسه ويحادثه يستدعيه إلى أن يقول
بالاعتزال وكان السري يتشيع فلما طال ذلك عليه أنشد وليست في
الديوان المطبوع.
أقارع أعداء النبي وآله * قراعا يفل البيض عند قراعه
واعلم كل العلم ان وليهم * سيجزي غداة البعث صاعا بصاعه
فلا زال من والاهم في علوه * ولا زال من عاداهم في اتضاعه
ومعتزلي رام عزل ولايتي * عن الشرف العالي بهم وارتفاعه
فما طاوعتني النفس في أن أطيعه * ولا أذن القرآن لي في اتباعه
طبعت على حب الوصي ولم يكن * لينقل مطبوع الهوى عن طباعه
وقال يمدح أهل البيت ع وفيها ثلاثة أبيات في رثاء
الحسين ع.
نطوي الليالي علما ان ستطوينا * فشعشعيها بماء المزن واسقينا
وتوجي بكؤوس الراح أيدينا * فإنما خلقت للراح أيدينا
قامت تهز قواما ناعما سرقت * شمائل البان من أعطافه اللينا
تحث حمراء يلقاها المزاج كما * القيت فوق جني الورد نسرينا
فلست أدري أتسقينا وقد نفحت * روائح المسك منها أم تحيينا
قد ملكتنا زمام العيش صافية * لو فاتنا الملك راحت عنه تسلينا
ومخطف القد يرضينا ويسخطنا * حسنا ويقتلنا دلا ويحيينا
لما رأيت عيون الدهر تلحظنا * خزرا شزرا تيقنت ان الدهر يردينا
نمضي ونترك من ألفاظنا تحفا * تنسي رياحينها الشرب الرياحينا
وما نبالي بذم الأغبياء إذا * كان اللبيب من الأقوام يطرينا
ورب غراء لم تنظم قلائدها * الا ليحمد لتمدح فيها الفاطميونا
الوارثون كتاب الله يمنحهم * ارث النبي على رغم المعادينا
والسابقون إلى الخيرات ينجدهم * عتق النجار إذا كل المجارونا
قوم نصلي عليهم حين نذكرهم * حبا ونلعن أقواما ملاعينا
إذا عددنا قريشا في أباطحها * كانوا الذوائب فيها والعرانينا
أغنتهم عن صفات المادحين لهم * مدائح الله في طاها وياسينا
فلست أمدحهم الا لأرغم في * مديحهم انف شانيهم وشانينا
أقام روح وريحان على جدث * ثوى الحسين به ظمآن أمينا
كان أحشاءنا من ذكره ابدا * تطوى على الجمر أو تحشى السكاكينا
مهلا فما نقضوا آثار والده * وانما نقضوا في قتله الدينا
آل النبي وجدنا حبكم سببا * يرضى الاله به عنا ويرضينا
فما نخاطبكم الا بسادتنا * ولا نناديكم الا موالينا
فكم لنا من معاد عدو في مودتكم * يزيدكم في سواد القلب تمكينا
وكم لنا من فخار في مودتكم * يزيدها في سواد القلب تمكينا
ومن عدو لكم مخف عداوته * الله يرميه عنا وهو يرمينا
ان اجر في مدحكم جري الجواد فقد * أضحت رحاب مساعيكم ميادينا
وكيف يعدوكم شعري وذكركم * يزيد مستحسن الاشعار تحسينا
مدائحه في سيف الدولة
قال في مدح سيف الدولة أبي الحسن علي بن حمدان
أغرتك الشهاب أم النهار * وراحتك السحاب أم البحار
خلقت منية ومنى فأضحت * تمور بك البسيطة أو تمار
تحلي الدين أو تحمي حماه * فأنت عليه سور أو سوار
سيوفك من شكاة الثغر برء * ولكن للعدى فيها بوار
وكفاك الغمام الجون يسري * وفي أحشائه ماء ونار
يمين من سجيته المنايا * ويسرى من عطيتها اليسار
يحف الوفد منك باريحي * تحف به السكينة والوقار
وبدر ما استسر البدر الا * تعالى ان يحيط به السرار
حضرنا والملوك له قيام * تغض نواظرا فيها انكسار
وزرنا منه ليث الغاب طلقا * ولم نر قبله ليثا يزار
فكان لجوهر المجد انتظام * وكان لجوهر الجود انتثار
بعثت إلى الثغور سحاب عدل * وبذل لا يغب له انهمار
وأسكنت السكينة ساحتيها * فقرت بعد ما امتنع القرار
مكارم يعجز المداح عنها * فجل مديحهم فيها اختصار
فعشت مخيرا لك في الأماني * وكان على العدو لك الخيار
فضيفك للحيا المنهل ضيف * وجارك للربيع الطلق جار
وله في سيف الدولة ولا توجد في ديوانه المطبوع وانما نقلناها من
نسخة مخطوطة رأيناها بالعراق في مكتبة الفاضل الشبيبي.
قاد الجياد إلى الجياد عوابسا * شعثا ولولا بأسه لم تنقد
في جحفل كالسيل أو كالليل أو * كالقطر كافح موج بحر مزبد
متوقد الجنبات تعتنق القنا * فيه اعتناق تواصل وتودد
متفجر بظبا الصوارم مبرق * تحت الغبار وبالصواهل مرعد
رد الظلام على الضحى واسترجع * الاظلام من ليل العجاج الاربد
وكأنما نقشت حوافر خيله * للناظرين أهلة في الجلمد
وكان طرف الشمس مطروف وقد * جعل الغبار له مقام الأثمد
وقال يمدح سيف الدولة ويذكر بعض غزواته إلى خرشنة ويصف قلعة
افتتحها من قصيدة
وقائع مثل ما بدأت تعود * وخيل ما تحط لها لبود
وأيام على الاسلام بيض * وهن على العدا حمر وسود
ومبرقة الحتوف إذا أسالت * دماء الشيب شاب لها الوليد
يبيت جلادها شرقا وغربا * حديثا تقشعر له الجلود
أيرهب جانب الأعداء ميلا * وسيف الدولة الركن الشديد
وقاد الخيل قبا يقتضيها * ذخيرة جهدها أو يستزيد
فأرسلها على الصفصاف يخفي * سنا أوضاحها عنه الكديد
وزارت ارض خرشنة رعالا * فكادت ارض خرشنة تميد
وجزن على الصعيد مبرقعات * براقعهن ما نسج الصعيد
وأوردها الخليج وقد تساوت * بجمتها التهائم والنجود
طلعت على الديار وهم نبات * وأغمدت السيوف وهم حصيد
إذا ركع القنا الخطي صلوا * صلاة جل واجبها السجود

(١) هذا البيت ليس في الديوان المطبوع وانما هو في اليتيمة - المؤلف -.
(٢٠٧)

فما أبقيت الا مخطفات * حمى الأخطاف منها والنهود
ورب ممنع حاولت منه * فلم يمنعه معقله المشيد
ومشرفة لقاصدها صبوب * على قمم السحائب أو صعود
تحف بها شواهق شامخات * كما حفت بسيدها الجنود
أحطت بها الأسنة لامعات * فهن على ترائبها عقود
رأت أمثال صورتها حديدا * فكادت وهي راسية تميد
وما زالت جيادك طاويات * تقاد إلى العدو فتستقيد
ضربت بها على الثغرين سدا * يؤيد ركنه رأي سديد
وأبت بها وقد أحرزت مجدا * قناك عليه والبيض الشهود
ولما قابلت طرطوس غرا * محجلة تقابلها السعود
كففت شذاتها فارتد باس * كدفاع الحريق وفاض جود
لقد شرفت بسؤددك القوافي * وفاز بمجدك الشرف التليد
فيوم الحرب تطربك المذاكي * ويوم السلم يطربك النشيد
وقال يمدح سيف الدولة ويعتذر إليه من انصرافه عن حلب بغير
إذن:
أؤنب الشوق فيهم وهو يضطرم * واستقل دموع العين وهي دم
لله أي شموس منهم غربت * بغرب وبدور ضمها أضم
بيض تخبر عنها البيض لامعة * بأنهن نعيم دونه نقم
أهدت لهن على خوف إشارتنا * تحية ردها العناب والعنم
هي الظباء ولي من ربعها حرم * وهي الشفاء ولي من لحظها سقم
سقيا المحبين من أهل الحمى ظما * برح وسقياه من أجفانها ديم
جادتك مذهبة بالبرق مجلبة * بالرعد تربد أحيانا وتبتسم
كأنها وجنوب الريح تجنبها * بحر يسد فضاء الجو ملتطم
من اللواتي تقول الأرض ان بسمت * هذي الحياة التي يحيا بها النسم
كأنها إذ تولت وهي مقلعة * جيش العدو تولى وهو منهزم
عادت حماتهم سفعا خدودهم * كأنما سفعت أبشارها الحمم
أطفأت بالكر والاقدام نارهم * وقبل كانت على الاسلام تضطرم
دفعتهم بغرار السيف عن بلد * رحب تدافع فيه سيلك العرم
غشيتهم برماح ليس بينهم * وبين أطرافها إل ولا ذمم
ونلت أمنعهم حصنا وابعدهم * فليس تعصمهم من بأسك العصم
وبات ذو الامر منهم قد ألم به * من خوف إلمامك المودي به لمم
لا يشرب الماء الأغص من حذر * ولا يهوم الا راعه الحلم
اضحى بنجدتك الاسلام معتصما * وأنت بالله والهندي معتصم
كأنها والعوالي ملء ساحتها * مغارس الخط فيها للقنا اجم
فالغزو منتظم والفئ مقتسم * والدين مبتسم والشرك مصطلم
يا سائلي عن علي كيف شيمته * انظر إلى الشكر مقرونا به النعم
مدح يغض زهير عنه ناظره * ونائل يتوارى عنده هرم
إذا بدا الصبح فهو الشمس طالعة * وان دجا الليل فهو النار والعلم
لا يستعير له المداح منقبة * ولا يقولون فيه غير ما علموا
رحب على آمليه ظل رحمته * وليس بينهم قربى ولا رحم
رمى الصليب وأبناء الصليب فلم * تغمد صوارمه الا وهم رمم
بالبيض تنكرها الأغماد مغمدة * والجرد تعرفها الغيطان والاكم
لا تخلع العذر عنها عند أوبتها * ولا تنفس عن أوساطها الحزم
كأنما نتجت للحرب مسرجة * مركبات على أفواهها اللجم
يا صارم الدين ان الدين قد علقت * كفاه منك بحبل ليس ينصرم
أشيم عفوك علما ان ستنشره * علي تلك السجايا الغر والشيم
كان انصرافي جرما لا كفاء له * عندي وأي لبيب ليس يجترم
رأي هفا هفوة زلت لها قدمي * وما هفا الرأي الا زلت القدم
هو اضطرار أزال الاختيار وهل * يختار ذو اللب ما يردي وما يصم
وكيف يجتنب الظمآن مورده * عمدا إذا راح وهو البارد الشبم
صفحا فلو شق قلبي عن صحيفته * لظل يقرأ منه الخوف والندم
جاءتك كالعقد لا تزري بناظمها * حسنا وتزري بما قالوا وما نظموا
والشعر كالروض ذا ظام وذا خضل * وكالصوارم ذا ناب وذا خذم
أو كالعرانين هذا حظه خنس * مزر عليه وهذا حظه شمم
وقال يمدح سيف الدولة ويودعه وقد عزم على المسير من الشام إلى
ديار بكر:
الله جارك ظاعنا ومقيما * وضمين نصرك حادثا وقديما
ان تسر كان لك النجاح مصاحبا * أو تبق كان لك السرور نديما
تغشاك بارقة السحاب إذا سرت * غيثا وتلقاك الرياح نسيما
لله همتك التي رجعت بها * همم الملوك الصاعدات هموما
ورياحك اللاتي تهب جنائبا * ولربما أجريتهن سموما
وخلالك الزهر التي أنفت لها * قمم المراتب ان تكون نجوما
كم من عظيم القدر قد لقيته * خطبا بأطراف الرماح عظيما
ومشهر يدعى الكريم تركته * يدعى وقد هطلت يداك لئيما
أفنت ظباك الروم حتى أنها * لم تبق الا ظبية أو ريما
وظبا محرمة على أغمادها * حتى تبيح من الضلال حريما
ومكارم أنصفت فيهن العلا * وتركت مالك بينها مظلوما
منحتك طاعتها القبائل رهبة * فمنحت جمرة عزها تضريما
أعطاك أصعبها الخطام ولم يكن * ليقود غيرك صعبها مخطوما
اسمي مرهفة السيوف فضلتها * شيما إذا جد القراع وخيما
ألبستني نعما رأيت بها الدجى * صبحا وكنت أرى الصباح بهيما
فغدوت يحسدني الصديق وقبلها * قد كان يلقاني العدو رحيما
طلب الملوك غبار شاوك فانثنوا * صفر اليدين وخائبا وذميما
ان يسمحوا في الحين أو يتكلفوا * كرم النفوس فقد خلقت كريما
وقال يمدح سيف الدولة أيضا:
وهي في الديوان ناقصة ومخالفة لما هنا في الترتيب والزيادة والنقصان
وكان ذلك من النساخ
أمن العيون يروم رد عنائه * هيهات ظن مقامها بشفائه
ما كان هذا البين أول جمرة * أذكت لهيب الشوق في أحشائه
لولا مساعدة الدموع ورفعها * حوب الفراق اتى على حوبائه
خفر الشمائل لو ملكت عناقه * يوم الوداع وهبته لحيائه
ضعفت معاقد خصره وعقوده * فكان عقد الخصر عقد وفائه
لله أي محاجر عفت لنا * بمحجر إذ ريع سرب ظبائه
وحيا أرقت لبرقه فكأنه * قدح الزمان يطير في أرجائه
(٢٠٨)

وسقت غمائمه الرياض كأنها * جود الأمير سقى رياض ثنائه
يا موجبا حق السماح بنائل * تتقاصر الأنواء عن أنوائه
والمبتني بيت العلاء ببأسه * فغدا علاء النجم دون علائه
ومن السيادة لا تليق بغيره * لعظيم سؤدده وفضل غنائه
كم منة لك ألبستني نعمة * تدع الحسود يذوب من برحائه
صنت الثناء عن الملوك نزاهة * وجعلته وقفا على آلائه
ومتى صان الثناء عمن هو دونه * ولكنهم الشعراء يقولون مالا يفعلون
ألفاظه كالدر في أصدافه * لا بل تزيد عليه في لآلائه
من كل ريقة الكلام كأنما * جاد الشباب لها بريق مائه
والشعر بحر نلت أنفس حليه * وتنافس الشعراء في حصبائه
وقال يمدح سيف الدولة ويذكر بعض غزواته
سحابك في السماح لها انسجام * ونارك في العدو لها ضرام
وصوب يديك ما جريا حياة * تعم بها البرية أو حمام
نثرت على الخليج الهام حتى * كان حصى الخليج طلى وهام
ويقول المتنبي في مثله:
نثرتهم فوق الأحيدب نثرة * كما نثرت فوق العروس الدراهم
على بعدت مسافتها ومجد * تعالى ان يهم به همام
لأغلب عامه في السلم يوم * ولكن يومه في الحرب عام
يضيع الحزم من ناواه حتى * يبيت وما يشد له حزام
يؤرقه ويأرق في سراه * إليه فما ينيم ولا ينام
يهجر والرماح عليه ظل * ويسفر والعجاج له لثام
وذي لجب تضل البيد فيه * وتفتقد الصحاصح والآكام
أقمنا لا نريم وسالمتنا * بساحتك الخطوب فما ترام
فكل زماننا ابدا ربيع * وكل شهورنا الشهر الحرام
علام حرمتني انشاد شعري * لديك وقد تناشده الأنام
ولي فيك التي تغلي القوافي * إذا ذكرت ويطرح الكلام
تقصر عن مداها الريح جريا * وتعجز عن مواقعها السهام
وقال يمدح سيف الدولة من قصيدة
اما الخيال فما يغب طروقا * يدني بوصلك شائقا ومشوقا
ومضى وقد منع الجفون خفوقها * قلب لذكرك لا يقر خفوقا
أهوى أنيق الحسن مقتبل الصبا * وازور مخضر الجناب أنيقا
راح الغمام به صفيقا ثوبه * وغدا به ثوب النسيم رقيقا
وركائب يخرجن من غلس الدجى * مثل السهام مرقن منه مروقا
أغمامة بالشام شمن بروقها * أم شمن من بشر الأمير بروقا
ملك تسهل بالسماح يمينه * حزنا وتوسع بالصوارم ضيقا
يلقى الندى برقيق وجه مسفر * فإذا التقى الجمعان عاد صفيقا
رحب المنازل ما أقام فان سرى * في جحفل ترك الفضاء مضيقا
مهلا عداة الدين ان لخصمكم * خلقا بارغام العدو خليقا
أنذرتكم حامي الحقيقة لا يرى * الا لمرهفة السيوف حقوقا
سدت عزائمه الثغور وحالفت * آراؤه التسديد والتوفيقا
ورمى بلاد الروم بالعزم الذي * ما زال صبحا في الظلام فتيقا
جيش إذا لاقى العدو صدوره * لم تلق للاعجاز منه لحوقا
حجبت له شمس النهار وأشرقت * شمس الحديد بجانبيه شروقا
أخلى معاقلهم وحاز نهابهم * قسرا وفرق جمعهم تفريقا
فتضرجت تلك البطاح به دما * وتضرمت تلك الفجاج حريقا
أعلي كم نعم منحت جليلة * منحتك معنى في الثناء دقيقا
وندى رفعت به لحيي تغلب * شرفا أناف فعانق العيوقا
وتمل مدحي انه ريحانة * نفحت فباشرها النسيم طليقا
قد كان غفلا قبل جودك فاغتدى * علما بجودك في الورى مرموقا
وقال يمدح سيف الدولة ويذكر عمارته سور حلب
ناديك من مطر الاحسان ممطور * ومرتجيك بغمر الجود مغمور
والبيض ظل عليك الدهر منتشر * والنقع جيب عليك الدهر مزرور
والشرك قد هتكت أستار بيضته * بحد سيفك والاسلام منشور
كم وقعة لك شبت في ديارهم * نارا وأشرق منها في الهدى نور
بنهضة خر فسطاط الكفور لها * خوفا وأذعن بالفسطاط كافور
يا من يمن على الاسرى فياسرهم * علما بان طليق المن ماسور
ان تعمر السور أو تهمل عمارته * فإنه بك ما عمرت معمور
حميته برماح الخط مشرعة * وكل حصن سوى أطرافها زور
أنت الهمام الذي من همه ابدا * جر الحديد وذيل النقع مجرور
وقال يمدح سيف الدولة ويذكر وقعته مع الدمستق وبناء حصن
الحدث من قصيدة
فتح أعز به الاسلام صاحبه * ورد ثاقب نور الملك ثاقبه
سارت به البرد منشورا صحائفه * على المنابر محمودا عواقبه
عاد الأمير به خضرا مكارمه * حمرا صوارمه بيضا مناقبه
مؤيدا يتحامى الدهر صولته * فليس يلقاه الا وهو هائبه
سل الدمستق هل عن الرقاد له * وهل يعن له والرعب صاحبه
ولو أقام فواقا إذ دلفت له * تحت العجاج لقد قامت نوادبه
لما تراءى لك الجمع الذي نزحت * أقطاره ونأت بعدا جوانبه
تركتهم بين مصبوع ترائبه * من الدماء ومخضوب ذوائبه
فحائر وشهاب الرمح لاحقه * وهارب وذباب السيف طالبه
يهوي إليه بمثل النجم طاعنه * وينتحيه بمثل البرق ضاربه
حميت يا صارم الاسلام حوزته * بصارم الحد حتى عز جانبه
رفعت بالحدث الحصن الذي خفضت * منه الحوادث حتى زال راتبه
أعدته عدويا في مناسبه * من بعد ما كان روميا مناسبه
مصغ إلى الجو أعلاه فان خفقت * زهر الكواكب خلناها تخاطبه
يا ناصر الدين لما عز ناصره * وخاطب المجد لما قل خاطبه
حتام سيفك لا تروى مضاربه * من الدماء ولا تقضى مأربه
لم تحمد الروم إذ رامتك وثبتها * والليث لا يحمد العقبى مواثبه
وجربت يا ابن عبد الله منك فتى * قد أمنته الذي يخشى تجاربه
له من البيض خل لا يباعده * ومن قنا الخط خدن لا يجانبه
وقال يمدح سيف الدولة من قصيدة
والليث أصحر حتى لا حصون له * ولا معاقل الا البيض والأسل
منه الكتائب والرايات موفية * على الخليج ومنها الكتب والرسل
لله سيف تمنى السيف شيمته * ودولة حسدتها فخرها الدول
وعاشق خيلاه الخيل مبتذل * نفسا تصان المعالي حين تبتذل
(٢٠٩)

أشم تبدي الحصون الشم طاعته * خوفا ويسلم من فيها ويرتحل
تشوقه ورماح الخط مشرعة * نجل الجراح بها لا الأعين النجل
كأنه وهجير الروع يلفحه * نشوان مد عليه ظله الأصل
فالصافنات حشاياه وان قلقت * والسابغات وان أوهت له حلل
يؤم خرشنة العليا فيصحبها * بالخيل تصهل والرايات ترتجل
وحكم السيف فيها عادلا فغدت * وأهلها جزر للسيف أو نقل
لولا قراعك لم يهو الصليب ولم * يعل الآذان بها ما أطت الإبل
لما تمزقت الأغماد عن شعل * تمزقت عن سنا أقمارها الكلل
أكرم بسيفك فيها صائلا غزلا * يفري الشؤون وتفري غربه المقل
بحيث يشرب صدر السمهري دما * من الشغاف ويروى الفارس البطل
ثم انثنيت بخيل الله معلمة * سمر الرماح تثنى ثم تعتدل
بحر من الجيش مسجور غواربه * كأنما البحر في تياره وشل
حتى طلعت على طرطوس مبتسما * كما تبسم فيها العارض الهطل
وجدت جود طباع غير محتفل * يقصر الغيث عنه وهو محتفل
دعت يمينك بالمصيصة الجفلى * حتى غدا المحل عنها وهو منجفل
سقاهم البحر ريا من أنامله * فليس فيهم على جيحان متكل
هو الغمام فهل تثنى صواعقه * أم هل تسد على شؤبوبه السبل
مستسلم لبنى الآمال تالده * فليس يعدوه من آمالهم أمل
مصغ إلى الحمد ما ينفك يطربه * معنى تكد له الأفكار أو مثل
يصافح الروح من نشريهما ارج * كالريح صافحها الحوذان والنفل
هم زينوا أخريات الدهر مكرمة * وقبل زينت بهم أيامه الأول
وقال يمدح أبا اليقظان عمار بن نصر بن حمدان
أقصر الزاجر عنه فازدجر * وطوى اللائم ما كان نشر
حمل الغي عليه إصره * فإذا قيل ارعوى عنه أصر
قائل ان نذر الشيب بدت * في عذاريه وما تغني النذر
وإذا الدهر رمانا صرفه * فبعمار بن نصر ننتصر
يا أميرا خضع الدهر له * فغدا يفعل طرا ما امر
ان تكن تغلب يوما وسمت * صفحة الدهر بيوم مشتهر
فبنو الحارث فيهم وزر * حين لا ينجي من الدهر وزر
فعدي غرر المجد إذا * قسم المجد حجولا وغرر
معشر لولا أحاديث الندي * عنهم لم يعرف الناس السمر
اخذه من قول أبي تمام
لولا أحاديث أبقتها أوائلنا * من السدى والندى لم يعرف السمر
يا أبا اليقظان أيقظت الندى * فملأت البدو منه والحضر
ولكم أرديت من مستلئم * صادق الاقدام يحمي ويكر
والضحى أدهم بالنقع فان * ضحكت فيه الظبا كان أغر
موقف لو لم يكن نارا إذا * لم تكن زرق عواليه شرر
ينظم الطعن كلى ابطاله * وعقود الهام فيه تنتثر
فتوخيت به حمد العلى * والقنا يخطر محمود الأثر
وثنيت الخيل عنه لابسا * حلة النصر محلى بالظفر
مدائحه في الوزير المهلبي
قال يمدح الوزير أبا محمد الحسن بن محمد المهلبي من قصيدة
أسفيي على أسفي الذي دلهتني * عن علمه فبه علي خفاء
مثلث عينك في حشاي جراحة * فتشابها كلتاهما نجلاء
نفذت على السابري وربما * تندق فيه الصعدة السمراء
انا صخرة الوادي إذا ما زوحمت * فإذا نطقت فإنني الجوزاء
وإذا خفيت عن الغبي فعاذر * ان لا تراني مقلة عمياء
وكذا الكريم إذا أقام ببلدة * سال النضار بها وقام الماء
في خطه من كل قلب شهوة * حتى كان مغيبه الأقذاء
من يظلم اللؤماء في تكليفهم * ان يصبحوا وهم له أكفاء
ونذمهم وبهم عرفنا فضله * وبضدها تتبين الأشياء
نسب أضاء عموده في رفعة * كالصبح فيه ترفع وضياء
وشمائل شهد العدو بفضلها * والفضل ما شهدت به الأعداء
وقال يمدح الوزير المهلبي أيضا
يأبى إذا خطر العقيق بباله * الا اطراح العذل من عذاله
عصر مزجت شمائلي بشموله * وظلاله ممزوجة بشماله
وكأنني لما ارتديت ظلاله * جار الوزير المرتدى بظلاله
عذلوه في الجدوى ومن يثني الحيا * أم من يسد عليه طرق سجاله
ملك تحاذره الملوك فممسك * بحباله أو هالك بصياله
ان كنت تشتاق الحمام فعاده * أو كنت تختار الحياة فواله
حمل القنا فاهتز في مهتزه * طربا له واختال في مختاله
فأرى العدو نقيصة في عمره * وارى الصديق زيادة في ماله
متشابه الطرفين أصبح عمه * في ذروة لم تعد ذروة خاله
شرف أطال قنا المهلب سمكه * حتى أظل وعز في اظلاله
فإذا بدت زهر الكواكب حوله * كانت عمائمهن من أذياله
راح المغيرة وهو من أجداده * وغدا قبيصة وهو من ابطاله
آباؤك الاشراف سيل بطاحه * وفروع دوحته ونبع جباله
اما السماح فقد تبسم نوره * بعد الذبول وعاد نور ذباله
أطلقت من أغلاله وشفيت من * اعلاله وفتحت من أقفاله
كملت مناقبه فلو زاد امرؤ * بعد الكمال لزاد بعد كماله
مدحه وهب بن هارون الكاتب
قال يمدح أبا العلاء وهب بن هارون الكاتب ويعرض بالخالديين
ويهنئه بالبرء من علة نالته من قصيدة
شغف الحيا بك من ربى وملاعب * لم تخل من شغف ودمع ساكب
أوحشن الا من وقوف متيم * وعطلن الا من حيا وسحائب
ولقد صحبت العيش مرضي الهوى * في ظلها الأوفى خليع الصاحب
أيام لا حكم الفراق بجائر * فيها ولا سهم الزمان بصائب
ولربما حالت سوارب أسدها * بين المحب وبين سرب ربائب
وتتبعته ظباؤها بقواضب * من لحظها وجماتها بقواضب
إذ حيها حي السرور وظلها * رحب الجناب بهم عزيز الجانب
خفقان ألوية وغر صواهل * وبدور أندية وخرس كتائب
وغرائب في الحسن الا انها * ترمي القلوب من الجوى بغرائب
انهبننا ورد الخدود وانما * انهبن ذاك الورد لب الناهب
ان كنت عاتبة علي فما الرضا * عندي ولا العتبى لأول عاتب
نبئت ان الأغبياء توثبوا * سفها علي مع الزمان الواثب
(٢١٠)

دبت عقاربهم إلي ولم تكن * لتدب في ليل النفاق عقاربي
من منكر فضلي عليه ومدع * شعري ولم اسمع بأخرس خاطب
هيهات ما جهل الجهول بمسبل * حجبا على نجم العلوم الثاقب
فليستعد لطعنة من طاعن * شاكي السلاح وضربة من ضارب
ذنبي إلى الأعداء فضل مواقفي * والفضل ذنب لست منه بتائب
الله آثرني بوهب دونهم * واختصني من دونهم بمواهب
ملك أصاخته لأول صارخ * وسجال أنعمه لأول طالب
فصلت عقد محامدي لخلاله * وكأنما فصلته بكواكب
قد قلت إذ عاينت فضل بيانه * وبنانه كملت أداة الكاتب
لله درك يا ابن هارون الذي * أدنى الحماة من السماح العازب
أغريت في شيم تلوح سماتها * في كاهل للمجد أو في غارب
وشمائل سارت بهن مدائحي * في الأرض سير شمائل وجنائب
نضرن وجه المكرمات وطالما * سفرت لنا عن وجه حر شاحب
فأسعد بعافية الإله فإنها * هبة مقابلة بشكر واجب
وتمل سائرة عليك مقيمة * ملكت وداد أباعد وأقارب
يشتاق طلعتها الكريم إذا نأت * شوق المحب إلى لقاء حبائب
ويقول سامعها إذا ما أنشدت * أعقود حمد أم عقود كواكب
مدائحه في سلامة بن فهد
قال يمدح أبا الفوارس سلامة بن فهد الأزدي من أبيات
لو سالمته سجايا طرفك الساجي * لكان أول صب في الهوى ناج
سارت أوائل دمع العين حين سرت * أوائل الحي من ظعن واحداج
ومن وراء سجوف الرقم شمس ضحى * تجول في جنح ليل مظلم داج
مقدودة خرطت أيدي الشباب لها * حقين دون مجاري مجال العقد من عاج
كان عبرتها يوم الفراق جرت * من ماء وجنتها أو ماء أوداج
ما للقوافي خطت قوما محاسنها * وأنهجت بابن فهد اي انهاج
ثنى المديح إليه عطفه فثنى * اعطافه منه في وشي وديباج
ومتعب في طلاب المجد همته * مواصل للسرى فيه بادلاج
معمورة بذوي التيجان نسبته * فما يعدد الاكل ذي تاج
أبا الفوارس اني مطلق هممي * فيما أحاول من نأى وازعاج
منافر نفرا رثت حبالهم * فأنهج الجود فيهم اي انهاج
ترى الأديب مضاعا بين أظهرهم * كأنه عربي بين أعلاج
فليس يطربهم اني امتدحتهم * وليس يغضبهم اني لهم هاج
وقال يمدحه أيضا من قصيدة
سواء علينا وعدها ووعيدها * إذا ما تساوى وصلها وصدودها
وقفنا وقد ريعت مها الحي فانثنت * تصيد بالحاظ ألمها من يصيدها
أعن وسن ترنو إلي عيونها * أمن سكر مالت علي قدودها
وجازعة تعطي الغرام قيادها * وقد راح مقتاد الغرام يقودها
وساكنة تهتز ساكنة الجوى * إذا اهتز من ماء الشبيبة عودها
فللورد خداها وللخمر ريقها * وللغصن عطفاها وللريم جيدها
وصنت عقود المدح عن كل ممسك * يهون عليه درها وفريدها
شهدت لقد صبت علي صبابة * دموعي وأنفاسي علي شهودها
هل المجد الا في اياد تفيدها * سجايا ابن فهد أو معال تشيدها
فتى حث جدواه فما نستحثه * وزادت أياديه فما نستزيدها
له شرف عالي المحل وهمة * يصاعد أنفاس الحسود صعودها
ترى بين عينيه من البشر أنجما * يلوح لمرتاد السماح وقودها
سلامة ان الأزد بالبأس والندى * تسود الورى طرا وأنت تسودها
وقد علم الأعداء ان لست بادئا * برائعة الا وأنت معيدها
رأت أسدا يلقى المنية حاسرا * إذا اختال في قمص الحديد أسودها
وما ستر الكتمان عندي صنيعة * ولا أفسد النعماء في جحودها
وأشكرها شكر الرياض صنيعة * من الرايحات الغر راحت تجودها
ودونك من مستطرف الوشي خلعة * مطارفها موشية وبرودها
فما زهرت الا لديك نجومها * وما حسنت الا عليك عقودها
وقال يمدحه أيضا من قصيدة
وثنى الرجاء إلى ابن فهد عطفه * فغدا على ربع المكارم رابعا
ملك يمد إلى العفاة أناملا * كادت تكون من السماح ينابعا
فإذا رآك البشر برقا لامعا * منه رآك الجود غيثا هامعا
لما استعنت على الزمان بجوده * أعطى المنى قسرا وكان ممانعا
كم معرك عرك القنا ابطاله * فسقاهم في النقع سما ناقعا
فتركت من حر الحديد مصائفا * فيه ومن فيض الدماء مرابعا
شغلتك عن حسن السماع مدائح * حسنت فما تنفك تطرب سامعا
طلعت عليك أبا الفوارس أنجم * منهن يخجلن النجوم طوالعا
زهر إذا صافحن سمع معاند * خفض الكلام وغض طرفا خاشعا
واهدى إليه أبو الفوارس سلامة بن فهد قدحا حسنا فسقط من يده
فانكسر فكتب إليه
يا من لديه العفاف والورع * وشيمتاه العلاء والرفع
كأسك قد فرقت مفاصله * بين الندامى فليس تجتمع
كأنما الشمس بينهم سقطت * فجسمها في أكفهم قطع
لو لم أكن واثقا بمشبهه * منك لكاد الفؤاد ينصدع
فجد به بدعة فعندي من * جودك أشياء كلها بدع
وقال يمدح أبا محمد عبد الله بن محمد بن الفياض الكاتب بحلب
ويذكر دارا بناها بحلب من قصيدة
ليالينا باحياء الغميم * سقيت عهاد منهل الغيوم
مضت بك رأفة الأيام فينا * وغفلة ذلك الزمن الحليم
وغرة مخطف الكشحين يرمي * فؤاد محبه عن طرف ريم
وكنا منك في جنات عيش * وفت حسنا بجنات النعيم
رياض محاسن وسنا شموس * وظل دساكر وجنى كروم
وأجفان إذا لحظت جسوما * خلعن سقامهن على الجسوم
وساجية الظلام مقرطات * ظروف الراح من زنج وروم
وهل يشتاق ظل الكرم عاف * ثنى عطفيه في ظل الكريم
محت رسم الكرى عن مقلتيه * رواسم لا تمل من الرسيم
إذا طافت بعبد الله لاقت * سمات الحمد في الوجه الوسيم
أغر تشق غرته الدياجي * وضوح الصبح في الليل البهيم
لك القلم الذي يضحي ويمسي * به الإقليم محمي الحريم
أخو حكم إذا بدأت وعادت * حكمن بعجز لقمان الحكيم
ملكت خطامها فعلوت قسا * برونقها وقيس بن الخطيم
نجوم لا تغور فمن درار * يسار بضوئهن ومن رجوم
(٢١١)

أراك الله ما تهوى وشيبت * لك النعماء بالحظ الجسيم
غمام مثل جودك في انسكاب * وعيد مثل وجهك في قدوم
ودار شيدت بعظيم قدر * يهين كرائم النشب العظيم
يطوف المادحون بعقوتيها * طوافهم بزمزم والحطيم
تقاصرت القصور لها فأضحت * وقد طلن الكواكب كالرسوم
فمن شرف على الجوزاء تنبي * فوارعه عن الشرف القديم
ومن غرف تضئ الليل حسنا * فتحسبها النجوم من النجوم
وما زالت رياح الشعر شتى * فمن ريا الهبوب ومن سموم
تحيى الصاحب الطلق المحيا * وتعلن شتم ذي الوجه الشتيم
منحتك من محاسنها ربيعا * مقيم الزهر سيار النسيم
وقال من قصيدة في أبي الهيجاء حرب بن سعيد بن حمدان
كالغيث يحيي ان همي والسيل يردي * ان طمى والدهر يصمي ان رمى
شتى الخلال يروح اما سالبا * نعم العدى قسرا واما منعما
مثل الشهاب أصاب فجا معشبا * بحريقه وأضاء فجا مظلما
أو كالغمام الجون ان بعث الحيا * أحيا وان بعث الصواعق أضرما
أو كالحسام إذا تبسم متنه * عبس الردى في حده فتجهما
كلف بدر الحمد يبرم سلكه * حتى يرى عقدا عليه منظما
ويلم من شعث العلى بشمائل * أحلى من اللعس الممنع واللمى
وفصاحة لو أنه ناجى بها * سحبان أو قس الفصاحة أفحما
لولاه لم أمدد بعارفة يدا * تندى ولم أفغر بقافيه فما
تلك المكارم لا أرى متأخرا * أولى بها منه ولا متقدما
عفو أظل ذوي الجرائم ظله * حتى لقد حسد المطيع المجرما
ولرب يوم لا تزال جياده * تطأ الوشيج مخضبا ومحطما
معقودة غرر الجياد بنقعة * وحجولها مما يخوص به الدما
يلقاك من وضح الحديد موضحا * طورا ومن رهج السنابك أدهما
أقدمت تفترس الفوارس جرأة * فيه وقد هاب الردى ان يقدما
والندب من لقي الأسنة سافرا * وثنى الأعنة بالعجاج ملثما
أسلم أبا الهيجاء للشرف الذي * نجمت علاك به فكانت أنجما
والق الهوى غضا بفطرك والمنى * مجموعة لك والسرور متمما
قد كنت ألقى الدهر اعزل حاسرا * فلقيته بك صائلا مستلئما
في مدح طبيب
في الديوان قال يصف طبيبا ويذكر حذقه وبراعته وفي شذرات
الذهب ج ٢ ص ١٩٧ عالج إبراهيم بن ثابت بن قرة بن هارون الطبيب
الحراني مرة السري الرفا فأصاب العافية فقال فيه وهو أحسن ما قيل في
طبيب:
هل للعليل سوى ابن قرة شاف * بعد الإله وهل له من كاف
أحيا لنا علم الفلاسفة الذي * أودى وأوضح رسم طب عاف
فكأنه عيسى بن مريم ناطقا * يهب الحياة بأيسر الأوصاف
مثلت له قارورتي فرأى بها * ما اكتن بين جوانحي وشغافي
يبدو له الداء الخفي كما بدا * للعين رضراض الغدير الصافي
وقال في مثله:
برز إبراهيم في علمه * فراح يدعى وارث العلم
أوضح نهج الطب في معشر * ما زال فيهم دارس الرسم
كأنه من لطف أفكاره * يجول بين الدم واللحم
ان غضبت روح على جسمها * أصلح بين الروح والجسم
مدحه ياروخ بن عبد الله:
في هامش ديوان السري
وقال يمدح أبا الحسين ياروخ بن عبد الله مولى ناصر الدولة ويصف
بستانه وقصره ويهنئه بالبناء:
باليمن ما رفع الأمير وشيدا * ويجدد النعماء ما قد جددا
قصر أناف على القصور بحلة * ملك أناف على الملوك مؤيدا
فلنا وقد أعلاه جد صاعد * في الجو حتى ما يصادف مصعدا
غرف تألق في الظلام فلو سرى * بضيائها ساري الدجنة لاهتدى
عني الربيع بها فنشر حولها * حللا تدبج وشيها أيدي الندى
وكان ظل النخل حول قبابها * ظل الغمام إذا الهجير توقدا
من كل خضراء الذوائب زينت * بثمارها جيدا لها ومقلدا
شجر إذا ما الصبح أسفر لم ينح * للأمن طائره ولكن غردا
غنيت مغانيها الحسان عن الحيا * ما راح في عرصاتهن وما اغتدى
بمشمر في السير الا انه * يسري فيمنعه السرى أن يبعدا
مسترفد أمواج دجلة رافد * وجه الثرى أكرم به مسترفدا
العتاب
قال في أبي الحسن فروخ ينتجز وعدا وعده:
يا أوسع الناس صدرا يوم ملحمة * وأضرب الناس فيها هامة البطل
ما بال رسمي من جدوى يديك عفا * فصار أوضح منه دارس الطلل
لقد تجاوزت في وعدي وأي حيا * في غير ابانه يشفي من العلل
وقد تمهلت شهرا بعده كملا * وأنما خلق الإنسان من عجل
هو الجواد الذي لولا مكارمه * لم يعرف الجود في الدنيا ولم ينل
وله من قصيدة:
لا تأنفن من العتاب وقرصه * فالمسك يسحق كي يزيد فضائلا
ما أحرق العود الذكي لقلة * كلا ولا غم البنفسج باطلا
وقال يعاتب أبا الفوارس سلامة بن فهد من قصيدة:
سلامة يا خير من يغتدي * سليم الزمان به مستجيرا
إلى كم أحبر فيك المديح * ويلقى سواي لديك الحبورا
لهمت عرائسه أن تصد * وهمت كواكبه أن تغورا
أتسلمني بعد أن قد وجدت * على نوب الدهر جارا مجيرا
واسفر حظي لما رآك * بيني وبين الليالي سفيرا
وكم قيل لي قد جفاك ابن فهد * وقد كنت بالوصل منه جديرا
فقلت الخطوب ثنت ورده * فلم يبق لي منه الا يسيرا
سأهدي إليك نسيم العتاب * وأضمر من حر عتب سعيرا
وقال يعاتب أبا الهيجاء حرب بن سعيد بن حمدان من قصيدة:
وكان القرب منه جمال دنيا * ترى أيامها حسنا قصارا
فما برح العدى حتى أعادوا * حلاوة نشوتي منه خمارا
(٢١٢)

فعوضني من الأنس انحرافا * وبدلني من البشر ازورارا
فصرت أرى نهاري منه ليلا * وكنت أرى به ليلي نهارا
أبا الهيجاء أصبحت القوافي * تخب إليك حجا واعتمارا
عتابا كالنسيم جرى لعتب * يضرم في الحشي مني استعارا
أيجمل ان أرى منك انحرافا * ولا عارا أتيت ولا شنارا
ولم أجحد صنائع منك جلت * ولم أسلبك مدحا فيك سارا
فان تك هفوة عرضت سرارا * فقد أصحبتها عذرا جهارا
وقال يعاتب أبا الهيجاء أيضا على جفوة لحقته منه من قصيدة:
أسهرت ليلي إذ عتبت فلم أذق * غمضا ومن تعتب عليه يسهر
لو لم تكن متنكرا لي لم أكن * لأذم صرف الحادث المتنكر
وإذا رميت بعتب مثلك خانني * جلدي فلم أصبر ولم أتصبر
أنسيت غر مدائح حليتها * بعلاك باقية بقاء الأدهر
تغدو عليك من الثناء يناهد * معشوقة وتروح منك بمعصر
بدع تضوع نشرها فكأنما * كتب صحائفها بمسك أذفر
هذا ولم أجن القبيح فأجتني * غضبا ولم أهجر لديك فاهجر
وقال يعاتب صديقا أفشى سرا له:
رأيتك تبري للصديق نوافذا * عدوك من أمثالها الدهر آمن
وتكشف أسرار الأخلاء مازحا * ويا رب مزح راح وهو ضغائن
سأحفظ ما بيني وبينك صائنا * عهودك ان الحر للعهد صائن
وألقاك بالبشر الجميل مداهنا * فلي منك خل ما عرفت مداهن
أنم بما استودعته من زجاجة * ترى الشئ فيها ظاهرا وهو باطن
وقال في مثل ذلك:
ثنتني عنك فاستشعرت هجرا * خلال فيك لست لها براضي
وانك كلما استودعت سرا * أنم من النسيم على الرياض
وقال في مثل ذلك:
لسانك السيف لا يخفي له أثر * وأنت كالصل لا تبقي ولا تذر
سري لديك كأسرار الزجاجة لا * يخفي على العين منها الصفو والكدر
فاحذر من الشعر كسرا لا انجبار له * كسر الزجاجة كسر ليس ينجبر
وقال في مثل ذلك:
أروم منك ثمارا لست أجنيها * وأرتجي الحال قد حلت أواخيها
استودع الله خلا منك أوسعه * ودا ويوسعني غشا وتمويها
كان سري في أحشائه لهب * فما تطيق له طيا حواشيها
قد كان صدرك للأسرار جندلة * ضنينة بالذي تخفي نواحيها
فصار من بعد ما استودعت جوهرة * رقيقة تشتف العين ما فيها
الهجاء
قال يهجو أبا الجيش فارس بن اليمج وقيل إنه كان في حداثته رقاصا
زفافا ببغداد منزله في المخرم ثم تاب بعد ذلك وكان دعا السري إلى
الاعتزال فعاداه لذلك فقال يهجوه ويصف زفنه:
تروع بهجرها قلبا مروعا * صدوع الشعب تملأه صدوعا
أرتها الأربعون هشيم روض * وقبل الأربعين رأت ربيعا
هزيع شبيبة طلعت عليه * كواكبه فرصعت الهزيعا
الا فأعجب لما صنع الغواني * فقد أفسدن بالغدر الصنيعا
كفرن بذلك الصنم المفدي * وكن له سجودا أو ركوعا
يرين بعاده بعد الأماني * وضيق عناقه العيش الوسيعا
ليالي يخجل الريحان ريحا * إذا اتشحته غانية ضجيعا
أأبناء الطريق دعوا طريقا * سبقت السابقين به جميعا
فلست مجاودا الأجوادا * ولست مقارعا الأقريعا
أنام على قوارصكم وعندي * قوارص تسلب المقل الهجوعا
اهززها على قوم سيوفا * واجعلها على قوم دروعا
إذا سارت مشنعة عليكم * فردوا ذلك الخبر الشنيعا
ازفان المخرم ان زفني * بمر الشعر أحرى ان يشيعا
تركت الدف تنقره اكتسابا * وملت علي تنقرني ولوعا
إذا الشيخ الهليع هفا اغترارا * تيم بالأذى الصل الخليعا
سيذهل عن فنون الرقص هما * إذا رقصت منه حشى مروعا
لقد خلعت بتوبتك الملاهي * ثياب الكبر واكتست الخشوعا
تركت بها المعارف ضائعات * وعز على المعازف ان تضيعا
فقد سيمت لقاك لها ولاقت * صبوحك بعدها خطبا فظيعا
وكيف نسكت بعد مقال قوم * إذا نسك المخنث مات جوعا
وكنت إذا الزقاق رأتك تشدو * بألحان القريض بكت نجيعا
أما تشتاق من عرصات عمى * مغاني الجاشرية والربوعا
فقد نشرت شآبيب الغوادي * عليهن النمارق والقطوعا
هجرت الهجر الأنظم شعر * بهرت بسحره السحر البديعا
أفارس هل تكون غدا شفيعي * إذا انا فيك عاديت الشفيعا
دعوت إلى الضلال دعاء غاو * فلم يكن السميع له سميعا
أأرغب عن وداد أبي تراب * وقد شحن الترائب والضلوعا
وأعرض بعد وخط الشيب عنه * وقد أحببته طفلا رضيعا
نصحت لكم فلا تردوا المنايا * ولا تستمطروا السم النقيعا
إذا لم تتبعوا ابدا رشادي * فلست لغيكم ابدا تبيعا
الا متجرد لله ندب * يقرب منكم الحين الشنيعا
فيخضب من دمائكم العوالي * وينقع من صديدكم الجذوعا
أحاكمكم إلى السبع المثاني * وتلك الشمس أعشتكم طلوعا
فقد حفظت صحائفهن حقا * ولست لما احتفظن به مضيعا
وقال في ذلك أيضا:
كفرت ولم أشكر نصيحة فارس * وكم من نصيح مثله حرم الشكرا
أراني طريق الاعتزال ولم يرد * سوى ان أسب الله والعلم الطهرا
سأستأذن القرآن فيما دعوتني * إليه ولا أعصي لمنزله أمرا
وقال في رجل تعصب على أبي تمام:
شعر ابن أوس رياض جمة الطرف * فنحن منذ مدى الأيام في تحف
لكن كرهناه لما سار في طرق * من فيك مكروهة الأنفاس والنطف
والشعر كالريح ان مرت على زهر * طابت وتخبث ان مرت على الجيف
وقال يهجو أبا العباس النامي ويحكى انه كان جزارا بالمدينة من
قصيدة:
(٢١٣)

أرى الجزار هيجني وولى * فكاشفني وأسرع في انكشافي
ورقع شعره بعيون شعري * فشاب الشهد بالسم الزعاف
لقد شقيت بمديتك الأضاحي * كما شقيت بغارتك القوافي
توعر نهجها بك وهو سهل * وكدر وردها بك وهو صافي
لها ارج السوالف حين تجلى * على الأسماع أو ارج السلاف
وما عدمت مغيرا منك يرمي * رقيق طباعها بطباع جافي
معان تستعار من الدياجي * وألفاظ تقد من الأثافي
وشر الشعر ما أداه فكر * تعثر بين كد واعتساف
سأشفي الشعر منك بنظم شعر * تبيت له على مثل الأثافي
وأبعد بالمودة عنك جهدي * فقف لي بالمودة خلف قاف
وقال يعرض بالتلعفري المؤدب:
ينافسني في الشعر والشعر كاسد * حسود كبا عن غايتي ومعاند
وكل غبي لو يباشر برده * لظى النار اضحى حرها وهو بارد
أفيقوا فلن يعطى القريض معلم * وهل يتولى الأغبياء عطارد
ولا تمنحوا منه الكرام قلائدا * فليس من الحصباء تهدى القلائد
وقال من قصيدة في أبي الحسن الشمشاطي:
قد كانت الدنيا عليك فسيحة * فاليوم أضحت وهي سم خياط
أسخطتني وجناة عيشك حلوة * فجنيت مر العيش من أسخاطي
وعلمت إذ كفت نفسك غايتي * ان الرياح بعيدة الأشواط
أترومني وعلى السماك محلتي * شرفا وبين الفرقدين صراطي
من بعد ما رفع الأكابر مجلسي * فجلست بين مؤمل وسماط
وغدت صوارم منطقي مشهورة * بين العراق تهز والفسطاط
وقد امتحنت دعاويا لك بينت * عن بحر تمويه بعيد الشاطي
وقال في علي بن العصب الملحي الشاعر وكان شيخا يتطايب
ويتعصب للخالديين على السري وكان السري يهجوه جادا وهازلا ولا يبقي
ولا يذر في التولع به فمن ملح قوله فيه من قصيدة:
وان عليا بائع الملح بالنوى * تجود لي بالسب فيمن تجردا
وعندي له لو كان كفو قوارصي * قوارص ينثرن الدلاص المسردا
ومغموسة في الشري والأري هذه * ليردى بها باع وتلك لترتدي
لك الويل ان اطلعت بيض سيوفها * وأطلقتها خزر النواظر شردا
ولست لجد القول اهلا وانما * أطير سهام الهزل مثنى وموحدا
وقوله فيه:
طوى وده الملحي عني فانطوى * وقد كان لي خلافا عرض والتوى
دعاني فغداني بانشاد شعره * ولولا انصرافي عنه مت من الطوى
وقال اتاك الحلي قلت ممازحا * اتاك النوي يا بائع الملح بالنوى
وفضل في الشعر امرأ غير فاضل * فقلت له أمسك نطقت عن الهوى
وقوله فيه من قصيدة:
سل الملحي كيف رأى عقابي * وكيف وقد أثاب رأى ثوابي
سقاني الهاشمي فسل ضغني * وأغمد عنه تأنيبي ونابي
قال الثعالبي أراه عني ابن سكرة الهاشمي فإنه كان صديق الملحي
له قفص إذا استخفيت فيه * امنت فلم تنلك يد الطلاب
وقوله فيه من أخرى:
قد وهى ستر رقيق * ومضى ود عليل
قصرت أيامنا البيض * وفي يومك طول
دعوة ينتسب القحط * إليها والمحول
ليس الا العطش * القاتل والماء الثقيل
لست من شكلك والناس * ضروب وشكول
فاقطع الرسل فقد أزرى * بنا منك الرسول
وقوله فيه كان دعاه في يوم حار إلى غرفة له حارة على الشط فأطعمه
هريسة وساقه ماء بئر من محل يعرف بكرخايا:
أرى الشاعر الملحي راح بناصبا * نباغضه عمدا ويوسعنا حبا
دعانا ليستوفي الثناء فاظلمت * خلائق نستوفي لصاحبها السبا
تيمم كرخايا فجاد قليبها * معذبة بالنار مسعرة كربا
وأحضرنا محبوسة طول ليلها * عليه وما شرب القليب لنا شربا
تخير من رطب الذؤابة لحمها * ومن يابس الحب النقي لها حبا
وساهرها ليلا يضيق سجنها * فلما أضاء الصبح أوسعها ضربا
إذا مسحتها الريح راحت كأنها * تمسح موتى كشف عنهم التربا
وقوله فيه من قصيدة:
شققت قذال الخالدي بمنطق * يشق من الأعداء كل قذال
وناضلني الملحي عنه فأصبحت * جوارحه مجروحة بنبال
وقوله فيه من أخرى ووصف دعوة دعاه فيها:
على ابن العصب الملحي * يثني اليوم من اثنى
ضحينا عنده يوما * شديد الحر فالتحنا
ولم يحوبه الأجر * ولم نعدم به المنا
جياعي نصف الزيتون * لو أمكن والجبنا
ونطري السمك البنيي * والجردق والبنا
وكنا ننثر الدر * من اللفظ فخلطنا
فلو طارت بنا ضعفا * صبا لاعبة طرنا
ولو انا دعونا الله * في دعوته فزنا
إلى أن كبر العصر * وهللنا فكبرنا
ونش السمك المقلو * بالقرب فسبحنا
وقلنا هذه الرحمة * جاءت فأظلتنا
وظلنا إذ رأينا الخبز * ندنو قبل نستدنى
إلى مائدة حفت * بها أرغفة مثنى
عليها البقل لا تلحقه * بالخل أو يفنى
ومنسوب إلى دجلة * ما زال لها خدنا
جرى في مائها قبل * يجاري ماؤها السفنا
فأضحى لامتداد العمر * أعلى صيدها سنا
طوى أقرانه الدهر * فلم يبق له قرنا
فلما اكتحلت عيني * به أوسعته لعنا
حللنا عقد الشواء * عن جسم له مضنى
ومزقنا له درعا * يواري أعظما حجنا
ترد اليد بالخيبة * عن أقربها مجنى
(٢١٤)

فما تم لنا الافطار * بالقوت ولا صمنا
مسكين ابن العصب يدعو السري إلى منزله ويطعمه الهريسة
والسمك البني ولا يسلم من لسانه ولا ذنب له إليه الا ميله للخالديين.
المراثي
قال يرثي ولا توجد في الديوان المطبوع.
نوب الزمان قلائد الأعناق * تزدادان غولبن ضيق خناق
حتام نحمل غير محمول على * ازهاقنا ونطيق غير مطاق
وارى الزمان يسومنا بطرائق * مطروقة وخلائق أخلاق
ومنازل عبق المكارم مخبر * روادها عنها بقرب فراق
اليوم يبكي الجود منك شقيقه * إذ بنتما لا عن قلى وشقاق
وتئوب خافقة القلوب عصابة * مختومة الآمال بالاخفاق
وتجف أنوار الثناء لأنها * فجعت بصيب مزنها الرقراق
لله أنت مفارقا لا تنطفي * علل العلى منه بيوم تلاق
الخمريات
قال ولا توجد في الديوان المطبوع.
ومدامة صفراء في قارورة * زرقاء تحملها يد بيضاء
فالراح شمس والحباب كواكب * والكف قطب والإناء سماء
وله:
وقد أضاءت نجوم مجلسنا * حتى اكتسى غرة وأوضاحا
لو جمدت راحنا غدت ذهبا * أو ذاب تفاحنا اغتدى راحا
وله ولا توجد في الديوان المطبوع:
وصفراء من ماء الكروم شربتها * على وجه صفراء الغلائل غضة
تبدت وفضل الكاس يلمع فوقها * كأترجة زينت بإكليل فضة
وله وليست في الديوان المطبوع:
اهلا بشمس مدام من يدي قمر * تكامل الحسن فيه فهو نهياه
كان خمرته إذ قام يمزجها * من خده اعتصرت أو من ثناياه
إذا سقتك من الممزوج راحته * كأسا سقتك كؤوس العرف عيناه
النرجس الغض عيناه وطرته * بنفسج وجني الورد خداه
وله من قصيدة ولا توجد في الديوان المطبوع:
وكأنما ابدى لنا بمدامه * وجماله صاع العزيز ويوسفا
وله ولا توجد في الديوان المطبوع:
قام الغلام يديرها في كأسها * فكان بدر التم يحمل كوكبا
وقال وليست في الديوان المطبوع:
وساق بحق الكاس أصبح مغرما * تلألأ منها مثل ضوء جبينه
سقاني بها صرف الحميا عشية * وثنى بأخرى من رحيق جفونه
هضيم الحشي ذو وردة عندمية * تريك احمرار الورد في غير حينه
فاشرب من يمناه ما فوق خده * والثم من خديه ما بيمينه
وقال وليست في الديوان المطبوع:
هو الفجر قابلنا بابتسام * ليصرف عنا عبوس الظلام
ولاح فحلل كأس الشمول * صرفا وحرم كأس المدام
وله كما في معجم البلدان وتوجد في الديوان ناقصة:
عصى الرشاد وقد ناداه مذ حين * وراكض الغي في تلك الميادين
ما حن شيطانه الآتي إلى بلد * الا ليقرب من دير الشياطين
دير الشياطين بين مدينة بلد والموصل.
وفتية زهر الآداب بينهم * أبهى وأنضر من زهر البساتين
مشوا إلى الراح مشي الرخ وانصرفوا * والراح تمشي بهم مشي الفرازين
حتى إذا نطق الناقوس بينهم * مزنر الخصر رومي القرابين
يرى المدامة دينا حبذا رجل * يعد لذة دنياه من الدين
تفرقوا بين أعطاف الهياكل في * تلك الجنان وأقمار الدواوين
الحكم
لا يغرس الشر غارس ابدا * الا اجتنى من غصونه ندما
إذا العبء الثقيل توزعته * رقاب القوم خف على الرقاب
وما لمس المغرور شوكة عقرب * ولكنه عن غرة مس أرقما
وأخلق بكف لا تكف بنانها * عن الرقش ان ترفض لحما وأعظما
وما نبالي بذم الأغبياء إذا * كان اللبيب من الأقوام يطرينا
الصفات
قال في وصف القدر:
سوداء لم تنتسب لحام * ولم ترم ساحة الكرام
يلعب في جسمها لهيب * لعب سنا البرق في الظلام
لها كلام إذا تناهت * غير فصيح من الكلام
وهي وان لم تذق طعاما * مملوءة الجسم من طعام
كأنما الجن ركبتها * على ثلاث من الآكام
لها دخان تضل فيه * عجاجة الجحفل اللهام
ولم يزل مالنا مباحا * من غير ذل ولا اهتضام
نأخذ للقوت منه سهما * وللندى سائر السهام
وله في وصف كانون النار
وألهبت نارنا فمنظرها * يغنيك عن كل منظر عجب
إذا ارتمت بالشرائر اطردت * على ذراها مطارد اللهب
رأيت ياقوتة مشبكة * تطير عنها قراضة الذهب
وله أيضا في وصفه
كان على النار زنجية * تضرج بردا لها اصفرا
وذو أربع لا يطيق النهوض * ولا يألف السير فيمن سرى
نحمله نظمنه سبجا اسودا * فيجعله ذهبا احمرا
وقال يصف الورد
لو رحبت كأس بذي زورة * لرحبت بالورد إذ زارها
جاء فخلناه خدودا بدت * مضرمة من خجل نارها
وعطر الدنيا فطابت به * لا عدمت دنياه عطارها
وقال يصف يوم لهو:
وشيخ طاب أخلاقا فأضحى * أحب إلى الشباب من الشباب
(٢١٥)

له دار إذا استخفيت فيها * امنت فلم تنلك يد الطلاب
فرحب واستمال وقال حطت * رحالكم بأفنية رحاب
وحض على المناهدة المنادمة الندامى * بألفاظ مهذبة عذاب
وقال تيمموا الأبواب منها * فكل جاء من تلقاء باب
فتم لهم بذلك يوم لهو * غريب الحسن عذب مستطاب
إذا العب ء الثقيل توزعته * رقاب القوم خف على الرقاب
وصف الرياض
وقال يصف الرياض:
وحدائق يسبيك وشي برودها * حتى يشبهها سبائب عبقر
يجري النسيم خلالها وكأنما * غمست فضول ردائه بالعنبر
باتت قلوب المحل تخفق بينها * بخفوق رايات السحاب الممطر
وقال كما في معجم الأدباء ولا توجد في الديوان المطبوع.
وروضة بات ظل الغيث ينسجها * حتى إذا نسجت اضحى يدبجها
إذا تنفس فيها ريح نرجسها * ناغى نجي خزاماها بنفسجها
أقول فيها لساقينا وفي يده * كأس كشعلة نار إذ يؤججها
لا تمزجنها بغير الريق منك وان * تبخل بذاك فدمعي سوف يمزجها
أقل ما بي من حبيك ان يدي * إذا دنت من فؤادي كاد ينضجها
وقال يصف الرياض من قصيدة:
شاقني مستشرف الدير وقد * راح صوب المزن فيه وبكر
وثرى يشهد بالطيب له * عبق حالف أطراف الأزر
وغيوم نشرت أعلامها * فلها ظل علينا منتشر
وقال يصف الرياض من قصيدة:
من كل نائي الحجرتين مولع * بالبرق داني الظلتين مشهر
تحدى بالسنة الرعود عشاره * فتسير بين مغرد ومزمجر
طارت عقيقة برقه فكأنما * صدعت فمسك غيمه بمعصفر
فالروض بين مزنر ومدثر * فيها وبين مسربل ومحبر
وقال يصف الروض وقوس قزح من أبيات:
في روضة قد لبست * من لؤلؤ الطل سبح
والجو في ممسك * طرازه قوس قزح
يبكي بلا حزن كما * يضحك من غير فرح
وقال من أبيات:
غيوم تمسك أفق السماء * وبرق يكتبه بالذهب
وخضراء تنثر فيها الصبا * فريد ندى ما له من ثقب
فأنوارها مثل نظم الحلي * وأنهارها مثل بيض العصب
حللت بها مع ندامى سلوا * عن الجد واستهتروا باللعب
وأغناهم عن بديع السماع * بدائع ما ضمنته الكتب
وأحسن شئ ربيع الحيا * أضيف إليه ربيع الأدب
وصف الغمام والهلال
قال من أبيات:
وذاكرني بشعر أبي فراس * على روض كشعر أبي نواس
وغيم مرهفات البرق فيه * عوار والرياض به كواسي
وقد سلت جيوش الفطر فيه * على شهر الصيام سيوف باس
ولاح لنا الهلال كشطر طوق * على لبات زرقاء اللباس
وقال:
جاءك شهر السرور شوال * وغال شهر الصيام مغتال
أما رأيت الهلال يرمقه * قوم لهم ان رأوه اهلال
كأنه قيد فضة حرج * فض عن الصائمين فاختالوا
وصف البراغيث
وليلة من نقمات الدهر * قطعتها نزر الكرى والصبر
مكلم الظهر جريح الصدر * مقسما بين أعاد خزر
كمت إذا عاينتها وشقر * كأنها آثارها في الأزر
وصف الشطرنج
قال:
وكتيبتا زنج وروم أذكيا * حربا يسيل بها الذكاء مناصلا
في معرك قسم الزمان بقاعه * بين الكماة المعلمين منازلا
وكان ذا صاح يسير مقوما * وكان ذا نشوان يخطر مائلا
أعجب بها حربا تثير إذا التظت * فضل الرجال ولا تثير قساطلا
التشبيهات
قال:
والصبح قد جردت صوارمه * والليل قد هم منه بالمهرب
والجو في حلة ممسكة * قد كتبتها البروق بالذهب
وقال يصف مجلسا:
وكان الشمس فيه نثرت * ورقا ما بين أوراق الشجر
وقال في وصف جام فالوذج من أبيات:
بأحمر مبيض الزجاج كأنه * رداء عروس مشرب بخلوق
كان بياض اللوز في جنباته * كواكب لاحت في سماء عقيق
الصديق
قال:
ما اطمئن إلى خلق فأخبره * الا تكشف لي عن سوء مختبر
وله:
ليس الصديق الذي أعطاك شاهده * شهد الوداد وخان الغيب غائبه
لأصبرن على اخلال عرفك بي * حتى يثوب إلى المعروف ثائبة
عسى العتاب يرد العتب منك رضى * وربما أدرك المطلوب طالبه
الإخوانيات
وله يدعو صديقا له:
وفتية ان تذاكروا ذكروا * من الكلام المليح أرواحا
(٢١٦)

وقد أضاءت نجوم مجلسنا * حتى اكتسى غرة وأوضاحا
عصابة لو شهدت مجلسهم * كنت شهابا لهم ومصباحا
أغلق باب السرور دونهم * فكن لباب السرور مفتاحا
وله:
وفتية زهر الآداب بينهم * أبهى وانضر من زهر الرياحين
راحوا إلى الراح مشي الرخ وانصرفوا * والراح تمشي بهم مشي الفرازين
وقال في مثله:
لنا روضة في الدار صيغ لزهرها * قلائد من حمل الندى وشنوف
يطوف بنا منها إذا ما تبسمت * نسيم كعقل الخالدي ضعيف
حمله بغضه للخالدي على ذمه بكل مناسبة.
وندمان صدق نثره ونظامه * ربيع إذا فاوضته وخريف
وماء حكى أشعار حمد ببرده * ولكنه محيا وتلك حتوف
وقد رق ثوب الغيم حتى كأنما * تنشر فوق الأفق منه سجوف
فرز مجلسا قد فضل الله أهله * وشرفهم ان الأديب شريف
ولا تعد أفعال الظريف فإنه * زمان رقيق الحلتين ظريف
وقال في مثله:
يوم رذاذ ممسك الحجب * يضحك فيه السرور عن كثب
ومجلس أسبلت ستائره * على شموس البهاء والحسب
والتهبت نارنا فمنظرها * يغنيك عن كل منظر عجب
إذا ارتمت بالشرار واطردت * على ذراها مطارد اللهب
رأيت ياقوتة مشبكة * تطير عنها قراضة الذهب
فصر إلى المجلس الذي ابتسمت * فيه رياض الجمال والأدب
٦٥٥: السري بن حيان الأزدي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٦٥٦: السري بن خالد
في التعليقة يروي عنه صفوان بن يحيى والظاهر أنه هو الناجي الآتي
بقرينة رواية صفوان عنه. وفي ميزان الذهبي السري بن مخلد لا اعرفه قال
الأزدي ضعيف جدا اه‍ وفي لسان الميزان: في كتاب ابن أبي حاتم
سري بن خالد روى عن جعفر بن محمد وعنه حماد بن عمرو واما السري
فلم يذكر ابن أبي حاتم فيه جرحا اه‍ والذهبي ذكر ابن مخلد وصاحب
اللسان ذكر ابن خالد في ذيل ترجمة ابن مخلد ولا وجه له فأين خالد من
مخلد فهما اثنان والذهبي ذكر ابن خالد بترجمة مستقلة وقال مدني لا يعرف
قال الأزدي لا يحتج به اه‍.
٦٥٧: السري بن خالد الناجي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع والظاهر أنه
السري بن خالد المتقدم.
التمييز
سمعت انه يروي عنه صفوان وعن جامع الرواة انه يروي عنه ابن
أبي عمير وحماد بن عثمان وعبد الملك بن مسلمة.
٦٥٨: السري الرفا
مر بعنوان السري بن أحمد.
٦٥٩: السري بن سلامة الأصبهاني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع. وفي الفهرست
السري بن سلامة أصبهاني له كتاب أخبرنا به جماعة عن أبي المفضل عن
ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن السري بن سلامة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية أحمد بن أبي عبد الله
عنه.
٦٦٠: السري بن عاصم
في الفهرست له كتاب الديباج رواه أبو بكر أحمد بن منصور.
٦٦١: السري بن عبد الله بن الحارث بن العباس بن عبد المطلب
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع.
٦٦٢: السري بن عبد الله السلمي
يأتي بعنوان السري بن عبد الله بن يعقوب السلمي.
٦٦٣: السري بن عبد الله الهمداني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٦٦٤: السري بن عبد الله بن يعقوب
قال النجاشي كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله ع ذكره أصحابنا في
الرجال روى عنه حسن بن حسين العرني ومحمد بن يزيد الحرامي وغيرهما
أخبرنا بكتابه أحمد بن علي حدثنا محمد بن علي بن تمام حدثنا محمد بن
القاسم بن زكريا حدثنا عباد بن يعقوب عن السري وفي رجال ابن داود عن
الكشي كوفي ثقة وصوابه النجاشي لكن ابن داود اعتاد ان يذكر الكشي
بدل النجاشي وفي ميزان الذهبي السري بن عبد الله السلمي عن جعفر
الصادق لا يعرف واخباره منكرة ذكره ابن عدي فروى عنه عباد بن يعقوب
الرواجني عن جعفر عن أبيه عن جابر قضى باليمين مع الشاهد وهذا في
الموطأ عن جعفر عن أبيه مرسلا اه‍. وقال ابن عدي جده يعقوب قال وله
أحاديث... وذاك المعروف في رواياته بعض ما ينكر عليه اه‍.
وكفى مدحا للسري قول الذهبي المعلوم حاله انه لا يعرف وأخباره
منكرة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي: باب السري المشترك بين ثقة
وغيره ويمكن استعلام انه ابن عبد الله السلمي الثقة برواية عباد بن يعقوب
وحسن بن حسين العرني ومحمد بن يزيد الحرامي عنه.
(٢١٧)

٦٦٥: أبو السرايا السري بن منصور الشيباني
قتل سنة ٢٠٠.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ١٩٩ كان أبو السرايا يذكر انه من ولد
هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود الشيباني وكان في أول امره يكري
الحمير ثم قوي حاله فجمع نفرا فقتل رجل من بني تميم بالجزيرة وأخذ ما
معه فطلب فاختفى ثم لحق بيزيد بن مزيد الشيباني بأرمينية ومعه ثلاثون
فارسا فقوده فقاتل معه الخرمية وأثر فيهم وفتك وأخذ منهم غلامه أبا الشوك
فلما عزل أسد عن أرمينية صار أبو السرايا إلى أحمد بن مزيد فوجهه طليعة
إلى عسكر هرثمة في فتنة الأمين والمأمون وكانت شجاعته قد اشتهرت
فراسله هرثمة يستميله فمال إليه وانتقل إلى عسكره وقصده العرب من
الجزيرة فاستخرج لهم الأرزاق من هرثمة فصار معه نحو ألفي فارس
وراجل وصار يخاطب بالأمير فلما قتل الأمين نقصه هرثمة من أرزاقه وأرزاق
أصحابه فاستأذنه في الحج فاذن له وأعطاه عشرين ألف درهم ففرقها في
أصحابه وقال لهم اتبعوني متفرقين فاجتمع معه منهم نحو مائتي فارس
فقصد عين التمر وحصر عاملها واخذ ما معه من المال وفرقه في أصحابه
ولقي عاملا آخر ومعه مال على ثلاثة بغال فأخذها ولحق عسكر سيده هرثمة
فهزمهم ودخل البرية وقسم المال بين أصحابه ولحق به من تخلف عنه من
أصحابه وغيرهم فكثر جمعه فسار نحو دقوقا وعليها أبو ضرغامة العجلي في
سبعمائة فارس فاقتتلوا فانهزم أبو ضرغامة ودخل قصر دقوقا فحصره أبو
السرايا وأخرجه من القصر بالأمان واخذ ما عنده من الأموال وسار إلى
الأنبار وعليها إبراهيم الشروي مولى المنصور فقتله أبو السرايا واخذ ما فيها
وسار عنها ثم عاد إليها بعد ادراك الغلال فاحتوى عليها ثم ضجر من طول
السري فقصد الرقة فمر بطوق بن مالك التغلبي وهو يحارب القيسية فاعانه
عليهم وأقام معه أربعة أشهر يقاتل على غير طمع الا للعصبية للربعية على
المضرية فظفر طوق وانقادت له قيس وسار عنه أبو السرايا إلى الرقة.
مبايعته لابن طباطبا وقيامه بأمره
قال ابن الأثير في حوادث سنة ١٩٩ فيها ظهر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن
إبراهيم بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي
طالب ع المعروف بابن طباطبا بالكوفة يدعو إلى الرضا من آل محمد ص
والعمل بالكتاب والسنة وكان القيم بأمره في الحرب أبو السرايا وقيل إن أبا
السرايا لما وصل إلى الرقة لقيه ابن طباطبا فبايعه وقال له انحدر أنت في الماء
وأسير أنا على البر حتى نوافي الكوفة فدخلاها وابتدأ أبو السرايا بقصر
العباس بن موسى بن عيسى فاخذ ما فيه من الأموال والجواهر وبايعهم أهل الكوفة
وقيل كان سبب خروج ابن طباطبا ان أبا السرايا كان من رجال
هرثمة فمطله بأرزاقه فغضب ومضى إلى الكوفة وبايع ابن طباطبا واخذ
الكوفة واستوسق له أهلها واتاه الناس من نواحي الكوفة والأعراب فبايعوه
ووجه الحسن بن سهل زهير بن المسيب الضبي إلى الكوفة في عشرة آلاف
فارس وراجل فخرج إليه ابن طباطبا وأبو السرايا فهزموه واستباحوا عسكره
وفي الغد مات ابن طباطبا فجأة سمه أبو السرايا لأنه لما غنم ما في عسكر
زهير منع عنه أبا السرايا وكان الناس له مطيعين فرأى أبو السرايا انه لا
حكم له معه فسمه وأقام مكانه غلاما أمرد اسمه محمد بن زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع فكان الحكم إلى أبي السرايا قال
المؤلف في مثل هذا المقام تكثر الظنون والأقاويل بسبب موت الفجأة فيقال
انه بالسم وقد يكون من باب الصدف لأن موت الفجأة كثير الوقوع قال
ابن الأثير ووجه الحسن بن سهل عبدوس بن محمد المروروذي في أربعة
آلاف فارس فقتل عبدوس ولم يفلت من أصحابه أحد كانوا بين قتيل وأسير
وضرب أبو السرايا الدراهم بالكوفة وولى البصرة العباس بن محمد بن
عيسى بن محمد الجعفري ومكة الحسين الأفطس بن الحسن بن علي بن
علي بن الحسين بن علي وجعل إليه الموسم واليمن إبراهيم بن موسى بن
جعفر وفارس إسماعيل بن موسى بن جعفر والأهواز زيد بن موسى بن
جعفر فسار إلى البصرة وغلب عليها وهو المسمى زيد النار ووجه أبو السرايا
محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي إلى المدائن وأمره
ان يأتي بغداد من الجانب الشرقي فاتى المدائن ووجه عسكره إلى ديالى وكان
بواسط عبد الله بن سعيد الحرشي واليا فانهزم من أصحاب أبي السرايا إلى
بغداد فلما رأى الحسن بن سهل ان أصحابه لا يثبتون لأصحاب أبي السرايا
ارسل إلى هرثمة يستدعيه وكان قد سار إلى خراسان مغاضبا للحسن فحضر
وسار إلى الكوفة وسير الحسن إلى المدائن وواسط علي بن سعيد فوجه أبو
السرايا جيشا إلى المدائن فدخلها أصحابه وتقدم هو حتى نزل بنهر صرصر
وجاء هرثمة فعسكر بإزائه وسار علي بن سعيد إلى المدائن فهزم أصحاب أبي
السرايا واستولى عليها فرجع أبو السرايا من نهر صرصر إلى قصر ابن هبيرة
وسار هرثمة في طلبه فكانت بينهما وقعة قتل فيها جماعة من أصحاب أبي
السرايا فانحاز إلى الكوفة ونزل هرثمة قرية شاهي وكاتب رؤساء أهل الكوفة
وتوجه علي بن سعيد من المدائن إلى واسط فأخذها ولم يقدر على أخذ
البصرة هذه السنة. وفي سنة ٢٠٠ هرب أبو السرايا من الكوفة في ثمانمائة
فارس ومعه محمد بن محمد بن زيد ودخلها هرثمة وسار أبو السرايا فاتى
القادسية وسار منها إلى السوس بخوزستان فلقي مالا قد حمل من الأهواز
فأخذه وقسمه بين أصحابه وأتاه الحسن بن علي المأموني فأمره بالخروج من
عمله وكره قتاله فأبى أبو السرايا الا قتاله فهزمه المأموني وجرحه وتفرق
أصحابه وسار هو ومحمد بن محمد نحو منزل أبي السرايا برأس عين فلما
انتهوا إلى جلولاء ظفر بهم حماد الكندغوش فاتى بهم الحسن بن سهل فقتل
أبا السرايا وبعث رأسه إلى المأمون ونصبت جثته على جسر بغداد وسير
محمد بن محمد إلى المأمون وكان بين خروج أبي السرايا وقتله عشرة أشهر.
وفي مروج الذهب ج ٢ ص ٣٣١ في سنة ١٩٩ خرج أبو السرايا
السري بن منصور الشيباني بالعراق واشتد أمره ومعه محمد بن إبراهيم بن
إسماعيل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وهو ابن طباطبا وفي
هذه السنة مات محمد بن إبراهيم طباطبا المذكور الذي كان يدعو إليه أبو
السرايا اه‍. ولم يذكر أن أبا السرايا سمه.
٦٦٦: سرية جدة أبي طاهر أحمد بن عيسى
عدها الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق ع فقال سرية جدة
أبي طاهر أحمد بن عيسى وهي أم ولد تدعى سرية.
٦٦٧: سعاد بن سليمان التميمي الجماني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وسعاد ضبطه
صاحب توضيح الاشتباه بضم السين وهو اشتباه والصواب انه بفتحها
وتشديد العين اما بضم السين وتخفيف العين فمن أسماء النساء وفي
القاموس سعاد ككتان بن سليمان المحدث وزيد في تاج العروس بعد
(٢١٨)

سليمان الجعفي وبعد المحدث شيخ لعبد الصمد بن النعمان. وعن
تقريب ابن حجر سعاد بفتح المهملة والتشديد بن سليمان الجعفي ويقال في
نسبه غير ذلك كوفي صدوق يخطئ وكان شيعيا من الثامنة. وعن مختصر
الذهبي شيعي صويلح لم يترك. وفي ميزان الذهبي وضع عليه علامة ت
إشارة إلى أنه اخرج حديثه الترمذي وقال سعاد بن عبد الرحمن وقيل ابن
سليمان عن عون ابن أبي جحيفة قال أبو حاتم شيعي ليس بقوي اه‍. ولم
يذكر غيره اتحاد ابن سليمان مع ابن عبد الرحمن. وفي تهذيب التهذيب
سعاد بن سليمان الجعفي ويقال التميمي ويقال اليشكري ويقال الكاهلي
الكوفي روي عن أبي إسحاق السبيعي وعون بن أبي جحيفة وزياد بن علاقة
وجابر الجعفي وغيرهم وعنه علي بن ثابت الدهان وأبو عتاب الدلال
والحسن بن عطية القرشي وجبارة بن المغلس وغيرهم قال أبو حاتم كان من
عتق الشيعة وليس بقوي في الحديث وذكره ابن حبان في الثقات روى له
ابن ماجة حديثا واحدا خير الدواء القرآن اه‍.
٦٦٨: سعاد بن عمران الكلبي كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٦٦٩: سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني
توفي سنة ١٢٥ أو ٢٦ أو ٢٧ أو ٢٨ وهو ابن ٧٢ سنة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وذكر في
تهذيب التهذيب بهذا العنوان بزيادة أبو إسحاق ويقال أبو إبراهيم أمه أم كلثوم بنت
سعد وكان قاضي المدينة والقاسم بن محمد بن أبي بكر حي. ابن سعد كان
ثقة كثير الحديث. عن أحمد ثقة ولي قضاء المدينة وكان فاضلا. عن ابن
معين ثقة لا يشك فيه. العجلي وأبو حاتم والنسائي: ثقة. حجاج بن
محمد كان شعبة إذا ذكره قال حدثني حبيبي سعد. عن ابن عيينة لما عزل
عن القضاء كان يتقي كما كان يتقي وهو قاض. يعقوب بن إبراهيم بن
سعد عن أبيه سرد سعد الصوم قبل ان يموت بأربعين سنة. الساجي ثقة
أجمع أهل العلم على صدقه والرواية عنه الا مالك وقد روى مالك عن
عبد الله بن إدريس عن شعبة عن سعد بن إبراهيم وصح باتفاقهم انه
حجة ويقال ان سعدا وعظ مالكا فوجد عليه فلم يرو عنه. حدثني احمد
ابن ابن محمد سمعت أحمد بن حنبل يقول سعد ثقة فقيل له ان مالكا لا
يحدث عنه فقال من يلتفت إلى هذا سعد ثقة رجل صالح. ثنا أحمد بن
محمد سمعت المعيطي يقول لابن معين كان مالك يتكلم في سعد سيد من
سادات قريش ويروي عن ثور وداود بن الحصين خارجيين خبيثين قال فاما
ان يكون يتكلم فيه فلا أحفظه الساجي: مالك انما ترك الرواية عنه وقد
روى عنه الثقات والأئمة وكان دينا عفيفا قال احمل بن البرقي سالت يحيى
عن قول بعض الناس في سعد انه كان يرى القد وترك مالك في الرواية عنه
فقال لم يكن يرى القدر وإنما ترك مالك الرواية عنه لأنه تكلم في نسب
مالك وهو ثبت لا شك فيه.
من روى عنهم ورووا عنه
في تهذيب التهذيب روى عن ١ أبيه ٢ عمه حميد ٣ عمه أبي
سلمة ٤ ابن عم أبيه طلحة بن عبد الله بن عوف ٥ ابن عمه عمر بن
أبي سلمة ٦ اخوه المسور ٧ خاله إبراهيم ٨ خاله عامر ابنا سعد
٩ انس ١٠ عبد الله بن جعفر ١١ أبو امامة بن سهل بن حنيف
١٢ نافع بن جبير بن مطعم ١٣ اخوه محمد بن جبير ١٤ حفص بن
عاصم بن عمر ١٥ عبد الله بن شداد ١٦ عبد الله بن كعب بن مالك
١٧ اخوه عبد الرحمن بن كعب ١٨ الأعرج ١٩ عروة
٢٠ القاسم بن محمد ٢١ ابن المنكدر وجماعة.
وروى عنه ١ ابنه إبراهيم ٢ اخوه صالح ٣ عبد الله بن جعفر
المخزومي ٤ عياض بن عبد الله الفهري ٥ ابن عجلان ٦ الزهري
٧ موسى بن عقبة ٨ يحيى بن سعيد الأنصاري ٩ ابن عيينة وغيرهم
من أهل الحجاز ١٠ أيوب السختياني ١١ و ١٢ الحمادان ١٣ الثوري
١٤ شعبة ١٥ مسعر ١٦ زكريا بن أبي زائدة ١٧ ابن إسحاق
١٨ أبو عوانة وغيرهم.
٦٧٠: سعد بن إبراهيم القمي
عده ابن النديم في فهرسته من فقهاء الشيعة وقال له من الكتب
كتاب تصدير الدرجات.
٦٧١: سعد أبو سعيد الخدري
يأتي بعنوان سعد بن مالك.
٦٧٢: سعد بن أبي خلف
يأتي بعنوان سعد بن أبي خلف يعرف بالزام مولى بني زهرة ابن كلاب
الكوفي.
٦٧٣: سعد بن أبي خلف يعرف بالزام مولى بني زهرة ابن كلاب الكوفي
عن المجلسي الأول إلزام الذي يثقب انف البعير للمهار وفي
القاموس زم البعير خطمه وفي التعليقة في بعض نسخ الأخبار الزارم بالراء
بعده الميم.
قال النجاشي كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما
السلام له كتاب يرويه عنه جماعة منهم ابن أبي عمير أخبرنا ابن نوح عن
الحسين بن حمزة عن ابن بطة حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن
محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عنه به وفي الفهرست سعد بن أبي خلف
إلزام صاحب أبي عبد الله ع له أصل رويناه عن عدة من أصحابنا عن
أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب
عن سعد ورواه حميد بن زياد عن أحمد بن ميثم عن سعد وذكره الشيخ في
رجاله في أصحاب الصادق ع فقال سعد بن أبي خلف الزهري مولاهم
كوفي وفي رجال الكاظم ع سعد بن أبي خلف إلزام ثقة. وعن الوسائل
عن الشهيد الثاني انه قال لا خلاف بين أصحابنا في وثاقته وغزارة علمه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب سعد المشترك بين ثقة وغيره
ويمكن استعلام انه ابن أبي خلف الثقة برواية ابن أبي عمير وأحمد بن ميثم
أشيم خ. عنه وزاد الكاظمي رواية صفوان بن يحيى والحسن بن محبوب
عنه وعن جامع الرواة انه نقل زيادة عن ذلك رواية الحسن بن الحسن
اللؤلؤي عن أحمد بن محمد عنه.

(١) هكذا في جميع النسخ ومعناه غير ظاهر. - المؤلف -
(٢١٩)

وفي مشتركات الكاظمي والظاهر أنه منقول عن المنتقى: وقع في
الكافي في كتاب الحج رواية أحمد بن محمد بن عيسى عن سعد بن أبي
خلف وكذا في كتابي الشيخ مع أن المعهود المتكرر في رواية أحمد بن محمد بن
عيسى عن سعد بن أبي خلف ان يكون بواسطة ابن أبي عمير أو الحسن بن
محبوب ولعل الواسطة منحصرة فيهما فلا يضر سقوطهما.
٦٧٤: سعد بن أبي سعيد المقبري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحابه علي بن الحسن ع وقال سمي به
لأنه سكن المقابر ذكره ابن قتيبة وفي منهج المقال يأتي سعيد بن أبي سعيد
وهو الأصح نعم لسعيد ابن يقال له سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري
ذكره غيرنا وقالوا انه قد روى لين الحديث.
٦٧٥: الشيخ معين الدين أبو المكارم سعد بن أبي طالب بن عيسى المتكلم الرازي
المعروف بالنجيب
في فهرس منتجب الدين عالم مناظر له تصانيف منها ١ سفينة النجاة
في تخطئة البغاة أو النفاة ٢ كتاب علوم العقل ٣ مسالة الأحوال
٤ نقص مسالة الرؤية لأبي الفضائل المشاط ٥ الموجز وفي الرياض لعل
المراد بتخطئة النفاة المنكرون للجزء الذي لا يتجزأ.
٦٧٦: سعد بن أبي عمرو الجلاب
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وأصحاب
الصادق ع وزاد كوفي وفي التعليقة يروي عنه ابن أبي عمير وهو عن
حبيب الخثعمي.
٦٧٧: سعد بن أبي عمران
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع وقال واقفي
أنصاري.
٦٧٨: سعد بن أبي وقاص يأتي بعنوان سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب.
٦٧٩: سعد بن أحمد بن مكي النبلي المؤدب
في معجم الأدباء مات سنة ٥٦٥ وقد ناهز المائة ويأتي عن العماد
الكاتب آخر عهدي به سنة ٥٩٢ فيكون قد مات بعد هذا التاريخ وهو ينافي
ما مر عن المعجم ويدل على أن ولادته حوالي سنة ٥٠٠ اما على قول
صاحب المعجم فتكون ولادته حوالي سنة ٤٦٥ ومر في ج ١ ق ٢ من هذا
الكتاب ان وفاته سنة ٥٩٥ في معجم الأدباء سعد بن أحمد بن مكي النبلي
المؤدب الشيعي كان نحويا فاضلا عالما بالأدب مغاليا في التشيع له شعر
جيد أكثره في مديح أهل البيت وله غزل رقيق وفي فوات الوفيات سعد بن
أحمد بن مكي النبلي المؤدب له شعر وأكثره في مديح أهل البيت رضي الله
تعالى عنهم. قال العماد الكاتب كان غاليا في التشيع حاليا بالتورع عالما
بالأدب معلما في المكتب مقدما في التعصب ثم أسن حتى جاوز حد الهرم
وذهب بصره وعاد وجوده شبيه العدم وأناف على التسعين وآخر عهدي به في
درب صالح ببغداد في سنة ٥٩٢ ومن شعره:
قمر أقام قيامتي بقوامه * لم لا يجود لمهجتي بذمامه
لمكته كبدي فاتلف مهجتي * بجمال بهجته وحسن كلامه
وبمبسم عذب كان رضا به * شهد مذاب في عبير مدامه
وبناظر غنج وطرف أحور * يصمي القلوب إذا رنا بسهامه
وكان خط عذاره في حسنه * شمس تجلت وهي تحت لثامه
والظبي ليس لحاظه كلحاظه * والغصن ليس قوامه كقوامه
قمر كان الحسن يعشق بعضه * بعضا فساعده على قسامه
فالحسن من تلقائه وورائه * ويمينه وشماله وأمامه
ويكاد من ترف لرقة خصره * ينقد بالأرداف عند قيامه
وعده ابن شهرآشوب في المعالم في شعراء أهل البيت المتقين.
٦٨٠: الشيخ سعد الأربلي
في الرياض له كتاب الأربعين في الأخبار وينقل عن كتابه المذكور
الشيخ حسن بن سليمان تلميذ الشهيد بعض الأخبار في كتاب المختصر
ولكن فيه هكذا كتاب الأربعين رواية سعد الأربلي يرفعه إلى أبي صالح عن
كتاب الأربعين رواية سعد الأربلي عن عمار بن خالد اسحق الأزرق عن
سلمان الفارسي الخ وفي موضع آخر عبد الملك بن سليمان الخ ولعله من
علماء الخاصة اه‍.
٦٨١: سعد بن الأحوص الأشعري
قال الشيخ في الفهرست له كتاب رويناه عن عدة من أصحابنا عن
أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن البرقي عن
سعد. وفي منهج المقال الظاهر أنه سعد بن سعد بن الأحوص الآتي اه‍
وفي النقد الظاهر أن هذا وسعد بن سعد بن الأحوص واحد اه‍ ولست
أدري ما وجه الاستظهار بل إن الآتي ابن هذا.
التمييز
في مشتركات الطريحي يمكن استعلام ان سعدا هو ابن الأحوص الثقة
برواية البرقي وعباد بن سليمان عنه وجعل الكاظمي ذلك مميزا لسعد بن
سعد بن الأحوص كما يأتي.
٦٨٢: سعد الاسكاف
هو سعد الخفاف وهو سعد بن طريف ويأتي.
قال الكشي حدثني حمدويه بن نصير حدثني محمد بن عيسى ومحمد بن
مسعود حدثني محمد بن نصير حدثني محمد بن عيسى حدثني الحسن بن
علي بن يقطين عن حفص بن محمد المؤذن عن سعد الاسكاف قلت لأبي
جعفر ع أني أجلس فأقص وأذكر حقكم وفضلكم قال وددت ان على
كل ثلاثين ذراعا قاصا مثلك قال حمدويه سعد الاسكاف وسعد الخفاف
وسعد بن طريف واحد قال نصر وقد أدرك علي بن الحسين قال حمدويه
وكان ناووسيا وقف على الصادق ع اه‍ ويأتي تمام الكلام في سعد بن
طريف.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية مهران بن محمد وسيف بن عميرة
وإبراهيم بن عبد الحميد وسالم بن مكرم وإبراهيم بن عمر اليماني عنه وكذا
(٢٢٠)

رواية على بن برزح الخياط عن عمر عنه ورواية علي بن الحكم عن أيوب
عنه.
٦٨٣: سعد بن إسماعيل بن الأحوص
روى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عنه عن أبيه عن أبي
الحسن ع في باب النوادر من كتاب الوصية من الكافي ولا ذكر له في
كتب الرجال وروى أحمد بن محمد بن عيسى عن سعد بن إسماعيل بن
عيسى عن أبيه عن الرضا ع في عدة مواضح من الفقيه والتهذيب
والاستبصار عددها صاحب جامع الرواة فيما حكي عنه.
٦٨٤: سعد بن بكير
في التعليقة في التهذيب في الصحيح عنه ابن أبي عمير وهو عن حبيب
الخثعمي.
٦٨٥: سعد الجلاب
في التعليقة هو ابن أبي عمرو المتقدم.
٦٨٦: سعد بياع السابري
في منهج المقال روى عنه حماد بن عيسى بن عثمان عن أبي
عبد الله ع ذكر في الرجال اه‍ ورواية حماد عنه في باب البكاء في الصلاة
من الاستبصار.
٦٨٧: سعد بن الحارث الخزاعي مولى أمير المؤمنين علي ع
قال بعض المعاصرين ممن لا يوثق بنقله في كتاب له ان له ادراكا لصحبة
النبي ص وكان على شرطة أمير المؤمنين علي ع بالكوفة وولاه أذربيجان
وانضم بعده إلى الحسن ثم إلى الحسين ع وخرج معه إلى مكة
ثم إلى كربلاء ونال درجة الشهادة بين يديه اه‍ وليس له ذكر في الاستيعاب
وأسد الغابة والإصابة ولو كان له ادراك للصحبة لذكره أحدهم وانما ذكروا
سعد بن الحارث بن الصمة الآتي.
٦٨٨: سعد بن الحارث بن الصمة وتتمة نسبه في أبيه
في الاستيعاب: صحب النبي ص وشهد مع علي صفين وقتل يومئذ وهو
أخو الجهم بن الحارث بن الصمة اه‍ وفي أسد الغابة هو أنصاري خزرجي
من بني النجار صحب النبي ص هو وأبوه وشهد صفين مع علي وقتل يومئذ
وهو أخو جهيم بن الحارث بن الصمة وفي الإصابة أخو جهيم قال ابن
شاهين له صحبة وشهد صفين مع علي وقال الطبري صحب النبي ص
وشهد مع علي صفين وقتل يومئذ وفي شرح النهج ج ٤ ص ٧٣ ان أول ما
ارتفع به زياد بن عبيد دعي معاوية هو استخلاف ابن عباس له على
البصرة في خلافة علي ع وبلغت عليا عنه هنات فكتب إليه يلومه ويؤنبه
وكان علي ع اخرج إليه سعدا مولاه يحثه على حمل مال البصرة إلى الكوفة
فكان بين سعد وزياد ملاحاة ومنازعة وعاد سعد فشكاه إلى علي ع وعابه
فكتب علي ع إليه اما بعد فان سعدا ذكر انك شتمته ظلما وهددته
وجبهته تكبرا وتجبرا فما دعاك إلى التكبر وقد قال رسول الله ص الكبر رداء
الله فمن نازع الله رداءه قصمه وقد اخبرني انك تكثر من الألوان المختلفة
في الطعام في اليوم الواحد وتدهن كل يوم فما عليك لو صمت لله أياما
وتصدقت ببعض ما عندك محتسبا وأكلت طعامك مرارا قفارا فان ذلك شعار
الصالحين أفتطمع وأنت متمرغ في النعيم تستأثر به على الجار والمسكين
والضعيف والفقير والأرملة واليتيم ان يحسب لك أجر المتصدقين وأخبرني
انك تتكلم بكلام الأبرار وتعمل عمل الخاطئين فان كنت تفعل ذلك
فنفسك ظلمت وعملك أحبطت فتب إلى ربك يصلح لك عملك واقتصد
في امرك وقدم إلى ربك الفضل ليوم حاجتك وادهن غبا فاني سمعت رسول
الله ص يقول ادهنوا غبا ولا تدهنوا رقما.
فكتب إليه زياد اما بعد يا أمير المؤمنين فان سعدا قدم علي فأساء
القول والعمل فانتهرته وزجرته وكان اهلا لأكثر من ذلك واما ما ذكرت
من الاسراف واتخاذ الألوان من الطعام والنعم فان كان صادقا فأثابه الله
ثواب الصالحين وان كان كاذبا فوفاه الله أشد عقوبة الكاذبين واما قوله اني
أصف العدل وأخالفه إلى غيره فاني إذا من الأخسرين فخذ يا أمير المؤمنين
بمقال قلته في مقام قمته الدعوى بلا بينة كالسهم بلا نصل فان اتاك
بشاهدي عدل والا تبين لك كذبه وضلته اه‍.
وأنت ترى ان جواب زياد لا يخرج عن المخاتلة والمخادعة والمواربة
وكفى زيادا نقصا ومذمة وابانته عن أصله الخبيث ومنبته القذر مخالفته قول
الرسول ص الولد للفراش وللعاهر الحجر طمعا في الدنيا وحبا للرياسة وقلة
مبالاة بالدين.
٦٨٩: سعد الحداد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال مجهول وذكره
العلامة في باب سعيد بالياء.
٦٩٠: سعد بن حذيفة بن اليمان
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع. ولزم أمير
المؤمنين ع حتى استشهد بين يديه بصفين.
٦٩١: الشيخ أبو المعالي سعد بن الحسن بن الحسين بن بابويه
في فهرس منتجب الدين فقيه صالح ثقة.
٦٩٢: سعد بن الحسن الكندي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال مجهول.
٦٩٣: سعد بن حكيم
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع وفي
بعض النسخ سعيد بالياء.
٦٩٤: سعد بن حماد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وقال مجهول وفي
بعض النسخ سعيد بالياء.
٦٩٥: سعد بن حميد أبو عمار الهمذاني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وقال أصيبت عينه
بصفين وأثبته ابن داود أبو عمارة بالهاء.
(٢٢١)

٦٩٦: سعد بن حميد الباهلي الكوفي مولى
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٦٩٧: سعد بن حنظلة التميمي
قتل مع الحسين ع يوم عاشوراء قال ابن شهرآشوب في المناقب ثم
برز سعد بن حنظلة التميمي مرتجزا:
صبرا على الأسياف والأسنة * صبرا عليها لدخول الجنة
وحور عين ناعمات هنه * يا نفس للراحة فأجهدنه
وفي طلاب الخير فارغبنه
وقال محمد بن أبي طالب ثم برز سعد بن حنظلة التميمي وهو يقول
صبرا على الأسياف والأسنة إلى آخر ما تقدم وزاد فيه بعد قوله وحور
عين الخ لمن يريد الفوز لا بالظنة. ثم حمل وقاتل قتالا شديدا رضوان الله
عليه.
٦٩٨: سعد خادم أبي دلف العجلي
في الفهرست سعد خادم أبي دلف له مسائل عن الرضا ع أخبرنا
بها عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله
عن سعد خادم أبي دلف وقال النجاشي سعد خادم أبي دلف العجلي.
مسائله للرضا ع أخبرنا عدة من أصحابنا عن الحسن بن حمزة عن ابن
بطة عن أحمد بن محمد بن خالد عن سعد عن الرضا ع بها.
٦٩٩: سعد الخفاف
في التعليقة هو سعد الاسكاف.
٧٠٠: سعد بن خلف
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع وقال واقفي.
٧٠١: سعد بن خليد العنزي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٧٠٢: سعد الخير الأموي من ولد عبد العزيز بن مروان
من أصحاب الباقر ع.
يستفاد من الأخبار جلالته وعناية الباقر ع به. روى المفيد في
كتاب الاختصاص بسنده عن أبي حمزة الثمالي قال دخل سعد الخير على أبي
جعفر ع فبدأ ينشج كما تنشج النساء فقال له أبو جعفر ع ما يبكيك
يا سعد؟ قال كيف لا أبكي وانا من الشجرة الملعونة في القرآن!. فقال
ع: لست منهم، أنت منا أهل البيت أما سمعت قول الله عز
وجل فمن تبعني فإنه مني. وللباقر ع إليه رسالتان ذكرهما الكليني في
أوائل روضة الكافي.
الرسالة الأولى: قال الكليني في الروضة رسالة أبي جعفر ع إلى
سعد الخير:
أعلم ان اخوان الثقة ذخائر بعضهم لبعض ولولا أن تذهب بك
الظنون عني لجليت لك عن أشياء عطيتها ولنشرت لك أشياء من الحق
كتمتها ولكني أتقيك وأستبقيك وليس الحليم الذي لا يتقي أحدا في مكان
التقوى والحلم لباس العالم فلا تعره والسلام. دل قوله ع ولولا أن
تذهب الخ على أنه كتمه أشياء لا يتحملها عقله مخافة ان تذهب به الظنون
فيفارقه ولا يتبعه. وهذا معنى قوله ع ولكني أتقيك وأستبقيك أي
أكتمها عنك خوفا عليك واستبقاء لك فلا يدل على أنه ليس من أهل الولاية.
الرسالة الثانية: جوابا عن كتاب منه إليه قال الكليني في روضة
الكافي رسالة أيضا منه إليه. محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن
محمد بن إسماعيل بن يزيع عن عمه حمزة بن بزيع قال كتب أبو جعفر إلى
سعد الخير: بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فقد جاءني كتابك تذكر فيه
معرفة ما لا ينبغي تركه وطاعة من رضى الله رضاه فقبلت من ذلك لنفسك
ما كانت نفسك مرتهنة لو تركته، فعجب ان رضى الله وطاعته ونصيحته لا
تقبل ولا توجد ولا تعرف الا في عباد غرباء أخلاء من الناس قد اتخذهم
الناس سخريا لما يرمونهم به من المنكرات وكان يقال لا يكون المؤمن مؤمنا
حتى يكون أبغض إلى الناس من جيفة الحمار ولولا أن يصيبك من بلاء مثل
الذي أصابنا فتجعل فتنة الناس كعذاب الله وأعيذك بالله وإيانا من ذلك
لقربت على بعد منزلتك واعلم رحمك الله انه لا تنال محبة الله الا ببغض
كثير من الناس ولا ولايته الا بمعاداتهم وفوت ذلك قليل يسير لدرك ذلك
من الله لقوم يعلمون يا أخي ان الله عز وجل جعل في كل من الرسل بقايا
من أهل العلم يهدون من ضل إلى الهدى ويصبرون معهم على الأذى
يجيبون داعي الله ويدعون إلى الله فانصرهم رحمك الله فإنهم في منزلة رفيعة
وان أصابتهم في الدنيا وضيعة انهم يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور
الله من العمى كم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من تائه ضال قد هدوه
يبذلون دماءهم دون هلكة العباد وما أحسن أثرهم على العباد وأقبح آثار
العباد عليهم قوله ولولا أن يصيبك الخ اي لولا الخوف عليك من أن
يصيبك بلاء بتقريبنا إياك لقربناك وقوله على بعد منزلتك لعله إشارة إلى
كونه من بني أمية قوله ان الله قد جعل في كل من الرسل بقايا من أهل
العلم يريد بالبقايا والله أعلم أوصياء الرسل.
٧٠٣: سعد إلزام
في التعليقة هو ابن أبي خلف المتقدم وفي بعض الأخبار الزارم.
٧٠٤: سعد بن زياد الأسدي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٧٠٥: سعد بن زياد بن وديعة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
٧٠٦: سعد بن زيد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص.
٧٠٧: سعد بن سعد بن الأحوص بن سعد بن مالك الأشعري القمي.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع سعد بن سعد
(٢٢٢)

الأحوص بن سعد بن مالك الأشعري القمي ثقة وفي الفهرست سعد بن
سعد الأشعري له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن
بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن الحسن عن أبي الحسين شنبولة
عنه وقال النجاشي سعد بن سعد بن الأحوص بن سعد بن مالك الأشعري
القمي ثقة روى عن الرضا وأبي جعفر ع كتابه المبوب رواية
عباد بن سليمان أخبرناه علي بن أحمد بن محمد بن طاهر حدثنا محمد بن
الحسن بن الوليد حدثنا الحسن بن متيل عن عباد بن سليمان عن سعد يه
كتابه غير المبوب رواية محمد بن خالد البرقي أخبرنا الحسين وغيره عن ابن
حمزة عن ابن بطة عن الصفار عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عنه
مسائله للرضا ع أخبرنا الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن جعفر عن
أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي
عنه. وفي الخلاصة سعد بن سعد بن الأحوص بن مالك الأشعري القمي
ثقة روى عن الرضا وأبي جعفر ع وروى الكشي عن أصحابنا
عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي ان أبا جعفر ع سال الله أن
يجزيه خيرا. وقال الشهيد الثاني في الحاشية سعد هو الأحوص لا ابنه وقد
تقدم في باب إسماعيل ان إسماعيل بن سعد الأحوص وهو أخو سعد هذا
وابن داود جعله سعد الأحوص كما ذكرنا ونسب زيادة ابن إلى المصنف
اه‍. وفي رجال ابن داود سعد بن سعد الأحوص ومن أصحابنا من أثبته
سعد بن سعد بن الأحوص والأحوص أبوه لا جده اه‍. وقد وقع بعض
التفاوت بين هذه الكلمات فالشيخ في رجاله جعله سعد بن سعد الأحوص
فجعل الأحوص صفة أبيه ومثله الشهيد الثاني وفي الفهرست لم يذكر
الأحوص أصلا والنجاشي قال سعد بن سعد بن الأحوص فجعل
الأحوص صفة جده ومثله في الخلاصة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف سعد بن سعد بن الأحوص
الثقة برواية محمد بن خالد البرقي وعباد بن سليمان عنه. وفي كتاب لبعض
المعاصرين لا يوثق بنقله ان الكاظمي زاد رواية عبد العزيز النهدي أو
المهتدي عنه وليس ذلك في نسختين عندي ومر عن الفهرست رواية أبي
الحسين شنبولة عنه. وعن جامع الرواة انه نقل رواية أحمد بن محمد بن
عيسى وجعفر بن إبراهيم الحضرمي وحماد بن سليمان والعباس عنه. وفي
مشتركات الكاظمي وقع في اسناد الشيخ في كتاب الحج رواية أحمد بن
محمد بن عيسى عن سعد بن سعد والظاهر سقوط الواسطة توهما لأن
المعهود المتكرر توسط البرقي بينهما وتبع في ذلك المنتقى وعن الفقيه في أول
باب نوادر العتق سعد بن سعد عن حريز وان المجلسي الأول قال الظاهر أنه
غلط من النساخ وصوابه عن أبي جرير زكريا بن إدريس وكان حريز في
نسخة العلامة لأنه قال في الصحيح عن حريز اه‍.
٧٠٨: سعد بن سعيد البلخي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع.
٧٠٩: الشيخ أبو الفتح أو الفتوح سعد بن سعيد بن مسعود البزاز الحنفي
في الرياض: من مشايخ الشيخ منتجب الدين.
٧١٠: سعد بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل الأنصاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع.
٧١١: سعد بن سيار كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٧١٢: سعد الصفار من أصحاب العياشي
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع.
٧١٣: سعد بن الصلت البجلي القاضي المدائني مولى
٧١٤: سعد بن طالب أبو غيلان الشيباني الكوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٧١٥: سعد بن طريف الحنظلي الاسكاف مولى بني تميم الكوفي ويقال سعد
الخفاف
في الخلاصة بعد العنوان المذكور طريف بالطاء المهملة روى عن
الأصبغ بن نباتة قال الشيخ وهو صحيح الحديث وقال الكشي عن حمدويه
ان سعد الاسكاف وسعد الخفاف وسعد بن طريف واحد وكان ناووسيا
وقف على أبي عبد الله ع وقال النجاشي انه يعرف وينكر روى عن
الأصبغ بن نباته وروى عن الباقر والصادق ع وكان قاصا وقال
ابن الغضائري انه ضعيف اه‍ وفي كثير من النسخ كان قاضيا بدل قاصا
وهو تحريف من النساخ والقاص من يتلو القصص على الناس في المجتمعات
وقال النجاشي سعد بن طريف الحنظلي مولاهم الاسكاف كوفي يعرف
وينكر روى عن الأصبغ بن نباته وروى عن أبي جعفر وأبي عبد الله وكان
قاصا له كتاب رسالة أبي جعفر إليه أخبرنا عدة عن أحمد بن محمد بن زائداست
سعيد حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن عمرو بن عثمان عن أبي جميلة
عن سعد اه‍ ويعرف ويذكر أي أن حديثه يعرف تارة فيكون مستقيما وينكر
أخرى فيكون فيه نكارة وقيل يعرف قبل الوقف وينكر بعده وقال الشيخ في
الفهرست سعد بن طريف الاسكاف له كتاب أخبرنا به جماعة عن أبي
المفضل عن حميد عن محمد بن موسى خوراء عنه وأخبرنا أحمد بن محمد بن
موسى عن أحمد بن محمد بن سعيد عن الحسين بن أحمد بن الحسن عن عمه
علي بن الحسن عن عمرو بن عثمان عن أبي حميد الحنظلي عن سعد بن
طريف الاسكاف وقال في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع
سعد بن طريف الحنظلي الكوفي الاسكاف مولى بني تميم ويقال سعد الخفاف
روى عن الأصبغ بن نباته وهو صحيح الحديث وقال في رجال الباقر ع
سعد بن طريف وفي رجال الصادق ع سعد بن طريف التميمي الحنظلي
مولى كوفي وفيهم أيضا سعد بن طريف الشاعر في النقد كأنه المذكور سابقا
اه‍. وكلماتهم هذه فيها بعض الاختلاف فالشيخ قال إنه صحيح الحديث
والنجاشي قال إنه يعرف وينكر وضعفه ابن الغضائري والكشي قال إنه
ناووسي واقفي ويمكن ترجيح قول النجاشي على قول الشيخ لأنه أضبط ولا
يبعد القول بان النجاشي جعله هو يعرف وينكر لا حديثه اي هو كان
مستقيما ثم صار واقفيا ناووسيا وذلك لا ينافي صحة حديثه اي ان أحاديثه
مستقيمة وكفى بشهادة الشيخ الخبير بالأخبار ان أحاديثه صحيحة مستقيمة
وابن الغضائري لا عبرة بتضعيفه في مقابل تصحيح الشيخ حديثه لما هو
المعلوم من حاله انه لم يسلم منه أحد والعلامة متوقف فيه أو حاكم بتضعيفه
وفي باب فضل القرآن من الكافي باسناده عن سعد الخفاف عن أبي
جعفر ع في حديث قلت يا أبا جعفر وهل يتكلم القرآن فتبسم ثم قال
رحم الله الضعفاء من شيعتنا فإنهم أهل تسليم ثم قال نعم يا سعد والصلاة
(٢٢٣)

تتكلم تأمر وتنهى فتغير لوني وقلت هذا شئ لا أستطيع ان أتكلم به في
الناس ثم قال يا سعد أسمعك كلام القرآن فقلت بلى صلى الله عليك فقال إن
الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر فالنهي كلام الحديث
وفي هذا الحديث نوع اعتناء به.
أقوال غيرنا فيه
عن تقريب ابن حجر رماه ابن حيان بالوضع وكان رافضيا من
السادسة شيعي وضعفوه. وفي تهذيب التهذيب سعد بن طريف الاسكاف
الحذاء الحنظلي الكوفي. عن ابن معين ليس بشئ لا يحل لأحد ان يروي
عنه. عن أحمد بن حنبل ضعيف الحديث. عمرو بن علي ضعيف الحديث
وهو يفرط في التشيع. أبو زرعة لين الحديث. أبو حاتم ضعيف الحديث
منكر الحديث الجوزجاني مذموم. البخاري ليس بالقوي. أبو داود ضعيف
الحديث. الترمذي ضعيف. النسائي متروك الحديث. عبد الرحمن بن
الحكم بن بشير بن سلمان: كان فيه غلو في التشيع. ابن عدي ضعيف
جدا. العجلي ضعيف. الساجي عنده مناكير. الأزدي والدارقطني متروك
الحديث. النسوي لا يكتب حديثه الا للمعرفة. ابن حبان كان يضع
الحديث اه‍. وأفرطهم في ذمه ليس الا لزعمهم غلوه في التشيع وروايته ما
لا تقبله عقولهم مما اعتادوه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف سعد بن طريف برواية أبي
جميلة عنه وروايته هو عن الأصبغ بن نباتة وعن الباقر والصادق عليهما
السلام وزاد الكاظمي رواية محمد بن موسى خوراء وأبي حميد الحنظلي عنه
وزاد بعضهم رواية الحسين الجريري وعمر بن أبي المقدام ثابت عنه وعن
جامع الرواة انه زاد نقل رواية سيف بن عمارة والحسين بن علوان
ومحمد بن مروان وسلام بن أبي عميرة ومنصور بن يونس ومصعب بن سلام
التميمي ومهران بن محمد وعبد الله بن غالب وجعفر بن بشير وإبراهيم بن
عبد الحميد وإبراهيم بن أبي البلاد وعلي بن الحسين العبدي والحسين بن أبي
العلاء ويحيى بن مساور وهشام بن سالم وسعد بن أبي خلف إلزام وأبي
الحسن العبدي وعاصم بن حميد عنه وفي تهذيب التهذيب روى عن
الأصبغ بن نباته والحكم بن عتيبة وأبي اسحق السبيعي وعكرمة وعمير بن
مأموم وغيرهم وعنه إسرائيل وخلف بن خليفة وعلي بن مسهر وابن عيينة
وأبو معاوية وابن علية وغيرهم.
٧١٦: سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري
مات شهيدا سنة ١٥ أو ١٤ أو ١١ من الهجرة كان سيد الخزرج
وكان جوادا مطعاما وكان يطعم الوفود الوافدين على رسول الله ص وكان
ابنه قيس على شاكلته في الجود روى ابن أبي الحديد ان قيسا سافر مع جماعة
من الصحابة فنفذ ما معهم فجعل قيس يستدين وينفق عليهم، فقالوا لمن
يستدين منهم انه غلام لا يملك شيئا، فبلغ ذلك سعدا فقال لهم أتريدون
ان تبخلوا ابني انا قوم لا نستطيع البخل، اشهدوا ان الحديقة الفلانية
لقيس والمال الفلاني لقيس. وحكى الكشي عن بعض كتب يونس بن عبد
الرحمن ان سعدا لم يزل سيدا في الجاهلية والاسلام وأبوه وجده وجد جده لم
يزل فيهم الشرف وكان سعد يجير فيجار ذلك لسؤدده ولم يزل هو وأبوه
أصحاب اطعام في الجاهلية والاسلام وقيس ابنه على مثل ذلك اه‍.
وفي الاستيعاب: كان سعد عقيبا نقيبا سيدا جوادا كان سيدا في الأنصار
مقدما وجيها له رئاسة وسيادة يعترف قومه له بها يقال انه لم يكن في الأوس
والخزرج أربعة مطعمون متتالون في بيت واحد الا قيس بن سعد بن
عبادة بن دليم ولا كان مثل ذلك في سائر العرب الا ما ذكرنا عن صفوان.
ومر ابن عمر على اطم سعد فقال هذا اطم جده لقد كان مناديه
ينادي يوما في كل حول من أراد الشحم واللحم فليأت دار دليم فمات دليم
فنادى منادي عبادة بمثل ذلك ثم مات عبادة فنادى منادي سعيد بمثل ذلك
ثم رأيت قيس بن سعيد يفعل ذلك. وفي الإصابة كان نقيب بني ساعدة
عند جميعهم وكان سيدا جوادا وهو صاحب راية الأنصار في المشاهد كلها
وكان يحمل إلى النبي ص كل يوم جفنة مملوءة زبدا ولحما تدور معه حيثما
دار. وروى بسنده عن قيس بن سعد: زارنا رسول الله ص فسلم فرد
سعد ردا خفيا فقال له قيس ألا تأذن لرسول الله ص فقال دعه يكثر
علينا من السلام فسلم رسول الله ص ثم رجع واتبعه سعد فقال يا
رسول الله اني كنت اسمع تسليمك وارد عليك ردا خفيا لتكثر علينا من
السلام فانصرف معه رسول الله ص فامر له بغسل فاغتسل وناوله ملحفة
فاشتمل بها ثم رفع رسول الله ص يديه وهو يقول اللهم اجعل صلواتك
ورحمتك على آل سعد بن عبادة اه‍. وفي الإصابة: كان يكتب بالعربية
ويحسن العوم والرمي فكان يقال له الكامل كان مشهورا بالجود هو وأبوه
وجده وولده وكان لهم اطم ينادى عليه كل يوم من أحب الشحم واللحم
فليأت اطم دليم بن حارثة أنظره مع قول الاستيعاب السابق يوما من كل
عام وكانت جفنة سعد تدور مع النبي ص في بيوت أزواجه وقال مقسم
عن ابن عباس كان لرسول الله ص في المواطن كلها رايتان: مع علي راية
المهاجرين ومع سعد بن عبادة راية الأنصار. وروى بسنده كان أهل الصفة
إذا أمسوا انطلق الرجل بالواحد والرجل بالاثنين والرجل بالجماعة فاما
سعد فكان ينطلق بالثمانين. وكان سعد يقول اللهم هب لي مجدا فإنه لا
مجد الا بفعال ولا فعال الا بمال اللهم انه لا يصلحني القليل ولا أصلح
عليه.
ولما بويع أبو بكر يوم السقيفة لم يرض سعد ان يبايع فقالوا له نحن
قريش عشيرة رسول الله والخلافة فينا. وكان مريضا فقال عمر اقتلوا سعدا
قتل الله سعدا فحمل إلى داره. ولما بلغ عليا ذلك قال ما معناه: ان تكن
الخلافة بالقرابة فنحن أقرب إلى رسول الله ص والا فالأنصار على
دعواهم وقالوا لسعد لما أبى البيعة لا تساكننا في بلد فنفي إلى حوران فرمي
بسهم في الليل فقتل وقالوا ان الجن رمته لما بال قائما وانه سمع قائل من
الجن يقول:
قد قتلنا سيد الخز * رج سعد بن عبادة
ورميناه بسهمين * فلم نخط فؤاده
وقيل إن الذي رماه المغيرة بن شعبة وقيل شخصان غيره رماه كل
واحد بسهم وأشيع ان الجن رمته وقالت البيتين ويحكى عن بعض الأنصار
انه قال:
وما ذنب سعد انه بال قائما * الا ربما حققت فعلك بالغدر
يقولون سعد شقت الجن بطنه * ولكن سعدا لم يبايع أبا بكر
(٢٢٤)

وفي الاستيعاب لم يختلفوا انه وجد ميتا في مغتسله وقد اخضر
جسده ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول ولا يرون أحدا نحن
قتلنا البيتين ويقال ان الجن قتلته اه‍.
ويا ليت شعري. وما ذنبه إلى الجن حتى تقتله الجن؟!
وفي التعليقة سعد بن عبادة في المجالس ما يظهر منه جلالته وانه ما
كان يريد الخلافة لنفسه بل لعلي اه‍. ووقع سعد بن عبادة في طريق
الصدوق في باب ما يجب من التعزير والحدود. وينقل عن محمد بن جرير
الطبري وكانه الشيعي في مؤلفه عن أبي علقمة قلت لابن عبادة وقد مال
الناس إلى بيعة أبي بكر ألا تدخل فيما دخل فيه المسلمون؟ قال إليك عني
فوالله لقد سمعت رسول الله ص يقول إذا انا مت تضل الأهواء ويرجع
الناس على أعقابهم فالحق يومئذ مع علي وكتاب الله بيده، لا نبايع أحدا
غيره، فقلت له هل سمع هذا الخبر أحد غيرك من رسول الله ص فقال
أناس في قلوبهم أحقاد وضغائن قلت بل نازعتك نفسك ان يكون هذا الامر
لك دون الناس فحلف انه لم يهم بها ولم يردها وانهم لو بايعوا عليا لكان
أول من بايعه.
أقول لا شك ان الأنصار كان هواهم مع علي ع وان
المهاجرين كانوا منحرفين عنه وقد روى الطبري في تاريخه أنها قالت الأنصار
أو بعض الأنصار لا نبايع الا عليا اه‍. وان سعدا كان هواه مع علي
ولكنه لما رأى المهاجرين ورئيس الأوس مالوا مع أبي بكر طلبها لنفسه فلما
رأت الخزرج الأوس مالت مع أبي بكر مالت هي معه خوفا ان تكون لهم
المكانة عنده دونهم كما نراه اليوم فيمن بيدهم الحكم حذو النعل بالنعل.
ونقل عن أمير المؤمنين علي ع انه قال: ان أول من جرأ
الناس علينا سعد بن عبادة فتح بابا ولجه غيره وأضرم نارا كان لهبها عليه
وضوؤها لأعدائه.
ولكن المتأمل في مجاري الأحوال يعلم أن الامر كان مدبرا في حياة
النبي ص تدبيرا محكما وبقي هذا التدبير على احكامه بعد وفاته وان
سعدا لم يؤثر في ذلك شيئا ومن هنا قد يشك في صحة نسبة هذا الكلام إلى
أمير المؤمنين ع.
٧١٧: سعد بن عبد الله
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين ع وفي كتاب لبعض
المعاصرين لا يوثق بضبطه هو سعد بن عبد الله مولى عمر بن خالد الأسدي
الصيداوي روى أهل السير انه كان سيدا شريف النفس والهمة تبع مولاه
عمر واتى معه إلى الحسين ع حتى استشهد بين يديه اه‍. ولم أتمكن
ساعة التحرير من معرفة أحواله.
٧١٨: سعد بن عبد الله
من أصحاب الصادق ع روى الشيخ في زيادات التهذيب في باب
ما تجوز الصلاة فيه بسنده عن سيف بن عميرة عن إسحاق عنه انه قال
لجعفر بن محمد الخ.
٧١٩: سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي أبو القاسم
قال النجاشي توفي سنة ٣٠١ وقيل سنة ٢٩٩ وفي الخلاصة قيل مات
يوم الأربعاء لسبع وعشرين من شوال سنة ٣٠٠ في ولاية رستم قال
النجاشي بعد ما عنونه بما ذكر: شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجيهها كان
سمع من حديث العامة شيئا كثيرا وسافر في طلب الحديث لقي من
وجوههم الحسن بن عرفة ومحمد بن عبد الملك الدقيقي وأبا حاتم الرازي
وعباس البرقعي ولقي مولانا أبا محمد ع ورأيت بعض أصحابنا يضعفون
لقاءه لأبي محمد ويقولون هذه حكاية موضوعة عليه والله أعلم وقال الشهيد
الثاني في حواشي الخلاصة الحكاية ذكرها الصدوق في كتاب كمال الدين
وامارات الوضع عليها لائحة ثم قال النجاشي وكان أبوه عبد الله بن أبي
خلف قليل الحديث روى عن الحكم بن مسكين وروى عنه
أحمد بن محمد بن عيسى وفي الفهرست سعد بن عبد الله القمي يكنى أبا
القسم جليل القدر واسع الاخبار كثير التصانيف ثقة وذكره الشيخ في رجاله
في أصحاب العسكري ع فقال سعد بن عبد الله القمي عاصره ولم اعلم أنه
روى عنه وذكره فيمن لم يرو عنهم ع فقال سعد بن عبد الله بن أبي
خلف القمي جليل القدر صاحب تصانيف ذكرناها في الفهرست.
وقال ابن طاوس في الاقبال أخبرنا جماعة باسنادهم إلى سعد بن
عبد الله من كتاب فضل الدعاء المتفق على ثقته وفضله وعدالته ومن الغريب
ان ابن داود ذكره في البابين مع الاتفاق على وثاقته وجلالته وان كان الداعي
لذكره في القسم الثاني تضعيف بعض الأصحاب لقاءه أبا محمد ع وكون
الحكاية موضوعة فواضح انه لا يوجب قدحا فيه وعن الشهيد الثاني فيما
علقه على رجال ابن داود انه قال ذكر المصنف لسعد بن عبد الله في هذا
القسم عجيب إذ لا خلاف بين أصحابنا في ثقته وجلالته وغزارة علمه يعلم
ذلك من كتبهم وان كان الباعث له على ذلك حكاية النجاشي عن بعض
أصحابنا ضعف لقاء العسكري ع فهو أعجب لأن ذلك لا يقتضي
الطعن بوجه الضرورة.
مصنفاته
قال النجاشي صنف سعد كتبا كثيرة وقع إلينا منها كتب الرحمة ١
الوضوء ٢ الصلاة ٣ الزكاة ٤ الصيام ٥ الحج كتبه اي
كتاب الرحمة فما روته العامة مما يوافق الشيعة خمسة كتب ٦
الوضوء ٧ الصلاة ٨ الزكاة ٩ الصيام ١٠ الحج ١١ بصائر
الدرجات ١٢ الضياء في الرد على المحمدية والجعفرية ١٣ فرق
الشيعة ١٤ الرد على الغلاة ١٥ ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه
ومتشابهه ١٦ فضل الدعاء والذكر ١٧ جوامع الحج ١٨ مناقب
رواة الحديث ١٩ مثالب رواة الحديث ٢٠ المتعة ٢١ الرد على ابن
إبراهيم بن هاشم في معنى هشام ويونس ٢٢ قيام الليل ٢٣ الرد على
المجبرة ٢٤ فضل قم والكوفة ٢٥ فضل أبي طالب وعبد المطلب وأبي
النبي ص ٢٦ فضل العرب ٢٧ الأمانة ٢٨ فضل
النبي ص ٢٩ الدعاء ٣٠ الاستطاعة ٣١ احتجاج الشيعة على
زيد بن ثابت في الفرائض ٣٢ النوادر ٣٣ المنتخبات رواه عنه
حمزة بن القاسم خاصة ٣٤ المزار ٣٥ مثالب هشام ويونس ٣٦
مناقب الشيعة ٣٧ فهرست ما رواه ذكره الشيخ في الفهرست كما
يأتي. أخبرنا محمد بن محمد والحسين بن عبيد الله والحسين بن موسى قالوا
حدثنا جعفر بن محمد حدثنا أبي وأخي قالا حدثنا سعد بكتبه كلها قال
(٢٢٥)

الحسين بن عبيد الله رحمه الله جئت بالمنتخبات إلى أبي القاسم ابن قولويه
رحمه الله اقرأها عليه فقلت حدثك سعد فقال لا بل من سعد الا حديثين
وفي الفهرست حدثني أبي وأخي عنه وانا لم اسمع من كتبه كتاب الرحمة وهو
مشتمل على كتب جماعة منها الطهارة الصلاة الزكاة الصوم الحج وجوامع
الحج والضياء في الإمامة ومقالات الامامية. مناقب رواة الحديث. مثالب
رواة الحديث فضل قم والكوفة فضل أبي طالب وعبد المطلب وعبد الله
بصائر الدرجات أربعة اجزاء. المنتخبات نحو من ألف ورقة وله فهرست
ما رواه أخبرنا بجميع كتبه ورواياته عدة من أصحابنا عن محمد بن علي بن
الحسين عن أبيه ومحمد بن الحسن عن سعد بن عبد الله عن رجاله قال
محمد بن علي بن الحسين الا كتب المنتخبات فاني لم أروها عن محمد بن
الحسن الا اجزاء قرأتها عليه وأعلمت على الأحاديث التي رواها محمد بن
موسى الهمذاني وقد رويت عنه كلما في كتب المنتخبات مما عرفت طريقه من
الرجال الثقات وأخبرنا الحسين بن عبيد الله وابن أبي جيد عن أحمد بن
محمد بن يحيى عن سعد بن عبد الله.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف سعد بن عبد الله بن أبي
خلف الثقة برواية علي بن الحسين بن بابويه ورواية محمد بن الحسن بن
الوليد عنه ورواية أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه عنه وبغير واسطة
أبيه كما في أسانيد الفقيه ورواية أبي القاسم بن قولويه عن أبيه وأخيه عنه
ورواية حمزة بن أبي القاسم عنه وروايته هو عن أحمد بن محمد بن عيسى
وعن الحكم بن مسكين.
٧٢٠: الشيخ أبو القاسم سعد ابن الشيخ أبي اليقظان عمار بن ياسر
في الرياض كان والده من مشايخ محمد بن أبي القاسم الطبري
ويرويان عن الشيخ إبراهيم بن أبي نصر الجرجاني كما صرح به الطبري
المذكور في بشارة المصطفى فهم في درجة الشيخ أبي علي ولد الشيخ
الطوسي.
٧٢١: سعد بن عمرو
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع ويحتمل قريبا أنه المذكور
بعده.
٧٢٢: سعد بن عمرو الأنصاري
في الاستيعاب شهد هو وأخوه الحارث بن عمرو صفين مع علي
ذكرهما ابن الكلبي وغيره فيمن شهد صفين من الصحابة اه‍.
٧٢٣: سعد بن عمران ويقال سعد ابن فيروز
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وقال كوفي مولى كان
خرج يوم الجماجم مع ابن الأشعث يكنى أبا البختري اه‍. ويأتي
سعيد.
٧٢٤: سعد بن عمران القمي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع وذكر ابن داود في
كتابه عن رجال الشيخ سعد بن عمران الأنصاري من أصحاب الكاظم
واقفي والشيخ انما ذكر ذلك في سعد بن أبي عمران الأنصاري وهذا من
أغلاط رجال ابن داود الذي قيل إن فيه أغلاطا.
٧٢٥: سعد بن عمير الطائي السنبسي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٧٢٦: سعد بن فرخان نزيل قاشان الحكيم جمال الدين.
ذكره منتجب الدين في فهرسته وقال فاضل له كتب منها الشامل
وكتاب القوافي وكتاب النحو شاهدته ولي عنه رواية.
٧٢٧: سعد بن قيس الهمذاني الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع على إحدى النسختين
وفي منهج المقال الأصح انه سعيد بالياء ويأتي.
٧٢٨: سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب
القرشي الزهري أبو إسحاق.
توفي سنة ٥٥ أو ٥٨ أو ٥٤ وهو ابن ٧٤ أو ٨٣ سنة.
في الاستيعاب أسلم بعد ستة وشهد بدرا والحديبية وسائر المشاهد
وهو أحد الستة أصحاب الشورى واحد العشرة أصحاب بيعة الشجرة
وهو الذي كوف الكوفة في خلافة عمر وكان ممن لزم بيته في الفتنة فطمع
معاوية فيه وفي عبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة فكتب إليهم يدعوهم إلى
عونه والطلب بدم عثمان فاجابه كل واحد منهم ينكر عليه مقالته ويعرفه انه
ليس باهل لما يطلبه وفي كتاب سعد لمعاوية قوله من أبيات:
معاوي داؤك الداء العياء * وليس لما تجئ به دواء
أيدعوني أبو حسن علي * فلم أردد عليه ما يشاء
وقلت له اعطني سيفا بصيرا * تميز به العداوة والولاء
أتطمع في الذي اعطى عليا * على ما قد طمعت به العفاء
ليوم منه خير منك حيا * وميتا أنت للمرء الفداء
قال أبو عمر سئل علي رضي الله عنه عن الذين قعدوا عن بيعته
ونصرته فقال أولئك قوم خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل اه‍. وكان ممن
قعد عن بيعته لما بويع بالخلافة سعد وعبد الله بن عمر فلم يجبرهما على البيعة
ولذلك لم يعطهما علي ع من الفئ اما قعود سعد عن القتال مع
علي ع بزعم انها فتنة فليس معذورا فيه فإنه مخالفة لقوله تعالى فقاتلوا
التي تبغي ولقول النبي ص علي مع الحق والحق مع علي يدور معه كيفما
دار ولذلك قاتل مع علي ع ابن أخي سعد هاشم بن عتبة بن أبي وقاص
وابنه عبد الله بن هاشم وبالغا في اخلاص الولاء فقتل هاشم معه يوم صفين
وأراد معاوية الانتقام من عبد الله بعد الأمان العام كما يأتي في ترجمتهما.
وقال معاوية لسعد بن أبي وقاص ما منعك أن تسب عليا قال أما ما ذكرت
له خصالا فلن أسبه وذكرها ولا يحضرني الآن محل هذا الخبر.

(١) يذكر المؤلف من يذكرهم الشيخ في رجاله من أصحاب رسول الله " ص " ولو كانوا من غير
شرط الكتاب.
(٢٢٦)

ذكر الشيخ في رجاله سعد بن أبي وقاص في أصحاب الرسول ص
وقال الكشي: وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني حدثني جعفر بن محمد
المدائني عن موسى بن القاسم العجلي عن صفوان عن عبد الرحمن بن الحجاج
عن أبي عبد الله ع عن آبائه قال كتب علي ص إلى والي
المدينة لا تعطين سعدا ولا ابن عمر من الفئ شيئا فاما أسامة بن زيد فاني
قد عذرته في اليمين التي كانت عليه اه‍. ومر في ترجمة أسامة انه لا
عذر له بتلك اليمين والله أعلم ما ذا أراد أمير المؤمنين ع بذلك.
٧٢٩: سعد بن مالك بن شيبان بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر وهو خدره بن
عوف بن الحارث بن الخزرج أبو سعيد الخدري الأنصاري العرني المدني
مشهور بكنيته.
في أسد الغابة: توفي سنة ٧٤ يوم الجمعة ودفن بالبقيع وفي منهج
المقال عن تقريب ابن حجر: توفي في المدينة سنة ٦٣ أو ٦٤ أو ٦٥ وقال
ابن الأثير توفي سنة ٧٣.
والخدري عن جامع الأصول بضم المعجمة وسكون المهملة منسوب
إلى خدرة واسمه الأبجر بن عوف وقيل خدرة أم أبجر والأول أشهر وهم
بطن من الأنصار منهم أبو سعيد الخدري.
صفته
في أسد الغابة كان يحفي شاربه ويصفر لحيته.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وأصحاب
علي ع وروى الكشي في ترجمة ابن مسعود وحذيفة ص ٢٥ عن
الفضل بن شاذان انه ذكر من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ع
وعد جماعة منهم أبو سعيد الخدري ونقل العلامة في آخر الباب الأول من
الخلاصة عن البرقي انه من الأصفياء من أصحاب أمير المؤمنين ع وفيما
كتبه الرضا للمأمون من محض الاسلام الولاية لأولياء أمير المؤمنين الذين
مضوا على منهاج الرسول ص ولم يبدلوا ولم يغيروا بعد نبيهم وعد فيهم
أبو سعيد الخدري وعن كشف الغمة عن أبي هارون العبدي كنت أرى رأي
الخوارج حتى جلست إلى أبي سعيد الخدري فسمعته يقول امر الناس
بخمس فعملوا بأربع وتركوا واحدة فقال له رجل يا أبا سعيد ما هذه الأربع
التي عملوا بها قال الصلاة والزكاة والصوم والحج فقلت فما الواحدة التي
تركوها قال ولاية علي بن أبي طالب الحديث. وقال الحسين ع يوم
كربلاء لما احتج عليهم بقول رسول الله ص الحسن والحسين سيدا
شباب أهل الجنة فان صدقتموني بما أقول وهو الحق وان كذبتموني فان فيكم
من إذا سألتموه عن ذلك أخبركم وعدد جماعة من الصحابة فيهم أبو سعيد
الخدري وقال الكشي ص ٢٦ أبو سعيد الخدري حمدويه حدثنا أيوب
عن عبد الله بن المغيرة حدثني ذريح عن أبي عبد الله ع قال ذكر أبو سعيد
الخدري فقال كان من أصحاب رسول الله ص وكان مستقيما فنزع ثلاثة
أيام فغسله أهله ثم حملوه إلى مصلاه فمات فيه. محمد بن مسعود حدثني
الحسين بن إشكيب أخبرنا محسن بن أحمد عن أبان بن عثمان عن ليث
الموادي عن أبي عبد الله ع ان أبا سعيد الخدري كان قد رزق هذا الامر
وانه اشتد نزعه فامر أهله ان يحملوه إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه ففعلوا
فما لبث ان هلك. حمدويه حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن
الحسين بن عثمان عن ذريح سمعت أبا عبد الله ع يقول اني أكره للرجل
ان يعافى في الدنيا ولا يصيبه شئ من المصائب ثم ذكر ان أبا سعيد
الخدري كان مستقيما نزع ثلاثة أيام فغسله أهله ثم حملوه إلى مصلاه فمات
فيه وفي أسد الغابة من مشهوري الصحابة وفضلائهم وهو من المكثرين من
الرواية عنه وأول مشاهده الخندق وغزا مع رسول الله ص اثنتي عشرة
غزوة.
أخباره
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٩ فيها ارسل معاوية يزيد بن شجرة
الرهاوي في ثلاثة آلاف فارس إلى مكة وعامل علي عليها قثم بن العباس
فخطب قثم أهل مكة. ودعاهم لحرب الشاميين فلم يجيبوه فعزم على
مفارقة مكة ومكاتبة أمير المؤمنين فنهاه أبو سعيد الخدري عن مفارقة مكة
وقال له أقم فان رأيت منهم القتال وبك قوة والا فأسير عنها امامك فأقام
وقدم ابن شجرة واستدعى أبا سعيد الخدري وقال له اني أريد الالحاد في
الحرم ولو شئت لفعلت لما في أميركم من الضعف فقل له يعتزل الصلاة
بالناس واعتزلها انا ويختار الناس من يصلي بهم فقال أبو سعيد لقثم ذلك
فاعتزل وصلى بالناس شيبة بن عثمان اه‍. وهذا يدل على عقل ثابت
ورأي ثاقب ومكانة في الناس لأبي سعيد.
من رووا عنه
في أسد الغابة روى عنه من الصحابة جابر وزيد بن ثابت وابن
عباس وانس وابن عمر وابن الزبير ومن التابعين سعيد بن المسيب وأبو
سلمة وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعطاء بن يسار وأبو امامة بن سهل بن
حنيف وغيرهم.
٧٣٠: أبو الفوارس شهاب الدين سعد بن محمد بن سعد بن صيفي التميمي
المعروف بحيص بيص الشاعر المشهور.
في معجم الأدباء توفي ليلة الأربعاء ٦ شعبان سنة ٥٧٤ ببغداد وقال
ابن خلكان عن العماد الكاتب في الخريدة توفي سنة ٥٤٧ ولا شك انه وقع
اشتباه بين ٧٤ و ٤٧ فقلب أحدهما عن الآخر قال ابن خلكان ودفن من
الغد في الجانب الغربي في مقابر قريش قال وكان إذا سئل عن عمره يقول
انا أعيش في الدنيا مجازفة لأنه كان لا يحفظ مولده ولم يترك عقبا.
وصيفي بصاد مهملة مفتوحة ومثناة تحتية ساكنة وفاء مكسورة بعدها
ياء.
أقوال العلماء فيه
وصفه صاحب معجم الأدباء بالفقيه الأديب الشاعر وقال كان من
اعلم الناس باخبار العرب ولغاتهم وأشعارهم اخذ عنه الحافظ أبو سعيد
السمعاني وقرأ عليه ديوان شعره وديوان رسائله وذكره في ذيل تاريخ مدينة
السلام وأثنى عليه واخذ الناس عنه علما وأدبا كثيرا وكان لا يخاطب أحدا
الا بكلام معرب.
(٢٢٧)

وقال ابن خلكان كان فقيها شافعي المذهب بل كان شيعيا كما يأتي
تفقه بالري على القاضي محمد بن عبد الكريم الوزان وتكلم في مسائل
الخلاف الا انه غلب عليه الأدب ونظم الشعر وأجاد فيه مع جزالة لفظه
ذكره الحافظ أبو سعيد السمعاني في كتاب الذيل وأثنى عليه وحدث بشئ
من مسموعاته ويقال انه كان فيه تيه وتعاظم وكان لا يكلم أحدا الا بالكلام
العربي وكان يزعم أنه من ولد أكثم بن صيفي التميمي حكيم العرب ولم
يترك عقبا.
سبب تلقيبه بحيص بيص
في معجم الأدباء وتاريخ ابن خلكان وغيرهما: وانما قيل له حيص
بيص لأنه رأى الناس يوما في أمر شديد فقال ما للناس في حيص بيص
فبقي عليه هذا اللقب اه‍ ومعنى هاتين الكلمتين الشدة والاختلاط
يقول العرب وقع الناس في حيص بيص اي في شدة واختلاط.
تشيعه
كان شيعيا كما يدل عليه شعره الآتي في أهل البيت ودفنه في مقابر
قريش مدفن الامامين الكاظمين ع ومدافن الشيعة وغير ذلك
كقوله فيما تقدم وبالله أقسم وبنبيه وآل نبيه وأمور آخر ولكن ابن خلكان قال
كما مر كان فقيها شافعي المذهب تفقه بالري على القاضي محمد بن عبد
الكريم الوزان وتكلم في مسائل الخلاف اه‍. والظاهر أنه قرأ على
فقهاء الشافعية وتفقه عليهم فلذلك قيل إنه شافعي المذهب.
اخباره
كان يتقعر في كتابته ففي معجم الأدباء: من تقعر الحيص بيص في
كتابته ما حدث به بعض أصحابه كما في عيون الأنباء انه نقه من مرض
فوصف له صاحبه هبة الله البغدادي الطبيب اكل الدراج فمضى غلامه
واشترى دراجا واجتاز على باب أمير وغلمانه يلعبون فخطف أحدهم
الدراج فاتى الغلام الحيص بيص وأخبره الخبر فقال له ائتني بدواة وقرطاس
فاتاه بهما فكتب إلى ذلك الأمير: لو كان مبتز الدراجة فتخاء كاسر وقف بها
السغب بين التدويم والتمطر فهي تعقي وتسف وكان بحيث تنقب أخفاف
الإبل لوجب الاغذاذ إلى نصرته (١) فكيف وهو ببحبوحة كرمك والسلام ثم
قال لغلامه امض بها وأحسن السفارة بايصالها للأمير فمضى بها ودفعها
للحاجب فدعا الأمير بكاتبه وناوله الرقعة فقرأ ثم فكر ليعبر له عن المعنى
فقال له الأمير ما هو فقال مضمون الكلام ان غلاما من غلمان الأمير اخذ
دراجا من غلامه فقال اشتر له قفصا مملوءا دراجا واحمله إليه ففعل. وكتب
إلى أمين الدولة بن التلميذ الطبيب يطلب منه شياف إبار: ازكنك أيها
الطب اللب الآسي النطاسي النفيس النقريس أرجنت عندك أم خنور
وسكعت عنك أم هو براني مستأخذا شعر في حنادري رطبا رطسا ليس
كلسب شبوه ولا كنخر المنصحة ولا كنكر الخضب بل كسفح الزخيخ فانا من
التباشير إلى الغباشير لا اعرف ابن سمير من ابن جمير ولا أحسن صفوان من
همام بل آونة ارجحن شاصبا وفينة احبنطي مقلوليا وتارة اعرنزم وطورا
اسلنقي كل ذلك مع اح واخ وتهم قرونتتي ان ارفع عقيرتي ببعاط عاط إلى
هباط ومياط وهالي أول وأهون وجبار ودبار ومؤنس وعروبة وشبار ولا
أغرندي ولا اسرندي فبادرني بشياف الابار النافع لعلتي الناقع لغلتي فلما قرأ
أمين الدولة رقعته نهض لوقته واخذ حفنة شياف إبار وقال لبعض أصحابه
أوصلها إليه عاجلا ولا تتكلف قراءة ورقة ثانية.
تفسير الغريب في كلامه
المبتز الغاصب والدراج كرمان الحجل أو نوع منه
والفتخاء العقاب اللينة الريش والكاسر من كسر الطائر إذا ضم
جناحيه يريد الوقوع والسغب الجوع والتدويم من دوم الطائر بتشديد
الواو إذا حلق في الهواء أو من الدومان وهو حومان الطائر والتمطر من
تمطرت الطير إذا أسرعت في هويها وتعقي بالقاف المشددة من عقى
الطائر إذا ارتفع في طيرانه أو من عقى إذا حام وارتفع كالعقاب وتسف
من اسف الطائر إذا دنا من الأرض في طيرانه بحيث تنقب أخفاف
الإبل اي في مكان تنقب أخفاف الإبل في مسيرها إليه لبعده والاغذاذ
من أغذ السير إذا أسرع فيه وبحبوحة المكان وسطه والشياف ككتاب
أدوية للعين وأشياف الابار بفتح الهمزة وتشديد الباء دواء للعين
وأزكنك أعلمك وأفهمك والطب بالفتح الماهر الحاذق بعمله
واللب بالفتح الرجل اللازم للامر والآسي الطبيب والنطاسي
بالفتح والكسر العالم والنقريس الطبيب الماهر النظار
المدقق وأرجنت أقامت وأم خنور بفتح الخاء والنون وتشديد
الواو كتتور النعمة وسكعت ذهبت في أرض الله لا تدري
أين تأخذ وأم هوبر لم نجد في القاموس ما يناسبها فكأنها محرفة نعم
فيه أم الهنبر الضبع والأتان ومستأخذ المستأخذ المطأطئ رأسه من وجع
وحنادري جمع حندورة وهي حدقة العين رطبا اي رطوبة من رطب
بالضم ككبر كبرا أو عظم عظما وفي نسخة رطسا بالسين من ارطست
بتاء التأنيث عليه الحجارة إذا تطابق بعضها فوق بعض واللسب اللسع
وشبوة العقرب والنخر الجرح والمنصحة بالكسر المخيطة
والنكز بالفتح الغرز بشئ محدد الطرف وكشداد حية لا ينكز اي لا
يلسع الا بأنفه ليس له فم ولا يعرف ذنبه من رأسه لدقته وهو من أخبث
الحيات والخضب بالضم نوع من الحيات والسفع اللطم ولفح النار
والسموم والزخيخ من زخ الجمر يزخ زخا وزخيخا برق والتباشير
أوائل الصبح والغباشير ما بين الليل والنهار من الضوء وابنا سمير وابنا
جمير الليل والنهار وابن سمير وابن جمير أحدهما أي لا يعرف الليل من
النهار وصفوان أول أيام البرد وهمام اليوم الثالث من البرد
وارجحن اهتز ومال ووقع بمرة وشاصبا من الشصب بالكسر وهو
الشدة والجدب وعيش شاصب شاق والفينة الساعة والحين واجنطى
انتفخ بطنه أو قدم بطنه وآخر صدره واقلولى قلق وتجافى وانكمش
واعرنزم تجمع وانقبض واسلنقى نام على ظهره والقرونة بفتح
القاف النفس والعقيرة هنا صوت الباكي ويعاط متلئة الأول مبنية
بالكسر زجر للذئب وللخيل وعاط من التعيط وهو الجلبة والصياح ولعل
المراد من يعاط عاط الكلام المختلط الذي لا معنى له والهياط أشد
السوق في الورد والمياط ككتاب الدفع والزجر والميل والإباء وأشد السوق
في الصدر والمراد بهما هنا الكلام المختلط كيعاط عاط وها حرف للتنبيه
وأول إلى شبار هذه الأسماء السبعة السماء لأيام الأسبوع اي ان لي

(١) هكذا في الأصل ولا يخفى ان المناسب والصواب لي الانتصار منه أو كان منه غلامي المبتز أو
نحو ذلك - المؤلف -.
(٢٢٨)

يوما من هذه السبعة تكون منيتي فيه وهو إشارة إلى قول الشاعر:
أحاول ان أعيش وان يومي * بأول أو بأهون أو جبار
أو التالي دبار فان أفته * فمؤنس أو عروبة أو شيار
أول الأحد وأهون الاثنين وجبار كغراب الثلاثاء ودبار
كغراب وكتاب الأربعاء ومؤنس الخميس وعروبة الجمعة وشيار
بالمثناة التحتية ككتاب السبت وحاص عدل وحاد وكاص كع عن
الشئ واغرنداه وعليه علاه بالشتم والضرب والقهر وغلبه واسرنداه
اعتلاه وكانه كان يتعمد هذه الألفاظ المستكرهة قصدا لاملال المكتوب إليه
وازعاجه ليسرع في قضاء حاجته كما جرى لابن التلميذ.
وقال ابن خلكان: يقال انه كان فيه تيه وتعاظم وكانت له حوالة
بمدينة الحلة فتوجه إليها لاستخلاص مبلغها وكانت على ضامن الحلقة فسير
غلامه إليه فلم يعرج عليه وشتم أستاذه فشكاه إلى والي الحلة وهو يومئذ
ضياء الدين بن مهلهل بن أبي العسكر الحلواني فسير معه بعض غلمان
الباب ليساعده فلم يقنع أبو الفوارس منه بذلك فكتب إليه يعاتبه وكانت
بينهما مودة متقدمة: ما كنت أظن أن صحبة السنين ومودتها يكون مقدارها
في النفوس هذا المقدار بل كنت أظن أن الخميس الجحفل لو عرض لي لقام
بنصري من آل أبي العسكر حماة غلب الرقاب فكيف بعامل سويقة وضامن
حليلة وحليقة ويكون جوابي في شكواي ان ينفذ إليه مستخدم يعاتبه ويأخذ
ما لديه من الحق لا والله.
ان الأسود اسود الغاب همتها * يوم الكريهة في المسلوب لا السلب
وبالله أقسم وبنبيه وآل بيته لئن لم تقم لي حرمة يتحدث بها نساء
الحلة في أعراسهن ومناجاتهن لا أقام وليك بحلتك هذه ولو امسى بالجسر
والقناطر هبني خسرت حمر النعم أفأخسر أبيتي وا ذلاه وا ذلاه والسلام.
وفي معجم الأدباء ج ٧ ص ١٠١ مدح محمد بن محمد بن مواهب
شخصا بقصيدة منها:
إذا عجفت آمالنا عند معشر غدا نجمها عند الزعيم خطائطا
فبلغت الحيص بيص الشاعر فقال كل كلام في الدنيا يزداد لحنا.
تكلمت بصادين فانقلبت الدنيا وهذا ما يقول له أحد شيئا.
وفي معجم الأدباء حدث نصر الله بن مجلي وفي تاريخ ابن خلكان قال
الشيخ نصر الدين بن مجلي مشارف الصناعة بالمخزن وكان من الثقات أهل
السنة رأيت في المنام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقلت له يا أمير
المؤمنين تفتحون مكة فتقولون من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ثم يتم على
ولدك الحسين يوم الطف ما تم، فقال أما سمعت أبيات ابن الصيفي في
هذا فقلت لا فقال اسمعها منه ثم استيقظت فبادرت إلى دار حيص بيص
فخرج إلي فذكرت له الرؤيا فشهق وأجهش بالبكاء وحلف بالله ان كانت
خرجت من فمي أو خطي إلى أحد وان كنت نظمتها الا في ليلتي هذه ثم
أنشدني:
ملكنا فكان العفو منا سجية * فلما ملكتم سال بالدم أبطح
وحللتم قتل الأسارى وطالما * غدونا عن الاسرى نعف ونصفح
فحسبكم هذا التفاوت بيننا * وكل اناء بالذي فيه ينضح
وفي معجم الأدباء: دخل ابن القطان يوما على الوزير الزينبي وعنده
الحيص بيص وقال قد علمت هما نسيج وحده وانشد:
زار الخيال بخيلا مثل مرسله * فما شفاني منه الضم والقبل
ما زارني قط الا كي يوافيني * على الرقاد فينفيه ويرتحل
فقال الوزير للحيص بيص ما تقول في دعواه هذه فقال إن أنشدهما
ثانية سمع لهما ثالثا فأنشدهما فقال الحيص بيص:
وما درى ان نومي حيلة نصبت * لطيفه حين أعيا اليقظة الحيل
ومن اخباره ان جماعة من ظرفاء بغداد ربطوا رقعة في عنق كلبة
فأخذت الرقعة فإذا فيها:
يا أهل بغداد ان الحيص بيص أتى * بخزية أورثته العار في البلد
ابدى شجاعته بالليل مجترئا * على جري ضعيف البطش والجلد
فأنشدت أمه من بعد ما احتسبت * دم الأبيلق عند الواحد الصمد
أقول للنفس تأساء وتعزية * إحدى يدي أصابتني ولم ترد
كلاهما خلف من فقد صاحبه * هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي
والبيتان الأخيران لامرأة من العرب قتل أخوها ابنها.
ما هجي به
قال ابن خلكان: كان يلبس زي العرب ويتقلد سيفا فعمل فيه أبو
القاسم بن الفضل وذكر العماد الكاتب في الخريدة انها للرئيس علي بن
الأعرابي الموصلي.
كم تبادي وكم تطول طرطورك * ما فيك شعرة من تميم
فكل الضب واقرط الحنظل اليابس * واشرب ما شئت بول الظليم
ليس ذا وجه من يضيف ولا يقري * ولا يدفع الأذى عن حريم
فلما بلغت الأبيات أبا الفوارس المذكور عمل:
لا تضع من عظيم قدر وان * كنت مشارا إليه بالتعظيم
فالشريف الكريم ينقص قدرا * بالتعدي على الشريف الكريم
ولع الخمر بالعقول رمى الخمر * بتنجيسها وبالتحريم
وهذه الأبيات استشهد بها يحيى بن سعيد الحلي ابن عم المحقق
الحلي في بعض المناسبات كما ذكر في ترجمته. قال وعمل فيه خطيب
الحويرة البحيري
لسنا وحقك حيص بيص * من الأعارب في الصميم
ولقد كذبت على بجير * كما كذبت على تميم
مشايخه وتلاميذه
قد سمعت انه قرأ على القاضي محمد بن عبد الكريم الوزان وانه قرأ
عليه الحافظ أبو سعيد السمعاني وانه اخذ الناس عنه علما وأدبا كثيرا.

(١) قال ابن خلكان الحويرة بضم الحاء المهملة وفتح الواو وسكون المثناة التحتية بعدها راء ثم هاء
بلية من إقليم خوزستان على اثني عشر فرسخا من الأهواز " اه‍ " ويوشك ان تكون هي
الحويزة بالزاي ووقع اشتباه - المؤلف -.
(٢٢٩)

مؤلفاته
قد سمعت ان له ديوان رسائل وديوان شعر قرأهما عليه الحافظ أبو
سعيد السمعاني وقال ابن خلكان له رسائل فصيحة بليغة.
أشعاره
أورد له ابن شهرآشوب في المناقب قوله في أمير المؤمنين علي ع:
صدوف عن الزاد الشهي فؤاده * رغيب إلى زاد التقى والفضائل
جرئ إلى قول الصواب لسانه * إذا ما الفتاوى أفحمت بالمسائل
أعيدت له شمس الأصيل جلالة * وقد حال ثوب الصبح في ارض بابل
وقوله:
قوم إذا اخذ المديح قصائدا * اخذوه عن طه وعن ياسين
وإذا انطوى ارق الأضالع وفروا * ميسور زادهم على المسكين
وإذا عصى أمر الموالي خادم * نفذت أوامرهم على جبرين
وإذا تفاخرت الرجال بسيد * فخروا بأنزع في العلوم بطين
ملقي عمود الشرك بعد قيامه * ومذيع دين الله بعد كمون
والمستغاث إذا تصافحت القنا * وغدت صفون الخيل غير صفون
ما أشكلت يوم الجدال قضية * الا وبدل شكها بيقين
مستودع السر الخفي وموضع * الحق الجلي وفتنة المفتون
وفي معجم البلدان من شعره يمدح المقتفي لأمر الله:
ما ذا أقول إذا الرواة ترنموا * بفصيح شعري في الإمام العادل
واستحسن الفصحاء شان قصيدة * لأجل ممدوح وأفصح قائل
وترنحت أعطافهم فإنما * في كل قافية سلافة بابل
ثم انثنوا غب القريض وضمنه * يتساءلون عن الندى والنائل
هب يا أمير المؤمنين بأنني * قس الفصاحة ما جواب السائل
قال ومن شعره أيضا:
العين تبدي في قلب صاحبها * من الشناءة أوحب إذا كانا
ان البغيض له عين تكشفه * لا تستطيع لما في القلب كتمانا
فالعين تنطق والأفواه صامتة * حتى ترى من ضمير القلب تبيانا
٧٣١: سعد بن محمد الطاطري أبو القاسم.
الطاطري نسبة إلى بيع الثياب الطاطرية.
روى عنه ابن أخيه علي بن الحسن الطاطري وفي التعليقة في روايته
عنه إشعار بكونه ثقة لما سيجئ في ترجمته من أنه كان واقفيا شديد
التعصب في مذهبه وفي عدة الشيخ ان الطائفة عملت بما رواه الطاطريون.
٧٣٢: سعد بن مسعود الثقفي عم المختار بن أبي عبيدة.
في الاستيعاب له صحبة وفي أسد الغابة سعد بن مسعود الثقفي قال
البخاري هو عم المختار بن أبي عبيدة وقال الطبراني له صحبة قال وروى
الطبراني بسنده عنه كان نوح ع كان إذا لبس ثوبا حمد الله وإذا اكل أو
شرب حمد الله فلذلك سمي عبدا شكورا. وفي الإصابة سعد بن مسعود
الثقفي عم المختار بن أبي عبيدة ذكره البخاري في الصحابة وقال الطبراني له
صحبة وذكر أبو مخنف ان عليا ولاه بعض عمله ثم استصحبه معه إلى
صفين اه‍. هكذا في الاستيعاب وأسد الغابة وفي الإصابة سعد بغير
ياء ولم يذكروا سعيدا بالياء ويأتي عن أصحابنا سعيد بن مسعود الثقفي
بالياء ويوشك ان يكون تصحيف هذا ولعل الصواب انه تصحيف وان
الصواب سعد بغير ياء فإنهم في مثل هذا أضبط من أصحابنا هذا ان لم يكن
غير المترجم وكان سعد واليا من قبل علي ع على المدائن وأقره
الحسن ع ولما جرح الحسن ع بالمدائن أقام عنده يعالج جرحه قال
السيد المرتضى في تنزيه الأنبياء والأئمة وكذا غيره أشار على سعيد هذا
شاب من آله وأولاده ان يستوثق من الحسن ويستأمن به إلى معاوية فقال
قبح الله رأيك فيمن أكرمني وشرفني وهبني نسيت بلاء أبيه مع
رسول الله ص ويده علي من قبل أفلا احفظ رسول الله ص في ابن
بنته وحبيبه ثم اتاه بطبيب وقام عليه يعالج جرحه حتى برئ وذكر بعضهم
ان الذي أشار عليه بذلك كان هو المختار وسعيد هو عم المختار فلما امتنع
سعيد من ذلك قال له المختار أردت ان أجربك ولما خرج أمير
المؤمنين ع إلى حرب صفين جعل سعيدا هذا على سبع قيس وعبد القيس
قاله ابن الأثير.
٧٣٣: سعد بن مسلم الذي روى عن عمر بن توبة كتاب انا أنزلناه.
في الخلاصة ورجال ابن داود لا نعرفه.
٧٣٤: سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن
جشم بن الحارث بن الخزرج بن الثبيت (الثبيت) واسمه عمرو بن
مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهل.
توفي سنة خمس من الهجرة بعد الخندق بشهر وبعد قريظة بليال
كنيته أبو عمرو.
أمه كبشة بنت رافع لها صحبة.
في منهج المقال سعد بن معاذ هو أبو عمرو سيد الأوس بدري كبير
القدر اه‍. وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال
المجلسي: ورد له في تفسير الإمام العسكري مدائح وفضائل جمة أوردت
بعضها في باب حب الأئمة من بحار الأنوار اه‍. ونقل في الباب
المذكور من أواخر المجلد السابع عن تفسير الإمام العسكري ع
حديثا يتضمن ان سعد بن معاذ كان جالسا مع أصحاب له فمر به علي بن
أبي طالب ع فوثب إليه قائما حافيا حاسرا واخذ بيده فقبلها وقبل رأسه
وصدره وما بين عينيه وقال بأبي أنت وأمي يا شقيق رسول الله لحمك لحمه
ودمك دمه وعلمك من علمه وحلمك من حلمه وعقلك من عقله
الحديث.
وفي أسد الغابة والإصابة: سعد بن معاذ إلى آخر نسبه المذكور في
صدر الترجمة وفي الاستيعاب قريب منه وفيه أيضا أسلم بالمدينة بين العقبة
الأولى والثانية على يدي مصعب بن عمير وفي أسد الغابة أسلم على يد
مصعب بن عمير لما أرسله النبي ص إلى المدينة يعلم المسلمين فلما أسلم
قال لبني عبد الأشهل كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا
فأسلموا فكان من أعظم الناس بركة في الاسلام وفي الاستيعاب شهد بدرا
واحدا والخندق ورمي يوم الخندق بسهم فعاش شهرا ثم انتقض جرحه رماه
حبان بن العرقة وقال خذها وانا ابن العرقة وهي أمه سميت بذلك لطيب
(٢٣٠)

ريحها فقال رسول الله ص عرق الله وجهه في النار وفي أسد الغابة انه هو
الذي قال ذلك وفي الاستيعاب عن جابر انه رمي فقطعوا أكحله فقال اللهم
لا تخرج نفسي حتى تقر عيني في بني قريظة فاستمسك عرقه فما قطرت منه
قطرة حتى نزل بنو قريظة على حكمه ان يقتل رجالهم ويسبى نساؤهم
وذريتهم يستعين به المسلمون فقال رسول الله ص أصبت حكم الله فيهم
وكانوا أربعمائة وقال له رسول الله ص لقد حكمت فيهم بحكم الله من
فوق سبع سماوات فلما فرع من قتلهم انفتق عرقه فمات. وفي أسد الغابة
بسنده انه لما ارسل إليه رسول الله ص ليحكم اقبل على حمار فقال
رسول الله ص قوموا إلى سيدكم فلما حكم قال رسول الله ص
حكمت بحكم الملك اه‍. وفي الاستيعاب كان رسول الله ص قد
أمر بضرب فسطاط في المسجد لسعد بن معاذ فكان يعوده في كل يوم حتى
توفي.
وفي أسد الغابة ندبته أمه فقالت:
ويل أم سعد سعدا
براعة ونجدا
ويل أم سعد سعدا
صرامة وجدا
فقال النبي ص كل نادبة كاذبة الا نادبة سعد وفي الإصابة
بسنده فقال النبي ص لا تزيدي على هذا كان والله ما علمت حازما وفي
أمر الله قويا وفي الاستيعاب قال ص في حلة رآها سيراء لمنديل من
مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وهو حديث وقالوا لو نجا أحد من
ضغطة القبر نجا منها سعد بن معاذ وعن ابن عباس قال سعد بن معاذ
ثلاث انا فيهن رجل يعني كما ينبغي وما سوى ذلك فإنه رجل من الناس ما
سمعت من رسول الله ص حديثا قط الا علمت أنه حق من الله قال
المؤلف هذا شان كل مسلم فلا ينبغي لسعد ان يقول انا فيه رجل. ولا
كنت في صلاة قط فشغلت نفسي بغيرها حتى أقضيها ولا كنت في جنازة قط
فحدثت نفسي بغير ما تقول ويقال لها حتى انصرف عنها قال سعيد بن
المسيب هذه الخصال ما كنت أحسبها الا في نبي اه‍. الاستيعاب.
وكان سبب شدته على بني قريظة انهم كانوا قد وازروا قريشا على قتال
المسلمين. وروى الصدوق في العلل والشيخ في الأمالي بسنديهما عن
الصادق ع ان رسول الله ص قيل له ان سعد بن معاذ قد مات فقام
هو وأصحابه فحمل فامر بغسله فغسل على عضادة الباب فلما كفن وحمل
على سريره تبعه رسول الله ص فكان يأخذ يمنة السرير مرة ويسرته مرة حتى
انتهى به إلى القبر فنزل رسول الله ص حتى لحده وسوى عليه اللبن
وجعل يقول ناولوني ترابا رطبا يسد به بين اللبن فلما فرع وحثا عليه التراب
وسوى قبره قال إني لاعلم اني سيبلى ويصل إليه البلى ولكن الله يحب عبدا
إذا عمل عملا ان يحكمه الحديث. وفي أسد الغابة مقاماته في الاسلام
مشهورة كبيرة فلو لم يكن الا يوم بدر فان رسول الله ص استشار الناس
يومئذ وكان يريد الأنصار لأنهم عدد الناس فقال سعد بن معاذ والله لكأنك
تريدنا يا رسول الله قال اجل قال سعد فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا ان
ما جئت به الحق وأعطيناك مواثيقنا على السمع والطاعة فامض يا رسول الله
لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر
لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره ان تلقى بنا عدونا غدا انا
لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء لعل الله يرينا فيك ما تقر به عينك فسر
بنا على بركة الله فسر رسول الله ص لقوله ونشطه ذلك للقاء
الكفار اه‍. وفي الإصابة كان أحد السعود الذين استشارهم
رسول الله ص لما طلب منه الحارث الغطفاني ثلث تمر المدينة يوم
الأحزاب.
٧٣٥: سعد مولاه ص.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص كما في منهج المقال
وفي كتاب لبعض المعاصرين انه ليس له ذكر في نسختين من رجال الشيخ
في باب أصحاب الرسول ص والصواب انه سعد مولى علي ع لأن
العلامة في آخر الباب الأول من الخلاصة عد من جملة أولياء علي ع
سعدا مولاه وظاهر ان الضمير في مولاه راجع إلى علي ع لا إلى
الرسول ص إذ لم يسبق له ذكر.
٧٣٦: الشيخ سعد بن نصر
في الرياض فاضل عالم جليل له من المؤلفات كتاب الأمالي نسبه إليه
الكفعمي في البلد الأمين وفي حواشي مصباحه ووصفه في الأخير بالعلم
وينقل عنه في كتابه الأول بعض الأدعية والاخبار ولم أتحقق عصره وليس
بموجود في كتب الرجال والظاهر أنه من الخاصة اه‍.
٧٣٧: سعد والد جعفر بن سعد الأسدي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٧٣٨: سعد بن هاشم الأرحبي الهمذاني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
تنبيه ذكر بعض المعاصرين سعد بن هبة الله القطب الراوندي
وصوب انه سعد بغير ياء ونسب من جعله سعيدا بالياء إلى الغلط والمعروف
انه بالياء ويأتي.
٧٣٩: سعد بن وهب بن أحمد بن علي بن الحسين بن سلمان الدهقان.
في الرياض يروي عنه هبة الله بن ناصر بن الحسين بن نصر وهو
يروي عن محمد بن علي بن خلف البزار كذا يظهر من كتاب المزار الكبير
لمحمد بن جعفر المشهدي فهو في درجة المفيد ومن قبله بقليل.
٧٤٠: سعد بن وهب الهمذاني وفي بعض النسخ سعيد.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
٧٤١: سعد بن يزيد أبو مجاهد الطائي مولاهم كوفي.
٧٤٢: سعد بن يزيد الفزاري مولاهم جعفري.
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.

(١) السيراء بكسر السين وفتح المثناة التحتية نوع من البرود فيه خطوط صفرا ويخالطه حرير قاله في
القاموس - المؤلف -.
(٢٣١)

٧٤٣: سعدان بن عمار الطائي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٧٤٤: سعدان المزني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. والمزني نسبة إلى
مزينة قبيلة لا إلى مازن لأن النسبة إليه مازني.
٧٤٥: سعدان بن مسلم الكوفي واسمه عبد الرحمن ولقبه سعدان.
قال النجاشي سعدان بن مسلم واسمه عبد الرحمن بن مسلم أبو
الحسن العامري مولى أبي العلاء كرز بن جعيد أو حفيد العامري من عامر
ربيعة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع وعمر عمرا طويلا وقد
اختلف في عشيرته فقال استاذنا عثمان بن حاتم بن المنتاب التغلبي قال
محمد بن عبده سعدان بن مسلم الزهري من بني زهرة بن كلاب عربي
أعقب والله أعلم له كتاب يرويه جماعة أخبرنا ابن شاذان حدثنا محمد بن
جعفر حدثنا خالي علي بن محمد حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن
سعدان اه‍. يعني ان أستاذه قال التغلبي ومحمد بن عبده قال الزهري
وفي الفهرست سعدان بن مسلم العامري واسمه عبد الرحمن ولقبه سعدان
له أصل أخبرنا به جماعة عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن
عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن عذافر عن سعدان
وعن صفوان بن يحيى عن سعدان.
وأخبرنا ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الصفار عن العباس ابن
معروف وأبي طالب عبد الله بن الصلت وقال الشيخ في رجاله في أصحاب
الصادق ع سعدان بن مسلم القمي وأحمد بن إسحاق كلهم عنه الكوفي
وذكره ابن داود في القسم الأول من كتابه ولم يذكره العلامة في الخلاصة
أصلا والصواب انه ثقة جليل القدر ولذلك حكي عن السيد الداماد انه قال
سعدان بن مسلم شيخ كبير القدر جليل المنزلة له أصل رواه عنه جماعة من
الثقات والأعيان كصفوان بن يحيى وغيره مما هو معدود في
الفهرست اه‍. وفي التعليقة في رواية هؤلاء الأعاظم عنه شهادة على
كونه ثقة لا سيما وفيهم صفوان ويشهد عليه أيضا رواية ابن أبي عمير عنه
وان القميين رووا روايته لا سيما أحمد بن محمد بن عيسى وابن الوليد منهم
وان الأصحاب حتى المتأخرين ربما يرجحون روايته على رواية الثقة الجليل
بل وعلى رواياتهم عنه في تزويج الباكرة الرشيدة بغير إذن أبيها وان الأعاظم
غير المذكورين أيضا رووا عنه مثل الحسن بن محبوب ومحمد بن علي بن
محبوب ويونس بن عبد الرحمن وغيرهم ويؤيده انه كثير الرواية وان رواياته
أكثرها مقبولة مفتى بها وكتابه يرويه جماعة وانه صاحب أصل وان للصدوق
إليه طريقا وهو في طريقه إلى جهم بن جهيم إلى غير ذلك اه‍. نظر من
مجموع ذلك وثاقته.
التمييز
في مشتركات الطريحي باب سعدان المشترك بين رجلين لا حال لهما
في التوثيق وفي مشتركات الكاظمي المشترك بين أربعة لا حال لهم في التوثيق
ثم قال ويمكن استعلام انه ابن مسلم برواية محمد بن عيسى بن عبيد
ومحمد بن عذافر وصفوان بن يحيى والعباس بن معروف وعبد الله بن الصلت
وأحمد بن إسحاق عنه اه‍ وقد علم مما مر انه يروي عن
أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن أبي عمير ومحمد بن الحسن بن الوليد
والحسن بن محبوب ومحمد بن علي بن محبوب ويونس بن عبد الرحمن وعن
جامع الرواة انه زاد نقل رواية علي بن محمد بن مسعدة والحسن بن علي بن
فضال والحسن بن هاشم وعلي بن الحكم وموسى بن سلام ومحمد بن
إسماعيل وفضالة بن أيوب وأبي عبد الله البرقي وعلي بن أسباط عنه.
٧٤٦: سعدان بن واصل الأزدي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٧٤٧: سعنة بن غريض بن عاديا التيماوي صاحب حصن تيماء.
مات في آخر ملك معاوية.
وذكره صاحب الإصابة في سعية وسعنة قال في سعية اختلف في
الحرف الذي بعد السين في اسمه فقيل بالنون وقيل بالتحتانية وهو الراجح
وقال سعية بسكون المهملة بعدها تحتانية ابن غريض بفتح المعجمة
وآخره معجمة بن عاديا التيماوي نسبة إلى تيماء التي بين الحجاز والشام
وهو ابن أخي السموأل ابن عاديا اليهودي الذي يضرب به المثل في الوفاء
أدرك الجاهلية والاسلام وقال في سعنة بعين مهملة ونون وزن حمزة ويقال
بمثناة تحتانية بدل النون وهو ابن أخي السموأل بن عاديا اليهودي صاحب
حصن تيماء في الجاهلية المذكور في المختصرين يعني سعنة لكن وجدت
بخط ابن أبي طئ في رجال الشيعة الإمامية ما يقضي ان له صحبة فنقل
عن أبي جعفر الحافري أحد أئمة الامامية انه روى بسند له أكثرهم من
الشيعة إلى ابن لهيعة عن ابن الزبير قال قدم معاوية حاجا فدخل المسجد
فرأى شيخا له ظفيرتان كان أحسن الشيوخ سمتا وأنظفهم ثوبا فقيل له انه
ابن غريض فأرسل إليه فجاء فقال ما فعلت أرضك بتيماء قال باقية قال
بعنيها قال نعم ولولا الحاجة ما بعتها واستنشده مرثية ابنه لنفسه فأنشده ودار
بينهما كلام فيه ذكر علي فغض ابن غريض من معاوية فقال معاوية ما أراه
الا قد خرف فأقيموه فقال ما خرفت ولكن أنشدك الله يا معاوية أما تذكر لما
كنا جلوسا عند رسول الله ص فقال قاتل الله من يقاتلك وعادى من
يعاديك فقطع عليه معاوية حديثه واخذ معه في حديث آخر. قال في
الإصابة قلت وأصل هذه القصة قد ذكرها عمر بن شبة بسنده إلى الهيثم بن
عدي دون ما فيها من قول ابن غريض أنشدك الله الخ فكأنه من اختلاف
بعض رواته وقد ذكره المرزباني في معجم الشعراء وحكى الخلاف في سعنة
هل هو بالنون أو الياء وأورد له أشعارا في امالي ثعلب بسند له ان الشعر
الذي فيه في وصف الخمر:
معتقة كانت قريش تعافها * فلما استحلوا قتل عثمان حلت
من شعر ابن غريض هذا. وفي الإصابة في سعية أدرك الجاهلية
والاسلام قال أبو الفرج الأصبهاني عمر طويلا وأدرك الاسلام فاسلم ثم
أسند عن الهيثم بن عدي قال حج معاوية فرأى شيخا يصلي في المسجد
فقال من هذا قالوا سعية بن غريض فأرسل إليه فاتاه فذكر قصة طويلة في
آخرها فقال معاوية قد خرف الشيخ اه‍.
(٢٣٢)

٧٤٨: سعيد أبو حنيفة سابق الحاج
هو ابن بيان وسيأتي.
٧٤٩: سعيد أبو خالد الصيقل
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع.
٧٥٠: سعيد أبو عمارة مولى آل خبثم الهلالي الكوفي.
قال الشيخ سعيد بالضم.
٧٥١: سعيد بن أبي الأسود الكوفي.
٧٥٢: سعيد بن أبي الأصبغ الكوفي.
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٧٥٣: سعيد بن أبي الجهم القاموسي اللخمي أبو الحسين من ولد قابوس ابن
النعمان بن المنذر.
هكذا عنونه النجاشي وقال كان سعيد ثقة في حديثه وجها بالكوفة
وآل أبي الجهم بيت كبير بالكوفة روى عن أبان بن تغلب فأكثر عنه وروى
عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع له كتاب في أنواع من الفقه
والقضايا والسنن أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون حدثنا أحمد بن محمد بن
سعيد حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر بن سعيد بن أبي الجهم حدثنا أبي
حدثنا عمي الحسين بن سعيد حدثنا أبي سعيد وقال الشيخ في رجاله في
أصحاب الصادق ع سعيد بن أبي الجهم اللخمي القابوسي الكوفي.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن استعلام ان سعيدا هو ابن
أبي الجهم الثقة برواية الحسين بن سعيد عنه وروايته هو عن أبان بن تغلب
في كثرة وعن أبي عبد الله وأبي الحسن ع وعن جامع الرواة انه
زاد نقل رواية أحمد بن محمد بن مهران عن محمد بن علي ورواية أحمد بن
محمد بن أبي نصر عنه عن نصر بن قابوس.
٧٥٤: سعيد بن أبي حماد الأزدي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٧٥٥: سعيد بن أبي خازم أبو خازم الأحمسي.
خازم بالخاء المعجمة ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
وقال روى عنه ابان.
٧٥٦: سعيد بن أبي الخضيب البجلي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وروى الكليني في
باب من حكم بغير ما انزل الله عز وجل من كتاب القضايا من الكافي عن
عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن
فضالة بن أيوب عن داود بن فرقد قال حدثني رجل عن سعيد بن أبي
الخضيب البجلي قال كنت مع ابن أبي ليلى مزاملة حتى جئنا إلى المدينة فبينا
نحن في مسجد رسول الله ص إذ دخل جعفر بن محمد فقلت لابن أبي
ليلى نقوم بنا إليه فقال وما نصنع عنده فقلت نسائله ونحدثه قال فقمنا إليه
فسألني عن نفسي وأهلي ثم قال من هذا معك فقلت ابن أبي ليلى قاضي
المسلمين فقال أنت ابن أبي ليلى قاضي المسلمين قال نعم قال تأخذ مال هذا
فتعطيه هذا وتقتل وتفرق بين المرء وزوجه لا تخاف في ذلك أحدا قال نعم
قال فبأي شئ تقضي قال بما بلغني عن رسول الله ص وعن علي وعن
الشيخين قال فبلغك عن رسول الله ص انه قال إن عليا أقضاكم قال
نعم قال فكيف تقضي بغير قضاء علي وقد بلغك هذا فما تقول إلى أن
قال ثم اخذ رسول الله ص بيدك فأوقفك بين يدي ربك فقال يا رب
ان هذا قضى بغير ما قضيت فاصفر وجه ابن أبي ليلى حتى عاد مثل
الزعفران، ثم قال التمس لنفسك زميلا والله لا كلمتك من رأسي كلمة
ابدا أقول رواة الحديث كلهم ثقات وفيه الارسال وفي مسألة
الصادق ع له عن نفسه وأهله ما يشير إلى عطفه عليه وكونه معروفا عنده
وابن أبي ليلي كان من الشيعة لكنه كان متواليا القضاء من قبل سلاطين
الجور وهو ليس باهل لذلك واصفرار وجهه وتركة مزاملة سعيد وحلفه ان
لا يكلمه لما أصابه بسببه من خجالته امام الصادق ع مما لا يحب ظهوره
عنه وهو قاضي المسلمين.
٧٥٧: الشيخ أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي الأصفهاني.
في الرياض كان من مشايخ القطب الراوندي ويروي عنه بعض
الاخبار في كتاب الخرائج والجرائح والظاهر أنه من علماء الخاصة.
٧٥٨: سعيد بن أبي سعيد المقبري
مر سعد بن أبي المقبري ومر هناك عن منهج المقال ان الأصح
سعيد بن أبي سعيد وان لسعيد ابنا يقال له سعد بن سعيد بن أبي سعيد
المقبري.
٧٥٩: سعيد بن أبي هلال المدني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال قدم مصر.
٧٦٠: سعيد بن أحمد بن موسى أبو القاسم الغراد الكوفي.
الغراد بغين معجمة مفتوحة وراء مفتوحة مشددة ودال مهملة بوزن
كتان من يعمل الاخصاص كلمة عراقية والاخصاص الأخشاب التي توضع
على السقف متقاربة وما يلقي عليها من أطنان القصب قال النجاشي كان
ثقة صدوقا له كتاب براهين الأئمة ع رواه عنه هارون بن
موسى ومحمد بن عبد الله قالا حدثنا سعيد.
٧٦١: سعيد ابن أخت صفوان بن يحيى أخو فارس الغالي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وفي التعليقة ان
كان أخا فارس من قبل أبيه فهو سعيد بن حاتم بن ماهويه.
٧٦٢: سعيد الأعرج
يأتي بعنوان سعيد بن عبد الرحمن.
٧٦٣: سعيد بن بيان أبو حنيفة سابق الحاج الهمداني
في الخلاصة بيان بالباء الموحدة ثم الياء المثناة والنون بعد الألف.
وعليها بخط الشهيد الثاني: في النسخة المقروءة حفيفة وعليها هذه الحاشية
(٢٣٣)

حفيفة بالحاء المهملة والفاء بعدها ياء مثناة من تحت بعدها فاء أخرى قبل
الهاء سابق الحاج بالباء الموحدة وفي خاتمة الخلاصة كناه أبا حنيفة بالنون
وكذلك في الايضاع وكتاب الكشي وفي التعليقة في كتب الحديث أيضا أبو
حنيفة بالنون وبخط السيد جمال الدين بن طاوس في كتاب الكشي
والنجاشي معا فالظاهر أن حفيفة بالفاء سهو اه‍. وفي رجال ابن داود
التبس على بعض أصحابنا فأثبته أبو حفيفة وهو غلط والهمداني بالدال
المهملة اه‍ وسيأتي انه كان يسير في أربع عشرة فالمراد انه كان يسبق
الحاج.
أقوال العلماء فيه
قال النجاشي ثقة روى عن أبي عبد الله ع له كتاب يرويه عدة من
أصحابنا أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا حميد بن
زياد حدثنا أحمد بن محمد بن زيد وعبيد الله بن أحمد بن نهيك والقاسم بن
إسماعيل عن عبيس بن هشام الناشري عنه بكتابه وأخبرنا محمد بن عثمان
حدثنا جعفر بن محمد حدثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك عن عبيس بن هشام
عنه وذكره العلامة في الخلاصة في القسم الأول وقال الشيخ في رجاله في
أصحاب الصادق ع سعيد بن بيان أبو حنيفة سابق الحاج وقال الكشي
في رجاله ما روي في أبي حنيفة سابق الحاج محمد بن مسعود
حدثني علي بن الحسن عن عمر بن عثمان عن بعض أصحابنا عن أبي
عبد الله ع انه اتى قنبر أمير المؤمنين ع فقال هذا سابق الحاج فقال لا
قرب الله داره هذا خاسر الحاج يتعب البهيمة وينقر الصلاة أخرج إليه
فأطرده حدثني محمد بن الحسن البراتي وعثمان بن حامد قالا حدثنا محمد بن
يزداد عن محمد بن الحسن عن المزخرف عن عبد الله بن عثمان قال ذكر عند
أبي عبد الله ع أبو حنيفة السابق وأنه يسير في أربع عشرة فقال لا صلاة
له اه‍. وفي النقد: الظاهر أنه أراد بقوله ع أنه يسير في أربع عشرة
أنه يسير من العراق إلى مكة في أربع عشرة كما يشهد عليه ما استفدناه من
أستاذي مد ظله العالي من بعض الأخبار الدالة على أنه أهل بالكوفة ووقف
مع الناس بعرفة فقال ع لا صلاة له وكذا يظهر من الكشي
اه‍ وما في روايتي الكشي لا يدل على قدح فيه بل هو من باب المبالغة
في النهي عن المكروه كما جاء في الروايات كثيرا وقد علل في الخبر الأول بأنه
يتعب البهيمة وينقر الصلاة لاستعجاله وفي الثانية قال لا صلاة له أي لكونه
ينقر الصلاة كنقر الغراب لاستعجاله انما الاشكال في هذه الروايات الدالة
على أنه كان في عهد أمير المؤمنين الذي توفي في ٢١ رمضان سنة ٤٠ مع
قول النجاشي أنه روى عن الصادق ع الذي توفي في شوال سنة ١٤٨
فبينهما نحو مائة سنة ولم يذكر أحد أنه كان من المعمرين ولذلك احتمل
بعضهم أن يكون الذي في زمن أمير المؤمنين غير الذي في زمن الصادق
ع والله أعلم.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن معرفة سعيد أنه ابن بيان
الثقة برواية عبيس بن هشام عنه وعن جامع الرواة أنه نقل رواية محمد بن
سنان عنه أيضا.
٧٦٤: سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي مولاهم الكوفي أبو عبد الله وقيل
أبو محمد.
قال ابن خلكان قتل في شعبان سنة ٩٥ أو ٩٤ بواسط وله ٤٩ سنة
ودفن في ظاهرها وقبره يزار بها اه‍ وجبير في الخلاصة بالجيم
المضمومة.
أقوال العلماء فيه
قال الكشي في سعيد بن المسيب قال الفضل بن شاذان لم يكن في
زمن علي بن الحسين ع في أول أمره الا خمسة أنفس: سعيد بن
جبير وسعيد بن المسيب ومحمد بن جبير بن مطعم ويحيى بن أم الطويل وأبو
خالد الكابلي. وقال أيضا: سعيد بن جبير حدثني أبو المغيرة حدثني
الفضل عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع
أن سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسين ع وكان علي عليه
السلام يثني عليه وما كان سبب قتل الحجاج له إلا على هذا الامر وكان مستقيما.
وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع فقال
سعيد ابن جبير أبو محمد مولى بني والبة أصله الكوفة نزل مكة تابعي وعن
المناقب انه عده من أصحاب علي بن الحسين ع وقال كان يسمى
جهبذ العلماء ويقرأ القرآن في ركعتين وقتل وما على الأرض أحد الا وهو
محتاج إلى علمه. وفي الخلاصة سعيد ابن جبير ثم نقل كلام الفضل
المتقدم ثم قال وكان حزن أوصي إلى أمير المؤمنين ع ثم قال روى
الكشي عن سعيد بن المسيب مدحا في مولانا زين العابدين ع
عن سعيد بن جبير حدثني أبو المغيرة إلى قوله وكان مستقيما اه‍ وقال الكشي
في ترجمة سعيد بن المسيب قال الفضل بن شاذان لم يكن في زمن علي بن
الحسين ع في أول أمره إلا خمسة أنفس وعد منهم سعيد بن جبير
وسعيد بن المسيب وقال رباه أمير المؤمنين ع وكان حر بن حرة
جد سعيد أوصى إلى أمير المؤمنين ع وعن حاشية الشهيد الثاني
على الخلاصة أنه قال: حزن هذا جد سعيد ابن المسيب على ما ذكره جماعة
منهم الصغاني في باب من غير النبي ص اسمه من الصحابة وسماه سهلا
إلى أن قال وكان حقه أن يذكر في باب سعيد بن المسيب شاهدا على تعلق
سعيد بن المسيب باهل البيت ع فذكره هنا ليس بجيد ولكنه
تبع الكشي وجماعة في هذا الترتيب وسيأتي في باب الميم أن المسيب ابن
حزن هو الذي أوصى إلى أمير المؤمنين ع.
قال المؤلف: قد سمعت أن الكشي والشهيد الثاني سمياه حزن
واستشهد عليه ويمكن كون ابدال حزن بحر بن حرة من خطا النساخ اما
كلام الخلاصة ففيه خطا يمكن ان يكون سمي جد سعيد بن المسيب حر بن
حرة سببه الاستعجال في التأليف فان ظاهره ان حزن جد سعيد بن جبير مع أنه
جد سعيد بن المسيب وقول الشهيد الثاني تبع الكشي وجماعة في هذا
الترتيب فيه ان الكشي لم يجعل حزن أو حر بن حرة جدا لسعيد بن جبير بل
جعله جدا لسعيد بن المسيب وفي تاريخ ابن خلكان أبو عبد الله وقيل أبو
محمد سعيد بن جبير الأسدي بالولاء مولى بني والبة بن الحارث بطن من بني
أسد بن خزيمة كوفي أحد أعلام التابعين وكان أسود قال له ابن عباس
حدث فقال أحدث وأنت هاهنا فقال أليس من نعمة الله عليك ان تحدث
وانا شاهد فان أصبت فذاك وان أخطأت علمتك وكان لا يستطيع ان يكتب
(٢٣٤)

مع ابن عباس في الفتيا فلما عمي ابن عباس كتب فبلغه ذلك فغضب قال
وقال ابن اياس قال لي سعيد في رمضان أمسك علي القرآن فما قام من مجلسه
حتى ختمه وقال سعيد قرأت القرآن في ركعة في البيت الحرام قال
إسماعيل بن عبد الملك كان يؤمنا في شهر رمضان فيقرأ ليلة بقراءة
عبد الله بن مسعود وليلة بقراءة زيد بن ثابت وليلة بقراءة غيرهم هكذا ابدا
وسأله رجل ان يكتب له تفسير القرآن فغضب وقال لأن يسقط شقي أحب
إلي من ذلك وقال خصيف كان من اعلم التابعين بالطلاق سعيد بن المسيب
وبالحج عطاء وبالحلال والحرام طاوس وبالتفسير أبو الحجاج مجاهد بن جبير
واجمعهم ذلك كله سعيد بن جبير وكان سعيد في أول امره كاتبا لعبد الله بن
عتبة بن مسعود ثم كتب لأبي بردة بن أبي موسى الأشعري وذكره أبو نعيم
الأصبهاني في تاريخ أصبهان فقال دخل أصبهان وأقام بها مدة ثم ارتحل منها
إلى العراق وسكن قرية سنبلان وروى محمد بن حبيب ان سعيد بن جبير كان
بأصبهان يسألونه عن الحديث فلا يحدث فلما رجع إلى الكوفة حدث فقيل له
يا أبا محمد كنت بأصبهان لا تحدث وأنت بالكوفة تحدث فقال انشر بزك
حيث يعرف اه‍. وقال أحمد بن حنبل قتل الحجاج سعيد بن جبير وما
على وجه الأرض أحد الا وهو محتاج إلى علمه اه‍. وعن تقريب ابن
حجر سعيد بن جبير الأسدي مولاهم الكوفي ثقة ثبت فقيه من الثالثة وعن
مختصر الذهبي سعيد بن جبير الوالبي مولاهم أبو محمد ويقال أبو عبد الله
أحد الاعلام اه‍. وعن المقدسي انه كان فقيها ورعا أحد اعلام
التابعين روى عن ابن عباس واخذ العلم عنه وروى عنه ابنه عبد الله
والحكم بن عيينة.
من اخباره
ما ذكره ابن خلكان قال رأى عبد الملك بن مروان في منامه كأنه قد
بال في المحراب أربع مرات فوجه إلى سعيد بن جبير من يسأله فقال يملك
من ولده لصلبه أربعة فكان كما قال فملك من ولده لصلبه الوليد وسليمان
ويزيد وهشام اه‍. وكان سعيدا استفاد من بوله في المحراب أربع مرات
الذي هو محرم انه يملك من ولده لصلبه أربعة يستبيحون المحرمات.
التمييز
مر عن المقدسي انه روى عن سعيد بن جبير ابنه عبد الله والحكم بن
عيينة. وعن جامع الرواة انه نقل رواية عبد الله بن الحكم عن أبيه عنه
ورواية ثابت بن أبي صفية عنه في مشيخة الفقيه في طريق النعمان بن
سعد.
خبره مع الحجاج وقتله
قال ابن خلكان: كان سعيد بن جبير مع عبد الرحمن بن محمد بن
الأشعث بن قيس لما خرج على عبد الملك بن مروان فلما قتل عبد الرحمن
وانهزم أصحابه من دير الجماجم هرب فلحق بمكة وكان واليها يومئذ
خالد بن عبد الله القسري فأخذه وبعث به إلى الحجاج بن يوسف الثقفي مع
إسماعيل بن واسط البجلي فقال له الحجاج ما اسمك؟ قال سعيد بن
جبير. قال بل أنت شقي بن كسير، قال بل كانت أمي اعلم باسمي
منك، قال شقيت أمك وشقيت أنت، قال الغيب يعلمه غيرك، قال
لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى قال لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلها قال فما
قولك في محمد؟ قال نبي الرحمة وامام الهدى قال فما قولك في علي أهو في
الجنة أو هو في النار؟ قال لو دخلتها وعرفت من فيها عرفت أهلها، قال فما
قولك في الخلفاء؟ قال لست عليهم بوكيل قال فأيهم أعجب إليك؟ قال
أرضاهم لخالقي قال فأيهم ارضى للخالق؟ قال علم ذلك عند الذي يعلم
سرهم ونجواهم. قال أحب ان تصدقني، قال إن لم أحبك لن أكذبك قال
فما بالك لم تضحك قال وكيف يضحك مخلوق خلق من طين والطين تأكله
النار قال فما بالنا نضحك؟ قال لم تستو القلوب ثم امر الحجاج باللؤلؤ
والزبرجد والياقوت فجمعه بين يديه فقال سعيد: ان كنت جمعت هذا
لتتقي به فزع يوم القيامة فصالح والا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما
أرضعت ولا خير في شئ جمع للدنيا الا ما طاب وزكا. ثم دعا الحجاج
بالعود والناي فلما ضرب بالعود ونفخ في الناي بكى سعيد، فقال ما يبكيك
هو اللعب؟ قال سعيد هو الحزن اما النفخ فذكرني يوما عظيما يوم النفخ في
الصور واما العود فشجرة قطعت في غير حق واما الأوتار فمن الشاة تبعث
معها يوم القيامة. قال الحجاج ويلك يا سعيد قال لا ويل لمن زحزح عن
النار وادخل الجنة، قال الحجاج اختر يا سعيد اي قتلة نقتلك قال اختر
لنفسك يا حجاج فوالله لا تقتلني قتلة الا قتلك الله مثلها في الآخرة، قال
أفتريد ان أعفو عنك؟ قال إن كان العفو فمن الله واما أنت فلا براءة لك
ولا عذر قال الحجاج اذهبوا به فاقتلوه. فلما خرج ضحك فأخبر الحجاج
بذلك فرده وقال ما أضحكك؟ قال عجبت من جرأتك على
الله وحلم الله عليك، فامر بالنطع فبسط وقال اقتلوه فقال سعيد
وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما انا من
المشركين قال وجهوا به لغير القبلة قال سعيد فأينما تولوا فثم وجه الله قال
كبوه لوجهه قال سعيد منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة
أخرى قال الحجاج اذبحوه قال سعيد اما اني أشهد ان لا إله إلا الله وحده
لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله خذها مني حتى تلقاني بها يوم القيامة
ثم قال اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي. وكان قتله في شعبان سنة
٩٥ ومات الحجاج بعده بستة أشهر ولم يسلطه الله تعالى بعده على قتل أحد
إلى أن مات. وقيل للحسن البصري ان الحجاج قد قتل سعيد بن جبير،
فقال اللهم ائت على فاسق ثقيف والله لو أن من بين المشرق والمغرب
اشتركوا في قتله لكبهم الله عز وجل في النار. ويقال ان الحجاج لما حضرته
الوفاة كان يغيب ثم يفيق ويقول ما لي ولسعيد بن جبير وقيل إنه في مدة
مرضه كان إذا نام رأى سعيد بن جبير آخذا بمجامع ثوبه ويقول له يا عدو
الله فيم قتلتني فيستيقظ مذعورا ويقول ما لي ولسعيد بن جبير. وكان سعيد
يقول يوم اخذ وشى بي واش في بلد الله الحرام أكله إلى الله تعالى يعني
خالدا القسري بن عبد الله وقيل إن الحجاج قال له لما أحضر إليه أما قدمت
الكوفة وليس بها الا عربي فجعلتك إماما؟ قال بلى قال أما وليتك القضاء
فضج أهل الكوفة وقالوا لا يصلح للقضاء الا عربي فاستقضيت أبا بردة بن
أبي موسى الأشعري وأمرته ان لا يقطع أمرا دونك قال بلى قال أما جعلتك
في سماري وكلهم رؤوس العرب قال بلى قال أما أعطيتك مائة ألف درهم
تفرقها في أهل الحاجة في أول ما رأيتك ثم لم أسألك عن شئ منها قال بلى
قال فما أخرجك علي قال بيعة كانت في عنقي لابن الأشعث فغضب
الحجاج ثم قال أما كانت بيعة أمير المؤمنين عبد الملك في عنقك من قبل
والله لأقتلنك يا حرسي اضرب عنقه فضرب عنقه اه‍ ابن خلكان.
وفي هذا الخبر الأخير ما يلفت النظر من وجوه أولا منافاته لما مر لا سيما
(٢٣٥)

القول بان سبب قتله موالاته للسجاد ع ثانيا متى كان الحجاج يهاب
أهل الكوفة فلا يولي القضاء الا من يريدون ثالثا كيف يعتذر سعيد بهذا
العذر الفاسد ولا يعتذر بمثل ما اعتذر به الشعبي من قوله كانت فتنة لم نكن
فيها بررة أتقياء ولا فجرة أشقياء ولكن الصواب ان قتله كان لولائه أهل البيت
والعفو عن الشعبي كان لولائه بني أمية وانحرافه عن أهل البيت.
هل له تأليف
يدل عدم ذكر النجاشي له على أنه لا مؤلف له لأنه لا يذكر الا
المؤلفين ولكن عن ملحقات الصراح ان له تفسيرا مسندا إلى أبي بكر بن
عياش راوي عاصم في القراءة عن ابن حصين عن سعيد وينافيه ما مر من
قوله لأن يسقط شقي أحب إلي من أن اكتب تفسير القرآن والله أعلم.
٧٦٥: سعيد بن جناح الأزدي مولاهم بغدادي.
قال النجاشي روى عن الرضا ع له كتاب يرويه جماعة أخبرنا
عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد الزراري حدثنا محمد بن جعفر حدثنا
عبد الله بن محمد بن خالد عن سعيد ثم قال في باب الآحاد سعيد بن جناح
أصله كوفي نشأ ببغداد ومات بها مولى الأزد ويقال مولى جهينة وأخوه
أبو عامر روى عن أبي الحسن الكاظم والرضا ع وكانا ثقتين له
كتاب صفة الجنة والنار وكتاب قبض روح المؤمن والكافر أخبرنا أبو عبد الله
القزويني بن شاذان حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا أبي حدثنا أحمد بن
محمد بن عيسى عنه. سعيد يروي هذين الكتابين عن عوف بن عبد الله عن
أبي عبد الله ع وعوف بن عبد الله مجهول اه‍ والظاهر أنهما واحد.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن استعلام ان سعيدا هو ابن
جناح الثقة برواية أحمد بن محمد بن عيسى وعبد الله بن محمد بن خالد عنه
وعن جامع الرواة انه نقل رواية محمد بن عبد الله بن أبي أيوب ومنصور بن
عباس وأحمد بن محمد وسهل بن زياد عنه.
٧٦٦: سعيد بن جهمان
هو سعيد بن علاقة الآتي.
٧٦٧: سعيد بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي ابن عم
النبي ص.
هكذا ذكره صاحب الإصابة وقال إن ثبت وقال روى الحاكم في
المستدرك من طريق موسى بن جبير عن أبي امامة بن سهل انه قدم الشام
فقالوا ما قرابة بينك وبين معاذ قلت ابن عمي قالوا فإنه حدثنا انه سمع
رسول الله ص يقول من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة قال
موسى بن جبير فحدثت به سليمان الأغر فقال أشهد لحدثني سعيد بن
الحارث بن عبد المطلب مثله. قال صاحب الإصابة في الاسناد ابن لهيعة
وهو ضعيف ولم أر لسعيد هذا ذكرا في كتب الأنساب وذكره الدارقطني في
كتاب الاخوة وذكر له هذا الحديث وذكر له حديثا آخر موقوفا ولكن نسبه
فيه إلى جده فقيل سعيد بن نوفل.
٧٦٨: سعيد بن الحارث المدني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع.
٧٦٩: سعيد الحداد
ذكره العلامة في الخلاصة وقال من أصحاب الباقر ع مجهول وقد
مر في سعد بغير ياء.
٧٧٠: سعيد بن حذيفة بن اليمان
استشهد سنة ٣٧.
كان حذيفة من المخلصين في ولاية أمير المؤمنين علي ع ولما
حضرته الوفاة أوصى ولديه صفوان وسعيد بملازمته والجهاد معه فقتلا معه
بصفين.
٧٧١: سعيد بن الحسن أبو عمرو العبسي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند عنه
٧٧٢: سعيد بن حسان المكي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال روى عنهما اي
الباقر والصادق ع.
٧٧٣: سعيد بن حكيم أبو زيد العبسي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٧٧٤: الشيخ سعيد الحلي جد المحقق جعفر بن الحسن بن سعيد
في أمل الآمل كان فاضلا فقيها يروي عنه ولده ويروي هو عن
عربي بن مسافر كما ذكره ابن داود في طرقه. وفي الرياض وكذلك يظهر من
طرق الشهيد أيضا ولكن قد سبق في ترجمة المحقق ان نسبه جعفر بن
الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلي فعلى هذا يكون جده يحيى بن
الحسن بن سعيد الا ان يقال المراد جده الاعلى ويكون المراد بولده الحسن
السابق الذي هو أيضا الجد الاعلى للمحقق لكن حينئذ في روايته عن
عربي بن مسافر تأمل وكذا في رواية المحقق أو والده عن جده الاعلى بلا
واسطة كما في بعض الإجازات فلاحظ وتأمل.
٧٧٥: سعيد بن حماد
مر بعنوان سعد بغير ياء وفي منهج المقال الذي وجدناه في رجال
الشيخ في أصحاب الرضا ع سعد بغير ياء.
٧٧٦: سعيد خادم أبي دلف العجلي
ذكره ابن داود نقلا عن النجاشي وانما هو سعد بغير ياء كما مر عن
الفهرست والنجاشي.
الخاتمة
وليكن هذا آخر الجزء الرابع والثلاثين من كتاب أعيان الشيعة
وفق الله لاكماله تنقيحا وطبعا وكان الفراغ من هذا الجزء في يوم الجمعة
الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام سنة ١٣٧٠ من الهجرة على يد
مؤلفه العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم السيد عبد الكريم
الحسيني العاملي الشقرائي في بلدة الطيونة من ضواحي بيروت وقد بلغت
السنة السادسة والثمانين من عمري وتوالت علي العلل والأمراض والهموم
والأحزان ولم يمنعني ذلك من متابعة العمل والدئوب على التأليف
(٢٣٦)

والتصنيف وأساله تعالى خلوص النية وعاقبة الخير وغفران الذنوب انه سميع
مجيب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وسلم تسليما ورضي الله عن أصحابه المنتجبين والتابعين لهم باحسان
وتابعي التابعين وعن العلماء والعباد والزهاد والصالحين.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو الله واحسانه محسن ابن المرحوم
السيد عبد الكريم الحسيني العاملي الشقرائي المعروف بالأمين نزيل دمشق
الشام عفا الله عن جرائمه: هذا الجزء الخامس والثلاثون من كتابنا أعيان
الشيعة وفق الله لاكماله ومنه تعالى نستمد المعونة والتوفيق والتسديد وهو
حسبنا ونعم الوكيل.
٧٧٧: سعيد بن خيثم بن رشد أو رشيد أبو معمر الهلالي الكوفي
توفي سنة ١٨٠ عن تقريب ابن حجر وفي تهذيب التهذيب عن ابن
الأثير:
خيثم في الخلاصة بالخاء المعجمة المفتوحة فالمثناة التحتية فالثاء
المثلثة. ونحوه في رجال ابن داود. وعن تقريب ابن حجر ابن خثيم
بمعجمة ومثلثة مصغرا ابن رشيد بفتح الراء المعجمة وفي هامش تهذيب
التهذيب عن الخلاصة خثيم بمثلثة ثم تحتانية مصغرا ورشد في التقريب
بفتح الراء والمعجمة والهلالي في المغني بكسر الهاء منسوب إلى هلال بن
عامر وأبو معمر بفتح ميمين وسكون مهملة ولا يبعد ان يكون ما عن
اسمى التقريب أصح لأنهم في هذه الأمور أضبط.
أقوال العلماء فيه
قال النجاشي سعيد بن خيثم أبو معمر الهلالي ضعيف هو وأخوه
معمر رويا عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع وكانا من دعاة زيد
أخبرنا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد الزراري حدثنا محمد بن جعفر
حدثنا يحيى بن زكريا حدثنا أحمد بن رشد بن خيثم حدثنا عمي سعيد وعن
ابن الغضائري سعيد بن خيثم أبو معمر الهلالي وأخوه معمر كان سعيد
زيديا ضعيف روى هو عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع وكان من
دعاة زيد وحديث سعيد في حديث أصحابنا وهو تابعي على ما زعم يروي
عن جده لأمه عبيدة بن عمر الكلابي عن النبي ص وهو ضعيف جدا لا
يرتفع منه اه‍ وفي هامش بعض نسخ الخلاصة على قوله لا يرتفع منه اي لا
ينقل حديثه ولا يروى عنه ولا يرضى منه وقال ابن داود سعيد بن خيثم
بالخاء المعجمة والياء المثناة تحت والثاء المثلثة أبو معمر الهلالي قال الكشي
من أصحاب الباقر والصادق ع وقال حمدويه كان ناووسيا وقف
على أبي عبد الله ع يعرف حديثه وينكر قال ابن الغضائري في حديثه
نظر وهو يروي عن الأصبغ بن نباتة وفي النقد بعد نقل ما مر عن ابن
داود: لم أجد في الكشي وابن الغضائري هذا نعم ذكرا هذا في شان
سعد بن ظريف وكانه اشتبه عليه اه‍ وفي منهج المقال لم أجد ذلك في
الكشي ولا ما نقله فيه أصلا نعم ما ذكره مذكور في ابن ظريف اه‍ أقول
ابدل ابن داود النجاشي بالكشي جريا على عادته في ذلك وليس لما ذكره اثر
في رجال النجاشي ولا في المحكي عن رجال ابن الغضائري نعم ذكرا ذلك
في غير سعيد بن خيثم وهذا من أغلاط رجال ابن داود الذي قالوا ان فيه
أغلاطا، وفي كتاب لبعض المعاصرين ان ما في منهج المقال ان ما ذكره
مذكور في ابن ظريف لا وجه له إذ ليس في ابن ظريف الا نسبة ابن
الغضائري إليه روايته عن الأصبغ بن نباتة مع تضعيفه دون النظر في حديثه
اه‍ وعن تقريب ابن حجر سعيد بن خثيم بن رشيد الهلالي أبو معمر الكوفي
صدوق رمي بالتشيع له أغاليط من التاسعة. وفي تهذيب التهذيب وضع
عليه رمز ت س إشارة إلى أنه اخرج حديثه الترمذي والنسائي ثم قال
سعيد بن خثيم بن رشد الهلالي أبو معمر الكوفي وقيل إنه من بني سليط عن
يحيى بن معين كوفي ليس به باس ثقة قال فقيل ليحيى شيعي فقال ثقة
وقدري ثقة وقال أبو زرعة لا باس به وقال النسائي ليس به باس وذكره ابن
حبان في الثقات وصحح الترمذي حديثه في وداع السفر قال ابن حجر قلت
وقال العجلي هلالي كوفي ثقة وقال الأزدي كوفي منكر الحديث وذكره ابن
عدي في الكامل وقال أحاديثه ليست بمحفوظة.
هو غير الذي من بني سليط
في تهذيب التهذيب سعيد بن خثيم بصري من بني سليط هو أقدم
من المذكور في الأصل فرق بينهما البخاري وأبو حاتم وأبو الفضل الهروي
وغيرهم وقول المؤلف في الهلالي وقيل إنه من بني سليط فيه نظر وقد فرق
ابن حبان بين سعيد بن خثيم روى عن حنظلة بن أبي سفيان وعنه عمرو
الناقد وبين الهلالي أبو معمر والصواب انهما واحد لكن هذا الذي من بني
سليط غيره والله أعلم.
مشايخه
قال ابن خلكان اخذ العلم عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر
وعن ابن عباس اخذ القراءة أيضا عرضا وسمع منه التفسير وأكثر روايته
عن عائشة وأبي موسى ونحوهما مرسلة وعن مختصر الذهبي روى أيضا عن
عبد الله بن معقل وفي تهذيب التهذيب روى عن أخيه معمر وأيمن بن نابل
وجدته أم خثيم ربعية بنت عياض وحنظلة بن أبي سفيان وزيد بن علي بن
الحسين وابن شبرمة ومحمد بن خالد الضبي وغيرهم.
تلاميذه
قال ابن خلكان روى عن سعيد القراءة عرضا المنهال بن عمرو وأبو
عمرو بن العلاء وعن مختصر الذهبي عنه الأعمش وأبو يسر وأمم وفي
تهذيب التهذيب عنه احمد وإسحاق بن موسى الأنصاري وابنا أبي شيبة
وإسماعيل بن موسى الفزاري ومحمد بن عبيد المحاربي وعمرو الناقد وأبو
سعيد الأشج وابن أخيه محمد بن رشد بن خثيم وغيرهم.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن استعلام ان سعيدا هو ابن
خيثم برواية أحمد بن رشيد رشد بن خيثم عنه وروايته هو عن الأصبغ
وعن جامع الرواة انه زاد روايته عن جده لأمه عبيدة بن عمر الكلابي
ورواية جعفر بن بشير عنه. واعترض البعض على ذكر الطريحي
والكاظمي روايته عن الأصبغ بأنه لم يقل أحد بروايته عنه.
(٢٣٧)

٧٧٨: سعيد الرومي مولى أبي عبد الله ع
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال روى عنه حماد
وابان وعن جامع الرواة نقل رواية عبد الله بن مسكان عنه في باب يوم
النحر من حج الكافي وابن مسكان من أصحاب الاجماع.
٧٧٩: سعيد بن زفر البزاز الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي منهج المقال في
بعض النسخ البراد بالدال بدل البزاز وزفير بالياء مصغرا بدل زفر.
٧٨٠: سعيد بن سالم الأزدي مولاهم كوفي
٧٨١: سعيد بن سالم القداح المكي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٧٨٢: سعيد بن سرح أو ابن أبي سرح مولى حبيب بن عبد شمس
في شرح النهج ج ٤ ص ٧٢ روى الشرقي بن القطامي قال كان
سعيد بن سرح مولى حبيب بن عبد شمس شيعة لعلي بن أبي طالب ع
فلما قدم زياد الكوفة طلبه وأخافه فاتى الحسن بن علي ع مستجيرا به
فوثب زياد على أخيه وولده وامرأته فحبسهم وأخذ ماله ونقض داره فكتب
الحسن بن علي ع إلى زياد: اما بعد فإنك عمدت إلى رجل من
المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم فهدمت داره واخذت ماله وحبست أهله
وعياله فإذا اتاك كتابي هذا فابن له داره وأردد عليه عياله وماله وشفعني فيه
فقد اجرته والسلام. فكتب إليه زياد: من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن
ابن فاطمة اما بعد فقد أتاني كتابك تبدأ بنفسك فيه قبلي وأنت طالب حاجة
وانا سلطان وأنت سوقة وتأمرني فيه بأمر المطاع المسلط على رعيته كتبت إلي
في فاسق آويته إقامة منك على سوء الرأي ورضا منك بذلك وأيم الله لا
تسبقني به ولو كان بين جلدك ولحمك وان نلت بعضك غير رفيق بك ولا
مرع عليك فان أحب لحم إلي ان آكله للحم الذي أنت منه فسلمه بجريرته
إلى من هو أولى به منك فان عفوت عنه لم أكن شفعتك فيه وان قتلته لم
اقتله الا لحبه أباك الفاسق والسلام. فلما ورد الكتاب على الحسن ع
قرأه وتبسم وكتب بذلك إلى معاوية وجعل كتاب زياد عطفه وبعث به إلى
الشام وكتب جواب كتابه كلمتين لا ثالث لهما من الحسن ابن فاطمة إلى
زياد بن سمية اما بعد فان رسول الله ص قال: الولد للفراش وللعامر
الحجر والسلام. فلما قرأ معاوية كتاب زياد إلى الحسن ضاقت به الشام
وكتب إلى زياد اما بعد فان الحسن بن علي بعث إلي بكتابك إليه جوابا عن
كتاب كتبه إليك في ابن سرح فأكثرت العجب منك وعلمك ان لك رأيين
أحدهما من أبي سفيان والآخر من سمية فاما الذي من أبي سفيان فحلم وحزم
واما الذي من سمية فما يكون من رأي مثلها من ذلك كتابك إلى الحسن
تشتم أباه وتعرض له بالفسق ولعمري انك الأولى بالفسق من أبيه فاما ان
الحسن بدأ بنفسه ارتفاعا عليك فان ذلك لا يضعك لو عقلت واما تسلطه
عليك بالأمر فحق لمثل الحسن ان يتسلط واما تركك تشفيعه فيما شفع فيه
إليك فحظ دفعته عن نفسك إلى من هو أولى به منك فإذا ورد عليك كتابي
فخل ما في يديك لسعيد بن أبي سرح وابن له داره وأردد عليه ماله ولا
تعرض له فقد كتبت إلى الحسن ان يخبره ان شاء أقام عنده وان شاء رجع
إلى بلده ولا سلطان لك عليه لا بيد ولا لسان واما كتابك إلى الحسن باسمه
واسم أمه ولا تنسبه إلى أبيه فان الحسن ويحك من لا يرمى به الرجوان
والى اي أم وكلته لا أم لك أما علمت أنها فاطمة بنت رسول الله ص فذاك
أفخر له لو كنت تعلمه وتعقله وكتب في أسفل الكتاب شعرا من جملته
اما حسن فابن الذي كان قبله إذا سار سار الموت حيث يسير
وهل يلد الريبال الا نظيره وذا حسن شبه له ونظير
ولكنه لو يوزن الحلم والحجى بأمر لقالوا يذيل وثبير
قال المؤلف في هذا المقام مواقع للقول أولا قول زياد في
جواب كتاب الحسن ع من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن ابن فاطمة
وقوله اتاني كتابك تبدأ بنفسك فيه يدل على أن الذي نقله شارح النهج من
كتاب الحسن ع قد نقص منه شئ من أوله وان أصله من الحسن بن
علي إلى زياد ثانيا قول معاوية وعلمت ان لك رأيين رأي من أبي سفيان
وهو: حلم وحزم ورأي من سمية صوابه ان له رأيا واحدا مستمدا من أبي
سفيان وسمية وهو الفسق والفجور فسمية كانت من البغايا بالطائف ونزل
أبو سفيان على أبي مريم الخمار بالطائف فقال له ابغني بغيا فقال ليس
عندي الا سمية فقال ائتني بها على نتن رائحة إبطيها وكانت تحت عبيد وهو
راع بالطائف فأمهل حتى نام عبيد وكان معها أبو سفيان فلما فرع خاطب أبا
مريم بكلام نصون كتابنا عن ذكره وقد أكثر الشعراء من ذكر هذه القصة
فقال عبد الرحمن بن الحكم أخو مروان بن الحكم:
الا أبلغ معاوية بن حرب * لقد ضاقت بما يأتي اليدان
أتغضب ان يقال أبوك عف * وترضى ان يقال أبوك زاني
فاشهد ان رحمك من زياد * كرحم الفيل من ولد الأتان
ويقال انها ليزيد بن مفرع الحميري وان أولها:
الا بلغ معاوية بن حرب * مغلغلة من الرجال اليماني
وقال يزيد بن مفرع الحميري من أبيات:
شهدت بان أمك لم تباشر * أبا سفيان واضعة القناع
وقال أيضا:
ان زيادا ونافعا وأبا بكرة * عندي من أعجب العجب
هم رجال ثلاثة خلقوا * في رحم أنثى وكلهم لأب
ذا قرشي كما تقول وذا * مولى وهذا ابن عمه عربي
وقال يزيد بن مفرع أيضا يخاطب زيادا:
فكر ففي ذاك ان فكرت معتبر * هل نلت مكرمة الا بتأمير
عاشت سمية ما عاشت وما علمت * ان ابنها من قريش في الجماهير
ولما جئ بأبي مريم الخمار إلى جامع دمشق ليشهد باستلحاق زياد
تكلم بكلام فيه وصف الحالة التي كانت عليها سمية لما جمع بينها وبين أبي
سفيان مما لا يليق ذكره فقال له زياد انما جئت شاهدا لا شاتما لأمهات الناس
فقال معاوية انما ذكر الرجل الذي رأى ولم ينزعج من ذلك وفي هذا دليل
على ما كانت تنطوي عليه نفسية معاوية قال ابن أبي الحديد في شرح النهج

(١) في القاموس: الرجا الناحية أو ناحية البئر ويمدوهما رجوان. ورمى به الرجوان: استهزاء
كأنه رمى به رجوا بئر.
(٢٣٨)

ج ٤ ص ٧٢ قال الحسن البصري ثلاث كن في معاوية لو لم تكن فيه الا
واحدة منهن لكانت موبقة انتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء حتى ابتزها أمرها
واستلحاقه زيادا مراغمة لقول رسول الله ص الولد للفراش وللعاهر الحجر
وقتله حجر بن عدي فيا ويله من حجر وأصحاب حجر ثالثا لا عجب
من معاوية ولا من زياد وأصله وخبثه ما سمعت وهل يؤمل من الحنظل ان
يثمر غير الحنظل رابعا ليست التبعة في ذلك عليهما وحدهما بل التبعة في
ذلك على من مهد لهما ومكنهما من رقاب المسلمين أشد وأعظم كما قال
الشريف الرضي:
بنى لهم الماضون أساس هذه * فعلوا على أساس تلك القواعد
الا ليس فعل الأولين وان علا * على صبح فعل الآخرين بزائد
وكان الأولى بالشريف الرضي ان يقول:
بنى لهم الماضون أسا وقد بنوا * بناهم على أساس تلك القواعد
ألا ليس فعل الآخرين وان علا * على قبح فعل الأولين بزائد
خامسا اعترف معاوية بفضل الحسن وأبيه وأمه وانه ممن لا يرمى
به الرجوان لما رأى أن في غير ذلك مذمة له ومنقصة عليه وعلى زياد ولكن لم
يمنعه ذلك من سب أبيه على المنابر والقنوت عليه في الصلوات ودس السم
إلى الحسن.
٧٨٣: سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري الساعدي
في الاستيعاب ج ٢ ص ١٦ قال قوم له صحبة وقال أحمد بن حنبل لا
أدري قال أبو عمر صحبته صحيحة وكان واليا لعلي بن أبي طالب ع على
اليمن اه‍. وفي أسد الغابة ج ٢ ص ٣٠٨ له صحبة وفي الإصابة ذكره
الجمهور في الصحابة وقال ابن سعد ثقة قليل الحديث.
الراوون عنه
في الاستيعاب روى عن سعيد هذا ابنه شرحبيل بن سعيد وأبو
امامة بن سهل بن حنيف.
٧٨٤: سعيد بن سعد بن سليمان بن العباس بن شريك العبسي
قال النجاشي له نسخة يرويها عن آبائه رواها الحسين بن الحصين بن
سحيت القمي قال حدثنا أحمد بن إبراهيم بن معلى حدثنا محمد بن زكريا
الغلابي حدثنا العباس بن بكار عنه وأخبرنا أحمد بن علي بن نوح حدثنا
عبد الجبار بن شيران عن محمد بن زكريا بن دينار الغلابي حدثنا العباس بن
بكار عنه.
٧٨٥: سعيد بن سعيد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع ويحتمل قويا انه
القمي الآتي
٧٨٦: سعيد بن سعيد الجرجاني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٧٨٧: سعيد بن سعيد القمي
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع سعيد بن سعيد وفي
أصحاب الرضا ع سعيد بن سعيد القمي.
٧٨٨: سعيد بن سقيان الأسلمي المدني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٧٨٩: سعيد السمان
هو سعيد عبد الرحمن الأعرج الآتي.
٧٩٠: سعيد بن شيبان مولى أشيم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٧٩١: سعيد بن ظريف التميمي
الحنظلي مولى كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي منهج المقال
الظاهر أنه سعد بغير ياء وان صح فهو اخوه.
٧٩٢: سعيد بن عبد الجبار الزبيدي الحمصي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٧٩٣: سعيد بن عبد الرحمن وقيل ابن عبد الله الأعرج السمان أبو عبد الله
التميمي أو التيمي مولاهم كوفي
قال النجاشي ثقة روى عن أبي عبد الله ع ذكره ابن عقدة وابن
نوح له كتاب يرويه عنه جماعة أخبرنا عدة من أصحابنا عن أبي الحسن بن
داود عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن
صفوان عن سعيد به. وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
سعيد بن عبد الرحمن الأعرج السمان ويقال له ابن عبد الله له كتاب.
٧٩٤: سعيد بن عبد الرحمن الجمحي المكي
٧٩٥: سعيد بن عبد الرحمن المكي
ذكرهما الشيخ في رجاله أصحاب الصادق ع.
٧٩٦: قطب الدين أبو الحسين أو أبو الحسن سعيد بن عبد الله بن الحسين بن
هبة الله بن الحسن الراوندي
وفي الرياض: ينسب إلى جده كثيرا اختصارا فيقال سعيد بن هبة
الله الراوندي فلا تظن التعدد والرواندي نسبة إلى رواند بفتح الواو
وسكون النون قرية من قرى كاشان واقعة بينها وبين أصفهان.
محل دفنه
عن الشيخ البهائي انه مدفون في مقبرة الست فاطمة وفي الروضات
وقبره إلى الآن هناك معروف يزار وقد تشرفت بزيارته وفي الرياض عن
المولى خسرو الشاعر المشهور انه نقل في كتاب تذكره الأولياء في أحوال
العلماء ان قبر القطب الراوندي في قرية خسرو شاه من نواحي تبريز قال
صاحب الرياض وانا أيضا رأيت قبرا بتلك القرية يعرف عند أهلها بأنه قبر
القطب الراوندي وهم يزورونه فيه وقد زرته انا أيضا فيه ولا يبعد ان يكون
أحدهما قبر قطب الدين الراوندي والآخر قبر أبيه أو جده أو أحد أولاده أو
(٢٣٩)

قبر السيد فضل الله الراوندي.
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل: الشيخ الامام قطب الدين أبو الحسن سعيد بن
هبة الله بن الحسن الراوندي فقيه ثقة عين وفي الرياض الشيخ الامام الفقيه
قطب الدين أبو الحسن سعيد بن عبد الله بن هبة الله بن الحسن الراوندي
فاضل عالم متبحر فقيه محدث متكلم بصير بالأخبار شاعر ويقال انه كان
تلميذ تلاميذ الشيخ المفيد. وذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء فقال
شيخي أبو الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي. وذكره السيد رضي الدين
علي بن طاوس في كشف المحجة فقال سعيد بن هبة الله الراوندي وأثنى عليه
كثيرا ووصفه المجلسي في البحار بالامام.
أولاده
في الرياض له أولاد فضلاء داخلون في الإجازات منهم الشيخ علي
والشيخ حسين وفي الروضات له أولاد فضلاء منهم الشيخ علي والشيخ
محمد والشيخ حسين وللشيخ علي ابن المترجم ولد اسمه محمد بن علي من
العلماء.
مشايخه
في الرياض يظهر من قصص الأنبياء وغيره ان له شيوخا عديدة تقرب
من عشرين وفي الروضات يظهر من كتابه قصص الأنبياء وغيره ان له ما
يزيد على عشرين شيخا من الخاصة والعامة منهم ١ أبو علي الفضل بن
الحسن الطبرسي صاحب مجمع البيان ٢ السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن
محمد بن معبد الحسيني ٣ الشيخ أبو جعفر الحلبي عن ابن البراج كما صرح
به الشيخ علي الكركي في اجازته للشيخ علي الميسي ٤ والد الخواجة نصير
الدين الطوسي ٥ السيد المرتضى بن الداعي ٦ اخوه السيد المجتبى ٧ الشيخ
الامام عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري ٨ الشيخ عبد الله بن الحسن أو
الحسين الراوندي ١٠ علي بن علي بن عبد الصمد النيسابوري كما في
قصص الأنبياء ١١ أبو البركات محمد بن إسماعيل بن علي بن علي بن عبد
الصمد ١٢ الأستاذ أبو القاسم بن كميح ١٣ الأستاذ أبو جعفر محمد
ابن المرزبان ١٤ الأديب أبو عبد الله الحسين المؤدب القمي ١٥ أبو سعد
الحسن بن علي ١٦ الشيخ أبو القاسم الحسن بن محمد الحديقي
١٧ الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن علي بن محمد ١٨ عبد الله بن
دعويدار ١٩ السيد علي بن أبي طالب السليقي ٢٠ أبو السعادات
هبة الله بن علي الشجري ٢١ و ٢٢ الاخوان محمد وعلي ابنا عبد الصمد
٢٣ الشيخ أبو المحاسن مسعود بن علي بن محمد ذكر صاحب الرياض انه
يروي عن هؤلاء في قصص الأنبياء ٢٤ السيد أبو معبد الحسيني
٢٥ الشيخ أبو عبد الله الحلواني ٢٦ ابن الإخوة البغدادي.
تلاميذه
في الرياض يروي عنه جماعة كثيرة جدا كما يظهر من الإجازات
وغيرها وفي الروضات له تلاميذ فضلاء يروون عنه منهم ١ الشريف
عز الدين أبو الحارث محمد بن الحسن العلوي البغدادي كما صرح به الشيخ
علي الكركي في اجازته للشيخ علي الميسي ٢ أحمد بن علي بن عبد الجبار
الطبرسي القاضي الذي يروي عنه والد العلامة بواسطة الحسين بن ردة
٣ ابن شهرآشوب ٤ الشيخ زين الدين أبو جعفر محمد بن
عبد الحميد بن محمود الدعويدار وله منه إجازة برواية نهج البلاغة.
مؤلفاته
١ منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ويناقشه ابن أبي الحديد كثيرا
ويفند جملة من أقواله ويقول إنه رجل فقيه لا خبرة له باللغة والتاريخ ويقول إنه
أول من شرح نهج البلاغة وانه لم ير من الشروح غيره وفي الرياض ان
شرحه المذكور معروف وهو أول من شرح هذا الكتاب اه‍ ولكن قد سبقه
في شرح هذا الكتاب البيهقي الا انهما لم يطلعا على شرحه ٢ ضياء
الشهاب أو ضوء الشهاب وربما قيل إنهما اثنان في شرح كتاب الشهاب
للقاضي القضاعي في وجيز الألفاظ النبوية في الرياض تاريخ تأليفه سنة
٥٥٣ ويظهر من هذا الشرح ميله إلى التصوف وينقل فيه كلمات الصوفية
شاهدا فلعله لغيره ٣ رسالة في عدد المسائل التي وقع الخلاف فيها بين
المرتضى وأستاذه الشيخ المفيد في أصول المسائل الكلامية نسبها إليه جماعة
منهم ابن طاوس في كشف المحجة فقال في بحث ذم علم الكلام منه ان
القطب الراوندي ألف كتابا في الاختلاف الواقع بين الشيخ المفيد والسيد
المرتضى في الكلام فذكر فيه خمسا وتسعين مسالة ثم قال القطب ولو
استوفينا كلما اختلفا فيه لطال الكتاب ٤ تلخيص فصول عبد الوهاب في
تفسير بعض الآيات والروايات مع ضم بعض الفوائد والأخبار من طرق
الامامية في الرياض هو كتاب حسن ٥ لباب الأخبار كتاب مختصر في
الأخبار وفي الرياض الحق عندي اتحاد كتاب اللباب مع تلخيص فصول
عبد الوهاب فاني رأيت في بعض المواضع المعتبرة هكذا كتاب اللباب
المستخرج من فصول عبد الوهاب تصنيف الشيخ سعيد بن هبة الله
الراوندي لكن الأستاذ في البحار نسب كتاب اللباب إلى السيد فضل الله
الراوندي ٦ علامات النبي والأئمة ع نسبه إليه السيد حسين
المجتهد في كتاب دفع المناوات ٧ عيون المعجزات نسبه إليه فيه أيضا
٨ الموازاة بين المعجزات نسبه إليه فيه ٩ الدلائل والفضائل نسبه إليه فيه
١٠ الناسخ والمنسوخ من الآيات في جميع القرآن ١١ نوادر المعجزات
قال جماعة انه للقطب الراوندي منهم الكفعمي في حواشي مصباحه وهو من
تتمة كتاب الخرائج والجرائح وكذلك نسبه الراوندي إلى نفسه في آخر
الخرائج والجرائح ١٢ أم القرآن نسبه إليه الكفعمي في بعض مجاميعه ولا
يبعد اتحاده مع بعض ما سبق ١٣ رسالة الفقهاء نسبها إليه الأستاذ في
أثناء المجلد الأول من البحار نقلا عن الثقات ١٤ تفسير القرآن مجلدان
١٥ المغني في شرح النهاية عشر مجلدات وفي الرياض نسب إليه الشهيد في
بحث السجود من البيان كتاب المغني ونقل منه دعاء السجود تلاوة القرآن
يقرأ في النافلة والظاهر أنه غير الكتب المذكورة ١٦ خلاصة في الشرائع
مجلدان ١٨ المستقصى في شرح الذريعة ثلاث مجلدات ١٩ حل العقود
في الجمل والعقود ٢٠ الإنجاز في شرح الايجاز ٢١ نهية النهاية في غريب
النهاية ٢٢ احكام الأحكام ٢٣ بيان الانفرادات ٢٤ شرح ما يجوز وما
لا يجوز من النهاية ٢٥ التقريب في التعريب ٢٦ الاغراب في الاعراب
٢٧ زهر المباحثة وثمر المناقشة ٢٨ تهافت الفلاسفة ٢٩ جواهر الكلام
في شرح مقدمة الكلام ٣٠ النيات في جميع العبادات ٣١ نفثة المصدور
وهي منظوماته ٣٢ الخرائج والجرائح في المعجزات وفي الروضات يتضمن
(٢٤٠)

كتاب الخرائج كثيرا من أحاديث الارتفاع نظير كتاب البصائر لمحمد بن
الحسن الصفار وتفسير فرات بن إبراهيم الكوفي بل كثيرا مما وقع في أصول
الكافي ٣٣ شرح الأبيات الآيات المشكلة في التنزيه ٣٤ شرح
الكلمات المائة لأمير المؤمنين ع ٣٥ شرح العوامل المائة ٣٦ شجار
العصابة في غسل الجنابة ٣٧ المسألة الشافية في الغسلة الثانية ٣٨ مسالة
العقيقة ٣٩ مسالة في صلاة الآيات ٤٠ مسالة في الخمس ٤١ مسالة
أخرى في الخمس ٤٢ مسالة فيمن حضره الأداء وعليه القضاء. وهذه
من الرابع عشر إلى هنا مذكورة في أمل الآمل نقلا عن منتجب الدين
٤٣ جنا الجنتين في ذكر ولد العسكريين ذكره ابن شهرآشوب في معالم
العلماء وفي أمل الآمل رأيت له ٤٤ قصص الأنبياء ٤٥ فقه القرآن
٤٦ رسالة في أحوال أحاديث أصحابنا واثبات صحتها وينسب إليه
٤٧ شرح مشكلات النهاية ولعله بعض ما تقدم ٤٨ كتاب يسمى البحر
٤٩ شرح آيات الأحكام وهو غير فقه القرآن اه‍ ٥٠ كتاب كبير في
المزار نسب إليه في المقاييس ٥١ كتاب ألقاب الرسول وفاطمة والأئمة
ع رآه صاحب الرياض وقال إنه كتاب لطيف مفيدا جدا مع
صغر حجمه وفي الرياض بعد ما نقل عن الراوندي في الخرائج والجرائح بعد
اتمام أبواب المعجزات وهو الباب الخامس عشر انه لم يذكر جميع المعجزات
خوف الإملال ونقل عنه انه قال وقد كنت جمعت مختصرات تتعلق بها الفن
من العلوم فأضفتها إلى هذا الكتاب وهي نوادر المعجزات ٥٢ أم
المعجزات ٥٣ الفرق بين الحيل والمعجزات وهل معها كتاب علامات
النبي والأئمة ع المتقدم ثم أدرج هذه الكتب الخمسة في
الأبواب التي تخصها وهي كالصريح في أنها من جملة كتاب الخرائج فصارت
أبوابه عشرين ٥٤ أسباب النزول ٥٥ تحفة العليل في الأدعية والآداب
وأحاديث البلاء وأوصاف جملة من المطعومات ٥٦ كتاب الدعوات سماه
سلوة الحزين.
٧٩٧: سعيد بن عبد الله الحنفي
استشهد مع الحسين ع بكربلاء سنة ٦١ من الهجرة له بكربلا
مقامات مشهودة تدل على رسوخ ايمانه وشجاعته وشدة ولائه لأهل بيته
ع منها ما في المناقب وغيره انه لما كانت ليلة عاشوراء وجمع
الحسين ع أصحابه وخطبهم وقال لهم اني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا
في حل ليس عليكم مني ذمام وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وليأخذ
كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم فان
القوم انما يطلبونني ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري فأبوا ذلك كلهم
وقاموا فتكلموا بكلام ملؤه الايمان الصادق والولاء الكامل والشجاعة
الفائقة فكان ممن قام سعيد بن عبد الله الحنفي وتكلم بكلام مذكور في
الزيارة المنسوبة إلى الناحية المقدسة فقال لا والله لا نخليك حتى يعلم الله
انا قد حفظنا غيبة رسول الله ص فيك والله لو اعلم اني اقتل ثم أحيا ثم
أحرق ثم أذرى ويفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي
دونك وكيف افعل ذلك وانما هي موتة وقتلة واحدة ثم بعدها الكرامة التي
لا انقضاء لها ابدا ومنها ما في مناقب ابن شهرآشوب عند ذكر مقتل
أصحاب الحسين ع ثم برز سعيد بن عبد الله الحنفي وقال مرتجزا:
أقدم حسين اليوم تلق أحمدا * وشيخك الخير عليا ذا الندى
وحسنا كالبدر لاقى الأسعدا
ومنها ما ذكره غير واحد من أصحاب المقاتل انه لما كان يوم عاشورا
قال الحسين ع لزهير بن القين وسعيد بن عبد الله الحنفي تقدما امامي
حتى أصلي الظهر فتقدما أمامه في نحو من نصف أصحابه حتى صلى بهم
صلاة الخوف وروي ان سعيد بن عبد الله الحنفي تقدم امام الحسين ع
فاستهدف لهم يرمونه بالنبل كلما اخذ الحسين ع يمينا وشمالا قام بين
يديه فما زال يرمي به حتى سقط إلى الأرض وهو يقول اللهم العنهم لعن
عاد وثمود اللهم أبلغ نبيك عني السلام وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح فاني
أردت بذلك نصرة ذرية نبيك ثم مات رضي الله عنه فوجد به ثلاثة عشر
سهما سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح.
٧٩٨: سعيد بن عبد الله القرشي العامري مولاهم أبو عثمان الحجازي
مر بعنوان سعيد بن مرجانة وذكرناه هناك لاشتهاره بابن مرجانة وهي
أمه.
٧٩٩: سعيد بن عبد الله مولى بني هاشم الكوفي
٨٠٠: سعيد بن عبيد السمان الكوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٠١: سعيد بن عبيد الطائي
قال ابن الأثير في كتابه الكامل لما سار علي ع إلى حرب الجمل
نزل الربذة وأتاه جماعة من طئ وهو بالربذة فلما دخلوا عليه قال لهم ما
شهدتمونا به قالوا شهدناك بكل خير جزاكم الله خيرا فنهض سعيد بن عبيد
الطائي فقال يا أمير المؤمنين ان من الناس من يعبر لسانه عما في قلبه واني
والله ما أجد لساني يعبر عما في قلبي وسأجهد وبالله التوفيق اما أنا فسأنصح
لك في السر والعلانية وأقاتل عدوك في كل موطن وأرى من الحق لك ما لا
أراه لأحد غيرك من أهل زمانك لأهلك وقرابتك فقال رحمك الله قد أدى
لسانك عما يجن ضميرك وقتل معه بصفين.
٨٠٢: سعيد بن عثمان
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع.
٨٠٣: سعيد بن عطارد الكوفي ويقال له ابن أبي المطارد
٨٠٤: سعيد بن عفير الأزدي الكوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٠٥: سعيد بن علاقة الهاشمي أبو فاخثة الكوفي مولى أم هانئ
في تهذيب التهذيب مات في ولاية عبد الملك أو الوليد بن عبد الملك
وأرخه ابن قانع سنة ١٢٠ وأظنه خطا اه‍ وفيه قدم الشام وهو بكنيته
مشهور أكثر من اسمه قال العجلي والدارقطني ثقة وذكره ابن حبان في
الثقات وقال الواقدي شهد مع علي مشاهده وعده في المناقب من أصحاب
علي بن الحسين ع.

(١) راجع الصفحة ٣٨ من هذا الجزء.
(٢٤١)

من روى عنهم ورووا عنه
في تهذيب التهذيب روى عن علي وأم هانئ وعائشة وابن مسعود
وابن عمر وابن عباس والأسود بن يزيد النخعي وجعدة بن هبيرة
والطفيل بن أبي كعب وهبيرة بن مريم وعنه ابنه ثوير وعون بن عبد الله بن
عتبة ويزيد وبرد ابنا أبي زياد وسعيد المقبري وعمرو بن دينار وإسحاق بن
سويد العدوي وغيرهم.
٨٠٦: أبو عمرو سعيد بن عمرو
في الرياض من أجلة علماء أصحابنا ومن معاصري الشيخ أبي غالب
الزراري ومن تلاميذ محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري صاحب كتاب
قرب الاسناد المعروف وله منه إجازة أيضا لذلك الكتاب ففي آخر نسخة
عتيقة من كتاب قرب الاسناد المذكور بخط ابن المهيار البزار الفقيه المعاصر
للمفيد ما لفظه: صورة إجازة كانت في الأصل بخط محمد بن عبد الله بن
جعفر الحميري بتاريخ صفر سنة ٣٠٤ قال أطلقت لك يا أبا عمرو
سعيد بن عمرو ان تروي هذا الكتاب عني عن أبي علي تمام هذا الكتاب
وما كان فيه عن بكر الأزدي وسعدان بن مسلم فاروه عن أحمد بن إسحاق
بن سعد عنهما وكتب محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري بخطه في
صفر سنة ٣٠٤.
٨٠٧: سعيد بن عمرو الجعفي الكوفي
٨٠٨: سعيد بن عمرو بن أبي نصر السكوني مولاهم كوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٠٩: سعيد بن غزوان الأسدي كوفي
عن تقريب ابن حجر غزوان بفتح المعجمة وسكون الزاي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي
الفهرست سعيد بن غزوان له أصل رويناه عن جماعة عن أبي المفضل عن
ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن سعيد بن
غزوان وقال النجاشي سعيد بن غزوان الأسدي مولاهم كوفي أخو فضيل
روى عن أبي عبد الله ع ثقة وابنه محمد بن سعيد ابن غزوان روى أيضا
له كتاب أخبرناه عدة من أصحابنا عن الحسن بن حمزة العلوي الطبري قال
حدثنا محمد بن جعفر بن بطة حدثنا محمد بن الحسن الصفار حدثنا أحمد بن
محمد عن ابن أبي عمير عن سعيد بن غزوان وفي منهج المقال المذكور في
كتب رجالنا فضل بن غزوان لا فضيل اه‍ والظاهر أنه غير سعيد بن غزوان
الذي ترجم له صاحب تهذيب التهذيب وقال إنه شامي فان هذا كوفي.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن استعلام ان سعيدا هو ابن
غزوان برواية ابن أبي عمير عنه.
٨١٠: سعيد بن فماذين المكي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع والنسخ في أبيه
مختلفة ففي بعضها فماذين بفاء وذال معجمة وفي بعضها قماذين بابدال
الفاء قافا وفي بعضها قمازين بابدال الذال زايا إلى غير ذلك.
٨١١: سعيد بن فيروز أبو البختري
توفي سنة ١٨٣ عن تقريب ابن حجر.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وعده العلامة في
الخلاصة من غير كنية من أصحاب أمير المؤمنين ع من اليمن وحكى
عن البرقي انه من خواصه وقد تقدم في سعد بن عمران انه يكنى أبا
البختري ويقال سعد بن فيروز. وعن تقريب ابن حجر سعيد بن فيروز أبو
البختري بفتح الموحدة والمثناة بينهما خاء معجمة ابن عمران الطائي مولاهم
الكوفي ثقة ثبت فيه تشيع. قليل الحديث كثير الارسال من الثالثة. وفي
تهذيب التهذيب سعيد بن فيروز وهو ابن أبي عمران أبو البختري الطائي
مولاهم الكوفي عن ابن معين أبو البختري الطائي اسمه سعيد وهو ثبت ثقة
ولم يسمع من علي شيئا أنظره مع ما مر عن الشيخ والعلامة والبرقي وقال
أبو حاتم ثقة صدوق. عن حبيب بن أبي ثابت اجتمعت انا وسعيد بن جبير
وأبو البختري فكان الطائي أعلمنا وأفقهنا قال هلال بن خباب كان من
أفاضل أهل الكوفة وكان كثير الحديث يرسل حديثه ويروي عن الصحابة
ولم يسمع من كثير أحد وذكره ابن حبان في الثقات فقال سعيد بن فيروز
ويقال سعيد بن عمران وقيل غير ذلك وقال العجلي تابعي ثقة فيه تشيع
ونقل ابن خلفون توثيقه عن ابن نمير وقال أبو أحمد الحاكم في الكنى ليس
بقوي عندهم كذا قال وهو سهو اه‍.
من روى عنهم ومن رووا عنه
في تهذيب التهذيب روى عن أبيه وابن عباس وابن عمر وأبي سعيد
وأبي كبشة وأبي برزة ويعلى بن مرة وأبي عبد الرحمن السلمي والحارث
وأرسل عن عمرو وعلي وحذيفة وسلمان وابن مسعود. وعنه عمرو بن مرة
وعبد الأعلى بن عامر وعطاء بن السائب وسلمة ابن كهيل ويونس بن خباب
وحبيب بن أبي ثابت ويزيد بن أبي زياد وغيرهم.
٨١٢: سعيد بن قيس الهمداني الصائدي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨١٣: سعيد بن قيس الهمداني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وفي منهج المقال انه
سعيد على أصح النسختين والأخرى سعد وقد سبق قال وفي رجال الكشي
قال الفضل بن شاذان ومن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم وعد جماعة
منهم سعيد بن قيس اه‍ واحتمال انه المتقدم كما عن حاشية النقد للمؤلف
بعيد في الغاية لأن ذلك من أصحاب الصادق وهذا من أصحاب علي عليهما
السلام وحضر معه حرب صفين وكان من المخلصين في ولاء أمير
المؤمنين ع ومن الشجعان المعروفين وكان سيد همدان وعظيمها والمطاع
فيها وله بصفين مقامات مشهودة مشهورة قال نصر بن مزاحم في كتاب
صفين حدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن الشعبي عن مالك بن قدامة
الأزدي قال قام سعيد بن قيس يخطب أصحابه بقناصرين فقال الحمد لله
الذي هدانا لدينه وأورثنا كتابه وامتن علينا بنبيه فجعله رحمة للعالمين وسيدا
للمرسلين وقائدا للمؤمنين وخاتما للنبيين وحجة الله العظيم على الماضين
(٢٤٢)

والغابرين ثم كان مما قضى الله وقدره وله الحمد على ما أحببنا وكرهنا ان
ضمنا وعدونا بقناصرين فلا يجمل بنا اليوم الحياص وليس هذا بأوان
انصراف ولات حين مناص وقد خصنا الله بمنه برحمة لا نستطيع أداء شكرها
ولا نقدر قدرها ان أصحاب محمد ص المصطفين الأخيار معنا وفي حيزنا
فوالله الذي هو بالعباد بصير ان لو كان قائدنا حبشيا مجدعا الا أن معنا من
البدريين سبعين رجلا لكان ينبغي لنا ان تحسن بصائرنا وتطيب أنفسنا
فكيف وانما رئيسنا ابن عم نبينا بدري صدق وصلى صغيرا وجاهد مع
نبيكم كبيرا ومعاوية طليق من وثاق الأسارى الا انه أخو جفاة فأوردهم
النار وأورثهم العار والله محل بهم الذل والصغار الا أنكم ستلقون عدوكم
غدا فعليكم بتقوى الله من الجد والحزم والصدق والصبر فان الله مع
الصابرين الا انكم تفوزون بقتلهم ويشقون بقتلكم والله لا يقتل رجل
منكم رجلا منهم الا أدخل الله القاتل جنات عدن وأدخل المقتول نارا تلظى
لا تفتر عنهم وهم فيها مبلسون عصمنا الله وإياكم بما عصم به أولياءه
وجعلنا وإياكم ممن أطاعه واتقاه واستغفر الله العظيم لي ولكم والمؤمنين ثم
قال الشعبي لعمري لقد صدق فعله ما قال في خطبته وفي مجالس المؤمنين
سعيد بن قيس الهمداني كان من رؤساء قبيلة همدان ومن فدائية ملك
الرجال يعني أمير المؤمنين ع اه‍.
وكان سعيد بن قيس الهمداني فارسا شجاعا شاعرا من خلص
أصحاب أمير المؤمنين ع شهد معه الجمل وصفين وأخباره الآتية دالة
على علو مقامه وخلوص ولائه.
أخباره يوم الجمل
في مجالس المؤمنين عن كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي كان سعيد بن
قيس في حرب الجمل في خيل الميسرة وأثر أثرا موجبا للسرور وقال ابن أبي
الحديد في شرح النهج ج ١ ص ٤٨ كان سعيد بن قيس الهمداني في عسكر
علي ع يوم الجمل ومما رويناه من الشعر المقول في صدر الاسلام المتضمن
كون علي ع وصي رسول الله ص قول سعيد بن قيس الهمداني يوم
الجمل
آية حرب أضرمت نيرانها * وكسرت يوم الوغى مرانها
قل للوصي أقبلت قحطانها * فادع بها تكفيها همدانها
وتتمة الأبيات:
هم بنوها وهم إخوانها
وروى نصر بسنده عن الشعبي ان سعيد بن قيس دخل على علي بن
أبي طالب ع فقال له علي وعليك السلام وان كنت من المتربصين فقال
حاش الله يا أمير المؤمنين لست من أولئك قال فعل الله ذلك اه‍ أقول
ينبغي أن يكون ذلك قبل حرب الجمل فإنه في حرب الجمل كان مع
علي ع ولم يكن متربصا ولعل تربصه كان قبل حرب الجمل والله أعلم.
أخباره بصفين
روى نصر بن مزاحم ان عليا ع لما عقد الألوية وأمر الأمراء
وكتب الكتائب يوم صفين استعمل على همدان سعيد بن قيس وفي مناقب
ابن شهرآشوب انه جعله فيها على الجناح وفي مجالس المؤمنين عن كتاب
الفتوح لابن أعثم الكوفي انه جعله يوم صفين مع عبد الله بن بديل بن
ورقاء الخزاعي على الخيل في الجناح وهو أهم مواقع العسكر وروى نصر في
كتاب صفين ان عليا ع لما قدم النخيلة متوجها إلى حرب صفين امر
الأسباع من أهل الكوفة فجعل من جملتهم سعيد بن قيس بن مرة الهمداني
على همدان ومن معهم من حمير وروى نصر انه كان من الأشعث بن قيس
شئ عند عزله عن الرياسة وذلك أن راية كندة وربيعة كانت للأشعث
فدعا علي حسان بن مخدوج فجعل له تلك الرياسة فتكلم في ذلك ناس من
أهل اليمن فغضبت زبيد وغضب رجال اليمنية فأتاهم سعيد بن قيس
الهمداني فقال ما رأيت قوما أبعد رأيا منك أرأيتم ان عصيتم على علي هل
لكم إلى عدوه وسيلة وهل في معاوية عوض منه أو هل لكم بالشام من بدله
بالعراق أو تجد ربيعة ناصرا من مضر القول ما قال والرأي ما صنع قال ابن
الأثير وغيره لما ورد علي ع صفين ارسل بشير بن عمرو بن محصن
الأنصاري وسعيد بن قيس الهمداني وشبث بن ربعي التميمي إلى معاوية
ليحتجوا عليه وينظروا ما يريد فتكلم بشير وذهب سعيد بن قيس يتكلم
فبادره شبث بن ربعي فتكلم فقال معاوية أول ما عرفت به سفهك وخفة
حلمك ان قطعت على هذا الحسيب الشريف سيد قومه منطقه وما أراد
معاوية بهذا الكلام الانتصار لسعيد ولا بيان سمو مكانه بل هو في قلبه كاره
له أشد الكراهة وانما أراد ايقاع الفتنة بين شبث وسعيد وتشويش الأمر
والتشاغل عن جواب ما جاءوا لأجله فاتوا عليا فأخبروه بذلك فاخذ بأمر
الرجل ذا الشرف فيخرج ومعه جماعة من أصحاب معاوية وكرهوا ان يلقوا
جمع أهل العراق بجمع أهل الشام مخافة الاستئصال وعد فيمن كان يخرج
سعيد بن قيس الهمداني. وفي مروج الذهب ج ٢ ص ٢٠ اخرج علي ع
في اليوم السادس وهو يوم الاثنين سعيد بن قيس الهمداني وهو سيد همدان
يومئذ فاخرج إليه معاوية ذا الكلاع وكانت بينهما إلى آخر النهار وأسفرت
عن قتلى وانصرف الفريقان جميعا وفي مناقب ابن شهرآشوب إلى تمام
الأربعين وقعة. وروى نصر في كتاب صفين ان عمرو بن حصين
السكسكي برز في يوم صفين فنادى يا أبا حسن هلم إلى المبارزة وحمل على
علي ليضربه فبادر إليه سعيد بن قيس ففلق صلبه فقال علي ع يومئذ:
دعوت فلباني من القوم عصبة * فوارس من همدان غير لئام
فوارس من همدان ليسوا بعزل * غداة الوغى من شاكر وشبام
وكل رديني وعضب تخاله * إذا اختلف الأقوام شعل ضرام
لهمدان أخلاق ودين يزينهم * وبأس إذا لاقوا وجد خصام
وذكر جامع الديوان انه ع قال يمدح قبيلة همدان ويخص بالذكر
منهم سعيد بن قيس:
دعوت فلباني البيت:
ومن كل حي قد أتتني فوارس * ذوو نجدات في اللقاء كرام
يقودهم حامي الحقيقة منهم * سعيد بن قيس والكريم يحامي
وفي رواية بعد وبأس إذا لاقوا:
وجد وصدق في الحروب ونجدة * وقول إذا قالوا بغير آثام
متى تأتهم في دارهم تستضيفهم * تبت ناعما في خدمة وطعام
جزى الله همدان الجنان فإنها * سمام العدى في كل يوم سمام
فلو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمدان أدخلوا بسلام
وفي مناقب ابن شهرآشوب أن عليا ع جال في الميدان قائلا وذكر
(٢٤٣)

أبياتا فاستخلفه عمرو بن الحصين السكسكي أي جاء من خلفه على أن
يطعنه فرآه سعيد بن قيس فطعنه وأنشد:
أقول له ورمحي في حشاه * وقد قرت بمصرعه العيون
ألا يا عمرو عمر بني حصين * وكل فتى ستدركه المنون
أتدرك أن تنال أبا حسين * بمعضلة وذا ما لا يكون
قال وخرج معاوية يشير إلى همدان وهو يقول:
لا عيش الا فلق قحف الهام * من أرحب أو شاكر وشبام
قوم هم أعداء أهل الشام * كم من كريم بطل همام
وكم قتيل وجريح دامي * كذاك حرب السادة الكرام
فبرز سعيد بن قيس يرتجز ويقول:
لا هم رب الحل والحرام * لا تجعل الملك لأهل الشام
فحمل وهو مشرع رمحه فولى معاوية هاربا ودخل في غمار القوم
وجعل سعيد يقول:
يا لهف نفسي فاتني معاوية * على طمر كالعقاب هاويه
والراقصات لا يعود ثانيه * الا هوى معفرا في الهاوية
وفي مجالس المؤمنين عن كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ان عمرو بن
حصين السكوني لما أراد أن يطعن عليا ع من خلفه فقتله سعيد بن قيس
وأنشأ سعيد يقول:
الا أبلغ معاوية بن حرب * ورجم الغيب تكشفه الظنون
بانا لا نزال لكم عدوا * طوال الدهر ما سمع الحنين
ألم تر ان والدنا علي * أبو حسن ونحن له بنون
وانا لا نريد سواه مولى * وذاك الرشد والحظ السمين
فلما سمع ذلك معاوية جمع جمعا من قبائل يحصب وكندة ولخم وجذام
مع ذي الكلاع الحميري وقال اخرج واقصد بحربك همدان خاصة ولما
رآهم علي ع نادى يا همدان فأجابوه لبيك لبيك يا أمير المؤمنين فقال
عليكم بهذه الخيل فان معاوية قد قصدكم بها خاصة دون غيركم فتوجه
سعيد بن قيس في رجال همدان حتى هزمهم والحقهم بسرادق معاوية وبارز
في هذه الحرب عدة مبارزات واستمرت الحرب بينهم إلى وقت صلاة العشاء
ثم افترقوا فسر علي ع بذلك وأثنى على سعيد بن قيس وقبيلته همدان
وقال يا آل همدان أنتم مجني ودرعي بكم استظهر وأنت يا سعيد بمنزلة عيني
التي أبصر بها ويدي التي أبطش بها وفي كل وقت وفي كل عمل اعتمد على
شجاعتك ورجولتك والله لو كان تقسيم الجنة بيدي لوضعت همدان في
أحسن موضع منها فقال له سعيد بن قيس يا أمير المؤمنين انما نفعل هذا
طلبا لرضا الله تعالى فمرنا بما تريد وابعث بنا إلى أي جانب أردت تجدنا
مطيعين وقلوبنا وأرواحنا بيدك فاثنى عليهم علي ع خيرا.
وروى نصر في كتاب صفين ان معاوية لما تعاظمت عليه الأمور بصفين
جمع خواص أصحابه فقال لهم انه قد غمني رجال من أصحاب علي وعد
منهم خمسة فيهم سعيد بن قيس في همدان والأشتر والمرقال وعدي بن حاتم
وقيس بن سعد في الأنصار وقد عبأت لكل رجل منهم رجل فانا أكفيكم
غدا سعيد بن قيس وأنت يا عمرو للمرقال وقد جعلتها نوبا في خمسة أيام
وأصبح معاوية في غده فلم يدع فارسا الا حشده ثم قصد لهمدان بنفسه في
اعراض الخيل مليا ثم إن همدان تنادت بشعارها وأقحم سعيد بن قيس
فرسه على معاوية فهمدان تذكر ان سعيدا كاد يقتنصه الا أنه فاته ركضا
فقال سعيد في ذلك:
يا لهف نفسي فاتني معاوية * فوق طمر كالعقاب هاويه
والراقصات لا يعود ثانية * الا على ذات خصيل طاويه
ان يعد اليوم فكعبي عالية
فانصرف معاوية ولم يصنع شيئا وغدا في اليوم الثاني عمرو بن
العاص في حماة الخيل فطعن قال وان معاوية أظهر لعمرو شماتة وجعل يقرعه
ويوبخه وقال لقد أنصفتكم إذ لقيت سعيد بن قيس في همدان وفررتم وانك
لجبان يا عمرو فغضب عمرو وقال فهلا برزت إلى علي إذا دعاك ان كنت
شجاعا كما تزعم قال وان القرشيين استحيوا مما صنعوا وشمت بهم اليمانية
من أهل الشام فقال معاوية يا معشر قريش مم تستحيون انما لقيتم كباش
العراق وما لك علي من حجة لقد عبأت نفسي لسيدهم وشجاعهم سعيد بن
قيس ولكنه عاد منهزما فانقطعوا عن معاوية أياما فقال معاوية من أبيات:
لعمري لقد أنصفت والنصف عادتي * وعاين طعنا في العجاج المعاين
أتدرون من لاقيتم فل جيشكم * لقيتم ليوثا أصحرتها العرائن
فلما سمع قوم ما قاله معاوية اتوه فاعتذروا إليه واستقاموا على ما
يحب.
وخرج بسر بن أرطاة فقال مرتجزا:
أكرم بجند طيب الأردان * جاءوا ليكونوا أولياء الرحمن
اني أتاني خبر شجاني * ان عليا نال من عثمان
فبرز إليه سعيد بن قيس قائلا:
بؤسا لجند ضائع الايمان * أسلمهم بسر إلى الهوان
إلى سيوف لبني همدان * فانصرف بسر من طعنته مجروحا
وفي كتاب صفين لنصر بن مزاحم ص ١٧١ انه لما كان يوم صفين
اختلط الناس في سواد الليل وتبدلت الرايات بعضها ببعض ووجد أهل
العراق لواءهم مركوزا وليس حوله الا ربيعة وعلي بينها وهو لا يعلم من هم
ويظنهم غيرهم فلما صلى علي الفجر أبصر وجوها ليست بوجوه أصحابه
بالأمس فقال من القوم قالوا ربيعة وقد بت فيهم تلك الليلة فقال فخر
طويل لك يا ربيعة ثم قال لهاشم خذ اللواء فوالله ما رأيت مثل هذه الليلة
ثم خرج نحو القلب حتى ركز اللواء به فإذا سعيد بن قيس على مركزه
فلحقه رجل من ربيعة يقال له نضر فقال له ألست الزاهم لئن لم تنته ربيعة
لتكونن ربيعة ربيعة ومضر مضر فما أغنت عنك مضر البارحة فنظر إليه علي
نظر منكر وروى نصر انه لما اشتد القتال بصفين ارسل معاوية إلى عمرو بن
العاص ان قدم عكا والأشعريين إلى همدان فقدمهم فنادى سعيد بن قيس يا
لهمدان خدموا اي اضربوا موضع الخدمة وهي الخلخال يعني اضربوا
السوق فأخذت السيوف أرجل عك فنادى أبو مسروق العكي يا لعك بركا

(١) هذا غير صحيح بحسب قواعد اللغة العربية - المؤلف -.
(١) هذا غير صحيح بحسب قواعد اللغة العربية - المؤلف -.
(٢٤٤)

كبرك الجمل ونادى معاوية في احياء اليمن فقال عبئوا لي كل فارس مذكور
فيكم أتقوى به لهذا الحي من همدان فخرجت خيل عظيمة فلما رآها علي
عرف انها عيون الرجال فنادى يا لهمدان فاجابه سعيد بن قيس فقال
علي ع احمل فحمل حتى خالط الخيل بالخيل واشتد القتال وحطمتهم
همدان حتى ألحقوهم بمعاوية وجمع علي همدان فقال أنتم درعي ورمحي يا
همدان ما نصرتم الا الله ولا أجبتم غيره فقال سعيد بن قيس أجبنا الله
ونصرنا نبي الله ص في قبره وقاتلنا معك من ليس مثلك فارم بنا حيث
أحببت وفي هذا اليوم قال علي ع:
ولو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمدان ادخلي بسلام
وكان بصفين كتيبتان إحداهما الرجراجة مع أمير المؤمنين ع
وهم أربعة آلاف مجفف من همدان مع سعيد بن قيس الهمداني والثانية
الخضرية وتسمى الرقطاء أيضا وهم أربعة آلاف مع معاوية ثيابهم خضر أو
معلمون بالخضرة مع عبيد الله بن عمر بن الخطاب قال نصر في كتاب صفين
كانت طلائع أهل الشام وأهل العراق يلتقون فيما بين الوقائع ويتناشدون
الأشعار ويتحدثون على أمان فالتقوا يوما وتذاكروا رجراجة علي وخضرية
معاوية فافتخر كل قوم بكتيبتهم فقال أهل الشام ان الخضرية مثل رجراجة
وكان مع علي أربعة آلاف مجفف من همدان مع سعيد بن قيس رجراجة
وكان عليهم البيض والسلاح والدروع وكان الخضرية مع عبيد الله بن
عمر بن الخطاب أربعة آلاف عليهم الخضرة. وروى نصر في كتاب صفين
بسنده انه خرج علي يوم صفين وبيده عنزة فمر على سعيد بن قيس الهمداني
فقال له سعيد أما تخشى يا أمير المؤمنين ان يغتالك أحد وأنت قرب عدوك
فقال له علي انه ليس من أحد الا عليه من الله حفظة يحفظونه من أن يتردى
في قليب أو يخر عليه حائط أو تصيبه آفة فإذا جاء القدر خلوا بينه وبينه.
وفي مروج الذهب ج ٢ ص ٢٢ لما صرع عمار بن ياسر تقدم
سعيد بن قيس الهمداني في همدان وحطمت همدان أهل الشام حتى قذفتهم
إلى معاوية وقد كان معاوية صمد فيمن كان معه لسعيد بن قيس ومن معه
من همدان اه‍ وروى نصر ان معاوية دعا أخاه عتبة وأمره ان يلقى الأشعث
ويقول له في جملة كلام واما سعيد فقلد عليا دينه وروى نصر بن مزاحم في
كتاب صفين بسنده انه لما قتل ذو الكلاع الحميري أرسل ابنه إلى
الأشعث بن قيس ان يسلمه جثة أبيه فقال اني أخاف ان يتهمني أمير
المؤمنين في امره كاد المريب فاطلبه من سعيد بن قيس فاستأذن معاوية
ان يدخل إلى عسكر علي فقال له ان عليا قد منع ان يدخل منا أحد إلى
معسكره يخاف ان يفسد عليه جنده فأرسل ابن ذي الكلاع إلى سعيد بن
قيس الهمداني يستأذنه في ذلك فقال سعيد انا لا نمنعك من دخول العسكر
ان أمير المؤمنين لا يبالي من دخل منكم إلى معسكره فادخل حتى اخذه في
خبر ذكرنا تمامه في ترجمة خندق البكري.
وقال سعيد بن قيس الهمداني يرتجز صفين:
هذا علي وابن عم المصطفى * أول من أجابه فيما روى
هو الامام لا يبالي من غوى
وفي مناقب ابن شهرآشوب ان معاوية عبى أربعة صفوف فبرز
سعيد بن قيس وعدي بن حاتم والأشتر والأشعث فقتلوا منهم ثلاثة آلاف
ونيفا وانهزم الباقون.
أخباره يوم الحكمين
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين بسنده انه لما تداعى الناس إلى
الصلح بعد رفع المصاحف قال علي انما فعلت ما فعلته لما بدا فيكم الخور
والفشل فجمع سعيد بن قيس قومه ثم جاء رجراجة من همدان كأنها ركن
حصين يعني جبلا باليمن فقال سعيد ها أنا ذا وقومي لا نرادك ولا نرد
عليك فمرنا بما شئت قال أما لو كان هذا قبل رفع المصاحف لأزلتهم عن
عسكرهم أو تنفرد سالفتي قبل ذلك ولكن انصرفوا راشدين فلعمري ما
كنت لأعرض قبيلة واحدة للناس.
وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين أيضا ان الأشعث بن قيس
كان من أعظم الناس قولا في اطفاء الحرب والركون إلى الموادعة وأما الأشتر
فلم يكن يرى الا الحرب لكنه سكت على مضض وأما سعيد بن قيس فكان
تارة هكذا وتارة هكذا قال نصر ان أهل الشام لما أبطا عنهم علم أهل
العراق هل أجابوا إلى الموادعة أم لا جزعوا فدعا معاوية عبد الله بن
عمرو بن العاص فوقف بين الصفين ونادى أهل العراق انه قد كانت بيننا
وبينكم أمور للدين أو للدنيا فان تكن للدين فقد والله أعذرنا وأعذرتم وأن تكون
للدنيا فقد والله أسرفنا وأسرفتم وقد دعوناكم إلى أمر لو دعوتمونا إليه
لأجبناكم فاغتنموا هذه الفرصة عسى أن يعيش فيها المحترق وينسى فيها
القتيل فان بقاء المهلك بعد الهالك قليل فخرج سعيد بن قيس الهمداني فاتى
عليا فأخبره بقول عبد الله بن عمرو فقال علي أجب الرجل فتقدم سعيد بن
قيس فقال اما بعد يا أهل الشام انه قد كانت بيننا وبينكم أمور حامينا فيها
على الدين والدنيا وسميتموها غدرا وسرفا وقد دعوتمونا اليوم إلى ما قاتلناكم
عليه أمس ولم يكن ليرجع أهل العراق إلى عراقهم ولا أهل الشام إلى
شامهم بأمر أجل من أن يحكم فيه بما أنزل الله سبحانه فالأمر في أيدينا
دونكم والا فنحن نحن وأنتم أنتم اه‍ ومن هنا يظهر انه اغتر بدعائهم إلى
حكم القرآن ولم يتفطن إلى أنها خدعة قال نصر بن مزاحم وكان سعيد من
شهود كتاب الصلح يوم الحكمين قال ولما فعل الحكمان ما فعلا قام
سعيد بن قيس الهمداني فقال والله لو اجتمعنا على الهدى ما زدتمانا على ما
نحن الآن عليه وما ضلالكما بلازمنا وما رجعتما الا بما بدأتما وأنا اليوم لعلى
ما كنا عليه أمس.
اخباره لما عزم أمير المؤمنين على العودة إلى صفين
قال ابن الأثير انه لما كان من أمر الحكمين ما كان وعزم علي ع
على العود إلى صفين بعث إلى ابن عباس فأرسل إليه من أهل البصرة ثلاثة
آلاف ومائتين فقال لأهل الكوفة ليكتب لي رئيس كل قبيلة ما في عشيرته من
المقاتلة فقام إليه سعيد بن قيس الهمداني فقال يا أمير المؤمنين سمعا وطاعة
أنا أول الناس أجاب ما طلبت اه‍ قال ابن أبي الحديد في شرح النهج
ج ١ ص ١٤٦ ثم جمع أمير المؤمنين ع بعد غارة الغامدي الناس
فخطبهم فاجابه بعضهم بما ساءه ثم تكلم الناس من كل ناحية ولغطوا فقام
حجر بن عدي الكندي وسعيد بن قيس الهمداني فقالا لا يسوءك الله يا أمير
المؤمنين مرنا بأمرك نتبعه فوالله ما نعظم جزعا على أموالنا ان نفدت ولا على
عشائرنا ان قتلت في طاعتك فقال تجهزوا للمسير إلى عدونا فلما دخل منزله

(١) في لسان العرب: كتيبة رجراجة تموج من كثرتها. وفيه أيضا: كتيبة رجراجة تمحض في
سيرها ولا تكاد تسير لكثرتها - المؤلف -.
(٢٤٥)

ودخل عليه وجوه أصحابه قال لهم أشيروا علي برجل صلب ناصح يحشر
الناس من السواد فقال له سعيد بن قيس يا أمير المؤمنين أشير عليك
بالناصح الإرب الشجاع الصلب معقل بن قيس التميمي قال نعم ثم دعاه
فوجهه فسار فلم يقدم حتى أصيب أمير المؤمنين ع ولما كان يوم الحكمين
قام سعيد بن قيس الهمداني فقال يخاطب الحكمين والله لو اجتمعتما على
الهدى ما زدتمانا على ما نحن الآن عليه وما ضلالكما بلازمنا وما رجعتما الا
بما بدأتما وانا اليوم لعلى ما كنا عليه أمس قال الطبري في تاريخه ولما عزم أمير
المؤمنين ع على العودة إلى صفين وجمع رؤساء أهل الكوفة وخطبهم
وطلب إليهم أن يكتب له كل رئيس ما في عشيرته من المقاتلة قام سعيد بن
قيس الهمداني فقال يا أمير المؤمنين سمعا وطاعة وودا ونصيحة أنا أول
الناس جاء بما سالت وبما طلبت.
اخباره في غارة الغامدي
في شرح النهج ج ١ ص ١٤٥ ١٤٦ انه لما بعث معاوية سفيان بن
عوف الغامدي فأغار على الأنبار وقتل أشرس بن حسان البكري عامل
علي ع عليها وبلغه الخبر خطب الناس وندبهم إليهم فلم ينبس أحد
منهم بكلمة فخرج يمشي راجلا حتى اتى النخيلة والناس يمشون خلفه حتى
أحاط به قوم من أشرافهم وردوه فدعا سعيد بن قيس الهمداني فبعثه من
النخيلة في ثمانية آلاف فخرج سعيد بن قيس على شاطئ الفرات في طلب
الغامدي حتى إذا بلغ عانات سرح أمامه هانئ بن الخطاب الهمداني فاتبع
آثارهم حتى دخل أداني ارض قنسرين وقد فاتوه فانصرف ولبث علي ع
ترى فيه الكآبة والحزن حتى قدم عليه سعيد بن قيس.
اخباره مع الحسن ع
لما جهز الحسن ع جيشا لمحاربة معاوية مع عبيد الله بن العباس
من أهل البصائر من أهل الكوفة أوصاه بهم وقال له اني باعث معك اثني
عشر ألفا من فرسان العرب وقوام المصر الرجل منهم يزيل الكتيبة إلى أن
قال فإنهم ثقات أمير المؤمنين وشاور هذين يعني قيس بن سعد بن عبادة
الأنصاري وسعيد بن قيس الهمداني فان أصبت فقيس على الناس فان
أصيب قيس فسعيد عليهم ولما نفر الناس بالحسن ع في ساباط المدائن
دعا ربيعة وهمدان وفيهم سعيد بن قيس فأطافوا به يمنعونه ممن اراده.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية عبد الله بن سنان عن أبي حمزة عن
سعيد بن قيس الهمداني في باب فضل اليقين من الكافي.
٨١٤: سعيد بن قيس الهمداني الصائدي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وعن التفرشي في
حاشية كتابه النقد انه احتمل اتحاده مع سعيد بن قيس الهمداني المتقدم
ويبعده كما عن التكلمة ان ذاك من أصحاب أمير المؤمنين وهذا من
أصحاب الصادق ع فلو بقي إلى عصر الصادق لكان من
المعمرين ولكان قد أدرك ستة من الأئمة ولو كان كذلك لذكر هذا في
أحواله.
٨١٥: سعيد بن قيس بن زيد بن مرب بن معديكرب بن أسيف بن عمرو بن
سبيع الهمداني
قتل بصفين في صفر سنة ٣٨ وقيل في النهروان وله يقول علي ع
جزى الله همدان الجنان فإنهم * سمام العدى في كل يوم سمام
هكذا وجدنا في مسودة الكتاب ولا نعلم الآن من أين نقلناه والظاهر أنه
غير سعيد بن قيس المتقدم لأن المتقدم لم يقتل بصفين بل حضر امر
الحكمين وبقي إلى ما بعد وفاة أمير المؤمنين ع وكان في الجيش الذي
أرسله الحسن ع مع عبيد الله بن العباس لحرب معاوية.
ونسبة جزى الله همدان الجنان البيت إليه لعله اشتباه للاشتراك في
الاسم وهو مترجم في خزانة الأدب ترجمة مطولة ولم تحضرنا نسخة الخزانة
حال التأليف.
٨١٦: سعيد بن قيس من أصحاب أمير المؤمنين ع
روى نصر في كتاب صفين ص ١٢٥ بسنده عن تميم ابن جذيم
الناجي ان عليا ع قال يوم صفين من يذهب بهذا المصحف إلى هؤلاء
القوم فيدعوهم إلى ما فيه فاقبل فتى اسمه سعيد فقال انا صاحبه ثم أعادها
فسكت الناس فاقبل الفتى فقال انا صاحبه فقال علي دونك فقبضه ثم اتى
معاوية فقرأه عليهم ودعاهم إلى ما فيه فقتلوه وزعم تميم انه سعيد بن
قيس اه‍ قال المؤلف ان كان أسمه سعيد بن قيس فهو غير سعيد بن
قيس الهمداني رئيس همدان أولا لأن سياق الكلام يدل على أنه فتى غير
معروف وانه غير سعيد بن قيس الهمداني ثانيا سعيد بن قيس الهمداني
بقي إلى زمان الحسن بن علي وهذا قتل يوم صفين ولعله سعيد بن قيس بن
زيد المتقدم قبل هذا.
٨١٧: سعيد بن كلثوم قال
بعض المعاصرين يمكن استفادة تشيعه من الرواية المتضمنة لنقل
عبارات أمير المؤمنين والسجاد ع المروية في الارشاد.
٨١٨: سعيد بن لقمان الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي التعليقة يظهر
من روايته كونه اماميا بل ربما يظهر منها وجاهته في الجملة اه‍.
٨١٩: الشيخ أبو غالب سعيد بن محمد
في الرياض هو سعيد بن محمد بن أحمد الثقفي الكوفي الآتي وقد يعبر
عنه محمد بن أبي القاسم الطبري في بشارة المصطفى هكذا اختصارا فلا
نظن التعدد.
٨٢٠: سعيد بن محمد بن أبي بكر الحمامي
في الرياض من مشايخ منتجب الدين بن بابويه ويروي عنه قراءة
عليه وهو يروي عن أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي حازم الركاب كما يظهر
من اسناد بعض أحاديث كتاب الأربعين للشيخ منتجب الدين المذكور
ولكن لم يورد له ترجمة في كتاب الفهرس ولذلك قد يظن كونه من
العامة اه‍.

(١) كان محله التقديم واخر سهوا - المؤلف -.
(٢٤٦)

٨٢١: الشيخ أبو غالب سعيد بن محمد بن أحمد الثقفي الكوفي
في الرياض من أجلة مشايخ محمد بن أبي القاسم الطبري ويروي عنه
في بشارة المصطفى إجازة في الكوفة سنة ست عشرة وخمسمائة وهو يروي
عن الشريف أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسن ان الحسين بن عبد الرحمن
العلوي فيما أجازه ان يرويه عن أبي الطيب محمد بن الحجاج الجعفي عن
زيد بن محمد بن جعفر العامري عن علي بن الحسين بن عبد الله القرشي عن
إسماعيل بن أبان الأزدي عن عثمان بن ثابت عن ميسرة بن حبيب عن
السجاد ع قال والظاهر أنهم وهنا كلمة محرفة أبو غالب أيضا من
علماء الزيدية بل العامة فان صاحب بشارة المصطفى يروي هكذا حدثني
الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم بن حمزة الحسني الزيدي وأخبرني أبو
غالب الخ قال أخبرني الشريف أبو عبد الله الخ وفي بعض المواضع من
بشارة المصطفى ان الشيخ أبا غالب المذكور يروي عن الشريف محمد بن
علي بن الحسن بن النحاس قراءة قال والظاهر أن النحاس تصحيف وفي
موضع آخر يروي أبو غالب سعيد المذكور عن الشريف أبي عبد الله محمد بن
علي بن الحسين بن سعيد ولعله ابن عقدة الزيدي اه‍ ولم يظهر لي وجه
كون أبي غالب من علماء الزيدية أو العامة من هذا الكلام.
٨٢٢: الشيخ سعيد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن محمد علي بن
محمد بن الحسين آل الحر العاملي الجبعي.
ولد في بعلبك سنة ١٢١٩ وتوفي سنة ١٢٦٩ وكان أبوه قد هرب في
فتنة الجزار إلى بلاد بعلبك والتجأ إلى الامراء الحرافشة فأكرموه وصادف يوم
ولادته البشارة بهلاك الجزار فسماه سعيدا بهذه المناسبة كما ذكرناه في ترجمة
أبيه وكان من أهل العلم والفضل وكان نائبا على قضاء جبع بمرسوم من
عبد الله باشا بن علي باشا الخزندار صاحب عكا مؤرخ في سنة ١٢٤٠.
قال الشيخ محمد آل مغنية في كتابه جواهر الحكم: وممن عاصرته
سعيد بن الحر كان جوادا كريما حسن الأخلاق واسع النفس رحب الصدر
طلق المحيا امره في البذل والعطاء وقرى الضيفان فوق الوصف لو سردت
بعض مكارم هذا الشيخ الوقور لقلت بالغ وكما يعلم الله مهما حررت
وسطرت لكان الجزء من المئين كان جبل عامل بمدة العشائر وما هي عليه
من الرونق والتقدم والعمران وشيخ مشايخ العشائر يومئذ حمد البك الشهير
صاحب الاسم بجميع الأنحاء حاكما بقضاء جبع علاوة على تبنين
وملحقاتها يلزم الامر إلى اجتماع عمومي في نفس جبع لأنها أم القرى
فحينما تجتمع الوفود ترى هذا الشيخ مقبلا ضاحكا مستبشرا غير منهمك ولا
ضنك تمر القضية بضعة أيام وتتوجه الناس على طبقاتهم ومنازل اعتبارهم
شاكرين غريقي المكارم والالطاف كلا ينشر مدائحا وشكرا ويذكر محاسنا
ومجدا وفخرا.
٨٢٣: سعيد بن محمد الثقفي
مر بعنوان سعيد بن محمد بن أحمد الثقفي.
٨٢٤: سعيد بن محمد الجرمي
يأتي بعنوان سعيد بن سعيد الجرمي
٨٢٥: سعيد بن محمد بن سعيد الجرمي أبو محمد وقيل أبو عبيد الله الكوفي شيخ
البخاري ومسلم
توفي سنة ٢٣٠
الجرمي عن المغني بمفتوحة وسكون راء نسبة إلى جرم بن ريان بن
ثعلبة.
أقوال العلماء فيه
في انساب السمعاني أبو عبد الله سعيد بن محمد بن سعيد الجرمي من
أهل الكوفة كان من أهل الصدق غير أنه كان غاليا في التشيع قال يحيى بن
معين سعيد بن محمد الجرمي لا باس به وسئل عنه فقال صدوق وقال أبو
داود الجرمي ثقة وحكى إبراهيم بن عبد الله المخزومي قال كان سعيد
الجرمي إذا قدم بغداد نزل على أبي فكان أبو زرعة الرازي يجئ كل يوم
فيسمع عليه ومعه نصف رغيف وكان إذا حدث فجرى ذكر النبي ص
يسكت وإذا جرى ذكر علي قال ص اه‍. وفي تهذيب
التهذيب: سعيد بن محمد بن سعيد الجرمي أبو محمد وقيل أبو عبيد الله
الكوفي. قال أبو زرعة سالت ابن نمير وابن أبي شيبة عنه فاتينا عليه
وذاكرت عنه احمد بأحاديث مفرقة وقال صدوق وكان يطلب معنا الحديث
وقال ابن معين صدوق وقال أبو داود ثقة وقال أبو حاتم شيخ وذكره ابن
حبان في الثقات قال إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخزومي كان إذا جاء
ذكر علي بن أبي طالب قال ص اه‍ وفي ميزان الاعتدال سعيد بن محمد
الجرمي ثقة وفي شذرات الذهب في حوادث سنة ٢٣٠ فيها توفي سعيد بن
محمد الجرمي الكوفي وكان صاحب حديث خرج له الشيخان وأبو داود
وغيرهم قال في المغني سعيد بن محمد الجرمي ثقة الا انه شيعي وثقة أبو داود
وخلق ووجدت في مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته أبو القاسم
سعيد بن محمد بن سعيد الجرمي الكوفي النحوي هو في طبقة محمد بن أبي
عمير من أهل المائة الثانية نص السمعاني في الأنساب على تشيعه وأثنى عليه
يحيى بن معين وذكره القاضي في المجالس اه‍ والظاهر أنه هو المترجم
لأن الأوصاف المذكورة في المترجم هي فيه لكن ينافيه تكنيته بأبي القاسم
واتفق الكل على أنه يكنى بأبي محمد أو بأبي عبد الله وانه من أهل المائة الثالثة
لا الثانية فالظاهر وقوع اشتباه من صاحب هذا الكلام.
مشايخه
في انساب السمعاني سمع شريك بن عبد الله القاضي والمطلب بن
زايد وعلي بن غراب وحاتم بن إسماعيل وأبا يوسف القاضي ويعقوب بن
إبراهيم بن سعد وغيرهم وزاد في تهذيب التهذيب روى عن عبد الرحمن بن
عبد الملك بن ايجر وأبي نميلة يحيى بن واضح وأبي أمامة وأبي عبيدة الحداد
ويحيى ابن سعيد الأموي وغيرهم.
تلاميذه
في ميزان الاعتدال وتهذيب التهذيب روى عنه البخاري ومسلم وفي
الثاني روى له أبو داود وابن ماجة بواسطة الذهلي وعبد الله بن أحمد وعبد
الاعلى بن واصل وابن أبي الدنيا وعباس الدوري وجماعة. وفي انساب
السمعاني روى عنه محمد بن هارون القلاس وإبراهيم المخزومي وأبو زرعة
الرازي وغيرهم.
(٢٤٧)

٨٢٦: سعيد بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري المدني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند عنه وقد
وقع في طريق الصدوق في الباب الأخير من الفقيه.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية القاسم بن محمد وجعفر بن محمد بن
سهل وعلي بن محمد عنه.
٨٢٧: الشيخ سعيد بن محمد يوسف القراجه داغي النجفي
عالم فاضل يروي إجازة عن الوحيد البهبهائي الآقا محمد باقر بن
محمد أكمل ويروي عنه إجازة السيد رضا ابن السيد مهدي بحر العلوم
ويروي عنه إجازة أيضا الشيخ مرتضى الأنصاري.
٨٢٨: أبو البختري الطائي مولى لبني نبهان
توفي سنة ٨٣
في المنخب من ذيل المذيل اختلف في اسمه فقال ابن المديني هو
سعيد بن أبي عمران وقال يحيى بن معين هو سعيد بن جبير وجبير يكنى أبا
عمران وقال بعضهم هو سعيد بن عمران وكان من الشيعة اه‍.
٨٢٩: سعيد بن مرجانة القرشي العامري مولاهم أبو عثمان المدني
في تهذيب التهذيب قال يحيى بن بكير مات سنة ٩٧ وله ٧٧ سنة قال
قلت وكذا أرخه ابن سعد وقال ابن حبان في ثقات التابعين مات سنة ٩٦ ثم
غفل عن ذلك وقال في اتباع التابعين مات سنة ١٢٠.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب السجاد ع فقال سعيد بن
مرجانة المدني.
وفي تهذيب التهذيب سعيد بن مرجانة وهو سعيد بن عبد الله القرشي
العامري مولاهم أبو عثمان الحجازي ومرجانة أمه وقال الهذلي سعيد بن
مرجانة كذا قال والصحيح انهما اثنان قال النسائي ثقة وقال ابن حبان في
الثقات كان من أفاضل أهل المدينة وقال ابن سعد كان ثقة له أحاديث
وذكره ابن حبان في ثقات التابعين وقال روى عن أبي هريرة ومرجانة أمه
وأبوه عبد الله ثم غفل عن ذلك وقال في اتباع التابعين سعيد بن مرجانة
يروي عن علي بن الحسين وعنه إسماعيل بن حكيم وأهل المدينة ولم يسمع
من أبي هريرة شيئا والذي في الصحيحين عكس ما قال فان فيهما من طرق
علي بن الحسين عن سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة وفيهما التصريح بسماعه
من أبي هريرة أما في البخاري فبلفظ قال لي أبو هريرة واما في مسلم فبلفظ
سمعت هذا الحديث فانطلقت به إلى علي بن الحسين وفي المسند ومستخرج
أبي نعيم من طريق إسماعيل بن أبي حكيم عن سعيد بن مرجانة سمعت أبا
هريرة وقال أبو مسعود في الأطراف سعيد بن عبد الله بن مرجانة من قال
سعيد بن يسار فقد أخطأ اه‍.
٨٣٠: سعيد بن المرزبان أبو سعيد الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب السجاد ع.
٨٣١: نظام الدين أبو الحسن أو أبو عبد الله المولى سعيد المرندي
ذكره صاحب الروضات في آخر ترجمة سعيد بن عبد الله بن الحسين
الراوندي ووصفه بالفاضل المحدث المتتبع الماهر الثقة الفقيه صاحب كتاب
تحفة الاخوان في الأحاديث المتعلقة ببعض آيات القرآن والغالب عليه ذكر ما
ورد في شان العترة الطاهرة من الاخبار النادرة.
٨٣٢: سعيد بن مرة الهمداني
وجدناه في مسودة الكتاب ولا نعلم من أين نقلناه فليراجع.
٨٣٣: سعيد بن مسعدة المجاشعي مولاهم أبو الحسن الأخفش الأوسط
توفي سنة ٢١٠ أو ٢١٥ أو ٢٢١
قال ابن خلكان الأخفش الصغير العينين مع سوء بصرهما
ومسعدة بفتح الميم وسكون السين وفتح العين والدال المهملات بعدهن
هاء والمجاشعي بضم الميم بعدها جيم فألف فشين مثلثة مكسورة فعين
مهملة نسبة إلى مجاشع بن دارم بطن من تميم.
ذكره بحر العلوم الطباطبائي في رجاله بهذا العنوان وقال اخذ عن
سيبويه وشرح كتابه والأخفش عند الاطلاق ينصرف إليه والأكبر هو أبو
الخطاب عبد الحميد بن عبد المجيد النحوي من أهل هجر والأصغر علي بن
سليمان اه‍ ومقتضى ذكره في كتابه انه من الشيعة لكن السيوطي كما
يأتي قال كان معتزليا ولعله من الخلط بين الشيعة والمعتزلة للتوافق في بعض
الأصول كما وقع لكثير فنسب بعضهم الشريف المرتضى إلى الاعتزال وقال
خالد الأزهري في شرح التوضيح ان الأخافشة أحد عشر هذا أحدهم.
وفي بغية الوعاة سعيد بن مسعدة أبو الحسن الأخفش الأوسط مولى بني
مجاشع بن دارم من أهل بلخ سكن البصرة وكان أجلع لا تنطبق شفتاه على
أسنانه قرأ النحو على سيبويه وكان أسن منه ولم يأخذ عن الخليل وكان
معتزليا حدث عن الكلبي والنخعي وهشام بن عروة وروى عنه أبو حاتم
السجستاني ودخل بغداد وأقام بها مدة وروى وصنف بها قال ولما ناظر
سيبويه الكسائي ورجع وجه إلي فعرفني خبره ومضى إلى الأهواز وودعني
فوردت بغداد فرأيت مسجد الكسائي فصليت خلفه الغداة فلما انفتل من
صلاته وقعد وبين يديه الفرا والأحمر وابن سعدان سلمت عليه وسألته عن
مائة مسالة فأجاب بجوابات خطأته في جميعها فأراد أصحابه الوثوب علي
فمنعهم عني ولم يقطعني ما رأيتهم عليه مما كنت فيه ولما فرغت قال لي بالله
أنت أبو الحسن سعيد بن مسعدة قلت نعم فقام إلي وعانقني وأجلسني إلى
جنبه ثم قال لي أولاد أحب ان يتأدبوا بك ويتخرجوا عليك وتكون معي غير
مفارق لي فأجبته إلى ذلك فلما اتصلت الأيام بالاجتماع سألني ان أؤلف له
كتابا في معاني القرآن فألفت كتابا في المعاني فجعله أمامه وعمل عليه كتابا في
المعاني وعمل الفراء كتابا في ذلك عليهما وقرأ على الكسائي كتاب سيبويه
مرارا وهب له سبعين دينارا ولم يذكره الخطيب في تاريخ بغداد في النسخة
المطبوعة مع تصريحهم كما سمعت بأنه دخل بغداد وأقام بها مدة وروى
وصنف بها قال وقال المبرد احفظ من اخذ عن سيبويه الأخفش وكان
الأخفش اعلم الناس بالكلام وأحذقهم بالجدل اه‍ وقال ابن خلكان أبو
الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء النحوي البلخي المعروف
(٢٤٨)

بالأخفش الأوسط أحد نحاة البصرة من أئمة العربية اخذ النحو عن سيبويه
وكان أكبر منه وكان يقول ما وضع سيبويه في كتابه شيئا الا وعرضه علي
وكان يرى أنه اعلم به مني وانا اليوم اعلم به منه وحكى أبو العباس ثعلب
عن آل سعيد بن سالم قال دخل الفرا على سعيد المذكور فقال لنا قد جاءكم
سيد أهل اللغة وسيد أهل العربية فقال الفرا اما ما دام الأخفش يعيش فلا
وهذا الأخفش هو الذي زاد في العروض بحر الخبب وكان يقال له الأخفش
الأصغر فلما ظهر علي بن سليمان المعروف بالأخفش أيضا صار هذا أوسط
وفي معجم الأدباء: سعيد بن مسعدة أبو الحسن المعروف بالأخفش
الأوسط البصري مولى بني مجاشع بن دارم بطن من تميم أحد أئمة النحاة
من البصريين اخذ عن سيبويه وهو اعلم من اخذ عنه وكان اخذ عمن اخذ
عنه سيبويه لأنه أسن منه ثم اخذ عن سيبويه أيضا وهو الطريق إلى كتاب
سيبويه فإنه لم يقرأ الكتاب على سيبويه أحد ولم يقرأه سيبويه على أحد وانما
قرئ على الأخفش بعد موت سيبويه وكان ممن قرأ عليه أبو عمر الجرمي
وأبو عثمان المازني وكان الأخفش يستحسن كتاب سيبويه كل الاستحسان
فتوهم الجرمي والمازني ان الأخفش قد هم ان يدعي الكتاب لنفسه فتشاورا
في منع الأخفش من ادعائه فقالا نقرأه عليه فإذا قرأناه عليه أظهرناه وأشعناه
انه لسيبويه فلا يمكنه ان يدعيه فأرغبا الأخفش وبذلا له شيئا من المال على أن
يقرءاه عليه فأجاب وشرعا في القراءة واخذا الكتاب عنه وأظهراه للناس
وكان أبو العباس ثعلب يفضل الأخفش ويقول هو أوسع الناس علما.
مؤلفاته
١ الأوسط في النحو ٢ تفسير القرآن ٣ المقاييس في النحو
٤ الاشتقاق ٥ المسائل الكبير ٦ المسائل الصغير ٧ العروض
٨ القوافي ٩ الأصوات ١٠ كتاب معاني الشعر ١١ كتاب
الملوك ١٢ كتاب الأصوات ١٣ كتاب الأربعة ١٤ صفات الغنم
وألوانها وعلاجها وأسبابها ١٥ وقف التمام.
٨٣٤: سعيد بن مسعود الثقفي
عده الشيخ في رجاله من أصحاب علي ع. ويوشك ان يكون هو
سعد بغير ياء كما مر في باب سعد.
٨٣٥: سعيد بن مسلمة كوفي
قال النجاشي له كتاب أخبرناه ابن نوح عن الحسن بن حمزة عن ابن
بطة قال حدثنا محمد بن الحسن عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي
عمير وفي الفهرست سعيد بن مسلمة له أصل رويناه عن جماعة عن أبي
المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير. وفي
التعليقة رواية ابن أبي عمير عنه تشير إلى كونه ثقة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف سعيد انه ابن سلمة الكوفي
برواية ابن أبي عمير عنه.
٨٣٦: سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان الدمشقي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي رجال ابن
داود لم يذكر الأول واقتصر على هذا وقال قال الكشي مهمل له كتاب والمراد
بالكشي في كلامه النجاشي وفي منهج المقال وفيه نظر للتأمل في
اتحادهما اه‍ واقتصر النجاشي على ذكر الأول ولم يذكر هذا وكذا
صاحب النقد.
٨٣٧: سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عايذ بن عمران بن
مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي المخزومي المدني أبو
محمد.
هكذا ساق نسبه المقدسي فيما حكي عنه ولد سنة ١٥ عن خليفة ابن
خياط وتوفي سنة ٩٤ عن ٧٥ سنة عن الواقدي وكذا قال ابن الأثير وعن
مختصر الذهبي عاش ٧٩ سنة وتوفي سنة ٩٤ أو ٩٥ أو ٩١ أو ٩٢ أو ٩٣
وقيل سنة ١٠٥ وعن ابن معين سنة ١٠٠ وعنه بلغت ثمانين سنة وان
أخوف ما خاف علي النساء.
المسيب في التعليقة بفتح الياء المشددة بصفة اسم المفعول على
المشهور وبعض أصحاب التاريخ كابن الجوزي قال إنه بالكسر وانه كان
يقول بكسر الياء ويقول سيب الله من سيب أبي وحزن بفتح الحاء
المهملة وسكون الزاي أورده الصاغاني في باب من غير النبي ص اسمه
من الصحابة وسماه سهلا حيث قال له النبي ص ما اسمك قال حزن
قال بل أنت سهل قال ما انا بمغير اسما سمانيه أبي قال ابن المسيب فما زالت
فينا الحزونة بعد.
أقوال العلماء فيه
قال الكشي في رجاله سعيد بن المسيب قال الفضل بن شاذان لم يكن
في زمن علي بن الحسين ع في أول أمره الا خمسة أنفس وعد
منهم سعيد بن المسيب ثم قال سعيد بن المسيب رباه أمير المؤمنين ع
وكان حزن جد سعيد أوصى إلى أمير المؤمنين ع وروى الكشي بسند
ضعيف عن محمد بن قولويه حدثني سعد بن عبد الله القمي عن القاسم بن
محمد الأصفهاني عن سليمان بن داود المنقري عن محمد بن عمر أخبرني أبو
مروان عن أبي جعفر قال سمعت علي بن الحسين ص يقول
سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار وأفهمهم في زمانه. وعن
رجال الشيخ في أصحاب علي بن الحسين ع سعيد بن المسيب بن
حزن أبو محمد المخزومي سمع منه ع وروى عنه وهو من الصدر
الأول اه‍. وروى الكليني في الكافي في باب مولد الصادق ع عن
محمد بن محمد عن عبد الله بن أحمد عن إبراهيم بن الحسن حدثني وهب بن
حفص عن إسحاق بن جرير قال أبو عبد الله ع كان سعيد بن المسيب
والقاسم بن محمد بن أبي بكر وأبو خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين
الحديث قال الفاضل الصالح في حاشية الكافي عبد الله مشترك بين
مجهول وغيره وإبراهيم بن الحسن ووهب بن حفص غير مذكورين فيما رأيت
من كتب الرجال وفي بعض النسخ وهيب بن حفص بالتصغير وهو
وإسحاق بن جرير واقفيان ثقتان اه‍ وفي التعليقة ذكر الثقة الجليل
الحميري في أواخر الجزء الثالث من قرب الاسناد انه ذكر عند الرضا ع
القاسم بن محمد بن أبي بكر خال أبيه وسعيد بن المسيب فقال كانا على
هذا الامر وقال المحقق البحراني في تاريخ ابن خلكان ما يشعر بتشيعه وربما
يلوح من كلام الشيخ في أوائل التبيان اه‍ وفي الخلاصة في القسم
الأول: سعيد بن المسيب روى الكشي عن محمد بن قولويه عن سعد بن
عبد الله بن أبي خلف حدثني علي بن سليمان بن داود الرازي حدثني علي بن
(٢٤٩)

أسباط عن أبيه أسباط بن سالم عن أبي الحسن ع وذكر ما يدل على أنه
من حواري علي بن الحسين ع قال ويقال ان
أمير المؤمنين ع رباه وهذه الرواية فيها توقف اه‍ والرواية
التي أشار إليها ذكرها الكشي في ترجمة سلمان الفارسي فقال
محمد بن قولويه حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف حدثني علي بن
سليمان بن داود الرازي حدثنا علي بن أسباط عن أبيه أسباط بن
سالم قال قال أبو الحسن موسى بن جعفر ع إذا كان يوم القيامة
إلى أن قال ثم ينادي المنادي أين حواري الحسين بن علي
فيقوم وعد جماعة فيهم سعيد بن المسيب ثم قال فهؤلاء المتحورة أول
السابقين وأول المقربين وأول المتحورين من التابعين. قال أحمد بن علي
حدثني أبو سعيد الادمي حدثني الحسين بن يزيد النوفلي عن عمر من أبي
المقدام عن أبي جعفر الأول ع إلى أن قال وأما سعيد بن المسيب
فنجا وذلك أنه كان يفتي بقول العامة كان آخر أصحاب رسول الله ص
فنجا اه‍ وعده ابن شهرآشوب في المناقب من رجال علي بن
الحسين ع وقال وكان رباه أمير المؤمنين ع وقال قال زين
العابدين ع سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدم من الآثار أي في
زمانه اه‍ وعده المفيد في الإختصاص من أصحاب علي بن
الحسين ع. وروى أبو نعيم في الحلية بسنده عن صالح بن حسان قال
رجل لسعيد بن المسيب ما رأيت أحدا أورع من فلان قال هل رأيت علي بن
الحسين قال لا قال ما رأيت أورع منه. وروى المفيد في الإختصاص عن
ابن الوليد عن الصفار عن علي بن سليمان. وحدثنا أحمد بن محمد بن يحيى
عن سعد عن علي بن سليمان عن علي بن أسباط عن أبيه عن أبي الحسن
موسى ع قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري علي بن الحسين
فيقوم جبير بن مطعم ويحيى بن أم الطويل وأبو خالد الكابلي وسعيد بن
المسيب. وفي مسودة الكتاب ولا أعلم الآن من أين نقلته سعيد بن
المسيب بن حزن بن أبي وهب القرشي المدني الفقيه أحد الفقهاء الستة وامام
القراء بالمدينة أخذ عن أمير المؤمنين وعبد الله بن عباس وصحب أمير
المؤمنين ع ولم يفارقه حتى في حروبه ذكره ابن حجر وفي قرب الاسناد
والكافي في باب مولد الصادق ع ما يدل على جلالته وتشيعه حيث روى
شهادة الصادق والرضا ع بأنه من الشيعة. وقال الفاضل
الصالح في حاشية الكافي في باب مولد الصادق ع: في مدحه
وذمه روايات متعارضة مذكورة في كتب الرجال وذمه بعضهم ذما
عظيما اه‍ وكيف كان فالرجل كان جل رواياته من طريق غيرنا وعلى
طريقتهم فلا يؤخذ من رواياته الا ما كان من طريق أصحابنا.
أقوال غيرنا فيه
عن تقريب ابن حجر: أحد العلماء الاثبات الفقهاء الكبار من كبار
الثانية اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل قال ابن المديني لا اعلم في
التابعين أوسع علما منه وعن مختصر الذهبي أبو محمد المخزومي أحد
الاعلام وسيد التابعين ثقة حجة فقيه رفيع الذكر رأس في العلم والعمل
وفي تهذيب التهذيب سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن
عائد بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي عن ابن عمر هو والله أحد
المتقنين وعن ميمون بن مهران دخلت المدينة فسالت عن اعلم أهلها
فدفعت إلى سعيد بن المسيب. قال ابن شهاب قال لي عبد الله بن ثعلبة بن
أبي صغير ان كنت تريد هذا يعني الفقه فعليك بهذا الشيخ سعيد بن
المسيب. وقال قتادة ما رأيت أحدا قط اعلم بالحلال والحرام منه. عن
مكحول طفت الأرض كلها في طلب العلم فما لقيت اعلم منه. وقال
سليمان بن موسى كان أفقه التابعين. وعن ابن معين مرسلات ابن المسيب
أحب إلي من مرسلات الحسن. احمد ومن مثل سعيد ثقة من أهل الخير.
مرسلات سعيد صحاح لا نرى أصح منها. ابن المديني إذا قال سعيد
مضت السنة فحسبك به هو عندي اجل التابعين وعن الشافعي ارسال ابن
المسيب عندنا حسن وقال قتادة كان الحسن إذا أشكل عليه شئ كتب إلى
سعيد بن المسيب وقال العجلي كان رجلا صالحا فقيها وقال أبو زرعة مدني
قرشي ثقة امام وقال أبو حاتم ليس في التابعين انبل منه وهو أثبتهم في أبي
هريرة وقال ابن حبان في الثقات كان من سادات التابعين فقها ودينا وورعا
وعبادة وفضلا وكان أفقه أهل الحجاز واعبر الناس لرؤيا ما نودي بالصلاة
من أربعين سنة الا وسعيد في المسجد وفي شذرات الذهب في حوادث سنة
٩٤ فيها توفي الامام السيد الجليل أبو محمد سعيد بن المسيب المخزومي
المدني أحد اعلام الدنيا سيد التابعين قال ابن عمر لو رأى
رسول الله ص هذا لسره وقال مكحول وقتادة والزهري وغيرهم ما رأينا
اعلم من ابن المسيب قال علي بن المديني لا اعلم في التابعين أوسع علما منه
وهو عندي اجل التابعين وقال مسعر عن سعد بن إبراهيم سمعت سعيد بن
المسيب يقول ما أحد اعلم بقضاء قضاه رسول الله ص ولا أبو بكر ولا
عمر مني قال قتادة ما جمعت علم الحسن إلى علم أحد الا وجدت له عليه
فضلا غير أنه إذا أشكل عليه شئ كتب إلى ابن المسيب يسأله وقال عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم لما مات العبادلة ابن عباس وابن عمر وابن الزبير
وابن عمرو بن العاص صار الفقه في جميع البلدان إلى الموالي وعدد المدن
وفقهاءها ثم قال الا المدينة فان الله تعالى حرسها بقرشي فقيه غير مدافع
سعيد بن المسيب وهو من فقهاء المدينة جمع بين الحديث والتفسير والفقه
والورع والعبادة وبالجملة فمناقبه ومآثره تفوت الحصر وقد صنف
فيها اه‍ وأنت ترى انه لم يجر لامام أهل البيت السجاد ع الذي كان
ابن المسيب من أصحابه ذكر في فقهاء المدينة وهل كان دون من ذكرهم مثل
الحسن البصري ومكحول والذي بدون كحل ودون العبادلة لا سيما من ترك
الصلاة على النبي ص في خطبته ارغاما لآله وعترته ووصفهم بأنهم أهيل
سوء وفي مرآة الجنان قال القاسم بن محمد هو سيدنا وأعلمنا وقال زين
العابدين علي بن الحسين سعيد بن المسيب اعلم الناس بما تقدم من الآثار
وأفضلهم في رواية وسئل الزهري ومكحول من أفقه من أدركتما فقالا
سعيد بن المسيب قلت وهو المتقدم في فقهاء المدينة الستة وقال عمر فيه وقد
أفتى في مسالة ألم أخبركم بأنه أحد العلماء وفي مرآة الجنان لليافعي ج ١
ص ١٨٥ في حوادث سنة ٩٤ فيها توفي السيد المجمع على جلالته وديانته
وامامته الذي كل سيد تابعي تبع له السيد العارف بالله أويس القرني أبو
محمد سعيد بن المسيب المخزومي المدني مفتي الأنام أحد الأئمة الاعلام وفي
حلية الأولياء فاما أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي فقد كان
من الممتحنين امتحن فلم تأخذه في الله لومة لائم صاحب عبادة وجماعة
وعفة وقناعة وكان كاسمه بالطاعات سعيدا ومن المعاصي والجهالات بعيدا
وقد قيل أن التصوف التمكن من الخدمة والتحفظ للحرمة.
اخباره
قال الكشي في رجاله: محمد بن مسعود حدثني علي بن الحسن بن
فضال حدثنا محمد بن الوليد بن خالد الكوفي حدثنا العباس بن هلال قال
(٢٥٠)

ذكر أبو الحسن الرضا ع ان طارقا مولى لبني أمية نزل ذا المروة عاملا على
المدينة فلقيه بعض بني أمية وأوصاه بسعيد بن المسيب وكلمه فيه وأثنى عليه
فأخبره طارق انه امر بقتله فاعلم سعيدا بذلك وقال له تغيب فاعلم سعيد
بذلك وقيل له تنح عن مجلسك فإنه على طريقه فأبى فقال سعيد اللهم ان
طارقا عبد من عبيدك ناصيته بيدك وقلبه بين أصابعك تفعل فيه ما تشاء
فانسه ذكري واسمي فلما عزل طارق عن المدينة لقيه الذي كلمه في سعيد
من بني أمية بذي المروة فقال كلمتك في سعيد لتشفعني فيه فأبيت وشفعت
فيه غيري فقال والله ما ذكرته بعد إذ فارقتك حتى عدت إليك قال وروي عن
بعض السلف انه لما مر بجنازة علي بن الحسين ع أجفل الناس
فلم يبق في المسجد الا سعيد بن المسيب فوقف عليه خشرم مولى أشجع
فقال يا أبا محمد ألا تصلي على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح فقال
أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي من أن أصلي على هذا الرجل الصالح
وفي طبقات ابن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر نا أبو معشر عن المقبري
قال لما وضع علي بن الحسين ليصلي عليه أقشع الناس إليه وأهل المسجد
ليشهدوه وبقي سعيد بن المسيب في المسجد وحده فقال خشرم لسعيد بن
المسيب يا أبا محمد ألا تشهد هذا الرجل الصالح في البيت الصالح فقال
سعيد أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي من أن أشهد هذا الرجل الصالح
في البيت الصالح قال الكشي وروى عن عبد الرزاق عن معمر الزهري عن
سعيد بن المسيب وعبد الرزاق عن معمر عن علي بن زيد بطريق ضعيف
قلت لسعيد بن المسيب انك أخبرتني ان علي بن الحسين النفس الزكية وانك
لا تعرف له نظيرا فقال كذلك وما هو مجهول ما أقول فيه والله ما رئي مثله
قال علي بن زيد فقلت والله ان هذه الحجة الوكيدة عليك يا سعيد فلم لم
تصل على جنازته فقال إن القوم كانوا لا يخرجون إلى مكة حتى يخرج
علي بن الحسين فخرج وخرجنا معه ألف راكب فلما صرنا بالسقيا نزل فصلى
وسجد سجدة الشكر فقال فيها. وفي رواية الزهري عن سعيد بن المسيب
كان القوم لا يخرجون من مكة حتى يخرج علي بن الحسين سيد العابدين
فخرج فخرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلى ركعتين فسبح في سجوده
فلم يبق شجر ولا مدر الا سبح معه ففزعنا فرفع رأسه وقال يا سعيد
أفزعت فقلت نعم يا ابن رسول الله فقال هذا التسبيح الأعظم حدثني أبي
عن جدي عن رسول الله ص انه قال لا تبقي الذنوب مع هذا التسبيح
فقلت علمناه قال وفي رواية علي بن زيد عن سعيد بن المسيب انه سبح في
سجوده فلم يبق حوله شجرة ولا مدرة الا سبحت بتسبيحه ففزعت من
ذلك وأصحابي ثم قال يا سعيد ان الله جل جلاله لما خلق جبرائيل ألهمه
هذا التسبيح فسبح فسبحت السماوات ومن فيهن لتسبيحه الأعظم وهو
اسم الله عز وجل الأكبر يا سعيد اخبرني أبي الحسين عن أبيه عن
رسول الله ص عن جبرائيل عن الله جل جلاله انه قال ما من عبد من
عبادي آمن بي وصدق بذلك فصلى في مسجدك ركعتين على خلاء من الناس
الا غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم أر شاهدا أفضل من علي بن
الحسين حيث حدثني بهذا الحديث فلما ان مات شهد جنازته البر والفاجر
وأثنى عليه الصالح والطالح وانهالت الناس يتبعونه حتى وضعت الجنازة
فقلت ان أدركت الركعتين يوما من الدهر فاليوم هو ولم يبق الا رجل وامرأة
ثم خرجا إلى الجنازة ووثبت لأصلي فجاء تكبير من السماء فاجابه تكبير من
الأرض ففزعت وسقطت على وجهي فكبر من في السماء سبعا وكبر من في
الأرض سبعا وصلي على علي بن الحسين ص ودخل الناس
المسجد فلم أدرك الركعتين ولا الصلاة على علي بن الحسين صلوات الله
عليهما فقلت يا سعيد لو كنت انا لم اختر الا الصلاة على علي بن الحسين
ص ان هذا لهو الخسران المبين فبكى سعيد ثم قال ما أردت
الا الخير ليتني كنت صليت عليه فإنه ما رئي مثله والتسبيح هو هذا:
سبحانك اللهم وحنانيك سبحانك اللهم وتعاليت سبحانك اللهم والعز
ازارك سبحانك اللهم والعظمة رداؤك وتعالى والتعالي سربالك
سبحانك اللهم والكبرياء سلطانك سبحانك من عظيم ما أعظمك
سبحانك سبحت في الملاء الاعلى سبحانك تسمع وترى ما تحت الثرى
سبحانك أنت شاهد كل نجوى سبحانك موضع كل شكوى سبحانك
حاضر كل ملاء سبحانك عظيم الرجاء سبحانك ترى ما في قعر الماء
سبحانك تسمع أنفاس الحيتان في قعور البحار سبحانك تعالى تعلم وزن
السماوات سبحانك تعلم وزن الأرضين سبحانك تعلم وزن الشمس
والقمر سبحانك تعلم وزن الظلمة والنور سبحانك تعلم وزن الفئ والهواء
سبحانك تعلم وزن الريح كم هي من مثقال ذرة سبحانك قدوس قدوس
سبحانك عجبا ممن عرفك كيف لا يخافك سبحانك اللهم وبحمدك سبحان
الله العظيم وفي شذرات الذهب ج ١ ص ٩٥ في حوادث سنة ٨٥ فيها توفي
عبد العزيز بن مروان أبو عمر وكان ولي العهد بعد
عبد الملك فلما مات عقد عبد الملك من بعده لولده وبعث إلى عامله على المدينة هشام بن إسماعيل
المخزومي ليبايع له الناس فامتنع سعيد بن المسيب وصمم فضربه هشام
ستين سوطا وطيف به وفي تهذيب التهذيب لما بايع عبد الملك للوليد
وسليمان وأبى سعيد ذلك ضربه هشام بن إسماعيل المخزومي ثلاثين سوطا
وألبسه ثيابا من شعر وأمر فطيف به ثم سجن وفي الشذرات في حوادث سنة
٨٦ من المشهور ان عبد الملك رأى كأنه بال في زوايا المسجد الأربع أو في
المحراب أربع مرات فوجه إلى سعيد بن المسيب من يسأله فقال من ولده
لصلبه أربعة تلي فكان كما قال ولي الوليد وسليمان وهشام ويزيد اه‍
كأنه استفاد من بوله في المسجد الحرام الذي هو محرم كبير انه يخرج من
صلبه أربع ملوك ظلمة مثله وفي الشذرات أيضا في حوادث سنة ٩٤ سمع
من الصحابة وجل روايته عن أبي هريرة وكان زوج ابنته قال وعنه حججت
أربعين حجة وما فاتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة وما نظرت إلى قفا
رجل في الصلاة أي انه كان يصلي دائما في الصف الأول وعطل المسجد
النبوي أيام الحرة ولم يبق فيه غيره وكان لا يعرف أوقات الصلاة الا بهمهمة
يسمعها داخل الحجرة المقدسة وإذا ذكر مثل هذا أو دونه في حق أحد أئمة
أهل البيت ع عد ذلك غلوا قال وخطب ابنته بعض ملوك بني
أمية فزوجها فقيرا من الطلبة المشتغلين عليه بالعلم وسيرها إلى بيته ثم
زارها بعد ذلك ووصلها بشئ من عنده وكانت ابنة أبي هريرة تحته اه‍
وفي مرآة الجنان ذكر الفقير ذلك لامه فقالت أنت مجنون سعيد بن المسيب
يزوجك وبنته يخطبها الملوك فسكت عنها فلما كان الليل إذا بالباب يدق
فخرج إليه فإذا هو سعيد بن المسيب وبنته تحت ثوبه فقال له خذ إليك
أهلك فاني كرهت ان أبيتك عزبا فقالت أمه والله ما تقربها حتى نصلح من
شانها فأعلمت جاراتها فاجتمعن وهيان لها ما يصلح للعروس على حسب ما
تيسر وفي الشذرات قال الزهري أخذ سعيد علمه عن زيد بن ثابت وجالس
ابن عباس وابن عمر وسعيد بن أبي وقاص ودخل على أزواج النبي ص
عائشة وأم سلمة وسمع عثمان وعليا وصهيبا ومحمد بن مسلمة وجل روايته
المسندة عن أبي هريرة وسمع من أصحاب عمر وعثمان وقيل إنه صلى
(٢٥١)

الصبح بوضوء العشاء خمسين سنة وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٩١ حج
بالناس في هذه السنة الوليد بن عبد الملك فلما دخل المدينة غدا إلى المسجد
ينظر إلى بنائه وأخرج الناس منه ولم يبق غير سعيد بن المسيب لم يجرؤ أحد
من الحرس أن يخرجه فقيل له لو قمت قال لا أقوم حتى يأتي الوقت الذي
أقوم فيه فقيل لو سلمت على أمير المؤمنين قال لا والله لا أقوم إليه قال
عمر بن عبد العزيز فجعلت أعدل بالوليد في ناحية المسجد لئلا يراه فالتفت
الوليد إلى القبلة فقال من ذلك الشيخ أهو سعيد قال عمر نعم ومن حاله
كذا وكذا فلو علم بمكانك لقام فسلم عليك وهو ضعيف البصر قال الوليد
قد علمت حاله ونحن نأتيه فدار في المسجد حتى أتاه فقال كيف أنت أيها
الشيخ فوالله ما تحرك سعيد بل قال بخير والحمد لله فكيف أمير المؤمنين
وكيف حاله فانصرف وهو يقول لعمري هذا بقية الناس وفي تهذيب
التهذيب وشذرات الذهب عن أحمد العجلي كان سعيد لا يأخذ العطاء
كانت له بضاعة يتجر بها في الزيت وفي شرح النهج الحديدي ج ٣
ص ٢٥٥: روى عثمان بن سعيد عن مطلب بن زياد عن أبي بكر بن
عبد الله الأصبهاني قال كان دعي لبني أمية يقال له خالد بن عبد الله لا يزال
يشتم عليا ع فلما كان يوم جمعة وهو يخطب الناس قال والله ان كان
رسول الله استعمله يعني عليا وانه ليعلم ما هو ولكنه كان ختنه وقد
نعس سعيد بن المسيب ففتح عينيه ثم قال ويحكم ما قال هذا الخبيث رأيت
القبر انصدع ورسول الله ص يقول كذبت يا عدو الله وقال ابن الأثير
ج ٣ ص ٢٥١ قال عبد الملك بن مروان لسعيد بن المسيب يا أبا محمد
صرت أعمل الخير فلا أسر به وأصنع الشر فلا أساء به فقال الآن تكامل
فيك موت القلب.
ما جاء في ذمه
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج كان سعيد بن المسيب منحرفا عن
علي ع وجبهه عمر بن علي ع في وجهه بكلام شديد روى عبد
الرحمن بن الأسود عن أبي داود الهمداني قال شهدت سعيد بن المسيب وأقبل
عمر بن علي بن أبي طالب ع فقال له سعيد يا ابن أخي ما أراك تكثر
غشيان مسجد رسول الله ص كما يفعل اخوتك وبنو أعمامك فقال عمر يا
ابن المسيب أكلما دخلت المسجد أجئ فأشهدك فقال سعيد ما أحب أن
تغضب سمعت أباك يقول إن لي من الله مقاما لهو خير لبني عبد المطلب مما
على الأرض من شئ فقال عمر انا سمعت أبي يقول ما كلمة حكمة في
قلب منافق فيخرج من الدنيا الا يتكلم بها فقال سعيد يا ابن أخي جعلتني
منافقا قال هو ما أقول لك ثم انصرف اه‍ أقول هذا لا يدل على انحراف
سعيد بن المسيب عن علي ع وانما يدل على سوء اعتقاد عمر بن علي فيه
فيجوز كونه مخطئا ان صح ما يدل على حسن سعيد وقال الشهيد الثاني فيما
كتبه بخطه على حاشية الخلاصة تعليقا على قول العلامة السابق وهذه
الرواية فيها توقف ما لفظه التوقف من حيث السند والمتن أما السند فظاهر
وأما المتن فلبعد حال هذا الرجل عن مقام الولاية لزين العابدين ع
فضلا عن أن يكون من حواريه واني لأعجب من ادخال هذا الرجل في هذا
القسم مع ما هو المعلوم من حاله وسيرته ومذهبه في الأحكام الشرعية
المخالف لطريقة أهل البيت ع وقد كان بطريقة ختنه أبي هريرة
أشبه وحاله بروايته أدخل والمصنف قد نقل أقواله في كتبه الفقهية من
التذكرة والمنتهى بما يخالف طريقة أهل البيت ع وقد روى
الكشي في كتابه عنه الأقاصيص والمطاعن قال المفيد في الأركان وأما ابن
المسيب فلا يدفع نصبه وما اشتهر عنه من الرغبة عن الصلاة على زين
العابدين ع وقيل له ألا تصلي إلى آخر ما مر وقد روي عن مالك انه كان
خارجيا أباضيا الله أعلم بحقيقة الحال اه‍ وفي مروج الذهب ج ٢ ص ٨٣
ذكر لوط بن يحيى وابن داب والهيثم بن داب وغيرهم من نقله الأخبار ان
معاوية لما احتضر قال اللهم أقل العثرة واعف عن الزلة وعد بحلمك على
من لم يرج غيرك ولم يثق الا بك فإنك واسع المغفرة وليس لذي خطيئة
مهرب الا إليك فبلغ ذلك سعيد بن المسيب فقال لقد رغب إلى من لا
مرغوب الا إليه واني لأرجو ان لا يعذبه الله وتتلخص الطعون فيه المستفادة
مما مر في جبة عمر بن علي له ومخالفة طريقته لطريقة أهل البيت عليهم
السلام ورجائه لمعاوية ان لا يعذبه الله والأول قد مر جوابه والثاني لا
ينافي التشيع المستفاد من الروايات الأخرى إذ ربما كان تقية أما الجواب عن
ذلك بأنه كعمل ابن الجنيد بالقياس المخالف لطريقة أهل البيت ولم يناف
ذلك تشيعه فغير وجيه لأن ابن الجنيد خالف طريقتهم ع في
مسالة واحدة أصولية وابن المسيب كما يستفاد من أحواله خالف طريقتهم في
جميع مسائل الفروع هذا مضافا إلى أن الشيخ والنجاشي لم يقدحا فيه بشئ
والثالث قد اعتذر عنه ابن المسيب بما سمعت فلا ينافي تشيعه سواء أكان
مصيبا فيما فعله أم مخطئا والرابع جار على المتعارف في كرمه تعالى وان
أخطأ فيه فيبقى ما دل على استقامته خلوا من المعارض ومن الغريب ما
نسب إلى مالك من القول بأنه كان خارجيا أباضيا فإنه مع منافاته لما مر
الدال على استقامته قد تفرد مالك بالقول به ان صح ذلك عنه والله أعلم.
ما رواه صاحب حلية الأولياء من أحواله
روى بسنده عن بكر بن خنيس قلت لسعيد بن المسيب وقد رأيت
أقواما يصلون يا أبا محمد ألا تتعبد مع هؤلاء القوم فقال لي يا ابن أخي انها
ليست بعبادة قلت له فما التعبد يا أبا محمد قال التفكير في أمر الله والورع
عن محارم الله وأداء فرائض الله تعالى. وبسنده عن صالح بن محمد بن
زائدة ان فتية من بني ليث كانوا عبادا وكانوا يروحون بالهاجرة إلى المسجد
ولا يزالون يصلون حتى يصلى العصر فقال صالح لسعيد هذه هي العبادة
التفقه في الدين والتفكير في أمر الله تعالى. وبسنده عن سعيد بن المسيب
من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة فقد ملأ البر والبحر عبادة.
وبسنده عن سعيد بن المسيب انه اشتكى عينيه فقيل له يا أبا محمد لو
خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة فوجدت ريح البرية لنفع ذلك
بصرك فقال سعيد فكيف أصنع بشهود العتمة والصبح. وبسنده عن
سعيد بن المسيب ما فاتني الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة. وبسنده عن
أبي سهل عثمان بن حكيم سمعت سعيد بن المسيب يقول ما أذن المؤذن
منذ ثلاثين سنة الا وأنا في المسجد. وبسنده ان سعيد بن المسيب مكث
أربعين سنة لم يلق القوم قد خرجوا من المسجد وفرغوا من الصلاة.
وبسنده عن برد مولى ابن المسيب ما نودي للصلاة منذ أربعين سنة الا
وسعيد في المسجد. وبسنده عن سعيد بن المسيب ما دخل علي وقت صلاة
الا وقد أخذت أهبتها ولأدخل علي قضاء فرض الا وأنا إليه مشتاق وبسنده
قال سعيد بن المسيب ذات يوم ما نظرت في أقفاء قوم سبقوني بالصلاة منذ
عشرين سنة. وبسنده عن الأوزاعي كانت لسعيد بن المسيب فضيلة لا
اعلمها كانت لأحد من التابعين لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة عشرين
منها لم ينظر في أقفية الناس. وبسنده قال سعيد بن المسيب ما فاتني
التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة وما نظرت في قفا أحد في الصلاة منذ
(٢٥٢)

خمسين سنة قال المؤلف التحديد بالعشرين والثلاثين والأربعين
والخمسين سنة محمول على إرادة ما مضى من عمره إلى ذلك الوقت
وعدم النظر في أقفية الناس كناية عن عدم سبق أحد له بل كان
يصلي دائما في الصف الأول اما ما يفهم من رواية الأوزاعي من أنه
مكث عشرين سنة من أصل الأربعين لا ينظر في أقفية الناس
وجعل نفس الفضيلة عدم النظر في أقفيتهم فهو اشتباه. وبسنده
صلى سعيد بن المسيب الغداة بوضوء العتمة خمسين سنة. وبسنده عن
خالد بن داود سالت سعيد بن المسيب ما يقطع الصلاة قال الفجور ويسترها
التقوى وبسنده ان سعيد بن المسيب كان يسرد الصوم. وبسنده عن أبي
حرملة سمعت سعيد بن المسيب يقول لقد حججت أربعين حجة. وبسنده
ان نفس سعيد بن المسيب كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذباب.
وبسنده عن سعيد بن المسيب ما أكرمت العباد أنفسها بمثل طاعة الله عز
وجل ولا أهانت أنفسها بمثل معصية الله وكفى بالمؤمن من نصرة الله ان
يرى عدوه يعمل بمعصية الله وبسنده خرج سعيد بن المسيب في ليلة مطر
وطين وظلمة منصرفا من العشاء فأدركه عبد الرحمن بن عمرو بن سهل ومعه
غلام معه سراج فسلم عليه عبد الرحمن ومشيا يتحدثان حتى إذا حاذى عبد
الرحمن داره انصرف إليها فقال للغلام امش مع أبي محمد بالسراج فقال
سعيد لا حاجة لي بنوركم نور الله خير من نوركم وبسنده أن سعيد بن
المسيب كان يكثر ان يقول في مجلسه اللهم سلم سلم. وبسنده عن ابن
حرملة حفظت صلاة ابن المسيب وعمله بالنهار فسالت مولاه عن عمله
بالليل فقال كان لا يدع ان يقرأ بصاد والقرآن كل ليلة فسألته عن ذلك
فأخبر ان رجلا من الأنصار صلى إلى شجرة فقرأ بصاد فلما مر بالسجدة
سجد وسجدت الشجرة معه فسمعها تقول اللهم اعطني بهذه السجدة اجرا
وضع عني بها وزرا وارزقني بها شكرا وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود
قال المؤلف وهذه مبالغة ترفعه عن درجة النبوة.
وبسنده مروا على ابن
المسيب بجنازة ومعها انسان يقول استغفروا الله له فقال ابن المسيب ما يقول
راجزهم هذا حرمت على أهلي ان يرجزوا معي راجزهم هذا وان يقولوا
مات سعيد فاشهدوه حسبي من يقبلني إلى ربي عز وجل وان يمشوا معي
بمعجزات أن أكن طيبا فما عند الله أطيب. وبسنده قيل لسعيد بن المسيب
ما شان الحجاج لا يبعث إليك ولا يهيجك ولا يؤذيك قال والله ما أدري
غير أنه صلى ذات يوم مع أبيه صلاة فجعل لا يتم ركوعها ولا سجودها
فأخذت كفا من حصباء فحصبته بها قال الحجاج فما زلت أحسن الصلاة
قال المؤلف الظاهر أن سكوت الحجاج عنه لاظهاره خلاف التشيع.
وبسنده عن سعيد بن المسيب في قوله تعالى انه كان للأوابين غفورا قال
الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ولا يعود في شئ قصدا. وبسنده
عن يحيى بن سعيد دخلنا على سعيد نعوده ومعنا نافع بن جبير فقالت أم ولده
انه لم يأكل منذ ثلاث فكلموه فقال نافع بن جبير انك من أهل الدنيا ما
دمت فيها ولا بد لأهل الدنيا مما يصلحهم فلو اكلت شيئا قال كيف يأكل
من كان على مثل حالنا هذه بضعة يذهب بها إلى النار أو إلى الجنة فقال نافع
ادع الله ان يشفيك فان الشيطان قد كان يغيظه مكانك من المسجد قال بل
أخرجني الله من بينكم سالما قال المؤلف ان كان امتناعه عن الأكل ثلاثا
لمرضه الذي لا يشتهي معه الأكل فكان ينبغي ان يعتذر به لا بما قاله وان
كان المانع له ما قاله فيكون قد أعان على نفسه وخالف الشرع وظاهر هذا
الخبر يورث الشك في صحته. وبسنده دعي سعيد بن المسيب إلى نيف
وثلاثين ألفا ليأخذها فقال لا حاجة لي فيها ولا في بني مروان حتى ألقى الله
فيحكم بيني وبينهم. وبسنده كان سعيد بن المسيب يماري غلاما ماله في
ثلثي درهم وأتاه ابن عمه بأربعة آلاف درهم فأبى ان يأخذها. وبسنده قال
سعيد بن المسيب قد بلغت ثمانين سنة وما شئ أخوف عندي من النساء
وكان بصره قد ذهب. وبسنده عن سعيد بن المسيب ما ايس الشيطان من
شئ الا أتاه من قبل النساء وقال أخبرنا سعيد وهو ابن أربع وثمانين سنة
وقد ذهبت إحدى عينيه وهو يعشو بالأخرى ما شئ أخوف عندي من
النساء. وبسنده سمع سعيد بن المسيب يقول يد الله فوق عباده فمن رفع
نفسه وضعه الله ومن وضعها رفعه الله الناس تحت كنفه يعملون أعمالهم
فإذا أراد الله فضيحة عبد أخرجه من تحت كنفه فبدت للناس عورته.
وبسنده عن علي بن زيد قلنا لسعيد بن المسيب يزعم قومك انما يمنعك من
الحج انك جعلت لله عليك إذا رأيت الكعبة ان تدعو الله على بني مروان
قال ما فعلت ذلك وما أصلي لله عز وجل في صلاة دعوت عليهم واني قد
حججت واعتمرت بضعا سبعا وعشرين مرة وانما كتبت علي حجة واحدة
قال المؤلف لعله يريد ان جميع حجاته كانت للدعاء على بني مروان الا
واحدة. وبسنده عن ابن حرملة ما سمعت سعيد بن المسيب يسب أحدا
من الأئمة قط الا اني سمعته يقول قاتل الله فلانا كان أول من غير قضاء
رسول الله ص وقد قال النبي ص الولد للفراش وللعاهر الحجر قال
المؤلف هو من استلحق زيادا. وبسنده كان سعيد بن المسيب لا يقبل
من أحد شيئا لا دينارا ولا درهما ولا شيئا وربما عرض عليه الأشربة فيعرض
فليس يشرب من شراب أحد منهم. وبسنده ان سعيد بن المسيب زوج
ابنته بدرهمين. وبسنده عن أبي وداعة كنت أجالس سعيد بن المسيب
ففقدني أياما فلما جئته قال أين كنت قلت توفيت أهلي فاشتغلت بها فقال ألا
أخبرتنا فشهدناها ثم أردت أن أقوم فقال هل استحدثت امرأة فقلت يرحمك
الله ومن يزوجني ولا أملك الا درهمين وفي نسخة دينارين أو ثلاثة فقال
أنا فقلت أوتفعل قال نعم ثم حمد الله تعالى وصلى على النبي ص وزوجني
على درهمين أو قال ثلاثة فقمت وما أدري ما اصنع من الفرح فصرت إلى
منزلي وجعلت أتفكر ممن آخذ وممن أستدين وكنت وحدي صائما فقدمت
عشائي وكان خبزا وزيتا فإذا بالباب يقرع فقلت من هذا قال سعيد
فأفكرت في كل انسان اسمه سعيد الا سعيد بن المسيب فإنه لم ير أربعين
سنة الا بين بيته والمسجد فخرجت فإذا سعيد بن المسيب فظننت انه قد بدا
له فقلت يا أبا محمد الا أرسلت إلي فآتيك قال لا أنت أحق أن تؤتي قلت
فما تأمر قال إنك كنت رجلا عزبا تزوجت فكرهت ان تبيت الليلة وحدك
وهذه امرأتك فإذا هي قائمة من خلفه في طوله ثم اخذها بيدها فدفعها
بالباب ورد الباب فسقطت المرأة من الحياء فاستوثقت من الباب ثم قدمت
القصعة التي فيها الخبز والزيت فوضعتها في ظل السراج لكيلا تراه ثم
صعدت إلى السطح فرميت الجيران فجاؤوني فقالوا ما شأنك قلت ويحكم
زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم وقد جاء بها على غفلة فقالوا سعيد بن
المسيب زوجك قلت نعم وها هي في الدار فنزلوا إليها وبلغ أمي فجاءت
وقالت وجهي من وجهك حرام ان مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام
فأقمت ثلاثة أيام ثم دخلت بها فإذا هي من أجمل الناس واحفظ الناس
لكتاب الله وأعلمهم بسنة رسول الله ص وأعرفهم بحق الزوج فمكثت
شهرا لا يأتيني سعيد ولا آتيه فلما كان قرب الشهر أتيته وهو في حلقته
فسلمت عليه فرد علي السلام ولم يكلمني حتى تقوض أهل المجلس فلما لم
(٢٥٣)

يبق غيري قال ما حال ذلك الإنسان قلت خيرا يا أبا محمد على ما يحب
الصديق ويكره العدو قال إن رابك شئ فالعصا فانصرفت إلى منزلي فوجه
إلي بعشرين ألف درهم قال عبد الله بن سليمان ابن الأشعث أحد رجال
سند الحديث كانت بنت سعيد بن المسيب خطبها عبد الملك بن مروان
لابنه الوليد بن عبد الملك حين ولاه العهد فأبى سعيد ان يزوجه فلم يزل
عبد الملك يحتال على سعيد حتى ضربه مائة سوط في يوم بارد وصب عليه
جرة ماء وألبسه جبة صوف. وبسنده قال سعيد دخلت المسجد في ليلة
أضحيان وأظن اني قد أصبحت فإذا الليل على حاله فقمت أصلي فجلست
أدعو فإذا هاتف يهتف من خلفي يا عبد الله قل قلت ما ذا أقول قال قل
اللهم إني أسألك بأنك مالك الملك وانك على كل شئ قدير وما تشاء من
امر يكن قال سعيد فما دعوت بها قط لشئ الا رأيت نجحه. وبسنده دخل
المطلب بن حنطب على سعيد بن المسيب في مرضه وهو مضطجع فسأله عن
حديث فقال أقعدوني فأقعدوه قال إني أكره ان أحدث حديث رسول الله ص
وأنا مضطجع. وبسنده ان عبد الملك بن مروان قدم المدينة فاستيقظ من
قائلته فقال لحاجبه انظر هل ترى في المسجد أحدا من حداثي فلم ير فيه الا
سعيد بن المسيب فأشار إليه بإصبعه فلم يتحرك سعيد ثم أتاه الحاجب فقال
ألم ترني أشير إليك قال وما حاجتك فأخبره فقال لست من حداثه فخرج
الحاجب فقال ما وجدت في المسجد الا شيخا أشرت إليه فلم يقم فأخبرته
فقال اني لست من حداث أمير المؤمنين قال عبد الملك ذاك سعيد بن المسيب
دعه. وبسنده قال سعيد بن المسيب ان الدنيا نذلة وهي إلى كل نذل أميل
وأنذل منها من اخذها بغير حقها وطلبها بغير وجهها ووضعها في غير
سبيلها. وبسنده قال سعيد بن المسيب لا تملأوا أعينكم من أعوان الظلمة
الا بانكار من قلوبكم لكيلا تحبط أعمالكم الصالحة وبسنده دعي سعيد بن
المسيب للبيعة للوليد وسليمان بعد عبد الملك بن مروان فقال لا أبايع اثنين
ما اختلف الليل والنهار فقيل ادخل من الباب واخرج من الباب الآخر فقال
والله لا يقتدي به أحد من الناس فجلده مائة وألبسه المسوح وبسنده قال
عبد الرحمن بن عبد الله القاري لسعيد بن المسيب حين قدمت البيعة للوليد
وسليمان بالمدينة من بعد أبيهما اني مشير عليك بخصائل ثلاث قال وما هي
قال تعتزل مقامك فإنك هنا بحيث يراك هشام بن إسماعيل قال ما
كنت لأغير مقاما قمته منذ أربعين سنة قال تخرج معتمرا
قال ما كنت لأنفق مالي واجهد بدني في شئ ليس لي فيه نية فما الثالثة
قال تبايع قال رأيت أن كان الله أعمى قلبك كما أعمى بصرك فما علي
وكان أعمى فدعاه هشام إلى البيعة فأبى فكتب فيه إلى عبد الملك فكتب إليه
عبد الملك ما لك ولسعيد ما كان علينا منه شئ نكرهه فاما إذا فعلت
فاضربه ثلاثين سوطا وألبسه تبان شعر وأوقفه للناس لئلا يقتدي به الناس
فدعاه هشام فأبى وقال لا أبايع لاثنين فضربه ثلاثين سوطا وألبسه تبان شعر
وأوقفه للناس وحدث الائيليون الذين كانوا في الشرط بالمدينة قالوا علمنا أنه
لا يلبس التبان طائعا فقلنا له يا أبا محمد انه القتل فاستر عورتك فلبسه فلما
ضرب قلنا له أنأخذ عناك قال يا معجلة أهل أيلة لولا أني ظننت انه القتل
ما لبسته. وبسنده عن هشام بن زيد أتيت سعيد بن المسيب حين ضرب في
تبان من شعر. وبسنده عن قتادة أتيت سعيد بن المسيب وقد البس تبان
شعر وأقيم في الشمس فقلت لقائدي أدنني منه ففعل فجعلت أسأله خوفا
من أن يفوتني وهو يجيبني حسبة والناس يتعجبون وبسنده كتب والي المدينة
إلى عبد الملك بن مروان ان أهل المدينة قد اطبقوا على البيعة للوليد
وسليمان الا سعيد بن المسيب فكتب ان أعرضه على السيف فان مضى والا
فاجلده خمسين جلدة وطف به أسواق المدينة فلما قدم الكتاب على الوالي
دخل سليمان بن يسار وعروة بن الزبير وسالم بن عبد الله على سعيد بن
المسيب فقالوا انا قد جئناك في امر قد قدم فيك كتاب من عبد الملك بن
مروان ان لم تبايع ضربت عنقك ونحن نعرض عليك خصالا ثلاثا فاعطنا
إحداهن فان الوالي قد قبل منك ان يقرأ عليك الكتاب فلا تقل لا ولا نعم
قال فيقول الناس بايع سعيد بن المسيب ما انا بفاعل وكان إذا قال لا لم
يطيقوا عليه ان يقول نعم قالوا فتجلس في بيتك فلا تخرج إلى الصلاة أياما
فإنه يقبل منك إذا طلبت في مجلسك فلم يجدك قال وانا اسمع الاذان فوق
اذني حي على الصلاة حي على الفلاح ما انا بفاعل قالوا فانتقل من مجلسك
إلى غيره فإنه يرسل إلى مجلسك فان لم يجدك أمسك عنك قال فرقا لمخلوق
ما انا بمتقدم لذلك شبرا ولا متأخر شبرا فخرجوا وخرج إلى صلاة الظهر
فجلس في مجلسه الذي كان يجلس فيه فلما صلى الوالي بعث إليه فاتى به
فقال إن أمير المؤمنين كتب يأمرنا ان لم تبايع ضربنا عنقك قال نهى رسول
الله ص عن بيعتين فلما رآه لا يجيب اخرج إلى السدة فمدت عنقه وسلت
عليه السيوف فلما رآه قد مضى امر به فجرد فإذا عليه تبان شعر فقال لو
علمت اني لا اقتل ما اشتهرت بهذا التبان فضربه خمسين سوطا ثم طاف به
أسواق المدينة ثم رده والناس منصرفون من صلاة العصر قال إن هذه لوجوه
ما نظرت إليها منذ أربعين سنة وفي رواية ان سعيدا لما جرد ليضرب قالت
له امرأة ان هذا لمقام الخزي فقال من مقام الخزي القاسم جلست إلى سعيد
فررنا. وبسنده عن عبد الله ابن ابن المسيب فقال إنه قد نهي عن مجالستي
قلت اني رجل غريب قال انما أحببت ان أعلمك. وبسنده عن العلاء بن
عبد الكريم جلست إلى سعيد بن المسيب فقال إنه قد نهي عن مجالستي.
وبسنده انه كان إذا أراد الرجل ان يجالس سعيد بن المسيب قال إنهم قد
جلدوني ومنعوا الناس ان يجالسوني. وبسنده قال سعيد بن المسيب لا
تقولوا مصيحف ولا مسيجد ما كان لله فهو عظيم حسن جميل. وبسنده ما
كان انسان يجترئ على سعيد بن المسيب يسأله عن شئ حتى يستأذنه كما
يستأذن الأمير. وبسنده عن سعيد بن المسيب لا خير فيمن لا يريد جمع
المال من حلة يعطي منه حقه ويكف به وجهه عن الناس وفي رواية لا خير
فيمن لا يحب هذا المال يصل به رحمه ويؤدي به أمانته ويستغني به عن خلق
ربه. وبسنده مات سعيد بن المسيب وترك ألفين أو ثلاثة آلاف دينار وقال
ما تركتها الا لأصون بها ديني وحسبي. وفي رواية ترك مائة دينار وقال
أصون بها ديني وحسبي. وبسنده ان سعيد بن المسيب قال من استغنى بالله
افتقر الناس إليه. وبسنده عن علي بن زيد: رآني سعيد بن المسيب وعلي
جبة خز فقال إنك لجيد الجبة قلت وما تغني عني وقد أفسدها علي سالم فقال
سعيد أصلح قلبك والبس ما شئت.
من مسانيد حديثه
بسنده عن سعيد بن المسيب قال عمر بن الخطاب على هذا المنبر
يعني منبر المدينة اني اعلم أقواما سيكذبون بالرجم ويقولون ليس في
القرآن ولولا أني أكره ان أزيد في القرآن لكتبت في آخر ورقة ان رسول
الله ص قد رجم ورجم أبو بكر وانا رجمت. وفي رواية ان عمر قال إياكم
ان تهلكوا في آية الرجم وذكر نحوه. وبسنده عن سعيد بن المسيب عن
عمر بن الخطاب قال رسول الله ص أول ما يرفع من الأمة الأمانة وآخر ما
يبقى الصلاة ورب مصل لا خير فيه. وبسنده عن سعيد بن المسيب
(٢٥٤)

سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله ص يقول من اعتز
بالعبيد أذله الله. وبسنده عن سعيد بن المسيب عن عثمان بن عفان ان
النبي ص قال إذا سمعتم النداء فقوموا فإنها عزيمة من الله. وبسنده عن
سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب انه قال لفاطمة ما خير للنساء قالت إن
لا يرين الرجال ولا يرونهن فذكره للنبي ص فقال انما فاطمة بضعة
مني. وبسنده عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب قال النبي ص
من اتقى الله عاش قويا وسار في بلاده آمنا وبسنده عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال رسول الله ص من ادخل فرسا بين فرسين وهو لا يامن
سبقها فهو قمار. وبسنده عن سعيد بن المسيب عن عمار بن ياسر قال
النبي ص حسن الخلق خلق الله الأعظم وبسنده عن سعيد بن المسيب عن
أبي ابن كعب قال رسول الله ص قال لي جبرائيل ليبك الاسلام على موت
عمر. وبسنده عن سعيد بن المسيب عن عائشة ان رسول الله ص قال إن
لكل شئ شرفا يتباهون به وان بهاء أمتي وشرفها القرآن. اه‍ المنقول من
حلية الأولياء.
من روى عنهم
في تهذيب التهذيب روى عن أبي بكر مرسلا وعن عمر وعثمان وعلي
وسعد بن أبي وقاص وحكيم بن حزام وابن عباس وابن عمر وابن عمرو بن
العاص وأبيه المسيب ومعمر بن عبد الله ابن نضلة وأبي ذر وأبي الدرداء و
حسان بن ثابت وعبد الله بن زيد المازني وعتاب بن أسيد وعثمان ابن أبي
العاص وأبي ثعلبة الخشني وأبي قتادة وأبي موسى وأبي سعيد وأبي هريرة
وكان زوج ابنته وعائشة وأسماء بنت عميس وخولة بنت حكيم وفاطمة بنت
قيس وأم سليم وأم شريك وخلق.
من رووا عنه
في تهذيب التهذيب عنه ابنه محمد وسالم بن عبد الله بن عمر والزهري
وقتادة وشريك بن أبي نمر وأبو الزناد وسمي وسعد بن إبراهيم وعمرو بن
مرة ويحيى بن سعيد الأنصاري وداود بن أبي هند وطارق بن عبد الرحمن
وعبد الحميد بن جبير بن شعبة وعبد الخالق بن سلمة وعبد المجيد بن سهل
وعمرو بن سلم بن عمارة بن أكيمة وأبو جعفر الباقر وابن المنكدر
وهاشم بن هاشم بن عتبة ويونس بن يوسف وجماعة قال المؤلف لم يذكر
ابن حجر روايته عن زين العابدين ع وذكرها أصحابنا وذكر رواية أبي
جعفر الباقر ع عنه وهو بكونه باقر علوم جده الرسول ص ووارث علومه
في غنى عن الرواية عن ابن المسيب وغيره سوى آبائه الكرام عليه وعليهم
أفضل الصلاة والسلام.
تنبيه
ذكر ابن داود في رجاله سعيد بن معتوق وقال نقلا عن الكشي انه
مذموم زيدي ثم قال عند ذكر جماعة من الزيدية عن الكشي سعيد بن
معتوق وفي النقد لم أجد هذا الرجل في الكشي وغيره أصلا وكان هذا
سعيد بن منصور الآتي.
٨٣٨: سعيد بن منقذ الثوري الهمداني
قال ابن الأثير في الكامل ج ٤ ص ١٠٥ في حوادث سنة ٦٦ ان
المختار أراد ان يثب في الكوفة في المحرم فجاء رجل من أصحابه من شبام
وشبام هي من همدان وكان شريفا اسمه عبد الرحمن بن شريح فلقي
سعيد بن منقذ الثوري وجماعة عدهم فقال لهم ان المختار يريد ان يخرج بنا
ولا ندري أرسله ابن الحنفية أم لا فانهدوا بنا إلى ابن الحنفية نخبره بما قدم
علينا به المختار فان رخص لنا باتباعه أتبعناه وان نهانا عنه اجتنبناه فخرجوا
إلى ابن الحنفية وأعلموه حال المختار وما دعاهم إليه فقال والله لوددت ان
الله انتصر لنا بمن شاء من خلقه فرجعوا إلى الكوفة وأخبروا بذلك ففرح
المختار ثم قال إن المختار قال لسعيد بن منقذ قم فأشعل النيران في الهرادي
ثم قال إن إبراهيم بن مالك الأشتر مضى ليدخل الكوفة من نحو الكناسة
فخرج إليه شمر بن ذي الجوشن في ألفين فسرح إليه المختار سعيد بن منقذ
الهمداني فواقعه وأرسل إلى إبراهيم يأمره بالمسير فسار. ثم قال إن المختار
دخل عليه أشراف الكوفة فبايعوه على كتاب الله وسنة رسول الله ص
والطلب بدماء أهل البيت وكان ممن بايعه المنذر بن حسان وابنه حسان فلما
خرجا من عنده استقبلهما سعيد بن منقذ الثوري في جماعة من الشيعة فقالوا
هذان والله من رؤوس الجبارين فاقتلوهما فنهاهم سعيد حتى يأخذوا أمر
المختار فلم ينتهوا وبلغ المختار قتلهما فكرهه ثم قال في حرب المختار مع
مصعب فحمل سعيد بن منقذ على بكر وعبد القيس وهم في ميمنة مصعب
فاقتتلوا قتالا شديدا.
٨٣٩: الشيخ سعيد بن منصور
في الرياض فاضل عالم جليل له كتاب السنن ينقل الكفعمي وغيره
عن كتابه هذا في حواشي مصباحه وغيرها والظاهر أنه من علماء الخاصة ولم
أتحقق عصره اه‍.
٨٤٠: سعيد بن منصور
قال الكشي في سعيد بن منصور حمدويه حدثنا أيوب حدثنا
حنان بن سدير كنت جالسا عند الحسن بن الحسين فجاء سعيد بن منصور
وكان من رؤساء الزيدية فقال ما ترى في النبيذ فان زيدا كان يشربه عندنا
قال ما أصدق على زيد انه كان يشرب النبيذ.
قال بلى قد شربه قال فان كان فعل فان زيدا ليس بنبي ولا وصي
نبي انما هو رجل من آل محمد يخطئ ويصيب.
٨٤١: سعيد مولى عمر بن خالد الصيداوي
مذكور في زيارة الشهداء من أصحاب الحسين ع المنسوبة إلى
الناحية المقدسة.
٨٤٢: سعيد بن نصر
من العلماء له كتاب الأمالي في الذريعة ج ٢ ص ٢١١ عده الشيخ
تقي الدين إبراهيم بن علي الكفعمي العاملي في آخر كتابه البلد الأمين
من ماخذ الكتاب اه‍ ومر سعد بغير ياء.
٨٤٣: سعيد النقاش
وقع في طريق الصدوق في باب التكبير ليلة الفطر ويومه وفي التعليقة
حسنه خالي المجلسي لأن للصدوق طريقا إليه.
(٢٥٥)

٨٤٤: سعيد بن نمران الهمداني ثم الناعطي
توفي في حدود السبعين.
في الاستيعاب سعيد بن نمران الهمداني كان كاتبا لعلي بن أبي طالب
أدرك من حياة النبي ص أعواما وروى عن أبي بكر وروى عنه عامر بن
سعيد سعد وفي أسد الغابة سعيد بن نمران الهمداني الناعطي كان كاتبا
لعلي وأدرك من حياة النبي ص أعواما وشهد اليرموك وسار إلى العراق مددا
لأهل القادسية وكان من أصحاب حجر بن عدي وسيره زياد مع حجر إلى
الشام فأراد معاوية قتله مع حجر فشفع فيه حمزة بن مالك الهمداني فخلى
سبيله ولما ولي مصعب بن الزبير الكوفة استقضى سعيد بن نمران ثم عزله
وفي الإصابة سعيد بن نمران الهمداني كتب عن علي قاله خليفة وقال
حمزة بن يوسف في تاريخ جرجان كان فيمن حمل مع حجر بن عدي فشفع
فيه فترك فتحول إلى جرجان فسكنها واختط بها وذكر سيف ان هاشم بن
عتبة لما قدم بعد اليرموك جعل في سبعين فيهم سعيد بن نمران وقال ابن أبي
خيثمة عن سليمان بن أبي سبج أراد مصعب ان يوليه القضاء فمنعه أخوه
وقال إنه من أصحاب علي وفي تاريخ ابن عساكر سعد بن نمران الهمداني ثم
الناعطي كان من تابعي أهل الكوفة وبعث به زياد إلى معاوية إلى مرج عذرا
حينما وجه بحجر بن عدي وأصحابه من الكوفة فشفع فيه حمزة بن مالك
الهمداني عند معاوية فوهبه له اه‍ واعلم أن المذكور في تاريخ ابن الأثير في
موضعين سعد بغير ياء وكذلك المذكور في تاريخ ابن عساكر في باب سعد
وذكر بعده باب سعيد بالياء فكلامه نص في أن اسمه سعد بغير ياء لا سعيد
بالياء لكن الذي في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة سعيد بالياء.
٨٤٥: سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ابن عم النبي ص
في الإصابة روى عن النبي ص حديثا في الاستئذان وعنه عمار بن
أبي عمار ذكره ابن منده وقال أبو نعيم هو عندي مرسل قلت كلام
الدارقطني يدل على أنه سعيد بن الحارث أخو نوفل والله أعلم اه‍.
٨٤٦: سعيد بن هاشم بن وعلة وعيلة البصري العبدي أبو عثمان الخالدي
الأصغر
توفي سنة ٣٧١.
الخالدي نسبة إلى الخالدية قرية من قرى الموصل والعبدي
نسبة إلى قبيلة عبد القيس المنتهي نسبه إليهم وكانه ورث التشيع عنهم وفي
معجم الأدباء المطبوع جعله سعدا بغير ياء وهو اشتباه بل هو سعيد بالياء كما
في اليتيمة وغيرها.
أقوال العلماء فيه
هو أحد الخالديين الشاعرين المشهورين الذين كانا ينظمان الشعر
مشتركين ومنفردين ومدحا الملوك والأمراء والكبراء واخذا جوائزهم وهجاهما
السري الرفا الموصلي بأهاج كثيرة زعم فيها انهما سرقا شعره كما مر في ترجمته
ومر قول صاحب اليتيمة فيهما في حرف الخاء في الخالديان قال محمد بن إسحاق
النديم في الفهرست كانا شاعرين أديبين حافظين على البديهة وكانا
مع ذلك إذا استحسنا شيئا غضباه صاحبه حيا كان أو ميتا لا عجزا منهما عن
قول الشعر ولكن كذا كان طبعهما اه‍ ويصعب تصديق ذلك إذ مثله لا
يصدر من عاقل نعم نسبهما السري الرفا إلى ذلك لكنهم الشعراء يتبعهم
الغاوون وعن النسب الباطلة لا يتورعون والصواب ما في اليتيمة من أن
السري كان يدعي عليهما سرقة شعره وشعر غيره ويدس من شعرهما في
ديوان كشاجم ليثبت مدعاه وفي معجم الأدباء كلام ابن النديم فيه موافقة
للسري الرفا أو مجاراة له والله أعلم وقال ابن النديم قال لي أبو بكر منها وقد
تعجبت من كثرة حفظه انا احفظ اني احفظ مائة سفر كل سفر في نحو مائة
ورقة اه‍ فهو قد صرح بان هذا الكلام كان مع أبي بكر محمد لا مع أبي
عثمان سعيد لكن ياقوتا في معجم الأدباء وتبعه صاحب فوات الوفيات ذكرا
هذا في ترجمة سعيد وذلك يوهم ان هذا الكلام جرى مع سعيد مع تصريح
ابن النديم بأنه جرى مع أبي بكر محمد. وفي تاريخ بغداد سعيد بن هاشم
أبو عثمان الخالدي شاعر من أهل الموصل مليح الشعر قدم بغداد فمدح بها
الوزير أبا محمد المهلبي وأقام مدة في جنبه منقطعا إليه ينادمه ثم رجع إلى
الموصل. وفي معجم الأدباء سعد الصواب سعيد ابن هاشم بن سعيد
وينتهي نسبه إلى عبد القيس أبو عثمان الخالدي البصري كان وأخوه أبو
بكر أديبي البصرة وشاعريهما في وقتهما وكان بينهما وبين السري الرفا الموصلي
ما يكون بين المتعاصرين من التغابر والتضاغن فكان يدعي عليهما سرقة
شعره وشعر غيره ويدرس شعرهما في ديوان كشاجم ليثبت مدعاه. فمن قول
السري الرفا في المترجم زعم أنه ادعى كثيرا من شعره كما في اليتيمة:
لا بد من نفثة مصدور * فحاذروا صولة محذور
قد أنست العالم غاراته * في الشعر غارات المغاوير
أتكلني غيد قواف غدت * أبهى من الغيد المعاطير
أطيب ريحا من نسيم الصبا * جاءت بريا الورد من جور
من بعد ما فتحت أنوارها * فابتسمت مثل الأزاهير
وبات فكري تعبا بينها * ينقشها نقش الدنانير
يا وارث الأغفال ما حبروا * من القوافي والمشاهير
اعط قفا نبك أمانا فقد * راحت بقلب منك مذعور
تشيعه
في اليتيمة كان يتشيع ويتمثل في شعره بما يدل على مذهبه كقوله:
وحمائم نبهنني * والليل داجي المشرقين
شبهتهن وقد بكين * وما ذرفن دموع عين
بنساء آل محمد * لما بكين على الحسين
وكقوله:
جحدت ولاء مولانا علي * وقدمت الدعي على الوصي
متى ما قلت إن السيف امضى * من اللحظات في قلب الشجي
لقد فعلت جفونك في البرايا * كفعل يزيد في آل النبي
وكقوله:
انا ان رمت سلوا * عنك يا قرة عيني
كنت في الأثر شا * رك في قتل الحسين
لك صولات على قلبي * بقد كالرديني
مثل صولات علي * يوم بدر وحنين
وكقوله:
(٢٥٦)

انا في قبضة الغرام رهين * بين سيفين أرهفا ورديني
فكان الهوى فتى علوي * ظن اني وليت قتل الحسين
وكأني يزيد بين يديه * فهو يختار أوجع القتلتين
وكقوله:
انظر إلي بعين الصفح عن زللي * لا تتركني من ذنبي على وجل
موتي وهجرك مقرونان في قرن * فكيف أهجر من في هجره أجلي
وليس لي أمل الا وصالكم * فكيف اقطع من في وصله املي
هذا فؤادي لم يملكه غيركم * الا الوصي أمير المؤمنين علي
وكقوله:
تظن بأنني أهوى حبيبا * سواك على القطيعة والبعاد
جحدت إذا موالاتي عليا * وقلت بأنني مولى زياد
مؤلفاته
في فوات الوفيات وقد عمل أبو عثمان شعره وشعر أخيه قبل موته وله
تصانيف منها حماسة شعر المحدثين اه‍ وفي مسودة الكتاب له ديوان شعر
شاركه فيه أخوه الخالدي الكبير أبو بكر محمد بن هاشم وللصغير كتاب
الحماسة وقيل أيضا انه مشترك بينهما اه‍ وقال ابن النديم وقد عمل أبو
عثمان شعره وشعر أخيه قبل موته وتوفي أبو بكر وأبو عثمان ولهما من الكتب
كتاب حماسة شعر المحدثين. كتاب في أخبار أبي تمام ومحاسن شعره. كتاب
اخبار الموصل. كتاب في اخبار شعر ابن الرومي. كتاب اخبار شعر
البحتري. كتاب اخبار شعر مسلم بن الوليد.
شعره
من شعره الذي انفرد فيه عن أخيه أبي بكر قوله كما في فوات
الوفيات:
ومن نكد الدنيا إذا ما تعذرت * أمور وان عدت صغارا عظائم
إذا رمت بالمنتاش نتف أشاهبي * أتيحت له من نتفهن الأداهم
فانتف ما أهوى بغير إرادتي * وأترك ما أقلى وأنفي راغم
وله أيضا:
بنفسي حبيب بان صبري لبينه * وأودعني الأشجان ساعة ودعا
وانحلني بالهجر حتى لو انني * قذى بين جفني أرمد ما توجعا
وقال يصف غلامه رشا:
ما هو عبد لكنه ولد * خولنيه المهيمن الصمد
وشد أزري بحسن خدمته * فهو يدي والذراع والعضد
صغير سن كبير منفعة * نماذج الضعف فيه والجلد
في سن بدر الدجى وصورته * فمثله يصطفى ويعتمد
معشق الطرف كله كحل * مغزل الجيد حليه الجيد
وورد خديه والشقائق * والتفاح والجلنار منتضد
رياض حسن زواهر أبدا * فيهن ماء النعيم يطرد
وغصن بان إذا بدا وإذا * شدا فقمري بأنه غرد
انسي ولهوي وكل مأدبتي * مجتمع فيه وهو منفرد
ظريف مزح مليح نادرة * جوهر حسن شرارة تقد
ومنفق إذا انا أسرفت * وبذرت فهو مقتصد
مبارك الوجه مذ حظيت به * حالي رخي وعيشتي رغد
مسامري ان دجا الظلام فلي * منه حديث كأنه الشهد
خازن ما في يدي وحافظه * فليس شئ لدي يفتقد
يصون كتبي فكلها حسن * يطوي ثيابي فكلها جدد
وابصر الناس بالصبيخ فكالمسك * القلايا والعنبر الثرد
وهو يدير المدام ان جليت * عروس دني نقابها الزبد
تمنح كاسي يد أناملها * تنحل من لينها وتنعقد
ثقف كيس فلا عوج * في بعض أخلاقه ولا أود
وصيوفي القريض وزان دينار * المعاني الجياد منتقد
ويعرف الشعر مثل معرفتي * وهو على أن يزيد مجتهد
وكاتب توجد البلاغة في * ألفاظه والصواب والرشد
وواجد بي من المحبة والرأفة * أضعاف ما به أجد
إذا ابتسمت فهو مبتهج * وان تنمرت فهو مرتعد
ذا بعض أوصافه وقد بقيت * له صفات لم يحوها أحد
وقال من قصيدة:
وليس للقر غير صافية * تدفع ما ليس يدفع الدلق
درياق أفعى الشتاء وهو إذا * سل علينا سيوفه درق
وقال يدعو صديقا له في يوم شك:
هو يوم شك يا علي * وشره ما كان يحذر
والجو حلته ممسكة * ومطرفه معنبر
والماء عودي القميص * وطيلسان الأرض أخضر
ولنا فضيلات تكون * ليومنا قوتا مقدر
ومدامة صفراء أدرك * عمرها كسرى وقيصر
وحديثنا ما قد علمت * وشعرنا ما أنت أبصر
فأنشط لنا لنحث من * كاساتنا ما كان أكبر
أو لا فإنك جاهل * ان قلت انك سوف تعذر
وقال وهو مما ينسب إلى الوزير المهلبي:
فديتك ما شبت من كبرة * وهذى سني وهذا الحساب
ولكن هجرت فحل المشيب * ولو قد وصلت لعاد الشباب
وقال:
بليت بأحسن الثقلين * اقبالا ومنصرفا
فمثل الخشف ملتفتا * ومثل الغصن منعطفا
يسوفني بنائله * وقد أهدي لي الأسفا
وآخذ وصله عدة * ويأخذ مهجتي سلفا
وقال وهو مما ينسب أيضا إلى الوزير المهلبي:
دموعي فيك أنواء غزار * وقلبي ما يقر له قرار
وكل فتى علاه ثوب سقم * فذاك الثوب مني ستعار
(٢٥٧)

وقال:
وقفتني ما بين هم وبؤس * وثنت بعد ضحكة بعبوس
ورأتني مشطت عاجا بعاج * وهي الأبنوس بالآبنوس
وقال:
كان الرعود خلال البروق * والريح يكثر تحريضها
زنوج إذا خفقت بينها * دبادبها جردت بيضها
وقال:
صدت مجانبة نوار * ونأى بجانبها ازورار
ورأت ثيابي قد غدت * وكأنها دمن قفار
يا هذه ان رحت في * خلق فما في ذاك عار
هذي المدام هي الحيا * ة قميصها خزف وقار
وقال:
أما ترى الغيم يا من قلبه قاسي * كأنه انا مقياسا بمقياس
قطر كدمعي وبرق مثل نار جوى * في القلب مني وريح مثل أنفاسي
وقال:
يا نديمي أطلق * الفجر فما للكأس حبس
قهوة تعطيكها قبل * طلوع الشمس شمس
وهي كالمريخ لكن * هي سعد وهو نحس
وقال:
يا قضيبنا يميس تحت هلال * وهلالا يرنو بعيني غزال
منك يا شمسنا تعلمت الشمس * دنو السنا وبعد المنال
وقال في جارية سوداء يقال لها شغف:
إذا تغنت بعودها شغف * جاء سرور يفوق كل منى
واحدة الحذق لا نظير لها * كالمسك لونا وبهجة وغنا
وقال فيها:
تركتنا بطيبها إذ تغنت * شغف بين أنة ونحيب
طبة بالغناء فهي لا سقام * الندامى لطافة كالطبيب
ألفتها القلوب لما رأتها * صاغها الله من سواد القلوب
وقال:
يا راقدا عاريا من ثوب أسقامي * هب الرقاد لعين جفنها دامي
لا خلص الله قلبي من يدي رشا * رؤيا رجائي له أضغاث أحلام
وقال:
يا حسننا نحن في لهو وليلتنا * بزهر أنجمها ترمي العفاريت
وقد تضايق في السكر العناق بنا * كما تضايق في النظم اليواقيت
وقال:
متبرم بعتابه * مستعذب لعذابه
هجر العميد تعمدا * فغدا وراح لما به
وكساه ثوب مشيبه * في عنفوان شبابه
فتراه يؤذن في أوان * مجيئه بذهابه
وقال:
هتف الصبح بالدجى فاسقنيها * قهوة تترك الحليم سفيها
لست تدري لرقة وصفاء * هي في كأسها أم الكاس فيها
وقال:
ظالم لي وليته الدهر * يبقى لي ويظلم
وصله جنة ولكن * جفاه جهنم
ورضاه وسخطه الدهر * عرس ومأتم
وقال:
ان شهر الصيام إذ جاء في فصل * ربيع أودى بحسن وطيب
فكان الورد المضعف في الصوم * حبيب يمشي بجنب رقيب
وقال:
وليلة ليلاء في اللون كلون المفرق * كأنما نجومها في مغرب ومشرق
دراهم منثورة على بساط أزرق
وقال من قصيدة:
صغير صرفت إليه الهوى * وهل خاتم في سوى خنصر
فان شئت فاعذر ولا تلحني * وان شئت فالح ولا تعذر
وقال من أبيات:
وليس دنياه ولا دينه * الا مهى مثل الدمى حور
ذيل الصبا في الغي مجرور * والعمر باللذات معمور
أقبلن كالروض تغشاه من * در وياقوت أزاهير
على خصور أرهفت دقة * ففي الزنانير زنابير
فما درينا أوجوه الدمى * أحسن أم تلك التصاوير
وقال من أبيات:
ريقته خمر وأنفاسه * مسك وذاك الثغر كافور
أخرجه رضوان من داره * مخافة تفتتن الحور
يلومه الناس على تيهه * والبدر ان تاه فمعذور
وقال:
مكحل بالدعج * منقب بالغنج
مصغر التفاح في * خد مليح الضرج
خمشه الشعر وما * ذاك لطول الحجج
وانما عارضه * شنفه بالسبج
وقال:
يا حسن دير سعيد إذ حللت به * والأرض والروض في وشي وديباج
فما ترى غصنا الا وزهرته * تجلوه في جبة منها ودواج
وللحمائم ألحان تذكرنا * أحبابنا بين أرمال وأهزاج
وللنسيم على الغدران رفرفة * يزورها فتلقاه بأمواج
وكلنا من أكاليل البهار على * رؤوسنا كأنوشروان في التاج
ونحن في فلك اللهو المحيط بنا * كأننا في سماء ذات أبراج
(٢٥٨)

ولست أنسى ندامى وسط هيكله * حتى الصباح غزالا طرفه ساجى
أهز عطفي قضيب البان معتنقا * منه وألثم عيني لعبة العاج
وقولتي والتفاتي عند منصرفي * والشوق يزعج قلبي اي ازعاج
يا دير يا ليت داري في فنائك أو * يا ليت انك لي في درب دراج
وقال:
قمر بدير الموصل الأعلى * أنا عبده وهواه لي مولى
لثم الصليب فقلت من حسد * قبل الحبيب فمي بها أولى
جد لي بإحداهن تحي بها * قلبي فحبته على المقلي
فاحمر من خجل وكم قطفت * عيني شقائق وجنة خجلى
وثكلت صبري عند فرقته * فعرفت كيف مصيبة الثكلى
وفي معجم البلدان دير الأعلى بالموصل يضرب به المثل في رقة الهواء
وحسن المستشرق والى جانبه مشهد عمرو بن الحمق الخزاعي الصحابي وفيه
يقول الخالدي وفي اليتيمة انه لأبي عثمان سعيد بن هاشم الخالدي. وقال
من قصيدة في الوزير المهلبي وقد عزم على الرجوع إلى وطنه:
انا لنرحل والأهواء أجمعها * لديك مستوطنات ليس ترتحل
لهن من خلقك الروض الأريض ومن * نداك يغمرهن العارض الهطل
لكن كل فقير يستفيد غنى * دعاه شوق إلى أوطانه عجل
وكل غاز إذا جلت غنيمته * فان آثر شئ عنده القفل
وقال:
وكنت أرى في النوم هجرك ساعة * فأجفو لذيذ النوم حولا تطيرا
وتأمرني بالصبر والقلب كلما * تقاضيته صبرا تقاضيت معسرا
فلما رأيت الغدر من شأنك اغتدى * غدير التصافي بيننا متكدرا
فوالله ما أهواك الا تكلفا * ولا اشتكي الهجران الا تخمرا
وقال في انسان قصير ضئيل تزوج طويلة ضخمة:
يا من أحل به الرزيه * وأعاد نعمته بليه
حظي الردى بك إذ غدت * لك بنت عمار حظيه
أنت البعوضة قلة * وكأنها جمل الضحيه
من ليس تشبعه الهريسة * كيف تشبعه القليه
وقال:
قل لمن يشتهي المديح ولكن * دون معروفه مطال ولي
سوف أهجوك بعد مدح وتحريك * وعتب وآخر الداء كي
وقال:
بغداد قد صار خيرها شرا * صيرها الله مثل سامرا
أطلب وفتش وأحرص فلست ترى * في أهلها حرة ولا حرا
وقال من قصيدة:
نيل المطالب بالهندية البتر * لا بالأماني والتأميل للقدر
فان عفا طلل أو باد ساكنه * فلا تقف فيه بين البث والفكر
في شمك المسك شغل عن مذاقته * وفي سنا الشمس ما يغني عن القمر
لو لم أكن مشبها للناس في خلقي * لقلت اني من جيل سوى البشر
أولم يكن ماء علمي قاهرا فكري * لأحرقتني في نيرانها فكري
تزيدني قسوة الأيام طيب ثنا * كأنني المسك بين الفهر والحجر
ألفت من حادثات الدهر أكبرها * فما أعوج على أطفالها الأخر
لا شئ أعجب عندي في تباينه * إذا تأملته من هذه الصور
أرى ثيابا وفي أثنائها بقر * بلا قرون وذا عيب على البقر
قالت رقدت فقلت الهم أرقدني * والهم يمنع أحيانا من السهر
كم قد وقعت وقوع الطير في شرك * فضعضعت منتي منه قوى المرر
أصفو وأكدر أحيانا لمختبري * وليس مستحسنا صفو بلا كدر
اني لأسير في الآفاق من مثل * فرد وأملا للآفاق من قمر
إذا تشككت فيما أنت مبصره * فلا تقل انني في الناس ذو بصر
وكيف يفرح انسان بمقلته * إذا نضاها فلم تصدقه في النظر
لقد فرحت بما عاينت من عدم * خوف القبيحين من كبر ومن بطر
وربما ابتهج الأعمى بحالته * لأنه قد نجا من طيرة العور
ولست أبكي لشيب قد منيت به * يبكي على الشيب من يأسى على العمر
كن من صديقك لا من غيره حذرا * ان كان ينجيك منه شدة الحذر
ما اطمئن إلى خلق فأخبره * الا تكشف لي عن لؤم مختبر
وقد نظرت إلى الدنيا بمقلتها * فاستصغرتها جفوني غاية الصغر
وما شكرت زماني وهو يصعدني * فكيف أشكره في حال منحدري
لا عار يلحقني اني بلا نشب * وأي عار على عين بلا حرر
فان بلغت الذي أهوى فعن قدر * وان حرمت الذي أهوى فعن عذر
وقال:
ادن من الدن بي فداك أبي * واشرب وسق الكبير وانتخب
أما ترى الطل كيف يلمع في * عيون نور تدعو إلى الطرب
في كل عين للطل لؤلؤة * كدمعة في جفون منتحب
والصبح قد جردت صوارمه * والليل قد هم منه بالهرب
والجو في حلة ممسكة * قد كتبتها البروق بالذهب
فهاتها يالعروس محمرة الخدين * في معجز من الحبب
كادت تكون الهواء في ارج العنبر * لو لم تكن من العنب
في كف راض عند الصدود وقد * غضبت من حبه على الغضب
فلو ترى الكاس حين يمزجها * رأيت شيئا من أعجب العجب
نار حواها الزجاج يلهبها * السماء ودر يدور في لهب
وقال أورده الثعالبي في خاص الخاص:
يا شبيه البدر حسنا * وضياء وجمالا
وشبيه الغصن لينا * وقواما واعتدالا
أنت مثل الورد لونا * ونسيما وملالا
زارنا حتى إذا ما * سرنا بالقرب زالا
وقال كما في خاص الخاس:
ومدامة حمراء في قارورة * زرقا تحملها يد بيضاء
فالراح شمس والحباب كواكب * والكف قطب والإناء سماء
وقال في شعر متفاوت أورده الثعالبي في خاص الخاص:
شعر عبد السلام فيه ردئ * ومحال وساقط وبديع
فهو مثل الزمان فيه مصيف * وخريف وشتوة وربيع
وفي أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء كان أبو بكر محمد وأبو عثمان
سعيد ابنا هاشم المعروفان بالخالديين الشاعران المشهوران قد وصلا إلى
(٢٥٩)

حضرة سيف الدولة ومدحاه فأنزلهما وقام بواجب حقهما وبعث لهما مرة
وصيفا ووصيفة ومع كل واحد منهما بدرة وتخت ثياب عن عمل مصر فقال
أحدهما من قصيدة طويلة:
لم يغد شكرك في الخلائق مطلقا * الا ومالك في النوال حبيس
خولتنا شمسا وبدرا أشرقت * بهما لدينا الظلمة الحنديس
رشا اتانا وهو حسنا يوسف * وغزالة هي بهجة بلقيس
هذا ولم تقنع بذاك وهذه * حتى بذلت المال وهو نفيس
أتت الوصيفة وهي تحمل بدرة * واتى على ظهر الوصيف الكيس
وحبوتنا مما أجادت حوكه * مصر وزادت حسنه تنيس
فغدا لنا من جودك المأكول * والمشروب والمنكوح والملبوس
فقال له سيف الدولة أحسنت الا في لفظة المنكوح فليست مما يخاطب
الملوك بها.
٨٤٧: قطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي
مر بعنوان قطب الدين أبو الحسين سعيد بن عبد الله بن الحسين بن
هبة الله بن الحسن الراوندي. ونذكر هنا ما لم يذكر هناك.
توفي سنة ٥٧٣ كما عن الجبعي في مجموعته عن خط الشهيد.
أقوال العلماء فيه
في مجموعة الجباعي فقيه صالح ثقة وفي مجمع الآداب قطب الدين
أبو الفرج سعيد بن هبة الله بن أبي الفرج الراوندي فقيه الشيعة كان من
أفاضل علماء الشيعة روى عن أبي جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي
عن أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي عن أبي الحسن شاذان
القمي عن محمد بن أحمد بن عيسى عن سعيد بن عبد الله القمي عن
أيوب بن نوح قال قال الإمام علي بن موسى الرضا اكتبوا الحديث واحتفظوا
بالكتب فستحتاجون إليها يوما ما وإذا كتبتم العلم فاكتبوه بأسانيده واكتبوا
معه الصلاة على محمد وآل محمد فان الملائكة يستغفرون لكم ما دام ذلك
الكتاب اه‍ والظاهر أن المراد به المترجم لاتحاد الاسم واللقب والنسبة
وبعض مشايخه فقد تقدم ان من مشايخه أبو جعفر الحلبي فان الظاهر أنه أبو
جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي المذكور هنا لكن ينافيه تكنيته بأبي
الفرج وتكنية جده بأبي الفرج ولم يذكرهما غيره فالظاهر وقوع اشتباه من
صاحب مجمع الآداب.
مؤلفاته
مر أن منها حل العقود في الجمل والعقود وفي بعض المواضع حل
المعقود من الجمل والعقود ومنها الإنجاز في شرح الايجاز وهو في الفرائض
والأصل للشيخ الطوسي. ومنها قصص الأنبياء ونقل صاحب الرياض عن
السيد ابن طاووس في سعد السعود نسبته إلى السيد الإمام ضياء الدين أبي
الرضا فضل الله بن علي الراوندي تلميذ أبي علي ابن شيخ الطائفة ولكنه
أخطأ فيه.
شعره
من شعره في أهل البيت ع قوله:
لآل المصطفى شرف محيط * تضايق عن تضمنه البسيط
إذا كثر البلايا والرزايا * فكل عنده الجاش الربيط
إذا ما قام قائمهم بوعظ * فان كلامه در لقيط
إذا ما قسمت عدلهم بعدل * تقاعس دونه الدهر القسوط
هم العلماء ان جهل البرايا * هم الموفون ان خان الخليط
بنو أعمالهم جاروا عليهم * ومال الدهر إذ مال الغبيط
لهم في كل يوم مستجد * برغم الأصدقاء دم عبيط
فمات محمد وارتد قوم * بنكث العهد وانبرت الشروط
تناسوا ما مضى بغدير خم * فأدركهم لشقوتهم هبوط
على آل الرسول صلاة ربي * طوال الدهر ما طلع الشميط
وقوله:
قسيم النار ذو خير وخير * يخلصني الغداة من السعير
فكان محمد في الناس شمسا * وحيدر كان كالبدر المنير
هما فرعان من عليا قريش * مصاص الخلق بالنص الشهير
وقال له النبي لأنت مني * كهرون وأنت معي وزيري
ومن بعدي الخليفة في البرايا * وفي دار السرور على سريري
وأنت غيائهم والغوث فيهم * لدى الظلماء والصبح السفور
مصيري آل احمد يوم حشري * ويوم النصر قائمهم مصيري
وقوله:
بنو الزهراء آباء اليتامى * إذا ما خوطبوا قالوا السلاما
هم حجج الاله على البرايا * فمن ناواهم يلق الآثاما
يكون نهارهم في الدهر صوما * وليلهم كما تدري قياما
ألم يجعل رسول الله يوم * الغدير عليا المولى إماما
ألم يك حيدر أحوى علوما * ألم يك حيدر أعلى مقاما
بنوه العروة الوثقى تولى * عطاؤهم اليتامى والأيامى
هم الراعون في الدنيا الذماما * هم الحفاظ في الأخرى الأناما
وفي مجموعة الجبعي عن الكفعمي انه قال ومن شعر المترجم في أهل
البيت ع:
أمامي علي كالهزبر لدى العشا * وكالبدر وهاجا إذا الليل أغطشا
امامي علي خيرة الله لا الذي * تخيرتم والله يختار من يشا
أخو المصطفى زوج البتول هو الذي * إلى كل حسن في البرية قد عشا
بمولده البيت العتيق كما روى * رواة وفي حجر النبوة قد نشأ
موالوه قوامون بالقسط في الورى * معادوه أكالون للسحت والرشا
له أوصياء قائمون مقامه * أرى حبهم في حبة القلب والحشا
هم حجج الرحمن عترة احمد * أئمة حق لا كمن جار وارتشى
مودتهم تهدي إلى جنة العلى * ولكنما سبابهم يورث العشا
واني برئ من فعيل فإنه * لا كفر من فوق البسيطة قد مشى
فلولاه ما تمت لفعل امارة * ولا شاع في الدنيا الضلال ولا فشا
وله:
محمد وعلي ثم فاطمة * مع الشهيدين زين العابدين علي
والصادقان وقد سارت علومهما * والكاظم الغيظ والراضي الرضاء علي
ثم التقي النقي الأصل طاهره * محمد ثم مولانا النقي علي
(٢٦٠)

ثم الزكي ومن يرضى بنهضته * أن يظهر العدل بين السهل والجبل
اني بحبهم يا رب معتصم * فاغفر بحرمتهم يوم القيامة لي
٨٤٨: سعيد بن هلال الثقفي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٤٩: سعيد بن هلال بن جابان
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أحسبه مولى
لبني أسد وله اخوة عبد الله وإبراهيم وسليمان.
٨٥٠: سعيد بن هلال الدمشقي الكوفي
ذكره لشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي منهج المقال في
بعض النسخ هنا الثقفي بدل الدمشقي فلا يبعد الاتحاد اه‍ ولكن المنقول
عن رجال الشيخ الدمشقي.
٨٥١: سعيد بن هلال بن عمرو الأزدي كوفي أبو سعيد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٥٢: سعيد بن وهب الجهني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي أمير المؤمنين ع.
٨٥٣: سعيد بن وهب الخيراني الهمداني
توفي سنة ٧٥ أو ٧٦ في تهذيب التهذيب وفي الإصابة سنة ٩٥ أو ٩٦
ولا شك ان صحف تسعون وسبعون أحدهما بالآخر.
الخيراني عن تقريب ابن حجر بفتح الخاء المعجمة وسكون المثناة
التحتية وبعد الألف نون وعن لب اللباب انه نسبة إلى خيران بطن من
همدان وقال الشيخ في رجاله في أصحاب علي أمير المؤمنين ع سعيد بن
وهب الهمداني اه‍ وتقدم سعد بغير ياء وفي كتاب صفين لنصر بن مزاحم
ص ٧٥ بسنده عن أبي جحيفة قال جاء عروة البارقي إلى سعيد بن وهب
فسأله وانا اسمع فقال حديث حدثنيه عن علي بن أبي طالب قال نعم بعثني
مخنف بن سليم إلى علي فاتيته بكربلا فوجدته يشير بيده ويقول هاهنا فقاله
رجل وما ذلك يا أمير المؤمنين قال ثقل لآل محمد ينزل هاهنا فويل لهم
منكم وويل لكم منهم فقال الرجل ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين قال
ويل لهم منكم تقتلونهم وويل لكم يدخلكم الله بقتلهم النار وفي أسد الغابة
سعيد بن وهب الخيراني الهمداني أدرك الجاهلية كوفي روى عن الصحابة
وفي الإصابة سعيد بن وهب الخيراني بالخاء المعجمة وسكون التحتانية له
ادراك قال ابن حبان هو الذي يقال له سعيد بن أبي حرة خبرة وقال ابن
سعيد لزم عليا حتى لقب القراد وذكره في التابعين البخاري وابن سعد
والعجلي اه‍ وفي تهذيب التهذيب سعيد بن وهب الهمداني الخيراني الكوفي
أدرك زمن النبي ص قال ابن معين ثقة وذكره ابن حبان في الثقات ووثقه
العجلي وابن نمير. وفي المنتخب من ذيل المذيل للطبري صاحب التاريخ
ص ٨٨ عند من مات من الصحابة سنة ٨٤ قال ومنهم سعيد بن وهب
الهمداني من بني يحمد بن موهب بن صادق بن يناع بن دومان اليناعون من
همدان سمع من معاذ بن جبل باليمن قبل ان يهاجر في حياة رسول الله ص
وكان من ملازمي علي بن أبي طالب ع فكان يقال له القراد للزومه له
وكان من ساكني الكوفة وكان ممن لا يشك في صدقه وأمانته على ما روى
وحدث من خبر وكانت وفاته في ٨٦ قال الطبري قد مر اسمه فيمن توفي
سنة ٧٦ وأعيد هنا للاختلاف في وقت وفاته.
من روى عنهم ورووا عنه
في أسد الغابة وتهذيب التهذيب سمع من معاذ بن جبل باليمن في
حياة النبي ص وفي الثاني وروى عن معاذ وعن ابن مسعود وعلي وسلمان
وأبي مسعود وحذيفة وخباب بن الأرت وأم سلمة وعنه ابنه عبد الرحمن وأبو
اسحق وعمارة بن عمير والسري بن إسماعيل.
٨٥٤: سعيد بن يحيى أبو عمرو البزاز القطعي الكوفي
٨٥٥: سعيد بن يحيى الهمداني الشاكري الكوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٥٦: سعيد بن يسار الضبيعي مولى بني ضبيعة بن عجل بن لجيم الحناط الكوفي
يسار في الخلاصة بالسين المهملة.
قال النجاشي سعيد بن يسار الضبيعي مولى بني ضبيعة بن عجل بن
لجيم الحناط كوفي روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع ثقة له
كتاب يرويه عدة من أصحابنا منهم محمد بن أبي حمزة أخبرنا محمد بن جعفر
التميمي حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا محمد بن يوسف بن إبراهيم الورداني
حدثنا محمد بن أبي حمزة عن سعيد بن يسار بكتابه. وقال الشيخ في
الفهرست سعيد بن يسار له أصل أخبرنا به جماعة عن أبي المفضل عن ابن
بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع وعبد
الرحمن بن أبي نجران جميعا عن علي بن النعمان وصفوان بن يحيى جميعا
عنه. وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال سعيد بن
يسار الضبعي مولاهم كوفي.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن معرفة سعيد انه ابن يسار
الثقة برواية محمد بن أبي حمزة وصفوان بن يحيى عنه وزاد الكاظمي رواية
علي بن النعمان. وفي رجال أبي علي عن المشتركات زيادة رواية أبان بن
عثمان ومفضل عنه وليس ذلك في نسختين عندي من المشتركاتين وعن
جامع الرواة انه نقل رواية عثمان بن عيسى والحسين بن موسى وإبراهيم بن
أبي سماك ويحيى بن عيسى وعمر بن حفص وعبد الله بن مسكان وعبد
الكريم بن عمرو وعلي بن عثمان وإسحاق بن عمار ويونس بن يعقوب
وحماد بن عثمان وعمران وأحمد بن إسحاق والنضر بن شعيب وعلي بن عقبة
وعبد الله بن بكير وداود بن سليمان الحمار عنه.
٨٥٧: سعيدة
عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع وروى الكليني في
الكافي في آخر باب النوادر في آخر كتاب النكاح بسنده عن سعيدة ان أبا
الحسن ع بعثها لتنظر إلى امرأة من آل الزبير أراد ان يتزوجها والظاهر أنها
مولاة جعفر ع أو أخت ابن أبي عمير الآتيتين.
(٢٦١)

٨٥٨: سعيدة و ٨٥٩: منة أختا محمد بن أبي عمير
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي التعليقة يظهر
من بعض الأخبار في كتاب النكاح في باب مصافحتهن كونهما صالحتين.
٨٦٠: سعيدة مولاة جعفر ع
قال الكشي سعيدة مولاة جعفر ع محمد بن مسعود حدثني
علي بن الحسن حدثني محمد بن الوليد عن العباس بن هلال عن أبي الحسن
الرضا ع ذكر ان سعيدة مولاة جعفر ع كانت من أهل الفضل كانت
تعلم كلمات كلما سمعت من أبي عبد الله ع وانه كان عندها وصية
رسول الله ص وان جعفرا قال لها اسال الله الذي عرفنيك في الدنيا ان
يزوجنيك في الجنة وانها كانت في قرب دار جعفر ع لم تكن ترى في
المسجد الا مسلمة على النبي ص وخارجة إلى مكة أو قادمة من مكة وذكر
انه كان آخر قولها قد رضينا الثواب وامنا العقاب اه‍ وعن البصائر بسنده
عن أم حسين بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين قالت بينما انا جالسة
عند عمي جعفر بن محمد ع إذ دعا سعيدة جارية كانت له وكانت منه
بمنزلة فجاءته بسفط فنظر إلى خاتمه ثم فضه ونظر في السفط الحديث وفي
التعليقة انه يظهر من بعض رواياتها ورواية سعيدة المتقدمة كونهما
صالحتين. وأقول كونها إمامية مما لا ينبغي الريب فيه وخبر البصائر
والكشي كاف في مدحها الملحق لها بالحسان.
٨٦١: سعير أبو مالك
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٦٢: سعير بن خليف المدني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٦٣: سعير بن الخمس التميمي الكوفي
عن تقريب ابن حجر سعير آخره راء مصغرا ابن الخمس بكسر
المعجمة وسكون الميم التميمي أبو مالك أو أبو الأحوص وفي حاشية تهذيب
التهذيب عن التقريب والخلاصة سعير بمهملات آخره راء مصغرا ابن
الخمس بكسر المعجمة وسكون الميم ثم مهملة اه‍ وتكنيته بأبي مالك
يوشك ان تكون اشتباها بسعيد أبو مالك المتقدم والله أعلم.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال سعير بن
الخمس التميمي الكوفي وعن تقريب ابن حجر صدوق له عند مسلم
حديث واحد في الوسوسة من السابعة وعن مختصر الذهبي سعير بن الخمس
التميمي الكوفي وثقه ابن معين وقال أبو حاتم لا يحتج به وفي تهذيب
التهذيب وضع عليه رز م ت س وقال سعير بن الخمس التميمي أبو
مالك ويقال أبو الأحوص. ابن معين ثقة أبو حاتم صالح الحديث يكتب
حديثه ولا يحتج به وذكره ابن حبان في الثقات وقال عبد الله بن داود
الخريبي شهدت سعير بن الخمس وقرب إلى قبره ليدفن فتحرك عضو من
أعضائه فكشف الثوب عن وجهه فإذا نفسه فرد إلى منزله فولد له مالك بن
سعير بعد ذلك وروى له مسلم حديثا واحدا في الوسوسة قلت رفعه هو
وأرسله غيره وقال أبو الفضل بن عمار الشهيد أخطأ في غير ما حديث مع
قلة ما روى وقال الترمذي هو ثقة عند أهل الحديث وقال ابن سعد كان
صاحب سنة وعنده أحاديث وقال الدارقطني ثقة اه‍.
من روى عنهم ورووا عنه
في تهذيب التهذيب روى عن أبي إسحاق السبيعي وسليمان التيمي
وزيد بن أسلم والأعمش ومغيرة وهشام بن عروة وحبيب بن أبي ثابت
وعبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي وغيرهم وعنه ابن عيينة وأبو الجواب
وحسين الجعفي وعاصم بن يوسف اليربوعي وعلي بن هشام العامري
ويحيى بن يحيى وجبارة بن المغلس.
٨٦٤: سعير بن نعيم من بني بكر بن ربيعة النخعي
قتل مع علي ع بصفين بعد ما قاتل قتالا شديدا قاله نصر في كتاب
صفين ص ١٤٤.
٨٦٥: سعية بن غريض بن عاديا التيماوي
تقدم بعنوان سعنة بالنون
٨٦٦: سفيان بن إبراهيم بن مزيد الأزدي الجريري مولى كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٦٧: سفيان بن أبي زهير
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص.
٨٦٨: سفيان بن أبي عمير البارقي كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٦٩: سفيان بن أبي ليلى الهمداني النهدي أبو عامر
روى الكشي في الجزء الأول من كتابه ص ٦ في أثناء ترجمة سلمان
الفارسي عن محمد بن بولويه قال حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف
حدثني علي بن سليمان بن داود الرازي حدثنا علي بن أسباط عن أبيه
أسباط بن سالم قال أبو الحسن موسى بن جعفر إذا كان يوم القيامة نادى
مناد أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله إلى أن قال ثم ينادي
المنادي أين حواري الحسن بن علي ابن فاطمة بنت محمد بن عبد الله رسول
الله فيقوم سفيان بن أبي ليلى الهمداني الحديث. وفي الجزء الثاني من رجال
الكشي ص ٧٣ سفيان بن أبي ليلى الهمداني روى عن علي بن الحسن
الطويل عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن أبي حمزة عن أبي
جعفر ع جاء رجل من أصحاب الحسن ع يقال له سفيان بن أبي ليلى
وهو على راحلة له فدخل على الحسن ع وهو محتب في فناء داره فقال له
السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال له الحسن ع ما قلت قال قلت
السلام عليك يا مذل المؤمنين قال وما علمك بذلك قال
عمدت إلى أمر الأمة فخلعته من عنقك وقلدته هذا الطاغية يحكم
بغير ما أنزل الله فقال له الحسن ع سأخبرك لم فعلت ذلك سمعت أبي
يقول قال رسول الله ص لن تذهب الأيام والليالي حتى يلي أمر
هذه الأمة رجل واسع البلعوم رحب السرم يأكل ولا يشبع وهو معاوية
فلذلك فعلت. ما جاء بك قال حبك قال الله قال الله فقال الحسن والله لا
(٢٦٢)

يحبنا عبد أبدا ولو كان أسيرا في الديلم الا نفعه محبتنا الا نفعه الله بحبنا
وان حبنا ليساقط الذنوب كما يساقط الريح الورق من الشجر. وفي
الخلاصة الظاهر أن قوله يا مذل المؤمنين عن محبة وقال الحسن ع ان
حبنا ليساقط الذنوب من بني آدم كما يساقط الريح الورق من الشجر ولم
يثبت بهذا عندي عدالة المشار إليه بل هو من المرجحات وفي منهج المقال
وفي كونها من المرجحات أيضا نظر وعن التحرير الطاووسي ظهر لي انه قال
ذلك عن محبة قال المؤلف يكفي في وثاقة الرجل وجلالة قدره كونه من
حواري الحسن ع وقوله للحسن ع يا مذل المؤمنين لا شك انه صدر
عن محبة فهو شاهد لوثاقة الرجل وصدق ولائه فالنظر في كونه مرجحا لوثاقته
في غير محله وقول الحسن ع له ان حبنا ليساقط الذنوب الخ بعد تحليفه
بالله شاهد على دخوله في محبيهم الذين هذه صفتهم. وفي رجال أبي علي
علي بن الحسن هذا مجهول مع أن الخبر مرفوع عنه اه‍ قال المؤلف لكن
الخبر مع ذلك يصلح مؤيدا لا سيما مع اعتضاده برواية أبي الفرج والحاكم
وغيرهما مما يأتي وفي شرح النهج الحديدي ج ٤ ص ١٥ سفيان بن أبي ليلى
قال أبو الفرج الأصبهاني بعث معاوية إلى الحسن في الصلح فأجاب إلى
ذلك على شروط شرطها وقبلها معاوية واجتمع إلى الحسن وجوه الشيعة
وأكابر أصحاب أمير المؤمنين ع يلومونه ويبكون إليه جزعا مما
فعله قال أبو الفرج فحدثني محمد بن أحمد بن عبيد حدثنا الفضل بن الحسن
المصري حدثنا ابن عمرو حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا السري بن
إسماعيل عن السري عن سفيان بن أبي ليلى قال أبو الفرج وحدثني به
أيضا محمد بن الحسين الأشناداني وعلي بن العباس المفاقعي عن عباد بن
يعقوب عن عمرو بن ثابت عن الحسن بن الحكم عن عدي بن ثابت عن
سفيان بن أبي ليلى قال أتيت الحسن بن علي حين تابع معاوية فوجدته بفناء
داره وعنده رهط فقلت السلام عليكم يا مذل المؤمنين قال وعليك السلام
يا سفيان ونزلت فعقلت راحلتي ثم اتيته فجلست إليه فقال كيف قلت يا
سفيان قلت السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال لم جرى هذا منك إلينا قلت
أنت والله بأبي وأمي أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة وسلمت
الأمر إلى اللعين ابن آكلة الأكباد ومعك مائة ألف كلهم يموت دونك فقد
جمع الله عليك امر الناس فقال يا سفيان انا أهل بيت إذا علمنا الحق تمسكنا
به واني سمعت عليا يقول سمعت رسول الله ص يقول لا تذهب الليالي
والأيام حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السرم ضخم البلعوم
يأكل ولا يشبع لا ينظر الله إليه ولا يموت حتى لا يكون له في السماء ولا في
الأرض ناصر وانه لمعاوية واني عرفت ان الله بالغ أمره ثم أذن المؤذن وقام
على حالب يحلب ناقة فتناول الإناء فشرب قائما ثم سقاني وخرجنا نمشي إلى
المسجد فقال لي ما جاء بك يا سفيان قلت حبكم والذي بعث محمدا بالهدى
ودين الحق قال فابشر يا سفيان فاني سمعت عليا يقول سمعت رسول
الله ص يقول يرد علي الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين يعني
السبابتين أو كهاتين يعني السبابة والوسطى إحداهما تفضل على الأخرى
ابشر يا سفيان فان الدنيا تسع البر والفاجر حتى يبعث الله امام الحق من آل
محمد ص اه‍ ويفهم من هذا الخبر مضافا إلى التصريح بتشيعه انه من وجوه
الشيعة وأكابر أصحاب أمير المؤمنين ع وقال ابن أبي الحديد قوله ولا في
الأرض ناصر اي ناصر ديني يتكلف عذرا لأفعاله القبيحة وقال المدائني:
دخل سفيان بن أبي ليلى النهدي على الحسن بن علي ع بعد
الصلح فقال السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال الحسن اجلس يرحمك الله
ان رسول الله ص رفع له ملك بني أمية فنظر إليهم يعلون منبره واحدا
فواحدا فشق ذلك عليه فأنزل الله تعالى في ذلك قرآنا قال له وما جعلنا
الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن وسمعت أبا
علي رحمه الله يقول سيلي أمر هذه الأمة رجل واسع البلعوم كبير البطن
فسألته من هو فقال معاوية وقال لي ان القرآن قد نطق بملك بني أمية ومدتهم
قال الله تعالى ليلة القدر خير من ألف شهر قال أبي هذه ملك بني أمية اه‍
ومن ذلك يعلم كونه من محبي علي ع وولده وشيعتهم وانه ما حمله على
إساءة الأدب فيما خاطب به الحسن ع الا ذلك. وروى أبو الفرج
الأصبهاني في مقاتل الطالبيين خبر سفيان هذا بوجه أبسط يخالف ما مر
بعض المخالفة فروى بعدة أسانيد عن سفيان بن أبي ليلى قال أتيت الحسن
ابن علي حين بايع معاوية فوجدته بفناء داره وعنده رهط فقلت السلام
عليك يا مذل المؤمنين فقال وعليك السلام يا سفيان ونزلت فعقلت راحلتي
ثم أتيته فجلست إليه فقال كيف قلت يا سفيان قلت السلام عليك يا مذل
المؤمنين فقال لم جرى هذا منك إلينا قلت أنت والله بأبي وأمي أذللت رقابنا
أعطيت هذا الطاغية البيعة وسلمت الأمر إلى ابن آكلة الأكباد ومعك مائة
ألف كلهم يموت دونك فقد جمع الله عليك أمر الناس فقال يا سفيان انا
أهل بيت إذا علمنا الحق تمسكنا به واني سمعت عليا يقول سمعت رسول
الله ص يقول لا تذهب الليالي والأيام حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل
واسع السرم ضخم البلعوم يأكل ولا يشبع لا ينظر الله إليه ولا يموت حتى
لا يكون له في السماء عاذر ولا في الأرض ناصر وانه لمعاوية واني عرفت ان
الله بالغ أمره ثم أذن المؤذن وقمنا على حالب يحلب ناقة فتناول الإناء فشرب
قائما ثم سقاني وخرجنا نمشي إلى المسجد فقال لي ما جاء بك يا سفيان قلت
حبكم والذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق قال فابشر يا سفيان فاني
سمعت عليا يقول سمعت رسول الله ص يقول يرد على الحوض أهل بيتي
ومن أحبهم من أمتي كهاتين يعني السبابتين أو كهاتين يعني السبابة والوسطى
إحداهما تفضل على الأخرى ابشر يا سفيان فان الدنيا تسع البر والفاجر
حتى يبعث الله امام الحق من آل محمد اه‍. وروى الحاكم في المستدرك
للحاكم انه لما قدم الحسن بن علي الكوفة بعد الصلح قام إليه رجل يكنى أبا
عامر سفيان بن أبي ليلى فقال السلام عليك يا مذل المؤمنين قال الحسن لا
تقل ذاك يا أبا عامر لم أذل المؤمنين ولكني كرهت ان اقتلهم في طلب
الملك. وقال ابن الأثير في ج ٣ ص ٢٠٦ ٢٠٧ لما سار الحسن من الكوفة
عرض له رجل فقال له يا مسود وجوه المسلمين فقال لا تعذلني فان رسول
الله ص رأى في المنام بني أمية ينزون على منبره رجلا فرجلا فساءه ذلك
فأنزل الله عز وجل انا أعطيناك الكوثر وهو نهر في الجنة وانا أنزلناه في ليلة
القدر إلى قوله تعالى خير من ألف شهر يملكها بعدك بنو أمية اه‍ والمراد
بذلك الرجل هو المترجم وقال ابن الأثير ج ٤ ص ١٠٧ انه في الليلة التي
خرج فيها المختار قال قم أنت يا سفيان بن أبي ليلى وأنت يا قدامة بن
مالك فناديا يا لثارات الحسين اه‍ واعلم أن الموجود في رجال الكشي في
موضع ومقاتل الطالبيين وغيرهما سفيان بن أبي ليلى وفي كامل ابن الأثير
ورجال الكشي في موضع آخر سفيان بن ليلى وفي المستدرك للحاكم
سفيان بن الليال وكلها تحريف والصواب ابن أبي ليلى.
٨٧٠: سفيان الأسلمي
في كتاب صفين ص ١٨٦ انه كان مع علي ع بصفين وفيه يقول
علي ع من أبيات:
(٢٦٣)

جزى الله خيرا عصبة أسلمية * صباح الوجوه صرعوا حول هاشم
يزيد وعبد الله بشر ومعبد * وسفيان وابنا هاشم ذي المكارم
ويمكن ان يدل هذا الشعر على أنه قتل بصفين سنة ٣٧.
٨٧١: سفيان بن أكيل
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
٨٧٢: سفيان بن ثور
قال ابن شهرآشوب في المناقب لما قتل هاشم بن عتبة المرقال اخذ
سفيان بن ثور رايته فقاتل حتى قتل.
٨٧٣: سفيان الثوري
يأتي بعنوان سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري.
٨٧٤: سفيان بن حسان الهمداني الكوفي
٨٧٥: سفيان بن خالد الأزدي المعني.
نسبة إلى بني معن بطن من العرب.
٨٧٦: سفيان بن خالد الأسدي الكوفي.
أسند عنه ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٧٧: سفيان بن سريع
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين ع.
٨٧٨: سفيان بن سعيد العبدي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٧٩: سفيان الثوري
هو سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن
موهبة بن أبي بن عبد الله بن سعد بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن عامر بن
ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أدين طابخة بن الياس بن مضر أبو عبد الله
الكوفي.
هكذا ساق نسبه الطبري في ذيل المذيل.
ولد سنة ٩٧ وتوفي بالبصرة سنة ١٦١.
والثوري في تهذيب التهذيب من ثور بن عبد مناة بن أدين طابخة
وقيل مع ثور همدان والصحيح الأول اه‍ وقد بالغ غيرنا في الثناء عليه
مبالغة شديدة فوصفوه بأنه أمير المؤمنين في الحديث وقال ابن المبارك كتب
عن ألف ومائة شيخ ما كتبت عن أفضل من سفيان وقال عبد الله بن داود ما
رأيت أفقه من سفيان وقال شعبة ساد الناس بالورع والعلم وقال الخطيب
كان إماما من أئمة المسلمين وعلما من اعلام الدين. مجمعا على إمامته
بحيث يستغنى عن تزكيته مع الاتقان والحفظ والمعرفة والضبط وقال النسائي
هو اجل من أن يقال فيه ثقة وقال صالح بن محمد سفيان ليس يقدمه عندي
أحد في الدنيا إلى غير ذلك مما ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب هذا مع
قول ابن المبارك حدث سفيان بحديث فجئته وهو يدله فلما رآني استحيا
وقال نرويه عنك وقول ابن حجر في التقريب كان ربما دلس وعدد له في
تهذيب التهذيب مشايخ كثيرة وقال روى عنه خلق لا يحصون وعده ابن
رسته في الأعلاق النفسية من الشيعة وفي هامش البيان والتبيين للجاحظ
تعليق حسن السندوبي المصري ج ٢ ص ٨٧ سفيان بن سعيد بن مسروق
النوري يكنى أبا عبد الله وينسب إلى ثور بن عبد مناة أو ثور المحل وهو
جبل وكان من التابعين وأهل الحديث مع الفقه والورع والتقوى، وكان
شيعي الرأي، طلب للقضاء فلم يقبل فطلبه السلطان ليأخذه بتشيعه ففر
وظل متواريا بالبصرة حتى مات ودفن عشاء، وفيه يقول الشاعر:
تحرز سفيان وفر بدينه وأمسى شريك مرصدا للدراهم
وكان مولده سنة ٩٧ وتوفي سنة ١٦١ ه اه‍ وفي الأصل:
قال فضيل بن عياض لسفيان الثوري: دلني على جليس اطمئن إليه. قال
هيهات تلك ضالة لا توجد اه‍.
وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال ابن النديم في
الفهرست عند ذكر الزيدية وأكثر المحدثين على هذا المذهب مثل سفيان بن
عيينة وسفيان الثوري وصالح بن حي وولده وغيرهم وفي مقاتل الطالبيين في
ترجمة عيسى بن زيد بسنده كان الحسن بن صالح وعيسى بن زيد بمنى
فاختلفا في مسالة من السيرة فقال رجل قدم سفيان الثوري فقال الحسن بن
صالح قد جاء الشفاء فمضى عيسى إلى سفيان الثوري فسأله فأبى سفيان
ان يجيبه خوفا على نفسه من الجواب لأنه كان شئ فيه على السلطان فقال
له حسن انه عيسى بن زيد فتثبته سفيان فقال نعم انا عيسى بن زيد فقال
احتاج إلى من يعرفك قال جناب بن قسطاس وذهب فجاء به فشهد انه
عيسى بن زيد فبكى سفيان فأكثر البكاء وقام من مجلسه فأجلسه فيه وجلس
بين يديه واجابه عن المسألة ثم ودعه وانصرف. وبسنده عن جيفر العبدي
خرجت انا والحسن وعلي ابنا صالح بن حي وعبد ربه بن علقمة وجناب بن
قسطاس مع عيسى بن زيد حجاجا بعد مقتل إبراهيم. وعيسى بيننا يسير
نفسه في زي الحمالين فاجتمعنا ذات ليلة في المسجد الحرام فاختلف عيسى
والحسن بن صالح في شئ من السيرة فلما كان من الغد دخل علينا
عبد ربه بن علقمة فقال قد قدم عليكم الشفاء فيما اختلفتم فيه هذا سفيان
الثوري قد قدم فقاموا بأجمعهم فجاءوه وهو في المسجد جالس فسأله عيسى
عن تلك المسألة فقال هذه مسالة لا أقدر على الجواب عنها لكل أحد فيها
شئ على السلطان فقال له الحسن انه عيسى بن زيد فنظر إلى جناب
وقسطاس مستثبتا فقال له جناب نعم هو عيسى بن زيد فوثب سفيان
فجلس بين يدي عيسى وعانقه وبكى بكاء شديدا واعتذر إليه مما خاطبه به
من الرد ثم اجابه عن المسألة وهو يبكي واقبل علينا فقال إن حب بني
فاطمة ع والجزع لهم مما هم عليه من الخوف والقتل والتطريد
ليبكي من في قلبه شئ من الايمان ثم قال لعيسى قم بأبي أنت فاخف
شخصك لا يصيبك من هؤلاء شئ نخافه فقمنا فتفرقنا. وروى أبو
الفرج بسنده عن علي بن جعفر الأحمر عن أبيه كنت اجتمع انا وعيسى بن
زيد وحسن وعلي ابنا صالح بن حي وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق
وجناب بن قسطاس في جماعة من الزيدية في دار بالكوفة الحديث فدل
ذلك على أن الذين جاءوا إلى سفيان كانوا من الزيدية وان سفيان كان لا
يتقي منهم ولا يتقون منه ويظهر من ذلك أن سفيان كان أيضا من الزيدية
وقال الطبري في ذيل المذيل بعد ما ساق نسبه كما مر. كان فقيها عالما عابدا
(٢٦٤)

ورعا ناسكا راوية للحديث كثير الحديث ثقة أمينا على ما روى وحدث عن
رسول الله ص وغيره ممن اثر في الدين ثم روى بسند هو فيه ان
رسول الله ص قال اما انا فلا آكل متكئا. حدثني محمد بن إسماعيل
الضراري سمعت أبا نعيم يقول سمعت سفيان يقول ما من عمل شئ
أخوف منه ولقد مرضت فما ذكرت غيره ولوددت اني نجوت منه كفافا يعني
الحديث. وبسنده عن أبي عيسى الزاهد سمعت معدانا يقول زاملت
سفيان الثوري فلما خلفنا الكوفة بظهر قال لي سفيان يا معدان ما تركت
ورائي من أثق به ولا أقدم امامي على من أثق به يعني الثقة في الدين وذكر
عن زيد بن حباب قال كان عمار بن زريق الضبي. وسليمان بن قرم
الضبي وجعفر بن زياد الأحمر وسفيان الثوري أربعة يطلبون الحديث وكانوا
يتشيعون فخرج سفيان إلى البصرة فلقي ابن عون وأيوب فترك التشيع
وكانت وفاته بالبصرة سنة ١٦١ في خلافة المهدي اه‍ ويدل ذلك أنه
كان شيعيا ثم رجع عن التشيع وهل يستفاد من ذلك أنه رجع عن الزيدية
فيه تأمل لجواز ان يراد بالتشيع مجرد الميل إلى أهل البيت ع وفي
الخلاصة ليس من أصحابنا. وقال الكشي في سفيان الثوري ثم روى
بسنده عن علي بن أسباط قال سفيان بن عيينة لأبي عبد الله عليه
السلام انه يروي ان علي بن أبي طالب ع كان يلبس
الثياب الخشن وأنت تلبس القوهي المروي قال ويحك ان عليا ع كان في
زمان ضيق فإذا اتسع الزمان فأبرار الزمان أولى به وبسنده عن أحمد بن
عمرو سمعت بعض أصحاب أبي عبد الله ع يحدث ان سفيان الثوري
دخل على أبي عبد الله ع وعليه ثياب جياد فقال يا أبا عبد الله ان آباءك لم
يكونوا يلبسون مثل هذه الثياب فقال إن آبائي ع كانوا في زمان
مقفر مقصر وهذا زمان قد أرخت الدنيا فيه عزاليها فأحق أهلها بها أبرارهم
وظاهر هذا اتحاد سفيان بن عيينة مع سفيان الثوري مع أنهما اثنان كما نص
عليه العلامة في الخلاصة فقال في القسم الثاني سفيان ثلاثة رجال سفيان بن
عيينة. سفيان الثوري. سفيان بن مصعب العبدي اه‍ ويمكن ان
يكون ادخال سفيان بن عيينة في أثناء ترجمة سفيان الثوري باعتبار ان لابن
عيينة كلاما مع الصادق ع يماثل كلام الثوري معه ثم قال الكشي
وجدت في كتاب أبي محمد جبرائيل بن أحمد الفاريابي بخطه وذكر سندا إلى
ميمون بن عبد الله قال اتى قوم أبا عبد الله يسألونه الحديث من الأمصار وانا
عنده فقال لي أتعرف أحدا من القوم فقلت لا فقال كيف دخلوا علي قلت
هؤلاء قوم يطلبون الحديث من كل وجه لا يبالون ممن اخذوا الحديث فقال
لرجل منهم هل سمعت من غيري من الحديث قال نعم قال فحدثني ببعض
ما سمعت قال انما جئت لاسمع منك لم أجئ أحدثك وقال للاخر ما
يمنعك ان تحدثني بما سمعت قال تتفضل ان تحدثني بما سمعت اجعل ذلك
أمانة لا أحدث به ابدا قال لا تحدث به أحدا قال لا قال فسمعنا بعض ما
اقتبست من العلم حتى نعتد بك إن شاء الله فذكر أحاديث مكذوبة لا توافق
شيئا مما عندنا قال حدثني سفيان الثوري عن جعفر بن محمد قال النبيذ كله
حلال الا الخمر ثم سكت فقال أبو عبد الله ع زدنا ثم أورد عدة روايات
كلها لا يوافق مذهبنا كهذه فروى بسنده عن الباقر ع من لا يمسح على
خفيه فهو صاحب بدعة ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع ومن لم يأكل
الجريث وطعام أهل الكتاب وذبائحهم فهو ضال اما النبيذ فقد شربه عمر
نبيذ زبيب فرشحه بالماء واما المسح على الخفين فقد مسح عمر على الخفين
ثلاثا في السفر ويوما وليلة في الحضر واما الذبائح فقد اكلها علي وقال كلوها
فان الله تعالى يقول اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل
لكم وطعامكم حل لهم ثم سكت. فقال أبو عبد الله ع زدنا فقال قد
حدثتك بما سمعت قال اكل الذي سمعت هذا قال لا قال زدنا قال حدثنا
عمرو بن عبيد عن الحسن البصري قال أشياء صدق الناس بها وليس لها
في الكتاب أصل عذاب القبر. الميزان. الحوض. الشفاعة. النية ينوي
الرجل من الخير والشر فلا يعمله فيثاب عليه وانما يثاب الرجل بما عمل ان
خيرا فخيرا وان شرا فشرا فضحكت من حديثه فغمزني أبو
عبد الله ع ان كف حتى نسمع فرفع رأسه إلي وقال ما يضحكك أمن
الحق أم من الباطل قلت له أصلحك الله أوابكي وانما يضحكني منك
تعجبا كيف حفظت هذه الأحاديث فسكت وذكر عدة أحاديث يقول له
الصادق ع في أولها زدنا قال حدثني سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر
انه رأى عليا ع على منبر الكوفة وهو يقول لئن اتيت برجل يفضلني على
الشيخين لأجلدنه حد المفتري حدثنا سفيان عن جعفر حب الشيخين ايمان
وبغضهما كفر. عن الحسن ان عليا أبطأ على بيعة أبي بكر فقال له عتيق ما
خلفك يا علي عن البيعة والله لقد هممت ان اضرب عنقك فقال له يا خليفة
رسول الله لا نتريب فقال لا نتريب حدثني سفيان الثوري عن الحسن ان
الخليفة الأول امر خالد بن الوليد بقتل علي إذا سلم من صلاة الصبح وان
الخليفة سلم فيما بينه وبين نفسه ثم قال يا خالد لا تفعل ما أمرتك. حدثني
نعيم بن عبد الله عن جعفر بن محمد ود علي بن أبي طالب انه بنخيلات ينبع
يستظل بظلهن ويأكل من حشفهن ولم يشهد يوم الجمل ولا النهروان
وحدثني به سفيان عن الحسن. حدثنا عباد عن جعفر بن محمد انه لما رأى
علي بن أبي طالب يوم الجمل كثرة الدماء قال لابنه الحسن يا بني هلكت قال
له يا أبة أليس قد نهيتك عن هذا الخروج فقال يا بني لم أدر ان الامر يبلغ
هذا المبلغ. حدثنا سفيان الثوري عن جعفر بن محمد ان عليا لما قتل أهل
صفين بكى عليهم وقال جمع الله بيني وبينهم في الجنة قال ميمون بن
عبد الله راوي الحديث فضاق بي البيت وعرقت وكدت ان اخرج من
مسكي فأردت ان أقوم إليه فأتوطأه ثم ذكرت غمز أبي عبد الله ع
فكففت. فقال له أبو عبد الله ع: من أي البلاد أنت قال من أهل
البصرة قال هذا الذي تحدث عنه وتذكر اسمه جعفر بن محمد هل تعرفه قال
لا قال فهل سمعت منه شيئا قط قال لا قال فهذه الأحاديث عندك حق قال
نعم قال فمتى سمعتها قال لا احفظ الا انها أحاديث أهل مصرنا منذ دهر لا
يمترون فيها قال لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه فقال لك هذه التي
ترويها عني كذب وقال لا أعرفها ولم أحدث بها هل كنت تصدقه قال لا قال
لأنه شهد على قوله رجال لو شهد أحدهم على عنق رجل لجاز قوله فقال
اكتب بسم الله الرحمن الرحيم حدثني أبي عن جدي قال ما اسمك قال لا
تسأل عن اسمي ان رسول الله ص قال خلق الله الأرواح قبل الأجساد
بألفي عام ثم أسكنها الهواء فما تعارف منها ثم ائتلف هاهنا وما تناكر منها ثم
اختلف هاهنا ومن كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمى
يهوديا وان أدرك الدجال آمن به في قبره يا غلام ضع لي ماء فقال لا تبرح
وقام القوم فانصرفوا وقد كتبوا الحديث الذي سمعوا منه ثم انه خرج
ووجهه منقبض قال أما سمعت ما يحدث به هؤلاء قلت أصلحك الله ما
هؤلاء وما حديثهم قال أعجب حديثهم كان عندي الكذب علي والحكاية
عني ما لم أقل ولم يسمعه مني أحد وقولهم لو أنكر الأحاديث ما صدقناه ما

(١) الضاحك هو ميمون بن عبد الله المذكور في أول الحديث - المؤلف -.
(٢٦٥)

لهؤلاء لا امهل الله لهم ولا املى لهم ثم قال لنا ان عليا ع لما أراد
الخروج من البصرة قام على أطرافها ثم قال لعنك الله يا أنتن الأرض ترابا
وأسرعها خرابا وأشدها عذابا فيك الداء الدوي قيل ما هو يا أمير المؤمنين
قال كلام القدري الذي فيه الفرية على الله وبغضنا أهل البيت وفيه سخط
الله وسخط نبيه وكذبهم علينا أهل البيت واستحلالهم الكذب
علينا اه‍. وروى الكليني عن علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن
مسعدة بن صدقة: دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله ع فرأى عليه
ثيابا بيضا كأنها قرقي فقال له ان هذا اللباس ليس من لباسك فقال له
اسمع مني ما أقول لك فإنه خير لك عاجلا وآجلا ان أنت مت على السنة
والحق ولم تمت على بدعة أخبرك ان رسول الله ص كان في زمان مقفر
جدب فاما إذا أجفلت الدنيا فأحق أهلها بها ابرارها لا فجارها ومؤمنوها لا
منافقوها ومسلموها لا كفارها فما أنكرت يا ثوري فوالله انني لمع ما ترى ما
اتى علي منذ عقلت صباح ولا مساء ولله في مالي حق امرني ان أضعه موضعه
الا وضعته قرقي اي كأنها قرقئ البيض كما في خبر آخر وهو القشر
الرقيق تحت القشر الاعلى أو فرقبي بالفاء نسبة إلى فرقب كقنفذ وهو موضع
ومنه الثياب الفرقبية وهي بيض من كتان كما في القاموس أو فرقي بالفاء
نسبة إلى الفرق وهو الكتان. وروى الكليني في آخر الروضة بسنده مرفوعا
مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبد الله ع وعليه ثياب
كثيرة حسان فقال والله لآتينه ولأوبخنه فدنا منه فقال يا ابن رسول الله ما
لبس رسول الله مثل هذا اللباس ولا علي ولا أحد من آبائك فقال أبو
عبد الله كان رسول الله ص في زمن قتر مفتر وكان يأخذ لقتره واقتاره
وان الدنيا بعد ذلك قد أرخت عزاليها فأحق أهلها بها ابرارها ثم تلا قل
من حرم الله زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق فنحن أحق منها
ما أعطاه الله غير اني يا ثوري ما ترى علي من ثوب فإنما لبسته للناس ثم
اجتذب بيد سفيان فجرها إليه ثم رفع الثوب الاعلى واخرج ثوبا تحت ذلك
على جلده غليظا فقال هذا لبسته لنفسي غليظا وما رأيته للناس ثم جذب
ثوبا على سفيان علاه غليظ خشن وداخل ذلك ثوب لين فقال لبست هذا
الاعلى للناس ولبست هذا لنفسك تسترها. وروى الكليني في الكافي بسنده
عن رجل من قريش من أهل مكة قال لي سفيان الثوري اذهب بنا إلى
جعفر بن محمد فذهبت معه إليه فوجدناه قد ركب دابته فقال له سفيان يا أبا
عبد الله حدثنا بحديث خطبة رسول الله ص في مسجد الخيف فقال
دعني حتى اذهب في حاجتي فاني قد ركبت فإذا جئت حدثتك فقال أسألك
بقرابتك من رسول الله ص لما حدثتني فنزل فقال له سفيان مر لي بدواة
حتى أثبته فدعا به ثم قال اكتب وذكر الخطبة وفي آخرها ثلاث لا يغل
عليهن قلب امرئ مسلم اخلاص العمل لله والنصيحة لائمة المسلمين
واللزوم لجماعتهم وركب أبو عبد الله ع وجئت انا وسفيان فلما كان في
بعض الطريق قال لي ممن أنت حتى انظر في هذا الحديث فقلت قد والله
الزم أبو عبد الله رقبتك شيئا لا يذهب من رقبتك ابدا النصيحة لائمة
المسلمين من هؤلاء الأئمة الذين تجب علينا نصيحتهم معاوية وابنه يزيد
ومروان بن الحكم وكل من لا تجوز شهادته عندنا ولا تجوز الصلاة خلفهم
واللزوم لجماعتهم فأي جماعة مرجئ يقول من لم يصل ولم يصم ولم يغتسل
من جنابة وهدم الكعبة فهو على ايمان جبرائيل وميكائيل أو قدري يقول لا
يكون ما شاء الله عز وجل ويكون ما شاء إبليس أو حروري يبرأ من علي بن
أبي طالب ويشهد عليه بالكفر أو جهمي يقول انما هي معرفة الله وحده
ليس الايمان شئ غيرها قال ويحك وأي شئ تقولون فقلت ان علي بن
أبي طالب والله الامام الذي تجب علينا نصيحته ولزوم جماعة أهل بيته فاخذ
الكتاب فخرقه ثم قال لا تخبر بها أحدا.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية عبد الله بن موسى العبسي وعباد
المكي وأبي العلاء الشامي وأبي نعيم الفضل بن دكين عنه اه‍ ومر عن
تهذيب التهذيب ان له عدة مشايخ وتلاميذ لا يحصون فمن أراد معرفة
أسمائهم فليرجع إليه.
٨٨٠: سفيان بن السمط البجلي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند عنه وفي
التعليقة عن حمدويه انه والد أبي داود المسترق سليمان ولعله كثير الرواية
ومقبول الرواية اه‍ ورواية ابن أبي عميس عنه من أسباب حسنه.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية علي بن الحكم وعبد الله بن جندب
ومحمد بن أبي حمزة ومحمد بن حمران وخالد بن محمد وأحمد بن الحسين وابن
أبي عمير عنه.
٨٨١: سفيان بن صالح
قال النجاشي ذكره ابن بطة في فهرسته قال حدثنا أحمد بن محمد بن
عيسى عن ابن أبي عمير عن سفيان بن صالح له أصل رويناه عن جماعة عن أبي المفضل
عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي
عمير.
٨٨٢: سفيان بن عبد الرحمن مولى بني هاشم الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٨٣: سفيان بن عبد الله الثقفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص.
٨٨٤: سفيان بن عبد الملك الجعفي مولاهم.
٨٨٥: سفيان بن عطية الثقفي الكوفي.
٨٨٦: سفيان بن عطية الرهبي الهمداني الكوفي.
٨٨٧: سفيان بن عطية المزني.
٨٨٨: سفيان بن عمارة الأزدي الكوفي.
٨٨٩: سفيان بن عمارة الطائي الكوفي.
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٩٠: سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي
ولد سنة ١٠٧ وتوفي أول رجب سنة ١٩٨.
(٢٦٦)

عيينة بعين مهملة مضمومة ومثناتين تحتانيتين بعدهما نون وهكذا
ضبطه العلامة في الخلاصة وغيره وما يوجد في بعض المواضع من رسمه
عتيبة بمثناة فوقية فمثناة تحتية موحدة تصحيف.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع سفيان بن عيينة بن
عمران الهلالي مولاهم أبو محمد الكوفي أقام بمكة. وقال النجاشي
سفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي كان جده أبو عمران عاملا من عمال
خالد القسري له نسخة عن جعفر بن محمد ع أخبرنا أحمد بن
علي حدثنا محمد بن الحسن حدثنا الحميري وأخبرنا أحمد بن علي بن العباس
عن أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا الحميري حدثنا محمد بن أبي عبد الرحمن
عنه وفي العيون سفيان بن عيينة لقي الصادق ع وروى عنه وبقي إلى
أيام الرضا ع. وفي فهرست ابن النديم عند ذكر الزيدية وأكثر المحدثين
على هذا المذهب مثل سفيان بن عيينة وسفيان الثوري الخ. وفي رجال
الكشي في سفيان بن عيينة محمد بن مسعود حدثني علي بن الحسن حدثنا
محمد بن الوليد حدثنا العباس بن هلال قال ذكر أبو الحسن الرضا ع ان
سفيان بن عيينة لقي أبا عبد الله ع فقال له يا أبا عبد الله إلى متى هذه
التقية وقد بلغت هذا السن فقال والذي بعث محمدا بالحق لو أن رجلا صلى
بين الركن والمقام عمره ثم لقي الله بغير ولايتنا أهل البيت لقي الله بميتة
جاهلية اه‍ وأنت ترى ان الجواب بظاهره غير منطبق على الاعتراض
والجواب عن ذلك أن الاعتراض لما كان يفهم منه عدم تحقق ابن عيينة
بولايتهم ع أجابه بذم من كان كذلك ولهذا جعل العلماء هذا
الحديث والذي بعده في ذم ابن عيينة وقال الكشي في صدر ترجمة سفيان
الثوري: حمدويه بن نصير حدثنا محمد بن عيسى عن علي بن أسباط قال
قال سفيان بن أبي عيينة لأبي عبد الله ع انه يروى ان علي بن أبي
طالب ع كان يلبس من الثياب الخشن وأنت تلبس القوهي المروي قال
ويحك ان عليا ع كان في زمان ضيق فإذا اتسع الزمان فأبرار الزمان أولى
به اه‍ القوهي ثياب بيض تنسج بقوهستان وهي كورة بين نيسابور
وهراة والمروي نسبة إلى مرو من بلاد قوهستان ومن ذكر الحديث الثاني
في ترجمة سفيان الثوري قد يتوهم اتحاد الثوري مع ابن عيينة وهو توهم
فاسد فهذا ثوري وذاك هلالي وسبب ذكر ابن عيينة في ترجمة الثوري الله
أعلم به وفي النقد سفيان بن عيينة روى الكشي وذكر الحديثين
السابقين اه‍. وقال العلامة في الخلاصة وابن داود ليس من أصحابنا
ولا من عدادنا والعجب أن ابن داود ذكره مرة في القسم الأول من كتابه
ونقل عن الكشي انه ممدوح ومرة في باب الضعفاء وقال ليس من أصحابنا
ولا من عدادنا. وفي التعليقة الظاهر أن الامر كما في الخلاصة ورجال ابن
داود ولعله أخو الحكم بن عيينة قال وقال الحافظ أبو نعيم حدث عن جعفر
يعني الصادق ع من الأئمة الاعلام سفيان بن عيينة وفي العيون في
الصحيح عن الوشاء عن الرضا ع إذا أهل هلال ذي الحجة إلى أن قال
فذهب محمد بن جعفر إلى سفيان بن عيينة وأصحاب سفيان فقال لهم ان
فلانا قال كذا فشفع على أبي الحسن ع ثم قال قال مصنف هذا الكتاب
سفيان بن عيينة لقي الصادق ع وروى عنه وبقي إلى أيام الرضا ع و
مضى في إسماعيل بن أبي زياد قول الشيخ ان الامامية مجمعة على العمل
برواية سفيان بن عيينة ومن ماثله من الثقات وفي تهذيب التهذيب سفيان بن
عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي أبو محمد الكوفي سكن مكة ثم حكى
عن جماعة وصفه بكل جميل والمبالغة العظيمة في ذلك وذكر له شيوخا لا
يحصون وتلاميذ كذلك فهو يشبه سعيد بن المسيب في وصفه وشيوخه
وتلاميذه وعدوا في جملة شيوخه جعفر الصادق ع وفي تهذيب التهذيب
أيضا نسبه ابن عدي إلى شئ من التشيع فقال في ترجمة عبد الرزاق ذكر
ابن عيينة حديثا فقيل له هل فيه ذكر عثمان فقال نعم ولكني سكت لأني
غلام كوفي. وعن تقريب ابن حجر سفيان بن عيينة بن عمران ميمون
الهلالي أبو محمد الكوفي ثم المكي ثقة حافظ فقيه امام حجة الا انه تغير
حفظه باخره وكان ربما دلس لكن عن الثقات من رؤوس الطبقة
الثامنة اه‍ والتدليس انه يروي عن رجل لم يلقه بما ظاهره انه لقيه فيقول
حدثني فلان وانما يروي عنه بالواسطة لكنه لم يبين ذلك.
٨٩١: سفيان بن مالك الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٩٢: قطب الدين سفيان بن محمد بن أبي بكر بن شيردار الديلمي الفقيه.
في مجمع الآداب قال فكر موسى في أمر الرزق فأوحى الله إليه ان
اضرب بعصاك البحر فخرج إليه حجر صلد فقيل له اضربه فانفلق بنصفين
وخرجت منه دودة أخذت ورقة خضراء تأكل منها قال الله تعالى يا موسى
أتدري ما سبب رزقها قال لا قال كذلك لا تقف على سبب أرزاق العباد.
٨٩٣: سفيان بن محمد الضبيعي.
روى الكليني في الكافي في باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما
السلام بسنده عن إسحاق بن محمد النخعي حدثني سفيان بن محمد
الضبيعي كتبت إلى أبي محمد ع أسأله عن الوليجة الحديث.
٨٩٤: أبو محمد أو أبو عبد الله سفيان أو سيف بن مصعب الشاعر المعروف
بالعبدي الكوفي.
توفي حدود سنة ١٢٠ بالكوفة.
والعبدي بفتح العين المهملة وسكون الباء الموحدة وآخره دال
مهملة في انساب السمعاني هذه النسبة إلى عبد القيس بن ربيعة بن نزار
وهو عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار
والمنتسب إليه مخير بين ان يقول عبدي أو عبقسي اه‍.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال سفيان بن
مصعب العبدي الشاعر كوفي وقال الكشي: سفيان بن مصعب العبدي أبو
محمد كما عن بعض النسخ وعن أكثر النسخ سيف بن مصعب وهو المطابق
للنسخة المطبوعة. محمد بن مسعود حدثني حمدان بن أحمد الكوفي حدثني
أبو داود سليمان بن سفيان المسترق عن سيف بن مصعب العبدي قال قال
أبو عبد الله ع قل شعرا تنوح به النساء. نصر بن الصباح حدثنا
إسحاق بن محمد البصري حدثني محمد بن جمهور حدثني أبو داود المسترق
عن علي بن النعمان عن سماعة قال قال أبو عبد الله ع يا معشر الشيعة
علموا أولادكم شعر العبدي فإنه على دين الله قال أبو عمرو في أشعاره ما
يدل على أنه كان من الطيارة اه‍ قوله من الطيارة أي الغلاة وهذا لا
يثبت به غلوه إذ لم يبينه وفي الخلاصة في القسم الثاني المعد للضعفاء
ومن يتوقف فيهم سفيان بن مصعب العبدي قال أبو عمرو في أشعاره ما
يدل على أنه كان من الطيارة وروى أن أبا عبد الله ع قال علموا أولادكم
(٢٦٧)

شعره ونحو ذلك من طريقين ضعيفين ولم يثبت عدالة الرجل ولا جرحه
فنحن فيه من المتوقفين وفي القسم الأول لمن يعتمد على روايته أو يترجع
عنده قبول قوله: سيف بن مصعب العبدي أبو محمد روى الكشي من
طريق ضعيف ذكرنا سنده في كتابنا الكبير عن الصادق ع انه قال علموا
أولادكم شعره يشير إلى الشيعة وهذا لا يثبت عندي عدالته اه‍ فكأنه
جعله رجلين سيف وسفيان فذكر سيفا فيمن يترجح قبول قوله وسفيان
فيمن يتوقف فيه ويمكن الجواب عما نسب إليه من الغلو بان القدماء كانوا
يرون ما ليس من الغلو غلوا وكان كثير من القدماء يعتقدون للأئمة عليهم السلام
منزلة خاصة يرون التجاوز عنها غلوا مع خطاهم في اعتقاد ذلك
ولهذا لم يعول المتأخرون على رميهم بذلك ولو كان غاليا لم يأمر الصادق بان
يعلموا أولادهم شعره وأنه على دين الله وضعف الطريق لم يصح كما يظهر
من مراجعة أقوال الرجاليين في رجال السند ولذلك عد في محكي الوجيزة
والبلغة ممدوحا ويؤيد مدحه رواية الروضة الآتية ويظهر من مجموع
الروايات وكلمات العلماء ان اسمه سفيان وان سيفا المذكور في رجال
الكشي تحريف وعن روضة الكافي عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين
عن أبي داود المسترق عن سفيان بن مصعب العبدي دخلت على أبي
عبد الله ع فقال قولوا لام فروة تجئ وتسمع ما صنع بجدها فجاءت
فقعدت خلف الستر ثم قال أنشدنا فقلت فرو جودي بدمعك المسكوب
فصاحت وصحن النساء وقال أبو عبد الله ع الباب الباب فاجتمع أهل
المدينة على الباب فبعث إليهم أبو عبد الله ع صبي لنا غشي عليه
فصحن النساء وذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت
المقتصدين حيث قسمهم إلى أربع طبقات المجاهرون والمقتصدون والمتقون
والمتكلفون فقال سفيان بن مصعب العبدي أبو عبد الله من أصحاب
الصادق ع اه‍ وستعرف في علي بن حماد ان ابن شهرآشوب ذكر فيه
قول الصادق ع علموا أولادكم شعر العبدي الخ وبينا هناك ان هذا
اشتباه منه تبعه عليه صاحب أمل الآمل لأن هذا الحديث وارد في سفيان بن
مصعب المعاصر للصادق ع كما يأتي عن الكشي لا في علي بن حماد
المعاصر للنجاشي صاحب الرجال مع احتمال ان يكون ابن حماد عدويا لا
عبديا والغريب ان ابن شهرآشوب مع ذكره سفيان بن مصعب العبدي في
شعراء أهل البيت وفي أصحاب الصادق ع كيف يتوهم ان الحديث وارد
في ابن حماد مع أنه في المناقب أورد أشعارا للعبدي وأخرى لابن حماد مما دل
على تنبهه لكون العبدي غير ابن حماد ولكن العصمة لمن عصمه الله مع أنه
يحتمل قويا ان يكون ذلك من النساخ وألف أبو عبد الله الحسين بن
محمد بن علي الأزدي الكوفي كتابا في اخبار سفيان بن مصعب العبدي
وشعره ذكره النجاشي ولنا أبو هفان عبد الله بن أحمد العبدي البصري وهو
متأخر عن المترجم ولم يذكر الكشي سفيان بن مصعب وفي نهج مصعب نعم
في نسخة وفي اختيار الشيخ سفيان بن مصعب العبدي أبو محمد اه‍
فالكشي ذكر سيفا ولم يذكر سفيان وأورد بعده الروايتين السابقتين ولا يخفى
ان الثانية ذكر فيها العبدي ولم يذكر اسمه سيف أو سفيان.
أشعاره
كل ما عثرنا عليه منها هو في أهل البيت ع وجلها نقلناه
من مناقب ابن شهرآشوب ومع كونه شاعرا مجيدا يبعد ان لا يكون له شعر
فيما سوى ذلك لكن الغرض لم يتعلق بنقل سواها فمن شعره الذي في
الأغاني في ترجمة السيد الحميري: روى أبو داود المسترق ان السيد
والعبدي اجتمعا فأنشد السيد:
اني أدين بما دان الوصي به * يوم الخريبة من قتل المحلينا
وبالذي دان يوم النهروان به * وشاركت كفه كفي بصفينا
فقال له العبدي أخطأت لو شاركت كفك كفه كنت مثله ولكن قل
تابعت كفه لتكون تابعا لا شريكا وكان اليد بعد ذلك يقول انا أشعر
الناس الا العبدي اه‍ وحسبك بمن يقول فيه السيد ذلك وانتقاده على
السيد بما ذكر يدل على شدة معرفته بمواقع الكلام ونقد الشعر ويدل هذا
الخبر على أنه كان معروفا بالعبدي وفي المناقب لابن شهرآشوب: سال
سفيان بن مصعب العبدي الصادق ع عن رجال الأعراف فقال هم
الأوصياء من آل محمد الاثنا عشر لا يعرف الله الا من عرفهم قال فما
الأعراف جعلت فداك قال كثائب من مسك عليها رسول الله ص
والأوصياء يعرفون كلا بسيماهم فأنشأ سفيان يقول:
وأنتم ولاة الحشر والنشر والجزا * وأنتم ليوم المفزع الهول مفزع
وأنتم على الأعراف وهو كثائب * من المسك رياهم بكم يتضوع
ثمانية بالعرش إذ يحملونه * ومن بعدهم في الأرض هادون أربع
فمن شعره الذي أورده ابن شهرآشوب في المناقب قوله في أهل
البيت ع
صلوات الإله تترى عليكم * أهل بيت الصيام والصلوات
قدم الله كونكم في قديم * الكون قبل الأرضين والسماوات
واصطفاكم لنفسه وارتضاكم * وأرى الخلق فيكم المعجزات
وعلمتم ما قد يكون وما كان * وعلم الدهور والحادثات
أنتم جنبه وعروته الوثقى * وأسماؤه وباب النجاة
وبكم يعرف الخبيث من الطيب * والنور في دجى الظلمات
لكم الحوض والشفاعة والأعراف * عرفتم جميع السمات
وحديث عن الأئمة فيما * قد رويناه عن شيوخ ثقات
ان من زاره كمن زار ذا العرش * على عرشه بغير صفات
أي من زار عليا كما رواه الكليني قال في المناقب اي كمن عبد الله
على العرش ومما أورده في المناقب للعبدي والظاهر أن المراد به سفيان بن
مصعب قوله:
وقالوا رسول الله ما اختار بعده * إماما ولكنا لأنفسنا اخترنا
أقمنا إماما ان أقام على الهدى * أطعنا وان ضل الهداية قومنا
فقلنا إذا أنتم امام امامكم * بحمد من الرحمن تهتم وما تهنا
ولكننا اخترنا الذي اختار ربنا * لنا يوم خم ما اعتدينا ولا حلنا
سيجمعنا يوم القيامة ربنا * فتجزون ما قلتم ونجزى الذين قلنا
هدمتم بأيديكم قواعد دينكم * ودين على غير القواعد لا يبنى
ونحن على نور من الله واضح * فيا رب زدنا منك نورا وثبتنا
بجدكم خير الورى وأبيكم * هدينا إلى سبل النجاة وأنقذنا
ولولاكم لم يخلق الله خلقه * ولا كانت الدنيا الغرور ولا كنا
ومن أجلكم أنشأ الاله لخلقه * سماء وأرضا وابتلى الإنس والجنا
(٢٦٨)

تجلون عن شبه من الناس كلهم * فشأنكم أعلى وقدركم أسنى
أبوكم هو الصديق آمن واتقى * وأعطى وما أكدى وصدق بالحسنى
فسماه في القرآن ذو العرش جنبه * وعروته والوجه والعين والأذنا
فشد به ركن النبي محمد * فكان له من كل نائبة حصنا
وأفرده بالعلم والبأس والندى * فمن قدره يسمى ومن فعله يكنى
هو البحر يعلو العنبر المحض متنه * كما الدر والمرجان من قعره يجنى
إذا عد أقران الكريهة لم تجد * لحيدرة في القوم كفوا ولا قرنا
إذا مسنا ضر دعونا إلهنا * بموضعكم منه فيكشفه عنا
وان دهمتنا غمة أو ملمة * جعلناكم منها ومن غيرها حصنا
وان ضامنا دهر فعذنا بعزكم * وفرج عنا الضيم لما بكم عذنا
وان عارضتنا خيفة من ذنوبنا * تراءت لنا منها شفاعتكم امنا
وأنتم لنا نعم التجارة لم نكن * بذلك خسرانا عليكم ولا غبنا
ونعلم أن لو لم ندن بولائكم * لما قبلت أعمالنا أبدا منا
لأنتم على الأعراف أعرف عارف * بسيما الذي يهواكم والذي يشنا
أئمتنا أنتم سندعى بكم غدا * إذا ما إلى رب العباد معا قمنا
وان إليكم في المعاد إيابنا * إذا نحن من أجداثنا سرعا عدنا
وان موازين الخلائق حبكم * فأسعدهم من كان أثقلهم وزنا
وموردنا يوم القيامة حوضكم * فيظمى الذي يقصى ويروي الذي يدنى
وأمر صراط الله ثم إليكم * فعلوا لنا ان نحن عن رأيكم حدنا
وان أباكم يقسم الخلق في غد * فيسكن ذا نارا ويسكن ذا عدنا
وأنتم لنا غيث وأمن ورحمة * فما عنكم بد ولا عنكم مغنى
وله في أمير المؤمنين ع كما في المناقب:
أنت عين الاله والجنب من فرط * فيه يصلى لظى مذموما
أنت فلك النجاة فينا وما زلت * صراطا إلى الهدى مستقيما
وعليك الورود تسقى من الحوض * ومن شئت ينثني محروما
واليك الجواز تدخل من شئت * جنانا ومن تشاء جحيما
وله:
يا علي بن أبي * طالب يا ابن الأول
يا حجاب الله * والباب القديم الأزلي
أنت أنت العروة * الوثقى التي لم تفصل
أنت باب الله من * يأتك منه يصل
وله في قتل ابن ملجم أمير المؤمنين ع كما في المناقب:
فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة * كمهر قطام من فصيح وأعجم
ثلاثة آلاف وعبد وقينة * وضرب علي بالحسام المسمم
فلا مهر أغلا من علي وان علا * ولا فتك الا دون فتك ابن ملجم
وله أورده في المناقب:
يا سادتي يا بني علي * يا آل طه وآل صاد
من ذا يوازيكم وأنتم * خلائف الله في البلاد
أنتم نجوم الهدى اللواتي * يهدي بها الله كل هادي
لولا هداكم إذا ضللنا * والتبس الغي بالرشاد
لا زلت في حبكم أوالي * عمري وفي بغضكم أعادي
وما تزودت غير حبي * إياكم وهو خير زاد
وذاك ذخري الذي عليه * في عرصة المحشر اعتمادي
ولاكم والبراء ممن * يشناكم خالص اعتقادي
وله:
ذاك المصدق في الصلاة بخاتم * وبقوته للمستكين السارب
وله:
تصدق بالخاتم لله راكعا * فاثنى عليه الله في محكم الذكر
وله:
من ولي غسل النبي ومن * لفه من بعد في الكفن
وله:
من كان صنو النبي غير علي * من غسل الطهر ثم واراه
وقال كما في المناقب:
لما أتاه القوم في حجراته * والطهر يخصف نعله ويرقع
قالوا له ان كان أمر من لنا * خلف إليه في الحوادث نرجع
قال النبي خليفتي هو خاصف * النعل الزكي العالم المتورع
وله:
وكان يقول يا دنياي غري * سواي فلست من أهل الغرور
وزوج في السماء بأمر ربي * بفاطمة المهذبة الطهور
وحيد مهرها خمسا لأرض * بما تحويه من كرم وحور
فذا خير الرجال وتلك خير * النساء ومهرها خير المهور
وله:
لم يشمل قلبه الدنيا وزخرفها * بل قال غري سواي قول محتقر
وله وقيل إنها للمفجع:
وله من أخيه نعت به حاز * فخارا بفضله شرمحيا
حاز شبها له بسكناه في المسجد * خما من أمره مقضيا
بابه في شروع باب رسول الله * إذ كان مستخصا حظيا
حين سدت أبوابهم وهو يغشى * بابه شارعا منيفا بهيا
وله:
من قاتل الجن في القليب ترى * من قلع الباب ثم أدحاها
من كان في الحرب فارسا بطلا * أشدهم ساعدا وأقواها
وله:
وكم غمرة للموت في الله خاضها * ولجة بحر في الحكوم أقامها
وكم ليلة ليلاء لله قامها * وكم صبحة مسجورة الحر صامها
القصيدة المقصورة:
أشهد بالله لقد قال لنا * محمد والقول منه ما خفى
لو أن ايمان جميع الخلق ممن * سكن الأرض ومن حل السما
يحل في كفة ميزان نكي * يوفي بايمان علي ما وفى
لو أن عبدا لقي الله بأعمال * جميع الخلق برا وتقى

(١) الشرمحي بالمعجمة واهما الحاء: في القاموس القوي كالشرمحي - المؤلف -
(٢٦٩)

ولم يكن والى عليا حبطت * أعماله وكب في نار لظى
وان جبريل الأمين قال لي * عن ملكيه الكاتبين إذ دنا
انهما ما كتبا قط على الطهر * علي زلة ولا خنا
من زالت الحمى عن الطهر به * من ردت الشمس له بعد العشا
من عبر الجيش على الماء ولم * يخش عليه بلل ولا ندا
ويوم عاد المرتضى الهادي وقد * كان رسول الله حم واشتكى
فمس صدر المصطفى بكفه * فكاد ان يحرقها فرط الحمى
فقال يا حمى كذا فعلك بالطهر * فزالت خيفة من الندا
قال النبي الحمد الله لقد * أعطاك ربي يا أخي هذا العطا
أكل شئ خائف بأسك حتى * هذه الحمى وعوفي وبرا
أشبهه عيسى فصد قومه * كفرا وقالوا ضل فيه واعتدى
فجاءه الوحي بتكذيبهم * وقال ما كان حديثا يفترى
علمه الله الذي كان وما * يكون في العالم جهرا وخفا
انا روينا في الحديث خبرا * يعرفه سائر من كان روى
أن ابن خطاب أتاه رجل * فقال كم عدة تطليق الأما
فقال يا حيدر كم تطليقة * للأمة أذكره فأومأ المرتضى
بإصبعيه فثنى الوجه إلى * سائله قال اثنتان وانثنى
قال له تعرف هذا قال لا * قال له هذا علي ذو العلا
محمد وصنوه وابنته * وابناه خير من تحفى واحتذى
صلى عليهم ربنا باري الورى * ومنشئ الخلق على وجه الثرى
صفاهم الله تعالى وارتضى * واختارهم من الأنام واجتبى
لولاهم ما رفع الله السما * ولا دحا الأرض ولا أنشأ الورى
لا يقبل الله لعبد عملا * حتى يواليهم باخلاص الولا
ولا يتم لامرئ صلاته * الا بذكراهم ولا يزكو الدعا
لو لم يكونوا خير من وطأ الحصى * ما قال جبريل لهم تحت العبا
هل أنا منكم شرفا ثم علا * يفاخر الأملاك إذ قالوا بلى
وقد روى عكرمة في خبر * ما شك فيه أحد ولا امترى
مر ابن عباس على قوم وقد * سبوا عليا فاستراع وبكى
وقال مغتاظا لهم أيكم * سب اله الخلق جل وعلا
قالوا معاذ الله قال أيكم * سب رسول الله ظلما واجترا
قالوا معاذ الله قال أيكم * سب عليا خير من وطئ الحصى
قالوا نعم قد كان ذا فقال قد * سمعت والله النبي المجتبى
يقول من سب عليا سبني وسبتي سب الاله وكفى
وقال كما في المناقب:
أسماؤه في المثاني * كثيرة للذكور
في صحف موسى وعيسى * مكتوبة والزبور
ما زال في اللوح سطر * يلوح بين السطور
تزور أملاك ربي * منه بخير مزور
هذا علي حبيبي * أخو البشير النذير
وله كما في المناقب:
وزوجه الاله بأمر ربي * بفاطمة المهذبة الطهور
وصير مهرها خمسا لأرض * لما تحويه من كرم وحور
فذا خير الرجال وتلك خير * النساء ومهرها خير المهور
وقال:
أئمتي سادة البرايا * عددا كما عدت الشهور
ما لعلي سوى أخيه * محمد في الورى نظير
فذا إذا أقبلت قريش * عليه في فرشه الأمير
خليفة بعده ارتضاه * في خم وهو الوزير
سدد أبوابهم سواه * فأكثرت منهم الشرور
وقال ما تبتغون منه * علما بما تحتوي الصدور
ما انا سددتها ولكن * سددها الواحد القدير
يا قوم اني امتثلت أمرا * أفضى به العالم الغفور
فكان هذا له دليل * بأنه وحده ظهير
وكان بالطائف امتحان * فقال أصحابه الحضور
أطلت نجواك مع علي * فقال ما ليس فيه زور
ما انا ناجيته ولكن * ناجاه ذو العزة الخبير
إشارة إلى ما ذكره في المناقب فقال الترمذي في الجامع وأبو يعلى في
المسند وأبو بكر بن مهدويه في الأمالي والخطيب في الأربعين والسمعاني في
الفضائل مسندا إلى جابر ناجى النبي ص عليا يوم الطائف فأطال نجواه
فقال أحد رجلين للآخر لقد أطال نجواه مع ابن عمه وفي رواية الترمذي
فقال الناس لقد أطال نجواه وفي رواية غيره ان رجلا قال أتناجيه دوننا فقال
النبي ص ما انا انتجيته ولكن الله انتجاه ثم قال الترمذي أي أمرني ان
أنتجي معه.
وله:
علي والأئمة من بنيه * هم سادوا الورى عربا وعجما
نجوم نورها يهدي إذا ما * مضى نجم أبان الله نجما
وله:
وزوجه بفاطم ذو المعالي * على الارغام من أهل النفاق
وخمس الأرض كان لها صداقا * الا لله ذلك من صداق
وله:
صديقة خلقت لصد * يق شريك في المناسب
اختاره واختارها * طهرين من دنس المعايب
أسماهما قرنا على * سطر بظل العرش راتب
كان الاله وليها * وأمينه جبريل خاطب
والمهر خمس الأرض موهبة * تعالى في المواهب
ونها بها من حمل طوبى * طيبت تلك المواهب
آل النبي محمد * أهل الفضائل والمناقب
المرشدون من العمى * والمنقذون من اللوازب
الصادقون الناطقون السابقون * إلى الرغائب
فولاهم فرض من * الرحمن في القرآن واجب
وهم الصراط المستقيم * وفوقه ناج وناكب
وله ويروى عن ابن حماد:

(١) بفتح السين للحرة من السبب.
(٢) بفتح الذال مبالغة في الذاكر - المؤلف -.
(٢٧٠)

حدثنا الشيخ الثقة * محمد عن صدقه
رواية منسقه * عن انس عن النبي
رايته على حرى * مع النبي ذي النهى
يقطف قطفا في الهوى * شيئا كمثل العنب
فأكلا منه معا * حتى إذا ما شبعا
رأيته مرتفعا * فطال منه عجبي
كان طعام الجنة * أنزله ذو العزة
هدية للصفوة * من الهدايا النخب
وله:
يا من شكت شوقه الأملاك إذ شغفت * بحبه وهواه غاية الشغف
فصاع شبهك رب العالمين فما * ينفك من زائر منها ومعتكف
حملت ممن بغى قدما عليك إلى * ان ظن انك منه غير منتصف
لو شئت تمسخهم في دارهم مسخوا * أو شئت قلت بهم يا أرض فانخسفي
لكن لهم مدة ما زلت تعلمها * تفضي إلى أجل إذ ذاك لم ترف
وأين منك مفر الهاربين إذا * قادتهم نحوك الأملاك بالعنف
ومن مثل هذا الشعر نسب إلى الارتفاع في شعره ولكن ليس فيه
ارتفاع إذا نسب إلى فعله تعالى بدعائه وطلبه ع وله:
صور الله لأملاك العلا * مثله أعظمه في الشرف
وهي ما بين مطيف زائر * ومقيم حوله معتكف
هكذا شاهده المبعوث في ليلة المعراج فوق الرفرف وهو عين الله
والوجه الذي نوره النور الذي لا ينطفي.
وله:
أو ليس الاله قال لنا * لا شمس فيها يرى ولا زمهريرا
وإذا بالنداء يا ساكني الجنة * مهلا أمنتم التغييرا
ذا علي الوصي كلم مولاتكم * فاطما فأبدت سرورا
فبدا إذ تبسمت ذلك النور * فزيدت كرامة وحبورا
إذ أتته البتول فاطم تبكي * وتوالي شهيقها والزفيرا
اجتمعن النساء عندي وأقبلن * يطلن التقريع والتعبيرا
قلن ان النبي زوجك اليوم * عليا بعلا معيلا فقيرا
قال يا فاطم اصبري واشكري الله * فقد نلت منه فضلا كبيرا
أمر الله جبرئيل فنادى * معلنا في السماء صوتا جهيرا
اجتمعن الأملاك حتى إذا ما * وردوا بيت ربنا المعمورا
قام جبرئيل خاطبا يكثر التحميد * لله جل والتكبيرا
نثرت عند ذاك طوبى على الحور * من المسك والعبير نثيرا
وله:
لك قال النبي هذا علي * أول آخر سميع عليم
ظاهر باطن كما قالت الشمس * جهارا وقولها مكتوم
وأورد ابن شهرآشوب في المناقب للعبدي والظاهر أن المراد به
سفيان بن مصعب قوله في أمير المؤمنين ع:
وعلمك الذي علم البرايا * وألهمك الذي لا يعلمونا
فزادك في الورى شرفا وعزا * ومجدا فوق وصف الواصفينا
لقد أعطيت ما لم يعط خلق * هنيئا يا أمير المؤمنينا
إليك اشتاقت الأملاك حتى * لحنت من تشوقها حنينا
هناك برا لها الرحمن شخصا * كشبهك لا يغادره يقينا
وانك وجهه الباقي وعين * له ترعى الخلائق أجمعينا
ومن شعره قوله في رثاء الحسين ع:
لقد هد ركني رزء آل محمد * وتلك الرزايا والخطوب عظام
وأبكت جفوني بالفرات مصارع * لآل النبي المصطفى وعظام
عظام بأكناف الفرات زكية * لهن علينا حرمة وذمام
فكم حرة مسبية ويتيمة * وكم من كريم قد علاه حسام
لآل رسول الله صلت عليهم * ملائكة بيض الوجوه كرام
أفاطم أشجاني بنوك ذوو العلى * فشبت واني صادق لغلام
وأضحيت لا التذ طيب معيشتي * كان علي الطيبات حرام
ولا البارد العذب الفرات أسيفه * ولا ظل يهنيني الغداة طعام
يقولون لي صبرا جميلا وسلوة * ومالي إلى الصبر الجميل مرام
فكيف اصطباري بعد آل محمد * وفي القلب مني لوعة وضرام
وذكرت في الجزء الثالث من معادن الجواهر ولا اعلم الآن من أين
نقلته ان العبدي الشاعر دخل على عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس
بفلسطين وعنده من بني أمية اثنان وثمانون رجلا والغمر بن يزيد بن عبد
الملك جالس معه على مصلاه فاستنشده فأنشده قوله: وقف المتيم في رسوم
ديار وهو مصغ مطرق حتى انتهى إلى قوله:
اما الدعاة إلى الجنان فهاشم * وبنو أمية من دعاة النار
وبنو أمية دوحة ملعونة * ولهاشم في الناس عود نضار
أأمي ما لك من قرار فالحقي * بالجن صاغرة بأرض وبار
ولئن رحلت لترحلن ذميمة * وكذا المقام بذلة وصغار
فضرب عبد الله بقلنسوة على رأسه الأرض وكانت العلامة بينه وبين
الخراسانية فوضعوا عليهم العمد حتى ماتوا وامر بالغمر فضربت عنقه
صبرا اه‍ والظاهر أن العبدي المذكور في هذا الخبر هو المترجم له لأنه
كان في ذلك العصر ونختم الكلام على شعر العبدي بالإشارة إلى قصيدة
غراء طويلة في مدح أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين ع
وجدناها في مجموعة نفيسة قديمة في مكتبة المرحوم السيد جواد من آل
المرتضى الكرام القاطنين بمدينة بعلبك وتحتوي هذه المجموعة على علويات
ابن أبي الحديد السبع وعلى شرح القاضي ابن المكارم محمد بن
عبد الملك بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة الحلبي لميمية أبي فراس
الحمداني الملقبة بالشافية وعلى قصيدة الواسطي التي أولها:
هذي المنازل بأبثينة بلقع * قفرا تكفنها الرياح الأربع
وعلى تائية دعبل وعلى بائية الحميري المعروفة بالمذهبة وعلى دالية
الشيخ علي الشهيفيني في مدح أمير المؤمنين ع وعلى الهائية التي أولها:
ما لعيني قد غاب عنها كراها * وعراها من عبرة ما عراها
وعلى قصائد الحسن بن راشد الحلي اللامية المكسورة والسينية المرفوعة
وعلى كافية الجبري شاعر آل محمد التي أولها:

(١) يقال ورف الشحم كوعد يرف: ذاب وسال. والمراد في البيت انقضاء المدة - المؤلف -.
(٢٧١)

يا دار غادرني جديد بلاك * رث الجديد فهل رثيت لذاك
وعلى جملة من القصائد المشهورة لمشاهير الشعراء وعلى النبذة المختارة
من كتاب تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني وهي غير كتاب معجم
الشعراء له المطبوع أحد جزئيه بمصر لاختلاف الترجمة الواحدة المذكورة في
أحدهما عن الأخرى وهي مشتملة على ٢٨ ترجمة وهذه أسماء أصحابها
١ أبو الطفيل الكناني عامر بن وائلة ٢ أبو الأسود الدؤلي
٣ عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ع ٤ المرقال هاشم بن
عتبة بن أبي وقاص الزهري ٥ خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين
٦ قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ٧ ثابت بن العجلان الأنصاري
٨ عدي بن حاتم الطائي ٩ حجر بن عدي بن الأدبر الكندي
١٠ مالك بن الحارث الأشتر ١١ الأحنف بن قيس التميمي
١٢ شريك بن الأعور الحارثي ١٣ قيس بن فهدان الكندي
١٤ الفرزدق همام المجاشعي ١٥ كثير عزة أبو عبد الرحمن الخزاعي
١٦ الكميت بن زيد الأسدي ابن أخت الفرزدق ١٧ شريك بن
عبد الله القاضي ١٨ سديف بن ميمون مولى بني هاشم أو مولى خزاعة
١٩ السيد إسماعيل بن محمد الحميري ٢٠ منصور بن سلمة بن
الزبرقان بن شريك بن مطعم الكبش الرخم بن مالك النمري من النمر بن
قاسط من نزار ٢١ أبو جعفر محمد بن علي بن النعمان المعروف بمؤمن
الطاق ٢٢ دعبل بن علي الخزاعي ٢٣ القاسم بن يوسف الكاتب
٢٤ أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الكاتب ٢٥ أبو نواس الحسن بن
هاني ٢٦ أحمد بن خلاد السروي ٢٧ أبو عبد الله جعفر بن عفان
٢٨ مروان بن محمد السروجي. وفي آخر الكتاب: هذا آخر ما اخترته
من كتاب تلخيص اخبار الشيعة اه‍ وليس بينهم ذكر للعبدي وتراهم
موزعين على اجزاء الكتاب كلا في بابه وانما سردنا أسماءهم هنا خوفا من
موافاة الاجل قبل نهاية الطبع وتمام الوضع. اما قصيدة العبدي التي
وجدناها بغير ترجمة له بل بهذه الصورة: العبدي شاعر آل محمد عليهم
الصلاة السلام فتأتي في الجزء الواحد والأربعين في ترجمة علي بن حماد
الاخباري البصري.
٨٩٥: سفيان بن هانئ بن جبر بن عمرو بن سعد بن داخر المصري أبو سالم
الجيشاني حليف لهم من المغافر
توفي بالإسكندرية في امرة عبد العزيز بن مروان.
في تهذيب التهذيب شهد فتح مصر ووفد على علي وروى عنه وعن
أبي ذر وعبد الله بن عمرو بن العاص وعقبة بن عامر وزيد بن خالد وعنه ابنه
سالم وحفيده سعيد بن سالم وبكر بن سوادة وعبيد الله بن جعفر وشييم بن
بيتان ويزيد بن أبي حبيب وغيرهم. ذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن
يونس كان علويا وقال العجلي بصري تابعي ثقة وذكره ابن مندة في
الصحابة وقال اختلف في صحبته وكذا غيره.
٨٩٦: سفيان بن وردان الأسدي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٩٧: سفيان بن يا ليل الخارجي.
كذا في تذكرة الخواص قال وقيل ابن ليلى وفي مقاتل الطالبيين
سفيان بن الليل وعن المدايني سفيان بن الليل أو ابن أبي الليل النهدي وفي
الاستيعاب سفيان بن أبي ليلى يكنى أبا عامر والخارجي نسبة إلى خارجة
عدوان بطن منها لا إلى الخوارج كان من شيعة الحسن وأبيه أمير المؤمنين
ع ومر سفيان بن أبي ليلى وهو أحد المذكورين هنا روى أبو
الفرج في مقاتل الطالبيين بسنده إلى سفيان المذكور قال أتيت الحسن بن علي
ع حين بايع معاوية فوجدته بفناء داره وعنده رهط فقلت السلام
عليك يا مذل المؤمنين فقال عليك السلام يا سفيان انزل فنزلت فعقلت
راحلتي ثم أتيته فجلست إليه فقال ما جر هذا منك إلينا فقلت أنت والله
بأبي وأمي أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة وسلمت الامر إلى
ابن آكلة الأكباد ومعك مائة ألف كلهم يموت دونك وقد جمع الله لك أمر
الناس فقال يا سفيان انا أهل بيت إذا علمنا الحق تمسكنا به واني سمعت
عليا يقول سمعت رسول الله ص يقول لا تذهب الليالي والأيام حتى
يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السرم ضخم البلعوم يأكل ولا يشبع
ولا ينظر الله إليه ولا يموت حتى لا يكون له في السماء عاذر ولا في الأرض
ناصر وانه معاوية واني عرفت ان الله بالغ أمره ثم أذن المؤذن فقمنا على
حالب يحلب ناقته فتناول الإناء فشرب قائما ثم سقاني فخرجنا إلى المسجد
فقال لي ما جاء بك يا سفيان قلت حبكم والذي بعث محمدا بالهدى ودين
الحق قال فابشر يا سفيان فاني سمعت عليا ع يقول سمعت
رسول الله ص يقول يرد علي الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي
كهاتين يعني السبابتين أو كهاتين يعني السبابة والوسطى إحداهما تفضل على
الأخرى ابشر يا سفيان فان الدنيا تسع البر والفاجر حتى يبعث الله امام
الحق من آل محمد اه‍ وفي تذكرة الخواص قال وفي رواية ابن عبد البر
المالكي في كتاب الاستيعاب وكنيته أبو عمرو ان سفيان بن يا ليل الخارجي
وقيل ابن ليلى ناداه يا مذل المؤمنين قال وفي رواية هشام ومسود وجوه
المؤمنين فقال له ويحك أيها الخارجي اني رأيت أهل الكوفة قوما لا يوثق بهم
وما اغتر بهم الا من ذل ليس أحد منهم يوافق رأي الآخر ولقد لقي أبي
منهم أمورا صعبة وشدائد مرة وهي أسرع البلاد خرابا الحديث قال وفي
رواية ان الخارجي لما قال له يا مذل المؤمنين قال ما أذللتهم ولكن كرهت
أن أفنيهم وأستأصل شافتهم لأجل الدنيا وفي شرح النهج عن المدايني دخل
سفيان بن أبي الليل النهدي على الحسن فقال السلام عليك يا مذل المؤمنين
فقال الحسن اجلس يرحمك الله ان رسول الله ص رفع له ملك بني أمية
فنظر إليهم يعلون منبره واحدا فواحدا فشق ذلك عليه فأنزل الله تعالى في
ذلك قرآنا قال وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة
في القرآن وسمعت أبي عليا يقول سيلي أمر هذه الأمة رجل واسع البلعوم
كبير البطن فسألته من هو فقال معاوية وقال إن القرآن قد نطق بملك بني
أمية ومدتهم قال تعالى ليلة القدر خير من ألف شهر قال أبي هذه ملك بني
أمية اه‍ وفي الاستيعاب لما جاء الحسن الكوفة أتاه شيخ يكنى أبا عامر
سفيان بن أبي ليلى فقال السلام عليك يا مذل المؤمنين قال لا تقل يا أبا
عامر فاني لم أذل المؤمنين ولكن كرهت أن اقتلهم في طلب الملك.
٨٩٨: سفيان بن يزيد الهمداني.
استشهد مع أمير المؤمنين ع بصفين قال الشيخ في رجاله في
أصحاب علي أمير المؤمنين ع سفيان بن يزيد أخذ الراية ثم أخوه
عبيد بن يزيد ثم أخوه كرب بن يزيد ثم أخذ الراية عميرة بن بشر ثم أخوه
(٢٧٢)

الحرب بن بشر فقتلوا ثم أخذ الراية وهب بن كلب أبو القلوص
وفي الخلاصة سفيان بن يزيد من أصحاب أمير المؤمنين ع أخذ الراية ثم
اخوه عبيد بن يزيد ثم أخوه حرب بن يزيد ثم اخذ الراية عميرة بن بشر ثم
الحارث بن بشر فقتلوا وعن الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة على قوله ثم
أخوه حرب كذا في جميع نسخ الكتاب حرب بالحاء وفي كتاب ابن داود
وقبله كتاب الشيخ كرب بالكاف وضبطه بفتح الكاف وكسر الراء وعن ابن
طاوس نقلا عن كتاب الشيخ حرب كما ذكره المصنف واعلم عليه اه‍
وقال نصر بن مزاحم في كتاب صفين انه لما انتقضت ميسرة أهل العراق يوم
صفين صبرت همدان في ميمنة أمير المؤمنين ع حتى قتل منهم مائة
وثمانون رجلا وأصيب منهم أحد عشر رئيسا كلما قتل رئيس أخذ الراية آخر
وهم بنو شريح الهمدانيون ثم عدد الرؤساء وعد منهم سفيان هذا.
٨٩٩: سفينة أبو ريحانة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وروى الكليني في
الكافي رواية تتعلق بسفينة هذا وفيها ان أسدا منع من رض جسد
الحسين ع وبنى عليها المجلسي في البحار وهذه الرواية مع ضعف
سندها مخالفة لما ذكره جميع المؤرخين وعن تقريب ابن حجر سفينة مولى
رسول الله ص يكنى أبا عبد الرحمن يقال كان اسمه مهران أو غير ذلك
فلقب سفينة لكونه حمل شيئا كثيرا في السفر مشهور له أحاديث وعن مختصر
الذهبي أعتقته أم سلمة في أسمه أقوال عنه ابنه عمر وسعيد بن جهمان وأبو
ريحانة مات مع جابر. وفي تهذيب التهذيب سفينة مولى رسول الله ص
أبو عبد الرحمن ويقال أبو البختري كان عبدا لأم سلمة فأعتقته وشرطت
عليه ان يخدم النبي ص وذكر في اسمه اثني عشر قولا أحدها مهران
وقال روى عن النبي ص وعن علي وأم سلمة وعنه ابناه عبد الرحمن
وعمر وسعيد بن جهمان وأبو ريحانة وسالم بن عبد الله بن عمر وعبد
الرحمن بن أبي نعيم والحسن البصري وغيرهم وقال سفينة كنا مع
النبي ص في سفر وكان إذا أعيا بعض القوم ألقى علي سيفه والقى علي
ترسه حتى حملت من ذلك شيئا كثيرا فقال النبي ص أنت سفينة وفرق
ابن أبي خيثمة بين مهران وسفينة وتبعه غير واحد والله أعلم
بالصواب اه‍ وفي منهج المقال لم أجد أحدا ذكر انه أبو ريحانة غير
الشيخ اه‍ بل أبو ريحانة راو عنه.
٩٠٠: السكاك
في التعليقة محمد بن الخليل.
٩٠١: سكرة الجمال الكوفي.
٩٠٢: سكن بن أبي رباط الجعفي مولاهم.
وفي بعض النسخ سكين بن أبي فاطمة الخ في المنهج وهو الظاهر
ويأتي.
٩٠٣: سكن الجمال الكوفي.
٩٠٤: سكن بن عمارة الجعفي الكوفي.
٩٠٥: سكن بن يحيى الأسدي مولاهم كوفي.
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٩٠٦: سكن التوبية أم البنين والدة الإمام الرضا ع.
وسميت أروى ونجمة وسمانة وتكتم وهو آخر أسمائها عليه استقر
اسمها حين ملكها الكاظم ع ولما ولدت له الرضا ع سماها الظاهرة
ولقبها شقراء ذكرت في أروى.
٩٠٧: السكوني.
اسمه إسماعيل بن أبي زياد مسلم ويقال إسماعيل بن زياد وفي النقد
يحتمل أن يطلق على إسماعيل بن مهران والحسن بن الحسين والحسن بن
محمد بن الحسين والحسين بن عبيد الله بن حمران والحسين بن مهران
ومحبوب بن حسان ومحمد بن محمد بن النضر ومهران بن محمد اه‍ وفي
منتهى المقال وأحمد بن محمد بن أبي نصر لكن المعروف المشهور به هو
إسماعيل بن أبي زياد اه‍.
٩٠٨: سكين
في التعليقة هو محمد بن علي بن الفضل.
٩٠٩: سكين بن أبي فاطمة الجعفي مولاهم.
في المنهج في أظهر النسختين والأخرى سكن بن أبي رباط وقد سبق.
٩١٠: سكين بن إسحاق النخعي الكوفي.
في المنهج والظاهر أن سكين النخعي الآتي عن الخلاصة والكشي هو
هذا.
٩١١: سكين بن عبد ربه المحاربي مولاهم الكوفي.
٩١٢: سكين بن عبد العزيز النصري.
٩١٣: سكين بن عمارة أبو محمد الثقفي الرحال مولاهم كوفي.
٩١٤: سكين بن فضالة الأزدي الكوفي.
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٩١٥: سكين المعدني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
٩١٦: سكين النخعي.
في الخلاصة سكين بضم السين وبالنون أخيرا.
قال الكشي في رجاله في سكين النخعي محمد بن مسعود كتب إلي
الفضل بن شاذان يذكر عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد
حججت وسكين النخعي متعبد وترك النساء والطيب والثياب والطعام
الطيب وكان لا يرفع رأسه داخل المسجد إلى السماء فلما قدم المدينة دنا من
أبي إسحاق فصلى إلى جانبه فقال جعلت فداك اني أريد ان أسألك عن
مسائل قال اذهب فاكتبها وأرسل بها إلي فكتب جعلت فداك رجل دخله
الخوف من الله عز وجل حتى ترك النساء والطعام الطيب ولا يقدر ان يرفع
رأسه إلى السماء واما الثياب فشك فيها فكتب اما قولك في تركه النساء

(١) الصادق (ع) له ولد يسمى إسحاق والكاظم (ع) كذلك والظاهر أن المراد هنا الصادق.
(٢) الظاهر أن المراد شكه في أنها حلال أو حرام - المؤلف -.
(٢٧٣)

فقد علمت ما كان لرسول الله ص من النساء واما قولك في ترك الطعام
الطيب فقد كان رسول الله ص يأكل اللحم والعسل واما قولك انه دخله
الخوف حتى لا يستطيع ان يرفع رأسه إلى السماء فليكثر من تلاوة هذه
الآيات الصابرين والصادقين والقانتين والمستغفرين بالاسحار اه‍
والظاهر أنه ابن إسحاق النخعي المتقدم كما استظهره صاحب المنهج وقد
تقدم وفي التعليقة يحتمل كونه ابن عمار لما سيجئ في ابنه محمد واتحاد
الكل.
٩١٧: سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
مرت في ج ١٣ باسم أميمة قال ابن خلكان توفيت بالمدينة يوم
الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة ١١٧ وقال كانت سيدة
نساء عصرها ومن أجمل النساء وأظرفهن وأحسنهن أخلاقا وقال إنها لما
سمعت قول عروة بن أذينة في أخيه وأي العيش يصلح بعد بكر قالت
من هو بكر فوصف لها فقالت أهو ذلك الأسيد الذي كان يمر بنا وأسيد
تصغير اسود والذي مر في ترجمتها الأسود وقال إن سكينة لقب لقبتها به أمها
الرباب بنت امرئ القيس بن عدي وقال ابن النديم في الفهرست في ترجمة
محمد بن السائب سألني عبد الله بن حسن ما اسم سكينة ابنة الحسين ع
فقلت أميمة فقال أصبت اه‍ وفي معجم البلدان ج ٦ ص ٢٦ ان في
ظاهر طبرية قبر يرون انه قبر سكينة والحق ان قبرها بالمدينة.
٩١٨: سلار بن عبد العزيز الديلمي.
تقدم بعنوان سالار حمزة وسالار لقب.
٩١٩: سلام أبو سلمة الأزدي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٩٢٠: سلام أبو علي الخراساني.
يأتي في سلام بن سعيد المخزومي وقوعه في سند رواية الكليني.
٩٢١: سلام بن أبي عمرة الخراساني.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع بن أبي عمرة
الخراساني وقال النجاشي سلام بن أبي عمرة الخراساني ثقة روى عن أبي
جعفر وأبي عبد الله ع سكن الكوفة له كتاب يرويه عنه
عبد الله بن جبلة أخبرني عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن سعيد
حدثنا القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم حدثنا عبد الله بن جبلة حدثنا
سلام اه‍ واحتمل العلامة في الخلاصة اتحاده مع سلام الحناط الكوفي
الآتي وفيه بعد كما يأتي ولكن يحتمل قريبا اتحاده مع سلام بن عمرو الآتي
لكون كل منهما له كتاب يرويه الحسين بن حازم عن عبد الله بن جبلة عنه
وفي النقد يحتمل ان يكون ما ذكره النجاشي والشيخ في الفهرست واحدا كما
يظهر من طريقهما إليه اه‍ ثم قال سلام بن عمرو ذكرناه بعنوان سلام بن
أبي عمرة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن استعلام ان سلام هو ابن أبي
عمرة الخراساني الثقة برواية عبد الله بن جبلة عنه.
٩٢٢: سلام بن أبي واصل
في التعليقة: هو ابن شريح الآتي وكذا سلام الحذاء.
٩٢٣: سلام الحجام
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٩٢٤: سلام الحناط الكوفي
قال الكشي ما روى في سلام. ومثنى بن الوليد. ومثنى بن عبد
السلام قال أبو النضر محمد بن مسعود قال علي بن الحسن سلام.
ومثنى بن الوليد. ومثنى بن عبد السلام كلهم حناطون كوفيون لا باس بهم
وفي الخلاصة: سلام قال الكشي قال أبو النضر محمد بن مسعود وذكر مثله
الا انه أبدل عبد السلام بعبد الكريم واحتمل اتحاده مع ابن أبي عمرة
الخراساني المتقدم وفيه بعد لأن ذاك خراساني وهذا كوفي وفي المنهج ابدال
عبد الكريم بعبد السلام وهو الصواب كما سننقله عن العلامة في المثنى بن
عبد السلام.
٩٢٥: سلام بن سعيد الأنصاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
٩٢٦: سلام بن سعيد الجمحي
وقع في طريق الكشي كما مر في أسلم القواس المكي روى عنه فيه
عاصم بن حميد وهو يروي عن أسلم مولى محمد بن الحنفية.
٩٢٧: سلام بن سعيد المخزومي المكي مولى عطاء
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند عنه.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية الشيخ في باب كيفية الصلاة من
التهذيب عن عمرو بن نهيك عن سلام المكي عن أبي جعفر ع ورواية
الكليني في الكافي في باب انه ليس شئ من الحق في أيدي الناس الا ما
خرج من عند الأئمة ع عن سلام المكي عن سلام أبي علي الخراساني.
٩٢٨: سلام بن سلمة الخثعمي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع على بعض النسخ
وفي غيرها سلام بن مسلم ويأتي.
٩٢٩: سلام بن سهم الشيخ المتعبد
في التعليقة كذا في باب الايمان والنذور من الفقيه وفي النقد سلام بن
سهم الشيخ المتعبد كذا قال في باب الايمان والنذور من الفقيه عن محمد بن
إسماعيل روى عن الصادق ع.
٩٣٠: سلام بن عبد الله الهاشمي
قال النجاشي له كتاب صغير رواه أبو سمينة أخبرنا محمد بن علي بن
أحمد بن طاهر أبو الحسن القمي حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد حدثنا
(٢٧٤)

محمد بن أبي القاسم عن أبي سمينه محمد بن علي الصيرفي عن سلام
بكتابه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن معرفة سلام انه ابن عبد الله
الهاشمي برواية محمد بن علي الصيرفي عنه.
٩٣١: سلام بن عمرو
في الفهرست له كتاب أخبرنا به جماعة عن التلعكبري عن ابن عقدة
عن القاسم بن محمد عن الحسين بن حازم عن عبد الله بن جبلة عن
سلام بن عمرو ومر احتمال اتحاده مع سلام بن أبي عمرة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن معرفة سلام انه ابن عمرو
برواية عبد الله بن جبلة عنه.
٩٣٢: سلام بن غانم الحناط
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٩٣٣: سلام بن المستنير الجعفي مولاهم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي أصحاب
الباقر ع سلام بن المستنير وفي أصحاب علي بن الحسين ع سلام بن
المستنير الجعفي الكوفي وفي التعليقة يظهر من أخباره كونه من الشيعة بل من
خواصهم.
٩٣٤: سلام بن مسلم الخثعمي الكوفي ذكره
الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي المنهج ابن
مسلم في أظهر النسختين وفي الأخرى ابن سلمة وقد سبق.
تنبيه في رجال ابن داود سلام بن الوليد قال ابن مسعود لا باس به
اه‍ وفي النقل لم أجده في كتب الرجال أصلا نعم ذكر محمد بن مسعود
هذا في شان المثنى بن الوليد حيث قال سلام والمثنى ابن الوليد والمثنى بن
عبد السلام لا باس بهم اه‍ وفي المنهج لا يبعد كونه وهما مما تقدم في
سلام بن أبي عمرة اه‍ وليس فيما تقدم هناك ما يوجب هذا الوهم بل
الظاهر ما في النقل وهذا من أغلاط رجال ابن داود فقد قيل إن فيه
أغلاطا.
٩٣٥: سلام بن يسار الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٩٣٦: أبو الفرج سلامة بن بحر أحد قضاة سيف الدولة
في اليتيمة يقول شعرا يكاد يمتزج باجزاء الهواء رقة وخفة ويجري مع
الماء لطافة وسلاسة كقوله:
من سره العيد فما سرني * بل زاد في همي وأشجاني
لأنه ذكرني ما مضى * من عهد أحبابي وإخواني
قال وأنشدني أبو علي محمد بن عمر الزاهر قال أنشدني القاضي أبو
الفرج ببيروت لنفسه:
مولاي ما لي من بخت * قد ذبت من كمد ومت
تصفو بك الدنيا ولا * يصفو لعبدك منك وقت
مولاي ما ذنبي إليك * فلو عرفت الذنب تبت
لا انني أنسيتكم * أو أنني للعهد خنت
ان كان ذاك فلا بقيت * وان بقيت فلا سلمت
٩٣٧: سلامة البرقعيدي
قال ابن الأثير في الكامل ج ٨ ص ٢٤٠ في حوادث سنة ٣٥٩ انه
من أكابر أصحاب بني حمدان وكان إليه عمل الرقة وانه استعمله أبو
تغلب بن حمدان على حران لأنه طلبه أهله لحسن سيرته وفي حوادث سنة
٣٦٨ ج ٨ ص ٢٧٧ كان متولي ديار مضر لأبي تغلب بن حمدان سلامة
البرقعيدي فانفذ إليه سعد الدولة بن سيف الدولة من حلب جيشا فجرت
بينهم حروب وكان سعد الدولة قد كاتب عضد الدولة وعرض نفسه عليه
فانفذ عضد الدولة النقيب أبا احمد والد المرتضى والرضي إلى البلاد التي بيد
سلامة فتسلمها بعد حرب شديدة.
٩٣٨: سلامة بن حرب
كان حيا سنة ٣٧٥
عالم فاضل يروي عن أبي عبد الله العجمي المتوفى سنة ٣٩٠ بقراءته
على شيخه أبي عبد الله العجمي شرح المقصورة الدريدية وفرع من القراءة
ليلة السبت لخمس بقين من شعبان سنة ٣٧٥ وكتب ذلك سلامة بن حرب
بخطه على ظهر النسخة المقروءة الموجودة في الخزانة الغروية.
٩٣٩: سلامة بن الحسين الموصلي قاضي سيف الدولة بحلب
قد اختلفت كلمات المترجمين فيه فعده ابن شهرآشوب في المعالم من
شعراء أهل البيت المجاهرين وذكره في المناقب وأورد له هذه الأبيات:
يا نفس ان تتلفي ظلما فقد ظلمت * بنت النبي رسول الله وأبناها
تلك التي احمد المختار والدها * وجبرائيل امين الله رباها
الله طهرها من كل فاحشة * وكل ريب وصفاها وزكاها
وسماه في المناقب سلامة الحنيني وهو تصحيف قطعا فالنسخة المطبوعة
كثيرة الغلط وأورد له في المناقب هذه الأبيات:
أنا مولى حيدر وابنيه * والعلم السجاد مصباح العرب
وابنه الباقر والصادق * والمرتضى موسى الامام المنتجب
والرضا ثم أبي جعفر * والعسكريين وباق محتجب
وفي الطليعة أبو الفرج سلامة بن يحيى الموصلي القاضي استقضاه
سيف الدولة بحلب وذكر له الأبيات المذكورة وهي قوله انا مولى وقال توفي
سنة ٣٩٠ تقريبا ذكره له في اليتيمة وغيرها شعرا ثم ذكر الأبيات التي أولها:
يا نفس ان تتلفي ظلما وقال وهي طويلة وقوله من قصيدة:
تجلى الهدى يوم الغدير عن الشبه * وبرز تبريز النضار عن الشبه
(٢٧٥)

وأكمل رب العرش للناس دينهم * كما أنزل القرآن فيهم فأعربه
وقام رسول الله في الجمع جاذبا * بضبع علي ذي التعالي عن الشبه
وقال الا من كنت مولى لنفسه * فهذا له مولى فيا لك منقبه
فأنت ترى ان صاحب اليتيمة ذكر سلامة بن بحر وقال إنه أحد قضاة
سيف الدولة وابن شهرآشوب سماه سلامة بن الحسين وصاحب الطليعة
سماه سلامة بن يحيى والثلاثة هما واحد بدليل ان ما نسب إلى أحدهم من
الشعر نسب إلى الآخر.
٩٤٠: سلامة بن ذكاء الحراني يلقب بالموصلي
في رجال الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع سلامة بن ذكا
الحراني يكنى أبا الخير صاحب التلعكبري وفي التعليقة سيجئ في علي بن
محمد العدوي ما يشير إلى حسن حاله بل وجلالته كما أن مصاحبته
التلعكبري أيضا تشير إلى ذلك.
٩٤١: سلامة بن محمد بن إسماعيل الأرزني نزيل بغداد أبو الحسن
توفي سنة ٣٣٩ ببغداد ودفن بمقابر قريش.
والأرزني في الخلاصة بالراء قبل الزاي ثم النون.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال سمع من
التلعكبري سنة ٣٢٨ وله منه إجازة يكنى أبا الحسن وفي الفهرست
سلامة بن محمد الأرزني له كتاب مناسك الحج وقال النجاشي سلامة بن
محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أبي الأكرم أبو الحسن الأرزني
خال أبي الحسن بن داود شيخ من أصحابنا ثقة جليل روى عن ابن الوليد
وعلي بن الحسين بن بابويه وابن بطة وابن همام ونظرائهم وكان أحمد بن داود
تزوج أخته وأخذها إلى قم فولدت له أبا الحسن محمد بن أحمد ودخل به
معه إلى بغداد بعد موت أبيه وأقام بها مدة ثم خرج سنة ٣٣٣ إلى الشام
وعاد إلى بغداد ومات بها ودفن بمقابر قريش له كتب منها ١ الغيبة وكشف
الحيرة ٢ المقنع في الفقه ٣ الحج عملا. أخبرنا محمد بن محمد
والحسين بن عبيد الله وأحمد بن علي. قالوا حدثنا أبو الحسن محمد بن
أحمد بن داود عن سلامة بكتبه.
٩٤٢: المولى سلطان حسين اليزدي الندوشي
الندوشي نسبة إلى ندوش قرية من أعمال يزد.
في رياض العلماء فاضل عالم متكلم جليل القدر من علماء دولة
السلطان الشاه عباس الأول الصفوي وكان سماعي ان هذا المولى في غاية
الفضل والعلم وكان ماهرا في العلوم العربية والحكمة والكلام وتحريرا فائقا
على أهل الآفاق من علماء الأنام وهو غير المؤمن اليزدي الندوشي الفاضل
الشاعر المعاصر له كما لا يخفى نعم لا يبعد اتحاده مع المولى حاجي حسين
اليزدي المدرس بالروضة المقدسة الرضوية ثم بالروضة المقدسة لمعصومة قم
الذي هو من أسانيد المولى خليل القزويني ومن تلاميذ الشيخ البهائي.
أخباره
في الرياض أرسله الشاه عباس الصفوي الأول مع القاضي معز
الدين حسين الأصفهاني قاضي أصفهان في خدمة السيد الكبير قاضي خان
الصدر القزويني من أحفاد قاضي جهان السيفي الحسيني في سفارة إلى ملك
الروم السلطان العثماني فتوجهوا من تبريز سنة ١٠٢٠ وأعطى كل واحد
من القاضي المنصور والمولى المزبور مائة تومان عجمية لنفقة السفر وقد
حكى ميرزا بيك المنشئ الجنابذي المعاصر للسلطان المذكور في تاريخه
المرسوم بالروضة الصفوية الذي هو في أحوال دولة السلاطين الصفوية على
ما رأيته في نسخة منه عليها خط مؤلفه ببلاد سجستان في طي ايراد هذه
السفارة على ما رواه بنفسه وسمعه من المولى المزبور انه عجز عن المحافظة
على تلك الخمسين تومانا وحصل له تشويش واضطراب حيث لم ير خمسين
تومانا مجتمعة لديه غير هذه.
مشايخه
منهم الشيخ البهائي بناء على اتحاده مع المولى حاجي حسين اليزدي
كما تقدم.
تلاميذه
في الرياض قرأ عليه جماعة من فضلاء عصره منهم ١ الوزير خليفة
سلطان في العلوم العقلية على ما سمعت من بعض أسباط خليفة سلطان
المذكور ٢ المولى خليل القزويني ٣ الأستاذ الفاضل المحقق
السبزواري.
مؤلفاته
في الرياض رأيت في بعض المجاميع بهراة رسالة للمولى سلطان
حسين في شرح وتحقيق قول المحقق الطوسي في إلاهيات التجريد وجود
العالم بعد عدمه ينفي الايجاب.
٩٤٣: المولى سلطان محمد الصدفي الاسترآبادي
توفي في رجب سنة ٩٥٢.
في الرياض كان من أكابر العلماء ومشاهيرهم في عصر السلطان الشاه
طهماسب الصفوي وكان بينه وبين المولى حيرتي الشاعر منازعة في مراتب
الشعر دائما ومن مؤلفاته شرح المطالع ومن أشعاره ديوان الغزليات كذا نقله
حسن بيك في أحسن التواريخ اه‍.
٩٤٤: المولى سلطان محمود بن غلام علي الطبسي ثم المشهدي
في أمل الآمل في حرف الميم مولانا سلطان محمود بن غلام علي
الطبسي كان فاضلا فقيها عارفا بالعربية جليلا معاصرا قاضيا بالمشهد له
مختصر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ورسالة في اثبات الرجعة ورسالة
في العروض وغير ذلك وفي الرياض ان رسالة فارسية لا تخلو من فوائد ألفها
بمشهد الرضا للآميرزا المتولي قبل توليته وذكره صاحب الرياض في حرف
السين كغيره من جميع ما أوله سلطان واعترض على صاحب الأمل في ايراده
له في باب الميم بان الأولى ايراده في حرف السين كما أوردناه لأن سلطان
جزء اسمه وقال في حقه المولى سلطان محمود بن غلام علي الطبسي ثم
المشهدي كان معروفا بالفقه في عصرنا وله مهارة في العلوم العربية أيضا
ولكن كان دني الهمة وقد نازعه السيد شاه ميرزا القاضي الساكن بمشهد
الرضا ع ثم أفرط في القدح فيه حتى حكم بكفره ونجاسته وكتب في
(٢٧٦)

ذلك حجة ومجلة وختم عليها جماعة من أهل العلم والطلبة وغيرهم وهو
غريب رضي الله تعالى عنهما وتجاوز عن سيئاتهما.
٩٤٥: الأمير سلطان بن الأمير مصطفى الحرفوشي الخزاعي
هو من امراء آل الحرفوش المشهورين حكام بلاد بعلبك وهو أخو
الأمير جهجاه بن مصطفى في تاريخ بعلبك ان عثمان باشا والي دمشق
ارسل عسكرا فقبض على الأمير مصطفى وأخيه جهجاه فتخلص جهجاه من
يد العسكر وذهب إلى العراق إلى بني عمه من خزاعة وعاد سنة ١٧٨٦ م
وعلم أن بطال باشا والي دمشق ارسل زنجيا حاكما على بعلبك فجمع مائة
مقاتل من رجاله ودخل بهم بعلبك خلسة فانهزم الزنجي وكان والي دمشق
قد عزم على الخروج إلى الحج فلم يتمكن من ارسال عسكر إلى بعلبك فلما
عاد سنة ١٧٨٧ م ارسل عسكرا إليها ألفا ومائتي فارس فالتقاه الأمير جهجاه
وأخوه الأمير سلطان بالمائة مقاتل وكمنت فرقة منهم في مضيق القرية فلما
وصل الفرسان إلى المضيق أطلقوا عليهم الرصاص وخرجوا إليهم وانهزمت
عساكر الوالي وتبعهم رجال الأمير إلى قرية السلطان إبراهيم وأثخنوا فيهم
ولم يؤذ من رجال الأمير الا نفر قليل وفي سنة ١٨٠٦ وقعت النفرة بين
الأمير جهجاه وأخيه الأمير سلطان فظاهر جمهور الحرافشة سلطانا لاستبداد
جهجاه فيهم فحنق جهجاه ونزح إلى بلاد عكار وبقي هناك إلى أن أصلح
ذات بينهما الأمير بشير الكبير ١٨٠٧ م وميل الناس إلى سلطان لا يدل على أنه
خير من جهجاه فالناس كما قال ابن
الوردي:
ان نصف الناس أعداء لمن ولي الأحكام هذا ان عدل
ثم حكم بعد جهجاه اخوه الأمير امين وفي سنة ١٨٢٠ سولت للأمير
نصوح بن جهجاه نفسه الخروج على عمه جهجاه واستنجد بالأمير بشير
فأنجده فعسكر فلما علم بذلك نزح أخيه سلطان إلى الهرمل فلما وصل
نصوح لطرد عميه من الهرمل ففر الأميران عند ما علما بذلك وإذ رأى نصوح
ان معاندة عمه لا تجديه نفعا وان أهل البلاد لا تميل إليه لأن عمه أحق منه
بالحكم اتاه طالبا العفو فعفا عنه اه‍.
٩٤٦: سلم أبو الفضل أو الفضيل الحناط
مر بعنوان سالم بالألف وذكرنا هناك اختلاف كلماتهم فيه وان الأقرب
كونه سالما بالألف وكتب سلما بغير ألف كما يكتب اسحق وغيره كثيرا وكذا
ما يأتي ممن أسلم.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن استعلام ان سلم هو الحناط
الثقة برواية عاصم بن حميد عنه.
٩٤٧: سلم بن بشر أو بشير
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
٩٤٨: سلم الجواز الكوفي
في المنهج في أصح النسختين وفي نسخة سلمة.
٩٤٩: سلم بن سالم البلخي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٩٥٠: سلم بن شريح الأشجعي الحذاء الكوفي
في المنهج وفي نسخة سلمة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع بعنوان سلمة بن
شريح الأشجعي ولم يوثقه وقال في ابنه محمد بن سلم ابن شريح الأشجعي
الحذاء الكوفي مات سنة ١٩٢ وهو ابن ٥٩ سنة من أصحاب الصادق ع
ويقال له سالم الحذاء وسالم الأشجعي وسالم بن أبي واصل وسالم بن شريح
وهو ثقة ومثله في الخلاصة في القسم الأول في محمد بن سالم الا انه قال بدل
سالم سلم ولم يذكر الابن في حرف السين أصلا وقال شريح بالشين المعجمة
وذكر هذه الأسماء كلها بلفظ سالم بالألف يدل على أنه سالم بن شريح
بالألف وان حذف الألف منه خطا كحذفها من اسحق وإسماعيل والحرث
والقسم وغيرها لكثرة الاستعمال ثم إن قوله ويقال له كان ينبغي ان يقال
بدله لأبيه وفي التعليقة احتمل رجوع التوثيق إلى الابن لا إلى الأب. وعن
المحقق الداماد انه قال لا يخفى ان العلامة فهم كون التوثيق لمحمد ومن ثم
ذكره في القسم الأول وهو غير بعيد الا ان احتمال عوده إلى سالم في حيز
الإمكان بل ربما يدعى مساواته لاحتمال العود إلى محمد اه‍ أقول
رجوع التوثيق إلى الابن يظهر من ذكر العلامة له في القسم الأول من
الخلاصة مع أنه انما نقل عبارة الشيخ في رجاله بعينها ولم يتعرض لذكر الأب
في بابه ورجوعه إلى الأب يظهر من ذكره بعد الكلام على الأب ولو كان
راجعا إلى الابن لذكر قبل ذلك بعد قوله من أصحاب الصادق ع
ويقوي هذا احتمال ان الشيخ في رجاله ذكر الأب من غير توثيق ويمكن
الجواب عن رجوعه إلى الابن وان ذكر بعد الكلام على الأب بان ذكره كان
بالعرض ولم يكن مقصودا بالذات ثم عاد الكلام إلى الابن والأمر ملتبس في
الجملة وان كان الأظهر رجوع التوثيق إلى الابن.
٩٥١: سلم بن سليمان مولى كندة كوفي
في المنهج في نسخة سلم وفي أخرى سلمة. ٩٥٢: سلم بن عبد الرحمن العجلي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٩٥٣: سلمان أبو عبد الله بن سليمان العبسي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع في
المنهج وفي نسخة أخرى سليمان.
٩٥٤: سلمان أبو عبيدة الهمداني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٩٥٥: سلمان بن أبي المغيرة العبسي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع.
٩٥٦: سلمان بن بلال المدني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند عنه في
المنهج وفي نسخة أخرى سليمان.
(٢٧٧)

٩٥٧: الأمير سلمان الحرفوشي الخزاعي البعلبكي
توفي سنة ١٨٦٦ م في سجن دمشق بعد ثلاثة أيام من حبسه.
آل الحرفوش كانوا حكام بعلبك والبقاع وكانوا من الشيعة وكانوا
مثالا للأخلاق الكريمة العربية من الشجاعة الفائقة والفروسية وعلو الهمة
والشمم وإباء النفس وحفظ الجوار وشدة المحافظة على العرض والناموس
واكرام السادات والعلماء وغيرها وأعطوا بسطة في الأجسام وصباحة في
الوجوه وكان منهم من العلماء الشيخ محمد المعروف بالحريري واليهم لجا
بعض العلماء من آل الحر الكرام وغيرهم في فتنة الجزار الذي أخرب جبل
عامل فيها ونزح عنها أهلها فأكرم وفادتهم وأرسل الجزار يطلب المال الأميري
للدولة من بعض أمرائهم فأرسل إليه نعال الخيل من الحديد خمس أكياس
جنفيص موهما انها ريالات فضية فلما فتحها الجزار وجدها نعال الخيل
فسكت لعدم قدرته على مقاومتهم وعمروا المساجد ثم جدت الدولة
العثمانية في إبادتهم وأخيرا طلبت بعض رؤسائهم إلى استانبول وعينتهم في
المناصب العالية كشورى الدولة وبقوا هناك وانقضى حكمهم وبقي من بقي
منهم رعايا حتى يومنا هذا.
وفي تاريخ بعلبك ناقلا بعضه عن صالح بن يحيى مؤرخ بيروت
دانت بعلبك وقراها لحكم الأمراء بني الحرفوش وهم عائلة من الشيعة كانوا
من الباس والسطوة والفروسية في مكان عظيم والشائع بين الأهالي عن
نسب هذه الأسرة ان الأمير حرفوش الخزاعي جد هذه الأسرة عقدت له
راية بقيادة فرقة في حملة أبي عبيدة بن الجراح على بعلبك واستوطن بعدئذ
المدينة وكثر نسله وكانوا من أعظم الأعيان فيها إلى أن تيسر لهم الاستقلال
في بعلبك وأقاليمها وبلاد البقاع في أواخر حكم سلاطين مصر من المماليك
فسادوا وحكموا ثم ظلموا وعتوا وتسلطوا إلى الرعية وأموالها حتى تفرق
الأهالي لا سيما النصارى منهم فهجروا المدينة إلى زحلة والرأس وبشري
ودوما الجبل والشام وصيدا وهكذا أتم بنو الحرفوش خراب هذه المدينة بعد أن
كانت من مدن سورية العظمى ثم قال في ختام كلامه وهكذا كان
انقراض حكم هذه العائلة الشهيرة التي مثلت دورا مهما في تاريخ بعلبك
بعد أن حكمت فيها نحوا من خمسة قرون وبقي منهم بعض أفراد ساكنين
في القرى لا أهمية لهم اه‍ وكان حكمهم من قبل سنة ١٣٩٣ م. إلى ما
بعد سنة ١٨٨٦ م ولا يمكننا التصديق برميهم بالظلم وعسف الرعية وأخذ
أموالها زيادة عن كل من يتولى الحكم وأي حاكم لم يظلم.
والظلم من شيم النفوس فان تجد * ذا عفة فلعلة ما يظلم
أما زيادة التشنيع عليهم بذلك مما لا نجدهم يقولونه في غيرهم ففي
غير محله وسببه ان القوم كانوا في عصر من يخالفهم في العقيدة من المسلمين
وجوار غير المسلمين وحكامهم فالقدح فيهم لا يخلو من نوع عصبية وكانوا
هم والشهابية يوصفون بالأمراء وآل علي الصغير الذين أصلهم من عرب
السوالم والصعبية الذين أصلهم أكراد والمناكرة الذين أصلهم أهل علم
والحمادية الذين أصلهم من أذربيجان يوصفون بالمشايخ.
أسماء من ذكرهم صاحب تاريخ بعلبك من هذه العائلة
وهم أربعة وأربعون أميرا ١ الأمير حرفوش جدهم ٢ علاء الدين
الحرفوش ٣ موسى الحرفوش ٤ يونس الحرفوش ٥ شلهوب
٦ حسين بن يونس ٧ أحمد بن يونس ٨ علي بن يونس ٩ سيد احمد
١٠ محمد بن يونس ١١ عمر ١٢ شديد ١٣ حسين وهو غير
حسين بن يونس ١٤ إسماعيل بن شديد ١٥ حيدر أخو حسين الآنف
الذكر ١٦ مصطفى ١٧ درويش بن حيدر ١٨ جهجاه بن مصطفى
١٩ محمد ٢٠ سلطان بن مصطفى ٢١ قاسم بن حيدر ٢٢ داود
٢٣ امين بن مصطفى ٢٤ نصوح بن جهجاه بن مصطفى ٢٥ جواد
٢٦ قبلان بن امين بن مصطفى ٢٧ عساف ٢٨ أخوه عيسى
٢٩ أخوهما سعدون اخوة محمد ٣٠ حمد ٣١ خنجر ٣٢ اخوه
سلمان ٣٣ بشير ٣٤ فدعم ٣٥ حسين بن قبلان بن امين بن
مصطفى ٣٦ يوسف بن حمد ٣٧ خليل أخو محمد ٣٨ فاعور بن حمد
٣٩ سليمان بن حمد ٤٠ محمود بن حمد ٤١ منصور عم محمود
٤٢ أسعد أخو سلمان ٤٣ فارس ٤٤ تأمر.
ولنرجع إلى أحوال المترجم. في تاريخ بعلبك المأخوذ جله عن
صالح بن يحيى مؤرخ بيروت قال في سنة ١٨٤٠ م خلف الأمير حمد الأمير
خنجر وكان عدوا لدودا لإبراهيم باشا فجمع الأمير خنجر وأخوه الأمير
سلمان نحو أربعمائة فارس وانضموا للأمير علي اللمعي واخذوا يقتفون
آثار إبراهيم باشا ويغزون أطراف عسكره وبعد مناوشات عديدة ذهب
خنجر وأخوه إلى زوق ميكائيل ليجمع رجالا من الثائرين على الحكومة
المصرية فلما وصل إلى المعاملتين قال له بعض من معه خذ معك عامية غزير
ونحن ناتي بهم إليك فذهبوا وأخبروا الأمير عبد الله الشهابي حليف إبراهيم
باشا فقصده عبد الله بأصحابه للقبض عليه فظنهم خنجر العامية فأحاطوا به
وبأخيه وقبضوا عليهما وعلى ستة أنفار متأولة ورجعوا بهم إلى غزير وبلغ
الخبر أهل كسروان فانحدر إلى غزير نحو مائة رجل من قرى كسروان
والفتوح واتفق معهم عامية غزير وأرسلوا إلى عبد الله ان يطلق خنجر ومن
معه فأبى فكسروا باب السجن وأخرجوا الأميرين وأصحابهما وسلموهم
أسلحتهم وانحدروا إلى جونية واجتمع إليهم جماعة. في سنة ١٨٥٠ م
حضر مصطفى باشا قائد العساكر الشاهانية بثلاثة آلاف جندي إلى بعلبك
فجاء الامراء الحرافشة للسلام عليه فامر بالقبض عليهم وأرسل زعماءهم
وفيهم الأمير سلمان إلى الشام ومن هناك نفوا إلى جزيرة كريت ولم يذكر
كيف جاء منها إلى بعلبك لكنه ذكر ان الأمير محمد وأخاه عساف هما اللذان
كانا منفيين معه هربا من منفاهما فالظاهر أنه هرب معهما. وفي سنة
١٨٥٢ م قتل الأمير محمود في قرية العين واتهم ابن عمه الأمير سلمان أخو
خنجر بقتله فجدت الحكومة في طلبه ففر وجمع إليه بعض الأتباع واخذ
يطوف البلاد مخلا بالراحة العمومية. وفي هذه السنة ذهب الأمير منصور
عم الأمير محمود والشيخ احمد حمية واخذا أمرا بقيادة مائتي خيال بعد أن
تعهدا للدولة بالقبض على الأمير سلمان قتيلا أو أسيرا فصار الأمير سلمان
ينهب البلاد وجمع إليه خمسين فارسا يأتمرون بأمره واخذ منصور واحمد حمية
يطاردانه حتى التقيا به يوما في أراضي قرية طاريا فتناوشوا هناك وأسفرت
المعركة عن انهزام الأمير منصور ومن معه فأرسل القومندان صالح بك وكيل
قائم مقامية بعلبك العساكر متتبعا آثار سلمان ففر سلمان إلى القرى الشمالية
ورجع العسكر إلى بعلبك ولما رأى سلمان ان العصيان لا يجديه عاد إلى
الطاعة في سنة ١٨٥٤ وسلم نفسه للدولة في الشام فأنعمت عليه بقيادة
مائتي خيال ولقب سر هزار رئيس ألف وفيها قتل الأمير منصور غدرا
احمد حمية إذ ظهر له انه هو قاتل الأمير محمود لا الأمير سلمان وفي سنة
(٢٧٨)

١٨٥٥ وقعت حرب بين محمد الخرفان أحد امراء قبيلة الموالي وبين عرب
الحديدية لعداوة شديدة بينهم أجلت عن انهزام الخرفان من وجه أخصامه
الذين اتبعوه حتى قرية القاع على حدود بلاد بعلبك فاستنجد الخرفان الأمير
سلمان عليهم فلباه وجمع الجموع العديدة من جميع بلاد بعلبك وسار بهم
لملاقاة العدو الذي سار أمامه حتى مقام زين العابدين على مسافة ثلاث
ساعات من حماه وابتدأت المعركة بينهم واقتتلوا قتالا شديدا انتهى بانهزام
عرب الحديدية بعد ما قتل منهم نحو ثلاثمائة غير أنهم لموا شعثهم وعادوا وقد
اشتغلت عساكر سلمان بالنهب فأثخنوا فيهم فانهزمت عساكر سلمان شر
هزيمة وتبعتهم العربان إلى مدينة حماه ورجع سلمان وجيوشه إلى بعلبك
منهزمين وقد قتل منهم نحو تسعين نفرا ثم عصى الأمير سلمان على الدولة
ثانية بعد وقائعه مع الحديدية فأرسلت حسني باشا للقبض عليه ففر وذهب
يوما إلى زحلة فبات فيها ليلتين فاعلم أهلها حسني باشا به فاتى وقبض عليه
سنة ١٨٨٦ م واتى به إلى بعلبك ومنها أرسله إلى الشام فسجن فيها وبعد ما
أقام في السجن نحو سبعة أشهر هرب منه وأم وطنه واختفى ثم شاع خبره
قال المؤلف سمعت من أهل ذلك العصر ان الأمير سلمان لما أراد الهرب
من سجن دمشق استحضر صفيحة من تنك وقص منها شبه السيف وخرج
وهو شاهرها بيده فهرب الموكلون بالسجن وانحاز عنه أهل الأسواق ظنا
بأنها سيف مشهور بيد الأمير سلمان فخاف كل منهم ان تكون منيته بذلك
السيف فركب فرسا كان معدا له وسار قال صاحب تاريخ بعلبك فطلب
العفو من حسني باشا فأمنه ثم عاد فعصى ثالثة وذلك لأنه طلب من الدولة
ليذهب مع جردة الحج بفرسانه فأبى وخاف حوادث الدهر فعصى فحضر
حسني باشا لجمع القرعة العسكرية وهي أول قرعة جرت في بلاد بعلبك
فاستأمن إليه الأمير سلمان ثم عاد فعصى مع أخيه الأمير أسعد للمرة
الرابعة في سنة ١٨٦٤ م وسلب من أهالي يونين خمسة آلاف قرش ثم جمع
اتباعه وأخذوا يطوفون البلاد سالبين ناهبين فركب حسني باشا بعسكره
واقتفى أثرهم فالتقى بهم في أراضي قرية الشعيبة وأمر العساكر فحملت
عليهم فولوا هاربين حتى وصلوا إلى قرية الفاكية وحسني باشا يقتص آثارهم
وبينما كانوا في عيون أرغش يتناولون الطعام إذ دهمتهم العساكر فجرت بينهم
معركة أسفرت عن انهزام الأمير سلمان واسر جماعة من الحرافشة فنفوا إلى
أدرنة مع حريم سائر آل حرفوش وأما الأمير سلمان وأخوه الأمير أسعد فما
زالا فارين حتى سئم أسعد فأطاع وحده ونفي إلى أدرنة وانحاز الأمير
سلمان إلى يوسف بك كرم الذي كان عاصيا وقتئذ في جبل لبنان فصار من
أكبر أنصاره ثم افترق عنه سنة ١٨٦٦ م وذهب إلى بلاد حمص فوشى به
رجل يسمى حسن درويش وكان قد رباه الأمير سلمان من صغره فقبض
عليه وأرسل إلى دمشق فسجن وتوفي في السجن بعد ثلاثة أيام من حبسه.
٩٥٨: سلمان بن الحسن بن سلمان الصهرشتي
يأتي بعنوان سليمان بن الحسن بن سلمان.
٩٥٩: سلمان بك ابن حسين بك السلمان من آل علي الصغير
كان يسكن قرية عدلون من ساحل صيدا وكان متزوجا بعمتنا العلوية
السيدة رضية كريمة جدنا السيد علي الأمين وأخت عمينا السيد محمد الأمين
والسيد علي لأمهما وأبيهما ولا ندري هل تولى امارة أو حكما ولا نعلم تاريخ
وفاته ولا من أحواله شيئا سوى ما ذكر.
٩٦٠: سلمان بن حياة الكلبي الكلابي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٩٦١: سلمان بن خالد طلحي قمي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
٩٦٢: مولانا سلمان بن الخليل القزويني
في أمل الآمل فاضل عالم جليل القدر معاصر صحبته في طريق مكة
لما حججت الحجة الثالثة على طريق البحر له رسالة في مناسك الحج أهداها
إلى ملك العصر.
٩٦٣: سلمان بن ربعي بن عبد الله الهمداني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع في المنهج في أصح
النسختين وفي الأخرى سليمان.
٩٦٤: سلمان بن عامر الضبي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص.
٩٦٥: سلمان بن عبد الله الفارسي
يأتي بعنوان سلمان الفارسي
٩٦٦: سلمان بن عبيد الحناط الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٩٦٧: الشيخ سلمان العسيلي العاملي
كان عالما فاضلا ورعا تقيا عابدا قرأ في جبل عاملة ثم سافر إلى
العراق وعاد منها إلى جبل عاملة سنة ١٢٧٠ ولم يخلف الا بنتا واحدة
تزوجها السيد حسن ابن السيد علي إبراهيم الحسيني العاملي فولدت له
السيد محمد والسيد جواد قال الشيخ محمد علي عز الدين العاملي في كتابه
سوق المعادن: في سنة ١٢٧٠ ورد رفيقنا في التدريس العالم العابد الشيخ
سلمان العسيلي العاملي من العراق إلى جبل عاملة اه‍.
٩٦٨: سلمان الفارسي
ويقال سلمان بن عبد الله.
توفي بالمدائن سنة ٣٥ أو ٣٦ أو ٣٧ أو ٣٣ وفي تهذيب التهذيب وهو
أشبه لما روي أنه دخل ابن مسعود على سلمان عند الموت وقد مات ابن
مسعود قبل سنة ٣٤ باتفاق اه‍ وفي رجال بحر العلوم توفي سنة ٣٤ من
الهجرة على الأصح وتوفي بالمدائن ودفن بها وقبره معروف يزار إلى اليوم.
وفي الاستيعاب قال الشعبي توفي سلمان في علية لأبي قرة الكندي
بالمدائن.
اسمه ونسبه الأصليان
في تهذيب التهذيب قال أبو عبد الله بن مندة اسمه مابة ابن بوذخشان
ابن مورسلان بن بهنوذان بن فيروز بن سهرك من ولد أب الملك وفي أسد
(٢٧٩)

الغابة كان ذلك اسمه قبل الاسلام وفي الإصابة قيل إن اسمه كان ما به
بكسر الموحدة ابن بود قاله ابن مندة بسنده وساق له نسبا وقيل اسمه بهبود
اه‍ وعن اكمال الدين كان اسم سلمان روزبه بن خشنوذان.
ألقابه
يقال سلمان الخير وسلمان المحمدي وسلمان ابن الاسلام وفي
تهذيب التهذيب قال ابن حبان هو سلمان الخير ومن زعم انهما اثنان فقد
وهم وروى الكشي بسنده عن الحسن بن صهيب عن أبي جعفر ع قال
ذكر عنده سلمان الفارسي فقال أبو جعفر مهلا لا تقولوا سلمان الفارسي
ولكن قولوا سلمان المحمدي ذلك رجل منا أهل البيت. سلمان من المعمرين
قيل عاش ٢٥٠ سنة وقيل ٣٥٠ وفي تهذيب التهذيب عن العباس
ابن زيد: أهل العلم يقولون عاش سلمان ٣٥٠ سنة فاما ٢٥٠ فلا
يشكون فيه وكان أدرك وصي عيسى بن مريم ع فيما قيل
اه‍ وفي رجال بحر العلوم توفي وعمره ٣٥٠ سنة وقيل ٢٥٠.
سبب اسلامه
في الاستيعاب: ذكر سليمان القمي عن أبي عثمان النهدي عن
سلمان الفارسي انه تداوله في الرق بضعة عشر ربا من رب إلى رب حتى
أفضى إلى النبي ص ومن الله عليه بالاسلام وقد روي من وجوه ان
النبي ص اشتراه على العتق وبسنده ان سلمان الفارسي اتى إلى رسول
الله ص بصدقة فقال هذه صدقة عليك وعلى أصحابك فقال يا سلمان انا
أهل البيت لا تحل لنا الصدقة فرفعها ثم جاءه من الغد بمثلها فقال هذه
هدية كلوا واكل وفي شرح النهج الحديدي ج ٤ ص ٢٢٥ فاما حديث اسلام
سلمان فقد ذكره كثير من المحدثين ورووه عنه ثم أورده كما يأتي عن أسد
الغابة مع بعض الزيادات ونحن ننقله من أسد الغابة فان كانت زيادة
ألحقناها.
في أسد الغابة: كان سلمان ببلاد فارس مجوسيا سادن النار وكان
سبب اسلامه ثم روى بأسانيده المتعددة عن ابن عباس قال حدثني سلمان
قال كنت رجلا من أهل فارس من أصبهان من جي ابن رجل من دهاقينها
وكان أبي دهقان ارضه وكنت أحب الخلق إليه أو عباد الله إليه فأجلسني
في البيت كالجواري فاجتهدت في الفارسية في المجوسية فكنت في النار
التي توقد فلا تخبو وكان أبي صاحب ضيعة وكان له بناء يعالجه في داره
فقال لي يوما يا بني قد شغلني ما ترى فانطلق إلى الضيعة ولا تحتبس
فتشغلني عن كل ضيعة بهمي بك فخرجت لذلك فمررت بكنيسة النصارى
وهم يصلون فملت إليهم وأعجبني أمرهم وقلت والله هذا خير من ديننا
فأقمت عندهم حتى غابت الشمس لا انا اتيت الضيعة ولا رجعت إليه
فاستبطأني وبعث رسلا في طلبي وقد قلت للنصارى حين أعجبني أمرهم
أين أصل هذا الدين قالوا بالشام فرجعت إلى والدي فقال يا بني قد بعثت
إليك رسلا فقلت قد مررت بقوم يصلون في كنيسة فأعجبني ما رأيت من
أمرهم وعلمت ان دينهم خير من ديننا فقال يا بني دينك ودين آبائك خير
من دينهم فقلت كلا والله فخافني وقيدني فبعثت إلى النصارى وأعلمتهم ما
وافقني من أمرهم وسألتهم اعلامي من يريد الشام ففعلوا وألقيت الحديد
من رجلي وخرجت معهم حتى اتيت الشام فسألتهم عن عالمهم فقالوا
الأسقف فاتيته فأخبرته وقلت أكون معك أخدمك وأصلي معك قال أقم
فمكثت مع رجل سوء في دينه كان يأمرهم بالصدقة فإذا أعطوه شيئا أمسكه
لنفسه حتى جمع سبع قلاب مملوءة ذهبا وورقا فتوفي فأخبرتهم بخبره فزبروني
فدللتهم على ماله فصلبوه ولم يغيبوه ورجموه واجلسوا مكانه رجلا فاضلا في
دينه زهدا ورغبة في الآخرة وصلاحا فالقى الله حبه في قلبي حتى حضرته
الوفاة فقلت أوصني فذكر رجلا بالموصل وكنا على امر واحد حتى هلك
فاتيت الموصل فلقيت الرجل فأخبرته بخبري وان فلانا امرني باتيانك فقال
أقم فوجدته على سبيله وأمره حتى حضرته الوفاة فقلت له أوصني فقال ما
علم رجلا بقي على الطريقة المستقيمة الا رجلا بنصيبين فلحقت بصاحب
نصيبين قالوا وتلك الصومعة التي تعبد فيها سلمان قبل الاسلام باقية إلى
اليوم ثم احتضر صاحب نصيبين فقلت له أوصني فقال ما عرف أحدا على
ما نحن عليه الا رجلا بعمورية من ارض الروم فاتيته بعمورية فأخبرته
بخبري فأمرني بالمقام وثاب لي شئ واتخذت غنيمة وبقرات وحضرته الوفاة
فقلت إلى من توصي بي فقال قد ترك الناس دينهم ولا اعلم أحدا اليوم على
مثل ما كنا عليه ولكن قد أظلك نبي يبعث بدين إبراهيم الحنيفية مهاجره
بأرض بين حرتين ذات نخل وبه آيات وعلامات لا تخفى قلت فما علامته
قال بين منكبيه خاتم النبوة يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة فان استطعت
فتخلص إليه فتوفي فمر بي ركب من العرب من كلب فقلت أصحبكم
وأعطيكم بقراتي وغنمي هذه وتحملوني إلى بلادكم فحملوني إلى وادي
القرى فلما بلغناها ظلموني فباعوني من رجل من اليهود فكنت أعمل له في
نخله وزرعه ورأيت النخل فعلمت انه البلد الذي وصف لي فأقمت عند
الذي اشتراني وقدم عليه رجل من بني قريظة وفي رواية شرح النهج قدم
عليه ابن عم له فاشتراني منه وقدم بي المدينة فعرفتها بصفتها فأقمت معه
أعمل في نخله وبعث الله نبيه بمكة ولا اعلم بشئ من امره ص وغفلت
عن ذلك حتى قدم المدينة فنزل في بني عمرو بن عوف فاني لفي رأس نخلة
إذا اقبل ابن عم لصاحبي فقال اي فلان قاتل الله بني قيلة مررت بهم آنفا
وهم مجتمعون على رجل بقبا قدم عليهم من مكة يزعم أنه نبي فوالله ما هو
الا ان سمعتها فأخذني القر والانتقاض ورجفت بي النخلة حتى كدت ان
أسقط ونزلت سريعا فقلت ما هذا الخبر فلكمني صاحبي لكمة وقال وما
أنت وذاك اقبل على شأنك فأقبلت على عملي حتى أمسيت فجمعت شيئا
كان عندي من التمر فاتيته به وهو بقباء عند أصحابه فقلت اجتمع عندي
ما أردت ان أتصدق به فبلغني انك رجل صالح ومعك رجال من أصحابك
غرباء ذوو حاجة فرأيتكم أحق به فوضعته بين يديه فكف يده وقال
لأصحابه كلوا فأكلوا فقلت هذه واحدة ورجعت وتحول إلى المدينة فجمعت
شيئا فاتيته به فقلت أحببت كرامتك واني رأيتك لا تأكل الصدقة فأهديت
لك هدية وليست بصدقة فمد يده فاكل وأكل أصحابه فقلت هاتان اثنتان
ورجعت فاتيته وقد تبع جنازة إلى بقيع الغرقد وحوله أصحابه فسلمت
وتحولت انظر إلى الخاتم في ظهره فعلم ما أردت فالقى رداءه فرأيت الخاتم

(١) في نسخة من رجال أبي علي وقال شه في اكمال الدين وشه رمز للشهيد الثاني واكمال الدين
من تأليف الصدوق فلا شك انه وقع تحريف في العبارة ولم يحرنا غيره ولعل الصواب في
حاشية اكمال الدين - المؤلف -.
(٢) في شرح النهج فاجتهدت في المجوسية حتى صرت فظة بين النار وكأنه محرقة - المؤلف -.
(٢٨٠)

فقلبته وبكيت فأجلسني بين يديه فحدثته بشأني كله كما حدثتك يا ابن
عباس فأعجبه ذلك وأحب ان يسمع أصحابه.
رواية الحاكم سبب اسلامه
وروى الحاكم في المستدرك خبر سبب اسلامه بما يخالف ما مر
ويناقضه فروى بسنده عن زيد بن صوحان ان رجلين من أهل الكوفة كانا
صديقين لزيد أتياه ليكلم لهما سلمان أن يحدثهما كيف كان اسلامه فلقوا
سلمان وهو بالمدائن أميرا عليها فوجدوه على كرسي وبين يديه خوص وهو
يسفه فسلمنا وقعدنا فقال له زيد يا أبا عبد الله ان هذين لي صديقان ولهما
أخ وقد أحبا ان يسمعا كيف كان بدؤ اسلامك فقال كنت يتيما من رام
هرمز وكان ابن دهقان رامهرمز يختلف إلى معلم يعلمه فلزمته لأكون في
كنفه وكان لي أخ أكبر مني وكان مستغنيا بنفسه وكنت غلاما قصيرا وكان إذا
قام من مجلسه تفرق من يحفظهم فإذا تفرقوا اخرج فيضع ثوبه ثم يصعد
الجبل وكان يفعل ذلك غير مرة متنكرا فقلت له انك تفعل كذا وكذا فلم لا
تذهب بي معك فقال أنت غلام وأخاف ان يظهر منك شئ قلت لا تخف
قال فان في هذا الجبل قوما في برطيلهم لهم عبادة ولهم صلاح يذكرون
الله تعالى ويذكرون الآخرة ويزعموننا عبدة النيران وعبدة الأوثان وأنا على
دينهم قلت فاذهب بي معك إليهم قال لا أقدر على ذلك حتى استأمرهم
أخاف ان يظهر منك شئ فيعلم أبي فيقتل القوم فيكون هلاكهم على يدي
قلت لن يظهر مني شئ فاستأمرهم فأتاهم فقال غلام عندي يتيم فأحب ان
يأتيكم ويسمع كلامكم قالوا ان كنت تثق به قال أرجو ان يجئ منه الا ما
أحب قالوا فجئ به فقال لي قد استأذنت في أن تجئ معي فإذا كانت
الساعة التي رأيتني اخرج فيها فائتني ولا يعلم بك أحد فان أبي ان علم بهم
قتلهم فلما كانت الساعة التي يخرج فيها تبعته فصعدنا الجبل فانتهينا إليهم
فإذا هم في برطيلهم وهم ستة أو سبعة وكان الروح قد خرج منهم من
العبادة يصومون النهار ويقومون الليل ويأكلون عند السحر ما وجدوا فقعدنا
إليهم فاتى الدهقان على خبرهم فتكلموا فحمدوا الله وأثنوا عليه وذكروا
من مضى من الرسل والأنبياء حتى خلصوا إلى ذكر عيسى بن مريم عليهما
السلام فقالوا بعث الله تعالى عيسى ع رسولا وسخر له ما كان يفعل من
أحياء الموتى وخلق الطير وابراء الأكمة والأبرص والأعمى فكفر به
قوم وتبعه قوم وانما كان عبد الله ورسوله ابتلى به خلقه وقالوا قبل ذلك يا غلام ان لك
لربا وان لك معادا وان بين يديك جنة ونارا إليهما تصيرون وان هؤلاء القوم
الذين يعبدون النيران أهل كفر وضلالة لا يرضى الله ما يصنعون وليسوا
على دين فلما حضرت الساعة التي ينصرف فيها الغلام انصرف وانصرفت
معه ثم غدونا إليهم فقالوا مثل ذلك وأحسن فقالوا لي يا سلمان انك غلام
وانك لا تستطيع ان تصنع كما نصنع فصل ونم وكل واشرب فاطلع
الملك على صنيع ابنه فركب في الخيل حتى اتاهم في برطلهم فقال يا
هؤلاء قد جاورتموني فأحسنت جواركم ولم تروا مني سوءا فعمدتم إلى ابني
فأفسدتموه علي قد أجلتكم ثلاثا فان قدرت عليكم بعد ثلاث أحرقت
عليكم برطيلكم هذا فالحقوا ببلادكم فاني أكره ان يكون مني إليكم سوء
قالوا نعم ما تعمدنا مساءتك ولا أردنا الا الخير فكف ابنه عن إتيانهم فقلت
له اتق الله فإنك تعرف ان هذا الدين دين الله وان أباك ونحن على غير دين
انما هم عبدة النار لا يعبدون الله فلا تبع آخرتك بدين غيرك قال يا سلمان
هو كما تقول وانما أتخلف عن القوم بقيا عليهم ان تبعت القوم طلبني أبي في
الجبل وقد خرج في اتياني إياهم وقد اعرف ان الحق في أيديهم فأتيتهم في
اليوم الذي أرادوا ان يرتحلوا فيه فقالوا يا سلمان قد كنا نحذر مكان ما
رأيت فاتق الله وأعلم ان الدين ما أوصيناك به وان هؤلاء عبدة النيران لا
يعرفون الله تعالى ولا يذكرونه فلا يخدعنك أحد عن دينك قلت ما أنا
بمفارقكم قالوا أنت لا تقدر ان تكون معنا نحن نصوم النهار ونقوم الليل
ونأكل عند السحر ما أصبنا وأنت لا تستطيع ذلك فقلت لا أفارقكم قالوا
أنت أعلم وقد أعلمناك حالنا فإذا أتيت لعله أبيت فخذ مقدار حمل
يكون معك شئ تأكله فإنك لا تستطيع ما نستطيع نحن ففعلت ولقينا
أخي فعرضت عليه ثم اتيتهم يمشون وأمشي معهم فرزق الله السلامة حتى
قدمنا الموصل فاتينا بيعة بالموصل فلما دخلوا احتفوا بهم وقالوا أين كنتم قالوا
كنا في بلاد لا يذكرون الله تعالى فيها عبدة النيران وكنا نعبد الله فطردونا
فقالوا ما هذا الغلام فطفقوا يثنون علي وقالوا صحبنا من تلك البلاد فلم نر
منه الا خيرا قال سلمان فوالله انهم لكذلك إذ طلع عليهم رجل من كهف
جبل فجاء حتى سلم وجلس فحفوا به وعظموه أصحابي الذين كنت معهم
وأحدقوا به فقال أين كنتم فأخبروه فقال ما هذا الغلام معكم فأثنوا علي
خيرا وأخبروه باتباعي إياهم ولم أر مثل اعظامهم إياه فحمد الله وأثنى عليه
ثم ذكر من أرسل من رسله وأنبيائه وما لقوا وما صنع بهم وذكر مولد
عيسى بن مريم ع وانه ولد من غير ذكر فبعثه الله عز وجل رسولا وأحيا
على يديه الموتى وانه يخلق من الطين كهيأة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله
وأنزل عليه الإنجيل وعلمه التوراة وبعثه رسولا إلى بني إسرائيل فكفر
به قوم وامن به قوم وذكر بعض ما لقي عيسى بن مريم وانه كان عبد الله
أنعم الله عليه فشكر ذلك له ورضي الله عنه حتى قبضه الله عز وجل وهو
يعظمهم ويقول اتقوا الله والزموا ما جاء به عيسى عليه الصلاة والسلام ولا
تخالفوا فيخالف بكم ثم قال من أراد أن يأخذ من هذا شيئا فليأخذ فجعل
الرجل يقوم فيأخذ الجرة من الماء والطعام فقام أصحابي الذين جئت معهم
فسلموا عليه وعظموه وقال لهم الزموا هذا الدين وإياكم ان تفرقوا
واستوصوا بهذا خيرا وقال لي يا غلام هذا دين الله الذي تسمعني أقوله وما
سواه الكفر قلت ما أنا بمفارقك قال إنك لا تستطيع ان تكون معي اني لا
اخرج من كهفي هذا الا كل يوم أحد ولا تقدر على الكينونة معي وأقبل
علي أصحابه فقالوا يا غلام انك لا تستطيع ان تكون معه قلت ما أنا
بمفارقك قال له أصحابه يا فلان ان هذا غلام ويخاف عليه قال لي أنت اعلم
قلت فاني لا أفارقك فبكى أصحابي الأولون الذين كنت معهم عند فراقهم
إياي فقال يا غلام خذ من هذا الطعام ما ترى انه يكفيك إلى الأحد الآخر

(١) هذا ينافي ما مر ورواه الأكثر من أنه كان ابن دهقانها.
(٢) كذا في الأصل ولعل الصواب من بحضرته.
(٣) لم أجد في القاموس ما يناسبه ولم يحضرني غيره وسوق الحديث يدل على أنه مكان مخصوص
(٤) الذي في الأصل على حبر - المؤلف -
(٥) سماه هنا ملكا وسماه فيما مر دهقانا والدهقان في القاموس بالكسر والضم زعيم فلاحي
العجم ورئيس الإقليم معرب " اه‍ " وده بالكسر في الفارسية القرية والقان الرئيس.
(٦) لعل صوابه فان رأيتكم.
(٧) هكذا في الأصل وكأن صوابه وجاء جماعة من تيك الجبال فحفوا به وعظموه كما عظمه
أصحابي الذين كنت معهم.
(٨) كذا في الأصل وكان هذا تكرير فان هذا المضمون قد تقدم - المؤلف -.
(٢٨١)

وخذ من الماء ما تكتفي به ففعلت فما رأيته نائما ولا طاعما راكعا وساجدا
إلى الأحد الآخر فلما أصبحنا قال لي خذ جرتك هذه وانطلق فخرجت معه
اتبعه حتى انتهينا إلى الصخرة وإذا هم قد خرجوا من تلك الجبال ينتظرون
خروجه فقعدوا وعاد في حديثه نحو المرة الأولى ثم ذكرني فقالوا له كيف
وجدت هذا الغلام فاثنى علي وقال خيرا فحمدوا الله تعالى وإذا خبز كثير
وماء كثير فأخذوا وجعل الرجل يأخذ ما يكتفي به وفعلت فتفرقوا في تلك
الجبال ورجع إلى كهفه ورجعت معه فلبثنا ما شاء الله يخرج في كل يوم أحد
ويخرجون معه ويحفون به ويوصيهم بما كان يوصيهم به فخرج في أحد فلما
اجتمعوا حمد الله تعالى ووعظهم وقال مثلما كان يقول لهم ثم قال آخر ذلك
يا هؤلاء انه قد كبر سني ودق عظمي وقرب أجلي وانه لا عهد لي بهذا
البيت بيت المقدس منذ كذا وكذا ولا بد من اتيانه فاستوصوا بهذا الغلام
خيرا فاني رأيته لا باس به فجزع القوم فما رأيت مثل جزعهم وقالوا يا فلان
أنت كبير فأنت وحدك ولا نأمن ان يصيبك شئ يساعدك أحوج ما كنا
إليك قال لا تراجعوني لا بد من اتيانه ولكن استوصوا بهذا الغلام خيرا
وافعلوا وافعلوا قلت ما أنا بمفارقك قال يا سلمان قد رأيت حالي وما كنت
عليه وليس هذا كذلك انا أمشي أصوم النهار وأقوم الليل ولا أستطيع أن
أحمل معي زادا ولا غيره وأنت لا تقدر على هذا قلت ما أنا بمفارقك قال
أنت أعلم قالوا يا فلان فانا نخاف على هذا الغلام قال فهو أعلم قد أعلمته
الحال وقد رأى ما كان قبل هذا قلت لا أفارقك فبكوا وودعوه وقال لهم
اتقوا الله وكونوا على ما وصيتكم به فان أعش فعلي أرجع إليكم وان مت
فان الله حي لا يموت فسلم عليهم وخرج وخرجت معه وقال لي احمل معك
من هذا الخبز شيئا تأكله وخرج وخرجت معه يمشي واتبعته يذكر الله تعالى
ولا يلتفت ولا يقف على شئ حتى إذا أمسينا قال يا سلمان صل أنت ونم
وكل واشرب ثم قام يصلي حتى انتهينا إلى بيت المقدس وكان لا يرفع طرفه
إلى السماء حتى انتهينا إلى باب المسجد وإذا على الباب مقعد فقال يا عبد الله
ترى حالي فتصدق علي بشئ فلم يلتفت إليه ودخلنا المسجد فجعل يتتبع
أمكنة من المسجد فصلى فيها فقال يا سلمان اني لم أنم منذ كذا وكذا فان
فعلت ان توقظني إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا نمت فاني أحب أن أنام في
هذا المسجد والا لم أنم فاني افعل فنام فقلت في نفسي هذا لم ينم منذ كذا
وكذا لأدعنه ينام حتى يشتفي من النوم فلم يمض الا يسيرا حتى استيقظ
فزعا بذكر الله تعالى فقال لي يا سلمان مضى الفئ من هذا المكان ولم أذكر
أين ما كنت جعلت على نفسك قلت أخبرتني انك لم تنم منذ كذا وكذا
فأحببت ان تشتفي من النوم فحمد الله تعالى وكان فيما يمشي يعظني ويخبرني
أن لي ربا وان بين يدي جنة ونارا وحسابا ويعلمني ويذكرني نحو ما يذكر
القوم يوم الأحد حتى قال فيما يقول يا سلمان ان الله عز وجل سوف يبعث
رسولا اسمه احمد يخرج بتهمة وكان رجلا عجميا لا يحسن القول فيقول في
تهامة تهمة علامته انه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم وهذا
زمانه الذي يخرج فيه قد تقارب أما انا فاني شيخ كبير ولا أحسبني أدركه فان
أدركته أنت فصدقه واتبعه قلت وان أمرني بترك دينك وما أنت عليه قال
اتركه فان الحق فيما أمر به ورضى الرحمن فيما قال وقام فخرج وتبعته فمر
بالمقعد فقال المقعد يا عبد الله دخلت فسألتك فلم تعطني وخرجت فسألتك
فلم تعطني فقام ينظر هل يرى أحدا فلم يره فدنا منه فقال له ناولني يدك
فناوله فقال بسم الله فقام كأنه نشط من عقال صحيحا لا عيب فيه فقال لي
المقعد احمل علي ثيابي حتى انطلق فأسير إلى أهلي فحملت عليه ثيابه وانطلق
فخلا عني بعده فانطلق ذاهبا فكان لا يلوي على أحد ولا يقوم عليه فانطلق
لا يلوي علي فخرجت في أثره أطلبه فكلما سالت عنه قالوا أمامك حتى لقيني
ركب من كلب فسألتهم فلما سمعوا لغتي أناخ رجل منهم لي بعيره فحملني
خلفه حتى أتوا بلادهم فباعوني فاشترتني امرأة من الأنصار وفي تهذيب
التهذيب ذكر العسكري اسم المرأة التي اشترته حليسة فجعلتني في حائط
لها وقدم رسول الله ص فأخبرت به ثم ذكر خبر الصدقة والهدية والخاتم ثم
قال فقلت أشهد ان لا إله إلا الله وانك رسول الله ثم ذكر انه ص أمر أبا
بكر فاشتراه واعتقه وهو ينافي ما يأتي عن الاثبات من أنه كاتب عن نفسه
فإذا كان أعتقه فلا محل للمكاتبة ثم قال فسلمت عليه وقعدت بين يديه
فقلت يا رسول الله ما تقول في دين النصارى قال لا خير فيهم ولا في دينهم
فدخلني امر عظيم فقلت في نفسي هذا الذي كنت معه ورأيت ما رأيته ثم
رأيته اخذ بيد المقعد فأقامه الله على يديه فقال لا خير في هؤلاء ولا في دينهم
فانصرفت وفي نفسي ما شاء الله فأنزل الله عز وجل على النبي ص ذلك بان
منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون إلى آخر الآية فقال رسول الله ص
علي بسلمان فاتيت الرسول وانا خائف فجئت حتى قعدت بين يديه فقرأ
بسم الله الرحمن الرحيم ذلك بان منهم قسيسين إلى آخر الآية يا سلمان ان
أولئك الذين كنت معهم وصاحبك لم يكونوا نصارى انما كانوا مسلمين
فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لهو الذي أمرني باتباعك فقلت له
وان امرني بترك دينك وما أنت عليه قال فاتركه فان الحق وما يجب فيما
يأمرك به قال الحاكم هذا حديث صحيح عال ولم يخرجاه البخاري
ومسلم. قال المؤلف في هذا الحديث مواقع للنظر زيادة على ما مر أولا
ان ما وقع في نفس سلمان لم يبده لأحد فمن أين علم به ص وان كان علم
به فكان يجب ذكره والا كان الكلام ناقصا وآية ذلك بان منهم نازلة في
غيرهم كما ستعرف ثانيا جواب ما وقع في نفس سلمان ظاهر واضح لا
يحتاج إلى انتظار نزول آية ذلك بان منهم التي لا تصلح جوابا فكان يمكن
الجواب بان الذين كان معهم كانوا على النصرانية الصحيحة والذين لا خير
فيهم ولا في دينهم هم الذين غيروا وبدلوا ثالثا الذين نزل فيهم ولتجدن
أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك فان منهم قسيسين الآية
هم النجاشي ملك الحبشة وأصحابه عن ابن عباس وسعيد بن جبير وعطاء
والسدي والذين جاءوا مع جعفر مسلمين عن مجاهد ففي مجمع البيان وافى
جعفر وأصحابه رسول الله في سبعين رجلا اثنان وستون من الحبشة وثمانية
من أهل الشام فيهم بحيرا الراهب فقرأ عليهم رسول الله ص صورة يس
إلى آخرها فبكوا حين سمعوا القرآن وامنوا فأنزل الله فيهم هذه الآيات وقال
مقاتل والكلبي كانوا أربعين رجلا اثنان وثلاثون من الحبشة وثمانية من أهل
الشام وقال عطاء كانوا ثمانين رجلا أربعون من أهل نجران من بني
الحارث بن كعب واثنان وثلاثون من الحبشة وثمانية روميون من أهل الشام
رابعا قوله لم يكونوا نصارى انما كانوا مسلمين فيه ان الظاهر أنهم كانوا
نصارى على النصرانية الحقة التي ليس فيها تغيير ثم نسخت بالاسلام
والاسلام لم يكن قد جاء بعد فكيف يقول انما كانوا مسلمين. والحاصل
هذا الحديث فيه أشياء كثيرة توجب الريبة في صحته.

(١) كذا في الأصل والظاهر أنه غلط والصواب اما زيادته أو ان يكون بدا له ما يدل على
الهلاك - المؤلف -.
(٢٨٢)

رواية أخرى للحاكم في سبب
اسلام سلمان فيها مخالفة لما مر
في المستدرك للحاكم وقد روي اسلام سلمان عن أبي الطفيل
عامر بن واثلة عن سلمان من وجه صحيح بغير هذه السياقة فلم أجد من
اخراجه بدا لما في الروايتين من الخلاف في المتن والزيادة والنقصان ثم روى
بسنده عن أبي الطفيل حدثني سلمان الفارسي قال كنت رجلا من أهل جي
وكان أهل قريتي يعبدون الخيل البلق فكنت اعرف انهم ليسوا على شئ
فقيل لي ان الدين الذي تطلب انما هو بالمغرب فخرجت حتى اتيت الموصل
وذكر نحوا مما مر إلى أن قال فاجرى علي مثل ما كان يجري عليه وهو
الخل والزيت والحبوب فلم أزل معه حتى نزل به الموت فجلست عند رأسه
أبكيه فقال ما يبكيك فقلت أبكي اني خرجت من بلادي اطلب الخير
فرزقني الله صحبتك فعلمتني وأحسنت صحبتي فنزل بك الموت فلا أدري
أين اذهب فقال لي أخ بالجزيرة مكان كذا وكذا وهو على الحق فائته فاقرأه
مني السلام وأخبره اني أوصيت إليه وأوصيتك بصحبته فلما ان قبض الرجل
خرجت فاتيت الرجل الذي وصفه لي فضمني إليه وذكر نحوا مما مر فلما
نزل به الموت وذكر نحوا مما تقدم إلى أن قال فلا أدري أين أتوجه فقال
تأتي أخا لي على درب الروم وذكر نحوا مما مر فلما قبض اتيته وذكر نحوا
مما تقدم إلى أن قال ولا أدري أين أتوجه فقال لأدين وما بقي أحدا علمه
على دين عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام في الأرض ولكن هذا أو ان
يخرج فيه نبي أو قد خرج بتهامة فإذا بلغك انه خرج فإنه النبي الذي بشر
به عيسى صلوات الله وسلامه عليهما فكان لا يمر بي أحد الا سألته عنه فمر
بي ناس من أهل مكة فسألتهم فقالوا نعم ظهر فينا رجل يزعم أنه نبي
فقلت هل لكم ان أكون عبدا لبعضكم على أن تحملوني عقبه وتطعموني من
الكسر فإذا بلغتم إلى بلادكم فان شاء ان يبيع باع وان شاء ان يستعبد
استعبد فقال رجل منهم انا فصرت عبدا له حتى اتى مكة فجعلني في بستان
له مع حبشان كانوا فيه فسالت امرأة من أهل بلادي فإذا أهل بيتها قد
أسلموا قالت لي ان النبي ص يجلس في الحجر هو وأصحابه إذا صاح
عصفور بمكة حتى إذا أضاء لهم الفجر تفرقوا فانطلقت إلى البستان فكنت
اختلف فقال لي الحبشان ما لك قلت أشتكي بطني وانما صنعت ذلك لئلا
يفقدوني إذا ذهبت إلى النبي ص ثم ذكر حديث خاتم النبوة والصدقة الهدية
كما مر فأسلمت.
مكاتبته من الرق
في أسد الغابة بسنده قال لي رسول الله ص كاتب يا سلمان عن
نفسك فلم أزل بصاحبي حتى كاتبته على أن أغرس له ثلاثمائة ودية وعلى
أربعين أوقية من ذهب فقال النبي ص للأنصار عينوا أخاكم بالنخل
فأعانوني بالخمس والعشر حتى اجتمع لي فقال لي نقر لها ولا تضع منها شيئا
حتى أضعه بيدي ففعلت فأعانني أصحابي حتى فرغت فاتيته فكنت آتيه
بالنخلة فيضعها ويسوي عليها ترابا فانصرف والذي بعثه بالحق فما ماتت
منها واحدة وبقي الذهب فبينما هو قاعد إذ اتاه رجل من أصحابه بمثل
البيضة من ذهب أصابه من بعض المعادن المغازي فقال ادع سلمان
المسكين الفارسي المكاتب فقال أد هذه فقلت يا رسول الله وأين تقع هذه مما
علي وروى أبو الطفيل عن سلمان قال أعانني رسول الله ص ببيضة من ذهب
فلو وزنت بأحد لكانت أثقل منه وفي الاستيعاب اشتراه رسول الله ص من
اليهود بكذا وكذا درهما وعلى ان يغرس لهم كذا وكذا من النخيل يعمل فيها
سلمان حتى تدرك فغرس رسول الله ص النخل كله الا نخلة واحدة غرسها
عمر فأطعم النخل كله الا تلك النخلة فقال رسول الله ص من غرسها
فقالوا عمر فقلعها رسول الله ص وغرسها بيده فأطعمت من عامها. وروى
الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ٦٠٤ في حديث بسنده عن سلمان قال لي
رسول الله ص اذهب فاشتر نفسك فقلت لصاحبي بعني نفسي قال نعم
على أن تنبت لي مائة نخلة فما غادرت منها نخلة الا نبتت فأخبرت رسول
الله ص ان النخل قد نبتت فأعطاني قطعة من ذهب فوضعتها في كفة الميزان
ووضع في الجانب الآخر إنواة فوالله ما استغلت قطعة الذهب من الأرض
وجئت إلى رسول الله ص فأخبرته فاعتقني: وفي ج ص ٢١٨ بسنده عن
سلمان كاتبت أهلي على أن أغرس خمسمائة فسيلة فإذا علقت فانا حر فاتيت
النبي ص فذكرت ذلك له فقال أغرس واشرط لهم فإذا أردت ان تغرس
فائذني فجاء فجعل يغرس الا واحدة غرستها بيدي فعلقت جميعا الا تلك
الواحدة. هذا حديث صحيح من حديث عاصم بن سليمان الأحول على
شرط الشيخين ولم يخرجاه وروى الكشي بسنده عن أبي عبد الله ع
الميثب هو الذي كاتب عليه سلمان فأفاءه الله على رسوله فهو في صدقتها
يعني صدقة فاطمة ع. وفي القاموس في باب وثب الميثب بكسر
الميم الأرض السهلة ومال بالمدينة إحدى صدقاته ص هكذا في كتب اللغة
وهو غلط صريح والصواب ميث كميل من الأرض الميثاء اه‍.
أقوال العلماء فيه
أقوال أصحابنا
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص سلمان الفارسي وفي
أصحاب علي ع سلمان الفارسي مولى رسول الله ص يكنى أبا عبد الله
أول الأركان الأربعة. وفي الخلاصة سلمان الفارسي مولى رسول الله ص
يكنى أبا عبد الله أول الأركان الأربعة حاله عظيم جدا مشكور لم يغير وفي
أصحاب الحسن أبو عبد الله سلمان ابن الاسلام مولى رسول الله ص
وفي الفهرست سلمان روى خبر الجاثليق الرومي الذي بعثه ملك الروم بعد
النبي ص أخبرنا به ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الصفار عن الحميري
عمن حدثه عن إبراهيم بن الحكم الأسدي عن أبيه عن شريك بن عبد الله
عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي وقاص وعن سلمان الفارسي وعن كمال
الدين أو عن الشهيد الثاني في حاشية كمال الدين فليراجع رجال أبي علي
فان النسخة التي نقلنا عنها منه مغلوطة ان سلمان ما سجد قط لمطلع
الشمس وانما كان يسجد لله عز وجل وكانت القبلة التي امر بالصلاة إليها
شرقية وكان أبواه يظنان انه انما يسجد لمطلع الشمس كهيأتهم وكان سلمان
وصي وصي عيسى في أداء ما حمل اه‍. وفي المستدرك للحاكم بسنده
سلمان الفارسي يكنى أبا عبد الله كان ولاؤه لرسول الله ص وفي رجال ابن
داود سلمان الفارسي مولى رسول الله ص من أصحاب الرسول
وعلي ع أبو عبد الله أول الأركان الأربعة اجل من أن يوضح حاله. وقال
الكشي في رجاله حكي عن الفضل بن شاذان انه قال ما نشأ في الاسلام
رجل من كافة الناس كان أفقه من سلمان الفارسي. وقال ابن شهرآشوب
في معالم العلماء ان سلمان أول من صنف في الاسلام بعد جمع أمير

(١) ذكر هذا الاسم في منهج المقال رمزا وظننا انه الحسن - المؤلف -
(٢٨٣)

المؤمنين ع كتاب الله عز وجل. وفي رجال بحر العلوم الطباطبائي:
سلمان المحمدي ابن الاسلام أبو عبد الله أول الأركان الأربعة مولى رسول
الله ص وحواريه الذي قال فيه سلمان منا أهل البيت أصله من أصبهان من
قرية يقال لها جي هاجر في طلب العلم والدين وهو صبي وآمن بالنبي ص
قبل ان يبعث وعرفه بالصفة والنعت لما هاجر إلى المدينة وشهد معه الخندق
إلى ما بعده من المشاهد شغله الرق عما قبل ذلك ولما قبض ص لزم أمير
المؤمنين ولم يبايع حتى أكره على البيعة ووجئت عنقه تولى حكومة المدائن في
زمان عمر بأمر علي وبها توفي اه‍ وألف الفاضل المتتبع الشيخ ميرزا
حسين النوري المعاصر كتابا سماه نفس الرحمن في أحوال سلمان عندنا منه
نسخة لم تحضرنا حال التأليف.
أقوال غيرنا فيه
في الاستيعاب سلمان الفارسي أبو عبد الله كان خيرا فاضلا حبرا
عالما زاهدا متقشفا يقال انه مولى رسول الله ص ويعرف بسلمان الخير كان
أصله من فارس من رامهرمز من قرية يقال لها جي ويقال بل أصله من
أصبهان لخبر قد ذكرته في التمهيد وهناك ذكرت حديث اسلامه بتمامه وكان
إذا قيل له ابن من أنت قال انا سلمان ابن الاسلام من بني آدم. وروى
أبو إسحاق السبيعي عن أبي قرة الكندي عن سلمان الفارسي قال كنت من
أبناء أساورة فارس في حديث طويل ذكره وكان سلمان يطلب دين الله تعالى
ويتبع من يرجو ذلك عنده فدان بالنصرانية وغيرها وقرأ الكتب وصبر في
ذلك على مشقات نالته وذلك كله مذكور في خبر اسلامه. وفي أسد الغابة
سلمان الفارسي أبو عبد الله ويعرف بسلمان مولى رسول الله ص كان
من خيار الصحابة وزهادهم وفضلائهم وسئل عن نسبه فقال انا سلمان ابن
الاسلام أصله من فارس من رامهرمز وقيل إنه من جي وهي مدينة أصفهان
وفي الإصابة سلمان أبو عبد الله الفارسي ويقال له سلمان ابن الاسلام
وسلمان الخير أصله من رام هرمز وقيل من أصبهان وكان قد سمع بان
النبي ص يبعث فخرج في طلب ذلك فأسر وبيع بالمدينة فاشتغل بالرق حتى
كان أول مشاهده الخندق وشهد بقية المشاهد وفتوح العراق وولي المدائن
وكان عالما زاهدا وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به وينسج الخوص ويأكل
من كسب يده اه‍. وفي شرح النهج الحديدي ج ٤ ص ٢٢٥ كان
سلمان من شيعة علي ع وخاصته وتزعم الامامية انه أحد الأربعة الذين
حلقوا رؤوسهم واتوه متقلدي سيوفهم في خبر يطول وليس هذا موضع
ذكره وأصحابنا لا يخالفونهم في أن سلمان كان من الشيعة وانما يخالفونهم في
أمر أزيد من ذلك. وفي رجال الكشي قال كعب الأحبار سلمان حشي علما
وحكمة.
مشاهده مع رسول الله ص
في الاستيعاب أول مشاهده الخندق وهو الذي أشار بحفره فقال أبو
سفيان وأصحابه إذ رأوه هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها وقد قيل إنه
شهد بدرا واحدا الا انه كان عبدا يومئذ والأكثر ان أول مشاهده الخندق ولم
يفته بعد ذلك مشهد مع رسول الله ص وفي أسد الغابة بسنده قال سلمان
فاتني معه بدر واحد بالرق وأول مشاهده مع رسول الله ص الخندق ولم
يتخلف عن مشهد بعد الخندق.
عمن روى ومن روى عنه
في الاستيعاب روى عنه من الصحابة ابن عمر وابن عباس وانس
وأبو الطفيل وزاد في أسد الغابة عنه عقبه بن عامر وأبو سعيد الخدري
وكعب بن عجرة من الصحابة ومن التابعين ومن بعدهم أبو عثمان
النهدي. وشرحبيل بن السمط وغيرهم وزاد في تهذيب التهذيب روى عن
النبي ص وعنه أم الدرداء الصغرى وزاذان أبو عمرو سعيد بن وهب
الهمداني وطارق بن شهاب وعبد الله بن وديعة وعبد الرحمن بن يزيد
النخعي وشهر بن حوشب وفي سماعه منه نظر وجماعة اه‍.
أخباره وأحواله
في الاستيعاب له اخبار حسان وفضائل جمة ذكر معمر عن رجل من
أصحابه دخل قوم على سلمان وهو أمير على المدائن وهو يعمل الخوص فقيل
له تعمل هذا وأنت أمير يجري عليك رزق فقال اني أحب ان اكل من عمل
يدي وذكر انه تعلم عمل الخوص بالمدينة من الأنصار عند بعض مواليه
وذكر هشام بن حسان عن الحسن كان عطاء سلمان خمسة آلاف وكان إذا
خرج عطاؤه تصدق به ويأكل من عمل يده وكانت له عباءة يفترش بعضها
ويلبس بعضها وعن مالك كان سلمان يعمل الخوص بيده فيعيش منه ولا
يقبل من أحد شيئا ولم يكن له بيت وانما كان يستظل بالجدر والشجر وان
رجلا قال له ألا نبني لك بيتا فيه تسكن فقال ما لي فيه حاجة فما زال به
الرجل حتى قال له اني اعرف البيت الذي يوافقك قال فصفه لي قال ابني
لك بيتا إذا أنت قمت فيه أصاب رأسك سقفه وإذا أنت مددت فيه رجليك
أصابهما الجدار قال نعم فبنى له بيتا كذلك. وفي أسد الغابة قال حذيفة
لسلمان ألا نبني لك بيتا قال لم لتجعلني ملكا وتجعل لي دارا مثل بيتك الذي
بالمدائن قال لا ولكن نبني لك بيتا من قصب ونسقفه بالبردي إذا قمت كاد
ان يصيب رأسك وإذا نمت كاد ان يصيب طرفيك قال فكأنك كنت في
نفسي وكان عطاؤه خمسة آلاف فإذا خرج عطاؤه فرقه واكل من كسب يده
وكان يسف الخوص وهو الذي أشار على رسول الله ص بحفر الخندق لما
جاءت الأحزاب فلما امر رسول الله ص بحفره احتج المهاجرون والأنصار في
سلمان وكان رجلا قويا فقال المهاجرون سلمان منا وقال الأنصار سلمان منا
فقال رسول الله ص سلمان منا أهل البيت اه‍ وفي ذلك يقول أبو فراس
الحمداني:
كانت مودة سلمان لهم رحما * ولم يكن بين نوح وابنه رحم
ولما رأى المشركون الخندق قالوا هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها
فقيل لهم هذا من الفارسي الذي معه. وروى الكشي بسنده عن أبي
عبد الله ع تزوج سلمان امرأة من كندة فدخل عليها فإذا لها خادمة وعلى
بابها عباءة فقال سلمان ان في بيتكم هذا لمريضا أو قد تحولت الكعبة فيه
فقيل ان المرأة أرادت ان تستر على نفسها فيه قال فما هذه الجارية قالوا كان
لها شئ فأرادت ان تخدم قال إني سمعت رسول الله ص يقول أيما رجل
كانت عنده جارية فلم يأتها أو لم يزوجها من يأتيها ثم فجرت كان عليه وزر
مثلها ومن اقرض قرضا فكأنما تصدق بشطره فان اقرضه الثانية كان رأس
المال. وأداء الحق إلى أن يأتيه به في بيته أو في رحله فيقول ها خذه
خبره يوم السقيفة
روى الكشي بسنده عن أبي جعفر ع قال جاء المهاجرون
(٢٨٤)

والأنصار وغيرهم بعد الإجبار على البيعة إلى علي ع فقالوا له أنت والله
أمير المؤمنين وأنت والله أحق الناس وأولاهم بالنبي ص هلم يدك نبايعك
فوالله لنموتن قدامك فقال علي ع ان كنتم صادقين فاغدوا غدا علي
محلقين فحلق أمير المؤمنين ع وحلق سلمان وحلق مقداد وحلق أبو ذر
ولم يحلق غيرهم ثم انصرفوا فجاءوا مرة أخرى بعد ذلك فقالوا له كما قالوا
أولا وحلفوا فقال لهم كما قال أولا فما حلق الا هؤلاء الثلاثة قلت فما كان
فيهم عمار قال لا قلت فصار من أهل الرجوع فقال إن عمارا قاتل مع
علي ع بعد وكان سلمان أحد الاثني عشر الذين احتجوا على الخليفة
الأول. وقد ذكر أهل الأخبار انه لما كان يوم السقيفة قال سلمان بالفارسية
كرديد ونكريد وندانيد جكرديد قال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج ٤
ص ٢٢٥ ما يذكره المحدثون من قوله للمسلمين يوم السقيفة كرديد
ونكرديد محمول عند أصحابنا على أن المراد صنعتم شيئا وما صنعتم اي
استخلفتم خليفة ونعم ما فعلتم الا انكم عدلتم عن أهل البيت فلو كان
الخليفة منهم كان أولى والامامية تقول معناه أسلمتم وما أسلمتم واللفظة
المذكورة في الفارسية لا تعطي هذا المعنى وانما تدل على الفعل والعمل لا
غير. ويدل على صحة على المدائن فلو كان ما تنسبه الامامية إليه حقا لم
يعمل اه‍ أقول كرديد معناه في الفارسية فعلتم ونكرديد معناه وما فعلتم
ولكن ما هو الذي فعلوه وما فعلوه مقتضى كون سلمان من الشيعة
المخلصين وكون هذا الخطاب لمن يراهم أخروا عليا عن مقامه ودفعوه عن
حقه ان يكون المراد أسلمتم وما أسلمتم أسلمتم باظهار الشهادتين والعمل
بما هو من شرط الاسلام. وما أسلمتم بترك ما أمرتم به في حق علي ع
يوم الغدير وغيره وزاد ذلك وضوحا قوله وندانيد جكرديد اي وما علمتم ما
فعلتم الذي هو ظاهر في التوبيخ لهم عرفا على ما فعلوا كمن يفعل ما لا
يستحسن فنقول له ما علمت ماذا صنعت وابن أبي الحديد لم ينقل هذه
الجملة الأخيرة أصلا وما نقله عن أصحابه من أن المراد استخلفتم خليفة
ونعم ما فعلتم لا دلالة للفظ عليه بوجه من الوجوه وما هو الدال على قوله
ونعم ما فعلتم وكذلك الباقي لا دلالة للفظ عليه لا تصريحا ولا تلويحا وأما
ما استدل به على صحة قول أصحابه من عمل سلمان لعمر على المدائن فلا
دلالة فيه بوجه فمن هو الذي يمنع من عمله له إذا قام بالعدل والحق وأي
دليل يدل على ذلك صحت إمامته أم لا. وروى الكشي بسند فيه جهالة
عن أبي حمزة سمعت أبا جعفر ع يقول لما مروا بأمير المؤمنين ع
ضرب أبو ذر بيده على الأخرى ثم قال ليت السيوف قد عادت بأيدينا ثانية
وقال مقداد لو شاء لدعا عليه ربه عز وجل وقال سلمان مولانا أعلم بما هو
فيه.
المؤاخاة بينه وبين أبي الدرداء واخباره معه
في الاستيعاب كان رسول الله ص قد آخى بينه وبين أبي الدرداء
فكان إذا نزل الشام نزل على أبي الدرداء وروى أبو جحيفة ان سلمان جاء
يزور أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال ما شأنك فقالت إن أخاك
ليس له حاجة في شئ من الدنيا فلما جاء أبو الدرداء رحب بسلمان وقرب
له طعاما فقال يا سلمان أطعم قال إني صائم قال أقسمت عليك الا ما
طعمت اني لست بأكل حتى تطعم وبات سلمان عند أبي الدرداء فلما كان
الليل قام أبو الدرداء فحبسه سلمان وقال إن لربك
عليك حقا وان لأهلك عليك حقا وان لجسدك عليك حقا فاعط لكل ذي حق حقه فلما كان وجه
الصبح قال قم الآن فقاما فصليا أي النافلة ثم خرجا إلى الصلاة فلما
صلى رسول الله ص قام إليه أبو الدرداء وأخبره بما قال سلمان فقال
رسول الله ص مثل ما قال سلمان اه‍ وفي أسد الغابة كان
رسول الله ص قد آخى بين سلمان وأبي الدرداء وسكن أبو الدرداء
الشام وسكن سلمان العراق فكتب إليه أبو الدرداء إلى سلمان سلام عليك
أما بعد فان الله رزقني بعدك مالا وولدا ونزلت الأرض المقدسة فكتب إليه
سلمان سلام عليك أما بعد فإنك كتبت إلي ان الله رزقك مالا وولدا فاعلم أن
الخير ليس بكثرة المال والولد ولكن الخير أن يكثر حلمك وأن ينفعك
علمك وكتبت إلي انك نزلت الأرض المقدسة وان الأرض لا تعمل لاحد
اعمل كأنك ترى واعدد نفسك من الموتى. وروى الكشي بسنده عن
خزيمة بن ربيعة يرفعه خطب سلمان إلى عمر فرده ثم ندم فعاد إليه فقال انما
أردت أن أعلم ذهبت حمية الجاهلية عن قلبك أم هي كما هي وبسنده
عن أبي عبد الله ع مر سلمان على الحدادين بالكوفة وإذا شاب قد صرع
والناس قد اجتمعوا حوله فقالوا يا أبا عبد الله هذا الشاب قد صرع فلو
جئت فقرأت في أذنه فجاء سلمان فلما دنا منه رفع الشاب رأسه فنظر إليه
فقال يا أبا عبد الله ليس في شئ مما يقول هؤلاء لكني مررت بهؤلاء
الحدادين وهم يضربون بالمرازب فذكرت قول الله تعالى ولهم مقامع من
حديد فدخلت من الشاب في سلمان محبة فاتخذه أخا فلم يزل معه حتى
مرض الشاب فجاء سلمان فجلس عند رأسه وهو في الموت فقال يا ملك
الموت ارفق بأخي فقال يا أبا عبد الله اني بكل مؤمن رفيق وبسنده دخل
سلمان على رجل من إخوانه فوجده في السياق فقال يا ملك الموت ارفق
بصاحبنا فقال الآخر يا أبا عبد الله يقول لا وعزة هذا البناء ليس لنا شئ.
وقال الكشي: أبو عبد الله جعفر بن محمد شيخ من جرجان عامي حدثنا
محمد بن حميد الرازي حدثنا علي بن مجاهد عن عمرو بن أبي قيس عن عبد
الاعلى عن أبيه عن المسيب بن نجبة الفزاري قال لما اتانا سلمان الفارسي
قادما تلقيناه فيمن تلقاه فسار حتى انتهى إلى كربلا فقال ما تسمون هذه
قالوا كربلا فقال هذه مصارع إخواني هذا موضع رحالهم وهذا مناخ ركابهم
وهذا مهراق دمائهم يقتل بها ابن خير الأولين ويقتل بها خير الآخرين ثم
سار حتى انتهى إلى حروراء فقال ما تسمون هذه الأرض قالوا حروراء فقال
حروراء خرج بها شر الأولين ويخرج بها شر الآخرين ثم سار حتى انتهى إلى
بانقيا وبها جسر الكوفة الأول فقال ما تسمون هذه قالوا بانقيا ثم سار حتى
انتهى إلى الكوفة قال هذه الكوفة قالوا نعم قال قبة الاسلام. واعلم أنه قد
ورد في بعض الأحاديث التي رواها الكشي بأسانيده عن جعفر عن أبيه
ع ذكرت التقية يوما عند علي ع فقال لو علم أبو ذر ما في
قلب سلمان لقتله وقد آخى رسول الله ص بينهما فما ظنك بسائر
الخلق: عن جابر عن أبي جعفر: دخل أبو ذر على سلمان وهو يطبخ قدرا
له فانكبت القدر على وجهها على الأرض مرتين فلم يسقط من مرقها ولا
من ودكها شئ فعجب من ذلك أبو ذر عجبا شديدا وخرج وهو مذعور
فبينما هو متنكر إذ لقي أمير المؤمنين ع على الباب فسأله ما الذي
أخرجك وما الذي أذعرك فأخبره فقال يا أبا ذر ان سلمان لو حدثك بما
يعلم لقلت رحم الله قاتل سلمان يا أبا ذر ان سلمان باب الله في الأرض
من عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا وان سلمان منا أهل البيت. عن

(١) آخر الرواية يدل على أن هذه الزيارة كانت بالمدينة لا بالشام لدلالته على أنهما صليا خلف
رسول الله " ص " - المؤلف.
(٢٨٥)

أبي بصير سمعت أبا عبد الله ع يقول قال رسول الله ص يا سلمان لو
عرض علمك على مقداد لكفر يا مقداد لو عرض علمك على سلمان لكفر
وهذه الأخبار محمولة على تفاوت العلم والمعرفة ودرجات الايمان بحيث لو
أطلع أحدهما على معتقد الآخر لعده تقصيرا وتفريطا موجبا للكفر والقتل
والترحم على القاتل أو لعده غلوا وإفراطا موجبا لذلك أو لكفر لأنه يرى من
فوقه في المرتبة يعتقد ذلك أو يرى من هو من أهل الصلاح يعتقده وكل ذلك
من باب المبالغة لا الحقيقة وفي المنهج والمحكي عن الفوائد النجفية إلى هذا
أشار زين العابدين ع بقوله
: اني لأكتم من علمي جواهره * كي لا يراه أخو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
يا رب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا
ويحكى عن الشريف المرتضى في الغرر والدرر انه أجاب عن الحديث
المتضمن لأن أبا ذر لو اطلع على قلب سلمان لقتله بان هذا الخبر إذا كان
من اخبار الآحاد التي لا توجب علما ولا تثلج صدرا وكان له ظاهر ينافي
المعلوم المقطوع به أولنا ظاهره على ما يطابق الحق ويوافقه ان كان ذلك
مستسهلا والا فالواجب اطراحه وابطاله وإذا كان من المعلوم الذي لا يختل
سلامة سريرة كل واحد من سلمان وأبي ذر ونقاء صدر كل واحد منهما
لصاحبه وانهما ما كانا من المدغلين في الدين ولا المنافقين فلا يجوز مع هذا
المعلوم ان يعتقد ان الرسول ص يشهد بان كل واحد منهما لو اطلع على
ما في قلب صاحبه لقتله على سبيل الاستحلال لدمه ومن الأجود ما قيل في
تأويله ان الهاء في قوله لقتله راجع إلى المطلع لا إلى المطلع عليه كأنه أراد انه
إذا اطلع على ما في قلبه وعلم موافقة باطنه لظاهره وشدة اخلاصه له اشتد
ظنه به ومحبته له وتمسكه بمودته ونصرته فقتله ذاك الظن والود بمعنى انه كاد
يقتله كما يقولون فلان يهوى غيره وتشتد محبته له حتى أنه قد قتله حبه أو
أتلف نفسه أو ما جرى مجرى هذه من الألفاظ ويكون فائدة هذا الخبر
حسن الثناء على الرجلين وان باطنهما كظاهرهما في النقاء والصفاء
كعلانيتهما اه‍ ولا يخفى ما في هذا الذي وصف بأنه أجود من التكلف
والتعسف وان الأولى حمل هذه الأحاديث على ما ذكرناه وفي منهج المقال ما
ذكره من التأويل يأباه قول علي ع لأبي ذر لو حدثك بما يعلم لقلت
رحم الله قاتل سلمان وكذا قول النبي ص لسلمان لو عرض علمك على
مقداد لكفر ولمقداد لو عرض علمك على سلمان لكفر وكذا استشهاد علي
بمؤاخاة النبي بينهما وقوله فما ظنك بسائر الخلق.
كتاب علي أمير المؤمنين ع إلى سلمان قبل خلافته
في نهج البلاغة ومن كتاب له ع إلى سلمان الفارسي رحمه
الله قبل أيام خلافته: أما بعد فإنما مثل الدنيا مثل الحية لين مسها قاتل
سمها فاعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها وضع عنك همومها لما
يقنت به من فراقها وتصرف حالاتها وكن آنس ما تكون بها احذر ما تكون
منها فان صاحبها كلما اطمأن فيها إلى سرور أشخصته عنه إلى محذور أو إلى
إيناس ازالته عنه إلى ايحاش والسلام.
الروايات الواردة فيه
في الاستيعاب روي عن النبي ص من وجوه انه قال لو كان الدين
عند الثريا لناله سلمان وفي رواية أخرى لناله رجال من فارس وروينا عن
عائشة قالت كان لسلمان مجلس من رسول الله ص ينفرد به الليل حتى
كاد يغلبنا على رسول الله ص وروي من حديث ابن بريدة عن أبيه عن
النبي ص انه قال امرني ربي بحب أربعة وأخبرني انه سبحانه يحبهم علي
وأبو ذر والمقداد وسلمان وفي أسد الغابة بأسانيده إلى انس قال
رسول الله ص ان الجنة تشتاق إلى ثلاثة علي وعمار وسلمان ورواه
الحاكم في المستدرك بسنده مثله وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه وفي
الاستيعاب بسنده مرفوعا قال رسول الله ص ان الله يحب من
أصحابي أربعة فذكره فيهم وفي الإصابة بسنده عن بريدة ان النبي ص
قال إن الله يحب من أصحابي أربعة فذكره فيهم ومر في رواية الكشي ما
يدل عليه روى قتادة عن خيثمة عن أبي هريرة كان سلمان صاحب الكتابين
قال قتادة يعني الإنجيل والفرقان وبسنده عن أبي البختري عن
علي ع انه سئل عن سلمان فقال علم العلم الأول والآخر بحر لا ينزف
وهو منا أهل البيت هذه رواية أبي البختري عن علي وفي رواية زاذان أبي
عمرو عن علي سلمان الفارسي مثل لقمان الحكيم ثم ذكر مثل خبر أبي
البختري وروى مسلم بسنده ان أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال
في نفر فقالوا ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله يعنون أبا سفيان
مأخذها فقال أبو بكر أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم وأتى النبي ص
فأخبره فقال لعلك أغضبتهم ان كنت أغضبتهم فقد أغضبت ربك جل
وعلا فأتاهم فقال أغضبتكم قالوا لا يغفر الله لك. دل على رضا
النبي ص بما قالوه لأبي سفيان وعلى خطا من اعترض عليهم في ذلك
وانه فعل ما يوجب طلب المغفرة له وفي البخاري قال النبي ص
لأبي الدرداء سلمان أفقه منك وفي المستدرك للحاكم قال رسول الله ص
سلمان منا أهل البيت وبسنده ان رسول الله ص خط الخندق عام حرب
الأحزاب حتى بلغ المذاحج فقطع لكل عشرة أربعين ذراعا فاحتج
المهاجرون سلمان منا وقالت الأنصار سلمان منا فقال رسول الله ص
سلمان منا أهل البيت المذاحج جمع مذحج كمجلس وكان المراد بها
الآكام وروى الكشي بسنده عن سدير عن أبي جعفر ع كان الناس أهل
رجوع بعد النبي ص الا ثلاثة المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري
وسلمان الفارسي ثم عرف الناس بعد يسير وقال هؤلاء الذين دارت عليهم
الرحى وأبوا ان يبايعوا حتى جاءوا بأمير المؤمنين ع مكرها فبايع وذلك
قول الله عز وجل وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو
قتل انقلبتم على أعقابكم الآية وبسنده عن زرارة عن أبي جعفر ع
عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب ع ضاقت الأرض بسبعة بهم
يرزقون وبهم ينصرون وبهم يمطرون منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر
وعمار وحذيفة رحمة الله عليهم وكان علي ع يقول وانا امامهم وهم
الذين صلوا على فاطمة ع وبسنده عن الحارث بن المغيرة
النصري سمعت عبد الملك بن أعين يسأل أبا عبد الله ع فلم يزل يسأله
حتى قال له فهلك الناس إذا فقال أي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون
قلت من في المشرق ومن في المغرب فقال إنها فتحت على الضلال أي
والله هلكوا الا ثلاثة ثم لحق أبو سلمان وعمار وشتيرة وأبو عمرة فصاروا
سبعة وبسنده عن أبي بصير قلت لأبي عبد الله ع رجع الناس الا

(١) هكذا في منهج عن الكشي. وفي نسخة الكشي المطبوعة انها ان بقوا فتحت على
الضلال. وكأن في العبادة نقصا وصوابها انها فتحت على الضلال وستفتتح على الضلال.
وعبارة ان بقوا لا يظهر لها معنى فأنها محرفة - المؤلف -.
(٢٨٦)

وبسنده عن حمران قلت لأبي جعفر ع ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما
أفنيناها فقال ألا أخبرك بأعجب من ذلك المهاجرون والأنصار ذهبوا الا
وأشار بيده ثلاثة وبسنده عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع
في حديث إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن عبد الله
رسول الله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر
الحديث وبسنده عن أبي عبد الله ع قال رسول الله ص ان الله أمرني
بحب أربعة علي بن أبي طالب والمقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان
الفارسي ويأتي في روايات غيرنا ما يدل عليه وبسنده عن أبي بكر
الحضرمي قال أبو جعفر ع رجع الناس الا ثلاثة نفر سلمان وأبو ذر
والمقداد قلت فعمار قال كان جاض جيضة ثم رجع ثم قال إن أردت الذي
لم يشك ولم يدخله شئ فالمقداد فاما سلمان فإنه عرض في قلبه عارض ان
عند أمير المؤمنين ع اسم الله الأعظم لو تكلم به لأخذتهم الأرض وهو
هكذا فلبب ووجئت عنقه حتى تركت كالسلعة فمر به أمير المؤمنين ع
بالسكون ولم تكن تأخذه في الله لومة لائم فأبى الا ان يتكلم فلمر به رجل
فامر به ثم أناب الناس بعد فكان أول من أناب أبو ساسان الأنصاري وأبو
عمرة وشتيرة وكانوا سبعة فلم يكن يعرف حق أمير المؤمنين ع الا هؤلاء
السبعة وبسنده عن أبي عبد الله ع أدرك سلمان العلم الأول والعلم
الآخر وهو بحر لا ينزح وهو منا أهل البيت بلغ من علمه انه مر برجل في
رهطه فقال له يا عبد الله تب إلى الله عز وجل من الذي عملت به في بطن
بيتك البارحة ثم مضى فقال له القوم لقد رماك سلمان بأمر ما اطلع عليه
الا الله وانا وبسنده عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال لي تروي ما
تروي الناس ان عليا ع قال في سلمان أدرك علم الأول وعلم
الآخر قلت نعم قال فهل تدري ما عني قلت يعني علم بني إسرائيل وعلم
النبي ص قال ليس هكذا يعني ولكن علم النبي ص وعلم علي ع وأمر
النبي ص وأمر علي ع وبسنده عن سدير عن أبي جعفر ع جلس عدة
من أصحاب رسول الله ص ينتسبون وفيهم سلمان الفارسي وان عمر سأله
عن نسبه وأصله فقال انا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني الله بمحمد
وكنت عائلا فأغناني الله بمحمد وكنت مملوكا فاعتقني الله بمحمد فهذا
حسبي ونسبي ثم خرج رسول الله ص فحدثه سلمان وشكا إليه ما لقي من
القوم وما قال لهم فقال النبي ص يا معشر قريش ان حسب الرجل دينه
ومروءته خلقه وأصله عقله قال الله تعالى انا خلقناكم من ذكر وأنثى
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم يا سلمان ليس لأحد
من هؤلاء عليك فضل الا بتقوى الله وان كان التقوى لك عليهم
فأنت أفضل منهم وبسنده عن سلمان قال لي رسول الله ص إذا
حضرتك أو اخذك الموت حضر أقوام يجدون الريح ولا يأكلون الطعام ثم
اخرج صرة من مسك فقال هبة أعطانيها رسول الله ص ثم بلها ونضحها
حوله قال لامرأته قومي أجيفي الباب فقامت فأجافت الباب فرجعت وقد
قبض رضي الله عنه.
كان سلمان محدثا ومن المتوسمين وعلم الاسم الأعظم
روى الكشي بسنده عن زرارة عن أبي جعفر ع كان علي ع محدثا وكان سلمان
محدثا وبسنده عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع كان
والله علي محدثا وكان سلمان محدثا قلت اشرح لي قال يبعث الله إليه ملكا
ينقر في أذنه يقول كيت وكيت وبسنده عن الحسن بن منصور قلت
للصادق ع أكان سلمان محدثا قال نعم قلت من يحدثه قال ملك كريم
قلت فإذا كان سلمان كذا فصاحبه اي شئ هو قال اقبل على شأنك
ثلاثة أبو ذر وسلمان والمقداد فقال فأين أبو ساسان وأبو عمرة الأنصاري.
وبسنده عن الصادق ع أنه قال في الحديث الذي روي فيه ان سلمان كان محدثا قال إنه
كان محدثا عن إمامه لا عن ربه لأنه لا يحدث عن
الله عز وجل الا الحجة أقول ظاهر الأحاديث السابقة خلافه فان صح
الحديثان فلا بد من الحمل على بعض المحامل وبسنده عن عبد
الرحمن بن أعين سمعت أبا جعفر ع يقول كان سلمان من المتوسمين
وبسنده عن أبي بصير سمعت أبا عبد الله ع يقول سلمان علم
الاسم الأعظم.
لا تقولوا الفارسي ولكن المحمدي
روى الكشي بسنده عن الحسن بن صهيب عن أبي جعفر ع ذكر
عنده سلمان الفارسي فقال أبو جعفر ع صه لا تقولوا سلمان الفارسي
ولكن قولوا سلمان المحمدي ذلك منا أهل البيت. وقال الكشي نصر بن
الصباح وهو غال حدثني إسحاق بن محمد البصري وهو منهم حدثنا أحمد بن
هلال بن علي بن أسباط عن العلاء عن محمد بن حكيم ذكر عند أبي
جعفر ع سلمان فقال ذلك سلمان المحمدي ان سلمان منا أهل البيت
انه كان يقول للناس هربتم من القرآن إلى الأحاديث وجدتم كتابا دقيقا
حوسبتم فيه على النقير والقطمير والفتيل وحبة خردل فضاق عليكم ذلك
وهربتم إلى الأحاديث التي اتسعت عليكم.
ما رواه من الحديث
في المستدرك للحاكم بسنده عن سلمان دخلت على رسول الله ص
وهو متكئ على وسادة فألقاها إلي ثم قال لي يا سلمان ما من مسلم يدخل
على أخيه المسلم فيلقي له وسادة اكراما له الا غفر الله له. وروى الحاكم
بسنده عن سلمان سمعت رسول الله ص يقول الدنيا سجن المؤمن
وجنة الكافر وسمعت رسول الله ص يقول أطول الناس شبعا في الدنيا
أكثرهم جوعا يوم القيامة وبسنده عن سلمان قلت يا رسول الله قرأت
في التوراة بركة الطعام الوضوء قبله وبعده. وفي مناقب ابن شهرآشوب
روي عن سلمان انه قال قال رسول الله ص خير هذه الأمة علي بن أبي
طالب.
٩٦٩: الشيخ سلمان بن علي قعيق العاملي.
كان عالما فاضلا زاهدا عابدا شاعرا أديبا عصره مقارب لعصرنا قرأ
على الشيخ مهدي مغنية وعلى السيد محيي الدين آل فضل الله وسكن دير
قانون النهر وتوفي فيها ولم يخلف غير بنات تزوج إحداهن ابن أخته الشيخ
طالب بن علي آل مغنية. وعائلة بيت القعيق أهل علم وفضل في جبل
عامل من القديم وله يمدح حمد البك حين قدومه إلى طير دبا لزيارة أحد
مشائخ آل مغنية:
عريب النقي قلبي على حبكم يطوى * وحاشا عناني نحو غيركم يلوى
واني وقلبي في هواكم ومهجتي * نشاوى وحتى الحشر لا تعرف الصحوا
ملكتم فؤادي فارحموا من ملكتم * فقلبي بنار الوجد من أجلكم يكوى
وحق الهوى والوجد والشوق والوفا * وحق الجوى والوصل والحب والشكوى
لأنتم منى قلبي واني بحبكم * أسير غليل في الغرام أخو بلوى
فان تصلوا صبا أضرت به النوى * فقد فزتم بالاجر من سامع النجوى
(٢٨٧)

فوصلكم ريحان نفسي وأنتم * منى النفس لا ربع الغوير ولا حزوى
وذكركم في الدهر فرضي وسنتي * وفي قربكم لي جنة الخلد والمأوى
منحتكم مني المديح توددا * ولست لرفد في مديحكم أهوى
ولا غرو ان أبقى به الدهر مولعا * فذكركم عندي هو المن والسلوى
لقد سعدت ارض حللتم بربعها * وليست بغير الوبل من كفكم تروى
ودم حمدا بالحمد واليسر والثنا * بخير وفز بالعز والغاية القصوى
٩٧٠: سلمان بن الفيض
في التعليقة يروي عنه صفوان وابن أبي عمير.
٩٧١: سلمان بن المتوكل الغزال الكناسي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع في نسخة وفي نسخة
أخرى سليمان بالياء.
٩٧٢: سلمان بن مضارب بن قيس ابن عم زهير بن القين.
كان مع زهير يوم الطف فلما جاء زهير إلى الحسين ع جاء معه
واستشهدا بين يدي الحسين ع كذا في كتاب لبعض المعاصرين.
٩٧٣: سلمان بك والد حسين بك السلمان من آل علي الصغير.
هو من أمراء جبل عاملة الذين أصلهم من عرب السوالم وكان ولده
حسين بك السلمان حاكما في بنت جبيل تولى حكومتها سنة ١٢٥٨ ومكث
فيها سبع سنوات وتوفي وفي أثناء امارته فيها أو إمارة ولده تأمر بك الذي
تولى الحكم بعده تنازع مع ابني عمومته الذين غاب عني اسمهما فذهبا
مغاضبين له إلى قريبه علي بك الأسعد في تبنين فبنى لهما دارا في القلعة رأيتها
عامرة خالية من السكان وقد كتب على جدرانها وسقوفها أشعار في مدح
سكانها وتواريخ ثم نقضت بعد الحرب العالمية الأولى ونهبت أحجارها
وانقاضها ولا نعلم من أحوال المترجم شيئا.
٩٧٤: سلمة أبو المستهل الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٩٧٥: سلمة بن أبي حية أو حبة.
من أصحاب الصادق ع روى الكليني في الكافي في باب الخف من
كتاب الزين والتجمل عن محمد بن عيسى عنه عن أبي عبد الله ع وفي
التعليقة سلمة بن أبي حبة حية مر في أبان بن تغلب ما يشير إلى حسن
حاله في الجملة والذي مر في أبان بن تغلب كما في النسخة المطبوعة عن
مسلم بن أبي حبة كنت عند أبي عبد الله ع وفي خدمته فلما أردت أن
أفارقه ودعته وقلت أحب أن تزورني الحديث وأنت ترى ان المذكور فيه
مسلم لا سلمه فهل وقع التصحيف من النساخ في إحدى النسختين أو هما
اثنان الله أعلم.
٩٧٦: سلمة بن أبي الخطاب
يأتي بعنوان سلمة بن الخطاب.
٩٧٧: سلمة بن أبي سلمة.
في التعليقة يأتي في محمد أخيه.
٩٧٨: سلمة بن الأكوع.
يأتي بعنوان سلمة بن عمرو بن الأكوع.
٩٧٩: سلمة بن الأهتم الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع سلمة بن الأهتم وزاد
في أصحاب الصادق ع الكوفي والأهتم الذي ألقى مقدم أسنانه أو
الذي انكسرت ثناياه من أصولها.
٩٨٠: سلمة بياع السابري.
روى الكليني في روضة الكافي بعد حديث الناس يوم القيامة عن ابن
أبي عمير عنه عن أبي عبد الله ع.
٩٨١: سلمة بن تمام صاحب أمير المؤمنين ع
تمام بالمثناة الفوقية.
وقع في طريق الصدوق في باب من صب على رأسه ماء حارا فذهب
شعره من الفقيه بعنوان سلمة بن تمام وفي مشيخة الفقيه بعنوان سلمة بن
تمام صاحب أمير المؤمنين ع وحكى جماعة عن بعض نسخ الفقيه ان فيها
بياض بعد ذكر الرجل وعن بعضها مطروح مكان بياض وعن بعضها انه
ليس فيه بياض ولا مطروح بل فيه هكذا وما كان فيه عن سلمة بن تمام
صاحب أمير المؤمنين ع فقد رويته عن أبي عن سعد بن عبد الله عن
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن سلمة بن تمام. فيكون السند مرسلا
لعدم بقاء ابن أبي الخطاب إلى زمن من هو من أصحاب أمير المؤمنين ع
وفي مواضع من زيادات التهذيب عن منهال بن الخليل عنه عن علي ع.
٩٨٢: سلمة بن ثبيط بن شريط بن انس أبو فراس الأشجعي من همدان كوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع
وأثبت ثبيط بالثاء المثلثة ويأتي بعنوان سلمة بن نبيط بالنون وهو الصواب.
وفي كتاب لبعض المعاصرين ان ابن حجر والذهبي فيما يأتي قد اقتصرا على
وصفه بالأشجعي وأضاف الشيخ إلى ذلك قوله من همدان وبنو الأشجع من
غطفان عدنانية وهمدان قحطانية الا أن يكون همدانيا بالولاء اه‍.
٩٨٣: سلمة الجرمي والد عمرو.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص.
٩٨٤: سلمة بن جناح الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٩٨٥: سلمة بن حنان.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع وقال واقفي ونحوه
في الخلاصة وعليها بخط الشهيد الثاني في نسختين حنان بالنون وفي نسخة
بالياء.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية القاسم بن محمد الجوهري عنه في
باب العمل في ليلة الجمعة ويومها من التهذيب.
تنبيه في باب الحكرة والأسعار من الفقيه سلمة الحناط والظاهر أن
(٢٨٨)

زيادة الهاء في سلمة من النساخ وانه سالم الحناط وحذف الألف من سالم
اختصارا ومثله كثير ويدل عليه انه ذكر الحديث بعينه في الكافي عن صفوان
عن أبي الفضل سالم الحناط. وفي النقد في باب الكنى أبو الفضل الحناط
اسمه سالم وفي الخلاصة: سلم الحناط أبو الفضل.
٩٨٦: سلمة بن الخطاب أبو الفضل أو أبو محمد البراوستاني الأزدورقاني.
في الخلاصة وعن الايضاح البراوستاني نسبة إلى براوستان قرية من
قرى قم والأزدورقاني نسبة إلى أزدورقان قرية من سواد الري.
قال النجاشي سلمة بن الخطاب أبو الفضل البراوستاني الأزدورقاني
قرية من سواد الري كان ضعيفا في حديثه وذكره العلامة في القسم الثاني
من الخلاصة وقال كان ضعيفا في حديثه ثم حكى عن ابن الغضائري انه
يكنى أبا محمد وضعفه وقال الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم
السلام سلمة بن الخطاب البراوستاني له كتب ذكرناها في الفهرست روى
عنه الصفار وسعد وأحمد بن إدريس وغيرهم وفي التعليقة مر في الفوائد
الإشارة إلى أن ضعيف في الحديث لا يدل على القدح في نفس الراوي
وناهيك بجلالته رواية كل هذه الأجلة المذكورين وغيرهم عنه لا سيما وهم
من القميين بل ومن مشايخهم وأعاظمهم ويروي عنه أيضا محمد بن أحمد بن
يحيى ولم يستثن روايته وأيضا هو كثير الرواية وصاحب كتب كثيرة إلى غير
ذلك مما فيه من أسباب الحسن اه‍ وتضعيف ابن الغضائري حاله معلوم
ويحكى عن ابن طاوس انه نسبه إلى الوقف ونسب ابن طاوس في ذلك إلى
الوهم لأن الواقفي ابن حنان وفي رجال أبي علي عنونه أولا سلمة بن أبي
الخطاب وقال على ما في أكثر نسخ الايضاح وبعض نسخ الفهرست.
مؤلفاته
قال النجاشي له عدة كتب منها ١ ثواب الأعمال ٢ عقاب الأعمال
٣ النوادر ٤ السهو ٥ القبلة ٦ الحيض ٧ ثواب
الحج ٨ مولد الحسين بن علي ع ومقتله ٩ المواقيت
١٠ الحج ١١ تفسير ياسين ١٢ افتتاح الصلاة ١٣ الجواهر
١٤ نوادر الصلاة ١٥ وفاة النبي ص وفي الفهرست له كتب وذكر
جملة مما ذكره النجاشي وترك جملة وزاد ١٦ الصيام قال النجاشي أخبرنا
محمد بن علي بن شاذان حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار حدثنا أبي
وأحمد بن إدريس وسعد والحميري عن سلمة وأخبرنا الحسين بن عبيد الله
عن أحمد بن جعفر بن سفيان عن أحمد بن إدريس عن سلمة بسائر كتبه
وقال الشيخ في الفهرست أخبرنا بجميع كتبه ورواياته ابن أبي جيد عن ابن
الوليد عن سعد بن عبد الله والحميري وأحمد بن إدريس ومحمد بن الحسن
الصفار عن سلمة.
التمييز
في مشتركات الكاظمي باب سلمة المشترك بين ثقة وغيره ويمكن
استعلام انه ابن الخطاب أبو الفضل البراوستاني الضعيف الحديث برواية
الصفار وسعد بن عبد الله وأحمد بن إدريس والحميري عنه وعن جامع
الرواة انه نقل رواية محمد بن يحيى ومحمد بن أحمد بن يحيى ومحمد بن
علي بن محبوب وحكيم بن داود بن حكيم وعلي بن إبراهيم عنه ولم يذكره
الطريحي في مشتركاته.
٩٨٧: سلمة بن دينار يكنى أبا حازم الأعرج يعرف بالأقرن بالأفزر القاص
توفي سنة ١٣٣ أو ١٣٥ أو ١٤٤ أو ١٤٠.
ذكره الشيخ في رجاله بالعنوان السابق في أصحاب علي بن الحسين
ع. وفي تهذيب التهذيب سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج
الأفزر التمار المدني القاص مولى الأسود بن سفيان المخزومي ويقال مولى بني
شجع من بني ليث ومن قال أشجع فقد وهم قال احمد وأبو حاتم والعجلي
والنسائي ثقة وقال ابن خزيمة ثقة لم يكن في زمانه مثله وقال مصعب بن
عبد الله الزبيري أصله فارسي وكان أشقر أحول أفزر على صدره أو ظهره
سلعة عظيمة وقال ابن سعد كان يقضي في مسجد المدينة وذكره ابن حبان
في الثقات وقال كان قاضي أهل المدينة ومن عبادهم وزهادهم بعث إليه
سليمان بن عبد الملك بالزهري في أن يأتيه فقال للزهري ان كان له حاجة
فليأت واما انا فما لي إليه حاجة.
مشايخه
في تهذيب التهذيب روى عن سهل بن سعد الساعدي وأبي امامة بن
سهل بن حنيف وسعيد بن المسيب وابن عمرو بن عمرو بن العاص ولم
يسمع منهما وعامر بن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن أبي قتادة والنعمان بن
أبي عياش ويزيد بن رومان وعبيد الله بن مقسم وإبراهيم بن عبد الرحمن بن
عبد الله بن أبي ربيعة وبعجة بن عبد الله بن بدر وأبي صالح السمان وأم
الدرداء الصغرى وأبي سلمة بن عبد الرحمن وابن المنكدر وغيرهم وقال ابنه
ليحيى بن صالح من حدثك ان أبي سمع من أحد من الصحابة غير
سهل بن سعد فقد كذب ولم يذكر في مشايخه علي بن الحسين ع مع قول
الشيخ انه من أصحابه.
تلاميذه
في تهذيب التهذيب عنه الزهري وعبيد الله بن عمر وابن إسحاق
وابن عجلان وابن أبي ذئب ومالك والحمادان والسفيانان وسليمان بن بلال
وسعيد بن أبي هلال وعمر بن علي المقدمي وأبو غسان المدني وهشام بن
سعد ووهيب بن خالد وأبو صخر حميد بن زياد الخراط وأسامة بن زيد
الليثي ومحمد بن جعفر بن أبي كثير وفليح بن سليمان وفضيل بن سليمان
النمري وعمارة بن غزية والدراوردي ويعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني
وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار وابناه عبد الجبار وعبد العزيز وخلق
آخرهم أبو ضمرة انس بن عياض الليثي.
٩٨٨: سلمة بن زياد مولى بني أمية كوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٩٨٩: سلمة بن زياد والد رافع الأشجعي.
في التعليقة مر في ترجمة ابنه رافع ما يشير إلى وثاقته والذي مر هناك
قول النجاشي ان رافع بن سلمة بن زياد ثقة من أهل بيت الثقات
وعيونهم.
٩٩٠: سلمة بن سلمان الهمداني كوفي.
٩٩١: سلمة بن سليمان مولى كندة كوفي.
وفي النقد في نسخة سلم بن سليمان.
(٢٨٩)

ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع والثاني ذكر في
النقد ولم يذكره في المنهج.
٩٩٢: سلمة بن شريح الأشجعي.
مر بعنوان سلم بن شريح الأشجعي.
٩٩٣: سلمة صاحب السابري.
هو بياع السابري المتقدم.
٩٩٤: سلمة بن صالح الأحمر الواسطي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أصله كوفي
مخلط.
٩٩٥: سلمة بن صالح بن ارتبيل كوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٩٩٦: سلمة بن العباس البصري.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند عنه.
٩٩٧: سلمة بن عبد الله بن مراد المرادي الكوفي.
٩٩٨: سلمة بن عبيدة التميمي الكوفي.
٩٩٩: سلمة بن عطية الغنوي الكوفي.
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١٠٠٠: سلمة بن عمرو بن الأكوع والأكوع هو سنان بن عبد الله بن قيس بن
خزيمة بن ملك بن سلامان بن أفصى الأسلمي.
وفاته ومدة عمره
توفي بالمدينة سنة ٧٤ عن ٨٢ سنة كذا في الاستيعاب وأسد الغابة
وقيل توفي سنة ٦٤ وهو ابن ٨٠ سنة وفي الإصابة رأيت عند ابن سعد انه
مات في آخر خلافة معاوية وكذا ذكره البلاذري وفي تهذيب التهذيب قيل
توفي سنة ٦٠ وغلط من قال إنه مات في آخر خلافة معاوية ورجح قول من
قال إنه مات سنة ٧٤ قال لكن في تقدير سنه على هذا نظر وأطال الكلام في
تاريخ وفاته بما لا حاجة بنا إليه.
الخلاف في نسبه
ما ذكرناه في نسبه نقلناه من الاستيعاب وغيره وفي تهذيب التهذيب
سلمة بن عمرو بن الأكوع واسمه سنان بن عبد الله بن بشير بن يقظة بن
خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم الأسلمي وقيل اسم أبيه وهب وقيل
اسم بشير قشير وقيل قيس.
كنيته
في الاستيعاب يكنى أبا مسلم أو أبو اياس أو أبو عامر والأكثر أبو
اياس بابنه اياس.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وأصحاب
علي ع بعنوان سلمة بن الأكوع. وفي الاستيعاب سلمة بن الأكوع
هكذا يقول جماعة أهل الحديث ينسبونه إلى جده وهو سلمة بن عمرو بن
الأكوع كان ممن بايع تحت الشجرة وفي أسد الغابة مرتين سكن بالربذة
وهو معدود في أهل المدينة وكان شجاعا راميا سخيا خيرا فاضلا روى عنه
جماعة من تابعي أهل المدينة قال ابن إسحاق وقد سمعت ان الذي كلمه
الذئب سلمة بن الأكوع وفي أسد الغابة ليس بشئ وقال يزيد بن أبي
عبيد قلت لسلمة بن الأكوع على أي شئ بايعتم رسول الله ص يوم
الحديبية قال على الموت قال يزيد وسمعت سلمة بن الأكوع يقول غزوت
مع رسول الله ص سبع غزوات وخرجت فيما بعث من البعوث سبع
غزوات وقال عنه ابنه اياس ما كذب أبي قط وروى عن أبيه عن
النبي ص خير رجالتنا سلمة بن الأكوع وفي أسد الغابة قاله في غزوة ذي
قرد لما استنقذ لقاح رسول الله ص لكن في النسخة المطبوعة خير رجالنا
وهو تصحيف من النساخ وتقدم ذكر هذه الغزوة في الجزء الثاني من هذا
الكتاب وانه كان بالغابة وهي ذو قرد عشرون لقحة لرسول الله ص
فأغار عليها عيينة بن حصن في أربعين فارسا فاستاقوها وأول من نذر بهم
سلمة بن عمرو بن الأكوع فخرج يشتد في آثارهم وقد كاد يسبق الفرس
وهو على رجليه حتى أدركهم فجعل يراميهم بالنبل فإذا وجهت الخيل نحوه
انطلق هاربا قال كنت الحق الرجل منهم فأرميه بسهم في رجليه فيعقره فإذا
رجع إلي فارس أتيت شجرة فأرميه فاعقره فيولي عني فإذا دخلت الخيل في
بعض مضايق الجبل علوته ورميتهم بالحجارة حتى لحق بهم
رسول الله ص وفي ذلك اليوم قال خير رجالتنا سلمة بن عمرو بن
الأكوع. وفي أسد الغابة سكن المدينة ثم انتقل فسكن الربذة لما قتل عثمان
وتزوج هناك وولد له أولاد حتى إذا كان قبل أن يموت بليال عاد إلى المدينة
وكان يصفر لحيته ورأسه اه‍ وفي تهذيب التهذيب كان شجاعا راميا
ويقال كان يسبق الفرس شدا على قدميه.
الراوي عنهم والراوون عنه
روى عن النبي ص وفي الإصابة روى عن أبي بكر وعمر وزاد في
تهذيب التهذيب وعثمان وطلحة وفي أسد الغابة روى عنه جماعة من أهل
المدينة روى عنه ابنه اياس ويزيد بن أبي عبيد مولاه وغيرهما وزاد في
الاستيعاب ويزيد بن خصيفة وفي الإصابة والحسن بن محمد بن الحنفية
وزيد بن أسلم وزاد في تهذيب التهذيب وعبد الرحمن بن عبد الله بن
كعب بن مالك وموسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة
المخزومي وغيرهم قال المؤلف ليس في كلام من سمعت انه من
أصحاب علي ولا انه روى عنه مع قولهم انه بعد قتل عثمان سكن الربذة
إلى قبيل وفاته وهو يدل على أنه لم يصحب عليا بعد قتل عثمان ولم يقاتل
معه وهو ينافي كونه من أصحابه ومن ذلك قد يقع الشك في قول الشيخ انه
من أصحاب علي والله أعلم.
١٠٠١: سلمة بن الفضل الأبرش الأنصاري مولاهم أبو عبد الله الأزرق قاضي
الري.
توفي بعد ١٩٠ عن البخاري وقال ابن سعد توفي بالري وقد اتى عليه
(٢٩٠)

١١٠ سنين وعن خط الذهبي مات سنة ١٩١.
في تهذيب التهذيب قال البخاري عنده مناكير وهنه علي قال علي ما
خرجنا من الري حتى رمينا بحديثه قال البرذعي عن أبي زرعة كان أهل
الري لا يرغبون فيه لمعان فيه من سوء رأيه وظلم فيه واما إبراهيم بن موسى
فسمعته غير مرة يقول وأشار أبو زرعه إلى لسانه يريد الكذب وقال أبو حاتم
محله الصدق في حديثه انكار يكتب حديثه ولا يحتج به وقال النسائي
ضعيف. عن ابن معين ثقة كتبنا عنه كان يكتب كتب مغازيه أتم كتابة
ليس في الكتب أتم كتابه قال الدوري عن ابن معين كتبنا عنه وليس به
باس وكان يتشيع وقال علي الهسنجاني عن ابن معين سمعت جريرا يقول
ليس من لدن بغداد إلى أن يبلغ خراسان أثبت في ابن إسحاق من سلمة
وقال ابن سعد كان ثقة صدوقا وهو صاحب مغازي ابن إسحاق روى عنه
المبتدا والمغازي ويقال انه من اخشع الناس في صلاته وقال ابن عدي عنده
غرائب وأفراد ولم أجد في حديثه حديثا قد جاوز الحد في الإنكار وأحاديثه
متقاربة محتملة وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ ويخالف وقال
الترمذي كان إسحاق يتكلم فيه عن البخاري ضعفه إسحاق وقال أبو أحمد
الحاكم ليس بالقوي عندهم. عن أبي داود ثقة وفي رواية سئل عنه فقال لا
اعلم الا خيرا اه‍ قال المؤلف الظاهر أن القدح فيه يرجع إلى
التشيع لأنه كان يجهر بمعتقده بعض الجهر لا كله كما يشير إليه قول ابن
عدي لم أجد له حديثا قد جاوز الحد بخلاف مثل سلمة بن كهيل الذي لم
يقدحوا فيدفع اعترافهم بتشيعه لأنه لم يكن يجهر بشئ والى التشيع يرجع
نسبته إلى سوء الرأي والى رواية ما لا يعتقدونه ولا تقبله عقولهم ترجع نسبه
إلى الكذب وانكار الحديث والغرائب والافراد والمناكير والخطا والمخالفة مع
اعترافهم بوثاقته وان محله الصدق وانه صدوق وبأنه ليس في الكتب أتم من
مغازيه وانه ليس من باس وانه ليس أثبت منه في ابن إسحاق وانه اخشع
الناس في صلاته وغير ذلك.
مشايخه وتلاميذه
في تهذيب التهذيب روى عن أيمن بن نابل ومحمد بن إسحاق وأبي
جعفر الرازي وإبراهيم بن طهمان والثوري وأبي خيثمة الجعفي وأبي سمعان
وغيرهم وعنه كاتبه عبد الرحمن بن سلمة الرازي وابن معين وعبد الله بن
محمد المسندي وعثمان بن أبي شيبة ومحمد بن حميد الرازي ومحمد بن عمرو
زنيخ ودثيعة بن موسى المصري ويوسف بن موسى القطان وغيرهم.
١٠٠٢: سلمة بن قيس الهلالي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع على بعض النسخ
والصواب ان اسمه سليم بن قيس الهلالي ويأتي.
١٠٠٣: سلمة بن كلثم الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي نسخة كلثمة.
١٠٠٤: سلمة بن كهيل بن حصين الحضرمي التنعي.
في تهذيب التهذيب عن يحيى بن سلمة بن كهيل ولد أبي سنة ٤٧
ومات يوم عاشوراء سنة ١٢١ وكذا قال غير واحد وقال ابن سعد وغيره
مات سنة ١٢٢ وقال محمد بن عبد الله الحضرمي وهارون بن حاتم مات
سنة ١٢٣.
والتنعي في هامش تهذيب التهذيب عن لب اللباب بكسر المثناة
الفوقانية وسكون النون ومهملة نسبة إلى بني تنع بطن من همدان.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله سلمة بن كهيل في أصحاب علي وعلي بن
الحسين والباقر والصادق ع وزاد في أصحاب علي بن الحسين أبو
يحيى الحضرمي الكوفي وفي رجال الصادق ع سلمة بن كهيل بن الحسين
أبو يحيى الحضرمي الكوفي تابعي وفي رجال الكشي بسنده عن سدير دخلت
علي أبي جعفر ع ومعي سلمة بن كهيل وأبو المقدام وسالم بن أبي حفصة
وكثير النوا وجماعة فقالوا لأبي جعفر نتولى عليا وحسنا وحسينا ونبرأ من
أعدائهم قال نعم قالوا نتولى فلانا وفلانا ونبرأ من أعدائهم فالتفت إليهم
زيد بن علي وقال لهم أتبرؤون من فاطمة بترتم أمرنا بتركم الله فيومئذ
سموا البترية وهذا الحديث دال على أنه زيدي بتري ويدل عليه أيضا ما
رواه الكشي بسنده عن أبي بصير سمعت أبا جعفر ع يقول إن
الحكم بن عتيبة وسلمة وكثير النوا وأبا المقدام والتمار يعني سالما أضلوا كثيرا
ممن ضل من هؤلاء وانهم ممن قال الله عز وجل ومن الناس من يقول آمنا
بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين وحكى العلامة في آخر القسم الأول من
الخلاصة عن البرقي انه عد من خواص أمير المؤمنين ع سلمة بن كهيل
وهذا ينافي ما مر من كونه زيديا بتريا مذموما غاية الذم وقد ذكره العلامة في
القسم الثاني من الخلاصة وقال بتري واكتفى بما ذكره في آخر القسم الأول
عن البرقي من أنه من خواص أمير المؤمنين ع فكأنه جعله اثنين وقال
ابن داود في القسم الأول من رجاله سلمة بن كهيل ذكره الشيخ في رجاله
في أصحاب علي ع وعده البرقي في خواصه ثم قال سلمة بن كهيل بن
الحصين أبو يحيى الحضرمي الكوفي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب
علي بن الحسين والباقر والصادق ع مهمل فعدهما اثنين وقال في
القسم الثاني من كتابه سلمة بن كهيل بالضم ذكره الشيخ في رجاله في
أصحاب الباقر والصادق وقال الكشي مذموم بتري فكأنه عدهم ثلاثة وفي
المنهج عدهما ابن داود شخصين والظاهر الاتحاد كما لا يخفى واعجب من
ذلك أنه في القسم الثاني جعل مسمى ذلك ثلاثة اه‍ قوله الظاهر الاتحاد
فيه انه كيف يمكن الاتحاد مع قول البرقي انه من خواص أمير المؤمنين ع
فلا بد اما تخطئة ما حكي عن البرقي أو تخطئة ما عداه أو جعلهما اثنين
كما فعل العلامة وفي تهذيب التهذيب: سلمة بن كهيل بن حصين
الحضرمي التنعي عن أحمد سلمة بن كهيل متقن للحديث
وقيس بن مسلم متقن للحديث ما نبالي إذا اخذت عنهما حديثهما
عن ابن معين ثقة وقال العجلي كوفي ثقة ثبت في الحديث
وكان فيه تشيع قليل وهو من ثقات الكوفيين وقال ابن سعد كان ثقة كثير
الحديث وقال أبو زرعة ثقة مأمون ذكي وقال أبو حاتم ثقة متقن وقال
يعقوب بن شيبة ثقة ثبت على تشيعه وقال النسائي ثقة ثبت عن سفيان ثنا
سلمة بن كهيل وكان ركنا من الأركان وشد قبضته وقال ابن مهدي لم يكن
بالكوفة أثبت من أربعة وعده منهم وقال أيضا أربعة في الكوفة لا يختلف في
حديثهم فمن اختلف عليهم فهو مخطئ فذكره منهم وقال جرير لما قدم
شعبة البصرة قالوا له حدثنا عن ثقات أصحابك فقال إن حدثتكم عن
(٢٩١)

ثقات أصحابي فإنما أحدثكم عن نفر يسير من هذه الشيعة الحكم بن عتيبة
وسلمة بن كهيل وحبيب بن أبي ثابت ومنصور قال ابن المديني في العلل لم
يلق سلمة أحدا من الصحابة الا جندبا وأبا جحيفة وفي الهامش عن الحلبي
هذا غلط من ابن المديني محض فقد اخرج الحافظ ابن ماجة في سننه في باب
التيمم باسناد صحيح عن الحسن وسلمة بن كهيل انهما سألا عبد الله بن أبي
أوفى عن التيمم الحديث وقال الوليد بن حرب عن سلمة سمعت جندبا ولم
اسمع أحدا غيره يقول قال النبي ص أخرجه مسلم وهو في البخاري
عن سلمة نحوه وذكره ابن حبان في الثقات وقيل لأبي داود أيما أحب إليك
حبيب بن أبي ثابت أو سلمة فقال أبو داود كان سلمة يتشيع وقال النسائي
هو أثبت من الشيباني والأجلح عن عطاء الخفاف اتى سلمة بن كهيل
زيد بن علي بن الحسين لما خرج فنهاه عن الخروج وحذره من غدر أهل
الكوفة فأبى فقال له فتأذن لي ان اخرج من البلد فقال لم قال لا آمن ان
يحدث لك حدث فلا آمن على نفسي فاذن له فخرج إلى اليمامة.
مشايخه
في تهذيب التهذيب دخل على بن عمر وزيد بن أرقم وروى عن أبي
جحيفة وحنذب بن عبد الله وابن أبي أوفى وأبي الطفيل وزيد بن وهب
وسويد بن غفلة وإبراهيم التيمي وعبد الرحمن بن يزيد النخعي وذر بن
عبد الله المرهبي وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزي وسعيد بن جبير والشعبي
وأبيه كهيل وخاله أبي الزعراء وكريب مولى ابن عباس ومجاهد ومسلم
البطين وأبي سلمة بن عبد الرحمن وجماعة.
تلاميذه
وعنه سعيد بن مسروق الثوري وابنه سفيان بن سعيد والأعمش
وشعبة والحسن وعلي وصالح بنو صالح بن حي وزيد بن أبي أنيسة
وإسماعيل بن أبي خالد وابناه يحيى ومحمد ابنا سلمة وعقيل بن خالد وأبو
المحياة يحيى بن يعلى التيمي ومنصور ومسعر وحماد بن سلمة وجماعة.
١٠٠٥: سلمة بن محرز.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وفي أصحاب الصادق
سلمة بن محرز القلانسي الكوفي وفي المنهج يفهم من بعض رواياته انه كان
شيعيا. وفي التعليقة قوله وكان شيعيا روى ابن أبي عمير بواسطة جميل بن
دراج عنه وكذا بواسطة أبي أيوب الخزاز والرواية دالة عليه وروى صفوان
بواسطته عنه عن الصادق ع النص على الكاظم ع وفي روايتهما عنه
أشعار بكونه ثقة كما مر في الفوائد وهو أخو عقبة وعبد الله بنو محرز ويشير
إليه أيضا ان عبد الله بياع القلانس.
١٠٠٦: سلمة بن محمد بن عبد الله الخزاعي الكوفي أخو منصور.
قال النجاشي سلمة بن محمد أخو منصور كوفي روى عن أبي الحسن
موسى ع له كتاب أخبرنا ابن شاذان حدثنا علي بن حاتم حدثنا محمد بن
أحمد بن ثابت حدثنا محمد بن بكير عن سلمة بكتابه وقال في أخيه منصور
أنهما ثقتان وفي الفهرست سلمة بن محمد له كتاب أخبرنا به جماعة عن
التلعكبري عن ابن همام عن أحمد بن جناح عن سلمة بن محمد وفي
الخلاصة في القسم الأول سلمة بن محمد ثقة وعليها بخط الشهيد الثاني لم
يذكر توثيقه غير المصنف ولم يذكره الشيخ ولا النجاشي وذكره ابن داود نقلا
عن النجاشي مهملا من المدح وضده وذكره الشيخ في الفهرست مهملا
أيضا اه‍ وقال ابن داود في رجاله انه مهمل وقد عرفت ماخذ التوثيق.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن استعلام ان سلمة هو ابن محمد الثقة برواية
محمد بن بكير عنه.
١٠٠٧: سلمة بن مهران الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١٠٠٨: سلمة بن نبيط بن شريط بن انس أبو فراس الأشجعي من همدان كوفي.
مر بعنوان ابن ثبيط بالثاء المثلثة عن رجال الشيخ في أصحاب علي بن
الحسين ع وعن تقريب ابن حجر سلمة بن نبيط بنون موحدة
مصغرا ابن شريط بفتح المعجمة الأشجعي أبو فراس الكوفي ثقة يقال
اختلط من الخامسة وعن مختصر الذهبي انه ثقة اه‍ فالأصح انه ابن
نبيط بالنون لا ثبيط بالثاء المثلثة لنص ابن حجر على ذلك ولأنهم في مثل
هذا أضبط من أصحابنا والشيخ لم ينص على ضبطه بالثاء انما رسم في
المنقول عنه بالثاء وهو قابل للتحريف من النساخ أو غيرهم وفي تهذيب
التهذيب سلمة بن نبيط بن شريط بن انس الأشجعي أبو فراس الكوفي عن
أحمد ثقة وكان وكيع يفتخر به يقول ثنا سلمة بن نبيط وكان ثقة. وعن أبي
داود ثقة وكذا قال ابن معين والنسائي. وقال محمد بن عبد الله بن نمير من
الثقات كان أبو نعيم يفتخر به وقال أبو حاتم صالح ما به باس وذكره ابن
حبان في الثقات قال البخاري يقال اختلط باخره وعن عثمان بن شيبة انه
ثقة.
مشايخه وتلاميذه
في تهذيب التهذيب روى عن أبيه وقيل عن رجل عن أبيه وعن
نعيم بن أبي هند وعبيد بن أبي الجعد والزبير بن عدي والضحاك بن مزاحم
وعنه الثوري وابن المبارك ووكيع والخريبي وحميد بن عبد الرحمن الرواسي
وعبد الله بن موسى وأبو نعيم وغيرهم.
١٠٠٩: السلولي
في التعليقة الحسين بن المخارق اه‍ ويقال الحصين.
١٠١٠: السليقي
في التعليقة الحسن بن مهدي.
١٠١١: سليم بن عيسى الحنفي المقري مولاهم كوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع: وفي التعليقة مر
في أخيه حفص ما يظهر منه معروفيته وشهرته.
١٠١٢: سليم الفرا كوفي.
قال النجاشي روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع ثقة
ذكره أصحابنا في الرجال له كتاب يرويه جماعة منهم محمد بن أبي عمير
أخبرني أحمد بن علي بن العباس حدثنا محمد بن أحمد الصفواني حدثنا
علي بن إبراهيم بن هاشم حدثنا محمد بن أبي عمير عنه وفي رجال الشيخ في
(٢٩٢)

أصحاب الصادق ع سليم الفرا الكوفي ويأتي عن رجال الصادق عن
البرقي سليمان بن عمران الفرا مولى طربال كوفي ولا يبعد اتحاده مع هذا.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب سليم المشترك بين ثقة وغيره
ويمكن استعلام انه الفرا الثقة برواية محمد بن أبي عمير وعلي بن الحكم الثقة
عنه. وعن جامع الرواة انه زاد رواية سيف بن عميرة وأحمد بن محمد
والقاسم بن محمد عنه وروايته عن محمد بن مسلم وحريز.
١٠١٣: سليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي أبو صادق.
ذكر الشيخ في رجاله سليم بن قيس الهلالي في أصحاب علي والحسن
والحسين وعلي بن الحسين والباقر ع الا في أصحاب علي بن
الحسين فقال سليم بن قيس الهلالي ثم العامري الكوفي صاحب أمير
المؤمنين ع وفي الفهرست سليم بن قيس الهلالي يكنى أبا صادق له كتاب
أخبرنا به ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن عيسى
وعثمان بن عيسى عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس اه‍ وقال
النجاشي في أوائل كتابه قبل الشروع في الأبواب سليم بن قيس الهلالي له
كتاب يكنى أبا صادق أخبرني علي بن أحمد القمي حدثنا محمد بن الحسن بن
الوليد حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه عن محمد بن علي الصيرفي عن
حماد بن عيسى وعثمان بن عيسى قال حماد بن عيسى وحدثنا إبراهيم بن
عمر اليماني عن سليم بن قيس بالكتاب اه‍ وفي الخلاصة قال السيد
علي بن أحمد العقيقي كان سليم بن قيس من أصحاب أمير المؤمنين ع
طلبه الحجاج ليقتله فهرب وأوى إلى أبان بن أبي عياش فلما حضرته الوفاة
قال لأبان ان لك علي حقا وقد حضرني الموت يا ابن أخي انه كان من الامر
بعد رسول الله ص كيت وكيت وأعطاه كتابا فلم يرو عن سليم بن قيس
أحد من الناس سوى أبان وذكر أبان في حديث قال كان أي سليم شيخا
متعبدا له نور يعلوه. وقال ابن الغضائري سليم بن قيس الهلالي العامري
روى عن أبي عبد الله والحسن والحسين وعلي بن الحسين ع
وينسب إليه هذا الكتاب المشهور وكان أصحابنا يقولون ان سليما لا يعرف
ولا ذكر في حديث ووجدت ذكره في مواضع كثيرة من غير جهة كتابه ولا
من رواية أبان بن أبي عياش عنه وقد ذكر ابن عقدة في رجال أمير المؤمنين
أحاديث عنه والكتاب موضوع لا مرية فيه وعلى ذلك علامات تدل على ما
ذكرناه منها ما ذكر ان محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت ومنها ان
الأئمة ثلاثة عشر وغير ذلك وأسانيد هذا الكتاب تختلف تارة برواية عمر بن
أذينة عن إبراهيم بن عمر الصنعاني عن أبان بن أبي عياش عن سليم وتارة
يروي عن عمر عن أبان بلا واسطة والوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه
والتوقف في الفاسد من كتابه اه‍ وذكر العلامة في آخر القسم الأول من
الخلاصة نقلا عن البرقي جماعة قال إنهم من جملتهم سليم بن الهلالي.
وقال الكشي وفي منتهى المقال بسند ضعيف سلم بن قيس الهلالي حدثني
محمد بن الحسن البرائي حدثنا الحسن بن علي بن كيسان عن إسحاق بن
إبراهيم بن عمر اليماني عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش قال هذا نسخة
كتاب سليم بن قيس العامري ثم الهلالي رفعه إلى أبان بن أبي عياش وقرأه
وزعم أبان انه قرأه على علي بن الحسين ع قال صدق سليم رحمة
الله عليه هذا حديث نعرفه. وفي منتهى المقال وفيه أيضا بسند ضعيف
محمد بن الحسن حدثنا الحسن بن علي بن كيسان عن إسحاق بن إبراهيم عن
ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قلت لأمير
المؤمنين ع اني سمعت من سلمان ومن مقداد ومن أبي ذر أشياء في
تفسير القرآن ومن الرواية عن النبي ص سمعت منك تصديق ما سمعت
منهم ورأيتم في أيدي الناس أشياء كثيرة عن تفسير القرآن ومن الأحاديث
عن نبي الله ص أنتم تخالفونهم وذكر الحديث بطوله قال أبان فقدر لي بعد
موت علي بن الحسين ع اني حججت فلقيت أبا جعفر محمد بن
علي ع فحدثته بهذا الحديث كله لم أخط منه حرفا فاغرورقت
عيناه ثم قال صدق سليم قد أتى أبي بعد قتل جدي الحسين ع وأنا قاعد
عنده فحدثه بهذا الحديث بعينه فقال له أبي صدقت قد حدثني أبي وعمي
الحسن ع بهذا الحديث عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه
وعليهم فقالا لك صدقت قد حدثك بذلك ونحن شهود ثم حدثناه انهما
سمعا ذلك من رسول الله ص ثم ذكر الحديث بتمامه وفي الخلاصة في القسم
الأول سليم بضم السين ابن قيس الهلالي روى الكشي أحاديث تشهد
بشكره وصحة كتابه وفي الطريق قول قال السيد علي بن أحمد العقيقي وذكر
كلامه الآتي إلى قوله بلا واسطة وقال ابن الغضائري وذكر كلامه الآتي ثم
قال والوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه والتوقف في الفاسد من كتابه
اه‍ وقال الشهيد الثاني فيما علقه بخطه على الخلاصة على قوله وفي الطريق قول في
الطريق إبراهيم بن عمر الصنعاني وأبان بن أبي عياش وقد
طعن فيهما ابن الغضائري وضعفهما ولا وجه للتوقف في الفاسد بل في
الكتاب لضعف سنده على ما رأيت وعلى التنزل كان ينبغي أن يقال ورد
الفاسد منه والتوقف في غيره وأما حكمه بتعديله فلا يظهر له وجه أصلا ولا
وافقه عليه غيره وعلى قوله ان محمد بن أبي بكر الخ انما كان ذلك من
علامات وضعه لأن محمد بن أبي بكر ولد في حجة الوداع وكانت خلافة أبيه
سنتين وأشهرا فلا يعقل وعظه إياه وكتب ان آخر كلام ابن الغضائري قوله
بلا واسطة اي والباقي من كلام العقيقي اه‍ وهنا مواقع للنظر.
أولا ان الشيخ كما مر ذكره في أصحاب علي والحسن والحسين
والسجاد والباقر ع ولم يذكره في أصحاب الصادق ولو روى عنه
لذكره في أصحابه وابن الغضائري لم يذكره في أصحاب علي ولا الباقر
عليهما السلام مع اتفاق الجميع على ذكره في أصحابهما فيوشك ان يكون
وقع خطا من النساخ في النقل.
ثانيا إبراهيم بن عمر الصنعاني قد مر توثيقه في ترجمته وابن
الغضائري حاله في الجرح معلوم وهو المنشأ في الصنعاني وابن أبي عياش.
ثالثا قوله لضعف سنده في التعليقة ما في الكافي والخصال أسانيده
متعددة صحيحة ومعتبرة والظاهر منهما كون روايتهما عن سليم من كتابه
واسنادهما إليه ما رواه فيه وهو الراجح مضافا إلى أن روايتهما عنه في حديث
واحد تارة عن ابن أذينة عن ابان عنه وأخرى عن حماد عن إبراهيم بن عمر
عن ابان عنه والظاهر من روايتهما صحة نسبة كتابه الذي كان عندهما كما
يظهر من الكشي والنجاشي والفهرست أيضا بل ربما يظهر صحة نفس
كتابه لا سيما من الكافي.
رابعا ان المترجم وان لم يصرح فيه بالتوثيق الا انه يكفي فيه عد
البرقي إياه من أولياء أمير المؤمنين ع كما سيأتي وكونه صاحب كتاب
(٢٩٣)

مشهور وانه السبب في هداية أبان بن أبي عياش وقول ابان انه كان شيخا
متعبدا له نور يعلوه إلى غير ذلك ولا يلزم في التوثيق كونه بلفظ ثقة بل
يكفي استفادته من مجموع أمور.
خامسا قوله ان محمد بن أبي بكر الخ وان الأئمة ثلاثة عشر في
حاشية النقد قال بعض الأفاضل رأيت فيما وصل إلي من نسخة هذا الكتاب
ان عبد الله بن عمر وعظ أباه عنه موته وان الأئمة ثلاثة عشر من ولد
إسماعيل وهم رسول الله ص مع الأئمة الاثني عشر ولا محذور في أحد
هذين اه‍ قال صاحب النقد وكان هذه النسخة موضوعة لأني رأيت في
عدة مواضع ان في هذا الكتاب ان الأئمة اثنا عشر من ولد أمير المؤمنين
منها ما نقله النجاشي عنه في ترجمة هبة الله بن أحمد بن محمد اه‍ وفي
المنهج قد قدمنا في ابان ان ما وصل إلينا من نسخ هذا الكتاب انما فيه ان
عبد الله بن عمر وعظ أباه عند الموت وان الأئمة ثلاثة عشر مع النبي ص
وشئ من ذلك لا يقتضي الوضع اه‍ وفي التعليقة قوله فلا يعقل الخ
قال جدي المجلسي الأول لا يستبعد ذلك بان يكون بتعليم أمه أسماء
بنت عميس انتهى قال ولعل نسخة ابن الغضائري كانت سقيمة لكن في
هبة الله بن أحمد ان في كتاب سليم حديث ان الأئمة اثنا عشر من ولد أمير
المؤمنين فالظاهر أن نسخة كانت مختلفة في بعضها أمير المؤمنين وفي بعضها
موضعه رسول الله ص سهوا من القلم قال جدي بل فيه ان الأئمة اثنا
عشر من ولد رسول الله ص وهو على التغليب مع أن أمير المؤمنين كان
بمنزلة أولاده كما أنه كان أخاه وأمثال هذه العبارة موجودة في الكافي
وغيره اه‍ قال على أن كونهم اثني عشر من ولد أمير المؤمنين ع أيضا
على التغليب وبالجملة مجرد وجود ما خالف بظاهره لا يقتضي الوضع على أن
الوضع بهذا النحو لا يخلو من غرابة وأما حكمه بتعديله فلعله بملاحظة
ما ذكر عن رجال البرقي وفي رجال أبي علي ما مر من أن عبد الله بن عمر
دعا أباه وهو مذكور في أواخر الكتاب المذكور في مواضع عديدة بفواصل
قليلة قال واما كون الأئمة ثلاثة عشر فاني تصفحت الكتاب من أوله إلى
آخره فلم أجده فيه بل في مواضع عديدة انهم اثنا عشر واحد عشر من ولد
علي ع ولعل نسبة ذلك إليه لما وجدوه فيه من مثل حديث النبي ص
ان الله نظر إلى أهل الأرض فاختارني واختار عليا فبعثني رسولا ونبيا ودليلا
وأوحى إلي ان اتخذ عليا أخا ودليلا ووصيا وخليفة في أمتي بعدي الا انه
ولى كل مؤمن بعدي أيها الناس ان الله نظر نظرة ثانية فاختار بعدنا اثني
عشر وصيا من أهل بيتي فجعلهم خيار أمتي واحدا بعد واحد فجعل
الاثني عشر بعده وبعد علي مقتضاه انهم غير علي ومثل ما فيه من حديث
الديراني الذي كان من حواري عيسى ومجيئه إلى علي ع بعد رجوعه من
صفين وذكر ان عنده كتب عيسى وفيها ان ثلاثة عشر رجلا من ولد
إسماعيل هم خير خلق الله إلى أن قال حتى ينزل عيسى بن مريم على
آخرهم فيصلي خلفه فان كان ما نسبوه إلى الكتاب لما فيه من مثل هذين
الحديثين فهو اشتباه لأن الحديث الأول فيه بعد ما مر هكذا أول الأئمة
أخي علي ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين وفي
الحديث الثاني عند تعداد الثلاثة عشر المذكورين هكذا احمد رسول الله وهو
محمد ثم اخوه ووزيره وخليفته وأحب من خلق الله إلى الله بعده ابن عمه
علي بن أبي طالب ثم أحد عشر رجلا من ولده وولد ولده الحديث.
سادسا قوله أسانيد هذا الكتاب تختلف الخ في التعليقة لم نجد فيه
ضررا وربما يظهر من الكافي والخصال والفهرست وغيرها كثرة الطرق.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن معرفة سليم انه ابن قيس
برواية إبراهيم بن عمر اليماني وابان بن أبي عياش عنه وعن جامع الرواة انه
زاد رواية حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عثمان عنه.
١٠١٤: سليم مولى طربال كوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ووقع في طريق
الصدوق في باب ميراث المشكوك ويأتي عن النجاشي ورجال الباقر ع
سليمان كما يأتي عن رجال الشيخ عن البرقي سليمان بن عمران الفرا مولى
طربال كوفي ولا يبعد اتحاده مع هذا وحينئذ يكون سليم الفرا الكوفي وسليم
مولى طربال الكوفي وسليمان بن عمران الفرا مولى طربال الكوفي واحدا
والله أعلم.
التمييز
في رجال أبي علي عن مشتركات الطريحي والكاظمي سليم مولى
طربال الراوي عن حريز عن القاسم بن محمد اه‍ وعندي نسختان من
المشتركاتين ليس فيهما سليم مولى طربال أصلا نعم ذكرا سليمان مولى
طربال وميزاه برواية ابن نوح وعباد بن يعقوب عنه وعن جامع الرواة انه
نقل رواية القاسم بن محمد عن سليم مولى طربال عن حريز ورواية صفوان
وعلي بن أسباط أيضا عنه.
١٠١٥: الشيخ سلمان الكعبي آل ناصر.
شيخ قبيلة كعب وأميرها عندنا مجموعة مخطوطة فيها صورة الكتب
التي كان يرسلها والي بغداد إلى امراء العرب والألقاب التي كانت تخص كل
واحد منهم وفيها ذكر المترجم في عشرة مواضع.
١٠١٦: سليمان بن أبي سهل ابن نوبخت.
عالم فاضل أديب شاعر قال ابن النديم وشعره قدر خمسين ورقة ولم
اعرف اسم أبيه فان المكنى من آل نوبخت بأبي سهل جماعة منهم الفضل بن
نوبخت صاحب دار الحكمة لهارون الرشيد ومنهم إسماعيل بن علي بن
إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت ومنهم سهل الذي اسمه كنيته كناه بها
المنصور الدوانيقي.
١٠١٧: سليمان بن أبي طالب بن عيسى بن حامد، أبو الربيع البلدي المعروف
بابن بطيلة الخياط.
قال ابن الشعار: رأيته شابا أشقر طويلا ابيض يخضب بالحناء وكان
شاعرا ذا طبع صالح في الشعر ويصنع الحكايات، وينشئ الأسمار
ويوشحها بالأبيات الحسنة من قوله، وربما ظهر في كلامه تعسف، وكان
شيعيا مغاليا في الولاء، يتكسب بشعره، وله في أهل البيت صلوات الله
عليهم مديح كثير. وبلغني انه توفي ببلده في جمادى الآخرة سنة سبع
وعشرين وستمائة، وأنشدني في الوزير شرف الدين أبي البركات المبارك بن
المستوفي وقد قدم من غيبة يقتضيه رسما له عليه:
أهلا بمقدمك السعيد ومرحبا * يا من يرى طلب المعالي مطلبا
فارقتنا فتفرقت أرواحنا * شوقا إليك وحنة وتلهبا
(٢٩٤)

فإذا خلت منك البلاد فلا خلت * أبدا ولا وجدت محلا مخصبا
طلت الأنام فصاحة وسماحة * ورياسة ونفاسة وتهذبا
وعلا محلهم محلك إذ غدا * فوق السماك مخيما ومطنبا
مال الزمان إليك ميل مساعد * لما رآك تحب أصحاب العبا
ألهمت نفسك نيل شاو متعب * فتركت للساعين شأوا متعبا
رام العلى قوم فخيب ظنهم * فيه وأشقاهم بذاك وأتعبا
إلى آخر القصيدة.
١٠١٨: الشيخ سليمان بن أحمد بن الحسين آل عبد الجبار البحراني القطيفي نزيل
مسقط من بلاد عمان.
توفي سنة ١٢٦٦.
عالم فاضل محقق فقيه محدث كانت إليه الرحلة في طلب العلم لطلبة
تلك البلاد واليه المرجع في المسائل والمعضلات وتحقيق الحقائق له
١ كتاب النجوم الزاهرة في فقه العترة الطاهرة ٢ شرح المفاتيح
٣ شرح اللمعة ٤ ارشاد البشر في شرح الباب الحادي عشر
٥ شرح فصول المحقق الطوسي ٦ شرح الايساغوجي ٧ شرح
الشمسية ٨ شرح تهذيب المنطق ٩ رسالة في المناسك ١٠ رسالة
في الجزء الذي لا يتجزأ ١١ رسالة في الرجعة ١٢ رسالة في المعارف
الخمس ١٣ رسالة في الرد على النصارى ١٤ منظومة في المنطق
سماها جواهر الأفكار فرع منها سنة ١٢٣١ ١٥ أرجوزة في أصول الفقه
إلى غير ذلك.
١٠١٩: الشيخ سليمان بن بير أحمد الياناكي.
عالم فاضل يروي إجازة عن الأمير شرف الدين علي بن حجة الله
الطباطبائي الشولستاني الغروري بتاريخ ٤ رجب سنة ١٠٥٤.
١٠٢٠: سليمان بن أحمد بن محمد بن سليمان العاملي النباطي.
وجد بخطه مفتاح الفلاح كتبه سنة ١١٤٨.
١٠٢١: سليمان بن أحمد المفضلي.
ذكره في حدائق الأفراح في أذكياء عمان وقال في حقه مفضل بكماله
مجمل في أفعاله وأقواله فاق الأنداد والأقران بعظيم ملك علومه ونفائس
خزائن منثوره ومنظومه فلله در سليمان فمن شعره قوله راثيا السيد حمد ابن الإمام
سعيد رحمهما الله تعالى:
سطت الهموم وصالت الأتراح * ونأى السرور وشطت الأفراح
والأرض حالكة الأديم فلا يرى * شمس ولا قمر ولا مصباح
لرزية دهت الورى فلأجلها * السمع صم وألكن الافصاح
شق الجيوب محرم لكنما * في مثله شق القلوب مباح
١٠٢٢: الشيخ سليمان البحراني
يأتي بعنوان سليمان بن علي.
١٠٢٣: سليمان التيمي
هو سليمان بن قتة الآتي وعد ابن رستة في الأعلاق النفسية سليمان
التيمي من الشيعة.
١٠٢٤: المولى سليمان الجرجي
في الذريعة ج ٤ ص ٢٦٩ له تفسير القرآن توجد منه قطعة في تفسير
آية الكرسي فقط في الخزانة الرضوية وهو متأخر عن عصر الفيض الكاشاني
لنقله فيه عنه.
١٠٢٥: الشيخ سليمان الحائري
عالم فاضل له أحاديث الأحكام استخرجها من تفسير العياشي في
الذريعة لا أعلم عصره ولا سائر أحواله رأيته في مكتبات النجف.
١٠٢٦: سليمان بن حبيب بن المهلب
في مجالس المؤمنين عن تذكرة ابن المعتز انه روي عن السيد الحميري
ان سليمان بن حبيب بن المهلب كان من رؤساء الشيعة ومن أصدقاء السيد
القدماء فولي الأهواز وقصده السيد من الكوفة إلى الأهواز فأكرمه سليمان
وأعزه وكان سليمان لا يشرب الخمر ويمنع من شربه ويشدد في ذلك واضطر
السيد أيام وجوده في الأهواز إلى ترك شربه فنحل جسمه واصفر لونه فسأله
سليمان عن ذلك فقال الصدق انني كنت أتناول الشراب فيهضم الطعام
ويقوي البدن وفي هذه المدة أمسكت عنه فوصلت إلى هذه الحال فاليوم إذا
كنت تريد حياتي فمر ان يصنعوا لي من هذا الذي هو ماء الحياة ودع الزهد
ناحية فتبسم سليمان وقال أقل ما يجب علي في حق مادح آل الرسول ص انه
إذا كان وصل إلى هذه الحال بواسطة فقد الشراب ان أجوز له الشراب
وحيث إن سليمان كان في غاية العفة والتقوى ووحيدا في معرفة الشراب
تخيل ان الميبخت المعروف بواسطة اشتماله على لفظ الشراب هو مراد السيد
فكتب إلى عامل جبال الأهواز أن أبعث إلى أبي هاشم مائي دورق ميبختجا
فلما قرأ السيد الكتاب قال أصلح الله الأمير بلاغة الكلام في الاختصار فقال
سليمان ما الذي وقع في الكتاب من عدم الاختصار قال الجمع بين كلمتين
أنا اكتفي بأحدهما دع مي واضرب على بختج اه‍ وسيأتي في ترجمة
عبد الله بن النجاشي أبو بجير الأسدي نظير هذه الحكاية للسيد معه.
١٠٢٧: سليمان بن الحسن بن الجهم بن كبير بن أعين بن سنسن الشيباني
توفي بعد سنة ٢٥٠ بمدة.
هو أول من عرف بالزراري من ولد بكير وكانوا قبله يعرفون
بالبكيريون وليسوا من ولد زرارة كما يوهم وصفهم بالزراري وانما نسبوا إلى
زرارة من قبل أمهم لأن أم الحسن بن الجهم بنت عبيد بن زرارة قال حفيده
أبو غالب الزراري أحمد بن محمد بن سليمان في رسالته في آل أعين أول من
نسب منا إلى زرارة جدنا سليمان نسبه إليه سيدنا أبو الحسن علي بن محمد
ع صاحب العسكر وكان إذا ذكره في توقيعاته إلى غيره قال
الزراري تورية عنه وسترا له ثم اتسع ذلك وسمينا به اه‍ ومن ذلك يظهر
النظر في قول الشيخ في الفهرست أبو غالب الزراري وهم البكيريون
وبذلك كان يعرف إلى أن خرج توقيع من أبي محمد ع فيه
ذكر أبي طاهر الزراري فاما الزراري رعاه الله فذكروا أنفسهم اه‍ وأبو
طاهر كنية محمد بن سليمان والزراري أول من سمي
به أبوه سليمان لا هو فنسبتهم إلى زرارة متقدمة على أبي طاهر ولكن
المحقق الشيخ سليمان البحراني قال في شرحه على الفهرست المسمى
بالمعراج ان أبا طاهر كنية محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن سليمان
وانه هو الذي خرج فيه التوقيع قال أبو غالب قبل ذلك كانت أم الحسن بن
(٢٩٥)

الجهم ابنة عبيد بن زرارة ومن هذه الجهة نسبنا إلى زرارة ونحن من ولد
بكير وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم قال وكان الحسن العسكري يكاتبه
ابن سليمان في أمور له بالكوفة وبغداد وأمه أم ولد يقال لها رومية وكان
الحسن بن الجهم اشتراها جلبا ومعها ابنة لها صغيرة قرباها فخرجت بارعة
الجمال وأدبها فحسن أدبها فاشتريت لعبد الله بن طاهر فأولدها عبد الله بن
عبد الله وكان سليمان خال عبد الله وانتقل إليه من الكوفة وباع عقاره بها
في محلة بني أعين وخرج معه إلى خراسان عند خروجه إليها فتزوج بنيشابور
امرأة من وجوه أهلها وأرباب النعم فولدت له جدي محمد بن سليمان وعتم
أبي علي بن سليمان وأختا لهما تزوجها عند عود سليمان إلى الكوفة محمد بن
يحيى المعادي فأولدها محمد بن محمد بن يحيى وأخته فاطمة بنت محمد فلما
صرف آل طاهر عن خراسان أراد سليمان ان ينقل عياله بها وولده إلى
العراق فامتنعت زوجته وظنت بعمتها وأهلها فاحتال عليها بالحج ووعدها
الرجوع بها إلى خراسان فرغبت في الحج فأجابته إلى ذلك فخرج بها وبولده
منها فحج بها ثم عاد إلى الكوفة وليس له بها دار فنزل دور أهله ومحلتهم إذ
ذاك باقية فنزل بالقرب من المسجد الجامع رغبة فيه على قوم من التجار
يعرفون ببني عباد خزازين في خطة بني زهرة ثم ابتاع في موضعه دورا واسعة
بقيت في أيدي ولده وقد خلف من الولد بعد ابنه الذي مات في حياته
جدي محمد بن سليمان وكان أسن ولده عليا أخاه من أمه وحسنا وحسينا
وجعفرا وأربع بنات إحداهن زوجة المعادي من النيشابورية وباقي البنين
والبنات من أمهات أولاد وخلف ضيعة في بساتين الكوفة وهي المعروفة
بالخراشية واسعة وقرية في الفلوجة تعرف بقرية منير وأرضا واسعة جميعها في
النجف مما يلي الحيرة لا اعرف من اي قرية هي وكان قد استخرج لها عينا
يجريها إليها في قني عملها من صدقة بالحيرة وتعرف بقنية الشنيق قد رأيت
انا اثر القني وأدركت شيخا كان قد قام له عليها وكان سبب استخراجه
العين ان بعض أهل زوجته من خراسان ورد حاجا فاشتهى ان يرى الحيرة
فخرج معه إليها وكانت قبة الشنيق أحد الأشياء التي يقصدها الناس للنزهة
وكانت مما يلي النجف وقبة عضين مما يلي الكوفة وهي باقية إلى هذا الوقت
ولا اعرف خبر قبة الشنيق أهل هي باقية أو لا فلما جلسوا للطعام قال
الخراساني هاهنا ماء ان استنبط ظهر ثم ساروا فرأى النجف وعلوه على
الأرض إلى ما يسفله فقال يوشك ان يسبح ذلك الماء على هذه الأرض
فابتاع سليمان تلك الأرض وجمع منها ما أمكن ثم عمل على استنباط العين
فأنفق عليها مالا فظهر له من الماء ما ساقه في القنى إلى تلك الأرض وكان له
حديث حدثت به ذهب عني في أمر العين الا ان الذي رزق من المال كان
يسيرا فلم تزل تلك الضياع في يده إلى أن مات ثم خرج ولده كلهم عن
قرية منير وعن هذه الأرض التي في النجف وجمع جدي رحمه الله مع ما
خصه من الضيعة في الخواشبة بعض أموال اخوته إلى أن مات وخلفه لي
ولأختي فلم تزل في يدي إلى أن امتحنت في سنة ٣١٤ وما بعدها فخرج
ذلك عن يدي في المحن وخراب الكوفة في الفتن وكانت دارنا بالكوفة من
حدود بني عباد في دار الخزازين في زقاق عمرو بن حريث الشارع من جانبيه
بقبة من بناء سليمان ودار بناها جدي محمد بن سليمان ودار بنيتها انا ودار
اصطبل ودور للسكان ليس في الشارع وجانبيه دار لغيرنا الا دار لعمي
علي بن سليمان ودار لعمات أبي الثلاث وكن مقيمات ببغداد في دار
عبد الله بن عبد الله بن طاهر وربما وردن الكوفة للزيارة فنزلن بدارهن إلى أن
مات عبد الله ومتن قبله أو بعده بيسير فأقام عبد الله في دوره بالكوفة
وعبيد الله بن عبد الله ابن أخته إذ ذاك ببغداد يتقلدها وله المنزلة الرفيعة من
السلطان وكان عمال الحرب والخراج يركبون إلى سليمان وسيدنا أبو
الحسن ع يكاتبه وكان يحمل إليه من غلة زوجته بخراسان في كل سنة
مع الحاج ما يحمل ومات سليمان في طريق مكة بعد خمسين ومائتين بمدة
ولست أحصيها.
١٠٢٨: نظام الدين أبو الحسن أو أبو الحسين أو أبو عبد الله سلمان أو سليمان بن
الحسن بن سليمان أو سلمان الصهرشتي
النسبة
الصهرشتي نسبة إلى صهرشت بصاد مهملة مفتوحة وهاء ساكنة وراء
مهملة مفتوحة وشين فارسية ساكنة ومثناة فوقية آخر الحروف هكذا وجدتها
مضبوطة بالشكل في مجموعة الجباعي بخطه وفي معجم البلدان المطبوع
وضبطها بعض المعاصرين ممن لا يعتمد على ضبطه بكسر الصاد ولا أعلم
من أين أخذه ورسمها ياقوت في معجم البلدان بالجيم بدل الشين وذلك
لأن الجيم الفارسية تنطق قريبا من مخرج الشين وترسم بصورة جيم تحته
ثلاث نقط فلذلك قد تكتب جيما خلاصة في معجم البلدان صهرجت
قريتان بمصر متاخمتان لمنية عمر شمالي القاهرة معروفتان بكثرة زراعة قصب
السكر وتعرف بمدينة صهرجت ابن زيد وهي على شعبة النيل بينها وبين بنها
ثمانية أميال اه‍ وفي كلام بعض المعاصرين انه منسوب إلى صهرشت من
بلاد الديلم.
الاختلاف في الكنية والاسم
في أكثر ما رأيناه أبو الحسن ولكن في المقابيس أبو الحسن أو أبو
الحسين أو أبو عبد الله وفي فهرست منتجب الدين سليمان بن الحسن بن
سليمان ولكن في أمل الآمل عن الفهرست سلمان فيهما وفي مجموعة الشيخ
محمد بن علي الجباعي من أجداد البهائي التي بخطه أبو الحسن سلمان بن
الحسن بن سلمان اما ما يحكى عن خط الشيخ يوسف البحراني من أن
الصهرشتي هو شارح النهاية من تلاميذ الشيخ واسمه سليمان بن محمد بن
سليمان ناسبا له إلى فهرست منتجب الدين فهو سهو قطعا فان اسم أبيه في
فهرست منتجب الدين الحسن لا محمد واستظهر صاحب الرياض ان
الجميع تعبير عن شخص واحد وان اسمه سليمان كما في نسخ معالم العلماء
وأكثر نسخ فهرس منتجب الدين لكن لما كان في أمل الآمل سلمان ظن
تعددهما وذكر فيه ترجمتين إحداهما بعنوان سلمان نقلا عن فهرس منتجب
الدين والأخرى بعنوان سليمان نقلا عن معالم العلماء مع أنه ليس في
الكتابين الا ترجمة واحدة فلو كان فيه غيرها لعثر كل منهما عليهما.
أقوال العلماء فيه
في مجموعة الجباعي المقدم ذكرها: الشيخ الثقة فقيه وجه دين قرأ
على الشيخ الطوسي وفي فهرست الشيخ منتجب الدين علي بن عبيد الله بن
الحسن بن الحسين بن بابويه القمي: الشيخ الثقة أبو الحسن بن سليمان
الصهرشتي فقيه وجه دين قرأ على شيخنا الموفق أبي جعفر الطوسي وجلس
في مجلس درس سيدنا المرتضى علم الهدى رحمهم الله وله تصانيف منها
النفيس التنبيه النوادر المتعة أخبرنا بها الوالد عن والده عنه اه‍.
(٢٩٦)

ثم إن في معالم العلماء سليمان بن الحسين أو الحسن بن محمد
الصهرشتي ولم يذكر المترجم وظاهره انه غيره ولذلك أورد في أمل الآمل
ترجمتين إحداهما سليمان بن الحسن بن سليمان والثانية لسليمان بن
الحسن بن محمد. وفي معجم البلدان في صهرجت ينسب إليها أبو الفرج
محمد بن الحسن البغدادي من فقهاء الشيعة له كتاب سماه قبس المصباح
لعله اختصره من مصباح المتهجد للطوسي وله شعر وأدب وأورد له أبياتا
ذكرناها في ترجمته أقول هذا غريب فان السيد بحر العلوم الطباطبائي
نسب قبس المصباح إلى المترجم ثم حكى عن المجلسي انه قال قبس
المصباح من مؤلفات الشيخ الفاضل أبي الحسن سليمان بن الحسن
الصهرشتي من مشاهير تلامذة شيخ الطائفة في الدعاء يروي عن جماعة
وعدهم ولكن الذي وجدته في مقدمات البحار في موضعين انه نسبه إلى
بعض تلامذة الشيخ ولم يصرح باسمه قال عند تعداد الكتب التي أخذ
منها: وكتاب قبس المصباح من مؤلفات بعض تلامذة شيخ الطائفة في
الدعاء وهو يروي عن جماعة وعدهم كما نقله بحر العلوم ويأتي ذكرهم في
مشايخه ثم قال عند بيان الوثوق على الكتب واختلافها في ذلك: كتاب
قبس المصباح يظهر منه جلالة مؤلفه مع أنه مقصور على الدعاء اه‍ ولعل
صاحب البحار أطلع بعد ذلك على اسمه فكتبه كما نقله السيد وبقيت
النسخ الأخرى خالية عنه والله أعلم ومن هنا يتطرق الشك إلى قبس
المصباح انه من تأليفه ويقوي كونه ليس من تأليفه عدم ذكر غير بحر العلوم
له في مؤلفاته.
مشايخه
قد عرفت انه قرأ على الشيخ الطوسي وحضر مجلس درس السيد
المرتضى والظاهر أنه حضر قليلا مجلس درس المرتضى وجل قراءته على
تلميذه صاحب الرجال كما مر عن قبس المصباح بناء على أنه للمترجم وقال
بحر العلوم في رجاله عن المجلسي في مقدمات البحار انه يروي عن جماعة
منهم أبو يعلى محمد بن الحسن بن جعفر الجعفري وشيخ الطائفة وأبو
الحسين أحمد بن علي الكوفي وأبو الفرج المظفر بن علي بن حمدان القزويني
عن الشيخ المفيد رضي الله عنهم أجمعين اه‍ لكن قد عرفت ان صاحب
البحار قال ذلك عن صاحب قبس المصباح فان كان صاحبه المترجم فهم
من مشايخه.
تلاميذه
علم من كلام منتجب الدين السابق انه يروي عنه جده الحسن بن
بابويه وفي المقابيس روى عنه الشيخ حسكا وغيره.
مؤلفاته
في مجموعة الجباعي المتقدمة له تصانيف منها ١ كتاب النفيس
٢ كتاب التنبيه ٣ كتاب النوادر ٤ كتاب المتعة ٥ شرح النهاية يعني
نهاية الشيخ ٦ تنبيه الفقيه ولعله المتقدم مجلدان اه‍ ٧ إصباح الشيعة
بمصابيح الشريعة في المقابيس ذكره صاحب البحار من كتبه ولعله الذي يعبر
عنه صاحب كشف اللثام بالاصباح ٨ قبس المصباح نسبه إليه بحر العلوم
في رجاله نقلا عن البحار وقد عرفت الحال فيه.
١٠٢٩: السيد سليمان الحلي
يأتي بعنوان سليمان بن داود بن حيدر.
١٠٣٠: أبو الوليد سليمان بن حمدان بن حمدون التغلبي العدوي الملقب بالحرون
عم سيف الدولة
كان من امراء بني حمدان وشجعانهم قال ابن الأثير في حوادث سنة
٢٩٣ فيها ولي المكتفي بالله الموصل وأعمالها أبا الهيجاء عبد الله بن
حمدان بن حمدون التغلبي العدوي ثم ذكر مجئ الخبر إليه بإغارة الأكراد
الهذبانية على نينوى وخروجه إليهم ثم عاد عنهم وانه جرد معه جماعة من
جملتهم اخوته سليمان وداود وسعيد وغيرهم ممن يثق به وبشجاعته وكان مع
الحسين بن حمدان لما ذهب إلى مصر لحرب الطولونية في خلافة المكتفي
فأحسن الأثر قال ابن خالويه كان أبو الوليد سليمان بن حمدان شيخ بني
حمدان وصاحب الغلب في كل وقعة لعلو شانه فسمي الحرون لذلك وفيه
وفي أبي سليمان داود بن حمدان المعروف بالمزرفن يقول الشاعر:
قسم المكارم ربها * بين المزرفن والحرون
قرمي معد كلها * وأخوهما ليث العرين
اني علقت بحبكم * فعلقت بالحبل المتين
ووجدت ما أحببت من * شرف ومن فضل ودين
وفيه يقول أبو فراس من قصيدته التي يفخر فيها باهله وعشيرته:
وعمي الحرون عند قلب كل كتيبة * تخف الجبال وهو للموت صابر
١٠٣١: النواب سليمان خان اعتضاد الدولة
كان فاضلا له تذكرة الاخوان في رد الصوفية فارسي مطبوع وبنى
مدرسة سميت باسمه المذكور ابتدأ بعمارتها اعتضاد الدولة وأتمها في عهد
السلطان محمد شاه القاجاري وفي زمان حياة الباني وبعد وفاته كانت
موقوفاتها بنظارة ولده محمد قاسم خان ثم رممها نصر الله خان القاجاري
ثم وقفت عليها أوقاف في دولة ناصر الدين شاه القاجاري ورممت وذلك
سنة ١٢٨٢.
١٠٣٢: سليمان بن داود بن الحسن بن علي ابن أبي طالب ع
قال ابن الأثير انه قبض عليه المنصور في جملة من قبض عليه من بني
الحسن بالمدينة وقيدهم وحملهم إلى العراق وقتلهم هناك لم ينج منهم الا
سليمان هذا ونفر غيره.
١٠٣٣: السيد سليمان بن داود بن سليمان بن داود بن حيدر بن أحمد بن محمود
الحسيني الحلي والد السيد حيدر الحلي الشاعر المشهور
توفي سنة ١٢٤٧ بالحلة ودفن بالنجف.
كان أديبا شاعرا شريف النفس عالي الهمة وقورا له إلمام ببعض
العلوم وله أرجوزة في النحو ومن شعره في الحسين ع:
أرى العمر في صرف الزمان يبيد * ويذهب لكن ما نراه يعود
فكن رجلا ان ينض أثوب عيشه * رثاثا فثوب الفجر منه جديد
وإياك ان تشري الحياة بذلة * هي الموت والموت المريح وجود
(٢٩٧)

وغير فقيد من يموت بعزة * وكل فتى بالذل عاش فقيد
لذاك نضا ثوب الحياة ابن فاطم * وخاض عباب الموت وهو فريد
ولاقى خميسا يملأ الأرض زحفه * بعزم له السبع الطباق تميد
وليس له من ناصر غير نيف * وسبعين ليثا ما هناك مزيد
سطت وأنابيب الرماح كأنها * آجام وهم تحت الرماح اسود
ترى لهم عند القراع تباشرا * كان لهم يوم الكريهة عيد
وما برحوا يوما عن الدين والهدى * إلى أن تفانى جمعهم وأبيدوا
ويسطو العفرني حين أفرد صولة * أبيد بها للظالمين عديد
وقد كاد يفنيهم ولكنما القضا * على عكس ما يهوى الهدى ويريد
فأصمى فؤاد الدين سهم منية * فهد بناء الدين وهو مشيد
بنفسي تريب الخد ملتهب الحشا * عليه المواضي ركع وسجود
بنفسي قتيل الطف من دم نحره * غدا لعطاشى الماضيات ورود
بنفسي رأس الدين ترفع رأسه * رفيع العوالي السمهرية ميد
تخاطبه مقروحة القلب زينب * فتشكو له أحوالها وتميد
أخي كيف ترضى أن نساق حواسرا * ويطمع فينا شامت وحسود
أخي ان قلبي بات للوجد عنده * مواثيق لم تنقض لهن عهود
إذا رمت اخفاء الدموع ففي الجوى * مع الدمع مني سائق وشهيد
أيصبح ثغري بعد يومك باسما * وينكت ثغر الفخر منك يزيد
وتؤنسني تربي وأنت بمهمة * أنيسك عسلان الفلاة وسيد
فلا در بعد السبط در غمامة * ولا لنبات الأرض شب وليد
١٠٣٤: السيد أبو داود سليمان بن داود بن حيدر بن أحمد بن محمود الحلي جد والد
السيد حيدر الحلي الشاعر المشهور
توفي سنة ١٢١١ بالحلة ودفن في النجف وشيعه ثلاثمائة من الحليين
واستقبل نعشه أهل النجف يقدمهم السيد بحر العلوم ودفن في الصحن
الشريف.
في الطليعة كان فاضلا مشاركا في العلوم نشأ في النجف وقرأ على
علمائها ثم سكن الحلة وله اخبار مع أدبائها وقال غيره انه صنف بكل فن
كتابا ذكر ابنه السيد داود في رسالة عملها في ترجمة أبيه قال سألني الشيخ
احمد النحوي عن أبي فقلت له هو في البيت فقال سلم عليه لنا سلاما
وافيا فبلغته ذلك فأعاد إليه بقوله واعد لنا أيضا سلاما كافيا في أبيات
التزم بها الفاء وقال ذم السيد الشريف ابن فلان حسودا له بأبيات أولها:
أشكو إلى الله مما نابني وجرى * من جاهل قد غدا بالجهل مشتهرا
فصدرها وعجزها أبي فشكره السيد الشريف بقصيدة أولها:
ما الكاس طاف بها على الجلاس * ساق بأنواع المحاسن كاسي
كلا ولا تغريد أطيار الهنا * من فوق غصن ناعم مياس
كسلاف نظم من أديب جل عن * وصف الورى بهواجس وقياس
أعني سليمان بن داود الذي * سن الفصاحة شعره للناس
أدب تحيرت الحقول بنعته * ورمى بني الآداب بالوسواس
وهي طويلة ومن شعره قوله في أمير المؤمنين ع:
ظبي سبت أجفانه * صبا علت أشجانه
من حمرة الخدين في * قلبي ذكت نيرانه
لا احمد يرعى ولا * يرعى له قرآنه
وأخو النبي المصطفى * فيهم تعالى شانه
ان صال في يوم الوغى * ذلت له شجعانه
مولى لأكباد العدى * مشتاقة خرصانه
يا غيث جود هاطل * يروي الملا هتانه
يا صاحب الفضل الذي * يبدو لنا برهانه
يا من بايمان الورى * معادل ايمانه
يا من اتاه سائلا * من الفلا ثعبانه
وكلم الميت الذي * قدما عفت أكفانه
صلى عليك الله ما * ركب سرت ركبانه
١٠٣٥: الشيخ سليمان بن داود السواري
عالم فاضل له زهرة الرياض ونزهة القلوب المراض معرب من كتابه
الفارسي الموسوم ببهجة الأنوار بزيادة فوائد كثيرة أخرى مرتبا على ٦٧
مجلسا حكى ذلك في كشف الظنون عن كتاب تحفة الصلوات للمولى حسين
الواعظ الكاشفي ثم قال وهو من الكتب المشهورة موعظة لكنه ليس
بمعتبر.
١٠٣٦: سليمان بن داود المنقري أبو أيوب الشاذكوني الأصفهاني
قال النجاشي ليس بالمتحقق بنا غير أنه يروي عن جماعة من أصحابنا
من أصحاب أبي جعفر بن محمد ع وكان ثقة وقال ابن الغضائري
ضعيف جدا لا يلتفت إليه يوضع كثيرا على المهمات وفي الايضاح ثقة
فيرجع بوثيقة لضعف تضعيف ابن الغضائري.
١٠٣٧: الشيخ سليمان بن صالح بن أحمد بن عصفور
توفي سنة ١٠٨٥ في كربلا ورثاه اخوه الشيخ عيسى بقصيدة مذكور
بعضها في اللؤلؤة.
في أمل الآمل فاضل فقيه محقق أخباري محدث ورع عابد من
المعاصرين.
١٠٣٨: الشيخ سليمان الصغير ابن سلمان الكبير ابن أحمد بن الحسين بن عبد
الجبار القطيفي
عالم فاضل توفي أبوه في مسقط سنة ١٢٦٦ ونزل هو بعده إلى ميناء
إلى أن توفي عد في أنوار البدرين من تصانيفه أجوبة المسائل الصالحية وهي
مسائل سأله عنها الشيخ صالح بن طعان الستري البحراني.
١٠٣٩: سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون بن منقذ بن ربيعة بن اصرم
الخزاعي من ولد كعب بن عمرو بن ربيعة وهو لحي بن حارثة بن عمرو بن
عامر وهو ماء السماء عامر بن الغطريف والغطريف هو حارثة بن امرئ
القيس بن ثعلبة بن مازن يكنى أبا المطرف
استشهد يوم عين الوردة من أرض الجزيرة طالبا بثار الحسين ع في
ربيع الآخر سنة ٦٥ من الهجرة وكان عمره يوم قتل ٩٣ سنة.
هكذا ساق نسبه صاحب الاستيعاب وقال وقد ثبت نسبه في خزاعة
(٢٩٨)

لا يختلفون فيه كان اسمه في الجاهلية يسارا فسماه رسول الله ص سليمان
وفي أسد الغابة سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون بن منقذ بن
ربيعة بن اصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشة بن سلول بن كعب بن
عمرو بن ربيعة وهو لحي الخزاعي وولد عمرو هم خزاعة.
صرد بفتح الصاد وسكون الراء.
أقوال العلماء فيه
في الاستيعاب كان رضي الله عنه خيرا فاضلا له دين وعبادة وكان له
سن عالية وشرف وقدر وكلمة في قومه وفي أسد الغابة كان خيرا فاضلا له
دين وعبادة وفي الإصابة كان خيرا فاضلا وقال ابن سعد هو من الطبقة
الثالثة من المهاجرين صحب رسول الله ص وكان له سن عالية وشرف في
قومه وفي تاريخ بغداد بسنده عن محمد بن جرير عن رجاله قال سليمان بن
صرد بن الجون بن أبي الجون وهو عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن
اصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن
حارثة بن عمرو مزبقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ
القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد أسلم وصحب النبي ص وكانت له سن
عالية وشرف في قومه نزل الكوفة وورد المدائن وبغداد وقال الطبري في ذيل
المذيل وكانت له سن عالية وشرف في قومه وقال الحاكم في المستدرك وكانت
له سن عالية وشرف في قومه.
أخباره
كان مع علي ع بصفين وجعله على رجالة الميمنة وفي أسد الغابة
شهد مع علي بن أبي طالب مشاهده كلها قال نصر خرج حوشب ذو ظليم
يوم صفين وهو يومئذ سيد أهل اليمن فاقبل في جمعه وصاحب لوائه يقول:
نحن اليمانيون منا حوشب * اي ذو ظليم أين منا المهرب
فينا الصفيح والقنا المغلب * والخيل أمثال الوشيج شرب
ان العراق حبلها مذبذب * ان عليا فيكم محبب
في قتل عثمان وكل مذنب
فحمل عليه سليمان بن صرد الخزاعي وهو يقول:
يا لك يوما كاشفا عصبصبا * يا لك يوما لا يواري كوكبا
يا أيها الحي الذي تذبذبا * لسنا نخاف ذا ظليم حوشبا
لأن فينا بطلا مجربا * ابن بديل كالهزبر مغضبا
أمسى علي عندنا محببا * نفديه بالام ولا نبقي أبا
فطعن سليمان حوشبا فقتله وأتى سليمان بن صرد عليا أمير
المؤمنين ع بعد كتاب الصحيفة بصفين ووجهه مضروب بالسيف فلما
نظر إليه علي ع قال فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا
تبديلا فأنت ممن ينتظر وممن لم يبدل فقال يا أمير المؤمنين اما لو وجدت
أعوانا ما كتبت هذه الصحيفة أبدا وقال نصر في كتاب صفين أيضا ان
عقبة بن مسعود عامل علي على الكوفة كتب إلى سليمان بن صرد يوم صفين
يوصيه بالصبر ويقول إنهم ان يظهروا عليكم الآية وقال ابن سعد لما قبض
رسول الله ص تحول فنزل الكوفة وشهد مع علي ع الجمل وصفين وكان
من الذين كتبوا إلى الحسين ان يقدم الكوفة غير أنه لم يقاتل معه خوفا من
ابن زياد ثم قدم بعد قتل الحسين فجمع الناس فالتقوا بعين وردة وهي من
اعمال قرقيسيا وعلى أهل الشام الحصين بن نمير فاقتتلوا فترجل سليمان
فرماه الحصين بن نمير بسهم فقتله فوقع وقال فزت ورب الكعبة وقتل معه
المسيب بن نجبة فقطع رأسيهما وبعث بهما إلى مروان بن الحكم وفي
الاستيعاب سكن الكوفة وابتنى بها دارا في خزاعة وكان نزوله بها في أول ما
نزلها المسلمون شهد مع علي صفين وهو الذي قتل حوشبا ذا ظلم الألهاني
بصفين مبارزة.
خبر مقتله وامر التوابين
في الاستيعاب كان فيمن كتب إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما
يسأله القدوم إلى الكوفة فلما قدمها ترك القتال معه فلما قتل الحسين ندم هو
والمسيب بن نجبة الفزاري وجميع من خذله ثم قالوا ما لنا مما فعلنا الا ان
نقتل أنفسنا في الطلب بدمه فخرجوا فعسكروا بالنخيلة وذلك مستهل ربيع
الآخر سنة ٦٥ وولوا أمرهم سليمان بن صرد وسموه أمير التوابين ثم ساروا
إلى عبيد الله بن زياد فلقوا مقدمته في أربعة آلاف عليها شرحبيل بن ذي
الكلاع فاقتتلوا فقتل سليمان بن صرد والمسيب بموضع يقال له عين الوردة
وهو رأس عين وقيل إنهم خرجوا إلى الشام في الطلب بدم الحسين فسموا
التوابين وكانوا أربعة آلاف فقتل سليمان بن صرد رماه يزيد بن الحصين بن
نمير بسهم فقتله وحمل رأسه ورأس المسيب بن نجبة إلى مروان بن الحكم
وفي الشذرات يسمى جيشهم جيش التوابين وجيش السراة وقال ابن الأثير
لما قتل الحسين ورجع ابن زياد من معسكره بالنخيلة إلى الكوفة تلاقت
الشيعة بالكوفة بالندامة والتلاوم ورأت ان قد أخطأت خطا كبيرا وانه لا
يغسل عارهم والاثم عليهم الا قتل من قتله فاجتمعوا بالكوفة في منزل
سليمان بن صرد إلى خمسة نفر من رؤساء الشيعة سليمان بن صرد الخزاعي
والمسيب بن نجبة الفزاري وعبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي وعبد الله بن
وال النيمي تيم بكر بن وائل ورفاعة بن شداد البجلي وكانوا من خيار
أصحاب علي فخطبهم المسيب وقال في آخر كلامه ان رأيتم ولينا هذا الأمر
شيخ الشيعة وصاحب رسول الله ص وذا السابقة والقدم سليمان بن صرد
الخزاعي المحمود في بأسه ودينه الموثوق بحزمه وتكلم عبد الله بن سعد بنحو
ذلك فخطبهم سليمان وقال في آخر خطبته الا انهضوا فقد سخط عليكم
ربكم ولا ترجعوا إلى الحلائل والأبناء حتى يرضى الا لا تهابوا الموت فما
هابه أحد قط الا ذل وكونوا كبني إسرائيل إذ قال لهم ربهم انكم ظلمتم
أنفسكم إلى قوله فاقتلوا أنفسكم أحدوا السيوف وركبوا الأسنة واعدوا لهم
ما استطعتم من القوة ومن رباط الخيل وقال خالد بن سعد بن نفيل انا
أشهد كل من حضر ان كل ما أملكه سوى سلاحي صدقة أقوى به
المسلمين على قتال الفاسقين وقال غيره مثل ذلك فقال سليمان حسبكم من
أراد من هذا شيئا فليأت به عبد الله بن وال فإذا اجتمع عنده جهزنا به ذوي
الحاجة وكتب سليمان إلى سعد بن حذيفة بن اليمان يعلمه بما عزموا عليه
ويدعوه إلى مساعدتهم ومن معه من الشيعة بالمدائن فقرأ عليهم سعد
الكتاب فأجابوا إلى ذلك وكتبوا إلى سليمان انهم على الحركة إليه والمساعدة
له وكتب سليمان إلى المثنى بن مخرمة مخربة العبدي بالبصرة بمثل ذلك
فاجابه المثنى انا موافوك إن شاء الله للأجل الذي ضربت فكان أول ما
ابتدأوا به أمرهم بعد قتل الحسين سنة ٦١ فما زالوا بجمع آلة الحرب ودعاء
الناس في السر إلى أن هلك يزيد بن معاوية سنة ٦٤ فجاء إلى سليمان
(٢٩٩)

أصحابه وطلبوا الوثوب على عمرو بن حريث خليفة ابن زياد على الكوفة
والطلب بثار الحسين فقال سليمان لا تعجلوا اني رأيت قتلة الحسين هم
أشراف الكوفة وفرسان العرب ومتى علموا ما تريدون كانوا أشد الناس
عليكم ونظرت فيمن تبعني منكم فعلمت انهم لو خرجوا لم يدركوا ثأرهم
وكانوا جزرا لعدوهم بثوا دعاتكم ففعلوا واستجاب لهم ناس كثير بعد
هلاك يزيد فلما مضت ستة أشهر بعد هلاك يزيد قدم المختار الكوفة وقد كان
عبد الله بن يزيد الأنصاري أميرا على الكوفة من قبل ابن الزبير وكانوا قد بايعوا له
فاخذ المختار يدعو إلى الطلب بثار الحسين وكان يقول يريد سليمان ان يخرج
فيقتل نفسه ومن معه وقال عبد الله بن يزيد ان المختار وأصحابه يطلبون بدم
الحسين فليخرجوا ظاهرين ثم إن أصحاب سليمان خرجوا يشترون
السلاح ظاهرين ويتجهزون ثم إن المختار خرج إلى ابن الزبير فلما رأى أنه لا يواليه
عاد إلى الكوفة واختلفت إليه الشيعة وسال عن سليمان بن صرد فأخبر خبره
وانه على المسير وبعث إلى الشيعة وهم عند سليمان وقال لهم ان سليمان له بصر
بالحرب ولا تجربة بالأمور وانما يريد ان يخرج بكم فيقتلكم ويقتل نفسه
فاستمال بذلك طائفة من الشيعة وعظماء الشيعة مع سليمان لا يعدلون به
أحدا وهو أثقل خلق الله على المختار ولما أراد سليمان الشخوص سنة ٦٥
بعث إلى رؤوس أصحابه فأتوه فلما أهل ربيع الآخر خرج فلما اتى النخيلة
دار في الناس فلم يعجبه عددهم فأرسل حكيم بن منقد الكندي
والوليد بن عصير الكناني فناديا في الكوفة يا لثارات الحسين فكانا
أول خلق الله دعيا بذلك فاتاه نحو مما في عسكره ثم نظر في ديوانه
فوجدهم ستة عشر ألفا ممن بايعه فقال سبحان الله ما وافانا من ستة
عشر ألفا الا أربعة آلاف فقيل له ان المختار يثبط الناس عنك وقد تبعه
ألفان فقال وقد بقي عشرة آلاف وأقام بالنخيلة يبعث إلى من تخلف
عنه فاتاه نحو من ألف فقام إليه المسيب بن نجبة فقال إنه لا ينفعك الكاره
ولا يقاتل معك الا من أخرجته المحبة فلا تنتظر أحدا وجد في أمرك قال
نعم ما رأيت ثم قام سليمان في أصحابه فقال أيها الناس من كان خرج
يريد بخروجه وجه الله والآخرة فذلك منا ونحن منه ومن كان انما يريد
الدنيا فوالله ما يأتي فئ نأخذه وغنيمة نغنمها ما خلا رضوان الله وما معنا
من ذهب ولا فضة ولا متاع ما هو الا سيوفنا على عواتقنا وزاد قدر البلغة
فتنادى أصحابه من كل جانب انا لا نطلب الدنيا ثم قال عبد الله بن
سعد بن نفيل لسليمان انا خرجنا نطلب بثار الحسين وقتلته كلهم بالكوفة
منهم عمر بن سعد ورؤوس الأرباع والقبائل فأين نذهب من هنا وندع
الأوتار وقال أصحابه كلهم هذا هو الرأي فقال سليمان ان الذي قتله وعبى
الجنود إليه هذا الفاسق ابن الفاسق عبيد الله بن زياد فسيروا إليه على بركة
الله فان يظفركم الله رجونا ان يكون من بعده أهون علينا منه ورجونا ان
يدين لكم أهل مصركم في عافية فينظرون إلى كل من شرك في دم الحسين
فيقتلونه وان تستشهدوا فإنما قاتلتم المحلين وما عند الله خير للأبرار ولو
قاتلتم أهل مصركم ما عدم رجل ان يرى رجلا قتل أخاه وأباه وحميمه
فاستخيروا الله وسيروا فجاءهم والي الكوفة وأمير خراجها وقالوا أقيموا معنا
حتى نتهيا فإذا سار عدونا إلينا خرجنا إليه بجماعتنا وجعلا لسليمان
وأصحابه خراج جوخى ان أقاموا فقال لهما سليمان قد محضتما النصيحة
ونسأل الله العزيمة على الرشد ولا ترانا الا سائرين فقال الوالي أقيموا حتى
نعبي معكم جيشا كثيفا وكان بلغهم ان عبيد الله بن زياد أقبل من الشام في
جنود كثيرة فلم يقم سليمان وسار عشية الجمعة لخمس مضين من ربيع
الآخر سنة ٦٥ فوصل دار الأهواز وقد تخلف عنه ناس كثير فقال ما أحب
ان لا يتخلفوا ولو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ان الله كره انبعاثهم
فثبطهم وخصكم بفضل ذلك ثم ساروا فانتهوا إلى قبر الحسين فصاحوا
صيحة واحدة فما رئي أكثر باكيا من ذلك اليوم وتابوا وأقاموا عنده يوما
وليلة يبكون ويتضرعون وزادهم النظر إليه حنقا ثم ساروا بعد أن كان
الرجل يعود إلى ضريحه كالمودع له فازدحم الناس عليه أكثر من ازدحامهم
على الحجر الأسود ثم ساروا على الأنبار وكتب إليهم والي الكوفة ينهاهم عن
المسير نصيحة ويطلب منهم الرجوع إلى الكوفة فكتب إليه سليمان يشكره
ويثني عليه ويقول إن القوم استبشروا ببيعهم من ربهم وتابوا فقال الوالي
استمات القوم والله ليموتن كراما مسلمين ثم ساروا حتى انتهوا إلى قرقيسيا
على تعبية وبها زفر بن الحارث الكلابي قد تحصن بها خوفا منهم لأنه لم
يعرفهم فلما عرفهم رحب بهم فطلبوا إليه ان يخرج لهم سوقا فأخرجه وبعث
إليهم بخبز كثير وعلف ودقيق فاستغنوا عن السوق الا قليلا وخرج إليهم
زفر يشيعهم وقال لسليمان قد سار خمسة أمراء من الرقة أحدهم
عبيد الله بن زياد في عدد كثير مثل الشوك والشجر فان شئتم دخلتم قريتنا
وكانت أيدينا واحدة فقال سليمان قد طلب أهل مصرنا ذلك منا فأبينا قال
زفر فبادروهم إلى عين الوردة فاجعلوا المدينة في ظهوركم ويكون الرستاق
والماء والمادة في أيديكم وما بيننا وبينكم فأنتم آمنون منه واطووا المنازل فوالله
ما رأيت جماعة قط أكرم منكم ولا تقاتلوهم في فضاء فإنهم أكثر منكم
وأوصاهم بوصايا كثيرة حربية مما دل على معرفته الكاملة بالحرب ثم ساروا
مجدين فانتهوا إلى عين الوردة وأقاموا على مسيرة يوم وليلة فخطب سليمان
أصحابه وذكر الآخرة ورغب فيها ثم قال إذا لقيتموهم فأصدقوهم القتال
واصبروا ان الله مع الصابرين ولا يولهم امرؤ دبره الا متحرفا لقتال أو
متحيزا إلى فئة ولا تقتلوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح ولا تقتلوا أسيرا من
أهل دعوتكم الا ان يقاتلكم بعد أن تأسروه فان هذه كانت سيرة علي في
أهل هذه الدعوة فان أنا قتلت فأمير الناس مسيب بن نجبة فان قتل
فعبد الله بن سعد بن نفيل فان قتل فعبد الله بن وال فان قتل فرفاعة بن
شداد رحم الله امرأ صدق ما عاهد الله عليه ثم بعث المسيب في أربعمائة
فارس وقال له شن عليهم فان رأيت ما تحب والا رجعت فسار يومه وليلته
ثم بث أصحابه في الجهات فجاءوه بأعرابي فسأله فقال أدنى عساكرهم منك
على رأس ميل فساروا مسرعين فأشرفوا عليهم وهم غارون فحملوا في
جانب عسكرهم فانهزم العسكر وأصاب المسيب منهم رجالا فأكثروا فيهم
الجراح وأخذوا الدواب وخلى الشاميون معسكرهم وانهزموا فغنم منه
أصحاب المسيب ما أرادوا ثم انصرفوا إلى سليمان موفورين وبلغ الخبر ابن
زياد فأرسل الحصين بن نمير في اثني عشر ألفا فخرج إليه سليمان بأصحابه
لأربع بقين من جمادى الأولى فدعاهم أهل الشام إلى الجماعة على
عبد الملك بن مروان قال ابن الأثير وفي هذا نظر فان مروان كان حيا
ودعاهم أصحاب سليمان إلى خلع عبد الملك وتسليم عبيد الله بن زياد
إليهم وانهم يخرجون من بالعراق من أصحاب ابن الزبير ثم يرد الأمر إلى
أهل البيت فأبى كل منهم فحملت ميمنة سليمان على ميسرة الحصين
والميسرة على الميمنة وحمل سليمان في القلب فانهزم أهل الشام إلى معسكرهم
وما زال الظفر لأصحاب سليمان إلى أن حجز بينهم الليل فلما أصبحوا أمد
ابن زياد الحصين بثمانية آلاف وخرج أصحاب سليمان فقاتلوهم قتالا لم
يكن أشد منه طول النهار ولم يحجز بينهم الا الصلاة فلما أمسوا تحاجزوا وقد
(٣٠٠)

كثرت الجراح في الفريقين فلما أصبح أهل الشام أمدهم ابن زياد بعشرة
آلاف فاقتتلوا يوم الجمعة قتالا شديدا إلى ارتفاع الضحى ثم إن أهل الشام
كثروهم وتعطفوا عليهم من كل جانب ورأى سليمان ما لقي أصحابه فنزل
ونادى عباد الله من أراد البكور إلى ربه والتوبة من ذنبه فإلي ثم كسر جفن
سيفه ونزل معه ناس كثير وكسروا جفون سيوفهم ومشوا معه فقتلوا من أهل
الشام مقتلة عظيمة وأكثروا الجراح فبعث الحصين الرجال ترميهم بالنبل
واكتنفتهم الخيل والرجال فقتل سليمان رحمه الله رماه يزيد بن الحصين
بسهم فوقع. وقال أعشى همدان في أمر التوابين ورئيسهم سليمان قال ابن
الأثير وهي مما يكتم ذلك الزمان:
ألم خيال منك يا أم غالب * فحييت عنا من حبيب مجانب
فما انس ولا انس انتقالك في الضحى * إلينا مع البيض الحسان الخراعب
تراءت لنا هيفاء مهضومة الحشي * لطيفة طي الكشاح ريا الحقائب
فتلك النوى وهي الجوى لي والمنى * فاحبب بها من خلة لم تصاقب
ولا يبعد الله الشباب وذكره * وحب تصافي المعصرات الكواعب
فاني وان لم أنسهن لذاكر * روية مخبات كريم المناسب
توسل بالتقوى إلى الله صادقا * وتقوى الاله خير تكساب كاسب
وخلى عن الدنيا فلم يلتبس بها * وتاب إلى الله الرفيع المراتب
تخلى عن الدنيا وقال طرحتها * فلست إليها ما حييت بآيب
وما انا فيما يكره الناس فقده * ويسعى له الساعون فيها براغب
توجه من نحو الثوية سائرا إلى * ابن زياد في الجموع الكتائب
بقوم هم أهل التقية والنهى * مصاليت أنجاد سراة مناجب
مضوا تاركي رأي ابن طلحة حسبة * ولم يستجيبوا للأمير المخاطب
فساروا وهم ما بين ملتمس التقى * وآخر مما جر بالأمس تائب
فلاقوا بعين الوردة الجيش فاصلا * إليهم فحسوهم ببيض قواضب
يمانية تذري الأكف وتارة * بخيل عتاق مقربات سلاهب
فجاءهم جمع من الشام بعده * جموع كموج البحر من كل جانب
فما برحوا حتى أبيدت سراتهم * فلم ينج منهم ثم غير عصائب
وغودر أهل الصبر صرعى فأصبحوا * تعاورهم ريح الصبا والجنائب
فأضحى الخزاعي الرئيس مجدلا * كان يقاتل مرة ويحارب
أراد به المترجم في أبيات اخر ذكر فيها الرؤساء المقتولين من أصحاب
سليمان.
من روى عنهم ومن رووا عنه
في الإصابة روى عن النبي ص وعن علي وأبي والحسن وجبير بن
مطعم روى عنه أبو إسحاق السبيعي ويحيى بن يعمر وعبد الله بن يسار وأبو
الضحى وذكر في أسد الغابة فيمن روى عنه عدي بن ثابت.
ما روي من طريقه
في الاستيعاب وأسد الغابة وتاريخ بغداد بأسانيدهم عن سليمان بن
صرد ان رجلين تلاحيا فاشتد غضب أحدهما فقال النبي ص اني لأعرف
كلمة لو قالها سكن غضبة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم اه‍ وفي تاريخ
بغداد بسنده عن سلم بن عبد الرحمن عن زاذان وقعت مع سليمان بن صرد
ونحن نسير على موضع فقال لي يا زاذان أما تراه قلت بلى قال الحمد لله
الذي مكن خيل المسلمين منه قال سلم قلت لزاذان وأين الموضع قال
صراتكم هذه التي بين قطربل والمدائن.
١٠٤٠: السيد سليمان الطباطبائي النائيني اليزدي
توفي سنة ١٢٥٠ ونيف.
ورع فاضل من أجلاء العلماء قرأ على ملا إسماعيل العقدائي والشيخ
جعفر الجناجي وجلالة شانه أظهر من أن تبين وله في إقامة عزاء سيد
الشهداء حالات عجيبة.
١٠٤١: سليمان ميرزا ابن الشاه طهماسب
كان والي حيدرآباد وبامره كتب الشيخ عبد علي بن محمود الخادم
خال ابن خاتون العاملي شرحا على ألفية الشهيد.
١٠٤٢: نجم الدين سليمان بن عبد القوي بن سعيد بن الصفي المعروف بابن أبي
الحنبلي الطوفي
ولد سنة ٦٥٢ وتوفي في رجب ببلد الخليل سنة ٧١٦ والطوفي
بضم الطاء المهملة وسكون الواو وبعدها فاء نسبة إلى طوف قرية ببغداد في
الدرر الكامنة: أصله من طوف ثم قدم الشام فسكنها مدة ثم أقام بمصر
مدة واشتغل في العلوم وشارك في الفنون وتعانى التصانيف في الفنون وكان
قوي الحافظة شديد الذكاء قرأ على الزين علي بن محمد الصرصري بها
وبحث المحرر على التقي الزريراتي وقرأ العربية على محمد بن الحسين
الموصلي وقرأ العلوم وناظر وبحث ببغداد وقرأت بخط القطب الحلبي كان
فاضلا له معرفة وكان مقتصدا في لباسه وأحواله متقللا من الدنيا وكان يتهم
بالرفض وله قصيدة يغض فيها من بعض الصحابة وكان سمع من إسماعيل
ابن الطبال وغيره ببغداد ومن التقي سليمان وغيره بدمشق وأجاز له الرشيد
ابن أبي القاسم وغيره وقال الكمال جعفر كان كثير المطالعة أظنه طالع
أكثر كتب خزائن قوص وكانت قوته في الحفظ أكثر منها في الفهم وقال
الذهبي كان دينا قانعا ويقال انه تاب عن الرفض ونسب إليه انه قال عن
نفسه:
حنبلي رافضي ظاهري * أشعري انها إحدى الكبر
ويقال ان بقوص خزانة كتب من تصانيفه وقال الصفدي كان وقع له
بمصر واقعة مع سعد الدين الحارثي وذلك أنه كان يحضر دروسه فيكرمه
ويبجله وقرره في أكثر مدارس الحنابلة فتبسط عليه إلى أن كلمه في الدرس
بكلام غليظ فقام عليه ولده شمس الدين عبد الرحمن وفوض امره لبدر
الدين بن الحبال فشهدوا عليه بالرفض وأخرجوا بخطه شعرا فيه ذلك فعزز
وضرب فتوجه إلى قوص ونزل عند بعض النصارى وصنف تصنيفا أنكروا
عليه منه ألفاظا ثم استقام امره واقبل على قراءة الحديث والتصنيف وشرح
الأربعين للنووي واختصر روضة الموفق في الأصول على طريقة ابن الحاجب
حتى أنه استعمل أكثر ألفاظ المختصر وشرح مختصره شرحا حسنا وشرح
مختصر التبريزي في الفقه على مذهب الشافعي وكتب على المقامات شرحا
واختصر الترمذي وكان في الشعر الذي نسبوه إليه قوله:
كم بين من شك في خلافته * وبين من قيل إنه الله

(١) هو كمال الدين جعفر الأدفوي مولف الطالع السعيد. ولكن لم أجده في الطالع السعيد
فكأنه غيره - المؤلف -.
(٢) ورد ذكر هذا البيت في شرح النهج الحديد. ووفاة ابن أبي الحديد سنة ٦٥٦ اي قبل وفاة
الطوفي بستين سنة تقريبا، فيلاحظ ذلك - المؤلف.
(٣٠١)

وله من قصيدة في ذم الشام أولها جد للمشوق ولو بطيف منام.
ومنها:
قوم إذا دخل الغريب بأرضهم * أضحى يفكر في بلاء مقام
بثقالة الأخلاق منهم والهوى * والماء وهي عناصر الأجسام
ووعورة الأرضين فامش وقع ونم * كتغير المستعجل التمتام
بجوار قاسيون هم وكأنهم * من جرمه خلقوا بغير خصام
وله قصيدة في المولد النبوي أولها:
ان ساعدتك سوابق الأقدار * فأنخ مطيك في حمى المختار
وقرأت بخط الكمال جعفر كان القاضي الحارثي يكرمه ويبجله
ونزله في دروس ثم وقع بينهما كلام في الدرس فقام عليه ابن القاضي
ورفعوا أمره إلى بعض النواب فشهدوا عليه بالرفض ثم قدم قوص فصنف
تصنيفا أنكرت عليه ألفاظا فغيرها ثم لم نر منه بعد ولا سمعنا عنه شيئا
يشين ولم يزل ملازما للاشتغال وقراءة الحديث والمطالعة والتصنيف وحضور
الدروس معنا إلى حين سفره إلى الحجاز وقال ابن مكتوم في ترجمته من
تاريخ النحاة قدم علينا في زي الفقراء ثم تقدم عند الحنابلة فرفع عليه إلى
الحارثي انه وقع في حق عائشة فعزره وسجنه وصرف عن جهاته ثم أطلق
فسافر إلى قوص فأقام بها مدة ثم حج سنة ٧١٤ وجاور سنة ١٥ ثم حج
ونزل إلى الشام فمات ببلد الخليل وقال ابن رجب ذكر بعض شيوخنا عمن
حدثه انه كان يظهر التوبة ويتبرأ من الرفض وهو محبوس قال ابن رجب
وهذا من نفاقه فإنه لما جاور في آخر عمره بالمدينة صحب السكاكيني شيخ
الرافضة ونظم ما يتضمن ذلك ذكر عنه المطري حافظ المدينة ومؤرخها
وكان صحب الطوفي بالمدينة وكان الطوفي بعد سجنه نفي إلى الشام فلم
يدخلها لأنه هجا أهلها فعرج إلى دمياط فأقام بها مدة ثم توجه منها إلى
الصعيد وله سماع على الرشيدين أبي القاسم وأبي بكر بن أحمد بن أبي البدر
أو المنذر وإسماعيل بن أحمد بن الطبال وقال ابن رجب في طبقات الحنابلة لم
يكن له يد في الحديث وفي كلامه فيه تخبيط كثير وكان شيعيا منحرفا عن
السنة وصنف كتابا سماه العذاب الواصب على أرواح النواصب قال من
دسائسه الخفية انه قال في شرح الأربعين ان أسباب الخلاف الواقع بين
العلماء تعارض الروايات والنصوص وبعض الناس يزعم أن السبب في ذلك
عمر بن الخطاب لأن الصحابة استأذنوه في تدوين السنة فمنعهم مع علمه
بقول النبي ص اكتبوا لأبي شاه وقوله قيدوا العلم بالكتاب فلو ترك الصحابة
يدون كل واحد منهم ما سمع من النبي ص لانضبطت السنة فلم يبق بين
آخر الأمة وبين النبي ص الا الصحابي الذي دونت روايته لأن تلك
الدواوين كانت تتواتر عنهم كما تواتر البخاري ومسلم قال ابن رجب ولقد
كذب هذا الرجل وفجر وأكثر ما كان يفيد تدوين السنة صحتها وتواترها
وقد صحت وتواتر الكثير منها عند من له معرفة بالحديث وطرقه دون من
أعمى الله بصيرته مشتغلا فيها بشبه أهل البدع ثم أن الاختلاف لم يقع
لعدم التواتر بل لتفاوت الفهوم في معانيها وهذا موجود سواء تواترت ودونت
أم لا وفي كلامه رمز إلى أن حقها اختلط بباطلها وهو جهل مفرط اه‍ وقد
غلب التعصب على ابن رجب ولم يأت في جواب هذا الرجل بشئ سوى
البهت والفحش وسوء القول الرجل يقول لو دونت السنة لم نحتج إلى
البحث عن أحوال الرواة الذين بيننا وبين الصحابي الراوي عن رسول
الله ص إذ كانت دواوين الصحابة تتواتر عنهم كما تواترت كتب العلماء عنهم
فكما اننا لا نحتاج إلى توثيق الوسائط بيننا وبين البخاري وبيننا وبين مسلم
لتواتر كتابيهما عنهما كذلك لا نحتاج إلى توثيق الوسائط بيننا وبين مؤلفات
الصحابة لو كانت فتقل الكلفة ويعرف الصحيح من غيره والحق ان هذا
جواب مسكت لأن الطوفي لا يقدر ان يقول له بهت وأشر ثم يكابر ويقول إن
هذا لا يفيد الا صحتها وتواترها كان ذلك ليس بالأمر المهم ثم يقول
وقد صحت وتواتر كثير منها ولو سلمنا جدلا ذلك فماذا يصنع بالقليل الذي
لم يتواتر أفما كان في تواتره فائدة وقوله قد صحت يعني كلها فإذا كان كذلك
فلماذا لا يزال العلماء يردون بعضها بضعف السند وقوله تواتر الكثير منها
جهل منه أو تجاهل فان المتواتر في جميع الطبقات نادر الوجود أو مفقود وقد
تحير أهل علم الدراية في الاتيان بمثال له وما نظن ذلك يخفى على ابن رجب
وهو معروف بالعلم والدراية في الرواية والعلماء إذا قالوا عن حديث انه
متواتر لا يريدون التواتر بالمعنى المصطلح الذي هو التواتر في جميع الطبقات
بان يخبر به في كل طبقة عدد يمتنع عادة تواطؤهم على الكذب بل يريدون
المقطوع الصدور لقرائن تحفه أو لكثرة من أوردوه في كتبهم أو غير ذلك
وهذا ليس بحاصل في الكثير منها لا سيما انها تتفاوت فيه الأنظار ويتطرق
إليه الإنكار فيكون الحق مع الطوفي الا ان نقتصر في جوابه على كذب وفجر
وأعمى الله بصيرته واشتغل بشبه أهل البدع فيكون هو القول الفصل قوله
الاختلاف لم يقع لعدم التواتر بل لتفاوت الفهوم وبعضه لعدم التواتر وإذا
كان لا يقع اختلاف لعدم التواتر فلماذا دونت كتب الرجال وأي فائدة لها
ولماذا أتعب العلماء أنفسهم في تدوينها والبحث عن رجال الأحاديث وإذا
كان يسلم بان فيها غير متواتر كما يدل عليه قوله وتواتر الكثير منها فكيف
يمكن ان لا يقع اختلاف لعدم التواتر.
تنبيه
ذكر في الدرر الكامنة: عبد القوي بن عبد الكريم العراقي الحنبلي
الطوفي الرافضي يلقب نجم الدين وقال هكذا ترجمه الصفدي وأظنه سقط
منه اسمه فإنه سليمان بن عبد القوي المقدم ذكره وقال اي الصفدي في
ترجمته له مصنف في أصول الفقه ونظم كثير وعزر على الرفض بالقاهرة
لكونه قال من أبيات:
كم بين من شك في خلافته * وبين من قيل إنه الله
وهو القائل عن نفسه:
حنبلي رافضي ظاهري أشعري هذه إحدى الكبر
مات ببلد الخليل سنة ٧١٦ ويقال انه تاب في الآخر اه‍ أقول
الظاهر ما ذكره بدليل نسبة البيتين إلى سليمان واتحاد تاريخ الوفاة كما مر في
ترجمته.
١٠٤٣: الشيخ أبو الحسن شمس الدين سليمان ابن العالم الشيخ عبد الله بن علي بن
حسن بن أحمد بن يوسف بن عمار السري أو السراوي الماحوزي البحراني
المعروف بالمحقق البحراني
ولد ليلة النصف من شهر رمضان سنة ١٠٧٥ بطالع عطارد كما حكاه
في لؤلؤة البحرين عن خطه نقلا عن والده.
وتوفي سابع عشر رجب سنة ١١٢١ ودفن في مقبرة الشيخ ميثم بن
المعلى جد الشيخ ميثم المشهور بقرية الدونج من قرى ماحوز نقل من بيت
(٣٠٢)

سكناه من بلاد القديم إليها لكونه منها كما عن تلميذه الشيخ
عبد الله بن صالح البحراني فيكون عمره أربعا وأربعين سنة وعشرة أشهر
ويومين وعن تلميذه المذكور ان عمره يقرب من خمسين سنة ولكنه ذكر
تاريخ وفاته ولم يذكر تاريخ ولادته فكأنه لم يطلع عليه وأخذ ذلك بالتخمين
وقد أرخ وفاته بعض فضلاء عصره بقوله كورت شمس الدين.
والسري كما في أنوار البدرين أو السراوي كما في اللؤلؤة نسبة إلى
سرة ناحية بالبحرين فيها عدة قرى وفي الكتابين أصله من قرية الخارجية
إحدى قرى سرة والماحوزي نسبة إلى الماحوز بالحاء المهملة والزاي وفيها
مولده ومسكنه ثم سكن البلاد القديم وبها توفي ونقل منها إلى الدونج كما مر
والماحوز في اللؤلؤة هي ثلاث قرى الدونج بالجيم بعد النون وهي
مسكن المترجم وهلتا بالتاء المثناة من فوق بعد اللام وبها قبر المحقق
العلامة الفيلسوف الشيخ ميثم البحراني صاحب الشروح الثلاثة على نهج
البلاغة والغريفة بالغين المعجمة ثم الراء ثم الياء المثناة من تحت ثم الفاء
مصغرة اه‍ وفي أنوار البدرين كان في الزمن القديم في الأغلب إذا صار
رئيس الحسبة الشرعية من غير البلاد ينقله أهل البلاد إليها وهي عمدة
البحرين ومسكن العلماء الأعلام والتجار والحكام والأدباء وذوي الأقدار
وهي مسكن آبائنا الأخيار اه‍.
أحواله وأقوال العلماء فيه
في اللؤلؤة عن خطه انه قال: حفظت الكتاب الكريم ولي سبع
سنين تقريبا وأشهر وشرعت في كسب العلوم ولي عشر سنين ولم أزل
مشتغلا بالتحصيل إلى هذا الآن وهو عام ١٠٩٩ وقال المحقق البهبهاني في
حقه في أول التعليقة في الفائدة الرابعة العالم العامل والفاضل الكامل
المحقق المدقق الفقيه النبيه نادرة العصر والزمان المحقق الشيخ سليمان ره
وفي اللؤلؤة: علامة الزمان ونادرة الأوان ثم قال وهذا الشيخ قد انتهت
إليه رئاسة بلاد البحرين في وقته إلى أن قال وقد رأيت الشيخ المذكور وانا
ابن عشر سنين أو أقل وكان والدي نزل في قرية البلاد بتكليف والده لملازمة
التحصيل عند الشيخ المزبور وكان يدرس يوم الجمعة في المسجد بعد
الصلاة في الصحيفة الكاملة السجادية وحلقته مملوءة من الفضلاء وفي سائر
الأيام في بيته وكنت في تلك الأيام اقرأ في كتاب قطر الندا عند الشيخ
احمد ابن الشيخ عبد الله بن حسن البلادي بتكليف والدي اه‍ وقال في
الكشكول وجدت بخط شيخنا المذكور ما صورته رأيت في بعض ليالي
شهرنا هذا وهو شهر ذي الحجة الحرام سنة ١١٢٠ كأني انظر في كتاب كأنه
الذكرى في نجاسة الماء القليل بالملاقاة وفيه ما هذا حكايته ولما أظهر
الحسن بن أبي عقيل القول بعدم نجاسة الماء القليل بالملاقاة بمكة استخف به
وهجره أصحابه وقال هذا المنام من غريب المنامات وذكر هذا المضمون
في اللؤلؤة عند ذكر رسالة المترجم الآتية في نصرة ابن أبي عقيل وحكى في
اللؤلؤة عن تلميذ المترجم المحدث الصالح الشيخ عبد الله بن صالح
البحراني انه قال: كان هذا الشيخ أعجوبة في الحفظ والدقة وسرعة
الانتقال في الجواب والمناظرات وطلاقة اللسان لم أر مثله قط وكان ثقة في
النقل ضابطا إماما في عصره وحيدا في دهره أذعنت له جميع العلماء وأقر
بفضله جميع الحكماء كان جامعا لجميع العلوم علامة في جميع الفنون حسن
التقرير عجيب التحرير خطيبا شاعرا مفوها وكان أيضا في غاية الإنصاف
وكان أعظم علومه الحديث والرجال والتواريخ منه اخذت الحديث وتلمذت
عليه ورباني وقربني وآواني وخصني من بين أقراني جزاه الله عني خير الجزاء
بحق محمد وآله الأزكياء اه‍ وقال أبو علي في رجاله مولانا العالم الرباني
والمقدس الصمداني المعروف بالمحقق البحراني ثم نقل عن صاحب اللؤلؤة
في حقه ما ذكره في الذي بعده وهو الشيخ أحمد بن عبد الله بن حسن
البلادي من قوله وكان مع ما هو عليه من الفضل إلى قوله وقابلت في شرح
اللمعة عنده فحيث وقع هذا الكلام بين كلامين كل منهما في حق المترجم
توهم انه أيضا في حقه وليس كذلك فتفطن وفي مستدركات الوسائل
علامة الزمان ونادرة الأوان المحقق المدقق صاحب المؤلفات الأنيقة اه‍
وفي أنوار البدرين علامة العلماء الأعلام وحجة الاسلام وشيخ المشايخ
الكرام رئيس أرباب اولي النقض والإبرام المحقق المدقق إلى أن قال
وسمعت مستفيضا انه كان يقول اني اعرف رجال الحديث والرواة أعظم من
معرفتي لأهل ماحوز يعني أهل بلاده ثم قال وبالجملة فهذا الشيخ من نوادر
الزمان وغلط الدهر الخوان وفوائده وآثاره وكثرة تلامذته واشتهاره مع قصر
عمره تدل على فضل عظيم وخطر جسيم وقد اجتمع مع المولى المجلسي
فأعجبه وأجازه قال وقد ذكره جميع من تأخر عنه بالغوا في مدحه والاطراء
عليه كصاحب تتمة أمل الآمل وصاحب منتهى المقال والآقا البهبهاني
وأصحاب الروضات والمستدرك واللؤلؤة وسبطه العلامة الشيخ حسين بن
عصفون وغيرهم.
مشايخه
يروي عن شيخه وأستاذه الشيخ سليمان بن علي بن سليمان بن
راشد بن أبي ظبية البحراني الإصبعي الشاخوري وعن المجلسي الثاني وعن
الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد بن يوسف الخطي البحراني والسيد محمد بن
ماجد بن مسعود البحراني الماحوزي والسيد هاشم بن سليمان البحراني
صاحب البرهان في تفسير القرآن والشيخ صالح بن عبد الكريم
الكرزكاني.
تلاميذه
في لؤلؤة البحرين تلمذ على هذا الشيخ جملة من العلماء أشهرهم
والدي قدس الله روحه والشيخ المحدث الصالح الشيخ عبد الله ابن الحاج
صالح والشيخ حسين ابن الشيخ محمد جعفر الماحوزي البحراني وله الرواية
عنه والشيخ أحمد ابن الشيخ عبد الله بن حسن البلادي والشيخ عبد الله ابن
الشيخ عبد الله ابن الشيخ علي بن أحمد البلادي وله الرواية عنه وقال والى
هؤلاء انتهت رئاسة البلاد كل في وقته وكان أشهر هؤلاء والدي والمحدث
الصالح المذكور الشيخ عبد الله ابن الحاج صالح اه‍ وفي أنوار البدرين له
إجازات لكثير من العلماء عربا وعجما اه‍.
مؤلفاته
في اللؤلؤة له جملة من المصنفات الا أن أكثرها رسائل منها ما تم
ومنها ما لم يتم وفي أنوار البدرين له مع قصر عمره مصنفات شتى ورسائل
وفوائد لا تكاد تحصى ١ كتاب أربعين الحديث في الإمامة من طرق العامة
في اللؤلؤة كان عندي ثم ذهب في بعض الوقائع التي وقعت علي وعلى كتبي

(١) لفظة البلاد، أو بلاد القديم اسم قرية في البحرين - المؤلف -.
(٣٠٣)

وهذا الكتاب من أحسن مصنفاته ونقل شيخنا المحدث الصالح في اجازته
انه اهداء للشاه السلطان حسين الصفوي حيث إنه صنفه باسمه فأعطاه
ألفي درهم يعني عشرين تومانا وما انصفه وفي أنوار البدرين مشروح جيد
حسن من أحسن مصنفاته عندنا منه نسخة جيدة ٢ أزهار الرياض وهو
كاسمه يجري مجرى الكشكول ثلاث مجلدات له فيه من الرسائل والفوائد
ومن أشعاره غيره شئ كثير ٣ الفوائد النجفية وأكثره رسائل له سابقة
مختصرة وحواش له متقدمة ٤ كتاب العشرة الكاملة متضمن لعشر مسائل
من أصول الفقه في اللؤلؤة وفيه دلالة على تصلبه في القول بالاجتهاد الا ان
المفهوم من جملة فوائده المتأخرة عن هذا الكتاب رجوعه إلى ما يقرب من
طريقة الأخباريين ٥ الشفا الشافي خ ل في الحكمة النظرية
٦ رسالة في الصلاة ٧ رسالة في مناسك الحج مختصرة كتبها
بالتماس السيد احمد محمد خ ل ابن السيد عبد الرؤوف
الجد حفصي البحراني ٨ رسالة ثانية في مناسك الحج ٩ رسالة
ثالثة في المسائل الخلافية في مناسك الحج ١٠ رسالة نفحة العبير في طهارة
البير ١١ رسالة إقامة الدليل على نصرة الحسن بن أبي عقيل في عدم
نجاسة الماء القليل ٢ رسالة في وجوب صلاة الجمعة عينا نقضا لرسالة
بعض الفضلاء في تحريمها ١٣ كتاب المعراج في شرح فهرست الشيخ
الطوسي عجيب جيد مشهور لم يتم خرج منه أبواب الهمزة والباء الموحدة
والتاء المثناة من فوق في مجلد وقد أكثر من النقل عنه المحقق البهبهاني في
التعليقة وغيرها ١٤ بلغة المحدثين في الرجال على حذو رسالة الوجيزة
للمجلسي وشرحها الشيخ أحمد بن صالح البحراني شرحا اسماه زاد
المجتهدين لم يتم خرج منه إلى آخر حرف الألف مجلد وذكر في أوله فوائد
وقواعد لعلم الرجال نافعة ١٥ الرسالة المحمدية وشرحها تلميذه الشيخ
احمد والد صاحب الحدائق ١٦ رسالة تحريم الارتماس على الصائم دون
نقضه للصوم ١٧ رسالة نجاسة أبوال الدواب الثلاث ١٨ رسالة في
وجوب الطهارات لغيرها خصوصا الجنابة ١٩ رسالة في أفضلية التسبيح
على الحمد في ثالثة الثلاثية وأخيرتي الرباعية ٢٠ رسالة في كيفية التسبيح
في الأخيرتين وثالثة المغرب ذكرها في أنوار البدرين ولم يذكرها تلميذه
الصالح عبد الله بن صالح ولا صاحب اللؤلؤة ٢١ رسالة في شرح خطبة
الاستسقاء ٢٢ رسالة في مقدمة الواجب ٢٣ رسالة في
تعريب رسالة فارسية في أربع مسائل في الرد على العامة ٢٤ رسالة
في تحقيق كون الوضع جزءا من السجود في معارضة شيخه
وصهره الشيخ محمد بن ماجد البحراني ٢٥ رسالة في طلاق الغائب
٢٦ رسالة في معنى نية المؤمن خير من عمله ٢٧ رسالة في سبب تساهل
الأصحاب في أدلة السنن ٢٨ رسالة صواب الندا في تحقيق البدا لم تتم
٢٩ اعلام الهدى في مسالة البدا غير الأولى ٣٠ رسالة في استقلال الأب
بالولاية على البكر البالغة الرشيدة في التزويج ٣١ رسالة في جواز التقليد
٣٢ النكت البديعة في فرق الشيعة ٣٣ الذخيرة في المحشر في فساد
نسب بعض البشر ٣٤ رسالة في اعراب تبارك الله أحسن الخالقين
٣٥ رسالة في أسرار الصلاة ٣٦ رسالة في الاستخارة ٣٧ رسالة
في القرعة ٣٨ رسالة في الصوم ٣٩ شرح الباب الحادي عشر لم يتم
٤٠ رسالة في وجوب غسل الجمعة ٤١ رسالة في خواص يوم الجمعة
٤٢ رسالة في مسالة البئر والبالوعة ٤٣ كشف القناع عن حقيقة الاجماع
٤٤ رسالة في كلمة التوحيد لا إله إلا الله لفظا ومعنى واعرابا عجيبة
٤٥ رسالة في وجوب القنوت ٤٦ رسالة في النحو ٤٧ رسالة في المنطق
٤٨ مخايل الاعجاز في المعميات والألغاز ٤٩ ناظمة الشتات فيما يستحب
تأخيره عن أوائل الأوقات جيدة جدا ٥٠ رسالة في آداب البحث
٥١ رسالة أخرى في علم المناظرة ٥٢ ايقاظ الغافلين في الوعظ
٥٣ الرسالة الشمسية في رد الشمس لمولانا أمير المؤمنين ع
٥٤ رسالة في حكم الحدث في أثناء الغسل ٥٥ رسالة في تحريم تسمية
الصاحب عجل الله فرجه باسمه ٥٦ السر المكتوم في بيان حكم تعلم علم
النجوم ٥٧ فصل الخطاب في كفر أهل الكتاب والنصاب لم يتم
٥٨ هداية القاصدين إلى عقائد الدين ٥٩ رسالة ضوء النهار
٦٠ شرح مفتاح الفلاح غير تام ٦١ شرح الاثني عشرية البهائية لم
يكمل ٦٢ السلافة البهية في الترجمة الميثمية ذكر فيها نبذة من أحوال
الشيخ ميثم البحراني ٦٣ رسالة الإحباط والتكفير ٦٤ رسالة في حديث
أبي لبيد المخزومي في مقطعات القرآن قال المؤلف رأيت منها نسخة في
النجف الأشرف سنة ١٣٥٢ إلى غير ذلك من الفوائد والرسائل وأجوبة
المسائل كأجوبة مسائل الشيخ ناصر الجارودي الخطي وغيرها وله حواش
كثيرة على كتب الرجال والحديث والفقه والأصول الخمسة وفي اللؤلؤة
كثير من هذه الرسائل لم تكمل ومنها ما لم تخرج من المسودة اه‍ قال
المؤلف يظهر من عدم تمام كثير من رسائله انه كان يشرع في تأليفها في
وقت واحد فعاجلته المنية دون اتمامها وذلك يدل على شدة رغبته في التأليف
وغزارة مادته ويظهر من أسماء مؤلفاته ان له أقوالا شاذة.
وفي كشكول البحراني وجدت بخط شيخنا العلامة أبي الحسن
سليمان بن عبد الله البحراني قدس سره على كتاب النهاية ما صورته بخط
كاتب الأصل المعارض به هذا الكتاب المقروء على المحقق الحلي طاب ثراه
وهو الشيخ فضل بن جعفر بن فضل ابن أبي قايد البحراني وتاريخ كتابة
الأصل المذكور سنة ٦٤٣ مما وجدت بخط الشيخ الامام كمال الدين أبي
جعفر أحمد بن علي بن سعيد بن سعادة البحراني وهو مما وجده بخط الشيخ
الامام ناصر الدين أبي إبراهيم راشد بن إبراهيم بن إسحاق بن محمد
البحراني على أول كتاب النهاية الذي له تغمده الله برحمته وأسكنه بحبوحة
جنته ما هذه حكايته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى
الله على محمد وآله الطاهرين جميع ما وجد من مسائل الخلاف التي أملاها
السيد المرتضى رضي الله عنه ثلاث وثلاثون مسالة وهي من كتاب الطهارة
إلى باب التيمم وانا أثبتها على طريق الاجمال والله الموفق مسالة استقبال
القبلة في البول والغائط عندنا انه لا يجوز ان يستقبل القبلة ببول ولا غائط
ولا يستدبرها ولا فرق في ذلك بين الصحاري والبنيان مسالة في حكم
الاستنجاء عندنا واجب ولا يجوز تركه ومن تركه لم تجز صلاته وتستعمل
الأحجار فيما لم يتعد المخرج وينتشر فإذا انتشر فلا بد من الماء وذكر المسائل
إلى آخرها.
تفسير حديث منقول عن كتابه أزهار الرياض
في كشكول البحراني قال شيخنا أبو الحسن سليمان بن عبد الله
البحراني سئلت عن هذا الخبر الذي رواه الصدوق في الفقيه ان
إبراهيم ع لما بنى البيت صعد على جبل أبي قبيس فنادى الا هلم إلى
الحج هلم إلى الحج فلو نادى هلموا إلى الحج لم يحج الا من كان يومئذ
انسيا مخلوقا ولكنه نادى هلم إلى الحج فلبى الناس في أصلاب الرجال
وأرحام النساء.
(٣٠٤)

فكتب في الجواب ثم ذكر ما حاصله ان الخطاب بصيغة الجمع يتناول
الموجودين وتناوله لغيرهم انما هو بدليل خارج كالاجماع وغيره كما قرر في
الأصول وصيغة هلموا من هذا القبيل اما هلم فيمكن جعله من قبيل
الخطاب العام لأنه يصلح للمذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع فقد ذكر في
المعاني والبيان انه قد يترك الخطاب من المعين إلى غير المعين قصدا للعموم
وإرادة كل من يصلح لذلك وجعلوا منه قوله تعالى ولو ترى إذ وقفوا
ونحوه اه‍ وقال السيد نعمة الله الجزائري الوجه ان المقام ظاهرا يقتضي
صيغة الجمع بالعدول عنه إلى الأفراد لا بد له من نكتة وعلة مناسبة وليست
هي الا إرادة الاستغراق على أن أهل البلاغة ذكروا ان استغراق المفرد
أشمل وقال المحقق ملا محسن الكاشي ان حقيقة الإنسان موجودة بوجود
فردها وتشمل جميع الأفراد وجدت أم لم توجد واما الفرد الخاص منه فلا
يصير فردا خاصا جزئيا منه ما لم يوجد وهذا من لطائف المعاني نطق به
الامام ع لمن وفق لفهمه اه‍.
أشعاره
في لؤلؤة البحرين كان شاعرا مجيدا وله شعر كثير متفرق في ظهور
كتبه وفي المجاميع وكتابه أزهار الرياض ومراث في الحسين ع جيدة ولقد
هممت في صغر سني بجمع أشعاره وترتيبها على حروف المعجم في ديوان
مستقل وكتبت كثيرا منها الا انه حالت الأقضية والأقدار بخراب بلادنا
البحرين بمجئ الخوارج إليها وترددهم مرارا عليها حتى افتتحوها وجرى ما
جرى من الفساد وتفرق أهلها في أقطار كل بلاد اه‍.
وفي أنوار البدرين قلت قد جمع أشعاره في ديوان مستقل تلميذه السيد
علي آل شبانة البحراني بأمره كما ذكره ابنه السيد احمد في كتابه تتمة أمل الآمل
فقول شيخنا متفرق الخ ناشئ من عدم اطلاعه عليه ومن جملة
أشعاره المذكورة في أزهار الرياض كما في أنوار البدرين قوله:
نفسي بال رسول الله هائمة * وليس إذ همت في هذاك من سرف
لا غروهم أنجم العليا بلا جدل * وهم عرانين بيت المجد والشرف
بهم غرامي وفيهم فكرتي ولهم * عزيمتي وعليهم في الهوى لهفي
فلست عن مدحهم دهري بمشتغل * ولست دهري عن حبي بمنصرف
وفيهم لي آمل أؤملها * في الحشر إذ تنشر الأعمال في الصحف
وقوله:
خلى النواصب رتبة الايمان * فصلاتهم وزناهم سيان
قد جاء ذا في واضح الآثار عن * آل النبي الصفوة الأعيان
وقوله أورده الشيخ يوسف البحراني في كشكوله:
الا أيها السارون في طرق الهوى * إلى أرض قدس في أجل مكان
أما ترقبوني كي تزول عوائقي * فأشرككم في ذلك الوخدان
أهم بأمر الحزم لو أستطيعه * وقد حيل بين العير والنزوان
وله مضمنا:
قد كنت في شرخ الشباب بصحة * وبنعمة طابت بها الأكوان
الروض أنف بالمكارم والعلى * والحوض من نعمائها ملآن
ذهبت ولم أعرف لها أقدارها * والماء يعرف قدره الظمآن
وله في مثل ذلك:
قد كنت في روق الصبا ذا نعمة * ما ان لموقعها لدي مكان
ذهبت غضارتها فهمت بذكرها * والماء يعرف قدره الظمآن
وله:
اني وان لم يطب بين الورى عملي * فلست انفك مهما عشت عن أملي
وكيف أقنط عن عفو الاله ولي * وسيلة عنده حب الإمام علي
وقد جارى بهذين البيتين كافي الكفاة الصاحب بن عباد فقد ذكر
في أزهار الرياض انه ورد على الصاحب اعرابي فوقف على رأسه وأنشد:
منائح الله عندي جاوزت أملي * فليس يبلغها شكري ولا عملي
لكن أفضلها عندي وأكملها * محبتي لأمير المؤمنين علي
فهش الصاحب لذلك ثم أنشد لنفسه:
يا ذا المعارج ان قصرت في عملي * وغرني من زماني كثرة الأمل
وسيلتي احمد وأبتاه وابنته * إليك ثم أمير المؤمنين علي
وله أورده الشيخ يوسف البحراني في كشكوله:
يا آسري بالناظر القناص * وله هواي وخالص الاخلاص
قد همت فيك فهل ترى لي مخلصا * أين الخلاص ولات حين مناص
قل لي أسحر في جفونك حل أم * ضرب من الاعجاز والارهاص
راقب إلهك في دمي يا ظالمي * واحذر غداة غد عظيم قصاص
وله في كلب علي سلطان أوال ووصفه بالجور والطغيان:
لما تعدوا طورهم * أهل أوال في المعاصي
وغدوا يحاكون الكلاب * بلا انتفاع واقتناص
ولي عليهم حاكما * كلب الهراش بلا خلاص
فرمى نبال وباله * نحو الأداني والأقاصي
وله في ذم البحرين لما لقيه آخر عمره من بعض أكابرها:
لقد طوفت في الآفاق طرا * وعاشرت الأعاظم والموالي
ونلت المرتجى منها ولكن * أبت نفسي سوى سكنى أوال
لقد حرصت على خير قليل * وقد رغبت عن الدرر الغوالي
فها هي في الديار كما تراها * تذاد عن المعالي بالعوالي
وله في مدح البحرين قديما:
هي البحرين قنطرة المعالي * ومعراج المحاسن والكمال
فلا تلحق بها أرضا سواها * فما ماء زلال مثل آل
بلغت بها الأماني باجتهاد * وصلت به إلى أوج المعالي
ونلت بها المحاسن والمزايا * وغصت على الفرائد واللئالي
فنوني في الكمال مبينات * وفقت السابقين من الرجال
وله في مدح شرح الهياكل للدواني محمد بن أسعد:
إذا رمت ان تحظى بحل المشاكل * وتحريرها فالزم كتاب الشواكل
كتاب جلا الأفكار فوق منصة الظهور * وجلى مبهمات الهياكل
ولا غرو فالنحرير ناظم دره * جليل دوان مقدم غير نأكل
فتى أسعد أعني الجلال محمدا * جليل المزايا مستطاب الشواكل
وله مخمسا:
(٣٠٥)

تبتل في شؤونك للولي * مفيض الخير ذي القدس البهي
ولا تيأس من الفرج الوحي * فكم لله من لطف خفي
يدق خفاه عن فهم الذكي * وكم لله من فتح ونصر
وكم جبر بدا من بعد كسر * وكم رشح أفاض بكشف ضر
وكم يسر أتى من بعد عسر * ففرج كربة القلب الشجي
وكم دنف بلطف الله راحا * صحيح الجسم ينشرح انشراحا
وكم عرف من الملكوت فاحا * وكم أمر تساء به صباحا
فتأتيك المسرة بالعشي * فعم في بحر لطف الله عوما
وتابع في جهاد النفس قوما * علوا هام السهى في الناس دوما
إذا ضاقت بك الأحوال يوما * فثق بالواحد الفرد العلي
تنصل في الدجى من كل ذنب * وحاذر كي تحاط بلطف رب
وشمر للعلى تشمير ندب * توسل بالنبي فكل خطب
يهون إذا توسل بالنبي * ولا تحزن إذا ما ضاق رحب
ولا تفزع إذا وافاك كرب * ولا تفرح إذا ما ساع عذب
ولا تجزع إذا ما ناب خطب * فكم لله من لطف خفي
وله في مدح شرح القوشجي * على تجريد الخواجة نصير الدين
الطوسي:
لله در القوشجي فقد جلا * تلك العرائس في خضاب المجتلى
قد جرد التجريد من إبهامه * وعلا بتحقيقاته أوج العلى
لكنه في العدل خالف طبعه * فغدا له سلس القياد مضللا
وكذا الإمامة تاه في بيدائها * لهفي على التحرير حين تضللا
يا أيها النحرير كنت مجليا * فغدوت في سبق الإمامة فسكلا
فإليك مني في الحواشي ما بدا * أجلو الدجى وبه أحل المشكلا
وله في مدح التجريد:
كتب الكلام إذا تأمل منصف * في جنب تجريد العقائد كالهبا
أبحاثه منظومة كفرائد * غر وتلك تفرقت أيدي سبا
لا غرو فالطوسي طرز نظمه * ببنان فكر في الحقائق أغربا
الفيلسوف الفذ أبدي لفظه * وكساه أثواب الكمال ورتبا
بلغ السهى في الحكمتين وجازه * وحقائق الشرع المقدس هذبا
ذهبت شكوك ابن الخطيب بأسرها * لكن بها الرازي صال واعجبا
ذاك المشكك في المعارف جملة * وهو المحقق مصعدا ومصوبا
وله:
من ولي وقد عفت الأيام آثاري * واستأصل الدهر خلصائي وأنصاري
صال الزمان على صحبي مجاهدة * فاغتالهم بمخاليب وأظفار
كانوا نجوم دراري المشكلات وحفاظ * الشريعة والاعلام للباري
من كل قرم همام يستجار به * حامي الحقيقة حر وابن أحرار
زاكي النجار عزيز الجار مضطلع * بالفضل عار عن العوراء والعار
تجهمتني أناس ليس بنظمهم * سلك المعالي وما فازوا بمقداري
أسام ضيما ولي في الفضل منزلة * قصوى وقد طبق الآفاق أخباري
يسوسني في العلى من ليس يعلم ما * كنه المعالي ولا صلى بمضمار
وقوله:
هاجت لذكراكم تلك الصبابات * يا جيرة في بيوتات الصبا باتوا
بتتم حبل وصلي بتة فبها * لم يبق من عيشتي الا صبابات
هجرتم مغرما في حبكم دنفا * والمرتجى منكم تلك الكرامات
أشمتوا بي من أفزعتهم زمنا * لو أبصروا طيف شخصي في الكرى ماتوا
يا سائرين بروحي في هوادجهم * قفوا قليلا فلي في الركب حاجات
بنتم ولم يقض زيد منكم وطرا * ولا نقضت ليعقوب لبانات
وله مضمنا:
وغادة ملكت قلبي بأجمعه * غراء ما شانها طول ولا قصر
قالت وقد عاينت وجدي بها هزوءا * ما أنت أول سار غره قمر
وله مضمنا أيضا:
لقد هجر الشباب وبان عنا * على رغم ولازمنا المشيب
فلي ان تسألي ليل طويل * ويوم بعد فرقته عصيب
وقد ناديته ان عد سريعا * رعاك الله لكن لا يجيب
ألا ليت الشباب يعود يوما * فأخبره بما فعل المشيب
وله قصيدة قافيتها الخال:
علا م سقى خديك من جفنك الخال السحاب * أمن ربوات اللولاح لك الخال الأكمة
وأسهر منك الطرف ايماض مبسم * من الدورة النوري أم مض الخال البرق
ونشر الخزامي نبه الوجد منك أم * من الشكري فاح البنفسج والخال
سقى الأرض أرض الجفرة الوبل واكفا * وصافح منثورا بدواسها الخال
فيا راكبا حرفا إذا وخد السرى * تفشكل عن مضمارها الطرف والخال التخيل
تنشر طي الأرض منها بأربع * وتطوي برود البيد ان أرقل الخال الجمل
براها السرى حتى استلان قيادها * وما عاقها عنه لحاق ولا خال عرج
لك الخير يممها المساريح ان بدا * لعينيك منها معذر الطرق والخال الأثر
أنخها بوادي الفقع من جانب الحمى * ولا تخش ان لام العذول أو الخال الجبان
عهاد لها مني عهود حفظتها * وود ان طال المدى في الحشا خال ملازم
فلست بناس عهد من قطنوا بها * إلى أن يواري جسمي الترب والخال الكفن
صبوت لمن فيها زمان صبوتي * وللغيد يصبو الصب والمدنف الخال الصادق
اجرر أذيال الشبيبة يافعا * كما جر ذيل التيه والنشوة الخال
وطرف شبابي جامع بي إلى الهوى * ولم يثنه عن قصده اللطم والخال اللجام
ولي بالحسان الغيد شغل وانها * لا شغل بي مني وان صدها الخال الكبرياء
ومايسة زان الحلي جمالها * وكم غادة قد زانها الحلي والخال الشامة
(٣٠٦)

لها في فؤادي مربع اي مربع * ومن غيرها قلبي هو الأقفر الخال الموحش
أجود وان ضنت بوصل بمهجتي * وان بخلت يوما فاني الفتى الخال الكريم
تميت وتحيي ان دنت أو تباعدت * دلالا ومن الحاظها الباتر الخال
أتاح لها الواشون اني سلوتها * واني مما رجموني به خال برئ
فبي كمد لو أن عشر عشيره * أتيح لخال لم يطق حمله الخال الجبل
عراني الضنا حتى جفاني عودي * ومل أخو ودي بقائي والخال الصاحب
١٠٤٤: الشيخ سليمان بن علي بن راشد البحراني
يروي عنه سميه صاحب البلغة ويروي هو عن الشيخ محمود بن
حسام الدين الجزائري شيخ إجازة فخر الدين الطريحي.
١٠٤٥: الحاج سليمان ابن الشيخ علي بن الحاج زين العاملي والد الشيخ محمد
والشيخ أبو خليل الزين
ولد سنة ١٢٢٧ وتوفي سنة ١٢٧٢.
كان من أهل الخير والصلاح والمبرات الكثيرة وكان يقوم بنفقات أكثر
الطلاب في مدرسة الشيخ عبد الله نعمة في جبع وله شعر لا باس به وجدناه
في بعض المجاميع منه ما قاله يخاطب به أحد امراء جبل عامل سنة
١٢٦٢:
عدتك النائبات ولا عداكا * حسام النصر يفتك في عداكا
وأصبحت القبائل والبرايا * خواضع لا ترى ملكا سواكا
وقوله يرثي الحسين ع سنة ١٢٦٢:
هل المحرم فاستهل مكدرا * قد أوجع القلب الحزين وحسرا
وذكرت فيه مصاب آل محمد * في كربلا فسلبت من عيني الكرى
يوم مباني الدين فيه تزلزلت * وانهد من أركانها عالي الذرى
وارتجت الأرضون من جزع وقد * لبست ثياب حدادها أم القرى
خطب له تبكي ملائكة السما * والشمس والقمر المنير تكورا
من مبلغ المختار ان سليله * أضحى بأرض الطف شلوا بالعرى
وله مراسلا عمنا السيد عبد الله:
طرق النجاح بغيركم لا تسهل * وودادكم في القلب لا يتحول
نلتم من الرحمن أرفع رتبة * فتلفعوا ببرودها وتسربلوا
بهداكم وضحت لنا طرق الهدى * وبمدحكم نطق الكتاب المنزل
أحييتم الدين القويم وشدتم * أركانه والفضل عنكم ينقل
طوبى لكم فلقد رقيتم منزلا * من دونه هام المجرة ينزل
فبحبكم تحيا القلوب وأنتم * عين الحياة بها يطيب المنهل
لي فيكم عهد قديم فاذكروا * تلك العهود فإنها لا تفصل
أهديتكم مني القريض كأنه * ريح الصبا قد ضاع منها المندل
وله مراسلا الشيخ علي السبيتي:
سقى ربعك المأهول يا أم سالم * على جنبات الخيف فيض الغمائم
وحيا شذا الأسحار عند نسيمه * مرابع هاتيك الربى والمعالم
رعى الله بالياذون من جانب الحمى * ليالي فيهن الحبيب منادمي
ليال على البرياس طالت عهودنا * بها وبربات الخدود النواعم
أحن إليها لا إلى الغيد وألمها * وأصبو إليها لا لبيض المعاصم
أما والجياد الصافنات بأرضها * وسمر عواليها وبيض الصوارم
فلا اختشي في حبها عذل عاذل * لحاني عليها لا ولا لوم لائم
شربت بها كأس المسرة خولطت * بحب علي قبل عقد التمائم
أخي المجد والعلياء والجود والتقى * رفيع مباني العز سامي الدعائم
وله في جبع وأهلها:
عريب النقاشط المزار وما شطوا * ولا طيفهم بالبعد بارحني قط
غدوت حليف الوجد يقتادني الهوى * إليهم جنيبا والمطي بنا تمطو
تهيم بنا خرقاء خابطة السرى * تمر فلا تبدو لعينك إذ تخطو
تخب بلج الآل حتى كأنها * سفين بلج البحر تعلو وتنحط
إلى أن بدا جيش الظلام وأقبلت * تلوح امام الصبح راياته الشمط
نزلنا بروضات المصلى كأننا * نزلنا مكانا دون النجم ينحط
منازل للعافين أضحت مراتعا * من الخصب ما أزرى بساحاتها القحط
وزرنا مليكا للعوالم قبلة * يؤمهم والصالحون له رهط
فضائله في الناس أضحت كثيرة * فليس لها عد وليس لها ضبط
إذا ذكر المعروف في الناس والحجى * فواحدهم بحر وباقي الورى شط
وله مراسلا الشيخ حسن نعمة:
هل الشمس لاحت من غيوم السحائب * أم البدر يعلو من خلال الغياهب
أم الطلعة الغراء أشرق نورها * صباحا فأزرى بالحسان الكواعب
رعى الله أوقاتا بمنعرج اللوى * مضين وما قضيت منها مأربي
لدى روضة بالسفح من جانب الحمى * تفجر فيها الماء من كل جانب
يذكرني طيف الخيال عهودها * فأغدو ونار الوجد ملء جوانبي
بها الحسن الزاكي أقام فأصبحت * تباهي مصابيح النجوم الثواقب
فتى خصه الرحمن بالعلم والتقى * بصير بحل المشكلات الصعائب
سما قدره هام المجرة وارتقى * سنام المعالي في علو المراتب
أأحبابنا هلى للأماني عندكم * موعيد ليست بالبروق الخوالب
أيا حسن الأفعال ذا الفضل والندى * ويا ابن الكرام الطيبين الأطائب
أبثك شوقا لو تحمل بعضه * صعاب المهارى ما نهضن براكب
اما وليال بالعذيب ورامة * وعيش تقضى بين خل وصاحب
لأنتم مني نفسي وأنتم ضياؤها * وحبكم في القلب ليس بعازب
وكتب له محمد بك الجواد المنكري هذه الأبيات:
أوقدت فكرك في المعاني مثلما * شعل الغرام بقلبي الموقود
أحييت منها الدارسات بفطنة * حتى غدا المفقود كالموجود
متفرد في النظم فردا فوق ما * نظم الورى من طارف وتليد
لب الفصاحة والبلاغة والحجى * ويد الرجاء ورفدة المرفود
فاجابه عليها:
ما شاقني ذكر المهات الغيد * وبديعة تزهو بخير جدود
لكن شوقي للكرام أولى النهى * الشامخين على الجبال الميد
البالغين من العلى غاياتها * والراغمين لأنف كل حسود
(٣٠٧)

أولئك النفر الأولى أشتاقهم * فهم مناي وغاية المقصود
قوم إذا سلوا الحسام ترى لهم * صولات تحذرها قلوب الصيد
أكرم بهم من معشر فاقوا الورى * بأبي الجواد الماجد الصنديد
١٠٤٦: الشيخ سليمان بن علي بن سليمان بن راشد ابن أبي ظبية الشاخوري
توفي سنة ١١٠١.
عالم فاضل له كتاب أصول الدين ذكره صاحب لؤلؤة البحرين.
١٠٤٧: الشيخ سليمان بن علي بن عبد الله بن علي عفيف الدين التلمساني
توفي بدمشق سنة ٦٩٠.
العارف الزماني والأديب البارع كان كاملا في العلوم حكيما متكلما
نحويا لغويا شاعرا أديبا عارفا محدثا قوي الجنان مناظرا في أصول الايمان.
شديدا في التشيع أحد أركان الدهر لا تأخذه في الله لومة لائم وله في كل
علم تأليف وتصنيف.
١٠٤٨: الشيخ سليمان بن علي بن محمد بن سليمان العاملي المزرعاني
كان حيا سنة ١١٥٢.
عالم فاضل وجدنا بخطه كتاب مقتل الحسين ع لأبي مخنف بتاريخ
سنة ١١١٧ وبخطه كتاب الشرايع للمحقق ابتدأ فيه سنة ١١٠١ وفرع منه
في جمادى الثانية سنة ألف وماية واثنين وخمسين وعلق عليه حواشي.
١٠٤٩: سليمان بن غرير الحسيني أمير المدينة
مذكور في الضوء اللامع ولم يحضرنا ساعة التأليف.
١٠٥٠: سليمان بن قتة القرشي العدو مولى بني تيم بن مرة
توفي بدمشق سنة ١٢٦.
اسم أبيه حبيب بن محارب وقتة بفتح القاف وتشديد التاء المفتوحة
المثناة الفوقية والهاء آخر الحروف أمه غلبت نسبته إليها دون أبيه وفي
القاموس قتة كظبة أم سليمان التابعي.
أقوال العلماء فيه
عده ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت المتقين فقال
سليمان بن قتة التيمي الهاشمي وفي كامل المبرد ج ١ ص ١٠٦ هو رجل من
بني تيم بن مرة بن كعب بن لؤي وكان منقطعا إلى بني هاشم اه‍ وكان
من الشيعة التابعين والشعراء.
شعره
من شعره أبيات يرثي بها الحسين ع كثر ذكر الناس لها واختلفت
روايتهم لها بالزيادة والنقصان وتغيير بعض الألفاظ ففي كامل المبرد قال
سليمان بن قتة:
مررت على أبيات آل محمد * فلم أرها كعهدها يوم حلت
فلا يبعد الله الديار وأهلها * وان أصبحت من أهلها قد تخلت
وان قتيل الطف من آل هاشم * أذل رقاب المسلمين فذلت
وكانوا رجاء ثم صاروا رزية * لقد عظمت تلك لرزايا وجلت
وعند غني قطرة من دمائنا * سنجزيهم يوما بها حيث حلت
ألم تر ان الأرض أضحت مريضة * لفقد حسين والبلاد اقشعرت
قال يريد انهم لا يرعوون عن قتل قرشي بعد الحسين وعائذ البيت
عبد الله بن الزبير " اه‍ " وقال ابن نما رويت إلى ابن عائشة قال مر
سليمان بن قتة العدوي مولى بني تيم بكربلا بعد قتل الحسين (ع) بثلاث
فنظر إلى مصارعهم واتكأ على فرس له عربية وأنشأ:
مررت على أبيات آل محمد * فلم أرها أمثالها يوم حبت
ألم تر ان الأرض أضحت مريضة * لفقد حسين والبلاد اقشعرت
وكانوا رجاء ثم صاروا رزية * لقد عظمت تلك الرزايا وجلت
إذا افتقرت قيس جبرنا فقيرها * وتقتلنا قيس إذا النعل زلت
وعند غني قطرة من دمائنا * سنطلبهم يوما بها حيث حلت
فلا يبعد الله الديار وأهلها * وان أصبحت منهم برغم تخلت
وان قتيل الطلق من آل هاشم * أذل رقاب المسلمين فذلت
وقد أعولت تبكي السماء لفقده * وأنجمنا ناحت عليه وصلت
وفي تذكرة الخواص لسبط بن الجوزي: ذكر الشعبي وحكاه ابن
سعد أيضا قال مر سليمان بن قتة بكربلا فنظر إلى مصارع القوم فبكى حتى
كاد ان يموت ثم قال:
وان قتيل الطف من آل هاشم * أذل رقاب المسلمين فذلت
مررت على أبيات آل محمد * فلم أرها أمثالها يوم حلت
فلا يبعد الله الديار وأهلها * وان أصبحت منهم برغمي تخلت
ألم تر ان الأرض أضحت مريضة * لقتل حسين والبلاد اقشعرت
فقال له عبد الرحمن (عبد الله ط) بن حسن بن حسن هلا قلت رقاب
المسلمين فذلت وبعضهم يروي هذه الأبيات لأبي الرميح الخزاعي والظاهر أن
لكل من سليمان بن قتة وأبي الرميح أبياتا في رثاء الحسين (ع) على هذا
الوزن وهذه القافية وقد ادخل بعض أبيات كل منهما في أبيات الآخر كما
اتفق مثل ذلك في ميمية الفرزدق في علي بن الحسين (ع) وأبيات أبي
الأسود النونية في رثاء أمير المؤمنين (ع) وغير ذلك وأكثر الروايات اتفقت
على نسبة البيت الأول والثاني والثالث والسابع إلى سليمان بن قتة والشك
فيما عداها وأبيات أبي الرميح ذكرناها في ترجمته وأوردها ابن شهرآشوب في
المناقب هكذا:
مررت على أبيات آل محمد * فلم أرها أمثالها (كعهدها) يوم حلت
(٣٠٨)

ألم تر ان الشمس أضحت مريضة * لفقد حسين والبلاد اقشعرت
فلا يبعد الله الديار وأهلها * وان أصبحت منهم برغم تخلت
وان قتيل الطف من آل هاشم * أذل رقال المسلمين فذلت
وكانوا رجاء ثم عادوا رزية * فقد لقد عظمت تلك الرزايا وجلت
وعند غني قطرة من دمائنا * ستجزيهم يوما بها حيث حلت
إذا افتقرت قيس جبرنا فقيرها * وتقتلنا قيس إذا النعل زلت
ومن شعر المترجم قوله:
وقد يحرم الله الفتى وهو عاقل * ويعطى الفتى مالا وليس له عقل
وقوله يرثي أسد بن عبد الله القسري أبا خالد:
سقى الله بلخا سهل بلخ وحزنها * وروى خراسان السحاب المجمجما
وما بي لتسقاه لكن حضرة * بها غيبوا شلوا كريما وأعظما
لقد كان يعطي السيف في الروع حقه * ويروي السنان الزاعبي المقوما
وقوله يرثي الحسين ع وآله من أبيات:
عين جودي بعبرة وعويل * واندبي ان ندبت آل الرسول
سبعة منهم لولد علي * قد أصيبوا وسبعة لعقيل
واندبي ان بكيت عونا أخاهم * ليس فيما ينوبهم بخذول
وسمي النبي غودر فيهم * قد علوه بصارم مصقول
واندبي كهلهم فليس إذا ما * عد في الخير كهلهم كالكهول
فلعمري لقد أصيب ذوو القر * بي فبكى على المصاب الجليل
فإذا ما بكيت عيني فجودي * بدموع تسيل كل مسيل
وفي مقاتل الطالبيين قال محمد بن علي بن حمزة وفي الحسن بن علي
ع يقول سليمان بن قتة يرثيه وكان محبا له:
يا كذب الله من نعى حسنا * ليس لتكذيب نعيه ثمن
كنت خليلي وكنت خالصتي * لكل حي من أهله سكن
أجول في الدار لا أراك وفي * الدار أناس جوارهم غبن
بدلتهم منك ليت انهم * اضحوا وبيني وبينهم عدن
١٠٥١: سليمان بن قرم بن معاذ التيمي الضبي أبو داود النحوي ومنهم من ينسبه
إلى جده
ذكره السيد محمد بن عقيل في العتب الجميل ص ٦٠ ووضع عليه
نقلا عن تهذيب التهذيب رمز م د ت ن إشارة إلى أنه اخرج حديثه مسلم
وأبو داود والترمذي والنسائي وقال ذكره في تهذيب التهذيب وذكر من اثنى
عليه خيرا ووثقه وقال قال محمد بن عوف عن أحمد لا أرى به بأسا لكنه كان
يفرط في التشيع وقال ابن عدي له أحاديث حسان أفراد وهو خير من
سليمان بن أرقم بكثير وتدل صورة سليمان هذا على أنه مفرط في التشيع
وقال ابن حبان كان رافضيا غاليا في الرفض ويقلب الأخبار مع ذلك وقال
في الثقات سليمان بن معاذ يروي عن سماك وعنه أبو داود قال الآجري عن
أبي داود كان يتشيع وذكره الحاكم في باب من عيب على مسلم اخراج
حديثهم وقال غمزوه بالغلو في التشيع وسوء الحفظ جميعا. انتهى
قال يضحكني قول ابن عدي في سليمان هذا انه تدل صورته على أنه
مفرط في التشيع ولا أدري كيف هي سحنة ذي التشيع وهل كانت له قرون
ينطح بها الناصبة. وأما قولهم شيعي غال رافضي فقد تقدم ذكر تفسيرهم
له بما لا ذم ولا عيب فيه ورمي عداته في المذهب له بسوء الحفظ غير
مقبول. والله أعلم اه‍.
١٠٥٢: سليمان بن كثير.
قال ابن الأثير لما قتل أبو سلمة الخلال الذي كان يسمى وزير آل
محمد وجه السفاح أخاه أبا جعفر إلى أبي مسلم فلما قدم على أبي مسلم
سايره عبيد الله بن الحسن الأعرج وسليمان بن كثير فقال سليمان بن كثير
لعبيد الله يا هذا انا كنا نرجو ان يتم أمركم فإذا شئتم فادعونا إلى ما تريدون
فظن عبيد الله انه دسيس من أبي مسلم فاتى أبا مسلم فأخبره وخاف ان لم
يعلمه ان يقتله فاحضر أبو مسلم سليمان بن كثير وقال له أتحفظ قول الإمام
لي من اتهمته فاقتله قال نعم قال فاني قد اتهمتك قال أنشدك الله قال لا
تناشدني فأنت منطو على غش الامام وأمر بضرب عنقه اه‍ ومن ذلك
يعلم أن دولة بني العباس ابتدأت بالظلم والجور وقامت عليهما وكيف جاز
لهذا الامام الجائر ان يأمر طاغيته أبا مسلم بالقتل على الظنة والتهمة وقد
جازى الله أبا مسلم من نوع فعله والعجب من العلوي الأعرج كيف تسبب
لقتل رجل يدعو إليهم وقد كان يمكنه التخلص بان يقول لابن كثير لا أعدل
عن بني العباس أو شبه ذلك وليس خوفه ان يقتله أبو مسلم عذرا له.
١٠٥٣: الشيخ سليمان بن محمد بن أحمد بن سليمان العاملي المزرعي.
وجدنا بخطه كتاب كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ وتاريخه سنة ألف
وثلاث وعشرين وكتاب مقتل أمير المؤمنين ع بتاريخ سنة ١٠٢٣ أيضا
وعليه خاتمه بتاريخ سنة ١٠٢٨.
١٠٥٤: أبو الفضل سليمان بن محمد الإسكافي.
توفي حدود سنة ٣٨٠.
وسماه الثعالبي عليا وتبعه جماعة ولكن ابن شهرآشوب ذكره بهذا
الاسم.
عده ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت ومن شعره:
أصفاه أحمد من خفي علومه فهو البطين من العلوم الأنزع
هو قبلة الله التي ظهرت لنا * وشهاب نور للهداية يلمع
حبر عليم بالذي هو كائن * واليه في علم الرسالة يرجع
نطقت دلائله بفضل صفاته * بين القبايل وهو طفل يرضع
لولاه لم تك للنبي دلالة * ولملة الاسلام باب يشرع
من ذا له شمس النهار تراجعت * بعد الأفول وقد تقضى المطلع
حتى إذا صلى الصلاة لوقتها * أفلت ونجم عشا الأخيرة يطلع
في دون ذلك للأنام كفاية * في فضله ولذي البصيرة مقنع
١٠٥٥: الشيخ سليمان بن محمد بن الحسن المحسني الأحسائي الهجري الفلاحي
الربعي.
من علماء البحرين وأفراد عائلته كلهم من علماء البحرين وفي الذريعة
ج ٣ ص ١٣ وقد فات الشيخ علي المعاصر ترجمتهم في أنوار البدرين.

(١) قال ذلك باعتبار انقطاعه إلى بني هاشم حتى عد منهم - المؤلف -.
(٣٠٩)

١٠٥٦: السيد سليمان بن محمد بن الحسن بن محمد بن حسن المؤلف لزهرة
الرياض وباقي النسب تقدم.
ذكره السيد ضامن بن شدقم في كتابه تحفة الأزهار فقال توجه
سليمان وأبوه إلى خرم سلطان الهند الكبير ثم توجها إلى خدمة الملك المظفر
المنصور عبد الله قطب شاه نصره الله تعالى فأكرمه وأجله وأعزه وأعظمه ثم
انه توجه إلى ابن عم والده الحسن بن علي بن حسن المؤلف لزهرة الرياض
ففعل معه فعل مثله لمثله حتى أنه وفى عنه جميع ديونه وأنزله دوره.
١٠٥٧: الشيخ سليمان بن محمد العاملي الجبعي.
كان حيا سنة ٩٥١.
عالم فاضل من تلاميذ الشهيد الثاني قرأ عليه وروى عنه إجازة رأيت
في النجف الأشرف سنة ١٣١٣ بخطه عدة رسائل لشيخه الشهيد الثاني
الشيخ زين الدين بن علي العاملي الجبعي وهي نتائج الأفكار في حكم
المقيمين في الاسفار فرع من نسخها غروب يوم الأربعاء ١٤ ذي القعدة سنة
٩٥١ ومنية المريد في آداب المفيد والمستفيد وكشف الريبة في أحكام الغيبة
ومسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد ورسالة في الطلاق كلها بخط
المترجم وعلى جملة منها خط الشهيد الثاني بيده وفيه انه قرأها عليه وسمعها
منه وأجاز له روايتها. ويحتمل ان يكون هو جد آل سليمان المشهورين في
جبل عاملة كما ذكرناه في ج ٢١ في حسن بن سليمان والظاهر أنه غير الشيخ
سليمان بن محمد بن أحمد المزرعي المتقدم لأن ذاك مزرعي وهذا جبعي
والطبقة مختلفة وان كان ذلك محتملا بان يكون انتقل من جبع إلى المزرعة
وبقي من سنة ٩٥١ إلى ١٠٢٨.
١٠٥٨: الشيخ سليمان ظاهر.
ولد في النبطية سنة ١٢٩٠ وتوفي ودفن فيها سنة ١٣٨٠.
نسبته
هو سليمان بن محمد بن علي بن إبراهيم بن حمود بن ظاهر زين الدين
العاملي النبطي وتنتهي سلسلة نسبه إلى الامام السعيد الشهيد الثاني.
نشأته التعليمية
لما كملت سنه العشر قرأ القرآن الكريم وشدا شيئا من الخط
والإملاء على بعض الشيوخ وهو كل ما كان يحويه كتاب ذلك الزمان وخرج
منه بعد سنة وفي نفسه ميل إلى التعليم غرسه فيه والده الذي قضى معظم
أيامه في صحبة العلماء ورجال الدين ولما كانت وسائل التعليم مفقودة من
بلده في ذلك الحين والرحلة في طلبه إلى غيره متعسرة عليه وهو في السن
التي لا تؤهله للرحلة رأى والده ان يلتمس من السيد محمد نور الدين وكان
له صديقا وهو يقيم في قرية النبطية الفوقا على غلوة سهمين عن النبطية بان
يمنح ولده المترجم له جزءا من وقته يلقنه فيه بعض المبادئ النحوية فأجاب
ملتمسه فاخذ يتردد عليه صبيحة كل يوم ويقرأ بعض متون النحو حفظا إلى أن
تهيأت له أسباب الرحلة إلى مدرسة النميرية للسيد حسن إبراهيم
فمكث فيها بضعة أشهر يدرس مبادئ النحو والصرف على الشيخ مصطفى
عاصي ثم أقفلت لأسباب فقفل إلى بلده معاودا أستاذه الأول مع بعض
رفاقه إلى سنة ١٣٠٣ التي قدم فيها النبطية عن دعوة أهلها السيد محمد
إبراهيم فلازمه وقرأ عليه شطرا من علوم العربية وآدابها وطرفا من الفلسفة
القديمة والإلاهيات والكلام. وفي تلك الأيام نبه شان مدرسة بنت جبيل
لمؤسسها الشيخ موسى شرارة وحفلت بالفضلاء ووفود الطلاب من خريجي
مدارس جبع وحنويه وشقراء وكفرة ومجدل سلم وغيرهم فارتحل إليها وأقام
بها بضعة أشهر وآل عقد انتظامها إلى التبديد بوفاة مؤسسها. ومن ذلك
الحين زاول الاشتغال بحال وغير منظمة إلى سنة ١٣٠٦ وهي التي جدد فيها
أول أساتذته السيد محمود نور الدين مدرسة آبائه في قرية النبطية الفوقا
فتوافد عليها الطلاب وكان هو وبعض رفاقه في جملتهم يدرس على الشيخ
جواد سبيتي بعض شرح الشمسية للقطب والمطول للسعد إلى سنة ١٣٠٩
حيث قدم النبطية من النجف الأشرف عن دعوة أهلها السيد حسن بن
السيد يوسف آل مكي وأنشأ مدرسة من خيرة المدارس العاملية وأكثرها
احتشادا بطلاب العلم من مختلف البلاد وأمها غير واحد من الأفاضل وكان
في جملتهم الشيخ احمد ابن الشيخ عبد المطلب آل مروه فقرأ عليه تتمة شرح
الشمسية والمطول ومقدمة المعالم في الأصول وبعض كتب الكلام وعلى رئيس
المدرسة القوانين للميرزا القمي ورسائل الشيخ مرتضى الأنصاري في علم
الأصول وشرائع الاسلام وشرح اللمعة الدمشقية للشهيد الثاني ومكاسب
الشيخ مرتضى والطهارة في الفقه وغير ذلك من كتب الأصول والفقه.
وكان يتلقى هذه الدروس ويلقي على الطلاب دروس المنطق والمعاني والبيان
والفقه والأصول والكلام إلى منتصف سنة ١٣٢٤ حيث لبى آخر أساتذته
دعوة ربه في شهر رمضان فكان بوفاته انفراط عقد الطلاب لأنه لم يقم من
يخلفه فيحفظ ذلك العقد من التبديد.
لم يضع المترجم له الفرصة السانحة في اقتناص شوارد الفوائد في
أثناء الاشتغال وفي انقطاعه عنه من المراجعة ومطالعة الكتب التي لم يتسن له
درسها في مختلف العلوم والفنون وعني بالمجلات التي تعنى بهذه الأبحاث
أعظم عناية واستفاد من ذلك ما جعل له بعض المشاركة مع دارسيها.
نشأته الأدبية
نما فيه الميل إلى مزاولة الأدب العربي وممارسة الكتابة والتمرن على
أساليبها العصرية مخالفا بذلك الخطة التي كانت متبعة في جبل عامل في هذا
الركن الأدبي المهم فلم ينتقص حظه من اجتهاده ومشى على طريقة الكرام
الكاتبين. وراسل الصحف وتولى الكتابة في المجلات العلمية والأدبية
وظل يحبر المقالة الافتتاحية في بعض الجرائد الدورية. ومجلة العرفان هي
أكثر المجلات نشرا لآثاره الأدبية والعلمية والتاريخية والاجتماعية والأخلاقية
ولم يخل جزء من اجزاء جريدة جبل عامل المحتجبة لصديقه الشيخ احمد
عارف الزين من نشر مقال له في مختلف المباحث من سياسية وغير سياسية
وكتب كثيرا في جريدة المقتبس الدمشقية ومعظم ما كان يكتبه فيها في
شؤون جبل عامل.
هذا شانه في الكتابة أحد ركني الأدب واما في الشعر ركنه الثاني فقد
زاول نظمه وهو في الخامسة عشرة ولم يذعه حتى اطمانت نفسه إلى شهادة
مستحسنيه ونهج فيه منهجا عصريا جديدا لم يكن معروفا في جبل عامل
وكان الأدباء العامليون بين مستحسن له ومستهجن وسرعان ان تقبلوه قبولا
حسنا وأنزلوه من نفوسهم منزلا كريما حتى أن بعض شيوخه العريقين فيه

(١) مما استدركناه على الكتاب (ح).
(٣١٠)

على الطريقة القديمة جرى في بعض منظومه في هذا الميدان الذي هو أول
من اجرى فيه طرق تصوراته فله مزية السبق في فتح هذا الباب. وجل
قصائده في الاجتماع والأخلاق والحكم والوصف وذم مساوئ المدنية
العصرية والسلم والحرب والحماسة والسياسة وما إلى ذلك من الموضوعات
والأساليب والمنشور منها بالطبع هو القليل والكثير ولا سيما ما كان في الحرب
العامة وفي عهد الانتداب الفرنسي ظل مطويا. وكان سريع الخاطر في
النظم ولا ينظمه إذا تعاصى عليه وإذا فتح عليه مستهل القصيدة لانت له
شموسه وأطاعته صعابه وجرى على أسلة يراعه سلس المقادة وما كانت
السرعة فيه لتفقده متانته ولم ينظمه غزلا ونسيبا مقتفيا الأسلوب القديم وهو
ريان العود متمل من ماء الشباب الا في عهد الكهولة وفي مراهقة سن
الشيوخ وفي زمن التواء غصن الشبيبة حيث نظم في الحرب العالمية الأولى
قصائد الذخيرة وجلها مفتتح في ضربي الغزل والنسيب.
مؤلفاته
له مؤلفات طبع منها كتاب الذخيرة وتاريخ قلعة الشقيف في المجلد
السادس من مجلة العرفان. ومعجم أسماء قرى جبل عامل وقد طبع قسم
منه في المجلد الثامن منها والقسم الباقي نشره تباعا في المجلد العشرين.
وهو أحد جامعي العراقيات. ومما لم يطبع ديوان شعره. ورسالة في نقض
مذهب دارون. ورسالة في أحوال أبي الأسود الدؤلي وشعره لم تتم.
وديوان الشعر العاملي المنسي. وله غير ذلك وله أطروحة بعنوان صلة العلم
بين دمشق وجبل عامل نشرت في مجلة المجمع العلمي العربي الدمشقي.
مكتبته
كان جد ولوع باقتناء الكتب في مختلف العلوم والفنون ويبذل آخر
درهم يحويه في تحصيل نادرها وبلغ ما جمعه في مكتبته زهاء ألف مجلد.
صلته بأدباء عصره
كان له صلة بكثيرين من علماء العصر وعلية أدبائه منهم الأمير
شكيب أرسلان ومحمد كرد علي وعيسى إسكندر المعلوف وإبراهيم الأسود
والشيخ محيي الدين الخياط وكثيرين غيرهم.
نشأته السياسية
عني بالسياسة منذ الصغر ولا سيما ما يتعلق منها بوطنه ونكب في
سبيلها نكبات قبل الحرب وبعدها وكان في القافلة الأولى بين سجناء عالية
سنة ١٣٣٢ وبعد سجنه ثلاثة وخمسين يوما خرج براء وبعد الحرب أصابه
سهام من أذاها واشتغل في القضية العربية وارتبط بدار الاعتماد العربي في
بيروت وله تقارير سياسية مهمة ومنها تقرير يقع في ٦٠ صفحة لم يدع شاردة
ولا واردة فيما يتعلق بجبل عامل وسياسته الا وقد حواها نظمه باقتراح
صديقه الشهيد يوسف العظمة يوم تولى إدارة دار الاعتماد في بيروت.
في الجمعيات
دخل في كثير من الجمعيات ولكنه لم يجد ثمرة لعمله الا في جمعية
المقاصد الخيرية الاسلامية التي تسلم إدارتها هو وبضعة نفر وأكثرها محتاج
للترميم والتوسيع فكان من ثمرة جهودهم ان أصبحت وما زادوه فيها وما
جددوه من الأبنية بعد حفظها من الضياع وامتداد الأيدي الغاصبة إليها في
الحاضر والمستقبل بوقفها الشرعي تأتي بريع يبلغ ثلاثمائة ليرة عثمانية ذهبية
وتم لهم بمساعدة بعض المحسنين اصلاح مدرستها على طريقة حسنة
وايجارها لمدرسة الحكومة. وقد أنشأ بمشاركة زميله الشيخ احمد رضا في
النبطية مدرسة للبنين ومدرسة للبنات تابعتين للجمعية.
وقد انتخب بالاجماع عضوا في المجمع العلمي العربي الدمشقي وقد
نشرت مجلته ترجمته وأطروحته التي اقترحت عليه. وكان عضوا في جمعية
العلماء.
في التجارة اعطى
التجارة بعضه فلم تنقد إليه وما كان للمرء ان يعاني عملا لم
يخلق له وكل ميسر لما خلق له ولكن الضرورة وقلة موارد ارتزاقه من غير
بابها مع العفة التي اتصف بها قضت عليه ان يعمل عملا يحفظ عليه كرامة
نفسه ويبلغ به الكفاف والعفاف فكان نصيبه الاخفاق من كل عمل تجاري
مارسه ولم يفلح.
في الوظائف
لم يكن يكره عملا من الأعمال كرهه للوظائف الحكومية ولكن ضيق
الحال وأعباء العيال أكرهاه مضطرا على قبول وظيفة قاضي التحقيق في
محكمة صيدا البدائية سنة ١٣٣٨ وقد ندب إليها على اثر الاحتلال وتشكيل
حكومة وطنية وأقيل منها بعد أربعة أشهر لأسباب لا يتسع المقام لبسطها
وسنة ١٣٤٢ انتدب عضوا لمحكمة كسروان البدائية فقبلها مرغما وبعد
أربعة أشهر عين حاكم صلح للهرمل ثم حاكم صلح في النبطية عند
تأسيس هذه المحكمة فيها ثم اخرج منها لأسباب وجلها يرجع إلى التهم
السياسية وقد نظم أبياتا في الضجر منها:
أبعد خمسين من عمري ومعظمها * أنفقته في طلاب العلم والعمل
أسعى إلى الرزق من طرق القضاء وما * قضيت من أرب فيه ومن امل
حسبي باني فيه قد وقفت على * شفا وما امنت نفسي من الزلل
وعاذري عاذلي فيه واني في * الحالين مستهدف للوم والعذل
تبا لعيش امرئ ان صح من علل * فما نجا ان نجا من أعضل العلل
يغرى الفتى بالأماني وهي تدفعه * إلى منيته مع سائق الاجل
أهوى الذي ليس للأقدار فيه هوى * لذاك لم أجن من دهري سوى الفشل
ما حيلة المرء في دنياه مجدية * إذا قضى القدر الجاري على الحيل
كم ظن أمرا قريبا حين عالجه * فكان أبعد في الإمكان من زحل
ورب امر اتاه غير منتظر * له وقد كان فيه غير محتفل
إذا برأد نهاري لم أنل إربا * فكيف أبلغه والشمس في الطفل
وهل أنال بأيام سأدرسها * الا الذي نلت من أيامي الأول
وما نبت همتي ان كان دهري بي * نبا وشاب لي الخطبان بالعسل
فالسيف ما انفك مرهوب المضاء على * طول القراع مصون الحد بالخلل
جنى علي زماني إذ رآني لم * ارع كأكثر أهليه مع الهمل
وهان عندي ما ألقاه اني لم * أزل بفضلي فيه مضرب المثل
وان لي من عفافي ما تصان به * نفسي كما صينت الحسناء بالكلل
يا دهر ما شئت فاصنع بي ولا عجب * فالفضل عندك منقوص من الأزل
(٣١١)

لي أسوة بالأولى لولا مناقبهم * لظل جيدك حتى الحشر في عطل
فهل رعيت بال البيت خير بني ا * لدنيا ذماما لطه أكرم الرسل
ما كان قدر بني العباس لو علموا * في جنب قدر بني خير الأنام علي
وما أمية لو أنصفت مدركة * شاويهم في مجال العلم والعمل
فليت كف الليالي قبل ما فتكت * بهم رمتها يد الاقدار بالشلل
وقال من قصيدة طويلة يذم فيها الإنسان وما أولع به من الظلم
وسفك الدماء:
غراء أرضك أصبحت حمراء * ما بال أرضك لا تمج دماء
أأصابها داء الخمار فصيرت * لشفائه ماء الطلى صهباء
أم مسها كلب فأعضل داؤه * فرأت له فيض النجيع شفاء
ورأت سماءك تستطال فصيرت * سببا لنيل سمائك الأشلاء
أم غرها مدنية قد نافست * أبناؤها بغرورها الجوزاء
فاستبدلت بالأسودين الأرجوان * وباخضرار حلة حمراء
نزلت سويداء القلوب ولم تدع * للقوم الا النقطة السوداء
ولكم لها فينا يدا سوداء لم * تترك صنائعها يدا بيضاء
ما أنبتت ان أنبتت ارض تقل * القوم الا الظلم والهيجاء
وإذا سماهم أمطرتهم سحبها * مطرتهم الاسواء والبأساء
ملأت فنونهم البسيط وانما * كانت فنونهم ردى وفناء
وقال من قصيدة نظمها عام ١٩٢٠ م و ١٣٣٨ ه بعد معركة
ميسلون ومقتل يوسف العظمة:
أمل بصدر العرب والاسلام * هل ذاهب فيه سقوط الشام
يا يوم وقعة ميسلون كم جوى * لك في الحشي لا تنطفي وضرام
أخمدت من عزمات يوسف جذوة * مرهوبة الايراء والاضرام
ألويته عن سرجه من بعد ما * ألوت عزائمه بكل لجام
ما كان فيك الفيلقان لباسه * الا كسرب جاذر ونعام
وبنقع خيليه غدوت وبيضه * متشابه الاصباح بالاظلام
ومنها:
ما كان ذاك بموهن لك عزمة * مشتقة من نبعة الاقدام
لهفي على الخلق الجميل تزينه * بطلاقة من ثغرك البسام
للعرب بعدك كم لواعج زفرة * ومدامع تجري عليك سجام
فلتبكينك أمة ناصحتها * وبنصحها استعذبت كأس حمام
وقذفت نفسك في المهالك راغبا * عن عيشة ذلا بموت كرام
لا يوحشنك بالفلا رمس طووا * لك في محانيه عظام عظام
فلك الأنيس به ضمير صنته * عن هاجسات الوزر والآثام
وبه تطوف مدى الزمان مواكب ا * لاجلال والاكبار والاعظام
لا يذهبن دمك الحرام مضيعا * فالعرب بعدك عنه غير نيام
هل انصف الحلفاء قائد أمة * أرعى الأنام لموثق وذمام
حلوا الذي عقدوه في ايمانهم * وهي الغموس بمدفع وحسام
أين البوارق وهي برق والقنا * شهب طوالع في سماء قتام
أين الصواهل ان جرت في حلبة * لم تدر أيديها من الاقدام
تختال تحت فوارس عربية * معروفة الأخوال والأعمام
صوت بعالية الحجاز مشى إلى * ارض العراق إلى ربوع الشام
قد ناصروا الحلفاء في يوم به * مطرتهم الهيجاء سحب حمام
هبت بنصرهم عليهم ريحه * واليهم أرخت بكل زمام
تلك الصنائع أوقرتهم نعمة * لو كافؤوا الإنعام بالانعام
وقال بعنوان حول المدرسة العاملية:
أغني وهل في الحي مصغ فيطرب * أهم نوم أم هم عن الدار غيب
الا قل لساقي الكاس دونك فاحتفظ * عليها فما في الحي صاح فيشرب
ودعها سلافا في ضمائر دنها * وما هي الا جذوة تتلهب
أغرك منهم حضر فحلومهم * بها طار في الأوهام عنقاء مغرب
وما حضر الأجسام يوما بحضر * وأحلامهم عن نجعة الفكر عزب
أغني بشعر لو روى الدهر بعضه * لغنى به في الدهر شرق ومغرب
أهز به في الحي قوما وليدهم * يجرعه الصابين كهل وأشيب
منينا بقوم جاهلين بجهلهم * الا ان شر الجهل جهل مركب
وماذا أعدوا في جهاد حياتهم * إذا فيهم صالت اسود وأذؤب
الا هل لنش ء اليوم للغد أدرع * يصول بها ان أغضب الحي مغضب
أنادي ولا ألقى بناديه سامعا * وأشدو وما غير السواجع تطرب
أفي كل يوم استرد نوافرا * ويوحشني في الحي سرب وربرب
وما شاقني منها سليم ولم يكن * يروعني ان روع القوم أعضب
ولي مقول شهد لراج وعلقم * لباع ولا يألو يمر ويعذب
ولي قلم كالصل بين أناملي * ينضنضه تأنيب من لا يؤنب
يمج لعابا كالزعاف لمعشر * على أنه من خمرة الكاس أطيب
يقلبه في الطرس فكر ابن حرة * يصرفه قلب على الخطب قلب
وما البرق إذ يمضي على الطرس راجلا * بأسرع منه وهو في الأفق خلب
يريك خفايا الراديوم إذا مشى * بقرطاسه يوما يخط ويكتب
إذا غيب الرأي الشجاع بموقف * فلم يخف يوما قط عنه المغيب
أهز شعور القوم فيه وانما * أمات شعور القوم ملهى وملعب
أأهتف في قومي وارجع خائبا * وقد فاتني الشاو الذي أتطلب
كأني ولم اضمم ببردي عزمة * يصاحبها حزم ورأي مهذب
واني امرؤ يوماي في الدهر مهرق * أخط به أو منبر فيه اخطب
وان ركوب الهول أسهل مطلبا * لمن فاته شاو بعيد ومطلب
ومن لم يخضب وفرة الصبح بالدجى * ويرعى الدراري وهي تنأى وتغرب
ولم يك مشاء على شوكة القنا * يعانقه فيها سنان وأكعب
فليس له في غارب العز مقعد * وليس له في صهوة المجد مركب
حنانيك ربي هل تروض خلائقا * فيسلس منها للعلى المتصعب
حنانيك هل تهدي صراطك معشرا * طريقهم عن نهجها اللحب انكب
حنانيك هل تطوي على الضيم منهم * قلوبا على شحنائها تتغلب
حنانيك حتا ما تبيت نفوسهم * شظايا على أيدي الهوى تتشعب
تطير شعاعا بين جهل وفرقة * وليس عليها من يغار ويغضب
حنانيك هل من عاطف من حشاشة * على نشئة يحنو عليه ويحدب
فيسلمه للعلم يوم له صوى * الرشاد وأعلام السعادة تنصب
حنانيك ربي هل نرى اليوم منجدا * غيورا ومنه الكف تمري فتحلب
اصبرا وفينا الحر في عقر داره * جنيب بأيدي الضيم والجهل مصحب
كان لم نكن من أمة عربية * وقد عرقت فينا نزار ويعرب
انطوي على الشح الأكف وانها * لتخجل قطر الغيث والغيث صيب
ونترك فتيانا ببحر ضلالها * وتياره يطفو بها ثم يرسب
(٣١٢)

الا حامل عني لقومي الوكة * على العتب يطويها فتى متحدب
كأني وان أطنبت في العتب موجز * وكم موجز في العتب من راح يطنب
أيسلبنا هيابة القوم عزنا * ويذهب فيه العاضة المتوثب
ويجمع فينا الجهل خيلي وثوبه * على اننا نحن لخيليه نجلب
إذا ما عبا جيشيه غدرا وخدعة * فمنا لجيشيه السراء المعبب
ويرتاد فينا مرتع الضيم حاسر * ويوردنا حوض الهوان معصب
فأين الاباء العاملي وعصبة * بغير أباها لم تكن تتعصب
وهل تدرك الأقوام شأوا لغاية * ومن دونها للعلم شاو مغرب
وما شرع من راح يوما بعلمه * يدل ومن في جهله راح يعجب
كان جهول القوم في داء جهله * نادى الناس مهنوء الملاطين أجرب
أترجون خصبا في العقول وربعكم * من الضيم غفل أو من العلم مجدب
إذا هاج نبت العلم فيكم فهل ترى * لكم تلعة خضراء منه ومذنب
إذا لم تنيروا جوكم بضيائه * فلا زال يغشاكم من الضيم غيهب
الا في سبيل الله نش ء يقيمه * ويقعده جهل وسعي مخيب
الا في سبيل الله نش ء يضله * مؤدبه يا بئس ذاك المؤدب
إذا رائد الأقوام اكذب أهله * فلا الماء مورود ولا النبت طيب
أيقعدنا عن نهضة عاملية * أخو سفه في غيه متنقب
ويظفر منا بالمقادة سائرا * بنا حيث لا يهوى العلاء ويرغب
ويطوي على الدنيا الضلوع ولم تكن * على غيرها منه الضلوع تحدب
يزهد فيها غيره غير أنه * على كل ما تحويه غيران موئب
ويتخذ الدين الصحيح حبائلا * لها وإليها كل غمياء يركب
أعدلا بان يدوي الصحيح طبيبه * ويشكو إليه داءه المتطبب
ويا رب ليل خضت بحر ظلامه * ينادمني فيه شهاب وأشهب
خفيف الشوى ينأى ويدنو كأنه * على طول ما يطوي من البعد يقرب
قطعت به بحري ظلام وعثير * ووجه الفضا من ذا وذياك أكهب
أجاذبه فضل الزمام كأنني * بكفي زمام الريح والبرق أجذب
أسير ويسري في ذمام تنائف * ولا نختشي هولا ولا نتهيب
فهل أنعلته أربع الريح إذ سرى * يقاد بأيدي السائرات ويجنب
فوالله ما أدري أفي الأرض مأرب * له أم له في قبة الأفق مأرب
ومن نهر سيحان وجيحان مشرب * له أم له عند المجرة مشرب
إذا خلع الليل الدجوجي برده * عليه فمن صبغ الدراري يخضب
كأني به سيارة في يد الفضا * لها في نواحيه مراح وملعب
كان بساط الريح أعطاه عدوه * كأني سليمان به يوم اركب
تعانقه الأرواح حتى كأنه * لسامية الأرواح ألف محبب
يخال أديم الأفق روضا ومنهلا * إذا طار عدوا وهو صاد ومسغب
ففي الأفق من نهر المجرة مورد * وروض ولكن بالدراري معشب
فوالله ما أدري أللريح نسبة * له أم له عند الأهلة منسب
كأني به في الصبح صيتي إذاعة * وفي خاطر الظلماء سري المحجب
وأسرع منه خاطري إذ أجيله * بجو المعاني أو يراعي المثقب
يراع كان الكهرباء بشقه * فأي فؤاد منه لا يتكهرب
إذا ما شدا في الطرس يوما مغردا * فما منه تحنان الأغاريد أطرب
كان سويداء الفؤاد مداده * ومهرقه صدر من الأرض أرحب
وان يراعا يستمد مداده * من القلب هل يخفى عليه مغيب
بصير بسر الاجتماع كأنما * (سبنسر) ١ منه يستمد فيكتب
إذا ما شكا أشجى القلوب وزفرة * تذوب له ان راح يلحو ويعتب
عتبت لعلمي ان فيكم بقية * تصيخ لعتب لم يشنه تعتب
أتغمض عين العاملي وقومه * يشرق فيهم جهلهم ويغرب
ولا بلد تحنو عليهم ولا رثى * لحالهم شرق ولا رق مغرب
كان لهم في كل ارض جناية * فهم أينما حلوا أهينوا وعذبوا
ففي ارض حوران طريد وآخر * يقاد بكولمب كما قيد مذنب
يطوفون في آفاقها اثر مكسب * وما ان لهم يحلو هنالك مكسب
يساقون فيها سوق عجم ولم تكن * لهم ألسن عما يجنون تعرب
وما ذنبهم الا جناية جهلهم * على أنفس فيها الهوى متشعب
إذا المرء لم يذهب على ضوء علمه * فليس له في مذهب الرشد مذهب
ولم يتسق دين ودنيا لامة * وأسبابه في أرضها تتقضب
أدين بلا دينا ودنيا لمن غدا * ولا دين الا فاقة وتقرب
إذا جهلت أسباب داء اجتماعنا * فليس سوى العلم الدواء المجرب
إذا البدر عنا غاب والبدر كامل * ولم نستفد منه سنا أين نذهب
إذا أخلفت فينا السحائب عهدها * فهل مربع للعامليين مخصب
وان شاع عنا نهضة ثم لم يكن * لنا بعدها الا بوارق خلب
فهل غاية للعاملي وراءها * يجر رداء الفخر يوما ويسحب
إذا اليوم ولى وهو كالأمس لم يكن * لنا من غد الا أماني كذب
وقال سنة ١٩٢٥ م ابان الثورة السورية الكبرى من قصيدة:
في الشام قوم أضاق الدهر آمنهم * وروعتهم أفانين السياسات
بالأمس كانوا وظل العيش منبسط * منعمين بغدوات وروحات
يجري لهم بردى خفضا وينزلهم * من غوطتيه بروضات وجنات
وآمنات عوادي الدهر غافلة * مد الزمان إليها كف روعات
ترى مقاصيرها من بعد منعتها * يدكها القذف من جو السماوات
كأنما النار فيها وهي ساطعة * وللدخان سحاب بالردى شات
من صدرها حر أنفاس تدفعها * من قلبها زفرات اثر أنات
وصرها مثلها هاو ومنهدم * على جسوم تفدى بالحشاشات
أخرجن صفر اكف غير مالكة * الا بقية أنفاس ولوعات
ومطفل غاب تحت الردم واحدها * كما تغيب غرب في الغيابات
مقسم لها ما بين حيرتها * وثكلها والأماني المضمحلات
سرعان ما بدلت بؤسي بأنعمها * وذلة بالشفوف السابريات
تلك الليالي ولم تحفل إذا هجمت * بالكسروي ولا بالكسرويات
وفي الجنوب وحوران وأختهما * حماة صب الردى صوب الشقاوات
وقال بعنوان بين الشرق والغرب:
لا تستخف بحلمي الحور والحور * ولا السوالف من هند ولا الطرر
ولا السلافة من كأس ومن حدق * تديرها بضة والبارد الخصر
ولا سواجع لحن يسترق بها * حر النهى المطربان الناي والوتر
ما بين جنبي تطوى نفس مضطلع * بالعب ء ما غاب عنها قط مستتر
والعزم والحلم منها ذاك مقتدح * نارا وهذا من السلسال معتصر
وما يحرك يوما أريحتها * الا اليراع موشاة به الحبر
يجري البيان على مسود ريقته * كما جرى في سواد الليلة القمر

(١) فيلسوف انكليزي من علماء الاجتماع.
(٣١٣)

الآرى والصاب في شقيه قد جمعا * والجهل والحلم والسلسال والشرر
تملي عليه المعاني الغر رائعة * قريحة كلهيب النار تستعر
يمدها خاطر لماع أبحره * حر البيان ونفث السحر لا الدرر
ومن خمائله عرف البلاغة * محمولا على فمه المطلول لا الزهر
كأنما النظم والنثر اللذان هما * وحي البلاغة منه الآي والسور
شاد وما لهزار الطير منطقه * ماض ومن دونه الهندية البتر
يجني ويغرس مرئيا ومستمعا * فيستطيب جناه السمع والبصر
يشجيه ان لا يرى عينا ويطربه * ان لم يعف لما قد خلفوا الأثر
للقوم ميراث مجد لا يشوق سوى * ترديد سامره آياته السمر
العلم عنهم قضاياه تلقنها * سواهم فارتقوا لو أنهم ذكروا
آباؤهم غارسوا ما طاب من ثمر * جان ولكن لغير الغارس الثمر
ما العبقرية ان لا ينهج الخلف * الباقي مناهج اسلاف له غبروا
ما الألمعية ان يعتادهم وسن * وقومهم قبلهم أضناهم السهر
ما الأريحية ان يجري حديثهم * ولا تهزهم العلياء والخطر
ما البر ان يدعوا حوضا تراثهم * للواردين وهم عن مائه صدروا
الغرب سار على ملحوب نهجهم * فكاد ينبع من راحاته الحجر
للعلم في كل قطر منه أندية * معمورة وجنان روضها نضر
البر والبحر والأجواء خاضعة * له وطوع يديه النوء والمطر
حوافل البر وهي الجامدات وما * عدو الظليم يجاريها ولا النظر
يحملن من معجزات العلم ما عجزت * عن حمله للبرايا تلكم القطر
نار وأبخرة ما بين أضلعها * والنار مشبوبها في جوفها القطر
على رطانتها فجر البلاغة والا * فصاح والحكم الغراء منفجر
كأنها حين تجري السيل منحدرا * وانما هي في حكم النهى جدر
ومنها:
الشرق بات وأهلوه وليس لهم * ورد من العيش محمودا ولا صدر
يمشون في ظلم والشمس مطلعها * فيهم وما غاب من آفاقهم قمر
أكدى وفيه ينابيع الغنى انفجرت * ولم يفض للغنى من ارضه نهر
لله فيها نواميس وأقضية * وليس يقضى لمن لم يرعها وطر
والعيش ما انفك غنما للقوي وللضعيف * منه هوان النفس والصغر
ومن ربيعياته وفيها أغراض شتى:
دارين قد حملت إليك ملابها * أم بابل أهدت إليك شرابها
أم جنة الخلد الربيع الطلق قد * فتحت يدا رضوانه أبوابها
برزت بحلته السما والأرض من * صنعاء أنمله اكتست جلبابها
فكان من كرم الطباع شميمه * ومن السجايا الرائعات مذابها
ومن القدود الناعمات غصونه * مياسة ومن الثغور رضابها
ان أنكروا للدهر عارفة وما * عرفوا له الا الحياة وصابها
فكفاه ان من الربيع وعرفه * ونسيمه للعارفات لبابها
خلعت عليه الخافقات نسيمها * غضا وحافلة السحاب ربابها
ان الربيع من الزمان شبابه * وهو المجدد للحياة شبابها
وإذا اشتكت أو صابها الأجسام داوى * في عليل نسيمه أو صابها
وإذا الفصول طوت معاجز ربها * نشر الربيع فصولها وكتابها
ان الشعوب لكالفصول ربيعها * ما أدركت بحياتها آرابها
وسرى كنافح عرفه عرفانها * يغشى مرابع عزها ورحابها
ومشت على سنن الإله ودافعت * عن حوضها واسترجعت أسلابها
لا ان تسل على القريب سيوفها * وتدق في صدر الصديق حرابها
للتافهات غدوها ورواحها * لا مجدها ترعى ولا أنسابها
مغلوبة حتى على أنفاسها * ونفيسها مسلوبة آدابها
موثوقة الأيدي وان من الشقاء * طعامها ومن الهوان شرابها
ان تمتلك أرفاقها فقد اصطفت * من دونها غرباؤها أخصابها
وإذا استهانت أمة من سنة * الباري أضاعت رشدها وصوابها
وطوت بدنياها صحيفة عيشها * طي الزمان خشاشها وذبابها
ومفاخر عربية ماشت * خوالدها السنين وصابرت أحقابها
هل يستعيد الدهر أمتها التي * وصلت بأسباب العلا أسبابها
فنعيد في الدنيا حضارتها وتجري * في الشروق وفي الغروب عرابها
مضمومة بعد النفار قلوبها * ضم المثقفة الصعاد كعابها
وتذب عن أوطانها ولسانها * بقواضب صقل الزمان ذبابها
ان السيوف إذا أطالت لبثها * بقرابها عاف الكماة قرابها
شمل الأذى حضريها في الدهر * والبادين في فلواتهم اعرابها
في كل يوم للأعاجم غارة * شعواء تذهل شيبها وشبابها
كادت تدق من الرماح صعادها * وتدك شم رعانها وهضابها
يأبى الاباء اليعربي وبأسها * إذلالها وعلى الأذى ألبابها
والأعوجية وهي بين بيوتها * مسروجة ما فارقت أطنابها
والعيس ما ملت حداء حداتها * تطري مناجيد الورى أنجابها
يحملن أقمار السماء طوالعا * فكان من أبراجها أقتابها
أهوى بواديها ولو أجرت بها * شمس الضحى في الهاجرات لعابها
وأحب رقراق السراب بجوها * ومن الحضارة قد مللت خلابها
أهوى من الشجرات عاسل خطها * جاني الإبا والعاسلات ذيابها
العز بين رواحل ومضارب * رفعت على هام النجوم قبابها
دعني واجناب المغارب انها * ألفت من الطير الكثير غرابها
وباسم تحضير المشارق صيرت * تحضيرها تدميرها وخرابها
مجت رطانة طيرها ولسانها * أسماعها وصياحها ونعابها
لم ترض فصحاها إذا هي آثرت * لغة ولا أحسابها وكتابها
لغة كان الحكمة الغراء قد * أملت عليها وحيها وخطابها
وكان من صوب العقول بيانها * ومن النفوس ولطفها اعرابها
لا يامن الفرق المحاول ضلة * مهما تفوق ان يخوض عبابها
ان تسترد ربيعها فربيعها * ان تستعيد كريمة آدابها
أو أجدبت فلتتخذ لخصابها * من معصرات المرهفات سحابها
ان الحياة هي الممات لامة * لم تجن الا مرها وعذابها
وقال بعنوان بين سياسة علي ع ومعاوية:
قالوا علي ضعيف في سياسته * بئس المقال الذي قالوا وما اقترفوا
قالوا ولو كان ذا رأي لما انصرفت * عنه الوجوه وعنه صحبه انصرفوا
كلا ولا فاز في ملك معاوية * وما له قدم فيه ولا سلف
ولم يطعه عصي من مقادته * ولا استلان له من حبله طرف
فقلت قول امرئ غير الحقيقة لا * يبغي وليس له في غيرها شغف
أكان من كان خير المرسلين له * مؤدبا عن هداه قط ينحرف
أو غير ما نهج المختار ينهج من * من بحره هو دون الناس مغترف
لم يعد منهج طه في سياسته * وهي التي ما بها حيف ولا جنف
(٣١٤)

قد عافها من رأوها أخطأت هدفا * لهم وما ان سوى الدنيا لهم هدف
وقد أحالوا إليها كل نازلة * في المسلمين وما في حكمهم نصف
ولو مشوا تحت ظل من هدايتها * لما أضلوا طريق الرشد واعتسفوا
ولا اغتدوا فرقا والدين يجمعهم * وكيف يجمعهم والرأي مختلف
هيهات تذهب من دنيا معاوية * أخرى علي وعنها الناس قد صدفوا
ما الذنب ذنب علي في سياسته * بل ذنبهم إذ هم عن نهجها انحرفوا
مراثيه
مما رثي به قصيدة للشاعر محمد كامل شعيب العاملي قال فيها:
بكت آي الكتاب المحكمات * وغيضت العلوم الزاخرات
وخبئت اللآلئ كالغواني * فهن عن العيون محجبات
أخا التسعين وهي بكل داج * كاراد الشموس مشعشعات
هطلن بعامل مزنا ثقالا * كما تهمي الغوادي الهاطلات
وقلدن البيان من اللآلي * عقود الدر وهي مرصعات
صحائف وهي ناصعة بياضا * بإكليل الجهاد مكللات
فان تك قد طويت فكيف تطوى * وهن مدى الحياة الباقيات
وان يك جف منك العود وهنا * فما ذوت الدوالي المثمرات
سداها العلم والأدب المعلى * ولحمتها الشروح الضافيات
شمائل كلها عبق وطيب * كأزهار الربى متضوعات
خطبت المكرمات فتى فزرت * غلالتها عليك المكرمات
ملأت مسامع الأيام وعظا * وأبلغ من عظاتك ذي العظات
وما فقدتك عاملة ولكن * مباحث في الصحائف بينات
أيصبح في مضيق بحر علم * وقد كانت تضيق به الجهات
ثلاث نوائب ذهبت ضحايا * رعونتها النفوس الخيرات
هوت في عامل فإذا الرواسي * به من هولهن مزلزلات
فطاحل شيدوا للضاد ركنا * عليه اليوم تحسده اللغات
١٠٥٩: سليمان بن مسهر
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وقال كان يروي عن
خرشة بن الحر الحارثي وكانا جميعا مستقيمين وكان الأعمش روى عنه وفي
الخلاصة نحوه إلى مستقيمين وقال الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة في
كتاب الشيخ مسهر بالسين ولم يذكر من المتقدمين غيره وفي بعض نسخ
الكتاب مهر بغير سين بين الميم والهاء وبه صرح ابن داود وجعل الميم
مكسورة والهاء مفتوحة اه‍ وقال ابن داود خرشة بالخاء المعجمة والراء
والشين المعجمة المفتوحات ابن الحر بالحاء المهملة المضمومة وتشديد الراء.
١٠٦٠: الشيخ سليمان بن معتوق العاملي الكاظمي.
توفي في شهر شعبان أو رمضان سنة ١٢٢٧ في بلد الكاظمين عليهما
السلام.
عالم فاضل فقيه متبحر قرأ في جبل عاملة على السيد محمد بن
إبراهيم بن شرف الدين الموسوي جد آل شرف الدين الشهيرين المتوفى سنة
١١٣٩ وأجازه أستاذه هذا بالرواية وكان شريك السيد صالح ابن أستاذه
المذكور في الدرس وانتقلا معا إلى العراق على أثر فتنة الجزار سنة ١١٩٨ أو
١١٩٧ وفي روضات الجنات انه من مشايخ السيد صدر الدين العاملي في
التدريس حيث ذكره في جملة من قرأ عليهم كما ذكرناه في ترجمة السيد صدر
الدين محمد وسكن المترجم بلد الكاظمين ع فيكون قد سكنها نحو
ثلاثين سنة وكان من مشايخ الإجازة يروي عنه جماعة من الاعلام كالمحقق
السيد محسن الكاظمي صاحب المحصول والسيد صدر الدين الموسوي
العاملي الأصفهاني وعد في روضات الجنات في جملة من قرأ عليهم السيد
صدر الدين ويروي هو عن أستاذه السيد محمد بن إبراهيم عن صاحب
الوسائل ويروي عن الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق وعن الميرزا
أبي القاسم القمي صاحب القوانين وغيرهم ومن تلاميذه السيد عبد الله
شبر وقد أوصى إليه عند وفاته وقال أحد أحفاده الشيخ عبد الرزاق ابن
الشيخ محمد آل معتوق فيما كتبه إلينا ان له مصنفات تلفت وكانت له مدرسة
في الكاظمية غصبت وتسلسل العلم في ذريته.
١٠٦١: الشيخ سليمان المنكري من أمراء جبل عامل حكام مقاطعة التفاح.
توفي سنة ١١٤٧.
والمنكري نسبة إلى لفظ منكر مقابل المعروف وهؤلاء كان أصلهم من
أهل العلم ثم صاروا حكاما وأمراء ولقبوا بالمشايخ على العادة في تلقيب
طبقة من الامراء بذلك وكان المترجم من جملتهم.
١٠٦٢: الأمير سليمان بن مهارش العقيلي أمير بني عقيل.
توفي سنة ٥٢٨.
قال ابن الأثير ج ١١ ص ٧ ولي الامارة بعده أولاده مع صغر سنهم
وطيف بهم في بغداد رعاية لحق جدهم مهارش فإنه هو الذي كان الخليفة
القائم بأمر الله عنده لما فعل به البساسيري ما ذكرنا في ترجمة البساسيري.
١٠٦٣: أبو محمد أو أبو علي سليمان بن مهران الأعمش الكوفي الأسدي الكاهلي
مولاهم.
ولد سنة ٦٠ وقيل إنه ولد يوم قتل الحسين يوم عاشوراء سنة ٦١
وكان أبوه حاضرا مقتل الحسين وعده ابن قتيبة في المعارف في جملة من
حملت به أمه سبعة أشهر وتوفي في ربيع الأول سنة ١٤٨ أو ٤٧ أو ٤٩ عن
٨٨ سنة.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال سليمان بن
مهران أبو محمد الأسدي مولاهم الكوفي وعده ابن شهرآشوب في المناقب
من خواص أصحاب الصادق ع وعن الشهيد الثاني انه قال إن أصحابنا
المصنفين في الرجال تركوا ذكره ولقد كان حريا بالذكر لاستقامته وقد ذكره
العامة في كتبهم وأثنوا عليه مع اعترافهم بتشيعه رحمه الله وفي مسودة
الكتاب امام القراء بالكوفة قرأ عليه حمزة أحد السبعة وأبان بن تغلب نص
على تشيعه الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة والبهبهاني والمير الداماد في
الرواشح وابن قتيبة في المعارف والشهرستاني في الملل والنحل وكان من أكابر
المحدثين والرواة وأعيان قدماء الشيعة المشهود لهم بالعدالة والوثاقة عند
جميع علماء السنة مع اعترافهم بتشيعه سأله المنصور العباسي كم تحدث من
الحديث في فضل علي فقال عشرة آلاف حديث وفي توضيح المقاصد للشيخ

(١) يقصد الشاعر بذلك المترجم وقرينه الشيخ احمد رضا ورفيقهما الشيخ عارف الزين.
(٣١٥)

البهائي سليمان بن مهران الأعمش يكنى أبا محمد. كان من الزهاد
والفقهاء والذي استفدته من تصفح التواريخ انه من الشيعة الإمامية
والعجب أن أصحابنا لم يصفوه بذلك في كتب الرجال اه‍ وفي التعليقة
يظهر من رواياته كونه شيعيا منقطعا إليهم ع مخلصا مع كونه
فاضلا نبيلا وسيجئ في يحيى بن وثاب عن الخلاصة ما يشير إليه ومر في
سليمان بن مسهر ما يشير إلى معروفيته وفي الحسن بن جعفر انه روى عن
الصادق ع وعن الأعمش وكذا في الحسن بن علوان وهو أيضا يشير إلى
نباهته واشتهاره وكونه ممن يسند إليه وربما يذكر له رأي خاص في الفقه مثل
ان صلاة الصبح ليست من الصلاة النهارية لكن بعد ظهور تشيعه لا يضر
وفي أمالي الصدوق عنه دخلت على الصادق ع وعنده نفر من الشيعة
وهو يقول معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا فظهر مما ذكر
انه من الفقهاء والمحدثين من الشيعة فيدل على كونه ثقة مضافا إلى جلالته
وكذا يدل عليه رواية ابن أبي عمير عنه اه‍ وعن تقريب ابن حجر
سليمان الأسدي الكاهلي أبو علي الكوفي ثقة حافظ عارف بالقراءة ورع
لكنه يدلس من الخامسة مات سنة ١٤٧ أو ١٤٨ وكان مولده سنة ٦١ وعن
مختصر الذهبي الحافظ أبو محمد الكاهلي الأعمش أحد الاعلام قال ابن
المديني له ١٣٠٠ حديث عاش ٨٨ سنة قال أبو نعيم مات في ربيع الأول
سنة ١٤٨ اه‍. وعده ابن رستة في الأعلاق النفيسة من الشيعة وفي
ذيل المذيل ص ١٠٢: سليمان بن مهران الأعمش مولى بني كاهل من
الأسد يكنى أبا محمد كان ينزل في بني عوف من بني سعد وكان يصلي في
مسجد بني حرام من بني سعد وكان مهران أبو
الأعمش من طبرستان وكان الأعمش من ساكني الكوفة وبها كانت وفاته في سنة ١٤٨ وهو ابن ٨٨ سنة
وكان ولد يوم عاشوراء في المحرم سنة ٦٠ يوم قتل الحسين بن علي عليهما
السلام اه‍ وفي تاريخ ابن عساكر ج ٧ ص ١٢١ كان الأعمش فصيحا
من أحسن الناس أخذا للحديث وفي الشذرات ج ١ ص ٢٢٠ في ربيع
الأول سنة ١٤٨ توفي الإمام أبو محمد سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي
مولاهم الأعمش وكان محدث الكوفة وعالمها قال ابن المديني للأعمش نحو
١٣٠٠ حديث وقال ابن عيينة كان أقرأهم لكتاب الله وأعلمهم بالفرائض
وأحفظهم للحديث وقال يحيى القطان هو علامة الاسلام قال وكيع بقي
الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى وقال الخريبي ما خلف
أعبد منه وما يرويه عن مالك فهو ارسال لأنه لم يسمع منه اه‍ وقال ابن
خلكان كان ثقة عالما فاضلا وكان يقارن بالزهري في الحجاز وعن الرواشح
انه معروف بالفضل والثقة والجلالة والتشيع والاستقامة وفي تاريخ بغداد
كان من أقرأ الناس للقرآن وأعرفهم بالفرائض وأحفظهم للحديث.
وبسنده قال الأعمش انما كان بيننا وبين أصحاب محمد ص ستر قال أبو
عبد الله أحمد بن حنبل صدق هكذا كان قد رأى أصحاب النبي ص
وبسنده عن أحمد بن عبد الله العجلي قال سليمان بن مهران الأعمش يكنى
أبا محمد ثقة كوفي وكان محدث أهل الكوفة في زمانه يقال انه ظهر له أربعة
آلاف حديث ولم يكن له كتاب وكان يقرئ القرآن رأس فيه قرأ على
يحيى بن وثاب وكان فصيحا وكان أبوه من سبي الديلم وكان مولى لبني
كاهل من بني أسد وكان عسرا سئ الخلق وقال في موضع آخر كان لا
يلحن حرفا وكان عالما بالفرائض ولم يكن في زمانه من طبقته أكثر حديثا منه
وكان فيه تشيع ولم يختم على الأعمش الا ثلاثة نفر طلحة بن مصرف اليامي
وابان بن تغلب النحوي وأبو عبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن
مسعود وبسنده عن طلحة بن مصرف فتشنا أصحابنا فإذا الأعمش أقرأنا.
وبسنده عن هشيم ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش ولا
أجود حديثا ولا أسرع إجابة لما يسئل عنه. وبسنده عن أبي إسحاق ما
بالكوفة منذ كذا وكذا سنة أقرأ من رجلين في بني أسد عاصم والأعمش أحدهما لقراءة عبد الله والآخر لقراءة زيد. وبسنده عن عيسى بن يونس لم
نر نحن ولا القرن الذين كانوا قبلنا مثل الأعمش وبسنده عنه ما رأيت
الأغنياء والسلاطين عند أحد أحقر منهم عند الأعمش مع فقره وحاجته.
وبسنده عن عبد الله بن داود الخريبي مات الأعمش يوم مات وما خلف
أحدا من الناس أعبد منه وكان صاحب سنة. وبسنده كان يحيى القطان إذا
ذكر الأعمش قال كان من النساك وكان محافظا على الصلاة جماعة وعلى
الصف الأول قال يحيى وهو علامة الاسلام. وبسنده عن وكيع كان
الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى واختلفت إليه قريبا من
ستين سنة فما رأيته يقضي ركعة. وبسنده عن يحيى بن معين كان الأعمش
يشبه النساك كان له فضل وكان صاحب قرآن وبسنده عن يحيى بن معين
أيضا كان الأعمش جليلا جدا. وبسنده عن الأعمش كنت آتي مجاهدا
فيقول لو كنت أطيق المشي لجئتك. وبسنده أبو إسحاق والأعمش رجلا
أهل الكوفة. وبسنده عن زهير بن معاوية ما أدركت أحدا أعقل من
الأعمش والمغيرة وما يفيد المغيرة عقله مع قبح أفعاله وبسنده عن ابن
عيينة سبق الأعمش أصحابه بأربع خصال كان أقرأهم للقرآن وأحفظهم
للحديث وأعلمهم بالفرائض ونسيت أنا واحدة. وبسنده عن علي بن
المديني حفظ العلم على أمة محمد ص ستة وعد منهم لأهل الكوفة أبو
إسحاق السبيعي وسليمان بن مهران الأعمش. وبسنده مر الأعمش
بالقاسم بن عبد الرحمن فقال هذا الشيخ يعني الأعمش أعلم الناس بقول
عبد الله بن مسعود وبسنده قال شعبة ما شفاني أحد من الحديث ما شفاني
الأعمش. وبسنده كان جرير إذا أراد أن يأخذ في قراءة كتاب الأعمش قال إني
أريد ان آخذ لكم في الديباج الخسرواني. وفي رواية كان إذا حدث
عن الأعمش قال هذا الديباج الخسرواني. وبسنده عن إسحاق بن راشد
قال لي الزهري وبالعراق أحد يحدث قلت نعم فجئته بأحاديث سليمان
الأعمش فجعل ينظر فيها ويقول ما ظننت ان بالعراق من يحدث مثل هذا
قلت وأزيدك هو من مواليهم. وبسنده ان شعبة كان إذا سمع ذكر
الأعمش قال المصحف المصحف وكان الأعمش يسمى المصحف من
صدقه. وبسنده عن ابن عمار ليس في المحدثين أحد أثبت من الأعمش.
وبسنده عن أبي بكر بن عياش كنا نسمي الأعمش سيد المحدثين وكنا إذا
فرغنا من الدوران نجئ إليه فيقول عند من كنتم فنقول عند فلان فيقول
طبل مخرق وعند فلان فيقول طير طيار وعند فلان فيقول دف. وبسنده عن
أحمد بن عبد الله العجلي كان الأعمش ثقة ثبتا في الحديث. وبسنده عن أبي
خالد الأحمر أتيت منزل الأعمش بعد موته فقلت أين غطاريف العرب
الذين كانوا يأتون هذا المجلس وفي رواية عن عبد الله بن إدريس أتيت باب
الأعمش بعد موته فدققت الباب فأجابتني امرأة وقالت ما فعلت جماهير
العرب التي كانت تأتي هذا الباب. وألف ابن طولون الشامي المتوفى سنة
٩٥٣ رسالة في أحوال سليمان بن مهران الأعمش أسماها الزهر الأنعش في
نوادر الأعمش ذكرت في كشف الظنون.
اخباره
في تاريخ بغداد كان الأعمش من أهل طبرستان جاء به أبوه حميلا إلى
(٣١٦)

الكوفة فاشتراه رجل من بني كاهل من بني أسد فاعتقه وهو مولى لبني أسد
وكان نازلا في بني أسد وفي توضيح المقاصد للشيخ البهائي قال له أبو حنيفة
يوما يا أبا محمد سمعتك تقول ان الله سبحانه إذا سلب عبدا نعمة عوضه
نعمة أخرى قال نعم قال ما الذي عوضك بعد أن أعمش عينيك وسلب
صحتهما فقال عوضني عنهما ان لا أرى ثقيلا مثلك اه‍ وفي الأغاني قال
علي بن المغيرة حدثني علي بن عبد الله السدوسي عن المدائني كان السيد
الحميري يأتي الأعمش فيكتب عنه فضائل علي ع ويخرج من عنده
ويقول في تلك المعاني شعرا الحديث. وروى الشيخ في الأمالي عن
جماعة عن أبي المفضل عن إبراهيم بن حفص العسكري عن عبيد بن الهيثم
عن الحسن بن سعيد ابن عم شريك عن شريك بن عبد الله القاضي قال
حضرت الأعمش في علته التي قبض فيها فبينا انا عنده إذ دخل عليه ابن
شبرمة وابن أبي ليلى وأبو حنيفة فسألوه عن حاله فذكر ضعفا شديدا وذكر ما
يتخوف من خطيئاته وأدركته رقة فبكى فاقبل عليه أبو حنيفة فقال يا أبا
محمد اتق الله وانظر لنفسك فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من
أيام الآخرة وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث لو رجعت عنها
كان خيرا لك قال الأعمش مثل ماذا يا نعمان قال مثل حديث عباية انا
قسيم النار قال أولمثلي تقول هذا... أقعدوني سندوني حدثني والذي إليه
مصيري موسى بن طريف ولم أر أسديا كان خيرا منه قال سمعت عباية بن
ربعي امام الحي قال سمعت عليا أمير المؤمنين يقول انا قسيم النار أقول
هذا وليي دعيه وهذا عدوي خذيه. وحدثني أبو المتوكل الناجي في امرة
الحجاج وكان يشتم عليا شتما مقذعا يعني الحجاج عن أبي سعيد الخدري
قال قال رسول الله ص إذا كان يوم القيامة يأمر الله عز وجل فاقعد انا
وعلي على الصراط ويقال لنا ادخلا الجنة من آمن بي وأحبكما وأدخلا النار
من كفر بي وأبغضكما قال أبو سعيد قال رسول الله ص ما آمن بالله من لم
يؤمن بي ولم يؤمن بي من لم يتول أو قال لم يحب عليا وتلا ألقيا في جهنم كل
كفار عنيد قال فجعل أبو حنيفة ازاره على رأسه وقال قوموا بنا لا يجيئنا أبو
محمد باطم من هذا قال الحسن بن سعيدة قال لي شريك بن عبد الله فما
امسى يعني الأعمش حتى فارق الدنيا رحمه الله. وفي بعض الكتب
المعتبرة: كان الأعمش سئ الخلق وكان أصحاب الحديث يضجرونه
ويسومونه نشر ما يحب طيه عنهم فيحلف ان لا يحدثهم الشهر والشهرين أو
أقل أو أكثر فيضيق صدره فيقبل على شاة في منزله فيحدثها بالآثار والفقه
حتى قال بعض أصحاب الحديث ليتني شاة الأعمش. وفي تاريخ بغداد في
ترجمة إسحاق بن يوسف الأزرق ج ٦ ص ٣١٩ ٣٢٠ انه سمع سليمان
الأعمش وكان من الثقات المأمونين ثم روى بسنده ان أم إسحاق الأزرق
قالت له يا بني ان بالكوفة رجلا يستخف بأصحاب الحديث وأنت على الحج
فاسالك بحقي عليك ان لا تسمع منه شيئا قال إسحاق فدخلت الكوفة فإذا
الأعمش قاعد وحده فوقفت على باب المسجد فقلت أمي والأعمش وقد
قال النبي ص طلب العلم فريضة على كل مسلم فدخلت فسلمت
فقلت يا أبا محمد حدثني فاني رجل غريب قال من أنت قلت من واسط قال
فما اسمك قلت إسحاق بن يوسف الأزرق قال لا حييت ولا حييت أمك
أليس حرجت ان لا تسمع مني شيئا قلت يا أبا محمد ليس كل ما بلغك
يكون حقا قال لأحدثنك بحديث ما حدثته أحدا قبلك فحدثني عن ابن أبي
أوفى سمعت رسول الله ص يقول الخوارج كلاب النار اه‍ وقال ابن
خلكان كان أبوه من دنباوند بضم الدال المهملة وسكون النون وفتح الباء
الموحدة وبعد الألف واو مفتوحة ثم نون ساكنة بعدها دال مهملة ناحية من
رستاق الري وبعضهم يقول دماوند والأول أصح وقدم أبوه الكوفة وامرأته
حامل بالأعمش فولدت بها قال السمعاني وهو لا يعرف بهذه النسبة بل
يعرف بالكوفي ومن الطرائف ما ذكره الذهبي في ميزانه في ترجمة تعلبة بن
سهيل الطهوي أبو مالك الكوفي الطبيب نزيل الري وهو قال تعلبة
حاضرت شيطانا فعزمت عليه فقال دعني فاني شيعي قلت من تعرف من
الشيعة قال الأعمش وأبا إسحاق اه‍ ولو سأله الذهبي من تعرف من
البقر لقال أعرفك.
مزاحه
قال ابن خلكان كان لطيف الخلق مزاحا جاء أصحاب الحديث يوما
ليسمعوا عليه فخرج إليهم وقال لولا أن في منزلي من هو أبغض إلي منكم
ما خرجت إليكم وجرى بينه وبين زوجته يوما كلام فدعا رجلا ليصلح بينهما
فقال لها الرجل لا تنظري إلى عموشة عينيه وحموشة ساقية فإنه امام وله قدر
وفي الشذرات فقالت ما لديوان الرسائل أريده ويظهر انها كانت أمزح من
الأعمش فقال الأعمش ما أردت الا ان تعرفها عيوبي وقال له داود بن
عمر الحائك ما تقول في الصلاة خلف الحائك فقال لا باس بها على غير
وضوء فقال ما تقول في شهادة الحائك فقال تقبل مع عدلين وذكر عنده
حديث من نام عن قيام الليل بال الشيطان في أذنه فقال ما عمشت عيني الا
من بول الشيطان. وعاده الإمام أبو حنيفة يوما في مرضه فأطال القعود
عنده فلما أراد القيام قال ما أراني الا ثقلت عليك فقال والله انك لثقيل علي
وأنت في بيتك وعاده أيضا جماعة فأطالوا الجلوس عنده فضجر منهم فاخذ
وسادته وقام وقال شفى الله مريضكم بالعافية.
ومن اخباره ما في الشذرات وتاريخ ابن خلكان عن أبي معاوية
الضرير انه كتب إليه هشام بن عبد الملك ان اكتب لي فضائل عثمان
ومساوئ علي فاخذ كتابه ولقمه شاة عنده وقال لرسوله هذا جوابك فألح
عليه الرسول في الجواب وقال إنه قد آلى ان يقتلني ان لم آته بجوابك وتحمل
عليه بإخوانه فقالوا له يا أبا محمد نجه من القتل فكتب بسم الله الرحمن
الرحيم اما بعد فلو كان لعثمان مناقب أهل الأرض ما نفعتك ولو كانت
لعلي مساوئ أهل الأرض ما ضرتك فعليك بخويصة نفسك
والسلام اه‍ وفي وفيات الأعيان قال زائدة بن قدامة تبعت الأعمش يوما
فاتى المقابر فدخل في قبر محفور فاضطجع فيه ثم خرج وهو ينفض التراب
عن رأسه ويقول وا ضيق مسكناه. وفي تاريخ بغداد بسنده رأى الأعمش
أبا بكرة الثقفي ركب فاخذ له بركابه فقال له يا بني انما أكرمت
ربك عز وجل. وبسنده راح الأعمش إلى الجمعة وعليه فروة جلدها على
جلده وصوفها إلى خارج وعلى كتفه منديل الخوان مكان الرداء وبسنده عن
ابن عيينة رأيت الأعمش لبس فروا مقلوبا وقباء تسيل خيوطه على رجليه ثم
قال أرأيتم لولا أني تعلمت العلم من كان يأتيني لو كنت بقالا كان يقذرني
الناس ان يشتروا مني. وبسنده قال الأعمش اني لارى الشيخ يخضب لا
يروي شيئا من الحديث فأشتهي ان ألطمه وبسنده اتى الأعمش رجل فقال
اقرأ عليك قال اقرأ وكان الأعمش يقرأ عليه عشرون آية فقرأ عليه عشرين
وجاوز فقال لعله يريد الثلاثين حتى بلغ المائة ثم سكت فقال له الأعمش
فوالله انه لمجلس لا عدت إليه ابدا. وبسنده امر عيسى بن موسى للقراء
بصلة فاتوا وقد لبسوا وجاء الأعمش وعليه ثياب قصار إلى انصاف ساقيه
(٣١٧)

ورجل يقوده فقال هاهنا ابن أبي ليلى هاهنا ابن شبرمة أريحونا من هذه
الحيطان الطوال قال عيسى ما دخل عليهم قارئ غير هذا عجلوا له.
ما نسب إليه من التدليس
في الشذرات عن المغني الأعمش ثقة جليل ولكنه يدلس قال
وهب بن زمعة سمعت ابن المبارك يقول انما أفسد حديث أهل الكوفة
الأعمش وأبو إسحاق
معنى التدليس
في الشذرات ما حاصله التدليس ليس كله قادحا وهو لغة كتمان
العيب وعند الأصوليين والمحدثين قسمان مضر وهو تدليس المتن مثل ان
يدخل الراوي في الحديث شيئا من كلامه وغير مضر بان يسمي شيخه باسم
له غير مشهور أو يروي عمن لقيه أو عاصره ما لم يسمعه منه أو يسمي
شيخه باسم آخر لا يكون رواه عنه أو يأتي بلفظ يوهم أمرا لا قدح في ايهامه
كقوله حدثنا وراء النهر موهما نهر جيحون وهو نهر عيسى ببغداد
والحيرة اه‍ قال المؤلف: في كون روايته عمن لقيه ما لم يسمعه منه غير
مضر نظر.
مشايخه وتلاميذه
في شذرات الذهب روى عن ابن أبي أوفى وأبي وائل والكبار وقال
ابن خلكان روى عنه سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج وحفص بن غياث
وخلق كثير من أجلة العلماء وعن رجال الشيخ فرج الله الحويزي في ترجمة
عبيد بن نضلة قال ابن الأعمش لأبيه على من قرأت قال على يحيى بن وثاب
وقرأ يحيى على عبيد بن نضلة ويحيى بن وثاب كان مستقيما ذكر الأعمش انه
كان إذا صلى كأنه يخاطب رجلا. وفي تاريخ بغداد ج ٩ ص ٣ روى عن
عبد الله بن أبي أوفى مرسلا وسمع المعرور بن سويد وأبا وائل شقيق بن
سلمة وزيد بن وهب وعمارة بن عمير وإبراهيم التيمي وأبا صالح ذكوان
وسعيد بن جبير ومجاهدا وإبراهيم النخعي روى عنه أبو إسحاق السبيعي
وسليمان التيمي والحكم بن عتبة وزبيد اليامي وسهيل بن أبي صالح
وسفيان الثوري وشعبة وزائدة وشيبان بن عبد الرحمن وعبد الواحد بن زياد
وسفيان بن عيينة وعلي بن مسهر وأبا معاوية وحفص بن غياث ووكيع
وجرير بن عبد الحميد وعبد الله بن إدريس وعيسى بن يونس وعبد الرحمن
المحاربي وعبدة بن سليمان ويحيى بن سعيد القطان وعمر ويعلى ومحمد بنو
عبيد الطنافسي وأبو أسامة وعبد الله بن نمير وغيرهم. وبسنده قيل لأبي
داود سليمان بن الأشعث عبد الله بن عبد الله الرازي قال هذا ابن سرية
علي بن أبي طالب روى عنه الأعمش لقيه ببغداد.
١٠٦٤: عز الدين أبو الفرج سليمان بن يحيى بن سلامة الحصكفي الخطيب.
الحصكفي نسبة إلى حصن كيفا.
في معجم الآداب ذكره القاضي تاج الدين يحيى بن أبي القاسم بن
المفرج التكريتي في تاريخه وقال اجتمع بخدمة أخي شهاب الدين عمر بن
أبي القاسم بمدينة مياسر كذا سنة ثمان وستين وخمس مائة وروى له عن
والده خطبه وأشعاره فمن ذلك قوله:
بحق أهل البيت والبيت * والتين والزيتون والزيت
لا تخزني حيا ولا ميتا * يا مخرج الحي من الميت
١٠٦٥: سليمان بن يزيد أبو حكيم الرهاوي الطهوي التيمي بالولاء.
كان من المعمرين أتت عليه ١٢٦ وأدرك عليا ع كما في تاريخ
بغداد عن ابن ابنه محمد بن يزيد في تاريخ بغداد ج ٩ ص ٢١٣ سمع
علي بن أبي طالب وورد المدائن معه حين توجه إلى صفين روى عنه ابن ابنه
محمد بن يزيد بن سنان وغزا سليمان ثمانين غزاة.
السليمانية
في التعليقة منسوبون إلى سليمان بن جرير ومضى ذكرهم مع
البترية اه‍.
١٠٦٦: سماء الدولة أبو الحسين بن شمس الدين بن بويه.
الظاهر أن سماء الدولة لقب ولم نعرف اسمه قال ابن الأثير ج ٩
ص ١٣٧ في حوادث سنة ٤١٤ أن فرهاد بن مرداويج الديلمي مقطع
بروجرد قصده سماء الدولة أبو الحسن بن شمس الدولة بن بويه صاحب
همذان وحصره فالتجأ فرهاد إلى علاء الدولة أبي جعفر بن كاكويه الديلمي
فحماه وسارا جميعا إلى همذان فحصراها وخرج من بها من العسكر فاقتتلوا
فرحل عنها ثم شرع يتجهز ليعاود حصر همذان وسار إليها فلقيه سماء الدولة
فاقتتلوا فانهزم عسكر همذان وتقدم علاء الدولة إلى سماء الدولة وترجل له
وخدمه وأخذه وانزله في خيمته وحمل إليه المال وما يحتاج إليه.
١٠٦٧: سماعة
هو سماعة بن مهران.
١٠٦٨: سماك بن خرشة ويقال سماك بن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن
ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر أبو دجانة
الأنصاري الساعدي.
استشهد يوم اليمامة وقيل إنه بقي حتى شهد مع علي ع صفين.
في الاستيعاب مشهور بكنيته شهد بدرا وكان أحد الشجعان له
مقامات محمودة في مغازي رسول الله ص وهو من كبار الأنصار استشهد
يوم اليمامة عن انس انه رمى أبو دجانة بنفسه في الحديقة يومئذ فانكسرت
رجله فقاتل حتى قتل وقد قيل إنه عاش حتى شهد مع علي بن أبي
طالب ع صفين والله أعلم واسناد حديثه في الحرز المنسوب إليه
ضعيف اه‍. وفي أسد الغابة شهد بدرا واحدا وجميع المشاهد مع
رسول الله ص سيفه يوم أحد وقال من يأخذ هذا السيف بحقه فأحجم
القوم فقال أبو دجانة انا آخذه بحقه فدفعه رسول الله ص إليه ففلق به
هام المشركين وقال في ذلك.
انا الذي عاهدني خليلي * ونحن بالسفح لدى النخيل
ان لا أقوم الدهر في الكبول * ضربا بسيف الله والرسول
ثم روى بسنده ان عليا لما أعطى فاطمة سيفه فقال اغسلي عنه دمه
(٣١٨)

فقد صدقني اليوم قال رسول الله ص لئن كنت صدقت القتال فقد
صدقه سهل بن حنيف وأبو دجانة اه‍ وأظن أن هذه الزيادة ممن لا
يريد ان ينفرد علي بفضيلة والا فأين من قتال علي قتال سهل وأبي دجانة
وأين كانا عن عمرو بن عبد ود قال وكان من الشجعان المشهورين
بالشجاعة وكانت له عصابة حمراء يعلم بها في الحرب فلما كان يوم أحد
أعلم بها واختال بين الصفين فقال رسول الله ص ان هذه مشية يبغضها
الله عز وجل الا في هذا المقام وهو من فضلاء الصحابة وأكابرهم استشهد
يوم اليمامة بعدهما أبلى فيها بلاء حسنا وكان لبني حنيفة باليمامة حديقة
يقاتلون من ورائها فلم يقدر المسلمون على الدخول إليهم فأمرهم أبو دجانة
ان يلقوه فيها ففعلوا فانكسرت رجله فقاتل على باب الحديقة وأزاح
المشركين عنه ودخلها المسلمون وقتل يومئذ وقيل: بل عاش حتى شهد
صفين مع علي والأول أصح وأكثر اه‍ وفي الرياض ج ٥ ص ٢١١ في
الكنى أبو دجانة الأنصاري سمال أو سماك بن خرشة الأنصاري الصحابي
المشهور قيل توفي في حياة رسول الله ص وقيل كان حيا بعد
رسول الله ص واستشهد باليمامة في خلافة أبي بكر ويظهر من روضة
الكافي عند ذكر غزوة أحد حسن حاله وفي رجال الميرزا انه مقبول
القول اه‍ وفي بعض رواياتنا انه من أنصار المهدي وفي مناقب ابن شهرآشوب
ص ٨٢ طبع إيران و ٦٤ طبع الهند ان النبي ص اعطى يوم أحد
لأبي دجانة سعفة نخل فصارت سيفا فأنشأ أبو دجانة يقول:
نصرنا النبي بسعف النخيل * فصار الجريد حساما ثقيلا
ولا عجب من أمور الاله * ومن عجب الله ثم الرسولا
وقال غيره:
ومن هز الجريد فاستحالت * رهيف الحد لم يلق الفلولا
١٠٦٩: سماك بن خرشة الأنصاري آخر.
في الإصابة هو غير أبي دجانة قال سيف في الفتوح كان سماك بن
خرشة الأنصاري وليس بأبي دجانة من أول من ولي مسالح دستبا من ارض
همذان وذكر سيف أيضا ان سماك بن خرشة شهد القادسية قال ابن فتحون
ذكر ابن عبد البر ان أبا دجانة شهد صفين ولعله اشتبه عليه بهذا قال وانما
ذكرته في هذا القسم لأنهم لم يكونوا يؤمرون في الفتوح الا الصحابة وقال
ابن مسكويه كان لسماك بن خرشة وليس لأبي دجانة ذكر في فتوح
الري اه‍ وقال المؤلف لا مانع من وجود أبي دجانة وسماك الآخر
مع علي ع يوم صفين.
١٠٧٠: سماك بن خرشة الجعفي.
في كتاب صفين ص ١٩٨ قال سماك بن خرشة من خيل علي وذكر له
أبياتا وليس هو بأبي دجانة لأن أبا دجانة ليس جعفيا والابيات هي هذه:
لقد علمت غسان عند اعتزامها * بانا لدى الهيجاء مثل السعاير
مقاويل ايسار لها ميم سادة * إذا سال بالجريال شعر البياطر
مساعير لم يوجد لهم يوم نبوة * مطاعين ابطال غداة التناحر
ترانا إذا ما الحرب درت وأنشبت * روابيها في الحرب مثل الصياخر
فلم تر حيا دافعوا مثل دفعنا * عداة قتلنا مكنفا وابن عامر
أكروا حمى عند وقع سيوفها * إذا ساقت العقبان تحت الحوافر
هم ناوشونا عن حريم ديارهم * غداة التقينا بالسيوف البواتر
١٠٧١: سمرة بن علي البحراني.
عالم فاضل له كتاب التجريد كما في كشف الظنون.
١٠٧٢: السمري
هو علي بن محمد وربما يأتي لغيره بقرينة.
السمطية
في التعليقة هم القائلون بامامة محمد بن جعفر الملقب بديباجة دون
أخيه موسى وعبد الله نسبوا إلى رئيس لهم يقال له يحيى بن أبي
السمط اه‍.
١٠٧٣: سمكة
اسمه أحمد بن إسماعيل.
١٠٧٤: السمندي
هو الفضل بن أبي قرة.
١٠٧٥: سمير بن الحارث العجلي.
كان مع علي ع يوم صفين وفي ذلك يقول عمرو بن العاص:
لعمري لقد لاقت بصفين خيلنا * سميرا فلم يعدان عنه تخوفا
تصدت له في وائل فسقينه * سمام زعاف يترك اللون أكلفا
١٠٧٦: سمير بن شريح الهمداني.
قتل مع علي ع بصفين هو وثمانية أخوة له أخذوا الراية واحدا
بعد واحد فقتلوا.
١٠٧٧: السمين
اسمه عبد الحميد بن أبي العلاء.
١٠٧٨: سمية أم عمار بن ياسر.
كانت سمية أم عمار بن ياسر وأبوه ياسر ممن عذب في الله تعالى
فصبرا وأرادتهما قريش على أن يرجعا عن الاسلام إلى الكفر فأبيا فضرب أبو
جهل سمية بحربة في قلبها فماتت وقتل أبوه روى نصر في كتاب صفين انهما
أول قتيلين قتلا من المسلمين وذلك بعد ما خرج النبي ص من مكة إلى
المدينة.
١٠٧٩: السنائي الغرنوي.
توفي بعد سنة ٥٣٨.
من حكماء الفرس له كتاب حكاية وقام بهروز وبهرام مثنوي فارسي
مختصر منظوم وله حديقة الحقيقة مثنوي نظم الأول على رويه.
(٣١٩)

١٠٨٠: شمس الدين سنان بن عبد الوهاب بن نميلة بن محمد بن إبراهيم بن عبد
الوهاب بن المهنا واسمه حمزة بن داود بن القاسم بن عبيد الله الأعرج بن
الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
توفي سنة ٦٤٨.
في عمدة الطالب كان قاضي المدينة وفي الدرر الكامنة كانت الخطابة
والقضاء بالمدينة المنورة مع آل سنان بن عبد الوهاب بن نميلة الحسيني إلى أن
ولى المنصور قلاوون الخطابة بالمدينة الشريفة سراج الدين عمر بن أحمد
الأنصاري المصري فقدمها سنة ٦٨٢ فانتزعها من أيدي الرافضة ثم جاء
تقليده من الناصر بولاية القضاء فاخذ الخلعة وتوجه بها إلى الأمير
منصور بن جماز وقال له جاءني مرسوم سلطاني بكذا وانا لا اقبل حتى تأذن
فقال رضيت بشرط ان لا تتعرض لحكامنا ولا لاحكامنا فاستمر على ذلك
وبقي آل سنان على حالهم وغالب الأمور الأحكامية مناطة بهم حتى الحبس
والأعوان والاستجلاب اه‍.
١٠٨١: سنان بن مالك النخعي.
كان مع أمير المؤمنين ع يوم صفين قال نصر بن مزاحم وابن الأثير
امر علي ع على مقدمته الأشتر النخعي وخرج إليهم أبو الأعور السلمي
فقال الأشتر لسنان بن مالك النخعي انطلق إلى أبي الأعور فادعه إلى
المبارزة فقال إلى مبارزتي أم إلى مبارزتك فقال لو أمرتك بمبارزته فعلت قال
نعم والذي لا اله الا هو لو امرتني ان اعترض صفهم بسيفي لفعلت حتى
أضربه بالسيف فقال يا ابن أخي أطال الله بقاءك قد والله ازددت فيك رغبة
لا ما أمرتك بمبارزته انما أمرتك ان تدعوه لمبارزتي فإنه لا يبارز الا ذوي
الأسنان والكفاءة والشرف وأنت بحمد الله من أهل الكفاءة ولكنك حديث
السن فأتاهم فقال انا رسول فأمنوني فجاء حتى انتهى إلى أبي الأعور قال
فقلت له ان الأشتر يدعوك إلى المبارزة فسكت عني طويلا ثم قال إن خفة
الأشتر وسوء رأيه دعاه إلى أجلاء عمال عثمان وافترائه عليه وسار إلى
عثمان فقتله فيمن قتله وكلاما من هذا القبيل لا حاجة لي في مبارزته فقلت
انك قد تكلمت فاسمع حتى أجيبك فقال لا حاجة لي في جوابك اذهب
عني وصاح بي أصحابه فانصرفت ولو سمع لأسمعته عذر صاحبي وحجته
فرجعت إلى الأشتر فأخبرته انه قد أبى المبارزة فقال لنفسه نظر.
١٠٨٢: سنجر بن مقلد بن سليمان بن مهارش أمير عبادة بالعراق.
قتل سنة ٦٠٢ في شعبان بأرض المعشوق.
قال ابن الأثير كان سبب قتله انه سعى بأبيه مقلد إلى الخليفة الناصر
لدين الله فامر بالتوكيل على أبيه فبقي مدة ثم اطلقه الخليفة ثم إن سنجرا
قتل أخا له فأوغر بهذه الأسباب صدور أهله واخوته فقتله إخوته.
١٠٨٣: قطب الدين سنجر مملوك الخليفة الناصر لدين الله.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٦٠٢ لما مات طاشتكين أمير الحاج
وكان يتشيع ولي الخليفة على خوزستان مملوكه سنجر وهو صهر طاشتكين
زوج ابنته وفي سنة ٦٠٦ بدا منه تغير عن الطاعة فروسل في القدوم إلى
بغداد فغالط وكان يظهر الطاعة ويبطن التغلب على البلاد فلما كان في ربيع
الأول ارسل الخليفة العساكر إليه بخوزستان واخراجه عنها ففارق البلاد
ولحق بصاحب شيراز ووصل عسكر الخليفة إلى خوزستان في ربيع الآخر
بغير ممانعة وراسلوا سنجر يدعونه إلى الطاعة فلم يجب وأرسل صاحب
شيراز يشفع فيه فأجيب إلى ذلك وسلمه لهم هو وماله وأهله فساروا به إلى
بغداد في المحرم سنة ٦٠٨ وسنجر راكب على بغل باكاف وفي رجليه
سلسلتان في يد كل جندي سلسلة وبقي محبوسا إلى صفر فجمع الخلق
الكثير من الامراء والأعيان إلى دار نائب الوزارة فاحضر سنجر وقرر بأمور
نسبت إليه منكرة فاقر بها فقال نائب الوزارة للناس قد عرفتم ما تقتضيه
السياسة من عقوبة هذا الرجل وقد عفا أمير المؤمنين عنه وامر بالخلع عليه
فلبسها وعاد إلى داره فعجب الناس من ذلك وقيل إن اتابك سعدا نهب كل
ما يملكه سنجر وأصحابه فطالبه الوزير بالمال فأرسل إليه شيئا يسيرا والله أعلم اه‍.
١٠٨٤: سندل
في النقد اسمه عمر بن قيس وفي التعليقة ببالي اني رأيت رواية تدل
على أنه ليس منا.
١٠٨٥: السندي
هو السندي بن محمد واسمه أبان بن محمد.
١٠٨٦: السندي البزاز
عن مجمع الرجال هو خلاد وأبان بن محمد البجلي.
١٠٨٧: سنقر بن وبير الحسيني.
من أمراء المدينة المنورة مذكور في الضوء اللامع ج ٣ ص ٢٧٣ ولم
تحضرنا نسخته حال التحرير.
١٠٨٨: الميرزا سنكلاخ الخراساني.
توفي سنة ١٢٩٤ في تبريز.
من الخطاطين بقلم النسخ تعليق ومن الشعراء العارفين المعمرين عمر
مائة وعشر سنين أو عشرين سنة ولم يتزوج له كتاب تذكرة الخطاطين
وامتحان الفضلاء مطبوع في جزءين.
١٠٨٩: سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث بن
عمر بن خناس ويقال ابن خنساء بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك
الأوسي الأنصاري أبو سعيد أو أبو سعد أو أبو عبد.
توفي بالكوفة سنة ٣٨ وصلى عليه علي ع فكبر ستا وروي خمسا
وقال إنه بدري وقال ابن الأثير في الكامل توفي سنة ٣٧ في قول.
وحنيف كزبير.
وفي المستدرك في رواية ابن إسحاق في تسمية من شهد بدرا مع
رسول الله ص من بني ضبيعة سهل بن حنيف بن واهب بن غانم بن
تعلبة بن مجدعة بن حارث بن عمرو وعمرو الذي يقال له بجدع اه‍ وفي
رواية الحاكم مات سهل بالكوفة بعد انصرافهم من صفين وفي الخلاصة
سهل بن حنيف بالحاء المهملة المضمومة كبر عليه أمير المؤمنين ع خمسا
وعشرين تكبيرة في صلاته عليه رواه الكشي عن علي بن الحكم عن
(٣٢٠)

سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر ع وقال الكشي
سهل بن حنيف محمد بن مسعود حدثني أحمد بن عبد الله العلوي حدثني
علي بن محمد عن أحمد بن محمد الليثي عن عبد الغفار عن جعفر بن
محمد ع ان عليا ع كفن سهل بن حنيف في برد احمر حبرة.
محمد بن مسعود حدثني أحمد بن عبد الله العلوي حدثني علي بن الحسن
الحسيني عن الحسن بن زيد انه قال كبر علي بن أبي طالب ع على
سهل بن حنيف سبع تكبيرات وكان بدريا وقال لو كبرت عليه سبعين لكان
اهلا. محمد بن مسعود حدثني محمد بن نصير حدثنا محمد بن عيسى عن
ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع كبر علي ع على
سهل بن حنيف وكان بدريا خمس تكبيرات ثم مشى به ساعة ثم وضعه ثم
كبر عليه خمس تكبيرات أخرى فصنع به ذلك حتى بلغ خمسا وعشرين
تكبيرة انتهى ما ذكره الكشي في ترجمة سهل بن حنيف وقال في ترجمة أبي
أيوب الأنصاري قال الفضل بن شاذان ان من السابقين الذين رجعوا إلى
أمير المؤمنين ع سهل بن حنيف وفي منهج المقال اما السند الذي ذكره
العلامة لرواية خمس وعشرين تكبيرة فلم أجده الآن في كتاب الكشي وهو
كذلك في كتاب أحمد بن طاوس قال المؤلف اي موجود فيه وهو المسمى
بالتحرير الطاووسي والعلامة تبعه في ذلك من غير مراجعة وانا أيضا لم أجده
في كتاب الكشي قال في المنهج وفي ذكرى الشهيد في الحسن عن الحلبي عن
الصادق ع كبر أمير المؤمنين ع على سهل بن حنيف وكان بدريا خمس
تكبيرات ثم كبر عليه خمس تكبيرات آخر يصنع ذلك حتى كبر عليه خمسا
وعشرين وفي خبر عقبة ان الصادق ع قال: أما بلغكم ان رجلا صلى
عليه علي ع فكبر عليه خمسا حتى صلى خمس صلوات وقال إنه بدري
عقبي أحدي من النقباء الاثني عشر وله خمس مناقب فصلى عليه لكل منقبة
صلاة وفي خبر أبي بصير عن جعفر ع قال كبر رسول الله ص على
حمزة سبعين تكبيرة وكبر علي عندكم على سهل بن حنيف خمسا وعشرين
تكبيرة كلما أدركه الناس قالوا يا أمير المؤمنين لم ندرك الصلاة على سهل
فيضعه ويكبر حتى انتهى إلى قبره خمس مرات اه‍ ونسبه كما مر مذكور
في الاستيعاب وفي أسد الغابة وقيل خنش بدل خناس ثم حكى عن الكلبي
انه قدم الحارث على مجدعه.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص سهل بن حنيف
وفي أصحاب علي ع سهل بن حنيف الأنصاري عربي وكان واليه على
المدينة يكنى أبا محمد وقال الفضل بن شاذان انه من السابقين الذين رجعوا
إلى أمير المؤمنين ع ومن الباقين على منهاج نبيهم من غير تغيير ولا تبديل
وعده البرقي مع أخيه عثمان من شرطة الخميس وروى ما يدل على أنهم
من أهل الجنة وهو أحد الاثني عشر الذين أنكروا على الخليفة الأول وعن
كتاب محمد بن المثنى بن القاسم عن ذريح المحاربي عن الصادق ع
سهل بن حنيف كان من النقباء نقباء نبي الله الاثني عشر وما سبقه أحد من
قريش ولا من الناس بمنقبة وأثنى عليه وقال لما مات جزع أمير
المؤمنين ع عليه جزعا شديدا وصلى عليه خمس صلوات وروي انه كان
في بدء الاسلام أول سنة الهجرة يكسر أصنام قومه ليلا ويحملها إلى امرأة
من الأنصار لا زوج لها ويقول لها احتطبي هذه وكان علي ع يذكر ذلك
عن سهل بعد موته متعجبا به وفي الاستيعاب شهد بدرا والمشاهد كلها مع
رسول الله ص وثبت يوم أحد وكان قد بايعه يومئذ على الموت فثبت معه
حين انكشف الناس عنه وجعل ينضح عنه بالنبل فقال ص نبلوا سهلا
فإنه سهل ثم صحب عليا من حين بويع حتى بويع له وإياه استخلف
علي حين خرج من المدينة إلى البصرة ثم شهد مع علي صفين وولاه علي على
فارس فأخرجه أهل فارس ووجه علي زياد بن أبيه فأرضوه وصالحوه
وأدوا الخراج وفي أسد الغابة صحب علي بن أبي طالب حين بويع له فلما
سار علي من المدينة إلى البصرة استخلفه على المدينة وشهد معه
صفين اه‍ ولما غدر أصحاب الجمل بأخيه عثمان بن حنيف عامل علي
على البصرة وقالت أم المؤمنين اقتلوه قال والله لئن هممتم بذلك لأبعثن إلى
أخي بالمدينة فلا يبقي منكم أحدا فتوقفوا عن ذلك ونتفوا شعره وفي
الإصابة كان من السابقين واستخلفه علي على البصرة بعد الجمل ثم شهد
معه صفين ويقال آخى النبي ص بينه وبين علي بن أبي طالب اه‍
أقول لم يؤاخ النبي ص بين علي ع وبين أحد غير نفسه ولما آخى
النبي ص بين أصحابه الا عليا قال له آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ
بيني وبين أحد فقال انما تركتك لنفسي أما ترضى ان تكون مني بمنزلة
هارون من موسى فأنت أخي في الدنيا والآخرة وفي ذلك يقول الصفي
الحلي:
لو رأى مثلك النبي لآخاه * والا فأخطأ الانتقاد
وقال ابن الأثير في الكامل هو بدري وشهد مع علي حروبه وقال سنة
٣٧ كان على المدينة سهل بن حنيف اه‍ فتحصل انه لما سار علي ع
إلى البصرة استخلفه على المدينة وبعد وقعة الجمل حضر معه صفين ثم ولاه
على فارس ثم ولاه على المدينة ثم عاد إلى الكوفة وتوفي بها وفي نهج البلاغة
كما يأتي انه توفي بالكوفة بعد مرجعه من صفين مع علي ع ومر عن
الإصابة انه استخلفه علي على البصرة بعد الجمل ثم شهد معه صفين
وروى الحاكم في المستدرك انه كان من كبار الأنصار الذين شهدوا بدرا مع
رسول الله ص وفي مرآة الجنان ج ١ ص ١٠٥ كان بدريا ذا علم وعقل
ورياسة وفضل اه‍ وفي نهج البلاغة وقال ع وقد توفي سهل بن
حنيف الأنصاري بالكوفة بعد مرجعه من صفين معه وكان أحب الناس إليه
لو أحبني جبل لتهافت قال الرضي رحمه الله تعالى ومعنى ذلك أن المحبة
تغلظ عليه فتسرع المصائب إليه ولا يفعل ذلك الا بالأتقياء الأبرار
المصطفين الأخيار وهذا مثل قوله ع من أحبنا فليستعد للفقر
جلبابا اه‍ وهذا مبني على حالة بعض الافراد لا جميعهم والا فالشريف
الرضي نفسه كان من محبيهم ولم يكن كذلك وأخوه الشريف المرتضى كان
يسمى أبا الثمانين.
اخباره
قال ابن الأثير ج ٣ ص ٩٣ لما منع عثمان من الصلاة جاء مؤذنه إلى
علي بن أبي طالب فقال من يصلي بالناس فقال ادع خالد بن زيد وهو أبو
أيوب الأنصاري فصلى أياما ثم صلى بعد ذلك بالناس علي ع يوم العيد
وعن إبراهيم بن سعد بن هلال الثقفي في كتاب الغارات انه لما عزل
علي ع قيس بن سعد عن مصر وولاها محمد بن أبي بكر خرج هو
وسهل بن حنيف حتى قدما على علي ع بالكوفة فخبره قيس الخبر وما
كان بمصر وشهد مع علي ع صفين هو وسهل بن حنيف اه‍ وقد
صرح في موضع آخر بان ذلك كان قبل صفين والأكثر ذكروا انه كان بعد
(٣٢١)

صفين وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين انه لما أراد أمير المؤمنين ع
المسير إلى صفين دعا إليه من كان معه من المهاجرين والأنصار فاستشارهم
فقال الأنصار بعضهم لبعض ليقم رجل منكم فليجب أمير المؤمنين ع
عن جماعتكم فقالوا قم يا سهل بن حنيف فقام سهل فحمد الله وأثنى عليه
ثم قال يا أمير المؤمنين نحن سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت ورأينا
رأيك ونحن كف يمينك وقد رأينا ان تقوم بهذا الامر في أهل الكوفة فتأمرهم
بالشخوص وتخبرهم بما صنع الله لهم في ذلك من الفضل فإنهم هم أهل البلد
وهم الناس فان استقاموا لك استقام لك الذي تريد وتطلب واما نحن
فليس عليك منا خلاف متى دعوتنا أجبناك ومتى امرتنا أطعناك اه‍ وقال
نصر في كتاب صفين أيضا ان عليا ع بعث سهل بن حنيف يوم صفين
على خيل البصرة وقال ابن الأثير على جند البصرة. ومن اخباره بصفين انه
لما حمل أهل الشام على ميمنة علي ع فهزموها امر علي ع سهل بن
حنيف فاستقدم فيمن كان مع علي من أهل المدينة وفي أسد الغابة بسنده ان
سهل بن حنيف كان مع رسول الله ص في غزاة فمر بنهر فاغتسل فيه
وكان رجلا حسن الجسم فمر به رجل من الأنصار فقال ما رأيت كاليوم ولا
جلد مخبأة وتعجب من خلقته فلبط به فصرع فحمل إلى النبي ص ما
يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه في نفسه أو في حاله ان يبرك عليه
اي يقول تبارك الله فان العين حق. وروى الحاكم في المستدرك هذا
الخبر بعدة أسانيد وألفاظ مختلفة يعرف من مجموعها حقيقة القصة وتفصيل
ما أجمل منها في جملة روايات ونحن نجمع ما يفهم من هذه الروايات ليعلم
من ذلك تفصيل القصة فنقول روى الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ٤٠٨
٤١٢ بسنده عن سهل بن حنيف مررت بسيل فدخلت فاغتسلت فيه
فخرجت منه محموما فنمي ذلك إلى النبي ص فقال مروا أبا ثابت
فليتصدق أقول الظاهر أن هذه واقعة أخرى غير الإصابة بالعين ويحتمل
انها هي. وبسنده ان عامر بن ربيعة رجل من بني عدي بن كعب رأى
سهل بن حنيف مع رسول الله ص يغتسل بالخرار وهو موضع قرب
الجحفة فقال والله ما رأيت كاليوم قط جلد مخبأة فلبط سهل وسقط فقيل
يا رسول الله هل لك في سهل بن حنيف فدعا رسول الله ص عامر بن
ربيعة فتغيظ عليه فقال لم يقتل أحدكم أخاه وصاحبه الا يدعو بالبركة
اغتسل له فاغتسل له عامر فراح سهل وليس به باس والغسل ان يؤتى
بقدح فيه ماء ويدخل يديه في القدح جميعا ويهريق على وجهه من القدح
ويدخل يده فيغسل ظهره ثم يأخذ بيده اليسار فيفعل مثل ذلك ثم يغسل
صدره في القدم وأطراف أصابعه ويعمل ذلك بالرجل اليسرى ويدخل
داخل ازاره ثم يغطي القدح قبل ان يضعه على الأرض ويحثو ويحسن
منه ويتمضمض ويهريق على وجهه ثم يصب على رأسه ثم يلقى القدح من
ورائه اه‍ قوله ويدخل يديه في القدح اي يدخل المصاب بالعين يديه
وكذا سائر الضمائر إلى الآخر راجعة إلى المصاب بالعين. وبسنده اغتسل
سهل بن حنيف فنزع جبة كانت عليه يوم حنين حين هزم الله العدو
وعامر بن ربيعة ينظر قال وكان سهل رجلا ابيض حسن الخلق فقال له
عامر بن ربيعة ما رأيت كاليوم قط ونظر إليه فأعجبه حسنه حين طرح جبته
فقال ولا جارية في سترها بأحسن جسدا من جسد سهل بن حنيف فوعك
سهل مكانه واشتد وعكه فاتى رسول الله ص فأخبره ان سهل بن حنيف
وعك وانه غير رائح معك فاتاه رسول الله ص فأخبروه بالذي كان من
شان عامر فقال على ما يقتل أحدكم أخاه الا بركت ان العين حق. وبسنده
عن سهل بن حنيف قال لي رسول الله ص أنت رسولي إلى مكة فاقرأهم
مني السلام وقل لهم ان رسول الله ص يأمركم بثلاث لا تحلفوا بآبائكم
وإذا خلوتم فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولا تستنجوا بعظم ولا بعر
وروى الحاكم في المستدرك أيضا ج ٣ ص ٢٤ ان عليا ع لما رجع من
وقعة أحد اعطى فاطمة سيفه وقال اغسلي عنه الدم فوالله لقد صدقني اليوم
القتال فقال رسول الله ص لئن كنت صدقت القتال اليوم لقد صدق
معك القتال اليوم سهل بن حنيف الحديث أقول أين قتال سهل من قتال
علي ذلك اليوم راجع كامل ابن الأثير في وقعة أحد فالظاهر أن هذا الحاق
بالرواية وليس منها.
من روى عنهم ورووا عنه
في الإصابة روى عن النبي ص وعن زيد بن ثابت روى عنه ابناه
أبو امامة أسعد وعبد الله أو عبد الرحمن وأبو وائل وعبيد بن السباق وعبد
الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم وفي أسد الغابة روى عنه ابناه أبو امامة وعبد
الملك وفي الاستيعاب روى عنه ابنه وجماعة معه.
١٠٩٠: سهل بن زياد الادمي
اختلف فيه فقال الشيخ في موضع انه ثقة وفي عدة مواضع انه
ضعيف في الحديث غير معتمد فيه وقال ابن الغضائري كان ضعيفا جدا
فاسد الرواية والمذهب ويروي المراسيل ويعتمد المجاهيل وقال النجاشي
كان ضعيفا في الحديث غير معتمد فيه وعن الفضل بن شاذان انه كان لا
يرتضيه ويقول هو أحمق أقول الظاهر أن منشأ التضعيف عند الكل ما
نقلوه عن أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري من أنه أخرجه من قم إلى
الري وأظهر البراءة منه وشهد عليه بالغلو والكذب ونهى الناس عن السماع
منه والرواية عنه ومن هنا قوى جمع من المحققين ضعف هذا التضعيف لما
هو معلوم من حال احمد وأهل قم من قدحهم في الرجل بما لا يوجب قدحا
ويظهر ذلك مما فعله بالبرقي وقاله في علي بن محمد بن شبرة وفي التعليقة قال
جدي اعلم أن أحمد بن محمد بن عيسى اخرج جماعة من قم لروايتهم عن
الضعفاء وايرادهم المراسيل في كتبهم وكان اجتهادا منه والظاهر خطاه ولكن
كان رئيس قم والناس مع المشهورين الا من عصمه الله ولو كنت تلاحظ ما
رواه في الكافي في باب النص على الهادي ع وانكاره النص لتعصب
الجاهلية لما كنت تروي عنه شيئا ولكنه تاب ونرجو ان يكون تاب الله
عليه اه‍ هذا مع كون سهل من مشايخ الإجازة كثير الرواية مقبولها وقد
أكثر الكليني من الرواية عنه وروى عنه أخبارا كثيرة في مذمة الغلو
والغلاة.
١٠٩١: أبو نصر البخاري سهل بن عبد الله النسابة.
صاحب سر السلسلة العلوية الذي ينقل عنه ابن طاووس في الاقبال
ويعبر عنه بكتاب سر أنساب العلويين والرجل من مشاهير النسابين وعلى
كتبه المعول وإليها المرجع ينقل عنه كثيرا في عمدة الطالب ثم الديباج
وصاحب الترجمة يذكر بعنوان أبي نصر البخاري لا مطلقا وفي الذريعة
أنساب آل أبي طالب للشيخ أبي نصر سهل بن عبد الله البخاري النسابة
ألفه أيام الناصر بالله الخليفة العباسي المتوفى سنة ٦٢٢ في وزارة ناصر بن
مهدي ونقابة السيد شرف الدين محمد بن عز الدين يحيى الذي فوضت
النقابة إليه سنة ٥٩٢ اه‍.
(٣٢٢)

١٠٩٢: سهل بن هارون بن راهويه أو راهبرن الكاتب أبو محمد.
توفي سنة ٢١٥.
له ذكر في حياة الحيوان ج ١ ص ٣١٣ ولا تحضرنا نسخته الآن وعده
ابن النديم في الفهرست ص ١٨٢ طبع مصر من الكتاب البلغاء فقال
سهل بن هارون صاحب بيت الحكمة للمأمون وقال ياقوت في معجم
الأدباء سهل بن هارون بن راهبون أبو محمد الفارسي الأصل الدستميساني
دخل البصرة واتصل بالمأمون فولاه خزانة الحكمة وكان أديبا كاتبا شاعرا
حكيما شعوبيا يتعصب للعجم على العرب شديدا في ذلك وكان مشهورا
بالبخل وله في ذلك اخبار كثيرة وله رسالة في مدح البخل أرسلها إلى بني
عمه من آل راهبون وأرسل نسخة منها إلى الوزير الحسن بن سهل فوقع
عليها الوزير: لقد مدحت ما ذم الله وحسنت ما قبح وما يقوم صلاح
لفظك بفساد معناك وقد جعلنا ثواب عملك سماع قولك فما نعطيك شيئا
وقد أورد هذه الرسالة الجاحظ في كتاب البخلاء وقال ابن النديم في
الفهرست ص ١٧٤ طبع مصر سهل بن هارون بن رحبون الدستميساني
انتقل إلى البصرة وكان متحققا بخدمة المأمون وصاحب خزانة الحكمة له
وكان حكيما فصيحا شاعرا فارسي الأصل شعوبي المذهب شديد العصبية
على العرب وله في ذلك كتب كثيرة ورسائل في البخل وعمل للحسن بن
سهل رسالة يمدح فيها البخل ويرغبه فيه ويستميحه في خلال ذلك فاجابه
الحسن على ظهر رسالته: وصلت رسالتك ووقفنا على نصيحتك وقد جعلنا
المكافاة عنها القبول منك والتصديق لك والسلام ولم يصله عنها بشئ وكان
الجاحظ يفضله ويصف براعته وفصاحته ويحكي عنه في كتبه اه‍.
مؤلفاته
مأخوذة مما ذكره ياقوت وابن النديم ١ ديوان الرسائل ٢ ثعلة
وعفراء على مثال كليلة ودمنة ٣ الهذلية والمخزومي ٤ النمر والثعلب
٥ الوامق والعذراء ٦ ندود وودود ولدود ٧ كتاب الضربين
٨ اسباسيوس في اتحاد الاخوان ٩ كتاب الغزالين ١٠ أدب
اسل بن أسيل ١١ كتاب إلى عيسى بن أبان في القضاء ١٢ تدبير
الملك والسياسة.
وأورد له الثعالبي في القسم الأول من الباب الثالث من كتابه خاص
الخاص ص ٢٩ قوله: كانت زورة فلان أخف من حسوة طائر ولمعة بارق
وخلسة سارق.
١٠٩٣: أبو السري سهل بن يعقوب بن إسحاق المؤدب الملقب بأبي نواس.
قال الكفعمي في حاشية كتابه المعروف بالمصباح في الفصل الثالث
والعشرين عند ذكر الدعاء الذي يدعى به في الصباح والمساء وهو أصبحت
اللهم معتصما الخ: هذا الدعاء برواية سهل بن يعقوب بن إسحاق الملقب
بأبي نواس قيل وانما لقب بذلك لأنه يظهر الطيبة والتخالع ليظهر التشيع
على الطيبة فيأمن على نفسه فسموه أبا نواس لتخالعه قال كنت أخدم الإمام الهادي
ع بسر من رأى وأسعى في حوائجه فكان يقول إذا سمع من
يلقبني بأبي نواس يا أبا نواس أنت أبو نواس الحق ومن تقدمك أبو نواس
الباطل فقلت له ذات يوم يا سيدي الأيام النحسات في الشهور ربما دعتني
الضرورة إلى التوجه في الحوائج فيها فدلني على ما احترز به من مخاوفها فقال
يا سهل ان لشيعتنا وموالينا عصمة لو سلكوا فيها في لجج البحار وسباسب
البيداء لامنوا بها من كل المخاوف يا سهل إذا أصبحت فقل ثلاثا وكذلك
إذا أمسيت: أمسيت اللهم معتصما بذمامك المنيع إلى آخر الدعاء ثم اقرأ
الفاتحة والمعوذتين الخ ما ذكره ثم قال الكفعمي والسيد الجليل علي بن
موسى يعني ابن طاووس أشار إلى هذه الرواية في كتابه المسمى بالدروع
الواقية اه‍. وروى الشيخ في الأمالي عن الفحام عن المنصوري عن
سهل بن يعقوب بن إسحاق الملقب بأبي نواس المؤدب في المسجد المعلق في
صفة سبق بسر من رأى قال المنصوري وكان يلقب بأبي نواس لأنه كان
يتخالع ويتطيب مع الناس ويظهر التشيع على الطيبة فيأمن على نفسه قال
فلما سمع الامام من يلقبني بأبي نواس قال يا أبا السري أنت أبو نواس الحق
ومن تقدمك أبو نواس الباطل فقلت له ذات يوم يا سيدي قد وقع إلي
اختيارات الأيام عن سيدنا الصادق ع مما حدثني به الحسن بن
عبد الله بن مطهر عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن سيدنا الصادق
في كل شهر فأعرضه عليك فقال أفعل فلما عرضته عليه وصححته قلت له
يا سيدي في أكثر هذه الأيام قواطع عن المقاصد لما ذكر فيها من التحذير
والمخاوف فتدلني على الاحتراز من المخاوف فيها فإنما تدعوني الضرورة إلى
التوجه في الحوائج فيها فقال لي يا سهل ان لشيعتنا بولايتنا لعصمة لو سلكوا
بها في لجة البحار الغامرة وسباسب البيد الغايرة بين سباع وذئاب وأعادي
الجن والإنس لامنوا من مخاوفهم بولايتهم لنا فثق بالله عز وجل وأخلص في
الولاء لأئمتك الطاهرين فتوجه حيث شئت اه‍.
١٠٩٤: عضد الدولة أبو نصر أو أبو دلف سهلان بن مسافر بن سهلان الكردي
أمير الجبل.
توفي في ربيع الأول سنة ٢٦٧.
في معجم الأدباء في نسخة ابن مسكويه ذكره الحكيم أبو علي أحمد بن
محمد بن يعقوب مسكويه في كتاب تجارب الأمم قال وفي سنة ٣٦٥ كاشف
عز الدولة بختيار عضد الدولة وكتب إلى عمه ركن الدولة بان يكفه عنه
وأظهر عضد الدولة إغضاء عنه فسكن بختيار الا ان محمد بن بقية مقيم على
خوفه وحذره ويحمله على استمالة فخر الدولة حتى يدخل في منابذة أخيه
عضد الدولة واتفقوا على التعاضد وظهر لهما تقليد كل واحد من فخر الدولة
وسهلان بن مسافر تقليد ما في أيديهما من الأعمال رياسة من قبل السلطان
وكتب لهما العهد ولقب سهلان عضد الدولة ولم يتم لهم أمر واستولى عضد
الدولة وقتل بختيار وتوفي سهلان في شهر ربيع الأول سنة سبع وستين
وثلاثمائة.
١٠٩٥: سهيل بن عمرو بن أبي عمرو الأنصاري.
استشهد سنة ٣٧.
في الاستيعاب ذكره ابن الكلبي فيمن شهد صفين من البدريين فقال
سهيل بن عمرو الأنصاري شهد بدرا وقتل مع علي بن أبي طالب بصفين
قال أبو عمر من جعل سهيل بن عمرو بن أبي عمرو وسهيل بن رافع بن أبي
عمرو واحدا فقد غلط ووهم ولم يعلم اه‍ وذلك لأن ابن رافع توفي في
خلافة عمر ومميزاتهما الأخرى مختلفة. وقال ابن الأثير ج ٣ ص ١٦٥ في
حوادث سنة ٣٧ قتل مع علي سهيل بن عمرو بن أبي عمرو الأنصاري وهو
بدري وفي أسد الغابة سهل بن عمرو الأنصاري النجاري أخو سهيل وهما
صاحبا المربد الذي بنى فيه رسول الله ص مسجده وكانا في حجر
أسعد بن زرارة وكانا يتيمين من بني مالك بن النجار وفي الإصابة عن ابن
(٣٢٣)

إسحاق انهما كانا في حجر معاذ بن عفراء وقال يمكن الجمع بأنهما كانا تحت
حجرهما معا ثم قال فيمن اسمه سهيل بالتصغير سهيل بن عمرو صاحب
المربد زعم ابن الكلبي انه قتل بصفين مع علي بن أبي طالب ع.
١٠٩٦: سوار بن أبي عمير النهمي.
ذكره ابن شهرآشوب فيمن استشهد من أصحاب الحسين ع في
الحملة الأولى.
١٠٩٧: السواق
عن مجمع الرجال هو علي بن محمد بن علي.
١٠٩٨: السوداني
عن مجمع الرجال هو محمد بن القاسم بن زكريا.
١٠٩٩: سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية.
في كتاب بلاغات النساء استأذنت على معاوية بن أبي سفيان فاذن لها
فلما دخلت عليه قال هيه يا بنت الأسك الست القائلة يوم صفين:
شمر كفعل أبيك يا ابن عمارة * يوم الطعان وملتقى الاقران
وانصر عليا والحسين ورهطه * واقصد لهند وابنها بهوان
ان الامام أخو النبي محمد * علم الهدى ومنارة الايمان
فقد الجيوش وسر امام لوائه * قدما بأبيض صارم وسنان
قالت اي والله ما مثلي من رغب عن الحق واعتذر بالكذب قال لها فما حملك
على ذلك قالت حب علي ع واتباع الحق قال فوالله لا أرى عليك
من اثر علي ع قالت أنشدك الله يا أمير المؤمنين وإعادة ما مضى وتذكر ما
قد نسي قال هيهات ما مثل مقام أخيك ينسى وما لقيت من أحد ما لقيت
من قومك وأخيك قالت صدق فوك لم يكن أخي ذميم المقام ولا خفي
المكان كان والله كقول الخنساء:
وان صخرا لتأتم الهداة به * كأنه علم في رأسه نار
قال صدقت لقد كان كذلك قالت مات الرأس وبتر الذنب وبالله
أسأل أمير المؤمنين اعفائي مما استعفيت منه قال قد فعلت فما حاجتك قالت
انك أصبحت للناس سيدا ولامرهم متقلدا والله سائلك من أمرنا ما افترض
عليك من حقنا ولا يزال يقدم علينا من ينوء بعزك ويبطش بسلطانك
فيحصدنا حصد السنبل ويدوسنا دوس البقر ويسومنا الخسيسة ويسلبنا
الجليلة. هذا بسر بن أرطاة قدم علينا من قبلك فقتل رجالي واخذ مالي.
يقول لي: فوهي بما استعصم الله منه وألجأ إليه فيه لعل المراد سب
علي ع ولولا الطاعة لكان فينا عز ومنعة فاما عزلته عنا فشكرناك واما
لا فعرفناك فقال معاوية أتهدديني بقومك لقد هممت ان أحملك على قتب
أشرس فأردك إليه ينفذ فيك حكمه فأطرقت تبكي ثم أنشأت تقول:
صلى الاله على جسم تضمه * قبر فأصبح فيه العدل مدفونا
قد حالف الحق لا يبغي به بدلا * فصار بالحق والايمان مقرونا
قال لها ومن ذلك: قالت: علي بن أبي طالب قال: وما صنع بك
حتى صار عندك كذلك قالت قدمت عليه في رجل ولاه صدقتنا فكان بيني
وبينه ما بين الغث والسمين فاتيت عليا لأشكو إليه ما صنع بنا فوجدته قائما
يصلي فلما نظر إلي انفتل من صلاته ثم قال لي برأفة وتعطف ألك حاجة
فأخبرته الخبر فبكى ثم قال اللهم انك أنت الشاهد علي وعليهم اني لم
آمرهم بظلم خلقك ولا بترك حقك ثم اخرج من جيبه قطعة جلد وكتب
فيها بسم الله الرحمن الرحيم قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان
بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين بقية الله
خير لكم ان كنتم مؤمنين وما انا عليكم بحفيظ إذا قرأت كتابي فاحتفظ بما
في يديك من عملنا حتى يقدم عليك من بقبضه منك والسلام فأخذته منه
فوالله ما ختمه بطين ولا خزمه بخزام فقرأته فقال لها لقد لمظكم ابن أبي
طالب الجرأة على السلطان فبطيئا ما تفطمون اكتبوا لها برد مالها والعدل
عليها قالت إلي خاصة أم لقومي عامة قال ما أنت وقومك قالت هي والله
إذن الفحشاء ان كان عدلا شاملا والا فانا كسائر قومي قال اكتبوا لها
ولقومها.
١١٠٠: السورائي
في التعليقة اسمه الحسين بن محمد بن يزيد.
١١٠١: سوران بن حمران السكوني المصري.
كان من جملة المصريين الذين خرجوا لحصر عثمان قال الواقدي وكان
أهل مصر هواهم في علي ع.
١١٠٢: السوسنجردي
عن مجمع الرجال اسمه محمد بن بشر.
١١٠٣: السوسي
اسمه محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن محمد.
١١٠٤: سويد بن حاطب.
قتل مع علي ع بصفين ذكره نصر في كتاب صفين ص ٢٠٩.
١١٠٥: سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي.
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين ع وقال ابن الأثير ج ٤
ص ٣٨ كان آخر من بقي من أصحاب الحسين ع اه‍ وقال ابن
طاوس تقدم سويد بن عمرو بن أبي المطاع وكان شريفا كثير الصلاة شجاعا
مجربا في الحروب فجعل يرتجز ويقول:
أقدم حسين اليوم تلقى أحمدا * وشيخك الخير عليا ذا الندى
وحسنا كالبدر لاقى الأسعدا * وعمك القرم الهمام الأرشدا
حمزة ليث الله يدعى أسدا * وذا الجناحين تبوأ مقعدا
في جنة الفردوس يعلو صعدا
فقاتل قتال الأسد الباسل وبالغ في الصبر على الخطب النازل حتى
سقط بين القتلى وقد أثخن بالجراح فلم يزل كذلك وليس به حراك حتى
سمعهم يقولون قتل الحسين فتحامل واخرج من خفه سكينا وجعل يقاتل
حتى قتل رضوان الله عليه فكان آخر من قتل من أصحاب الحسين ع.
(٣٢٤)

١١٠٦: سويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر بن وداع بن معاوية بن الحارث بن
مالك بن عوف بن سعد بن عوف بن خريم بن جعفي بن سعد العشيرة أبو
أمية الجعفي الكوفي.
توفي سنة ٨٠ أو ٨١ أو ٨٢ وفي تهذيب التهذيب عن عاصم بن
كليب بلغ ١٣٠ سنة وقيل إنه قال انا لدة رسول الله ص فان صح ذلك فقد
جاوزها وفي شذرات الذهب توفي سنة ٨١ بالكوفة ومولده عام الفيل كما
قيل وقدم المدينة وقد دفنوا النبي ص وقال ابن الأثير توفي سنة ١٢٧ قال وقيل سنة ١٣١
وقيل سنة ١٣٢ وعمره ١٢٠ سنة.
غفلة بالغين المعجمة والفاء وقال الشهيد الثاني في حواشي
الخلاصة قال ابن داود هو بالعين المهملة والفاء المفتوحة وفي كتاب الشيخ
ضبطه بالمعجمة وهو الأشهر قال وفي رجال البرقي في الأولياء من أصحاب
علي ع سويد بن غفلة الجعفي بالغين المعجمة وكذا صرح به
العامة اه‍ وفي حاشية تهذيب التهذيب عن الخلاصة غفلة بفتح
المعجمة والفاء واللام وقال ابن الأثير غفلة بفتح الغين المعجمة والفاء.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي وابنه الحسن ع
وفي الخلاصة سويد بن غفلة الجعفي قال البرقي انه من أولياء أمير المؤمنين
وفي شذرات الذهب كان فقيها عابدا قانعا كبير القدر وفي تهذيب التهذيب
شهد فتح اليرموك. قال ابن معين والعجلي ثقة وقال علي ابن المديني دخلت
بيت أحمد بن حنبل فما شبهت بيته الا بما وصف من بيت سويد بن غفلة من
زهده وتواضعه.
من روى عنهم ومن رووا عنه
روى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وبلال وأبي ابن
كعب وأبي ذر وأبي الدرداء وسليمان بن ربيعة والحسن بن علي ومصدق
النبي ص وزر بن حبيش وعبد الرحمن بن عملة الصنابحي وعنه أبو
إسحاق وخيثمة بن عبد الرحمن وإبراهيم النخعي والشعبي وسلمة بن كهيل
وإبراهيم بن عبد الاعلى ونعيم ابن أبي هند وعبدة بن أبي لبابة وعبد
العزيز بن رفيع وميسرة أبو صالح وغيرهم.
١١٠٧: السياري
اسمه أحمد بن محمد بن سيار ويقال اسمه أحمد بن إبراهيم وهو خال
أبي عمر الزاهد.
١١٠٨: سياه بوش
لقب السيد محمد جواد.
١١٠٩: سيحان بن صوحان العبدي من بني عبد القيس.
أخو صعصعة بن صوحان وزيد بن صوحان قتل يوم الجمل سنة ٣٦
قتله عمارة بن يثري وارتث اخوه صعصعة وكان عمارة قد قتل قبل ذلك
هند بن عمرو الجملي المرادي وعلباء بن الهيثم لما ندبهم علي ع ليحملوا
على الجمل فقال في ذلك عمارة:
انا لمن ينكرني ابن يثري * قاتل علباء وهند الجملي
وابن لصوحان على دين علي
كان بالكوفة لما ارسل أمير المؤمنين ع ولده الحسن وعمار بن ياسر
إليها ليستنفرا أهلها إلى البصرة فجعل أبو موسى يثبطهم قال ابن الأثير فقال
سيحان بن صوحان: أيها الناس لا بد لهذا الامر وهؤلاء الناس من وال
يدفع الظالم ويعز المظلوم ويجمع الناس وهذا واليكم يعني أمير
المؤمنين ع يدعوكم لتنظروا فيما بينه وبين صاحبيه وهو المأمون على الأمة
الفقيه في الدين فمن نهض إليه فانا سائرون معه وكان هؤلاء الاخوة الثلاثة
من خيار شيعة أمير المؤمنين ع زيد وصعصعة وسيحان قتل زيد وسيحان
معه يوم الجمل وارتث صعصعة.
١١١٠: السيد
يطلق على إسماعيل بن محمد الحميري وعلى الشريف المرتضى علم
الهدى علي بن الحسين الموسوي.
١١١١: السيدان
في المقابيس هما المرتضى وابن زهرة.
١١١٢: السيد الحميري
اسمه إسماعيل بن محمد الحميري والسيد لقب.
١١١٣: السيرافي
عن مجمع الرجال اسمه أحمد بن علي بن عباس بن محمد بن نوح.
١١١٤: سيف بن الحارث بن سريع الجابري.
قتل بين يدي الحسين ع يوم كربلا سنة ٦١.
قال ابن الأثير واتى الحسين الفتيان الجابريان وهما سيف بن
الحارث بن سريع ومالك بن عبد بن سريع وهما أبناء عم واخوان لأم وهما
يبكيان فقال لهما ما يبكيكما اني لأرجو ان تكونا عن ساعة قريري عين فقالا
والله ما على أنفسنا نبكي ولكن نبكي عليك نراك قد أحيط بك ولا نقدر ان
نمنعك فقال جزاكما الله جزاء المتقين.
١١١٥: سيف الدولة بن حمدان
اسمه علي بن عبد الله بن حمدان.
١١١٦: ميرزا سيف الدين بن سيف الملوك بن ثابت الاياله ابن السلطان فتح علي
شاه القاجاري.
ذكره الشيخ حمادي بن نوح الحلي الشاعر المشهور في ديوانه فقال
الشيخ الأجل قرأ في أيام شبابه في الكاظمية في العلوم العربية على العالم
الفاضل السيد علي عطيفة وكمل أصوله وفقهه على أبي احمد الشيخ عبد
الحسين الطهراني ثم هاجر إلى النجف فقرأ على السيد مهدي القزويني حتى
أجيز منه وسافر إلى طهران أيام ناصر الدين شاه ثم زار الأئمة عليهم
السلام في العراق سنة ١٣٢٢ فقال الشيخ حمادي نوح يمدحه من قصيدة
: إذا ناب سيف الدين في عصبة الهدى * عن الصاحب المأمول بورك صاحبا
ولما على العشرين أشرق ومضه * فالفاء عنه ذو الثمانين واثبا
فدى لهدى شبل السلاطين مرشد * يباهي هدى شبل السلاطين كاذبا
وسل عن ذوي الارشاد سلطنة الدنا * فسلطنة الدنيا لها كان عائبا
يعد تقاه عنه ميراث أهله * فلم يتورث من ذويه مراتبا
إلى أن تجلى وهو للدين سيفه * ففلل سيف الدين عنه القواضبا
(٣٢٥)

وشيد للدين الحنيف قواعدا * فهدت عماد الشرك وافى محاربا
١١١٧: سيف بن عميرة
بفتح العين المهملة وثقه الشيخ والعلامة بل والنجاشي وقال ابن شهرآشوب
انه واقفي قال المحقق البهبهاني قال جدي لم نر من أصحاب الرجال
وغيرهم ما يدل على وقفه وكانه وقع منه سوا وله قصيدة في رثاء
الحسين ع أولها:
جل المصاب بمن أصبنا فاعذري * يا هذه وعن الملام فاقصري
١١١٨: سيف بن مالك النميري.
قال ابن شهرآشوب في المناقب استشهد مع الحسين ع في الحملة
الأولى.
١١١٩: أبو محمد سيف بن مصعب العبدي
مر في سفيان بن مصعب مستوفى.
١١٢٠: سيف بن موسى بن جعفر البحراني المسكتي.
في البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للقاضي محمد بن
علي الشوكاني المتوفى سنة ١٢٥٠: وفد إلينا إلى صنعاء سنة ١٢٣٤ راجعا
من الحج وله حرص على العلم وشغف بالبحث عن المسائل كان يصل إلي
وقد كتب مسائل في قراطيس ثم يسأل عنها فأجيب عنها فيكتب الجوابات في
تلك القراطيس وهو أديب لبيب متودد حسن الأخلاق فصيح اللسان قرأ في
بلاده في الآلات والفقه والحديث والتفسير والأصول والكلام وعلم الحكمة
الإلهية وذكر لنا انه قد ولي قضاء بعض البلاد الراجعة إلى مسكات وهو
مكان يقال له صحار بمهملات وذكر لنا انه لم يبق على مذهب الخارجة في
بندر مسكات الا صاحب أمرها ومن يلوذ به والباقون على مذهب الشافعية
والحنفية وفيها إمامية هو منهم ولكن مع انضاف وفهم كتب إلي من شعره
هذه الثلاثة الأبيات:
يا من اتى صنعاء يبغي مفخرا * ويروم مجدا أو علو الشأن
فليأت نادي حبرها وعميدها * قطب الأوان محمد الشوكاني
حبر تدفق مثل بحر علمه * هذا وليس له بصنعا ثاني
وله أشعار كثيرة جيدة وهذا المقطوع يدل على ما وراءه وسافر من
صنعاء في شهر شوال سنة ١٢٣٤.
١١٢١: السليمي النيشابوري المشهدي.
في كتاب مطلع الشمس أصله من نيشابور وسكن المشهد الرضوي
واشتغل بالمكتب وكان من الخطاطين المشهورين كتب الخطوط السبعة
خصوصا النسخ تعليق كتابة جيدة ولم يكن له نظير في سرعة الكتابة وكان
شاعرا بالفارسية ومن شعره الذي يشير به إلى سرعة كتابته ونظمه قوله:
يكروز بمدح شاه باكيزه سرشت * سيمي دو هزار شعر گفت وبنويست
أي انه قال في بعض الأيام ألفي بيت من الشعر وكتبها وهذا لم يسبق
له نظير من شاعر وكاتب وكان معاصرا لعلاء الدولة ابن بايسنقر بن ميرزا
شاهرخ بن الأمير تيمور الكوركاني وكان ماهرا في انشاء الرسائل وصنعة
التلوين والتذهيب وغيرها وحكى عنه مير خواند في حبيب السير حكاية اكله
عشرين منا من التمر اه‍.
١١٢٢: السيوري
هو المقداد بن عبد الله السيوري الأسدي الحلي.
الخاتمة
تم بحمد الله وحسن توفيقه الجزء الخامس والثلاثين من كتاب
أعيان الشيعة على يد مؤلفه العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن
المرحوم السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي الشقرائي نزيل بيروت
تجاوز الله عن سيئاته وكان الفراغ منه عصر يوم الأحد الموافق ١٥ رجب
سنة ١٣٧٠ في الطيونة من ضواحي بيروت حامدا مصليا مسلما.
هذا ونحن في مرض يمنعنا عن الحركة إلى خارج الدار في أكثر
الأوقات الذي استمر حتى اليوم نحوا من سنتين لكنه لم يمنعنا عن مداومة
التأليف ليلا ونهارا ونسأله تعالى التوفيق لطبع ما بقي من الكتاب الذي
أصبحت مواده كلها جاهزة لا تحتاج الا إلى إعادة النظر كما اننا من أواخر
هذا الجزء اقتصرنا على المواد المخطوطة غالبا وسنتبع هذه الخطة في باقي
الاجزاء انش حتى إذا تأخر الاجل دونا ما تركناه بصفة الملحق وبالله
التوفيق.
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد فان الأجل قد أدرك المرحوم الوالد قبل أن يدرك أمنيته في اتمام
طبع كتابه أعيان الشيعة. وانني وفاء بعهده سأعمل جاهدا على اخراج
هذا الكتاب وطبع مسوداته وها هو الجزء السادس والثلاثون أقدمه
للقراء الكرام، وتتلوه بقية الأجزاء إن شاء الله.
حسن الأمين.
حرف الشين
١١٢٣: شابور بن اردشير الوزير ويقال سابور
مر بعنوان سابور بالسين المهملة في تاريخ آل سلجوق تأليف عماد
الدين محمد بن حامد الأصفهاني انه في سنة ٤٥١ احترقت ببغداد دار
الكتب التي وقفها الوزير شابور ابن اردشير بين السورين واخذ عميد الملك
محمد بن منصور الكندري وزير السلطان طغرلبك السلجوقي ما سلم من
النار فكان أحد الحريقين اه‍.
وقال محمد بن عثمان بن بلبل السيار في يمدحه أي شابور كما في
معجم الأدباء:
اضحى الرجاء لبرق جودك شائما * وارتاء روض الحمد وحفا ناعما
سميت نفسي إذ رجوتك واثقا * ودعوتها لك مذ خدمتك خادما
فمتى أقوم بشكر نعمتك التي * عقدت علي من الخطوب تمائما
لا زال جدك للعدو مزاحما * يعلو وآناف البغاة رواغما
١١٢٤: شاذان
اسمه خالد بن سفيان قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه
السلام خالد بن سفيان الطحان الكوفي يعرف بشاذان.

(١) كان هذا الجزء آخر ما صدر في حياته (ح).
(٣٢٦)

١١٢٥: الشيخ سديد الدين أبو الفضل شاذان بن جبرائيل بن أبي طالب القمي
نزيل المدينة المنورة.
كان حيا سنة ٥٨٤.
وليس هو والد الفضل بن شاذان لان الفضل من أصحاب الرضا
ع وهذا متأخر عن ذلك العصر بكثير. في أمل الأمل الشيخ الجليل
الثقة أبو الفضل شاذان بن جبرائيل بن إسماعيل القمي كان عالما فاضلا
فقيها عظيم الشأن جليل القدر اه‍.
يروي عنه إجازة السيد محيي الدين بن زهرة ووالده في سنة ٥٤٨ وقد
أدرجنا صورة الإجازة في الجزء الثاني من معادن الجواهر ويروي عنه
مختار بن سعد الموسوي كما في أمل الآمل. وقد رأينا في جبل عامل في قرية
البياض في مكتبة آل سليمان نسخة قديمة جليلة من كفاية النصوص على
الأئمة الاثني عشر للخزاز بخط جيد وورق جيد لم يبله مر الدهور وان اثر
فيه كتبت سنة ٥٨٤ وعليها أيضا خط الشيخ نعمة الله بن أحمد بن خاتون
العاملي بتاريخ سنة ٩٧٠ وعليها أيضا خط محمد بن مكي من ذرية الشهيد
الأول بتاريخ ٩٧٦ وانها وقفتها عليه وعلى ذريته أمه الحاجة بنت الحاج
أحمد بن محارب وعلى ظهرها إجازة بخط شاذان بن جبرائيل القمي هذه
صورتها: قرأ على السيد الأجل العالم الحسيب النسيب جمال الاسلام
محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني أدام الله سعده جميع كتاب
الكفاية في النصوص على عدد الأئمة الاثني عشر قرأ وتفهم وتبين وكشف
وسمع بقراءته السيد الأجل العالم العابد الحسيب النسيب جمال الدين عز
الاسلام سيد الشيعة أبو القاسم عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني أسبغ الله
ظله وأجزت لهما ان يروياه عني بحق قراءة وسماع عن الشيخ الفقيه السيد
العالم فخر الدين محمد بن سرايا الحسنى الجرجاني عن الشيخ الفقيه علي بن
علي بن عبد الصمد التميمي عن أبيه عن السيد العالم أبي البركات الحوري
عن المصنف رضي الله عنهم وكتب أبو الفضل شاذان بن جبرائيل بن
إسماعيل القمي نزيل مهبط وحي الله ودار هجرة رسول الله ص وكان ذلك
في أربع مضين من صفر سنة ٥٨٤ حامدا الله ومصليا علي نبيه محمد ص.
وعلى ظهرها أيضا بخط محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني ما صورته
قرأ علي ولدي أبو المكارم هذا الكتاب من أوله إلى آخره وأجزت له روايته
عن الفقيه سديد الدين أبي الفضل شاذان بن جبرائيل بن إسماعيل القمي
رضي الله عنه حسبما أثبت هنا كلمة لم تتضح والظاهر أنها هكذا أو نحو
منه في خطه عن المصنف رضي الله عنهم أجمعين وذلك في مدة آخرها ليلة
العشرين من ذهب من الأصل سنة ٦٠٤ كتبه محمد بن عبد الله بن
علي بن زهرة الحسيني حامدا الله تعالى ومصليا على رسول الله ص.
مؤلفاته
له من المؤلفات ١ إزاحة العلة في معرفة القبلة ألفه سنة ٥٥٨ كما
صرح به في ديباجته وأدرجه المجلسي بتمامه في باب القبلة من مجلدات
صلات البحار وذكره الشهيد في الذكرى ٢ تحفه المؤلف الناظم وعملة
المكلف الصائم في احكام الصوم ذكره صاحب المعالم في اجازته الكبيرة
٣ الفضائل المعروف بالمناقب.
وقد وقع هنا اشتباه من بعضهم فنسب كتاب إزاحة العلة في معرفة
القبلة إلى الفضل بن شاذان النيسابوري، وسبب هذا الاشتباه ان كتبه أبو
الفضل واسمه شاذان فاسقط سهوا لفظ أبو قبل الفضل وزيد لفظ ابن قبل
شاذان بل صرح في آخر هداية الأئمة انه من الكتب المؤلفة في عصر
الأئمة. لأن الفضل ابن شاذان يروي عن الرضا والجواد ع،
وقد تبع في هذا الاشتباه السيد حسين بن الحسن الحسيني الذي هو من طبقة
تلاميذ المحقق الكركي فقد كتب بخطه نسخة إزاحة العلة وكتب في
آخرها فرع من كتابتها في ٩ شعبان سنة ٩٤١ وكتب على ظهرها انها للشيخ
سديد الدين الفضل بن شاذان بن جبرائيل وهو سهو كما قدمنا.
١١٢٦: شاذان بن الخليل النيشابوري والد الفضل بن شاذان.
في الخلاصة في القسم الأول شاذان بن الخليل من أصحاب يونس
وقال الشيخ في أصحاب الجواد شاذان بن الخليل والد الفضل بن شاذان
النيشابوري وفي التعليقة في محمد بن سنان ما يدل على كونه من العدول
والثقات من أهل العلم والمشهور حسنه وسيجئ في ابنه الفضل تعداده في
جملة من روي عنه على وجه يومي إلى نباهته.
١١٢٧: الشاذاني
في الخلاصة هو محمد بن أحمد بن نعيم وهو أيضا شاذان بن نعيم.
١١٢٨: الشاذكوني
اسمه سليمان بن داود.
١١٢٩: شاعر من أهل العراق.
قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص ١٢٥ في حديث عمرو بن
مالك بن أعين عن زيد بن وهبه ان عمرو بن العاص قال يوم صفين:
لا تأمنن بعده أبا الحسن * أناهز الحرب أمراد الرسن
لتصبحن مثلها أم لبن * طاحنة تدقكم دق الحفن
فاجابه شاعر من شعراء أهل العراق:
الا احذروا في حربكم أبا الحسن * ليثا أبا شبلين محذورا فطن
يدقكم دق المهاريس الطحن * لتغبنن راكبا اي غبن
حتى تعض الكف أو تقرع سن * ندامة ان فاته عدل السنن
١١٣٠: الشافعي
اسمه محمد بن إبراهيم بن يوسف.
١١٣١: السيد شامان بن زهير بن سليمان الحسيني
مات خارج مكة سنة ٨٨٣ في الحرم وحمل إليها في الغد فدفن بها.
في الضوء اللامع هو خال صاحب الجمالي محمد مات بعد ما عاث في جازان
وأفسد فما كان بأسرع من أن قصمه الله وكان مذكورا بالتجاهر بالرفض
كبني حسين اه‍. والتجاهر بالرفض هو التجاهر بولاء أجداده والبراءة
من أعدائهم الذي لو كان على خلافه لكان مشكوكا في صحة نسبه وتجاهره
بذلك هو الذي أوجب سوء قوله فيها.
١١٣٢: الشامي
في النقد كان من أهل الري وكان من وكلاء القائم ع كذا
في ربيع الشيعة اه‍. وفي التعليقة ذكره مرة الشامي وأخرى البسامي.
١١٣٣: السيد شامي بن عبد الكريم.
ذكره صاحب مجالس المؤمنين في جملة سلاطين كيلان من السادة
المرعشية.
(٣٢٧)

١١٣٤: الشاميون
عبارة عن أبي الصلاح تقي بن نجم الحلبي والسيد أبي المكارم
حمزة بن زهرة الحلبي وسديد الدين محمود الحمصي والقاضي عبد العزيز
ابن البراج قاضي طرابلس، وعن الرياض ان الشاميين مقيدا بالثلاثة عبارة
عن أبي الصلاح وابن البراج وابن زهرة ومطلقا عن الثلاثة يراد به هؤلاء
الثلاثة مع الحمصي.
١١٣٥: شهاب الدين شاه آور بن محمد.
في فهرست منتجب الدين عالم صالح اه‍ ويحتمل ان يكون اسمه
آور والباقي لقب.
١١٣٦: السيد شاه خوندكار الحسيني
مضى في خوندكار.
١١٣٧: شاه رئيس.
قال الكشي قال نصر بن الصباح أبو عبد الرحمن الكندي المعروف
بشاه رئيس كان من الغلاة الكبار الملعونين في وقت علي بن محمد
العسكري.
١١٣٨: الأمير معين الدين شاهرخ ابن الأمير تيمور الكوركاني المعروف
بتيمور لنك.
صاحب سمرقند وبخاري وغيرها.
ولد يوم الخميس ١٤ ربيع الثاني سنة ٧٧٩ وتوفي صباح يوم السبت
٢٥ ذي القعدة سنة ٨٥٠ أو ٥١.
سبب تسميته بهذا الاسم.
ذكرناه في ج ١٤ من ترجمة أبيه سبب تسميته بذلك وهو أن أباه كان
قد امر ببناء مدينة على شاطئ سيحون وكان مولعا بلعب الشطرنج ومن
جملة قطع الشطرنج قطعة تسمى شاهرخ فرماها على الذي كان يلعب معه
فغلبه تيمور فأخبر بتلك الساعة بان المدينة تم بناؤها وانه ولد له ولد ذكر
من بعض حظاياه فامر ان تسمى المدينة شاهرخية والولد شاهرخ فإذا لفظه
شاه جزء من اسمه لا لقب كما قد يتوهم.
أقوال العلماء فيه
في الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي ج ٣ ص ٢٩٢
شاهرخ القان معين الدين السلطان ابن تيمور لنك ملك الشرق وسلطان ما
وراء النهر وخراسان وخوارزم وعراق العجم ومازندران ومملكة دهلي من الهند
وكرمان وأذربيجان وفي ص ٢٩٧ شاهرخ ابن تيمور معين الدين صاحب
هراة وسمرقند وبخارى وشيراز وما والاها من بلاد العجم وغيرها بل ملك
الشرق على الاطلاق ملكها بعد ابن أخيه خليل بن أميران شاه وحمدت
سيرته وقدم رسله لمصر غير مرة وراسله ملوكها إلى أن قال وكان ضخما
وافر الحرمة نافذ الكلمة نحوا من أبيه مع عفة وعدل في الجملة وتلفت
لكتب العلم وأهله فورد كتابه سنة ٨٣٣ بترغيب ابن الجزري له على
الأشرف برسباي يستدعي منه هدايا ومن جملتها كتب في العلم منها فتح
الباري فجهز له منه ثلاث مجلدات ثم أعاد طلبه سنة ٨٣٩ فجهز له منه
أيضا قطعة أخرى ثم في زمن الظاهر جهزت له منه نسخة كاملة وبالجملة
كان عدلا دينا خيرا فقيها متواضعا محببا في رعيته محبا لأهل العلم والصلاح
مكرما لهم قاضيا لحوائجهم لا يضع المال الا في حقه ولذا يوصف بالامساك
متضعا في بدنه يعتريه الفالج كثيرا محبا للسماع ذا حظ منه بل كان يعرف
الضرب بالعود كل ذلك مع حظ من العبادة والأوراد ومحافظته على الطهارة
الكاملة وجلوسه مستقبل القبلة والمصحف بين يديه.
وذكره الشوكاني في البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع وذكر
كثيرا مما مر عن الضوء اللامع وقال إنه كتب إلى سلطان مصر يستدعي فتح
الباري ولم يكن قد فرع منه مؤلفه الخ.
وفي التاريخ الفارسي المخطوط الذي أشرنا إليه غير مرة في هذا
الكتاب وقلنا اننا لم نعرف مؤلفه لذهاب أوله والموجود منه من سنة ٣٨٤ إلى
سنة ٩٣٠ زمان سلطنة الشاه طهماسب الصفوي وهو آخر الكتاب ما
تعريبه: الميرزا شاهرخ ابن الأمير تيمور سلطان الشرع والعدل والمروءة
وأخو الفرائض والنوافل المداوم على تقوية الدين وترويج شريعة سيد
المرسلين وتعظيم السادات وتعيين المدرسين وطلاب العلوم.
اخباره.
في التاريخ الفارسي المقدم ذكره انه في سنة ٧٠٩ فوض إليه أبوه
حكومة خراسان وكان أبوه في أكثر غزواته موافقا له ولما وصل إليه خبر وفاة
والده في رمضان سنة ٨٠٧ صار مستقلا بالسلطنة وجرت له محاربات مكررة
مع أولاد اخوته الذين كانت لهم سلطنة في أطراف إيران فتارة كانوا يخالفونه
وتارة كانوا ينقادون إليه واستولى على تمام ممالك إيران وقودان التي كانت بيد
أبيه وفي ثلاث مرات قصد إلى قلع وقمع قرا يوسف التركماني وأولاده الذي
كان قد استولى بعد موت الأمير تيمور على آذربيجان فجرد عليه جيشا وبعد
وفاة قرا يوسف جرت حروب بينه وبين أولاده إسكندر وجهانشاه ثلاث
مرات ففي الأولى والثانية كان شاهرخ فيها هو الغالب وفي المرة الثالثة لما
علم جهانشاه بتوجه شاهرخ هرب وفوض شاهرخ حكومة أذربيجان
بجهانشاه عمر شيخ وكان شاهرخ قد سلم أصفهان إلى رستم بن عمر شيخ
وهمذان إلى إسكندر بن عمر شيخ ولما بلغهما خبر وفاة الأمير تيمور خطبا
باسم شاهرخ وضربا السكة باسمه ثم إن إسكندر خالف شاهرخ وبقي مدة
يدعي السلطة لنفسه وبعد انهزامه مال إلى أخيه رستم ثم قتل رستم فأنعم
شاهرخ ببلاد فارس على أبي الفتح سلطان إبراهيم سنة ٨١٨ وبالجملة
فسلاطين العالم كانوا معه في مقام التنزل وإطاعة امره وتولى السلطة بعد أبيه
مدة ٤٣ سنة وعمر مدارس ومساجد ومشاهد وقلاعا وكان له خمسة أولاد
اه‍. وفي مسودة الكتاب ولي السلطنة بعد أبيه وأقام في هراة وفي سنة
٩٠٨ في المحرم توجه إلى المشهد المقدس الرضوي وأنعم على السادات
العظام المتولين لتلك البقعة المقدسة وأكرمهم. وعن حبيب السير لما كان
الشاهرخ يتعقب السيد خواجة جاء من هراة وفي غرة المحرم وصل المشهد
الرضوي وبقي فيه أياما فسمع ان السيد خواجة الذي كان متحصنا في قلعة
كلات فر إلى أطراف ستراباد فتوجه شاهرخ إلى جرجان واستولى على تلك
الولاية وولاها ميرزا عمر واستقر السيد خواجة في فارس وعاد الشاهرخ إلى
هراة وفي ١٤ جمادي الثانية وصل مقر سلطنته وعن مطلع تاريخ السعدين
انه في سنة ٨١٠ لما توجه شاهرخ من هراة إلى مازندران ورد المشهد
الرضوي في جمادي الآخرة وزار القبة المنورة واستمد من بركاتها وذهب إلى
رادكان. وفي سنة ٨١٤ في رجب توفيت والدة كوهرشاد آغا زوجة في المشهد المقدس
(٣٢٨)

الرضوي ودفنت في جوار المرقد الشريف. وفي سنة ٨١٥ عزم الشاهرخ
على أن يعيد عيد الأضحى في المشهد المقدس فخرج في تاسع ذي القعدة من
هراة وبعد وروده إلى المشهد جاء مير تقي أعظم السيد عز الدين حاكم
مملكة قدمس إلى الشاهرخ في الأسبوع العاشر من المحرم حتى ورد هراة.
وفي سنة ٨٢١ في شعبان عزم الشاهرخ على زيارة المشهد المقدس الرضوي
ولما وصل إلى هناك وتشرف بالزيارة عمل قنديلا من الذهب وزنه ثلاثة
آلاف مثقال وعلقه في القبة الشريفة وكانت زوجته كوهرشاد قد بنت قبل
هذا جامعا في جوار القبة الرضوية في غاية العظمة والزينة وتم في تلك
الأيام ووقع موقع الاستحسان في نظر الشاهرخ وامر ببناء قصر عال في
الجانب الشرقي من المشهد المقدس لينزل فيه عند زيارته للمشهد وعاد إلى
هراة في غرة شهر رمضان. وعن تاريخ حبيب السير انه ذكر في وقائع سنة
٨٢٢ ان الشاهرخ جاء من هراة لزيارة المشهد الرضوي وعمل قنديلا من
الذهب وزنه ألف مثقال وعلقه في القبة الشريفة وانعم على المجاورين
والمتولين وعاد إلى هراة في شهر رمضان. وفي سنة ٨٤٢ أيضا جاء الشاهرخ
لزيارة المشهد المقدس الرضوي فورده خامس ربيع الثاني ونزل في العمارة
الجديدة التي كان قد امر بتعميرها وانعم على السادات المتولين للمشهد
وأكرمهم وبعد ثلاثة أيام عاد إلى هراة وفي أيام اقامته في المشهد المقدس كان
بين الخواجة السيد علي والسيد زين العابدين سابقه عداوة أدت إلى سعاية
الخواجة السيد علي بالسيد زين العابدين بأنه يطعن في السلف وأقام شهودا
على ذلك فحمل السيد علي من المشهد إلى هراة ونبه عليه تنبيها شديدا حتى
أدى إلى ضربه وورد الشاهرخ هراة في ١٤ جمادى الأولى وفي شذرات
الذهب ج ٧ ص ١٦٣ ان السلطان قرا يوسف التركماني بعد وفاة
تيمور لنك استولى على عراق العرب والعجم وتبريز وبغداد وماردين وغيرها
واتسعت مملكته واختلف الحال بينه وبين شاهرخ ثم تصالحا وتحالفا وتصاهرا
ثم انتفض الصلح سنة ٨١٧ وتحاربا.
قصة الخلعة وفيها عجائب وعبرة
في الضوء اللامع ج ٣ ص ٢٩٧ والبدر الطالع ج ١ ص ٢٧٢ وبينهما
بعض الاختلاف بالزيادة والنقصان وما نقلناه مأخوذ من المجموع: وقع
بينه وبين برسباي ملك مصر الملقب بالملك الأشرف عقيق برقوق استيحاش
لأنه طلب منه ان يأذن له في كسوة الكعبة لأنه نذر ذلك فأبى الأشرف
وخشن له في الرد وترددت الرسل بينهما مرارا وبالغ في طلب ذلك ولو تكون
الكسوة من داخل الكعبة أو يرسلها إلى الأشرف وهو يرسلها وهو يمتنع
محتجا بأجوبة أجابه بها جماعة من المفتين أرسل إليه جماعة أشراف زعم
انهم أشراف ومعهم خلعة له فاشتد غضبه من ذلك ثم جلس بالإصطبل
السلطاني وحق ان يقال فيه الإصطبل مربط الدواب المؤلف
واستدعاهم وامر بالخلعة فمزقت وضربهم حتى أشرف عظيمهم
معظمهم على الهلاك ثم ألقوا منكسين في فسقية ماء بالإسطبل والخدم
ممسكون بأرجلهم يغمسونهم بالماء حتى أشرفوا على الهلاك والسلطان مع
ذلك يسب مرسلهم جهارا ويحط من قدره مع مزيد تغير لونه لشدة غضبه
ثم قال لهم قولوا لشاهرخ الكلام الكثير لا يصلح الا من النساء وكلام
الرجال لا سيما الملوك انما هو فعل وها أنا قد أبدعت فيكم كسرا لحرمته فان
كان له مادة وقوة فليتقدم فلما بلغه ذلك سكت مدة حياة الأشرف قال
المؤلف العجب من هؤلاء المفتين إلى ما استندوا وعلى اي دليل اعتمدوا
في فتواهم هذه وأظن أن داعيهم إليها التعصب المذهبي وليس العجب من
هذا المملوك الذي شاءت المقادير ان يلقب بالملك الأشرف فقد أبان سوء
فعله الوحشي عن دنائة أصله وليس عجيبا ان يأتي الشئ من معدنه
والعجب من حلم شاهرخ واصراره على هذه الخلعة التي لو تركها لكان
معذورا عند الله وعند الناس ونعم ما قال المتنبي:
لا تشتر العبد الا والعصا معه * ان العبيد لأنجاس مناكيد
ويرحم الله أبا فراس حيث يقول:
حتى إذا أصبحت في غير صاحبها * باتت تناعها الذؤبان والرخم
ولما استقر الملك الظاهر بعد الأشرف ارسل إليه بهدايا وتحف وأظهر
السرور بسلطنته وذكر انها دقت لذلك البشائر بهراة وزينت. أياما فأكرم
الظاهر قصاده وانعم عليهم ثم ارسل في سنة ٨٤٦ يستأذن في وفاء نذره
فاذن له فصعب ذلك على الامراء والأعيان فلم يلتفت إلى كلامهم ووصل
رسله بها في رمضان سنة ٨٤٨ في نحو مائة نفس منهم قاضي الملك هو
مشهور بالعلم ببلادهم وتلقاهم الامراء والقضاة والمباشرون وانزلوا وأكرموا
ثم صعدوا بالكسوة وهديته فامر ان يأخذها ناظر الكسوة بالقاهرة ويبعثها
لتلبس من داخل البيت وانصرفوا فلما وصلوا باب القلعة اخذهم الرجم من
العامة والسب واللعن فتألم السلطان لذلك وأمسك بعض المثيرين للفتنة
وقطع أيدي جماعة منهم وضرب جماعة وبالغ في اكرامهم ومع ذلك تحرك
المترجم له للبلاد الشامية فلما وصل النواحي السلطانية مات ويقال ان
الكسوة كانت لا تساوي ألف دينار اه‍.
وفي الضوء اللامع ج ٢٣١٦ كان كيلان بن مبارك شاه السمرقندي قد
حضر هو وأبوه ومعهما ثالث قصادا من شاهرخ بن تيمور لنك ملك العجم
ومعهما هدية للظاهر جقبق وفي ص ٢١٧ انه في سنة ٨١٤ كانت لقرا
يوسف مع شاهرخ مع إبراهيم الدربندي وقائع ثم سار شاهرخ إلى محاربة
قرا ايلك وكان بامد ففر منه ثم تبعه ودامت الحرب مدة ثم حضر شاهرخ
بتبريز واختلفت الحال بين شاهرخ وقرا يوسف حتى تصالحا وتصاهرا تم
انقض الصلح سنة ٨١٧ وتحاربا وفي سنة ٨٢٠ طرق قرا يوسف البلاد
الحلبية ثم رجع يريد تبريز خوفا من شاهرخ وقد ألفت الكتب في أحوال
تيمور لنك وابنه شاهرخ مثل كتاب ظفر نامه وغيره راجع كشف الظنون ج ٢
ص ١٠٤.
١١٣٩: شاه الطاق
اسمه محمد بن علي بن النعمان.
١١٤٠: السيد شاه فضل المشهدي المتخلص بنعيمي.
في كتاب شهداء الفضيلة ص ٧٩ الحكيم المتبحر توجد ترجمته في
رياض العارفين وقال صاحب الحصون ج ٩ كان جامعا للعلوم العقلية
والنقلية من السادات الصحيحي النسب متبحرا في علوم العربية
وعلم الجبر وعلم الحروف والأسماء وله اليد الطولى في الحكم
وهو الذي ربى وكمل السيد نسيمي الشيرازي وتنسب له كرامات
وله مصنفات منها جاودان الكبير وجاودان الصغير كان معاصرا
لشاهرخ ميرزا والأمير تيمور وكان عارفا سالكا وكان مقيما في شيروان
فأحضره ميران شاه من شيروان وبفتوى علماء جهلاء عصره نال الشهادة
سنة ٧٩٦ وكان شاعرا وأورد له شعرا بالفارسية اه‍. ويحتمل كون
اسمه فضل الله وشاه لقب.
(٣٢٩)

١١٤١: شاه قاضي اليزدي.
عالم فاضل له شرح آيات الاحكام بالفارسية صنفه للسلطان محمد
قطب شاه الهندي تاريخ تمامه ليلة القدر في شهر رمضان سنة ١٠٢١.
١١٤٢: السيد شاه مير الحسيني التبريزي
في الذريعة ج ٤ ص ١٩٩ انه من تلاميذ الشيخ البهائي وكتب له
الشيخ البهائي إجازة سنة ١٠٠٨.
١١٤٣: مرشد الدين شاه مير عبيد الله المشهور بالسيد ميرزا من أبناء ملوك
مازندران.
ألف له بعض علمائنا انساب ذرية النبي ص من الحسنين
ع في ١٧ ورقة كذا في الذريعة ج ٢ ص ٣٨١ ويحتمل ان يكون اسمه
عبيد الله وشاهمير لقب ويحتمل كون أصل العبارة ابن عبيد الله وسقطت
كلمة ابن من النساخ والظاهر أن اسمه مركب من شاهمير وعبيد الله.
١١٤٤: الآميرزا شاه ميرزا ابن الأمير الحسن أو أبي الحسن الرضوي القايني أصلا
السكن بالمشهد الرضوي.
مات بمشهد الرضا ع ودفن فيه سنة ١٠٩٢ في الرياض في
أثناء ترجمة والده الأمير الحسن الرضوي معاصر لنا كان من أهل الفضل
والكمال قرأ العقليات على الأستاذ المحقق المولى المجلسي في أصفهان وكان
ذا ذكاء عظيم وأقام بالمشهد الرضوي إلى أن مات في عصرنا ودفن فيه وله
فوائد وتعليقات على الكتب الفقيهة والحكمية اه‍.
١١٤٥: السيد شبر بن علي بن مشعل الستري البحراني نزيل البصرة ثم المحمرة.
توفي بشيران حدود سنة ١٣٠٠ عالم فاضل فقيه متبحر شاعر مفوه
سكن المحمرة وهو والد السيد عدنان نزيل المحمرة وعالمها له الأسئلة
الشبرية وهي أربع مسائل من أصول الفقه. وفي مسودة الكتاب انها تسع
مسائل في التوحيد وأصول الفقه سال عنها الشيخ صالح بن طعان الستري
لكنه توفي قبل الجواب عنها فأجاب عنها ولده الشيخ أحمد بن صالح وسمى
جواباتها الدرر الفكرية في جوابات المسائل الشبرية ٢ الشبرية الثانية
أرسلها للسيد علي بن إسحاق البلادي فكتب جواباتها وأرسلها للسيد شبر
فكتب السيد شبر نقض هذه الجوابات كما في أنوار البدرين ٣ معراج
التحقيق إلى مناهج التصديق في أصول الدين ٤ مهذب الافهام في مدارك الأحكام
٥ نقض جوابات المسائل الشبرية المتقدم إليه الإشارة وله رسائل
وتعليقات وغير ذلك.
١١٤٦: شباب
اسمه محمد بن الوليد كذا في النقد والتعليقة.
١١٤٧: السيد شبر الاخباري النجفي.
من عرفاء عصر السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي ولعله أحد من
يأتي.
١١٤٨: السيد شبر بن محمد بن تنوان بن عبد الواحد.
ابن أحمد بن علي بن حسان بن عبد الله بن علي بن حسن بن
السلطان محسن بن السلطان محمد الملقب بالمهدي بن فلاح المشعشعي
الحسيني الموسوي الجزائري النجفي وفي بعض المواضع بعد تنوان المحمدي
العلوي الحسني الحسيني الصديقي الصادقي الموسوي الفخاري تنوان
بالتاء قبل النون ولا اعلم مما اخذت ولد بالحويزة في غرة ربيع الأول سنة
١١٢٢ وتوفي سنة ١١٧٨ في النجف وقبره معروف في حجرة عليها اسمه
قرب باب الطوسي، عالم فاضل محدث معروف، وكان معاصرا للسيد
عبد الله سبط السيد نعمة الله الجزائري والشيخ يوسف البحراني.
نقش خاتمه
شبرين محمد الموسوي الفخاري.
مشايخه
١ السيد نصر الله الحائري يروي عنه بتاريخ سنة ١١٥٤ ٢
الشيخ كاظم الشريف العميدي ٣ السيد رضي الدين بن محمد بن
علي بن حيدر الموسوي العاملي المكي يروي عنه إجازة بتاريخ سنة ١١٥٥.
مؤلفاته
ذكر بعض معاصريه ولعله أحد تلاميذه في رسالة عملها في أحواله ان
له نيفا وثلاثين مؤلفا ونذكر هنا ما عثرنا على اسمه منها ١ جنة البرية في
احكام التقية فرع منه في شعبان سنة ١١٦٥ وبعضهم سماه نخبة الامامية في
احكام التقية ٢ تعاليق على مجمع البحرين ٣ فهرست وسائل الشيعة
وضبط أحاديثه ٤ تنبيه الكرام في ترجيح القصر على التمام في
المواطن الأربعة ٥ رسالة في نسب السيد علي خان والي الحويزة ابن السيد
خلف ابن السيد عبد المطلب ابن السيد حيدر السلطان محسن ابن السلطان
محمد الملقب بالمهدي بن فلاح ذكر فيها من ترجم السيد علي خان أو أحد
أجداد بني عمومته في كتابه ذكر منهم ما يقرب من عشرين كالقاضي
نور الله والسيد علي خان المدني وابن الحر العاملي والمحدث الجزائري
والشيخ فرج الله الحويزي والميرزا عبد الله الأفندي والسيد محمد حيدر
الكركي وغيرهم وتوفيق هذه الجماعة وغير ذلك يروي فيها عن شيخه
السيد نصر الله الحائري وتاريخ الرواية أواخر سنة ١١٥٤ ٦ رسالة
أخرى في نسب السيد محمد بن فلاح المشعشعي الملقب بالمهدي حكى فيها
نسبه عن جماعة من المذكورين في الرسالة السابقة وحكى أيضا عن شيخه
ومعتمده الثقة الجليل الشيخ كاظم الشريف العميدي انه قال رأيت في
حاشية كتاب تاريخ الدول الحادثة من آل بويه إلى آل عثمان عند ذكر
المشعشعي ما لفظه ومما نقله القاضي احمد الفناري القزويني عن حديث
المهدي المشعشعي هبة الله بن الحسن بن علم الدين مرتضى بن عبد الحميد
النسابة بن شمس الدين فخار بن معد بن فخار بن أحمد بن أبي القاسم
محمد بن أبي الغنايم محمد بن أبي عبد الله الحسين الشيتي بن محمد
الحايري بن إبراهيم المجاب ٧ رسالة ثالثة أيضا ترجمة السيد محمد المذكور
٨ الأطعمة والأشربة في بيان عامة المأكولات والمشروبات وبيان أحكامها
الشرعية والطبية على ما رويت عن الأئمة الطاهرين ع وما
حكمت به الأطباء الماهرون ٩ كتاب في نسب السادة المشعشعية المنتمين
إلى السيد عبد الحميد بن فخار بن أحمد من ولد الحسين الشبتي من ولد
إبراهيم المجاب وهو كتاب مبسوط ولعله أحد ما مر.
(٣٣٠)

١١٤٩: السيد شبر بن محمد الموسوي الجزائري الكاظمي.
ينتهي نسبه إلى إبراهيم المجاب بن محمد العابد ابن الإمام موسى
الكاظم ع عالم فاضل فقيه محدث ورع صالح له حواشي على كتب
الفقه والحديث وعلى كشف المحجة وعلى بداية الهداية للحر العاملي وهو غير
السيد شبر جد السيد عبد الله ابن السيد رضا فإنه هو السيد شبر حسن
المعروف بالشبر ابن محمد بن حمزة أبي الحسن الأفطس ابن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
١١٥٠: شبر بن منقذ الأعور الشني.
شبر بكسر الشين المعجمة وسكون الباء الموحدة والراء في القاموس
شاعر تابعي وفي تاج العروس شهد الجمل مع علي ويقال فيه بشر بتقديم
الموحدة اه‍. أقول مرت ترجمته في بشر.
١١٥١: الشيخ شبيب.
ابن الشيخ إبراهيم بن صقر جد الأسرة المعروفة بال الشبيبي في
العراق، نشأ في الجزائر، جزائر العراق المعروفة شمال البصرة وفي
ملحقاتها، وقد تفقه الشيخ شبيب على طريقة المحدثين أو الأخباريين التي
كانت منتشرة في العراق وذلك خلال القرن الحادي عشر إلى أوائل القرن
الثاني عشر وكثير من فقهاء جنوب العراق إلى الآن من المحدثين ولعل أشهر
من لازمه من أساتذته الميرزا محمد الاخباري المحدث المشهور ومناهض
الأصوليين، ولما قتل أستاذه المذكور في مشهد الكاظمية سنة ١٢٣٢ فارقها
إلى موطنه في الجزائر المشار إليها منصرفا إلى الاشتغال بشؤونه الخاصة وكان
يباشر الزراعة وله نهر يعرف باسمه هناك كما أن له جامعا بقيت آثاره إلى
وقت قريب ومن عقبه جماعة في تلك الجهات إلى الآن ويقال ان الشيخ
شبيب بعد مواجهته بني الشيخ جعفر فقهاء النجف ومذاكرتهم إياه عدل إلى
الطريقة الأصولية والله أعلم.
انتهى نقلا عن رسالة كتبها بعض فضلاء آل الشبيبي.
١١٥٢: شبيب بن جراد بن طهية بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب
الكلابي الوحيدي.
قال ابن حجر في الإصابة ج ١ ص ٢٥٩ في ترجمة أبيه جراد كان ابنه
شبيب مع الحسين بن علي لما قتل ذكره المرزباني اه‍.
١١٥٣: أبو الحملات شبيب بن حماد بن مزيد الأسدي.
هو من امراء بني مزيد أصحاب الحلة السيفية قال ابن الأثير في
حوادث سنة ٤٢٠ لما عاد دبيس بن مزيد الأسدي وفارق أبا كاليجار وصل
إلى بلده وكان قد خالف عليه قوم من بني عمه ونزلوا الجامعين فأتاهم
وقاتلهم فظفر بهم واسر منهم جماعة منهم شبيب بن حماد بن مزيد وحملهم
إلى الجوسق ثم إن المقلد بن أبي الأغر بن مزيد وغيره اجتمعوا ومعهم
عسكر من جلال الدولة وقصدوا دبيسا وقاتلوه فانهزم منهم واسر من بني
عمه خمسة عشر رجلا فنزل المعتقلون بالجوسق وهم شبيب وأصحابه إلى
حلله فحرسوها.
ولمهيار في شبيب هذا عدة مدائح فمنها قوله يمدحه من قصيدة سنة ٤١٩:
وإذا فزعت لجات من أسد إلى * أسد تاشب في القنا المخضوب
وعلقت منها ذمة ومودة * ان فات حماد بحبل شبيب
الماجد ابن الماجدين وربما * تجد النجيب وليس بابن نجيب
جادوا فقال المال سحب سواهب * وسطوا فقال الموت أسد حروب
وتتابعوا في المجد ينتظمونه * كالرمح أنبوبا على أنبوب
يتوارثون مكارما مضرية * ارث النبوة في بني يعقوب
وكتب إلى شبيب أيضا يعاتبه على تغافله عن قصائد أنفذها إلى
حضرته:
فما لك يا شبيب خلاك ذم * تجف وعندك الفرع الحلوب
ولم تعرف غلاما مزيديا * يناديه السماح فلا يجيب
ولو ناديت عن كثب عليا * تدفق ذلك الغيث السكوب
ولو حماد يزقو لي صداه * لأكرم ذلك الجسد الترتيب
١١٥٤: الشيخ شبيب الصعبي.
توفي سنة ١٣٣٥ في قرية النميرية وهو أحد أفراد الأسرة الصعبية من
أمراء جبل عامل.
١١٥٥: شبيب بن عامر
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٩ هو جد الكرماني الذي كان
بخراسان وفيها سير معاوية جيشا إلى بلاد الجزيرة وفيها شبيب بن عامر
وكان شبيب بنصيبين فكتب إلى كميل بن زياد وهو بهيت يعلمه خبرهم
فسار كميل إليه نجدة في ستمائة فارس فأدركهم كميل وقاتلهم وهزمهم
فغلب على عسكرهم وأكثر القتل من أهل الشام وأقبل شبيب بن عامر من
نصيبين فرأى كميلا قد وقع بالقوم وهناه بالظفر واتبع الشاميين فلم يلحقهم
فعبر الفرات وبث خيله فأغارت على أهل الشام حتى بلغ بعلبك فوجه
معاوية إليه حبيب بن مسلمة فلم يدركه ورجع شبيب فأغار على نواحي
الرقة فلم يدع للعثمانية بها ماشية الا استاقها ولا خيلا ولا سلاحا الا اخذه
وعاد إلى نصيبين وكتب إلى علي فكتب إليه علي ينهاه عن أخذ أموال الناس
الا الخيل والسلاح الذي يقاتلون به وقال رحم الله شبيبا لقد أبعد الغارة
وعجل الانتصار اه‍.
١١٥٦: شبيب بن عبد الله مولى الحارث بن سريع الهمذاني الحابري.
ذكره بعض المعاصرين فيما كتبه في مجلة الرضوان الهندية ولم نجده في
الاستيعاب ولا أسد الغابة ولا الإصابة.
١١٥٧: شبيب باشا الأسعد ابن علي بك الأسعد.
ولد في حدود سنة ١٨٥٢ م وتوفي سنة ١٩١٦ م.
كان أديبا له إلمام بعلم العربية جميل المنظر بهي الطلعة في الغاية قرأ
في علم العربية على الشيخ جعفر مغنية وعلى غيره. وذهب إلى استامبول
فأقام بها على سنين وطبع فيها ديوان شعره ثم عاد إلى جبل عامل وسكن
قلعة تبنين وجرى بينه وبين بعض أبناء عمه خطوب وأحوال لأنهم خافوا ان
يغلبهم على الرئاسة وأقاموا عليه دعاوى زورية لدى الحكام فكان لهم
الغلبة عليه.
(٣٣١)

رأيته واجتمعت به بعد عوده من استانبول.
ومن شعره قوله:
عتبت على دهري وطال تعتبي * ولكنما هيهات ينفعني عتبي
وقلت أمثلي فيك يصبح خاملا * فبالله قل لي أيها الدهر ما ذنبي
فقال متى سالمت نفسا أبية * وألفيت أبناء الأكارم من صحبي
وأخلصت حبي وائتلفت ودادهم * وراعيتهم يوما ومال لهم قلبي
الا انما رب المساوي هو الذي * أراه المساوي على البعد والقرب
إذا كنت حتى الآن تجهل علم ذا * فمثلي عن الاخبار بالصدق من ينبي
تكلفني بالعتب تغيير حالة * سلوكي بها من بدء أمري غدا دأبي
فدع عتب من لا يرعوي عن سجية * له مشرب منها تمازج بالشرب
ولا ترتجي من ذي خلال هداية * ولا فرجا الا من الفارج الكرب
فأطلعني من علمه عن حقيقة * وذكرني لطفا لمن لم يزل حسبي
وقد سر قلبي قوله دون فعله * فأمسكت عنه واتكلت على ربي
وقوله:
ولما حدا الحادي وسارت ركائب * بهند وروحي قد مضت برواحها
رأيت فؤادي من شجوني كأنه * حمامة أيك عانت بجناحها
وقال مشطرا بيتي الشاعر القديم أبو بكر العنبري:
ذنبي إلى الدهر اني لا أمد يدي * لغير مكرمة جلت عن الهمل
ولم أكن مانع الجدوى ولست أرى * في الراغبين ولم أطلب ولم اسل
وانني كلما نابت نوائبه * أنبو عن العار في حل ومرتحل
وان دهتني رزاياه وجار بها * ألفيتني بالرزايا غير محتفل
وله من قصيدة:
كلما نحوهم تذكرت عودي * وعن القرب من رباهم قعودي
وعنائي ببعدهم واشتياقي * وسروري بقربهم وسعودي
قلت من لوعتي وحر ضلوعي * يا ليالي التلاق بالله عودي
كيف أسلوهم وهم في فؤادي * وصدوري بذكرهم وورودي
ها أنا قد خلعت برد شبابي * ومن السقم قد جعلت برودي
ووجودي وهبته للتصابي * من سخائي بذي الحياة وجودي
سدت أهل الوفاء في كل عصر * بوفائي من سيد ومسود
وله في وصف ثقيل:
وثقيل متى يحل بأرض * زلزلت ثم منه ولت تسير
وإذا فاه للجليس بنطق * طرقت سمعه هناك الصخور
ينغسل الروح من ثقالة لفظ * فهو كور للنفخ أو هو صور
بعده للقلوب فيه انشراح * وبقرب منه تضيق الصدور
تتمنى البلاد منه خلوا * وكثير من العباد الشكور
ان من يصطبر على القرب منه * وأحاديثه فذاك الصبور
وله في الحنين:
يا ربوعا بها لقلبي ولوع * وبنور لها ينير الربوعا
ولنفسي وان تقادم عهدي * كل يوم أرى إليها نزوعا
فالتنائي عنها أباد سروري * وغدا قلبي الصبور جزوعا
نازعتني رداء حسن اصطباري * ومن الحسن ألبستني دروعا
وأهاج الشجون عرف نسيم * فيه ريا ربي فزدت ولوعا
ودموعي سالت فكانت عيونا * وعيوني قد استحالت دموعا
١١٥٨: الشيخ شبيب بن الشيخ ناصيف بن نصار السالمي العاملي.
توفي سنة ١٢٢٠ في قرية شحور كما في التاريخ المخطوط للشيخ
حسن حيدر بن رضا الركيني العاملي المدرج في المجلد ٢٩ من العرفان وهو
تاريخ لحوادث جبل عامل في قرن هو ابن الشيخ ناصيف شيخ مشايخ
جبل عامل أو من أحفاده وهو من الامراء الذين شردوا بعد قتل الأمير
ناصيف وكانت وفاة المترجم له في السنة الثانية من وفاة الجزار.
١١٥٩: شتير بن شكل القيسي الكوفي
توفي أيام مصعب بن الزبير وكان قتل مصعب سنة ٧٠.
شتير مصغر وشكل بفتح فسكون. قال ابن الأثير في حوادث
سنة ٧١ في أيام مصعب مات شتير بن شكل القيسي الكوفي وهو من
أصحاب علي وابن مسعود اه‍ وفي الإصابة روى عن ابن مسعود
وحذيفة وعلي وغيرهم قال ابن حيان مات في ولاية ابن الزبير وقال ابن سعد
مات في ولاية مصعب.
١١٦٠: شتيرة بن شريح السعدي
ذكره بعض المعاصرين في مجلة الرضوان في عداد الشيعة من الصحابة
ولم نجده في الاستيعاب ولا أسد الغابة ولا الإصابة.
١١٦١: السيد شجاع بن علي الحسيني
عالم فاضل له كتاب البشرى في شرح الهدى إلى طريق الصواب
الموسوم بالآيات البينات أيضا لأن مؤلفه جمع فيه الآيات المتعلقة بأصول
العقائد على ترتيبها في الكتب الكلامية وجعلها في سبعة أبواب وجعل
خطبته سورة الفاتحة فهو ليس الا الآيات القرآنية بهذا الترتيب فشرحها
المترجم له شرحا مفصلا سماه البشرى ورتبه كمتنه على سبعة أبواب لكل
باب فصلان في كل فصل يذكر الآية المستدل بها ويفسرها ويشرح ألفاظها
ويبين وجه دلالتها على المطلوب فرع من هذا الشرح يوم الأحد ٥ شهر
رمضان سنة ١٠٠٣ ووعد في آخر الشرح أن يؤلف رسالة في خصوص
البراهين العقلية للعقائد الدينية كذا في الذريعة.
١١٦٢: شجاع بن الوليد بن قيس السكوني أبو بدر الكوفي الحافظ
توفي سنة ٢٠٣ أو ٢٠٤ أو ٢٠٥
وقد استظهرنا في باب الكنى أنه هو الذي ذكره النجاشي بعنوان أبو
بدر وقال أنه كوفي له كتاب وذكره الشيخ في الفهرست بذلك العنوان وقال
له كتاب ولم يذكر اسمه وعليه فالظاهر أنه امامي لان كتابيهما وضعا لذكر
مؤلفي الامامية
أقوال العلماء فيه
عن مختصر الذهبي: شجاع بن الوليد أبو بدر السكوني الحافظ
الصالح عن هشام بن عروة والأعمش وعن تقريب ابن حجر: شجاع بن
(٣٣٢)

الوليد السكوني أبو بدر الكوفي صدوق ورع له أوهام من التاسعة اه‍ وفي
تهذيب التهذيب: شجاع بن الوليد بن قيس السكوني أبو بدر الكوفي قال
وكيع سمعت سفيان يقول ليس بالكوفة أعبد منه وقال أحمد عن أبي نعيم
لقيت سفيان بمكة فكان أول شئ سألني كيف شجاع وقال أحمد بن حنبل
كنت مع يحيى بن معين فلقي أبا بدر فقال له اتق الله يا شيخ وانظر هذه
الأحاديث لا يكون ابنك يعطيك قال أبو عبد الله وتنحيت ناحية وقال
المروزي فقلت لأحمد ثقة هو قال أرجو أن يكون صدوقا وقال ابن حنبل قال
أبو عبد الله كان أبو بدر شيخا صالحا صدوقا كتبنا عنه قديما ولقيه ابن معين
يوما فقال له يا كذاب فقال له الشيخ أن كنت كذابا والا فهتكك الله قال
أبو عبد الله فأظن دعوة الشيخ أدركته وقال ابن خراش عن محمد بن
عبد الله المخرمي سئل وكيع عنه فقال كان جارنا هاهنا ما عرفناه بعطاء ابن
السائب ولا المغير كذا وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين شجاع بن
الوليد ثقة قال العجلي كوفي ليس به باس وقال أبو حاتم عبد الله بن بكر
السهمي أحب إلي منه وهو شيخ ليس بالمتين لا يحتج بحديثه وقال ابن سعد
كان ورعا كثير الصلاة وقال أبو زرعة لا باس به وذكره ابن حيان في الثقات
وقال أبو حاتم روى حديث قابوس في العرب وهو منكر وشجاع لين
الحديث إلا أنه عن محمد بن عمر بن علقمة روى أحاديث صحاحا ونقل ابن خلفون عن
ابن نمير توثيقه اه‍ أقول غير بعيد أن يكون ما قيل فيه من
الذم لأجل التشيع مثل قول ابن معين المتقدم اتق الله يا شيخ وانظر هذه
الأحاديث الخ فيكون إشارة إلى أحاديث لا تقبلها نفوسهم ولعلها في
الفضائل أو نحوها وما أعجب من مجابهته له بقوله يا كذاب مع شهادة
الذهبي بحفظه وصلاحه وابن حنبل بأنه صدوق وابن سعد بورعه وكثرة
صلاته وشهادة ابن معين نفسه وثاقته ومع ذلك يناقض نفسه ويقول له يا
كذاب وكفى شهادة ابن حنبل بان الله قد هتكه واستجاب دعوة الشيخ فيه
جزاء لما افتراه عليه وما من داع يدعوه إلى هذه المجابهة والافتراء لو كان
يوافقه في العقيدة وهو يشهد بوثاقته.
مشايخه
في تهذيب التهذيب روى عن الأعمش وموسى بن عقبة وهاشم بن
هاشم بن عتبة وعمر بن محمد بن زيد العمري وأبي خالد الإني وزياد بن
خيثمة وزهير بن معاوية وغيرهم.
وقال ابن حيان يروي عن إسماعيل بن أبي خالد ويحيى بن سعيد
الأنصاري.
تلاميذه
مر في الكنى أنه يروي عنه ابن سنان ومحمد بن عيسى بن عبيد بناء
على أن ابن بدر المذكور في كلام الشيخ والنجاشي هو شجاع بن الوليد وفي
تهذيب التهذيب عنه بقية بن الوليد ومات قبله وأحمد واسحق ويحيى بن
معين وعلي بن المديني وهارون الحمال ومحمد بن عبد الرحيم البزاز وابنه أبو
همام الوليد بن شجاع ونصر بن علي الجهضيمي وأبو خثيمة زهير بن حرب
وأحمد بن منيع ومحمد بن عبيد الله بن المنادي وأبو بكر الصفاني
وعبد الله بن أيوب المحزمي ويحيى بن أبي طالب بن الزبرقان وعبد الله بن
روح المدائني وإدريس بن جعفر العطار وغيرهم.
١١٦٣: الشجاعي
في النقد اسمه علي بن شجاع كما يظهر من الكشي ويحتمل أن يطلق
على الحسن بن الطيب أيضا ويظهر من النجاشي عند ترجمة محمد بن
إبراهيم بن جعفر أنه يطلق على محمد بن علي أيضا اه‍. وفي منتهى المقال
الأول مجهول والثاني لا ترجمة له قال وفي حواشي السيد الداماد على رجال
الكشي الذي استبان لنا أن الشجاعي المتكرر وروده في الأسانيد اسمه
الحسن بن طيب يروي عنه العاصي ذكر ذلك النجاشي في كتابه.
١١٦٤: الشحام
اسمه مزيد بن محمد
١١٦٦: أبو النجيب الطاهر شداد بن إبراهيم الجزري
توفي في حدود الأربعمائة
في الطليعة اختص بالوزير المهلبي ومدحه ومدح عضد الدولة فمن
شعره قوله:
قلت للقلب ما دهاك ابن لي * قال لي بائع الفراني فراني
ناظرا فيما جنى ناظراه * أو دعاني أمت بما أودعاني
وقوله كما في المناقب:
عيد في يوم الغدير المسلم * وأنكر العيد عليه المجرم
يا جاحدي الموضع اليوم وما * فاه به المختار تبا لكم
فأنزل الله تعالى جده * اليوم أكملت لكم دينكم
واليوم أتممت عليكم نعمتي * وان من نصب الإمام المنعم
ولا يخفى أن الشطر الأخير غير مستقيم ويمكن أن يكون صوابه
هكذا: وتم في نصب الإمام النعم.
١١٦٧: شداد بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة ابن عدي بن
عمرو بن مالك النجار الأنصاري النجادي ويقال أبو عبد الرحمن
توفي بناحية فلسطين سنة ٥٨ وهو ابن ٧٥ سنة أو ٤١ أو ٦٤ ودفن
ببيت المقدس
أمه حريمة أو حرمة من بني عدي بن النجار قرابته من حسان
قيل هو ابن عم حسان بن ثابت وقيل ابن أخيه وصوب في الإصابة انه ابن
أخيه.
أقوال العلماء فيه
في الاستيعاب قال عبادة بن صامت كان شداد بن أوس ممن أوتي
العلم والحلم روى عنه أهل الشام قال أبو الدرداء أن الله عز وجل يؤتي
الرجل العلم ولا يؤتيه الحلم ويؤتيه الحلم ولا يؤتيه العلم وان أبا ليلى
شداد بن أوس ممن آتاه الله العلم والحلم اه‍. وفي أسد الغابة شداد كان
كثير العبادة والورع والخوف من الله تعالى وقال أسد بن وداعة كان شداد بن
أوس ابن ثابت إذا أخذ مضجعه من الليل كان كالحبة على المقلي فيقول
اللهم أن النار قد حالت بيني وبين النوم ثم يقوم فلا يزال يصلي حتى يصبح
(٣٣٣)

وروى صاحب الإصابة بسنده فضل شداد بن أوس الأنصار بخصلتين ببيان
إذا نطق وبكظم إذا غضب. وكانت له عبادة واجتهاد في العمل اه‍ وفي
تاريخ دمشق لابن عساكر كان أبو الدرداء يقول أن لكل أمة فقيها وفقيه
هذه الأمة شداد بن أوس ولقد أوتي علما وحكما وقال خالد بن سعدان لم
يبق من الصحابة بالشام أوثق ولا والله وبه أرضى من عبادة بن الصامت
وشداد بن أوس واتي يوما بسفرة فعاب ما فيها ثم ندم وجعل يسبح ويكبر
ويهلل ويحمد الله عز وجل.
اخباره
في الاستيعاب نزل الشام بناحية فلسطين ومات بها وفي أسد الغابة
قال البغوي سكن حمص وفي تاريخ دمشق كان عمر ولاه حمص وشيع شداد
رجالا غزوا في سبيل الله وقالوا يا أبا يعلى انزل كل معنا فقال لو كنت أكلت
الطعام قبل أن أعلم من أين أصله منذ بايعت رسول الله ص لأكلت
معكم.
مشايخه وتلاميذه
في تهذيب التهذيب روى عن النبي ص وعن كعب الأحبار وعنه ابناه
يعلى ومحمد وبشير بن كعب العدوي وضيرة بن حبيب وجبير بن نفير وعبد
الرحمن بن غنم ومحمود بن الربيع ومحمود بن لبيد وأبو الأشعث الصنعاني
وأبو أسماء الرحبي وجماعة وفي أسد الغابة عنه أبو إدريس الخولاني
بعض ما روي من طريقه
في أسد الغابة بسنده أن شداد حدث عن حديث رسول الله ص أنه
قال لتركبن شداد هذه الأمة على سنن الذين خلوا من قبلكم من أهل
الكتاب حذو القذة بالقذة.
وقال ابن عساكر عن عبادة بن نسي مر بي شداد بن أوس فانطلق بي
إلى منزله ثم جلس يبكي حتى بكيت لبكائه قال ما يبكيك قلت رأيتك
تبكي فبكيت قال ذكرت حديثا سمعته من رسول الله ص يقول أن أخوف
ما أتخوف على أمتي الشرك والشهوة الخفية وفي رواية أن أخوف ما أتخوف
على أمتي الاشراك بالله اما اني لست أقول يعبدون شمسا ولا قمرا ولا وثنا
ولكن أعمال لغير الله وشهوة خفية وفي رواية قلت أتخاف علينا الشرك وقد
هدانا الله للاسلام فضرب بيده علي ثم قال ثكلتك أمك أوما كان الشرك
إلا أن تجعل مع الله إلها آخر اه‍.
وفي هذا الحديث عبرة لمن اعتبر ورد على من قال أن آية كنتم خير أمة
أخرجت للناس عامة وليست بخاصة.
دعاء رواه عن النبي ص
ورواه غيره مع زيادة ونحن ننقله من مجموع ما رأيناه قال قال رسول
الله ص يا شداد إذا رأيت الناس يكنزون الذهب والفضة فاكنز هذه
الكلمات.
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إني أسألك الثبات في الامر واسالك
عزيمة الرشد واسالك شكر نعمتك والصبر على بلائك وحسن عبادتك
والرضا بقضائك واسالك قلبا سليما ولسانا صادقا واسالك من خير ما تعلم
وأعوذ بك من شر ما تعلم واستغفرك لما تعلم انك علام الغيوب.
خطبة له فيها موعظة
في تاريخ ابن عساكر خطب الناس يوما فقال يا أيها الناس ألا أن
الدنيا أجل حاضر يأكل منها البر والفاجر ألا وان الآخرة أجل متأخر
يقضي فيها ملك قادر إلا أن الخير كله بحذافيره في الجنة والا أن الشر
بحذافيره في النار واعلموا أنه من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل
مثقال ذرة شرا يره.
تشيعه بالمعنى الأعم
في تاريخ ابن عساكر قال له معاوية يا شداد أنا أفضل أم علي ابن أبي
طالب وأينا أحب إليك فقال له علي أقدم هجرة وأكثر مع رسول الله ص
إلى الخير مسابقة وأشجع منك نفسا وأسلم منك قلبا وأما الحب فقد مضى
علي وأنت اليوم عند الناس أرجى منه.
١١٦٨: شداد بن علي بن جود الحسني الملقب بالمرشد.
توفي سنة ٤٣٤.
ذكره القاضي نور الله في مجالس المؤمنين في جملة سلاطين الأندلس
من العلويين وقال كان في واقعة أخيه في طنجة فطلبه الامراء العلوية.
١١٦٩: الأمير شديد الحرفوش.
في تاريخ بعلبك سنة ١٦٧١ م استنجد الأمير علي الحرفوش والي
الشام على أبناء عمه الامراء عمر وشديد ويونس فسير معه كتيبة إلى بعلبك
فهزم الامراء المذكورين ونهب أرزاقهم وحرق دورهم وفي سنة ١٦٨٠ م
استأجر الأمير فارس الشهابي بلاد بعلبك من الدولة العثمانية وقدم إليها
بألفي فارس وراجل من الدروز ففر الحرافشة وجمع الأمير شديد نحو ستين
فارسا ممن يأتمرون بأمره وبدأ يطوف البلاد متنكرا ولما استتب الأمر للأمير
فارس بدأت عساكره بظلم الرعية وارتكاب الفواحش فاعتدى أحد رجاله
على إحدى المحصنات فذهبت أمها إلى قرية نيحا حيث كان الأمير شديد
وبيدها اليمنى شاش ابيض وباليسرى حذاء عتيق وقالت له أن اخذت بثار
ابنتي فهذا الشاش رايتك والا فالحذاء رايتك وقصت عليه القصة فدبت
الحمية فيه وتوجه بجماعته الستين قاصدا الأمير فارس الشهابي فلاقاه فارس
بفرقة من عساكره على مقربة من قرية يونين فتهاجم الفريقان واستقتل
فرسان الأمير شديد ففتكوا بأخصامهم فتكا ذريعا وطلب الأمير شديد الأمير
فارسا فانهزم فارس أمامه وتبعه شديد ومعه أحد رجاله يوسف السكرية
وطعن يوسف الأمير فارس بالرمح فأرداه قتيلا ولما علم الدروز بمصرع
أميرهم فروا هاربين تاركين نحو خمسين قتيلا ثم اصطلحوا على أن يؤدي
الحرافشة لآل شهاب كل سنة خمسة آلاف قرش وجوادين من جياد الخيل
دية لقتيلهم وفي سنة ١٦٨٦ ورد الامر لعلي باشا النكدي متولي ايالة
طرابلس أن يقتص من الأمير شديد الحرفوشي لتخريبه قرية رأس بعلبك
وهدمه حصنها فكتب إلى الأمير أحمد بن معن أن يوافيه بالرجال فلجا الأمير
شديد إلى المشايخ الحمادية فاحرق علي باشا قرية العاقورة وأربعين قرية من
قرى بني حمادة ثم نزل عسكر الباشا على عين الباضية فباغته ليلا آل حمادة
(٣٣٤)

والحرافشة وقتلوا منهم خمسة وأربعين رجلا وانهزم العسكر ورجع علي باشا
إلى طرابلس ثم حضر مصطفى باشا قائد العساكر العثمانية بثلاثة آلاف
جندي إلى بعلبك فجاءه الامراء الحرافشة مسلمين فامر بالقبض عليهم
ونفى زعماءهم وبينهم الأمير شديد إلى جزيرة كريت اه‍. وفي دواني
القطوف أنه جرت وقعة بين الأمير قاسم ابن الأمير حيدر الحرفوش وابن
عمه الأمير حيدر الحرفوش وابن عمه الأمير جهجاه أسر فيها الأمير شديد
فطلب المعلوفيون من جهجاه اطلاقه فاطلقه ورد له أسلحته وجواده
وأكرمه.
١١٧٠: الشرابياني
اسمه محمد بن فضل علي بن عبد الرحمن بن فضل علي.
١١٧١: شراجة الهمدانية
قد وقعت في طريق الصدوق رحمه الله في باب ما يجب من التعزير
والحدود في رواية شعيب العرقوني عن أبي بصير وليس لها ذكر في كتب
الرجال.
١١٧٢: شراحيل بن مرة الهمداني ويقال الكندي
في الإصابة وضع عليه علامة ز قال ابن أبي حاتم عن أبيه كان
عاملا لعلي على النهرين فيما رواه عبيدة الضبي عن إبراهيم النخعي وذكره
ابن السكن في الصحابة وقال أنه غير معروف قال ويقال انه مرة بن
شراحيل ثم روى هو وابن شاهين وابن قانع والطبراني من طريق قيس بن
الربيع عن أبي إسحاق عن أبي البختري عن حجر بن عدي سمعت
شراحيل ابن مرة يقول سمعت رسول الله ص يقول لعلي ابشر يا علي
حياتك وموتك معي وسمعته يعلو في الثالث من حديث أبي علي بن
الصواف وذكره ابن أبي حاتم بهذا الحديث ورواه خيثمة في الفضائل من
طريق جابر الجعفي عن محمد بن بشر عن حجر بن عدي عن شرحبيل بن
مرة انه سمع رسول الله ص والأول أصح ويحتمل ان كان محفوظا أن يكون
أخاه ثم ذكر شراحيل الكندي وقال أبو نعيم هو عندي شراحيل بن مرة
اه‍.
١١٧٣: شرحبيل
في مجالس المؤمنين شرحبيل بضم الشين المعجمة وفتح الراء
وسكون الحاء المهملة وكسر الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحت اه‍
في الخلاصة شرحبيل وهبيرة وكريب وبريد وشمير ويقال شتير هؤلاء
من أصحاب أمير المؤمنين ع قتلوا بصفين كل واحد يأخذ الراية
بعد الاخر حتى قتلوا
١١٧٤: شرحبيل بن الأبرد الحضرمي
ذكره نصر في كتاب صفين ص ٣٠٤ فيمن استشهد مع علي عليه
السلام يوم صفين في المبارزة
١١٧٥: شرحبيل بن امرئ القيس الكندي
ذكره نصر في كتاب صفين استشهد مع علي ع يوم صفين
في المبارزة
١١٧٦: شرحبيل بن شريح الهمداني
قال نصر في كتاب صفين ص ١٢٩ أنه استشهد مع علي ع
يوم صفين مع اخوة له خمسة اخذوا الراية واحدا بعد واحد فقتل الستة وذكر
مثله ابن الأثير
١١٧٧: شرحبيل بن طارق البكري
قال نصر في كتاب صفين ص ٣٠٤ أصيب مع علي ع يوم
صفين
١١٧٨: شرحبيل بن منصور الحكمي
ذكره نصر في كتاب صفين ص ٣٠٤ في جملة من أصيب في المبارزة
من أصحاب علي ع
١١٧٩: شرحبيل بن درس الهمداني
قتل سنة ٦٦
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٦٦ ج ٤ ص ١٢١ دعا المختار
شرحبيل بن درس الهمداني فسيره في ثلاثة آلاف إلى المدينة وقال له إذا
دخلتها فاكتب إلي بذلك حتى يأتيك أمري وهو يريد إذا دخلوا المدينة أن
يأمر ابن درس بمحاصرة ابن الزبير بمكة وخشي ابن الزبير أن يكون المختار
انما يكيده فبعث من مكة عباس بن سهل في ألفين وقال له أن رأيت القوم
على طاعتي والا فكايدهم حتى تهلكهم فاقبل عباس حتى أتى ابن درس فقال
له ألستم على طاعة ابن الزبير قال: بلى. قال: فسر بنا على عدوه الذي
بوادي القرى وكان عبد الملك بن مروان قد بعث جيشا إلى وادي القرى قال
ابن درس ما أمرت بطاعتكم انما أمرت أن آتي المدينة فإذا اتيتها رأيت رأيي
فقال له عباس إن كنتم في طاعة ابن الزبير فقد أمرني أن أسيركم إلى وادي
القرى فقال لا اتبعك أقدم المدينة واكتب إلى صاحبي فيأمرني بأمره فقال
عباس ريك أفضل وفطن لما يريد وقال اما أنا فسائر إلى وادي القرى
خداعا منه وبعث إلى ابن درس بجزائر وغنم اتماما للخديعة وجمع
عباس من أصحابه نحو ألف رجل من الشجعان وأقبل نحو فسطاط ابن
درس فلما رآهم نادى في أصحابه فلم يجتمع إليه مائة رجل فاقتتلوا يسيرا
فقتل ابن درس في سبعين من أهل الحفاظ.
شرطة الخميس
الخميس الجيش عن نهاية ابن الأثير سمي به لانقسامه خمسة اقسام
المقدمة والساقة والميمنة والميسرة والقلب. والشرطة أول طائفة من الجيش
تشهد الوقعة اه‍ وعن ابن شهرآشوب في رجاله شرطة الخميس إعانة
من الشرطة وهو العلامة لأنهم لهم علامة يعرفون بها أو من الشرط وهو
التهيؤ لأنهم يهيئون أنفسهم لدفع الخصم وشرطة الخميس جماعة من خلص
أصحاب أمير المؤمنين ع قال البرقي هم ستة آلاف رجل. منهم
الأصبغ بن نباتة وعبد الله بن يحيى الحضرمي وأبوه وروى الكشي بسنده
عن الأصبغ قال له رجل كيف سميتم شرطة الخميس قال لأننا ضمنا له
الربح وضمن لنا الفتح يعني أمير المؤمنين ع وفي رواية قال لنا
تشرطوا فوالله ليس اشتراطكم لذهب ولا فضة وما اشتراطكم الا للموت
وعن الكافي وغيره قال أمير المؤمنين ع لعبد الله بن يحيى الحضرمي يوم
(٣٣٥)

الجمل ابشر يا ابن يحيى فإنك وأباك من شرطة الخميس حتما لقد اخبرني
رسول الله ص باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس سماكم في السماء
شرطة الخميس على لسان نبيه محمد ص.
١١٨٠: شرف الاشراف بنت السيد رضي الدين بن طاوس.
قال والدها في كتاب سعد السعود وقفت مصحفا أربعة اجزاء على
ابنتي الحافظة لكتاب الله المجيد شرف الاشراف حفظته وعمرها اثنتا عشرة
ويأتي انه أجازها وأجاز أختها فاطمة مع أخويهما محمد وعلي وقال في كتاب
كشف المحجة مخاطبا لولده محمد واعلم انني أحضرت أختك شرف
الاشراف قبل بلوغها بقليل وشرحت لها ما احتملته حالها وتشريف الله جل
جلاله بالاذن لها في خدمته بالكثير والقليل وقد ذكرت صورة الحال في كتاب
البهجة لثمرة المهجة اه‍.
١١٨١: شرف الدولة بن عضد الدولة البويهي.
اسمه شيرزيل بن فناخسرو.
١١٨٢: شرف الدولة بن فخر الملك عمار بن محمد من بني عمار حكام طرابلس
الشام.
ولم نعلم أن شرف الدولة هو اسم له أو لقب فان الموجود في ديوان
مادحه أحمد بن التغلبي الدمشقي الكاتب والشاعر المعروف بابن الخياط
المتوفى سنة ٥١٧ في موضعين شرف الدولة ولم يذكر اسمه ففي ص ٧٣ قال
يمدح شرف الدولة بن فخر الملك ويهنئه بعيد الفطر والبرء:
لنا كل يوم هناء جديد * وعيد محاسنه لا تبيد
وعيش يرف عليه النعيم * وجد تظافر فيه السعود
ودار يخيم فيها السماح * وباب تلاقى عليه الوفود
ببرئك يا شرف الدولة استفاد * سعادته المستفيد
لقد دفع الله للمجد عنك * وأعطي فيك الندى ما يريد
فأعيادنا ما لها مشبه * وأفراحنا ما عليها مزيد
وكيف يقوض عنا السرور * وأنت إذا ما انقضى العيد عيد
لقد طرقت بك أم العلى * بيوم له كل يوم حسود
رجعت لياليه السود بيضا * وكان وأيامه البيض سود
وقل لأبيك وقى السوء فيك * كذا فلترب الشبول الأسود
فلولاك أعجز أهل الزمان * شبيه له في العلى أو نديد
فبقيتما ما دجا غيهب * وما ابيض صبح وما اخضر عود
ولي حرمة بك ان ترعها * فمثلك ترعى لديه العهود
باني أول مثن عليك * وأول من ناله منك جود
وفي ص ٩٥ وقال ارتجالا يهنئ القاضي فخر الملك أبا علي عمار بن
محمد بظهور ولده شرف الدولة أول يوم ركوبه وعمره خمس سنين:
الا هكذا تستهل البدور * مكان علي ووجه منير
وجد سعيد ومجد مشيد * وعز جديد وعيش نضير
دعا شرف الدولة المجد فيه * فلباه منبره والسرير
على الطالع السعد يا ابن الملوك * هذا الركوب وهذا الظهور
فيا شرف الدولة المستجار * لك الله من كل عين مجير
ولا برح الملك يا فخره * ومجدك قطب عليه يدور
وأعطيت في شرف الدولة * البقاء الذي تتمنى الدهور
١١٨٣: السيد الأمير شرف الدين الحسيني الشولستاني.
في أمل الآمل: كان عالما فاضلا محققا شاعرا أديبا روى مولانا محمد
الباقر المجلسي عنه.
١١٨٤: الشيخ شرف الدين الدورقي.
من معاصري السيد شبر بن تنوان الموسوي البحراني له رسالة في
ترجمة جملة من السادات المشعشعية ولاة الحويزة وينقل عن رسالته هذه
السيد شبر المذكور في الرسالة التي عملها في ترجمة السيد علي خان الحويزي
المشعشعي وفي الذريعة: المظنون انه الشيخ محمد تقي بن عبد الهادي
الذي كان يقرأ عليه بحر العلوم.
١١٨٥: السيد شرف الدين السماك أو السماكي العجمي.
عالم فاضل جليل أحد تلاميذ المحقق الكركي من أهل أواسط القرن
العاشر اجتمع به الشهيد الثاني في النجف الأشرف عند زيارة الشهيد
العتبات سنة ٩٤٦ وتباحث معه وأراد الشهيد ان يطمئن باجتهاد نفسه
فناشد الشيخ شرف الدين فوق رأس أمير المؤمنين ع ان كان مجتهدا الا
اخبره بذلك وأقسم له انه لا يريد بذلك الا وجه الله فأخبره انه مجتهد
فاظهر اجتهاده سنة ٩٤٧ وهذا يدل على تميز صاحب الترجمة من بين فضلاء
العراق الذين اجتمعوا على الشهيد الثاني هناك والموجود في أكثر المواضع
السيد شرف الدين وفي بعضها الشيخ شرف الدين والظاهر أن الصواب هو
الأول وان وصفه بالشيخ سهو والذي في ترجمة الشهيد الثاني من هذا
الكتاب انه السيد شرف الدين وكذلك في النسخة التي وجدناها في كربلا
وفي الخزانة الرضوية وله أسئلة ثلاثة للشهيد الثاني اجابه عنها.
١١٨٦: الشيخ شرف الدين الشيفنكي تلميذ قوام الدين الكباري.
توفي سنة ٩٠٧
عالم فاضل ذكره صاحب الرياض وقال له شرح المحرر لابن فهد ثم
قال إن ما يعد في كتب الشرح كتاب ابن فهد فهو المحرر لا غيره.
١١٨٧: الشيخ شرف الدين بن علي النجفي.
في أمل الآمل: كان فاضلا محدثا صالحا له كتاب الآيات الباهرة في
فضل العترة الطاهرة ربما ينسب إلى الكراجكي وليس بصحيح فإنه ينقل فيه
عن كشف الغمة وعن كتب العلامة ولكن لهذا الكتاب نسختان إحداهما
فيها زيادات وينقل فيها كنز الفوائد للكراجكي وعن كتاب ما نزل من
القرآن في أهل البيت ع لمحمد بن عباس المعروف بابن الجحام
الثقة اه‍ والجحام بتقديم الجيم على الحاء كما عن كشف الحجب وهو محمد بن
العباس بن علي بن الماهيار المعروف بابن الجحام ذكره النجاشي في كتابه وذكر في
مؤلفاته كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت ع. ثم إن صاحب
أمل الآمل قال في حروف العين: الشيخ شرف الدين علي الاسترآبادي عالم
فقيه له كتاب شرح الجعفرية للشيخ علي بن عبد العالي والشيخ شرف الدين
المذكور من تلامذته وقد رأيت هذا الكتاب في خزانة الكتب الموقوفة في مشهد
الرضا ع اه‍ وقال أيضا في أول كتاب الهداة في النصوص والمعجزات
كما حكي ان كتاب الآيات الباهرة في فضل العترة الظاهرة للشيخ شرف
الدين النجفي وربما نسب إلى غيره اه‍. وقد أورد صاحب رياض
العلماء على ما ذكره صاحب الأمل بان صاحب كتاب الآيات الظاهرة في
(٣٣٦)

فضل العترة الطاهرة هو السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترآبادي ثم
النجفي تلميذ المحقق الثاني وشارح الجعفرية واسم الكتاب تأويل الآيات
الظاهرة وهو سماه الآيات الباهرة فوقع الاشتباه أولا في اسم الكتاب
بحذف تأويل وابدال الظاهرة بالباهرة ثانيا في اسم مؤلفه فسمي شرف
الدين بن علي وذكر في باب الشين مع أن اسمه شرف الدين علي ويجب
ذكره في باب العين ويوشك ان تكون كلمة بن أقحمت اقحاما كما يقع ذلك
كثيرا إذا وقع الاسم بعد الكنية أو اللقب فيظن سقوطها فتقحم ثالثا في
وصفه بالشيخ الذي يوصف به غير الاشراف عادة ومؤلف الكتاب سيد
شريف حسيني ويوشك ان يكون صاحب الأمل رأى اسمه شرف الدين
بدون لفظة الشيخ ولا السيد ولا الوصف بالحسيني فظنه غير سيد رابعا
في الاقتصار على وصفه بالنجفي مع أنه استرابادي نجفي خامسا في
ذكره مرة بشرف الدين بن علي في حرف الشين ومرة بشرف الدين علي في
حرف العين فجعلهما اثنين مع أنهما واحد سادسا في جعل الكتاب
نسختين مع أن إحداهما أصل الكتاب والثانية مختصرة المسمى بجامع
الفوائد أو كنز الفوائد ودافع المعاند وهو للشيخ علم بن سيف بن منصور أو
لصاحب الأصل، ولكن الظاهر أنه للشيخ علم المذكور لا لصاحب
الأصل. وحكى في الرياض الخلاف في اسمه هل هو كنز
الفوائد أو جامع الفوائد أو كنز جامع الفوائد ولكن الظاهر أن اسمه أحد الأولين اما الثالث
فاشتباه نشأ من كتابة جامع بعد كنز على انها نسخة بدل. وعلى هذا فوجود
من اسمه الشيخ شرف الدين بن علي النجفي غير محقق بل الظاهر أنه
اشتباه بالسيد شرف الدين على الحسيني الاسترآبادي النجفي وبعض
المعاصرين جعلهما اثنين وجعل منشأ الاشتباه الاشتراك ولكن الظاهر أنه
ليس الا واحدا هو السيد شرف الدين علي المذكور ويرشد إليه مضافا إلى ما
مر ان صاحب الأمل لم يذكر السيد شرف الدين علي المذكور تلميذ المحقق
الكركي وشارح جعفريته ويأتي في ترجمة هذا السيد وفي ترجمة علم بن
سيف بن منصور ما له دخل في المقام.
١١٨٨: الشيخ شرف الدين المازندراني.
عالم فاضل يروي عنه إجازة الشيخ محمد بن دنانة بن الحسين الكعبي
النجفي الذي كتب بخطه من لا يحضره الفقيه وقرأه على مشايخه فكتبوا
إجازاتهم له منهم المترجم له من أهل أواسط المائة بعد الألف كذا يفهم من
الذريعة.
١١٨٩: شرف الدين المراغي.
توفي سنة ٧٨٨.
كان إماما في المعقول والمنقول والفروع والأصول وكان اماميا ذكره
السيوطي في بغية الوعاة وقال التقي بن الكرماني كان فاضلا في العلوم
العقلية والعربية ويقرئ الكشاف والمنهاج في الأصول بارعا في الطب
والنجوم هكذا ذكره بعض المعاصرين ولم أجده في حرف الشين من بغية
الوعاة المطبوع ولعله في غير رف الشين وشرف الدين لقب.
١١٩٠: السيد جلال الدين شاه بن الحسن بن تاج الدين الحسيني الكيسكي
في فهرست منتجب الدين عالم واعظ.
١١٩١: السيد أبو علي شرف شاه بن عبد المطلب الحسيني الأفطسي الأصبهاني.
في فهرست منتجب الدين عالم فاضل نسابة.
١١٩٢: السيد عز الدين شرف شاه بن محمد الحسيني الأفطسي النيسابوري
المعروف بزيارة المدفون بالغري على ساكنه السلام.
في فهرست منتجب الدين ومجموعة الجباعي عالم فاضل له نظم رائق
ونثر لطيف وفي معجم الآداب عز الدين أبو محمد شرفشاه بن محمد بن
الحسين الزبارة الحسيني السوكندي الفقيه روى عن الفقيه علي بن عبد
الصمد التميمي روى عنه محمد بن جعفر بن عليل اه‍ وكانه الذي
ينسب إليه جبل شريفشان بالنجف وشريفشان محرف شرف شاه.
١١٩٣: شريح بن أوفى العبسي.
كان في أصحاب علي ع يوم الجمل. في الفصول المهمة
لابن الصباغ المالكي ان محمد بن طلحة اخذ بخطام الجمل فجعل لا يحمل
عليه أحد الا قال حاميم لا ينصرون وكان ذلك شعار أصحاب علي وكان
علي ع أوصى أصحابه ان لا يقتلوا محمد بن طلحة فحمل عليه
شريح بن أوفى العبسي فقال حاميم وقد سبقه شريح بالطعنة فاتى على نفسه
فكان كما قيل سبق السيف العذل وكان محمد هذا من الزهاد العباد واعتزل
الناس وانما خرج برا بأبيه وفي ذلك يقول قاتله شريح:
وأشعث قوام بآيات ربه * قليل الأذى فيما ترى العين مسلم
شككت بصدر الرمح جيب قميصه * فخر صريعا لليدين وللفم
على غير شئ غير أن ليس تابعا * عليا ومن لا يتبع الحق يندم
يذكرني حاميم والرمح شاجر * فهلا تلا حاميم قبل التقدم
اما ما رواه ابن الأثير في حوادث سنة ٣٦ ج ٣ ص ١١٧ من أن عليا
ع لما أراد المسير من ذي قار إلى البصرة يوم الجمل قال لا يرتحلن
أحد أعان على عثمان فاجتمع جماعة منهم شريح بن أوفى والأشتر وان
الأشتر قال هلموا بنا نثب على علي وطلحة فنلحقهما بعثمان وقال شريح بن
أوفى أبرموا أموركم قبل ان تحرجوا ولا تؤخروا أمرا ينبغي لكم تعجيله ولا
تعجلوا أمرا ينبغي لكم تأخيره فانا عند الناس بشر المنازل وما أدري ما
الناس صانعون إذا ما هم التقوا: فخبر مكذوب، فعلي ع لم
يكن ليمنع أحد من المسير معه وهو في أشد الحاجة إلى الأعوان والأشتر
الذي قال فيه علي ع كان لي كما كنت لرسول الله لم يكن ليتفوه بهذا
الكلام.
١١٩٤: شريح بن العطاء الحنظلي.
ذكره نصر في كتاب صفين فيمن أصيب في المبارزة يوم صفين مع علي
ع.
١١٩٥: شريح بن مالك الخثعمي الكوفي.
قال ابن عساكر ج ٧ كان مع علي ع فاخذ الراية فصرع،
حتى صرع من خثعم الكوفة حول رايتهم ثمانون رجلا وأصابوا من خثعم
الشام نحوا منهم. ومثله في كتاب صفين لنصر بن مزاحم ثم إن شريح بن
مالك ردها بعد ذلك إلى كعب بن أبي كعب الخثعمي.
١١٩٦: شريح بن هانئ بن يزيد بن نهيك أو الحارث كعب الحارثي المذحجي بن
المقدام الكوفي.
هكذا نسبه في تهذيب التهذيب وفي أسد الغابة وقيل شريح بن
هانئ بن يزيد بن نهيك بن دريد بن سفيان بن الضباب واسمه سلمة بن
الحارث بن ربيعة بن الحارث بن كعب الحارثي.
(٣٣٧)

قتل بسجستان سنة ٧٨.
في الاستيعاب: جاهلي اسلامي يكنى أبا المقدام من أجلة أصحاب
علي ع وفي أسد الغابة أدرك النبي ص ودعا له وبه كنى النبي
أبا شريح وكان من أعيان أصحاب علي وشهد معه حروبه وشهد الحكمين
بدومة الجندل وبقي دهرا طويلا وسار إلى سجستان غازيا فقتل بها سنة ٧٨
وقال شريح في ذلك اليوم:
أصبحت ذا بث أقاسي أبحرا * قد عشت بين المشركين أعصرا
ثمت أدركت النبي المنذرا * وبعده صديقه وعمرا
ويوم مهران ويوم تسترا * والجمع في صفينهم والنهرا
وبا خميراوات والمشقرا * هيهات ما أطول هذا عمرا
قيل إنه عاش ١٢٠ سنة اه‍ وفي الإصابة قال ابن سعد كان من
أصحاب علي وذكر بسنده ان عليا بعث في التحكيم أبا موسى ومعه
أربعمائة رجل عليهم شريح بن هانئ ومعهم عبد الله بن عباس يصلي بهم
وعده يعقوب بن سفيان في امراء وقعة الجمل وقال أبو نعيم الفضل بن دكين
عاش ١١٠ وقال القاسم بن مخيمرة ما رأيت أفضل منه وقتل غازيا مع
عبد الله بن أبي بكرة بسجستان سنة ٧٨ وفي تهذيب التهذيب أدرك النبي
ص ولم يره ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة وقال كان
من أصحاب علي وشهد معه المشاهد وكان ثقة وله أحاديث قيل لأحمد:
شريح بن هانئ صحيح الحديث؟. قال: نعم، احمد ثقة. ابن معين،
والنسائي ثقة. ابن خراش صدوق. ذكره ابن حيان في الثقات وفي تاريخ
ابن عساكر كان من كبار أصحاب علي وشهد التحكيم بدومة الجندل في
صحابة علي وقال ابن شهرآشوب في المناقب عند ذكر حرب الجمل قال
شريح بن هانئ:
لأعيش الا ضرب أصحاب الحمل * والقول لا ينفع الا بالعمل
ما ان لنا بعد علي من بدل
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٥١ ان زياد بن سمية لما بعث بحجر
وأصحابه إلى معاوية دعا رؤساء الأرباع وهم عمرو بن حريث وخالد بن
عرفطة وقيس بن الوليد وأبا بردة بن أبي موسى واستشهدهم ان حجرا جمع
إليه الجموع وأظهر شتم الخليفة ودعا إلى حرب أمير المؤمنين وزعم أن هذا
الامر لا يصلح الا في آل أبي طالب ووثب بالمصر واخرج عامل أمير المؤمنين
وأظهر عذر أبي تراب والترحم عليه والبراءة من عدوه وان هؤلاء النفر
الذين معه هم رؤوس أصحابه على مثل رأيه ونظر زياد في شهادة الشهود
وقال أحب ان يكونوا أكثر من أربعة فشهد إسحاق وموسى ابنا طلحة
والمنذر بن الزبير وعمارة بن عقبة بن أبي معيط وعمر بن سعد وغيرهم وكتب
في الشهود شريح القاضي وشريح بن هانئ اي كتبت شهادتهما ولم يكتباها
هما فاما شريح بن هانئ فكان يقول ما شهدت وقد لمته فلما بلغ حجر
وأصحابه الغريين لحقهم شريح بن هانئ وأعطى كتابا إلى وائل أحد
الرجلين الموكلين بهم وقال أبلغه أمير المؤمنين فدفعه وائل إلى معاوية فإذا
فيه بلغني ان زيادا كتب شهادتي وان شهادتي على حجر انه ممن يقيم الصلاة
ويؤتي الزكاة ويديم الحج والعمرة ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر حرام
الدم والمال فان شئت فاقتله وان شئت فدعه فقال معاوية ما أرى هذا الا قد
اخرج نفسه من شهادتكم اه‍ اما شريح القاضي فأبى له سوء طويته الا
ان يسكت عن الشهادة التي كتبت بدون علمه وقد ذكر عبد الله بن خليفة
الطائي الذي نفاه زياد إلى جبلي طئ شريكا الحضرمي في قصيدته الطويلة
التي يعاتب فيها حجر بن عدي الطائي ويرثي حجر بن عدي الكندي
وأصحابه يقول فيها:
ويا أخوتا من حضرموت وغالب * وشيبان لقيتم جنانا مبشرا
سعدتم فلم اسمع بأصوب منكم * حجاجا لدى الموت الجليل وأصبرا
سأبكيكم ما لاح نجم وغرد الحمام * ببطن الواديين وقرقرا
الذين روى عنهم ورووا عنه
في أسد الغابة روى عن علي وسعد بن أبي وقاص وعائشة وسمع أبا
هانئا روى عنه ابناه محمد والمقدام والشعبي ويونس بن أبي إسحاق وزاد في
تهذيب التهذيب انه روى عن عمر وبلال وأبي هريرة وعنه القاسم بن
مخيمرة والحكم بن عتيبة ومقاتل بن بشير وغيرهم.
١١٩٧: شيخ الشريعة الشيرازي الأصفهاني.
اسمه الشيخ فتح الله ابن ميرزا جواد النمازي.
١١٩٨: المولى أبو الحسن الشريف ابن المولى احمد القائيني.
الظاهر أن كنيته أبو الحسن واسمه الشريف يروي عن الشيخ عبد
العال ابن المحقق الكركي ذكره تلميذه السيد حسين بن حيدر الكركي في
مشيخته المسطورة في إجازات البحار.
له اثبات الواجب تعالى وهو كتاب مبسوط مرتب على ثلاثة أبواب أولها
في المقدمات وفيه عدة لوائح أوله اثبات الواجب من الكلام ومفتتح الرسالة
لدى الاعلام فاتحة فاتحة رابحة رابحة هي حمد آلاء الاله المصور صور ما
صدر منه صدر الصدور إلى نفخ الصور أخ.
١١٩٩: الشريف المعروف بابن أكمل البحراني.
في أمل الآمل فاضل فقيه يروي عنه محمد بن محمد البصروي.
١٢٠٠: السيد شريف الجرجاني.
اسمه علي بن محمد بن علي الجرجاني.
١٢٠١: الشيخ شريف ويقال محمد شريف بن ملا حسن علي البيقسي المازندراني
أصلا الحائري مسكنا ومدفنا المعروف بشريف العلماء.
توفي في طاعون ١٢٤٦ أو ٤٥ بكربلاء ودفن فيها في داره.
شيخ الشيوخ العالم المحقق المؤسس المتفنن المتبحر صاحب
التحقيقات التي لم يسبق إليها ذكره تلميذه السيد محمد شفيع ابن السيد علي
أكبر الموسوي الحسيني العلوي البروجردي في اجازته المسماة بالروضة
البهية في الطرق الشفيعية فقال عند ذكر مشائخه فمنهم السالك في مسالك
التحقيق والعارج في مدارج التدقيق مقنن القوانين الأصولية مشيد المباني الفرعية
مفتاح العلوم الشرعية مربي العلماء الامامية مدرس الطالبين جميعا في جوار ثالث
الأئمة شيخنا واستاذنا ومربينا ووالدنا الروحاني والعالم الرباني محمد شريف ابن ملا
حسن علي المازندراني أصلا والحائري سكنا ومدفنا أصله من آمل مازندران
(٣٣٨)

والظاهر أن مولده في كربلاء المشرفة وببالي اني سمعته منه وعاش فيها أكثر
عمره الشريف واشتغل أولا على السيد محمد ابن السيد علي صاحب الرياض
ثم على والده وفي مدة تسع سنين صرفها في الفقه والأصول صار مستغنيا
عن الاشتغال وجامعا لشرائط الاجتهاد وكان يقول إنه في آخر المدة لم ينتفع
من أستاذه وكان يقول إنه في آخر المدة لم ينتفع من أستاذه وكان كثيرا ما
يعجز الأستاذ عن جوابه ويتغير عليه فلذلك ارتحل إلى بلاد العجم وساح في
مدنها في كل مدينة شهرا أو شهرين أو أكثر وغرضه تحصيل الأسباب
والكتب فلم يتمكن من ذلك ولم يعنه أحد عاد مع أبيه بعد زيارة الرضا
ع إلى كربلاء وحضر مجلس أستاذه فلم ينتفع منه لان أستاذه كان
قد صار شيخا كبيرا واشتغل بالمطالعة والمباحثة والجد والاجتهاد حتى صار
مدرسا ماهرا وصار مجلس درسه مملوءا من العلماء العظام وتخرج به كثير من
الناس في مدة يسيرة. وفضيلة كل من تأخر في القواعد الأصولية مأخوذة
عنه وصرف عمره الشريف في تربية الطلاب وكان له مجلسان في الدرس
أحدهما للمنتهين والآخر للمبتدئين ويدرس في أيام التعطيل لجمع آخر من
الطالبين وفي شهر رمضان يدرس في الليل ويشتغل بالتدريس إلى نصف
الليل وبعده بالزيارة والعبادة فلهذا كان قليل التصنيف ومصنفاته على ندرتها
لم تخرج من السواد إلى البياض وكان أعجوبة في الحفظ والضبط ودقة النظر
وسرعة الانتقال في المناظرات وطلاقة اللسان وله يد طولى في علم الجدل لم
يناظر أحد الا غلبه اه‍.
درس في مدرسة حسن خان وروى عن الشيخ محمد حسن ياسين وكان من تلامذته
وكان يحضر تحت منبره ألف من الطلبة فيهم العلماء
والأفاضل وغالى به بعض تلامذته وهو الفاضل الدربندي حتى فضله على
المتقدمين والمتأخرين والدربندي غير خال من الشذوذ ومنه هذا ولشريف
العلماء من المؤلفات رسالة في مقدمة الواجب.
١٢٠٢: الحاج شريف ويقال محمد شريف بن الرضا الشيرواني التبريزي.
عالم فاضل مؤلف له ١ التحفة البهية في الحساب ٢ صدف
المشحون مطبوع وفي آخره فهرس تصانيفه ٣ مصباح الوصول ألفه سنة
١٢٢٨ وغيرها رأيت منه نسخة مخطوطة في كرمانشاه في مكتبة آقا فخر الدين
من آل البهبهاني.
١٢٠٣: أبو المعالي شريف بن أبي الفضائل أو الفضل سعد بن أبي المعالي شريف بن
سيف الدولة على بن عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبي الربعي.
سيأتي ذكر ولاية أبيه أبي الفضائل سعد بعد جده شريف بن سيف
الدولة وعن المختار من الكواكب المضية انه لما مات أبو الفضائل استولى
لؤلؤ بعده على تدبير ابنيه أبي الحسن علي وأبي المعالي شريف ولم يزل كذلك
حتى أحب التفرد بالامارة فاخرج عليا وشريفا إلى مصر سنة ٣٩٤ اه‍
وفي مرآة الجنان لم يذكروا تاريخ وفاة أبي الفضل سعد وبموته انقرض ملك
بني سيف الدولة اه‍.
١٢٠٤: أبو المعالي سعد الدولة شريف بن سيف الدولة علي بن عبد الله بن
حمدان بن حمدون التغلبي الربعي.
توفي ليلة الأحد لخمس بقين من شهر رمضان سنة ٣٨١ وعمره
أربعون سنة وستة أشهر وعشرة أيام.
قال ابن الأثير لما توفي سيف الدولة ملك بعده ابنه أبو المعالي
شريف.
وعن المختار من الكواكب المضية انه لما توفي سيف الدولة كان ابنه أبو
المعالي سعد الدولة بميافارقين فسار غلمان سيف الدولة وأحضروه إلى حلب
فوصلها في ربيع الأول سنة ٣٥٦ وجلس الحاجب قرعويه بحضرته ورد
التدبير إليه وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٥٧ فيها وصلت سرية كثيرة
من الروم إلى أنطاكية فقتلوا في سوادها وغنموا وسبوا وعن تاريخ الاسلام
انه خافهم صاحب حلب أبو المعالي فتأخر عن حلب إلى بالس وأقام بها
الأمير قرعويه ثم ذهب أبو المعالي إلى ميافارقين لما تفرق عنه جنده وصاروا
إلى ابن عمه صاحب الموصل أبي تغلب فبالغ في اكرامهم ثم رجع أبو المعالي
إلى حلب فلم يمكن من دخولها واستضعفوه وتشاغل بحب جارية فذهب إلى
سروج فلم يفتحوها له ثم إلى حران فلم يفتحوا له واستنصر بابن عمه أبي
تغلب فعرض عليه المقام بنصيبين ثم صار إلى ميافارقين في ثلاثمائة فارس
فقل ما بيده. وعن المختار من الكواكب المضية: ثم إن أبا المعالي اخرج
قرعويه من حلب لمخالفة أهل حلب عليه فتقرب إليهم بعمارة السور
والقلعة وكانت قد هدمتها الروم حين هاجموها سنة ٣٥١ وكان قد اتفق
وصول عسكر الروم إلى ناحية أنطاكية فأشار قرعويه على سعد الدولة
بالخروج من حلب فلما خرج قال له: أهل حلب لا يريدونك فامض إلى
والدتك فمضى إلى ميافارقين واستولى قرعويه على حلب سنة ٣٥٨ هو
مولاه بكجور الحاجبي وكتب اسمه مدة على السكة ودعي له على المنابر.
قال ابن الأثير ولما اخرج قرعويه أبا المعالي سار أبو المعالي إلى حران فمنعه
أهلها من دخولها فطلب منهم ان يأذنوا لأصحابه ان يدخلوا ويتزودوا منها
يومين فاذنوا لهم ورحل إلى والدته بميافارقين وهي ابنة سعيد بن حمدان
أخت أبي فراس وتفرق عنه أكثر أصحابه ومضوا إلى ابن عمه أبي تغلب ابن
حمدان فلما وصل إلى والدته بلغها ان غلمانه وكتابه عملوا على القبض عليها
وحبسها فأغلقت أبواب المدينة ومنعت ابنها من دخولها ثلاثة أيام حتى
أبعدت من تحب ابعاده واستوثقت لنفسها وأذنت له ولمن بقي معه في دخول
المدينة واطلقت لهم الأرزاق وبقيت حران لا أمير عليها الا ان الخطبة فيها
لأبي المعالي ثم إن أبا المعالي عبر الفرات إلى الشام وقصد حماة فأقام فيها قال
وفي سنة ٣٥٩ في المحرم ارسل الروم من أنطاكية جيشا كثيفا إلى حلب
وكان أبو المعالي محاصرا لها وفيها قرعويه متغلبا عليها ففارق أبو المعالي حلب
وقصد البرية ليبعد عنهم فملك الروم المدينة وحصروا القلعة فتوسط جماعة
من الحلبيين بينهم وبين قرعويه على مال وأمور قرروها ورجعوا وفيها في
ربيع الآخر اصطلح قرعويه مع أبي المعالي وخطب لأبي المعالي بحلب وكان
بحمص وخطب هو وقرعويه للمعز الفاطمي صاحب المغرب. ولما عاد
أبو المعالي من ميافارقين إلى حماه وكانت الروم قد خربت حمص
وأعمالها نزل إليه بارفتاش مولى أبيه وهو بصحن برزويه وخدمه عمر
له مدينة حمص وكثر أهلها ولما استبد بكجور مولى قرعويه بأمر
حلب كتب من بها من أصحاب قرعويه إلى أبي المعالي ليقضد حلب
ويملكها فسار إليها وحصرها أربعة أشهر وملكها وبقيت القلعة بيد بكجور
ثم اصطلحا على أن يؤمنه ويوليه حمص ففعل أبو المعالي ذلك قال ابن الأثير
في حوادث سنة ٣٦٨ كان متولي ديار مضر لأبي تغلب بن حمدان سلامة
(٣٣٩)

البرقعيدي فانفذ إليه سعد الدولة من حلب جيشا فجرت بينهم حروب
وكان سعد الدولة قد كاتب عضد الدولة فانفذ عضد الدولة النقيب أبا احمد
والد الشريف الرضي إلى البلاد التي بيد سلامة فتسلمها بعد حرب شديدة
فاخذ عضد الدولة بنفسه الرقة ورد باقيها إلى سعد الدولة. وفي حوادث
سنة ٣٧٢ ان بكجور كان كتب للعزيز بمصر فوعده بولاية دمشق فلما كانت
هذه السنة وقعت وحشة بين سعد الدولة وبكجور فأرسل سعد الدولة يأمره
ان يفارق بلده فكتب بكجور إلى العزيز يطلب ما وعده به من ولاية دمشق
ففعل ودخلها بكجور فأساء السيرة فيها وفي سنة ٣٧٣ نزل فردوس
الدمشق على باب حلب في خمسمائة ألف ما بين فارس وراجل وسعد
الدولة بحلب غير محتفل به ثم التقى العسكران في الميدان فرجع عسكر
فردوس أقبح رجوع وسير سعد الدولة جيشه خلفه حتى بلغ أنطاكية. وفي
أعلام النبلاء يغلب على الظن ان هذا العدد مبالغ فيه وفي ذيل تجارب الأمم
نقلا عن ابن القلانسي في حوادث سنة ٣٧٣ كان لسعد الدولة غلام يعرف
ببكجور فاصطنعه وقلده الرقة والرحبة واستكتب له أبا الحسن علي بن
الحسين المغربي المعروف بالوزير المغربي ثم جحد الاحسان وحدث نفسه
بالعصيان فأشار عليه كاتبه بمكاتبة العزيز صاحب مصر ففعل واستأذنه في
قصد بابه فاذن له فسار عن الرقة ولقيته كتب صاحب مصر وعهده على
دمشق فنزلها وتسلمها. وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٧٤ ان باذ
الكردي استولى على الموصل فكتب وزير صمصام الدولة إلى سعد الدولة
وبذل له تسليم ديار بكر إليه فسير إليها جيشا فلم يكن لهم قوة بأصحاب
باذ فعادوا إلى حلب. وفي حوادث سنة ٣٧٨ عزل بكجور عن دمشق لأنه
أساء السيرة فيها وفعل الافعال الذميمة فجهز العزيز إليه العساكر من مصر
واقتتلوا عند داريا فانهزم بكجور وعسكره وتوجه إلى الرقة فاستولى عليها.
عصيان بكجور وقتله
قال ابن الأثير وراسل بكجور بهاء الدولة بن بويه في الانضمام إليه
وراسل باذا الكردي المتغلب على ديار بكر والموصل بالمسير إليه وراسل سعد
الدولة بان يعود إلى طاعته فلم يجبه أحد منهم إلى شئ مما طلب فراسل رفقاء
له من مماليك سعد الدولة فوافقوه على قصد بلد سعد الدولة وأخبروه انه
مشغول بلذاته وشهواته عن طلب الملك فأرسل إلى العزيز صاحب مصر يطمعه في
حلب ويقول له انها دهليز العراق ومتى اخذت كان ما بعدها أسهل
منها ويطلب الأنجاد بالعساكر فاجابه العزيز إلى ذلك وأرسل إلى نزال والي
طرابلس وغيره يأمرهم بتجهيز العساكر إلى بكجور وكتب عيسى وزير العزيز إلى
نزال يأمره بمدافعة بكجور وأصحابه في المسير إليه فإذا تورط تخلى عنه العداوة
بين عيسى وبكجور وواعد بكجور نزالا يوما للاجتماع على حلب وسار مغترا
بقوله إلى بالس وحصرها خمسة أيام فامتنعت عليه وبلغ مسير بكجور سعد
الدولة فسار عن حلب ومعه لؤلؤ الكبير مولى أبيه فأرسل إليه يدعوه إلى
الموافقة ورعاية حق الرق والعبودية ويبذل له الاقطاع من الرقة إلى حمص
فلم يقبل وكان سعد الدولة قد كاتب والي الروم بأنطاكية فأنجده بجيش كثير
من الروم وكاتب من مع بكجور من العرب يرغبهم في الاقطاع والعطاء
الكثير فمالوا إليه ووعدوه الهزيمة بين يديه فلما اشتد القتال عطف العرب
على سواد بكجور فنهبوه واستأمنوا إلى سعد الدولة فاختار بكجور من
عسكره أربعمائة رجل وعزم ان يلقي نفسه على سعد الدولة فاما له أو عليه
فهرب شخص وأخبر سعد الدولة بذلك فطلب لؤلؤ من سعد الدولة ان
يذهب من مكانه ويقف هو فيه فأجاب بعد امتناع فحمل بكجور ومن معه
فوصلوا إلى موقف لؤلؤ بعد قتال شديد والقى نفسه على لؤلؤ وهو يظنه
سعد الدولة وضربه على رأسه فسقط فظهر حينئذ سعد الدولة وعاد إلى
موقفه ففرح به أصحابه وقويت به نفوسهم وأحاطوا ببكجور وصدقوه القتال
فانهزم هو وعامة أصحابه والقى سلاحه وترك فرسه وسار راجلا وقصد
بعض العرب فنزل عليه وعرفه نفسه وضمن له حمل بعير ذهبا ليوصله إلى الرقة
فلم يصدقه لبخله المشهور وأخبر سعد الدولة عنه فحكمه في مطالبه فطلب
مالا كثيرا وأرضا كثيرة فأعطاه وزاد وأرسل معه من تسلم بكجور فقتله
ولقي عاقبة بغيه وكفره احسان مولاه فلما قتله سعد الدولة سار إلى الرقة
فنازلها وبها سلامة الرشيقي وأولاد بكجور والوزير المغربي فسلموا البلد إليه
بأمان على أنفسهم وأموالهم وعهودا أكدوها فلما خرج أولاد بكجور ورأى
سعد الدولة ما معهم استعظمه وقال ما كنت أظن أن بكجور يملك كل
هذا فقال له القاضي ابن الحصين لم لا تأخذه فهو لك لأنه مملوك لا
يملك شيئا ولا حرج عليك ولا حنث فلما سمع هذا اخذ المال جميعه وهرب
الوزير المغربي إلى مشهد أمير المؤمنين علي ع وكتب أولاد بكجور
إلى العزيز يسألونه الشفاعة فيهم فأرسل إليه يشفع فيهم ويأمره ان يسيرهم
إلى مصر ويتهدده ان لم يفعل فأهان الرسول وقال له قل لصاحبك انا سائر
إليه وسير مقدمته إلى حمص ليلحقها فلما برز ليسير إلى دمشق لحقه قولنج
فعاد إلى حلب ليتداوى فعوفي وحضر عنده بعض سراريه فواقعها ففلج
فاستدعى الطبيب فقال اعطني يدك لآخذ مجسك فأعطاه اليسرى فقال
أعطيني اليمين فقال ما تركت لي اليمين يمينا وعاش بعد ذلك ثلاثة أيام
ومات بعد أن عهد إلى ولده أبي الفضائل أو أبو الفضل سعيد وأوصى
إلى لؤلؤ به وبسائر أهله اه‍.
وفي مرآة الجنان انه طالت مدته في المملكة ثم عرض له قولنج أشرف
منه على التلف وفي اليوم الثالث من عافيته واقع جاريته فسقط عنها وقد
جمعت شقة الأيمن فامر طبيبه ان يسحق عنده الند والعنبر فأفاق قليلا ثم
مات.
١٢٠٥: شريف العلماء المازندراني الحائري.
مر بعنوان شريف بن حسن علي المازندراني الحائري.
١٢٠٦: الصدر الكبير السيد شريف ابن الأمير مرتضى ابن الأمير تاج الدين علي
الاسترآبادي الأصل الشيرازي المنشأ.
قتل سنة ٩٢٠ في الرياض، وأحسن التواريخ ما حاصله انه كان من
سادات العلماء ومقدميهم وأفضلهم ومن أسباط السيد شريف الجرجاني
المشهور ومن جهة الاباء من أحفاد الداعي الصغير محمد بن زيد والي
مازندران وصار صدرا في زمن الشاه إسماعيل الصفوي الأول سنة ٩١٥
وكان يومئذ منصب الصدارة لا يسند إلى غير السادات وان كان قبل ذلك
يسند إلى غيرهم وكان له في نشر مبادئ الامامية والدعوة إليها والمثابرة
مساعي جليلة حفظها له التاريخ وقتل في معسكر الشاه إسماعيل الصفوي
سنة ٩٢٠ في محاربته مع السلطان سليم العثماني وقتل معه من السادات
الأمير عبد الباقي والسيد محمد كمونة اه‍.
(٣٤٠)

١٢٠٧: السيد شريف بن فلاح الحسيني الكاظمي المعروف بالسيد شريف
الكاظمي.
توفي سنة ١٢٢٠.
كما في الطليعة. هكذا وجدنا اسمه ونسبه وتاريخ وفاته في مسودة
الكتاب ولا نعلم الآن من أين نقلناه والظاهر أنه من الطليعة.
كان فاضلا عالما مشاركا في الفنون أديبا شاعرا وله قصة مشهورة وهي
انه احتاج وهو في النجف فقصد الروضة المقدسة وأنشد قوله:
أبا حسن ومثلك من ينادي * لكشف الضر والهول الشديد
أتصرع في الوغى عمرو بن ود * وتردي مرحبا بطل اليهود
وتسقي أهل بدر كأس حتف * مصبرة كعتبة والوليد
وتجري النهروان دما عبيطا * بقتل المارقين ذوي الجحود
وتأبى ان تكف جيوش عسري * وتنصرني على الدهر العنود
وها هو قد أراني الشهب ظهرا * وأحرم ناظري طيب الهجود
فاطلع في سما الاقبال بدري * وبدل نحس حظي بالسعود
وأوردني حياض نداك اني * لمحتاج إلى ذاك الورود
أترضى ان يكدر صفو عيشي * وتصبح أنت في عيش رغيد
أتنعم في الجنان خلي بال * ومني القلب في جهد جهيد
اما قد كنت تؤثر قبل هذا * ببذل القوت في القحط الشديد
فكيف أخيب منك وأنت مثر * عديم المثل في هذا الوجود
أما لاحت لمرقدك المعلى * جواهر كدرت عيش الحسود
فمن در وياقوت مشع * ومن ماس تلوح على عقود
ومن قنديل تبر بات يجلو * سناه الهم عن قلب الوفود
فجد لي يا علي ببعض هذا * فان التبر عندك كالصعيد
ولي يا ابن الكرام عليك حق * رثاء سليلك الظامي الشهيد
فكم أجريت من دمع عليه * وكم فطرت قلبا كالحديد
فكن في هذه الدنيا معيني * وكن لي شافعا يوم الورود
فسقط عليه قنديل ذهب فاخذ وعلق فوقع عليه ثانيا فأخذه انتهى
ما وجدناه في مسودة الكتاب والله أعلم بصحة هذه القصة فان الوضع في
أمثالها كثير، ومعجزات أهل البيت وكراماتهم لا تنكر لكنها لا تكون تابعة
لشهوة المشتهين. وكونه قال فجد لي الخ لا يدل على أن القنديل سقط عليه
ويمكن أن يكون قال القصيدة المذكورة وألحقت بها قصة القنديل الحاقا.
وقوله ببعض هذا أي بتبر من جنس هذا التبر والله أعلم. ومن شعره في
أمير المؤمنين ع:
أعلي يا أعلى قريش رتبة * يا من ولاه نجاة كل مقصر
يقول فيها:
لا عيب فيهم غير أن جيادهم * في غير هامات العدى لم تعثر
ولطول ما ألفوا الوغى لم يعرفوا * ألا السيوف أهلة للأشهر
وقوله:
قف بالطفوف وجد بفيض الأدمع * ان كنت ذا حزن وقلب موجع
ووجدنا في بعض المجاميع العاملية هذه القصيدة في رثاء الحسين عليه
السلام وفي أولها مما قال السيد شريف يسر الله أموره والقصيدة هي هذه:
ألا ما لأيام اللباب تولت * وصبح مشيبي لاح في ليل لمتي
وما بال أوقات الوصال تصرمت * وطير المنايا ناح من فوق دوحتي
وعمري تقضى بين لهو وغفلة * وقال وقيل واكتساب جريرة
وها أنا في مهد الجهالة راقد * ولم ارتدع عن قبح فعل وزلة
فما عذر مثلي حين ادعى بموقف * وقد ملئت من سيئاتي صحيفتي
فحتام يا من عاش في لجة الهوى * تبارز ربا عالما بالسريرة
تبارزه سرا وجهرا وتغتدي * كان لم تبارزه بكل عظيمة
تيقظ هداك الله من رقدة الهوى * فإنك منقول إلى ضيق حفرة
فويك اجترحت السيئات جميعها * ومالك في الطاعات مثقال ذرة
تمسكت بالدنيا غرورا كمثلما * تمسك ظام من سراب بقيعة
أليست هي الدار التي طال همها * فكم أضحكت قدما أناسا وأبكت
وكم قد أذلت من عزيز بغدرها * وكم فجعت من فتية علوية
هم عترة المختار أكرم شافع * وأكرم مبعوث إلى خير أمة
بنفسي بدورا منهم قد تغيبت * محاسنها في كربلا أي غيبة
رماها يزيد بالخسوف وطالما * بأنوارها جلت دجى كل ريبة
بنفسي وأهلي والتليد وطارفي * وكل الورى أفدي قتيل أمية
فنادى ألا هل من مجير يجيرنا * وهل ناصر يرجو الاله بنصرتي
ويرنو إلى ماء الفرات ودونه * جيوش بني سفيان حلت وحطت
ولم أنسه يوم الطفوف وقد غدا * يكر عليهم كرة بعد كرة
إذا كر فروا خيفة من حسامه * فكانوا كشاء من لقا الليث فرت
إلى أن هوى فوق الصعيد مجدلا * فاظلمت الدنيا له واقشعرت
وما أنس لا أنس النساء بكربلا * حيارى عليهم المصائب صبت
ولما رأين المهر وافى وسرجه * خلي توافت بالنحيب ورنت
ولا أنس أخت السبط زينب إذ رنت * إليه ونادت بالعويل وحنت
تقول ودمع العين يسبق نطقها * وفي قلبها نار المصائب شبت
أخي يا هلالا غاب بعد كماله * فأضحى نهاري بعده مثل ليلتي
أخي أي رزء اشتكي ومصيبة * فراقك أم هتكي وذلي وغربتي
أم الجسم مرضوضا أم الشيب قانيا * أم الرأس مرفوعا كبدر الدجنة
أم العابد السجاد أضحى مغللا * عليلا يقاسي في السرى كل كربة
أم النسوة اللاتي برزن حواسرا * كمثل الإما يشهرن في كل بلدة
فلما رأته لا يجيب نداءها * بكت ورنت بالطرف نحو المدينة
ونادت بصوت يصدع الصخر جدها * وفي قلبها نار المصائب صبت
أيا جد لو يفدى من الموت ميت * فديت حسينا من سهام المنية
أيا جد من لي بعد فقد مؤملي * ومن أرتجيه أن جفتني أحبتي
أيا جد ما حزني عليه بزائل * ولا مدمعي المنهل يبرئ غلتي
أيا جده ه عنا الصون هتك ستره * وأوجهنا بعد الخدور تبدت
وسار ابن سعد بالنساء حواسرا * وخلف جثمان الحسين بقفرة
وأصحابه في الترب صرعى كأنهم * نجوم سما خفت ببدر دجنة
ويحضرها في مجلس اللهو شامتا * يزيد تغشاه الاله بلعنة
ويحضر رأس ابن النبي أمامه * وينكت منه الثغر بالخيزرانة
وينشد أشعار الشماتة قائلا * نفلق هاما من رجال أعزة
فيا حسرة في القلب طالت ومحنة * إلى أن نرى الرايات من أرض مكة
أمولاي يا ابن العسكري إلى متى * تروح وتغدو بين هم وشدة
(٣٤١)

أيا سادتي يا آل احمد أنتم * ملاذي إذا جلت وجمت خطيئتي
خذوا بيدي في يوم لا مال نافع * ولا ولد جاز ولا ذو حمية
سوى حبكم يا عترة الطهر أحمد * وبغض أعاديكم وتلك عقيدتي
إليكم بني الزهراء بكرا يتيمة * قبولكم من خير مهر اليتيمة
فريدة حسن من شريف أتتكم * تنوح عليكم نوح ثكلى حزينة
عليكم سلام الله ما هبت الصبا * وما ناح قمري على غصن أيكت
وقد حذفنا بعضها وأصلحنا من بعض منها.
١٢٠٨: الشيخ شريف بن فلاح الكاظمي ويقال الشيخ محمد شريف.
كان حيا سنة ١١٦٦
كان شاعرا مجيدا له قصيدة في مداح أمير المؤمنين علي والأئمة من
ولده ع تبلغ أربعمائة وثلاثين بيتا وتسمى القصيدة الكرارية
نظمها سنة ١١٦٦ ه.
وقلنا في ج ١٠ ص ١٨ في ترجمة السيد احمد العطار أنه قرض
القصيدة الكرارية واننا لم نعلم ما هي ولا من هو ناظمها وقد أفادنا الأديب
النابه السيد كاظم ابن السيد هادي الحيدري الكاظمي انها للشيخ محمد
شريف بن فلاح الكاظمي نظمها بالتاريخ المتقدم وأن السيد احمد العطار
واحد من ثمانية عشر شاعرا قرضوا هذه القصيدة وقد خمسها الشيخ
محمد بن الشيخ طاهر النجفي المعاصر. ثم أنه ربما يكون قد حصل اشتباه
بين السيد شريف والشيخ شريف ومنشأ الاشتباه وجود رجلين كل منهما
يسمى شريف الكاظمي أحدهما سيد حسيني والاخر غير سيد ويدل على
الاتحاد كون كل منهما ابن فلاح وأن الموجود في جميع ما رأيناه السيد
شريف بن فلاح الكاظمي لا الشيخ شريف فاما أن يكون الشيخ شريف لا
وجود له أو يكونا اثنين ويدل عليه أيضا كون السيد شريف توفي سنة
١٢٢٠ أن صح ما في الطليعة والشيخ شريف كان حيا سنة ١١٦٦ وأن
أحدهما كان شاعرا مجيدا وقد قرض قصيدته الكرارية ١٨ عالما شاعرا من
مشاهير عصره والآخر الشعر المنسوب إليه ركيك وأن الحسيني اسمه شريف
والآخر محمد شريف ويقال شريف توسعا ويمكن الجواب كون الحسيني توفي
سنة ١٢٢٠ كما مر عن الطليعة وكون الآخر كان حيا سنة ١١٦٦ بان يكون
عمره عند نظم الكرارية عشرين سنة أو نحوها فإذا كانت وفاته ١٢٢٠
يكون مجموع عمره ٧٤ سنة فيكون سيدا حسينيا أما اتحاد اسم الأب فلا
يدل على الاتحاد لجواز كونه من باب الاتفاق أو اشتباها والذي يغلب على
الظن أنهما شخصان أحدهما سيد حسيني لأنه قد وصفه بذلك من ترجمة
وكذلك رأيناه في كل ما اطلعنا عليه ومن تسمى بالشيخ شريف لم نجده الا
فيما أخبرنا به بعض السادة الحيدرية كما مر والذي يغلب على الظن أنهما
اثنان أحدهما سيد حسيني والاخر غير سيد ووقع الاشتباه بينهما في اسم
الأب وفي نسبة الشعر فنسب أحدهما إلى الآخر بل وفي الاسم فسمي
أحدهما شريف والآخر محمد شريف وغير ذلك وهذا يقع مثله كثيرا في مثل
المقام وبذلك يندفع جميع ما اعترض به هنا من الاعتراضات ويجاب عن
جميع التنافيات.
تقاريظ القصيدة الكرارية
من نظم محمد شريف بن فلاح الكاظمي في سنة ١١٦٦ وهي ١٨
تقريظا للأدباء العلماء المشاهير في عصره وهم ١ الشيخ محمد مهدي
الفتوني النجفي ٢ الشيخ جواد بن الشيخ شرف الدين محمد مكي ٣
الشيخ محمد علي ابن الشيخ بشارة ٤ الشيخ أحمد ابن الشيخ حسن
النحوي ٥ السيد نصر الله المدرس الحائري ٦ السيد أحمد بن محمد
العطار البغدادي ٧ أخوه أبو محمد الحسن بن محمد العطار ٨ السيد عبد
العزيز بن أحمد الموسوي النجفي ٩ السيد أبو الحسن بن الحسين الحسيني
الكاظمي ١٠ السيد محسن المقدس الأعرجي ١١ الشيخ أبو علي عبد
الكاظم بن محمد ١٢ المولى أحمد بن رجب ١٣ الشيخ محمد بن
جواد بن سهيل النجفي ١٤ السيد محمد بن حسن حبيب ١٥ الحاج
احمد الخطيب ١٦ الشيخ زكريا بن علي الحلبي ١٧ الشيخ مسلم بن
عقيل الجصاني ١٨ الشيخ كاظم الآزري. أه.
١٢٠٩: المولى أبو الحسن الشريف بن محمد طاهر بن عبد الحميد بن موسى بن
علي بن محمد بن معتوق بن عبد الحميد الفتوني أو الأفتوني العاملي النباطي
النجفي.
توفي سنة ١١٣٩
وقيل سنة ١١٣٨ كما أرخه بعض أحفاده بخطه على ظهر الفوائد
الغروية، وفي تتمة أمل الآمل توفي في آخر العشر الأربعين بعد المائة
والألف اه‍. ومقتضاه أن يكون توفي سنة ١١٤٠.
وقد يعبر عنه بأبي الحسن العاملي وأبو الحسن كنيته والشريف اسمه
وليس هو من السادة الاشراف ويوصف في بعض التراجم بالعدل وعشيرته
في جبل عامل آل الفتوني كثيرون. وأمه. قال المحدث الغروي هي أخت
السيد الشريف المير محمد صالح الخاتون آبادي الذي هو صهر المجلسي على
ابنته وهو جد صاحب الجواهر من طرف أم والدة الشيخ باقر، وهي آمنة
بنت فاطمة بنت المولى أبي الحسن اه‍. وبعضهم قال أن أم الشيخ باقر
والد صاحب الجواهر هي بنت الفتوني.
أقوال العلماء فيه
قال العلامة المحدث النوري في حقه: أفقه المحدثين وأكمل
الربانيين الشريف العدل المتوفي في أواخر الأربعين بعد المائة والألف أفضل
أهل عصره وأطولهم باعا اه‍. وقال بحر العلوم الطباطبائي في اجازته
للشيخ محمد اللاهيجي: الشيخ الأعظم رئيس المحدثين في زمانه وقدوة
الفقهاء في أوانه المولى أبو الحسن الفتوني اه‍ وترجمه في اللؤلؤة وعمل
المحدث النوري رسالة مختصرة في ترجمته كتبها بخطه سنة ١٢٧٢ على ظهر
تفسير الأنوار.
مشايخه وتلاميذه
يروي إجازة عن المجلسي صاحب البحار وعن صاحب الوسائل
وعن الشيخ محمد حسين الحسن بن إبراهيم بن عبد العالي الميسي وعن
الشيخ صفي الدين بن فخر الدين الطريحي. وعن الحاج محمود بن علي
المبيدي الميمندي المشهدي وعن الشيخ قاسم بن محمد الكاظمي وعن
الشيخ عبد الواحد بن محمد بن أحمد البوراني.
ويروي عنه الشيخ أبو صالح محمد مهدي العاملي الفتوني.
(٣٤٢)

مؤلفاته
الفوائد الغروية والدرر النجفية مرتب على مقصدين أحدهما في
أصول الدين في مجلد والآخر في أصول الفقه في مجلد وهو كتاب حسن فيه
ما يستفاد من الأحاديث من القواعد الفقهية والمسائل الأصولية أي أصول
الفقه وفيه تحقيقات رائقة وفوائد فائقة تدل على مهارته في العلوم
العقلية والنقلية فرع منه سنة ١١١٢ ٢ رسالته الرضاعية مسهبة غراء فرع منها في
النجف في ٢٥ المحرم سنة ١١١١ وقيل سنة ١١٠٩ وقال إنه ألفها بعد استخارات
عديدة فوق رأس الأمير ع ٣ شرح على كفاية المحقق السبزواري من أول
المكاسب ٤ شرح مفاتيح المولى محسن الكاشي سماه شريعة الشيعة
ودلائل الشريعة فرع منه سنة ١١٢٩ ٥ ضياء العالمين في بيان امامة الأئمة
المصطفين رأيت منه نسخة مخطوطة في النجف الأشرف في مكتبة الحسينية
الشوشترية في ثلاثة مجلدات كبار سنة ١٣٥٢ وكتب المؤلف في بعض فصوله
ما يقرب من ثلاثين صفحة في ايمان أبي طالب ٦ كتاب النسب ٧ شرح
الصحيفة ٨ تفسير القرآن سماه مرآة الأنوار ومشكاة الاسرار مقتصرا على
ما ورد في متون الاخبار لم يخرج منه الا شئ يسير من أوائل البقرة بعد
مجلده الأول الكبير الذي هو في مقدمات التفسير والعلوم المتعلقة بالقرآن لم
يعمل مثله طبع المجلد الأول منه بإيران ونسبته إلى الشيخ الكازروني على ما
كتب عليه غلط وافتراء ٩ حقيقة مذهب الإمامية ١٠ تنزيه القميين في
الرد على السيد المرتضى علم الهدى في قوله في بعض جوابات المسائل أن
القميين عدى الصدوق كانوا مجبرة مشبهة.
كلام له على كتاب الحاوي
قال الشيخ يوسف البحراني في كشكوله ص ٥٧ هل لغير المجتهدين
من الناقلين عن المجتهدين الماضين القضاء بين الناس مع فقد المجتهد قال
بعض المتأخرين بالجواز للضرورة واختاره الشيخ حسين بن مفلح الصميري
في رسالة عملها في المسألة ونقل فيها عن الشيخ حسين بن منصور صاحب
الحاوي أنه قال فيه لو لم يوجد جامع الشرائط جاز نصب فاقد بعضها مع
عدالته للحاجة إليه بل يجب من جهة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
فيقتصر على الحكم بما يتحققه اما غيره من المسائل الاجتهادية فيعتمد فيها
الصلح فان تعذر ترك ولا يعمل بما في كتب الفقهاء ولو المشهورين بالتحقيق
قال شيخنا أبو الحسن في كتاب الفرائد النجفية بعد نقل ذلك عنه قلت هذا
الكتاب عندي بنسخة صحيحه في الغاية وقد وجدت فيه العبارة المنقولة وقد
ينسب هذا الكتاب للعلامة ركن الدين محمد بن علي الجرجاني ووجدت
بعض المعاصرين ينسبه للعلامة الحلي وهو غلط لا أدري ما حمله عليه كما
قبله لان شيخنا الشهيد في شرح الارشاد نقل عن حاوي الجرجاني تعريف
الطهارة بما له صلاحية رفع الحدث واستجابة الصلاة مع بقائه والذي في
الحاوي الموجود بأيدينا تعريفها بفعل ماء أو تراب مفتقر إلى النية اه‍.
١٢١٠: الشيخ شريف بن الشيخ محمد بن الشيخ يوسف بن الشيخ جعفر بن
الشيخ علي بن الشيخ حسين بن الشيخ محيي الدين بن الشيخ عبد
اللطيف بن أبي جامع العاملي.
توفي سنة ١٢٥٠
قال الشيخ جواد محيي الدين في كتابه ملحق أمل الآمل كان عالما
فاضلا ورعا تقيا جليلا وقورا يرجع إليه في علم اللغة وله اليد الطولى في
التواريخ والسير وفي الشعر وكان كاتبا محررا أديبا ظريفا مهيبا قرأ على جدنا
الأستاذ العلامة الشيخ قاسم. صنف الشرائف الجامعية في أحكام المياه لم
يخرج إلى البياض ولما مات رثاه جماعة من الشعراء بعدة مرات فمن
بعضها:
أمعود الأيام دفع صروفها * ومطوعا للدهر غير مطيع
كيف اعترتك النائبات وما عرا * خطب لديك وعاد غير مروع
بك نالت الأيام كهفا مانعا * من بعد بعدك عاد غير منيع
لا در در الحادثات فكم لوت * للفضل من علم به مرفوع
عجبا لرمس قد طواك وأنت من * قد ضاق عن علياك كل وسيع
ما بات في ذا الخطب قلب موحد * الا وبات بليلة الملسوع
صبرا بني الشرف الرفيع وإن رمت * قلب الهدى ارزاؤكم بفظيع
وسقت ثرى ضم الشريف هواطل * وإن انطوى منها بكل مريع
وعن اليتيمة الصغرى لبعض آل صدر الدين أنه قال في حقه: فتى
علامة وحبر فهامة صدر طائفة وقبيلة في النجف ومحمد بن يوسف من آل
محيي الدين أيضا وذان عالمان فاضلان كاملان ورعان تقيان كنزا زهد وعلم
ومجد وفخر وصلاح تغمدهما الله بعفوه وغفرانه. وقال بعض المعاصرين في
ترجمة الشيخ قاسم بن الحسين بن محيي الدين: وكان له أي للشيخ قاسم
ابن فاضل هو الشيخ عبد الحسين وله أي للشيخ عبد الحسين أولاد علماء
كالشيخ شريف.
١٢١١: السيد شريف بن السيد يوسف آل شرف الدين الموسوي العاملي
الشحوري
ولد ليلة الجمعة مستهل شهر رمضان سنة ١٢٩٨ وتوفي في عشاء ليلة
الجمعة الثانية من شهر رمضان سنة ١٣٣٥ بقرية شحور من جبل عامل
ودفن بها.
كان عالما فاضلا حسن الأخلاق جميل العشرة قرأ في جبل عامل وفي
النجف ثم عاد إلى بلاده وفيها توفي.
١٢١٢: الشريفي المشهدي
من أحفاد السيد الشريف الجرجاني العالم المحقق الشهير ومن شعراء
الفرس والشريفي نسبته ولا نعلم اسمه.
١٢١٣: شريك بن جدير التغلبي
قتل مع إبراهيم بن الأشتر سنة ٦٧.
قال ابن الأثير في حوادث تلك السنة أن ابن الأشتر هو الذي قتل
ابن زياد وقال حمل شريك بن جدير التغلبي على الحصين بن نمير السكوني
وهو على ميمنة عسكر ابن زياد وهو يظنه عبيد الله بن زياد فاعتنق كل
واحد منهما صاحبه فنادى التغلبي اقتلوني وابن الزانية فقتلوا الحصين وقيل
أن الذي قتل ابن زياد شريك بن جدير وكان شريك هذا شهد صفين مع
علي وأصيبت عينه فلما انقضت أيام علي لحق شريك ببيت المقدس فأقام فيه
فلما قتل الحسين عاهد الله تعالى أن ظهر من يطلب بدمه ليقتلن ابن زياد أو
(٣٤٣)

ليموتن دونه فلما ظهر المختار للطلب بثار الحسين أقبل إليه وسار مع
إبراهيم بن الأشتر فلما التقوا حمل على خيل الشام يهتكها صفا صفا مع
أصحابه من ربيعة حتى وصلوا إلى ابن زياد وثار الرهج فلا تسمع إلا وقع
الحديد فانفجر عن الناس وهما قتيلان شريك وابن زياد. والأول أصح
أي أن قاتل ابن زياد هو ابن الأشتر اه‍. قال: وشريك هو القائل:
كل عيش قد أراه باطلا * غير ذكر الرمح في ظل الفرس ١٢١٤:
شريك بن الحارث بن عبد الله بن كعب بن أسد بن نخله بن حارث بن
سبع بن مصعب بن معاوية الهمداني الحارثي البصري المعروف بشريك بن
الأعور
توفي سنة ٦٠ كان من خيار الشيعة وكان سيد قومه وقال نصر في كتاب صفين جعله علي
ع يوم صفين على أهل العالية واستخلفه ابن عامر على البصرة فبنى
شريك مسجد أسطخر قاله ابن الأثير. ولما جاء ابن الحضرمي إلى البصرة مفسدا
وحاربه جارية بن قدامة السعدي اقبل شريك فصار مع جارية. وفي النبذة المختارة
من كتاب تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني كما في نسخة مخطوطة عندنا
أشرنا إليها غير مرة تشتمل على ٢٨ ترجمة. وترجمة شريك بن الحارث هي الثانية
عشرة منها قال فيها: شريك بن الأعور الحارثي رحمه الله كان من أصحاب
علي ع ودخل على معاوية فقال له ما اسمك قال شريك قال ابن
من قال ابن الأعور قال إنك شريك وما لله شريك وانك لابن الأعور
والصحيح خير من الأعور وانك لدميم سئ الخلق فكيف سدت قومك
فقال وأنت والله معاوية وما معاوية الا كلبة عوت فاستعوت فسميت معاوية
وانك لابن صخر والسهل خير من الصخر وانك لابن حرب والسلم خير
من الحرب وانك لابن أمية وأمية أمة صغر بها فكيف سميت أمير المؤمنين:
فقال معاوية واحدة بواحدة والبادي أظلم. فقال شريك:
أيشتمني معاوية بن حرب * وسيفي صارم ومعي لساني
وحولي من ذوي يمن ليوث * ضراغمه تهش إلى الطعان
يعيرني الدمامة من سفاه * وربات الحجال هي الغواني
فلا تبسط لسانك يا ابن حرب * فإنك قد بلغت مدى الأماني
متى ما تدع قومك أدع قومي * وتختلف الأسنة بالطعان
يجبني كل غطريف شجاع * كريم قد توشح باليماني
فان تك من أمية في ذراها * فاني من بني عبد المدان
وان تك للشقاء لنا أميرا * فانا لا نقيم على الهوان
فقاسمه معاوية ان يسكت وقربه وأدناه وأرضاه. وفي تاج العروس
قال شريك بن الأعور لمعاوية انك لمعاوية وما معاوية الا كلبة عوت
فاستعوت وفي القاموس: المعاوية الكلبة وجرو الثعلب. وفي تاج
العروس: المعاوية الكلبة المستحرمة التي تعوي إلى الكلاب إذا صرفت
ويعوين إليها، قال الليث وفي الأساس: التي تستحرم فتعاوي الكلاب
وفي لسان العرب: المعاوية الكلبة المستحرمة تعوي إلى الكلاب إذا صرفت
ويعوين إليها ومعاوية اسم وهو منه اه‍. وقال ابن الأثير في حوادث
سنة ٥٦: في هذه السنة كان الوالي على كرمان شريك ابن الأعور. وعن
إبراهيم الثقفي في كتاب الغارات ان معاوية لما أرسل ابن الحضرمي إلى
البصرة ليفسدها على علي ع وأرسل علي جارية بن قدامة السعدي
اقبل شريك بن الأعور الحارثي وكان من شيعة علي ع وصديقا
لجارية بن قدامة فقال ألا أقاتل معك عدوك فقال بلى. ولما ولى يزيد بن
معاوية عبيد الله بن زياد البصرة والكوفة وندبه لحرب الحسين ع
كان عبيد الله بالبصرة فحضر إلى الكوفة قال ابن الأثير: خرج ابن زياد من
البصرة ومعه شريك بن الأعور الحارثي وحشر أهل بيته وكان شريك شيعيا
وقيل كان معه خمسمائة فتساقطوا عنه وكان أول من سقط شريك ورجوا أن
يقف عليهم ويسبقه الحسين إلى الكوفة فلم يقف على أحد منهم حتى دخل
الكوفة فنزل على هاني بن عروة فمرض فقال شريك لمسلم ان عبيد الله
عائدي فاخرج إليه فاقتله ثم اجلس في القصر لا يحول بينك وبينه أحد فلما
جاء عبيد الله دخل مسلم إلى بيت من بيوت الدار واستبطأه شريك فجعل
يقول:
ما الانتظار بسلمى ان تحييها * حيا سليمى وحيا من يحييها
كأس المنية بالتعجيل اسقوها
فقال عبيد الله ما له قيل إنه يردد هذه الأبيات منذ البارحة فتوهم
عبيد الله وخرج ثم خرج مسلم والسيف في يده فقال له شريك ما منعك
من قتله قال منعني إحدى ثلاث الأولى كراهة هانئ ان يقتل في داره
والثانية قول رسول الله ص ان الاسلام قيد الفتك فقال له شريك لو قتلته
لقتلت كافرا فاسقا والثالثة تعلقت بي امرأة وقالت نشدتك الله ان قتلت
عبيد الله في دارنا فقال هانئ يا ويلها قتلتني وقتلت نفسها وقال ابن الأثير
مرض هانئ فعاده عبيد الله فقال له عمارة بن عبد الله السلولي انا كيدنا قتل
هذا الطاغية وقد أمكنك الله منه فاقتله فقال هانئ ما أحب ان يقتل في
داري وجاء عبيد الله يعوده فجلس عنده ثم خرج فما مكث الا جمعة حتى
مرض شريك وكان قد نزل على هانئ وكان كريما على ابن زياد وعلى غيره
من الامراء وكان شديد التشيع قد شهد صفين مع عمار فأرسل إليه عبيد الله
اني رائح إليك العشية فقال لمسلم ان هذا الفاجر عائدي العشية فاخرج إليه فاقتله
ثم اقعد في القصر ليس أحد يحول بينك وبينه فان برئت صرت إلى البصرة
حتى أكفيك أمرها وأتى عبيد الله فقام مسلم ليدخل فقال له شريك لا يفوتنك فقال
هانئ لا أحب ان يقتل في داري فجاء عبد الله فجلس وسال شريكا عن
مرضه فأطال فلما رأى شريك ان مسلما لا يخرج خشي ان يفوته فاخذ يقول ما
تنظرون بسلمى لا تحيوها اسقوينها وان كانت بها نفسي فقال ذلك مرتين
أو ثلاثا فقال عبيد الله ما شانه ترونه يخلط فقال له هانئ نعم ما زال هذا
دأبه قبيل الصبح حتى ساعته هذه فانصرف وقيل إن شريكا لما قال اسقوينها
وخلط في كلامه فطن به مهران فغمزه عبيد الله فوثب فقال له شريك أيها
الأمير اني أريد ان أوصي إليك فقال أعود إليك وكيف مع اكرامي له وفي
بيت هانئ ويد أبي عنده فقال له مهران هو ما قلت لك فلما قام ابن زياد وخرج
مسلم فقال له شريك ما منعك من قتله قال خصلتان كراهية هانئ ان يقتل
في منزله وحديث حدثه علي عن النبي ص ان الايمان قيد الفتك فلا يفتك
مؤمن بمؤمن فقال له هانئ لو قتلته لقتلت فاسقا فاجرا كافرا غادرا ولبث
شريك بعد ذلك ثلاثا ثم مات فصلى عليه عبيد الله فلما علم عبيد الله ان
شريكا كان حرض مسلما على قتله قال والله لا أصلي على جنازة عراقي ابدا
ولولا أن قبر زياد فيهم لنبشت شريكا اه‍ وما تنفعهم صلاة عبيد الله
الدعي الفاسق الشقي عليهم ووجود قبر زياد الدعي فيهم وهو يهوي مع
من اقامه إلى أسفل درك من الجحيم.
١٢١٥: شريك بن حنبل العبسي الكوفي.
في تهذيب التهذيب ج ٤ ص ٣٣٢ قال البخاري قال بعضهم ابن
(٣٤٤)

شرحبيل وهو وهم روى عن النبي ص وعن علي روى عنه أبو إسحاق
السبيعي وعمير بن تميم الثعلبي قال ابن أبي حاتم عن أبيه ليست له صحبة
ومن الناس من يدخله في المسند وذكره ابن حيان في الثقات رويا له حديثا
في الثوم قلت وقال من قال شريك بن حنبل فقد وهم عكس ما قال
البخاري وقال صاحب الميزان لا يدري من هو وذكره ابن سعد في
التابعين وقال كان معروفا قليل الحديث وقال ابن السكن روي عنه حديث
واحد قيل فيه شريك عن النبي ص وقيل شريك عن علي وقال العسكري
لا تثبت له صحبة وأورد ابن مندة حديثه وفيه التصريح بسماعه عن النبي
ص ثم ذكر انه روي عنه عن علي وهو الصواب اه‍. وفي الإصابة عن
أبي حاتم العسكري أدخله بعضهم في المسند وحديثه مرسل. ولا يصح
الجزم بان حديثه مرسل مع تصريحه بالسماع الا أن يراد ان راوي التصريح
ضعيف وحديث الثوم: من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن المسجد
ويمكن استفادة تشيعه من روايته عن علي دون غيره ويمكن تأييده برواية أبي
إسحاق السبيعي عنه.
١٢١٦: شريك بن شداد الحضرمي.
قتل سنة ٥٦
هو أحد الستة الذين قتلهم معاوية بمرج عذرا قال ابن الأثير قال لهم
الذين أرسلوا لقتلهم قبل القتل انا قد أمرنا ان نعرض عليكم البراءة من
علي واللعن له فان فعلتم تركناكم وان أبيتم قتلناكم فقالوا لسنا فأعلى ذلك
فقتلوا وكان زياد بن سمية أرسلهم من الكوفة إلى معاوية.
١٢١٧: أبو عبد الله شريك بن أبي شريك الحارث وقيل سنان بن أوس بن
الحارث بن ذهل بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع بن مذهج الكوفي
القاضي.
ولد في بخارى سنة ٩٥ وقيل سنة ٩٠ وقيل ٩٣.
وتوفي بالكوفة سنة ١٧٧ عن نيف وثمانين سنة.
ذكره غير واحد وفي مروج الذهب في حوادث سنة ١٧٥ انه فيها مات
شريك بن عبد الله بن سنان النخعي القاضي يكنى أبا عبد الله وهو ابن ٨٢
سنة وكان مولده ببخارى وليس بشريك بن عبد الله بن أبي أنمر وان تشابها
في الآباء والأمهات لان ابن أبي أنمر مات سنة ١٤٠ فبينهما ٣٩ سنة.
أقوال العلماء فيه
في كتاب صحائف العالم كان قاضيا فاضلا.
وفي شذرات الذهب ج ١ ص ٢٨٧ أحد الاعلام روى عن سلمة بن
كهيل والكبار سمع منه إسحاق الأزرق تسعة آلاف حديث قال ابن المبارك
هو أعلم بحديث بلده من سفيان الثوري وقال النسائي ليس به باس وقال
غيره فقيه امام لكنه يغلط قال ابن ناصر الدين استشهد له البخاري ووثقه
ابن معين واخرج له مسلم متابعة اه‍. وقال المسعودي كان شريك مع
فهمه ذكيا فطنا اه‍. وقال عبد الله بن المبارك ليحيى الحماني أما
يكفيك علم شريك. وفي تاريخ بغداد بسنده عن أبي احمد الزبيري كنت
إذا جلست إلى شريك بن عبد الله رجعت وقد استفدت أدبا حسنا.
وبسنده عن الأعمش انه قال ليليني منكم أولو الأحلام والنهي فقدمنا
شريكا هو أبا حفص الآبار. وبسنده عن أحمد بن عبد الله العجلي انه قال
شريك بن عبد الله النخعي القاضي كوفي ثقة وكان حسن الحديث وكان
أروى الناس.
اخباره
في تاريخ بغداد قدم شريك بغداد مرات وحدث انه ولد ببخارى
بأرض خراسان. ومر شريك القاضي بالمستنير بن عمرو النخعي فجلس
إليه فقال يا أبا عبد الله من أدبك قال أدبتني نفسي والله ولدت بخراسان
ببخارى فحملني ابن عم لنا حتى طرحني عند بني عم لي بنهر صرصر فكنت
اجلس إلى معلم لهم فعلق بقلبي تعلم القرآن فجئت إلى شيخهم فقلت يا
عماه: الذي كنت تجري على هاهنا اجره علي بالكوفة اعرف بها السنة
وقومي ففعل فكنت بالكوفة اضرب اللبن وأبيعه واشتري دفاتر وطروسا
فاكتب فيها العلم والحديث ثم طلبت الفقه فبلغت ما ترى فقال المستنير
لولده سمعتم قول ابن عمكم وقد أكثرت عليكم في الأدب ولا أراكم
تفلحون فيه فليؤدب كل رجل منكم نفسه فمن أحسن فلها ومن أساء
فعليها. وبسنده عن أبي إسحاق الهمداني سبعمائة مرة وفر رواية ألف غداة
وروى جملة أحاديث تتضمن القدح فيه.
وبسنده عن عمر الهياج كنت من صحابة شريك فاتيته يوم باكرا فخرج
إلي في فرو ليس تحته قميص عليه كساء فقلت له قد أضحيت عن مجلس
الحكم فقال غسلت ثيابي أمس فلم تجف فانا انتظر جفوفها اجلس فجلست
فجعلنا نتذاكر باب العبد يتزوج بغير إذن مواليه وكانت الخيزران قد
وجهت ذميا على الطراز بالكوفة وكتبت إلى موسى بن عيسى ان لا يعصى
له امرأ فخرج علينا معه جماعة من أصحابه عليه جبة خز وطيلسان على
برذون فاره وإذا رجل بين يديه مكتوف وهو يقول وا غوثا بالله انا بالله ثم
بالقاضي وآثار سياط في ظهره وقال لشريك أصلحك الله انا رجل أعمل
هذا الوشي كراء مثلي مائة في الشهر اخذني هذا منذ أربعة أشهر فاحتبسني
في طراز ولي عيال قد ضاعوا فأفلت اليوم منه فلحقني ففعل بي ما ترى فقال
قم يا ذمي فاجلس مع خصمك فقال أصلحك الله هذا من خدم السيدة
فمر به إلى الحبس قال قم ويلك فاجلس معه كما يقال لك فجلس فقال ما
هذه الآثار التي بظهر هذا الرجل قال انما ضربته أسواطا بيدي وهو يستحق
أكثر فدخل شريك داره فاخرج سوطا ربذيا ثم اخذ بمجامع ثوب الذمي
وقال للرجل انطلق إلى أهلك وجعل يضرب الذمي بالسوط فهم أعوانه ان
يخلصوه فقال من هاهنا من فتيان الحي خذوا هؤلاء إلى الحبس فهربوا
جميعا فضرب الذمي أسواطا فجعل يبكي ويقول له ستعلم فالقى السوط في
الدهليز وقال يا حفص ما تقول في العبد يتزوج دون إذن مواليه وأخذ فيما
كنا فيه كأنه لم يصنع شيئا وقام الذمي إلى البرذون ليركبه فاستعصى عليه
فجعل يضربه فقال شريك ارفق به ويلك فإنه أطوع منك لله فمضى وقال
شريك خذ بنا فيما كنا فيه قالت ما لنا ولذا انك فعلت اليوم فعلة ستكون
لها عاقبة مكروهة قال أعز امر الله يعزك الله خذ بنا فيما نحن فيه وذهب
الذمي إلى موسى بن عيسى فقال من فعل هذا بك وغضب الأعوان
وصاحب الشرط فقال: شريك فعل بي كيت وكيت فقال لا والله ما
أتعرض لشريك فمضى الذمي إلى بغداد فما رجع. وبسنده قال جاءته
امرأة من ولد جرير بن عبد الله البجلي وهو في مجلس الحكم فقالت انا بالله
ثم بالقاضي انا امرأة من ولد جرير بن عبد الله صاحب النبي ص ورددت
الكلام قال أيها عنك الآن من ظلمك؟ قالت الأمير موسى بن عيسى،
(٣٤٥)

كان لي بستان على شاطئ الفرات لي فيه نخل ورثته عن آبائي وقاسمت
اخوتي وبنيت بيني وبينهم حائطا وجعلت فيه فارسا في بيت يحفظ النخل
فاشترى الأمير موسى بن عيسى من اخوتي وساومني فلم أبعه فبعث
بخمسمائة فاعل فاقتلعوا الحائط واختلط النخل بنخل اخوتي فقال يا غلام
طينة فختم عليها ثم قال لها امضي إلى بابه حتى يحضر معكم فجاءت المرأة
بالطينة فأعطاها الحاجب لموسى فقال ادع لي صاحب الشرط فقال امض إلى
شريك فقل له يا سبحان الله ما رأيت أعجب من امرك امرأة ادعت دعوى
لم تصح أعديتها علي فقال صاحب الشوط ان رأى الأمير ان يعفيني فليفعل
قال امض ويلك فخرج فامر غلمانه ان يذهبوا إلى الحبس بما يلزمه فيه فلما
أدى الرسالة قال يا غلام خذ بيده فضعه في الحبس فبلغ الخبر موسى بن
عيسى فوجه الحاجب إليه وقال هذا من ذاك، رسول أي شئ عليه؟
فقال الحقه بصاحبه فحبس فأرسل الأمير إلى جماعة من وجوه الكوفة من
أصدقاء شريك فقال امضوا إليه وأبلغوه السلام وأعلموه انه قد استخف بي
واني لست كالعامة فقال لهم شريك ما لي لا أراكم جئتم في غيره من
الناس، وأمر بهم إلى الحبس فقالوا أجاد أنت؟ قال حقا حتى لا تعودوا
برسالة ظالم، وركب موسى بن عيسى ليلا فأخرجهم فلما كان الغد وجلس
شريك للقضاء جاء السجان فأخبره فدعا بالقمطر فختمها ووجه بها إلى
منزله وقال لغلامه الحقني بثقلي إلى بغداد والله ما طلبنا هذا الامر منهم ولكن
أكرهونا عليه ولقد ضمنوا لنا الاعزاز فيه ومضى نحو قنطرة الكوفة إلى
بغداد وبلغ موسى بن عيسى الخبر فلحقه وجعل يناشده الله ويقول يا أبا
عبد الله تثبت انظر إخوانك تحبسهم دع أعواني قال نعم لأنهم مشوا لك في
امر لم يجب عليهم المشي فيه ولست ببارح أو يردوا جميعا إلى الحبس، وهو
والله واقف مكانه حتى جاء السجان فقال قد رجعوا إلى الحبس فقال لأعوانه
خذوا بلجامه قودوه بين يدي إلى مجلس الحكم ففعلوا ثم قال للمرأة
المتظلمة هذا خصمك قد حضر، فقال أولئك يخرجون من الحبس قبل كل
شئ، قال اما الآن فنعم، ما تقول فيما تدعيه هذه قال صدقت قال فرد
ذلك وتبني لها حائطا قال افعل قال وبيت الفارسي ومتاعه قال يرد ذلك،
بقي لك شئ تدعينه قالت لا وجزاك الله خيرا ثم وثب من مجلسه فاخذ
بيد موسى بن عيسى فأجلسه في مجلسه وقال السلام عليك أيها الأمير تأمر
بشئ. قال أي شئ آمر به وضحك. وله ذكر في ترجمة محمد بن مسلم
روى الكشي عن محمد بن مسلم: اني لنائم ذات ليلة على السطح إذ طرق
الباب طارق فقلت من هذا فقال: شريك يرحمك الله فأشرفت فإذا امرأة
الحديث وكانت مرسلة من قبل الامام أبي حنيفة تسأله عن امرأة حامل
ماتت والولد يتحرك فتسترت باسم شريك ليواجهها وخافت ان أخبرته انها
امرأة ان لا يواجهها لكراهة الشهرة. وقال الكشي حدثني أبو الحسن
علي بن محمد بن قتيبة حدثني الفضل بن شاذان حدثنا أبي عن غير واحد من
أصحابنا عن محمد بن حكيم وصاحب له قال أبو محمد قد كان درس اسمه
في كتاب أبي، قالا رأينا شريكا واقفا في حائط من حيطان فلان قد كان
درس اسمه أيضا في الكتاب قال أحدنا لصاحبه هل لك في خلوة من
شريك فاتيناه فقلنا يا أبا عبد الله مسالة فقال في أي شئ فقلنا في الصلاة
ولا نريد ان تقول قال فلان وقال فلان انما نريد ان تسنده إلى النبي ص
فقال سلوا عما بدا لكم فقلنا له في كم يجب التقصير قال كان ابن مسعود
يقول وكان يقول فلان. قلنا انا استثنينا عليك ان تحدثنا الا عن النبي ص
قال والله انه لقبيح بشيخ يسأل عن مسالة في الصلاة عن النبي ص لا يكون
عنده فيها شئ وأقبح من ذلك أن اكذب على رسول الله ص قلنا على من
تجب صلاة الجمعة قال عادت المسألة خدعة ما عندي في هذا عن رسول الله
ص شئ فاردنا الانصراف قال إنكم لم تسألوا عن هذا الا وعندكم منه
علم قلنا نعم روى لنا محمد بن مسلم عن محمد بن علي عن أبيه عن جده
عن النبي ص ان التقصير يجب في بريدين وإذا اجتمع خمسة أحدهم الامام
فلهم ان يجمعوا.
تولية القضاء
في كتاب صحائف العالم ولاه المهدي قضاء الكوفة وعزله ولده الهادي
وبعد قضاء الكوفة ولي قضاء الأهواز اه‍. وفي مروج الذهب كان
شريك بن عبد الله النخعي تولى القضاء بالكوفة أيام المهدي ثم عزله موسى
الهادي. وذكر سبب عزل المهدي له فروى الزبير بن بكار بن عبد الله بن
مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام في كتابه الموفقيات وهو
كتاب صنفه للأمير أبي احمد طلحة ابن المتوكل الملقب بالموفق أخي المعتمد
العباسي في سبب عزله قال حدثني عمي مصعب عن جدي عبد الله بن
مصعب قال تقدم وكيل لمؤنسة إلى شريك بن عبد الله القاضي مع خصم له
فإذا الوكيل مدل بموضعه من مؤنسة فجعل يسطو على خصمه ويغلظ له
فقال له شريك كف لا أم لك فقال أوتقول لي هذا وأنا قهرمان مؤنسة
فقال يا غلام اصفعه فصفعه عشر صفعات فانصرف بخزي فدخل على
مؤنسة فشكا إليها ما صنع به فكتبت رقعة إلى المهدي تشكو شريكا وما
صنع بوكيلها فعزله ويأتي في سبب عزله عند ذكر سبب آخر أيضا لعزله وفي
معجم الأدباء ج ٦ ص ٢٠١ حدث الهيثم بن عدي قال استقضى المنصور
على الكوفة بعد عبد الرحمن بن أبي ليلى شريك بن عبد الله النخعي فلم يزل
قاضيا حتى كانت خلافة الرشيد فاستقضى نوح بن دراج اه‍ وهو يخالف
ما مر.
وفي الشذرات ج ١ ص ٢٥٠ قال المهدي اكتبوا عهد سفيان الثوري
على قضاء الكوفة على أن لا يعترض عليه فيها حكم فخرج ورمى بالكتاب
في دجلة وهرب فطلب فلم يقدر عليه وتولى قضاءها عنه شريك بن عبد الله
النخعي فقال فيه الشاعر:
تحرز سفيان ففر بدينه * وأمسى شريك مرصدا للدراهم
قال ابن الأثير كان تولية القضاء سنة ١٥٣ وفي مروج الذهب ذكر
الفضل بن الربيع قال دخل شريك على المهدي يوما فقال له لا بد ان تجيبني
إلى خصلة من ثلاث قال وما هن يا أمير المؤمنين قال اما ان تلي القضاء أو
تحدث ولدي وتعلمهم أو تأكل عندي اكلة ففكر ثم قال الأكلة أخفهن على
نفسي فتقدم إلى الطباخ ان يصلح له ألوانا من المخ المعقود بالسكر والعسل
فلما فرع من غذائه قال له القيم على المطبخ يا أمير المؤمنين ليس يفلح
الشيخ بعد هذه الاكلة ابدا: قال الفضل بن الربيع: فحدثهم والله شريك
بعد ذلك وعلم أولادهم وولي القضاء لهم. ولقد كتب بأرزاقه إلى الجهبذ
فضايقه، فقال له الجهبذ انك لم تبع برا قال له شريك بلى والله لقد بعت
أكبر من البر لقد بعت ديني، وفي تاريخ بغداد هجا رجل شريكا فقال:
فهلا فررت وهلا اغتربت * إلى بلد الله والمحشر
(٣٤٦)

كما فر سفيان من قومه * إلى بلد الله والمشعر
فلاذ برب له مانع * ومن يحفظ الله لا يخفر
أراك ركنت إلى الأزرقي * ولبس العمامة والمنظر
وقد طرحوا لك حتى لقطت * كما يلقط الطير في الأندر
وفيه بسنده لما ولي شريك القضاء أكره على ذلك واقعد معه جماعة من
الشرط يحفظونه ثم طلب الشيخ فقعد من نفسه فبلغ الثوري انه قعد من
نفسه فجاء فتراءى له فلما رأى الثوري قام إليه فعظمه وأكرمه ثم قال يا أبا
عبد الله هل من حاجة قال نعم مسالة قال أو ليس عندك من العلم ما
يجزيك قال أحببت ان أذاكرك بها قال قل، قال ما تقول في امرأة جاءت
فجلست على باب رجل ففتح الرجل الباب فاحتملها ففجر بها لمن تحد
منهما. فقال له دونها لأنها مغصوبة قال فإنه لما كان من الغد جاءت فتزينت
وتبخرت وجلست على ذلك الباب ففتح الرجل فرآها فاحتملها ففجر بها لمن
تحد منهما قال أحدهما جميعا لأنها جاءت من نفسها وقد عرفت الخبر بالأمس
قال أنت كان عذرك حيث كان الشرط يحفظونك، اليوم أي عذر لك.
قال يا أبا عبد الله أكلمك قال ما كان الله ليراني أكلمك أو تتوب ووثب فلم
يكلمه حتى مات. وكان إذا ذكره قال أي رجل هو لو لم يفسدوه، قال
الراوي أظن الثوري شم منه رائحة البخور فلذلك قال وتبخرت يعني
المرأة. وبسنده كان شريك على قضاء الكوفة فخرج يتلقى الخيزران قادمة
من الحج فبلغ شاهي وأبطأت الخيزران فأقام ينتظرها ثلاثة أيام
ويبس خبزه فجعل يبله بالماء ويأكله فقال العلاء بن المنهال:
فان كان الذي قد قلت حقا * بان قد أكرهوك على القضاء
فما لك موضعا في كل حين * تلقى من يحج من النساء
مقيم في قرى شاهي ثلاثا * بلا زاد سوى كسر بماء
تشيعه
ذكر المرزباني في كتاب تلخيص اخبار شعراء الشيعة كما في النبذة
المختارة منه التي عندنا منها نسخة مخطوطة وهي غير تاريخ
الشعراء للمرزباني كما ذكرناه غير مرة في هذا الكتاب وهذه النبذة تحتوي على ٢٨
ترجمة والمترجم هو السابع عشر فيها قال المرزباني في ترجمته: شريك بن
عبد الله القاضي رحمة الله عليه قال سعي بي إلى المهدي وقيل اني أتشيع
فأرسل إلي فدخلت عليه فسلمت عليه فلم يرد وامسك فأعدت فقال لا
سلم الله عليك فقلت قال الله عز وجل وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها
أو ردوها فقال ألم أوطئ الناس عقبك وأنت خبيث فقلت أمير المؤمنين اجل من
أن يمن بمعروفة... إلى آخر ما رواه... ثم أطرق المهدي مليا ورفع رأسه وقال
روعناك يا شريك ودعا ببدرة فدفعت إلي فحملتها بين يدي وخرجت فقال لي
الربيع وكان يعاديني كيف رأيت فقلت من شاء فليعد اه‍. وفي مروج
الذهب جرى بينه وبين مصعب بن عبد الله كلام بحضرة المهدي فقال له
مصعب أنت تنتقص الشيخين فقال والله ما انتقص جدك وهو دونهما. وذكر
معاوية عند شريك بالحلم فقال ليس بحليم من سفه الحق وقاتل علي بن أبي
طالب وفي كتاب صحائف العالم ذكر شريك القاضي مرة أمير المؤمنين
ع وعنده رجل أموي فقال الأموي نعم الرجل علي فغضب القاضي
وقال أتقول نعم الرجل في حق علي فلما سكن غضبه قال له أصلحك الله
قال الله: انا وجدناه صابرا نعم العبد وقال في حق سليمان ووهبنا لداود
سليمان نعم العبد فقال ذلك في الأنبياء أفما يرضى القاضي ان نقوله في
حق علي فقال القاضي هذا يحسن من الله تعالى لا مني ومنك وروى ابن
عبد ربه في العقد الفريد ان المهدي رأى في منامه شريكا القاضي مصروفا
وجهه عنه فقص رؤياه على الربيع فقال إن شريكا مخالف لك فإنه فاطمي
محضا قال المهدي على بشريك فاتي به فلما دخل عليه قال بلغني انك فاطمي
قال أعيذك بالله ان تكون غير فاطمي الا ان تعني فاطمة بنت كسرى قال لا
ولكن أعني فاطمة بنت محمد قال فتلعنها قال لا معاذ الله قال فما تقول فيمن
يلعنها قال عليه لعنة الله قال فالعن هذا يعني الربيع قال لا والله لا ألعنها يا
أمير المؤمنين قال له شريك يا ماجن فما ذكرك لسيدة نساء العالمين وابنة سيد
المرسلين في مجالس الرجال قال المهدي فما وجه المنام قال إن رؤياك ليست
برؤيا يوسف ع وان الدماء لا تستحل بالأحلام اه‍. وفي كتاب
الفرج بعد الشدة حكى الحسن بن قحطبة قال استؤذن لشريك بن عبد الله
القاضي على المهدي وانا حاضر فقال علي بالسيف فاحضر فلما دخل
قال المهدي يا فاسق فقال شريك يا أمير المؤمنين ان للفاسق علامات
يعرف بها شرب الخمر وسماع المعازف وارتكاب المحظورات فعلى
أي ذلك وجدتني قال قتلني الله ان لم أقتلك قال ولم ذلك يا أمير
المؤمنين ودمي حرام عليك قال لأني رأيت في المنام كأني مقبل عليك
أكلمك وأنت تكلمني من قفاك فأرسلت إلى المعبر فسألته عنها فقال هذا
الرجل يطأ بساطك وهو يسر خلافك فقال شريك ان رؤياك ليست برؤيا
يوسف بن يعقوب وان دماء المسلمين لا تسفك بالأحلام فنكس المهدي
رأسه وأشار إليه بيده ان اخرج فانصرف وروى الزبير بن بكار في الموفقيات
ان شريكا كان قد دخل إلى المهدي فاغلظ له المهدي الكلام فقال له ما
مثلك من يولى أحكام المسلمين قال ولم يا أمير المؤمنين قال لخلافك الجماعة
ولقولك بالإمامة قال ما اعرف إماما الا كتاب الله وسنة نبيه ص فهما
إماماي وعليهما عقدي فاما ما ذكر أمير المؤمنين ان ما مثلي يولى احكام
المسلمين فذاك شئ أنتم فعلتموه فان كان خطا وجب عليكم الاستغفار منه
وان كان صوابا وجب عليكم الإمساك عنه قال ما تقول في علي بن أبي طالب قال ما
قال فيه جداك العباس وعبد الله قال وما قالا فيه قال اما العباس
فمات وهو عنده أفضل أصحاب رسول الله ص وقد شاهد كبراء الصحابة
والمهاجرين يحتاجون إليه في الحوادث ولم يحتج إلى أحد منهم حتى خرج من
الدنيا وأما عبد الله بن عباس فضارب عنه بسيفين وشهد حروبه وكان فيها
رأسا متعبا وقائدا مطاعا فلو كانت إمامته جورا كان أول من يقعد عنه أبوك
لعلمه بدين الله وفقهه في احكام الله فسكت المهدي وخرج شريك فما كان
بين عزله وهذا المجلس الا جمعة أو نحوها اه‍. وفي تاريخ بغداد بسنده
كان شريك بن عبد الله على قضاء الكوفة فحكم على وكيل عبد الله بن
مصعب بحكم لم يوافق هوى عبد الله فالتقى شريك وعبد الله ببغداد فقال
عبد الله لشريك ما حكمت على وكيلي بالحق قال ومن أنت قال من لا تنكر
قال فقد نكرتك أشد النكير قال انا عبد الله بن مصعب قال لا كثير ولا
طيب قال وكيف لا تقول هذا وأنت تبغض قال ومن الشيخان. والله
ما أبغض أباك وهو دونهما فكيف أبغضهما. وبسنده استأذن شريك على
يحيى بن خالد وعنده رجل من ولد الزبير بن العوام فقال الزبيري ليحيى بن

(١) في معجم البلدان موضع قرب القادسية (اه‍) وأظن أنه عيره بل هو المسمى عند أهل
العراق اليوم شادي.
(٢) زوجة الخليفة.
(٣) لعل الصواب تنتقض كما مر عن مروج الذهب.
- المؤلف -
(٣٤٧)

خالد أصلح الله الأمير أئذن لي في كلام شريك فقال إنك لا تطيقه قال
أئذن لي في كلامه قال شأنك فلما دخل شريك وجلس له قال له الزبير يا أبا
عبد الله ان الناس يزعمون انك تنال من الشيخين فاطرق مليا ثم رفع
رأسه فقال والله ما استحللت ذاك من أبيك وكان أول من نكث في الاسلام
كيف استحله من الشيخين وروى الكشي في ترجمة محمد بن مسلم بسند
معتبر شهد أبو كريبة الأزدي ومحمد بن مسلم الثقفي عند شريك بشهادة
وهو قاض فنظر في وجهيهما مليا ثم قال جعفريان فاطميان فبكيا فقال لهما ما
يبكيكما فقالا له نسبتنا إلى أقوام لا يرضون بأمثالنا ان يكونوا من إخوانهم لما
يرون من سخيف ورعنا ونسبتنا إلى رجل لا يرضى بأمثالنا ان يكونوا من
شيعته فان تفضل وقبلنا فله المن علينا والفضل فينا فتبسم شريك ثم قال إذا
كانت الرجال فلتكن أمثالكما، يا وليد أجزاهما هذه المرة فحججنا فأخبرنا أبا
عبد الله أي جعفر الصادق ع بالقصة فقال ما لشريك شركه الله يوم
القيامة بشراكين من نار اه‍. وفي هذا الحديث دلالة واضحة على تشيع
شريك اما الدعاء عليه فالظاهر أنه لتوليه القضاء من قبل امراء الجور. وفي
التعليقة عن كشف الغمة ان شريكا قال كان يجب على الخليفة ان يعمل مع
فاطمة بموجب الشرع وأقل ما يجب عليه ان يستحلفها على دعواها ان النبي
ص أعطاها فدكا في حياته وان عليا وأم أيمن لما شهدا لها بقي ربع الشهادة
فردها بعد الشاهدين لا وجه له إلى أن قال: الله المستعان في مثل هذا الامر
اه‍.
الذين روى عنهم ورووا عنه
في تاريخ بغداد: أدرك عمر بن عبد العزيز وسمع أبا إسحاق
السبيعي ومنصور بن المعتمر وعبد الملك بن عمير وسماك بن حرب
وسلمة بن كهيل وحبيب بن أبي ثابت وعلي بن الأقمر وزبيد اليامي وعاصما
الأحول وعبد الله بن محمد بن عقيل وابن راشد وهلال الوزان وأشعث بن
ثوار وشبيب بن غرقدة وحكيم بن جبير وجابر الجعفي وعلي بن بذيمة وعمار
الدهني وسليمان الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد. روى عنه عبد الله بن
المبارك وعباد بن العوام ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي وإسحاق
الأزرق ويزيد بن هارون وأبو نعيم ويحيى بن الحماني وعلي بن الجعد
وخلف بن هشام ومحرز بن عوانة وبشر بن الوليد وعبد الله بن عون الخزار
ومحمد بن سليمان لوين وزاد في تهذيب التهذيب في مشايخه زياد بن علاقر
والعباس بن ذريح وإبراهيم بن جرير العجلي والركين بن السائب. وفي
تلاميذه يحيى وخصيفة وعاصم بن كيب وعبد العزيز بن رفيع
والمقدام بن شريح وهشام بن عروة وعبد الله بن عمر وعمارة بن القعقاع
وعطاء بن السائب. وفي تلاميذه يحيى بن آدم ويونس بن محمد المؤدب
والفضل بن موسى السينافي وعبد السلام بن حرب وهشيم وأبا النضر
هاشم بن القاسم وأبا احمد الزبيري والأسود بن عامر شاذان وأبا أسامة
وحسين بن محمد المروزي وحجاج بن محمد وإسحاق بن عيسى بن الطاع
وحاتم بن إسماعيل ويعقوب بن إبراهيم بن سعد وأبو غسان النهدي وابنا
أبي شيبة وعلي بن حجر ومحمد بن الصباح الدولابي ومحمد بن الطفيل
النخعي وقتيبة بن سعيد وابنه عبد الرحمن بن شريك وخلق من أواخرهم
عباد بن يعقوب الرواجني وحدث عنه محمد بن إسحاق وسلمة بن تمام
الشقري وغيرهما من شيوخه اه‍. ثم حكى عن ابن معين انه ثقة
وفي نقل آخر ثقة ثقة ونقل بعض القدح فيه ورده.
١٢١٨: شعبة بن الحجاج بن الورد أبو بسطام العتكي الأزدي مولاهم الواسطي ثم
البصري.
ولد بواسطة سنة ٨٥ أو ٨٢ أو ٨٣ وتوفي في جمادى الآخرة بالبصرة
سنة ١٦٠ وله ٧٧ سنة.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في رجاله: في رجال الصادق ع شعبة بن
الحجاج بن الورد أبو بسطام الأزدي العتكي الواسطي أسند عنه وعن البيان
والتبيين للجاحظ شعبة بن الحجاج بن الورد مولى الأشاقر عتاقة. وقال
الأستاذ حسن السندوبي المصري في حواشي البيان والتبيين كان شعبة من
أصحاب الحديث شيعي الرأي وكان شاعرا متكلما به لثغة وكان يقول والله
لأنا في الشعر أسلم مني في الحديث ولو أردت الله ما خرجت إليكم ولو
أردتم الله ما جئتموني ولكنا نحب المدح ونكره الذم اه‍ وهذا تواضع
منه وشدة اتهام لنفسه ولهم أو ان المخاطب بذلك الشعراء، وفي تهذيب
التهذيب شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي مولاهم أبو بسطام
الواسطي ثم البصري عن أحمد لم يكن من زمن شعبة مثله في الحديث ولا
أحسن حديثا منه قسم له من هذا حظ. وعنه كان شعبة أمة وحده في هذا
الشأن يعنى في الرجال وبصره بالحديث وتثبته وتنقيته للرجال وقال حماد بن
زيد هو فارس في الحديث فخذوا عنه وقال حماد بن سلمة إذا أردت الحديث
فالزم شعبة وقال حماد بن زيد ما أبالي من خالفني إذا وافقني شعبة فإذا
خالفني شعبة في شئ تركته وكان الثوري يقول شعبة أمير المؤمنين في
الحديث وقال أبو حنيفة نعم حشو المصر هو وقال الشافعي لولا شعبة ما
عرف الحديث بالعراق وقال شعبة لئن انقطع أحب إلي من أن أقول لما لم
أسمع سمعت وقال يزيد بن زريع كان شعبة من أصدق الناس في الحديث
وقال أبو بحر البكراوي ما رأيت اعبد من شعبة لقد عبد الله حتى جف
جلده على ظهره وقال مسلم بن إبراهيم ما دخلت على شعبة في وقت صلاة
قط الا رأيته قائما يصلي وقال وكيع اني لأرجو ان يرفع الله لشعبة في الجنة
درجات لذبه عن رسول الله ص وقال يحيى القطان ما رأيت أحدا قط
أحسن حديثا من شعبة وقال أبو داود لما مات شعبة قال سفيان مات الحديث
وقال ابن سعد كان ثقة مأمونا ثبتا حجة صاحب حديث وقال أبو بكر بن
منجويه كان من سادات أهل زمانه حفظا واتقانا وورعا وفضلا وهو أول من
فتش بالعراق عن امر المحدثين وجانب الضعفاء والمتروكين وصار علما
يقتدى به وقال أبو داود شعبة يخطئ فيما لا يضره ولا يعاب عليه يعني في
الأسماء وقال ابن معين كان شعبة صاحب نحو وشعر وقال الأصمعي لم أر
أحدا اعلم بالشعر منه وقال شعبة تعلموا العربية فإنها تزيد في العقل وقال
أبو إدريس شعبة قبان المحدثين وقال الحاكم شعبة امام الأئمة في معرفة
الحديث بالبصرة رأى بعض الصحابة وسمع من أربعمائة من التابعين وفي
تاريخ بغداد شعبة بن الحجاج بن الورد أبو بسطام العتكي مولاهم واسطي
الأصل بصري الدار قال القاضي إسماعيل كان مولى للعتيك وأصله
بصري ونشأ بواسط وولد بواسط وانتقل إلى البصرة وعلمه كوفي. وبسنده
عن الأصمعي لم نر أحدا قط أعلم بالشعر من شعبة أنشدني أبو عمرو بن
العلاء:
فما جبنوا انا نشد عليهم * ولكن رأوا نارا تحس وتلفع
(٣٤٨)

فذكرته لشعبة فقال ويلك ما تقول انما هو تحش قال الأصمعي
وأصاب شعبة وأخطأ أبو عمرو بن العلاء. وبسنده عن سفيان الثوري
شعبة أمير المؤمنين الصغير وفي رواية أخرى عن سفيان: شعبة بن الحجاج
أمير المؤمنين في الحديث ومثله عن ابن عيينة. وبسنده جمع شعبة حديث
المصرين البصرة والكوفة، وقال يحيى بن معين كان شعبة رجل صدق.
وبسنده عن محمد بن المنهال سمعت يزيد بن زريع غير مرة يقول كان شعبة
من أصدق الناس في الحديث وفي رواية: شعبة اما المتقين. وبسنده ان
يعقوب بن إسحاق إذا حدث في المجلس يقول حدثني الضخم عن الضخام
شعبة الخير أبو بسطام وبسنده كان شعبة إذا لم يسمع الحديث مرتين لم يعتد
به ضيطا منه له واتقانا وصحة اخذ. وبسنده قال سعيد بن أوس الأنصاري
هل العلماء الا شعبة من شعبة.
اخباره
عن البيان والتبيين للجاحظ أراد رجل الحج فسلم على شعبة بن
الحجاج فقال له اما انك ان لم تعد الحلم ذلا والسفه انفا سلم لك حجك
وفي تاريخ بغداد قدم مرتين أيام أبي جعفر وأيام المهدي بسبب أخ له حبس
في دين وحدث بها قال يحيى بن معين كان شعبة واسطيا نزل
البصرة قد بغداد بسبب أخ له اشترى من طعام السلطان فخسر هو
وشركاؤه فحبس بستة آلاف دينار بحصته فخرج شعبة إلى المهدي يكلمه
فيه فلما دخل عليه أنشد قول أمية بن أبي الصلت في عبد الله بن جدعان:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني * حياؤك ان شيمتك الحياء
كريم لا يعطله صباح * عن الخلق الكريم ولا مساء
فأرضك أرض مكرمة بنتها * بنو تيم وأنت لهم سماء
فقال لا يا أبا بسطام لا تذكرها قد عرفناها وقضيناها لك ادفعوا إليه
أخاه لا تلزموه شيئا. وبسنده وهب المهدي لشعبة ثلاثين ألف درهم
يقسمها وأقطعه ألف جريب بالبصرة فلم يجد شيئا يطيب له فتركها وكان له
اخوان بشار وحماد يعالجان الصرف وكان شعبة يقول لأصحاب الحديث
ويلكم الزموا السوق فإنما أنا عيال على اخوتي وما أكل شعبة من كسبه درهما
قط. كأنه يريد بلزومهم السوق ان لا يقع اخوته في الربا أو غيره. وبسنده
عن شعبة كنت أزم الطرماح أسأله عن الشعر فمررت يوما بالحكم بن
عتيبة فسمعته يحدث فأعجبني وقلت هذا أحسن من الشعر.
زهده
في تاريخ بغداد بسنده لو نظرت إلى ثياب شعبة لم تكن سوى عشرة
دراهم أزاره ورداؤه، وقميصه. وبسنده خرج الليث بن سعد فقوموا
ثيابه ودابته وخاتمه وما عليه ثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألفا وخرج
شعبة فقوموا حماره وسرجه ولجامه ثمانية عشر درهما إلى عشرين درهما.
وبسنده بيع حمار شعبة بعد موته بسرجه ولجامه وثياب بدنه وخفه ونعله بستة
عشر درهما.
رحمته بالمساكين
في تاريخ بغداد بسنده عن النضر بن شميل ما رأيت أرحم بمسكين
من شعبة. وبسنده كان شعبة إذا قام في مجلسه سائل لا يحدث حتى يعطى
وبسنده اتى شعبة شيخ من جيرانه محتاج فسأله فقال له شعبة لم سألتني.
عندي شئ، فذهب الشيخ لينصرف فقال له شعبة اذهب فخذ حماري
فهو لك فقال لا أريد حمارك قال اذهب فخذه فذهب فأخذه فمر به على
مجالس بني جبلة فاشتراه بعضهم بخمسة دراهم وأهداه شعبة.
مشايخه وتلاميذه
ذكر في تهذيب التهذيب نحوا من ٤١٥ شيخا روى عنهم منهم جعفر
الصادق و ٤٦ رووا عنه من أرادهم رجع إليه وزاد صاحب تاريخ بغداد في
تلاميذه ١٢ رجلا فصار المجموع ٥٨.
١٢١٩: الشعبي
اسمه عامر بن شرحبيل
١٢٢٠: الشعراني
هو أبو طالب الأزدي البصري كذا في المنهج وفي التعليقة قلت
والقاسم اليقطيني.
١٢٢١: الشعوري المشهدي
من شعراء الفرس ذكره صاحب مطلع الشمس.
١٢٢٢: شعيب بن نعيم النخعي
قتل مع علي ع بصفين سنة ٣٧.
١٢٢٣: الشعيري
في النقد اسمه إبراهيم كما ظهر من باب توجيه الميت إلى القبلة من
الكافي ويطلق على إسماعيل بن أبي زياد أيضا اه‍ والثاني هو السكوني
وفي المنهج الشعيري هو السكوني المتقدم وفي التعليقة في الوجيزة غالبا أو
إبراهيم وفي رجال أبي علي في التهذيب في الحسن بإبراهيم عن إبراهيم
الشعيري قال ولا يخفى ان الشعيري الذي في الاخبار لعنه هو بشار.
١٢٢٤: الشفائي
اسمه شرف الدين حسن الأصفهاني.
١٢٢٥: شفا
في النقد اسمه علي بن عمران
١٢٢٦: السيد شفيع ابن السيد علي أكبر الموسوي الجابلقي نزيل بروجرد.
توفي سنة ١٢٨٠
في الذريعة ينتهي نسبه إلى السيد نظام الدين أحمد البطن السادس
من ولد الإمام الكاظم ع ولنظام الدين مزار مشهور في المشهد
المعروف بامام زاده قاسم قرب بروجرد كان عالما فقيها أصوليا من مشاهير
تلاميذ شريف العلماء المازندراني في الأصول ومن تلاميذ المولى أحمد النراقي
في الفقه وكان مقدما في علمي الحديث والرجال وعلم الأصول ومدرسا في
بلدة بروجرد معظما عند أهل عصره مرجعا يروي عن السيد محمد باقر
الطباطبائي والمولى أحمد النراقي له من المؤلفات ١ الأصول الكربلائية
ويقال أنه تقرير بحث أستاذه شريف العلماء وتممه بالحاق بعض المبادئ
اللغوية ولده الأكبر المتوفى بعده بسنتين سنة ١٢٨٢ وسماه القواعد الشريفية
(٣٤٩)

مطبوع ٢ الروضة البهية في الطرق الشفيعية كتاب في الإجازة مطبوع على
حذو لؤلؤة البحرين وهو إجازة لولده السيد علي أكبر ٣ مناهل الاحكام
في مسائل الحلال والحرام برز منه بعض العبادات ٢ شرح تجارة الروضة
٥ مرشد العوام رسالة في الصلاة ٦ حواشي مناسك الحج.
١٢٢٧: المولى شفيعا الجيلاني
هو محمد شفيع بن محمد رفيع الجيلاني الأصفهاني.
١٢٢٨: شقران
في النقد اسمه أحمد بن علي القمي.
١٢٢٩: شقيق بن ثور بن عفير بن زهير بن كعب بن عمرو بن سدوس أبو الفضل
البصري البكري الهمداني السدوسي
توفي سنة ٦٤.
أقوال العلماء فيه
كان من رؤساء أصحاب علي ع شهد معه الجمل وصفين ذكره
الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
وفي تهذيب التهذيب كان رئيس بكر بن وائل وكانت رايتهم معه يوم
الجمل وشهد مع علي صفين ثم قدم على علي في خلافته. ذكره ابن حبان
في الثقات وحكى الأصمعي أن الأحنف لما نعي إليه شقيق بن ثور شق
عليه وقال كان رجلا حليما وذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق فقال كان
رئيس بكر بن وائل ولما نعي شقيق إلى الأحنف استرجع وشق عليه وقال
كان رجلا حكيما فكنت أقول أن وقعت فتنة عصم الله به قومه وقال عن ابن
الفرافصة أدرك وجوه أهل البصرة شقيق بن ثور فمن دونه إذا أتيتهم في
بيوتهم رأيت الجفان وإذا قعدوا في أفنيتهم لبسوا الأكسية وإذا أتوا السلطان
ركبوا ولبسوا المطارف.
أخباره
لما وشي إلى علي ع أن خالد بن المعمر السدوسي كاتب
معاوية قال شقيق بن ثور ما وفق الله خالد بن المعمر حين نصر معاوية وأهل
الشام على علي وربيعة. وقال نصر لما انتهى علي ع إلى رايات ربيعة في
اليوم العاشر من أيام الحرب بصفين قال شقيق يا معشر ربيعة ليس لكم
عذر في العرب إذا أصيب علي ومنكم رجل حي، أن منعتموه فحمد الحياة
ألبستموه، فقاتلوا قتالا شديدا لم يكن قبله حين جاءهم علي. قال نصر:
لما كان يوم رفع المصاحف قال شقيق أيها الناس انا دعونا أهل الشام إلى
كتاب الله فردوه علينا فقاتلناهم عليه وانهم دعونا إلى كتاب الله فان رددناه
عليهم حل لهم منا ما حل لنا منهم ولسنا نخاف أن يحيف الله علينا ولا
رسوله وأن عليا ليس بالراجع الناكص ولا الشاك الواقف وهو اليوم على ما
كان عليه أمس وقد أكلتنا هذه الحرب ولا نرى البقاء الا في الموادعة.
وحكى ابن عساكر أن معاوية لما أراد أن يبايع ليزيد جمع وجوه أهل البصرة
والكوفة فقام شقيق بن ثور فتكلم بكلام طويل مدح به معاوية وأثنى على
يزيد ويمكن كون ذلك من باب المداراة التي لا يحمد عليها. وحكى أيضا
عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال أربعة من كبار الشعراء غلبوا بالكلام المنثور
وعد منهم الأخطل حيث يقول لشقيق بن ثور:
وما جذع لو خرق السوس بطنه * لما حملته وائل بمطيق
فقال له شقيق يا أبا مالك أردت هجائي فمدحتني والله ما تحملني
ذهل أمرها وقد حملتني أنت أمر وائل طرا فغلبه.
١٢٣٠: شلقان
في الفقه اسمه عيسى بن أبي منصور.
١٢٣١: الشلمغاني
اسمه محمد بن علي.
١٢٣٢: الأمير شلهوب الحرفوش
قتل حوالي سنة ١٨٢٣ م في بعلبك: في سنة ١٦١٥ م اقطع جركس
محمد باشا البقاع إلى الأمير شلهوب الحرفوش لقاء ١٢ ألف قرش وأمده
بخمسمائة فارس فحاصر ابن عمه الأمير حسين بن يونس في قلعة قب
الياس حتى سلمها إلى شلهوب بالأمان فتوجه الأمير يونس إلى حلب حيث
كان الصدر الأعظم فيها فقرر عليه البقاع وبلاد بعلبك بأربعين ألف ذهب
وأتى بالأوامر إلى محمد جركس باشا برفع الأمير شلهوب عن البقاع وتسلمها
وفي سنة ١٦١٦ أنعمت عليه الدولة بسنجقية حمص ثم جرت وقعة بين
الأمير فخر الدين المعني وبين مصطفى باشا وزير دمشق انتهت باسر الوزير
وانهزام جيشه أمام جنود فخر الدين ثم قدم الأمير شلهوب الحرفوش وبذل
للأمير فخر الدين الطاعة فطيب خاطره وصرفه في أملاكه ثم أن مراد باشا
قبض على الأمير يونس في معرة النعمان فلما بلغ ولده الأمير حسين ذلك
أرسل أخاه الأمير علي إلى الأمير شلهوب الحرفوش ليستعطف الأمير فخر
الدين ويرجوه أن يكتب إلى مراد باشا ملتمسا اطلاق والده وتعهد بدفع
أربعين ألف قرش فنقد الأمير علي الحرفوش فخر الدين ١٦ ألف قرش
وأعطاه صكا بتوقيع الأمير حسين بالباقي وبقي الأمير شلهوب الحرفوش
حاكما في بعلبك وأخلي سبيل الأمير يونس فقدم هدية ثمينة إلى مصطفى
باشا والي دمشق ووعده بثلاثين ألف قرش إذا قتل الأمير شلهوب فلما قبض
مصطفى باشا المال قبض على شلهوب وضبط جميع مقتناه وقتله اه‍.
١٢٣٣: شمر بن أبرهة بن الصباح الحميري
كان مع معاوية في صفين، قال نصر في كتاب صفين وفي مجالس
المؤمنين أبو شمر وهو غلط خرج شمر بن أبرهة بن الصباح الحميري
فلحق بعلي في ناس من قراء أهل الشام فلما رأى ذلك معاوية وعمرو ابن
العاص وما خرج من قبائل أهل الشام وأشرافهم فت ذلك في عضديهما
وقال عمرو يا معاوية انك تريد أن تقاتل باهل الشام رجلا له من محمد
قرابة قريبة وقدم في الاسلام لا يعتد أحد بمثله ونجدة في الحرب لم تكن
لأحد من أصحاب محمد ص وقد سار إليك بأصحاب محمد المعدودين
وفرسانهم وقرائهم وأشرافهم وقدمائهم في الاسلام ولهم في النفوس مهابة
فبادر باهل الشام وأحملهم على الجهد وائتهم من باب الطمع قبل أن يحدث
عندهم طول المقام مللا فتظهر فيهم كابة الخذلان ومهما نسيت فلا تنس
انك على باطل فزوق معاوية خطبة وجمع أهل الشام وخطبهم وأوصاهم
(٣٥٠)

بالصبر وقال لهم انكم على حق ولكم حجة وانكم تقاتلون من نكث البيعة
وسفك الدم الحرام فليس له في السماء عاذر فلما بلغ عليا ع ذلك جمع
الناس وفيهم أصحاب رسول الله ص فهم يلونه وخطبهم وقال لا تنابذوا
ولا تخاذلوا وذكر فضله وفضل بني هاشم وقال وأيم الله ما اختلفت أمة قط
بعد نبيها الا ظهر أهل باطلها على أهل حقها الا ما شاء الله فقال عمار بن
ياسر اما أمير المؤمنين فقد أعلمكم أن الأمة لا تستقيم عليه، ثم تفرق
الناس وقد نفذت بصائرهم في قتال عدوهم.
١٢٣٤: شمر بن شريح الهمداني
قتل مع أخوة له خمسة بصفين مع علي ع كلما أخذ الراية واحد
منهم قتل حتى قتل الاخوة الستة وقتل من عشيرتهم ١٨٠ رجلا وأصيب
منهم أحد عشر رئيسا هؤلاء الستة وغيرهم من رؤساء العشيرة كلما اخذ
الراية واحد منهم قتل.
١٢٣٥: المولى شمسا الجيلاني الأصفهاني
عالم فاضل له فصول الأصول حواشي على معالم الأصول ذكره في
الرياض، حكي عنه في وجه التسمية أن منازعات مباحث الأصول انما
تفصل به وهو أحد العلماء الاجلاء الذين كتبوا التذكارات لميرزا محمد مقيم
خازن دار الكتب للشاه عباس الصفوي الأول وهم نيف وثلاثون عالما
جليلا كتب كل واحد منهم مقدار ورقة أو أكثر بخط أيديهم ليكون تذكارا
لمحمد مقيم المذكور واحدهم هو الشيخ علي العاملي كتب عشرين ورقة.
١٢٣٦: أبو طاهر شمس الدولة ابن فخر الدولة البويهي علي بن ركن الدولة
حسن بن بويه الديلمي
لا يبعد أن يكون شمس الدولة لقبه لكنا لم نعرف اسمه. في مجالس
المؤمنين: كان أخوه مجد الدولة أبو طالب رستم بن فخر الدولة ملكا بعد
أبيه وأعطى أخاه المذكور حكومة همذان وكانت أمه بنت شيرويه بن مرزبان
والي مازندران وكانت صاحبة اختبار وتقدم إليه في أعمال الملك شرائط
العدل. وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٨٧ لما توفي والده أجلس الامراء
بعده ولده مجد الدولة رستم وجعلوا أخاه شمس الدولة بهمذان وقرميسين
إلى حدود العراق وفي حوادث سنة ٣٩٧ فيها قبضت أم مجد الدولة عليه لأن
الامر كان إليها في جميع أعمال ابنها فاستمال وزيره الامراء ووضعهم عليها
وخوف ابنها منها فخرجت من الري إلى القلعة فوضع عليها من يحفظها
فاحتالت وهربت إلى بدر بن حسنويه واستعانت به في ردها إلى الري
وجاءها ولدها شمس الدولة وعساكر همذان إلى الري فحصروها وجرى بين
الفريقين قتال كثير ثم استظهر بدر ودخل البلد وأسر مجد الدولة فقيدته
والدته وسجنته بالقلعة وأجلست أخاه شمس الدولة في الملك وصار الامر
إليها فبقي نحو سنة ورأت والدته منه تنكرا وان أخاه ألين منه عريكة
فاعادته إلى الملك وسار شمس الدولة إلى همذان وصارت هي تدبر الامر
وتسمع رسائل الملوك وتعطي الأجوبة واستمد شمس الدولة بدرا فسير إليه
جندا فحصر قم فمنعه أهلها ودخل العساكر طرفا منها واشتغلوا بالنهب
فأكب عليهم العامة وقتلوا منهم نحو سبعمائة رجل وانهزم الباقون. وفي
حوادث سنة ٤٠٥ أن الجورقان وهم طائفة من الأكراد كانوا مع بدر بن
حسنويه فقتلوه وهربوا إلى شمس الدولة فدخلوا في طاعته فلما علم حفيده
ظاهر بن هلال بن بدر بقتله بادر يطلب ملكه فوقع بينه وبين شمس الدولة
حرب فأسر ظاهر وحبس ولما قتل بدر استولى شمس الدولة على بعض بلاده
فلما علم سلطان الدولة بذلك أطلق هلال بن بدر وكان محبوسا عنده وسير
معه العساكر ليستعيد ما ملكه شمس الدولة من بلاده فانهزم أصحاب هلال
وأسر هو فقتل ولما ملك شمس الدولة ولاية بدر بن حسنويه وأخذ ما في
قلاعه من الأموال عظم شانه واتسع ملكه فسار إلى الري وبها أخوه مجد
الدولة فرحل عن الري ومعه والدته إلى دنباوند وخرجت عساكر الري إلى
شمس الدولة مذعنة بالطاعة وخرج من الري يطلب أخاه ووالدته فشغب
عليه الجند فعاد إلى همذان. وفي حوادث سنة ٤٠٧ أن أبا الفوارس أخا
سلطان الدولة خرج على أخيه سلطان الدولة وتحاربا فغلبه سلطان الدولة
فلحق أبو الفوارس بشمس الدولة صاحب همذان ثم فارق شمس الدولة
ولحق بمهذب الدولة صاحب البطيحة وفي حوادث سنة ٤١١ أنه كثر شغب
الأتراك بهمذان على صاحبها شمس الدولة ولم يلتفتوا إليه فاستنجد وزيره
بجعفر بن كاكويه صاحب أصبهان وعين له ليلة يكون قدوم العساكر إليه
فيها بغتة ويخرج هو تلك الليلة فأرسل إليه ألفي فارس وضبطوا الطرق لئلا
يسبقهم الخبر فأوقعوا بهم وأكثروا القتل فيهم.
١٢٣٧: الشمس البايسنقري
هكذا يلفظونه ويكتبونه ولا يبعد أن يكون أصله شمس الدين
فخفف. من مشاهير الخطاطين في عصر الكوركانية ومن نوادر أرباب القلم
يكتب الخطوط الستة كتابة جيدة للغاية وهي: المحقق والريحان والثلث
والنسخ والتوقيع والرقاع. وكتابته رشيقة لطيفة حلوة ذات أسلوب خاص
ومن آثاره في المشهد المقدس الكتابات التي في المسجد الجامع في كمال
الجودة والامتياز.
١٢٣٨: الشيخ شمس الدين بن جمال الدين البهبهاني
توفي في شهر رمضان سنة ١٢٤٨ بالمشهد الرضوي ودفن فيه قال في
فردوس التواريخ: العالم الرباني والفقيه الصمداني والحكيم الإلاهي صنف
في كل علم من العلوم الشرعية ولم تر عين الزمان نظيره في العلوم النقلية
والعقلية الحبر النحرير اللوذعي شيخي ومولاي شمس الدين بن جمال
الدين البهبهاني وهو زاهد محب رباني قرأ على جماعة من العلماء العظام مثل
الآقا البهبهاني وبحر العلوم الطباطبائي وميرزا مهدي الشهرستاني وصاحب
الرياض ولكنه كان في المشهد المقدس الرضوي كالغريب اعتزل في زاوية
وسد عن المترددين بابه واشتغل في حجرته التي في الصحن العتيق مقابل
القبة المطهرة بتحرير الفقه والأصول وصنف كتبا كثيرة في الفقه والأصول
والكلام والعلوم الأدبية وكنت اشتغل في خدمته وأقرأ عليه وكان في الزهد
بحيث أن جميع لباسه لا يوازي خمسة دراهم ويطوي بعض الأيام جوعا
والكتاب أمامه وينظر إلى القبة ويتلو هذه الآية: أم من يجيب المضطر إذا
دعاه وتجري دموعه فإذا حصل بيده شئ اشترى به خبزا وأكله ثم يشتغل
بتحرير الفقه والأصول ثم يشتغل بالهمهمة حتى إذا تكلم أحد في الحجرة لا
يسمع كلامه ولا يكون مانعا له عن التأليف وكان فيما عدى وقت الصلاة

(١) كتاب مطلع الشمس.
(٣٥١)

يشتغل بالتحرير من الصبح إلى المغرب ولا يشتغل بأمر من أمور الإمامة في
الصلاة والقضاء والتدريس وكان في كمال الزهد والورع والفقر
وإذا اتى له بعض الناس بطعام لذيذ أو لباس أعطاه للفقراء أو
لعياله وأولاده ولم يأكل منه ولا يدرس لاحد الا للفقير. له من المؤلفات
١ شرح معالم الأصول خمسة مجلدات ٢ حاشية القوانين
مجلدان ٣ حاشية المطول ٤ جواهر الكلام في أصول عقائد الاسلام وله
مؤلفات في النحو والصرف والبيان ورسائل متفرقة. وفي مطلع الشمس
كان من المحققين المجاورين في المشهد المقدس قرأ على الوحيد البهبهاني
وميرزا مهدي الشهرستاني وبحر العلوم وصاحب الرياض وبعد تكميل
العلوم الشرعية في بلاد شتى جاء إلى خراسان وسكن في إحدى حجرات
الصحن العتيق واشتغل بالعبادة والتصنيف. وفي مسودة الكتاب: عالم
فاضل زاهد فقيه حكيم قرأ على الآغا البهبهاني وبحر العلوم الطباطبائي
وميرزا مهدي الشهرستاني وصاحب الرياض وتوطن في المشهد المقدس في
الصحن العتيق في الحجرة المقابلة للقبة المطهرة واعتزل عن الناس وانقطع
إلى التأليف وبقي في تلك الحجرة نحو خمسين سنة يؤلف ويدرس وقد ذكر
أحواله تلميذه الفاضل السطامي في فردوس التواريخ له مؤلفات كثيرة في
الفقه والأصول والكلام منها شرح المعالم وحواشي القوانين والمطول ورسالة
في أصول الدين وغير ذلك.
١٢٣٩: المولى شمس الدين الشيرازي نزيل تبت المعاصر للمولى خليل القزويني
عالم فاضل مؤلف، وجد النقل عن بعض رسائله
١٢٤٠: الشيخ شمس الدين الخطيب الحسيني الحائري
توفي سنة ٩٥٥ في الرياض كان من أجلاء متأخري علماء أصحابنا.
١٢٤١: الشيخ شمس الدين بن صقر البصري الجزائري
توفي في عشر الأربعين بعد المائة والألف وقد جاوز السبعين في ذيل
إجازة السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري كان فاضلا أديبا
سافر إلى الهند مع أبيه وتهذبت أخلاقه ثم رجع وسكن الدورق رأيته هناك
وقرأت عليه أكثر شرح المطالع وكان ماهرا في المنطق حلو الكلام حسن
العشرة يروي عن جدي رحمه الله اه‍ وفي أمل الآمل الشيخ شمس
الدين بن صقر البصري فاضل عارف بالعربية شاعر أديب معاصر.
١٢٤٢: الشيخ شمس الدين العريضي
في أمل الآمل كان فقيها صالحا يروي عن تلاميذ الشهيد.
١٢٤٣: الشيخ شهاب الدين بن الشيخ عمران
وصفه جامع ديوان السيد نصر الله الحائري بوحيد الزمان.
وقال أن السيد نصر الله بعث إليه بهذه الأبيات:
لا تطمعي يا نفسي في راحة * ولا خلاص من أذى الاكتئاب
حتى تري تراب العلا والندى * أعني شهاب الدين ذاك الثقاب
أن مريد الهم لا يغتدي * منهزما الا بلمح الشهاب
١٢٤٤: الشيخ شمس الدين بن محمد الأحسائي ساكن شيراز
في أمل الآمل فاضل عالم فقيه محدث صالح جليل معاصر.
١٢٤٥: الشيخ شمس الدين بن نجيح الحلبي
في مجموعة الشبيبي عالم فاضل فقيه محدث أصولي روى حديث
الجزيرة الخضراء عن نفس صاحبها الشيخ زين الدين المازندراني النجفي
سنة ٦٩٩.
١٢٤٦: الشمشاطي
اسمه علي بن محمد العدوي
١٢٤٧: شمير ويقال شتير
قتل بصفين مع أمير المؤمنين علي ع مع أخوة له أربعة كما مر في
شرحبيل.
١٢٤٨: شميم الحلي النحوي
اسمه علي بن الحسن بن عتبة بن ثابت.
١٢٤٩: شنبولة
اسمه محمد بن الحسن بن أبي خالد.
١٢٥٠: الشني الشاعر من أصحاب علي ع
اسمه بشر بن منقد
١٢٥١: الملا شهاب الدين حفيد الفاضل العراقي
توفي في ٢٦ شوال سنة ١٣٥٠ بكاشان ونقل إلى قم فدفن في بقعة
الميرزا القمي صاحب القوانين.
كان فقيها أصوليا رئيسا ببلدة كاشان قرأ على الشيخ ملا كاظم
الخراساني ويروي بالإجازة عنه وعن الميرزا حسين النوري.
١٢٥٢: السيد شهاب الدين بن سعيد الموسوي الحويزي أبو معتوق صاحب
الديوان المعروف بديوان ابن معتوق.
ولد سنة ١٠٢٥ وتوفي في يوم ١٤ شوال سنة ١٠٧٧ هكذا أرخه ولده
في مقدمة ديوانه والسيد علي خان في ملحق السلافة. وفي بعض مسودات
الكتاب ولد سنة ١٠٢٠ وتوفي سنة ١٠٨٧ عن ٦٢ سنة وإذا كان توفي عن
٦٢ سنة فيكون الصواب ان ولادته سنة ١٠٢٥ ووفاته سنة ١٠٧٨ وذكر له
جامع ديوانه وهو ولده شعرا قاله سنة ١٠٨٧ وهي سنة وفاته.
اختلاف الكلمات في ذكر آبائه
ففي ملحق السلافة للسيد علي خان المدني الذي رأينا منه نسخة
مخطوطة في قم انه السيد شهاب الدين بن سعيد الموسوي الحويزي كما
ذكرناه وفي بعض مسودات الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته انه شهاب
الدين بن أحمد بن ناصر بن حوري بن لاوي بن حيدر بن الحسن الموسوي
(٣٥٢)

الحويزي أبو معتوق وفي بعض مسوداته انه السيد شهاب الدين أحمد بن
ناصر الموسوي كما أشرنا إليه فيما استدركناه على من اسمه احمد في آخر الجزء
١١ والظاهر أن اسقاط ابن قبل احمد سهو من الناسخ لتطابق النسخ على أنه
ابن احمد وفي كتاب مخطوط يظن أن اسمه كتاب الأنوار مؤلفه من أهل
أواسط القرن الثالث عشر انه السيد شهاب الدين ابن السيد احمد ابن السيد
زين الدين ابن السيد نعمة الله الحسيني الموسوي اما ابنه السيد معتوق
الذي جمع ديوانه فلم يزد على تسميته بشهاب الدين الموسوي فقال في
مقدمة ديوان والده الذي جمعه اما بعد فيقول المحتاج إلى رحمة مولاه القوي
معتوق بن شهاب الدين الموسوي.
أقوال العلماء فيه
ذكره السيد علي خان في ملحق السلافة فقال شاعر العراق شفع
شرف النسب بظرف الأدب ولم يزل يخب ويضع حتى أنقذه الجد من يد
التلف باتصاله بالسيد علي خان ابن المولى خلف فبوأه رحيب جنابه وقصر
على ساحته مدايحه إلى أن توفي بالتاريخ المذكور وقد وقفت على ديوانه الذي
استقت لآلئ قريضه واشتمل على طويل الاحسان وعريضة فانتقيت منه
نبذا الا انه قد سقط من النسخة ذكر تلك النبذ وفي كتاب الأنوار المقدم
ذكره انه كان عالما شاعرا ماهرا أديبا مشهورا معروفا له ديوان شعر جيد
مشهور أكثره في مدح السادات المذكورين اه‍ والظاهر أن المراد بهم
السادات المشعشعية.
أشعاره
كان أديبا شاعرا مجيدا له ديوان شعر مشهور وأكثر أشعاره في السيد
علي خان حاكم الحويزة وقد طبع ديوانه مرتين بمصر والإسكندرية واشتهرت
تسميته بديوان ابن معتوق والصواب ديوان أبي معتوق لأنه ليس في أجداده
من اسمه معتوق نعم له ابن اسمه السيد معتوق فكأنه كان يسمى في
الأصل ديوان أبي معتوق ثم قيل ابن معتوق لأنه أخف على اللسان.
١٢٥٣: شهدة بنت الصاحب كمال الدين عمر بن العديم
ولدت يوم عاشوراء سنة ٦٢١ وتوفيت في حلب سنة ٧٠٩ سمعت
من الكاشغري وأجاز لها ثابت بن شرف وسمعت أيضا من عمر بن بدر بن
سعيد الموصلي حضورا وانفردت عنه وكانت قد زهدت وتركت اللباس
الفاخر بعد وفاة أخيها مجد الدين وبنو العديم أهل بيت تشيع.
١٢٥٤: شهر بن شريخ الهمداني
كان من رؤساء همدان وقتل مع علي ع يوم صفين وقتل
يومئذ أحد عشر رئيسا من همدان هو أحدهم كلما اخذ الراية واحد منهم
قتل.
١٢٥٥: شهربانو زوجة أبي عبد الله الحسين ع.
روى في العيون قال حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي
عن محمد بن يحيى الصولي عن عون بن محمد بن سهل بن القاسم
البوشنجاني قال قال لي الرضا ع بخراسان بيننا وبينكم نسب قلت
وما هو أيها الأمير قال إن عبد الله عامر كريز لما افتتح خراسان أصاب ابنتين
ليزدجرد بن شهريار ملك الأعاجم فبعث بهما إلى عثمان بن عفان فوهب
إحداهما للحسن والأخرى للحسين فماتتا عندهما نفساوين وكانت صاحبة
الحسين نفست بعلي ع فكفل عليا بعض أمهات أولاد أبيه فنشأ
وهو لا يعرف أما غيرها ثم علم أنها مولاته وكان الناس يسمونها أمه وزعموا أنه
زوج أمه ومعاذ الله انما الامر على ما ذكرناه.
١٢٥٦: أبو نصر شهفيروز بن عز الدولة بن معز الدولة.
قتل سنة ٣٩٠ في جمادي الاخر بكرمان.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٨٨ ان جماعة كثيرة من الديلم
استوحشوا من صمصام الدولة بن عضد الدولة لأنه أسقط منهم نحو ألف
رجل ممن ليس صحيحي النسب وكان أبو القاسم وأبو نصر ابنا بختيار
مقبوضين فخدعا الموكلين بهما في القلعة فأفرجوا عنهما فجمعا لفيفا من
الأكراد وجاءهم الذين أسقطوا الديلم واجتمعت عليهما العساكر وأشير على
صمصام الدولة ببذل الأموال فشح بالمال فثار به الجند ونهبوا داره وهربوا
فاختفى واتي به إلى بختيار فحبس ثم احتال فنجا وأشير عليه بقصد الأكراد
فقصدهم فنهبوا خزائنه وأمواله فهرب إلى الدودمان قرب شيراز وعرف أبو
نصر فسار إلى شيراز ووثب رئيس الدودمان بصمصام الدولة فأخذه منه
وقتله فلما حمل رأسه إليه قال هذه سنة سنها أبوك يعني ما كان من قتل عضد
الدولة بختيار. واما والدته فسلمت إلى بعض قواد الديلم فقتلها وبنى
عليها دكة في داره فلما ملك بهاء الدولة فارس أخرجها ودفنها في تربة آل
بويه ثم إن بهاء الدولة بن عضد الدولة دخل في طاعة الديلم الذين بالأهواز
لان ابني بختيار كتبا إلى أبي علي بن أستاذ هرمز بالخبر ويذكر ان تعويلهما
عليه ويأمر انه يأخذ اليمين لهما على من معه من الديلم والجند بمحاربة بهاء
الدولة فاستشار الديلم فأشاروا بطاعة ابن بختيار فلم يوافقهم وراسل بهاء
الدولة واستحلفه واستمال بهاء الدولة الديلم وسار أبو علي بن إسماعيل إلى
شيراز فخرج إليه ابنا بختيار فحارباه فمال بعض من معهما إليه ثم إن
أصحاب ابني بختيار قصدوا أبا علي وأطاعوه وهرب ابنا بختيار فلحق أبو
نصر ببلاد الديلم ولحق أبو القاسم ببدر بن حسنويه ثم قصدا البطيحة وفي
سنة ٣٩٠ كاتب أبو نصر الديلم بفارس وكرمان وكاتبوه فسار إلى بلاد
فارس واجتمع عليه جمع كثير ولم يقبله ديلم كرمان والمقدم عليهم أبو
جعفر بن أستاذ هرمز فالتقيا واقتتلا فانهزم أبو جعفر إلى السيرجان ومضى
ابن بختيار إلى جيرفت فملكها وملك أكثر كرمان فسير إليه بهاء الدولة
الموفق علي بن إسماعيل في جيش كثير وسار مجدا حتى اطل على جيرفت
فاستأمن إليه من بها من أصحاب بختيار ودخلها وسال عن ابن بختيار فأخبر
انه على ثمانية فراسخ من جيرفت فاختار ثلاثمائة من شجعان أصحابه وسار
بهم فلما بلغ ذلك المكان لم يجده ودل عليه فلم يزل يتبعه حتى لحقه بدرازين
عند الصبح فركب ابن بختيار واقتتلوا واتى الموفق ابن بختيار به بعض
أصحابه فقتله وأخبر الموفق بقتله فأكثر القتل في أصحاب ابن بختيار.
١٢٥٧: الشهيد
ان أطلق يراد به الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مكي
المطلبي العاملي الجزيني.

(١) أعلام النبلاء.
(٣٥٣)

١٢٥٨: الشهيدان
محمد بن مكي العاملي الجزيني الشهيد الأول وزين الدين بن علي
العاملي الجبعي الشهيد الثاني.
١٢٥٩: الشهيد الأول
هو محمد بن مكي المذكور.
١٢٦٠: الشهيد الثاني
هو زين الدين بن علي بن أحمد العاملي الجبعي.
١٢٦١: الشهيد الثالث
هو الشيخ عبد الله بن محمود التستري الخراساني المستشهد بمشهد
الرضا ع بيد الأفغانيين سنة ٩٩٧ لكنه لم يشتهر بذلك كالأولين.
والشيخ البهائي يعبر بالشهيد الثالث عن المحقق الكركي.
١٢٦٢: الشهفيني أو الشهيفيني
اسمه الشيخ علي بن الحسين الشهفيني الحلي.
١٢٦٣: شوذب مولى آل شاكر.
استشهد مع الحسين ع يوم عاشورا سنة ٦١.
قال ابن الأثير لما كان اليوم العاشر من المحرم تقدم شوذب فسلم على
الحسين ع وتقدم فقاتل حتى قتل.
١٢٦٤: الشولستاني النجفي
اسمه علي بن حجة الله.
١٢٦٥: الشريف عز الدين أبو عبد الله شيحة بن قاسم بن مهنا الأصغر العلوي
الحسيني أمير المدينة المنورة.
قتل سنة ٩٤٦.
أقوال العلماء فيه
في معجم الآداب انه من أعيان الامراء السادات وكان جوادا شجاعا
دمث الأخلاق حسن السيرة في رعيته قرأت بخط:
تنقل المرء في الآفاق يكسبه * محاسنا لم تكن فيه ببلدته
اما ترى بيدق الشطرنج أكسبه * حسن التنقل فيها فوق رتبته
وفي عمدة الطالب ص ٣٠٣ اما الأمير أبو فليتة قاسم بن المهنا
فأعقب من رجلين الأمير هاشم يقال لولده الهواشم والأمير جماز يقال
لأولاده الجمامزة فمن الهواشم الأمير شيحة بن هاشم أعقب من سبعة
رجال وعدهم ثم قال وفي أولاده الإمرة بالمدينة إلى الآن كثرهم الله تعالى إلى أن
قال ومن الجمامزة عمير أمير المدينة ابن أمير المدينة أبي فليتة قاسم بن
جماز المذكور وجماز وهاشم ابنا مهنا بن جماز لهما أعقاب اه‍.
وفي صبح الأعشى عن السلطان عماد الدين صاحب حماة في تاريخه
انه لما مات قاسم ولي بعده ابنه شيحة وقال أيضا ذكر ابن سعد عن بعض
مؤرخي الحجاز انه لما مات قاسم بن مهنا سنة ٥٣٣ ولي ابنه سالم بن قاسم
اه‍ جعل الأمير بعد قاسم ابنه شيحة.
اخباره
في الحوادث الجامعة في حوادث سنة ٦٣٩ فيها استولى عمير بن قاسم
العلوي على مدينة رسول الله ص وابعد عمه شيحة عنها اه‍ وكان
العلويون قد أكثروا الخروج على الحكام فاعطوا مكة للحسنيين والمدينة
للحسينيين وكانوا كلهم على سنة التشيع لأجدادهم ثم إن الحسنيين أظهروا
التسنن للضغط والتهديد الذي لحقهم في عهد الدولة العثمانية لذلك دام
ملكهم إلى عصرنا هذا حتى انتزعه منهم ابن سعود بتحريض الإنكليز وتعضيدهم
اما الحسينيون فبقوا على التجاهر بالتشيع لآبائهم إلى هذا العصر لذلك
لم يدم ملكهم. وفي خلاصة الكلام انه في سنة ٦٣٧ ارسل صاحب مصر الملك
الصالح بن الملك الكامل ألف فارس ومعهم الشريف شيحة بن قاسم الحسيني
أمير المدينة فخرج الشريف راجح من مكة ودخلها الشريف شيحة فجهز صاحب
اليمن عسكرا مع الشريف راجح ففر الشريف شيحة فجهز صاحب اليمن
عسكرا مع الشريف راجح ففر الشريف شيحة هاربا. وفي خلاصة الكلام
انه في سنة ٦١٩ كان الملك على اليمن الملك المسعود يوسف بن الملك
الكامل محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب صاحب مصر وأبو بكر بن
العادل هو أخ السلطان صلاح الدين كان ملك مصر فيه وفي أولاده بعد
أخيه صلاح الدين وكانت ولاية الملك المسعود على اليمن من قبل أبيه ملك
مصر ولما توفي الشريف قتادة أمير مكة المكرمة سنة ٦١٧ وليها بعده
الحسن بن قتادة واستمر على ولايتها إلى سنة ٦١٩ فانتزعها منه الملك المسعود قدم
من اليمن إلى مكة ومعه جيش ولما تملكها الملك المسعود جعل أمرها نيابة
لنور الدين علي بن عمر بن رسول ورتب له عسكرا وفي سنة ٦٢٦
ولي مكة للملك المسعود عتيقة صارم الدين ياقوت وفي تلك السنة توفي
الملك المسعود فاستولى على اليمن بعده نور الدين عمر بن علي بن رسول وبويع
بالسلطنة ولقب الملك المنصور وكان الملك الكامل موجودا فولي على مكة طغتكين
التركي خادمه وفي سنة ٦٢٩ أو ٢٧ اتصل الشريف راجح بن قتادة بنور الدين
عمر بن علي بن رسول صاحب اليمن فلم يزل يحسن له اخذ مكة فأرسل معه جيشا
وأخرجوا طغتكين التركي عنها فجاء جيش من الملك الكامل فاخرجوا
راجحا منها ثم وليها راجح بن قتادة مع عسكر من صاحب اليمن سنة ٦٣٠
ثم وليها عسكر الملك الكامل في آخر هذه السنة وخرج منها راجح ثم نقل
عن تاريخ الرضا انه في سنة ٦٢٦ التي توفي فيها الملك المسعود وصل جيش
عظيم من مصر مع طغتكين ودخل مكة وكان فيها نور الدين عمر ابن
علي بن رسول ففر نور الدين إلى اليمن واستمر بها جيش مصر إلى ٦٢٧
فوصل جيش من صاحب اليمن وصحبته الشريف راجح بن قتادة فجهز
الملك الكامل جيشا فقاتلوا الشريف راجحا فانكسر ثم عاد الشريف راجح
بجمع عظيم وأمده صاحب اليمن فقدم مكة وطرد صاحب مصر فجهز
الملك الكامل من مصر عسكرا فخرج الشريف راجح من مكة ودخلها
عسكر مصر وذلك سنة ٦٣٠ وفي سنة ٦٣١ جهز صاحب اليمن عسكرا
ومعهم الشريف راجح وأخرجوا أمير صاحب مصر فبلغهم ان الملك الكامل
واصل بنفسه على النجائب فخرج الشريف راجح فلما عاد الكامل رجع
الشريف راجح وفي سنة ٦٢٢ جاء عسكر من مصر وأخرجوا الشريف
(٣٥٤)

راجحا فأرسل صاحب اليمن عسكرا فوقع بينه وبين عسكر مصر قتال
انكسر فيه عسكر الشريف راجح وفي سنة ٦٣٥ قدم صاحب اليمن في ألف
فارس وتلقاه الشريف راجح في ثلاثمائة فارس ودخلوا مكة وخرج عسكر
مصر منها وفي هذه السنة مات الملك الكامل وخطب بمكة لصاحب اليمن
قال المؤلف: يعلم مما مر ان امارة مكة والمدينة كانت مرة من قبل ملك
اليمن ومرة من قبل ملك مصر ولما قامت الدولة الرسولية باليمن صارت بينها
وبين مصر ولما انقرضت الدولة الأيوبية من مصر وجاءت دولة المماليك
صارت بينهما.
مقتله
في الحوادث الجامعة ص ١٤٧ في حوادث سنة ٦٤٦ فيها خرج شيحة
أمير المدينة في نفر يسير فلقيه جماعة من بني لام وكان بينهما دم فحاربوه
وقتلوه واحتزوا رأسه وسلبوه فملك بعده ابنه الأكبر عيسى وأنفذ من أحضر
جثته ودفنه بالمدينة اه‍.
١٢٦٦: الشيخ على الاطلاق
هو الشيخ الطوسي محمد بن الحسن.
١٢٦٧: الشيخان
هما المفيد والشيخ الطوسي.
١٢٦٨: الشيخر
اسمه محمد بن عبد الله بن نجيح.
١٢٦٩: الشيخ الطوسي
هو محمد بن الحسن.
١٢٧٠: قوام الدولة أبو الفوارس شيرزيل بن بهاء الدولة فيروز بن عضد الدولة
فناخسرو البويهي الديلمي صاحب كرمان.
توفي في ذي القعدة سنة ٤١٩.
ذكره أبو الحسن ابن الفقيه ابن الهمذاني في تاريخه وقال جلس له
الامام القادر بالله سنة ٤٠٨ وقرأ عهده بين يديه ولقبه سند الدين قوام
الدولة وعقد له لواء وكان قوام الدولة قد استولى على فارس وكرمان وكان
الأوحد أبو محمد بن مكرم في صحبته ثم استوحش منه ففارقه وسار إلى
جيرفت ونادى بشعار سلطان الدولة أخيه ووقع الخلف بين الأخوين
سلطان الدولة وقوام الدولة وهرب قوام الدولة منه ودخل المفازة وقطعها
واجتمع بمحمود بن سبكتكين فأنعم عليه وجهزه إلى كرمان ثم اصطلح هو
وأخوه وقرر ان تكون كرمان له.
١٢٧١: شرف الدولة أبو الفوارس الملقب بتاج الدولة شيرزيل بن عضد الدولة
فناخسرو الديلمي.
توفي ليلة الجمعة في جمادى الآخرة سنة ٣٧٩ بمرض الاستسقاء وله
٢٩ سنة وصلى عليه أبو الحسن محمد بن عمر العلوي وحمل إلى المشهد
بالكوفة فدفن هناك بجانب أبيه وولي بعده اخوه أبو نصر بهاء الدولة وهو
غير قوام الدولة أبو الفوارس شيرزيل بن بهاء الدولة المتقدم.
ما جرى عند موته
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٧٩: لما اشتد مرض شرف الدولة
جهز ولده الأمير أبا علي وسيره إلى فارس ومعه والدته وجواريه وسير معه من
الأموال والجواهر والسلاح أكثرها فلما بلغ البصرة أتاهم الخبر بموت شرف
الدولة. وفي حوادث سنة ٣٧٧ فيها تجدد طمع الكردي في بلاد الموصل
وغيرها لان سعدا الحاجب توفي بالموصل فسير إليها شرف الدولة أبا نصر
خواذ شاه فكتب يستمد من شرف الدولة العساكر والأموال فتأخرت الأموال
فاقطع العرب من بني عقيل البلاد ليمنعوا عنها فبينما هم كذلك اتاهم الخبر
بموت شرف الدولة وفي حوادث سنة ٣٧٩ فيها ملك أبو طاهر وأبو عبد الله
الحسين ابنا ناصر الدولة ابن حمدان الموصل وكانا في خدمة شرف الدولة
ببغداد فلما توفي وملك بهاء الدولة استأذناه في الاصعاد إلى الموصل فاذن لهما
فأصعدا ثم علم القواد الغلط في ذلك فاستوليا على الموصل. وفي حوادث
سنة ٣٨٣ ان شرف الدولة كان قد أحسن إلى أولاد بختيار بعد والده
وأطلقهم وأنزلهم بشيراز وأقطعهم فلما مات شرف الدولة حبسوا في قلعة
بفارس فاستمالوا مستحفظها وخرجوا.
أقوال العلماء فيه
في مرآة الجنان في سنة ٣٧٩ توفي شرف الدولة سلطان بغداد ابن
السلطان عضد الدولة الديلمي وكان فيه خير وقلة ظلم. وقال ابن كثير
الشامي كان محبا للخير وأمر بالغاء المصادرات الحادثة في بغداد.
اخباره
لما توفي عضد الدولة ملك بعده ولده صمصام الدولة وكان ولده
شرف الدولة المترجم له في كرمان واليا عليها في حياة أبيه. وفي مرآة الجنان
في سنة ٣٧٦ وقع قتال بين الديلم وكانوا ١٩ ألفا وبين الترك وكانوا ثلاثة آلاف
فانهزمت الديلم وقتل منهم نحو ثلاثة آلاف وكانوا مع صمصام الدولة
وكانت الترك مع أخيه شرف الدولة فحفوا به وقدموا به بغداد فاتاه الخليفة
الطائع طائعا ثم خفي خبر صمصام الدولة فلم يعرف. وفي ذيل تجارب
الأمم انه في سنة ٣٧٢ سار شرف الدولة أبو الفوارس شيرزيل من كرمان
إلى شيراز واستولى على الامر وذلك أنه لما توفي عضد الدولة كتب بعض
الخواص بالخبر إلى كرمان فسار شرف الدولة عند وقوفه على ذلك إلى فارس
كاتما امره فلما وصل إلى إصطخر قدم أمامه إبراهيم ويلمسفار وأمره
بالاسراع إلى شيراز واخفاء امره والقبض على نصر بن هارون لأنه كان
يضايقه في أيام عضد الدولة ولعداوة كانت بينه وبين أصحابه فهم لا يزالون
يوغرون صدره عليه ومن سوء التدبير التقصير باهل البيت الملك ولم يكن
سبب هلاك محمد بن عبد الملك الزيات الوزير الا تقصيره في حق المتوكل
أيام أخيه الواثق. ففعل إبراهيم ما أمره به وقبض على نصر وقال للديلم
هذا أبو الفوارس فاخرجوا لخدمته فتلقاه العسكر ودخل البلد وأظهر وفاة
عضد الدولة وجلس للعزاء وأخذ البيعة على أوليائه وأطلق لهم ما جرت به
العادة من العطاء وأزال التوكيل عن كورتكين ابن جستان وقلده
اصفهسلادية عسكره وأفرج عن الاشراف أبي الحسن محمد بن عمر من
نسل زيد الشهيد وأبي احمد الموسوي والد المرتضى والرضي وأخيه أبي
(٣٥٥)

عبد الله وعن القاضي أبي محمد بن معروف المعتزلي وعن أبي نصر خواذ
شاه بعد أن طال بهم الاعتقال وكما تطرق النوائب من حيث لا يحتسب فقد
يأتي الفرج من حيث لا يترقب واما نصر بن هارون فوكل به الشابشي
الحاجب فعسفه وعذبه حتى هلك لان نصرا كان يبغضه ويبعده أيام نظره.
وكان المتولي لعمان أستاذ هرمز بن الحسن من قبل شرف الدولة فما زال ابن
شاهويه يفتل له في الذروة والغارب حتى أزاله عن الانحياز إلى شرف الدولة
لان ولده الحسن كان ببغداد فجمع من بعمان على طاعة صمصام الدولة
فأرسل شرف الدولة خواذ شاه في عسكر إلى أستاذ هرمز فانجلت الوقعة عن
أسر أستاذ هرمز والاستيلاء على رجاله وأمواله. وحكى أبو محمد بن عمر
ان شرف الدولة أنقذ رسولا إلى القرامطة فلما عاد قال له ان القرامطة
سألوني عن الملك فوصفت لهم جميل سيرته فقالوا من حسن سيرته انه
استوزر في سنة واحدة ثلاثة من غير ما سبب فلم يغير شرف الدولة وزيره
إلى أن توفي.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٦٦ و ٣٧٢ كان عضد الدولة قد
سير ولده شرف الدولة أبا الفوارس إلى كرمان قبل ان يشتد مرضه ولما توفي
عضد الدولة اجتمع القواد والامراء على ولده أبي كاليجار الميرزبان فبايعوه
وولوه الامارة ولقبوه صمصام الدولة فخلع على أخويه حمد وفيروز شاه
وأقطعهما فارس وأمرهما بالجد في السير ليسبقا أخاهما شرف الدولة أبا
الفوارس شيرزيل إلى شيراز فلما وصلا إلى أرجان أتاهما خبر وصول شرف
الدولة إلى شيراز فعادا إلى الأهواز وكان شرف الدولة بكرمان فلما بلغه خبر
وفاة أبيه سار مجدا إلى فارس فملكها وأصلح امر البلاد وأطلق الشريف أبا
الحسين محمد بن عمر العلوي والنقيب أبا احمد الموسوي والد الشريف
الرضي وغيرهما وكان عضد الدولة حبسهم وأظهر مشاقة أخيه صمصام
الدولة وقطع خطبته وخطب لنفسه وتلقب بتاج الدولة وفرق الأموال وجمع
الرجال وملك البصرة فلما سمع صمصام الدولة بما فعله شرف الدولة سير
إليه جيشا عليهم ابن ديعش حاجب عضد الدولة فجهز تاج الدولة عسكرا
مع دبيس بن عفيف الأسدي فالتقيا بظاهر قرقوب فانهزم عسكر صمصام
الدولة واسر ابن ديعش وفي حوادث سنة ٣٧٤ انه خطب الصمصام الدولة
بعمان وكانت لشرف الدولة ونائبه بها أستاذ هرمز فصار مع صمصام الدولة
فأرسل إليه شرف الدولة جيشا فانهزم أستاذ هرمز واخذ أسيرا وعادت عمان
إلى شرف الدولة وفي حوادث سنة ٣٧٥ ان أسفار بن كردويه وهو من أكابر
قواد الديلم استنفر ابن ضمضام الدولة واستمال كثيرا من العسكر إلى طاعة
شرف الدولة وكان صمصام الدولة مريضا فتمكن أسفار من الذي عزم
عليه ولما أبل صمصام الدولة من مرضه استمال فولاذ زماندار فقاتل أسفار
فهزمه فولاذ. قال وفي هذه السنة سار شرف الدولة أبو الفوارس ابن عضد
الدولة من فارس يطلب الأهواز فأرسل إلى أخيه أبي الحسين وهو بها يطيب
نفسه ويعلمه ان مقصده العراق فلم يثق أبو الحسين إلى قوله وعزم على منعه
وتجهز لذلك فاتاه الخبر بوصول شرف الدولة إلى أرجان ثم إلى رامهرمز
فتسلل أجناده إلى شرف الدولة ونادوا بشعاره فهرب أبو الحسين نحو الري
إلى عمر فخر الدولة فبلغ أصبهان واستنصر عمه فأطلق له مالا ووعده
بالنصر فلما طال به الامر قصد التغلب على أصبهان ونادى بشعار أخيه
شرف الدولة فثار به جندها وأسروه وسيروه إلى عمه بالري فحبسه ثم قتله
وسار شرف الدولة إلى الأهواز فملكها وملك البصرة وبلغ الخبر إلى
صمصام الدولة فراسله في الصلح واستقر الامر على أن يخطب لشرف
الدولة بالعراق قبل صمصام الدولة ويكون صمصام الدولة نائبا عنه وخطب
لشرف الدولة بالعراق وسيرت إليه الخلع والألقاب من الطائع إلى أن عادت
الرسل إلى شرف الدولة ليحلفوه ألقت إليه البلاد مقاليدها وكاتبه القواد
بالطاعة فعاد عن الصلح وعزم على قصد بغداد والاستيلاء على الملك ولم
يحلف لأخيه وفي حوادث سنة ٣٧٦ سار شرف الدولة من الأهواز إلى واسط
فملكها واتسع الخرق على صمصام الدولة فاستشار أصحابه فأشاروا عليه
بعدة آراء كانت كلها صوابا لو عمل بواحد منها فاعرض عن الجميع وسار
إلى أخيه شرف الدولة فطيب قلبه ولما خرج من عنده قبض عليه وأرسل إلى
بغداد من يحتاط على دار المملكة وسار إلى بغداد وصمصام الدولة معه تحت
الاعتقال ودخل شرف الدولة بغداد فخرج الطائع فلقيه وهناه بالسلامة
وقبل شرف الدولة الأرض ووقعت فتنة بين الديلم والأتراك فأصلح شرف
الدولة بينهما وحلف بعضهم لبعض وحمل صمصام الدولة إلى فارس فاعتقل
في قلعة وأقر شرف الدولة الناس على مراتبهم ومنع من السعايات ولم يقبلها
فامنوا وسكنوا ووزر له أبو منصور بن صالحان وفي حوادث سنة ٣٧٧ انه
فيها ارسل شرف الدولة جيشا كثيفا مع فرانكين الجهشياري أكبر قواده
لقتال بدر بن حسنويه لانحرافه عنه وميله إلى عمه فخر الدولة وكان
فرانكين قد تجاوز الحد في الادلال والتحكم على شرف الدولة وقال أيهما قتل
كان ذلك فتحا فتلاقوا على الوادي فانهزم بدر حتى توارى وظن فرانكين
وأصحابه انه مضى على وجهه فنزلوا عن خيولهم وتفرقوا في خيامهم فما كان
الا ان كر عليهم بدر وقتل منهم مقتلة عظيمة ونجا فرانكين وزاد إدلاله
وأغرى العسكر بالشغب والتوثب على الوزير وفرانكين وأعمل الحيلة على
فرانكين فقبض عليه بعد أيام وقتله. وفيها جلس الطائع لشرف الدولة
جلوسا عاما وحضره أعيان الدولة وخلع عليه وحلف كل واحد منهما
لصاحبه. وفي حوادث سنة ٣٧٨ فيها قبض شرف الدولة على شكر الخادم
ومرت ترجمته في بابها من هذا الجزء. وفي مجالس المؤمنين كان في زمن
والده واليا على كرمان ثم طمع في بغداد وفي سنة ٣٧٦ لما وصل إلى حوالي
بغداد خرج إليه صمصام الدولة فوقع في ضيق وجلس هو في الحكم ومدة
ملكه سنتان وثمانية أشهر وفي الشذرات في سنة ٣٧٨ امر برصد الكوامب
كما فعل المأمون وبنى لها هيكلا بدار السلطنة.
١٢٧٢: شيطان الطلق
اسمه محمد بن علي بن النعمان وانما لقب بذلك لأنه كان صيرفيا
بطاق المحامل في بغداد فكانت تعرض عليه الدراهم فيميز الزيف منها من
غيره فقالوا انما هو شيطان لحذقه ولم يقصدوا الذم ولقب شيطان الطاق ولقبه
أصحابنا مؤمن الطاق.
الشيعة
من شايع عليا والأئمة من ولده قال الكميت:
وما لي الا آل احمد شيعة * وما لي الا مشعب الحق مشعب
اي ما لي من أشايعهم الا آل احمد:
وقال الأخرس البغدادي:
واني لشيعي لآل محمد * وان أرغمت آناف قومي وعذلي
وأشهد ان الله لا رب غيره * وان امام الخلق بين الورى علي
وقال ابن هانئ الأندلسي:
(٣٥٦)

لي صارم وهو شيعي كصاحبه * يكاد يسبق كراتي إلى البطل
حرف الصاد المهملة
١٢٧٣: الصائغ
هو عبد الله بن محمد
١٢٧٤: الصابر المشهدي
اسمه محمد علي من شعراء الفرس.
١٢٧٥: الصابوني
هو الجعفي صاحب الفاخر اسمه محمد بن أحمد بن إبراهيم وفي
مسودة الكتاب الصابوني يراد به أبو الفضل محمد بن أحمد بن إبراهيم بن
سليم أو سليمان الجعفي الكوفي ثم المصري.
١٢٧٦: صاحب احتجاج الطبرسي
اسمه أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي توفي سنة
٥٨٨.
١٢٧٧: صاحب ربيع
في شرح النهج ج ٤ عند ذكر لزوم مخاطبة النبي والخليفة والملك
والامراء بألفاظ التعظيم وعدم خطابه باسمه وكنيته كسائر الناس ما لفظه
كان صاحب ربيع يتشيع فارتفع إليه خصمان اسم أحدهما علي والآخر
معاوية فانحنى على معاوية فضربه مائة سوط من غير أن اتجهت عليه حجة
ففطن من أين اتي فقال أصلحك الله سل خصمي عن كنيته فإذا هو أبو عبد
الرحمن وكانت كنية معاوية بن أبي سفيان فبطحه وضربه مائة سوط فقال
لصاحبه ما أخذته مني بالاسم استرجعته منك بالكنية اه‍.
١٢٧٨: الصاحب بن عباد
اسمه إسماعيل.
١٢٧٩: صاحب الفاخر
يراد به أبو الفضل محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليم أو سليمان
الجعفي الكوفي ثم المصري.
١٢٨٠: صاحب القلنسوة العلوي
اسمه أبو جعفر محمد بن أبي الحسين أحمد بن الناصر الكبير الحسن بن علي.
١٢٨١: صاحب مجمع البيان
اسمه الفضل بن الحسن الطبرسي.
١٢٨٢: صاحب المجموع الرائق
اسمه هبة بن أبي محمد الحسن الموسوي.
١٢٨٣: صاحب المدارك
هو السيد شمس الدين محمد بن علي بن أبي الحسن الحسيني
العاملي.
١٢٨٤: صاحب المعالم
هو الشيخ حسن بن زين الدين
١٢٨٥: الشيخ صادق بن إبراهيم بن يحيى العاملي.
توفي سنة ١٢٥٠ بقرية الطيبة من جبل عامل.
عالم فاضل أديب شاعر من تلاميذ جدنا السيد علي ورث الشعر
والأدب والفضل لا عن كلالة فهو ابن العالم الشاعر المكثر المتفنن فمن
شعره قوله يرثي جدنا السيد محمد الأمين ابن السيد أبي الحسن موسى
ويعزي عنه ولده أستاذه جدنا السيد علي بقصيدة مطلعها:
هو الدهر لا تنفك تغشى نوائبه * وتأتي على الحر الكريم مصائبه
فمن مبلغ السادات من آل غالب * بان سنام المجد قد جب غاربه
قضى لم يدنس ذيله دنس الخنا * لعمري ولم يكتب سوى الخير كاتبه
فمن يمنح المستضعفين عناية * إذا ما طريق الحق أظلم لأحبه
هو البدر وافاه المحاق وطالما * استضاء به من ضيعته مذاهبه
وأكرم فرع من لؤي بن غالب * تحك النجوم النيرات عصائبه
هم القوم فاقوا الكل في الكل والورى * لهم تبع ان انصف الحق طالبه
أقام لنا من بعده علما به * تنير من الدين القويم مطالبه
هو العالم الفرد الذي شاع ذكره * وسارت مسير النيرات مناقبه
هو الماجد الفذ الذي سن شرعه * من المجد حتى عاود المجد ناكبه
فيا أيها المولى العلي ومن له * من العلم بيت ساميات مراتبه
ويا علما للسائرين وعليما * تفجر بالعلم الغزير جوانبه
ويا خير من ينمى إلى خير عصبة * شموس العلى آباؤه وأقاربه
بكم دعم الله المهيمن دينه * فطالعه وقف عليكم وغاربه
أعزيك بالمولى الشريف ولم تزل * على جانب للحلم ليس تجانبه
وقد كتب الله الفناء على الورى * ولا ينمحي امر وذو العرش كاتبه
وما مات من ميراثه العلم والتقى * وتتلى على مر الزمان مناقبه
ولا زالت الاقدار تهدي لك العلى * وكل امرئ يهدى له ما يناسبه
وقوله يرثي أستاذه جدنا السيد علي وفيه تاريخ عام وفاته:
لله من فادح عم الورى جلل * ونكبة طوحت بالعلم والعمل
اليوم قوض الكون رزء غير محتمل * وطبق الكون رزء غير محتمل
هذا العميد المفدي قد جرين به * نخب المنايا بظل غير متنقل
على الليالي العفا من بعد ما فقدت * قطب الأواخر بل والقادة الأول
فكم وكم منشد تاريخه لهف * لقد تهدم ركن الدين بعد علي
سنة ١٢٤٩
وله أيضا يرثيه:
هو الربع من سلمى سقى جارها القطر * تداعى بنوه فهو مستوحش قفر
برغم المعالي ان ألم به الردى * وحك على ثاويه كلكله الدهر
ويا طالما أشرقن في جنباته * نجوم معال لاح في أفقها البدر
تنوح المعالي قوضا يوم فقده * فيا لهدى الدين الحنيفي والذكر
اما والهجان البزل تدمى خفافها * إذا شام برقا لاح في طيه السفر
عليها رجال لا يملون من سرى * نشاوى من الادلاج تهويمهم نزر
يؤمون قبرا دونه الشمس رتبة * ثوى فيه مولى الكل والعلم الوتر
لقد فجع الاسلام منه بأروع * تزول به الجلي ويعلو به القدر
شئا الكل في كل فراح مقدما * وان كان في الأزمان اخره العصر
مجيد نماه الشيم من آل يعرب * يجاب به الداعي ويستجلب البر
ويا طالما استسقى الغمام إذ الحيا * تعاصت عزالية وقد أجدب القطر

(١) كذا في الأصل ولعل صوابه صاحب للربيع - المؤلف -.
(٣٥٧)

فمن مبلغ الأقيال من آل هاشم * بان العميد الفذ فات به الامر
وبدر علاها المستنير به الدجى * برغم أنوف القوم غيبه القبر
له الله من خطب فقدنا به الأسى * ونحن جيال الحلم قد عزنا الصبر
وضج ذوو الأحلام من كل جهة * كذا فليجل الخطب وليفدح الامر
فيا راحلا لا مسك السوء انني * أرى دوني الخنساء إذ فاتها صخر
وليس البكا ان تنضح العين انما * أحر البكا ما كابد القلب والصدر
فيا قبره ماذا حويت من الندا * فمن دون حصبا تربك الأنجم الزهر
ولا زال منهل الغمام من الندا * يحيى ثراه منه مرتجس غمر
وقال مراسلا الشيخ علي زيدان من أبيات:
علوت مقاما دونه النجم نازل * وطلت فلا يلفى لك اليوم طائل
لعمر أبي ما الدر الا فرائد * تنظمها في الطرس منك الأنامل
ولا الأدب الغض الذي فتن الورى * سوى المنطق الفصل الذي أنت قائل
فلا زلت هتافا بغير طرائف * إذا جليت زينت بهن المحافل
روائع فيها للعقول مصارع * لها البدر تاج والنجوم غلائل
إذا فاخرت يوما بقس أيادها * أو افتخرت يوما بسحبان وائل
فأنت الذي جرت مطارف فخرها * على من مضى من اجلك اليوم عامل
رويدا فما فوق السماكين غاية * ولا فوق كيوان لراق منازل
فدم ما تغنت في الغصون حمامة * وما ابتسمت غب الغمام الحمائل
وكتب إلى الجد السيد علي الأمين بكتاب هذا بعض ما جاء فيه:
ولا برحت نسمات الأصائل والأبكار تحيى تلك الديار بأنفاس
القيصوم والعرار وكيف لا وهي التي اتهم القلب في هواها وأنجدوكم
أسدت من عارفة فطوقت جيد أب سالف لنا وجد وقد نجم في أفقها ناجم
أشرقت بغربة سهولها ورباها وفاخرت الثواقب بحصاها فكان حلية لجيد
الزمن العاطل وكعبة تزجى إليها الرواحل وراح يرفل في حلل العلوم
والمعارف حافظا للأحكام الصادرة عن سيد البشر جامعا لعلوم الأئمة الاثني
عشر مظهرا كنوز الدقائق العقلية وجوهر الحكم الفلسفية مع شمائل تحكي
بلطفها سمات الأسحار وأخلاق كالروض غب القطار وما يراع البليغ وان
طال مداه وأسهب في تعداد غرر أوصافه ومزاياه ببالغ الغاية من ذلك
المضمار بل معترف بالقصور ماذا كف الاعتذار.
ليس على الله بمستنكر * ان يجمع العالم في واحد
وها انا إذ بث شوقا طوحت بي * طوائحه واتت علي غواديه وروائحه
ولم يبق مني الشوق غير تفكر * فان شئت ان أبكي بكيت تفكرا
وكم أرد ذماء النفس بالأماني * وأعللها بحديث اللقاء والتداني
ولولا تداوي النفس من ألم الجوى * بذكر تلاقينا قضيت من الوجد
بيد انه ولو ترامت بنا أيدي النوى فالقلب كارع من حمياه بالعذب
الزلال.
حجب الطرف عن محياه لكن * حظي القلب من محياه ريا
فيا لدهر رماني بسهام البين وسامني * خطة الخسف
أشكو إلى الله الزمان وطالما * رفع الكسير يديه للجبار
والذي أوجب جريان القلم إلى هذه الغاية وحداه على تقحم هذا
المجال الذي كبا فيه دون النهاية انما هو ارتياح الصب للسؤال عن أحوالكم
وانتعاش القلب بنسيم يرد من أقصى دياركم:
حملوا ريح الصبا نشركم * قبل ان تحمل شيحا وخزامى
فما تنفست نفحات الشمال مرتادة ناديكم حن الفؤاد شوقا إليكم
فبالله يا ريح الشمال تحملي * إلى شعب بوان سلام فتى صب
إذا أشرف المكروب من رأس تلعة * على شعب بوان أفاق من الكرب
ومما اعدى على مبرح هذا البين وتلافي الفؤاد وكاد ان يبلغ الحين
ورود كتابكم الكريم ونظمكم الفائق:
ففي كل لفظ منه روض من المنى * وفي كل شطر منه عقد من الدر
وكلما سرحت رائد طرفي في رياض مغانيه وأجلت بريد فكري في
بديع معانيه أقول الحمد لله الذي جدد الأدب بعد اندراسه ورد غريبه إلى
وطنه ومسقط رأسه.
فتروي متى تروي بدائع نثره * ونظما إذا لم ترو يوما له نظما
فما زلت آخذا بازمة البلاغة مالكا رق الفصاحة والبراعة كما قال
الشاعر:
ان قال بز القائلين وقصروا * عن درك سباق إلى الغايات
وحيث بلغ الكلام إلى هذا المقام فلنهد السلام وغرر التحيات إلى
خير نبع من دوحة الفضل والإفادة وأكرم عنصر نبع من جرثومة المجد
والسيادة نجلكم المهدب الجواد وفرعكم الموفق في الاصدار والايراد الحائز
في نضارة الصبا ومقتبل الزمان كيس الكهول ونجدة الفتيان.
أعني به الشيخ علما والفتى كرما * تلقاه أزهر بالنعتين منعوتا
فلا زلتما رافلين في ايراد المعالي على ممر الأيام والليالي ولا تخرجا هذا
الخل الداعي والقن المراعي من حرم الرضا ولا تنسياه من صالح الدعاء
والسلام عليكم ما تنفس صباح ولعبت الصبا بالاقاح وعلى كل من حل
بناديكم ورحمة الله وبركاته.
وقال في رثاء الحسين ع:
عرج على شاطئ الفرات ميمما * قبر الاغرابي الميامين الغرر
قبر ثوى فيه الحسين وحوله * أصحابه كالشهب حفت بالقمر
مولى دعوه للهوان فهاجه * والليث ان أحرجته يوما زأر
فانساب يختطف الكماة ببارق * كالبرق يخطف بالقلوب وبالبصر
صلى الاله على ثراك ولم يزل * روض حللت حماه مطلول الزهر
وقال وأرسلها إلى السيد مهدي بحر العلوم:
سفرت ولم تحفل بقول مفند * عن واضح يلقاك بالورد الندي
طلعت عليك بطلعة بدرية * صبغ الجمال لجينها بالعسجد
ومشت فنم بها الحلي كما شدت * ورق الحمام على القضيب الأملد
وتبسمت عن بارد البرد الذي * لولا برود رضابها لم يجمد
حسناء تهزأ بالحسان ولم يحف * بدر يتيه على السهى والفرقد
وبخيلة بالوصل وهي كريمة * والبخل يحسن بالحسان الخرد
ولها محيا كالصباح يزينه * فرع أثيث كالظلام الأسود
وحف يجر إلى الضلال وطلعة * بضيائها عند الضلالة نهتدي
(٣٥٨)

ولها لحاظ كالسيوف كليلها * يغني غنا السيف غير مجرد
يغني غناء السيف غير مجرد * ولكم سمعت وما سمعت بفاتك
يردي الفوارس بالحسام المغمد * يا جنة الصب التي قد أضرمت
بين الجوانح جمرة لم تخمد * حتام انتجع الوصال وانثني
عنه بغلة حائم لم تبرد * وأذاد عن رشف النمير وانما
خلق النمير لغلة القلب الصدي * ولكم تطرقت الخيام وصاحبي
ليل كخافية الغراب الأسود * ولكم شكرت من الظلام أياديا
عند الصباح صباحها لم يخمد * والشهب في أفق السماء تخالها
عاتات عين في رياض زبرجد * والبدر في الاشراق يحكي طلعة
للسيد ابن السيد ابن السيد * السيد المهدي نجل المرتضى
علم الهدى المحمود نجل محمد
الجامع الفضل الذي اقتسم الورى * آحاده وامام كل موحد
مولى به زهت البلاد وأخصبت * أكنافها من مربع أو معهد
الواهب البيض الهجان مطافلا * موقورة من لؤلؤ وزبرجد
والقائد الخيل العتاق إلى الوغى * تهوي بأرعن كالخضم المزبد
من كل موار العنان تخاله * نشوان هز بنغمة من معبد
واليك يا بدر الكمال فريدة * عصماء مثل الكواكب المتوقد
بدوية الأعراق قد نال الظما * منها فوافت منك أعذب مورد
واسلم ولا تنفك يا بحر الندى * بالفضل والاحسان مغمورا ندي
ووجد بخطه ما صورته لما رأى ماء الفرات في سفره من الشام إلى
العراق:
قلت لنفسي حين حق الظما * يا نفس بشراك فهذا الفرات
ان تطلبي من بعده موردا * فان قدامك عين الحياة
وله في سفره إلى إيران معتذرا عن سواد أهلها:
لا تعجبن لآل كسرى ان غدت * أثوابهم مصبوغة بالسواد
ما ذاك الا للحسين ورهطه * لما قضوا لبسوا ثياب حداد
شقوا الجيوب عليهم لما فاتهم * شق القلوب عليه يوم جلاد
١٢٨٦: الشيخ صادق الأعسم
يأتي بعنوان صادق بن الحسن.
١٢٨٧: الميرزا صادق الطبيب ابن الميرزا باقر الطبيب ابن الميرزا خليل الطبيب
الرازي الأصل والنجفي المولد والمسكن والمدفن.
ولد في النجف الأشرف سنة ١٢٧٩ وتوفي فيها في ٣ جمادى الأولى
سنة ١٣٤٣ عن عمر يبلغ الأربعة والستين.
مشايخه
قرأ النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان على الشيخ محمد حرز
الدين النجفي واخذ الفقه والأصول عن الشيخ حسن ميرزا والسيد احمد
الكربلائي وتتلمذ في الكلام الذي كانت له اليد الطولى فيه على جهابذة
المتكلمين في ذلك الوقت اما الطب فقد درسه على والده المرحوم الميرزا باقر
الخليلي حتى خلفه في تلك المهنة وقد تخرج عليه الكثيرون من هنود وإيرانيين
وعراقيين.
مؤلفاته
له من المؤلفات الهدية في الدلائل النبضية والتحفة الخليلية في
الكليات الطبية والمجموعة الصادقية في مسائل شتى علمية وحكمية ورياضية
جمعت في هذه المجموعة. وجدت كلها عند ولده الميرزا محمد وكان أديبا
نقادا للشعر والأدب لطيف الحديث والمنادمة ولم يعثر له على نظم سوى
بيتين هما:
ظباء بالسماوة عذبتني * وألقت في الحشي لهب السعير
فذابت مهجتي دمعا وهذا * دخان القلب يخرج بالزفير
١٢٨٨: ميرزا صادق التبريزي
يأتي بعنوان صادق بن محمد
١٢٨٩: الشيخ صادق بن الشيخ حسين زغيب.
كتب لنا ترجمته بعض أحفاده فقال ولد في قرية يونين سنة ١٢٦٩
وتوفي سنة ١٣٣٠ ونشأ في حجر والده وقرأ عليه النحو والصرف والمنطق
والمعاني والبيان والفقه وكان حاضر الذهن نظم ألفية في علم النحو وجهز
نفسه للسفر إلى العراق لطلب العلم غير أن مرض عينية إعاقة عن ذلك
وكانت له اليد الطولى في علم الرياضيات فإنه كان يتصرف بخلاصة الشيخ
البهائي تصرفا لا ينبغي لغيره ان يتصرفه هذا عدى عن الكتب الرياضية
التي اختبرها لغير الشيخ البهائي وله ديوان شعر ولكنه فقد فمن قصيدة له
يمدح بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع وهي:
مرحبا بالحبيب اهلا وسهلا * زارني بعد ما زراني مطلا
وحباني بقربه فشفاني * بعد ما شفني نواه وأبلى
أفتديه من ذي جمال بديع * وجهة بهجة من البدر أجلى
حط عن وجهه النقاب فغارت * أنجم الليل تنثني وهي خجلى
وتبدأ يعطو وقد ميلته * نشوة الدل يا لذلك دلا
واستوى جالسا فملت إليه * راجيا لطفه فأنعم فضلا
وسقاني من سلسبيل لماه * قرقفا كان من جنى النحل أحلى
سكب الراح وابتدى يتثنى * بقوام من الرديني أعلا
فاحم الشعر ناحل الخصر زاكي * الثغر زاهي الجبين والعين كحلا
ثم مال الساقي وناولنيها * قهوة من رحيق رضوان أغلى
شعشعانية تخال سناها * نور قدس على الكليم تجلى
وكان الحباب زهر نجوم * عكفت فوق دارة الشمس تجلى
فرشفت الفمين ثغرا وكأسا * وشربت العقار نهلا وعلا
ان لي عدة ليوم معادي * تمحق السيئات محوا وغسلا
خير آل لخير مرسل اختار * بديع الأكوان عز وجلا
آل طه الذين في محكم الذكر * اتى مدحهم مدى الدهر يتلى
فرض الله ودهم فهم القربى * إليهم تشير آية قل لا
هم ألو الامر هم هداة البرايا * هم رجال الأعراف يدرون كلا
خيرة الخلق هم وأطيبهم أصلا * وأذكاهم لقاحا ونسلا
أمهم خير الأمهات جميعا * وأبوهم اسمى الوصيين فضلا
كيف لا والقرآن ينطق جهرا * شاهدا في علاه صدقا وعدلا
أول المسلمين سيدهم مولاهم * منهم بهم هو أولى
وهو في انما وليكم الله * ولي بعد الرسول ومولى
ان حبي أبا الحسين هو الذخر * ليوم فيه السرائر تبلى
وله قصيدة على مذاق أهل التصوف احفظ منها قوله:
(٣٥٩)

لعلوة بين الرقمتين طلال * أناخت بها للحادثات رحال
تداولها كر الليالي فأصبحت * دوارس أعفتها صبا وشمال
صفا الكاس والصهباء رق مزاجها * وراق ويعلوها بها وجمال
إذا سكبت في الكاس كادت لخفة * تطير بها الجامات وهي ثقال
وقد بان لي ان الوجود بواحد * وان جميع الظاهرات خيال
وقال في الأمير عبد القادر الجزائري الحسني:
لو كنت اعلم أن العسر يدرك من * قد كان بالجانب الغربي سلطانا
ما كنت أكرهته فيما اتيت به * على العطاء ولا كان الذي كانا
١٢٩٠: السيد صادق بن السيد علي العرجي الحسيني النجفي كان عالما فاضلا متبحرا
أديبا ماهرا ذا غور وتحقيق وفكرة قوية توفي قبل ١٢٥٠ كان مجاورا مدة في
المشهد المقدس الرضوي ثم رجع إلى الغري قال الفاضل الزثوري أدركت صحبته
زمان مجاورته في الروضة الرضوية وكان عالما فاضلا أديبا كاملا
ولمولانا محمد هادي نزيل المشهد المقدس كلام مشتمل على لغز في اسمين أحدهما جعفر
والاخر صدر والسيد المذكور صاحب الترجمة نظرا لمهارته حل هذا اللغز وكتب
رسالة لطيفة في هذا الباب وقد رأيته في ذلك الوقت وهو شيخ هرم وتوفي في النجف الأشرف في عهد فتح علي شاه القاجاري اه‍. وكانت وفاة فتح علي شاه سنة ١٢٥٠
وهو غير السيد الصادق بن علي الأعرجي الشهير بالفحام الآتي ذكره وعده صاحب مطلع الشموس
من علماء طوس نقلا عن رياض الجنة للزنوزي وهو شارح شواهد قطر الندى المتعرض في
شرحه لشرح المولى فتح الله بن علوان الكعبي المتوفى سنة ١١٣٠ وكانه معاصر لصاحب الحدائق
ومقدم على السيد صادق الفحام النجفي المتوفي سنة ١٢٠٥
١٢٩١: أبو النجاة السيد صادق بن علي بن الحسين بن هاشم الحسيني الأعرجي
النجفي المعروف بالفحام.
ولد في قرية الحصين بالتصغير إحدى قرى الحلة يقطنها عدد غير قليل
من آل الفحام يتعاطون مهنة الزراعة وكان مولده سنة ١١٢٤ وتوفي بالنجف
يوم ٢١ رمضان سنة ١٢٠٥ بموجب تاريخ السيد احمد العطار في قصيدته
المذكورة في ترجمته وبموجب تاريخ السيد محمد زيني بقوله في قصيدته التي
يرثيه بها قد شق قلب العلم فقدك صادق وقبره في النجف بمحلة المشراق
مزور متبرك به.
أسرته
لهذه الأسرة الأعرجية انتشار واسع في العراق، ومن أغصان هذه
الأسرة آل الفحام والمترجم جدهم الاعلى وعميدهم وقد سكن منهم
اليوم فريق قرية الحصين إحدى قرى الحلة
الفيحاء والصلاحية إحدى قرى قضاء الشامية وضواحي لواء الديوانية من
جهة الجنوب، والجميع يتعاطون مهنة الزراعة. وآل الفحام أسرة قديمة في
النجف وكانوا هم وآل قفطان وراقي النجف وحذق في هذه الصنعة غير
واحد من أسرة الفحام كالسيد قاسم والسيد حسن وسواهما نسخوا بأيديهم
كثيرا من الآثار الدينية والأدبية نسخا بديعا مضبوطا. وفي هذا العصر
يسكن قسم منهم النجف ويتعاطون بها الخطابة المنبرية الحسينية.
أقوال العلماء فيه
في مسودة الكتاب كان عالما فاضلا من أجلة العلماء أديبا شاعرا
مطبوعا من سكان النجف ومشاهير شعراء عصر السيد مهدي بحر العلوم
وكان أبوه السيد محمد ١ يحبه حبا شديدا ثم هاجر إلى النجف وجد في
طلب العلم حتى صار يعد من كبار العلماء وكان ذا همة عالية كريم اليد
والنفس له منزلة سامية بين أقرانه حسن المحاضرة جيد الكلام لا يمل منه
وكان يسهر غالب لياليه في المطالعة والكتابة وكان إماما في العربية لا سيما
اللغة حتى دعي قاموس لغة العرب وله مراسلات ومحاورات أدبية مع شعراء
عصره غاية في الحسن والظرافة سنشير إلى ما عثرنا عليه منها وقال الشيخ
محمد رضا الشبيبي فيما كتبه في مجلة الحضارة: من شعراء الركبانيات والموال
الشاعر اللغوي المشهور. وفي مجلة الغري كان يقول: الأسحار منتدى
أرواح المؤمنين.
معاصروه من أدباء العراق
عاصر من علماء العراق المشتهرين جماعة منهم الشيخ ملا كاظم
الآزري المتوفي ١٢١٢ والشيخ محمد علي الأعسم المتوفي سنة ١٢١٥ والسيد
سليمان الحلي الكبير المتوفي سنة ١٢١١ والشيخ احمد النحوي المتوفي سنة
١١٧٩ والسيد احمد العطار الحسني المتوفي ١٢١٥ والشيخ مسلم بن عقيل
المتوفي سنة ١٣٢٠ والشيخ محمد رضا النحوي المتوفي ١١٩٥ هؤلاء هم
وأمثالهم من اعلام الشعراء في عهده وقد جرى له مع كل واحد من هؤلاء
مراسلات أدبية ومطارحات شعرية وبذلك أفرد بابا من ديوانه هذا سماه
الاخوانيات وأكثر مراجعاته ومراسلاته كانت مع الشيخ محمد رضا
النحوي.
اخباره
كان بينه وبين جد أبي والدي السيد أبو الحسن موسى مودة أكيدة
ومراسلات من العراق إلى جبل عامل وبالعكس وكان السيد أبو الحسن
يبعث بالعطايا من جبل عامل إلى العراق وأرسل إلى السيد أبي الحسن
كتابا من العراق وصدره بأبيات أولها:
سلام كما مر النسيم معطر * بأنفاس زهر الروض باكره القطر
وتأتي بتمامها عند ذكر شعره.
ولما توفي السيد أبو الحسن رثاه بقصيدة وجعل أول شطر منها تاريخا
لوفاته وهو أقوت ربوع العلم بعد أبي الحسن. ومن اخباره مع ملا
كاظم الآزري ان الآزري حضر يوما إلى النجف لزيارة أمير المؤمنين ع
فاجتمع أدباء النجف ومعهم المترجم في ايوان الذهب لاستماع قصيدة
الآزري التي نظمها في أمير المؤمنين ع فلما قرأ مطلعها:
لمن الشمس في قباب قباها * شف جسم الدجى بروح ضياها
قال المترجم موزون، وجعل كلما قرأ بيتا منها يقول له موزون، حتى
أتمها وهذا يدل على عنجهية كانت في المترجم، فهو تارة يفضل نفسه على
المتنبي، وأخرى يقول عن شعر الشيخ ملا كاظم الآزري أشعر شعراء
عصره انه موزون، فكتب إليه الآزري بهذين البيتين:
عرضت در نظامي عند من جهلوا * فضيعوا في ظلام الجهل موقعه
ولم أزل لائما نفسي أقول لها * من باع درا على الفحام ضيعه
وأكثر مراسلاته ومطارحاته كانت مع الشيخ محمد رضا النحوي،
منها ان الفحام نظم هذه الأبيات مفتخرا على أبي الطيب المتنبي وهي:
واني نبي الشعر كم لي معجز * تجلت به للمبصرين الحقائق
فدع عنك قول ابن الحسين بمعزل * وان هدرت فيهن منه الشقائق
فكم بين من يأتي به الناس كاذب * وكم بين من يأتي به الناس صادق
فاجابه النحوي منتصرا لأبي الطيب:
أرى بعض من قد جاوز الحد يدعي * نبوة شعر والدعاوى شقائق
على المتنبي ظل يفخر والذي * تأمل لا تخفى عليه الحقائق
فكم مدعي فضل النبوة قبله * ولا يدعيها بعد احمد صادق

(١) هكذا في بعض المواضع وفي سائرها ان اسم أبيه علي وفي بعضها محمد علي وكأنه هو الصواب
فمرة يقال علي ومرة محمد.
- المؤلف -
(٣٦٠)

وقد استمرت مراسلاتهما حتى توفي أحدهما وهو النحوي. وقد خمس
وشطر النحوي أكثر قصائده التي قالها في أهل البيت.
مؤلفاته
١ شرح شرائع الاسلام وجد منه مجلد في الطهارة ٢ شواهد
القطر مع بعض الحواشي على القطر كثير الفوائد وهو أحسن وأنفع وأبسط
ما كتب في شرح الشواهد وله فيه مناقشات مع شارح القطر تدل على فضله
وسعة اطلاعه لكن الأصح انه ليس له بل لسميه السيد صادق بن علي
الأعرجي المجاور بطوس كما مر في ترجمته وبعضهم ينسبه إلى سميه ومعاصره
السيد صادق المنجم والأصح ما مر ٣ ديوان شعر ضم أكثر شعره ويقع
في جزئين الأول في الشعر الفصيح والثاني في اللغة الدارجة ويعرف بالركباني
توجد نسخته في مكتبة الشيخ محمد السماوي وقد كتب بعض ناسخي
ديوانه ترجمته في آخر نسخته ونشرها في جريدة الفضيلة التي تصدر في الحلة
سنة ١٣٤٣ وقال الفاضل الشبيبي فيما ذكره في مجلة الحضارة له ديوان جمع
فيه من شعره من قريض وموال وركباني ٤ رحلة حجازية منظومة توجد في
ديوانه ٥ الرحلة الرضوية نثرا.
أشعاره
قال يرثي أبا جد والد المؤلف السيد موسى بن إبراهيم بن أحمد
الحسينين العاملي ويعزي ولده جد والدي السيد محمد الأمين وأرسلها من
العراق إلى جبل عامل والشطر الأول تاريخ وفاته كما مر:
أقوت ربوع العلم بعد أبي الحسن * وتعطلت سبل الفرائض والسنن
وشرائع الاسلام قد طمست به * وقواعد الاحكام حل بها الوهن
واستشعر التهذيب والتنقيح * والتحرير ذلا والفصاحة واللسن
وبكى البيان له بمقلة ثاكل * وكسي به التبيان أثواب الحزن
واستعبر المجد الأثيل وأعول * الفعل الجميل عليه والخلق الحسن
وبكته أسفار العلوم بمدمع * يربي على دمع الغمام إذا هتن
فجعت بكاف في بيان عويصها * وافي التقى صافي السريرة والعلن
بحر الندى غيظ العدا بدر الهدى * تنجاب عنه دجى مضلات الفتن
لكنه ما مات من يحيي له * ذكرا محمد الأمين المؤتمن
نعم الخليفة بعده المولى الذي * بمقامه أحرى فما زيد ومن
فضل من الرحمن خص بنيله * انسان عين الدهر نادرة الزمن
لا زال مكلوءا بعين عناية * وحراسة في الأهل منه وفي الوطن
يا راحلا قد ود دمعي انه * غسل له والجفن لو كان الكفن
والقلب لو كان الضريح ليمتلي * فرحا بما قد كان مملوءا شجن
بكر النعي به فيا لك محنة * عظمت وهانت عندها كل المحن
طوبى له أمسي مجاور جده * في جنة بعلى مساكنها سكن
قالوا قضى نحبا فقلت مؤرخا * أقوت ربوع العلم بعد أبي الحسن ١١٩٤
وقال مؤرخا وفاته أيضا:
قد ذاب من تاريخه أقصى الحشي * إذ قيل ضاع الدين بعد أبي الحسن
وقوله قد ذاب الخ إشارة إلى لزوم انقاص آخر كلمة الحشي من
التاريخ. وله في السيد صادق المنجم:
لي حبيب منجم نحل اسمي * فكلانا عند الندا صادقان
لست أدري ولا المنجم يدري * ما يريد القضاء بالانسان
وله في الكاظميين ع وقد شارف الكاظمية:
هما العلمان بالزوراء لاحا * فعج بالعيس واغتنم الفلاحا
على ربع طيب لها مناخا * إذا وردت ويسعفها صراحا
على وادي طوى إذ نار موسى * أعاد الليل ثاقبها صباحا
وإذ يقري العفاة بها جواد * إذ سئل القرى اهتز ارتياحا
فيقري ذا الضلال هدى ورشدا * وذا الرشد الهدى طلقا صراحا
سلالة سادة سادوا البرايا * جميعا من غدا منهم وراحا
نجوم للهدى جبلوا رشادا * وسحب للندى جعلوا سماحا
هم راشوا المكارم فاستقلت * وقد كانت ولم تملك جناحا
فدن واخلع به النعلين واخضع * وعفر بالتراب ولا جناحا
وسل لمطالب الدارين نجحا * بجاههما العظيم تر النجاحا
وقال يرثي الحسين ع:
يا راكب الوجناء أعقبها الونى * طي المهامة من ربى ووهاد
عرج بأكناف الطفوف فان لي * قلبا إلى تلك المعاهد صادي
وأذل بها العبرات حتى ترتوي * تلك الربى ويعب ذاك الوادي
دمن أغار على مرابعها البلى * قسرا وشن بهن خيل طراد
وتطرقتها الحادثات وطالما * قعدت لطارقهن بالمرصاد
لله كيف تدكدكت تلك الربى * وعدت على تلك الطلول عوادي
وتعطلت تلك الفجاج وأقفرت * تلك العراص وخف ذاك النادي
يا كربلا ما أنت الا كربة * عظمت على الأحشاء والأكباد
كم فتنة لك لا يبوخ ضرامها * تربي مصائبها على التعداد
ماذا جنيت على النبي وآله * خير الورى من حاضر أو بادي
كم حرمة لمحمد ضيعتها * من غير نشدان ولا انشاد
ولكم دماء من بنيه طللتها * ظما على يد كل رجس عادي
ولكم نفوس منهم أزهقتها * قسرا ببيض ظبا وسمر صعاد
ولكم صببت عليهم صوب الردى * من رائح متعرض أو غادي
غادرتهم فئ العدى وأزحتهم * عن طارف من فيئهم وتلاد
اخنى الزمان عليهم فأبادهم * فكأنهم كانوا على ميعاد
لهفي لهاتيك الستور تهتكت * ما بين أهل الكفر والالحاد
لهفي لهاتيك المصاعب ذللت * وحدا بهن مع المنية حادي
لهفي لهاتيك الوجوه تبدلت * بالرغم بين أراذل أوغاد
لهفي لهاتيك الصوارم فللت * بقراع صم للخطوب صلاد
لهفي لهاتيك الزواخر أصبحت * غورا وكن منازل الرواد
لهفي لهاتيك الكواكب نورها * في الترب اخمد أيما اخماد
لهفي لهاتيك الأسود تقاد في * أسر الكلاب وما لهن مفادي
فلبئسما جزووا النبي وبئسما * خلفوه في الاهلين والأولاد
يا عين ان أجريت دمعا فليكن * حزنا على سبط النبي الهادي
وذري البكا الا بدمع هاطل * كالسيل حط إلى قرار الوادي
وأحمي الجفون رقادها لمن أحتمت * أجفانه بالطف طعم رقاد
تالله لا أنساه وهو بكربلا * غرض يصاب بأسهم الأحقاد
(٣٦١)

تالله لا أنساه وهو مجاهد * عن آله الأطهار اي جهاد
متكلفا سططا يجود بنفسه * بين الصوارم والقنا المياد
فردا من الخلان ما بين العدى * خلوا من الأنصار والأنجاد
لهفي له والترب من عبراته * ريان والاحشاء منه صوادي
يدعو اللئام ولا يرى من بينهم * أحدا يجيب نداه حين ينادي
يا أيها الأقوام فيم نقضتم * عهدي وضيعتم ذمام ودادي
من جاحد في بغية متطاول * أو جاهل في غيه متمادي
أفهل ترون شرعت نهج ضلالة * أم هل ترون سددت ثغر سداد
أم تطلبون جناية سلفت لكم * من سالف الآباء والأجداد
فتنكبوا طرق الضلالة واسلكوا * في الفحص عن أمري طريق رشاد
تتبينوا اني الخليفة فيكم * والحكم حكمي والبلاد بلادي
حتى إذا زحفت إليه جموعهم * ما بين اعداد إلى استعداد
وتزاحمت ابطالهم في موقف * سطت الكلاب به على الاساد
وتصادمت تلك الكماة بمعرك * كثر الأسير به وعز الفادي
وتصرمت مهج الفوارس حيثما * منيت بيوم تلاحم وجلاد
وعدت صروف البين لا تلوي على * أنصاره والبين اعدى عادي
فتخرموا ولكل جنب مصرع * والدهر جم مصارع الأمجاد
ألوى بعضب ممتع بخشونة * لا تمتع الأرواح بالأجساد
من فوق ظهر أقب أجرد سابح * نهد أشم المنكبين جواد
خواض كل عجاجة مسودة * الارجاء سباق إلى الآماد
فغدا يكر على الجحافل صائلا * هدر الفنيق يصول في الأذواد
ويجول في الابطال جولة ضيغم * ظام إلى مهج الفوارس صادي
أردوه عن ظهر الجواد كأنما * هدموا به طودا من الأطواد
يا غائبا لا ترتجي لك أوبة * أسلمتني لجوى وطول سهاد
صلى عليك الله يا ابن المصطفى * ما سار ركب أو ترنم حادي
وكتب إلى الشيخ محمد رضا * النحوي والنحوي في الحلة:
اسكان فيحاء العراق ترفقوا * بمهجة صب بالغرام مشوق
ولا تقطعوا كتب المودة والرضا * فقد خانني بالرد كل صديق
فاجابه الشيخ محمد رضا يقول:
اسكان أكناف الغري عليكم * سلام صديق في الاخاء صدوق
ولا زايلتكم من ثناء نسائم * حوافلها تعتادكم بخفوق
وما كان ذاك العتب الا تجنيا * على عاشق من ترهات عشيق
شكوت أناسا بعد ما كنت واثقا * بهم دون من صافاك اي وثوق
فكان الذي قد كان والدهر مولع * بجمع فريق أو بشت فريق
على انها الأيام تذهب بالفتى * طوارقها عدوا بكل طريق
وقد قيل والأيام فيهن عبرة * بمعتمد في عمدة ابن رشيق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت * له عن عدو في ثياب صديق
وكم من قريب وهو غير مقارب * وكم من رفيق وهو غير رفيق
واني على ما مر من زمن لنا * يرق ويصفو كم شرقت بريقي
وقد هاج أشواقي إليكم مغرد * على فنن عالي الفروع وريق
عسى الله ان يرتاح للقرب واللقا * فيجمع شملي شائق ومشوق
وكتب إلى الشيخ محمد رضا النحوي:
أحباي ان شطت بي الدار عنكم * وحالت سهول دوننا وحزون
فوالله ما فارقتكم قاليا لكم * ولكن ما يقضي فسوف يكون
ولي عندكم لو أنكم تحفظون لي * عهودا وترعون الوفاء ديون
فأين حلاوات الرسائل بيننا * لعل مرارات البعاد تهون
ولي جسد في حصن سامة موثوق * وقلب بأكناف الغري رهين
عسى الله يقضي بجمع فليتقي * فؤاد وجسم ناحل وحزين
فاجابه النحوي بقوله:
أخلاي ان شطت نواكم وباعدت * بكم عرمس تطوي الفلاة أمون
وأنجدتم من بعد اتهام داركم * وشطت نوى يوم الغوير شطون
فما شط تهيام بكم وتذكر * ولا خف شوق في الضلوع كمين
عتبتم على قطع الرسائل منكم * غداة النقا والسر فيه مبين
يكاتب من شطت عن الألف داره * وحالت سهول دونه وحزون
فوالله ئم الله لا شئ غيره * وذاك يمين لست فيه امين
لئن غبت عن عيني فإنك حاضر * بقلبي أو ان بنت لست تبين
فلا تستخفنك الظنون بوامق * هواه إذا عز اليقين يقين
وله:
ذي زهرة قطفت من روضة الأدب * وغرة سطعت في جبهة الكتب
لئن جنى قاطف من غيرها عنبا * فان في الخمر معنى ليس في العنب
ومن شعره قوله معربا دو بيت فارسي وكان له ولع بذلك والشعر
المعرب لسعدي:
ومذ وخط المشيب بفود رأسي * وقد ولى الشباب بلا رجوع
ضعفت فكل ارض لي مقر * ونحت فكل نبت من دموعي
وقال يعاتب صديقه الشيخ محمد رضا النحوي وأرسلها إليه في الحلة
في ضمن كتاب وصدره بها:
عتاب به سمع الصفا الصلد يقرع * وشكوى لها صم الصخور تصدع
وما كان هذا العتب الا تعللا * فلم يبق في قوس الأماني منزع
هو الدهر عرنين المخازي بنحسه * أشم وعرنين المكارم أجدع
ولا ذو المساعي بالرضا منه فائز * ولا ذو الحجى بالعيش فيه ممتع
أفي الحق لو ترعون للحق ذمة * أبيت ولي حق لديكم مضيع
أأمنع شرب الماء والبحر زاخر * وأحمى ارتياد النبت والروض ممرع
فما بال من أبرمت من حبل وده * يبت ولم تشحط نواه ويقطع
أعز كتاب أم تبرم كاتب * وأعوز قرطاس أم اعتل مهيع
على انني لا أدعي نقض خلة * ولكنه حظ به النقص مولع
فعمد الشيخ محمد رضا إلى صدورها وجعل لها صدورا غيرها
وجعلها هي الجواب:
اتاني من المولى كتاب بطيه * عتاب به سمع الصفا الصلد يقرع
فها انا ذو بث يلين له الحصى * وشكوى لها صم الصخور تصدع
وكنت أمني النفس بالصفح والرضا * فلم يبق في قوس الأماني منزع

(١) حصن سامة من قرى الحلة.
(٣٦٢)

هو الشهم انف اللؤم لولا إباؤه * أشم وعرنين المكارم أجدع
عتاب فلا ذو اللب يملك لبه * ولا ذو الحجى بالعيش فيه ممتع
فتى لم يضع حقا فحقا مقاله * أبيت ولي حق لديكم مضيع
أخاف إذا لم يعف أظما في الورى * وأحمى ارتياد النبت والروض ممرع
فكيف يظن القطع مع وصل حبله * بيت ولم تشحط نواه ويقطع
ولا عذر لي ان قلت قد عز كاتب * وأعوز قرطاس أم اعتل مهيع
وما كان تركي الكتب تركا لوده * ولكنه حظ به النقص مولع
وقال مقتبسا:
عشقوا الملاح وقد نهوا * عن عشقهم لجوى وزادوا
فقضوا بعشقهم جوى * وهوى ولو ردوا لعادوا
وله في صدر كتاب أرسله للمرحوم الجد السيد أبي الحسن موسى:
سلام كما مر النسيم معطر * بأنفاس زهر الروض باكره القطر
كان سحيق المسك بات مصافحا * له فاعتراه من شذا طيبه نشر
إلى السيد المفضال والماجد الذي * له الشرف الوضاح والنائل الغمر
همام إذا ما رمت تحديد مجده * تضايق بي في وسعه البر والبحر
وان رمت ان أحصي جميل صفاته * تقاعدني عن حصرها النظم والنثر
فتى كفه بحر لباغي نواله * كما صدره للمبتغي علمه بحر
وقال في سر من رأى وقد شارفها:
أنخها فقد وافت بك الغاية القصوى * وألقت يديها في مرابع من تهوى
أتت بك تفري مهمها بعد مهمه * يظل بأيديها بساط الفلا يطوي
يحركها الشوق الملح فتغتدي * تشن على جيش الفلا غارة شعوا
يعللها الحادي بحزوى ورامة * وما هيجتها رامة لا ولا حزوى
ولكنها حنت إلى سر من رأى * فجاءت كما شاء الهوى تسرع الخطوا
إلى روضة ساحاتها تنبت الرضا * وتثمر للجانين أغصانها العفوا
إلى حضرة القدس التي قد تضمنت * بحار الندى منها عطاش الملا تروي
فزرها ذليلا خاضعا متوسلا * بها مضمرا لله ثم لها الشكوى
لتبلغ في الدنيا مرامك عندها * وتأوي في الأخرى إلى جنة المأوى
عليها سلام الله ما مر ذكرها * وذلك منشور مدى الدهر لا يطوي
وفي مجموعة بحر العلوم الطباطبائي المخطوطة انه ورد السيد صادق
الأعرجي المعروف بالفحام لزيارة السيد مهدي الطباطبائي دام ظله المديد
وكان ذلك في أيام الغلاء العظيم فوجد على باب داره العامرة للفقراء
ازدحاما عظيما فكتب إليه هذه الأبيات:
تزاحم أقداح الفرات ببابه * ويكثر في وقت العشي ازدحامها
إذا ما رأته من بعيد تبادرت * إليه خفافا فذها وتوامها
تروم امتلاء من رواسي قدوره * واحر بها ان لا يخيب مرامها
تلم بدار قد تهيا حسبة * بها للعفاة المسنتين طعامها
وقال مهنئا السيد مهدي الطباطبائي بتزويج جديد ومؤرخا ذلك:
ان للدهر ان تأملت شانا * عجبا ربما اتى بالمحال
وعلى ما أقول شاهد عدل * حاضر حاكم بصدق مقالي
من رأى الشمس تدرك البدر يوما * ان ذا من تصرفات الليالي
زف للبدر شمس حسن فأرخ * بدر تم بنى بشمس الجلال
وقال:
سل الفضل أهل الفضل قدما ولا تسل * غلاما ربي بالفضل حتى تمولا
فلو ملك الدنيا جميعا بأسرها * تذكره الأيام ما كان أولا
وقال:
لقد طالني من ليس لي بمطاول * وما كان مثلي في الرجال يطال
وما قصرت بي غاية غير أنه * لكل زمان دولة ورجال
وقال يمدح أمير المؤمنين عليا ع:
على الدار بالجرعاء من جانب الحمى * فعوجا صدور اليعملات النجائب
ولا تسألاني اليوم ماذا أصابني * غداة استقلوا من ضروب المصائب
وما وقفة في الدار الا تعلة * لقلب رماه البين شطر النوائب
سقى الجزع من وادي النقا صوب عارض * وان جاده صوب الدموع السواكب
منازل غادتها الخطوب بقاصف * وراوحها صرف الزمان بحاصب
وعهدي بذاك الربع إذ نحن أهله * يرف عليه البشر من كل جانب
فما لي أراه اليوم ابان زرته * حسرت لثام الصون عن وجه قاطب
أعلل بالآمال نفسي وانها * لتصدر نحوي خائبا اثر خائب
سأجهد عزمي والمطي فإنني * أرى الجهد مقرونا بنيل المطالب
واجعل جلباب الضحى خير بزتي * واجعل ظهر الليل خير مراكبي
وابعثها خوص العيون كأنها * الآجال حطت من أعالي المراقب
تؤم محل القدس والحضرة التي * بها امل الراجي وامن المراقب
بحيث ترى نور النبوة ساطعا * منوطا بنور للإمامة ثاقب
بحيث ترى وحي الاله منزلا * وأملاكه ما بين جاء وذاهب
بحيث ترى روض المكارم ممرعا * وبحر المعالي مستجيش الغوارب
بحيث أقر الامر في مستقره * بغالب امر من لوي بن غالب
بحيث استطال الملك واتسعت له * مذاهب عن آراء جم المذاهب
إلى أسد الله الذي خضعت له * رقاب الورى من بين دان وعازب
وصي النبي المصطفى وابن عمه * أبي السادة الغر الكرام الأطايب
امام إليه الدين فوض امره * بأمر إله خصه بالمناقب
به طهر الاسلام من كل عائب * وخلص دين الله من كل شائب
تحيرت الآراء في كنه ذاته * فمن عابد غال وعاد مناصب
له همة صرف على كل حادث * له نشب وقف على كل طالب
له سطوات تتقي الأسد بأسها * إلى عزمات كالنجوم الثواقب
إذا صال في الهيجا فأعظم فارس * وان قال في النادي فأبلغ خاطب
أخو الحرب منه ترجف الأرض هيبة * إذا جال فوق الطرف بين الكتائب
فسل أحدا عنه وبدرا وخيبرا * وصفين والأحزاب ذات العجائب
وسل ما وراء النهر ان كنت سائلا * شواهد في ذا الامر غير كواذب
وقال يرثي السيد محمد بن السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي
مؤرخا عام وفاته ومعزيا عنه والده المذكور:
الدهر من شيمته الغدر * والامر يأتي دونه الامر
والناس سفر أزمعوا نية * بينا هم إذ قوض السفر
والعيش آل مطمع لمعه * يغتر فيه الحائم الغمر
(٣٦٣)

يشتاره شهدا ولكنه * شهد له عاقبة صبر
يقظان في نوم ولم ينتبه * الا إذا زايله العمر
والمرء والدنيا ولذاتها * جان وأيم الزهر والزهر
معشوقة تمنح عشاقها * وصلا ولكن حشوه هجر
من رامها ظهرا إلى مطلب * أكدت فلا ظهر ولا در
اخدع من كفة أحبولة * ما أن يكف كيدها الخدر
فلينصرف ذو اللب عن منزل * ما هوله من ساكن قفر
من يتخذ ايطانه متجرا * اضحى وأوفى ربحه خسر
يا خاطب الدنيا تيقظ فما * شئ سوى العمر لها مهر
تنفق خير الذخر في فارك * أولى بها التطليق والهجر
ما أنت والسير ولم تتئد * في متلف مسلكه وعر
تنبت لا تقطع أرضا ولا * يبقى على الجهد لك الظهر
فلا يغرنك ابهاجها * فالأسد الغضبان يفتر
فاتقينها موطئا لينا * رب رماد تحته جمر
لو كان فيها للفتى عيشة * تهنى وان جل له قدر
كان بذا أولى نبي الهدى * وبعده أبناؤه الفر
اضحوا وهم فئ لأعدائهم * أيديهم من فيئهم صفر
حتى مضوا لا غلة أبردت * منهم ولا يوما سقي صدر
وصاحب العصر امام الهدى * مهديهم حلأه الذهر
زحزح عن سلطانه عنوة * حتى يجئ الفتح والنصر
والسيد المهدي من ولدهم * أولى إليه صرفه الدهر
لله رزء فاجع لم يرم * عن فجعه زيد ولا عمرو
رزء به اسود رجاء العلى * وانهل منها الأدمع الحمر
والمجد أولى القد أزراره * وعاجل الجيب له طمر
جل فوق الدمع عنه وان * يمدده من فيض الدما غدر
نجم بآفاق العلى زاهر * تنحط عنه الأنجم الزهر
غيب في العفر وهل قبله * نجما ترى غيبه العفر
كنا رجونا فيه ما لم يكن * يصدقنا الوعد به الحزر
ان سوف يهدينا إذا ظلت السبل * بنا واضطرب الامر
ومزنه في عارض أنشئت * أخلاقها حافلة غزر
أملها الظامي وذو الضرع * للسقيا وقد مسهما الضر
فانقشعت لاذا احتسى جرعة * منها ولا ابتل لذا طمر
يا أيها المولى الذي فضله * تشهد فيه البدو والحضر
والجاهد الندب الذي نعته * يحسر عن ادراكه الفكر
والعلم الفرد الذي لم يكن * للأرض لولا أن رساقر
ومن إذا بنا دجا مشكل * جلاه من آرائه فجر
ومن إذا خاب لذي عسرة * قصد ففيه النجح واليسر
انا نعزيك وفيك العزا * عن فائت يخلفه الاجر
لا تأس للنجم إذا غاب عن * عينيك ما لم يغب البدر
والفرع قد عني بقطع ولا * ضير إذا ما سلم النجر
وما على الوارد ان لم يصب * ثمدا إذا ما زخر البحر
ما لك عنه الله خيرا فلا * تجزع على من ضمه القبر
كذاك ما يرجى له عنده * خير له فليجمل الصبر
يا راحلا أعقبنا حسرة * لا تنقضي أو ينقضي العمر
لو كنت تفدي لافتديناك * بالأنفس ان أعوزنا الذخر
لكنه حكم وامر جرى * ممن إليه يرجع الامر
أزعج تاريخك كل الورى * قبل كمال خسف البدر سنة ١٢٠٠
وقال يرئي السيد مرتضى والد السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي
المتوفي سنة ١٢٠٤ مؤرخا عام وفاته ومعزيا عنه ولده المذكور.
ما زال امرك يا زمان عجابا * من ذا رأى في الترب بدرا غابا
فمن العذير من الليالي انها * تصل الخطوب وتقطع الأسبابا
تستنهض الغارات لم يك همها * الا نفوس ذوي النهي أسلابا
أرأيت من حملوا على أعوادهم * وهو الخطيب فما أحار جوابا
نعش تشيعه المكارم والعلى * يعولن ضمن حكمة وخطابا
حملته أعناق تقل الرجال ولم أخل * وأبيك أعناقا تقل هضابا
حفوا به زمرا فناقض حبوة * حزنا ومصطرخ يعط ثيابا
يبكي عليه بأدمع محمرة * تكسي بها الوجنات حرقة
قذفت بها كبد أذيبت حرقة * فجرت عقيقا في الخدود مذابا
دفنوا المكارم تحت طي جنادل * نشرت لنا الأحزان والأوصابا
شمس توارت في التراب ولم تكن * شمس لتتخذ التراب حجابا
وخضم جود غاض مدا بعد ما * قد كان أوفى زخوة وعبابا
وهزبر غاب غاله صرف الردى * ولطالما قد كان يحمي الغابا
ومهند فل المنون ذبابه * ولكم من الحدثان فل ذبابا
أودى حليف المكرمات فلا تلم * من مزق الأكباد لا الأثوابا
وليخلع الشرف الرد أو لتلبس * العليا به من حالك جلبابا
ولتبكه عين العلوم دما فقد * درست مدارسها وعدن يبابا
وليبكه المحراب شجوا انه * قد كان نورا يشرق المحرابا
وليبكه الخلق الكريم فإنه * قد كان لا نزقا ولا صخابا
وليبكه لين العريكة انه * قد كان أوطأ في الأنام جنابا
وليبكه صدق الوفاء فإنه * قد كان لا يسم الوفاء كذابا
قف بي عليه مناشدا لضريحه * ان كان ممن يستطيع جوابا
يا قبر كيف وأنت أضيق جانبا * وأريت أوسع في الأنام جنابا
يا قبر كيف وفيك غيث هاطل * أصبحت جدبا تستمد سحابا
يا قبر كيف وفيك شمس أشرقت * نورا بعثت على العيون ضبابا
ما للمعالي شيعته ولم تؤب * وارى المشيع غيرها قد آبا
أتظنني آسي على مود وقد * أودى واعتد المصاب مصابا
هيهات قد ذهب الذي بذهابه * ذهب الورى فيمن أبيت مصابا
لو كان يفدى لافتدته عصابة * خلقوا ليوثا في الحروب غضابا
يتهافتون إلى لظى نيرانها * وقع الفراش وقد أصاب سهابا
من كل مشبوح الذراع تخاله * صلا إذا استعر الورى وثابا
يغدو إذا حمي الوطيس مشمرا * للحرب لا كلا ولا هيابا
درسوا علوم الحرب حتى أتقنوا * علم النضال كتيبة وكتابا
لكنه القدر المتاح وهل ترى * أحدا يغالب ربه الغلابا
صبرا أخا المجد المنيف فإننا * شرع لعمر أبيك فيما نابا
ولنا العزاء بنور غرتك التي * طلعت على باغي الرشاد شهابا
من لم يكن في امره مسترشد * المهدي ضل عن السبيل وخابا
السيد السند الهمام المقتدى * الندب الكريم الباذل الوهابا
العالم العلم الرضي الزاهد الورع * التقي الناسك الأوابا
(٣٦٤)

مولى حباه الله فضلا سابغا * حلى به الأحساب والأنسابا
ينتابه العافي فيلقي نوله * عذقا ونائل من سواه سرابا
أحيا رسوم العلم بعد دروسها * وبني قواعده وكن خرابا
وأزال في تحريره اجماله * حتى تفصل عنه بابا بابا
وأقام أركان الشريعة بعد ما * هدت ومد لسجفها اطنابا
لولا سمات للإمامة ترتجى * قلنا امام زماننا قد ثابا
انا نعزيه وفيه لنا العزا * عن فائت قد آيس الطلابا
يا راحلا شد العزاء رحاله * مذ شد عنا الرحل والأقتابا
لا كان في الأيام يومك انه * صدع القلوب وحير الألبابا
ان تخلع الدنيا فليس بضائر * فلقد لبست من الحرير ثيابا
أو فاتك العيش النكيد فإنما * لك في جنان الخلد عيش طابا
أو كنت قد أوحشت أترابا فقد * آنست حورا في العلى أترابا
بمقاعد للصدق لست بسامع * فيهن لا لغوا ولا كذابا
تجني بهن من الفواكه ما زكا * طعما وتشرب ما يلذ شرابا
نعماء قد كشفت لعينك عند ما * عاينت مالك قد أعد ثوابا
فسقى ثراك وان أقام به الحيا * صوب الحيا متهللا سكابا
وسقاه دوما من شآبيب الرضا * ما لا انقطاع له ولا إغبابا
ومحاول تاريخ يومك قال لي * مذ أودعوك جنادلا وترابا
ذهب الحبيب وليس من تاريخه * بد فارخ قلت بدر غابا سنة ١٢٠٤.
وقال يرثي الشيخ احمد الجزائري مؤلف كتاب قلائد الدرر
الا من يمنح القلب اصطبارا * ومن ذا يمنح العين الغرارا
تملكت الهموم قياد قلبي * غداة تملك الدهر اقتدارا
فيا لله كم من سهم خطب * إلى أحشاي فوقه جهارا
وكم قد شن غارته لحربي * فحاربني كان لدي ثارا
فصرت لحادثات الدهر مأوى * أحاذرها ولم أملك حذارا
وأعظمهن نائبه لديها * كبار النائبات ترى صغارا
رزية قطب أفلاك المعالي * ومن حاز المكارم والفخارا
ومن اضحى بهذا العصر فردا * يدور الفضل معه حيث دارا
ومن بعلاه يهزأ بالثريا * ومن بنداه قد فاق البحارا
مصاب أصبح الاسلام منه * حزينا قلبه يبدي انكسارا
مصاب أزعج الثقلين طرا * وأورى في قلوب الخلق نارا
مصاب جل موقعه لدينا * ولكن حكم ربك لا يمارا
فيا لك من مصاب منه أضحت * ربوع العلم موحشة قفارا
وأصبحت المدارس دارسات * وللأصداء قد أمست مزارا
ومنه أضحت الاسفار تبكي * بدمع هاطل للغيث جارى
وأصبحت الورى منه سكارى * وما هم في الحقيقة بالسكارى
الا قد مات من كان يحيى * بسيب نداه من مات افتقارا
الا شمس الهدى أفلت فصرنا * بليل الغي مذ أفلت حيارا
توارى بدرنا في الترب عنا * وهل تحت الثرى بدر توارى
فقدنا فاضلا قد كان منه * جميع الفضل حقا مستعارا
فقدنا سيدا ندبا جوادا * بميدان السماحة لا يجارى
فقدنا آخر العلماء عصرا * وأولهم جلاء وافتخارا
فقدنا من عليه العلم امسى * يحن حنين فاقدة حوارا
فقدنا الزاهد الورع التقي * الذي جمع السكينة والوقارا
فقدنا الزاهد الورع النقي * الكريم المستغاث المستجارا
فقدنا من له شرف رفيع * به اندهش السهى فسهى وحارا
ولكن لم يغب بدر تولى * وخلف فرقدين قد استنارا
فويح الدهر كم نبغي فرارا * ولم نر من نوائبه فرارا
الا يا قبر هل أنت دار * بان برمسك السبع البحارا
وهل تدري بان الفضل امسى * برمس ثراك متخذا جوارا
حويت العالم السفلى طرا * فنلت على بذلك وافتخارا
حويت فتى له التقوى شعار * وقد كان السخاء له دثارا
فأمسى حاسدا لك كل قلب * وحق لكل قلب ان يغارا
سقاك من الحيا صوب ملث * تروح مصادفا منه اعتمارا
ولا زلت صلاة الله تترى * على من فيك ما مطر تجارى
الا يا صاح ذا التاريخ فيه * على قلب الأسى اعتور اعتوارا
قضى صدر الكرام به فأرخ * لأحمد أمست الفردوس دارا
وله يهنئ الشيخ جعفر الجناجي بقدومه من الحج:
لله درك من عميد لم تزل * للصالحات ميتما معمودا
حف الركاب يؤم بيتا لم يزل * للناس من دون البيوت قصيدا
وأناخ يلتمس القرى من ربه * فقراه ما لم يبغ معه مزيدا
فضلا واحسانا ومغفرة لما * قد كان منه طارفا وتليدا
وقضى مناسكه وعاد بغبطة * في الصالحات وفي العلى محسودا
يا أيها المولى الذي شاد العلى * وبنى المكارم ناشئا ووليدا
أصبحت سيدها وليس بضائر * ان لم تكن من هاشم مولودا
أزمعت قصد البيت لا تلوي على * شئ تزجى اليعملات القودا
تقتاد حزب الله مجتهدا كما * قاد المليك عساكرا وجنودا
ثم انصرفت بسيرة محمودة * ولك المحاسن مبدئا ومعيدا
وأقول انك جعفر كلا ولا * بل أنت بحر بالندى مورودا
أحييت آثار السماحة والندى * واعدت دارس رسمهن جديدا
مستأثر بفضيلة العلم التي * اضحى عليك رواقها ممدودا
فلك العلوم الباهرات سبقت في * تحقيقهن محققا ومفيدا
وسلكت في الآداب أبعد منهج * أتعبت فيه جرولا ولبيدا
نظم تود الخودان فريده * قد نظمته قلائد وعقودا
وبديع نظم تستعير الروضة * الغناء منه زهرة وورودا
يا قبلة الفضل التي أربابه * مالوا إليها ركعا وسجودا
حييت من فضل تجلى فانجلى * عنا به ليل العنا وأبيدا
بل عارض متهلل وافى وقد * ملأ البلاد بوارقا ورعودا
جاء البشير مبشرا بقدومه * فحمدت ربا لم يزل محمودا
وبذلت أقصى الجهد في تاريخه * نلت المنى بمنى وجئت حميدا
وقال في مدح الامامين العسكريين ع:
أنخها فقد وافت بك الغاية القصوى * وألقت يديها في مرابع من تهوى
أتت بك تفري مهمها بعد مهمة * يظل بأيديها بساط الفلا يطوى
يحركها الشوق الملح فتغتدي * تشن على جيش الفلا غارة شعوا
يعللها الحادي بحزوى ورامة * وما هيجتها رامة لا ولا حزوى
ولكنها جنت إلى سر من رأى * فجاءت كما شاء الهوى تسرع الخطوا
إلى حضرة ساحاتها تنبت الرضا * وتثمر للجانين أغصانها العفوا
إلى حضرة القدس التي قد تضمنت * بحور ندى منها عطاش الورى تروى
(٣٦٥)

فزرها ذليلا خاضعا متوسلا * بها مظهرا لله ثم لها الشكوى
لتبلغ في الدنيا مرامك كله * وتأوي في الأخرى إلى جنة المأوى
عليها سلام الله ما مر ذكرها * وذلك منشور مدى الدهر لا يطوى
مراثيه
ولما توفي رثاه السيد احمد العطار بقصيدة مؤرخا فيها عام وفاته يقول
فيها:
لهفي على بدر علا * تحت التراب قد أفل
وبحر علم كل حبر * عل منه ونهل
من قد حباه الله علما * زانه حسن عمل
فسار ذكر فضله * بين الورى سير المثل
وحين حل الترب * وهو السيد السامي المحل
أرخت عام موته * في بيت شعر قد كمل
عز على الاسلام * موت الصادق المولى الاجل
وله في رثائه قصيدة أخرى يقول في آخرها مؤرخا:
وغداة عم مصابه أرخت قد * فدحت برزء الصادق العلماء
سنة ١٢٠٤
ورثاه فريق من شعراء عصره بقصائد عديدة منهم صديقه الشيخ
مسلم بن عقيل قال في آخرها مؤرخا وفاته:
فذا حادث فيه يقول مؤرخ * أسئ الحديث اليوم من رزء صادق
أولاده
خلف أربعة أولاد: السيد علي والسيد محمد والسيد جعفر والسيد أحمد.
١٢٩٢: الشيخ صادق ابن الشيخ محسن الأعسم.
توفي سنة ١٣٠٠ أو ١٣٠٧ بالكاظمية، وكان قد سكن النجف ثم
انتقل إلى الكاظمية.
كان أديبا فاضلا ومن شعره قوله في بعض أصحابه:
قل للأولى هاموا بأشعارهم * في كل واد فهم يلعبون
يا أيها الناس اتقوا ربكم * أنتم وآباؤكم الأولون
فذو اليد البيضاء جاءكم * بآية تلقف ما يأفكون
وله يمدح ناصر الدين شاه ويذكر حربه مع الإنكليز ويحرضه على
حربهم وترك السلم الذي طلبوه ويشير عليه بمؤازرة السلطان عبد المجيد:
يا ناصر الدين انصر ناصر الدين * وافتح له ما وراء الهند والصين
وارفع له راية منصورة ابدا * كراية المصطفى خير النبيين
لم تسر الا وجيش الرعب يقدمها * وخلفها فئة شم العرانين
واحفظ به ملة الاسلام وامح به * معالم الشرك وأحي ميت الدين
واسق المواضي الظوامي انها ظمئت * إلى دم الكفر وارم الشرك بالهون
واحفف سراياه بالاملاك مردفة * بكل جيش بنصر الله مقرون
أقم به سنة الدين التي درست * بكل لدن يشك الشرك مسنون
وليس يعجز ذا مولى مشيئته * موقوفة بين كاف الامر والنون
صيرته للهدى ذخرا فصنه به * واجعله أكرم مذخور ومخزون
سيوفه بقراع الكفر قد فنيت * ورمحه بسواها غير مفتون
يا ناصر الدين يا من أحكمت يده * أركان ما قد بناه آل ياسين
عن ساعد العزم شمر غير مكترث * واحصد بسيفك أجناد الشياطين
والزم شقيقك في الاسلام متخذا * أخاه عضبا على هام السلاطين
ذاك الذي ترهب الأقطار صولته * عبد المجيد أخوك الندب في الدين
ودع جيوشكما في الأرض جائشة * بكل قطر من الأقطار مسكون
فأنتما قمرا أفق الهدى ولكم * أقمتما للهدى غر البراهين
وكم جيوشكما أفنت بحزمكما * طوائفا بين منحور ومطعون
صبا على الشرك سوطا من عذاب لظى * سيفيكما بشواظ فيه مكنون
وشيدا شرعة الهادي ببأسكما * ونفذا كل مفروض ومسنون
وتوجا بيضة الاسلام تاج على * بلؤلؤ من نظيم النصر مكنون
يا ملبس الملك عدلا عم منتشرا * على ممالك سيحون وجيحون
اقرأ على الكفر آي السيف مغتنما * اجرا بذلك اجر غير ممنون
وقم وكن ناصرا للدين منتصرا * بسيف خاتمة الغر الميامين
وثر بكل عرين من ليوث شرى * وارغم لكل عنيد كل عرنين
واكشف بصادق فجر البيت مصلته * ظلام ليل من الهيجاء مدجون
وأطبق طباقا على الطاغين إذ طفحوا * وعاد طغيانهم طغيان قارون
زوج نفوس أعادي الدين يوم وغى * من طعن رمحك بالابكار لا العون
وطهر الأرض كم طهرت ساحتها * من كل رجس ببطن الوحش مدفون
من لم يصدق بحشر من طغاتهم * أقم له بالظبى غر البراهين
وائذن بحرب ولا تأذن بسلمهم * فالسيف بالسلم عنهم غير مأذون
١٢٩٣: الميرزا صادق ابن الميرزا محمد ابن المولى محمد ابن المولى محمد علي القراجه
داغي.
ولد في تبريز سنة ١٢٦٩ وتوفي في قم ٧ ذي القعدة ليلة الجمعة سنة
١٣٥١ عن ٨٢ سنة.
ارسل إلينا ترجمته الفاضل الميرزا الحاج ملا عباس قلي الواعظ
التبريزي الجراندابي وأضفنا إليه ما أرسله إلينا السيد شهاب الدين الحسيني
التبريزي القمي النسابة قال الأول: كان فقيها مجتهدا مرجعا لتقليد العامة
جميل الوجه حسن المعاشرة واسع الصدر حليما حسن الخط واعظا له أشعار
في المراثي وقال السيد شهاب الدين كان علامة محققا مدققا فقيها أصوليا
متكلما اه‍.
وقال الأول: سافر وهو ابن ٢٠ أو ١٩ سنة مع أخيه الأكبر الحاج
ميرزا محسن إلى النجف الأشرف لتحصيل العلم سنة ١٢٨١ وأقام فيها ٢٤
سنة، ألف فيها جملة من مؤلفاته ولعدم تمكنه من البقاء هناك رجع إلى
تبريز سنة ١١٣١ أو ١٠ ولانتشار صيت فضله وغزارة علمه وحسن أخلاقه
صار عظيما في أعين الناس مقبولا عند العام والخاص وكانت له الرئاسة
التامة والمرجعية في تبريز حتى سيرته الحكومة الإيرانية في الثورة المشهورة
التي صارت في تبريز سنة ١٣٤٧ إلى بعض بلاد إيران ثم إلى قم فبقي فيها
واحضر عائلته ولم يعد إلى تبريز وبعد أربع سنين زار الرضا ورجع إلى قم
مريضا بوجع الصدر وامتد مرضه شهرين أو ثلاثة وتوفي في قم ودفن فيها في
قبة مخصوصة في رواق السيدة فاطمة بين الايوان والحرم على يسار الداخل
من الايوان ولم ير مثل يوم وفاته وكان لوفاته اثر عظيم في النفوس خصوصا
(٣٦٦)

في بلاد آذربايجان ولا سيما في تبريز فعطلت الأسواق وأقاموا له مجالس
الترحيم.
مؤلفاته
له مؤلفات كثيرة ١ المقالات الغروية في مباحث الألفاظ من
أصول الفقه ٢ رسالة في المشتق ٣ رسالة مختصرة كتبها في قم
وطبعت هناك وهذه الثلاثة مطبوعة ٤ كتاب الصلاة وهو لم يطبع ٥
شرح التبصرة ٦ رسالة في شرائط العوضين وانتصاف المهر بالموت وأكثر
مؤلفاته في الفقه والأصول.
شعره
ذكر له صاحب شهداء الفضيلة قصيدة في رثاء الميرزا عبد الكريم
التبريزي الشهيد في قضية المشروطة مع ابنه سنة ١٣٣٦ يوم النوروز وهي:
أكذا يهد الكفر دين محمد * والمسلمون بمنظر وبمشهد
أودى بمنتجع المكارم والهدى * وسليلة الفرع الكريم المحتد
من بيت علم شيدت أركانه * بمعالم موروثة من احمد
وجمال أهل العصر أطيب عنصر * وافى بمنقطع العلى والسؤدد
ومفاخر قد عانقت صدر السما * في طلعة كالكوكب المتوقد
ومطوق الأعناق بالمنن الجسام * مثقلا أكتافهم بالعسجد
الدين والدنيا لقتلهما غدت * قفرا كرسم المنزل المتأبد
الله اي رزية رزئ الأنام * بها بعيد بل بيوم أنكد
من للأرامل واليتامى بعده * أم من يقوم بحاجة المستنخد
من ذا يعظم للإله شعائرا * في ارضه ويصونها من ملحد
ويقوم الاسلام يرفع للسما * راياته في محشد أو مشهد
فقدوه فقد الأرض هاطل وبلها * فدموعهم تجري بقلب مكمد
تبكي السماء عليه بالعين التي * كانت بها تبكي على ابن محمد
وسليلة في جنبه متضخما * بدم النبوة بل بمهجة احمد
قتلا كما قتل الحسين وشبله * بمريش ومسدد ومهند
١٢٩٤: الشيخ صادق بن محمد بن أحمد بن أطيمش الربعي النجفي.
توفي سنة ١٢٦٨ في الشطرة وحمل إلى النجف فدفن في مقبرته التي في
داره في محلة البراق وفي بعض المجلات انه توفي سنة ١٢٩٨.
قال الشيخ عبد المولى الطريحي في كتاب الغرويات على ما حكي:
عالم فقيه وشاعر متفنن وأديب معروف في الأوساط العلمية والأدبية.
والربعي نسبة إلى ربيعة القبيلة العربية الشهيرة في التاريخ انتزح أطيمش
والد جد المترجم من أراضي ربيعة من الموضع المعروف الآن بالبسروقية
وهي مقاطعة واقعة قرب نهر سمي باسم المقاطعة المذكورة في قضاء الحي
بلواء الكوت وسكن في لواء المنتفق في أراضي الدكة الواقعة في قضاء
الشطرة ولا تزال لهم آثار فيها وقد أقام حفيد أطيمش وهو محمد في النجف
بعد رجوعه من حج بيت الله الحرام فابتاع له دورا خاصة في محلة البراق.
وسكن هو وأقرباؤه فيها وكان يتردد في خلالها على الشطرة خصوصا في
فصل الصيف ويمكث هناك أربعة أشهر بل ما يزيد على ذلك، وكان عمر
ولده الصادق يومئذ خمس عشر سنة، شوقه لطلب العلوم والآداب والتفقه
في فقه الشريعة الاسلامية بعد أن زوجه امرأة من أسرة الأعسم فاخذ
الصادق يجد ويجتهد ويشتغل حتى نال بغيته. واعترف له بالفضيلة وأصبح
معدودا من الطبقة الراقية من فقهاء النجف وشعرائها وأدبائها ومن الذين
لهم منزلة سامية. ومكانة مرموقة لدى أساتذته الاعلام المشهورين بعصره لما
ظهرت له من المواهب الأدبية وما عرف به من التقوى والصلاح
وقد رزق من زوجته الأعسمية من الأولاد الذكور ثلاثة وهم الشيخ
حسين والشيخ باقر والشيخ جعفر كانوا ذوي فضل وأدب توفي الأخير
بحياة أبيه وقد صاهر الصادق الشيخ محمد الشيبي والد الشيخ جواد
والشيخ عبد الحسين الطريحي وقد عزى الصادق صهر الثاني بوفاة ابنه جعفر
بقوله في ضمن رسالة نثرية:
أبا باقر قد عز والله ما جرى * وعز علينا صادق القول ما ترى
ألا صرف الرحمن عنك صروفه * وأولادك عيشا صافيا لن يكدرا
ولا برح السعد السماوي ثاويا * لديك وغيث اللطف ما انفك ممطرا
إذا ما رأتك الحادثات فإنما * الحوادث تأبى ان تعد وتحصرا
فصبرا فما مجد الفتى الحرذي النهي * لدى الناس الا ان يصاب فيصبرا
وللصادق قصيدة طويلة أرسلها لصديقه الشيخ علي ابن الشيخ جعفر
كاشف الغطاء وجدت في مجموعة الشيخ علي كاشف الغطاء منها:
لعل لياليا ذهبت تعود * فيورق في زمان الوصل عود
ويرجع لي بها زمن التصابي * وغصن شبيبتي خضل يميد
فلا تجزع لهجر بعد وصل * فأيام الهوى بيض وسود
فوال حق من أولاك علما * تفيد به سواك وتستفيد
ويظهر من البيت الأخير ان الصادق كان مشاركا علي في العلمية كما
يظهر من المقطوعة التي أرسلها ضمن رسالة نثرية جوابا على كتاب ورد إليه
من صهره الطريحي انه كان كثير المراسلات والمكاتبات معه وقد التزم في
صدور أبياتها اسمه واسم أبيه الشيخ نعمة وهي:
نظام كتاب قد اتانا وانما * لا سطره سمط الجمان المنضد
عرفنا به المسك الفتيق وعرفه * من الند نشرا إذ نشرناه باليد
محاسن أنواع البديع تجمعت * نظاما ومنثورا له وعد مرعد
تلونا به الأشواق صحفا كأننا * شربنا بأسماء اللهى كأس صرفد
على جيرة لي بالغوير تحية * تروح على مر الدهور وتغتدي
بلاني الهوى فيهم كأني عامر * وشوقي لهم شوق المشوق المنكد
ألام على فرط الغرام فهل أرى * مخفا من اللوام في الحب مسعدي
لقد طال ليلي بعد ما كان قاصرا * ليالي اجتماع الشمل قبل التبدد
حسبت به النجم السماوي كله * فطال على التعداد ليل المسهد
سهرت به حتى تيقنت انه * بعيد المدى أو ليس لليل من غد
يحن فؤادي والصبابة دأبها * حنين لأرباب الهوى والتودد
نديمي حسبي منكما العتب مرة * والا فاني هالك في التعدد
وللشاعر الأطيمشي اثر علمي مخطوط ذكر فيه تحقيقات أساتذته
الفقهاء موجود في المكتبات النجفية بخط ابنه الشيخ حسين. ورثاه صهره
الشيخ عبد الحسين الطريحي بقصيدة جاء فيها:
ويح تلك الخطوب كم جرعتنا * غصصا للفراق اورت غليلا
(٣٦٧)

ذاك من عادة الليالي فعيش الحر * لو طاب كان فيها وبيلا
فلذاكم رأى الترحل عنها * ذو معال سرى بجد الرحيلا
وفي الطليعة كان فاضلا مشاركا في العلوم الآلية والدينية يسكن
أطراف العمارة من نواحي البصرة وكان أديبا شاعرا فمن شعره قوله:
سأشكو من لقائكم القليلا * وأشكر من فراقكم الطويلا
إذا نهشت أفاعي البين قلبي * جعلت دواءها الصبر الجميلا
وان عبثت بمهجتي الرزايا * أقمت بصدرها الباس الثقيلا
وقوله يرثي الحسين ع:
ارق بالطف وكف الدمع سكبا * فقد أمسا به الاسلام نهبا
وقد أورى زناد الكفر فيه * بكف أمية قدحا وثقبا
غداة أقامت الهيجاء حرب * وآل أمية بالطف حربا
رمت حزب الاله به وقادت * عليهم من بني الطلقاء حزبا
سطت فسطا أبو الأشبال فردا * وأوسعهم بها طعنا وضربا
إلى أن خر في البيدا صريعا * وأظلم يومه شرقا وغربا
١٢٩٥: القاضي أشرف الدين صاعد بن محمد بن صاعد البريدي الآبي.
فاضل متبحر له تصانيف منها:
عفو الحقائق، الاغراب في الاعراب، الحدود الحقائق، بيان
الشرائع نهج الصواب، معيار المعاني، كتاب في الإمامة، ونقضه ونقض
نقضه.
١٢٩٦: فخر الأئمة أبو الفضل صاعد بن يوسف القمي الفقيه.
في معجم الآداب:
كان من فقهاء الشيعة وكان جميل الأخلاق وله سماعات وله تلامذة
وأصحاب ومما ينسب إليه وليست له:
أزيد إذا أيسرت فضل تواضع * ويزهو إذا أعسرت بعضي على بعضي
فذلك عند اليسر أكسب للثنا * وذلك عند العسر انزه للعرض
١٢٩٧: الشيخ صالح بن عبد الكريم الكزكزاني البحراني نزيل شيراز.
من مشائخ الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني وصفه في الروضات
بالشيخ الفاضل الفقيه الورع الشديد في ذات الله. له شرح الأسماء
الحسنى. توفي سنة ١٠٩٨.
١٢٩٨: صالح بن علي الأفقم.
ذكره الجاحظ في البيان والتبيين من مشايخ التشيع.
١٢٩٩: السيد صالح ابن السيد عبد الحسين الكلخراني الأردبيلي.
توفي في حدود سنة ١٣١٩.
اخذ في النجف عن الشيخ مرتضى الأنصاري قليلا ثم عن الكوه
كمري والشيخ جعفر التستري وجاور ١٨ سنة ثم خرج إلى أردبيل فوعظ
على طريقة أستاذه التستري واقبل عليه الناس.
١٣٠٠: السيد المير صالح ابن المير عبد الرحيم العطار الموسوي الأردبيلي.
توفي ١٣١٩ بأردبيل.
عالم فاضل من تلاميذ السيد حسين الترك له تقريرات بحث السيد
حسين الترك فقها في مجلدين.
١٣٠١: فخر الدين أبو الخير صالح بن تاج الدين الحسن بن علي بن المختار العلوي
العبيدلي النقيب.
من البيت المعروف بالتقدم والسيادة والحشمة والنقابة ذكره شيخنا أبو
الفضل بن المهنا الحسيني في المشجر وقال كان سيدا فاضلا كاملا وقال
السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي كتب إلي السيد فخر الدين
صالح أبياتا من شعره فأجبته على وزنها ورويها واعتذرت عن أخرى
فخر الدين لم اقطع جوابي * لاهمال لديك ولا تواني
ولكن لم يطق يا ابن المعالي * مجازاة بقولكم لساني
فأنتم يا بني المختار فينا * بناة المجد والشرف الهجان
في أبيات.
١٣٠٢: السيد صالح ابن السيد جواد ابن السيد حيدر ابن السيد إبراهيم الحسني
الكاظمي البغدادي.
توفي سنة ١٣٤٣ بالكرادة وكان خرج إليها لتغيير الهواء وحمل إلى
النجف فدفن في وادي السلام.
قرأ في النجف على الشيخ محمد طه نجف ثم عاد إلى بغداد فسكن
بالقرب من مشهد الشيخ الخلاني مشتغلا بإقامة الوظائف الشرعية.
١٣٠٣: الأمير صالح المدرس الطباطبائي الزواري الأردكاني اليزدي.
في الذريعة كان من أعاظم علماء عصره فوض إليه والي عقبة امر
التدريس في المدرسة التي بناها صدر خان في زيد المعروفة بالمصلى وهو باق
في العلماء من عقبه إلى اليوم.
١٣٠٤: الشيخ صالح بن زين الدين الأحسائي.
له رسالة في علم الكلام ورسالة في الرياء في الصلاة والشك ورسالة
في وقوع الحدث الأصغر في أثناء غسل الجناية ورسالة في جواب السؤال
عن جايلفا وجابلسا قال في أولها قد بادرنا إجابة لسؤال شيخنا ومقتدانا
الشيخ الجليل الشيخ إبراهيم بن عبد الله بن زعبل ورسالة في معنى بسم
الله الرحمن ورسالة في جواب السيد هاشم بن السيد راضي الجزائري عن
التوبة ورسالة في شرح باب الحادي عشر.
١٣٠٥: الشيخ صالح بن سليمان بن محمد العاملي الصيداوي.
في أمل الآمل عالم فاضل صالح عابد سافر إلى العراق وجاور بمشهد
الكاظم ع من المعاصرين اه‍ يروي عنه السيد الشهيد نصر الله
الحائري عن الشيخ الجليل محمد الحرفوشي عن المعمر بن أبي الدنيا المغربي

(١) مجمع الآداب.
(٣٦٨)

عن أمير المؤمنين ع.
١٣٠٦: السيد ميرزا صالح الشهرستاني.
توفي بكربلا في جمادي الثانية سنة ١٣٠٩.
وعقد له الميرزا الشيرازي مجلس الفاتحة أربعة أيام وكان عالما جليلا
ورثته الشعراء منهم الشيخ حمادي بن نوح الحلي بقصيدة يقول فيها:
الآن قد عاد العراق هباء * وغدا صباح ذوي العراق مساء
بنوى أبي المهدي قرت أعين * كان ابن فاطمة بهن قذاء
وعلت به للمكرمات صوارخ * أودت لأقصى الكائنات صداء
ندبت من ابن المصطفى متحليا * أكرومة وتعففا وحياء
ورياسة وكياسة وسياسة * وفراسة وحماسة وإباء
وكانه فوق السرير إذا بدا * قمر يصدع نوره الظلماء
فجعت به الاحكام وانصدعت له * شم الآكام وزلزلت ارجاء
جلل أصاب الغاضرية وقعه * متفاقما فأذاب سامراء
١٣٠٧: الشيخ صالح بن صعان البحراني.
توفي بالطاعون في مكة المكرمة سنة ١٢٨١.
كان من العلماء الورعين الزاهدين قيل لم يلبس لباسا فيه شئ من
الإبريسم له كتاب حسن في تسلية الحزين.
١٣٠٨: المولى حسام الدين صالح ويقال محمد صالح بن أحمد المازندراني.
توفي سنة ١٠٨١.
كان من مشاهير العلماء وحملة الحديث وهو صهر المجلسي الأول له
تصانيف منها: ١ شرح أصول الكافي ٢ الدائر السائر ٣ شرح ربدة
الأصول ٤ شرح المعالم ٥ شرح من لا يحضره ٦ حاشية على شرح
اللمعة.
١٣٠٩: أبو العديس صالح.
روى الكليني في أواخر أصول الكافي في باب من يجب مصادقته
ومصاحبته عن العدة عن عبد الرحمن بن أبي شجران عن محمد بن الصلت
عن ابان عنه قال أبو جعفر يا صالح اتبع من يبكيك وهو لك ناصح ولا
تتبع من يضحكك وهو لك غاش وستردن إلى الله جميعا فتعلمون.
١٣١٠: الشيخ صالح الأوالي.
نسبة إلى أوال من بلاد البحرين عالم فاضل في الطليعة ارسل هو
والحاج عباس الأوالي مسائل إلى الشيخ عبد علي بن خلف آل عصفور
البحراني المتوفي سنة ١٣٠٣ فكتب جواباتها وقال بعد اطرائهما انهما قد بلغا
في سؤالهما أقصى درج البلاغة والبراعة بما يعجز عن ارتقائه أهل الفن
والصناعة.
١٣١١: السيد صالح بن حسن بن يوسف الموسوي الفارسي المعروف بالداماد لان
أباه السيد حسن كان صهر صاحب الرياض وجده السيد يوسف كان صهر
ميرزا مجد الدين متولي المدرسة المنصورية بشيراز ابن السيد علي خان
الشيرازي المدني.
توفي ليلة الجمعة في ٢ ربيع الثاني سنة ١٣٠٣ في طهران وحمل إلى
كربلاء فدفن هناك.
عالم فاضل جليل فقيه محقق قرأ على خاله السيد مهدي وكان مواظبا
على تلاوة القرآن مهتما بتعظيمه غيورا ومن شدة غيرته أحدث الفتنة الصماء
بكربلاء التي قتل فيها خلق كثير واخذ أسيرا إلى الآستانة وتوسط امره بعض
امناء الدولة الإيرانية فعفي عنه وأرسل إلى طهران.
له مؤلفات ١ المهذب في الأصول ٢ زهر الرياض حاشية على
الرياض لجده ٣ حاشية على الروضة للشهيد الثاني سماها صفاء الروضة
٤ رسالة في مسالة التجزي طبعت مع كتاب خاله السيد محمد المجاهد
مفاتيح الأصول.
١٣١٢: أبو سعيد الشيخ صالح بن درويش بن علي بن محمد حسين بن زين
العابدين الكاظمي النجفي الحلي المعروف بالشيخ صالح التميمي الشاعر المشهور.
ولد في الكاظمية سنة ١٢١٨ وتوفي في بغداد بعد الظهر لأربع عشرة
ليلة بقيت من شعبان سنة ١٢٦١ ودفن في الكاظمية.
كان من بيت أدب وكمال ربي في حجر جده الشيخ علي الزيني
الشهير في مطارحاته مع السيد بحر العلوم وغيره في النجف، انتقل مع
جده من الكاظمية إلى النجف فأقام برهة ثم سكن الحلة وبقي بها مدة حتى
استقدمه والي بغداد داود باشا فسكنها وكان سبب طلبه له ان الشيخ موسى
ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء كان مقيما في الحلة ثم رحل عنها إلى
النجف سنة ١٢٤١، وذلك أنه في هذه السنة ثار الحليون ثورة كبرى على
داود باشا والي العراق المشهور وقتلوا جنوده ونصبوا عليهم عميدا حليا منهم
فجهز داود باشا على الحليين جيشا كبيرا وتطوع معه بعض العرب لاخذ
الحلة ومنهم أمير ربيعة درويش ففارق الشيخ موسى بلد الحلة حيث أنشأ
التميمي هذين البيتين معرضا بسليمان الأربلي الذي ولاه داود باشا امر
الحلة:
بمن تفخر الفيحاء والفخر دأبها * قديما وعنها سار موسى باهله
وخلفها من بعد عز ومنعة * تكابد كيد السامري وعجله
واما جيش داود فقد تغلب على الحلة والتجأ الحليون إلى آل
جشعم فغدروا بهم غدرة تاريخية مشهورة على ألسنة العراقيين والفراتيين
منهم خاصة، ولما وصل سليمان الأربلي إلى الحلة استدعى الشيخ
صالح التميمي وسأله عن السامري وعجله واستنشده البيتين السابقين
فتخلص بارتجاله هذين البيتين الآخرين:
زهت بأبي داود حلة بابل * وألبسها بالأمن حلة عدله
وكانت قديما قبل موسى وقبله * تكابد كيد السامري وعجله
فعلم أنه ارتجلهما فعجب من بديهيته ورضي عنه ومن هنا اتصل خبره
بداود باشا فاستدعاه إليه واستبقاه لما عرف من حسن أدبه وجعله كاتب
انشاء العربية وبقي كذلك بعده في عهد علي باشا حتى توفي. وكان لا يرى
ثانيا لأبي تمام حتى أنه رثاه بقصيدة، وله ديوان شعر كبير رأيته في بغداد
مخطوطا وهو شاعر عصره غير مدافع، وقال الشيخ محمد رضا الشبيبي:
هو في عصره كأبي تمام في عصره، قلت وارتجاله البيتين السابقتين يشبه
(٣٦٩)

رتجال أبي تمام بيتيه لا تعجبوا ضربي له من دونه ومن شعره قوله:
متى ماس غصن أو تغنت حمائمه * جرى غير منزور من الدمع ساجمه
وما الشوق الا جذوة يستثيرها * هبوب غرام حين جدت سمائمه
كتمت الهوى حتى أضر بي الهوى * وأنفس شئ للمهالك كاتمه
وعيش تقضى لي على السفح برهة * ترحل عني واستقلت رواسمه
لهوت به دهرا وما حال دونه * هوى لائم والحب شتى لوائمه
وله في مدح النبي ص:
بماذا اعتذاري حين ألقاك في غد * وقد خف ميزاني بما اكتسبت يدي
تصرم عمري والهوى يستفزني * لطرف كحيل فوق خد مورد
أرى خير يومي الذي سمحت به * يد الدهر يوما فزت فيه بموعدي
وثبت إلى اللذات وثبة حازم * رمته أعاديه بسهم مسدد
كان بياضي في سواد صحيفتي * مجدا كما جد الكريم لسؤدد
شرعت شعار المتقين مخادعا * أخاسفه في بردة الجهل يرتدي
وأنذرني الشيب المفند للفتى * فلم يصغ سمعي للعذول المفند
وجزت حدود الله ستين حجة * سفاها وملكت الغواية مقودي
ندمت وما تغني الندامة بعد ما * دنا الحتف أو قامت على الياس عودي
ولا ذخر الا عفو ربي تمده * شفاعة خير المرسلين محمد
أبو القاسم النور المبين ومن به * تشرف عدنان باشراف مولد
نبي الهدى لولاه لم يعرف الهدى * ولا لفظ توحيد بدا من موحد
براه اله العرش من نور قدسه * وأودعه في صلب بدر وفرقد
فكان خيارا من خيار فصاعدا * إلى آدم من سيد بعد سيد
فهدم ما كان غير مهدم * وشيد ما كان غير مشيد
وايوان كسرى انذار الفرس قائلا * هوى ملك كسرى فاجزعي أو تجلدي
وعفى رسوم الجاهلية مثلما * عفا رسم اطلال ببرقة ثهمد
وأوضح نهج الحق بعد دروسه * وقامت قناة الدين بعد التأود
تدارك في عون من الله أمة * تموج باذي من الشرك مزبد
عكوفا على أصنامهم يعبدونها * جهارا فيا تبا له من تعبد
يدعهم شيطانهم بضلالة * ويوردهم من كيده شر مورد
فأنذرهم في معجزات ضياؤها * يسير بها الساري بليل ويهتدي
عيانا كتظليل الغمامة والحصى * وتسبيحه وانظر لشاة أم معبد
وقل في حنين الجذع ما شئت واعتبر * بمعراجه وأقصر خطابك أو زد
فأول من زاغت عن الحق واعتدت * عليه قريش وامتطت ظهر أجرد
فهاجر من بيت الاله ليثرب * بكل كمي مثل عضب مهند
تحف به مثل النجوم عصابة * بطاعة مولاها تروح وتغتدي
وأومى لأنصار فدته بأنفس * فيا نعم مفدوا ويا نعم مفتدي
رجال يذمون الحروب إذا قضت * إلى السلم إذ ليست عليهم بسرمد
فكم يوم بدر صال بدر وأشرقت * بوارقه ما بين هام وأكبد
فسل عنهم أهل القليب فكم ثوى * بأرجائه من ملحد غير ملحد
فيا راكبا يطوي الفلاة بجسره * من البرق تطوي فدفدا بعد فدفد
إذا أنت شارفت المدينة فأبلغن * تحية ملهوف لأكرم منجد
وقل يا شفيع المذنبين استغاثة * وشكوى أتت من عبد رق لسيد
الا يا رسول الله دعوة صارخ * وندبة عان بالذنوب مقيد
الا يا رسول الله دعوة خائف * صروف الردى فانظر لشمل مبدد
كليب يغيث المستجير فكيف من * بمولى كليب غوث كل مصفد
يلوذ فهل يخشى من الدهر غارة * ويحذر من خطب من الدهر انكد
عليك سلام الله يا خير من مشى * على الأرض ما راعى الكواكب مهتدي
وله في أمير المؤمنين علي ع من قصيدة:
غاية المدح في علاك ابتداء * ليت شعري ما تصنع الشعراء
يا أخا المصطفى وخير ابن عم * وأمير ان عدت الامراء
ما نرى ما استطال الا تناهى * ومعاليك ما لهن انتهاء
فلك دائر إذا غاب جزء * من نواحيه أشرقت اجزاء
أو كبدر ما يعتريه خفاء * من غمام الا عراه انجلاء
يحذر البحر صولة الجزر لكن * غارة المد غارة شعواء
ربما عالج من الرمل يحصى * لم يضق في رماله الاحصاء
يا صراطا إلى الهدى مستقيما * وبه جاء للصدور الشفاء
بني الدين فاستقام ولولا * ضرب ماضيك ما استقام البناء
أنت للحق سلم ما لراق * يتأتى بغيره الارتقاء
معدن الناس كلها الأرض لكن * أنت من جوهر وهم حصباء
شبه الشكل ليس يقضي التساوي * انما في الحقائق الاستواء
شرف الله فيك صلبا فصلبا * أزكياء نمتهم أزكياء
فكان الأصلاب كانت بروجا * ومن الشمس عمهن البهاء
لم تلد هاشمية هاشميا * كعلي وكلهم نجباء
وضعته ببطن أول بيت * ذاك بيت بفخره الاكتفاء
امر الناس بالمودة لكن * منهم أحسنوا ومنهم أساؤوا
يا ابن عم النبي ليس ودادي * بوداد يكون فيه الرياء
فالورى فيك بين غال وقال * وموال وذو الصواب الولاء
وولائي ان بحت فيه بشئ * فبنفسي تخلفت أشياء
اتقي ملحدا وأخشى عدوا * يتمارى ومذهبي الاتقاء
وفرارا من نسبة لغلو * انما الكفر والغلو سواء
ذا مبيت الفراش يوم قريش * كفراش وأنت فيه ضياء
فكأني أرى الصناديد منهم * وبأيديهم سيوف ظماء
صاديات إلى دم هو للماء * طهور لو غيرته الدماء
دم من ساد في الأنام جميعا * ولديه أحرارها أدعياء
قصرت مذ رأوك منهم خطاهم * ولديهم قد استبان الخطاء
شكر الله منك سعيا عظيما * قصرت عن بلوغه الأتقياء
عميت أعين عن الرشد منهم * وبذات الفقار زال العماء
يستغيثون في يغوث إلى أن * منك قد حل في يغوث القضاء
لك طول على قريش بيوم * فيه طول وريحه نكباء
كم رجال اطلقتهم بعد أسر * أشنع الأسر انهم طلقاء
يردع الخصم شاهدان حنين * بعد بدر لو قال هذا ادعاء
ان يوم النفير والعير يوم * هو في الدهر راية ولواء
سل وليدا وعتبة ما دعاهم * لفناء عدا عليه الفناء
لا تسل شيبة فقد أسكرته * نشوة كرمها القنا والظباء
قد دعوا للنزال أنصار صدق * زان فيهم عفافهم والحياء
برز الأوس نحوهم فأجابوا * لا حياء فلتبرز الأكفاء
ثم أسكنتهم بقعر قليب * بعد ما عنهم يضيق الفضاء
(٣٧٠)

وحنين وقد شكت ثقل حمل * مذ وطأها حسامك الغيراء
حل في بطنها من الشرك رهط * حاربوا المصطفى وبالإثم باؤوا
ليس الا مخاضها يوم حشر * يوم لم تعرف المخاض النساء
أحد قد ارتك أثبت منهم * يوم ضاقت من القنا البيداء
يوم حاصت ليوث قحطان رعبا * وبلاء الأصحاب ذاك البلاء
وخبت جمرة لعبد مناف * صح من حرها الهدى والسناء
لست انسى إذا نسيت الرزايا * كبدا فلذه لهند غذاء
كم شرقتم من آل حرب بحرب * وإلى الله ترجع الخصماء
ليس خطبا بل كان أعظم خطب * كسر سن لها النفوس فداء
فر من فر والمنادي ينادي * اثر من لا بسمعهم اصغاء
كل هذا وأنت تبري نفوسا * هم لمن حل في الصفا رؤساء
ولصبر صبرته ولعب ء * قد تحملته اتاك النداء
لا فتى في الأنام الا علي * وكذا السيف عمه استثناء
ثم في فتح خيبر نلت فخرا * شاهد الفخر راية بيضاء
أعطيت ذا بسالة حباه الله * يمينا ما فوق هذا العطاء
فسقى مرحبا بكأس ابن ود * مسكرا عنه تقصر الصهباء
ودحا باب خيبر بيمين * هي للدين عصمة ووقاء
قال لما شكت مواضيه سغبا * تلك أم القرى وفيها القراء
جاء نصر الاله في ذلك اليوم * وبالفتح تمت النعماء
وحديث الغدير فيه بلاغ * في معانيه حارث الآراء
هبط الروح مستقلا بأمر * من مليك آلاؤه الآلاء
بهجير من الفلا وهجير * محرق منه تفزع الحرباء
قال بلغ ما انزل الله فيمن * تشكر الأرض فضله والسماء
فأناخ الركاب بين البطاح * لم يحم حولها الكلأ والماء
ثم نادى أكرم به من مناد * حان فرض وللفروض أداء
فاستداروا من حوله كنجوم * حول بدر تجلى به الظماء
فبدا منه ما بدا فيك مدح * فتحت منه فتنة صماء
هو حكم لكنه غير ماض * رب حكم قد خانه الإمضاء
انما المصطفى مدينة علم * بابها أنت والورى شهداء
أنت فصل الخطاب حين القضايا * علم فيك تقتدي العلماء
وفصيح كل الأنام لديه * بعد طه فصيحهم فأفاء
ليس ألاك للفصاحة نهج * وعلى النهج تسلك البلغاء
ثم لما هنالك انقطع الوحي * وفي الخافقين قام العزاء
وبكت فاطمة لفقد أبي الكل * فأشجى القلوب ذاك البكاء
واستقامت نيفا وعشرين عاما * مقلة الدين لم يصبها قذاء
سار فيها النور المبين بهدي * وعلى هديه مضى الخلفاء
قل لمن قال بينهم كان شئ * قال رب هم بينهم رحماء
ذا اعتقادي ومن يقل غير هذا * انني والاله منه براء
مذ ترديت بالخلافة أورى * نارهم في القلوب ذاك الرداء
يوم غصت فيحاؤهم بخميس * زال فيه عن القلوب الصداء
أصبحت ضبة كأعجاز نخل * حان فيها عند اللقاء البقاء
وأبيحت أرواحهم ودماهم * وأصيبت أموالهم والنساء
وبصفين وقعة ما علمنا * أنتج الحرب مثلها والوغاء
يوم وافت كتائب الشام تترى * حمير والسكاسك السفهاء
قادهم ذو الكلاع في يوم بدر * مثلما قاد ذا الكلاع البغاء
لخميس في قلبه أسد الله * وخيل من فوقها أصفياء
ركع سجد إذا جن ليل * حلفاء مع الوغى أصدقاء
عالجوا الشام بالقنا لسقام * حل فيه والداء ذاك الداء
ان تسل عن مصاحف رفعوها * هو مكر عن الكفاح وقاء
شبهات كفى بها قتل عمار * بيانا لو أنهم عقلاء
قد تجرعت صابها لا لشوق * حركته البيضاء والصفراء
يوم طلقتها فسامتك لدغا * وهي أفعى يغز فيها الرقاء
قلدت كلب ملجم سيف غدر * قد سقته زعافها الرقشاء
ما عرا الدين مثل يومك خطب * مدلهم ومكبة دهياء
ثم كر البلاء وأي بلاء * مستطيل أتت به كربلاء
يوم باتت السماء تبكي عليهم * بدماء وهل يفيد البكاء
أيها الراكب المهجر يحدو * يعملات ما مسها الأنضاء
يمم الركب للغري ففيه * بحر جود وروضة غناء
ثم قم في مقام من مسه الضر * وغاداه كل يوم عناء
وأذل عبرة كصوب سحاب * هطلت عنه ديمة وطفاء
والتثم تربه وقل يا غياثي * ورجائي ان خاب مني الرجاء
ان أتتكم هدية مثل قدري * فبمقداركم سيأتي الجزاء
وله يرثي الحسين ع من قصيدة:
وجشمها نجد العراق تحفه * مصاليت حرب من ذؤابة هاشم
قساورة يوم القراع رماحهم * تكفلن أرزاق النسور القشاعم
مقلدة من عزمها بصوارم * لدى الروع امضى من حدود الصوارم
أشد نزالا من ليوث ضراغم * وأجرى نوالا من بحور خضارم
يلبون من للحرب غير محارب * كما أنه للسلم غير مسالم
كمي ينحيه عن الضيم معطس * عليه آباء الضيم ضربة لازم
ومذ اخذت من نينوى منهم النوى * ولاح بها للغدر بعض العلائم
غدا ضاحكا هذا وذا متبسما * سرورا وما ثغر المنون بباسم
وما سمعت أذني من الناس ذاهبا * إلى الموت تعلوه مسرة قادم
كأنهم يوم الطفوف وللظبا * هنالك شغل شاغل بالجماجم
أجادل عاثث بالبغاث وانها * أشد انقضاضا من نجوم رواجم
لقد صبروا صبر الكرام وقد قضوا * على رغبة منهم حقوق المكارم
فلهفي لمولاي الحسين وقد غدا * وحيدا فريدا في وطيس الملاحم
يرى قومه صرعى وينظر نسوة * تجلببن جلباب البكا والمآتم
هناك انتضى عضبا من الحزم قاطعا * وتلك حروب لم تدع حزم حازم
أبوه علي أثبت الناس في الوغى * وأشجع من جاء من صلب آدم
يكر عليهم مثلما كر حيدر * على أهل بدر والنفير المزاحم
وله في أنصار الحسين:
الا من مبلغ الشهداء اني * نهضت لشكرهم بعد القعود
رجال طلقوا الدنيا ومن ذا * صبا لطلاق كاعبة النهود
(٣٧١)

دعاهم نجل فاطمة ليوم * يشيب لذكره رأس الوليد
فقل في سيد نادى عبيدا * عراة الذات من شيم العبيد
اسود بالهياج إذا المنايا * رمت ظفرا ونابا بالأسود
كان رماحهم تتلو عليهم * لصدق الطعن أوفوا بالعقود
إذا ما هز عسال تصابوا * كما يصبى إلى هز القدود
بنفسي والورى أفدي جسوما * مجزرة على حر الصعيد
بنفسي والورى أفدي وسا * تشال على الرماح إلى يزيد
كأني بابن عوسجة ينادي * وريح الموت يلعب بالبنود
هلموا عانقوا بيض المواضي * ولا كعناقكم بيض الخدود
فليس يصافح الحوراء الا * فتى يهوى مصافحة الحديد
رأوا في كربلا يوما مشوما * ففازوا منه في يوم سعيد
وكدر عيشهم حرب فجادت * لهم عقباه في عيش رغيد
الا يا سادتي حزني عليكم * نفى عن ناظري طيب الهجود
أحاذر إذ يقال هل امتلأت * فكان جوابها هل من مزيد
أعيذوا صالحا منها وكونوا * له شفعاء في يوم الخلود
منعتم من ورود الماء قسرا * وفزتم بالهنا وقت الورود
وقال يمدح داود باشا بعد صلح الفرس بقصيدة منها:
أمنتضيا عضبا من الحزم مرهفا * صقيلا متى ما يقرع الدهر يفلق
وموقد نار لو فتى قيس شامها * لما بات مفتونا بنار المحلق
ومن جاوز الجوزاء قدرا وسؤددا * إذا رام ان يسمو إلى أين يرتقي
سل الفرس مذ جرت إليك كتائبا * متى وطئتها الشمس بالنقع تفرق
ملاحم وافت من خراسان اثرها * ملاحم تترى فيلق بعد فيلق
قد اجتمعت من كل قطر وانها * لتسعى على أعقاب شمل مفرق
فباكرتهم في حيهم بكتيبة * فلم تبق فيهم عادة لم تطلق
ومذ جنحوا للسلم والصلح طاعة * مننت بصلح صادر عن ترفق
وما كنت إلا عارضا كلمى همى * سقى كل عود من هشيم ومورق
لئن كفرت نعمى يديك قبيلة * فقد مزقت في الأرض كل ممزق
عتت فدعاها غيها بعد موطن * رحيب إلى شعب من الأرض ضيق
زهت باخضرار العيش حتى استمالها * هواها إلى مرعى وبيل مرنق
إذا أقرمت يوما تمنت شظية * على سغب من ساق ضب وخرنق
ترديت برد الحلم عنها فأسرعت * إلى بردة من جهلها لم تخرق
فان خالفت يوما فكم من درية * على غرض حطت لسهم مفوق
وقال يرثي أبا تمام الشاعر المشهور:
يا راكبا وجناء عيدية * لم يترك الوخد لها من سنام
ان جئت للحدباء قف لي بها * وأبلغ أبا تمام عني السلام
وقل له بشراك يا خير من * سام القوافي الغر من نسل سام
فضلك أحياك كان لم تمت * بالخلد هاتيك العظام العظام
وقال:
يا سائلا غير إله السما * بشراك بالخيبة والرد
ان الذي سواك من نطفة * يغنيك عن مسالة العبد
وقال:
تكفل رزقي باسط الرزق مضغة * إلى حين ألقى من يوسدني الرمسا
وما ضرني نسيان من كنت راجيا * نداه وربي لا يضل ولا ينسى
وقال:
في منكب الأرض للساعين أرزاق * وعد من الله بل عهد وميثاق
لا مهبط الوحي بغداد ولا ذكروا * ان المقيم بها للخلد سباق
وقال وقد طلب منه صديق نظارة فأرسلها ومعها هذين البيتين:
لما قضت عيناك أن تتقي * بآفة من ريب دهر خئون
أرسلت عيني ولو انني * أنصفت أرسلت جميع العيون
وقال في ذم الزمان:
لا أشتكي الدهر ولكنني * ألقى الملمات بصدر رحيب
هيهات أن أطلب احسان من * بعد شبابي ساءني بالمشيب
وقال يصف نهر عيسى ويسمى الآن نهر أبو غريب وقد أحياه بعد
مواته داود باشا:
لو نهر عيسى يحاكي فيض محييه * لصير الماء في أعلا روابيه
نهر عليه ظباء الوحش عاكفه * دهرا فعادت ظباء الإنس تأويه
فلست أدري أهني ساكنيه به * بسائرات القوافي أم أهنيه
رق الزمان به من بعد ما جمحت * خيل الزمان تعادى في مغانيه
فعاد يختال تيها في شبيبته * من بعد شيب على كبر يقاسيه
يصبو لدجلة مذ كانت مصافية * والمرء يصبو لمعشوق يصافيه
يا طالما زارها وهنا فعانقها * على الهوى كيف ما يجرى تجاريه
أكرم بنهر من الأنبار أوله * وفي أباطح صحن الكرخ تاليه
وقال يذكر نهر النيل قرب الحلة وقد أحياه داود:
دع نهر عيسى وحدثني عن النيل * وأجر الحديث باجمال وتفصيل
وبادرياه دعها ان رونقها * قيل تزخرفه الراوون عن قيل
ولا بسندية تعطي لهم سندا * فهل عن الفيل تغني أعظم الفيل
صحائف درست أيامها وغدت * بالحكم تفضي إلى شرح وتأويل
أو غادة أصبحت شمطاء كالحة * أنيابها وهي في تغنيج عطبول
عرج على النيل لا تمرر على نهر * يغريك واصفه بالعرض والطول
نيل ولا مصر لكن في جوانبه * نضارة لم تكن في مصر والنيل
ما للجزيرة بالوسمي من غرض * وللبروق حسام غير مسلول
حاكت يد النيل ابرادا مسهمة * لجسمها فصلت من غير تفصيل
جرى به الماء والأنهار تجذبه * لغاية صغرت قدر المحاويل
إذا تلاطمت الأمواج كان لها * صوت الحجيج بتكبير وتهليل
يصبو إلى الدجلة العذراء عن شغب * يفري السباسب من ميل إلى ميل
قد كان ألقى عليه الدهر كلكله * فقابل الدهر بالشوس البهاليل
وما أزال قذى عينيه غير يد * أحق من كل ذي كف بتقبيل
حيته خمسة آلاف تباكره * في كل صبح بتعظيم وتبجيل
يد الوزير التي فيها لنا وزر * ولم يخب أمل منها بمأمول
وقال يهجو رجلا من أهل الموصل يدعي المعرفة بالشعر ولم يكن من
أهلها:
من مبلغن الموصلي الذي * خف به الجاهل والعاقل
رسالة أنتن من شعره * ان صح عنه انه القائل
ساجلني في مجلس ربه * بحر سريع ما له ساحل
لم يجهل الفاعل لكنه * من جهله تيمه الفاعل
(٣٧٢)

وقال يمدح داود باشا وقد وجه الجيش لرمي البندق في الجانب
الغربي من بغداد:
أملبس العدل قاصيها ودانيها * بك الوزارة قد نالت أمانيها
جردت صارم أقدام بأولها * فأصبحت لا يرى في الدهر ثانيها
بهمة ترهب الاقدار صولتها * وراحة تهب الدنيا وما فيها
جهزت للجانب الغربي سائرة * حيث المراجل تغلي من أثافيها
كتيبة لوزوم السد ما تركت * فضيلة رفل الإسكندري فيها
كم راشقت بسهام غير طائشة * حال الرماية لا تخطي مراميها
أولاك ربك ما أولاك من شرف * لطفا وذو اللطف أعطى القوس باريها
وما الوزارة الا أهلها سور * تتلى وأنت إذا تتلى مثانيها
وقال يمدح نجيب باشا لما زار سلمان الفارسي:
صنت شعري عن هوى خد مورد * وغرير يتثنى مائس القد
لا ولا غازل فكري غزل * بغزال ساحر الألحاظ أغيد
كل وصل جاء هجر بعده * أسفا في مثله الشعر يخلد
لكن استغربت أمرا غامضا * مطلق الفكر به أضحى مقيد
مذ أتى ايوان كسرى عجبا * كيف لم يهو خضوعا لمحمد
انما أتعب فكري واصفا * رتبة من دونها نسر وفرقد
حل فيها ماجد في خطة * وبحسن النظم والنثر تفرد
طالما قلد جيدي منة * ولكم جيدا لذي الآداب قلد
وقال في صديق له:
لا تعتبن على الصديق * إذا تغير أو جفا
ان الصداقة شرطها * ان لا ذمام ولا وفا
ما كنت أعرف شرطها * هذا وقد برح الخفا
حتى صحبت منافقا * متلونا يبدي الصفا
ويسر غدرا دونه * وخز الأسنة لا السفا
ما ان يراني مثبتا * لقضية الا نفي
وقال يمدح سليمان الغنام رئيس بني عقيل وكان شجاعا جوادا:
شهدت لباسك يعرب ونزار * قسما لأنت الفارس المغوار
ما نال ما نال الوزير بعسكر * بل أنت وحدك عسكر جرار
تعشو إلى نار الوغى متعمدا * فكأنما نار الوغى لك دار
ما فاز بالحظ العظيم سوى الذي * لم تثنه الأهوال والاخطار
تختار حسن الذكر عند كريهة * فيها الردى يا نعم ما تختار
يا واهب الخيل العتاق وبالقرى * أرخصت ما قد أغلت الأسعار
لم تسفر الأيام في وجه الفتى * ان لم تغير وجهه الاسفار
عمر الفتى أفعاله ولقد هوى * من ليس تشكر سعيه الآثار
صيرت مالك دون عرضك جنة * ان الوبال على الكريم العار
لو أن كفك لجة لجرت لها * فوق البسيطة بالعطا الأنهار
تزهو بمجلسك المنيف كما زها * بدر تزين نجومه الأسحار
خرس لهيبة ماجد لا فاحش * عند الحفيظة لا ولا مهذار
تبدي مكارمه أسرة وجهه * والروض أنضر ما به الأزهار
قد صلت صولة ضيغم في قسطل * فيه لمعترك المنون غبار
وخرجت من تحت العجاجة باسما * جذلان يعلو وجهك استبشار
في موقف فقد الشجاع فؤاده * وعباب كاسات الحتوف تدار
أفلت نجوم الكرخ وهي كواكب * فيها لمن ضل السبيل منار
فيهم سميك قد سددت مسده * وهو الذي سارت له أذكار
وقال يرثيه وقد قتل غيلة:
ألا هكذا فليدرك الثار طالبه * ويسقي العدى ما كان بالأمس شاربه
فكم جف دوح ثم أورق عوده * وكم ساء ثم سرت عواقبه
وما الصارم الهندي عندي بصارم * إذا هو لم تحمد مرارا ضرائبه
وليس الفتى من سامه الدهر نكبة * فولى وقد سدت عليه مذاهبه
يروح كئيبا والتأسف دأبه * ويغدو بهم والهوان مصاحبه
لنعم الفتى من لا تلين قناته * زعازع دهر يصرع الليث حاصبه
وفقد كمي لو نسينا شمائلا * له وسحابا ذكرتنا مواهبه
وان نحن أقلعنا عن الوجد والبكا * بكته دما يوم القراع سلاهبه
لها في ميادين السباق مآتم * وبيض المواضي والرماح نوادبه
وما مات مغلوبا ولكنما القضا * قضى انه يغتال والقدر غالبه
ومن قبله أردى المرادي غيلة * عليا ومما في الأرض قرن يحاربه
صريع مواثيق العهود وانما * يخون عهود الله من لا يراقبه
تخضب من حنا الدماء فلم ينم * له ثائر الا تخضب خاضبه
لقد قام عبد الله للثار بعده * مقام فتى ما لان للضيم جانبه
وقال يمدح علي باشا ويهنيه بفتح أربيل بعد محاربته للأكراد.
لا ترو عن فتح عمورية خبرا * ففتح أربيل ما أبقى لها خبرا
لو أن معتصما تعدوه صارخة * بقصر أربيل عن ادراكها قصرا
دع ما سمعت وحدث بالذي نظرت * عيناك فالصدق مقرون بمن نظرا
ما فوق فتحك الا فتح من نزلت * عليه سورة نصر الله فانتصرا
جردت صمصام عزم لو عقرت به * أعقاب يذبل أو ثهلان لا نعقرا
ماض يؤيده رأي لثاقبه * سنا شواظ يفل الصارم الذكرا
به ركبت شموسا نيل غاربها * ما دار في خلد الأوهام أو خطرا
صماء سامية الاعلام غاصبها * قد كاد يبلغ حد الكفر أو كفرا
قد بوأته من العصيان منزلة * من دونها ظلع الإنذار أو عثرا
غمامة لا يدانيها الغمام علا * ولامع البرق في أرجائها استترا
ما صافح الريح في أركانها حجر * الا ويقدح من حافاته شررا
يهول ناظر ذي القرنين منظرها * ويلبس الرعب مأمونا ومقتدرا
كأنها والرواسي الشم قائمة * من حولها جائر أهدوا لها اسرا
ما في جوانبها ماء لذي ظما * وليس في أرضها ما ينبت الشجرا
لم يجر مذ كانت الدنيا بها نهر * لكن سيل الدما اجرى بها نهرا
كانت لهم وزرا فانقض عن در * بطش الوزير فما أبقى لهم وزرا
كانت هي الهبل الاعلى وكم صنم * سما علي له بالفتح فانكسرا
حفت بها زمر الأكراد حارسة * حتى إذا ما قضت ساقوا لها زمرا
ظنوا الردى فوق ظهر الأرض ما علموا * في بطنها ذو حفاظ يفلق الحجرا
حتى إذا بلظى قامت قيامتهم * والبغي يورد من يعتاده صقرا
مثل السهى عاد من خوف ومن فزع * وكان في كبرياه يشبه القمرا
صيرت عاليها بالنار سافلها * من كان معتبرا فلينظرن عبرا
ما كان أربيل الا قطب دائرة * لقلع قلعته الكردي قد فترا
(٣٧٣)

أخرجته من نعيم لا يقابله * بالشكر دام وأيم الله ما شكرا
سن الوزير علي في الورى سننا * كأنما شاء ان يستخبر الوزرا
وسيرة لبني العباس ما ذكرت * ان كنت ترتاب فيها فانظر السيرا
مولى له السعد فيما شاء مؤتمر * كما رأينا عليه العفو مؤتمرا
يعفو ويصفح عن جان جنى ولكم * أغنى وبعد الغنى تلقاه معتذرا
يأبى معال يكون الغدر سلمها * لو أن نيل العلى بالغدر ما غدرا
وذي مكارم أخلاق متى ذكرت * كانت كنشر الخزامي صافح المطرا
يا من جرى جوده والعفو في قرن * وحلمه فاض بين الناس واشتهرا
ان رمت أحصي مزايا فيك قد جمعت * حملت فكري عبئا يوهن الشعرا
وقال:
أروضة سقيت من صوب وطفاء * فألبست نسج حمراء وصفراء
أهدي لها الطل من بعد الحيا منحا * فأصبحت من أياديه بنعماء
أبدت لنا كلما مر النسيم بها * مسكا تضوع من أردان عفراء
أنفاسها سحرا أنفاس غانية * زارت وقد امنت من كيد أعداء
إذا توسمت من ألطافها خلقا * تخالها رزقت لطف الأخلاء
إشراق ياقوتة حمر شقائقها * على زبرجدة للساق خضراء
أظن سندس رضوان بجنته * من بعد ما صنعت فيها يد الماء
ألحان تسجيع أسجاع الرعود بها * أشهى إلى السمع من أسجاع ورقاء
أمقلة السحب كم أبدعت من غنج * في النرجس الغض من أهداب نجلاء
أضحكت يا برق ثغر الأقحوان فما * يبكيك يا غيث من ضحك الأوداء
أما تراها وقد رق الأصيل بها * ترف مثل فؤاد المغرم النائي
أغنى الورى ناظرا من بات مبتهجا * بحسن غانية أو نشر غناء
وقال:
برق تعرض مجتازا على حلب * ليلا ونور الدجى بالصبح لم يشب
بليلة بت أرعى في كواكبها * ظوالعا شربت كأسا من النصب
بالله يا منزلا كنا به زمنا * نرعى بدور خدور فيك لم تغب
بعد الأحبة هل مر الصبا سحرا * تيها وهل ماست الأغصان من طرب
بلت ثراك دموعي فليكن سفها * ان قلت جادك هطال من السحب
برئت من زينة الدنيا وزبرجها * ان لم أفز بوداد الخرد العرب
بان الشباب وهل بعد الشباب هوى * تصبو له النفس في جد وفي لعب
باي وجه أروم الغيد لا جدة * عندي ولا الغيد في سوم إلى الأدب
وقال:
طلولك لا عدلا حوت لا ولا قسطا * بها كم قضى قاضي الغرام وكم أخطأ
طريد الهوى فيها طريد مشرد * فمن ربوات الأثل ناء لذي الأرطا
طلبت من الرسم المحيل إجابة * ورد سؤال ما أجاب ولا أعطا
طرقت به أطراق من شط ألفه * وسارت به خوص الركاب ذو ماشطا
طغى الشوق في هيفاء أولى أخصرها * برغم مكان القرط ان يلبس القرطا
طليق هواها لم يذق لذة الكرى * فقل في أسير خط في أسرة شرطا
طعنت الهوى في ذابل عن عزيمة * به انبسطت لي رتبة في الهوى بسطا
طويت بساط الشوق في طي مهمه * نديماي فيه الصل والحية الرقطا
طموس بها الخريت لا زال نادما * إذا حاول الايهام عض على الوسطى
طلوب على حرف سعوم خفافها * تخط على طرس اليباب لنا خطا
طحنا بها أرض العراق لبلدة * لنا من قريش ضم أقطارها رهطا
وقال:
عزمت على النوى فنوى هجوعي * وبنت فبان عن قلبي ضلوعي
عسى لا تسألن قلبي رجوعا * فأنت لدي أولى بالرجوع
عذرت السحب ان روت يبابا * وضنت بالولي على الربوع
عهدت الربع لا يرضى بوبل * يصوب عليه الا من دموعي
على اني ولعت ببذل دمعي * ونار الشوق من زند الولوع
علقت بغادة عذراء رود * رداح كاعب هيفا شموع
عشوت لنار خديها كأني * عبدت النار من فرط الخضوع
عشقت الياسمين وليس يحكي * تعطف قدها الغض البديع
عداني عن هواها رنق عيش * يعيد مضاضة السم النقيع
عواد من زمان مكفهر * يشيب لوقعها رأس الرضيع
وقال:
فرعاء من ليل الذوائب أشرقت * إشراق در من ظلام ضافي
فارقتها كرها ولست بكاره * قطع الفلا بالوخد والايجاف
في كور حرف لا تمل من السرى * موارة الضبعين والاخفاف
فرت بنا من بابل فكأنما * فرت بنا بقوادم وخوافي
فاتت تجوب البيد تسعى موردا * يطفي الظما من زاخر رجاف
فأبت جميع الخلق الا أصيدا * ينميه للعلياء عبد مناف
في برده عبق المكارم ساطع * وكذا المكارم حلة الاشراف
فلك الرجاء جرت بنا مشحونة * مدحا تحرك ساكن الأعطاف
فطفقت في بحر البلاغة قاصدا * بحر السماحة كعبة الأضياف
فكرت بين عبابها وعبابه * فوجدت بينهما ودادا صافي
وقال:
يا نسيم الريح ان جئت العشيا * وقطعت المنحنى حيا فحيا
يمم الوعساء من صب شج * نحو من أهوى ودع لبني وريا
ينزلون القلب لأسفح اللوى * منزلا وأعجبا دان قصيا
يوقدون النار ليلا للقرى * كرما لكن بها قلبي صليا
يا لها الله ظباء عندهم * رتعت روض البها غضا طريا
يكتم القلب ويخفي ودها * ويذيع الدمع ما كان خفيا
يا ليالي لوصل هل من عودة * علنا نرشف هاتيك الحميا
يحمل الضيم فتى والبدن لم * يلوها قفر وان كان خليا
يعملات طالما في سيرها * قدحت عند الدجى زندا وريا
وقال هذين البيتين مؤرخا للروضة الحويزية:
هي روضة جليت وبكر عطارد * جلا بها والمشتري المريخ
دع ما يسير من الكواكب واهتد * في نور من تاريخها التاريخ
وله:
صب تنقل من واد إلى وادي * وهام ما بين أغوار وأنجاد
والحسن لا يتناهى في الورى وأرى * لا يملأ العين الا حسن بغداد
وله يرثي الشيخ موسى جعفر المتقدم ذكره:
(٣٧٤)

وهل يخضر عيش فتى ترامت * به أيدي النوى عن آل خضر
وددت لو انني من بعد موسى * نقلت على رضى مني لقبري
ولم أك بعده حيا ولكن * برغم إرادتي الاقدار تجري
وقال عبد الباقي العمري يرثي الشيخ صالح التميمي:
رحم الله صالحا كان لي في * الله دون الورى وليا حميما
ولقد كان ينثر الدر من فيه * فيغدو في الطرس عقدا نظيما
وغدا بعد موته كل لفظ * منه في جيد المجد درا يتيما
وقال أيضا وقد رأى ديوان شعره من بعده:
نعم رب هذا الشعر قد كان صاحبي * يلائمني في فنه والأئمة
وقفت على ديوانه بعد فقده * وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه
مؤلفاته
١ وشاح الرود في اخبار داود والي بغداد ٢ ديوان شعره.
١٣١٣: الشيخ صالح بن عبد الوهاب بن العرندس الحلي المعروف بابن
العرندس.
توفي في حدود سنة ٨٤٠ في الحلة ودفن فيها وله قبر يزار ويتبرك به.
كان عالما فاضلا مشاركا في العلوم تقيا ناسكا أديبا شاعرا ومن
شعره قوله في رثاء الحسين ع:
طوايا نظامي في الزمان لها نشر * يعطرها من طيب ذكركم نشر
قصائد ما خابت لهن مقاصد * بواطنها حمد ظواهرها شكر
مطالعها تحكي النجوم طوالعا * فأخلاقها زهر النجوم وأنوارها زهر
أنظمها نظم اللئالي وأسهر * الليالي ليحيى لي بها وبكم ذكر
فيا ساكني ارض الطفوف عليكم * سلام محب ما له عنكم صبر
نشرت دواوين الثنا بعد طيها * وفي كل طرس من مديحي لكم سطر
فطابق شعري فيكم دمع ناظري * فسر غرامي شائع فيكم جهر
لآلي نظامي في عقيق مدامعي * فمبيض ذا نظم ومحمر ذا نثر
فلا تتهموني بالسلو فإنما * مواعيد سلواني وحقكم الحشر
فذلي بكم عز وفقري بكم غنى * وعسري بكم يسر وكسري بكم جبر
تروق بروق السحب لي من دياركم * فينهل من دمعي لبارقها القطر
فعيناي كالخنساء تجري دموعها * وقلبي شديد في محبتكم صخر
وقفت على الدار التي كنتم بها * فمغناكم من بعد معناكم قفر
وقد درست منها الدروس وطالما * بها درس العلم الإلهي والذكر
وسالت عليها من دموعي سحائب * إلى أن تروي البان بالدمع والسدر
فراق فراق الروح لي بعد بعدكم * ودار برسم الدار في خاطري الفكر
وقد أقلعت عنها السحاب ولم تجد * ولا در من بعد الحسين لها در
اما الهدى سبط النبوة والد للأئمة * رب النهى مولى له الامر
امام أبوه المرتضى علم الهدى * وصي رسول الله والصنو والصهر
له القبة البيضاء بالطف لم تزل * تطوف بها طوعا ملائكة غر
وفيها رسول الله قال وقوله * صحيح صريح ليس في ذلكم نكر
حبي بثلاث ما أحاط بمثلها * ولي فما زيد سواه ولا عمرو
له تربة فيها الشفاء وقبة * يجاب بها الداعي إذا مسه الضر
وذرية درية منه تسعة * أئمة حق لا ثمان ولا عشر
أيقتل ظمآنا حسين بكربلا * وفي كل عضو من أنامله بحر
فوالهف نفسي للحسين وما جنى * عليه غداة الطف في حربه شمر
رماه بجيش كالظلام قسيه الأهلة * والخرصان أنجمه الزهر
تجمع فيه من طغاة أمية * عصابة غدر لا يقوم لها عذر
وأرسلها الطاغي يزيد ليملك العراق * وما أغنته شام ولا مصر
وشد لهم أزرا سليل زيادها * فحل به من شد أزرهم الوزر
وامر فيهم نجل سعد لنحسه * فما طال في الري اللعين له عمر
وجال بطرف في المجال كأنه * دجى الليل في لألاء غرته الفجر
له أربع للريح فيهن أربع * وقد زانه كر وما شانه فر
تفرق جمع القوم حتى كأنهم * طيور بغاث فض جمعهم الصقر
رمى نحوه في مازق الحرب مارق * بسهم لنحر السبط من وقعه نحر
فمال عن الطرف الجواد مجدلا * قتيلا وأمسى حوله يصهل المهر
تجر عليه العاصفات ذيولها * ومن نسج أيدي الصافنات له طمر
فرجت له السبع الطباق وزلزلت * رواسي جبال الأرض والتطم البحر
أيقرع جهلا ثغر سبط محمد * وصاحب ذاك الثغر يحمى به الثغر
عرائس فكر الطالح ابن عرندس * قبولكم يا آل طه لها مهر
سبيلي الجديد ان الجديد وحبكم * جديد بقلبي ليس يخلقه الدهر
وله:
اضحى يميس كغصن بان في حلا * قمر إذا ما مر في قلبي حلا
سلب العقول بناظر في فترة * فيها حرام السحر بان محللا
وانحل شد عزائمي لما غدا * عن خصره بند القباء محللا
وزها بها كافور سالف خده * لما بريحان العذار تسلسلا
وتسلسلت عبثا سلاسل صدغه * فلذاك بت مقيدا ومسلسلا
وجناته جورية وعيونه * حورية تسبي الغزال الأكحلا
جارت وما صفحت على عشاقه * فتكا وعادل قده ما أعدلا
ملكت محاسنه ملوكا طالما * اضحى لها الملك العزيز مذللا
كسرى بعينيه الصحاح وخده * النعمان بالخال النجاشي خولا
كتب الاله على صحيفة خده * نوني قسي الحاجبين ومثلا
فرمى بها من عين غنج عيونه * سبق السهام أصاب مني المقتلا
فأعجب لعين عبير عنبر خاله * في جيم جمرة خده لم تشعلا
وسلى الفؤاد بحر نيران الجوى * مني فذاب وعن هواه ما سلا
ومنها:
حامت عليه للحمام كواسر * ظمئت فأشربها الحمام دم الطلا
أمست بهم سمر الرماح وزرقها * حمرا وشهب الخيل دهما جفلا
عقدت سنابك صافنات خيوله * من فوق هامات الفوارس قسطلا
ودجت عجاجته ومد سواده * حتى أعاد الصبح ليلا اليلا
وكأنما لمع الصوارم تحته * برق تألق في غمام فانجلى

(١) الطليعة.
(٣٧٥)

ومنها:
فرس حوافره بغير جماجم * الفرسان في يوم الوغى لن تنعلا
اضحى بمبيض الصباح محجلا * وغدا بمسود الظلام مسربلا
ومنها:
فكأنه وجواده وحسامه * يوم الكفاح لمن أراد تمثلا
شمس على الفلك المدار بكفه * قمر منازله الجماجم منزلا
ومن شعره في رثاء الحسين ع قوله:
أيا بني الوحي والتنزيل يا املي * يا من ولاكم غدا في القبر يؤنسني
حزني عليكم جديد دائم ابدا * ما دمت حيا إلى أن ينقضي زمني
وما تذكرت يوم الطف رزأكم * الا تجدد لي حزن على حزن
وأصبح القلب مني وهو مكتئب * والدمع منسكب كالعارض الهتن
لكم لكم يا بني خير الورى أسفي * لا للتنائي عن الاهلين والوطن
يا عدتي واعتمادي والرجاء ومن * هم أنيسي إذا أدرجت في كفني
اني محبكم أرجو النجاة غدا * إذا اتيت وذنبي قد تكادني
وعاينت مقلتي ما قدمته يدي * من الخطيات في سر وفي عن
صلى عليكم إله العرش ما سجعت * حمامة أو شدا ورق على غصن
وله:
بات العذول على الحبيب مسهدا * فأقام عذري في الغرام ومهدا
ورأى العذار بسالفيه مسلسلا * فأقام في سجن الغرام مقيدا
هذا الذي امسى عذولي عاذري * فيه وراقد مقلتيه تسهدا
ريم رمى قلبي بسهم لحاظه * عن قوس حاجبه أصاب المقصدا
ألقاه منعطفا قضيبا اميدا * وأراه ملتفتا غزالا أغيدا
وإذا أراد الفتك كان قوامه * لدنا وجردت اللحاظ مهندا
في طاء طرته وجيم جبينه * ضدان شأنهما الضلالة والهدى
ليل وصبح اسود في ابيض * هذا أضل العاشقين وذا هدى
يا قاتل العشاق يا من طرفه * الرشاق يرشقنا سهاما من ردى
ومنها:
صامت صوافنه وبيض صفاحه * صلت فصيرت الجماجم سجدا
نسج الغبار على الأسود مدارعا * فيه فجسدها النجيع وعسجدا
والخيل عابسة الوجوه كأنها * العقبان تخترق العجاج المزبدا
١٣١٤: الشيخ صالح بن أحمد بن صالح بن طعان البحراني نزيل القطيف توفي سنة
١٣٣٣.
عالم عامل فاضل تقي كان مرجع البلاد بعد أبيه أعطاه الله العلم
والعمل. له: ١ منظومة في التوحيد ٢ الدرة في الأدعية المأثورة
كتاب عمل يوم الجمعة الموسوم بالمقنعة كتاب الاحراز والتعويذات ٣
الذريعة في عمل السنة ترتيب وساءل الاحكام في فقه الروايات على نهج
المنتقى ٤ كشف الالتباس في الخمس. إلى غير ذلك.
١٣١٥: الشيخ صالح حجي
يأتي بعنوان صالح بن قاسم بن محمد بن أحمد الحويزي.
١٣١٦: السيد صالح الطباطبائي الأردكاني اليزدي.
كان عالما فاضلا محدثا سكن مدة في بلاد الهند ثم جاء به الأمير أبو إسحاق
من أشراف يزد لأجل التدريس فيها والرجوع إليه في الأحكام الشرعية
فجعل يدرس في محل يقال له البقعة الإسحاقية ويقال لذريته
المدرسون وأكثرهم أهل فضل وتأليف وتدريس وللسيد صالح مؤلفات
منها: رسالة زبدة الحساب وغيرها.
١٣١٧: صالح بن علي بن محمد بن محمد مجير العنقاني.
وجد بخطه منظومة للحر العاملي صاحب الوسائل في مواليد النبي
والزهراء والأئمة اثني عشر ص ومعجزاتهم وفضائلهم كتبها
سنة ١٢١١ قال وذلك برسم الأخ في الله المحبوب لوجه الله التقي الكامل
ذي الجود الشامل صاحب الفهم الحاذق المشهور الشيخ حسن عاشور.
والعنقاني نسبة إلى قرية عين قانا في جبل عامل.
١٣١٨: صالح المشهدي
اسمه محمد ميرك من شعراء الفرس.
١٣١٩: الشيخ صالح بن قاسم بن محمد بن أحمد الحويزي النجفي الشهير بالشيخ
صالح حجي.
توفي سنة ١٢٧٥ في النجف ودفن فيها.
كان فاضلا أديبا مشاركا في العلوم الآلية والدينية شاعرا له مطارحات
مع أدباء عصره ومن شعره قوله:
أخيالك يعلم يوم سرى * كم من كبد منا اسرا
وافى فوفى بمواعده * سحرا لكن عقلي سحرا
قمر مني قلبي قمرا * أفدي قمرا قلبي قمرا
من لي باغن أسائله * أأراك يجيب فلست ترى
فسلوه درى بمتيمه * ملقى أم لم يك فيه درى
وقوله في مدح النبي ص:
يا نبي الهدى وما الأنبياء * منك الا ارض وأنت سماء
انما الأنبياء مبدأ فيض * ولك الابتداء والانتهاء
عرفوا منك بعض معنى فتاهوا * فيه لو لم يكن به الاهتداء
غير اني أقول انك باب الله * فيه السراء والضرا
وقوله في مدح الشيخ أسعد الحويزي:
أمن شفتيه أرشفك البرودا * ومن خديه أتحفك الورودا
توقد كالقدود لظى كؤوس * يكاد وقودها يوري الخدودا
كان حسابها المنثور در * تنظم في ثناياه عقودا
إذا ما بان حاكي البان قدا * ولينا وألمها لحظا وجيدا
ومد ظلام طرته رواقا * وشق صباح غرته عمودا
يقوم من معاطفه العوالي * ويعقد من غدائره البنودا
إلى أن يقول في المدح:
بعيد مدى قريب ندى أرانا * القريب به سواء والبعيدا
فيختم جوده بالعذر فضلا * ويبدأ بالعطا كرما وجودا
فدام لنا ودمنا كل يوم * نلاقي للمسرة فيه عيدا
(٣٧٦)

وله من قصيدة يرثي بها الشيخ محمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر
صاحب كشف الغطاء:
من غال من أفق الهدى كوكبا * فأفجع المشرق والمغربا
اليوم أودى جعفر والهدى * اليوم موسى والهدى غيبا
اليوم قد مات علي الذرى * اليوم مات الحسن المجتبى
١٣٢٠: الشيخ صالح بن مشرف الطاووسي العاملي الجبعي جد الشهيد الثاني
الاعلى.
كان من تلامذة العلامة جمال الدين الحسن بن المطهر الحلي.
١٣٢١: السيد صالح كمال الدين الحلي.
ولد في قرية السادة في عذار الحلة سنة ١٢٧٠ ومنها ارتحل إلى النجف
وبقي فيها وهو أخو السيد جعفر الحلي الشاعر الشهير.
درس المقدمات على أخويه السيد علي والسيد فاضل والفقه وأصوله
سطوحا على الشيخ ملا كاظم الخراساني والشيخ عبد الله المازندراني والشيخ
محمد تقي الكركاني، وخارجا على الشيخ محمد طه نجف والشيخ ميرزا
حسين ميرزا خليل وفقها وأصولا على الشيخ ملا كاظم.
صنف حاشيته على المكاسب في مجلدين وكتابا في الأصول مجلدين.
١٣٢٢: صالح بن محمد البرغاني القزويني الحائري.
توفي حدود سنة ١٢٧٥ بكربلاء فجأة.
عالم فاضل مفسر له ١ كتاب بحر العرفان ومعدن الايمان في تفسير
القرآن في ١٧ مجلدا استقصى فيها الأحاديث المروية عن الأئمة الأطهار
ع في التفسير وجمعها من كتب الأصحاب وغيرها وهو مجهود
كبير فرع من المجلد السابع عشر منه في رجب سنة ١٢٦٦ والحق باخره في
بعض نسخه جملة من الآيات النازلة في شان الأئمة ع وتفسيرها
٢ التفسير الصغير في مجلد واحد ٣ تفسيره الوسيط في تسع مجلدات
٤ اعمال السنة فارسي ٥ اعمال سر ماه ثلاثة أشهر فارسي وفي
الذريعة لعله نصف اعمال السنة المذكور آنفا ٦ غنيمة المعاد في شرح
الارشاد للعلامة ٧ مسالك الراشدين في شرح الارشاد أيضا أصغر من
سابقه في ثلاث مجلدات.
١٣٢٣: صالح بن محمد الصرامي.
كان معاصرا للصدوق المتوفى سنة ٣٨١ وقال النجاشي أبي الحسن بن
الجندي أحمد بن محمد بن عمران.
١٣٢٤: الشيخ صالح الكواز الحلي.
يأتي بعنوان صالح بن مهدي بن حمزة.
١٣٢٥: السيد صالح بن محمد بن إبراهيم شرف الدين بن زين العابدين بن علي
نور الدين أخي صاحب المدارك ابن نور الدين علي بن الحسين بن أبي
الحسن الموسوي العاملي الملقب بالمكي المعروف بالسيد صالح الكبير.
ولد في شحور من جبل عامل سنة ١١٢٢ وتوفي في النجف الأشرف
لتسع بقين من ذي الحجة سنة ١٢١٧ ودفن في بعض حجر الصحن
الشريف.
كان فقيها أصوليا حاويا للمعقول والمنقول كثير الاطلاع غزير الحفظ
واسع الرواية كاتبا منشئا شاعرا له معرفة تامة بالطب والرياضيات زاهدا
عابدا كثير البر والصدقة قرأ علوم العربية على أبيه وكان له عند وفاته سبعة
عشر عاما وقرأ على جماعة في جبل عامل واخذ علم الطب عن الشيخ
علي بن خاتون وسافر أيام شبابه إلى مصر فأقام فيها عشرة أشهر يقرأ فيها
على شيوخ الأزهر ثم توجه إلى مكة المكرمة فجاور فيها سنتين ولذلك كان
يلقب بالمكي وقرأ على فقهاء الحرمين ورجع إلى جبل عامل سنة ١١٥٣ ثم
هاجر إلى العراق سنة ١١٥٥ فأقام في كربلاء والنجف الأشرف إلى سنة
١١٦٣ متفرغا لطلب العلم ثم رجع إلى جبل عامل فأقام فيها إلى أن
حدثت فتنة الجزار فقبض عليه وعلى ولده هبة الله أبي البركات وكان من
الفقهاء المجتهدين فقتله نصب عيني أبيه وأودع أباه سجن عكا وضيق عليه
حتى فرج الله عنه فخرج هاربا إلى العراق سنة ١١٩٧ وأقام ببلدة الكاظمين
ع ولحقه بعد ذلك اخوه السيد محمد جد آل شرف الدين بالعيال
والأطفال وكانت بينهما مراسلات شعرية ونثرية فمما أرسله السيد صالح إلى
أخيه المذكور قوله من قصيدة:
برق أضاء لنا من نحو حيهم * ففاض جفني بمنهل ومنسجم
وقلت والدمع من عيني منسكب * يا برق حيهم وانزل بحيهم
أخفي اشتياقي ودمع العين يظهره * وكيف اكتم سرا غير منكتم
جسمي مقيم بدار لا أنيس بها * والقلب اضحى مقيما في طلولهم
قلبي يحن إليهم كلما سجعت * ورق الحمام وسحت أوجه الديم
من مبلغ عربا في عامل نزلوا * اني مزجت دموعي بعدهم بدم
يا حادي العيس ان جئت الديار فقل * سقيت يا دار صوب الوابل الرذم
أخي الشقيق لنفسي والمقيم وان * شط المزار بقلبي غير متهم
لما اتاني كتاب منك ذو فقر * كالدر ما بين منثور ومنتظم
ظللت ألثمه والدمع منهمل * لذكركم لا لذكر البان والعلم
وكانت وفاته قبل هلاك الجزار بأقل من سنتين.
١٣٢٦: الشيخ صالح بن محمد الجواد البغدادي المعروف بالحريري.
توفي سنة ١٣٠٥ ببغداد ونقل إلى النجف فدفن بها، له مشاركة في
بعض الفنون ونصيب في الشعر سكن بغداد والكاظمية ومن شعره:
كل يوم لك رزق * اي فرخ لا يزق
مثلكم من قبل عاشت * أمم شتى وخلق
مرت الدنيا عليهم * مثلما قد مر برق
فوض الامر إلى من * هو بالامر أحق
ان تكون للصبر رقا * فبه للرق عتق
اي يوم قد تقضي * ليس فيه لك رزق
ولقد يكفيك مما * ملكت يمناك مذق
فدع الحرص فان * الحرص عصيان وفسق
سوف تأتيك المنايا * بغتة فالموت حق
أيها المغرور رفقا * ليس بعد اليوم رفق
انما الشوكة تدميك * كما يؤذيك بق
هذه الدنيا لعمري * للورى فتق ورتق

(١)؟؟؟؟ الراغبين.
(٣٧٧)

ان صفا للعيش كأس * فصفاء الكاس رنق
فدع الباطل فيها * كم به قد دق عنق
واجتنب صحبة من في * طبعه للغدر عرق
واغتنم فرصة يوم * رب يوم فيه رهق
كل آن في البرايا * لسهام الموت رشق
ان خير الناس فضلا * من له في الخير سبق
كن بدنياك صموتا * آفة الإنسان نطق
١٣٢٧: الشيخ صالح بن محمد الشهير بالعسيلي العاملي.
كان حيا سنة ١١٤٦.
والعسيلي بلفظ المنسوب إلى مصغر العسل اشتهر ت به طائفة في
جبل عامل خرج منها بعض العلماء ولا يعرف أصل هذه النسبة إلى أي
شئ ويغلب الظن أن تكون نسبة إلى قرية العسالة التي بقرب دمشق بان
يكون أصل جدهم منها فقيل العسالي ثم قيل العسيلي من كثرة الاستعمال
كان من أهل العلم والفضل في أواسط القرن الثاني عشر، وجد بخطه
النافع يوم المحشر شرح الباب الحادي عشر في علم التوحيد كتبه لنفسه
سنة ١١٤٦ يوم الجمعة المباركة حادي عشر شهر نيسان وكتب في آخره هذا
البيت:
هو الفرد عند الموت والفرد في البلى * ويبعث فردا فارحم الفرد يا فرد
ووجد بخطه أيضا شرح الفصول النصيرية للنصير الطوسي فرع من
نسخه في السنة المذكورة أعني سنة ١١٤٦.
١٣٢٨: صالح بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
عده ابن الأثير في جملة المشهورين ممن كان مع محمد بن عبد الله بن
الحسن المثنى.
١٣٢٩: صالح بن المغيرة اللخمي.
ذكره نصر في آخر كتاب صفين فيمن استشهد في المبارزة مع علي عليه
السلام يوم صفين.
١٣٣٠: عز الدولة أبو المظفر صالح بن مقبل بن بدر الدين بن المسيب العقيلي
الأمير.
ذكره أبو النجم هبة الله بن محمد بن بديع الأصفهاني في كتاب صناعة
الشعراء وبضاعة الندماء وقال الأمير عز الدولة صالح بن مقبل كان يتأدب
ويحب سماع الاشعار وربما نظم البيت والقطعة فمن ذلك قوله:
إلا ما لعيني أبعد الله شرها * تجيل القذا ما أمر ذاك صحيح
مكلفة في كل يوم وليلة * علي بما يخفي الضمير تبوح
١٣٣١: السيد صالح ابن السيد مهدي ابن السيد حسن الحسيني القزويني الحلي
النجفي المعروف بميرزا صالح القزويني.
توفي سنة ١٣٠٣ بالنجف ودفن مع أبيه في مقبرته وتوفي أبوه قبله
بثلاث. وآل القزويني من أجلاء البيوت العلمية في النجف والمترجم من
أعيانهم كان عالما فاضلا جليلا رئيس مهيبا جامعا لأشتات الفضائل
والمكارم.
في الطليعة: أخبرني والدي قال ورد المترجم مع أبيه لزيارة النبي ص
قافلين من الحج سنة ١٣٠٠ وكنت إذ ذاك مجاورا في المدينة فصنع الشريف
وليمة دعا إليها السيد مهدي وولده السيد ميرزا صالح وجملة من علماء
المدينة وكنت فيمن دعي فحضر اما السيد مهدي فاعتذر عن الحضور
وحضر ولده فلما فرغوا من الطعام نادى الشريف يا بلال: الإبريق،
فغسل الأيدي، ثم عاد كل إلى مجلسه، وعلماء المدينة يتطلعون إلى المعرفة
بعلم السيد صالح وفضله، فقال السيد صالح للشريف: أتعلم كم مرة
قال جدك المصطفى ص يا بلال فيما حفظه أهل الأخبار... قال: لا. قال
اثنان وثلاثون، فقال: قال ص يا بلال اجدح، يا بلال هل غربت، يا
بلال. حتى اتى عليها إلى آخرها فعجب الحاضرون من حفظه ولم يسعهم
الا الدعاء له وللمسلمين في أن يكون مثله فيهم وكان أديبا شاعرا محاضرا في
الأدب فمن شعره.
قوله:
ولقد قلت للمجدين في السير * وللوجد زفرة في ضلوعي
ان مررتم على اللوى فالمنقى * فاحبسوا العيس بين تلك الربوع
فبوادي العذيب حي من العرب * نزول وان هم في الضلوع
ان لي في خيامهم غصن بان * طائر القلب فيه ذو ترجيع
وقوله للسيد حيدر الحلي وقد مدح بعضا بمدح ضن به عليه:
خيبت منتجعي وغرك خلب * فطفقت تحسبه من الهتان
أتصونها عني وقد قلدتها * أعناق ناقصة وجيد دواني
لست الذي بالمدح رفعتي * انى وهذا أعظم النقصان
فاجابه السيد حيدر بقوله:
حتا م تطوي الود بالهجران * وآلام أبسط بالعتاب لساني
لا أنت من غلواء هجرك قصر * شيئا ولا انا عن عتابك واني
في أبيات ذكرت في ديوان السيد حيدر المطبوع.
١٣٣٢: الشيخ صالح الكواز بن مهدي بن حمزة الحلي.
ولد سنة ١٢٣٣ وتوفي سنة ١٢٩١ بالحلة ونقل إلى النجف فدفن فيها.
هو أخو الشيخ حمادي الكواز المتقدم وكان أكبر من أخيه المذكور
وكان كوازا من أسرة يصنعون الفخار والكيزان بالحلة وكان صاحب نوادر
وفكاهات كثيرة منها ان رهطا من شعراء الحلة كانوا يختلفون إليه فيرونه قد
تناول خزفة فإذا أنشدوه نقر عليها قائلا هذا الذي لو دق لرن هازئا بهم
وكان مكثرا من الشعر لا يقل شعرهن عن ألفي بيت ومن نوادره ان أعرابية
اشترت منه آنية من الفخار وطلبت زيادة على عادة الاعراب فرمى لها أنبوبة
إبريق. وكان رث الثياب يزدريه الناظر إليه، وهو ممن جود في رثاء الحسين
الشهيد ع وله في ذلك عدة قصائد مشهورة ذكرنا معظمها في
كتابنا الدر النضيد.
وكان ناسكا ورعا يحيي أكثر لياليه بالعبادة ويقيم الجماعة في أحد
مساجد الجباويين بالقرب من مرقد أبي الفضائل السيد أحمد بن طاوس
وللناس به أتم وثوق:
ومن شعره قوله:
أعاتبه فيصبغ وجنتيه * بلون العندم القاني عتابي
ويرمقني فيكسو حر وجهي * مخافة سخطه صفر الثياب

(١) معجم الآداب.
(٣٧٨)

وأطنب بالسؤال بغير داع * وما قصدي سوى رد الجواب
وقوله:
قلبي خزانة كل علم * كان في عصر الشباب
وأتى المشيب فكدت * انسى فيه فاتحة الكتاب
وقوله في البرد:
ان هذا البرد في شدته * ضم أعضائي وأحنى قامتي
صار رأسي بين رجلي فلم * تتميز لحيتي من عانتي
وقوله في طفيلي:
إذا سمع الوليمة عند قوم * تمنى ذقنه منديل أيدي
ليصبح لاعقا ودكا عليها * تعلق من يدي عمرو وزيد
ودخل دارا فرأى عبدا اسود اسمه ياقوت يصيح جزعا من الرمد فقال
مرتجلا:
الا ان ياقوتا يصيح مصوتا * غداة غدت عيناه ياقوتة حمرا
فقال صاحب الدار:
وقد صير الرحمن عينيه هكذا * لأني إذا أعوه ينظرني شزرا
وله مخاطبا السيد ميرزا جعفر القزويني:
لقد صام كيسي صوم الوصال * فلا من حرام ولا من حلال
أترضى بان يغتدي صائما * وأنت جدير برؤيا الهلال
وله:
أترضى بما قد قال زيد معاكسا * لقولي لما ان خلوت به يوما
طلبت فطورا منه إذ انا صائم * فأدبر عني قائلا تبتغي
صوما وله وكان في جماعة يتنزهون في بستان: منهم الشاعر الحلي الشيخ
محمد التبريزي فأخذه النعاس ونبهه الشيخ صالح بقوله:
إذا تململت قال قائلنا * في بطنه فعلة يرددها
لو أنه لهدها لأسمعنا * قصائدا ما يزال ينشدها
ومن شعره يعرض ببعض شعراء عصره:
وشاعر ملأ الأوراق قافية * ويحسب الشعر في تسويد أوراق
وظل يزري على شعري بقلته * وتلك لسعة جهل ما لها راقي
اما رأى لا رأى جم الكواكب لا * تغني عن البدر في اهداء الشرق
ولو رآني بعين من قذى حسد * باتت خلية أجفان وآماق
لقال لي وربيع الشعر يشهد لي * بمذود ببليغ النظم نطاق
أخرست اخرس بغداد وناطقها * وما تركت لباقي الشعر من باقي
وبلغ عبد الباقي العمري هذا البيت فقال: إذن أين أضع
الباقيات الصالحات وهي مجموعة من شعره في أهل البيت مطبوعة.
ويقال أن عبد الباقي غاظه هذا البيت فجاء الكواز إلى بغداد متنكرا ونزل
على الحاج عيسى والحاج احمد آل مشالجي وموسى بن تجار وأدباء بغداد
فأرادا زيارة عبد الباقي فذهب معهما الكواز على تنكره وجلس في طرف
المجلس فقال عبد الباقي حضرني شطر وهو قيل لي من سما سماء المعالي
وجعل يردده ولا يحضره عجز له فلما طال ذلك قال الكواز قلت عيسى سما
سماء وأحمد فقال عبد الباقي: أنت الكواز بلا شك وقربه وأدناه وكساه.
وله في شبابه:
قالوا تركت نظام الشعر قلت لهم * لذاك ذنب عليكم غير مغتفر
لم ألق منكم سوى من بات ينظرني * باعين الجسم لا في أعن الفكر
تستعظمون عظيم الذقن عندكم * كان شعر الفتى آت من الشعر
وله:
قل للزمان لينقض أو يزد نوبا * فما يزلزل من أطوار أحلامي
اما الحياة فان طالت وان قصرت * فما أراها سوى أضغاث أحلام
وكيف استكثر الاحداث في زمن * قلت لديه لياليي وأيامي
لو أكرم الدهر من قبلي الكرام لما * قنعت من زمني الا باكرامي
وله:
ما عرفت العذيب قبل ارتشافي * ثغرها بين بارق والعقيق
انا لو لم يبت فؤادي أسيرا * ما لقيت الورى بدمع طليق
وله:
حتا م امكث أمرا بين أمرين * لا راحة القرب تأتيني ولا البين
أعلل النفس في رؤياكم سحرا * فيضحك الصبح من كذبي على عيني
ومن مطالعه السائرة:
تفرس من عيني اني عاشقه * غداة خفيات اللحاظ أسارقه
ومن شعره:
قد قلت للحلة الفيحاء مذ عصفت * فيها الرياح وبات الناس في رجف
ما فيك من يدفع الله البلاء به * إن شئت فانقلبي أو شئت فانخسفي
فقال له الشيخ علي بن عوض الحلي:
اني قد نظمت هذين البيتين قبلك علي غير هذه القافية فقلت:
قد قلت للحلة الفيحاء مذ عصفت * فيها الرياح وبات الناس في رهب
ما فيك من يدفع الله البلاء به * إن شئت فانخسفي أو شئت فانقلبي
فقال له الشيخ صالح والله ما قلبها الله ولكن أنت قلبتها.
وله في ديك:
ملأت المسامع مني صياحا * أتنعى الدجى أم تحيي الصباحا
أم أنت ندير لمعتنقين * قد رفع الليل عنهم جناحا
خشيت غيور الحمى ان يرى * وصالهما فيثير الكفاحا
فناديت هيا فما في المنام * بلوع مرام لراج فلاحا
نصحت ورعت فلم تستحق * هجاء ولا تستحق امتداحا
وله:

(١) هو الشاعر الأخرس البغدادي
(٢) هو الشاعر عبد الباقي العمري.
(٣٧٩)

حباني بأنواع الشراب تكرما * ووالله ما آثرت شربا على اللمى
إذا أسكرتني مقلتاه وثغره * فما ابتغي بالخمر أشربها فما
هل الخمر الا عن لماه تيمما * أعند وجود الماء أبغي التيمما
وله:
يا حبيبا وأنت للحب أهل * والهوى كله بغيرك جهل
أنت أولى بان تحب وأولى * بالذي قالت المحبون قبل
أكثر المدح في الجمال قديما * هو في حسنك الحديث أقل
وله:
كشفت محيا كنت قدما سترته * كأنك للتقبيل سرا دعوتني
فقلت مذ استحييت صحبي ندامة * هممت ولم افعل وكدت وليتني
وقال يهجو أحد المغرمين بكثرة التدخين:
ولقد مررت على غبي جالس * في الدار يشرب مطرقا بسبيل
فكأنما بيديه آلة حاقن * وكأنما فمه حتار حليل
وله:
وقائلة أفوت على كرام * قضوا حجا فقلت لها دفوتي
عليهم فصل الاحسان ثوبا * وخيطه بلا أبر وأوتي
مدحناهم فان جادوا والا * فهذا حنقباز وذاك نوتي
وله:
حبذا أنت من حبيب مسلم * ومشير بطرفه متبسم
خلته بين كل ظبي غرير * بدر تم يضئ ما بين أنجم
١٣٣٣: صالح بن موسى الثاني بن عبد الله بن الجون الحسني.
في عمدة الطالب ان موسى الثاني يقال لولده الموسويون وفيهم الإمرة
بالحجاز وعد منهم ابنه صالح ويقال له الإرب أو الأرق.
١٣٣٤: الشيخ صالح ابن الشيخ مهدي بن الخطاط المشهور بآقا محمد جعفر ابن
الأمير فضل علي خان المشهور بكدا علي بك النوري الحائري.
توفي بكربلا في ذي الحجة سنة ١٢٨٨ بعد ما ناهز المائة وأرخ وفاته
الميرزا محمد الهمداني المعروف بامام الحرمين بقوله من قصيدة رثاه بها:
أرخ هو الحي الذي لا يموت سنة ١٢٨٨.
كان عالما فاضلا فقيها ثقة صالحا مشهور بذلك عند الحائريين وله
قبول عندهم وامامة بهم وهو من مشاهير تلاميذ السيد إبراهيم القزويني
الحائري صاحب الضوابط وكان مرجعا للعرب في الحائر لكنه يفتي برأي
الشيخ مرتضى الأنصاري تورعا واحتياطا مع أنه لا ينكر عليه لو ادعى
الاجتهاد كما يقوله بعض المطلعين على أحواله وغلب عليه النسك والعبادة
وعرف بالزهد والتقى والورع حتى صار محل ثقة العامة والخاصة وصار
الامام الوحيد في الحائر يصلي خلفه جماعة زهاء خمسة عشر ألفا فتملأ
الصحن الشريف الحسيني من جميع أطرافه تقريبا فيقف هو في الزاوية
الجنوبية الغربية عند باب الزينبية وتنتهي الجماعة في الزاوية الشمالية
الشرقية عند باب مدرسة حسن خان ولم يتفق حتى الآن لأحد مثل ذلك في
جميع الأزمان والأعصار التي مرت على كربلاء وتعاقبت فيها الألوف من
أئمة الجماعة في الصحن الشريف الحسيني. وكان جده كدا علي بك من
خوانين إيران ومن أكابر المثريين في بروجرد وسلطان آباد ومن قبيلة
جوذرزي ومن المنسوبين إلى آل نوبخت وهاجر من وطنه إلى الحائر بعد
الدولة الصفوية وتبدل السياسة الأفشارية وتزوج أخت الميرزا صالح
الشهرستاني ومات في كربلا وأعقب عدة أولاد أكبرهم الشيخ مهدي القائم
مقام أبيه.
١٣٣٥: السيد صالح ابن السيد مهدي ابن السيد رضا الحسيني القزويني الأصل
البغدادي المسكن.
توفي في بغداد سنة ١٣٠٦ ونقل إلى النجف.
تفقه وتأدب في النجف وصاهر صاحب الجواهر على ابنته وسكن
أخيرا في بغداد فاقبل عليه أهلها وراجعوه في الشرعيات وكان شيخا جهبذا
كثير الشعر جيده حسن الكلام مجيد الوصف وله قصائد في مدح أئمة أهل البيت
الطاهر ومراثيهم استوفى بها كثيرا من فضائلهم ومعجزاتهم وذكر
أكثرها صاحب الدمعة الساكبة وكان بينه مودة ومراسلة فمن قوله مراسلا
عمنا المذكور ومادحا ابن عمه السيد كاظم رحمهم الله تعالى:
دعوتك عبد الله عند الشدائد * لتسعدني إذ لم أجد من مساعد
فكيف عن الداعي رقدت ولم تكن * لك الخير عمن قد دعاك براقد
عذبت لوارد الأماني موردا * ولا مورد عذب سواك لوارد
فيا مدركا عز المعالي وجانيا * ورود الأماني من رياض المحامد
ليست التقى من بعد أهلك والعلى * وانهما أسنى لباس لماجد
كنزت طريف المجد بعد تليده * بما أنت تسدي من طريف وتالد
ندى فيه أغنيت البرايا عن الحيا * وأخصب فيه مقفرات الفدافد
وما لك إلا كاظم من مماثل * بمجد له تعنو وجوه الأماجد
وكل على بعد قريب نواله * لمسترفد منه النوال ووافد
وقال أيضا يمدحه:
إلا أن عبد الله أكرم سيد * وأعظم من ينمي لآل محمد
تردى بابراد المكارم والعلى * وليدا فلم يبرح لها خير مرتدي
حوى كل فخر من علي واحمد * وما المجد إلا من علي وأحمد
تملك بالاحسان كل مملك * وقلد بالمعروف كل مقلد
وقاد الأماني الجامحات بعزمة * لها الدهر ألقى طائعا فضل مقود
ونضد بالمعنى البديعي مبدعا * فرائد ازرت بالجمان المنضد
من القوم قد شادوا المعالي وقوموا * دعام الهدى والدين بعد التأود
هم كعبة الجدوى تحج لها الورى * وهم قدوة التقوى بها الناس تقتدي
فلم تلق إلا كاظم الغيظ محسنا * صنيعا كعبد الله بالقول واليد
أبا احمد حاشاك بالوعد لا تفي * ومنك استبان الصدق في كل موعد
ولا زلت في برد المكارم رافلا * تروح به بين الكرام وتغتدي
وله في شمعه:
وبيضاء يحكي البان حسن اعتدالها * أضاءت لنا ليلا وأغنت عن البدر
فكانت كخطي القنا غير أنها * لجين وقد كان السنان من التبر
وقال:

(١) السبيل هو ما يمسي (بالغليون).
(٣٨٠)

زها اللوى وبأنه * وأزهرت كثبانه
وبالورود روضه * تلونت ألوانه
وكلما هبت صبا * تلاعبت أغصانه
وكلما بكى الحيا * يضحك أقحوانه
أخجل بانات اللوى * مهما تثنى بأنه
وتخجل الورقاء في * ألحانها ألحانه
واصفر روض آسه * واحمر أرجوانه
صب صبا إلى الصبا * وقد مضى ريعانه
ولم يزل يشتاقهم * قلبي وهم سكانه
ولم يزل يرتادهم * طرفي وهم انسانه
لم يسلهم قلبي ولا * عن له سلوانه
وقال:
أعد الوصال فقد قضيت صدودا * ودع الوعيد وأنجز الموعودا
قسما بحبك وهو أكرم مقصد * عندي وان لم أدرك المقصودا
ان غبت عن عيني فإنك لم تزل * تلقاء قلبي شاهدا مشهودا
حملتني ما لو تحمل بعضه * الجلمود منك لصدع الجلمودا
وانا الذي ان جف مجرى عينه * اجرى فؤادا بالهوى مفئودا
كم فيك أنشر ما طويت من الهدى * شغفا وأنظم ما نثرت عقودا
ان كنت تنكر فيك فرط صبابتي * فمدامعي كانت عليك شهودا
قد كنت اقنع بالخيال يزورني * لو كنت تمنح ناظري رقودا
يا نازح الأوطان قربك الهوى * فأراك أقرب ما تكون بعيدا
كانت ليالي الوصل بيضا فاغتدت * أيام هجرك كالليالي سودا
ما عن لي شوق إليك على النوى * الا بعثت لك الدموع بريدا
بأبي شريدا في البلاد مغربا * عن طرفه امسى الرقاد شريدا
وله يمدح الحاج محمد صالح كبة وقد جعل لها الشيخ إبراهيم ابن
يحيى العاملي الطيبي مقدمة لا باس بايرادها قال: انه لما ورد إلى الغري
جناب التقي النقي والماجد المهذب الصفي فريد الزمان وثمرة فؤاد أهل
الايمان وقرة عين العلماء الأعيان الحاج محمد صالح كبة صرف تمام الوسع
والاجتهاد في اسعاف من لاذ بذلك الناد من الفضلاء الأمجاد وبذل منتهى
طوقه في انجاح مآرب الطلاب والمشتغلين وسائر السكنة والمجاورين حيث
أوجب على كل فرد منهم ان يمده بصالح الأدعية ويقابل ما غمرهم به
بجميل الثناء فكان أول منتدب لأداء واجب شكر تلك النعماء أشعر العلماء
واعلم الشعراء ذو الحسب الزكي والنسب العلي السيد صالح الحسيني
الشهير بالقزويني فامتدح المشار إليه بهذه القصيدة الغراء فقال:
تجلى بآفاق العلى كوكب السعد * فجلى نحوس المجتلي ثاقب الوقد
وقام على ساق الهنا ساقيا طلا * قد اتقدت بالكاس من خده الوردي
ويردي بلا غمز مثقف قده * ويسفك ماضي جفنه وهو في الغمد
وان فوقت فوق الحواجب أسهم * قضت بورود الحتف في الأمد الورد
وبالكرخ خشف قد رماني على النوى * بسهم الردى من مقلتيه على عمد
يمازح تيها مازجا صرف كأسه * بعذب لماه خالط الهزل بالجد
فأقطف غض الورد من روض خده * ومن ثغره أجني الجني من الشهد
وضاع بمعتل الصبا كل ما سرت * أريج الأقاحي الغض والشيح والرند
وقد طرزت أيدي النسيم مطارفا * لها نسجتها السحب بالبرق والرعد
فرد ماءها علا ونهلا مبادرا * فقد ساع من سلسالها سائغ الورد
فلا منهل عذب سواه لوارد * ولا مرتع خصب عداه لمستجدي
له في العلى القدح المعلى وفي النهى * له الغاية القصوى من الفضل والمجد
وينتج أشكال القضايا عقيمة * بها يستوي عكس النقيض على الطرد
وروج سوق المجد بعد كساده * فقامت به سوق من الشكر والحمد
فيا عيلم المعروف يا علم التقي * ويا عصمة الملهوف يا كعبة الوفد
وقادح زند السعد بالجود والجد * وفاتح باب المجد بالجد والجد
ومانح وفاد الأماني جوانحا * بانجاحها من قبل سؤالك بالرفد
أخذت بضبعي عند كل ملمة * وأكرمتني بالشكر في القرب والبعد
وأثقلت ظهري بالأيادي فلم ينؤ * بأثقالها ظهري ولم يحصها عدي
وحليت جيدي بعد ما كان عاطلا * كما قد تحلى عاطل الجيد بالعقد
وأوليتني منك الجميل تفضلا * علي بما أوليت من منن الولد
وطوقتني طوق الحمام فواضلا * منحت الرضا فيها وباقر والمهدي
وكثرت حسادي بمالك من يد * بها لم أجد الا الثنا لك من بد
رفعت بخفض العيش نصب كسيرهم * وفي الرفع قد نوديت بالعلم الفرد
فما صالح للغير ودي بعد ما * قصرت على ابن المصطفى صالح الود
جمعت المعالي الغر بعد شتاتها * بصنعك جمع السيف منتظم العقد
ولم يقض من قصد سواك ولم يكن * ببابك الا للورى منتهى القصد
فدم مامنا يأوي له كل خائف * وكثر ندى يثري به كل مستجدي
وقد قرض هذه القصيدة الشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي بشئ من
النثر ختمه بهذين البيتين فقال ارتجالا:
فرائد أهداها فريد زمانه * لأكرم أرباب العلى واجلها
فقلت نفيسات الجواهر أهديت * إلى أهلها من أهلها في محلها
وشطرها أيضا وخمسها الشيخ عبد الحسين آل محيي الدين وعارضها
السيد مهدي ابن السيد داود بقصيدة ذكرت في ترجمته.
وقال أيضا يمدح الحاج محمد صالح كبة ويعرض بذكر السيد راضي
ولد الناظم:
كم لاح في فلك الرصافة كوكب * بسعوده شمل النحوس مشعب
وبوجهه شق الصباح عموده * لما استشاط من الجعود الغيهب
وكأنما الشمس المنيرة خده * والنجم قرط فوقه يتذبذب
يا من غنى طويس ومعبد * وبه استثار مهلهل ومهلب
وبسيف جفنيه تقلد عامر * وبرمح قامته تقدم مرحب
أمزج بعذب لماك كأسك واسقني * جهرا فمن كاسيك ساع المشرب
أوما ترى يا سعد سلسال الطلا * وافى إليك به الغزال الربرب
شمس عليك يديرها بدر الدجى * والكاس مشرقها وفوك المغرب
لو ذاق ذو القرنين ماء حياتها * ما كان ماء حياته يتطلب
بأثيثه متدرع وبجفنه * متقلد ولقوسه متنكب
يصمي قلوب العاشقين بأسهم * الأجفان وهو إلى القلوب محبب
ويذب من أصداغه وجعوده * أفعى عن الكنز المصون وعقرب
ويموج ماء الحسن في وجناته * والنار في أمواجه تتلهب
قاني الخدود كأنما بكؤوسه * من حمرة الخدين أمست تسكب
روض إذا أطرى الصبالي ورده * للكرخ أطري بالغري وأطرب
(٣٨١)

أدرى الحبيب بان من هجرانه * قلبي على جمر الغضا يتقلب يا
غائبا عن مقلتي وشخصه * عن طي جانحتي ليس يغيب
رضوان حسنك مالك بعذابه * رقي وبالرضوان كيف أعذب
وملاعبا مرحا أسنة قده * رفقا بقلبي انه لك ملعب
فلو استطعت إليك حملت الصبا * كتبا بأقلام المحبة تكتب
وإلى لقاك ركبت أصعب مركب * شوقا ولو أن الأسنة مركب
وقطعت أعناق القفار إلى أبي * المهدي أطفو بالقفار وأرسب
وبثثته شكوى نواك لعلما * جدواه تعكس لي نواك فتقرب
فهو الأب البر العطوف عليك في * ما فيه لم يعطف على ولد أب
ومهذب ضخم الدسيعة لا ترى * طنب العلى الا عليه يطنب
يروي حديث المجد عنه مسلسلا * واليه تعزى المكرمات وتنسب
ضربت بلا مثل سرادق جوده * للوفد فالأمثال فيها تضرب
رأي بأسرار الغيوب موكل * وحجى لحل المشكلات مجرب
في كفه للجود يزخر عيلم * وبوجهه للسعد يزهر كوكب
يا أيها الملك الذي بنواله * غمر البلاد فكل قطر مخصب
سعدت بك الأيام فهي لأهلها * بعلاك أعياد تعد وتحسب
وله يهنئ الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر في عرس ابن ابنه
الشيخ حسين:
طاف يسعى بين الندامى فأطفأ * حرقا في الحشا لها شب جمر
فلك للجمال تشرق منه * أنجم خنس وشمس وبدر
وعلى وجنتيه ماء ونار * وبمعسول فيه شهد وخمر
وبدا للقضيب والورد والسلسال * منه قد وخد وثغر
وبجد الحسين هن حسينا * فله دام فيها عز وفخر
يا امام الهدى ومن بنداه * وعطاياه ضاق بحر وبر
أنت للناس ملجا وعصام * ان دهى فادح وان جار دهر
أنت غوث لكل لاج وغيث * أنت كنز لكل راج وذخر
عالم للرياض عين وللتحرير * زند وللشرائع صدر
من كساها من الجواهر تاجا * وتسامى لها على النجم قدر
وتجلى بها الهدى كتجلي * البدر نورا فلم يكن بعد ستر
فصلت آيها بأيدي عليم * فهي كالذكر ما لها مل ذكر
وجلا فكرك الرموز الخفايا * فهي ليل وثاقب الفكر فجر
عارض لم يزل يفيض وبحر * ما عرى مده مدى الدهر جزر
يا كريما إليك عذرا لتقصيري * فعند الكريم يقبل عذر
ولإن كنت مصقعا فلعمري * عاقني عن ثناك عي وحصر
أبنظمي أحصي علاك محال * كيف يحصي علاك نظم ونثر
كم يدمنك بالندا غمرتني * قل مني لها ثناء وشكر
ومزاياك كالنجوم بأفلاك * المعالي بها العوالم زهر
وله الدرر الغروية في أئمة البرية وهو ديوان شعر يشتمل على أربع
عشرة قصيدة كل قصيدة في امام يذكر فيها مناقبه ووفاته وهي قصائد طويلة
جدا وقد ذكر أكثرها في كتاب الدمعة الساكبة سوى غزلها ونسيبها وله من
قصيدة عدد أبياتها ١٨١ بيتا راثيا آل البيت ع:
ما كنت بالكاعبات الرود مفتونا * كلا ولا بت ليل الصد محزونا
ولا أطعت هواها وهي جائرة * حكما فتبعدنا طورا وتدنينا
ولا تجافت جنوبي عن مضاجعها * ولا جفوت رقادي حين تجفونا
ولا نثرت عقيق الدمع منتظما * بلؤلؤ في الأماقي كان مكنونا
ولا صبوت إلى ريح الشمال إذا * تنفست بشذا جيران جيرونا
ولا حبست على يبرين راحلتي * ولا سقيت بفيض الدمع يبرينا
ولم أسامر بها سمراءها شغفا * ولم أغازل بها الغزلان والعينا
ولم أهم بقدود الغيد مزرية * إذا تثنت بأغصان النقالينا
وما ألفت الهوى بالرود محتفلا * يميتنا صدها والوصل يحيينا
ولا تذكرت أيام الصبا وصبا * قلبي لما مر يوما من تصابينا
أيام كانت تعاطينا مسرتنا * كأنما هي من راح تعاطينا
حيث الشبيبة برد والزمان لنا * عبد وأهلوه طرا طوع أيدينا
ولا شجتني أطلال نضارتها * قد استقلت وراء المستقلينا
بلى شجيت ولا أنفك عن شجن * لما شجى عترة الهادي الميامينا
عرج على الطف من شاطي الفرات ونح * على كرام قضوا بالطف ظامينا
وعج إلى يثرب وابك النبي بها * وفاطما وبنيها المستضامينا
وانح الغريين من كوفان منتدبا * أبا الأئمة جار المستجرينا
وله في مباراة خالية بطرس كرامة حينما ارسل مفتي بغداد يطلب من
أدباء النجف مباراتها قال:
خلا الخال من نجد وما أنجد الخال * فيا خال جفني جد فقد بخل الخال
خال ألمها تلك ألمها غير أنها * من الوحش لم يؤنس بها المهمة الخال
خليلي غصن الورد والمسك فوقه * بدا لكما أم خد ظمياء والخال
واسفر بدر التم أم نور وجهها * وأومض خال الثغر أم أومض الخال
خذا لي أمانا من قنا القد فالحشا * يطير بها ان فوقه خفق الخال
وقولا لها لا تسمعي عذل عاذل * بما بيننا من سالب فهو الخال
فاني على الحالين في القرب والنوى * مقيم واني والهوى ذلك الخال
وخلت كما خال الخليون ان خفت * جفوت فكان الامر عكس الذي خالوا
فرقي لرقي واهجري من وشى * فلن يصدق الواشي إذا كذب الخال
وراعي محبا راعه السخط بالرضى * فسيان كان السخط والصارم الخال
حميت الحميا والمحيا وورده * بطرف تحاماه أخو الحزم والخال
وما شاقني مغنى إذا لم تكن به وان * كان فيه النرجس الغض والخال
ولو مر وهنا طارق من خيالها * لما كان الا دونه الملك والخال
ولي جيرة جاروا يجيرون بعد ما * حملت بهم اضعاف ما يحمل الخال
ووا عجبا جاريت دمعي ففاتني * فكان له جري الصبا ولي الخال
وأبدى الضنا قسرا هوى قد كتمته * على اننا ليث العرينة والخال
أحن إلى وصل الأحبة ظاميا * كما حن بعد الخمس للمورد الخال
منحت الأسى حتى أبيت له الأسى * فلم أره حتى يواريه الخال

(١) مكان
(٢) الصاحب
(٣) الجهام.
(٤) المفقر.
(٥) الشامة.
(٦) البرق.
(٧) اللواء.
(٨) البرئ.
(٩) المقيم.
(١٠) ظنوا.
(١١) الوهم.
(١٢) القاطع.
(١٣) الجبان.
(١٤) نبت له نور.
(١٥) الخلافة.
(١٦) الجبل.
(١٧) الظلع.
(١) الضعيف.
(١٩) الجمل.
(٢٠) الكفن.
(٣٨٢)

فلا نجد نجد منجد لي ولا الحمى * محام ولا جيرون جار ولا الخال
جهلت الهوى حتى جهدت على الهوى * فكان لمن يهوى الهوى حبذا الخال
ومن رام مجدا جد غاية جهده * وليس ينال المجد الا الفتى الخال
وما الأب الا الجد لا الجد للفتى * وان شمخا مجدا ولا العم والخال
أبى الدهر الا الخفض والرفع همتي * وكان بها للدهر لو انصف الخال
وقد جمحت في غير آن جماحها * على رغم انف الدهر ليس له خال
١٣٣٦: الشيخ صافي ابن الشيخ حسين الطريحي النجفي.
قال السيد محمد علي العاملي في اليتيمة الصغرى من قبيلة كبرى في
النجف تدعى بالطريحين وكان قوام هذه القبيلة ورئيسها وعالمها وكان من
الأتقياء الأفاضل والفقهاء الأوائل اه‍.
وله منظومة في الأصول ومن تلاميذه المولى محمد بن محمود النفريشي
وجدت بخطه رسالة أصل البراءة للسيد مهدي ابن السيد علي صاحب
الرياض كتبها عن خط المصنف سنة ١٢٥٠.
١٣٣٧: السيد صبغة الله ابن السيد جعفر بن أبي إسحاق الدارابي البروجردي
المعروف بالكشفي.
له درة الصفا في تفسير أئمة الهدى ويسمى بصائر الايمان أيضا فرع
من جزئه الأول بمشهد الرضا ع في جمادى الأولى سنة ١٢٦٠.
١٣٣٨: أبو بحر الأحنف صخر بن قيس التميمي.
كان من أصحاب أمير المؤمنين ع وأدرك عصر النبي ص ولم يره،
وروى عن الحسن البصري وعروة بن الزبير وغيرهما، وشهد صفين مع علي
ع أميرا وكان سيد أهل البصرة.
كان نحيل الجسم دميما قصيرا صغير الرأس خفيف العارضين قال له
عمر بن الخطاب: ويحك يا أحنف لما رأيتك ازدريتك فلما نطقت قلت لعله
منافق صنع اللسان فلما اختبرتك حمدتك ثم قال: هذا والله السيد، وقال
الحسن البصري: ما رأيت شريف قوم كان أفضل من الأحنف. وكان
الأحنف حليما حتى صار يضرب به المثل في الحلم، وقد قال: كنا نختلف
إلى قيس بن عاصم نتعلم منه الحلم كما نختلف إلى العلماء فنتعلم منهم
العلم.
وقال سفيان: ما وزن عقل الأحنف بعقل أحد إلا وزنه.
روي أن النبي ص بعث رجلا يدعو بني سعد إلى الاسلام والأحنف
فيهم فجعل يعرض عليهم الاسلام فقال الأحنف: والله انه يدعو إلى خير
ويأمر بالخير وما اسمع إلا حسنا وأنه ليدعو إلى مكارم الأخلاق وينهي عن
ملائمها فذكر ذلك الرجل للنبي ص، مقاله فقال: اللهم اغفر للأحنف،
فكان الأحنف بعد ذلك يقول: فما شئ أرجى عندي من ذلك، يعني من
دعوة النبي ص، وشكا ابن أخيه وجع الضرس فقال له: ذهبت عيني منذ
ثلاثين سنة فما ذكرتها لأحد، وقد شهد الأحنف فتح نهاوند وفتح قاشان
وسار لفتح خراسان سنة ثماني عشرة للهجرة وفي قول بعضهم سنة اثنتين
وعشرين للهجرة.
لقد التجأ يزدجرد بعد هزيمة الفرس في معركة جلولاء إلى الري ثم
قصد أصبهان ثم منها إلى كرمان، ثم قصد خراسان، فاتى مرو فنزلها وبنى
بها بيتا للنار، فدان له من فيها من الفرس فكاتب الهرمزان وآثار أهل
فارس وأهل الجبال، فنكثوا العهد، فلما قضى المسلمون على مقاومات
الفرس في تلك المناطق، جاء دور خراسان، فسار الأحنف على رأس
جيشه حتى دخل خراسان من الطبسين فافتتح هراة عنوة واستخلف عليها،
وسار نحو مرو الشاهجان، فكتب يزدجرد وهو في مرو الروذ إلى خاقان
ملك الترك والى ملك الصغد والى ملك الصين يستمدهم.
وخرج الأحنف من مرو الساهجان بعد أن وصلته امدادات أهل الكوفة
، فسار نحو مرو الروذ فلما سمع يزدجرد سار عنها إلى بلخ. ونزل
الأحنف مرو الروذ، قدم أهل الكوفة إلى بلخ واتبعهم الأحنف، فالتقى
أهل الكوفة بيزدجرد في بلخ فهزموه، فما لحق الأحنف باهل الكوفة الا وقد
فتح الله عليهم.
وتتابع أهل خراسان ممن شذ أو تحصن على الصلح فيما بين نيسابور
إلى طخرستان ممن كان في مملكة كسرى، أما الأحنف فعاد إلى مرو الروذ
فنزلها واستخلف على طخارستان ربعي بن عامر التميمي.
وقد سار خاقان الترك في جنده ويزدجرد معه، فعبروا النهر إلى بلخ
واضطروا جند الكوفة ان يتراجعوا منها إلى مرو الروذ، ومن بلخ
تقدمت فوات خاقان وحلفائه باتجاه الأحنف في مرو الروذ، وكان الأحنف
قد خرج بقواته ليلا من المدينة وعسكر خارجها. وفي الصباح جمع الناس،
وقال لهم: انكم قليل وان عدوكم كثير، فلا يهولنكم، فكم من فئة
قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين. ارتحلوا من مكانكم
هذا، فاسندوا إلى هذا الجبل فاجعلوه في ظهوركم واجعلوا النهر بينكم
وبين عدوكم، وقاتلوهم من وجه واحد. وكانت قوة الأحنف تقدر
بعشرين ألفا: عشرة آلاف من أهل الكوفة وعشرة آلاف من أهل البصرة.
وأقبل الترك، فكانوا يناوشون المسلمين نهارا ويتنحون عنهم ليلا،
وكان يزدجرد حين انسحب جند الكوفة من بلخ وانظموا إلى الأحنف بمرو
الروذ فصل في قوة فارسية من بلخ إلى مرو الساهجان، فحصر المسلمين بها
واستخرج خزائنه من موضعها.
وعلم يزدجرد بانسحاب خاقان إلى بلخ وعزمه على الانسحاب من
فارس كلها إلى بلاده، فأراد أن يحمل خزائنه ويلحق بخاقان حليفه. فقال
له أهل فارس: أي شئ تريد أن تصنع؟ فقال: أريد اللحاق بخاقان
فأكون معه أو بالصين، فقالوا: مهلا إن هذا رأي سوء، فإنك انما تأتي
قوما في مملكتهم وتدع أرضك وقومك، ولكن ارجع بنا إلى هؤلاء القوم
فنصالحهم فإنهم يلون بلادنا، وان عدوا يلينا في بلادنا أحب إلينا مملكة من
عدو يلينا في بلاده، ولا دين لهم ولا ندري ما وفاؤهم. فأبى عليهم وأبوا
عليه، فقالوا: فدع خزائننا نردها إلى بلادنا ومن يليها ولا تخرجها من
بلادنا إلى غيرها. فخالفهم يزدجرد وأصر على رأيه، فخرجوا إليه وثاروا
به وقاتلوه وحاشيته واستولوا على خزائنه ففر فيمن معه إلى بلخ، فإذا
خاقان سبقه إلى الانسحاب منها، فتابع فراره حتى بلغ فرغانة عاصمة

(١) مكان بنجد.
(٢) الصاحب.
(٣) الجواد السمح
(٤) أخو الام.
(٥) الكر.
(٦) اللجام.
(٣٨٣)

الترك، فقال المسلمون للأحنف: ما ترى في اتباعهم؟ فقال: أقيموا
بمكانكم ودعوهم.
وأقبل أهل فارس على الأحنف فصالحوه وعاهدوه ودفعوا إليه خزائن
كسرى وأمواله، فسار الأحنف بجند الكوفة من مرو الروذ إلى بلخ فأنزلهم
بها ثم عاد إلى مقر قيادته في مرو الروذ.
ونكث أهل فارس العهد بعد عمر بن الخطأ ب، فلما استعاد
عبد الله بن عامر فتح بعض أرض فارس في أيام عثمان بن عفان، غزا
خراسان وعلى مقدمته الأحنف فاتى الطبسين وهما حصنان وبابا خراسان
فصالحه أهلهما، فسار إلى قهستان فلقيه أهلها وقاتلهم حتى ألجأهم إلى
حصنهم، فقدم عليها عبد الله بن عامر وصالح أهلها.
ووجه ابن عامر الأحنف إلى طخارستان، فاتى الموضع الذي يقال
له: قصر الأحنف، وهو حصن مرو الروذ وله رستاق عظيم يعرف برستاق
الأحنف فحصر الأحنف أهله فصالحوه على ثلاثمائة ألف درهم. ومضى
الأحنف إلى مرو الروذ فصالح أهلها بعد قتال شديد، وسير الأحنف
سرية فاستولت على رستاق بغ وصالحت أهله.
وجمع له أهل طخارستان، فاجتمع أهل الجوزجان والطالقان
والفارياب ومن حولهم، فبلغوا ثلاثين ألفا، وجاءهم أهل الصغانيان وهم
من الجانب الشرقي من نهر جيحون، فالتقوا واقتتلوا، فحمل ملك
الصغانيان على الأحنف فانتزع الأحنف الرمح من يده وقاتل قتالا شديدا،
فانهزم الفرس وحلفاؤهم فطاردهم المسلمون وألحقوا بهم خسائر فادحة
بالأرواح.
ولحق بعض العدو بالجوزجان فوجه إليهم الأحنف الأقرع بن
حابس التميمي في خيل، وأوصى قومه بني تميم بقوله: يا بني تميم،
تحابوا وتباذلوا تعدل أموركم، وابدأوا بجهاد بطونكم وفروجكم يصلح لكم
دينكم، ولا تغلوا يسلم لكم جهادكم، فسارع الأقرع ولقي العدو
بالجوزجان، فكانت بالمسلمين جولة ثم عادوا فهزموا عدوهم وفتحوا
الجوزجان عنوة.
واستعاد الأحنف فتح الطالقان صلحا وفتح الفارياب، ثم سار إلى
بلخ وهي مدينة طخارستان فصالحه أهلها أيضا، فسار إلى خوارزم وهي
على نهر جيحون، فلم يقدر عليها، فاستشار أصحابه فأشاروا عليه بالعودة
إلى بلخ.
وهكذا استعاد الأحنف فتح خراسان ثانية.
ولما قدم علي بن أبي طالب ع البصرة، أتاه الأحنف
فقال: ان قومنا بالبصرة يزعمون انك ان ظهرت عليهم غدا قتلت
رجالهم وسبيت نساءهم. فقال علي: ما مثلي يخاف هذا منه، وهل
يحل هذا الا لمن تولى وكفر، وهم قوم مسلمون، فقال الأحنف:
اختر مني واحدة من اثنتين: اما ان أقاتل معك، واما ان اكف عنك
عشرة آلاف سيف، فقال علي: اكفف عنا عشرة آلاف سيف،
فرجع إلى الناس ودعاهم إلى القعود واعتزل بهم.
وصفه
وكان يطأ على وحشي رجله، ولذا قيل له: الأحنف. وكان أعور
ذهبت عينه عند فتح سمرقند، وقيل: بل ذهبت عينه بالجدري. وكان
متراكب الأسنان، صغير الرأس، مائل الذقن، قصيرا دميما له بيضة
واحدة،
ناتئ الوجنة باخع العينين، خفيف العارضين وكان ثطا يعني
كوسجا وكان رهطه يقولون: وددنا اننا اشترينا للأحنف لحية بعشرة
آلاف.
وكان يهتم بقيافته فيرتدي مطرف خز وعمامة من خز، وكان صديقا
لمصعب بن الزبير فوفد عليه بالكوفة ومصعب يومئذ وال عليها، فتوفى
الأحنف عنده بالكوفة سنة سبع وستين للهجرة ٦٨٦ م عن سبعين سنة، أي انه ولد
سنة ثلاث قبل الهجرة ٦١٩ م وصلى عليه مصعب بن
الزبير ومشى راجلا بين رجلي نعشه بغير رداء، وقال في تأبينه: هذا سيد
أهل العراق، وقال أيضا: اليوم ذهب الحزم والرأي. ودفن
بالثوية.
من اخباره
وكان الأحنف من دهاة العرب. قال الأحنف لعلي ع
يبدي رأيه في أبي موسى الأشعري: يا أمير المؤمنين، ان أبا موسى
الأشعري رجل يماني وقومه مع معاوية، فابعثني معه، فوالله لا يحل لك
عقدة الا عقدت لك أشد منها، فان قلت: اني لست من أصحاب رسول
الله ص، فابعث ابن عباس وابعثني معه.
ولكن الخوارج كانوا قد أبو الا أبا موسى.
ولما أراد أمير المؤمنين ع المسير إلى صفين كتب إلى عامله
على البصرة عبد الله بن عباس ان يشخص إليه أهل البصرة فجمعهم ابن
عباس وخطبهم وذكرهم فضل أمير المؤمنين ع ورغبهم في الجهاد
معه فقام الأحنف بن قيس فقال نعم والله لنجيبنك ولنخرجن معك على
العسر واليسر والرضى والكره نحتسب في ذلك الخير ونامل من الله العظيم
من الاجر فكان الأحنف على تميم وضبة والرباب.
ولما عزم أمير المؤمنين على الخروج إلى صفين قدم عليه الأحنف بن
قيس في جماعة فتكلم الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين ان تك سعد لم
تنصرك يوم الجمل فإنها لم تنصر عليك وقد عجبوا أمس ممن نصرك وعجبوا
اليوم ممن خذلك لأنهم شكوا في طلحة والزبير ولم يشكوا في معاوية
وعشيرتنا بالبصرة فلو بعثنا إليهم فقدموا إلينا فقاتلنا بهم العدو وانتصفنا بهم
وأدركوا اليوم ما فاتهم أمس فقال علي للأحنف اكتب إلى قومك فكتب إلى
بني سعد: اما بعد فإنه لم يبق أحد من بني تميم الا وقد شقوا برأي سيدهم
غيركم وعصمكم الله برأيي لكم حتى نلتم ما رجوتم وأمنتم ما خفتم
وأصبحتم متقطعين من أهل البلاء لاحقين باهل العافية واني أخبركم انا
قدمنا على تميم الكوفة فأخذوا علينا بفضلهم مرتين بمسيرهم إلينا مع علي
وأجابتهم إلى المسير إلى الشام فاقبلوا إلينا ولا تتكلوا عليهم.
وقال الأحنف بن قيس لعائشة يوم الجمل يا أم المؤمنين هل عهد
إليك رسول الله ص هذا المسير قالت اللهم لا، قال فهل وجدته في شئ

(١) نصر بن مزاحم.
(٣٨٤)

من كتاب الله جل ذكره قالت ما نقرأ الا ما تقرأون قال فهل رأيت رسول
الله عليه الصلاة والسلام استعان بشئ من نسائه إذا كان في قلة والمشركون
في كثرة قالت اللهم لا، قال الأحنف فإذا ما هو ذنبنا.
وقال الحسن البصري: تقلدت سيفي وذهبت لانصرام المؤمنين
فلقيني الأحنف فقال إلى أين تريد فقلت انصرام المؤمنين فقال والله ما قاتلت
مع رسول الله المشركين فكيف تقاتل معها المؤمنين قال: فرجعت إلى منزلي
ووضعت سيفي.
ولما نصب معاوية ابنه يزيد لولاية العهد أقعده في قبة حمراء وجعل
الناس يسلمون على يزيد حتى جاء رجل ففعل ذلك ثم رجع إلى معاوية
فقال يا أمير المؤمنين: اعلم انك لو لم تول هذا أمور المسلمين لأضعتهم
فقال معاوية للأحنف وقد رآه ساكتا ما لك لا تقول يا أبا بحر فقال الأحنف
أخاف الله ان كذبت وأخافكم ان صدقت فقال معاوية جزاك الله خيرا عما
تقول فلما خرج الأحنف لقيه الرجل المنافق بالباب وقال له يا أبا بحرا اني
لأعلم ان هذا من شرار خلق الله تعالى ولكن في أيديهم خزائن الأموال
فلسنا نطمع في اخراجها الا بما سمعت فقال الأحنف يا هذا أمسك عليك
دينك فان ذا الوجهين خليق الا يكون عند الله وجيها.
ودخل الأحنف وجماعة من أهل العراق يوما على معاوية فقال له
معاوية: أنت الشاهر علينا السيف يوم صفين ومخذل الناس عن أم
المؤمنين؟ فقال له: يا معاوية لا تذكر ما مضى منا ولا ترد الأمور على
أدبارها والله ان القلوب التي أبغضناك بها يومئذ لفي صدورنا وان السيوف
التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا، والله لا تمد إلينا شبرا من غدر الا مددنا إليك
ذراعا من ختر.
وكان الأحنف يوما عند معاوية فدخل رجل من أهل الشام فقام
خطيبا فكان آخر كلامه ان سب عليا ع فاطرق الناس فتكلم الأحنف
وقال مخاطبا لمعاوية:
ان هذا القائل ما قال لو يعلم أن رضاك في شتم الأنبياء والمرسلين لما
توقف عن شتمهم فاتق الله ودع عنك عليا فقد لقي ربه بأحسن ما عمل
عامل، كان والله المبرز في سبقه الطاهر في خلقه الميمون النقيبة العظيم
المصيبة اعلم العلماء واحلم الحلماء وأفضل الفضلاء وصي خير الأنبياء فقال
معاوية: لقد أغضيت العين على القذى وقلت بما لا ترى وأيم الله لتصعدن
المنبر فتلعنه طوعا أو كرها فقال: ان تعفيني فهو خير لك فوالله لا يجري به
لساني ابدا فقال: لا بد ان تركب المنبر وتلعن عليا فقال: إذن والله
لأنصفنك وأنصفن عليا: قال: تفعل ماذا؟ قال: احمد الله وأصلي وأثني
على نبيه ص وأقول: أيها الناس ان معاوية امرني ان ألعن عليا وان عليا
ومعاوية اقتتلا وأذعن كل منهما انه كان مبغيا على أحدهما وعلى فئته فإذا
دعوت فامنوا على دعائي ثم أقول: اللهم العن أنت وملائكتك وأنبياؤك
ورسلك وجميع خلقك الباغي منهما على الآخر والعن اللهم الفئة الباغية على
الفئة المبغي عليها آمين رب العالمين اللهم العنهم لعنا وبيلا وجدد العذاب
عليهم بكرة وأصيلا، قال معاوية بل أعفيناك يا أبا بحر.
وقال معاوية يوما لجلسائه: ألستم تعلمون كتاب الله؟ قالوا: بلى
فتلا قوله تعالى: وان من شئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر
معلوم فقال: كيف تلومونني بعد هذا؟ فقام الأحنف فقال: ما نلومك
على ما في خزائن الله انما نلومك على ما انزل الله لنا من خزائنه فأغلقت
عليه بابك فسكت معاوية ولم يحر جوابا.
أقوال له
قيل للأحنف وقد رأى مسيلمة الكذاب كيف هو فقال ما هو بنبي
صادق ولا بمتنبئ حاذق وفي أمالي المرتضى قال الأحنف بصفين أغبوا
الرأي فان ذلك يكشف لكم عن محضه قال ويقال ان معاوية استشار
الأحنف بن قيس في عقد البيعة لابنه يزيد فقال أنت اعلم بليله ونهاره.
وقال رجل للأحنف لا أبالي أهجيت أم مدحت فقال استرحت من حيث
تعب الكرام. وقال الأحنف رب ملوم لا ذنب له.
وقال: ثلاث ليس فيهن انتظار الجنازة إذا وجدت من يحملها والأيم
إذا أصبت لها كفؤا، والضيف إذا نزل لم ينتظر له الكفلة.
١٣٣٩: ملا صدرا
السيد صدر الدين الموسوي العاملي الأصفهاني.
صدر الدين الشيرازي
اسمه محمد بن إبراهيم.
١٣٤٠: ملا صدرا
يأتي بعنوان ملا صدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي.
١٣٤١: السيد صدر الدين الموسوي العاملي الأصفهاني.
اسمه السيد محمد بن السيد صالح.
١٣٤٢: صدر الدين بن القاضي سعيد القمي.
في ذيل إجازة السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري
كان عالما متكلما مدرسا في روضة المعصومة يقيم في مقبرة السلاطين حضرت
درسه بأصول الكافي ثم اجتمعت به في طريق أذربيجان وقد صار قاضيا
وتوفي بعد ذلك بفاصلة قليلة يروي عن أبيه رحمة الله عليه اه‍.
١٣٤٣: السيد صدر الدين بن نصر الدين ابن المير صالح الطباطبائي اليزدي.
قريب من عصر العلامة المجلسي له جواهر الكلام في العقايد.
١٣٤٤: السيد صدر الدين الطباطبائي المدرس من أحفاد السيد صالح المدرس
المتقدم.
توفي في يزد ودفن بمقبرة يقال لها جوى هرهر ولم نعلم تاريخ وفاته
كان عالما فاضلا له جواهر الكلام في علم الكلام وحاشية على حاشية الملا
عبد الله اليزدي في المنطق.
١٣٤٥: السيد صدر الدين الهمذاني.
من علماء عصر السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي.

(١) المحاسن والمساوي.
(٣٨٥)

١٣٤٦: السيد الأمير صدر الدين الحسيني الموسوي الفندرسكي جد المير أبو القاسم
الفندرسكي الاعلى.
ذكره في رياض العلماء في أثناء ترجمة حفيده المذكور فقال نقلا عن
تاريخ عالم آرا كان من أكابر سادات أسترآباد مطاعا كبيرا في ناحية
فندرسك في زمن الشاه طهماسب الصفوي وكان ذا املاك كثيرة ولما وقعت
فتنة طائفة بسياه بوش في أسترآباد أقام في ناحية فندرسك ولم يخرج إلى
استراباد ولم يدخل في جماعتهم ولما جلس الشاه عباس الأول الصفوي على
سرير الملك وتوجه إلى غزو خراسان صار المترجم إلى بسطام إلى معسكر
الشاه ثم مات اه‍.
١٣٤٧: السيد صدر الدين بن محمد باقر الرضوي القمي.
المجاور بالغري في روضات الجنات ما حاصله كان من أعاظم محققي
زمان ما بين عصري الآغا البهبهاني والعلامة المجلسي ولم يكن له في الفضيلة
والتدقيق وجودة التصرف والتحقيق ثاني ولا مداني تلمذ في أول امره في
العلوم الأدبية وعلم المعقول ونبذ من الفقه والأصول في أصفهان على الآقا
جمال الدين الخوانساري والشيخ جعفر القاضي والمدقق الشرواني وغيرهم
ثم ارتحل إلى قم لارشاد العباد والتدريس إلى أن حصلت فيها فتنة الأفغان
فانتقل منها إلى همذان موطن أخيه ثم إلى النجف الأشرف فقرأ على جملة من
فحول العلماء كالشريف أبي الحسن العاملي والشيخ احمد الجزائري انتهى.
وقال في حقه السيد عبد الله ابن السيد نعمة الله الجزائري في
اجازته الكبيرة على ما نقل عنه التي ذكر فيها تراجم كثيرة من متأخري
المتأخرين هو أفضل من رأيتهم بالعراق وأعمهم نفعا واجمعهم للمعقول
والمنقول اخذ العقليات من علماء أصبهان ثم لما كثرت الفتن في عراق
العجم بسبب استيلاء الأغيار عليها واختلال الدولة القديمة انتقل إلى
المشهد لعله يريد النجف وعظم موقعه في نفوس أهلها وكان الزوار
يقصدونه ويتبركون بلقائه ويستفتونه في مسائلهم له كتاب في الطهارة
استقصى فيه المسائل ونصر فيه مذهب ابن أبي عقيل في الماء القليل وحاشية
المختلف وعدة رسائل منها رسالة في حديث الثقلين أيهما أكبر وذكر انه أعطاه
منها نسخة فلم يرتضها للزوم إساءة الأدب في حق المفضل عليه مع عدم
الفائدة في ذلك ووجود ما هو أهم من ذلك فاستحسن هذا الكلام واثنى
علي واسترد الرسالة وقال سأغمسها في الماء لئلا تشتهر عني، توفي في عشر
الستين بعد المائة والألف وهو ابن خمس وستين انتهى وفي الروضات، وله
شرح مفصل على الوافية لملا عبد الله التوني في الأصول نحو من خمسة عشر
ألف بيت وأواخره أقرب إلى مسلك المجتهدين من أوائله وعن المحقق
البهبهاني وهو من كبار تلامذته انه سئل عن ذلك فقال إنه لم يكن في مجلس
درسه عند تصنيف النصف الأول كما كان عند تصنيف النصف الأخير
فيصرفه عما يسوقه إليه مشرب الأخباريين انتهى، قلت وهذا الشرح
كأصله مشهور وفي المستدركات وعليه تلمذ الأستاذ الأكبر البهبهاني ويعبر
عنه في رسائله بالسيد السند الأستاذ وفي رسالة الاجتهاد والاخبار السيد
السند الأستاذ ومن عليه الاستناد دام ظله انتهى وفي الروضات ما معناه
وكان خصيصا بالسيد جعفر جد صاحب الروضات وأيهما سبق إلى الصلاة
اقتدى به الاخر حتى أن السيد الصدر مع مواظبته على الحوقلات المائة بعد
صلاتي المغرب والصبح كان يتركها بعد المغرب لادراك الائتمام بالعشاء
وحجا في سنة واحدة فحكى والد صاحب الروضات عن أبيه انهما رأيا بمنى
رجلا لم يعرفاه بيده اليمنى مدية فرفع رأسه إلى السماء وكشف عن حلقومه
بيده اليسرى ونادى اللهم ان كان هؤلاء يتقربون إليك بالهدي فانا أتقرب
إليك بنفسي ثم ذبح نفسه وسقط فتعجبا من فعله وتذاكرا في شرعية فعله
وأنكر شرعيته جد صاحب الروضات. ولكن يظهر من صاحب الروضات
تصويب فعله واستحقاق الثواب عليه وانه من أعلى درجات العبادة وهو من
أعجب الأعاجيب فان هذا الرجل المظنون انه كان مبتلى بالجنون ويحتمل
ابتلاؤه بداء الجهل الذي هو أعظم من الجنون فان تحريم قتل الشخص
لنفسه من ضروريات الدين التي لا تخفى على النساء والأطفال فكيف
يتقرب بها إلى الله تعالى.
١٣٤٨: ميرزا صالح النقيب الرضوي في المشهد المقدس الرضوي.
هو باني المدرسة الصالحية المشهورة بمدرسة النواب كتب على بابها في
الحجر بخط الثلث وخط القطعة الخفي بخط النسخ تعليق بسم الله الرحمن
الرحيم بعد حمد الله سبحانه قد اتفق اتمام بناء هذه المدرسة الرفيعة
الصالحية في دولة الشاه سليمان الحسيني الموسوي الصفوي من خالص مال
النواب المستطاب عمدة السادة النجباء الكرام ومرجع النقباء العظام صدر
الاسلام والمسلمين ميرزا صالح النقيب الرضوي كتبه محمد صالح سنة
١٠٨٦.
١٣٤٩: ملك العرب سيف الدولة أبو الحسن صدقة بن منصور بن دبيس
الأسدي.
قتل سنة ٥٠٤ كما في تاج العروس وقال ابن الأثير قتل سنة ٥٠١
خطب له من الفرات إلى البحر ولقب بملك العرب.
كان جليل الشأن عظيم السلطان كريم الأخلاق كثير العطاء رأيت
مدائحه في أربع مجلدات ورأيت سيرته من أجمل السير وأحسنها وهو باني
مدينة الحلة في العراق سنة ٤٩٥ ه.
وهو أشهر بني مزيد، وفي بني مزيد يقول العماد الأصفهاني: ملوك
العرب وأمراؤها بنو مزيد الأسديون النازلون بالحلة السيفية على
الفرات، كانوا ملجا اللاجئين وثمال الراجين وموئل المستضعفين، تشد
إليهم رحال الآمال وتنفق عندهم فضائل الرجال، وأثرهم في الخيرات
أثير، والحديث عن كرمهم كثير.
وكان صدقة يهتز للشعر اهتزاز الاعتزاز ويخص الشاعر من جوده
بالاختصاص والامتياز، ويؤمنه مدة عمره من طارق الاعواز، يقبل على
الشعراء ويمدهم، جميل الاصغاء وجزيل العطاء، لا يخيب قصد قاصديه
من ذوي القصائد، ويبلغ آمليه أغراضهم والمقاصد اه‍.
وكان له شعراؤه ومنهم أبو البقاء هبة الله الذي ألف كتاب المناقب

(١) اخر عن محله سهوا.
(٢) تاج العروس.
(٣) معجم الأدب.
(٣٨٦)

المزيدية في اخبار الدولة الأسدية، وفيه يقول: ملك يغترف من بحر
جوده فقير العرب والغني، ويعم فضله قريبهم والقصي.
كما عم فيها نوال ابن مزيد * وجادهم من سيبه المتداني
تساوى الورى فيه فقير وذو غنى * وقاص بعيد في البلاد وداني
ومن معدوديهم أبو عبد الله محمد بن خليفة السنبسي ومما يروي من
مجالسه الأدبية انه اتفق حضور مقدار بن المختار المطاميري والسنبسي
عنده في الحلة فأنشده السنبسي في عرض المحادثة لنفسه بقوله:
ومن ينس لا انسى عشية بيننا * ونحن عجال بين غاد وراجع
وقد سلمت بالطرف منها ولم يكن * من النطق الا رجعنا بالأصابع
فرحنا وقد روى السلام قلوبنا * ولم يجر منا في خروق المسامع
ولم يعلم الواشون ما كان بيننا * من السر لولا ضمرة في المدامع
فطرب لها سيف الدولة ولم يرضها مقدار. فقال له سيف الدولة:
ويلك يا مقدار، ما عندك في هذه الأبيات. فقال: أقول في هذه الساعة
بديها أجود منها، ثم أنشد ارتجالا:
ولما تناجوا بالفراق غدية * رموا كل قلب مطمئن برائع
وقفنا فمبد أنة إثر أنة * تقوم بالأنفاس عوج الأضالع
مواقف تدمي كل عشواء ثرة * صدوف الكرى انسانها غير هاجع
امنا بها الواشين ان يلهجوا بنا * فلم تتهم الا وشاة المدامع
فازداد سيف الدولة استحسانا لهذه واستدناه وأكرمه وجعله من
ندمائه.
وكان صدقة يستزيد شعراء عصره ويكرمهم، ومن ذلك دعوته
الأبيوردي. وقد حدث عبد الله بن علي التميمي عن القاضي أبي سعد
محمد بن عبد الملك بن الحسن النديم: ان أفضل الدولة الأبيوردي لما قدم
الحلة على سيف الدولة صدقة ممتدحا له ولم يكن قبلها قد اجتمع به قط
خرج سيف الدولة لتلقيه فقال: وكنت فيمن خرج فشاهدت الأبيوردي
راكبا في جماعة كثيرة من اتباعه منهم من المماليك الترك ثلاثون غلاما ووراءه
سيف مرفوع وبين يديه ثمان نجائب بالمراكب والسر فسارات الذهب
وعددنا ثقله فكان على أحد وعشرين بغلا. وكان مهيبا محترما جليلا معظما
لا يخاطب الا بمولانا، فرحب به سيف الدولة وأظهر له من البر والاكرام ما
لم يعهد مثله في تلقي أحد ممن كان يتلقاه وامر بانزاله واكرامه والتوفر على
القيام بمهامه، وحمل إليه خمسمائة دينار وثلاثة حصن وثلاثة اعبد، وكان
الأبيوردي قد عزم على انشاد سيف الدولة قصيدة في مدحه في يوم عينه،
ولم يكن سيف الدولة أعد له بحسب ما كان في نفسه ان يلقاه به ويجيزه على
شعره واعتذر إليه ووعده يوما غير ذلك اليوم ليعد ما يليق بمثله اجازته مما
يحسن به بين الناس ذكره، ويبقى على ممر الأيام اثره فاعتقد أفضل الدولة
ان سيف الدولة قد دافعه عن سماعه منه استكبارا لما يريد ان يصله به
ثانيا، فامر الأبيوردي أصحابه ان يعبروا ثقله الفرات متفرقا في دفعات.
وخرج من غير أن يعلم به أحد سوى ولد أبي طالب بن حبش، فإنه سمعه
ينشد على شاطئ الفرات حين عبوره:
أبابل لا واديك بالخير مفعم * لراج ولا ناديك بالرفد آهل
لئن ضقت عني فالبلاد فسيحة * وحسبك عارا انني عنك راحل
فان كنت بالسحر الحرام مدلة * فعندي من السحر الحلال دلائل
قواف تعير الأعين النجل سحرها * وكل مكان خيمت فيه بابل
فبادر ولد أبي طالب إلى سيف الدولة فقال له: رأيت على شاطئ
الفرات فارسا يريد العبور إلى الشرق وهو ينشد هذه الأبيات. فقال سيف
الدولة: وأبيك ما هو الا الأبيوردي فركب لوقته في قل من عسكره،
فلحقه فاعتذر إليه، وسأله الرجوع وعرفه عذره في امتناعه من سماع
شعره، وامر بانزاله في داره معه، وحمل إليه ألف دينار ومن الخيل والثياب
ما يزيد على ذلك قيمة.
ومن الشعراء من كان يؤلف الاشعار ويرسلها إلى صدقة املا في
جائزته، ومن ذلك ما فعله ابن الهبارية إذ ارسل الصادح والباغم مع
ولده، فأجزل سيف الدولة عطيته وأسنى جائزته.
وكان أحد الشعراء يقصد منصورا كل عام ليتسلم مائتي دينار وثيابا
حريرا وعمامة وحصانا. ولما مات منصور قصد الشاعر ولده صدقة
فضاعف له رسمه ونصحه ان يعود إلى بلده ليرعى أسرته التي تنتظره.
ولدبيس بن صدقة اخبار تقرب من اخبار والده في اكرام الشعراء
وايفاء ما عودهم والده من عطاء.
وقال في النجوم الزاهرة ج ٥ ص ١٩٦ في حوادث سنة ٥٠١ فيها
قتل صدقة بن منصور بن دبيس صاحب الحلة. كان كريما عفيفا عن
الفواحش، وكانت داره ببغداد حرما للخائفين. لم يتزوج غير امرأة واحدة
في عمره ولا تسرى قط. قتل في دافعة كانت بينه وبين عساكر السلطان
محمد شاه، وكانت سيرته مشكورة وخصاله محمودة وما سلم من مذهب
أهل الحلة فان أباه كان من كبار الرافضة!!. على عادة صاحب
الكتاب يوسف بن ثغري بردي الأتابكي في نبز الشيعة.
وقال ابن الأثير: سنة ٤٩٥ بني سيف الدولة صدقة بن مزيد بلدة
الحلة بالجامعين اه‍. وقال الشيخ رضي الدين علي أخو العلامة في
كتاب العلل القوية: وقد كان وضع سور الحلة السيفية في ٢١ رمضان سنة
٥٠٠ وسنة إحدى وخمسمائة نزل سيف الدولة صدقة بن منصور بن علي بن
دبيس الحلة وسنة ٤٩٣ عمر ارض الحلة وهي آجام ووضع أساس الدار
والأبواب سنة ٤٩٥ وحفر الخندق حول الحلة سنة ٤٩٨ ووضع الكشك
ولده دبيس بعد وفاته وتولى بعده ولده علي وانقرض ملكهم على يد علي
ولهذا يقولون ان أول ملوك بني دبيس علي وآخرهم علي.
راجع ابن خلكان ج ١ ص ٢٠٢
راجع من الوفيات ج ١ ص ٤٠٢ إلى ٤٠٤.
١٣٥٠: صردر
اسمه علي بن الحسن بن علي بن الفضل.
١٣٥١: صعصعة بن صوحان العبدي.
صوحان بضم الصاد أسلم صعصعة في عهد رسول الله ص ولم يره
قال في الإصابة كان خطيبا فصيحا وله مع معاوية مواقف. قال الشعبي

(١) السر فسارات: كلمة فارسية. سر فسار: اللجام.
(٣٨٧)

كنت أتعلم منه الخطب نفاه المغيرة بأمر معاوية من الكوفة ووصفه عبد
الملك بن مروان بأنه أحضر الناس جوابا.
وروى الحافظ عن حميد بن هلال العدوي قال: قام صعصعة إلى
عثمان بن عفان وهو على المنبر فقال: يا أمير المؤمنين ملت فمالت أمتك
اعتدل يا أمير المؤمنين تعتدل أمتك.
وكان صعصعة من أهل الخطط بالكوفة وكان من أصحاب علي وتوفي
في خلافة معاوية، وكان ثقة قليل الحديث، وتكلم يوما فأكثر فقال
عثمان: يا أيها الناس ان هذا البجباج النفاج ما يدري من الله ولا أين
الله، فقال له: اما قولك ما أدري من الله، فان الله ربنا ورب آبائنا
الأولين، واما قولك لا أدري أين الله فان الله لبالمرصاد ثم قرأ أذن للذين
يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير الآيات فقال عثمان.
ما نزلت هذه الآية الا في وفي أصحابنا أخرجنا من مكة بغير حق
وقدم وفد أهل العراق على معاوية فقال: مرحبا بكم يا أهل العراق
قدمتم ارض الله المقدسة منها المنشر وإليها المحشر قدمتم على خير أمير يبر
كبيركم ويرحم صغيركم ولو أن الناس كلهم ولد أبي سفيان لكانوا حلماء
وعقلاء فأشار الناس إلى صعصعة بن صوحان فقام فحمد الله وصلى على
النبي ص ثم قال اما قولك يا معاوية انا قدمنا الأرض المقدسة فلعمري ما
الأرض تقدس الناس ولا يقدس الناس الا أعمالهم واما قولك ان منها
المنشر وإليها المحشر فلعمري ما ينفع قربها كافرا ولا يضر بعدها مؤمنا واما
قولك لو أن الناس كلهم ولد أبي سفيان لكانوا حلما وعقلاء فقد ولدهم من
هو خير من أبي سفيان آدم ص فمنهم الحليم والسفيه والجاهل
والعالم.
فقال له معاوية: والله لأجفينك عن الوساد، ولأشردن بك في
البلاد، فقال له صعصعة: والله ان في الأرض لسعة، وان في فراقك
لدعة. فقال له معاوية: والله لأحبسن عطاءك. قال: ان كان ذلك بيدك
فافعل، ان العطاء وفضائل النعماء في ملكوت من لا تنفد خزائنه، ولا يبيد
عطاؤه، ولا يحيف في قضيته، فقال له معاوية لقد استقتلت. فقال له
صعصعة: مهلا، لم أقل جهلا ولم استحل قتلا، لا تقتل النفس التي حرم
الله الا بالحق، ومن قتل مظلوما كان الله لقاتله مقيما، يرهقه أليما ويجرعه
حميما ويصليه جحيما. فقال معاوية لعمرو بن العاص. اكفناه. فقال له
عمرو: وما تجهمك لسلطانك؟ فقال له صعصعة ويلي عليك يا مأوى
مطردي أهل الفساد ومعادي أهل الرشاد، فسكت عنه عمرو.
وروى نصر بن مزاحم ان ابن الأحمر قال: لما أجمع معاوية وأهل
الشام ان يمنعونا الماء ففزعنا إلى أمير المؤمنين فأخبرناه بذلك فدعا
صعصعة بن صوحان فقال أئت معاوية فقل انا سرنا مسيرنا هذا وانا نكره
قتالكم قبل الاعذار إليكم وانك قد قدمت بخيلك فقاتلتنا قبل ان تقاتلك
وبدأتنا بالقتال ونحن من رأينا الكف حتى ندعوك ونحتج عليك وهذه
أخرى قد فعلتموها حتى حلتم بين الناس وبين الماء فخل بينهم وبينه حتى
ننظر فيما بيننا وبينكم وفيما قدمنا له وقدمتم وان كان أحب إليك ان ندع ما
جئنا له وندع الناس يقتتلون على الماء حتى يكون الغالب هو الشارب
فعلنا، فقال معاوية لأصحابه: ما ترون؟ قال الوليد بن عقبة: أمنعهم
الماء كما منعوه ابن عفان حصروه أربعين يوما يمنعونه برد الماء ولين الطعام
اقتلهم عطشا قتلهم الله. قال عمرو خل بين القوم وبين الماء فإنهم لن
يعطشوا وأنت ريان ولكن لغير الماء فانظر فيما بينك وبينهم. فأعاد الوليد
مقالته. وقال عبد الله بن سعد بن أبي سرح وهو أخو عثمان من الرضاعة
أمنعهم الماء إلى الليل فإنهم ان لم يقدروا عليه رجعوا وكان رجوعهم
هزيمتهم أمنعهم الماء منعهم الله يوم القيامة. فقال صعصعة بن صوحان انما
يمنعه الله يوم القيامة الكفرة الفجرة شربة الخمر ضربك وضرب هذا الفاسق
يعني الوليد بن عقبة، فتواثبوا إليه يشتمونه ويتهددونه، فقال معاوية كفوا
عن الرجل فإنه رسول.
ولما أراد الانصراف من عنده قال ما ترد علي؟ قال سيأتيكم رأيي قال
فوالله ما راعنا إلا تسوية الرجال والخيل والصفوف فأرسل إلى أبي الأعور
أمنعهم الماء. فازدلفنا والله إليهم فارتمينا بالرماح واضطربنا بالسيوف فطال
ذلك بيننا وبينهم فصار الماء في أيدينا فقلنا والله لا نسقيهم فأرسل إلينا
علي: خذوا من الماء حاجتكم وارجعوا إلى عسكركم وخلوا بينهم وبين الماء
فان الله قد نصركم ببغيهم وظلمهم.
وروى أبو الفرج الأصفهاني في المقاتل ان صعصعة بن صوحان
استأذن على علي ع وقد اتاه عائدا لما ضربه ابن ملجم فلم يكن
عليه إذن فقال صعصعة للآذن قل له يرحمك الله يا أمير المؤمنين حيا وميتا
فلقد كان الله في صدرك عظيما ولقد كنت بكلمات الله عليما فأبلغه الآذن
ذلك فقال وأنت يرحمك الله فلقد كنت خفيف المئونة كثير المعونة.
ومن شعر صعصعة قوله:
هلا سالت بني الجارود اي فتى * عند الشفاعة والباب ابن صوحانا
كنا وكانوا كأم أرضعت ولدا * عقت ولم تجز بالاحسان احسانا
وقوله يرثي علي بن أبي طالب:
إلا من لي بأنسك يا أخيا؟ * ومن لي أن أبثك ما لديا؟
طوتك خطوب دهر قد توالى * لذاك خطوبه نشرا وطيا
فلو نشرت قواك لي المنايا * شكوت إليك ما صنعت اليا
بكيتك يا علي بدر عيني * فلم يغن البكاء عليك شيا
كفى حزنا بدفنك ثم اني * نفضت تراب قبرك من يديا
وكانت في حياتك لي عظات * وأنت اليوم أوعظ منك حيا
فيا أسفي عليك وطول شوقي * إلا لو أن ذلك رد شيا
وقوله يرثيه أيضا:
هل خبر القبر سائليه * أم قر عينا بزائريه
أم هل تراه أحاط علما؟ * بالجسد المستكن فيه
لو علم القبر من يواري * تاه على كل من يليه
يا موت ماذا أردت مني * حققت ما كنت أتقيه
يا موت لو تقبل افتداء * لكنت بالروح أفتديه
دهر رماني بفقد ألفي * أذم دهري وأشتكيه
١٣٥٢: الصفار
هو محمد بن الحسن.

(١) ابن سعد.
(٢) الشعبي.
(٣٨٨)

١٣٥٣: الأمير صف شكن خان ابن الأمير قوام الدين خان الحسيني المرعشي.
كان من العلماء وأدباء عصره له آثار فقهية وأدبية خرج مع والده إلى
الهند وسكن بها وله ديوان شعر كبير ويعد من رجال الشيعة في بلاد الهند
وعيونها خلف ابنه السيد مير شمس الدين محمد خان ويأتي في بابه.
١٣٥٤: صفر علي اللاهيجي ثم القزويني.
تلميذ السيد محمد المجاهد والسيد محمد باقر حجة الاسلام له شرح
معالم الأصول ورسالة في علم الدراية وغير ذلك.
١٣٥٥: صفوان
هو صفوان بن يحيى.
١٣٥٦: أبو بحر صفوان بن إدريس بن عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس التجيبي
المرسي.
ولد سنة ٥٦٠ وتوفي سنة ٥٩٨.
كان كاتبا بليغا وشاعرا بارعا من أعيان أهل المغرب قال لسان
الدين ابن الخطيب: انفرد برثاء الحسين وقال ابن الابار له قصائد جليلة
خصوصا في الحسين. رحل إلى مراكش فقصد دار الخلافة مادحا فما تيسر
له شئ فقال لو مدحت آل البيت ع لبلغت املي فمدح وبينما
هو عازم على الرجوع طلبه الخليفة فقضى مأربه فعكف على مدح آل البيت
ع ورثائهم. ومن شعره:
قلنا وقد شام الحسام مخوفا * رشا بعادية الضراغم عابث
هل سيفه من طرفه أم طرفه * من سيفه أم ذاك طرف ثالث
وقوله:
يا قمرا مطلعه أضلع * له سواد القلب فيها غسق
وربما استوقد نار الهوى * فناب فيها لونها عن شفق
عندي من حبك ما لو سرت * في البحر منه شعلة لاحترق
وقوله يرثي الحسين ع:
أمرنة تدعو لعود أراك * قولي مولهة علام بكاك
أجفاك الفك أم بكيت لفرقة * أم لاح برق بالحمى فشجاك
لو كان حقا ما ادعيت من الهوى * يوما لما طرق الجفون كراك
أو كان روعك الفراق إذا لما * ضنت بماء جفونها عيناك
ولما ألفت الروض يأرج عرفه * وجعلت بين فروعه مغناك
ولما اتخذت من الغصون منصة * ولما بدت مخضوبة كفاك
لو كنت مثلي ما أفقت من البكا * لا تحسبي شكواي من شكواك
ايه حمامة خبريني انني * أبكي الحسين وأنت مم بكاك
أبكي قتيل الطعن فرع نبينا * أكرم بفرع للنبوة زاكي
ويل لقوم غادروه مضرجا * بدمائه نضوا صريع شكاك
متعفرا قد مزقت أشلاؤه * فريا بكل مهند فتاك
أيزيد لو راعيت حرمة جده * لم تقتنص ليث العرين الشاكي
أو كنت تصغي إذ نقرت بثغره * قرعت صماخك انه المسواك
وقوله معارضا قول الحريري خل ادكار الأربع.
أومض ببرق الأضلع * واسكب غمام الأدمع
واحزن طويلا وأجزع * فهو مكان الجزع
وأنثر دماء المقلتين * تألما على الحسين
وابك بدمع دون عين * ان قل فيض الأدمع
قضى لهيفا فقضى * من بعده فصل القضا
ريحانة الهادي الرضا * وابن الوصي الأنزع
١٣٥٧: صفوان بن حذيفة بن اليمان.
قتل بصفين مع علي ع سنة ٣٧ أوصاه أبوه وأخاه سعيدا
بلزوم أمير المؤمنين ع واتباعه فكانا معه بصفين وقتلا بين يديه.
لما بلغ حذيفة بيعة علي وكان عليلا قال لابنيه صفوان وسعيد إذا انا
مت فاحملاني وكونا مع علي فسيكون له حرب يهلك فيها كثير من الناس
فاجهدا ان تشهدا معه فإنه والله على الحق.
الصفوية.
ذكروا في إبراهيم بن بهرام
١٣٥٨: الشاه صفي ابن الشاه عباس الصفوي.
بنى في سنة ١٠٤٢ حوض الماء في الصحن الشريف في مشهد أمير
المؤمنين ع الذي كان من جهة الشرق وأزيل في هذه السنين أعني
في حدود سنة ١٣٥٠ وعمر القبة والصحن الشريف، وبنى دار الشفاء وهي
مستشفى للغرباء والزوار والفقراء. وبنى المطبخ وعمل المطاهر وبنى
الأواوين للزوار كل هذا في ثلاث سنوات وقيل في تاريخه بالفارسية أب ما
أوند وساقي كوثر أمد اما دار الشفاء والمطبخ فلا اثر لها اليوم.
١٣٥٩: صفي الدين الحلي
اسمه عبد العزيز بن سرايا بن علي.
١٣٦٠: الشيخ صفي الدين ابن الشيخ فخر الدين الطريحي النجفي.
كان عالما فاضلا أديبا مؤلفا مدرسا ذكره السيد عبد الله بن نور
الدين بن نعمة الله الجزائري في اجازته الكبيرة ووصفه بالشيخ الفاضل
الامام وقال إنه يروي عن أبيه فخر الدين الطريحي اه‍ وكان من الفقهاء
المعروفين وله تأليف منها شروح على كتب أبيه ومستدرك على مجمع البحرين
وكتاب مطالع النظر في شرح الباب الحادي عشر وهداية المسترشدين في رد
الطبيعيين اجازه والده بإجازة موجودة على ظهر نسخته الفقهية بخط جده
محمد علي بن طريح تاريخها يوم الجمعة من جمادى الثانية ١٠٧٢.
ويروي عنه بالإجازة الشيخ محمد حسين التبريزي وتاريخ الإجازة
١٠٩٠.
١٣٦١: الشيخ صفي بن محمد بن علي بن الحسن الجرجاني العاملي نزيل جزين.
كان من تلامذة الشهيد الأول وفي تكملة أمل الآمل رأيت كنز
الفوائد في شرح مشكلات القواعد بخطه قال في آخر الجزء الأول منه تمت
كتابة هذا النصف من نسخة منقولة من خط شيخنا المعظم وامامنا الأعظم
قدوة العلماء في العالم قبلة بني فضلاء آدم فريد الدهر ووحيد العصر مولانا
شمس الملة والدين محمد بن مكي دام ظله وهو نقلها لنفسه من خط
المصنف قدس سره وقت الضحى يوم الأحد خامس ذي الحجة الحرام سنة
٧٨٤ في قرية جزين حامدا لربه ومصليا على نبيه وآله. والكاتب المالك
صفي بن محمد غفر الله له ولوالديه وكتب في آخر الجزء الثاني ثم كتب لنفسه

(١) الطليعة.
(٣٨٩)

من يد العبد الضعيف الراجي إلى الله اللطيف صفي بن محمد بن علي بن
الحسن الجرجاني ليلة الثلاثاء الرابع من محرم الحرام في قرية جزين من بلاد
الشام سنة ٧٨٥ من نسخة ثانية منقولة من خط المصنف حامدا لربه ومصليا
على نبيه وآله أجمعين.
١٣٦٢: صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عمة النبي ص أم الزبير بن
العوام.
توفيت سنة ٢٠.
كانت أديبة عاقلة شاعرة فصيحة وكان لعبد المطلب ست بنات كلهن
من أهل الأدب والشعر والفصاحة.
كان قد تزوجها في الجاهلية الحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس
أخو أبي سفيان فمات عنها فتزوجها العوام بن خويلد فولدت له الزبير وعبد
الكعبة وعاشت كثيرا وتوفيت سنة عشرين ولها ٧٣ سنة ودفنت بالبقيع
وكانت من أشجع النساء قتلت الجاسوس اليهودي لما جبن عن قتله حسان
بن ثابت وعنفت الفارين يوم أحد وتقدمت تقاتل برمج لها.
وبعد ما انتهت وقعة أحد وقتل فيها حمزة بن عبد المطلب عم النبي
ص ومثل به أقبلت أخته صفية فقال النبي ص لابنها الزبير ردها لئلا ترى
ما بأخيها حمزة فلقيها الزبير فاعلمها بأمر النبي ص فقالت: بلغني انه مثل
بأخي وذلك في الله قليل فما أرضانا بما كان من ذلك، لأحتسبن
ولأصبرن. فاعلم الزبير النبي ص بذلك فقال خل سبيلها. فاتته وصلت
عليه واسترجعت وأمر رسول الله ص به فدفن.
ولها شعر جيد فمنه قولها:
ألا من مبلغ عني قريشا * ففيم الامر فينا والأمار
لنا السلف المقدم قد علمتم * ولم توقد لنا بالغدر نار
وكل مناقب الخيرات فينا * وبعض الامر منقصة وعار
وقولها في رثاء النبي:
يا عين جودي بدمع منك منحدر * ولا تملي وبكي سيد البشر
بكي الرسول فقد هدت مصيبته * جميع قومي وأهل البدو والحضر
ولا تملي بكاك الدهر معولة * عليه ما غرد القمري في السحر
١٣٦٣: السيد صقر بن محمد بن صالح بن عامر بن علي بن سليمان بن حيار بن
حنتوش بن محمد بن أبي ظالم أحمد بن شليل بن سلطان بن جيش بن
مفرح بن عمارة بن سبيع بن الأمير مهنا الأكبر.
ذكره ضامن بن شدقم في كتابه فقال: كان ذا همة عالية وشهامة
شامخة وصلابة في الرأي السديد شاعرا أديبا حاذقا لبيبا ما قصده أحد
فخاب سواء كان بجاهه أو بما ملكت يداه. توجه إلى الديار الرومية وواجه
السلطان مراد فأعزه غاية الاعزاز وأكرمه فطلب منه ان يرد إلى بني حسين
أوقافهم السابقة التي هي من آبائه السالفة فاجابه لذلك وامر بترصيع
جنبيته وسيفه بالذهب والمعادن وأعطاه كل تحفة ثم عاد إلى وطنه
وأمر السلطان الحسني شريف مكة أمراءه وحكامه بالزامه جزاء
لما أخذ في أوقافهم التي رشوا بها نقباء بني حسين السابقين كمحمد
ابن أحمد بن سعد الشدقمي وغيره فاحتجب عنهم مدة طويلة حتى
رجع الحاج الشامي إلى مكة وواجه محمد بن فروح أمير الحاج وحكى له
القصة فدفع إليهم غل الأوقاف ونادى بني حسين الحضر ودفع محمد إليهم
الدراهم فامتنعوا عن استلامها ثم دفعها إلى بني حسين البدو وتوجه بالباقي
مع أمير الحاج الشامي إلى السلطان مراد العثماني فأعزه وأكرمه زيادة على
المرة الأولى وطلب منه الأوقاف فعرض عليه بدلا عنها أربعة أمثالها فامتنع
ان يأخذ غيرها فامر له باجرائها وبعساكر وعلائفهم تسير معه إلى وطنه فلما
وصل إلى مصر وأراد من أهل مصر ما أمر له به السلطان من العساكر
وعلائفهم تباطئوا عن ذلك ولم يكن لهم علاج غير الصلح. ولما مات محمد
ولي النقابة ابن عمه عامر بن حسين بن عامر المذكور برضا شريف مكة
الشريف زيد ثم نازعه فيها علي النعري وحكم بها مدة وذلك في عصر
السيد ضامن بن شدقم صاحب كتاب أنساب امراء المدينة ثم انه اخذ
من السيد خضر مفتاح قبة الأئمة ع. وتولى امارة المدينة فصار
في ذلك العام نقيبا وأميرا وبواب الأئمة ع. وقبل ان يتم عام
توجه إلى بغداد وأراد دخول بلاد العجم فمنعه الباشا الذي في بغداد ثم
توجه إلى ديار الروم وواجه السلطان وأعزه وأكرمه وطلب منه ان يقيمه بوابا
على قبة الأئمة ع ونقيبا وأميرا على المدينة وجميع أطرافها وناظر
النظار فأعطاه السلطان جميع ذلك ثم خرج متوجها إلى وطنه ومات بعد
خروجه بأيام قليلة.
١٣٦٤: الشيخ صلاح الدين بن حسام الدين بن جمال الدين بن طريح النجفي.
كان عالما ورعا جليلا كتب بخطه النصف الأخير من الفقيه بالحلة
فرع منه في ٤ ذي القعدة سنة ١٠٩٦ وكتب عليه حواشي منه بخطه وكتب
تلميذ والده السيد جابر بن طعمة الحسيني النجفي على ظهر النسخة ما
صورته انتقل الكتاب من زبدة العلماء العاملين وخلاصة الأتقياء الصالحين
مخدومنا وخلاصة الأتقياء الصالحين مخدومنا الشيخ صلاح الدين ولد جامع
المعقول والمنقول حسام الدين اه‍.
١٣٦٥: الصلتان العبدي.
قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين لما اجتمع الحكمان بدومة الجندل
بعث الصلتان العبدي وهو بالكوفة بأبيات إلى دومة الجندل:
لعمري لا ألفي لدهر خالعا * عليا بقول الأشعري ولا عمرو
فان يحكما بالحق نقبله منهما * والا أثرناها كراغية البكر
ولسنا نقول الدهر ذاك إليهما * وفي ذاك لو قلناه قاصمة الظهر
ولكن نقول الامر بالحق كله * إليه وفي كفيه عاقبة الامر
وما اليوم الا مثل أمس واننا * لفي زهق الضحضاح أو لجة البحر
١٣٦٦: أبو واكد الشيخ صليبي الواكد.
من عائلة آل علي الصغير امراء جبل عامل سكن قانا من ساحل صور
وذريته بها إلى اليوم رأينا له في بعض المجاميع شعرا جيدا فمنه ما أرسله إلى
حمد البيك وكان حمد البيك أرسل إليه أجراس اسبر ليضعها عند الصائغ في
قانا فلما تمت وأرسلها إليه لم يستحسنها لضعف أصواتها وخمود حسها
فأرجعها إليه ثانيا ليعطيها إلى الصائغ ويصلح أصواتها ويحسنها زيادة على
المرة الأولى فلما تمت حسب المراد أرسلها إليه وأرسل معها هذه الأبيات:
أفدي أبا فدعم إذ ظل يعذلني * من حيث اخمد حظي صوت أجراسي
(٣٩٠)

لا تعجبن لذا واعجب لثانية * ان ليس يلحق بالأجراس أنفاسي
هل ينكر البيك أعلى الله رتبته * سواد حظي وما يأتيه أنحاسي
لو أن في جرسي القانون يردفه * مخارق بفنون الأوج والراسي
بنغمة الناي والسنطير ملحقة * به النواقيس والصهباء في الكاس
لاسمع الحظ منها كل مستمع * صوت الذبابة قد طنت على الرأس
فكيف بي وهو حظي كلما رفعت * يدي لشان تولاها بأنكاس
فالآن وافتك أجراس مطنطنة * تحكي النواقيس في راحات شماس
قد أتقن الصنع منها عارف فطن * بصنعه خير حداد ونحاس
فان تجدها كما تبغي صناعتها * فذاك من طالع الحداد في الناس
وان تكن تشبه الأولى فذلك من * حظي الذي قد رمى دوما باتعاس
فالمدح في صنعها أمسي لصانعها * والذم لي والكلام القارص القاسي
يقال لله مخول وصنعته * كأنها ذهب قد صيغ في ماس
أو لا يقال صليبي تهاون في * حسن الصناعة فهو الطاعم الكاسي
ينال مخول فيها المدح ان حسنت * أو لا أبو واكد في الذم والباس
فاعذر عبيدك فيها كيفما صنعت * فأنت نجمي ومصباحي ومقباسي
لا زال ذكرك بين الناس مزدهرا * كأنه الروض بين الورد والاس
وقال وأرسلها إلى حمد البيك وكان أرسل إليه كتابا فلم يجبه عليه:
جد المسير إلى تبنين تلق بها * شهما إلى ذروة العيوق مرقاه
قد أصبحت من نداه روضة وغدت * حصنا مكينا وعين الله ترعاه
ربيعها حمد المنهل من يده * غيث لو الزمن استسقاه رواه
هل للنجوم السواري مثلها شرف * وهل لها مثلما جاءت مزاياه
مولى له خضعت هام الملوك وقد * ساس الأمور فأضحت طوع يمناه
ليث براثنه البيض الرقاق ومن * يلقى الألوف فتخشى هول لقياه
هيهات لم يدركوا أدنى مآثره * ولا أقام عمود المجد الا هو
فاسلم بعز ومجد غير منقطع * مليك فضل وشكر من رعاياه
وله:
أسائلهم لمن حوران تعزي * فقالوا للذئاب وللكلاب
مرابعهم كلون القار سود * ودورهم على جرف الخراب
فلم تسمع بها الا نباحا * ولم تبصر بها غير الذباب
ولا تلقى بها الا كلابا * ولا تلفي بها غير التراب
وكم آوى لنا منها جياع * فتقرى بالطعام وبالشراب
وقال:
يا آل بيت محمد لي فيكم * امل إذا نصب الصراط أجوز
أيليق ان أصلي جهنم في غد * مع من أعادي فيكم أيجوز
حاشا وحبكم بقلبي انني * عن بابكم يا سادتي محجوز
أنتم نجاتي في المعاد وعدتي * وبكم إذا وضع الحساب أفوز
١٣٦٧: السيد صفدر شاه ابن السيد صالح الرضوي نسبا القمي الكشميري.
توفي في لكنوء آخر يوم الخميس ١٧ رجب سنة ١٢٥٥ كان عالما
فاضلا قرأ عليه ولده السيد علي شاه.
١٣٦٨: الشيخ صفي الدين بن فخر الدين الطريحي.
قرأ على والده له منه إجازة وله حاشية على مجمع البحرين تسمى
مستدرك المجمع طبعت على هوامش بعض النسخ وله الرياض الزهرية في
شرح الفخرية في الفقه. وله ميزان المقادير الشرعية بالوزن المتعارف في
العراق سنة ١٠٩٢ وجد منها نسخة عليها إجازة الشيخ محمد بن أحمد بن
إسماعيل الجزائري للشيخ امين الدين ابن الشيخ محيي الدين الطريحي سنة
١١٦٥.
١٣٦٩: الصنوبري
اسمه أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي.
١٣٧٠: الصهباني محمد بن عبد الجبار الصهرشتي.
هو أبو الحسن أو الحسين أو عبد الله سلمان أو سليمان بن الحسن بن
سليمان أو سلمان وربما يطلق على الشيخ سليمان بن الحسين أو الحسن بن
محمد صاحب كتاب تنبيه الفقيه وغيره، ولعلهما واحد وفي معجم البلدان
صهرجت ينسب إليها أبو الفرج محمد بن الحسن البغدادي من فقهاء
الشيعة.
١٣٧١: الصوفي
هو محمد بن هارون يروي عن الصدوق بواسطة.
١٣٧٢: الصولي
يطلق في الغالب علي أبي بكر محمد بن يحيى الصولي صاحب كتاب
الوزراء وكتاب الورقة وعلى إبراهيم بن العباس ان وقع فنادر.
١٣٧٣: صيفي بن فسيل الشيباني.
من أصحاب أمير المؤمنين علي ع قال الطبري في تاريخه انه
لما عزم علي ع على العودة إلى صفين وقد اجتمع الخوارج بحروراء فبلغه
ان الناس يقولون لو سار بنا إلى هذه الحرورية فبدأنا بهم فإذا فرغنا منهم
وجهنا من وجهنا ذلك إلى المحلين فخطبهم وقال إن غير هذه الخارجة أهم
إلينا منهم فدعوا ذكرهم وسيروا إلى قوم يقاتلونكم كيما يكونوا جبارين ملوكا
قام إليه صيفي بن فسيل الشيباني فقال: يا أمير المؤمنين نحن حزبك
وأنصارك نعادي من عاديت ونشايع من أناب إلى طاعتك فسر بنا إلى عدوك
من كانوا وأينما كانوا فإنك إن شاء الله لن تؤتى من قلة عدد ولا ضعف نية
اتباع.
وكان من أصحاب حجر بن عدي الكندي المخلصين في ولائهم لأمير
المؤمنين ع. يروي الطبري ما جرى له بعد القبض على حجر
وأصحابه فيقول:
جاء قيس بن عباد الشيباني إلى زياد فقال له: ان امرأ منا من بني همام
يقال له صيفي بن فسيل من رؤوس أصحاب حجر وهو أشد
الناس عليك، فبعث ابن زياد إليه فاتى به، فقال له زياد: يا عدو
الله ما تقول في أبي تراب؟ قال ما اعرف أبا تراب! قال زياد ما
أعرفك به، قال ما اعرفه، قال أما تعرف علي بن أبي طالب؟ قال: بلى
قال: فذاك أبو تراب! قال: كلا فذاك أبو الحسن والحسين، فقال
له صاحب الشرطة: يقول لك الأمير: هو أبو تراب، وتقول أنت لا،
قال وإن كذب الأمير، أتريد أن اكذب وأشهد له على باطل كما شهد؟!.
قال زياد: وهذا أيضا من ذنبك! علي بالعصاة، فاتي بها، فقال زياد: ما
قولك في علي؟ قال أحسن قول انا قائله في عبد من عباد الله المؤمنين.
(٣٩١)

قال زياد اضربوا عاتقه بالعصا حتى يلصق بالأرض، فضرب حتى لزم
الأرض، ثم قال: أقلعوا عنه، ايه ما قولك في علي؟ قال والله لو
شرحتني بالمواسي والمدى ما قلت الا ما سمعت مني! قال زياد لتلعننه أو
لأضربن عنقك!. قال: إذن تضربها والله قبل ذلك، فان أبيت إلا ان
تضربها رضيت بالله وشقيت أنت. قال زياد: ادفعوا في رقبته ثم قال
أوقروه حديدا وألقوه في السجن اه‍.
ثم إن زيادا أرسله مع حجر وأصحابه إلى معاوية، ولما بعث إليهم
معاوية ان يبرؤوا من علي فان فعلوا تركوهم، أبوأ ان يتبرؤوا من علي
فقتل صيفي فيمن قتل.
يقول الطبري: قال الشاعر يحرض بني هند من بني شيبان على
قيس بن عباد حين سعى بصيفي بن فسيل:
دعي ابن فسيل يا آل مرة دعوة * ولاقى ذباب السيف كفا ومعصما
فحرض بني هند إذا ما لقيتهم * وقل لغياث وابنه يتكلما
لتبك بني هند قتيلة مثل ما * بكت عرس صيفي وتبعث مأتما
قتيلة هي أخت قيس بن عباد. وعاش قيس بن عباد حتى قاتل مع
ابن الأشعث في مواطنه. فقال حوشب للحجاج بن يوسف: ان منا امرأ
صاحب فتن ووثوب على السلطان، لم تكن فتنة في العراق قط إلا وثب فيها
وهو ترابي يلعن عثمان وقد خرج مع ابن الأشعث فشهد معه مواطنه كلها
يحرض الناس حتى إذا أهلكهم الله جاء فجلس في بيته. فبعث إليه الحجاج
فضرب عنقه. فقال بنو أبيه لآل حوشب: انما سعيتم بنا سعيا، فقالوا
لهم: وأنتم انما سعيتم بصاحبنا سعيا.
١٣٧٤: الصيقلي
هو منصور بن الوليد.
حرف الضاد
١٣٧٥: السيد ضامن بن شدقم بن علي الحسيني المدني.
هو السيد ضامن ابن السيد شدقم بن زين الدين علي بن بدر الدين
حسن النقيب ابن حسين الشهيد ابن علي بن شدقم بن ضامن بن محمد
الحمزي الحسيني المدني من ذرية أبو القاسم الطاهر المحد بن يحيى النابة ابن
الحسن بن جعفر الحجة ابن عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع. وفي الذريعة السيد
ضامن بن علي فجعل أباه عليا لا شدقما. والذي وجدته في مسودة الكتاب
هو كما ذكرته ضامن بن شدقم بن علي وهو المعروف بين المؤلفين، فان
صح ما في الذريعة يكون نسبته إلى شدقم نسبة إلى بعض أجداده والله أعلم.
في كتاب مخطوط يظن أن اسمه كتاب الأنوار مؤلفه من أصحابنا من
أهل أواسط القرن الثالث عشر، رأيته في بغداد عام ١٣٥٢ اه‍. ما
صورته: السيد ضامن ابن العالم السيد شدقم المدني.
كان عالما فاضلا ماهرا أديبا كاتبا مشهورا له كتاب تحفة الأزهار
وزلال الأنهار في نسب وحسب الأئمة الأطهار اه‍.
وفي بعض الكتب انه في سبعة مجلدات، وقد رأيت نسخة منه ذهب
أولها وهي في مجلدين كبيرين في طهران في مكتبة الشيخ فضل الله النوري
ويظن انها بخط المؤلف وهي كالمسودة ونقلنا منها أشياء كثيرة في هذا
الكتاب ولست اعلم أنها تمام مجلداته أو بعضها. وفي الذريعة انه كبير في
مجلدين موجودين في مكتبة علي ابن الشيخ محمد رضا الجعفري في النجف،
الأول في الحسينيين والثاني في الحسنيين وانه عند ذكر جعفر الحجة قال:
إلى عامنا هذا سنة ثمان وثمانين وألف اه‍.
وفي النسخة التي رأيناها في طهران قال في بعض المواضع منها: يقول
جامعه الفقير إلى الله الغني ضامن بن شدقم بن علي الحسيني المدني وصلت
إلى البصرة في شهر ربيع الثاني سنة ١٠٦٨ فاجتمعت بالسيد الشريف
الحسيب النسيب عمدة السادة النجباء وزبدة الأماثل الأطباء الطبيب الحاذق
وبقية الحكماء الفائق عبد الرضا بن شمس الدين بن علي. وفي موضع آخر
يقول: جامعه الفقير إلى الله الغني ضامن بن شدقم بن علي الحسيني المدني
وصلت إلى الدورق في العشر الأول من جمادى الثانية سنة ١٠٦٨ وفي شهر
ذي الحجة سنة ١٠٩٢ اجتمعت في البصرة بالسيد ناجي الخ... وفي شهر
شوال سنة ١٠٨٠ اجتمعت بالسيد يحيى في أصفهان الخ... وفي جمادى
الثانية سنة ١٠٨٢ اجتمعت في أصفهان بالسيد يعقوب الخ... فذكروا لي
أنسابهم.
ويظهر من كتابه انه ساح وكتب في سياحته جملة من الأنساب ومن
شعره:
سبحان من أصبحت مشيئته * جارية في الورى بمقدار
في عامنا أغرق العراق وقد * أحرق ارض الحجاز بالنار
كان من المعاصرين للسيد زين العابدين بن نور الدين بن علي بن
الحسين الموسوي يروي عن السيد عبد الرضا بن شمس الدين بن علي
الحسيني نزيل البصرة من العلماء الأجلة في عصره ويظهر انه من تلاميذ
البهائي والسيد الداماد.
١٣٧٦: الضبي
هو العباس بن بكار.
١٣٧٧: ضبيعة ابنة خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين الأنصارية.
أورد لها نصر بن مزاحم في كتاب صفين أبياتا ترثي بها أباها خزيمة
وهي:
عين جودي على خزيمة بالدمع * قتيل الأحزاب يوم الفرات
قتلوا ذا الشهادتين عتوا * اخذ الله منهم بالترات
قتلوه في فتية غير عزل * يسرعون الركوب للدعوات
نصروا السيد الموفق ذا العدل * ودانوا بذاك حتى الممات
لعن الله معشرا قتلوه * ورماهم بالخزي والآفات
١٣٧٨: الشيخ ضياء العراقي.
توفي في ذي الحجة سنة ١٣٦١ عن عمر تجاوز الثمانين.
كان يعتبر من بقية علماء السلف المعروفين بغزارة العلم وسعة العقلية
كما يعتبر المعلم الأول بحق للعلوم الدينية ولا سيما الأصول ف‍ قد رقى منبر

(١) ما استدركناه على مسودات الكتاب (ح).
(٣٩٢)

التدريس مدة خمسين سنة متواصلة لم ينقطع فيها عن التدريس الا حين
اضطرته صحته إلى ذلك في أواخر أيامه وقد روى الكثيرون شيئا كثيرا عن
ملكات أساتذة العلم العلماء في السابق ولكنما لم يرو للآن أحد مثلا يجاري
به مواهب الفقيد العظيم واتساع معارفه وكبر عقيلته العلمية الامر الذي
جعل منه أستاذا كبيرا لطائفة كبيرة من العلماء المجتهدين، ولقد كان رأيه
إلى حين مماته حجة في المشاكل العلمية، ومجلس بحثه يعد بحق صورة
صادقة للحرية الفكرية، فهو مجلس الدرس الذي يقبل كل مناقشة وان
تكن غاية في التطرف.
حرف الطاء
١٣٧٩: الطائي
هو أبو تمام حبيب بن أوس
١٣٨٠: الطائيان
هما أبو تمام حبيب بن أوس وأبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري.
١٣٨١: طارق بن شهاب البجلي الأحمسي أبو عبد الله أو أبو واحمس بطن من
بجيلة.
أدرك الجاهلية ومات سنة ٨٢ أو ٨٣ أو ٨٤ ويعد في الكوفيين.
قال رأيت رسول الله ص وغزوت مع أبي بكر وعمر رض.
كان من صحابة علي ع وشيعته، خرج يستقبل عليا عليه
السلام وقد صار بالربذة طالبا عائشة وأصحابها قال فسالت عنه قبل ان
ألقاه ما أقدمه فقيل خالفه طلحة والزبير وعائشة فاتوا البصرة فقلت في
نفسي انها الحرب أفأقاتل أم المؤمنين وحواري رسول الله ص ان هذا
لعظيم ثم قلت ادع عليا وهو أول المؤمنين ايمانا وابن عم رسول الله ص
ووصيه، هذا أعظم ثم اتيته فسلمت عليه ثم جلست إليه فقص علي قصة
القوم وقصته.
١٣٨٢: الطاطري
هو علي بن الحسن.
١٣٨٣: الشيخ طالب البلاغي بن عباس العاملي النجفي أخو الشيخ عبد الله
البلاغي المعروف.
ومر ذكر آل البلاغي عموما في إبراهيم وكان المترجم من تلاميذ
صاحب الجواهر. قال حفيده الشيخ محمد جواد البلاغي فيما كتبه إلينا:
كان معروفا بالعلم والفضل والجلالة والورع والزهد والأخلاق الفاضلة
وكان الشيخ محمد طه نجف يحدث بكرامة له بعد موته وكتبها استطرادا فيما
كتبه في أحوال المرحوم الشيخ حسين نجف الكبير وقد جرت من بعض
العلماء والأدباء من معاصري الشيخ طالب المذكور مساجلة في مدائحه
والاطراء بفضله بموشحات وقصائد مطولة رأيتها في مجموعة وأظن أن هذه
المساجلة هي التي أشار إليها عبد الباقي العمري في أبيات من ديوانه
بقوله:
بلغ المدى هذا البليغ * بمدحة الشيخ البلاغي
وذكره صاحب جواهر الحكم في كتابه فقال: هاجر من أول عمره
إلى العراق واستقام هناك يجد ويكد ويباحث ويستفيد حتى ترقى في درجة
العلماء الأفاضل وبلغ منزلة لم يبلغها غيره من ذويه ولا من أهليه وكان كاتبا
منشئا ماهرا أديبا شاعرا.
قال يمدح عمنا السيد عبد الله ويعرض برثاء أخيه السيد محسن
ويمدح ابن عمه السيد كاظم ويتشوق إلى جبل عامل ولبنان وأهله:
يا سفح عاملة إليك حنيني * ولواعجي وتأوهي وأنيني
ولأنت قصدي ان أقل رمل الحمى * أو ان ذكرت السفح من يبرين
يا أيها السفح المعظم قدره * أشكو إليك أحبة هجروني
فإذا بكيتهم فهم بمسرة * وإذا وصلتهم فقد قطعوني
فكأنني ما كنت بين رباعهم * وكأنهم يا سفح ما عرفوني
في عامل أفنيت شرخ شبيبتي * وقضيت عيشا لم يكن بالدون
قسما بعيش قد مضى في عامل * فيه السرور منادمي وقريني
ان شمت لبنانا لالتثم الثرى * فرحا ومن لي ان تبر يميني
فهم هم قصدي وان تركوني * وهم هم سؤلي وان هجروني
لا أنثني عن حبهم أو ينثني * عن مجده حلف التقى والدين
العالم الأواه عبد الله من * اضحى له المعروف خير قرين
مولى سما بين الورى بعلومه * وأحاط بالمفروض والمسنون
وإذا ذكرت عهود انس قد مضت * فمن التذكر هزة تعروني
قد كان محسن في حنايا أضلعي * مثواه بل هو في سواد عيوني
فمضى وخلفني حليف صبابة * ولواعج وتأوه وانين
فلئن ثوى تحت التراب فإنه * في مهجة الولهان خير دفين
مهما ذكرت عهوده أشتاقها * ولذكرها عمر المدى يشجيني
ولكاظم أصفيت ودي في الهوى * مولى له المعروف خير قرين
مولى نظرت إلى جليل صفاته * فرأيت خير مهذب مأمون
مولاي عبد الله أنت مؤملي * واليك من دون الأنام ركوني
واسال فؤادك عن غرامي فيك إذ * هو شاهد لي في الهوى يكفيني
وقال:
وكم أخطأت ظنا في أناس * وفي عبد الاله أصاب ظني
ذكرت بسفح لبنان زمانا * تقضى لي ففاض لذاك جفني
أدار أحبتي هل بعد بعد * إليك الله رب العرش يدني
وهل يوم أراني في رياض * صنوف الزهر منها كنت أجني
وهل ورق الحمام أرى بعيني * على الأغصان تنشد كل لحن
وقال وبعث بها إلى المرحوم الشيخ عبد الله نعمة عام ١٢٧٤
الا من مبلغ لبنان عامل * بان الشوق في الأحشاء عامل
وهلا قد درى حياه غيث * بان الجسم من ذكراه ناحل
وهلا قد درى بالدمع مني * على الوجنات مثل الغيث هاطل
أسفح أحبتي هل بعد بعد * أراك وأدركن ما كنت آمل
وهل تلك الرياض أرى بعيني * وأقطف زهرها تلك الخمائل
وهل يوما ألا بعض يوم * أرى تغريد هاتيك العنادل
وهل يوما بجنبك سفح صحبي * أرى تسجيع هاتيك البلابل
وهل مر النسيم أرى بعيني * بجنبك في الغدو وفي الأصائل
وهل زهر الأقاح ترى أراه * وكيف به النسيم الغض فاعل
(٣٩٣)

وهل من نظرة لعميد قوم * على هام المجرة عاد نازل
أبي حسن ونجل سراة قوم * لحفظ العلم والأيتام كافل
وقال:
صب إذا ذكرت مرابع عامل * وفد الجوى يسعى إليه بلبه
قسما بلبنان وجيرة سفحه * وأقاحه ومياهه وبهضبه
والنرجس العطر الشذى وشقائق * النعمان والورد الجني بشعبه
اني إذا أم السفيح وأهله * ركب العراق فمهجتي مع ركبه
قال وأرسلها إلى الشيخ إبراهيم صادق:
لو كان يعلم نجل صادق ما بي * لأزال ذياك الخليط عذابي
يدري فدته نفوس أرباب النهي * اني من الوجد القديم لما بي
فلكم قضيت زمان انس قد مضى * في عامل مع جملة الأحباب
هلا رعى للمستهام بعامل * أيام شرخ شبيبة وتصابي
يا ابن الجحاجحة الكرام ومن غدوا * فصلا لكل قضية وخطاب
من معشر أحيوا شريعة احمد * وهدوا بني الدنيا لنهج صواب
قوم إذا أم النزيل ربوعهم * يلقونه بالبشر والترحاب
والماجد الفذ الذي من فضله * لا زال يأتينا بكل عجاب
اني أطيل لك العتاب فهل ترى * يوما فديتك سامعا لعتابي
وأطيل مدحك في القريض فهل ترى * يوما تشرفني برد جواب
فاعطف علي بحق ود سابق * في عامل وبحق شرخ شباب
واذكر زمانا بالسفيح لنا مضى * أفديك يا ابن السادة الأطياب
يا حبذا بلد الخيام ومرجها الزاهي * وعهد الأنس والاطراب
بل حبذا عصر بعامل قد مضى * ما بين قوم سادة انجاب
لو قيل طالب ما يريد من المنى * لأجبت ذكر العاملي طلابي
أبقاك ربك لي ملاذا دائما * وسقي ربوع السفح صوب سحاب
١٣٨٤: الشيخ طالب البغدادي ابن الشيخ حبيب.
مرت ترجمة أبيه في مكانها من هذا الكتاب، والمترجم قضى أكثر
حياته في صور وفيها نظم هذه القصيدة مراسلا بعض الطلبة في العراق:
أنسيت موقفنا برملة صور * في الليل عند المركب المكسور
مذ غبتم لم يبق لي انس سوى * حزني وتسكاب الدموع سميري
حي العراق وأهله من معشر * وردوا من العلياء كل نمير
أين العراق من الشام وأين من * ضوء النهار حنادس الديجور
لم تلف فيها غير أروع أورع * أو شاعر أو عالم نحرير
وببلدتي لم ألق غير مداهن * متملق أو مدع بالزور
أو كل مصقول العوارض قد بدا * في شارب كقوادم الزرزور
قوم إذا اجتمعوا فجل حديثهم * فخر بأكل أو بلبس حرير
من قائل مقطوش ديك عندنا * اني أفضله على القرقور
أو قائل سمك البحار مطجنا * فضلت مأكله على الطرطور
ويناضلون بذاك حتى أنهم * يصلون للبلوط والزعرور
أو قائل عندي البرد مزخرف * وعليه أشكال من البلور
ان المساند من دمسكو عندنا * وقياسنا بالسعد لا البابير
أو قائل هذا النهار مبارك * فيه شريت النصف من شختور
قوم يرون النثر نثر رخائهم * ويرون نظم الشعر خبز شعير
أصبحت بينهم وحقك ضائعا * مثل القرآن بكف ذي طنبور
ما ذا يشوقك يا أخي من عامل * وصفاؤها قد شيب بالتكدير
الكبة من ني لحم فوقها * زيت من الزيتون والجرجير
أم للمجدرة التي قالوا لها * ست المنى تهدى لكل أمير
أم بقلة الفول التي تدع الفتى * ساهي الفؤاد كشارب مخمور
أم في حبلقها تهيم وترمس * في اللون يحكي مقلة المصفور
أم للبليلة في مخيض حامض * تطفي الحرارة من حشى المحرور
أم للبراغيث التي في عامل * ملكته من يارون للدامور
وله يصف جبع ومتنزهاتها ويمدح آل الحر:
لعمرك ما ان شاقني ذات معصم * ولا همت في ظبي بعالج ارثم
ولم أتغزل في فتاة وأمرد * يذيل حميا الراح بالخد والفم
ولا معلق كف الهوى بأزمتي * ليلعب بي لعب الفطيم بدرهم
ولا انا ذو نهجين طورا بمسجد * وطورا بحانات كيحيى بن أكثم
فكيف ولي في الفضل جد ووالد * وحلمي أرسى من هضاب يلملم
وما لي الا منهج الفضل منهج * ولم يك الا في جباع تتيمي
نعم هي كالفردوس حسنا وبهجة * إذا ما بدا زهر الربيع المنمنم
فمن بين آس الورد شوكة بأسه * وضرج وجنات الشقائق بالدم
كذلك أبدى الأقحوان ابتسامة * ويفتر عن در نضيد منظم
كان الخزامي والبنفسج زينا * بنسرينها زين السماء بأنجم
كان سقيط الطل فوق ربوعها * قراطيس موشاة بجدول طلسم
كان رباها خد عذراء كاعب * له وسمت كف الغمام بميسم
إذا ما بكت عين الحيا قالت الربى * لثغر محيا الزهر يا ويك فأبسم
ألا انزل برأس العين فانظر ربوعها * وحط عصا التسيار فيها وخيم
فمن جدول اضحى يسيل لجدول * وطير غدا يشدو لطير مرخم
كان خرير الماء ألفاظ أعجم * عليه هزار الدوح شبه المترجم
وتغريده فوق الغصون ولحنه * يهيج أشواق الكئيب المتيم
وان جزت في ارض المشارع غدوة * فحي لهاتيك الربوع وسلم
واما تنشقت العرار فقف وقل * الا يا عنا اذهب يا سرور تقدم
وقل يا سقاك الله أنفع ماطر * مغيث ملث صادق الوبل مرزم
وعرج على كرم العنيسي وعج معا * على كفرا واقصد رباها ويمم
وانشق شذى ذاك العبير فإنه * لا لطف في الآناف من عطر منشم
وجل نظرا يا صاح في لطف ربعها * وناهيك من كفر يطيب لمسلم
وعج بعدها للشاكرية شاكرا * وصل ومن ذاك التراب تيمم
ودونك رد ماء القبي فإنه * أسى لفؤاد بالهموم مكلم
به تحيا أموات المسرات والهنا * كان به برهان عيسى بن مريم
مبرده يروي حديث ربيعة * وصفوانه يروي حديث ابن أرقم
وانهض إلى نحو المغارة رافلا * بأثواب أفراح وعيش منعم
وإياك عين الفضل ان بربعها * ظباء وفي غاباتها كل ضيغم
منازل لو أن ابن دارا يحلها * لما هام في عين الحياة ولا ظمي
وعج بعد هذا بالمصلى مصليا * وطف حوله سبعا ولب وأحرم
ومن حوضه فأنف الشجون بغسلة * كما ينفي ادران الشقا ماء زمزم

(١) القياس هو الحصيرة.
(٢) السعد والبابير نوعان من البنات تصنع منهما الحصر البسيطة والأول أجود نوعا.
(٣) نبات.
(٤) يارون قرية في حدود جبل عامل الجنوبية.
(٣٩٤)

وادخل حمى البيت العتيق الذي به * تطوف المعالي من فرادى وتوأم
حمى لبني الحر الأماجد أسه * بهام السها للحشر لم يتهدم
لهم من سنام المجد أوطأ مركب * ومن يانعات العلم أوفر مغنم
١٣٨٥: الطالقاني
هو محمد بن إبراهيم بن إسحاق أستاذ الصدوق.
١٣٨٦: الشيخ طاهر الدجيلي ابن الشيخ احمد ابن الشيخ عبد الله.
كان شاعرا أديبا وفكاهيا ظريفا ومن عجيب امره انه كان يرقى المنبر
فيلقي قصيدة بالعربية أو الفارسية أو التركية على البديهة والفور من دون
سبق روية ولا أعمال فكرة وكان لا ينعقد ناد من نوادي الظرف والأدب
والأنس والفرح يوم كان سوق الأدب رائجا في النجف والحلة وبغداد الا
والشيخ طاهر الدجيلي واسطة عقده.
ولد في النجف سنة ١٢٦٠ ه وتوفي سنة ١٣١٣.
وله شعر كثير لم ينشر لكنه موجود في المجاميع القديمة فمن شعره ما
كتب إلى سري باشا والي بغداد من قصيدة مطولة:
شدا طربا بألحان السرور * حمام الأيك من بطن السدير
وقد برز الزمان بزي خود * مضمخة الغدائر بالعبير
فبتنا بين هات وخذ وغن * نشاوى من معتقة الثغور
وطاف بكأسه ظبي رخيم * هضيم الكشح معدوم النظير
رشا كالشمس يسفر عن محيا * هو الأكسير للقلب الكسير
أدرها يا فدتك النفس وترا * وثن في الصغير وفي الكبير
فما أبقت لنا الصهباء سترا * معودة على هتك الستور
فما أخشى من الدنيا عذولا * فخوف العذل من شيم الحقير
لقد أصبحت كالنعمان عزا * ولي ملك الخورنق والسدير
إذا السري كان لنا وزيرا * رعاك الله ربك من وزير
بلغنا فيه غايات الأماني * فبحنا في خفيات الصدور
بهام النسر شيد بيت مجد * فلا ترقاه قادمة النسور
ففي يمناه يمن مستمر * وفي يسراه يسر للعسير
فيا مأوى السواغب والصوادي * بيوم الجدب واليوم الهجير
ترديت الوزارة ثوب فخر * فلا يبلى على مر الدهور
فدم ما دامت الدنيا مليكا * عليك تزر أبراد السرور
وله أيضا مادحا السيد محمد نجل المرحوم السيد محمد تقي بحر
العلوم عند إيابه من مكة المشرفة:
طفت البلاد مشرقا ومغربا * وكم قطعت سبسبا فسبسبا
أطلب خلا صادقا في وده * في الناس يحكي الصارم المجربا
وليت شعري ما شعرت انني * قد ركبت نفسي المحال مطلبا
كم من أخ تخاله خلا وان * بنبك خطب في الزمان أطربا
يلقاك سيفا قاطعا لدى الرخا * وان يراك مملقا عنك نبا
في طرق اللؤم أدل من قطا * وان يرى مكرمة لن يذهبا
إذا حضرت زادني من فمه * مدحا له قلب السفيه طربا
وان أغب أو ذكرت فضيلتي * أنكرها وفي هجاي أطنبا
ما أكثر الناس وما أقلهم * وما أقل في القليل النجبا
يا ليتهم ان لم يكونوا خلقوا * مهذبين صحبوا المهذبا
واتبعوا محمدا رب الوفا * فبيته على الوفاء طنبا
١٣٨٧: الشيخ طاهر السوداني ابن الشيخ حسن بن سباهي بن بندر.
توفي في حدود سنة ١٣٣٥.
السوداني نسبة إلى عشيرة عربية بالعراق تسمى بالسودان من
كندة. قرأ في النجف على الشيخ محمد طه نجف الفقيه الشهير. كان عالما
فاضلا مؤرخا عذب اللسان حلو الكلام شاعرا أديبا، من شعره:
لا غمضت هاشم أجفانها * ان لم تسل بالطعن انسانها
ولا سرت في كل ملمومة * أصواتها ترتجف ثهلانها
ان لم تقدها للعلى ضمرا * تجر للهيجاء أرسانها
قومي فخفض النفس في ذلها * يرخص عند السوم أثمانها
في فتية منها اكف الردى * قد شمرت للطعن أردانها
فبكرت تحت القنا للقنا * تهز للأعداء خرصانها
غنت لها الأسياف تحت اللوا * فأطربت للموت ندمانها
حتى ثوت ما خاصمتها الوغى * الا أقام السيف برهانها
١٣٨٨: السيد أبو القاسم طاهر بن يحيي النسابة بن جعفر الحجة بن عبيد الله
الأعرج بن الحسين الأصغر بن زين العابدين ع.
كان من جلالة القدر بحيث ان بني اخوته يعرف كل منهم بابن أخي
طاهر وهو ممدوح المتنبي بقصيدته التي يقول فيها:
إذا علوي لم يكن مثل طاهر * فما هو الا حجة للنواصب
هو ابن رسول الله وابن وصيه * وشبههما شبهت بعد التجارب
١٣٨٩: طاهر بن محمد
أورد سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص أبيات عمران بن حطان
التي يقول فيها في حق عبد الرحمن بن ملجم:
يا ضربة من تقي ما أراد بها * الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
اني لأذكره يوم فأحسبه * أو في البرية عند الله ميزانا
ثم قال: كذب لعنه الله وانما صوابه ما نظمه طاهر بن محمد حيث
قال:
يا ضربة من لعين ما أراد بها * الا امام الهدى ظلما وعدوانا
اني لأذكره يوما فأثبته * أشقى البرية عند الله خسرانا
وقال هذا رسول الله سيدنا * وخاتم الرسل اعلاما واعلانا
الطاهرية
هم طاهر بن الحسين الخزاعي وذريته وكلهم شيعة نص عليه ابن
الأثير في الكامل فقال في حوادث سنة ٢٥٠: الطاهرية كلها كانت تتشيع.
١٣٩٠: طاوس بن كيسان الخولاني الهمداني
١٠٦ بمكة وحمل جنازته عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن
أبي طالب ع قال ابن الجوزي في كتاب الألقاب: اسمه ذكوان لعله
ذكوان مولى بني هاشم صاحب القصة مع مروان بن الحكم وطاوس
(٣٩٥)

لقبه. قال المنصور يوما لعبيد الله بن طاوس ارو لنا حديثا عن أبيك فقال
ابن طاوس ان أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل أشركه الله في سلطانه
فادخل الجور في حكمه. وفضائله لا تحصر.
ولما ولي عمر بن عبد العزيز كتب إليه ان أردت ان يكون عملك
خيرا كله فاستعمل أهل الخير.
وحكى السيوطي في الاتقان عن ابن تميمة انه من اعلم الناس
بالتفسير وهو امام القراء بمكة ذكره أبو الخير في طبقات القراء.
١٣٩١: طباطبا
لقب إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب.
١٣٩٢: الطبرسي
يقال لأبي علي الفضل بن الحسن صاحب مجمع البيان ويقال لولده
الحسن بن الفضل صاحب مكارم الأخلاق ويقال ربي منصور احمد ابن
علي بن أبي طالب الطبرسي صاحب الاحتجاج.
١٣٩٣: الطرماح بن عدي الطائي.
لما بلغ الحسين عذيب الهجانات وهو في طريقه إلى العراق لقيه
أربعة رجال قد أقبلوا من الكوفة لنصرته على رواحلهم ومعهم دليل يقال له
الطرماح بن عدي الطائي، فطلب الطرماح إلى الحسين ان يذهب معه إلى
بلاد قومه وهي المعروفة اليوم ببلاد شمر حتى يرى رأيه وان ينزل جبلهم
اجا وتكفل له بان ينصره وقومه، فجزاه الحسين وقومه خيرا، وقال له
ان بيننا وبين القوم قولا لا نقدر معه على الانصراف فان يدفع الله عنا فقديما
ما أنعم علينا وكفى، وان يكن ما لا بد منه ففوز وشهادة إن شاء الله،
وقال الحسين لأصحابه هل فيكم أحد يعرف الطريق على غير الجادة، فقال
الطرماح نعم يا ابن رسول الله انا أخبر الطريق قال فسر بين أيدينا فسار
الطرماح امامهم وجعل يرتجز ويقول:
يا ناقتي لا تذعري من زجر * وامضي بنا قبل طلوع الفجر
بخير فتيان وخير سفر * آل رسول الله آل الفخر
السادة البيض الوجوه الزهر * الطاعنين بالرماح السمر
الضاربين بالسيوف البتر * حتى تجلي بكريم النجر
الماجد الجد الرحيب الصدر * أصابه الله بخير امر
عمره الله بقاء الدهر * يا مالك النفع معا والضر
أيد حسينا سيدي بالنصر * على الطغاة من بقايا الكفر
ثم إن الطرماح ودع الحسين ووعده ان يوصل الميرة لأهله ويعود
لنصره، فلما عاد بلغه خبر قتله.
١٣٩٤: الطريحي
هو فخر الدين بن محمد علي الطريحي صاحب مجمع البحرين.
١٣٩٥: الطغرائي المشهدي.
ذهب من المشهد الرضوي إلى الهند في سلطنة شاه جهان وكان من
شعراء عصر ذلك السلطان المعروفين وذهب في آخر عمره إلى كشمير واختار
الانزواء وتوفي هناك ودفن في جوار قبر أبي طالب الكليم.
١٣٩٦: الطغاوي.
اسمه مؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد.
١٣٩٧: الطغاوي.
الحسن بن أسد أو رشاد.
١٣٩٨: فارس المسلمين أبو الغارات طلائع بن رزيك الملقب الملك الصالح وزير مصر.
ولد تاسع عشر ربيع الأول سنة ٤٩٥ ومات مقتولا يوم الاثنين ١٩
رمضان سنة ٥٥٦.
أقوال العلماء فيه
ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المجاهرين
وذلك أنه ذكرهم أربع طبقات المجاهرين والمقتصدين والمتكلفين وكان مقدما
في الدولة الفاطمية بمصر فتارة واليا وأخرى وزيرا.
وذكره ابن خلكان في تاريخه فقال كان فاضلا سمحا في العطاء سهلا
في اللقاء محبا لأهل الفضائل جيد الشعر، وهو الذي بني الجامع الذي على
باب زويلة بظاهر القاهرة وكان واليا بمنية بني الخصيب من اعمال صعيد
مصر فلما قتل الظافر إسماعيل صاحب مصر سير أهل القصر إلى الصالح
واستنجدوا به على عباس وولده نصر المتفقين على قتله فتوجه الصالح إلى
القاهرة ومعه جمع عظيم من العربان فلما قربوا من البلد هرب عباس وولده
واتباعهما ومعهم أسامة بن منقذ لأنه كان مشاركا لهم في ذلك على ما يقال
ودخل الصالح إلى القاهرة وتولى الوزارة في أيام الفائز واستقل بالأمور وتدبر
أحوال الدولة وكانت ولايته في التاسع عشر من ربيع الأول سنة ٥٤٩ ولما
مات الفائز وتولى العاضد مكانه استمر الصالح على وزارته وزادت حرمته
وتزوج العاضد ابنته فاغتر بطول السلامة وكان العاضد تحت قبضته وفي
اسره فلما طال عليه ذلك أعمل الحيلة فاتفق مع قوم من أجناد الدولة يقال
لهم أولاد الراعي على ذلك وعين لهم موضعا في القصر يجلسون فيه
مستخفين فإذا مر بهم الصالح ليلا أو نهارا قتلوه فقعدوا له ليلة وخرج من
القصر فقاموا ليخرجوا إليه فأراد أحدهم ان يفتح غلق الباب فأغلقه وما
علم ولم يحصل مقصودهم تلك الليلة لأمر أراده الله في تأخير الاجل ثم
جلسوا له يوما آخر فدخل القصر نهارا فوثبوا عليه وجرحوه جراحات عديدة
بعضها في رأسه ووقع الصوت فعاد أصحابه إليه فقتلوا الذين جرحوه وحمل
إلى داره ودمه يسيل وأقام بعض يوم ومات وخرجت الخلع لولده محيي الدين
رزيك ثاني يوم وفاة أبيه ولقب العادل الناصر.
وروى ابن أبي طي في مقتله كما نقل أبو شامة ما يلي:
فيها أي سنة ٥٥٦ قتل الصالح بن رزيك بمصر وكان سبب قتله
ان عمة العاضد عملت على قتله وأنفذت الأموال إلى الامراء فبلغ الصالح
ذلك فاستعاد الأموال واحتاط على عمة
العاضد. قال: وانما كرهته عمة العاضد لاستيلائه على الأمور والدولة وحفظه للأموال.
ثم إن عمة العاضد عادت وحكمت الحيلة عليه وبذلت لقوم من
السودان مالا جزيلا حتى أوقعوا به.
وكان الصالح قد دفن بالقاهرة ثم نقله ولده العادل من دار الوزارة
التي دفن فيها وهي المعروفة بانشاء الأفضل شاهنشاه وكان نقله في ١٩ صفر

(١) صحائف العالم.
(٣٩٦)

سنة ٥٥٧ في تابوت وركب خلفه العاضد إلى تربته التي بالقرافة الكبرى
فقال في ذلك عمارة اليمني من قصيدة طويلة تأتي:
وكانه تابوت موسى أودعت * في جانبيه سكينة ووقار
وله فيه مراث كثيرة. ومن العجائب ان الصالح ولي الوزارة في
التاسع عشر وقتل في التاسع عشر ونقل تابوته في التاسع عشر وزالت
دولتهم في التاسع عشر.
وقال عماد الدين الكاتب: نفق في زمانه النظم والنثر واسترق
باحسانه الحمد والشكر. وقرب الفضلاء واتخذهم لنفسه جلساء، ورحل
إليه ذوو الرجاء وأفاض على الداني والقاصي بالعطاء وله قصائد كثيرة
مستحسنة. وله ديوان كبير واحسان كثير وقال العماد أيضا في الخريدة
يتحدث عن اثر مقتله:
وانكسفت شمس الفضائل ورخص سعر الشعر وانخفض علم العلم
وضاق فضاء الفضل وعم رزء ابن رزيك وملك صرف الدهر ذلك المليك
فلم تزل مصر بعد منحوسة الحظ منجوسة الجد منكوسة الراية معكوسة الآية.
وجاء في كتاب الوزراء المصرية لعمارة اليماني عن الصالح طلائع:
لم يكن مجلس انسه ينقطع الا بالمذاكرة في أنواع العلوم الشرعية والأدبية وفي
مذاكرة وقائع الحرب، وكان مرتاضا قد شم أطراف المعارف وتميز عن
احلاف الملوك وكان شاعرا يحب الأدب وأهله يكرم جليسه ويبسط أنيسه
ولكنه كان مفرط العصبية في مذهب الإمامية. وكان مرتاضا حصيفا قد
لقي في ولايته فقهاء السنة وسمه كلامهم.
وقال في النجوم الزاهرة: خلت القاهرة لطلائع ابن رزيك من مماثل،
وأظهر مذهب الإمامية.
ثم قال: وجعل له مجلسا في أكثر الليالي يحضره أهل الأدب ونظم
هو شعرا ودونه.
جهاده للصليبيين
في الوقت الذي ولى فيه الملك الصالح طلائع بن رزيك الوزارة في
مصر كان الصليبيون في عنفوان قوتهم وقد تسلطوا على الأرض الاسلامية،
فأعد الصالح طلائع نفسه لقتالهم وتجند لمجاهدتهم. فمن وقائعه معهم انه
أرسل سنة ٥٥٣ في أوائل ربيع الأول حملة من مصر إلى غزة وعسقلان وكان
الفرنج يحتلونهما فأغارت الحملة على أعمالها وخرج إليهم من كان بها من
الإفرنج فاظهر الله تعالى المسلمين عليهم قتلا وأسرا بحيث لم يفك
منهم الا اليسير وغنموا ما ظفروا به وعادوا سالمين ظافرين. ويبدو ان
معركة بحرية حصلت أيضا في نفس الوقت ظفر فيها الفاطميون وغنموا.
ثم يذكر صاحب الروضتين القصيدة التي أرسلها الصالح طلائع إلى
أسامة بن منقذ الذي كان قريبا من نور الدين في بلاد الشام يذكر له هذه
الوقعة ويطلب إليه تحريض نور الدين على مهاجمة الصليبيين، كما أرسل
عدة قصائد في نفس الموضوع فيما يأتي:
ويعلق ناشر الكتاب ومحققه الدكتور محمد حلمي احمد مدرس
التاريخ الاسلامي في كلية دار العلوم في القاهرة على نشر ابن أبي شامة لهذه
القصائد بقوله:
يسوق أبو شامة في هذه الصفحة وفي الصفحات التالية مجموعة من
القصائد المتبادلة بين الصالح طلائع بن رزيك وزير مصر وأسامة بن منقذ
الذي كان عندئذ على صلة بنور الدين تيسر له القيام بمهمة ايجاد نوع من
التحالف بين مصر الفاطمية الشيعية والشام العباسية ضد الفرنج. وتدل
هذه الاشعار وبخاصة ما كتبه الصالح بن رزيك منها على المحاولات
المتكررة التي بذلها هذا الوزير في محاولة تحسين علاقته ممثلا لمصر بنور الدين
سلطان الشام في سبيل مقاومة العدو المشترك. فهذه الاشعار إذن ليست
واردة هنا على انها مجرد أمر أدبي فني جميل أعجب به أبو شامة وانما اقتبسها
مؤرخنا لتصور مراحل التطورات السياسية في علاقة مصر بالشام.
هذا ما علق به الدكتور احمد ثم يقول أبو شامة مشيرا إلى تلك
الواقعة: وأرسل إلى مؤيد الدولة أسامة بن منقذ من مصر وزيرها الملك
الصالح أبو الغارات طلائع بن رزيك قصيدة يشرح فيها حال هذه الغزاة
ويحرص فيها نور الدين على قتال المشركين، ويذكر بما من الله تعالى عليه
من العافية والسلامة من المرض.
فمما جاء في تلك القصيدة:
الا هكذا في الله تمضي العزائم * وتنضى لدى الحرب السيوف الصوارم
ويستنزل الأعداء من طود عزهم * وليس سوى سمر الرماح سلالم
وتغزى جيوش الكفر في عقر دارها * ويوطأ حماها والأنوف رواغم
ويوفى الكرام الناذرون بنذرهم * وان بذلت فيها النفوس الكرائم
نذرنا مسير الجيش في صفر، فما * مضى نصفه حتى انثنى وهو غانم
بعثناه من مصر إلى الشام قاطعا * مفارز وخد العيس فيهن دائم
فما هاله بعد الديار، ولا ثنى * عزيمته جهد الظما والسمائم
يهجر والعصفور في قعر وكره * ويسرى إلى الأعداء والليل نائم
يباري خيولا ما تزال كأنها * إذا ما هي انقضت نسور قشاعهم
يسير بها الضرغام في كل مازق * وما يصحب الضرغام الا الضراغم
ورفقته عين الزمان، وحاتم * ويحيى، وان لاقى المنية حاتم
وواجههم جمع الفرنج بحملة * تهون على الشجعان فيها الهزائم
فلقوهم رزق الأسنة، وانطووا * عليهم، فلم ينجم من الكفر ناجم
وما زالت الحرب العوان أشدها * إذا ما تلاقى العسكر المتضاجم
يشبههم من لاح جمعهم له * بلجة بحر موجها متلاطم
وعادوا إلى سل السيوف، فقطعت * رؤوس، وحزت للفرنج غلاصم
فلم ينج منهم يومذاك مخبر * ولا قيل هذا وحده اليوم سالم
نقلتهم بالرأي طورا، وتارة * تدوسهم منا المذاكي الصلادم
فقولوا لنور الدين، لا فل حده * ولا حكمت فيه الليالي الغواشم
تجهز إلى أرض العدو ولا تهن * وتظهر فتورا ان مضت منك حارم
فما مثلها تبدي احتفالا به، ولا * يعض عليها للملوك الأباهم
فعندك من ألطاف ربك ما به * علمنا يقينا انه بك راحم
أعادك حيا بعد أن زعم الورى * بأنك قد لاقيت ما لاقاه حاتم
بوقت أصاب الأرض ما قد أصابها * وحلت بها تلك الدواهي العظائم
وخيم جيش الكفر في أرض شيزر * فسقيت سبايا واستحلت محارم
وقد كان تاريخ الشام وهلكه * ومن يحتويه انه لك عادم
فقم، واشكر الله الكريم بنهضة * إليهم، فشكر الله للخلق لازم
فنحن على ما قد عهدت، نروعهم * ونحلف جهدا، اننا لا نسالم
(٣٩٧)

وغاراتنا ليست تفتر عنهم * وليس ينجي القوم منا الهزائم
فاسطو لنا اضعاف ما كان سائرا * إليهم، فلا حصن لهم منه عاصم
ونرجو بان يحتاج باقيهم به * وتحوى الأسارى منهم والغنائم
ومما كتب إليه أيضا محرضا لنور الدين:
يا سيدا يسمو بهمته * إلى الرتب العلية
فينال منها حين يحرم * غيره أوفى مزيه
أنت الصديق وان بعدت، * وصاحب الشيم الرضية
ننبيك ان جيوشنا * فعلت فعال الجاهلية
سارت إلى الأعداء من * ابطالها مائتا سرية
فتغير هذي بكرة * وتعاود الأخرى عشية
فالويل منها للفرنج * فقد لقوا جهد البلية
جاءت رؤوسهم تلوح * على رؤوس السمهرية
وقلائع قد قسمت * بين الجنود على السوية
وخلائق كسرت من * الاسرى تقاد إلى المنية
فانهض فقد أنبيت مجد * الدين بالحال الجلية
والمم بنور الدين واعلمه * بهاتيك القضية
فهو الذي ما زال يخلص * منه أفعالا ونيه
ويبيد جمع الكفر بالبيض * الرقاق المشرفيه
فعساه ينهض نهضة * يفني بها تلك البقية
اما لنصرة دينه * أو ملكه، أو للحمية
وكتب إليه أيضا:
أيها المفتدي، لأنت على البعد * صديق لنا، ونعم الصديق
ليس فيما تأتيه من برافعا * لك للطالب الحقوق عقوق
فلهذا نرى مواصلة الكتب * تباعا إليك مما يليق
ونناجيك بالمهمات، إذ أنت * بإلقائها إليك خليق
وأهم المهم أمر جهاد * الكفر فاسمع فعندنا التحقيق
واصلتهم منا السرايا، فأشجاهم * بكور منا لهم وطروق
وأباحت ديارهم، فأباد * القوم قتل ملازم وحريق
وانتظرنا بزحفنا برء نور * الدين، علما منا بان سيفيق
وهو الآن في أمان من الله، * وما يعتريه أمر يعوق
ما لهذا المهم مثلك مجد الدين * فانهض به فأنت حقيق
قل له، لا عداه رأي، ولا زال * له بكل خير طريق
أنت في حسم داء طاغية الكفار * ذاك المرجو والمرموق
فاغتنم بالجهاد أجرك كي * تلقى رفيقا له ونعم الرفيق
فاجابه أسامة بقصيدة منها:
يا أمير الجيوش ما زال للاسلام * والدين منك ركن وثيق
أسمعت دعوة الجهاد، فلباها * مليك بالمكرمات خليق
ملك عادل أنار به الدين، * فعم الاسلام منه الشروق
ماله عن جهاده الكفر، والعدل، * وفعل الخيرات شغل يعوق
هو مثل الحسام، صدر صقيل * لين مسه، وحد ذليق
ذو أناة يخالها الغراهما * لا، وفيها حتف الأعادي المحيق
فأسلما للاسلام كهفين ما طرز * ثوب الظلام برق خفوق
وكتب الصالح إليه أيضا:
قل لابن منقذ الذي * قد حاز في الفضل الكمالا
فلذاك قد أضحى الأنام * على مكارمه عيالا
كم قد بعثنا نحوك * الاشعار مسرعة عجالا
وصددت عنها حين * رامت من محاسنك الوصالا
هلا بذلت لنا مقالا، * حين لم تبذل فعالا
مع اننا نوليك صبارا * في المودة، واحتمالا
ونبثك الاخبار ان * أضحت قصارا أو طوالا
سارت سريانا لقصد * الشام تعتسف الرمالا
تزجى إلى الأعداء جرد * الخيل اتباعا توالى
تمضي خفافا للمغار * بها، وتأتينا ثقالا
حتى لقد رام الأعادي * من ديارهم ارتجالا
وعلى الوعيرة معشر * لم يعهدوا فيها القتالا
لما نأت عمن يحف * بها يمينا أو شمالا
نهضت إليها خيلنا * من مصر تحتمل الرجالا
والبيض لامعة، وبيض * الهند، والأسل النهالا
فغدت كان لم يعهدوا * في أرضها حيا حلالا
هذا وفي تل العجال * ملأن بالقتلى التلالا
إذ مر مري ليس يلوي * نحو رفقته اشتغالا
واستاق عسكرنا له * اهلا يحبهم ومالا
وسرية ابن فرنج الطائي * طال بها وصالا
سارت إلى أرض الخليل، * فلم تدع فيها خلالا
فلو أن نور الدين يجعل * فعلنا فيهم مثالا
ويسير الأجناد جهرا، * كي ينازلهم نزالا
ووفى لنا، ولأهل * دولته، بما قد كان نالا
لرأيت للإفرنج طرا في * معاقلها اعتقالا
وتجهزوا للسير نحو * الغرب أو قصدوا الشمالا
وإذا أبى الا أطراحا * للنصيحة واعتزالا
عدنا بتسليم الأمور * لحكم خالقنا تعالى
فأجاب ابن منقذ بقصيدة منها:
يا أشرف الوزراء * أخلاقا، وأكرمهم فعالا
نبهت عبدا طالما * نبهته قدرا وحالا
وعتبته، فأنلته * فخرا، وحمدا، لن ينالا
لكن ذاك العتب يشعل * في جوانبه اشتعالا
أسفا لجد مال عنه * إلى مساءته ومالا
أما السرايا حين تر * جمع بعد خفتها ثقالا
فكذاك عاد وفود * بابك مثقلين ثنا ومالا
ومسيرها في كل أرض * تبتغي فيها المجالا
فكذاك فضلك مثل عدلك * في الدنا سارا وجالا
فاسلم لنا حتى نرى * لك في بني الدنيا مثالا
واشدد يديك بنور * الدين وألق به الرجالا
فهو المحامي عن بلاد * الشام جمعا أن تذالا
ومبيد املاك الفرنج * وجمعهم حال فحالا
(٣٩٨)

ملك يتيه الدهر * والدنيا بدولته اختيالا
جمع الخلال الصالحات * فلم يدع منها خلالا
فإذا بدا للناظرين * رأت عيونهم الكمالا
فبقيتم للمسلمين * حمى وللدنيا جمالا
وكتب إليه الصالح من قصيدة:
ولعمري ان المناصح في الدين * على الله أجره محسوب
وجهاد العدو بالفعل والقول * على كل مسلم مكتوب
ولك الرتبة العلية في الأمرين * مذ كنت إذ تشب الحروب
أنت فيها الشجاع، ما لك في الطعن * ولا في الضرب يوما ضريب
وإذا ما حرضت، فالشاعر المفلق * فيما يقوله، والخطيب
وإذا ما أشرت فالحزم لا ينكر * أن التدبير منك نصيب
لك رأي يقظان ان ضعف الرائي، * على حاملي الصليب صليب
فانهض الآن مسرعا، فبأمثالك * ما زال يدرك المطلوب
الق منا رسالة عند نور الدين * ما في القائها ما يريب
قل له، دام ملكه، وعليه * من لباس الاقبال برد قشيب
أيها العادل الذي هو للدين * شباب، وللحروب شبيب
والذي لم يزل قديما عن الاسلام * بالعزم منه تجلى الكروب
وغدا منه للفرنج، إذا * لاقوه، يوم من الزمان عصيب
ان يرم نزف حقدهم فلا شطان * قناه في كل قلب قليب
غيرنا من يقول ما ليس يمضيه * بفعل، وغيرك المكذوب
قد كتبنا إليك ما وضح الآن، * بما ذا عن الكتاب تجيب
قصدنا، أن يكون منا ومنكم * أجل في مسيرنا مضروب
فلدينا من العساكر ما ضاق * بأدناهم الفضاء الرحيب
وعلينا أن يستهل على الشام * مكان الغيوث مال صبيب
أو تراها مثل العروس، ثراها * كله من دم العدا مخضوب
لطنين السيوف من فلق الصبح * على هام أهلها تطريب
ولجمع الحشود من كل حصن * سلب مهمل لهم ونهوب
وبحول الاله ذاك، ومن * غالب ربي فإنه مغلوب
وكتب إليه أيضا:
أيها السائر المجد إلى الشام، * تبارى ركابه والخيول
خذ على بلدة بها دار مجد * الدين، لا ريع ربعها المأهول
وتعرف أخباره، وأقره منا، * سلاما فيه العتاب يجول
قل له: أنت نعم ذخر الصديق * اليوم، لكنك الصديق الملول
ما ظننا بان حالك في القرب * ولا البعد بالملال يحول
لا كتاب، ولا جواب، ولا قول * به لليقين منا حصول
غير انا نواصل الكتب إذا أقصر * منك البر الكريم الوصول
ذاكرين الفتح الذي فتح الله * علينا، فالفضل منه جميل
جاءنا بعد ما ذكرناه في كتب * أتاكم بهن منا رسول
ان بعض الأسطول نال من الإفرنج * ما لا يناله التأميل
سار في قلة، وما زال بالله * وصدق النيات ينمى القليل
وبقايا الأسطول ليس له بعد * إلى جانب الشام وصول
فحوى من عكا وانطرسوس * عدة لم يحط بها التحصيل
جمع ديوية، بهم كانت * الإفرنج تسطو على الورى وتصول
قيد في وسطهم مقدمهم، يهدى * إلينا، وجيده مغلول
بعد مثوى جماعة هلكوا بالسيف * منها الغريق والمغلول
هذه نعمة الإله، وتعد * يد أيادي الاله شئ يطول
بلغوا قولنا إلى الملك العادل، * فهو المرجو والمأمول
قل له: كم تماطل الدين في الكفار، * فاحذر ان يغضب الممطول
سر إلى القدس، واحتسب ذاك في * الله، فبالسير منك يشفي الغليل
وإذا ما أبططا مسيرك، فالله * إذا حسبنا ونعم الوكيل
فاجابه أسامة بقصيدة منها:
يا أمير الجيوش، يا اعدل الحكام * في فعله وفي ما يقول
أنت حليت بالمكارم أهل العصر * حتى تعرف المجهول
وقسمت الفرنج بالغزو شطرين *: فهذا عان: وهذا قتيل
بالغ العبد في النيابة والتحريض، * وهو المفوه المقبول
فرأى من عزيمة الغزو ما كادت * له الأرض والجبال تميل
وإذا عاقت المقادير فالله * إذا حسبنا ونعم الوكيل
وكتب الصالح إليه جوابا قصيدته الطائية التي أولها:
هي البدر، لكن الثريا لها قرط ومن أنجم الجوزاء في نحرها سمط
ثم قال بعد وصف السيوف:
ذخرنا سطاها للفرنج، لأنها * بهم دون أهل الأرض أجدر أن تسطو
وقد كاتبوا في الصلح، لكن جوابهم * بحضرتنا ما تكتب الخط لا الخط
سطور خيول لا تغب ديارهم * لها بالمواضي والقنا الشكل والنقط
إذا أرسلت فرعا من النقع فاحما * أثيثا، فأسنان الرماح لها مشط
رددنا به ابن الفنش عنا، وانما * يثبته في سرجه الشد والربط
فقولوا لنور الدين: ليس لخائف * الجراحات الا الكي في الطب والبط
وحسم أصول الداء أولى بعاقل * لبيب إذا استولى على المدنف الخلط
فدع عنك ميلا للفرنج وهدنه * بها أبدا يخطى سواهم ولم يخطوا
تأمل، فكم شرط شرطت عليهم * قديما، وكم غدر به نقض الشرط
وشمر فانا قد أعنا بكل ما * سالت، وجهزنا الجيوش ولن يبطوا
وكان المهذب عبد الله بن أسعد الموصلي نزيل حمص قد قصده من
الموصل ومدحه بقصيدة أولها:
أما كفاك تلافي في تلافيكما * ولست تنقم الافراط حبيكا
ومخلصها:
وفيم تغضب ان قال الوشاة سلا * وأنت تعلم اني لست أسلوكا
لا نلت وصلك ان كان الذي زعموا * ولا شفى ظمأي جود ابن رزيكا
وذكره الوزير جمال الدين علي بن يوسف القفطي قال: كان فارس
المسلمين من أولاد الأرمن الداخلين إلى مصر ولما كبر جعل من الحجرية ثم
نقل إلى أن جعل مقدما في السرايا ثم خلع عليه الوزارة خلعة موشحة بعقد
جوهر في يوم الخميس الرابع من شهر سنة ٥٤٩ ونعت بالسيد
الآجل الملك الصالح ناصر الأئمة كاشف الغمة.
وهو الذي وقف بركة الحبش على الطالبيين.
(٣٩٩)

مؤلفاته
في معالم العلماء ان له: الاعتماد في الرد أهل العناد.
من أشعاره
قال ابن خلكان كان جيد الشعر وقفت على ديوان شعره وهو في
جزأين. وأكثر شعره من المدائح النبوية والامامية وأورد له ابن شهرآشوب
في المناقب قوله:
علي الذي قد كان ناظر قلبه * يريه عيانا ما وراء العواقب
علي الذي قد كان أفرس من علا * على صهوات الصافنات الشوازب
قال ابن خلكان ومن شعره قوله:
كم ذا يرينا الدهر من أحداثه * عبرا وفينا الصد والاعراض
ننسى الممات وليس يجري ذكره * فينا فتذكرنا به الأمراض
وقوله:
ومهفهف ثمل القوام سرت إلى * أعطافه النشوات من عينيه
ماضي اللحاظ كأنما سلت يدي * سيفي غداة الروع من جفنيه
قد قلت إذ خط العذار بمسكه * في خده الفيه لا لاميه
ما الشعر دب بعارضيه وانما * أصداغه نفضت على خديه
الناس طوع يدي وأمري نافذ * فيهم وقلبي الآن طوع يديه
فاعجب لسلطان يعم بعدله * ويجور سلطان الغرام عليه
والله لولا اسم الفرار وانه * مستقبح لفررت منه إليه
وقوله:
مشيبك قد نضا صبغ الشباب * وحل الباز في وكر الغراب
تنام ومقلة الحدثان يقظى * وما ناب النوائب عنك نابي
وكيف بقاء عمرك وهو كنز * وقد أنفقت منه بلا حساب
ومن شعره قوله في العدل:
يا أمة سلكت ضلالا بينا * حتى استوى اقرارها وجحودها
قلتم الا ان المعاصي لم يكن * الا بتقدير الاله وجودها
لو صح ذا كان الإله بزعمكم * منع الشريعة ان تقام حدودها
حاشا وكلا أن يكون الهنا * ينهي عن الفحشاء ثم يريدها
وقال من قصيدة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع:
ويوم خم وقد قال النبي له * بين الحضور وشالت عضده يده
من كنت مولى له هذا يكون له * مولى اتاني به أمر يؤكده
من كان يخذله فالله يخذله * أو كان يعضده فالله يعضده
والباب لما دحاه وهو في سغب * من الصيام وما يخفى تعبده
وقلقل الحصن فارتاع اليهود له * وكان أكثرهم عمدا يفنده
وله معارضا قصيدة دعبل الخزاعي:
صبوت وما لومي على صبواتي * فما مات يمحوه الذي هو آتي
وما جزعي من سيئات تقدمت * وها أنذا اتبعتها حسنات
الا انني اقلعت في كل شبهة * وجانب عزمي أبحر الشبهات
شغلت عن الدنيا بحبي معشرا * بهم يصفح الرحمن عن هفواتي
وله:
محمد خاتم الرسل الذي سبقت * به بشارة قس وابن ذي يزن
وأنذر النطقاء الصادقون بما * يكون من امره والطهر لم يكن
الكامل الوصف في حلم وفي كرم * والطاهر الأصل من ذام ومن درن
ظل الاله ومفتاح النجاة وينبوع * الحياة وغيث العارض الهتن
فاجعله ذخرك في الدارين معتصما * به والمرتضى الهادي أبي الحسن
وله:
وما أخضر ثوب الأرض الا لأنه * عليه إذا زارت بأقدانها تخطو
ولا طاب نشر الزهر الا لأنه * يجر عليه من جلابيبها مرط
وله في أهل البيت:
هم السفينة ما كنا لنطمع ان * ننجو من الهول يوم الحشر لولاهي
الخاشعون إذا جن الظلام فما * تغشاهم سنة تنفي بأنباه
ولا بدت ليلة الا وقابلها * من التهجد منهم كل أواه
وليس يشغلهم عن ذكر ربهم * تغريد شاد ولا ساق ولا طاهي
سحائب لم تزل بالعلم هامية * اجل من سحب تهمي بأمواه
وعمارة اليمني لم يكن شيعيا فقال الصالح طلائع يدعوه إلى التشيع:
قل للفقيه عمارة يا خير من * اضحى يؤلف خطبة وكتابا
أقبل نصيحة من دعاك إلى الهدى * قل حطة وادخل إلينا البابا
تلق الأئمة شافعين ولا تجد * الا لدينا سنة وكتابا
مراثيه
قال الفقيه عمارة اليمني يرثيه ويذكر ولاية ابنه:
طمع المرء في الحياة غرور * وطويل الآمال فيها قصير
ولكم قدر الفتى فاتته * نوب لم يحط بها التقدير
فض ختم الحياة عنك حمام * لا يراعي إذنا ولا يستشير
ما تخطى إلى جلالك الا * قدر امره علينا قدير
يا أمير الجيوش، هل لك علم * ان حر الأسى علينا أمير
ان قبرا حللته لغني * ان دهرا فارقته لفقير
انطوى ذلك البساط، وعهدي * وهو أبعلم والندى معمور
لا تظن الأيام انك ميت * لم يمت من ثناؤه منثور
ان مضى كافل فهذا كفيل * أو وزير يغب فهذا وزير
دولة صالحية، خلفتها * دولة عادلية لا تجور
ما شكونا كسر النوائب حتى * قيل في الحال كسركم مجبور
نصر الناصر العلا بالعوالي * ولنعم المولى ونعم النصير
وقال أيضا يرثيه: ويذكر الظفر بقاتليه، ويصف نقل تابوته إلى
مشهده بالقرافة ومسير العاضد في الجنازة، قصيدة طويلة منها:
قد كنت أشرق من ثماد مدامعي * أسفا، فكيف وقد طمى التيار
هم الورى يوم الخميس، وخصني * خطب بأنف الدهر منه صغار
ما أوحش الدنيا غدية فارقت * قطبا رحى الدنيا عليه تدار
خربت ربوع المكرمات لواحد * عمرت به الأجداث وهي قفار
نعش الجدود العاثرات مشيع * عشيت برؤية نعشه الابصار
نعش تود بنات نعش لو غدت * ونظامها أسفا عليه نثار
شخص الأنام إليه تحت جنازة * خفضت لرفعة قدرها الاقدار
سار الامام امامها، فعلمت ان * قد شيعتها الخمسة الأبرار
فكأنها تابوت موسى أودعت * في جانبيه سكينة ووقار
(٤٠٠)

لكنه ما ضام غير بقية الا * سلام وهو الصالح المختار
أقطنته دار الوزارة ريثما * بنيت لنقلته الكريمة دار
وتغاير الهرمان والحرمان في * تابوته، وعلى الكريم يغار
آثرت مصرا منه بالشرف الذي * حسدت قرافتها له الأمصار
وجعلتها امنا به ومثابة * ترجو مثابة قصدها الزوار
قد قلت إذ نقلوه نقلة ظاعن * نزحت به دار وشط مزار
ما كان الا السيف جدد غمده * بسواه، وهو الصارم البتار
والبدر فارق برجه متبدلا * برحابه تتشعشع الأنوار
والغيث روى بلدة ثم انتحى * أخرى، فنوء سحابة مدرار
يا مسبل الأستار دون جلاله * ما ذا الذي رفعت له الأستار
ما لي أرى الزوار بعد مهابة * فوضى، ولا إذن ولا استئمار
غضب الاله على رجال أقدموا * جهلا عليك، وآخرين أشاروا
لا تعجبا لقدار ناقة صالح * فلكل دهر ناقة وقدار
وخجلتا للبيض، كيف تطاولت * سفها بأيدي السود وهي قصار
وا حسرتا: كيف انفردت لأعبد * وعبيدك السادات والأحرار
رصدوك في ضيق المجال بحيث لا * الخطي متسع ولا الخطار
ما كان أقصر باعهم عن مثلها * لو كنت متروكا وما تختار
ولقد ثبت ثبات مقتدر على * خذلانهم لو ساعد المقدار
وتعثرت اقدامهم بك هيبة * لو لم يكن لك بالذيول عثار
أحللت دار كرامة لا تنقضي * أبدا، وحل بقاتليك بوار
يا ليت عينك شاهدت أحوالهم * من بعدها، ورأت إلى ما صاروا
وقع القصاص بهم، وليسوا مقنعا * يرضى، وأين من السماء غبار
ضاقت بهم سعة الفجاج، وربما * نام العدو ولا ينام الثار
وتوهموا ان الفرار مطية * تنجى، وأين من القضاء فرار
طاروا فمد أبو الشجاع لصيدهم * شرك الردى، فكأنهم ما طاروا
فتهن بالاجر الجزيل وميتة * درجت عليها قبلك الأخيار
مات الوصي بها، وحمزة عمه * وابن البتول، وجعفر الطيار
نلت السعادة والشهادة والعلا * حيا وميتا، ان ذا لفخار
ولقد أقر العين بعدك أروع * لولاه لم يك للعلا استقرار
الناصر الهادي، الذي حسناته * عن سيئات زماننا أعذار
لما استقام لحفظ أمة احمد * عمرت به الأوطان والأوطار
ورثاه بقصيدة طويلة يقول فيها:
أفي أهل ذا النادي عليم أسائله * فاني لما بي ذاهب اللب ذاهلة
سمعت حديثا أحسد الصم عنده * ويذهل واعيه ويخرس قائله
فهل من جواب يستغيث به المنى * ويعلو على حق المصيبة باطله
وقد رابني من شاهد الحال انني * أرى الدست منصوبا وما فيه كافله
فهل غاب عنه واستناب سليله * أم اختار هجرا لا يرجى تواصله
فاني أرى فوق الوجوه كابة * تدل على أن الوجوه ثواكله
دعوني فما هذا أوان بكائه * سيأتيكم طل البكاء ووابله
ولا تنكروا حزني عليه فإنني * تقشع عني وابل كنت آمله
ولم لا نبكيه ونندب فقده * وأولادنا أيتامه وأرامله
فيا ليت شعري بعد حسن فعاله * وقد غاب عنا ما بنا الله فاعله
أيكرم مثوى ضيفكم وغريبكم * فيمكث أم تطوى ببين مراحله
١٣٩٩: طلبة بن قيس بن عاصم المنقري.
قال يوم صفين:
إذا فاز دوني بالمودة مالك * وصاحبه الأدنى عدي بن حاتم
وفاز بها دوني شريح بن هانئ * ففيم ننادي للأمور العظائم
ولو قيل بعدي من علي فديته * بنفسك يا طلب بن قيس بن عاصم
لقلت نعم تفديه نفس شحيحة * ونفدي بسعد كلها حي هاشم
١٤٠٠: أبو محمد طلحة بن عبيد الله بن محمد بن أبي عون الغسالي المعروف بالعوني
المصري.
توفي حوالي سنة ٣٥٠ بمصر
عده ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المجاهرين
قال وقد نظم أكثر المناقب ويسمونه بالغلو. قلت ذكروا في أحوال أحمد بن
منير الأطرابلسي انه كان في أول امره ينشد شعر العوني في أسواق
أطرابلس. وعن العمدة لابن رشيق هو أول من نظم الشعر المسمى
بالقواديسي، وأورد له في المناقب قوله من أبيات:
ولولا حجة في كل وقت * لأضحى الدين مجهول الرسوم
وحار الناس في طخياء منها * نجونا بالأهلة والنجوم
وله يرثي الحسين ع:
فيا بضعة من فؤاد النبي * بالطف أضحت كثيبا مهيلا
ويا كبدا من فؤاد البتول * بلطف شلث فأضحت أكيلا
قتلت فأبكيت عين الرسول * وبكيت من رحمة جبرائيلا
وله يرثيه ع:
لم أنس يوما للحسين وقد ثوى * بالطف مسلوب الرداء خليعا
ظمآن من ماء الفرات معطشا * ريان من غصص الحتوف نقيعا
يرنو إلى ماء الفرات بطرفه * فيراه عنه محرما ممنوعا
وله:
غصن رسول الله احكم غرسه * فعلا الغصون نضارة وتماما
والله ألبسه المهابة والحجى * وربا به ان يعبد الأصناما
ما زال يغذوه بدين محمد * كهلا وطفلا ناشئا وغلاما
وله في علي ع:
ابن لي من كان المقدم في الوغى * بمهجته عن وجد احمد دافعا
ابن لي من في القوم جندل مرحبا * وكان لباب الحصن بالكف قالعا
ومن باع منهم نفسه واقيا بها * نبي الهدى في الفرش أفديه يافعا
وقد وقفت طرا بحيث مبيته * قريش تهز المهفات القواطعا
ومولاي يقظان يرى كل فعلهم * فما كان مجزاعا من القوم فازعا
وله:
يا صاحبي رحلتما وتركتما * قلبي رهين تصبر وتصابي
أبكي وفاءكما وأندبه كما * يبكي المحب معاهد الأحباب
أخذهما المتنبي منه كما عن العميدي في الإبانة عن سرقات المتنبي
فأشكل معناهما بقوله:
وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه * بان تسعدا والدمع أسقاه ساجمه
(٤٠١)

حتى أن الناظر لا يفهم معنى هذا البيت الا بعد سماعهما. وله في
الأئمة ع أكثر من عشرة آلاف بيت.
١٤٠١: الطوسي
يراد به عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي صاحب
الوسيلة أو الخواجة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي صاحب
التجريد.
١٤٠٢: الميرزا طوفان المازندراني الهزار جريبي النجفي الشاعر المشهور.
توفي في النجف سنة ١١٩٠
من النوادر في حضور البديهة وسرعة الخاطر كان اختص أول امره
بالأمير هداية الله خان في مازندران فاتفق انه قدم بعض الشعراء فهجاه
وخرج إلى النجف وجاور فيها واتصل بعلمائها وغسل هناك جميع ماله من
الهجاء.
١٤٠٣: الشيخ نجم الدين طومان أو طمان بن أحمد العاملي المناري.
توفي سنة ٧٢٨
والمناري نسبة إلى المنارة قرية على جبل عال في آخر جبل عامل
من الشرق مشرفة على الحولة وهي اليوم خراب اشتراها عمنا السيد محمد
الأمين من الدولة العثمانية حيث كانت شمسية أي من املاك الدولة
وطومان الظاهر أنه لفظ تركي وفي أمل الآمل عن الشيخ حسن صاحب
المعالم في حواشي إجازاته انه وجد بخط شيخنا الشهيد في غير مواضع:
طومان وفي خط الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن صالح طمان مكررا
ثم في خط جماعة من العلماء قال الشيخ حسن: ثم رأيت على ظهر كتاب ما
هذه صورته يثق بالله الصمد طومان بن أحمد وهو يقتضي ترجيح ما ذكره
الشهيد اه‍. أقول الظاهر أن اسمه طومان بالواو ولكن بعضهم
يخففه فيقول طمان بطاء مضمومة ويظهر مما ذكره العلماء في حق هذا الرجل
على قتله كما يأتي، انه كان من فحول العلماء وعظماء الفقهاء وأجلائهم
وحسبك بمن يصفه الشهيد بالعلامة الفاضل ويصفه شيخه الشيخ محمد بن
صالح القسيني السيبي في اجازته بالشيخ الآجل العالم الفاضل الفقيه
المجتهد ولذلك قال صاحب المعالم انها تدل على جلالة قدر الشيخ طمان
وقال إنه رأى في غير تلك الإجازة ثناء بليغا عليه ومدحا له. ولطومان قول
في المواريث معروف نقله عنه الشهيد الثاني في الروضة.
وفي أمل الآمل كان فاضلا عالما محققا روى عن الشيخ شمس الدين
محمد بن صالح السيبي القسيني عن السيد فخار بن معد الموسوي وغيره
من مشائخه وذكر الشيخ حسن بن الشهيد الثاني في اجازته ان عنده بخط
الشيخ شمس الدين محمد بن صالح إجازة للشيخ الفاضل نجم الدين
طمان بن أحمد العاملي رحمه الله وذكر فيها انه يروي عن السيد فخار
والشيخ نجيب الدين بن نما وجماعة آخرين وقال عند ذكره للرواية عن
السيد فخار انه قرأ عليه سنة ٦٣٠ بالحلة وانه روى عن الفقيه محمد بن
إدريس وغيره من مشائخنا وقال هي السنة التي توفي فيها وقال عند ذكر
للرواية عن الشيخ نجيب الدين بن نما انه أجاز له جميع ما قرأ ورواه وأجيز
له وأذن له في روايته في تواريخ آخرها سنة ٦٣٧ وذكر انه قرأ على السيد
رضي الدين علي بن موسى بن طاوس وأجاز له سنة ٦٣٤ وفيها توفي قال
وذكر الشهيد في بعض إجازاته ان والده جمال الدين أبا محمد مكي رحمه الله
من تلامذة الشيخ العلامة الفاضل نجم الدين طومان والمترددين إليه إلى
حين سفره إلى الحجاز الشريف ووفاته بطيبة في نحو سنة ٧٢٨ أو ما قاربها
قال وذكر الشيخ حسن أيضا انه رأى بخط الشهيد ان السيد الجليل أبا
طالب أحمد بن أبي إبراهيم محمد بن زهرة الحسيني أخبر ان عمه السيد علاء
الدين يروي عن الشيخ الامام نجم الدين طومان بن أحمد رواية عامة وقرأ
عليه كتاب الارشاد وقال الشيخ حسن: وفي كلام الشيخ محمد بن صالح
دلالة على جلالة قدر الشيخ طمان وصورة لفظه في اجازته له هكذا: قرأ
علي الشيخ الأجل العالم الفاضل الفقيه المجتهد نجم الدين طمان بن أحمد
الشامي العاملي كتاب النهاية في الفقه تأليف شيخنا أبي جعفر محمد بن
الحسن الطوسي قراءة حسنة تدل على فضله ومعرفته ثم قال وقرأ بعد ذلك
علي كتاب الاستبصار فيما اختلف من الاخبار وشرحته له وعرفته ما وصل
جدي إليه من صحيح الاخبار وغيرها ثم قرأ علي بعد ذلك الجزء الأول من
المبسوط والثاني منه وفصولا من الثالث قراءة محقق لما يورده. قال الشيخ
حسن ووجدت في عدة مواضع غير هذه الإجازة ثناء بليغا على هذا الرجل
ومدحا له اه‍ أقول قوله وذكر فيها انه يروي عن السيد فخار
والشيخ نجيب الدين الخ الظاهر رجوع الضمير إلى الشيخ شمس الدين
لأنه هو الذي يروي عن فخار ونجيب الدين كما صرح به صاحب الآمل في
أول كلامه لا إلى طومان فان طومان يروي عن الشيخ شمس الدين عن
فخار ولو احتمل انه يروي عن شمس الدين ويروي أيضا عن شيخه فخار
لان ذلك ممكن بان يجيزه التلميذ وشيخه لنافاه ان شمس الدين لم يكن
ليذكر في اجازته لطومان مشائخ طومان وكذلك قوله انه قرأ عليه سنة
٦٣٠ أي ان شمس الدين قرأ على فخار وقوله انه روى عن ابن إدريس اي
ان فخارا روى عن ابن إدريس وقوله وهي السنة التي توفي فيها أي فخار لا
ابن إدريس لان ابن إدريس توفي سنة ٥٧٨ أو ٥٩٨ وقوله انه أجاز له جميع
ما قرأ ورواه وأجيز له أي ان ابن نما أجاز لشمس الدين، وقوله انه قرأ على
رضي الدين بن طاوس وأجاز له سنة ٦٣٤ وفيها توفي اي شمس الدين قرأ
على رضي الدين كما هو مصرح به في موضع آخر من إجازة صاحب المعالم
وفيها توفي شمس الدين لا ابن طاوس لان ابن طاوس توفي سنة ٦٦٤
وعليه فذكر هذا الكلام من عند قوله ويروي عن السيد فخار والشيخ
نجيب الدين وهذه التواريخ في ترجمة طومان لا محل له ولا مناسب فيه وقول
صاحب روضات الجنات وقيل يروي اي طومان عن السيد فخار والشيخ
نجيب الدين بن نما وجماعة آخرون وقرأ على السيد رضي الدين علي بن
طاوس وأجاز له في سنة ٦٣٤ وفيها توفي، الظاهر أنه مأخوذ من أمل الآمل
وقد عرفت فساده وان الضمائر فيه لا ترجع إلى طومان وقول الشهيد ان
والده كان من تلامذة طومان والمترددين إليه إلى حين سفره إلى الحج ووفاته
بطيبة أي إلى حين سفر طومان ووفاة طومان حوالي سنة ٧٢٨ لان هذا
التاريخ لا يمكن ان يكون لوفاة والد الشهيد فان الشهيد ولد سنة ٧٣٤ فلا
يمكن ان يكون والده توفي سنة ٢٧٨ والله أعلم.
١٤٠٤: الطيار
هو حمزة بن محمد
١٤٠٥: الطيالسي
هو محمد بن خالد
(٤٠٢)

١٤٠٦: أبو يزيد البسطامي طيفور السقا
قال ابن شهرآشوب في المناقب كان أبو زيد البسطامي طيفور السقا
من خدم الصادق ع وسقاه ثلاث عشرة سنة اه‍.
حرف الظاء
١٤٠٧: ظالم بن عمرو أبو الأسود الدئلي.
أدرك حياة رسول الله ص وهاجر إلى البصرة على عهد عمر بن
الخطاب وتوفي سنة ٦٩ في خلافة عمر بن عبد العزيز عن عمر يناهز ٨٥
عاما.
والدئل بضم الدال وكسر الهمزة ولا نظير لها في كلام العرب اي
لم يرد في كلامهم ما أوله مضموم وثانية مكسور الا هذه اللفظة وهو في
الأصل اسم لابن آوى ولدويبة كابن عرس. قال الشاعر:
جاءوا بجيش ما كان معرسه * في الأرض الا كمعرس الدئل
وسمي به الدئل بن محلم بن غالب أبو قبيلة في الهون بن خزيمة
والنسبة دؤلي ودولي بفتح عينهما وديلي كخيري ودئلي بكسرتين نادر قال
وفي شرح اللمع للأصبهاني أبو الأسود ظالم بن عمرو الدئلي انما هو بكسر
الدال وفتح الهمزة نسبة إلى دئل كعنب وهي قبيلة أخرى غير المتقدمة.
وقال ابن القطاع الدئل في كنانة رهط أبي الأسود.
كان أبو الأسود من علماء التابعين وأصحاب أمير المؤمنين علي ع
وحضر معه صفين وينسب إليه وضع علم النحو اخذه عن أمير المؤمنين عليه
السلام قال له: الكلام كله ثلاثة اضرب، اسم وفعل وحرف. وأراد زياد
منه ان يكتب في ذلك كتابا فلم يقبل إلى أن سمع يوما قارئا يقرأ ان الله
برئ من المشركين ورسوله بكسر لام رسوله فوضع كتابا في النحو وهو أول
كتاب كتب.
وكان خطيبا عالما جمع شدة العقل وصواب الرأي وجودة اللسان وقول
الشعر والظرف.
وقال الراغب في المحاضرات عند ذكر أبي الأسود وهو أول من نقط
المصحف وأسس أساس النحو بارشاد علي ع وقيل إن أول من نقط
المصحف يحيى بن يعمر العدواني تلميذ أبي الأسود الآتي في بابه.
وفي كتاب الحيوان: اكل اعرابي مع أبي الأسود الدئلي فرأى له لقما
منكرا وهاله ما يصنع فقال له ما اسمك؟ قال لقمان قال: صدق أهلك
أنت لقمان. قالوا وكان له دكان لا يسع الا مقعده وطبيقا يوضع بين يديه
وجعله مرتفعا ولم يجعل له عتبا كي لا يرتقي إليه أحد قالوا فكان اعرابي
يتحين وقته ويأتيه على فرس فيصير كأنه معه على الدكان فاخذ دبة وجعل
فيها حصى واتكأ عليها فإذا رأى الأعرابي قد اقبل أراه كأنه يحول متكأه فإذا
قعقعت الدبة بالحصى نفر الفرس فلم يزل الأعرابي يدنيه ويقعقع هو به
حتى نفر منه فصرعه فكان لا يعود بعد ذلك إليه اه‍.
وفي كتاب البخلاء قال أبو الأسود ليس من العز ان تتعرض للذل ولا
من الكرم ان تستدعي اللؤم ومن اخرج ماله من يداه افتقر ومن افتقر فلا
بد له ان يضرع والضرع لؤم وان كان الجود شقيق الكرم فالأنفة أولى
بالكرام اه‍.
شعره
قال في رثاء أمير المؤمنين ع:
الا يا عين ويحك فاسعدينا * الا فابكي أمير المؤمنينا
رزئنا خير من ركب المطايا * وخيسها ومن ركب السفينا
ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن قرأ المثاني والمئينا
فكل مناقب الخيرات فيه * وحب رسول رب العالمينا
وكنا قبل مقتله بخير * نرى مولى رسول الله فينا
يقيم الدين لا يرتاب فيه * ويقضي بالفرائض مستبينا
ويدعو للجماعة من عصاه * وينهك قطع أيدي السارقينا
وليس بكاتم علما لديه * ولم يخلق من المتجبرينا
الا أبلغ معاوية بن حرب * فلا قرت عيون الشامتينا
أفي شهر الصيام فجعتمونا * بخير الناس طرا أجمعينا
ومن بعد النبي فخير نفس * أبو حسن وخير الصالحينا
لقد علمت قريش حيث كانت * بأنك خيرها حسبا ودينا
إذا استقبلت وجه أبي حسين * رأيت البدر راع الناظرينا
كان الناس إذ فقدوا عليا * نعام جال في بلد سنينا
فلا والله لا انسى عليا * وحسن صلاته في الراكعينا
تبكي أم كلثوم عليه * بعبرتها وقد رأت اليقينا
ولو انا سئلنا المال فيه * بذلنا المال فيه والبنينا
فلا تشمت معاوية بن حرب * فان بقية الخلفاء فينا
وأجمعنا الامارة عن تراض * إلى ابن نبينا والى أخينا
فلا نعطي زمام الامر فينا * سواه الدهر آخر ما بقينا
وان سراتنا وذوي حجانا * تواصوا ان نجيب إذا دعينا
بكل مهند عضب وجرد * عليهن الكماة مسومينا
ورآه عبيد الله بن أبي بكر وعليه جبة خلقة فأرسل له جبة جديدة
فقال:
كساك ولم تستكسه فحمدته * أخ لك يعطيك الجزيل وناصر
وان أحق الناس ان كنت مادحا * بمدحك من أعطاك والعرض وافر
وله:
وما طلب المعيشة بالتمني * ولكنها الق دلوك في الدلاء
يجئ بملئها طورا وطورا * يجئ بحماة وقليل ماء
ولا تقعد على كسل تمنى * تحيل على المقادر والرجاء
فان مقادر الرحمن تجري * بأرزاق العباد من السماء
بقبض أو ببسط أو بقدر * وعجز المرء أسباب البلاء
وله:
لا يكن برقك برقا خلبا * ان خير البرق ما الغيث معه
وله يرثي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع:
يا من بمقتله دهى الدهر * قد كان منك ومنهم امر

(١) القاموس.
(٢) صحائف العالم.
(٣) البيان والتبيين شرح السندوبي.
(٤٠٣)

زعموا قتلت وعندهم عذر * كذبوا وقبرك ما لهم عذر
يا قبر سيدنا المجن سماحة * صلى عليك الله يا قبر
ما ضر قبرا أنت ساكنه * ان لا يمر بأرضه القطر
فليعدلن سماح كفك قطره * وليروقن بقربك الصخر
وإذا رقدت فأنت منتبه * وإذا انتبهت فوجهك البدر
وإذا غضبت تصدعت فرقا * منك الجبال وخافك الذعر
يا ساكن القبر السلام على * من حال دون لقائه القبر
يا هاجري إذ جئت زائره * ما كان من عاداتك الهجر
والله لو بك لم أدع أحدا * الا قتلت لفاتني الوتر
قال جامع مجموعة الأمثال المنقول منها هذه الأبيات قوله:
يا ساكن القبر والبيت بعده: كان هذين البيتين تضمين لأنهما
يرويان لنديم كان لأبي زبيد الطائي فلما أخبروه بموت أبي زبيد وقف على
قبره وقال البيتين وكان زياد ابن أبيه وقد ولى نعيم بن مسعود النهشلي
والحصين بن الحر العنبري عملا من أعمال فارس فكتب أبو الأسود إليهما
كتابا يلتمس منهما الرفد فاما نعيم فقرأ كتابه ووصله واجابه واما الحصين
فالقى كتابه ولم يقرأه فكتب أبو الأسود:
حبست كتابي إذ اتاك تعرضا * لسيبك لم يذهب رجائي هنالكا
وخبرني من كنت أرسلت انما * اخذت كتابي معرضا بشمالكا
نظرت إلى عنوانه ونبذته * كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا
نعيم بن مسعود أحق بما اتى * وأنت بما تأتي حقيق بذلكا
يصيب وما يدري ويخطي وما درى * وكيف يكون الجهل الا كذلكا
وله:
من مبلغ عني خليلي مالكا * رسولا إليه حيث كان من الأرض
فما لك مسهوما إذا ما لقيتني * تقطع عني طرف عينك كالمغضي
فسل بي ولا تستحي مني فإنه * كذلك بعض الناس يسأل عن بعض
وله:
أعود على المولى وان زل حلمه * بحلمي وكان العود أبقى وأحمدا
وكنت إذا المولى بدا لي غشه * تجاوزت عنه وانتظرت به غدا
لتحكمه الأيام أو لترده * علي ولم أبسط لسانا ولا يدا
وله:
يقول الأرذلون بنو قشير * طوال الدهر ما تنسى عليا
أحب محمد وبنيه حقا * وعباسا وحمزة والوصيا
فان يك حبهم رشدا أصبه * ولست بمخطئ ان كان غيا
وله:
أبى القلب الا أم عمرو وحبها * عجوزا ومن يحبب عجوزا يفند
كثوب اليماني قد تقادم عهده * ورقعته ما شئت في العين واليد
وله:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه * فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها * حسدا وبغيا انه لدميم
والوجه يشرق في الظلام كأنه * بدر منير والسماء نجوم
وكذاك من عظمت عليه نعمه * حساده سيف عليه صروم
فاترك مجاراة السفيه فإنها * ندم وغب بعد ذاك وخيم
وإذا جريت مع السفيه كما جرى * فكلاكما في جريه مدموم
وإذا عتبت على السفيه ولمته * في مثل ما يأتي فأنت ظلوم
يا أيها الرجل المعلم غيره * هلا لنفسك كان ذا التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم
ابدء بنفسك وانهها عن غيها * فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل ما وعظت ويقتدي * بالرأي منك وينفع التعليم
تصف الدواء وأنت أولى بالدوا * وتعالج المرضى وأنت سقيم
وكذاك تلقح بالرشاد عقولنا * ابدا وأنت من الرشاد عقيم
ويل الشجي من الخلي فإنه * نصب الغواة بشجوه مغموم
وترى الخلي قرير عين لاهيا * وعلى الشجي كابة وهموم
ويقول ما لك لا تقول مقالتي * ولسان ذا طلق وذا مكظوم
لا تكلمن عرض ابن عمك ظالما * فإذا فعلت فعرضك المكلوم
وحريمه أيضا حريمك فاحمه * كيلا يباح لديك منه حريم
وإذا اقتضضت من ابن عمك كلمة * فكلامه لك ان فعلت كلوم
وإذا طلبت إلى كريم حاجة * فلقاؤه يكفيك والتسليم
فإذا رآك مسلما ذكر الذي * حملته فكأنه محتوم
فارج الكريم وان رأيت جفاءه * فالعتب منه والفعال كريم
وعجبت للدنيا ورغبة أهلها * والرزق فيما بينهم مقسوم
والأحمق المرزوق أحمق من أرى * من أهلها والعاقل المحروم
ثم انقضى عجبي لعلمي انه * قدر مواف وقته معلوم
وقال في الحسن بن رجاء:
ما زلت تركب كل شئ قائم * حتى اجترأت على ركوب المنبر
ما زال منبرك الذي خلفته * بالأمس منك لحائض لم تطهر
فلأنظرن إلى الحبال وأهلها * والى منابرها بطرف أخزر
١٤٠٨: الشيخ ظاهر بن نصار الوائلي العاملي من امراء جبل عامل.
توفي سنة ١١٦٣.
ويظهر انه أخو الشيخ ناصيف النصار، وفي هذه السنة بنى المترجم
قلعة دوبيه ولما أتم بناءها صعد إلى أعلاها ليشرف على مناظرها فسقط إلى
الأرض فمات.
١٤٠٩: ظبيان بن عمارة التميم.
كان من أنصار علي ع وولديه الحسنين ع من
أهل الكوفة ذكر المدايني انه لما كان عام الصلح بين
الحسن ومعاوية وتجهز الحسن للشخوص إلى المدينة دخل عليه المسيب بن نجبة الفزاري وظبيان
بن عمارة التميمي ليودعاه إلى أن قال فعرض له المسيب وظبيان فقال ليس
إلى ذلك سبيل. وظبيان هذا هو الذي اخذ المعول من يد سنان بن الجراح
الطائي حين طعن الحسن في فخذه يوم ساباط المدائن فضرب سنانا به وقطع
أنفه ثم ضربه بصخرة على رأسه فقتله.
١٤١٠: ضرار بن ضمرة
دخل ضرار على معاوية بعد وفاة علي ع فقال له يا ضرار صف لي
عليا، فقال اعفني من ذلك فقال أقسمت عليك لتصفنه إلي فقال إن كان لا

(١) اخر عن مكانه سهوا.
(٤٠٤)

بد من ذلك فإنه والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا
يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من لسانه يستوحش من الدنيا
وزهرتها ويأنس بالليل ووحشته وكان غزير الدمعة طويل الفكرة يعجبه من
اللباس ما خشن ومن الطعام ما جشب وكان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه
ويأتينا إذا دعوناه ونحن والله مع تقريبه إيانا وقربنا منه لا نكاد نكلمه هيبة
له، يعظم أهل الدين ويحب المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس
الضعيف من عدله وأشهد بالله يا معاوية لقد رأيته في بعض مواقفه وقد
أرخى الليل سدوله وغارت نجومه قابضا على لحيته الشريف يتململ تململ
السليم ويبكي بكاء الحزين وهو يقول: إليك عني يا دنيا غري غيري، إلي
تعرضت أم إلي تشوقت هيهات هيهات، فاني قد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي
فيك، فعمرك قصير، وخطرك كبير وعيشك حقير.
ثم بكى وبكى معاوية وقال رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك،
ثم قال فكيف حزنك عليه يا ضرار، قال: حزن من ذبح ولدها في
حجرها فهي لا ترقى لها دمعة ولا تسكن لها زفرة.
١٤١١: عائذ بن سعيد بن جندب المحاربي
شهد صفين مع علي بن أبي طالب وأبلى يومئذ وأرتجز فقال:
قد علمت أم بني خالده * اني للحرب عتيد العدة
فضفاضة سابغة ونهده * وصارم مهند وصعده
أصدق في أهل القسوط الشدة * كما حمى أشباله ذو اللبدة
فقتل في آخر صفين رحمه الله وكانت معه راية محارب يوم الجمل
وصفين فقتل يوم صفين وهي معه. وقد شهد القادسية وجلولاء ونهاوند وله
وفادة على النبي ص.
ومن ولده لقيط الراوية وكان صدوقا.
١٤١٢: عائشة النبوية
بنت الإمام جعفر الصادق ع توفيت سنة ١٤٥ في مصر
ودفنت بباب القرافة.
وكان تسميتها بالنبوية بتمييزها عن عائشة أم المؤمنين أي أنها من
ذرية النبي ص.
كانت من أعبد نساء زمانها وأزهدهن وأنسكهن.
١٤١٣: الشيخ عارف الزين ويقال احمد عارف
ولد في قرية شحور في رمضان سنة ١٣٠١ وتوفي سنة ١٣٨٠ في
مشهد الرضا حيث قصده زائرا ففاجأته المنية هناك فدفن في الصحن
الرضوي.
وكانت نشأته الأولى في شحور ثم في صيدا وتعلم القرآن الكريم
والخط على أحد شيوخ القرية وفي أثناء ذهابه إلى صيدا كان يتردد على
مدرستيها الرشدية واليسوعية ولما بلغ الحادية عشرة من سنة أرسله والده إلى
النبطية ليتعلم في مدرستها الابتدائية فمكث فيها مدة قليلة ثم إنتقل إلى
مدرستها الدينية التي أنشأها السيد حسن يوسف فدرس فيها النحو
والصرف والمنطق والبيان على أساتذتها ومنهم الشيخ أحمد رضا والشيخ
سليمان ظاهر والشيخ حسين نعمة وفي أثناء ذلك درس شيئا من اللغتين
الفارسية والتركية. ولما انتقل إلى صيداء درس شيئا من اللغة الافرنسية.
حياته الصحفية
أنشأ مجلة العرفان وأصدر العدد الأول منها في المحرم سنة ١٣٢٧ ثم
أنشأ جريدة أسبوعية باسم جبل عامل وتوقفت الجريدة بعد صدورها سنة
واحدة واستمر يصدر مجلته. فأصدر منها المجلدين الرابع والخامس وفي
أوائل الحرب العالمية الأولى صدر جزءان من السادس ثم احتجبت مدة
الحرب العالمية الأولى كلها وبعض مدة الاحتلال ثم عاود إصدارها.
في الحرب العالمية الأولى أصابه من مظالم ما أصاب الأحرار فقد
فتشت مطبعته وداره ولم يعثر على ما يؤاخذ عليه وسيق مع من سيق إلى
محكمة عالية العرفية فبقي تحت المراقبة ٢٢ يوما وعاد إلى صيدا ولم يلبث
قليلا حتى آثر العزلة في مزرعة له مشتغلا في إدارة زراعته إلى أوائل
الاحتلال ثم عاد إلى عمله الصحفي الأول وإدارة مطبعته.
في الجمعيات
اشترك هو وتوفيق البساط بتأسيس جمعية في صيدا باسم جمعية نشر
العلم، وكان اجتماعها الأول في داره واتخذت بعد ذلك ناديا خاصا
وانتخب رئيسا لها وقد أرسلت بعض الشبان إلى المدارس العالية لاكمال
دروسهم على نفقتها.
في عهد الانتداب الفرنسي
لم يكد الفرنسيون يحتلون البلاد ويعلنون انتدابهم عليها حتى جاهرهم
العداء فحاكموه وحكموا عليه بالسجن أكثر من مرة. ولعل من أحسن ما
قيل في وطنيته ما قاله أحد مؤبنيه:
كان وطنيا في الوقت الذي كانت فيه الوطنية عطاء محضا وعذابا
صرفا واضطهادا مستمرا ولما أعلن الاستقلال وراح أدعياء الوطنية يجرون
المغانم، انزوى بعيدا عن الاستغلال والمستغلين.
العرفان
من أفضل ما قيل في مجلة العرفان ما قاله أحد مؤبنيه:
إن مجلة العرفان تختلف عن جميع المجلات العربية، بأنها أكثر
من أية مجلة أخرى قد أصبحت بالنسبة لفريق كبير من الناس رمزا للشغف
بالقراءة، ورمزا على الاقبال من القراء.
لقد تفردت العرفان في ذهن طبقة واسعة من المواطنين بمنزلة لم
تبلغها مجلة سواها وتجاوز التعلق بها المثقف وبات اسمها مرادفا عند سواد
الناس لأي مجلة وأي نشرة.
وكثيرا ما نسمع في أنحاء هذا الجزء العزيز من الوطن جبل عامل
سيدة طيبة من عجائزنا أو شيخا صافيا من شيوخنا يسميان كل مطبوعة انها
العرفان.

(١) ابن الصباغ المالكي
(٢) معجم الشعراء للمرزباني.
(٣) مما استدركناه على مسودات الكتاب (ح).
(٤٠٥)

والواقع ان هذه المجلة كانت مدرسة سيارة للعامليين والعراقيين
بصورة خاصة ففضلا عما كانت تحمله من معارف وآداب إلى أبعد القرى
التي لم يكن يقدر لها لولاها أن تعرف شيئا مما عرفت فضلا عن ذلك فقد
كانت العرفان الباب الوحيد الذي ولج منه أفضل الأدباء والشعراء والنقاد
العامليون والعراقيون إلى الحياة الواسعة.
فكم من كاتب وشاعر لولا أن العرفان شجعته واخذت بيده لظل
خافت الصوت خامد القريحة وقد قدر المخلصون هذه الحقيقة فاحتفلوا
بمرور خمسين عاما على صدور العرفان احتفالا رائعا في صيدا.
وإذا كنا قد خصصنا القول عن أثر العرفان في جبل عامل والعراق
فليس ذلك لأن لا اثر لها في غيرهما وإنما لأنها أثرت في هذين المجالين بما لا
يمكن لغيرها أن يؤثر فيهما وإلا فقد كانت العرفان منذ صدورها صدى
لأصوات العرب والمسلمين المتدافعة في كل مكان، وحسبك انها عطلت
مرة تعطيلا طويلا أصابها بأفدح الخسائر لأنها نشرت مقالا لكاتب من مدينة
حماه أشاد به ببعض شهداء حماه الأبرار مما أغضب عليها الفرنسيين فنكبوها
وطالما عانت من الفرنسيين تعطيلا ومطاردة فهي أبدا إما في تعطيل منهم أو
في مصادرة ومنع في مستعمراتهم الإفريقية. ويمكن القول انها المجلة
الوحيدة في بلاد الشام التي استمرت في الصدور بانتظام منذ مولدها حتى
اليوم فيما عدا ما اعترضها من قوى قاهرة في الحرب والتعطيل فكم من
مجلات ولدت لا في بلاد الشام وحدها بل في بلاد العرب كلها، ثم لم تلبث
ان ماتت بينما ظلت العرفان تتقدم في مدارج الحياة مجتازة العقاب والصعاب
ولم يكن ذلك إلا لعزيمة صاحبها واخلاصه وتضحياته وترفعه عن
الاغراض.
لما أنشأ العرفان أصبحت مطبعته سوق عكاظ الأدباء والعلماء
والكتاب من الأقطار العربية المختلفة، وكانت داره مقرا لأهل العلم
والفضل من علماء جبل عامل، وغيرهم من الشخصيات العربية البارزة.
ولا أنسى موائد الشاي، والمجالس الأدبية التي كنت ألتقي فيها بخيرة
رجال العلم والأدب في ندوة صاحب العرفان، والتي كانت عاملا فعالا في
ميلي الأدبي.
وتحدث كاتب آخر عن العرفان قائلا:
والحقيقة هذه، هي أن العرفان كانت أول خيوط النور من فجر
النهضة العربية الحديثة يمتد إلى مجاهل المنطقة المنعزلة الغارقة في ظلام
عجيب...
من هنا ينبغي أن يبدأ الباحث، حين يريد أن يتعرف سيرة أحمد
عارف الزين بحقيقتها، بأنبل صفحاتها، وأبهج مآثرها...
لقد كان صاحب العرفان يجمع لنا خيوط النور من كل مكان
ويبثها شعاعا في بلادنا وفي جيلنا، فنلمح بها فجر الحياة العربية الطالع،
حين لا ملمح للنور عندنا إلا من حيث يطلع العرفان ومن حيث يكتب
ويكافح صاحب العرفان.
فإذا كان ناس من جيلنا، في هذه البقعة من لبنان، قد طمح في
العشرينات، بالأخص، إلى العلم الحديث يتعلمونه، وإلى الأدب الجديد
يتذوقونه أو يكتبونه، وإلى أسباب المعرفة يتشبثون بها من وراء المجاهل
كلها، وإلى التراث العربي الصالح يتخيرون أطايبه وفضائله، وإلى الحياة
الحرة الكريمة ينشدونها ويكافحون لها، فذلك كله انما كان في ذلك
الزمان لأن عرفانات أحمد عارف الزين كانت الحافز الأول لهذا
الطموح كله، يوم لا حافز غيرها في معتزلنا هنا آنذاك...
وإذا كان قد انحسر ظلام العهد الاستعماري هنا، في العشرينات
والثلاثينات، عن حفنة من الشبان المستنيرين يجهرون، في المواسم
الاجتماعية والدينية وفي المحافل المختلفة، بنداء الحرية والتحرر
والاستقلال، ويقفون بجرأة أشبه بالمغامرة حيال الاقطاعية والرجعية
المناصرتين لدولة الانتداب فذلك كله انما كان، لأن وطنية أحمد عارف
الزين، وجرأته وصلابته، كانت تلهم وتحفز وتثير وتنير...
في فاتحة أول جزء صدر من العرفان ٥ شباط ١٩٠٩ يقول
الشيخ أحمد عارف الزين:
... وبعد، فلما كان هذا العصر المنير، عصر العلم والنور،
والحرية والدستور، عصرا تلألأت فيه أنوار الحكمة، وتقشعت سحب
الجهل وغياهب الظلمة، ومنشئ هذه المجلة منذ نعومة أظفاره وهو يتشوق
لانشاء صحيفة يتمكن بها من خدمة أمته ووطنه إذ كل امرئ ميسر لما
خلق له. والآن قد تيسر لنا ذلك. إذ الأمور مرهونة بأوقاتها، فأنشأنا
هذه المجلة على اعتراف منا بالعجز والتقصير، ودعوناها العرفان،
ولكل اسم من مسماه نصيب.
وفي فاتحة الجزء الأول من المجلد الثاني الصادر في ١٢ كانون الثاني
عام، ١٩١٠، يبتهل صاحب العرفان إلى الله هذا الابتهال الحار:
اللهم ان هذا موقف تزل به الاقدام، وتزيغ عنه الأفكار...
فثبتني بالقول الثابت، ووفقني للعمل النافع، والفكر الصائب، واهدني
صراطك المستقيم...
اللهم إنا نبرأ إليك، يا ذا الحول والطول، من الحول والطول،
ونسألك توفيق هذه الأمة للم الشعث، وجمع، شتات الشمل، والتمسك
بأهداب النشاط والعمل، ونبذ بوادر القول الفارع والكسل، وطرح
التقليد والتقيد بالعادات، واتباع الاجتهاد والاعتماد على النفس، واطلاق
الأفكار والإرادات من أغلال البدع والخرافات، انك سميع مجيب...
ثم نقرأ هذا الابتهال الآخر في فاتحة الجزء الأول من المجلد الثالث
١ كانون الثاني ١٩١١:
اللهم ثبتني بالقول الثابت، والعمل النافع، ولا تجعل للأهواء
علي سبيلا، وأعذني من كل شيطان رجيم، وأفاك أثيم.
وأشهدك باني غير معصوم عن الزلل والخطل. فهب لي من ينتقد
أقوالي، ويمحض أعمالي، ورحم الله امرأ اهدى إلي عيوبي.
من هذه النصوص يفتتح بها المجلدات الثلاثة الأول للعرفان
نستطيع ان نستخلص الخطوط الكبرى للمنهج الذي رسمه الشيخ احمد
(٤٠٦)

عارف الزين لنفسه ولعرفانه... وفي ضوء هذه النصوص نفسها
نستطيع ان نتتبع سيرة الرجل وسيرة عرفانه لنرى كيف أخلص لمنهجه
هذا طوال نصف قرن، لا يحيد عنه، ولا ينحرف عن خطته مقدار
شعره، ولو كلفه الثبات على هذا المنهج وهذه الخطة أشق المتاعب وأفدح
المكاره...
نعود إلى النصوص المتقدمة الذكر، نستخلص منها الملامح المنهجية
الرئيسية:
أولا نتعرف، في افتتاحية أول جزء يصدر من العرفان، أن
الرجل كان ينزع منذ نعومة أظفاره إلى عمل ما يتمكن به من خدمة
أمته ووطنه، وكان يرى أنه ميسر بحكم طبعه وثقافته وبحكم عصر
العلم والنور والحرية والدستور لأن تكون الصحافة سبيله إلى خدمة
الأمة والوطن، ولأن يكون العرفان بمعنى المعرفة شعار الصحيفة التي
أنشأها لأداء الغرض، فكان الشعار نفسه اسما لها وعنوانا...
فخدمة الأمة والوطن، هدفه... ونشر العلم والعرفان، وسيلته...
ثانيا نتعرف من ذكره الأمة والوطن معا، ان الرجل كان منذ أول
عهده بالخدمة العامة، حين لم تكن معالم الأشياء والألفاظ والمفاهيم القومية
والوطنية قد اتضحت بعد يدرك حدود ما يقول وما يكتب، وانه قد
اتخذ، منذ البدء. موقفا واضحا محددا بين موقفين متناقضين عرفناهما بعد
ذلك في فريق من اللبنانيين العاملين في حقل السياسة اللبنانية والعربية...
وهما: موقف الذين نظروا، في مجال الكفاح التحريري، إلى الأمة
العربية نظرة تجريدية منفصلة عن الأرض والبشر، حتى انمحى لبنان
الوطن، أو يكاد في أذهانهم من الوجود الواقعي للأمة العربية... يقابله
موقف النقيض الآخر، الذي نظر إلى لبنان نظرة تجريدية أيضا تفصل لبنان
عن تاريخه وتراثه وحقيقة كينونته الواقعية، فإذا هو منفصل عن الأمة
العربية، في المفهوم السياسي والوطني عند أصحاب هذه النظرة، وفي
سلوكهم العملي...
وحين نرى الشيخ احمد عارف الزين يردف كلمة الوطن بكلمة
الأمة، في فاتحة أول جزء يصدر من عرفانه، لا نستطيع أن
نستخلص من ذلك إلا أن الرجل كان يعني ما يقول، وانه نظر للقضية
نظرة قومية وطنية واقعية نعتقد انها تحدد نتيجة كفاحه السياسي التحرري،
وإن كنا لا ندري: أكان ذلك إدراكا منه أن الامر ينتهي إلى هذا الاختلاف
في الموقف والنظرة، أم كان فهما تلقائيا سليما صادرا عن حس واقعي
سليم؟.
ثالثا نتلمس في ثنايا النصوص المتقدمة الذكر منهجية أخلاقية
واضحة السمات والملامح، قائمة على فضيلة التواضع، البالغة حد
الاعتراف بالعجز والتقصير، وهي الفضيلة التي نعرف انها الخاصة
المميزة للذين ينشدون الخدمة العامة مخلصين، ويبحثون عن الحق والحقيقة
صادقين، وانها بالأخص صفة العالم المحاذر ابدا من هاجس الغرور،
والمشفق على نفسه أبدا من مواقف الزلل والانحراف عن طريق
الصواب... وقد رأينا الشيخ أحمد عارف، في ابتهالاته الحارة المؤمنة،
يشهد الله انه غير معصوم عن الزلل والخطل، ويدعو الله أن يهبه من ينتقد
أقواله، ومن يمحص، أعماله، ومن يهدي إليه عيوبه... وهل شئ
أوضح دلالة على أخلاقية الرجل من أن يرى نقد عيوبه إهداء وهدية؟.
مؤلفاته
منها تاريخ صيدا وهو مطبوع ومختصر تاريخ صيدا وهو كتاب
مدرسي لم يطبع. ومختصر تاريخ الشيعة مطبوع ومما طبعه وعلق عليه بعض
الشروح الوساطة بين المتنبي وخصومه ومنها ما طبعه وشرحه بشركة
آخرين العراقيات.
١٤١٤: عالي بن عثمان بن جني.
أبو سعد البغدادي كان مثل أبيه عثمان نحويا أديبا حسن الخط
جيد الضبط، أخذ عن أبيه وعن الوزير عيسى بن علي وغيرهما وأخذ عنه
الأمير أبو نصر بن ماكولا وغيره. مات سنة سبع أو ثمان وخمسين وأربعمائة
وقد أنشد كثيرا من قصائد أبيه بعد موته فتناقلها الأدباء وأصحاب
المعاجم.
وكان عالي وأخواه علي وعلاء قد أدبهم أبوهم عثمان بن جنى وحسن
خطوطهم فكانوا معدودين في الصحيحي الضبط وحسني الخط.
١٤١٥: عاصم بن أبي النجود
بهدلة الكوفي أحد القراء السبعة قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي
الذي قرأ على أمير المؤمنين ع ومن أصحابه ونقل عن المنتهى للعلامة انه
قال أحب القراءات إلي قراءة عاصم من طريق أبي بكر بن العياش وقرأ
أبان بن تغلب الذي هو شيخ الشيعة على عاصم ولعاصم روايتان الأولى
رواية حفص بن سليمان البزاز كان ابن زوجته الثانية ورواية أبي بكر بن
عياش وعاصم من الشيعة بلا كلام نص على ذلك القاضي نور الله والشيخ
عبد الجليل الرازي المتوفى سنة ٥٥٦ شيخ ابن شهرآشوب في كتاب نقض
الفضائح وانه كان مقتدى الشيعة.
١٤١٦: عامر بن الأمين السلمي
كان مع أمير المؤمنين ع بصفين ومن شعره يوم صفين
قوله:
كيف الحياة ولا أراك حزينا * وغبرت في فتن كذاك سنينا
ونسيت تلذاذ الحياة وعيشها * وركبت من تلك الأمور فنونا
ورجعت قد أبصرت أمري كله * وعرفت ديني إذ رأيت يقينا
أبلغ معاوية هناك بأنني * في عصبة ليسوا لديك قطينا
لا يغضبون لغير ابن نبيهم * يرجون فوزا ان لقوك ثمينا
١٤١٧: عامر بن حنظلة الكندي.
من أصحاب علي ع قتل معه يوم النهر سنة ٣٧ أو ٣٨.
١٤١٨: أبو جرادة صاحب أمير المؤمنين ع.
واسمه عامر بن ربيعة.
وهو جد بني جرادة بحلب وقرأت في معجم شيوخ الحافظ الدمياطي
قال عيسى بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة نقل من البصرة مع أبيه سنة
(٤٠٧)

٥١ في طاعون الجارف إلى حران ثم إلى حلب فولد بها موسى وولد موسى
هارون وعبد الله فهارون جد بني العديم وعبد الله جد بني أبي جرادة
انتهى وهذا يخالف ما ذكره ياقوت في معجم الأدباء حيث قال: حدثني
كمال الدين أطال الله بقاءه قال كان عقب بني أبي جرادة من ساكني البصرة
في محلة بني عقيل بها فكان أول من انتقل منهم عنها موسى بن عيسى بن
عبد الله بن محمد بن عامر أبي جرادة إلى حلب بعد المائتين للهجرة وكان
وردها تاجرا وقال حدثني عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي
جرادة قال سمعت والدي يذكر فيما تأثره عن سلفه ان جدنا قدم من البصرة
في تجارة إلى الشام فاستوطن حلب قال وسمعت والدي يذكر انه بلغه انه
وقع طاعون بالبصرة فخرج منها جماعة من بني عقيل وقدموا الشام فاستوطن
جدنا حلب قال وكان لموسى من الولد محمد وهارون وعبد الله فاما محمد
فله ولد اسمه عبد الله ولا أدري أعقب أم لا وأما العقب الآن فلهارون وهو
جدنا ولعبد الله وهم أعمامنا.
ولم نجد لأبي جرادة ترجمة غير ما ذكرنا بعد التفتيش الكثير عليها في
مظانها وقولهم انه صاحب علي ع يقتضي ان يكون معروفا ولعلنا
نجد له ذكرا وخبرا بعد ذلك فنثبته انش.
١٤١٩: أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني.
ولد عام أحد وتوفي سنة ١٠٠ وهو آخر من مات من الصحابة وشهد
مع علي صفين وكان من مخلصي أنصاره.
وقال بعض المجلات ان له ديوان. شعر طبعه بعض مستشرقي
الألمان.
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين ان عليا ع كان لا
يعدل بربيعة أحدا من الناس فشق ذلك على مضر فقال حضين بن المنذر
شعرا أغضب فيه مضرا فقام أبو الطفيل فقال يا أمير المؤمنين إنا والله ما
نحسد قوما خصهم الله منك بخير إن أحمدوه وشكروه وإن هذا الحي من
ربيعة قد ظنوا انهم أولى بك منا وانك لهم دوننا فاعفهم عن القتال أياما
واجعل لكل امرئ منا يوما نقاتل فيه فانا أن اجتمعنا اشتبه عليك بلاؤنا
فقال علي ع أعطيتم ما طلبتم وذلك يوم الأربعاء وأمر ربيعة ان تكف
عن القتال وكانت بإزاء اليمن من صفوف أهل الشام فغدا عامر بن واثلة
قومه من كنانة يوم الخميس وهم جماعة عظيمة فتقدم أمام الخيل وهو يقول
طاعنوا وضاربوا تم حمل وهو يقول:
قد صابرت في حربها كنانه * والله يجزيها بها جنانه
من أفرع الصبر عليه زانه * أو غلب الجبن عليه شانه
أو كفر الله فقد أهانه * غدا يعض من عصى بنانه
فاقتتلوا قتالا شديدا ثم انصرف أبو الطفيل إلى علي فقال يا أمير
المؤمنين نباتنا أن أشرف القتل الشهادة وأحظى الامر الصبر وقد والله صبرنا
حتى أصبنا فقتيلنا شهيد وحينا ثائر فاطلب بمن بقي ثار من مضى فانا وان
كنا قد ذهب صفونا وبقي كدرنا فان لنا دينا لا يميل به الهوى ويقينا لا
يزحم الشبهة فاثنى عليه علي خيرا وقاتل يوم الجمعة عمير بن الحاجب بن
زرارة في بني تميم وقاتل يوم السبت قبيصة بن جابر الأسدي في بني أسد
وقاتل يوم الأحد عبد الله بن الطفيل العامري في هوزان فقال في ذلك
الطفيل:
حامت كنانة في حربها * وحامت تميم وحامت أسد
وحامت هوازن يوم اللقاء * فما حام منا ومنهم أحد
لقينا قبائل أنسابهم * إلى حضرموت وأهل جند
لقينا الفوارس يوم الخميس * والعيد والسبت ثم الأحد
وامدادهم خلف أذنابهم * وليس لنا من سوانا مدد
فلما تنادوا بآبائهم * دعونا معدا ونعم المعد
فظلنا نفلق هاماتهم * ولم نك فيها ببيض البلد
ونعم الفوارس يوم اللقاء * فقل في عديد وقل في عدد
وقل في طعان كفرع الدلاء * وضرب عظيم كنار الوقد
ولكن عصفنا بهم عصفة * وفي الحرب يمن وفيها نكد
طحنا الفوارس وسط العجاج * وسقنا الزعانف سوق النقد
وقلنا علي لنا والد * ونحن له طاعة كالوالد
قال نصر وبلغ أبا الطفيل ان مروان وعمرو بن العاص وسعيدا
يشتمونه فقال:
أيشتمني عمرو ومروان ضلة * بحكم ابن هند والشقي سعيد
وحول ابن هند شائعون كأنهم * إذا ما استقاموا في الحديث قرود
يعضون من غيظ علي أكفهم * وذلك غم لا أجب شديد
وما سبني الا ابن هند وانني * لتلك التي يشجى بها لرصود
وما بلغت أيام صفين نفسه * تراقيه والشامتون شهود
وطارت لعمرو في الفجاج شظية * ومروان من وقع الرماح يحيد
وما لسعيد همة غير نفسه * لعل التي يخشونها ستعود
وروى نصر في كتاب صفين عن عمرو بن سمر عن جابر الجعفي قال
سمعت تميم بن حذيم الناجي يقول لما استقام لمعاوية امره لم يكن شئ
أحب إليه من لقاء عامر بن واثلة فلم يزل يكاتبه ويلطف له حتى اتاه فلما
قدم عليه سأله عن عرب الجاهلية ودخل عليه عمرو بن العاص ونفر معه
فقال لهم معاوية تعرفون هذا؟ هذا فارس صفين وشاعرها هذا خليل أبي
الحسن ثم قال يا أبا الطفيل ما بلغ من حبك عليا قال حب أم موسى
لموسى قال فما بلغ من بكائك عليه قال بكاء العجوز الملغاة والشيخ الرقوب
والى الله أشكو تقصيري قال معاوية ولكن أصحابي هؤلاء لو كانوا سئلوا
عني ما قالوا في ما قلت في صاحبك قالوا والله انا لا نقول الباطل قال لا
والله ولا الحق ثم قال معاوية هو الذي يقول:
إلى رجب السبعين تعترفونني * مع السيف في خيلي وأحمي عديدها
قال معاوية يا أبا الطفيل اجزها فقال أبو الطفيل:
زحوف كركن الطود كل كتيبة * إذا استمكنت منها يفل شديدها
كان شعاع الشمس تحت لوائها * مقارمها حمر النعام وسودها

(١) النقد بالتحريك جنس من الغنم قبيح الشكل.
(٢) لا انقطع. - المؤلف -
(٤٠٨)

شعارهم سيما النبي وراية * بها ننصر الرحمن ممن يكيدها
لها شرعاء من رجال كأنها * دواعي السباع نمرها وأسودها
يمورون مور الموج ثم ادعوا هم * إلى ذات انذار كثير عديدها
إذا نهضت مدت جناحين منهم * على الخيل فرسان قليل صدودها
كهول وشبان يرون دماءكم * طهورا وثارات لها تستعيدها
كأني أراكم حين تختلف القنا * وزالت بأكفال الرجال لبودها
ونحن نكر الخيل كرا عليكم * كخطف عتاق الطير طيرا يصيدها
إذا نعيت موتى عليكم كثيرة * وعيت أمور غاب عنكم رشيدها
هنالك اما النفس تابعت الهدى * ونار إذا ولت وار شديدها
فلا تجزعوا ان أعقب الدهر دولة * وأصبح مناكم قريبا يعيدها
فان لأهل الحق لا بد دولة * على الناس يرجى وعدها ووعيدها
فقالوا نعم قد عرفناه هذا أفحش شاعر وآلم جليس فقال معاوية يا أبا
الطفيل أتعرف هؤلاء قال ما أعرفهم بخير ولا أبعدهم من شر.
فاجابه خريم الأسدي والظاهر أنه أبو فاتك المذكور في محله:
إلى رجب أو غرة الشهر بعده * يصبحكم حمر المنايا وسودها
ثمانين ألفا دين عثمان دينهم * كتائب فيها جبرئيل يقودها
فمن عاش عبدا عاش فينا ومن يمت * ففي النار يسقى مهلها وصديدها
ومن شعره قوله:
أيدعونني شيخا وقد عشت حقبة * وهن من الأزواج نحوي نوازع
وما شاب رأسي من سنين تتابعت * علي ولكن شيبتني الوقائع
ولما فني الجيش الذي أرسله الحجاج بن يوسف إلى بلاد رتبيل ولم ينج
منه الا القليل، جهز الحجاج جيشا جديدا بقيادة عبد الرحمن بن محمد بن
الأشعث، وقد أراد الحجاج ان يقذف بهذا الجيش إلى بلاد رتبيل كما قذف
الجيش الذي قبله فيتخلص من قادة العرب وفرسانهم باسم الفتح
والجهاد.
يقول الطبري: كان الحجاج وليس في العراق رجل أبغض إليه من
عبد الرحمان بن محمد بن الأشعث ومع ذلك فقد عهد إليه بقيادة الحملة
الجديدة!!
ولكن عبد الرحمان وجميع قواد الجيش وفرسانه لم تكن تخفى عليهم
غايات الحجاج فأبوا ان يتوغلوا بعيدا في بلاد العدو بعد أن رأوا مصير
الجيش الذي سبقهم. ولما أصر الحجاج على عبد الرحمان ليتقدم أكثر مما
تقدم عقد عبد الرحمان مؤتمرا عاما من قادة الجيش وجمهوره ليشاورهم في
الأمر، فكان مما قاله عبد الرحمان: ان الحجاج يأمرني بتعجيل الوغول بكم
في أرض العدو وهي البلاد التي هلك إخوانكم فيها بالأمس وانما انا رجل
منكم امضي إذا مضيتم وآبي إذا أبيتم.
فثار إليه الناس فقالوا لا بل نابي على عدو الله ولا نسمع له ولا نطيع
وكان من بين الخطباء أبو الطفيل عامر بن واثلة، فقال بعد أن حمد الله
وأثنى عليه: اما بعد فان الحجاج والله ما يرى بكم الا ما رأى القائل الأول
إذ قال لأخيه: احمل عبدك على الفرس فان هلك هلك، وان نجا فلك.
أن الحجاج والله ما يبالي ان يخاطر بكم فيقحمكم بلادا كثيرة اللهوب
واللصوب، فان ظفرتم فغنمتم أكل البلاد وحاز المال وكان ذلك زيادة في
سلطانه، وان ظفر عدوكم كنتم أنتم الأعداء البغضاء الذي لا يبالي عنتهم
ولا يبقي عليهم اخلعوا عدو الله الحجاج.
ولما وقعت الحرب بعد ذلك بين جموع الحجاج وجموع ابن الأشعث
كان الطفيل بن عامر ممن قتل وقد كان قال وهو بفارس يقبل مع عبد
الرحمان من كرمان إلى الحجاج:
ألا طرقتنا بالغربيين بعد ما * كللنا على شحط المزار جنوب
أتوك يقودون المنايا وانما * هوتها بأولانا إليك ذنوب
ولا خير في الدنيا لمن لم يكن له * من الله في دار القرار نصيب
ألا أبلغ الحجاج ان قد أصابه * عذاب بأيدي المؤمنين مصيب
وقال عامر يرثي ابنه الطفيل:
خلى طفيل علي الهم فانشعبا * وهد ذلك ركني هدة عجبا
وابني سمية لا أنساهما ابدا * فيمن نسيت وكل كان لي نصبا
وأخطأتني المنايا لا تطالعني * حتى كبرت ولم يتركن لي نشبا
وكنت بعد طفيل كالذي نضبت * عنه المياه وغاض الماء فانقضبا
فلا بعير له في الأرض يركبه * وان سعى اثر من قد فاته لغبا
وسار من ارض خاقان التي غلبت * أبناء فارس في أربائها غلبا
ومن سجستان أسباب تزينها * لك المنية حينا كان مجتلبا
حتى وردت حياض الموت فانكشفت * عنك الكتاب لا تخفي لها عقبا
وغادروك صريعا رهن معركة * ترى النسور على القتلى بها عصبا
تعاهدوا ثم لم يوفوا بما عهدوا * وأسلموا للعدو السبي والسلبا
يا سوأة القوم إذ تسبى نساؤهم * وهم كثير يرون الخزي والحربا
١٤٢٠: أبو سخيلة عامر بن طريف
سخيلة بوزن تصغير سخلة وطريف بالطاء المهملة. عد الشيخ
في رجاله في باب الكنى في أصحاب أمير المؤمنين ع أبو سخيلة وذكره
البرقي في رجاله كما نقله العلامة في الخلاصة فقال عند تعداد المجهولين من
أصحاب أمير المؤمنين ع أبو سخيلة عاصم بن طريف. روى الكشي
في رجاله عن حمدون وإبراهيم ابني نصير قال حدثنا أيوب بن نوح عن
صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد الحنفي عن فضيل الرسان: حدثني
أبو عبد الله ع عن أبي سخيلة قال حججت انا وسلمان وربيعة
فمررنا بالربذة فاتينا أبا ذر فسلمنا عليه فقال لنا ان كانت بعدي فتنة
فعليكم بالشيخ اي علي بن أبي طالب فاني سمعت رسول الله ص وهو
يقول: علي أو من آمن بي وصدقني وهو أول من يصافحني يوم القيامة وهو
الصديق الأكبر وهو الفاروق بعدي يفرق بين الحق والباطل وهو يعسوب
المسلمين والمال يعسوب الظلمة اه‍. وفي تهذيب التهذيب: أبو سخيلة
غير منسوب ولا مسمى روى عن أبي ذر وسلمان الفارسي وعلي بن أبي
طالب. وعنه الخضر بن القواس وفضيل بن مرزوق ومحمد بن عبيد الله
العرزمي قال أبو زرعة لا اعرف اسمه اه‍.
(٤٠٩)

وعن خلاصة تذهيب الكمال: أبو سخيلة بضم أوله مصغرا من
الثالثة.
١٤٢١: أبو سهل عباد بن العوام الواسطي من مشائخ الإمام أحمد بن حنبل.
توفي سنة ١٨٣ أو خمس أو ست أو سبع ذكره الذهبي في تذكرة
الحفاظ وقال الامام المحدث حدث عن أبي مالك الأشجعي وعبد الله بن
أبي نجيع والجريدي وأبي إسحاق الشيباني وابن عون وطبقتهم وعنه أحمد بن
حنبل وعمرو الناقد وزياد بن أيوب والحسن بن عرفة وعلي بن مسلم
الطوسي وخلق وثقه أبو داود وغيره وقال ابن سعد كان من نبلاء الرجال في
كل امره وكان يتشيع فحبسه الرشيد زمانا ثم خلى عنه فأقام ببغداد وقال ابن
عرفة سألني وكيع عن عباد بن العوام ثم قال ليس عندكم أحد يشبهه قال
الذهبي متفق على الاحتجاج به بيني وبينه ستة أنفس ثم ذكر حديثا هو في
سنده.
١٤٢٢: أبو الحسن عباد بن العباس بن عباد الديلمي القزويني الطالقاني والد
الصاحب بن عباد.
توفي سنة ٣٣٤ أو ٣٣٥ كما في انساب السمعاني. وفي معجم الأدباء
انه توفي في السنة التي مات فيها ابنه الصاحب سنة ٣٨٥ ولا يبعد وقوع
اشتباه في التاريخ الثاني والله أعلم.
ومرت نسبة الديلمي والطالقاني في إسماعيل بن عباد وكان عباد وزير
الحسن بن بويه الملقب بركن الدولة روى عنه أبو إسحاق بن حمزة
الحافظ وأبو الشيخ وغيرهما من القدماء سمعت أبا العلاء أحمد بن طاهر
المقدسي الحافظ يقول رأيت لأبي الحسن عباد بن العباس الطالقاني والد
الصاحب إسماعيل في دار كتب ابن أبي القاسم إسماعيل بن عباد بالري
كتابا في احكام القرآن ينصر فيه مذهب الاعتزال استحسنه كل من رآه.
روى عنه أبو بكر بن مردويه والاصبهانيون اه‍ وفي معجم الأدباء في
ترجمة الصاحب كان أبوه عباد يكنى أبا الحسن وكان من أهل العلم
والفضل أيضا سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب وغيره من البغداديين
والاصفهانيين والرازيين وصنف كتابا في احكام القرآن نصر فيه الاعتزال
جود فيه.
روى عنه ابن الوزير أبو القاسم بن عباد وابن مردويه الأصفهاني
وقال قبل ذلك قال أبو حيان في أخلاق الوزيرين كان عباد يلقب الأمين
وكان دينا خيرا مقدما في صناعة الكتابة وكتب لركن الدولة كما كتب العميد
لصاحب خراسان والأمين كان ينصر مذهب الأشناني تدينا وطلبا للزلفي
عند ربه والعميد كان يعمل لعاجلته وان قلت كان الأمين معلما بقرية من
قرى طالقان الديلم قيل وكان والد العميد نخالا في سوق الحنطة بقم
اه‍ ثم قال كلما ذكرناه من خبر عباد أبي الوزير فهو منقول عن المنتظم
في التاريخ من تصنيف أبي الفرج ابن الجوزي وبين عباد وبين الحسن بن
عبد الرحمن بن حماد القاضي مكاتبات ومراسلات مذكورة مدونة انتهى.
قال المؤلف: الظاهر أن كتابه في احكام القرآن كان على مذهب
الشيعة بدليل قول السمعاني وياقوت السابق انه نصر فيه مذهب الاعتزال
بان يكون المراد مذهب الاعتزال في الجبر وخلق الافعال وخلق القرآن
والرؤية وغيرها مما وافق فيه المعتزلة الامامية وخالفوا الأشاعرة وجلة من
علماء الشيعة نسبوا في كتب غيرهم إلى الاعتزال لذلك منهم الصاحب بن
عباد والشريف المرتضى.
١٤٢٣: أبو سعيد عباد بن يعقوب الرواجني الكوفي.
توفي سنة ٢٥٠ وقيل سنة ٢٧١.
والرواجني براء مهملة وواو مخففة وجيم ونون مكسورتين وياء
للنسبة.
ذكره الشيخ الطوسي في ست فقال عامي المذهب له كتاب اخبار
المهدي وكتاب المعرفة معرفة الصحابة أخبرنا بهما أحمد بن عبدون عن أبي
بكر الدوري عن أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب قال حدثنا علي بن
العباس المقانعي قال حدثني عباد بن يعقوب عن مشيخته اه‍ وتبعه
العلامة في الخلاصة فقال عامي المذهب وذكر النجاشي في الحسن بن
محمد بن أحمد الصفار البصري أحد المشائخ الثقات انه يروي عن عباد
الرواجني قال البهبهاني في حاشية الرجال الكبير: وهذا يشير إلى نباهته
وكونه من المشائخ المعتمدين المعروفين بل ربما يظهر منه كونه من الشيعة
اه‍.
وذكره ابن حجر في التقريب فقال صدوق رافضي حديثه في البخاري
مقرون بالغ ابن حسبان فقال يستحق الترك من العاشرة اه‍.
وذكره الذهبي في مختصره فقال شيعي وثقه أبو حاتم توفي سنة
٢٧١. وذكره أيضا في تذكرة الحفاظ فقال:
في سنة ٢٥٠ مات محدث الشيعة عباد بن يعقوب الرواجني اه‍
فقد اختلف كلام الذهبي في كتابيه في تاريخ وفاته قال المؤلف هذا
الرجل امره عجيب فالشيعة يقولون انه من أهل السنة وأهل السنة يقولون
انه شيعي والظاهر تشيعه فأهل السنة يبعد ان يخفى عليهم امره فينسبوه إلى
التشيع وهو غير شيعي اما الشيخ الطوسي فلعله حكم بسنيته لأنه كان يتقي
شديدا كما قاله البهباهاني في حاشية الرجال الكبير قال كما وقع منه بالنسبة
إلى كثير ممن ظهر كونهم من الشيعة.
١٤٢٤: الشيخ عباس بن إبراهيم بن حسين بن عباس بن حسن بن عباس بن
محمد بن علي بن محمد البلاغي الربعي النجفي.
كان من أهل العلم والفضل ولم يصل إلينا شئ من أحواله ومر
الكلام على آل البلاغي عموما في إبراهيم.
١٤٢٥: السيد عباس آل دراج الحسيني.
ذكره جامع ديوان السيد نصر الله الحايري فقال صاحب الشوكة
والبأس الاجل الأكرم السيد عباس... ارسل كتابا إلى السيد نصر الله
فاجابه بهذه الأبيات:
سلام يخجل الروض النضيرا * بلفظ رايق فقد النظيرا
يزف إلى الفتى العباس من قد * حوى نورا سبى البدر المنيرا
فتى امسى لمن عاداه صابا * وأضحى للذي والى نميرا
(٤١٠)

فتى نصبت له كف المعالي * على العيوق والجوزا سريرا
حباني منة منه بطرس * جلى همى وأدنا لي السرورا
فحيا الله عصرا كان فيه * لأقداح المسرة لي مديرا
١٤٢٦: الميرزا عباس الطبيب السمناني
توفي سنة ١٢٩١
كان من أفاضل الحكماء المجاورين في المشهد المقدس الرضوي
ويدرس في كتب الفلاسفة وكان صهر السيد ميرزا علي خان الكابلي.
١٤٢٧: عميد الدين أبو الفضل عباس بن محمد بن علي بن إبراهيم الهمذاني
الشيرواني.
هو من بيت الوزارة والسياسة جده إبراهيم خان كان وزير نادر شاه
فلما كبر ترك المنصب وجاور في النجف مشتغلا بالعبادة فانتقل المنصب إلى
حفيده الميرزا احمد خان والد الميرزا عباس صاحب الجوهر الوقاد المتوفي سنة
١٢٥٦ له جواهر خانه فارسي وله تاريخ دكن وآيينه محبوب.
١٤٢٨: عميد الدين أبو الفضل عباس بن عباس بن محمد الحلي البراز الأديب.
ذكره نجم الدين بن القاسم بن فاتك الأسدي النحوي في كتاب
كشف الحجب في مدح غياث الدين أبي المظفر بن طاوس وقد عزم ان
يخرج للاستسقاء فجادت السماء:
بعزمك سحب السحب * وأولت فوق ما يجب
وقد كان الثرى يبسا * فلا ماء ولا عشب
ولما ان رأى الرحمان * عزما منك يلتهب
فأعطاك الذي ترجوه * منه العجم والعرب
وما عجب رآه الناس * لكن ضده العجب
في أبيات طويلة.
١٤٢٩: العباس بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب.
أورد له المرتضى في الفصول المختارة من المجالس والعيون والمحاسن
للمفيد قوله محتجا بفضله على قريش:
وقالت قريش لنا مفخر رفيع على الناس لا ينكر
فقد صدقوا لهم فضلهم * وبينهم رنب تبصر
فاذناهم رحما بالنبي * إذا فخروا فيه المفخر
بالفخر منكم على غيركم * فاما علينا فلا تفخروا
ففضل النبي عليكم لنا * أقروا به أو له أنكروا
فان طرتم بسوى مجدنا * فان جناحكم الأقصر
١٤٣٠: المفتي السيد عباس ويقال: محمد عباس ابن السيد.
علي أكبر ابن السيد محمد جعفر.
الموسوي التستري من آل المحدث السيد نعمه الله الجزائري نزيل
لكهنو ولد سنة ١٢١٤ وتوفي ٢٥ رجب سنة ١٣٠٦ ودفن في حسينية
غفران مآب لكهنؤ الهند كان عالما جليلا شاعرا كاتبا وقد ترجمه الميرزا
محمد هادي بكتاب مستقل كبير اسمه التجليات وهو أول من روج سوق
الأدب العربي في الهند وله ديوان شعر حسن يسمى رطب العرب وقد
تلمذ في الكلام على سلطان العلماء السيد محمد صاحب الضرية الحيدرية
وعلى السيد حسين أخي السيد محمد بن دلدار علي ويروي بالإجازة عنه،
عن الآقا البهبهاني وصاحب الرياض والسيد مهدي بحر العلوم والميرزا
مهدي الشهرستاني والمولى محمد مهدي بن هداية الله الخراساني بأسانيدهم
المعروفة. وله شعر كثير في أستاذه ومجيزه السيد محمد. ومن شعره الذي
أنشأه عند مباعدة داره وشط مزاره قوله:
نأيت عنك واني اليوم أغبط من * يفوز عندك بالدنيا وبالدين
فازوا بما طمعوا منكم وما قصدوا * ولا أفوز بلحظ منك يكفيني
كم نعمة جئتني فيها تهنئني * ومحنة زرتني فيها تعزيني
تركتني موسرا واليسر لي عسر * والعسر كاليسر مهما كنت تأتيني
ومن قوله فيه أيضا:
خفضت جناح الذل للناس رحمة * فأصبح أدناهم أعز وارفعا
يعاب على المرء التكبر في الورى * وانك قد عابوا عليك التواضعا
يقول عزيز القوم أذللتني ولا * محل لشكواه لبطلان ما ادعا
فنفسك من أعلى النفوس مكانة * وفي رفضها رفع الشكاية أجمعا
ومن جيد شعره قصيدة كتبها إلى سيد العلماء استعطافا على بعض
أفاضل أدباء النجف من آل قفطان وهي هذه:
مدحتك دهرا بالذي كنت لائقا * ولم يك ذو نطق هنالك ناطقا
تفرست فيك الجود إذ كنت معدما * فكذبني قوم وقد كنت صادقا
فلما بدا للناس صدق مقالتي * تسابقت الدنيا إليك تسابقا
فجاؤوا ونالوا زلفة وتقربا * وأصبحت مسبوقا وقد كنت سابقا
وأخرسني أصواتهم إذ تشاغبوا * ولم أستطع لقياك الا مسارقا
لك المن إذ أفردتني عنهم كما * تفردت بالمدح الذي كان رائقا
سقى الله أياما مضت في جواركم * فكنت رؤفا بي كما كنت وامقا
فؤادي محفوظ لديك وان يكن * ثنائي منسيا وجسمي مفارقا
وان بت في ذل على طول صحبتي * وقد كنت ذا عز علاما مراهقا
فأنت ولي الله فعلك معجز * فتظهر للعادات منك خوارقا
كفاني من النعماء علمك انني * محب صميم الحب لست منافقا
وما انسى لا انسى الغري وأهله * فقد زعموني مستغاثا مرافقا
حكيت عن القفطان عسرته لكم * وكان رجائي في نوالك واثقا
رجانا على بعد الديار وقد أتت * مكاتيب منه سابقا ثم لاحقا
فبشرته فيما كتبت إليه بالعطاء * المرجى ليتني كنت صادقا
وحسنت ما كاتبت مستنسخا له * فما الحسن فيما ليس حقا مطابقا
باي لسان أؤيس البائس الذي * رجاني ابتداء داعيا لي بلا لقا
رأى أن لي جاها لديك وحرمة * فبان له ذلي وشاع مشارقا
امرتهم بالصبر فيما أصابهم * فضقت بهم ذرعا وهم في مضائقا
أعالجهم بالصوم وهو يضرهم * ويضمن ذو طب ولو كان حاذقا
وكل علاج فهو بالضد ينبغي * واني قد استعملت مثلا مساوقا
فداويتهم بالصوم والصوم داؤهم * ولو أفطروا كان العلاج موافقا
منعت جياعا ساكتين تعففا * وأعطيت أهل السؤل تبرا وفاسقا
ولولا احتساب الاجر ما جئت سائلا * فربي خيرا راحما لي ورازقا
وحسبي من أفضالكم ونوالكم * إفادتكم إياي بعض حقائقا
(٤١١)

رهنت بما زكيتني وهديتني * فان زكاة المال ليس لها بقا
فعفوا وصفحا ان ذا الحزن ربما * يكلم هجرا وهو يدري العوائقا
أراني لقول الله جل جلاله * يجادلني في قوم لوط موافقا
فهذا خليل الله جادل ربه * ولم يك للكفار خلا مصادقا
واني لفي الاخبار جادلت سيدي * فهاك به بين الجدالين فارقا
وجادل عن بشر وقد زال روعه * وجادلت عن حزن أخاف البوائقا
لساني يشكوكم وقلبي عارف * بأنك علام عرفت الدقائقا
فاعط أو امنع سيدي انك امرؤ * خلائقه طرا تروق الخلائقا
وقال في أستاذه:
كل الكنوز لي إفداء وانني * لفداء مولاي الامام حسين
ان كنت أفديه فلا عجب من * العباس اضحى فدية لحسين
وقد ذكر المترجم مؤلفاته في اجازته للسيد علي محمد بن السيد دلدار
علي اللكهنوئي وقال: ان كتبي وتواليفي كثيرة والإحاطة بها عسيرة وذلك
اني منذ ميزت بين اليمين والشمال كان لي بالتأليف اشتغال فألفت على
حداثة سني وغضاضة غصني مائتي مجلد بل أكثر بين موجز ومبسوط ومنظوم
ومنثور في فنون مختلفة ١ المن والسلوى في الزهد والتقوى وهو كتاب منظوم
وقد قرظه الشيخ إبراهيم ابن الشيخ صادق ابن الشيخ إبراهيم بن يحيى
العاملي بقصيدة ونثر أرسلها إليه من العرا إلى الهند من جملتها: فطوبى
لهذا السيد السند الذي وفق له دون البرية أهله وليسأل الله العصمة من
دعوى النبوة حيث اتى بما أعجز أهل الفتوى والفتوة وكتب ذلك بيده
الجانبية الفانية إبراهيم آل الشيخ صادق آل يحيى العاملي ٢ جلجلة
السحاب في حجية ظواهر الكتاب ٣ نصر المؤمنين في تفضيل الرسول
الأمين، الملقب بالمقام المحمود في بعض شبهات اليهود ٤ روايح القرآن
في فضائل امناء الرحمن أورد فيه الآيات الواردة في فضائل أمير المؤمنين
ع بروايات أهل السنة ٥ رشحة الأفكار في تحديد الاكرار شرحا على
مبحث الكر من الوجيز الرائق ٦ مؤنس الخلوات نظم عربي في مكارم الأخلاق
٧ الشعلة الجوالة في اثبات ما وقع من احراق المصاحف ٨
روح الايمان شرح أربعين حديثا في أصول الدين ٩ الأساور العسجدية
على مبحث الفورية من المعالم كتبه أوان تحصيله ١٠ تعليقة على تبصرة
الزائر وهي حاشية على الزيارات المأثورة ١١ التقاط اللآلي عن الأمالي
وهي أحاديث منتخبة من مجالس الصدوق ١٢ جواهر الكلم الملقب بأنهار
الأنوار لخص فيه من الكافي ما يتعلق بأصول الدين وشرحه ١٣ حواش
على تحرير أقليدس ١٤ حواش على شرح السلم للفاضل حمد الله ١٥
تعليقه على شرح السلم للفاضل حسن ١٦ المحيص عن العويص رسالة
في حل بعض مشكلات العربية ١٧ الفحص عن الثلاثين مشتملة عن
ثلاثين مسالة مشكلة ١٨ الهدية البهية في الألغاز والمعميات
١٩ فوح العبير ألفه عند اختلاف امراء السنة في جواب ضم
همزة اختير ورجوعهم إليه ٢٠ تعليقة على مواضيع في شرح
اللمعة ٢١ سجع الحمامات في حل بعض المعميات ٢٢ تشنيف
السمع بشرح السجع وهو شرح سجع الحمامات ٢٣ البضاعة المزجاة
على طريق أهل المحاجاة ٢٤ المعفاة في شرح البضاعة المزجاة ٢٥ مجموع
أشعار أنشأها إلى المكاتيب ٢٦ بغية الطالب في اسلام أبي طالب
٢٧ السيف المسلول فيه أحاديث مستخرجة من جامع الأصول
٢٨ مجالس المواعظ في خمس مجلدات جمع فيها ما كان يعظ الناس
٢٩ فيه حديث علي مع أخ اليهود ٣٠ الماء الزلال وفيه حديث
مولانا علي العمراني مع طبيب يوناني ٣١ مقتل عثمان ٣٢ روح الجنان
في اعمال عثمان ٣٣ الرسالة الموسومة باتش بايرة وهي ترجمة الشعلة
الجوالة ٣٤ رسالة في العروض ٣٥ رسالة في الترغيب في بناء مدرسة
٣٦ رسالة الاستقبال تعليقة على بحث القبلة من تحفة الأبرار ٣٧ صلاة
النساء ٣٨ المواعظ اللقمانية ٣٩ ترجمة شرح هداية الحكمة للصدر إلى
الفلكيات ٤٠ رسالة فارسية في المنطق ٤١ موجة السلسبل في حل
بعض الغاز البهائي ٤٢ المرتضيات الحسينية وهي مسائل سألني عنها رجل
يقال له ارتضاء حسين وارتضاها مولانا السيد حسين فراعيت في تسميتها
الاسمين ٤٣ رفع الالتباس عما وقع في معنى الشعر في المعيار والأساس
٤٤ وجوه الاستعمال في الافعال ٤٥ منظوم مترجم للكوهر شاه وار
٤٦ ترجمة الأربعين ٤٧ تشبث الغريق مرثية لشاب غرق كلفني بها أبوه
٤٨ معيار الأدب في شرح أطواق الذهب ٤٩ رسالة في التقريض على
شرح ضابطة التهذيب ٥٠ الدرة البهية في التقية ٥١ التحفة الحسينية
تعليقة على بعض المواضع من صومية السيد الأستاذ ٥٢ الظل المدود
مجلدان فيه أشعار عربية وفارسية وخطوط ٥٣ رسالة في المواعظ على وتيرة
أبواب الجنان ٥٤ الدليل القوي على أحقية المذهب المرتضوي ٥٥
الجواهر العبقرية في جواب التحفة الاثني عشرية ٥٦ ترصيع الجواهر وهو
ملخص الجواهر السنية في الأحاديث القدسية ٥٧ منتخب الكشكول
٥٨ الاستفسار ٥٩ نور الابصار كلاهما في مسايل الأصول والاخبار
تكلمت فيهما مع بعض المحدثين على لسان بعض الاخوان فسافر بهما إلى
العراق وانتحلهما لنفسه فأملى له الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر إجازة
ملأها من مدحه وثنائه وحسب ماء غيره من انائه ٦٠ شمع المجالس في
رثاء سيد الشهداء ٦١ نزع القوس في الأحاديث الملتقطة من روضة
الفردوس ٦٢ النور منظوم في حال صاحب الزمان عجل الله ظهوره ٦٣
الإجادة أوردت فيها جيد الاشعار العربية ٦٤ نظم الفروض وهي
الفروض الستة القرآنية في الميراث ٦٥ الخطاب الفاصل في الرد على دمغ
الباطل ٦٦ سوانح عمري ٦٧ بيت الحزن نظم فارسي في معجزة
وقعت بأحمد آباد ٦٨ رسالة أخرى في تلك المعجزة ٦٩ موجزة رابعة نظم عربي
أيضا في تلك المعجزة ٧٠ تسكين مسكين فارسي في مدح الفقر ٧١ المطرفة
في الرد على المتصوفة ٧٢ أوراق الذهب كتاب في مدح أستاذه سيد العلماء
٧٣ سطور الإنشاء ٧٤ الأخلاق الحسينية في محاسن أخلاق أستاذه ٧٥
الفلك المشحون ٧٦ الأكواب ٧٧ الفرش المرفوعة ٧٨ النمارق ٧٩
النوادر ٨٠ الماء المسكوب ٨١ السوانح الجديد هذه السبعة فيها أشعار
ونوادر صدرت عنه ٨٢ رطب العرب ديوان عربي ٨٣ ديوان فارسي
٨٤ نسيم الصبا في شرح قصة الجزيرة الخضراء ٨٥ السبعة في جواب
مسايل وردت عليه من بعض البلاد البعيدة ٨٦ حسناء غالية المهر في
تفسير سورة الدهر ٨٧ تفسير آية سيجنبها الأتقى ٨٨ دستور العمل
لأعوان السلطان ٨٩ جواب انتقاض انتقاض انعكاس الخاصتين ٩٠
رسالة وعظية ألفها للسيد أصغر حسين ٩١ رسالة في المواعظ أهداها إلى
العالم السيد مهدي شاه ٩٢ رسالة في الوعظ حررها إجابة لملتمس السيد
رفيق علي ٩٣ سوانح كلكتة المبسوطة ٩٤ سوانح كلكتة المختصرة
(٤١٢)

٩٥ بنياد اعتقاد نظم هندي في أصول الدين ٩٦ اقبال خسروي نثر
هندي في الطهارة والصلاة ٩٧ مادة الابتهاج في تاريخ الاخراج ٩٨
الايقاف على سورة قاف ٩٩ الرق المنشور في سوانح زيدفور ١٠٠ المنابر
في المواعظ المتعلقة بشهر رمضان وغيره ١٠١ الشريعة الغراء كتاب
استدلالي شرع فيه سنة ١٢٨٤ وغير ذلك.
١٤٣١: العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث الخزاعي.
هكذا نسبه الطبري في تاريخه وكان جده محمد بن الأشعث من وزراء
الرشيد وأبوه جعفر من المقربين عنده وولاه خراسان والعباس أيضا كان
مقربا عنده وولاه خراسان ومر في ترجمة أبيه جعفر عن ابن الأثير، ان
الرشيد استعمل جعفرا على خراسان فلما قدمها سير ابنه العباس إلى كابل
فقاتل أهلها حتى افتتحها ثم افتتح سانهار وغنم ما كان بها ومر هناك أيضا
عن الطبري عند ذكر ولاة خراسان في أيام الرشيد انه عد فيهم العباس بن
جعفر المترجم ويدل كلام الطبري ان العباس هذا كان من أهل بغداد
وكانت داره فيها عند باب محول حيث قال في حوادث سنة ٢٠٠ فنزل
علي بن هشام دار العباس بن جعفر بن محمد الخزاعي على باب محول
اه‍ ويأتي في ترجمة جده محمد بن الأشعث ومر في ترجمة أبيه جعفر سبب
تشيعهم وان أول من تشيع منهم هو محمد بن الأشعث ثم ورث عنه التشيع
ذريته وأولاده.
وقال الطبري وابن الأثير في تاريخهما في سنة ١٧٥ عزل الرشيد عن
خراسان العباس بن جعفر وولاها خالد الغطريف بن عطاء وفي سنة ١٨٧
دخل القاسم بن الرشيد ارض الروم في شعبان فأناخ على قرة وحصرها
ووجه العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث فحصر حصن سنان حتى جهد
أهله فبعث إليه الروم ثلاثمائة وعشرين أسيرا من المسلمين على أن يرحل
عنهم فأجابهم إلى ذلك ورحل عنهم صلحا. ثم ذكرا عند ذكر ولاة
الأمصار أيام الرشيد من ولاة خراسان جعفر بن محمد بن الأشعث
والعباس بن جعفر.
١٤٣٢: أبو الفضل العباس بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب
ع.
ذكره الخطيب في تاريخ بغداد فقال هو من أهل مدينة رسول الله ص
قدم بغداد في أيام هارون الرشيد وأقام في صحابته وصحب المأمون بعده
وكان عالما شاعرا فصيحا، ويزعم أكثر العلوية انه أشعر ولد أبي طالب.
ثم روى بسنده عن أبي العباس العلوي الفضل بن محمد بن الفضل
قال: قال عمي العباس بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي
طالب ع: اعلم أن رأيك لا يتسع لكل شئ، ففرغه للمهم.
وان مالك لا يغني الناس كلهم، فخص به أهل الحق وان كرامتك لا تطيق
العامة، فتوخ بها أهل الفضل. وان ليلك ونهارك لا يستوعبان حاجتك
وان دأبت فيهما فأحسن قسمتهما بين عملك ودعتك من ذلك، فان ما
شغلك من رأيك في غير المهم ازراء بالمهم، وما صرفت من مالك في
الباطل فقدته حين تريده للحق، وما عمدت من كرامتك إلى أهل النقص
أضر بك في العجز عن أهل الفضل وما شغلت من ليلك ونهارك في غير
الحاجة أزرى بك في الحاجة.
ثم روى أنه كان العباس بن الحسن من رجال بني هاشم لسانا وبيانا
وشعرا.
وقال العباس بن الحسن يذكر إخاء أبي طالب لعبد الله أبي النبي ص
لأبيه وأمه من بين اخوته:
انا وان رسول الله يجمعنا * أب وأم وجد غير موصوم
جاءت بنا ربة من بين أسرته * غراء من نسل عمران بن مخزوم
حزنا بها دون من يسعى ليدركها * قرابة من حواها غير مسهوم
رزقا من الله أعطانا فضيلته * والناس من بين مرزوق ومحروم
وبسنده عن محمد بن إسماعيل. قال: دخل العباس بن الحسن
العلوي العباسي على المأمون فتكلم فأحسن، فقال له المأمون والله ما
علمتك الا تقول فتحسن، وتشهد فتزين، وتغيب فتؤمن.
وبسنده عن عبد الله بن مسلم.
قال: جاء العباس بن الحسن إلى باب المأمون، فنظر إليه الحاجب ثم
أطرق، فقال له: لو أذن لنا لدخلنا، ولو اعتذر إلينا لقبلنا، ولو صرفنا
لانصرفنا، فاما اللفتة بعد النظرة فلا أعرفها ثم أنشد:
وما عن رضا كان الحمار مطيتي ولكن من يمشي سيرضى بما ركب
وكان للعباس هذا اخوة علماء فضلاء هم: محمد وعبيد الله والفضل
وحمزة وكلهم بني الحسن بن عبد الله بن العباس.
١٤٣٣: الشيخ عباس ابن الشيخ حسن ابن الشيخ جعفر الكبير.
ولد سنة ١٢٥٣ وتوفي في ١٢ رجب سنة ١٣٢٣ في النجف ودفن
فيها بمقبرة آبائه وأرخ وفاته ولده الشيخ مرتضى بقوله: بجنان الخلد
مثواه الفقيه الوجيه اخذ عن الشيخ مرتضى الأنصاري وعن الميرزا
الشيرازي وعن ابن عمه الشيخ مهدي واقرأ وأفتى وألف.
صنف منهل الغمام في شرح شرائع الاسلام. شرح اللمعتين إلى
كتاب الصلاة. رسالة في الإمامة. رسالة في مباحث الألفاظ. الرد على
الأجوبة اللاهورية للآلوسي. شرح نجاة العباد. شرح منظومة بحر العلوم
الطباطبائي نظما. أرجوزة في الصيام والخمس والحج. نظم الأجرومية.
نبذة الغري في ترجمة الحسن الجعفري والده رسالة في التعادل والترجيح
من تقرير بحث أستاذه الميرزا الشيرازي. رأيناه في النجف وكان بهي
الطلعة بشوش الوجه سليم الصدر لطيف العشرة وتوفي بعد خروجنا من
النجف بخمس سنين وكان يظن من يراه انه أسن من ابن عمه الشيخ
عباس ابن الشيخ علي لأنه كان ابيض الرأس واللحية ليس فيهما شعرة
سوداء وعن عمه في لحيته قليل من الشيب فدخلا مرة إلى مجلس بعض امراء
العجم فتقدم ابن عمه عليه فتعجب الأمير من ذلك واسر إليه انه كيف
ترضى ان يتقدمك ابن عمك وأنت أسن منه فقال التواضع صفة محمودة.
ومر بالسماوة فأنشده قاضيها بيتي القاضي احمد المعروف بالأخفس
فشطرهما وهما مع التشطير:
المرتضى للمصطفى نفسه * وقل تعالوا فيه نص قوي
أما تراه في الهدى مثله * يهدي البرايا للصراط السوي
(٤١٣)

لكنه في حكمه تابع * يتبعه في كل حكم روي
مستوجب للنصب من بعده * لأنه توكيده المعنوي
خلف ولده الشيخ مرتضى، قام مقام أبيه في جميع حالاته ومعانيه.
١٤٣٤: الشيخ عباس الأعسم بن عبد السادة النجفي الحيري.
ولد في النجف عام ١٢٥٣. هاجر منها إلى الحيرة حوالي سنة ١٢٩٠
ولما كانت سنة ١٢٩٨ بلغه وهو في الحيرة خبر وفاة طفلين له بالنجف أصيبا
بالطاعون الذي عم العراق تلك السنة فقال يرثيهما من قصيدة:
وهاتفه ناحت ولم تصدع النوى * حشاها وفرخاها بحيث تراهما
فما لي لا أعطي النياحة حقها * وفرخاي عن عيني غابا كلاهما
وعاد إلى وطنه النجف سنة ١٣٠٧.
وبقي فيها إلى أن توفي في شهر ذي القعدة من سنة ١٣٢٣ وعمره
ستون سنة.
والأعسم أصله النسبة إلى عشية من زبيد الحجاز يقال لهم
العسمان، وقد نبغ عدد كبير من رجال هذه الأسرة في العلم والأدب
وصناعة القريض.
نشأ المترجم صغيرا يمتهن مع أبيه إحدى المهن الحرة ثم انقطع عن
أبيه بدوافع الفطرة إلى درس النحو والصرف والمعاني والبيان وما إلى ذلك
من آداب اللغة العربية وطفق يحضر فقها وأصولا على المشاهير من أساتذة
علماء ذلك العصر وكانت له قريحة وقادة وبديهة سريعة في النظم فانعطف
عليه في أواسط حياته وانحاز عن تلك الحوزات العلمية إلى الأندية الشعرية
والأوساط الأدبية وما أكثرها يومئذ في النجف. ثم حدا به ميله للبساطة
وجه للعزلة إلى الاتصال بالسادة آل زوين فجعل يقضي أكثر أوقاته عندهم
في الحيرة الجعارة وكانت دار ضيافتهم يومئذ منتدى لكثير من أدباء
النجف وشعرائه.
ولما شقت خزاعة وأحلافها عصا الطاعة على الحكومة العثمانية زحف
عليها متصرف الحلة أمير اللواء شبلي باشا بجيوش جرارة ونفاهم عن
قضاء الشامية ثم نفى السادة آل زوين والشيخ عباس معهم من حدود أبي
صخير والجعارة لأنهم أصهار خزاعة ومن ذوي العلائق الأكيدة معهم
فأصبح الشيخ عباس بعد الهجرة أعرابيا يقاسي مع السادة مرارة النفي
ويعاني ألم التشريد والاضطهاد مدة من الزمن يرتدي في رأسه الكوفية البيضاء
والعقال العربي المعروف إلى أن مات شبلي باشا في الحلة سنة ١٢٩٨ فرجع
مع السادة إلى الحيرة.
ولم تنقطع خلال هذه المدة صلته الأدبية مع أحبابه وذويه وذوي قرباه
في النجف فطالما كان يطارحهم ويطارحونه برسائل الاشتياق وشكوى البعد
والفراق.
شعره
رأينا له في النجف ديوان شعر مجموع بخطه فمن قوله وقد مر بدير
هند:
دير هند سقاك أوطف غيث * لم يزل برقة بقبض وبسط
قد شممنا من ترب أرضك طيبا * عبقا من مجر برد ومرط
طالما كنت للظباء كناسا * ولبيض الحسان أنفس سمط
فمن الحق ان يحييك دمع * دائما لا وفاء قسط بقسط
ان حق الهوى على كل صب * أن يبكي دموعه كل خط
فلقد كان للهوى فيك ناد * فيه أهل الهوى تنال وتعطي
فلكم أوثقت به من عهود * لحقوق الهوى بحل وربط
ولكم فيك أرسلت لاحظات * وبألحاظها تصيب وتخطي
يا رعى الله سالفات ليال * بك مرت تزهو بخد وقرط
وقوله:
سحائب جفن لا يجف مطيرها * ولوعة قلب لا يخف زفيرها
وفي ذات خلخال إذا رن هاج لي * لواعج أشجان ذكي سعيرها
فكم كسرت قلبا بكسر جفونها * واقتل أجفان الظباء كسيرها
فيا صاحبي نجواي بالله عارضا * حمولتها من حيث فاح عبيرها
بما بيننا من حرمة الود خبرا * أسيرة حجيلها باني أسيرها
وقوله في الحسين ع:
إليك ابن طه لا إلى غيرك انتحت * ركائب قصدي والرجاء يسوقها
اتتك تؤم البيد تستعجل السرى * وما عاقها عن قصدها ما يعوقها
عليك لها حق الضيافة والقرى * وأي ضيوف لا توفي حقوقها
وقوله وهو في بغداد سنة ١٢٩٥
خليلي لولا الحب ما خف محملي * إلى الكرخ أطوي البيد سهبا على سهب
ولا غص بي من مشرق الشمس وسعه * إلى أن ترامى بي إلى شقة الغرب
أهاجت على قلبي الصبابة غلمة * ترتل آيات الغرام على قلبي
وأعينهم في المرسلات من البكا * وأكبادهم في النازعات من الحب
وقد أطبقت أفواههم دهشة النوى * وأضناهم توديع قافلة الركب
فبلوا أديم الأرض حيث تهاملت * لهم أعين مخضلة الجفن والهدب
فها انا ذا لا استلذ مطاعمي * وان هي طابت لا ولا ساع لي شربي
وله أيضا:
نهنها من سراكما واستريحا * قد شممنا من السماوة ريحا
هي دار وحبذا تلك دارا * تنبت الرند أرضها والشيحا
واحبسا عندها المطايا قليلا * وقفا عندها وقوفا شحيحا
طالما قد تصفح الطرف فيها * ناظرا أدعجا ووجها صبيحا
ورشفنا بها سلافة خمر * من ثنايا يرسلن برقا لموحا
ولثمنا بها ورود خدود * وغبوقا نلنا بها وصبوحا
وبها الغيد سامرتنا بناد * صافح الروض فيه غيثا دلوحا
هل سبيل لسلسبيل ثناياك * لتشفي به الفؤاد القريحا
ما منحت الهوى لغيرك إلا * خطرات أقولها تلميحا
وإذا رمت ان أحط غرامي * عنك يأبى الا إليك طموحا
قد مرت أدمعي حمامة أيك * تملأ السمع رنة وصدوحا
وتذكرت عهد انس تقضى * بك من قبل ان أراك نزيحا
وجرى ما جرى فان شئت فاسمع * من وثيق الهوى حديثا صحيحا
كل يوم أموت فيك وأحيا * وعذابي هذا إلى أن تلوحا
(٤١٤)

كل وجه تراه عيني قبيحا * لا ترى بعدك المليح مليحا
فإلى كم أبيت منك بنوح * تستحي الورق بعده ان تنوحا
وإلى كم أهيم في موحش الدو * وأطوي به مهامه فيحا
فوعينيك حلفة ويميني * بمراض الجفون كان صحيحا
يتدانى إليك في الحب قلبي * كلما زدت جفوة ونزوحا
وقوله:
أمستودعي سري بليلة منعج * سلتني المعاني ان سلوت هواكما
نشدتكما بالله ان تتحرشا * بنجد ولو أن العدو وراكما
وقولا لها أو للتي هي موضع * لنجوى هواها ما أطال جفاكما
ألم تعلما ان الذي قد سلبتما * حشاه به أودى نحولا ونواكما
وما استعذب الماء النقاح وأنتما * بحيث تمنت عينه ان تراكما
ويا منيتي استحفظا الرد منهما * ليملي على سمعي الحديث كلاكما
وله:
وذي هيف منه ابتسامة * وللبدر منه ضوءه وتمامه
لعوب بالباب الرجال وانما * أضر بقلبي دله واحتكامه
وله:
يا رعى الله ليلية قد تقضت * لي ما بين عالج والغميم
قصر الجفن في دجاها من الغمض * وطالت رعايتي للنجوم
واستفزت صبابتي نغمة الورق * وهاج الجوى خفوق النسيم
واستثارت لواعج الشوق ذكرى * رشا مائل القوام رخيم
فاستذلت مصاعب الدمع حتى * أخجلت واكف الغمام العميم
حيث بتنا والروض مبتسم الثغر * ابتهاجا على بكاء الغيوم
طرقتنا نشوانة الطرف فيه * وهي تعطو بجيد ظبي الصريم
نادمتنا حتى إذا استيقظ الصبح * ومال الدجى إلى التهويم
فامتطت غارب النوى ورهين * الشوق منها بمثل حال السليم
يتشكى ما لا تنوء به الشم * الرواسي من غاشيات الهموم
وله:
وغيداء يشكو الضعف مرهف خصرها * كما يتشكى طرفها من سقامه
ويا رب ليل بالغوير تواصلت * عرى الأنس فيه تحت ليل ظلامه
ينادمنا فيه غضيض نواظر * من العرب يثنيه الحيا عن كلامه
ونحن بربع طرزت أنمل الحيا * ثراه بأزهار زهت في آكامه
يرنح معتل النسيم غصونه * فتثنى ويشجينا بكاء حمامه
وله:
تدرع دلص الليل * على أجرد سرحوب
بليل مقتم الجو * طويل الذيل غربيب
وشق سورة الحرب * بفتيان مناجيب
وضرب يقحف الهام * وطعن غير تذبيب
يضيع همة الليث * لدى قرع الأنابيب
لقد أوعدني السيف * بوعد غير مكذوب
بما تقترح العزة * من قود المصاعيب
وله:
بقلبي عقدة لك لا تحل * وفي الأحشاء من جفنيك نصل
وزاحمني العذول عليك جهلا * وأي مولع يثنيه عذل
ولكم لي من رضابك طاب ورد * به قد ساع لي نهل وعل
وربع الأنس مبتسم الروابي * وطرف السحب أدمعه تهل
قد استوثقت منك عرى عهود * ظننت بأنها لا تضمحل
فشق على العواذل ان ترانا * ونحن بحيث مر العيش يحلو
فجرد جائر الأيام سيفا * تبدد فيه للأفراح شمل
وله:
أقول لسعد والحمائم هتف * وأيدي المطايا بالأحبة تعنف
عداك الحجى ان كنت تعذل ذا هوى * مدامعه من ذائب القلب تنطف
أحن إذا حنت بذي الأثل ناقتي * وأهفو إذا ما الورق في الأيك تهتف
اجل لي في وادي الغريين أغيد * هضيم الحشاساجي اللواحظ أهيف
غزال ولكن يخجل البدر طلعة * وغصن ولكنه يحنو ويعطف
وله:
نشر الربيع الطلق قد تنفسا * ومن برود نسجه البر اكتسى
بمربع بالخيف ما مشت به * ريح الصبا الا وطابت نفسا و
من ملث الغيث ورد أهله * وذاك ماء برده يطفي الأسى
وبين أجرعيه من قيس مها * تخشن قلبا وتلين ملمسا
ترشفني على ظما سلسالة * من الحميا لقبوها اللعسا
ان نظرت ترمي الحشا بأسهم * جفونها عن حاجب تقوسا
فارقتها وفي الحشي نار جوى * منها استعارت الجحيم قبسا
وله مهنئا بزفاف ومعرضا بتهنئة أولاد صاحب الجواهر:
وعفراء ود الظبي يحكي التفاتها * وانى يحاكي الظبي لفته جيدها
لعينيك تبدو الشمس من ضوء خدها * كما أنه يبدو الدجى من جعودها
المت بنا والليل مرضى نجومه * كأجفان عينيها وقلب عميدها
فطارحتها عتبا رقيقا كأدمعي * غداة افترقنا اوجمان عقودها
وذكرتها ما كان منها فأطرقت * على خجل من هجرها وصدودها
وقامت كمثل الغصن رنحه الصبا * تطوف بمثل النار عند وقودها
فبتنا ولم نشرب معتقة الطلا * نشاوى حميا ثغرها وخدودها
ونحن بحيث السحب ينهل دمعها * على روضة يفتر ثغر ورودها
إذا ما بدا البرق اللموع بذي الغضا * ذكرت بذاك الشعب ماضي عهودها
وبلت جفوني مطرفي بمدامع * تصان على غير الهوى بجمودها
ولكن اعادتها على النفس ليلة * بدا مشرقا في الأفق نجم سعودها
تزف بها من عصبة مضرية * مهاة كان الريم يعطو بجيدها
لأكرم مولى ينتمي لأكارم * غطارفة شم المعاطس صيدها
لقد شيدوا للمجد أبيات سؤدد * يطاول سامي النجم سامي عمودها
وهم قلدوا الدين الحنيف جواهرا * يفوق نظام الدر نظم عقودها
وقد ورثوا عن خير جد ووالد * مناقب لا أستطيع حصر عديدها
إذا فخروا يوما ترى المجد والعلى * لهم والأيادي البيض بعض شهودها
وله:
نقضتم عهودا قد استوثقت * عراها بعقد وفاء الذمم
(٤١٥)

أقول ويا لهفة النادمين * وهل ينفع النادمين ندم
حلبنا لكم لبنا صافيا * وأنتم حلبتم مشوبا بدم
وله:
سددت منافذ الريح الخفوق * بجيش غير منقطع اللحوق
تضاحك في جوانبه سيوف * على صفحاتها لمع البروق
تقل إلى الوغى آساد حرب * تنوء بهم إلى طلب الحقوق
وقفت بهم بمعترك المنايا * وقوف الشائقين على المشوق
واطلقت القنا العسال طعنا * تعبس منه ذو الوجه الطليق
وأوردت الظبا الهامات ضربا * به بعد الشقيق عن الشقيق
وأجريت السدير دما عبيطا * جرى من ضفتيه إلى الخروق
وله:
عبثت بالرياض أيدي النسائم * وتغنت على الغصون الحمائم
وجفون الغمام تنطف حتى * ضحك الروض من بكاء الغمائم
وعلينا الأكواب تهوي كما * تنقض من أفقها النجوم الرواجم
من يدي أهيف القوام مفدي * ثمل المقلتين حلو المباسم
مخطف الكشح مدمج الردف إلى * اتلع الجيد من جاذر جاسم
جال ماء الشباب في وجنتيه * فعلى ورده القلوب حوائم
قد أحاطت به مخافة زور * حرس دونها الليوث الضراغم
ركزت عندها قنا الخط لدنا * تتلوى كما تلوي الأراقم
ولكم خضت لجة الليل تهوي * بي له الضمر الهجان الرواسم
ثم حيا تحية مثلما انفضت * عقود الجمان من كف ناظم
قائلا مرحبا وأهلا وسهلا * بالذي لم يزل به القلب هائم
فبعثنا ما بيننا رسل التقبيل * شوقا إلى الخدود النواعم
وانتشينا من خمرة الحب حتى * أيقظ الصبح كل من هو نائم
فارعوى كلبه وقال تيقظ * ما ترى الصبح في الأفق صارم
وتذكر أن بنت عني عهودا * بيننا فالمحب يرعى الذمائم
وله في واقعة بين عشيرتين:
هجن للحرب ما ضعات الشكائم * بين آذانها القني اللهاذم
قادها من خزاعة أحوذي * غير رث السلاح عند الملاحم
أريحي يهتز شوقا إلى الحرب * كلما هزت الغصون النسائم
وعليها من أسد كهلان شوس * يوردون القنا نجيع الغلاصم
والفتى منهم ترى تحت برديه * عفرني وبين جنبيه حاتم
وهو في السلم مثلما هو في الهيجا * ء طلق اليدين طلق المباسم
ولكم غادروا العذارى أيامي * معولات تنوح نوح الحمائم
ولبسن السواد حزنا وحلقن * عقاصا كأنهن الأراقم
سافحات عيونهن دموعا * عاقدات لنوحهن مآتم
مثل يوم به تنقب وجه الشمس * من عثير الوغى المتراكم
يوم وافى فرعون فيه بجيش * فيه سمر القنا وبيض الصوارم
فاستشاطت غيضا خزاعة حتى * وثبت وثبة الليوث الضراغم
ولقد خاضت الوغى وهي بحر * بظبا الهند موجه متلاطم
معشر زوجت سيوفهم الأرواح * بالموت والنثار الجماجم
وسقوا عاطش الثرى من دما القوم * كما أشبعوا النسور القشاعم
والذي قد نجا من القتل ألقى * فرقا بالسلاح فهو مسالم
ثم جاسوا خلال تلك الثنايا * بعد قطع لكل دابر ظالم
وله في الإمام موسى الكاظم ع من أبيات:
وليس لما بي غير موسى بن جعفر * فذاك الذي لا يستضام مجاورة
كفاه فصيح الذكر عن كل مدحة * فأوله يثني عليه وآخره
وله في السماور:
أهوى السماور إذ فيه صفات شبح * يطوي على جذوات الشوق أضلعه
ضميره كضمير الصب متقد * وقد حكى بانسياب الماء أدمعه
وربما ان من نار يكابدها * أنين ذي شغف يشكو توجعه
وله:
على الهضبات الحمر تنطف أجفاني * وفي الذكوات البيض تنزل أشجاني
وقفت بها أمتاح عيني أدمعا * على ما مضى من أريحيات أزماني
مضى حيث لا انسي يكدر صفوه * تشتت أحباب وفرقة اخوان
فآونة نسترشف الخمر من لمى * شنيب وأخرى من كؤوس وقعبان
ظمئت إلى ذاك اللمي العذب ذوقه * وكم بت منه ناهلا غير ظمآن
تطوف به من عامر عربية * بألحاظ غزلان وأعطاف أغصان
بها أرقلت بدن النوى وتشاحطت * ففي الكرخ مثواها وفي الجزع أوطاني
فيا طرف نهنه غير نافعك البكا * إذا ما تلهى من تحب بسلوان
ولما علت نار المشيب بمفرقي * تمغط عن قربي وأنكر عرفاني
وله:
وما انا ممن يثلم الجبن عزمه * إذا اقترعت بيض الظبا بالجماجم
ولولا الهوى لم يمتط الذي غاربي * ولا قبضت كف الهوان شكائمي
لقد ذل من يهوى الحسان وان يكن * بعيد مناط الهم سامي العزائم
وما كنت قبل الحب اثني لغامز * قناتي ولا ألوي بجيدي للائم
إلى أن لوت كفي مخطفة الحشي * منعمة الأطراف ريا المعاصم
أسيرة خدر أشرعت لحفاظه * أساود من هندية ولهاذم
ومذ علقت باليأس كف مطامعي * بقيت أناجي ساجعات الحمائم
يحنة مبري الأضالع مولع * وعبرة منهل المدامع هائم
وله:
وكم مرة خضت الظلام إليكم * على ظهر موار الملاطين أجرد
وما راعني حيث اشتملت ببردها * لقي مشبل دامي الأظافر ملبد
عوى إذ رأى مني بسالة ضيغم * وصولة موتور وهيبة سيد
فأسفرت عن سيف كان وميضه * تبسم مصقول الشبيبة أغيد
وما ارتد الا وهو شفع بحالة * يخيل للرائين هيكل مفرد
وله:
وفتاة كلما صوبت في * وجنتيها ناظري آلمها
من لئالي أدمعي قد لقطت * درها بل نظمت مبسمها
كلما استرشفتها عادية * من حميا أرشفتني فمها
ولقد شعشعها الساقي بما * رق صفوا وبه أضرمها
وبعينيه حكى أفعالها * وبخديه لنا ترجمها
وله:
أروح بنفس جمة زماتها * وليس إلى غير المعالي التفاتها
أرى الباس لم يثلم حدود شفارها * فلا برحت مشحوذة شفراتها
وأغدو بفتيان كان وجوههم * واعراضهم من بيضهم صفحاتها
(٤١٦)

يجرون أرسان الوشيج إلى الوغى * إذا ما استفزتهم إليها دعاتها
على أريحيات المذاكي تعودت * لقاء العدى منشورة وفراتها
وما أربى غير العلى من مآرب * وعما قليل تستلين قناتها
وله:
أرى الحر معتصما بالآباء * إذا انبت دون الصعود السبب
وما الحر من جنحت نفسه * إلى السلم خوف ورود العطب
فثب عجلا لتنال العلى * فما الليث ليث إذا لم يثب
وتحت ظلال الرماح المقيل * إذا ما استحرت صروف النوب
وما المجد إلا بسمر الرماح * وبيض الصفاح وقرع اليلب
وليس على غير ملس المتون * شداد المغارة نجح الطلب
وله:
قلبت لهذا الزمان المجن * وحايدت عنه مناط الرسن
وأوحشت فيه كأني به * غريب الديار بعيد الوطن
فيا موت زرني إذا كان في * حياتي الهوان وهيهات ان
سأصبح لا عزمتي تنثني * ولا اتقي سطوات الزمن
وان لم أنل إربي في العراق * فاقرب شئ علي اليمن
وله:
طرقت وكان طريقها سنة الكرى * في ناظري من الفريق فتاته
في هجع من بعد ما وصلوا الكرى * في مثله وتقطعت فتراته
ساموا مواصلة السرى وتهافتوا * فوق الثرى فكأنهم أمواته
وله:
وان تنكرا يا صاحبي تغيري * فإنكما لم تعرفا دائي الخافي
ومن بينات الشوق مج نواظري * كراها وترنيقي وتغيير أوصافي
كان غرامي في هواهم جناية * ورب هوى أغرى على جفوة الجافي
وله:
تنفس منه المسك طيبا وانما * له خلق من بعض نفحته المسك
علقت به حتى استباحت حشاشتي * له مقلة تشكو من السقم ما أشكو
وله في قاض:
ويا رب قاض جائر في قضائه * كان له مال الخلائق موروث
لقد صرخت من جور احكامه الدنا * كما قد شكت لله منه المواريث
وله:
باهلي وبي سر كهلان أغيد * بقلبي من خديه جذوة مقباس
هو البدر في أوصافه وكماله * سوى انه دان إلى أعين الناس
وله:
ألفت هواه حين شب ولم أزل * أحن إلى اللقيا كفاقدة ألفا
وهيهات من غريدة الأيك لوعتي * ولو صدقت في النوح ما خضبت كفا
١٤٣٥: الشيخ عباس ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر الكبير.
توفي فجأة في الهندية أول ليلة الاثنين ٢ ربيع الأول سنة ١٣١٥ ونقل
إلى النجف وشيع تشييعا عظيما.
سمع أولا من الشيخ مرتضى الأنصاري ومن أخيه الشيخ مهدي
ومن الشيخ راضي ابن الشيخ مهدي وقرأ أكثر السطوح على الميرزا
الشيرازي ثم أخذ بعد ذلك عن الشيخ محمد حسين الكاظمي والميرزا
حبيب الله الرشتي وكانا ينوهان به ويثنيان عليه كثيرا خصوصا الأول ارجع
إليه في القضاء وبالجملة كان وجيها نافذ القول عند العلماء والولاة أديبا
فصيح العبارة مليح الإشارة رأس في النجف واقرأ به. صنف ١ موارد
الأيام في شرح شرائع الاسلام خرج منه كتاب الغصب واللقطة واحياء
الموات والنكاح وأكثر الصوم وشطر من المواريث ويسير من الطهارة توفي ولم
يتمه ٢ رسالة في الشروط ٣ رسالة في الأصول ٤ رسالة عملية وغير
ذلك من الرسائل. ولما توفي رثاه شعراء عصره كالسيد جعفر الحلي والشيخ
جواد الشبيبي والهندي والشيخ عبد الحسين صادق وغيرهم بمراث مشهورة
في دواوينهم وله شعر ومراسلات ومطارحات مع أعيان معاصريه من ذلك ما
كتبه إلى السيد احمد الراوي قاضي الكوت:
يقولون قاضي الكوت أصبح راويا * ولا خير في قاض إذا لم يكن راوي
ولكنني صاد إلى نيل فضله * وناهيك من صاد إلى ما جد راوي
أبو الفضل يروي الفضل عنك مسلسلا * وعهدة هذا النقل في ذمة الراوي
فكتب الراوي إليه:
إذا ما روى الراوي حديث علومكم * أبا الفضل صدقه فقد عنعن الراوي
لأنكم سر الوجود وانكم * مشارع علم عنكم يصدر الراوي
وله مراسلا بعض أصحابه:
يا راكبا يطوي الفلاة مسرعا * عجلان في دار الظلام أدرعا
ممتطيا وجناء تشتاق السرى * أنحلها طي الفيافي وبرى
ان شمت ومضى البرق من وادي النجف * وأشرقت للعين هاتيك الغرف
فقف وقم مقبلا وجه الثرى * بين يدي مولاي حجة الورى
يهدي لكم رب السقام والضنى * تحية تزهو سناء وسنا
رشيقة الألفاظ والمعاني * تزري بنظم الدر والمرجان
الطف معنى من معاطف الرشا * فلو رآها راهب الدير انتشى
رأيناه في النجف وحضرنا جنازته.
١٤٣٦: الشيخ عباس البلاغي ابن الشيخ عبد الله بن عباس الربعي من ربيعة
العاملي.
كان شاعرا أديبا مجيدا فطنا ذكيا حاضر الجواب لطيف النادرة مكفوف
البصر منور البصيرة تعاطى صنعة الشعر فأكثر ومدح الامراء والحكام
والكبراء وأجازوه. رأيناه وعاصرناه وتوفي ولم يبلغ الخمسين ومن نوادره ان
وجيها لقيه وقد حمل لحما ومعه عظام كثيرة فقال له يا شيخ عباس هل
الكلاب في ضيافتك الليلة فقال نعم أوما جاءتك ورقة الدعوة وقضاياه
ونوادره كثيرة. ومن شعره قوله من قصيدة يرثي بها عمنا السيد محمد
الأمين وعلق بذهني منها هذا البيت:
شبل العفرني لا يكون نعامة * ومن النعامة ما تولد عثلم
وقوله من أبيات اعتذر فيها إلى الشيخ موسى شرارة عن إبطائه في
زيارته:
فيا موسى إذا لم تعف عني * فقم واضرب بفضل عصاك هامي
(٤١٧)

وقوله في العشارين:
طغت سفهاء عامل في البلاد * وفيها أظهروا كل الفساد
لقد ظلموا العباد ولم يخافوا * من الرحمان في ظلم العباد
إذا العشار وافى نحو قوم * تراهم هائمين بكل وادي
وعاملة بها عاثوا فسادا * كأنهم بقايا قوم عاد
كأنهم بأموال البرايا * رياح عاصفات في رماد
من التقدير أهل الملك أضحت * تحيي بالسلام على الجراد
وإن بكا الأرامل واليتامى * له لأن الأصم من الجماد
فكم نادت بذل واستجارت * ولكن لا حياة لمن تنادي
وقال مخاطبا السيد أبو الحسن الأمين:
أيا بدر تكامن في الدياجي * ويا باب السخاء لكل راج
اتيت إليك من بلد بعيد * فقم واذبح لنا طير الدجاج
فقم واذبح لنا طيرا سمينا * إذا ما فاتنا ذبح النعاج
وإن تبخل أبا حسن علينا * نشحر رأسكم في قاع صاج
١٤٣٧: العباس بن عبد المطلب عم النبي ص.
أنشد العباس في النبي ص:
من قبلها طبت في الظلال وفي * مستودع حيث يخصف الورق
ثم هبطت البلاد لا بشر * أنت ولا مضغة ولا علق
بل نطفة تركب السفير وقد * ألجم نسرا وأهله الغرق
تنقل من صالب إلى رحم * إذا امضى عالم بذا طبق
حتى احتوى بيتك المهيمن من * خندف علياء تحتها النطق
وأنت لما ولدت أشرقت الأرض * وضاقت بنورك الأفق
فنحن في ذلك الضياء وفي النور * وسبل الرشاد نخترق
فقال رسول الله ص لا يفضض الله فاك.
وأورد له صاحب المقنع في الإمامة وهو عبيد الله بن عبد الله
السدابادي قوله يوم السقيفة:
عجبت لقوم أمروا غير هاشم * على هاشم رهط النبي محمد
وليسوا بأكفاء لهم في عظيمة * ولا نظراء في فعال وسؤدد
١٤٣٨: الشيخ عباس الزيوري ابن الشيخ ابن إبراهيم.
توفي في طهران سنة ١٣١٥.
كان أديبا شاعرا ذا بديهة في نظم التاريخ سريعة يقتضبه اقتضابا كأنه
كان معدا عنده له تخميس العلويات السبع والهاشميات السبع والهمزية
النبوية وغيرها رأيتها بتصحيحه.
سافر إلى اليمن ثم إلى مكة ثم عاد إلى بغداد ثم سافر إلى طهران
وتوفي فيها ومن شعره مخمسا الأبيات المشهورة في العذار:
ظعنوا وما التفتوا إلى معمودهم * والآسس زانته رياض قدودهم
فهتفت أدعو عند نقض عهودهم * ومعذرين كان نبت خدودهم
أقلام در تستمد خلوقا
ماضر في شرع الهوى لو أنجزوا * معيادهم وعن الوشاة تحرزوا
لله ما صنعوا وما ذا جوزوا * قرنوا البنفسج بالشقيق وطرزوا
تحت الزبرجد لؤلؤا وعقيقا
معنى الجمال اشتق من معناهم * وأقام ركب الحسن في مغناهم
تالله حتى الحشر لا أنساهم * فهم الذين إذا الخلي رآهم
وجد الهوى بهم إليه طريقا
وله:
كنت في فرحة وحظي سام * بين قومي وبين أهل ولائي
فسرت نقطة من الحظ حتى * قارنت أختها التي في الفاء
أبدلت فرحتي بقرحة قلبي * ثم حطت حظي عن العلياء
وله:
لي حبيب بيديه لؤلؤ * وعلى خديه نار موصده
فبقلبي مثلما في خده * وبخدي مثلما اعطى يده
١٤٣٩: السيد عباس ابن السيد محمد ابن السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة
العاملي النجفي.
كان عالما فاضلا أديبا شاعرا ذكيا فطنا أبي النفس عالي الهمة مشهورا
بالفضل والأدب والنبل معروفا بذلك بين فضلاء عصره وأدبائه.
سافر إلى الهند مغاضبا لأخويه الجليلين الحسن والحسين لأنه أراد
التزوج بإحدى العقائل في النجف الأشرف ولم يكن من رأيهما ذلك فسافر
إلى الهند بدون أن يعلم به أحد وترك المراسلة وغمت أخباره ورآه بعض
المسافرين إلى الهند فلم يمكنه من مواجهته واختفى عن نظره ثم انقطعت
اخباره وكانت له صداقة أكيدة مع الحاج محمد حسن كبة البغدادي والسيد
محمد سعيد الحبوبي النجفي الشهيرين وبينهم مراسلات ومحاضرات شعرية
كثيرة فمن شعره ما أرسله من جصان إلى بغداد مهنئا صديقه الحاج محمد
حسن كبة بزفافه ومهنئا أخاه الحاج مصطفى كبة وهو قوله من قصيدة
طويلة:
وأغيد يخطر في دور الطلا * هز الرديني بأسنى مطرف
مغنج ما لاح إلا ساق لي * من جفنه النشوة قبل القرقف
لولا انكسار منك يا أجفانه * الوسني لما جردت غير مرهف
فيا عيون اللهو بالراح الطفي * ويا خياشيم الأباريق ارعفي
قم واسقينها امتزجت أكوابها * بالبرق منك فهو أحلى مرشف
وأنت يا زوراء قد راق الهنا * في ضفتيك بهجة تزخرفي
فقد رأيت للشريف ان يرى * أخا الشريف وأبا للشرف
من عقد الله له مآزر * الفخار من قبل انعقاد النطف
خلفك يا أحساب من فاضله * قد قعدت بك الجدود فقفي
هم شرعوا المجد بأزمان بها * أكرومة لغيرهم لم تعرف
وأوضحوا النهج لأبنائهم * فهي لهم بالمكرمات تقتفي
واتبعوا بتالد طريفه * فهم كرام خلفا عن سلف
وأرخصوا ما هو غال فغدا * لديهم العسجد مثل الخزف
أي ويمين الخير كف المصطفى * فهي بغير الخير لما تكف
لو شح نوء القطر في روائه * لأخلفته بالقطار الموطف

(١) الطليعة.
(٤١٨)

يا مسعفي هن سمي المصطفى * هن سمي المصطفى يا مسعفي
بمن به العلياء قرت عينها * لا برح الدهر بعيش الترف
وأرسل إليه السيد محمد سعيد الحبوبي كتابا وقصيدة بعد أن كان الحاج
محمد حسن كبة قد كتب إليه فلما وصل الكتاب والقصيدة إلى السيد عباس
قال مقرضا لها ومتعرضا لمدح الحاج محمد حسن:
هذا نظامك يا فرد الكمال اتى * كالروض جرت عليه ذبلها الديم
جزل المعاني رقيق اللفظ موجزه * يروق مبتدأ منه ومختتم
قد ضمن الزهر الا انه كلم * والأنجم الزهر إلا أنه حكم
منظم لدراريه ابن بجدته * طرف له السبق لا زلت له قدم
وذاك منثورك الزاهي فرائده * يبثها منك فكر ثاقب وفم
عبد الحميد بن يحيى في بلاغته * وابن العميد إذا قيسا به عدم
نظم هو اللؤلؤ المكنون زان به * نحر العلى مفرد في مجده علم
ذاك الفتى الحسن الميمون طائره * بوجهه تنجلي الغماء والظلم
فلا يزال سعيد الجد في دعة * ما هز عطفيه في يوم الندى الكرم
١٤٤٠: الشيخ عباس بن ملا علي النجفي.
ولد سنة ١٢٤٤ ببغداد وتوفي في أواسط رمضان سنة ١٢٧٦ بالنجف
ودفن في الصحن الشريف تجاه باب الرواق الكبير. كان أبوه من الزهاد
المتفقهين والمتهجدين يحيى الليل بالعبادة هاجر سنة ١٢٤٥ من بغداد إلى
النجف وولده العباس رضيع فنشأ في النجف مشغولا بتحصيل العلم
والأدب.
وتخرج على الأكثر بالسيد حسين الطباطبائي واختص به وله فيه
مدائح كثيرة ثم رجع فأقام قليلا في بغداد ولقي كثيرا من أدبائها وشعرائها
مثل عبد الباقي العمري وعبد الغفار الأخرس والشيخ جابر الكاظمي
وغيرهم من أدباء آل الآلوسي وآل جميل وجرت بينه وبين كثير منهم
مراسلات ومحاضرات. وقال في الطليعة كان فاضلا أديبا جميل الشكل
حسن الصوت لطيف المعاشرة وقاد الفهم حاد الذهن وسيما ذا عارضة
شديدة وهمة عالية مشاركا في العلوم على صغره وفيه يقول عبد الباقي
العمري:
تسامى على الاقران فهو أجلهم وأكبرهم عقلا وأصغرهم سنا
وله ديوان شعر ينوف على ثلاثة آلاف بيت رتبه بعض الأدباء على
الحروف وليته يطبع وينشر ولا يبقى كنزا مخفيا يكون نصيبه أخيرا الضياع.
كان شاعرا مجيدا ابتلي بحب فتاة من أهل بيت جليل في النجف يعد
من اجل بيوتها علما وشرفا ونسبا ولذلك لم يستطع التزوج بها حتى أضناه
الحب وكاد يتلفه الغرام وكانت هي أيضا تهواه ويقال انها كانت ابنة أحد
أساتيذه ومن مشهور غزله فيها الذي يتغنى به قوله:
عديني وامطلي وعدي عديني * وديني بالصبابة فهي ديني
ومني قبل بينك بالأماني * فان منيتي في أن تبيني
سلي شهب الكواكب عن سهادي * وعن عد الكواكب فاسأليني
صلي دنفا بحبك أوقفته * نواك على شفا جرف المنون
اما وهوى ملكت به فؤادي * وليس وراء ذلك من يمين
لأنت أعز من نفسي عليها * ولست أرى لنفسي من قرين
اما لنواكم أمد فيقضي * إذا لم تقض عندكم ديوني
وكنت أظن أن لكم وفاء * لقد خابت لعمر أبي ظنوني
هبوني ان لي ذنبا وما لي * سوى كلفي بكم ذنبا هبوني
ألست بكم أكابد كل هول * واحمل في هواكم كل هون
أصون هواكم والدمع يهمي * دما فيبوح بالسر المصون
وتعذلني العواذل إذ تراني * أكفكف عارض الدمع الهتون
أعاذلتي دعي عذلي وذوقي * بهم ما ذقته ثم اعذليني
يمينا لا سلوتهم يمينا * وشلت ان سلوتهم يميني
جفوني بعد وصلهم وبانوا * فسحي الدمع ويحك يا جفوني
لقد ظعنوا بقلبي يوم ساروا * فها هو بين هاتيك الظعون
فمن لمتيم اصمت حشاه * سهام حواجب وعيون عين
إذا ما عن ذكركم عليه * يكاد يغص بالماء المعين
رهين في يد الأشواق عان * فيا لله للعاني الرهين
إذا ما الليل جن بكيت شجوا * وطارحت الحمائم في الغصون
ولو أبقت لي الزفرات صوتا * لأسكت السواجع بالحنين
بنفسي من وفيت لها وخانت * وهيهات الوفي من الخئون
أضن على النسيم يهب وهنا * برياها وما انا بالضنين
فان أك دونها شرفا فاني * لا حسب هامة العيوق دوني
ومن مثلي بيوم وغى وجود * وأي فتى له حسبي وديني
ومن ذا في المكارم لي يداني * وهل لي في المكارم من قرين
وكم لي من مآثر كالدراري * وكم فضل خصصت به مبين
فمن عزم غداة الروع ماض * كحد السيف تحمله يميني
وحلم لا توازيه الرواسي * إذا ما خف ذو الحلم الرزين
وبأس عند معترك المنايا * تقاعس دونه أسد العرين
فها انا محرز قصب المعالي * وما جاوزت نصف الأربعين
ولم يزل على ذلك حتى كاد ان يتلف فيقال ان بعضهم تشفع إلى
أهلها في أن تزوره إبقاء على نفسه فحملهم خوف الله على أن أذنوا لها في
زيارته فلما رآها قال:
أتت وحياض الموت بيني وبينها * وجادت بوصل حيث لا ينفع الوصل
ولم يطل عليه الأمد بعد ذلك حتى قضى نحبه فماتت بعده بلا فاصلة
ويقال بل عقد له أبوها عليه وكان يحبه.
وله:
الأم تسر وجدك وهو باد * وتلهج بالسلو وأنت صب
وتخفي فرط حبك خوف واش * وهل يخفى لأهل الحب حب
ولولا الحب لم تك مستهاما * على خديك للعبرات سكب
وإن ناحت على الأغصان ورق * يحن إلى الرصافة منك قلب
تحن لها وان لحت اللواحي * وتذكرها وان غضبوا فتصبو
وتصبو للغوير وشعب نجد * وغير الصب لا يصيبه شعب
نعم شب الهوى بحشاك نارا * وكم للشوق من نار تشب
تشب ومنزل الأحباب دان * فهل هي بعد بعد الدار تخبو
اجل بان التجلد يوم بانوا * وأظلم بعدهم شرق وغرب

(١) كنز الأديب.
(٤١٩)

فلي من لاعج الزفرات زاد * ولي من سافح العبرات سرب
وبين القلب والأشجان سلم * وبين النوم والأجفان حرب
وليس هوى المهى الا عذاب * ولكن العذاب بهن عذب
لحا الله الحوادث كم رمتني * بفادحة لها ظهري أجب
وكتب الشيخ عباس إلى عبد الباقي العمري بهذين البيتين:
أبثك يا أبا سلمان وجدا * فصاراه عداك الخطب هلك
وأشكو من جفاك إليك مآبي * وهل شاك إليك ومنك يشكو
فاجابه عبد الباقي بقوله:
إليك أبا الأمين أبث وجدا * بدايته غشاك الستر هتك
بنفسي أنت قمت مقام نفسي * لذلك صرت مني إلي تشكو
كذا وجد والأحسن ان يقول: لذا مني * إلي غدوت تشكو
وكتب إليه الشيخ عباس أيضا وقد زاره فلم يجده:
أبا الحسين برغمي ان أزورك من * فج عميق ولا أحظى بلقياكا
لكن يهون عندي الخطب اني قد * شاهدت مذ فاتني معناك مغناكا
وله أيضا:
شام بالأبرقين برقا فهاما * وامق هاج صبوة وغراما
ذكرته الصبا ليالي انس * سلفت بالحمى فزاد هياما
حبذا بالحمى زمان تقضى * بين تلك الشعاب لو كان داما
كم به جاد لي الحبيب بوصل * وبه نلت من زماني المراما
افتدي شادنا إذا ما تثنى * أخجل السمر والغصون قواما
فأم يسعى بأكؤس كالدراري * للندامى تنقض جاما فجاما
فسقاني كأسا به عدت حيا * بعد ما كدت ان ألاقي الحماما
كأس راح تريح قلب المعنى * ان تجلت له وتبري السقاما
فترى الشمس ان أدار مداما * وترى البدر ان أماط لثاما
هاتها هاتها فقد حللتها * حرمات الهوى وكانت حراما
ذمة للهوى إذا لم تراعيها * فمن ذا الذي يراعي ذماما
سعد غن لي بذكر الغواني * فالعنا زال والسرور أقاما
أو ما تبصر الرياض ابتهاجا * اطلعت من جيوبها الأكماما
وغصون الهنا تميس ارتياحا * وثغور السعود تبدي ابتساما
وله:
حي بالرقمتين حيا أقاموا * حبذا منزل لهم ومقام
أنعموا بالوصال عيني زمانا * ثم صدوا فصد عنها المنام
وصلوني حتى إذا ملكوا القلب * جفوني فاعتاد جسمي السقام
لم يراعوا الوداع ذماما * لمحب وللمحب ذمام
أمن العدل انهم يوم بانوا * أيقظوا جفني القريح وناموا
ضربوا في ربى زرود خياما * لا تناءت تلك الربى والخيام
ما حنيني إلى زرود ولا رامة * لولاكم ما بها لي مرام
انما أنتم المنى حيث كنتم * ولقلبي اني أقمتم هيام
فسلام على الغميم إذا ما * فيه كنتم ولا عداه الغمام
وإذا في دار السلام أقمتم * فعلى ذلك المقام السلام
يا خليلي والهوى خلياني * ان مثلي على الهوى لا يلام
واسعداني على البكا فجفوني * نزفت ماءها الدموع السجام
لست اصغي لا والهوى لعذول * كيف يصغي لعاذل مستهام
أهل ودي هل يسمح الدهر يوما * بلقاكم وتسعف الأيام
عللونا ولو بطيف خيال * على يطفا بين الضلوع أوام
قد سئمنا من الحياة وملت * لنواكم أرواحها الأجسام
لم يدع قط صدكم لي حياة * انما الصد للمحب حمام
نم دمعي على هواكم والدمع * على كل ذي هوى نمام
شاطرتكم عواذلي بعذابي * فتقاسمن جسمي الأسقام
بي من الوجد والصبابة ما لو * بشمام لماد منه شمام
كبد بالجوى تشب وجسم * ناحل شفه الجوى والسقام
وجفون قريحة وسهاد * وعويل وزفرة وضرام
وفؤاد يحن شوقا إليكم * كلما ناح في الغصون حمام
لي فيكم بدر سباني سناه * لو تجلى للناسكين لهاموا
بظلام من فاحم الشعر داج * وجبين ينجاب عنه الظلام
وقوام تخاله الغصن لينا * ان تثنى سباك ذاك القوام
لا تطيب المدام عندي ولكن * من لمى ريقه تطيب المدام
كم رمتنا الحاظة بسهام * ما درينا ان اللحظ سهام
مقل كالحسام تفتك لكن * ليس تنبو يوما وينبو الحسام
يا حبيبا لديه قتلي مباح * في سبيل الهوى ووصلي حرام
منك شمس الضحى استمدت سناها * واستعارت الحاظها الآرام
لي قلب يغرى بحبك مهما * عنف العاذلون فيك ولاموا
يعذب اللوم فيك وهو عذاب * فليلمني بحبك اللوام
أنت دون الأنام مالك رقي * وقيادي وتحت رقي الأنام
لك ألقى الهوى زمامي وقدما * انا ممن يلقى إليه الزمام
كيف يستامني الزمان هوانا * أومثلي على الهوان يسام
لي نفس تأبى المقام على الذل * ولو أنها هلاها الحسام
ومما قاله عبد الباقي العمري مادحا الشيخ عباس صاحب
الترجمة
بروحي غريرا بالرصافة قلبه * لدى ظبية لمياء خلفه رهنا
وقالبه في الكرخ علم أهله * فنون جنون وهو في غيرهم جنا
له في الهوى العذري عذر إذا لوى * لبان ألوى عطفا وحن إلى المغنى
أتشجيه سعدي والرباب وانه * يحاول ان يقضي اللبانة من لبنى
إذا ما انتضى من جفن عينيه مرهفا * رجوت فؤادي ان يكون له جفنا
يميت ويحيى هجره ووصاله * فلي قربه أبقى ولي بعده افنى
يعيد ويبدي من طوته يد النوى * وأخنى عليه ما على لبد اخنى
تكلم عيناه القلوب بغمزها * وتتلو إلى السلوان ان عدتم عدنا
وهيهات عن قلبي تطيش سهامه * وقد صار منه قاب قوسين أو أدنى
يغادرنا والغدر ملء جفونه * ويتركنا ما دام منفصلا عنا
نحورا بلا عقد كؤوسا بلا طلى * جسوما بلا روح حروفا بلا معنى
تغيب به عنا إذا كان حاضرا * وان غاب عنا مثل غيبته غبنا
ترينا نعيما بعد بؤس شؤونه * فمن سيرة حزنا ومن صورة حسنا
ومن قسوة لينا ومن سخط رضى * ومن كدر صفوا ومن بخل منا

(١) هذا ما رأيناه في مسوده الكتاب، والقصيدة ليست في المدح ولا شك ان هناك اشتباها " ح "
(٤٢٠)

تعلمت الحرباء منه تلونا * فتأخذ عنه كل آونة لونا
يروح ويغدو والقلوب بكفه * فآونة يسرى وآونة يمنى
هو المشتري الأرواح في نقد وصله * فهل مدع في بيع مهجته الغبنا
قضيب إذا ما اهتز ظبي أذارنا * سنان إذا ما لاح سهم أذارنا
بغير جناح طار عني وانه * لحر وشأن الحر ان يألف الوكنا
علي تجني قبل ما ناظري جنى * ورود خدود في يد الفكر لا تجنى
إذا قلت قلبي أين حل أجابني * فهل لك من كل به تعرف الأينا
ويبسم عن برق فابكي بمدمع * إذا شمت ذاك البرق تحسب ذا مزنا
لقد زارني والليل زر جيوبه * علينا ونام النجم عنا وما نمنا
وبات يعاطينا سلافة ريقه * فلله ما أحلى ولله ما أهنى
إلى أن رأينا الليل غطى ذراعه * ضياء نهار صبحه شمر الردنا
ومد يدا تجني من الزهر نرجسا * حكى من عيون العين مقلتها الوسنى
تباشيره لاحت فصاحت بلابل * وغنى هزار الدوح في الروضة الغنا
وقوله من قصيدة:
غواني الخيف عن نعت غواني * وعانيهن لا ينفك عانى
غوان لا يزار لهن مغنى * ولكن في القلوب لها مغاني
يقول فيها:
نماني للعلى شرفي وفضلي * إذا قال الغبي أبي نماني
كفاني انني لعلاي دانت * بنو العلياء من قاص وداني
وحسبي انني من حيث أبدو * أشار الناس نحوي بالبنان
وقوله:
صبرت على ما لو اطل قليله * على هذه الدنيا أحال نهارها
فلله دهري ما أشد اعتداءه * ولله نفسي ما اجل اصطبارها
وقوله:
لذ ان دهتك الرزايا * والدهر عيشك نكد
بكاظم الغيظ موسى * وبالجواد محمد
وقوله:
أيها الخائف المروع قلبا * من وباء أولى فؤادك رعبا
لذ بأمن المخوف صنو رسول الله * خير الأنام عجما وعربا
واحبس الركب في حمى خير حام * حبست عنده بنو الدهر ركبا
وتمسك بعزه والثم الترب * خضوعا له فبورك تربا
وإذا ما خشيت يوما مضيقا * فامتحن حبه تشاهده رحبا
واستثره على الزمان تجده * لك سلما من بعد ما كان حربا
فهو حصن اللاجي ومنجع الآمل * والملتجي لمن خاف خطبا
من به تخصب البلاد إذا ما * امحل العام واشتكى الناس جدبا
وبه تفرج الكروب وهل من * أحد غيره يفرج كربا
يا غياثا لكل داع وغوثا * ما دعاه الصريخ الا ولبي
وغماما سحت غوادي أياديه * فازرت بواكف الغيث سكبا
كيف تغضي وذي مواليك أضحت * للردى مغنما وللموت نهبا
أوترضى مولاي حاشاك ترضى * ان يروع الردى لحزبك سربا
أو ينال الزمان بالسوء قوما * أخلصتك الولا وأصفتك حبا
لست أنحو سواه لا وعلاه * ولو اني قطعت إربا فإربا
في حماه أنخت رحلي علما * ان من حل جنبه عز جنبا
لست أعبأ بالحادثات ومن * لاذ بال العبا فذا ليس يعبا
وقال يمدح السيد حسين ابن السيد رضا ابن السيد مهدي بحر
العلوم الطباطبائي:
تذكرت بالزوراء عهدا تقدما * فسالت دموعي عند ذكراه عند ما
فكم لي على الزوراء حسرة مغرم * وهل حسرة تغني على البعد مغرما
وكم لي بهاتيك المعاهد وقفة * حبست بها ركبي عشيا مسلما
أبث بها وجدي وتعرب عن جوى * دموعي فيغدو الرسم بالنقط معجما
خليلي عوجا بالركاب على حمى * نأى لا نأى حيا الحيا ذلك الحمى
قفا بي ولو لوث الإزار لعلما * نروي ثراها بالدموع لعلما
قفا علنا نقضي ولو بعض حقها * وننشد أطلالا تعفت وأرسما
نناشد عجما من طلول دوارس * وهل لفصيح ان يناشد أعجما
لعل زمانا بالرصافة عائد * وهل نافع قولي لعل وليتما
سقاها الحيا ما كان أطيبها لنا * وما كان أهنأ العيش فيها وأنعما
ونسم في أرجائها نفس الصبا * يضوع أريج المسك من حيث نسما
فيا طالما دهري بها كان مشرقا * وان هو امسى بعدها اليوم مظلما
ليالي بتنا لا نراقب عندها * رقيبا ولا نخشى وشاة ولوما
فيا لفؤاد غادرته يد الهوى * للحظ عيون العين نهبا مقسما
ومن ذا لأجفان على السهد عودت * وحاربها طيب الهوى ان تهوما
وقائلة خفض عليك فللهوى * شؤون وان كنت المشوق المتيما
لئن صد حينا من تحب فطالما * عليك بوصل جاد دهرا وأنعما
ويا رب امر ساء ليلا فما انجلى * له الصبح حتى عاد بالبشر معلما
وهل يستطيع الصبر صب متيم * أخو مقلة عبرى جرى دمعها دما
ألم تعلمي اني وان جئت آخرا * إذا عد أهل الحب كنت المقدما
اما والهوى العذري حلفة صادق * يبر إذا آلى يمينا وأقسما
لئن خانني في الحب من لا أخونه * فودي له هيهات ان يتصرما
لحا الله دهرا لو أصابت يلملما * حوادثه يوما لهدت يلملما
أيحسبني ارضى بعيش مذمم * وما الموت إلا أن أعيش مذمما
ولي نفس حر لو رأت ان ريها * يشاب يضيم لاستمرت على الظما
ولا حملتني الخيل ان لم أخض بها * غمار المنايا وهي فاغرة فما
وان لم تغص البيد مني بفيلق * فلا حملت كفي لدى الروع مخذما
لي الله كم لي وقفة بعد وقفة * مع الدهر ردت علا الدهر أجذما
على انها الأيام لا در درها * إذا منحتك الشهد دافته علقما
ومذ لم أجد في الدهر من ملجا سوى * أبي محسن يحمي النزيل ولا حمى
أنخت به رحلي على رغم حاسد * وما زلت آناف الحواسد مرغما
مليك له ألقى الزمان قياده * فأشرق من داجية ما كان مظلما
هو البحر زخارا هو البدر مشرقا * هو الغيث هطالا هو الليث مقدما
أخو راحة تهمي وتلثم تارة * فما خلقت الا لتهمي وتلثما
فتى لم يزل مغرى بمجد وسؤدد * إذا كان مغرى غيره في هوى الدمى
وله:
الا بأبي من تيم القلب حبها * وأسقمني والحب يضني ويسقم
(٤٢١)

مهاة بنفسي أفتديها وأسرتي * وان لامني فيها وشاة ولوم
من العدل ان لا سهم لي من وصالها * وفي كبدي منها على البين أسهم
فهل علمت ما ذا يقاسي بحبها * أخو كلف فيها معنى متيم
براه هواها وهو يكتم ما به * من الوجد لو أن الهوى كان يكتم
يروح ويغدو من هواها على جوى * ممض ودمع فاض أكثره دم
فما بين دمع من دم القلب مسبل * ونار جوى بين الجوانح تضرم
بها لم يزل بادي الصبابة مغرما * وما كل من ابدى الصبابة مغرم
تخالف منه القلب والجسم مذ نأت * فذا منجد شوقا وذياك متهم
لقد كان يرضى بالخيال مسلما * ولكن جفا حتى الخيال المسلم
وله:
من لصب لا يرى عنكم براحا * سامه الدهر على الرغم انتزاحا
بحشاه لعبت أيدي الهوى * فغدا في طاعة الشوق وراحا
شد ما امسى يعاني دنف * أثخنته أسهم البين جراحا
تترامى قلص العيس به * فربى طورا وأطوارا بطاحا
ود من طول النوى لو أنه * قبلها مات ولو مات استراحا
وله:
حبذا العيش بجرعاء الحمى * فلقد كان بها العيش رغيدا
لا عدا الغيث رباها فلكم * أنجز الدهر لنا فيها الوعودا
ولكم فيها قضينا وطرا * وسحبنا للهوى فيها برودا
يا رعى الله الدمى كم غادرت * من عميد واله القلب عميدا
ولكم قاد هواها سيدا * فغدا قسرا على الرغم مسودا
وبنفسي غادة مهما رنت * أخجلت سرب ألمها عينا وجيدا
جرحت ألحاظها الأحشاء مذ * جرحت ألحاظنا منها الخدودا
رصدت كنز لئالي ثغرها * بأفاع أرسلتهن جعودا
وحمت ورد لماها بظبا * من لحاظ تورد الحتف الأسودا
يا مهاة بين سلع والنقا * سلبت رشدي وقد كنت الرشيدا
ولقتلي عقدت تيها على * قدها اللدن من الشعر بنودا
ما ستبني البيض لولاك وان * كن عينا قاصرات الطرف غيدا
يا رعاها الله من غادرة * جحدت ودي ولم ترع العهودا
منعت طرفي الكرى من بعد ما * كان من وجنتها يجنى الورودا
ما الذي ضرك لو عدت فتى * عد أيام اللقا يا مي عيدا
وتعطفت على ذي ارق * لم تذق بعدك عيناه الهجودا
كم حسود فيك قد أرغمته * فعلام بي أشمت الحسودا
جدت بالنفس وضنت باللقا * فبفيض الدمع يا عيني جودا
نظمت ما نثرته أدمعي * من لئال كثناياها عقودا
يا نزولا بزرود وهم * في سويداي وان حلوا زرودا
قد مضت بيضا ليالينا بكم * وغدت بعدكم الأيام سودا
كنت قبل أشكو صدكم * ثم بنتم فتمنيت الصدودا
هل لأيام النوى ان تنقضي * ولأيام تقضت ان تعودا
أوقد البين بقلبي جذوة * كلما هبت صبا زادت وقودا
عللونا بلقاكم فالحشا * أوشكت بعد نواكم ان تبيدا
وأذاعن لقلبي ذكركم * خدد الدمع بخدي خدودا
شد ما كابدت من يوم النوى * انه كان على القلب شديدا
ناشدوا ريح الصبا عن كلفي * انها كانت لأشواقي بريدا
انا ذاك الصب والعاني الذي * بهواكم لم يزل صبا عميدا
حلت عن نهج الوفا يأمي ان * انا حاولت عن الحب محيدا
وإذا ما أخلق الناي الهوى * فغرامي ليس ينفك جديدا
لم يدع بينكم لي جلدا * ولقد كنت على الدهر جليدا
من عذيري من هوى طل دمي * وصدود جرع القلب صديدا
بي من الأشجان ما لو أنه * بالرواسي الشم كادت ان تميدا
لو طلبتم لي مزيدا في الهوى * ما وجدتم فوق ما بي مزيدا
وله يرثي السيد حسن ابن السيد علي الخرسان النجفي المتوفي سنة
١٢٦٥.
خذ بالبكاء فما عليك ملام * فلقد عفا للظاعنين مقام
والم بي بالسفح من وادي الغضا * لو كان يجدي في الجوى الالمام
لله بالزوراء اي رزية * ماد العراق لوقعها والشام
من بعد بعدك قل على الدنيا العفا * وعلى المعالي والعلوم سلام
١٤٤١: الشيخ عباس القرشي ابن الشيخ محمد بن عبد علي.
الجعفري القرشي السيمري العميري الربعي النجفي نزيل جبل
عامل المعروف بمدثر ولد في النجف وتوفي في حلب سنة ١٢٩٧ ولم يعقب
والقرشي بقاف مضمونة وراء مهملة مفتوحة ومثناة تحتية ساكنة وشين
معجمة وياء مشددة نسبة إلى القريشات القبيلة المعروفة في العراق ويظن
انهم من قريش وهم عائلة كبير من أهل العلم في النجف. كان المترجم
لغويا شاعرا بليغا خطاطا فنشأ لسنا مترسلا حافظا، تأدب في النجف
وخرج منها فطاف تركيا وإيران والشام واستعمل مصححا في مطبعة الجوائب
بالاستانة واتصل بامرء جبل عامل ومدحهم ثم عاد إلى العراق من طريق
إيران ثم رجع إلى مصر ومات وهو راجع إلى النجف في الطريق. ونقل
لي من أثق به انه كان سئ الحال في أول امره وكان ذلك سبب خروجه من
النجف إلى الشام فهبط جبل عامل وسكن في جبع حال وجود الشيخ
عبد الله نعمة فيها وقراءة الناس عليه فاشتغل ببعض العلوم ولم يكن اشتغل
قبل ذلك وهو ينافي ما قيل من أنه تأدب في النجف ولعله تعلم فيها مبادئ
الأدب ثم أتمها في جبع فخفي ذلك على من روى لنا. وفي بعض المجاميع
انه بعد ما هبط جبل عامل مات له أخ في إيران فمضى إليها لنقل جنازته
المودعة فنقلها إلى النجف الأشرف ثم ذهب إلى مصر واجتمع بأدبائها
وشعرائها ووقعت بينه وبينهم مطارحات ومناظرات. ولقد مارس كتب
الأدب واللغة والعروض ممارسة تامة وقصر عليها نظره وصرف نحوها همه
وسهر عليها ليله ودون في ذلك جملة رسائل ومجاميع رأيتها بخطه في جبل
عامل ومنها شرح لقصيدة المعري التي أولها:

(١) عن مجموع خطي.
(٢) فيه إضافة الشئ إلى نفسه لأن الحمام هو الموت. - المؤلف -
(٤٢٢)

الا في سبيل المجد ما انا فاعل.
وله شرح ديوان أبي تمام وجدت منه نسخة مخطوطة في مكتبة الحاج
احمد عسيران، وكان جيد الخط والتدوين جدا يكتب الخط الفاخر ورأيت
بخطه نسخة ديوان الحماسة عند آل الزين أكملها بخطه وكانت ناقصة
وعلق عليه حواشي وقد نسخت عنه نسخة بخطي قبل ان يطبع. ونظم
الشعر وبرع في نظمه واشتهر به في زمانه ووفد على أمراء جبل عامل
خصوصا أميرها الكبير علي بك الأسعد ومدحه فأكرم وفادته وأدنى مجلسه
وأفاض عليه عطاءه على عادته مع أمثاله من العلماء والشعراء والأدباء ومدح
غيره من امراء جبل عامل. ولما سافر إلى إيران بعد خروجه من جبل عامل
اتصل في طهران بسفير الدولة العثمانية فيها منيف باشا فامتدحه وحصل منه
على حظ وافر ولما جاء إلى الآستانة كان منيف باشا قد عاد إليها وبسببه عين
مصححا في مطبعة الجوائب ومات بحلب في طريقه إلى النجف.
وقال بعض النجفيين، وقد اخفى اسمه فيما كتبه في مجلة العرفان ج
١ م ٣٣ نقلا عن جامع ديوانه وهو مجهول لدينا انه كان يحفظ ما يزيد عن
عشرين ألف بيت من شعر فحول الشعراء وله الاطلاع التام على التاريخ
الاسلامي، حلو الحديث حاضر البديهة. وله أشعار في غاية الجودة أكثرها
مقاطيع من البيت والبيتين والثلاثة فأكثر ولا تكاد تبلغ العشرة.
فكأنما أشعاره أخلاقه * والقول يعرب عن صفات القائل
فمن شعره قوله وقد خرج من عند علي بك الأسعد ولم يؤذنه خوفا
من أن لا يأذن له فكتب إليه معتذرا:
زرت ابن أسعد فانهلت أنامله * علي بالجود مثل الوابل الغدق
ثم انصرفت بلا إذن ولا عجب * اني خشيت على نفسي من الغرق
قوله في منيف باشا سفير الدولة العثمانية في طهران:
لو أن قوما أراهم يعبدون فتى * للحلم والجود بعد الواحد الأحد
لكنت أول من صلى وصام إلى * أبي الجلال منيف آخر الأبد
وقوله فيه أيضا:
عليك طهران لا تستبدلن بها * تنل بطهران أوطارا واعمالا
اضحى منيف بها للنازحين عن * الأوطان مأوى وللعافين أموالا
حتى كان له ما بينهم رحما * ولم يكن لهم عما ولا خالا
لكنه في الندى يجري لعادته * ولا يحول إذا ما غيره حالا
وقوله مادحا محمد بك الجواد المنكري الجبعي:
وريح عاصف تزجي سحابا * تذكرنا العهاد على العهاد
فما زالت تسح السحب حتى * ظنناها نوال أبي الجواد
وله:
ومروحة تروح كل هم * وفي أيلول يغني الله عنها
وقوله يرثي علي بك الأسعد:
لو كان غير حمام الموت معتديا * على علي لأدركنا له ثارا
لكنما الموت مضروب سرادقه * على النفوس له ما شاء واختارا
وقوله يرثي الشيخ عبد الله الخاتوني العاملي وقد توفي في النجف:
بوركت من ساكن ارض الغري ويا * ارض الغري لقد بوركت من سكن
جاورت خير الورى بعد النبي فيا * طوبى لمن كان جارا من أبي حسن
وقوله متغزلا:
ومحجوبة لست العميد بحبها * انا لم أزرها وهي فوق الأرائك
ولست بضراب على الموت خيمتي * إذا لم أخض فيها غمار المهالك
وقوله:
لي مهجة حيها عني ببيروت * تركتها بين خمار وحانوت
تركتها بين ندمان غطارفة * غرا وأغلمة بيض مصاليت
كاللؤلؤ الرطب منثورا تخالهم * إذا صحوا وسكارى كاليواقيت
وقوله وقد رأى غلاما جميل الصورة فاقترح عليه بعض الحاضرين ان
يقول فيه شيئا فقال بديها:
وأهيف كتب الحسن البديع على * قرطاس خديه في سطرين بالذهب
لا تحذر الحتف مما في لواحظه * فجرعة الخضر من معسولة الشنب
وقوله:
ونصرانية ببياض رأسي * تسود من محبتها نصيبي
ترى ماء الأبيرق لاح لما * بدافي ثغرها ماء العذيب
وقوله:
وقبر فوقه ظبي * بكى من أضجعوا فيه
فلا يبكي فما مجد * حياة الميت في فيه
وقوله فيمن اسمه جواد:
متى يا جواد خلف نعش رقيبنا * تراني حزينا والمسرة في قلبي
وقوله فيه:
جواد ولكن بالوصال بخيل
وقوله:
يقضى الحوائج باغيها لساعتها * وليس تقضى مع التسويف ساعات
مأخوذ من قول البحتري:
ولا يؤخر شغل اليوم يهمله * إلى غدان شغل الأعجزين غد
وقوله:
ألفت عسري حتى ما يفارقني * كعاشق لم يزل ألفا لمعشوق
وما فؤاد أم موسى يوم فارقها * موسى بأفرغ من كيسي وصندوقي
وقوله:
أسفي فارقت أهلي ضلة * وأراني هالكا من أسفي
أرني يا رب أهلي سالما * وأمتني بينهم في النجف
وقوله:
سواء كأسنان الحمار شبابهم * وشيبهم في اللؤم والغدر والعار
مأخوذ من قول الشاعر:
سواء كأسنان الحمار فلا ترى * لذي شيبة منهم على ناشئ فضلا

(١) الندمان مفرد وليس بجمع نديم وانما جمعه ندامي قال:
وندمان يزيد الكاس طيبا * سقيت إذا تغورت النجوم - المؤلف -
(٤٢٣)

وقال آخر:
شبابهم وشيبهم سواء * فهم في اللؤم أسنان الحمار
يقال للمتساوين في الرداءة كأسنان الحمار، وللمتساوين في الخير
كأسنان المشط ويقال وقعا كركبتي العبير وكرجلي النعامة. قال ابن الأعرابي
كل طائر إذا كسرت إحدى رجليه تحامل على الأخرى الا النعام فإنه متى
كسرت إحدى رجليه جثم فلذلك قال الشاعر يذكر أخاه:
واني وإياه كرجلي نعامة * على ما بنا من ذي غنى وفقير
وله في عمنا السيد محمد الأمين وجدناها بخطه في بعض المجاميع
بهذه الصورة: لكاتبها عباس القرشي ارتجالا بسيادة مولانا السيد محمد
الأمين دام وجوده:
نعمنا برؤيا ابن النبي بليلة * لها القدر بالرؤيا على ليلة القدر
فوالله ما أدري أوجه ابن فاطم * تبدى لنا بالليل أم غرة البدر
ومن شعره وقوله مراسلا الشيخ حسن يحيى الحر من طهران إلى
جبع:
يا ساكني جبع أروم لقاءكم * ومنال أقصى النجم دون مرامي
كيف اللقاء وكيف تدنو دار من * بالري ممن داره بالشام
اني ندمت على الفراق فليتني * عولجت قبل فراقكم بحمامي يا
لهف نفسي لو علمت لكان في * جبع إلى حين الممات مقامي
شوقي إليكم ما حييت فان أمت * تشتق إلى ذلك التراب عظامي
فكأنما أيامنا اللاتي مضت * في قربكم كانت من الأحلام
ومن شعره في بلدة جباع:
إذا رمت الجنان وأنت حي * فلا تعدل قلوصك عن جباع
فقد أعطت لساكنها أمانا * وطابت في مشارعها الساعي
لها عن جنة المأوى مزايا * تروق ولا تعارض بالدفاع
ففي الفردوس عينان وفيها * ثلاث مئين تجري باطلاع
وله يذكر طهران:
عجبت لطهران ما ذا بها * لمعتبر عاقل من عبر
إذا جئتها فاصطبر للأذى * وهيهات ما لك من مصطبر
لقد تركتها ولاة الأمور * سدى وكذلك أهل الخير
فألهاهم صيدهم في الجبال * فلا يعلمون بها ما الخبر
أصيبت بصائرهم بالعمى * فضلوا وابصارهم بالعور
فأين المفر الا يعلمون * بيوم يقال به لا مفر
ومن شعره قوله من قصيدة:
وصارما مرهف الحدين منصلتا * وسمهريا بيمنى اي طعان
قد خامر الخمر منه خوف سطوته * فما تدب حمياها بسكران
سارت مع الشمس في الآفاق سيرته * بالعدل ما بين قاصي الناس والداني
أضحت بك الناس في طهران كلهم * في ظل دوحة عدل ذات أفنان
أقمت فيها خدود الله فاحتسبت * خطى العصاة بها عن كل عصيان
أرسلت في اثر غاويها جلاوزة * مثل النجوم هوت في اثر شيطان
فنام من كل قبل النوم ذا سهر * وبت ترقبه في طرف يقظان
وقوله يخاطب علي بك الأسعد:
فنم يا علي فوق صهوة أشقرا * نهد المراكل كالسعالة ان جرى
واستنتج المجد الأثيل بصولة * لو صادفت رضوي لدكدك وانبرى
وانهضن بهمة حازم أنت الذي * رصعت تيجان الرياسة جوهرا
واجعل حسامك جادعا عرنين من * في عامل قد مد طرفا أخزرا
صل بالعناجيج الشوازب جاعلا * سوق الكواكب والمجرة منبرا
فلديك عضب لو ضربت بحده * طودا من الشم الرعان تفطرا
لا تحسبن بعامل أسدا فلا * والله لم يك غيركم أسد الشري
تلد الظبا ماضي الغرار وانما * تلد الوشيجة زاغبيا أسمرا
املي بان الله سوف يزيلها * وتعود ملكا يا علي مظفرا
وهذه الأبيات ليست كسائر شعره في القوة والسلاسة لذلك قد يشك
في صحة نسبتها إليه ولكنها رويت لنا فأثبتناها كما رويت لنا.
وله:
بان اصطبارك لما بنات الظعن * وأقفرت من هواك السعف والدمن
والنفس ان فقدت عهد السرور ولم * تركن إلى صبرها أودى بها الحزن
ما صبر ذي غربة بالروم ليس له * ألف بدار ثوى فيها ولا سكن
يقضي النهار فان جن الدجى طرقت * همومه وتحامى جفنه الوسن
لا تعذلوني على ما قد منيت به * أني بما قدر الرحمن مرتهن
ولي من البين وجد لا خفاء به * باد وآخر مثل النار مكتمن
قد كان غصن شبابي في غضارته * تظلني والهوى أفنانه اللدن
فأخلقت جدتي الأيام وانصرمت * تلك الحبال وولى ذلك الزمن
وأصبح الشيب في رأسي يلوح به * للنفس مني إلى ورد الردى سنن
وله:
فيا ليت كتب الناس كانت جميعها * دواوين من غر القصائد والشعر
وكانت جميعا لي وكنت موفرا * بكثرة مالي والزيادة في عمري
فاقضي بها يومي إلى الليل كله * وأقضي بها ليلي إلى مطلع الفجر
ولست أبالي بعد معرفتي بها * إذا حان يومي ان أوسد في قبري
وله:
يا رب زد حلبا من كل عارفة * واغفر ذنوبا أتت من ساكني حلب
كم فيهم من أخي علم ومعرفة * يهتز مثل اهتزاز السيف للأدب
وله:
كم بي من ابنة معبد * من لوعة لم تبرد
شط اصطباري يوم شط * مزارها وتجلدي
فكأنما جمر الغضا * من بعد خولة مرقدي
ما بال طيفك لا يزور * ولا يفي بالموعد
هيهات كيف يزور منك * الطيف * من لم يرقد
ومن البلية انني * سلس بكفك مقودي
وانا إذا استنجدت * لم يكن بك منجدي
يا حبذا سقمي لو أنك * كنت بعض العود
(٤٢٤)

لو قيل يوما تمن * قلت إن لا تبعدي
١٤٤٢: الحاج السيد عباس ابن السيد الميرزا محمد حسين ابن الميرزا السيد محمد
مهدي الموسوي الشهرستاني
ولد سنة ١٢١٨ وتوفي في يوم الأربعاء ٢٣ ذي القعدة سنة ١٣٠٠
ودفن في مقبرة الشهرستانية في الرواق الحسيني.
من تلامذة الشيخ مرتضى الأنصاري ونال منه الإجازة. ولد في
كربلا وانتقل في شبابه إلى النجف حيث تلمذ في الحوزات العلمية هناك
وعاد إلى مسقط رأسه كربلا فسكنها حتى وفاته. زار إيران عام ١٢٩٠ وعاد
منها سنة ١٢٩٥.
ذكره في الحصون المنيعة للشيخ علي كاشف العطاء فقال: السيد
عباس حفيد ميرزا محمد مهدي الشهرستاني الحائري كان عالما فاضلا
تقيا نقيا مجتهدا زاهدا.
وكان منزويا حسن الأخلاق والصحبة وله جملة مؤلفات وقد بلغ
عمره الثمانين وبعض مؤلفاته لدى أسباطه لم يعقب المترجم ولدا ذكرا بل
خلف ست بنات.
١٤٤٣: الشيخ عباس بن محمد حسين الجصاني الكاظمي.
توفي ليلة الأربعاء ثاني ربيع الأول سنة ١٣٠٦ كان من العلماء
الفضلاء المعروفين له شرح شرائع الاسلام مبسوط من أوله إلى آخره الزكاة
في ١٣ مجلدا. قرأ على الشيخ محمد حسن ياسين والشيخ مرتضى
الأنصاري وقرأ عليه الحاج محمد حسن كبة أيام مكثه في الكاظمية.
١٤٤٤: الشيخ عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي.
عالم فاضل صالح محدث واعظ عابد زاهد ولد حدود سنة ١٢٩٣
وتوفي سنة ١٣٥٩ بالنجف الأشرف وأقيمت له ثلاث مجالس فاتحة في
النجف وكربلاء والكاظمية من تلاميذ ميرزا حسين النوري ذكر ترجمته في
كتابه الفوائد الرضوية.
كتبه المطبوعة
١ الفوائد الرجبية فيما يتعلق بالشهور العربية مشتمل على وقائع
الأيام وجملة من اعمال الشهور ٢ الدرة اليتيمة في تتمة الدرة الثمينة شرح
نصاب الصبيان وتتميم شرح نصاب الفاضل اليزدي ٣ مختصر الأبواب
في السنن والآداب مختصر حلية المتقين ٤ هدية الزائرين وبهجة الناظرين
٥ اللئالئ المنشورة في الاحراز والأذكار المأثورة ٦ نزهة النواظر في ترجمة
معدن الجواهر للكراجكي ٧ الفصول العلية في المناقب المرتضوية ٨
سبيل الرشاد في أصول الدين ٩ الحكمة البالغة ١٠ مائة كلمة جامعة
شرح مائة كلمة من كلام أمير المؤمنين ع ١١ ذخيرة الأبرار في
منتخب أنيس التجار ١٢ رسالة في الصغائر والكبائر ١٣ الغاية
القصوى ترجمة العروة الوثقى للسيد كاظم اليزدي ١٤ مفاتيح الجنان
١٥ الباقيات الصالحات ١٦ التحفة الطوسية ١٧ النفحة القدسية
١٨ دستور العمل ١٩ نفس المهموم في مقتل الحسين المظلوم ٢٠ نفثة
المصدور ٢١ الأنوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية ٢٢ منازل الآخرة
٢٣ ترجمة مصباح المتهجد في حاشيته ٢٤ المقامات العلية مختصر معراج
السعادة ٢٥ منتهى الآمال في ذكر مصائب النبي والآل ٢٦ ترجمة جمال
الأسبوع مع حاشيته ٢٧ الكلمات الطريفة ٢٨ ترجمة المسلك الثاني من
الملهوف في حاشيته ٢٩ تتميم تحية الزائر لميرزا حسين النوري وكلها
فارسية غير التحفة الرجبية ٣٠ سفينة البحار تلخيص البحار وترتيبه
٣١ هدية الأحباب في المعروفين بالكنى والألقاب.
كتبه الغير المطبوعة
٣٢ المقامات العلية في مراتب السعادة الإنسانية مختصر معراج
السعادة ٣٣ ذخيرة العقبى ٣٤ تحفة الأحباب في نوادر آثار الأصحاب
في أحوال صحابة النبي ص وأصحاب الأئمة على ترتيب حروف المعجم
٣٥ الفوائد الرضوية في أحوال العلماء الامامية ٣٦ تتمة المنتهى في
وقائع أيام الخلفاء من أبي بكر إلى المعتصم ٣٧ كحل البصر في سيرة سيد
البشر ٣٨ بيت الأحزان في مصيبة سيدة النسوان ٣٩ نقد الوسائل
٤٠ غاية المرام في تلخيص دار السلام ٤١ شرح الوجيزة ٤٢ فيض
القدير فيما يتعلق بحديث الغدير مختصر مجلدين غدير عبقات الأنوار للسيد
حامد حسين ٤٣ فيض العلام في وقائع الشهور وعمل الأيام ٤٤ هداية
الأنام إلى وقائع الأيام مختصرة ٤٥ رسالة في الطبقات ٤٦ الكشكول
٤٧ الدر النظيم في لغات القرآن الكريم ٤٨ لباب الوسائل ٤٩
تتميم بداية الهداية للحر العاملي ٥٠ علم اليقين مختصر حق اليقين
للمجلسي ٥١ مقاليد الفلاح في عمل اليوم والليلة ٥٢ مقلاد النجاح
مختصرة ٥٣ مختصر حادي عشر البحار ٥٤ شرح كلمات أمير المؤمنين
ع القصار في آخر نهج البلاغة ٥٥ مختصر الشمائل للترمذي ٥٦
كحل البصر في سيرة سيد البشر ٥٧ قرة الباصرة في تاريخ الحجج
الطاهرة ٥٨ ضيافة الاخوان لم يتم ٥٩ صحائف النور في عمل الأيام
والسنة والشهور ٦٠ ذخيرة العقبى ٦١ مسلي المصاب بفقد الأعزة
والأحباب ٦٢ الآيات البينات في اخبار أمير المؤمنين ع عن الملاحم
والغائبات ٦٣ شرح الصحيفة السجادية ٦٤ شرح أربعين حديثا ٦٥
تعريب زاد المعاد وتحفة الزائر.
١٤٤٥: الشيخ عباس علي بن محمد الكزازي الكرمانشاهي.
له رسالة في الرسائل الفقهية فرع منها في العشر الأول من الشهر
السادس من السنة التاسعة من العشر الثالث من المائة الثالثة من الألف
الثاني صنفها باسم الشاهزاده محمد علي ميرزا في المسائل الفقهية تتعلق
بإعادة عبادة المخالف إذا استبصر.
١٤٤٦: الشيخ عباس علي المازندراني.
عالم فاضل فقيه أصولي هاجر إلى طهران فقرأ على علمائها ثم إلى
قزوين ثم رحل إلى العراق واستوطن كربلاء فحضر درس صاحب الرياض
وكتب له السيد إجازة الاجتهاد وأمره بمعاودة البلاد فرحل إلى طهران وبعد
وروده بخمسة عشر يوما مات فجأة وهو في مصلاه في صلاة الصبح.
١٤٤٧: الشيخ عباس زغيب ابن الشيخ محمد بن عباس.
ولد في يونين من اعمال بعلبك، وتوفي فيها سنة ١٣٠٤، وله من
العمر حوالي الثلاثين عاما:
(٤٢٥)

وكان في أول قراءته سافر إلى النجف الأشرف لطلب العلم وبقي
فيها قريبا من شهرين والمرض يساوره والسقم يعاوده، فلما رأى أن الجو لا
يوافقه والمرض لا يفارقه رجع إلى بلده ثم ارتحل إلى جبل عامل إلى قرية
حنويه من قرى ساحل صور ليدرس فيها على الشيخ محمد علي عز الدين،
فقرأ عليه شيئا من النحو والمنطق والبيان والفقه في مدة سنتين إلى أن توفي
الشيخ فرجع الشيخ عباس إلى بلاده ولم يقرأ بعدها. وحين وصوله إلى
حنويه واختلاطه بالطلاب كان كلما سال عن شخص ونسبه قيل له: من
آل مروة حتى أجيب بذلك من كثير من الطلبة فاخذ الدواة والقرطاس
وكتب بديها:
بنو مروة جل الله خالقهم * غر الوجوه حبوا فضلا وايمانا
تسابقوا للعلى من كل ناحية * حتى اجتنبوا صفوها شيبا وشبانا
وكان يتطبب كأبيه ويألف مراجعة بعض الكتب الطبية كالقانون لكنه
لم يشتغل بالطب.
شعره
من شعره قوله:
أقول له العشي مذ التقينا * وذيل الليل ينسدل انسدالا
وقد زر الجيوب فقلت يخشى * نموم الريح ان هبت شمالا
وطال بنا الحديث ولا عتاب * وقد مال النعاس به فمالا
حلال ان تنام وبي أوام * الا هات اسقني الخمر الحلالا
وأن فقلت ما ذا قال داء * تسميه المحبون الدلالا
فقلت الدال لي دين ولكن * أرى أن الوفاء يعود لا لا
وله مجيبا عن كتاب في أمر لا يحب وقوعه تلك الحالة:
لكم التمني بالمحال * والحزم من شيم الرجال
ما كان ظن الناس بي * عند التخاصم والجدال
أتظن ان تستامني * خسفا وكنفي لا يطال
هيهات دون ظنونها * حطم الذوابل والنصال
قرف على قرف يجدد * ليس يعقبه اندمال
أتحوم نفسي للمطامع * وهي خدع أو ضلال
إن لم أنلها عنوة * فلكم كريم لا ينال
ولئن أنلها والكريم * مظفر في كل حال
فلأبعثن بها مدى * الأيام أمثالا تقال
وقوله مخمسا أبيات العباس بن عبد المطلب:
نحن الألى ان دهت في الناس طارقة * لنا سيوف لدى الهيجاء بارقة
وكم لنا بالعلى والفضل سابقة * لنا نفوس لنيل المجد عاشقة
وإن تسلت أسلناها على الأسل
طبنا وطابت أصول من أوائلنا * فلا فضائل الا من فضائلنا
وقد أقر الورى طرا لقائلنا * لا ينزل المجد إلا في منازلنا
كالنوم ليس له مأوى سوى المقل
سل الوقائع هل أبقت على أسد * أسيافنا ولظى الهيجاء في صعد
إذا رمتنا يد الاقدار في نكد * يبكي علينا ولا نبكي على أحد
فنحن أغلظ أكبادا من الإبل
وقوله ملغزا في البرغوث:
عبد نجا من بعد ما حام القضا * من باس راحة قادر تنتاشه
عبد يروم عقوق سيده إذا * قرت وسادته وطاب فراشه
سلط اللسان كأنه جمر الغضا * أو نصل سهم لا يطيش مراشه
لم يكفه ان عقه حتى احتمى * في ظله وعلى دماه معاشه
وقوله:
عندي من الجد ما يغني عن الهزل * ومن يراعي ما يزري على الأسل
قد ينبئ القلم الجاري بصفحته * ما لا ينبئ بالخرصانة الذبل
وطعنة الرمح قد ترجى ولو وقعت * من اليراع لساقت أبعد الاجل
وقوله على طريقة أهل التصوف:
أيها المهتم بالتدبير * ان الهم فان
لا تكن بالامر مهتما * فما شئناه كان
وقوله في رأس عين بعلبك ارتجالا:
رأس عين البعل من جنة عدن * ماؤها بين رياض تحتويه
كلما تنقل فيها من محل * لمحل تجد البهجة فيه
ووجد في مجموعة له ما صورته: مما اتفق لي مع علامة الزمان وأوحد
العصر والأوان علم الاعلام وقدوة العلماء العظام شيخي وأستاذي الشيخ
محمد علي عز الدين حينما كنت متشرفا بخدمته لطلب العلم الشريف ان
دعينا لبلد في جبل عامل اسمها الشعيثية للنزهة عل ماء يجري في فصل
الربيع وقبل خروجنا حصلت قضية بيني وبينه منعتني عن التوجه بخدمته
فلما وصل المكان المقصود تفقدني فلم يجدني فأرسل إلي رسولا ومعه هذان
البيتان:
أتعتب حيثما حق العتاب * عليكم انه العجب العجاب
فاقبل كي يعود العتب حبا * فان الحق ليس به ارتياب
فأجبته وأكثر الجواب بديهة:
أتاني مثلما أبغي خطاب * ولولا الله لم يكن خطاب
بألفاظ تراها من صواب * ولكن في مطاويهن صاب
تقول علي قد حق العتاب * وتعجب انه العجب العجاب
وتدعوني لعود العتب حبا * متى امسى لدي به انقلاب
ودعوى الحق نحن بها سواء * إذا عن وجهه انكشف النقاب
سيعلم في الغداة إذا التقينا * من الرجل الذي منه الصواب
أأترك غبرتي وأبيع حزمي * وأغضي للإهانة أو اهاب
ولي همم أبت إلا سموا * إلى العليا ونفس لا تعاب
إذا لا ذر لي في المجد نجم * ولا ضربت على الجوزا قباب
قال وكان ولده الأخ الوفي والخل الصفي الورع الأمين الشيخ علي عز
الدين ارسل لي كتابا من بيروت حينما كان في مخاصمة مع يوسف آغا
المملوك في عهد قائم مقامية مصطفى أفندي القنواتي في صور وكان الشيخ علي
المذكور سجن في متصرفية بيروت عن أمر والي الشام حمدي باشا ولم أر
الكتاب وانه عاتب علي لعدم الجواب فأجبته بكتاب وضمنته هذه الأبيات:
(٤٢٦)

جلا همي وقد زاد الهيام * كتاب عنده يقف الكلام
سمعت به وما نظرته عيني * كذاك الشمس يحجبها الغمام
أعتب حينما بعد المرام * على دهر به خفر الذمام
و قد أدلجت أسري دون قوم * إلى أن قمت منفردا وناموا
لهم ثمر الوصال يعود غضا * ولي النصب المبرح والأوام
وما نفع الأكف بغير سيف * أيسطو الكف إذ ينبو الحسام
فلا تيأس فبعد العسر يسر * وقبل الفجر يعتكر الظلام
وللمقدام أهوال عظام * وللهيابة النعم الجسام
أغير النيرين له انكساف * وغير البحر كان له التطام
إذا ما شيب مشربنا برنق * فان وروده أبدا حرام
وكيف وقد نزلت بكنف مولى * يعز به النزيل ولا يضام
تردى حلة الاحكام عدلا * وكم وال حكومته احتكام
بعزة عدله للجور ذل * وللحق المبين به اعتصام
سمت سورية فيه وأمست * مناخ المجد والفضل الشئام
سما بالحمد منتسبا إليه * كما نسبت له المدح العظام
إذا قسمت بنو الاحكام مجدا * فان له الذرى وله السنام
سيمنحك المسرة عن قريب * ويعلم ما تزوره اللئام
فلا زالت به الأيام تزهو * إذا ما مر عام جاء عام
وقال في امر اقتضى ذلك:
إلى كم تغرين الفؤاد المعذبا * بوعد كبرق لاح في الأفق خلبا
وتعطين ما عاطى الندامى أخو الطلى * باعراضك المضني الكمي المجربا
لأنت التي عودتني دلج السرى * وعاودتني بالوجد من بعد ما خبا
وعرضت بي من بعد اعراضك الذي * أصبت به اعدام ما أوجد الصبا
اما وليالي الخيف من جانبي منى * وعهد يفضي ما ألذ وأطيبا
لأنت التي علمتني كيف اشتري * ثمين العلى إذ عز في الناس مطلبا
خذي لذة الأيام واستخلصي الهوى * ودونك ما أحببت في الحب مذهبا
فهذا نهار الشيب أشرق صبحه * وليل الصبا ولى وغصني شذبا
وذي فرصة هزت جميع فرائصي * قد انتهز المقدار منها المغيبا
أباحت دما ما ان أبيح وجددت * ذمارا وأدنت حيث أقصت مقربا
وقال يرثي الشيخ عبد الله العميري ويعزي أخاه الشيخ خليل من
قصيدة:
وما ميت كعبد الله لما * نعى الناعي به حسن الصفات
بكيت وما البكاء عليه إلا * لفقد الباقيات الصالحات
كان سريره والناس حفت * به التابوت إحدى المعجزات
وما قام امرؤ إلا تلاه * من الأملاك ألف للصلاة
خليل الله ان الصبر أحرى * وأجمل بالأمور المفظعات
وقال ارتجالا فيمن تضجر من المشقة في طلب العلم:
أراك تحب نيل المجد رغدا * ولم تتعب به نفسا وبالا
ومن لم يدرع للمجد صبرا * تعد فيه مساعيه وبالا
وقال من أبيات:
تحن حنين النيب عند ادكارهم * وتكتم ما قد أظهرته المدامع
ودون كثيب الرمل كم بت ليلة * تعد نجوم الليل والخلق هاجع
قضى الله يا لمياء بالبعد بيننا * وهل للذي يقضي به الله دافع
وكتب إلى صديقه الشيخ حسن مروة في صيدا:
هذا البعاد رمى قلبي بأسهمه * فاستمطرت مقلتي الدمع من دمه
ما كنت أحسب من قد كان يتحفني * رسائل الشوق لطفا من تكرمه
ان ينثر اليوم عقد الحب في يده * بعد الوثاقة منا في تنظمه
وقال في الشيخ مهدي والشيخ علي النقي أبناء عمه الشيخ حسين:
هم القوم سنوا للورى سنة العلى * وأدوا حقوق الجود تأدية الفرض
كرام إذا ما جئتهم أخجلوا الحيا * وأعطوك ما تهوى سوى الدين والعرض
ترى الأرض ان يرضوا سماء تزينت * وان غضبوا أخلت السماء على الأرض
وكتب إلى أبيه من جبل عامل وقد عرض له أبوه بالتزويج:
لعمرك ما بي غير اني إلى العلى * وإدراكها قد بت أصبو وأطرب
ولي من صنيع الله نفس عزوفة * يطيب لها كسب العلوم ويعذب
اخذت عليها في القماط عهودها * بان لم تزل تسمو وان عز مطلب
فما برحت تسمو إلى المجد والعلى * إلى أن غدت أمثاله بي تضرب
فان نلت ما أبغي ملكت كريمة * وإلا فكم ساع يجد فيغلب
عليكم سلام كلما هبت الصبا * وغرد قمري وما لاح كوكب
وقال يرثي الحسين ع:
نسيم الصبا خل الفؤاد المعذبا * ودع مهجتي ترتاح من لوعة الصبا
فلا أم لي ان لم اثرها عجاجه * تحجب وجه النيرين ولا أبا
وأوردها دون المحامد علقما * رأته بعقباها من الشهد أطيبا
وابني بها بيتا من المجد لا يرى * لدى غيره الداعون أهل ومرحبا
رفيعا عليه العز أرخى سدوله * وخيم في الأكناف منه وطنبا
ولا مجد حتى تأنف النفس ذلها * وتختار دون الضيم للحتف مشربا
كما سنها يوم الطفوف ابن حيدر * فأروى صدور السمر والبيض خضبا
وحين رحى الحرب استدارت بقطبها * مشى للمنايا مشية الليث مغضبا
كريم أبت ان تحمل الضيم نفسه * وان يسلك النهج الذليل المؤنبا
أتنبو به عما يروم أمية * وفي كفه ماضي الغرارين مأنبا
وناضل عنه كل أروع لوسطا * على الدهر يوم الروع للدهر أرعبا
تقول وقد عام الهياج رماحهم * لأسيافهم لا كان برقك خلبا
فلله كم سنوا من الحق واضحا * وشقوا بها من ظلمة الغي غيهبا
وقال يمدح محمد سعيد حمادة من مشائخ الهرمل ويذكر خلاصه من
غائله:
بدت لنا سحرا والليل معتكر * عذراء في وجنتيها الشمس والقمر
هيفاء ان خطرت غصن وان سفرت * شمس وان نفرت ريم به حور
لو أن من حسنها جزءا غدا قمرا * ما كان يخسف يوما ذلك القمر
وحبذا ليلة بالسفح أرجها * مع الخزامي سحيرا بردها العطر
الله في رجل حر الشمائل لم * تطمع به للخنا الآمال والفكر
يرجو من الله تفريجا لكربته * كما تيسر بابن المحسن العسر
محمد العلم الندب السعيد وذو * الفال الحميد له التأييد والظفر
هو الهمام الذي ماحل ساحته * ضيم ولا مس من يأوي له ضرر
مولى إذا افتخر الأقوام في سمر * ففيه تفتخر الخطية السمر
في الجود والعدل والهيجا له شهد * الوفاء والحلم والصمصامة الذكر
(٤٢٧)

رماه أهل الشقا من غيهم شهبا * رمت كبودهم بل هم بها دحروا
ورد منهم يديهم في نحورهم * وخيب الله مسعاهم وما ظفروا
ظنوا بكثرتهم سبقا وما علموا * بأنه الليث إذ يسطو وهم حمر
رماهم بسديد الرأي فافترقوا * رغما ويأبى اله العرش ما مكروا
لا تبتئس بالذي قاسيت من محن * ولا يمسك مما نالك الضجر
فالله مذ شاء تشريف البقاع بكم * نهضت تسعى وفيما شاء تأتمر
وأمست الهرمل الغناء شاحبة * لفقد عدلك والظلماء تعتكر
وحين شاء إله العرش يجبرها * وكل كسر من الرحمن ينجبر
وافيتها كوفود البدر غب دجى * والبدر منه يضيئ السهل والوعر
أحييت منا قلوبنا بعد ما فنيت * كالأرض تحيا إذا ما جاءها المطر
يهنيك نصر من المولى عليك به * مدى الليالي لواء العز ينتشر
واسلم وولدك إذ نادى مؤرخها * شمسا وفيها تحيط الأنجم الزهر
سنة ١٢٩٨
وقال يرثي والده الشيخ محمد جواد زغيب:
هزم الشجى صبري فبت مروعا * أسقي الثرى من كل عضو مدمعا
والم بي خطب يقول مخاطبا * لا تبق في قوس المآتم منزعا
أرأيت كيف تذوب أكباد الورى * حزنا فتذريها دموعا همعا
لله من تخذ الأكف منابرا * وغدا بصمتته الخطيب المصقعا
الله أكبر اي بدر غاب عن * أفق الهدى وعماد مجد زعزعا
وقال في مدحت باشا والي الشام حين جاء إلى بعلبك سنة ١٢٩٦
كنز الوزارة تاج الملك سؤدده * قطب المعاني أبو الأيتام والفقرا
لباب مدحت من عن وصفه قصرت * كل العقول وكلت ألسن الشعرا
قد ازدهت بعلبك مذ حللت بها * وأينع الدوح منها واكتسى ثمرا
وأنشأت بلسان الحال قائلة * لقد كفيت بك الأسواء والضررا
يا معدن العدل يا كنز العفاة ويا * من قد تردى ببرد المجد وائتزرا
سمعا شكاية مظلوم وما سمعت * بمثلها الاذن فيمن فات أو عبرا
وانظر بعين الرضا بكرا مزينة * ألفاظها فاخرت في مدحك الدررا
وقال في مدح أهل البيت:
هب للحبيب فواضل الإرب * واردد عليه بقية السلب
وامنن بوجهك يا ظلوم على * صب تقلبه يد النوب
لله ليلتنا بكاظمة * بين الحسان الخرد العرب
ونديمي القمر الذي لمعت * أنواره في السهل والهضب
ومدامي الريق التي اخذت * مني بكل مظنة الطرب
وضجيعي الشمس التي بزغت * من جانب الأستار والحجب
والدوح قد غنت بلا بله * فوق الغصون بأبلغ الخطب
والصبح قد شقت طلائعه * هام الدجى شقا ولم تهب
يا ليت ان الصبح داجنة * أو ليت ان الليل لم يشب
دع ذكر عهد للشباب مضى * فاللهو ليس اليوم من إربي
واشدد عراك بمدح حيدرة * صنو النبي المصطفى العربي
وبنيه خير أئمة اخذوا * بيمين آملهم عن العطب
نساك لم تهجع عيونهم * طلبا لما عرفوه من قرب
فتاك لم تعرف أكفهم * الا قراع السمر والقضب
جمعوا فأوعوا كل مكرمة * تسمو مدى الأيام والحقب
وقال يرثي الشيخ محمد علي عز الدين:
أقول لناعيه وفي القلب لوعة * على كبدي تذكى أحر من الجمر
بربك من تنعى فقال محمدا * فتى آل عز الدين نادرة الدهر
فقلت عليك السوء أعميت ناظري * وأوقرت سمعي بل قصمت به ظهري
نعيت لي الدنيا مع الدين والورى * جميعا ببدر غاب عن ذلك القطر
أيا رائحا ما كان تحت ازاره * سوى منبع الأفضال من طيب الذكر
فقدناك فقد البدر عند تمامه * لدى الليلة الظلماء في المهمة القفر
فمن مبلغ الركبان عني الوكة * تحث مطاياهم إلى مبرك العقر
بان مناخ الجود صوح نبته * فلا سائق يحدو ولا ظاعن يسري
حرام عليها بعدك اليوم ان ترى * منال المنى فلتدفع الضر بالضر
ولو انني أعطيت يومك حقه * لكنت ضجيع العلم في ذلك القبر
أعزي المعاني فيك والفضل والحجى * وأنعاك للتقوى وللعلم والذكر
وللدين والدنيا ولليل والضحى * وللطرس والأقلام والنهي والامر
أتاسع عشر الصوم كم لك نكبة * أصيب بها الايمان يا تاسع العشر
أرى ليل هذا الرزء لا فجر بعده * وفي كل ليل طال لا بد من فجر
وقال من قصيدة:
سلاني هل ظبي الصريم سلاني * فاني أرى ما لستما تريان
فهل بي على اعلام نجد وحبذا * نسيم صباها ساعة تقفان
وما اقتادني طوع الإرادة غير من * دعاني فلما همت فيه عداني
وقربني حتى استقر وداده * بقلبي فلما قر فيه جفاني
ويقعدني عما أحب مراقب * يملكه صرف الزمان عناني
سأظهر في وجه الزمان طلاقة * تحدث عن عزمي بكل زمان
ثمان وعشرون انتحت بي عن الصبا * ومدت إلى كسب الثناء بناني
متى اطلع الخيل الجياد ضوامرا * وأركز في صدر العدو سناني
واقتادها في كل أغلب مسرع * إلى كل بكر في العلى وعوان
١٤٤٨: السيد عباس بن علي بن نور الدين علي أخي صاحب المدارك.
ابن علي بن الحسين أبي الحسن الحسيني الموسوي العاملي المكي صاحب
نزهة الجليس.
ولد في مكة المكرمة سنة ١١١٠ وتوفي في جبشيت من جبل عامل في
حدود سنة ١١٧٩ وقد قارب السبعين وكان جده نور الدين هاجر إلى مكة
فولده أبوه فيها وولد هو فيها أيضا. ذكره صاحب حديقة الأفراح فقال:
فصيح ألبسه الله حلة الكمال وبليغ نسج القريض على أبدع منوال.
وذكره الشيخ علي السبيتي في المحكي عن كتابه في شرح قصيدة علي
بك الأسعد فقال: ومنهم اي علماء ذلك العصر كعبة أهل الأدب
وجهبذ الجهابذة في لغة العرب العباس بن علي بن نور الدين علي بن علي بن
الحسين الموسوي الرحالة صاحب نزهة الجليس وغيره من المصنفات النفسية
ولد هو وأبوه في مكة حماها الله تعالى وكان له ولوع بالسياحة وقد استمرت
به نحوا من أربعة عشر عاما استفاد بها فوائد جمة وكان يسترفد الملوك
والوزراء وينتجع جوائزهم وسكن المخا في اليمن مدة شكر فيها أيادي
الوزير احمد الخزندار وولده عبد الله وله فيهما مدائح كثيرة ورجع في آخر
أيامه إلى مسقط رأسه مكة فلبث فيها إلى موسم الحج تلك السنة ثم جاء مع
الحاج الشامي إلى بلادنا فقطن جبشيت وتوفي فيها هو وولده زين العابدين
(٤٢٨)

في سنة واحدة وله سبعون سنة تقريبا اما ولده فلم يتجاوز العشرين وعقبهما
في بلادنا من السيد عبد السلام بن زين العابدين بن عباس المذكور، ولد
عبد السلام هذا قبل وفاة أبيه بأيام قلائل وكان من الفقهاء والمحدثين
شافهني بذلك كله حفيده المؤرخ الثقة السيد عباس بن عيسى بن عبد
السلام عن أبيه السيد عيسى وأوقفني عليه بخط عمه الأديب الفاضل الثقة
السيد موسى عباس الشاعر المشهور وذريتهم ميمونة صالحة تعرف ببيب
عباس وفيهم الفقهاء والأدباء وهم بطن من بيت أبي الحسن وهو من بيوتات
العلم واشتهر منهم في هذا القرن صدر الدين بن صالح كان في أصفهان
علم أعلامها ومرجع خواصها وعوامها أدركنا أيامه ولم نلقه وله في أصفهان
ذرية نابغة. انتهى له أشعار كثيرة بالفارسية والعربية وكان يحسن
الفارسية والهندية وعرب كثيرا من شعر سورداس الشاعر الأعمى الهندي
الشهير وله كتاب تاريخ اسمه أزهار الناظرين في أخبار الأولين والآخرين
ذكره في عدة مواضع من نزهته وله كتاب نزهة الجليس ومنية الأديب
الأنيس طبع في مصر في مجلدين عام ١٢٩٣ صنفه في المخا باسم الوزير
أحمد بن يحيى الخزاندار، موضوعه وصف رحلته ولكنه ينتقل في أثنائها إلى
ذكر تراجم وفوائد لمناسبة وغير مناسبة ووصف البلدان التي شاهدها فهي
رحلة وكشكول معا.
ومن شعره الذي أورده صاحب حديقة الأفراح قوله في صدر كتاب
أرسله إلى الأمير ناصر في المخا شاكيا إليه صاحب السبار:
قل للأمير أدام الله دولته * ما هكذا شرط جار الجنب بالجار
قد استجرت بكم من كافر دنس * فظ غليظ لئيم نسل كفار
يعطي السبار إلى من يشتهي وانا * يعطي سباري بأقتار واعسار
في مثل ذا الشهر شهر الله ليس لنا * قوت لأجل سحور أو لافطار
والغير يعطيه ما يهواه خاطره * من الطعام ومن بر ودينار
ولم يفد معه تأكيدكم ابدا * في حق جاركم يا عالي الدار
لو أن لي غير هذا الرزق ما نظر ت * عيني له قط في سري واجهاري
لكن مولاي يدري ما لنا ابدا * سوى السبار الذي يأتي بمقدار
لا تحوجني لبيت قيل من قدم * حتى غدا مثلا بين الورى جاري
المستجير بعمرو عند كربته * كالمستجير من الرمضاء بالنار
وقوله من أبيات:
وكيف لا أشكو من الدهر وذا * كيسي حكى فؤاد أم موسى
قد كنت فردا آمنا منعا * ومن معاناة النساء محروسا
لما تزوجت رأيت الهم قد * اتى لنا مبرطما عبوسا
وصار ما بيني وبين راحتي * حرب حكى صفين والبسوسا
وقوله من قصيدة أرسلها إلى الشيخ محسن البحراني من بندر المخا
ويذم فيها قوما من قطان البندر المذكور:
حث الركاب عن المخا إذ أصبحت * بلدا تذل بها الكرام وتخضع
ما بين ساحلها وباب الشاذلي * نغل يغيب وألف نغل يطلع
طوبى لمن امسى وأصبح نازحا * عنهم ولا يدري بهم أو يسمع
ما ذقت طعم العيش الا بعد أن * فارقتهم وقنعت فيمن يقنع
ولزمت بيتي راضيا بقضائه * وإلى الاله المشتكى والمفزع
وصحبت كتبي لست أبغي غيرها * خلا جليسا فهي منهم أنفع
حتى أفوز بما أريد فمطلبي * اني إلى وطني وأهلي ارجع
بلد به صحبي الكرام ومولدي * بلد به البيت العتيق الأرفع
فعساك تنجدني بصالح دعوة * فالله ربي يستجيب ويسمع
وقوله على طريقة المواليا العراقي:
دموع عيني بما تخفي الجوانح وشن * وعلي غار الهوى من كل جانب وشن
وأنت يا من شحذ أسياف لحظة وسن * تروم قتلي بها بالله بين لي
من جوز القتل في شرع المحبة وسن * وأرسل للسيد نصر الله الحائري
مشطين أحدهما ابيض والآخر اصفر
فكتب إليه السيد نصر الله:
أيا عباس السباق * بالأعذار للجاني
ويا من جود راحته * جنى جناته داني
بعثت لنا بعاجي * واصفر ماله ثاني
كجبهة فاتن غنج * وجبهة مغرم عاني
هلالا أفق كل دجى * ولكن لا يغيبان
لكفي معهما ابدا * علاقة قلب ولهان
فامساك بمعروف * وتسريح باحسان
١٤٤٩: أبو الفضل العباس بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. ع.
مولده وشهادته ومدة عمره
ولد سنة ٢٦ من الهجرة وعمره أربع وثلاثون سنة عاش منها أبيه أمير
المؤمنين (ع) أربع عشرة سنة وحضر بعض الحروب فلم يأذن له أبوه في
النزال ومع أخيه الحسن (ع) أربعا وعشرين سنة ومع أربعا وعشرين سنة ومع أخيه الحسين ع
أربعا وثلاثين سنة وهي مدة عمره.
أمه اسمها فاطمة وتعرف بأم البنين.
وعن كتاب عمدة الطالب ان أمير المؤمنين ع قال لأخيه
عقيل وكان نسابة عالما باخبار العرب وأنسابهم ابغني امرأة قد ولدتها الفحولة
من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاما فارسا فقال له أين أنت عن فاطمة بنت
حزام بن خالد الكلابية فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس
فتزوجها أمير المؤمنين ع فولدت له وأنجبت وأول ما ولدت
العباس وبعده عبد الله وبعده جعفرا وبعده عثمان، وفي آبائها يقول لبيد
للنعمان بن المنذر ملك الحيرة:
نحن بني أم البنين الأربعة * الضاربون الهام تحت الخيضعة
والمطعمون الجفنة المدعدعة * ونحن خير عامر بن صعصعة
فلا ينكر عليه أحد من العرب ومن قومها ملاعب الأسنة أبو براء
الذي لم يعرف في العرب مثله في الشجاعة، والطفيل فارس قرزل وابنه
عامر فارس المزنوق.
كنيته ولقبه
يكنى أبا الفضل وأبا قربة ويلقب بالسقاء وقمر بني هاشم.
(٤٢٩)

أحواله
في مقاتل الطالبيين كان العباس رجلا وسيما جميلا يركب الفرس
المطهم ورجلاه تخطان في الأرض وكان لواء الحسين بن علي ع
معه يوم قتل وفي بعض العبارات انه كان أيدا شجاعا فارسا وسيما جسيما،
وروي عن أبي عبد الله الصادق ع انه قال: كان عمنا
العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الايمان جاهد مع أبي عبد الله عليه
السلام وأبلى بلاء حسنا ومضى شهيدا وروي عن علي بن الحسين عليه
السلام انه نظر يوما إلى عبيد الله بن العباس بن علي ع فاستعبر
ثم قال ما من يوم أشد على رسول الله ص من يوم أحد قتل فيه عمه
حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله وبعده يوم مؤتة قتل فيه ابن عمه
جعفر بن أبي طالب ولا يوم كيوم الحسين ع ازدلف إليه ثلاثون ألف
رجل يزعمون أنهم من هذه الأمة كل يتقرب إلى الله عز وجل بدمه وهو
يذكرهم بالله فلا يتعظون حتى قتلوه بغيا وظلما وعدوانا ثم قال رحم الله
العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه. وكانت له ع صفات عالية
وأفعال جليلة امتاز بها منها انه كان أيدا شجاعا فارسا وسيما جسيما كما
تقدم ومنها انه كان صاحب لواء الحسين ع واللواء هو العلم الأكبر
ولا يحمله الا الشجاع الشريف في المعسكر ومنها. انه لما جمع الحسين
ع أهل بيته وأصحابه ليلة العاشر من المحرم وخطبهم فقال في خطبته:
اما بعد فاني لا اعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت أبر
ولا أوصل من أهل بيتي وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وليأخذ كل
واحد منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرقوا في سواد هذا الليل وذروني
وهؤلاء القوم فإنهم لا يريدون غيري، قام إليه العباس ع فبدأهم فقال
ولم نفعل ذلك لنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك ابدا. ثم تكلم أهل بيته
وأصحابه بمثل هذا ونحوه ومنها انه لما اخذ عبد الله بن حزام ابن خال
العباس أمانا من ابن زياد للعباس واخوته من أمه قال العباس واخوته لا
حاجة لنا في الأمان أمان الله خير من أمان ابن سمية ومنها انه لما نادى
شمر أين بنو أختنا أين العباس واخوته فلم يجبه أحد فقال لهم الحسين
ع أجيبوه وان كان فاسقا فإنه بعض أخوالكم قال له العباس ما تريد
فقال أنتم يا بني أختي آمنون فقال له العباس لعنك الله ولعن أمانك أتؤمننا
وابن رسول الله لا أمان له وتكلم اخوته بنحو كلامه ثم رجعوا ومنها انه
لما اشتد العطش بالحسين ع وأصحابه امر أخاه العباس فسار في عشرين
راجلا يحملون القرب وثلاثين فارسا فجاءوا ليلا حتى دنوا من الماء وامامهم
نافع بن هلال الجملي يحمل اللواء فقال عمرو بن الحجاج من الرجل؟ قال
نافع، قال ما جاء بك قال جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه قال
فاشرب هنيئا قال لا والله لا أشرب منه قطرة والحسين عطشان هو وأصحابه
فقالوا لا سبيل إلى سقي هؤلاء انما وضعنا في هذا المكان لمنعهم الماء فقال
نافع لرجاله املؤا قربكم فملئوها وثار إليهم عمرو بن الحجاج وأصحابه
فحمل عليهم العباس ونافع بن هلال فكشفوهم وأقبلوا بالماء ثم عاد
عمرو بن الحجاج وأصحابه وأرادوا ان يقطعوا عليهم الطريق فقاتلهم
العباس وأصحابه حتى ردوهم وجاءوا بالماء إلى الحسين ع ومنها
انه لما نشبت الحرب يوم عاشوراء تقدم أربعة من أصحاب الحسين ع
وهم الذين جاءوا من الكوفة ومعهم فرس نافع بن هلال فشدوا على الناس
بأسيافهم فلما وغلوا فيها عطف عليهم الناس واقتطعوهم عن أصحابهم
فندب الحسين ع لهم أخاه العباس فحمل على القوم فضرب فيهم بسيفه
حتى فرقهم عن أصحابه ووصل إليهم فسلموا عليه واتى بهم ولكنهم كانوا
جرحى فأبوا عليه ان يستنقذهم سالمين فعاودوا القتال وهو يدفع عنهم حتى
قتلوا في مكان واحد فعاد العباس إلى أخيه وأخبره بخبرهم ومنها انه
أشبه عمه جعفر الطيار الذي قطعت يمينه ويساره في حرب مؤتة مجاهدا في
سبيل الله فأبدله الله عنهما جناحين يطير بهما مع الملائكة وكذلك العباس
قطعت يمينه ويساره مجاهدا في سبيل في نصرة أخيه الحسين ع يوم
عاشورا وقال المفيد ان عمر بن سعد نادى يوم التاسع من المحرم يا خيل
الله اركبي وبالجنة أبشري فركب الناس ثم زحف نحوهم بعد العصر
والحسين ع جالس امام بيته محتب بسيفه إذ خفق برأسه على ركبته
فسمعت أخته الصيحة فدنت من أخيها فقالت يا أخي أما تسمع هذه
الأصوات قد اقتربت فرفع الحسين ع رأسه فقال اني رأيت رسول الله
ص الساعة في المنام فقال لي انك تروح إلينا فلطمت أخته وجهها ونادت
بالويل فقال لها الحسين ليس لك الويل يا أخية اسكتي رحمك الله قال له
العباس يا أخي اتاك القوم فنهض ثم قال يا عباس اركب أنت حتى تلقاهم
وتقول لهم ما لكم وما بدا لكم وتسألهم عما جاء بهم فأتاهم العباس في نحو
عشرين فارسا فيهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر فقال لهم العباس ما
بدا لكم وما تريدون قالوا قد جاء امر الأمير ان نعرض عليكم ان تنزلوا
على حكمه أو نناجزكم قال فلا تعجلوا حتى ارجع إلى أبي عبد الله فاعرض
عليه ما ذكرتم فوقفوا وقالوا القه فاعلمه ثم القنا بما يقول لك فانصرف
العباس راجعا يركض إلى الحسين ع يخبره الخبر ووقف أصحابه يخاطبون
القوم ويعظونهم ويكفونهم عن قتال الحسن ع فجاء العباس إلى الحسين
ع فأخبره بما قال القوم فقال ع ارجع إليهم فان استطعت ان
تؤخرهم إلى غدوة وتدفعهم عنا العشية لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه
ونستغفره فهو يعلم اني كنت أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء
والاستغفار فمضى العباس إلى القوم ورجع من عندهم ومعه رسول من قبل
عمر بن سعد يقول انا قد أجلناكم إلى غد فان استسلمتم سرحناكم إلى
أميرنا عبيد الله بن زياد وان أبيتم فلسنا تاركيكم.
مقتل العباس
في مقاتل الطالبيين كان العباس آخر من قتل من اخوته لامه وأبيه
وقال المفيد لما رأى العباس بن علي كثرة القتلى في أهله قال لاخوته من
أمه تقدموا حتى أراكم قد نصحتم لله ولرسوله فإنه لا ولد لكم فتقدموا
فقاتلوا واحدا بعد واحد حتى قتلوا واشتد العطش بالحسين ع فركب
المسناة يريد الفرات وبين يديه العباس اخوه فاعترضته خيل ابن سعد
وأحاط القوم بالعباس فاقتطعوه عنه فجعل يقاتلهم وحده حتى قتل وكان
المتولي لقتله زيد بن رقاد أو ورقاء الحنفي وحكيم أو حكم بن الطفيل
السنبسي بعد أن أثخن بالجراح فلم يستطع حراكا.
وكان العباس آخر من قتل من المحاربين ولم يقتل بعده الا أطفال وفيه
يقول الكميث:
وأبو الفضل ان ذكرهم الحلو * شفاء النفوس م (١) الأسقام

(١) عادة العرب تخفيف الكلام لضرورة ولغير ضرورة فمن الأول تخفيف من الجارة بحذف النون
والاقتصار على الميم كما في هذا البيت أصله من الأسقام فخفف لضرورة الشعر ويوجد في
النسخة المطبوعة من مقاتل الطالبين من الأسقام وهو سهو من الطابع أو الناسخ ولهذا غيرها
بعض المعاصرين في كتابه فقال في الأسقام والصواب م الأسقام كما قلنا، قال الشعر:
وما انس م الأشياء لا انسى قولها * وقد قربت نحوي أمصر تريد
ومن الثاني قولهم بلعنبر وبلحارث يريدون بني العنبر وبني الحارث وغير ذلك.
(٤٣٠)

قتل الأدعياء إذ قتلوه * أكرم الشاربين صوب الغمام
وفيه يقول الشاعر:
أحق الناس ان يبكي عليه * فتى ابكى الحسين بكربلاء
اخوه وابن والده علي * أبو الفضل المضرج بالدماء
ومن واساه لا يثنيه شئ * وجاد له على عطش بماء
وفيه يقول المؤلف أيضا من قصيدة:
لا تنس للعباس حسن مقامه * في الروع عند الغارة الشعواء
واسى أخاه بها وجاد بنفسه * في سقي أطفال له ونساء
رد الألوف على الألوف معارضا * حد السيوف بجبهة غراء
١٤٥٠: الشيخ عباس العذاري
الشيخ عباس ابن الشيخ علي العذاري توفي سنة ١٣١٨ في الحلة
وفيها كانت ولادته قرأ العلوم اللسانية والأدبية على والده وابن عمته الشيخ
صالح الكواز وغيرهما وهاجر إلى النجف وحضر عند جماعة من مشاهير
علمائها ثم عاد إلى الحلة. وسكن بغداد برهة من الزمن اتصل فيها بكثير
من ذوي البيوتات العلمية والأدبية.
ومن شعره متغزلا:
أميالة الأعطاف الا إلى الرضا * وباذلة الإنصاف الا لذي الوجد
ومخمورة الألحاظ الا إذا رنت * ودائمة الاعراض الا عن الصد
تقضي زمان في هواكم وما انقضى * هيامي ولا استقطبت من وردة الخد
ومهما كتمت الحب بان وقد بدا * غرامي ولا بلغت من وصلكم قصدي
وما فزت الا من بعيد بنظرة * إلى الغادة الهيفاء مائسة القد
فقلت لنفسي انها قمر ألمها * وهل تنظر الأقمار الا من البعد
وله من قصيدة:
وافى كبدر التم عند شروقه * سحرا وعاطاني مدامة ريقه
فكان عذب رضابه في ثغره * شهد مذاقته حلت لمشوقه
وغدا يحدثني بأطيب منطق * قد فاق طيب الراح في راووقه
وافتر عن خضل أغر منضد * يسبي عقول ذوي الهوى بعقيقه
ماء الشباب بوجنتيه كليهما * يسقي من الخدين ورد شقيقه
يا ليلة قضيتها بمهفهف * ظامي الحشا لدن القوام رشيقه
ما بين لثم فم ورشف سلافة * نال الهوى منا أداء حقوقه
وظللت مذ سمح الزمان بوصله * نشوان بين صبوحه وغبوقه
وله في تهنئة السيد محمد القزويني بقدومه من الحج:
وافى كبدر قد جلا بضيائه * غسق الدجى مذ لاح في ظلمائه
واتى ولم يدر الغرام أضر بي * والشوق أسقمني لطول جفائه
وافى وحياتي بكأس رضابه * اهلا بخمر رضابه وانائه
فرشفته وثملت من خمر اللمي * لا من حمياه ولا صهبائه
يفتر عن خضل أغر منضد * يجلو دجى الظلماء في لألائه
صقل الشباب خدوده فسقى * من الوجنات ورد شقيقهن بمائه
واتى الصباح كأنه في نوره * وجه ابن مهدي الورى وضيائه
السيد المولى محمد الذي * وطأ السهى وسما على جوزائه
قسما بطلعته وجود بنانه * وكريم عشرته وفضل اخائه
في حجه خير من قد طاف في * البيت الحرام ومن سعى بفنائه
فبنسكه عرفوا مناسك حجهم * والهدي قد عرفوه في اهدائه
فيه زها نجف العراق وأصبحت * تختال من فرح ربى فيحائه
ومنها في مدح والده السيد المهدي:
جلت مكارمه فالسنة الثنا * لم تحص عد العشر من آلائه
قد ذب عن دين الهدى بصوارم * كانت مغامدها طلى أعدائه
أعلى الورى حسبا وأطول منهم * باعا بيوم فخاره وعطائه
مولى هو البدر المنير لدين آل * محمد وبنوه شهب سمائه
شهد العدو بفضله وكفى به * فضلا يكون الخصم من شهدائه
١٤٥١: أبو الحسن العباس بن عمر بن عباس بن محمد بن عبد الملك.
ابن أبي مروان ويقال ابن مروان الكلواذاني الفارسي الكاتب عن
الايضاح الكلواذاني بكسر الكاف وسكون اللام وفتح الواو والذال
المعجمة والنون بعد الألف نسبة إلى كلواذي في معجم البلدان آخره ألف
تكتب ياء مقصورة طسوج قرب مدينة السلام بغداد وناحية الجانب الشرقي
من بغداد من جانبها وناحية الجانب الغربي من نهربوق وهي الآن خراب
اثرها باق بينها وبين بغداد فرسخ واحد للمنحدر اه‍.
من مشائخ النجاشي صاحب الرجال ويروي بالإجازة عن ولد
الصدوق ويروي عن محمد بن يحيى الصوفي وعن أبي الفرج الأصبهاني وفي
رجال بحر العلوم أكثر روايات هذا الشيخ عن علي بن بابويه، قال
النجاشي في ترجمة علي بن الحسين بن بابويه أخبرنا أبو الحسن العباس بن
عمر بن عباس بن محمد بن عبد الملك أبي مروان الكلواذاني رحمه الله قال
اخذت إجازة علي بن الحسين بن بابويه لما قدم بغداد سنة ٣٢٨ بجميع
كتبه.
وقال في ترجمة بكر بن حبيب أبو عثمان المازني النحوي أخبرنا
العباس بن عمر بن عباس الكلواذاني المعروف بابن مروان رحمه الله حدثنا
محمد بن يحيى الصوفي الخ وقال في ترجمة حصين بن المخارق قرأت على أبي
الحسن العباس بن عمر بن العباس بن محمد بن عبد الملك الفارسي الكاتب
وكتب ذلك لي بخطه أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصفهاني
الخ.
وفي التعليقة عباس بن عمر بن العباس الكلواذاني المعروف بابن
مروان في بكر بن محمد بن حبيب عن النجاشي ما يظهر منه جلالته وكذا في
علي بن الحسين بن موسى مضافا إلى أنه اخذ إجازة علي بن الحسين عنه ومر
في الحصين بن مخارق أيضا وانه العباس بن عمر بن العباس بن محمد بن
عبد الملك الفارسي وبالجملة يظهر من التراجم حسنه بل وكونه من المشائخ
ومشائخ الإجازة.
(٤٣١)

١٤٥٢: الشيخ عباس البلاغي بن حسن بن عباس بن محمد علي بن محمد البلاغي
الربعي النجفي من علماء وشعراء عصر السيد مهدي بحر العلوم
الطباطبائي.
قال سبطه الشيخ جواد البلاغي فيما كتبه إلينا: كان من العلماء
العاملين الاعلام ووجدت له من الآثار بعض التعليقات على كتاب
الاستبصار ورسالة نحو ألف بيت سماها بغية الطالب في معرفة الفرض
والواجب ورتبها على مطلبين الأول في أصول الايمان مع استدلال مختصر
الثاني في فروع الدين كتب منها الطهارة والصلاة وفي آخرها انه كتب
أكثرها في بلدة دمشق عند رجوعه من الحج بطلب جماعة من أهلها وأكملها
في طريق العراق سنة ١١٧٠ قال ووجدنا له رسالة أخرى نحو خمسمائة بيت
أولها وبعد فيقول العبد عباس بن حسن الشيخ البلاغي اني كتبت هذه
الكلمات فيما يتعلق بالنكاح والزفاف والجماع من الآداب وبعض الفوائد
وفي آخرها وكان الفراغ منها يوم الأحد ٢٧ من شهر رمضان المبارك سنة
١١٦١ وفي اللئالئ الثمينة والداراري الرزينة: الشيخ
عباس بن الحسن بن عباس البلاغي النجفي عالم فاضل من تلامذة أبي الحسن الشريف العاملي
له رسائل وأجوبة مسائل منها الرسالة الحجية.
١٤٥٣: الشيخ عباس ابن الشيخ محمد علي بن محمد البلاغي الربعي النجفي.
توفي بعد الألف من الهجرة في تكملة أمل الآمل: عالم فاضل محدث
رجالي أصولي قرأ علي أبيه وصنف وله ترجمة في كتاب تنقيح المقال في
الرجال لابنه الفاضل الشيخ حسن بن عباس وهو في طبقة الشيخ البهائي.
١٤٥٤: السيد عباس ابن السيد عيسى ابن السيد عبد السلام ابن السيد زين
العابدين ابن السيد عباس صاحب نزهة الجليس الموسوي العاملي.
توفي سنة ١٣٠٢ ودفن بجبشيت بجنب قبر الكفعمي في بغية
الراغبين وصفه بالمؤرخ الحافظ الثقة أعقب من أربعة أولاد محمود وعلي
وجواد وقاسم وله ولدان آخران ماتا في حياته أحدهما السيد محمد مات
بالنجف في طلب العلم والآخر السيد امين مات مسموما في شرخ شبابه
بمصر.
١٤٥٥: السيد عباس الهمذاني الشيرواني
توفي سنة ١٢٥٦، من ولد ميرزا إبراهيم خان وزير نادر شاه له
تاريخ الأئمة الاثني عشر فارسي وتاريخ الأفاغنة فارسي وتاريخ البواهر
وتاريخ بهوبال وله كتاب جهار جمن في تاريخ دكن فارسي مطبوع وله تاريخ
الروم فارسي وله تاريخ سرنديب فارسي وله تاريخ النفيس فارسي.
١٤٥٦: الشيخ عباس المولوي.
يظهر مما يأتي انه كان من الدراويش والمتصوفة له كتاب أنوار سليماني
في المناظرات والاحتجاج فارسي صنفه باسم بعض الملوك رأيت منه نسخة
في كرمانشاه سنة ١٣٥٢ فرع منها كاتبها سادس المحرم سنة ١٢١٠ وفي
آخرها ما صورته: قد وقع الفراغ من هذا الكتاب من تصنيف قطب
الأقطاب في العالمين زبدة الأولياء الكاملين برهان العارفين والعاشقين قدوة
الزاهدين أسوة السالكين افتخار المرتاضين زين الممتازين عارف الاسرار في
الحقيقة كاشف الرموز في الطريقة صدر مسند الارشاد قطب فلك الأوقاد
العالم الرباني المتشرف بالجذب السبحاني المؤيد من عند الله بالنفس القدسية
عباس المشهور بمولوي اه‍. مرتب على اثنين وستين فصلا فيها
مناظرات الرسول ص مع أهل الأديان ومناظرات أمير المؤمنين والحسن
والحسين والسجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي
والعسكري والمهدي ع وجملة من علماء الشيعة كالمفيد وهشام بن
الحكم وعلي بن ميثم وحسن بن فضال والفضل بن شاذان والسيد عز الدين
وسعد بن عبد الله وعلي بن بابويه ومحمد بن بابويه واثبات ايمان أبي طالب
وأجوبة السيد حسن ابن السيد راجو ومناظرة ابن أبي جمهور مع الفاضل
الهروي ورد مولانا محمد الرستمداري على علماء ما وراء النهر ومناظرة
المأمون مع أربعين عالما ومناظرة والد البهائي مع رجل من أهل حلب
ومناظرة قاضي زاده كوهروري مع قاضي زاده اوربك في مجلس الشاه عباس
ومناظرة السيد الشاه فتح الله مع بعض فضلاء المدينة ومع بعض فضلاء
الهند ومناظرة مؤمن الطاق مع ابن أبي خدرة وفي ذكر حكايات عجيبة.
١٤٥٧: عبدان بن محمد الأصفهاني الخوزي.
توفي حدود الأربعمائة بأطراف أصفهان، كان معاصرا لأبي العلاء
الأسدي من شعره قوله:
تكلفني التبصر والتسلي * وهل يسطاع الا المستطاع
وقالوا قسمة نزلت بعدل * فقلنا ليته جور مشاع
وقوله من قصيدة علوية ذكرها الثعالبي:
وا حزني ان قضيت لم أرما * آمله فيكم ووا حزني
كم عاصب حفكم ليهزلكم * وقد تفقا من شدة السمن
١٤٥٨: المولى عبد الأئمة بن عبد الحسين النجفي.
كان من علماء الدولة الصفوية رياضيا فلكيا محدثا مفسرا له اليد
الطولى في صنعة الآلات النجومية والأسطرلاب والكرة وإلى الآن يعرف
أسطرلابه بأسطرلاب عبد الأئمة. له رسالة في صنعة الأسطرلاب فرع
منها سنة ١١١٠
١٤٥٩: السيد الميرزا عبد الباقي الموسوي الشيرازي.
توفي أواخر شعبان سنة ١٣٥٤.
قال السيد شهاب الدين الحسيني فيما كتبه إلينا: هو حفيد الميرزا
محمد باقر المعروف بملاباشي شارح الصحيفة الكاملة وصاحب أنوار القلوب
وغيرهما كان السيد عبد الباقي من مشاهير علماء شيراز فقها وحديثا وأدبا
وتاريخا. أروي عنه بالإجازة، وهو عن جماعة منهم الشيخ ميرزا حسين
النوري. له رسائل في الفقه وشرح الأحاديث المشكلة.
١٤٦٠: السيد الأمير عبد الباقي الحسيني.
في الرياض: فاضل عالم فقيه مجتهد معروف وأظن أنه من معاصري
الشهيد الثاني ورأيت بعض فوائده وفتاواه ومنها ما سئل عما لو كان
الوالد غنيا والولد فقيرا هل يجوز اعطاء الزكاة للولد فقال يجوز اعطاء ما زاد
على النفقة الواجبة فإنه غير واجب على الوالد منها لو كان رجل يكفي
ماله لمؤونة السنة له ولعياله الواجبي النفقة وعلى جماعة تبرعا فعجز عن
(٤٣٢)

مؤونتهم أيطلق عليه اسم الفقير والمسكين فقال نعم وسئل عما لو اشتغل
القادر على تكسب مؤونة السنة بالنوافل فصار عاجزا عن التكسب أيجوز له
اخذ الزكاة فقال لا يجوز لهذا الرجل الاشتغال بالنوافل الا طلب العلم
وسئل عما لو خلف الميت مالا كثيرا وعليه دين أيجوز للغريم احتساب
ماله عليه من الزكاة فأجاب لا يجوز ولعل السائل هو هذا السيد والمسؤول
الشهيد الثاني ولعله هو الأمير الباقي سبط نعمة الله الولي الآتي.
١٤٦١: السيد الأمير عبد الباقي سبط الشاه نور الدين نعمة الله الولي المشهور.
استشهد أوائل رجب سنة ٩٣٦
في الرياض: كان من مشاهير علماء عصره وشعرائهم بالفارسية
وأصحاب الإنشاء وقد أورده سام ميرزا في تحفة السامي ونقل بعض أشعاره
وقال له ديوان شعر بالفارسية في الغزل وكان قد جمع مع علو النسب مراتب
شرف الحسب وكان يتخلص في أشعاره بالباقي وقال إنه لغاية شهرته لا
يحتاج إلى تعريف وتوصيف وكان مع علو رتبته ذا همة عظيمة في رعاية
جانب الفقراء وتقلد منصب الصدارة للشاه إسماعيل الصفوي الأول في
أوائل سلطنته ثم صار وكيل الدولة للسلطان الذكور وبيده الحل والعقد في
جميع المهام فلا يصدر شئ في المملكة الا عن رأيه إلى أن استشهد في
الحرب التي وقعت بين الشاه إسماعيل والسلطان العثماني بالتاريخ المتقدم
ولا يبعد اتحاده مع سابقه الأمير عبد الباقي الحسيني.
١٤٦٢: السيد المير عبد الباقي بن المير محمد حسين ابن المير محمد صالح ابن المير
عبد الواسع الحسيني الخاتون آبادي الأصفهاني جد أئمة الجمعة بطهران.
توفي سنة ١٢٠٧.
سيد جليل القدر عظيم الشأن من بيت علم وأدب وفقه وحديث،
ورع ذو أخلاق حميدة مدرس في المعقول والمنقول وامام الجمعة والجماعة في
أصفهان، له الجامع في اعمال شهر رمضان، وفي كتاب المآثر انه من أجلة
علماء عصره.
وصفه صاحب مستدركات الوسائل بالسيد العالم الحسيب النسيب
وفي روضات الجنات من أجلة سادات زمانه الفضلاء الأعيان وصار امام
الجمعة بأصبهان بعد أبيه ويقال انه لما زار العتبات الشريفة علم به فضلاء
العراق وهو على جناح السفر فاستجازوه بتلك الحال لعلو اسناده فأجازهم
من لفظه ومنهم بحر العلوم.
يروي عنه بحر العلوم الطباطبائي وتاريخ اجازته له سنة ١١٩٣
ويروي هو عن والده، وأبوه ابن بنت المجلس ولما سافر بحر العلوم عند
وقوع الطاعون بالعراق سنة ١١٨٦ إلى خراسان مر عند رجوعه بأصبهان
واستجازه فاجازه.
ولكن في روضات الجنات كما مر وفي كتاب المآثر انه لما جاء
المترجم إلى العراق استجازه أكثر المجتهدين والمحدثين في العتبات المقدسة
ومنهم بحر العلوم اه‍. ولعل هذا هو الصواب لان سفر بحر العلوم
إلى خراسان ومروره بأصفهان كان سنة ١١٨٦ بتاريخ الإجازة ١١٩٣ كما
سمعت فبينهما سبع سنوات إلا ان يكون بحر العلوم أقام كل هذه المدة في
بلاد العجم.
١٤٦٣: المير السيد عبد الباقي الرشتي.
توفي سنة ١٣١١ في رشت ودفن في قم. كان عالما فاضلا جليلا
مطاعا في نواحي جيلان خرج من رشت إلى العراق واخذ في النجف عن
صاحب الجواهر والشيخ حسن ابن الشيخ جعفر ورجع إلى رشت بعد
استجازتهما فرأس وتصدر وتزوج أيام اقامته في النجف كريمة السيد علي
الطباطبائي صاحب البرهان القاطع ولأولاده الوجاهة فيها منهم الآقا مير
خلفه فيها وهو من ابنة صاحب البرهان ويأتي في بابه ومنهم السيد محمد علي
ووجه تلقيب أولاده الآن في رشت ببحر العلوم هو ما ذكر.
١٤٦٤: السيد عبد الباقي بن مرتضى الموسوي الدزفولي.
توفي سنة ١١٤٣.
في ذيل إجازة السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري:
كان فاضلا صالحا معظما جليل الشأن ثقة مرضيا سافر أوائل شبابه لطلب
العلم إلى أصبهان وقرأ على الآقا جمال الدين ابن الآقا حسين الخوانساري
ثم إلى مشهد الرضا ع وقرأ على المولى عبد الرحيم الجامي ولم
يرجع إلى وطنه الا بعد أن بلغ غاية الكمال وفاق الاقران والأمثال وجمع من
نشأ بعده في بلاده من العلماء والمتهذبين فهم من تلامذته واتباعه اتصلت به
كثيرا واستفدت منه وحضرت درسه بتفسير البيضاوي.
١٤٦٥: المولى عبد الباقي الخطاط الصوفي التبريزي.
توفي سنة ١٠٢٦.
كان في عصر الشاه عباس الصفوي الأول وله صداقة ومراسلة مع
الميرزا إبراهيم الهمذاني. له ١ تفسير القرآن على طريقة التصوف ٢
شرح نهج البلاغة بالفارسية مبسوط على مشرب التصوف ٣ شرح
الصحيفة الكاملة السجادية على طريقة الصوفية الكاملة الجسادية على
طريفة الصوفية وكان معروفا بحسن الخط في النسخ والثلث، فاضلا عالما
محققا ولكن له ميل عظيم إلى سلك الصوفية.
١٤٦٦: القاضي زين الدين أبو علي عبد الجبار بن
الحسين بن عبد الجبار بن محمد الطوسي بن أخي علي بن عبد الجبار
الطوسي.
فاضل فيه واعظ ثقة قاله منتجب الدين أقول يعني بعلي بن عبد
الجبار القاضي جمال أبا الفتح علي بن عبد الجبار بن محمد الطوسي نزيل
قاشان الذي يروي عنه شاذان بن جبرئيل القمي وسيجئ ابن عمه وهو
القاضي ركن الدين عبد الجبار بن علي.
١٤٦٧: الشيخ المفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي.
المقري النيسابوري ثم الرازي فقيه ثقة من كبار تلامذة الشيخ أبي
جعفر محمد بن الحسن الطوسي وسلار بن عبد العزيز وابن البراج كان فقيه
الأصحاب في الري، والمتعلمون قاطبة من سادات وعلماء تلمذوا عليه
ذكره منتجب الدين وله تأليفات في الفقه بالعربية والفارسية. وفي
الرياض: الفاضل العالم الكامل العلامة تلميذ الشيخ الطوسي ومن في
طبقته ويروي عنهم نيسابوري الأصل ثم توطن الري وقد يعبر عنه بعبد

(١) الرياض.
(٤٣٣)

الجبار المقري يروي عن جماعة منهم أستاذه الشيخ الطوسي وقد وجدت على
بعده وكذا أسقط عبد الجليل بن عيسى المذكور وسبق
في ترجمة الشيخ أبي عبد الله جعفر بن محمد بن حمد بن العباس بن الفاخر
الدوريستي ان الشيخ المفيد عبد الجبار هذا يروي أيضا عنه وممن يروي الشيخ عبد
الجبار المذكور عنه الشيخ الطوسي كما سيأتي ومدح به الطبرسي في إعلام الورى ويظهر
من أواخر مجمع البيان ان الطبرسي في إعلام الورى و
من أواخر مجمع البيان ان الطبرسي يروي عن المفيد أبي الوفاء عبد الجبار بن
الجبار وجماعة كثيرة كما يظهر من مناقب ابن شهرآشوب وغيره ومنهم السيد
أبو الفضل الداعي بن علي الحلي السردي والشيخ أبو الرضى فضل الله بن
علي بن الحسين القاشاني وعبد الجليل بن عيسى بن عبد الرب الرازي
والشيخ أبو الفتوح أحمد بن علي الرازي ومحمود علي بن علي بن عبد الصمد
النيسابوري ومحمد بن الحسن السوداني وأبو علي الفضل ابن الحسن بن
الفضل الطبرسي اجازه صرح به في إعلام الورى أبو جعفر محمد بن علي بن
الحسن الحلي وسعود بن علي الصوابي والحسين بن أحمد بن طحال المقدادي
وعلي بن شهرآشوب المازندراني السردي والد ابن شهرآشوب المشهور لكل
قريب من ذلك الشيخ نجيب الدين في آخر كتاب الجامع ولكن أورد أبا
علي محمد بن الفضل الطبرسي بدل أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل
الطبرسي وأسقط الأربعة المذكورين بعده وكذا وأسقط عبد الجليل بن عيسى المذكور
وسبق في ترجمة الشيخ أبي عبد الله جعفر بن محمد بن حمد بن العباس بن الفاخر
الدوريستي ان الشيخ المفيد عبد الجبار هذا يروي أيضا عنه وممن يروي الشيخ عبد
الجبار المذكور عنه الشيخ الطوسي كما سيأتي ومدح به الطبرسي في إعلام الورى ويظهر
من أواخر مجمع البيان ان الطبرسي يروي عن المفيد أبي الوفاء عبد الجبار بن
عبد الله بن علي الرازي هذا فيما كتبه إليه بخطه ويروي عن الشيخ
الطوسي وعن الرئيس أبي الجوائز الحسن بن علي بن محمد الكاتب وعن
الشيخ أبي عبد الله الحسن بن أحمد ويظهر من أوائل سند أحاديث
الحسن بن ذكران الفارسي صاحب أمير المؤمنين كما وجدته بخط الوزيري
الفاضل المشهور ان الشيخ أبو عبد الله الحسين بن حمد بن محمد بن طحال
المقدادي يروي عن الشيخ المفيد أعز العلماء وأبو الوفا وعبد الجبار بن
عبد الله بن علي الرازي بالري في شعبان سنة ثلاث وخمس مائة ويروي هو
عن الرئيس أبي الجوائز الحسن بن علي بن بادي وقال نجيب الدين في
الفهرست الشيخ المفيد عبد الجبار بن عبد الله بن علي المقري الرازي فقيه
الأصحاب بالري ترد عليه في زمانه قاطبة المتعلمين من السادة والعلماء وهو
قرأ على الشيخ الطوسي جميع تصانيفه وقرأ على الشيخين سلار وابن البراج
وله تصانيف بالعربية والفارسية في الفقه أخبرنا بها الشيخ الامام جمال الدين
أبو الخزاعي عنه اه‍. وصرح ابن شهرآشوب في المناقب بأنه قرأ على الشيخ
الطوسي، وابن شهرآشوب يروي عنه بتوسط السيد أبي الفضل الداعي
وله ولد فاضل وهو الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الجبار وفي المهج لابن
طاوس انه حدث الشيخ أبو علي ولد الشيخ الطوسي في مشهد أمير المؤمنين
ع سنة ٥٠٧ وكذا الشيخ المفيد شيخ الاسلام عز العلماء أبو الوفا عبد
الجبار بن الله بن علي الرازي في مدرسته بالري في شعبان سنة ٥٠٣
وحدث أيضا السيد العالم التقي نجم الدين كمال الشرف ذو الحسبين أبو
الفضل المنتهي ابن أبي زيد بن كاكا الحسيني في داره بجرجان في ذي الحجة
سنة ٥٠٣ وحدث أيضا الشيخ السعيد الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن
شهريار الخازن بمشهد أمير المؤمنين ع إجازة في رجب سنة ٥١٤
قالوا كلهم حدثنا الشيخ الطوسي بالمشهد المقدس الغروي في شهر رمضان
سنة ٤٥٨ قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري وأحمد بن
عبدون وأبو طالب بن الغروي وأبو الحسن الصفار وأبو على الحسن بن
إسماعيل بن أشناس قالوا حدثنا أبو الفضل محمد ابن عبد الله بن المطلب
الشيباني قال حدثنا محمد بن يزيد بن أبي الأزهر البوشنجي النحوي قال
حدثنا أبو الوضاح محمد بن عبد الله بن زيد النهشلي قال اخبرني أبي قال
سمعت الامام أبا الحسن موسى بن جعفر ع الحديث.
١٤٦٨: عز الدين أبو الوفاء عبد الجبار بن عبيد الله بن علي الرازي الفقيه
روى عن الرئيس سعد المعالي أبي الجوائز الحسن بن علي بن بادي
الواسطي عن علي بن عثمان بن الحسن بن كردان وعن الشيخ أبي جعفر بن
الحسن الطوسي عن أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري روى عنه
الحسن بن أحمد بن طحال في مدرسته بالري السعيد سنة ٥٠٣
١٤٦٩: السيد عبد الجليل ابن السيد ياسين ابن السيد إبراهيم.
ابن السيد طه الطباطبائي البصري فاضل أديب اشتهر بحسن النظم
والإنشاء ولد سنة ١١٩٠ واخذ العلم عن فضلاء البصرة وبرع في النظم
والنثر ومن شعره قوله من قصيدة مشيرا إلى قصيدة التميمي التي مطلعها:
عرفناك تعفو عن مسئ تعذرا * الا فاعفنا عن رد شعر تنصرا
وفيها يقول:
حكمت وحكمي الحق ناء عن المرا * بان التميمي الأديب تعثرا
بذم قواف في تمام جناسها * وذلك نوع في البديع تقررا
وعند اتحاد الجنس فالنوع سائغ * تعدده بل كم أفاد تخيرا
وشأن ذوي الآداب حب امرئ له * أفانين في لفظ ومعنى تغيرا
وليس مرادا دين من رق طبعه * أكان حنيفا مسلما أم تنصرا
وحسبك منه ما يفصل عقده * من النظم والمنثور درا وجوهرا
وكم مسلم منه اللسان وقلبه * على غير دين فضله قد تصدرا
وظلم ذوي الآداب والفضل عيبهم * بما صنعوا من رقة الشعر في الورى.
١٤٧٠: الشيخ عبد الجليل بن عبد الخليل بن إسماعيل.
بن نادر الكركوكي الأمثل الحائري الكرمانشاهاني أصله من كركوك
جاء إلى كربلا وقرأ على الوحيد البهبهاني حتى صار من مشاهير العلماء ثم
سكن في كرمانشاه وتوفي فيها وقبره معروف مزور فيها وعائلته من مشايخ
الصوفية وقبر أبيه بنواحي كركوك معروف مزور في قرية يقال لها المرعية
ووجد تملكه لكثير من الكتب النفيسة الخطية.
١٤٧١: الشيخ أبو الفضل عبد الجليل ابن أبي الحسين القزويني.
له من الكتب البراهين في امامة أمير المؤمنين، السؤالات
والجوابات، مفتاح التذاكير، تنزيه عائشة.

(١) مجمع الآداب.
(٤٣٤)

١٤٧٢: الميرزا عبد الجواد ابن الميرزا محمد مهدي الشهيد الحسيني الصادقي
المشهدي وباقي النسب في ترجمة الأب.
ولد سنة ١١٨٨ وتوفي سنة ١٢٤٦ ودفن في الحرم الشريف الرضوي
في جنب تربة والده وأبيه قرب دار التوحيد.
في الشجرة الطيبة: السيد المحقق النقاد وصاحب الطبع الوقاد ميرزا
عبد الجواد حصل العلوم والفضائل وكمل الرسوم الشرعية عند والده حتى
صار يعد من أجلة أرباب الزهد والتقوى والعلم والفتوى واشتغل طول
حياته في نشر العلوم وترويج الاحكام وإعانة المظلومين وإغاثة الملهوفين.
وفي تاريخ جهان آرا في وقعة محاصرة الخاقان لعله فتح علي شاه مذكور
ان أمير كونه خان قدم شفعاء له مجتهد الزمان ميرزا هداية وعلامة الدوران
ميرزا عبد الجواد وهما ولدا الميرزا محمد مهدي الشهيد وبواسطتهما عفي
عن أمير كونه خان وسائر خوانين خراسان وقال صاحب تاريخ رياض الجنة
وللأستاذ المذكور الشهيد أبناء ثلاثة من ابنة العالم المتبحر الشيخ حسين
العاملي أصلا المشهدي موطنا أو لهم ميرزا هداية الله وترجمه بما نقلناه عنه في
ترجمته وثانيهم ميرزا عبد الجواد ابن ميرزا مهدي عالم فاضل جليل القدر
دقيق الذهن حسن الخلق جيد الادراك كان شريكنا في الدرس عند أبيه في
الإشارات وعيون الحساب والأكر وغيرها وكان بيننا وبينه محبة وألفة عظيمة
وهو أوسط أولاد الأستاذ المذكور وأحبهم إليه أطال الله بقاءه وثالثهم الميرزا
داود وترجمه بما نقلناه عنه في ترجمته.
وفي فردوس التواريخ: السيد المحقق النقاد صاحب الطبع الوقاد
مولانا ميرزا عبد الجواد سيد رفيع المنزلة وفاضل شريف المرتبة كان من أجلة
أرباب الزهد والتقوى وأهل العلم والفتوى كمل جميع أنواع الفضائل والمآثر
عند والده وفي مدة حياته كان مشغولا بنشر العلوم الشرعية وترويج
الاحكام العملية وله اهتمام موفور وسعي مشكور في رعاية الطلاب وحماية
حمى أصحاب السداد والثواب.
وذكره مستر فرزر الانكليزي السائح فيما كتبه عن سياحته في المشهد
فقال من جملة كلام له على ما حكاه صاحب الشمس صنيع الدولة أحد
وزراء ناصر الدين شاه وقد كتبه في سياحة ناصر الدين شاه. قال في
الصفحة ٣٤: ان سيدا من خدم الحضرة الرضوية اسمه السيد حسين
أدخله الحضرة الشريفة وذلك بواسطة رجل روسي كان قد أسلم وسكن
المشهد وكان يتكلم قليلا باللغة الإنكليزية فادخله إلى الروضة المطهرة وإلى
الأروقة بعد أن خلع ثيابه وألبسه غيرها، ولا شك انه اخذ منه مقابل ذلك
مبلغا من الدراهم. قال وكنت أقلده في الاستئذان والزيارة وقال المستر
فرزر ذهبت يوما لزيارة الميرزا عبد الجواد المجتهد فتلقاني تلقيا حسنا وهو
ابن الميرزا مهدي مجتهد المشهد وله اخوان أكبر منه ولكنهما دونه شانا وكان
في فراش حجرة الميرزا عبد الجواد حصير وكان هناك جماعة يحترمونه كثيرا
وهذا عالم المشهد بواسطة وفور علمه لم يتكلم معي في مسالة المذهب لعلمه
انه لا يحصل بيننا موافقة في الآراء وسألني عن بعض المسائل في النجوم
والجغرافية وعن الناظور الدوربين الذي كان عندي ولم يكن علمي
واطلاعي كافيين في جوابه. وله معرفة جيدة بعلم جر الأثقال الميكانيك
وأراني بعض آلات وأدوات أحضرها من بلاد الإفرنج وعنده آلات تامة
لاصلاح الساعات ولكنها كانت بلا ثمرة وسألني عن أحوال السلطنة في بلاد
الإفرنج وأراني عدة كتب واحد منها كتاب سياحة ملا محمد الأصفهاني في
أوروبا وخاصة في انكلترا وملا محمد هذا كتب سياحته قبل ستين سنة
ومطالب كتابه مجملة عن تاريخ الإفرنج واطلاعه قليل عن الاستكشافات
الجديدة في الدنيا ومطالب أخرى عن ذلك الإقليم والخلاصة اني صرت
شاكرا له كثيرا وهو معروف بحسن السيرة ولكن يقولون انه خسيس
وسمعت ان شاه ميرزا أودع جواهر كثيرة عنده وعند اخوته فلم يردها عليه
وانها كانت رأس مال ثروتهم وجاءني الميرزا عبد الجواد يوما زائرا إلى منزلي
وصار لي معه اختصاص زائد وعلمني الشهادتين وانا أجريتها على لساني
وبذلك بعد هذا أصبحت معدودا من المسلمين وقول الشهادة صار سببا لان
ادخل الصحن والحرم المطهر مع الميرزا عبد الجواد مرة ثانية ورأيت هذه
الأماكن بتمام الراهة اه‍ ولا شك ان المستر فرزر الانكليزي أظهر
للميرزا عبد الجواد انه راغب في الاسلام ولا ريب انه وقعت بينهما محاورات
كثيرة قد اختصرها فرزر.
١٤٧٣: الميرزا عبد الجواد بن سليمان النيسابوري النجفي.
من طبقة تلاميذ كاشف الغطاء. له شرح الشرائع، مجلد كبير في
الوقف والصدقات والمكاسب والبيع والخيارات والإجازة.
١٤٧٤: السيد عبد الحسيب بن أحمد بن زين العابدين الحسيني العلوي العاملي
الأصفهاني.
عالم جليل من أعيان علماء الدولة الصفوية بأصفهان ومر ان أباه السيد
احمد تلميذ المير الداماد وصهره.
١٤٧٥: الشيخ عبد الحسن ابن الشيخ راضي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ محسن
ابن الشيخ خضر الجناجي النجفي.
ولد سنة ١٢٦٠ وتوفي يوم الاثنين ٧ جمادي الأول سنة ١٣٢٨ في
النجف ودفن مع أبيه في مقبرتهم. كان أبوه من فقهاء النجف الكبار وذكر
في بابه وجده الشيخ خضر هو والد الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء.
اخذ المترجم عن أبيه الشيخ راضي وعن الشيخ محمد رضا ابن
الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر الكبير وعن الشيخ محمد حسين الكاظمي
وعن الميرزا حبيب الله الرشتي وهو آخر من اخذ عنه رأيناه في النجف
وعاصرناه وهو يحضر درس الرشتي في عدة من شيوخ علماء العرب والعجم
الذي لا يحضرون درس غيره لشيخوخته، وكان المترجم على جانب من
حسن الخلق ساعيا في مصالح الخلق يعد في رؤساء البيوتات العلمية في
النجف.
١٤٧٦: الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ إبراهيم ابن الشيخ صادق العاملي.
ولد في النجف في حدود سنة ١٢٨٢ وفيها نشأ ثم خرج إلى جبل
عامل وعاد إلى النجف بعد وفاة أبيه فاخذ عن علمائها مثل الشيخ ميرزا
حسين ابن ميرزا خليل، وهو من الطبقة الأولى في الشعراء وجرت بينه
السيد حسين القزويني مراسلات كثيرة منظومة ومنثورة من ذلك قصيدة
أولها:
غرامي غرام الظبي مقتنص الخشف * ونوحي نوح الورق فاقدة الألف
(٤٣٥)

وتوفي في أوائل ذي الحجة سنة ١٣٦١ في النبطية ودفن فيها.
شعره
قال في رثاء الحسين ع:
سل كربلا والوغى والبيض والا سلا * مستحفيا عن أبي الضيم ما فعلا
أحلقت نفسه الكبرى بقادمتي * آبائه أم على حكم العدا نزلا
غفرانك الله هل يرضى الدنية من * لقاب قوسين أو أدنى رقى نزلا
يأبى له الشرف المعقود غاربه * بذروة العرش عن كرسيه حولا
ساموه اما هوانا أو ورود ردى * فساع في فمه صاب الردى وحلا
خطا لمزدحم الهيجاء خطوته * الفسحاء لا وانيا عزما ولا كسلا
يختال من جده طه ببرد بها * ومن أبيه علي في بجاد علا
فالكاتبان له في لوح حومتها * ذا ناظم مهجا ذا ناثر قللا
يمحو بهذين من ألواحها صورا * اجل ويثبت في قرطاسها الأجلا
يحيك فيها على نولي بسالته * من الحمام إلى أعدائه حللا
ما عضبه غير فصال يدا وطلا * ولدنه غير خياط حشا وكلا
هما معا نشرا من أرجوانهما * ما جلل الأرحبين السهل والجبلا
تقل يمناه مشحوذ الغرار مضا * مواجه علقا وهاجه شعلا
ما بين مضطرب منه ومضطرم * نار تلظى وماء للمنون غلى
طورا يقد وأحيانا يقط وفي * حاليهما يقسم الأجسام معتدلا
فهو المقيم صلاة الحرب جامعة * لم يبق مفترضا منها ومنتقلا
تأتم فيه صفوف من عزائمه * تستغرق الكون ما استعلى وما سفلا
بالنحر كبر ماضيه وعامله * بالصدر فاتحة الطعن الدراك تلا
فالسيف يركع والهامات تسجد * والخطي في كل قلب أخلص العملا
أقام سوق وغى راجت بضائعها * فابتاع لله منها ما علا وغلا
تعطيه صفقتها بيض الصفاح وسمر * الخط تربح منه العل والنهلا
والنبل تنقده ما في كنانتها * والقوس تسلفه عن نفسه بدلا
والبيعان جلاد صادق وردي * فذاك أنشأ ايجابا وذا قبلا
قضى منيع القفا من طعن لائمة * مذ للقنا والمواضي وجهه بذلا
قضى تريب المحيا وهو شمس هدى * من نوره كم تجلى الكون بابن جلا
قضى ذبول الحشا يبس اللهى ظما * من بعد ما انهل العسالة الذبلا
قضى ولو شاء ان تمحى العدا محيت * أو يخلي الله منها كونه لخلا
لكن ولله في احكامه حكم * كبابه القدر الجاري فخر إلى
لله ما انفصلت أوصاله قطعا * لله ما انتهيت أحشاؤه غللا
لله ما حملت حوباؤه محنا * بثقلها تنهض النسرين والحملا
أفديه من مصحر للحرب منشئة * عليه عوج المواضي والقنا ظللا
والصافنات المذاكي فوقه ضربت * سرادقا ضافي السجفين منسدلا
بيتا من النقع علويا به شرف * وكل بيت حواه فهو بيت علا
ضافته بيض الظبا والسمر ساغبة * عطشى فألفته بذال القرى جذلا
لله ما شرب الخطي من دمه * لله من لحمه الهندي ما اكلا
أحيا ابن فاطمة في قتله أمما * لولا شهادته كانت رميم بلا
تنبهت من سبات الجهل عالمة * ضلال كل امرء عن نهجه عدلا
لو لم تكن لم تقم للدين قائمة * ولا اهتدي للهدى من أخطأ السبلا
ولا استبان ضلال الناكثين عن المثلى * ولا ضربوا في غيهم مثلا
ولا تجسم نصب العين جعلهم * خلافة المصطفى ما بينهم دولا
ولا درى خلف ما ذا جنى سلف * في رفضه أولا ساداته الأولا
ولا تحرر من رق الجهالة وثابا * إلى العلم يأبى خطة الجهلا
حسن الأبا لأباة الضيم منتحرا * وتلك شنشنة للسادة الفضلا
لله وقفته في كربلا وسطا * بين الوغى والخبا يحمي به الثقلا
يعطي النساء والعدا من وفر نجدته * حظيهما الأوفرين الأمن والوجلا
عب الأمرين فقدان الأعزة * والصبر الجميل ومج الوهن والفشلا
ورب ظام رضيع ذابل شفة * وفاغر لهوات غائر مقلا
أدناه من صدره رفقا ومرحمة * لحاله وهي حال تدهش العقلا
فاستغرق النزع رامي الطفل فانبجست * أوداجه مذلة السهم المراش غلا
فاضت دما فتلقاه براحته * وللسماء رمى فيه فما نزلا
وهون الخطب ان الله ينظره * وفي سبيل رضاه خف ما ثقلا
ونسوة بعده جلت مصيبتها * وان يكن كل خطب بعده جللا
على النبي عزيز سبيها علنا * وسلبها الزينتين الحلي والحللا
تدافع القوم عنها وهي حاسرة * مصفرة وجلا محمرة خجلا
ما حال دافعة مبتزها بيد * تود مفصلها من قبل ذا فصلا
رأت فصيلتها صرعى وصييتها * من الظما بين من أشفى ومن قتلا
رأت نجوم سما عمرو العلى غربت * عنها وبدر سماء المصطفى أفلا
وقال يرثي أبا الفضل العباس بن علي:
بكر الردى فاجتاح في نكبائه * نور الهدى ومحا سنا سيمائه
ورمى فأصمى الدين في نفاذه * وا رحمتاه لمنتهى أحشائه
يوما به قمر الغطارف هاشم * صكت يد الجلي جبين بهائه
سيم الهوان بكربلاء فطار للعز * الرفيع به جناح آبائه
انى يلين إلى الدنية ملمسا * أو تنحت الاقدار من ملسائه
هو ذلك البسام في الهيجاء وا * لعباس نازلة على أعدائه
هو بضعة من حيدر وصفيحة * من عزمه مشحوذة بمضائه
واسى أخاه بموقف العز الذي * وقفت سواري الشهب دون علائه
ملك الفرات على ظمأه وأسوة * بأخيه مات ولم يذق من مائه
لم انسه مذكر منعطفا وقد * عطف الوكاء على معين سقائه
ولو عنان جواده سرعان نحو * أخيه كي يطفي أوار ظمائه
فاعتاقه السدان من بيض ومن * سمر وكل سد رحب فضائه
فانصاع يخترق الصوارم والقنا * لا يرعوي كالسهم في غلوائه
يفري الطلا ويخيط أفلاذ الكلأ * بشباة أبيضه وفي سمرائه
ويجول جولة حيدر بكتائب * خضراؤها كالليل في ظلمائه
حتى إذا حان حين شهادة * رقمت له في لوح فصل قضائه
حسم الحسام مقلة لسقائه * في ضربة ومجلية للوائه
امن العدى فتكاته فدنا له * من كان هيابا مهيب لقائه
وعلاه في عمد فخر لوجهه * ويمينه ويساره بإزائه
نادى أخاه فكان عند لقائه * كالكواكب المنقض من جوزائه
وافى إليه مفرقا عند العدا * ومجمعا ما انبت من أعضائه
وهوى يقبله وما من موضع * للثم الا غارق بدمائه
يا مبكيا عين الامام عليك * فلتبك الأنام تأسيا لبكائه
(٤٣٦)

ومقوسا منه القوام عليك تأسيا * بالسبط في تقويسه وحنائه
أنت الحري بان تقيم بنو الورى * طرا ليوم الحشر سوق عزائه
وقال في رثاء الحسين:
إذا نصل سيف أم هلال محرم * إذا شفق للأفق أم علق الدم
أهذي السما أم كربلا أم * مضارب لآل علي أم بروج لأنجم
أذي شهب تنقض أم غر أوجه * تهاوت تباعا عن مطي كل شيظم
أأقمار تم حاق فيها محاقها * أم أنطفات سرج الحطيم وزمزم
أشمس تجلت أم محيا ابن فاطم * تبلج في ديجور جيش عرمرم
أصبح يشق الليل في شرق فجره * أم السبط يفري الكفر في غرب مخذم
اجل هو سبط المصطفى وابن حيدر * فناهيك منه ضيغما شبل ضيغم
له لبد من نجدة وبسالة * تخر لها الآساد للأنف والفم
إذا نسجت خيل الوغى ثوب قسطل * تلون من ماضيه في صبع عندم
وان نسفت في عدوها هضب الثرى * يعدها ولكن من وشيج محطم
هو السيف مطبوع الشبا من صرامة * الوصي ومن صبر النبي المكرم
تثلم من قرع الكتائب حده * وما آفة الأسياف غير التثلم
فللقضب والخطي والنبل حومة * عليه وداع البائسين لمنعم
تقبله صدرا ونحرا وجبهة * وما موضع التقبيل غير المقدم
ومن عجب وهو ابن بطحاء مكة * وللسادة العرب البهاليل ينتمي
يعانقه الهندي وهو ابن ثبة * ويحنو عليه الرمح والرمح أعجمي
سقته الظبا نهلا وعلا نطافها * على ظما أفديه من ناهل ظمي
وحين رأى أن الحياة لمجده * بتوزيعه إربا فإربا بلهذم
تجهز للقتل الشريف مزودا * بأطوع زاديه الرضى والتسلم
وضحى بها لله نفسا عظيمة * تصاغر عنها قدر كل معظم
أباح لسمر الخط أزكى مقمص * له ولبيض القضب أسنى معمم
كان العوالي والمواضي بعينه * غوان نحته وهو جد متيم
فقابلها من وجهه بطلاقة * وبشر ومن فيه بلطف تبسم
الا بأبي ظمآن قلب ومهجة * ومن بشره ريان ثغر ومبسم
قضى نحبه للدين هديا مغادرا * بنات رسول الله ثاكلة الحمي
عليه عيون المؤمنين تفجرت * عيونا ليوم الحشر نضاحة الدم
وله على طريقة الموشح:
عندليب البشر غنى طربا * صادحا يشدو بلحن مؤنس
وحميا اللهو شعت حببا * مذ سعى ساقي الهنا بالأكؤس
نشر الأفراح في الدهر لواء * بالهنا تخنق منه العذبات
ولطيم الأنس عباق الشذا * طبقت نفحته الست الجهات
ومحيا الكون وضاح السنا * قبست منه الدراري جذوات
بالسما قد لقبوها شهبا * وهي منه قبس المقتبس
لو خلت من نوره ما ثقبا * نير منها بوجه الغلس
أينعت بالانس أثمار الحبور * مذ سقاها البشر وطفاء الهنا
وزها روض الأماني بالسرور * مذ صباه فتقت روض المنا
وتبدي الدهر مفترا الثغور * عبقا فاق شذاه السوسنا
ما فتيت المسك ما نشر الكبا * ما الخزامي ما ندي النرجس
أين من أنفاسه ريح الصبا * سحرا تحمل طيب النفس
يا نديمي امزج الراح لنا * بلماك العذب واشرب واسقني
خمرة تذهب عنا الحزنا * وبها نصرف صرف الزمن
واجلها راحا كخديك سنا * واعطنيها فهي روح البدن
ما أحيلاك ويا ما أطيبا * من ثناياك حميا اللعس
ان يذق صهباءها ميت الصبا * جعلت فيه حياة الأنفس
قهوة شعت بآفاق الكؤوس * فأماطت بسناها الغيهبا
وبدت تزهو لنا مثل الشموس * نثر المزج عليها شهبا
زفها الساقي من الدن عروس * وجهها من عهد عاد حجبا
كل من ذاق حمياها صبا * هائما في لبه المختلس
بات حاسيها يميت الوصبا * خسرت صفقة من لم يحتس
بنت كرم من سنا جذوتها * في بهيم الليل لاحت سرج
ولكم أمست على شعلتها * تتهادى كالفراش المهج
ما على من هام في نشوتها * صابيا اي والتصابي حرج
سنة كسرى إليها ذهبا * والملوك الصيد بالأندلس
تخذتها العرب فرضا وجبا * وبها دانت قرون الفرس
يجتلي أكؤسها ظبي غرير * أخرس الحجلين غريد الشنف
ذو محيا يخجل البدر المنير * طلعة والشمس نورا وشرف
ماله الحسن في أن ماس نظير * فضح الأغصان لينا وهيف
ان رنا خلت حساما ذربا * مصلتا في يوم حرب معبس
لم يزل يدمي بمشحوذ الشبا * مهج الأنس وقلب الأشوس
رشا يزري بوجه وقذال * بضحى اليوم وديجور الليال
وبأعطاف وأرداف ثقال * بغصون البان ناءت في جبال
وبمعسول الثنايا بالزلال * وبوضاح جبين بالهلال
وبجيد والتفاوت بالظبا * وبلين بالرماح الميس
وبألحاظ مواض بالظبا * وبنوني حاجبيه بالقسي
ماج ماء الحسن فيه فسقى * عنما في وجنتيه وبهار
وبه شب السنا فاحترقا * عنبر الخال وريحان العذار
هم جن الصدع ان يسترقا * من سماء الخد نور الجلنار
كلما دب إليها عقربا * وجدتها ملئت في حرس
فانثنت تلوي عليها الذنبا * مذ رمتها بشهاب قبس
ته دلالا أيها الغصن الرطيب * وتحكم في الهوى ما تشتهيه
فحبيب لي ما يجني الحبيب * وفؤادي يرتضي ما يرتضيه
اي وخال لك يحكي المسك طيب * وبهار فيك معدوم الشبيه
لعذابي أنت كنت السببا * وسواك اللب لم يختلس
فاقض ما شئت بصب مستهام * قلق الأحشاء مذعور الفؤاد
حاربت أجفانه طيب المنام * بعد ما قد سالمت فيها السهاد
شفه الوجد وأضناه الغرام * وبراه الشوق من بعد البعاد
بات عمر الليل يرعى الشهبا * أرقا يرقب خلع الحندس
فإذا ما وجده الواري خبا * أججته جذوة من نفسي
أيها الشادن ما هذا النفور * ادلالا أم جفاء أم ملال
فعلا م يا أخا البدر السفور * تمنع العاشق لذات الوصال
فمتى ارمق في طرف الخطور * أم متى المح في برج الخيال
أعذابي عندكم قد عذبا * أم مطالي لذة المستأنس
ان تعدلي عاد عودي رطبا * خضل الأغصان غض الملمس
(٤٣٧)

من عذيري من ظبي أتلع * ناعس الألحاظ يحسو الوسنا
غير حبات الحشا لم يرتع * وسوى سودائه ما سكنا
عجبا أهفو له وهو معي * كيف صالي مهجتي لم يهجس
وهي من خديه شبت لهبا * وهو من جمرتها قاب قسي
أبلج شعشع ارجاء الدنا * مذ تبدي مسفر الوجه الحسن
قلت يا شادن ما هذا السنا * قال هذي صبغة الله ومن
هز منه الدل عطفا لدنا * لو رآه راهب الدير افتتن
وصبا لبا وعاف الصلبا * وأبا النسك ببيت المقدس
وله من دون عيسى ضربا * بالنواقيس له والجرس
انا ممن فيه عقلي سلبا * وسوى دعوته لم اسمع
من رأى شرع التصابي مذهبا * فليخض في لجج العشق معي
وإذا ما خاف موجا كالربا * قلت يا أيتها الأرض ابلعي
وليسر دهرا يحث النجبا * تترامى بطريق يبس
وعن السير إذا ما رغبا * قلت يا حادية العيس احبسي
١٤٧٧: الميرزا عبد الحسين بن محمد علي الأصفهاني المعاصر الشهير بخوشنويس.
له التحفة الفاطمية فارسي في عشرة مجالس في أحوال الزهراء عليه
السلام مطبوع.
١٤٧٨: الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ أحمد بن شكر النجفي.
توفي سنة ١٢٨٥ في طهران خرج إلى طهران ومدح ناصر الدين شاه
بمجموعة من شعره فأسنى جائزته وعاد إلى النجف ثم خرج إلى خراسان
ورتب الشاه له راتبا ثم عاد إلى كربلاء ورجع فسكن طهران إلى أن مات.
وفي الطليعة: كان من ذوي البديهة مكثرا من الشعر وله في مراثي
الأئمة ما يقرب من خمسين قصيدة منها روضة مرتبة على الحروف مشهورة.
وآل شكر أسرة قديمة من الأسر العربية الشهيرة بالنجف عرفت باسم
شكر أحد أجدادها الأقدمين واصلهم من عرب الحجاز هبطوا العراق
منذ قرون بعيدة واستوطنوا قرية جبة القرية المعروفة من اعمال بغداد
ذكرها الحموي وغيره من أرباب المعاجم ثم انتقلوا منها إلى النجف
فاتخذوها موطنا لهم ولم تنقطع صلة جماعة من أفرادها عن قطري نجد
والحجاز فبعضهم يتعاطى التجارة ويمتهن أكثرهم الصيرفة هنا وهناك.
يظهر ان ديوان شعره قد فقد في أسفاره الكثيرة. ومن مراثيه في
الحسين ع رائيته التي مطلعها:
البدار البدار آل نزار * قد فنيتم ما بين بيض الشفار
والبائية المنشورة في كتابنا الدر النضيد ومطلعها:
بقية آل الله سوم عرابها * فقد سلبت حرب نزار اهابها
ونونيته التي يرثي بها الحسن السبط ع وفيها يقول:
من مبلغ المصطفى والطهر فاطمة * ان الحسين دما يبكي على الحسن
يدعوه يا عضدي في كل نائبة * ومسعدي ان رماني الدهر بالوهن
قد كنت لي من بني العليا بقيتهم * وللعدو قناتي فيك لم تلن
فاليوم بعدك أضحت وهي لينة * لغامز وهني العيش غير هني
والأخرى التي يرثي بها الإمام علي بن موسى الرضا ع منها قوله:
لله رزء هد أركان الهدى * من بعده قل للرزايا هوني
حطمت قناة الشرع حزنا بعده * وبكت بقاني الدمع عين الدين
لله يوم لابن موسى زلزل * السبع الطباق فاعولت برنين
ومن شعره في الغزل قوله:
لي شادن يرتع حب الحشا * يفعل فيه لحظة كيف يشا
قد صادني بلحظه ولفظه * واعجبا مثلي يصيده الرشا
اما اختشى ظبي يصيد ضيغما * ظبي يصيد ضيغما اما اختشى
ومن شعره في الحماسة قوله:
بالظبا يوم تسعر الهيجاء * لا بوصل الظبا تنال العلاء
بعناق الكعاب لا الكاعب * الهند لعمري تجاوز الجوزاء
رب يوم أشلاؤه فيه ارض * واشتباك اللدان فيه سماء
وقتام الجياد فيه ظلام * وبروق الحداد فيه ضياء
تصدح البيض في الرقاب كما * تصدح في أوج وكرها الورقاء
لي فيه مواقف يقتفي الحتف * بها اثر صارمي والقضاء
وقال في رثاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع:
عرا المكارم خطب شيب بالكدر * لم يبق من بعده للمجد من اثر
رزء له العروة الوثقى قد انفصمت * والشمس قد كورت تبكي على القمر
لله من فادح ابكى الهدى بدم * مذ حل بالدين كسر غير منجبر
لله يوم له أغرت قطام به * أشقى مراد فكانت عبرة العبر
شق المفارق من قرم بضربته * قد شق فرق الهدى والمجد والخطر
لهفي لشبليه كل قائل ولها * من بعد جودك في الدنيا لمفتقر
من بعد فقدك مأمول لذي امل * ومن عقيبك مذخور لمدخر
لم يبق بعدك يا غوث الصريخ حمى * كلا وليس يرى فخر لمفتخر
من المعزي نبي الكائنات بمن * أقام دعوته بالبيض والسمر
بالأنجم الزهر ابناه الذين بهم * قد أشرق الكون لا في الأنجم الزهر
لهفي على خفرات الوجي حين بدت * تدعو بقلب حليف الوجد مستعر
يا غوث كل الورى في النائبات ومن * في كل دهر هو الأيسار للعسر
وا ضيعة الدين والدنيا وأهلهما * حل الذبول بعود للندى نضر
١٤٧٩: السيد عبد الحسين بن أحمد بن زين العابدين الحسيني العاملي الأصفهاني.
عالم فاضل من علماء الدولة الصفوية وهو سبط المير محمد باقر الداماد
وله كتاب الجواهر في الأدعية المأثورة يروي فيه عن جده لامه المير محمد باقر
الداماد صاحب الرواشح وغيره.
١٤٨٠: الشيخ عبد الحسين الطهراني الحائري الملقب شيخ العراقين.
توفي في الكاظمية في ٢٢ رمضان ١٢٨٦ ونقل إلى كربلاء فدفن في
حجرة بجانب الباب الجديد المسمى بالباب السلطاني على يسار الداخل إلى
الصحن الشريف وقد تجاوز عمره الستين. وكان عالما فقيها أصوليا رجاليا
أديبا حافظ للشعر العربي حاويا لجملة من الفنون، هاجر أبان الطلب من

(١) قطام بنت الأخضر من تيم الرباب خارجية وهي التي شجعت عبد الرحمن بن ملجم المرادي
واعانته على اغتيال الإمام علي في جامع الكوفة. - المؤلف -.
(٤٣٨)

طهران إلى النجف الأشرف واخذ عن الشيخ مشكور الحولاوي والشيخ
عيسى زاهد صاحب الجواهر ورجع بعد اجازته إلى طهران فرأس وتصدر
فيها وتقدم عند الشاه ووزرائه وحصل له القبول عند الخاصة والعامة ثم
خرج منها باهله وسكن كربلاء سنة ١٢٨٠ وفوض الشاه إليه عمارة المشاهد
في كربلاء والكاظمية وسامراء وأقام على تذهيب القبة في سامراء وبناء
الصحن وزخرفته وتوسعه الحرم الحائري وكان جماعا للكتب خصوصا
المخطوطة منها وله من ذلك مكتبة نفيسة أوقفها وقد تلف جملة منها وتفرق
باقيها أيدي سبا وكان فيها مجلدات من رياض العلماء وقد سألنا عنها في
زيارتنا العراق سنة ١٣٥٢ في كربلاء فأخبرنا بتلفها واحترقا بعض اجزاء
رياض العلماء الذي كان فيها وهكذا تذهب آثارنا النفسية ضحية الاهمال
والفوضى. وله مدرسة غربيو المشهد الشريف ملاصقة له تنسب إليه. له
كتاب في طبقات الرواة في جدول لطيف غير أنه ناقص وله رسالة عملية
مطبوعة وترجمة نجاة العباد وحواشي وتعليقات ورسائل وكتب في الرجال.
١٤٨١: الشيخ عبد الحسين بن عبد علي ابن الشيخ محمد.
حسن صاحب الجواهر
ولد سنة ١٢٨٢ في النجف وتوفي فيها سنة ١٣٣٥ ودفن بمقبرة
آبائه، كان عالما فاضلا أديبا شاعرا مشاركا في الفنون رأيناه في النجف ومن
شعره قوله:
غنى عن الراح لي في ريقك الخصر * ومن محياك عن شمس وعن قمر
يا نبعة البان لا تجني نضارتها * للعاشقين سوى الأشجان من ثمر
لي منك لفتة ريم من هلال دجى * بغيهب من فروع الجعد مستتر
يهتز غصن نقا يعطو بجيد رشا * يرنو بذي حور يفتر عن درر
توقدت كفؤاد الصب وجنته * فماج ماء الصبا منها بمستعر
وقوله:
زاد كرب البلا بهم فكان * القلب فيهم مشاهد كربلاء
شد ما قد لقي بها آل طه * من رزايا تهون الازراء
مزقتهم بها الحوادث حتى * عاد أبناء احمد أنباء
جمعت شملهم ضحى فعدا الخطب * عليهم ففرقتهم مساء
وأبو لذة الحياة بذل * ورأوا عزة الفناء بقاء
يتهادون تحت ظل العوالي * كالنشاوى قد عاقروا الصهباء
أوجب المصطفى عليهم حقوقا * أحسنوها دون الحسين أداء
وقضوا تشرب القنا السمر والبيض * دماهم حول الفرات ظماء
يا بنفسي لهم وجوها يود * البدر منها لو استمد السناء
قال يخاطب بعض أخواله:
تعسا لكم ولما أرسلتموه من التمر * المشوم لنا من بعد أيام
قد كنت أكره أعمامي وفعلهم * فصرت أكره أخوالي وأعمامي
وكتب إلى صاحب سمير الحاضر وأنيس المسافر:
اما وهواك يا غيظ الحسود * لغير علاك لا أهدي قصيدي
رحلت ولي لبينك اي شوق * نفى عن ناظري طبيب الهجود
عفا للدهر كدر فيك صفوي * وبدل بيض أيامي بسود
نشدتك هل يعود زمان لهوي * فيورق في نمير الوصل عودي
وترجع فيك أوقات تقضت * وأنت بهن ريحاني وعودي
لانت وان بعدت مثال عيني * فبي أفديك من دان بعيد
وكتب إليه أيضا:
لقد دب في جسمي هواك ومهجتي * فجسمي من معنى هواك مجسم
أباحك مني موضع السر في الحشا * غرامي فما لي منك سر مكتم
وقد ألفت روحي الغرام فها انا * أقل صفاتي فيك اني مغرم
وكتب إليه أيضا:
أوضحت لي بهواك عذرا * لو أستطيع عليه صبرا
وشرعت لي نهجا سلكت * من الصبابة فيه وعرا
وأذاقني طعم الهيام * هواك فاستحليت مرا
وجلوت لي كأس الغرام * فلن أفيق الدهر سكرا
كم عبرة أطلقتها فغدت * باسر الشوق اسرا
ميل النزيف أميل من * شغفني وما عاقرت خمرا
تذكي لواعج صبوتي * ذكر الحمى والشوق ذكرا
وزمان انس مر ما * أمري زمان فيه مرا
ولياليا شق السرور على * الندامى منك فجرا
مع كل منكسر الجفون * إليه اهدى الغنج كسرا
قد اطلعت شمس الطلا * منه بليل الجعد بدرا
وكتب إليه أيضا:
أجامع شمل المجد لولاك لم تكن * لتجمع أشتات العلى والمفاخر
توسمت الآمال فيك اخاندى * به زجر الاقبال أسعد طائر
والقى له اقليده الفخر فاحتبى * بدست المعالي خيرناه وآمر
لقد طبق الدنيا علا ومكارما * تشع كأمثال النجوم الزواهر
سعيت إلى العليا لتصلح شانها * لما كابدت من داء وجد مخامر
بأنعام غيث عم نائل جوده * واقدام ليث في شرى المجد خادر
وجدت بها للمجد نفسا كريمة * تقي عند أطراف القنا المتشاجر
ففرقت جمع القوم تفريق حازم * بعزمك لا بالمرهفات البواتر
وحزت الذي أملته غير ناكص * وما رجعوا الا بصفقة خاسر
وله مقرضا النفحات العنبرية في الأسرة الجعفرية للشيخ علي ابن
الشيخ محمد رضا ابن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر صاحب كشف
الغطاء:
لك كم أودع البلاغة سرا * قلم في الطروس ينفظ سحرا
ولكم فصل المعاني عقودا * ببديع البيان نظما ونثرا
كلما مج ريقه العذب فيها * ملت سكرا به وما ذقت خمرا
ما جرى في الطروس الا عليها * سلسبيل الفصاحة العذب اجرى
تتحلى منه بنظم عقود * بنظام العقد المفصل أزرى
عبقتنا منه النوافح طيبا * منه نروي نوافح المسك نشرا
لو رأى الصاحب بن عباد املاه * لما صاحب الوزارة جهرا

(١) كان الوكيل من قبل شيخ العراقين على تذهيب قبة سامراء الميرزا محمد باقر ابن الميرزا زين
العابديني ابن الميرزا محمد باقر السلماسي. - المؤلف -
(٤٣٩)

وبه ابن العميد عاد عميدا * ليس يستطيع عن معانيه صبرا
أو لتحريره الحريري يرنو * لرأى أنه به منه أحرى
فلكم زف من عرائس فكر * قد مد الخفا عليهم سترا
كل محجوبة أليفة خدر * ليس ترضى لها سوى الغيب خدرا
برزت بالهنا تطوق جيدا * وبدر الثنا توشح خصرا
لست أحصي أدنى صفاتك عدا * أو أستطيع للكواكب حصرا
لكتاب ألفته محكم الذكر * هدى للأنام فيه وذكرى
١٤٨٢: الأمير عبد الحسين بن مير محمد باقر الحسيني الخاتون آبادي
معاصر للمجلسي له تاريخ وقايع الأيام والسنين ووفيات العلماء
يروي بالإجازة عن التقي المجلسي وعن المحقق السبزواري.
١٤٨٣: الحاج عبد الحسين الآزري
جد آل الآزري هو محمد بن مراد بن المهدي بن إبراهيم عبد
الصمد بن علي التميمي البغدادي المتوفى في عام ١١٦٢ للهجرة وهو الذي
لقب بالأزري لأنه كان يتعاطى بيع الأزر المنسوجة من القطن والصوف،
وقد نبغ من هذه الأسرة في العلم والأدب عدد ليس بالنزر وأول لامع منهم
هو الشيخ كاظم، فالشيخ محمد الرضا، فالشيخ يوسف الأول، فالشيخ
مسعود، فالشيخ مهدي، فالمترجم.
كانت مدينة الشيخ كاظم بغداد وكانت مدرسته النجف وكان
صريحا في الرأي قويا في الحجة، مهيبا في المطلع، وكان يتمتع بمكانة سامية
في كافة الأوساط الأدبية، ولدى جميع الطبقات الشعبية، جلى في مضامير
الأدب، وبزع لامعا في سماء الشعر، لم يكن في بغداد أشعر منه منذ نهاية
العصر العباسي حتى عهده الذهبي، كما أنه كان في الطليعة من شعراء
النجف ونوابغها على كثرة ما في تلك المدينة من النوابغ يومذاك مثل آل
الفحام، آل النحوي، وآل محيي الدين، وآل الأعسم، وبيت زين الدين
وغيرهم.
ولد المترجم في بغداد سنة ١٢٩٨ للهجرة وترعرع في زمن كثرت
فيه الثورات والانتفاضات على النظم السياسية والأساليب الاجتماعية،
وعلى العادات والتقاليد البالية، من اجل ذلك نشأ وهو ثورة أدبية اجتماعية
سياسية. والمطلع على ديوانه يطلع على سجل حافل بالتيارات الفكرية،
والانقلابات الاجتماعية والسياسية للجيل الذي عاش فيه. وقد تعاطى
نظم الشعر في مطلع شبابه، ولم يتفرع له بل تعاطى التجارة، واشتغل في
السياسة، وجال جولة في الصحافة، وكان منتسبا إلى حزب الائتلاف
الذي تأسس في الآستانة بعد اعلان الدستور العثماني. وفي سنة ١٩١١
أصدر جريدة المصباح ثم عطلتها شؤون الحرب العامة الأولى، وبما أنه
كان شديد الايمان بالقضية العربية، وكثير الاشتغال بها، والعمل لها،
انضم إلى حزب اللا مركزية الذي كان مركزه في بيروت الامر الذي
جعل الاتحاديين يرتابون منه فنفوه إلى قيسرين من بلاد الأناضول، مع
من نفي من أحرار العرب.
اما مزايا شعره فهو إقليمي في فنه، انساني في نزعته، قومي في
أهدافه وبما أنه ترعرع في أحضان الثورات والانتفاضات، فقد كان يكثر في
شعره النقد اللاذع وتصطبغ قصائده أحيانا باللون القاتم، وقد جعله اتقانه
للغة الافرنسية يحب من الشعر الخيال الجميل، ويبدع في الأسلوب
القصصي، وأنه وإن كان ذا طرفة وطرف، ولكن الثورة التي نشأ عليها
كانت تعتلج بين جوانحه فهو نفحة ربما انقلبت لفحة وعاطفة ربما تتحول
عاصفة.
شعره
قال الشيخ علي الشرفي يصف شعره:
كنت انا والفقيد الغالي نختلف على تلعة من تلعات بلد النجوم لبنان
وذلك في صيف ١٩٥١ وكنا ننعم باستجلاء أجمل صور الماضي الاجتماعية
والأدبية، وفي يوم من أيام هذه الندوة ونحن نتناشد المختار من الشعر
وإذا بالشيخ يضع بين يدي ديوانا من شعره لا أشذ إذا قلت اني وجدته
المختار من المختار، وليس للأستاذ الآزري ديوان واحد، ولكن هذا
المجموع كان الحبيب إليه من شعره. لم يبهرني ذلك الديوان بديباجته
المشرقة ولا لأنه مجموعة صور رسمتها ريشة خلاق، بل لأني وجدته وعاء
أنيقا في قراراته روح الشاعر الشاعر، وفي جنباته قلبه المشع وعاطفته
الملتهبة، فما أروع وما اسمى: تصوير بارع بديع، وتعبير جميل خلاب،
أنه لم يكن بستان طرائف ولا غلة لحقل من الابداع ولا صندوق تحف أو
موسم ورد كلا أنه ارفع من التحف والمواسم وأينع من الحقول والبساتين
أنها أحاسيس عاشت زمنا في قلب الشاعر ونبضت في نبضه ثم تنزت
صاعدة إلى شفتيه وهكذا يصعد الكلم الطيب عالم جميل وامتداده في الجمال
لا يعرف الحد ولقد وجدت للشاعر في ذلك الديوان نبؤات كثيرة تحققت
وأغرب نبوءة له رحمه الله اني حضرت مجلسا له فأطرفنا بخاطرة من خواطره
إذ قام إلى مكتبه واحضر مجموعته الشعرية وقال هذا آخر ما عن لي واخذ
يتلو قطعة عامرة لا تتجاوز العشرة الأبيات وكانت قافيتها تائية هات فات
مات وكان يصور فيها عزيز قوم ورب عائلة خارت قواه فطاح فجأة وتجتمع
عليه أسرته تفديه وتناديه وكأنها تخاطب شبحا أو تنادي خيالا وسرعان ما
أحضر الطبيب فيتخاذل ويرتبك ويتمتم قائلا مات. لقد سمعنا ثلاثتنا تلك
الأبيات فأعجبنا كل الاعجاب وبعد أيام لا تتجاوز الأسبوع ذهلنا كل
الذهول وامتلكنا الحيرة عند ما بلغنا فجأة نعيه بتلك الصورة التي صورها
فكأنه كان ينعي نفسه انتهى.
شعره
من شعره قوله يرثي مؤلف هذا الكتاب أعيان الشيعة ولعلها آخر
ما نظم من الشعر:
أيها المصلح العظيم وداعا * مثلما ودع الربيع الغماما
شيعتك القلوب حرى وكادت * من شجاها أن تستحيل ضراما
ومشت خلفك الجموع كسيل * ضاق عرض الفضاء فيه ازدحاما
غلب الصمت والخشوع عليها * ومن الصمت ما يفوق الكلاما
كان يحوي الاباء نعشك والاخلاص * والزهد والتقى والذماما
رفعوه امامهم كلواء * أو كما في الصلاة كنت الإماما
طوقوه كأنه الحجر الأسعد * حف الحجيج فيه استلاما

(١) مما استدركناه على مسودات الكتاب (ح).
(٢) توفي عن سبعة وسبعين عاما.
(٤٤٠)

بعيون من الفجيعة عبرى * ودموع كمزنة تتهامى
لو أعالي لبنان يشعرن فيه * ساعة اجتاز لأنحنين احتراما
يا أبا السادة الأماجد عذرا * ولو أن الوفا يراني ملاما
من نجوم السماء صغت رثائي * لك لو انني استطعت القياما
خلت الشام من وجودك فيها * بعد ما فيك قد غبطنا الشاما
وبكتك المدارس اللات في مسعاك * شيدتها بكاء اليتامى
ولقد عشت في الحياة صريحا * لا تماري ولا تجاري الطغاما
لست أنساك قابعا في ظلام الليل * والناس هاجعين نياما
بين صفين من تأليف شتى * قد تكدسن كالنضار ركاما
قد حرمت الرقاد عينيك حتى * لم تدعه يزور الا لماما
كنت لا تمسك اليراعة الا * ونسيت الأوصاب والآلاما
وإذا بارك الاله حياة * زادها الشيب قوة واعتزاما
لك سفر تركته كهلال * كان لولا القضاء بدرا تماما
صدع البرق في نعيك وجه * الصبح فاقتم عارضاه وغاما
وسواد العراق من جانبيه * اقعد الخطب أهله وأقاما
الأسى بالغ عليك ذراه * ومراثيك ما بلغن المراما
وأقيمت مأتم لك فيه * سوف تحيي ذكراك عاما فعاما
هاك خذها مرثية لك مني * كنسيم الصبا ونشر الخزامي
وسلاما من مخلص لك يهديه * ولو بت في التراب رماما
وله من قصيدة عنوانها:
في السينما
خلطاء من كل فج حضور * وصفوف كما تصف السطور
فكأني بهم قصيدة شعر * راق فيها التجنيس والتشطير
من ملاح الوجوه ألفاظها صيغت * وأوحى بنظمها الديجور
ذاك شعر تقوم منه مقام اللفظ * غيداء أو غزال غرير
ذو معان نقيض بالسحر حتى * الجواسي كأنه مسحور
مجمع كان حافلا بشباب * ليس فيهم سواي شيخ كبير
غمر البشر منهم كل وجه * غير وجهي من دونهم والحبور
يتلظى دم الفتوة فيه * فهو والعطر مجمر وبخور
ليت شعري وفي التصنع سحر * أأناث جميعهم أم ذكور
وكأن الألواج منها عشوش * وكأن الجلاس فيها طيور
واستحالت تلك الكراسي بروجا * بزغت أنجم بها وبدور
وحديث عن الرواية مغر * كان يجري ما بينهم ويدور
بعض ذاك الحديث همس * وبعض عنه تحكي سواعد وخصور
وتلفت بعد ذلك حولي * ومن الالتفات ما يستثير
فرأيت العيون ترنو إلى الساعة * شزرا وما بها تأخير
ترقب الوقت حين تخفى المصابيح * ويبدو على السناء نور
ثم لما تجسمت صور الحب * عليه وراقها التصوير
والتباريح قد فسحن مجالا * تتلاقى للرشف فيه الثغور
وتصدى الهوى هنالك يوحي * بين أهليه ما تكن الصدور
سبح المفكر في الخيال وخفت * كالقطا أنفس فكادت تطير
وسقتها تلك المناظر كأسا * دونها ما تشف عنه الخمور
تتغذى الأرواح فيها ولكن * ربما استهوت الجياع القشور
واستمرت تعاقر الكاس حتى * انطفا الضوء واختفى المنظور
فكانا كنا امام سراب * غر مرآه والحياة غرور
كنت ما بين منظرين امامي * منظر يوقظ الهوى فيثور
وحوالي منظر جال فيه * بعض فكري فراعني التفكير
لم أفارق تلك المشاهد حتى * عرفتني ما ذا يكون المصير
وقال:
أضحكتنا ورب ضحك بكاء * فترة من زمانا رعناء
فترة ضاعت المقاييس بين * الناس فيها وسادت الأهواء
خلقت من خشارة الناس رهطا * عرفت بعد خلقه الآباء
لمة من بني الشوارع عاشت * حيث عاش الأعيار واللقطاء
فتحت عينها على السغب المر * فكانت أن تيبس الأمعاء
حشرات طلعن من طبقات * الأرض لما استتبت الظلماء
وجراثيم حين لاءمها الماء * تفشى من سمهن الوباء
رفعتها من الحضيض ولم تر * فع نهاها فمسها الخيلاء
وكذلك اعتلاء من ليس اهلا * للمعالي مصيبة وبلاء
يا لها فترة من الدهر فوضى * يستوي الهدم عندها والبناء
كثر الانتحال فيها وباتت * تستغل الأنساب والأسماء
لم يفيئوا إلى التنحل لولا * انهم في أصولهم فقراء
ليت شعري والعهد غير بعيد * غبي الناس أم هم الأغبياء؟
وبماضيهم إذا الدور ولى * فالأولى يعرفونهم احياء
صحبوا حملة الغزاة فجاءوا * مثلما يصحب السيول الغثاء
وبأسلاب غيرهم من ضحايا * الظلم عاشوا وعاشت الأبناء
الاشباع جوع نكرات * سفكت في البلاد تلك الدماء؟
يا لسخرية المقادير فينا * لست أدري أما إليها انتهاء؟
كيف لا ترقبن كل عثار * من قصير عليه طال الرداء؟
باع من فقره الضمير كما باعت * لزان عفافها عذراء؟
غره المرتقى فظن بان * الناس حاشاه اعبد وإماء
وله وحده الكرامة والعزة * والمجد والنهى والعلاء
تقرأ العجب فيه من نظرات * ملؤها الاحتقار والازدراء
مطرق أن مشى كمن أشغلته * لحلول المشاكل الآراء
لو تصفحته وجدت ثيابا * فوق جسم كأنه المومياء
وكثيرون لو تطلعت فيهم * كأساق في جوفهن هواء
مجدبا كالسباخ من كل خير * جل ما في جرابه الكبرياء
أن تسل منه فالجواب اقتضاب * أو تسلم فرده ايماء
أو ترجوه من المغايض زهرا * ونبات المغايض الحلفاء؟
يوجد الخير حيث يوجد في المرء * ضمير يشع منه الضياء
وإذا ما استنسبته قال: انا * من اياد وغيرنا الأدعياء
نحن من حاملي اللواء بذي قار * أبونا وامنا البرشاء
وبنو عمنا الأرقام من * تغلب والأعشيان والخنساء
دارنا الغور والعذيب ووادي * الجزع والأبرقان والدهناء
وجبال السراة تشهد انا * عرب ليس غيرنا عرباء
هكذا تفعل المهازل في الدنيا * وتقضي الغباوة العمياء
(٤٤١)

وكذا يبطر الرخاء خفيف * الوزن من حيث لم يسعه الإناء
خفة تشبه الجنون وحمى * الموم هاجت من خبثها الصفراء
وتمشت في الجسم رعشتها الخرساء * فاعصوصبت بها الأعضاء
تتغنى بها البلاهة والطيش * وبعض من الغناء بكاء
لا تلمه فقد رأى فوق ما لم * يتصور وزال عنه الشقاء
من رياش تحفه في المقاصير * وكانت تضمه القرفصاء
وتراه على الأرائك جذلان * وقد كان في العراء الثواء
وتخب السيارة اليوم فيه * بعد ما خد اخمصيه الحفاء
أيها الفترة اقترفت ذنوبا * قد تلقى عقابها النبلاء
ليس هذا الزمان الا كتابا * أنت منه الصحيفة السوداء
فيك راح الهوى يخط ويملي * لم تقيده ذمة أو حياء
طالما غرت الظواهر عيني * وغطى على الظنون الرياء
ثم دارت رحى الزمان فأبدت * لي ما ينطوي عليه الخفاء
رب داء ترى من العار شكواه * وشكوى يثنيك عنها الاباء
وقال:
أمنازل الخفرات بالزوراء * لا زعزعتك عواصف الأهواء
لا تأبهي لغواية من ماكر * جعل الحجال معاقل الاسراء
قري فإنك للفتاة أريكة * ضربت سرادقها على النجباء
أين الأسارة من حجاب خريدة * أين المعاقل من كناس ظباء؟
أكريمة الزوراء لا يذهب بك * النهج المخالف بيئة الزوراء
أو يخدعنك شاعر بخياله * ان الخيال مطية الشعراء
حصروا علاجك بالسفور وما دروا * ان الذي حصروه أصل الداء
أولم يروا ان الفتاة بطبعها * كالماء لم يحفظ بغير اناء؟
ان الفتاة جمالها بحيائها * حسن المحيا ما اكتسى بحياء
من يكفل الفتيات بعد ظهورها * مما يجيش بخاطر السفهاء؟
ومن الذي ينهى الفتى بشبابه * عن خدع كل خريدة حسناء؟
ليس الحجاب بمانع تهذيبها * فالعلم لم يرفع على الأزياء
أولم يسغ تعليمهن بدون ان * يملأن بالأعطاف عين الرائي؟
ويجلن ما بين الرجال سوافرا * بترجرج الأرداف والأثداء
فكأنما اصلاحها متعذر * الا إذا برزت بدون غطاء
وكأنما التهذيب ليس بممكن * ما لم يشيد مسرح بنساء
ان المسارح لا تدير شؤونها * من كلفت برعاية الأبناء
مثل بها دور الفضيلة انها * تغنيك عن تمثيل دور غناء
وانظر إلى شان المحيط وأهله * كي لا تفوتك حكمة الحكماء
نص الكتاب على الحجاب ولم يدع * للمسلمين تبرج العذراء
ما يصنع العلماء من تأويل ما * لم تخف غايته على الجهلاء؟
ما ذا يريبك من ازار مانع * وزر القلوب وضلة الآراء
ماذا يريبك من حجاب ساتر * جيد الفتاة وطلعة الذلفاء؟
هل في مجالسة الفتاة سوى الهوى * لو أصدقتك ضمائر الجلساء؟
شيد مدارسهن وارفع مستوى * أخلاقهن لصالح الأبناء
وأفحص عن الأخلاق قبل سفورها * ما أشبه الأخلاق بالعنقاء
هلا اختبرت الأقوياء خلاقهم * لو كنت تأمن عفة الضعفاء؟
أسفينة الوطن العزيز تبصري * بالقعر لا يغررك سطح الماء
وحديقة الثمر الجني ترصدي * عبث اللصوص بليلة ليلاء
١٤٨٤: السيد عبد الحسين آل كمونة البروجردي المولد.
النجفي الأصل والمسكن ابن السيد علي ابن السيد محمد.
ولد في دار السرور بروجرد في ٢٦ ذي الحجة سنة ١٢٦٨ وتوفي في
رجب سنة ١٣٣٥ والنجف في حصار فلم يمكن دفنه في مقبرتهم لسد أبواب
الصحن الشريف فدفن خارجه في جهة باب الطوسي.
آل كمونة
قال القاضي نور الله في مجالس المؤمنين ان بني كمونة المعروفين ببني
عبيد الله أيضا أهل بيت كبير ومن السادات ذوي الدرجات العالية
معروفون بعلو الحسب وسمو النسب ومشهورون في عراق العرب بكثرة
العدة والعدد واصل بني كمونة بنو كمكمة وهم من أولاد شكر الأسود ابن
جعفر النفيس ابن أبي الفتح محمد وكانوا نقباء الكوفة والناس حرفوها وقالوا
كمونة.
وأخبرني السيد الجليل الحسيب النسيب السيد ناصر ابن السيد حبيب
كمونة من خدام الحضرة الشريفة العلوية في شهر شوال بمحلة العمارة في
النجف الأشرف سنة ١٣٥٢ أن سبب تلقيبهم بذلك ان أحد أجدادهم لما وضعته أمه
وضعته في كيس فلما رأته قالت وضعته مكمكما فسمي كمكمة
ثم حرف فقيل كمونة ويقول هذا السيد ان ذلك باق في عقبه إلى اليوم وانه
هو لما ولدته أمه كان كذلك. ثم حكى القاضي نور الله في مجالسه عن
السيد الفاضل النسابة مير محمد قاسم النسابة المختاري السبزواري في
بعض مؤلفاته ان سادات بني كمونة من أكابر وكرام نقباء الكوفة ومن قديم
الزمان كانت نقابة سادات العراق وجلالتهم في بيوتهم وكان فيهم علماء
وفضلاء كثيرون وفي زمن السيد المرتضى علم الهدى كانت لهم النقابة في
بغداد وعراق العرب نيابة عن السيد المرتضى وأصالة وكانوا من أكابر شيعة
العراق ثم قال وسادت كمكمة المعروفون بكمونة من نسل عبيد الله الرابع
ينتهون بعبيد الله الثالث وينتهون بعبيد الله الثاني وينتهون إلى عبيد الله
الأول الملقب بالأعرج بن الحسين الأصغر بن الإمام علي زين العابدين عليه
السلام وعبيد الله الثالث هو ممدوح المتنبي في القصيدة التي في أول ديوانه
وله من الأولاد عشرون ونسله وعقبه المذكور من ثمانية منهم كانوا مقدمين
ومالكين لجميع الكوفة على وجه يقول الناس السماء لله والأرض لبني
عبيد الله انتهى. وبعضهم يقول إن ممدوح المتنبي هو أبو الحسن محمد
الأشتر بن عبيد الله هذا لا أبوه كما مر عند سرد النسب فليراجع. وعن
كتاب عمدة الطالب بعد ذكر شكر الأسود ان له عقبا يقال لهم بنو كمكمة وهم
ولد أبي منصور بن شكر الأسود ويأتي في محمد بخ الحسين بن ناصر الدين ما
يتعلق بالمقام فراجع.
أحواله
نأخذها عن كتابه الذي وضعه في أسرة آل كمونة الآتي ذكره:
(٤٤٢)

كان جده السيد ثابت قد سافر من العراق إلى إيران لقضية وقعت
بينه وبين الملا يوسف خازن الروضة العلوية في النجف ذكرت في ترجمة
السيد ثابت فسكن تبريز ثم جاء إلى طهران وتزوج فيها ولده السيد محمد
فولد له السيد علي ثم بعد وفاة السيد محمد توجه من بقي منهم إلى العتبات
فمروا ببروجرد فاستطابوها وتوطنوها وتزوج السيد علي بها فولد له المترجم
قرأ على والده في بروجرد المقدمات ثم قرأ فيها على السيد ريحان الموسوي
البروجردي بعد مجيئه إليها من النجف وفي سنة ١٢٩٨
هاجر إلى النجف لطلب العلم وسكن في بعض المدارس ولما علم به بنو
عمه من آل كمونة نقلوه إلى داره وقاموا بلوازمه فقرأ على الشيخ محمد
حسين الكاظمي ثم توفي أبوه في بروجرد فذهب لاحضار جنازته
فأحضرها ودفنها في النجف وأراد العودة إلى بروجرد فأمره الشيخ
المذكور بالبقاء في النجف وكذلك بنو عمه آل كمونة ومنهم
السيد الجليل السيد حبيب من أعيان خدمة الروضة المقدسة الحيدرية حتى أنه ضمن له
كل ما يحتاجه.
وأرسل إليه مقدارا من المال لجلب العائلة من بروجرد فسافر إليها
وعاقته العوائق عن الرجوع إلى النجف ثم جاءته دراهم من بني عمه من
النجف باذن الشيخ محمد حسين الكاظمي بسفره فبقي متحيرا ثم استخار
بذات الرقاع فامر بالسفر ودخل النجف في ربيع الأول سنة ١٣٠١ فجعل
يقرأ على أستاذه المتقدم الشيخ محمد حسين الكاظمي إلى أن توفي فلم يقرأ
على غيره يروي بالإجازة عن الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري وكتب
كثيرا من القواعد الفقهية في رسائل متعددة وسمى مجموعها بالقواعد الفقهية
منها نسخة بخط يده في مكتبة الحسينية بالنجف مثل قاعدة القرعة، قاعدة
الشك بعد الفراغ، قاعدة اليد، قاعدة من ملك شيئا ملك الاقرار به،
أصالة الصحة، أصالة حمل فعل المسلم على الصحة، الرسالة الكعبية في
تحقيق معنى الكعبين، رسالة في تحقيق أبواب ماهية المعاملات تعرض فيها
لباب الإجارة مفصلا ولأصالة اللزوم في المعاملة وتعلق الخيارات بها
والوصية والوقف وكيف مالكية العبد وان الكفار مكلفون بالفروع أم لا
وتمييز الحق عن الحكم. رسالة في احكام المساجد والمشاهد. تفسير آية
النور المسمى بنور الهداية رسالة في تحقيق معنى البيع والمعاطاة. رسالة في
نجاسة ملاقي الشبهة المحصورة. رسالة في الاستحالة. رسالة في الجمع
بين الصلاتين المسقط للاذان. رسالة في أصل البراءة كبيرة. رسالة في
التعادل والترجيح. شرح خطب الحسين ع وكلماته القصيرة وأشعاره.
الاخبار المتعلقة بمصيبة الحسين ع. حواشي الرياض. رسالة في
العقائد إلى غير ذلك.
١٤٨٥: السيد عبد الحسين محمود الأمين.
ابن السيد علي ابن السيد محمود الأمين توفي سنة ١٣٦١ كان أديبا
شاعرا سريا جوادا.
في أيام الحرب العالمية الأولى حضر مصطفى المخزومي إلى شقراء في
منزل المترجم ثم غادرها إلى ميس الجبل بعد أن كان قد أكل جبنا وفي ميس
أصيب بالاسهال فأرسل إلى المترجم هذه الأبيات:
نزلنا بشقرا منزلا عند سيد * أفاض علينا الخير من كل جانب
ولكن لسوء الحظ كان وعاؤه * من السم مملوءا بكل المعاطب
فرحنا باسهال وقئ كأنما * تقطع أحشانا بحد القواضب
فقل للذي يبغي زيارة شقرة * تنح وحذر صاحبا بعد صاحب
فشطرها المترجم وأعادها إليه:
نزلنا بشقرا منزلا عند سيد * نمته الكرام الغر من آل غالب
ولما أنخنا رحلنا برحابه * أفاض علينا الخير من كل جانب
ولكن لسوء الحظ كان وعاؤه * ومعدتنا شبهان عند التجارب
فهذي بها داء وذلك كأنه * من السم مملوء بكل المعاطب
فرحنا باسهال وقئ كأننا * حسونا من الصهباء في دير راهب
من الجبن بل جبنا حسبنا بأنه * تقطع أحشانا بحد القواضب
فقل للذي يبغي زيارة شقرة * مغذا ليرمي أهلها بالمعائب
حنانيك في أبيات آل محمد * تنح وحذر صاحبا بعد صاحب
وقال في يوم مطير وأرسلها إلى بعض أعمامه:
عارضنا عن وصلكم عارض * صبحنا بالغاديات الغزار
اقبل والقر له رائد * يجوس بالبرق خلال الديار
والريح قد هبت بأعصارها * ليلا فسدت فيه وجه النهار
غنت فأغنت بأهازيجها * عن زينب في لحنها أو نوار
وطمطم الرعد بها قائدا * جيشا من الزنج به النقع ثار
مزمجرا يرتاع منه الدجى * كأنه يدعو البدار البدار
يا من له الفضل شعارا غدا * والسؤدد الجم عليه دثار
أهل تمنون على مدنف * ما مل في الحب سوى الانتظار
وقوله وقد أرسلها إلى بعض إخوانه في بنت جبيل مداعبا لهم بعد أن
نسي عندهم مظلته:
ردوا علي مظلتي أو فاعلموا * اني سأبعث فيكم تقريري
أنتم طلبتم وحدة عربية * ورفعتم العلم البغيض السوري
أيقظتم صورا لولا بوقكم * ما استيقظت صور لنفخ الصور
أوريتموها في سليم جمرة * كادت تؤثر في سليم الخوري
ما صفقت شقرا ولا نبطيه * الا لنغمة ذلك الطنبور
وقوله:
نغم الألحان على الجنك * والعود يعيد قفا نبك
آمنت بحبك منفردا * فكفرت وملت إلى الشرك
عاقرت هواك معتقة * سلبت لبي سلبت نسكي
أفأنت بعثت لاحثائي * برق الأشجان بلا سلك
وله:
ودعت شرخ شبيبتي وغرامي * وأرقت من بعد الدموع مدامي
ومن السفاهة ان أضيع خمرتي * حتى الثمالة ثم احفظ جامي
خمسون عاما كلها مرت ولم * أبصر بغرتها مسرة عام
مستسلما للدهر طوع صروفه * وصروفه تطغى على استسلامي
أمكفكفا دمعي على عهد مضى * بنعيمه خل الدموع هوامي
لم أبك وخط الشيب شوه لمتي * لكن بكيت أناقتي وجمامي
وبكيت زهوي في تلابيب الصبا * خلفي يفوح أريجها وامامي
(٤٤٣)

أيام لا نجل العيون تصدني * عما أروم ولا العيون مرامي
لكن لي هدفا نثلت كنانتي * لأصيب منه فأخطأته سهامي
وله من قصيدة في المهاجر:
كل بالدمع له شان * يغنيه ليسأل لم بانوا
ظعنوا والفلك نجائبهم * غلسا والحادي ربان
لوددت ببابل بلغتهم * فأقول غدا أو بعد غد
أو ان النيل لهم أرب * لغسلت من الأحزان يدي
أو كان بدجلة موردهم * لصدرت بقلب غير صدي
ولنجد لو حلوا نجدا * أنشأت أغني يا بلدي
لكن هجروا أوطانهم * فلهم بالمغرب أوطان
عقوا لبنان وأرزته * فليبك أرز ولبنان
وله مداعبا أحد الجباة وقد عزل من وظيفته وكان قد تولى قبل ذلك
حجز خيل له فبيعت بالمزاد العلني وكان متولي المزايدة رجل يسمى أبا
جوهر.
تتلقاك زمرة المفلسينا * باحتفال تراه دنيا ودينا
كنت فينا للجوع عضوا نشيطا * ورسولا إلى العراة أمينا
كم قلبت الطربوش ظهر البطن * كلما حاف أو تغير لونا
وتبرهمت باللحوم فلا تأكل غثا * بدرهم أو سمينا
ورأيت البو مليح أشهى طعام * فإذا لم يكن فخبزا وتينا
ما رأينا فعل الجميل جميلا * حينما راشكم لكي تمعطونا
ولقبض المعاش قدما ضحكتم * ولضيق المعاش قدما بكينا
فلذا يا أبا بهيج ابتهجنا * وضحكنا لعزلكم ملء فينا
لست انسى سروركم وأبو جوهر * يدعو لخيلنا على اونا
يتهادى على ظهور مذاكينا اختيالا * وأنتم تسخرونا
فذق الذل والهوان كما ذقنا * ولا تمش للهوان الهوينا
فغدا تشتهي الرغيف فلا تدركه * مثلما الرغيف اشتهينا
عد إلينا أبا بهيج فانا * لك جند مجند عد إلينا
وله:
أودعتهم قلبي عشية ودعوا * وحشاي أزمع ظاعنا مذ أزمعوا
سفر متى وصلوا حبال مطيهم * للبين قلبي بالجوى يتقطع
فلقد رجعت ولي قبيل وداعهم * فرط الضنا وودت ان لا ارجع
وجمعت قلبي واليدين تألما * مذ أدلجوها للمسير وأجمعوا
يا راحلين ولي فؤاد بعدهم * مر الصبابة والجوى يتجرع
عطفا فديتكم علي فإنه * لم يبق في قوس التصبر منزع
لا تحسبوا اني أضن بأدمعي * كلا ولا انا في رقادي أطمع
وتجلدي للشامتين أريهم * اني لريب الدهر لا أتضعضع
وقال يرثي الشيخ عبد الكريم شرارة:
أقذيت باصرة العلى والسؤدد * وتركتها ترنو بطرف أثمد
قد فت رزؤك كل مهجة مسلم * واصم نعيك سمع كل موحد
قل للأمين على الفضائل والتقى * أخلقت حزنك في أبيه فجدد
فلئن صبرت فأنت من أهل النهى * ولئن جزعت فأنت غير مفند
وقال في عادل عسيران:
علقت امالي على عادل * فلم أجد عدلا واحسانا
أوقفني الدهر على بابه * والدهر قد يوقف أحيانا
فرحت استعطف ذا غلظة * واسال اليسر عسيرانا
وقال مخاطبا بعض العلماء:
سلكتم بها لأحب المنهج * وكنتم رجاء لمن يرتجي
سعيتم لتقويم أغصانها * فمالت على غصنها الأعوج
قضية علم نهضتم بها * فلم تبد في شكلها المنتج
مددتم يديكم إلى قطفها * ثمارا إلى الآن لم تنضج
فتحتم لها باب أحلامكم * فحامت على بابها المرتج
تسابقتم في مضاميرها * وقلتم لخيل الأماني لجي
فمن ملجم منكم للمذاكي * طردا إليها ومن مسرج
دخلتم صناديد في جمعها * وثبتم عباديد بالمخرج
وردتم ولكن لغير الكلأ * أتجنى الورود من العوسج
ففي ربع صيداءكم موقف * به العرف آب بقلب شجي
جرت فيه للسبق أجيادكم * فبان الصحيح من الأعرج
فيا راكبا متن زيافة * على سفح عاملة عرج
وقل لبنيها نهوضا فما * عليكم بذا الدين من حرج
على منبر والي معهد * وفي مسجد والى منسج
لفن إذا كان في أسوج * وعلم وان حل في نروج
أخو الدين يقضي بأحكامه * ويهدي إلى السنن الأبلج
لأوراده ولأذكاره * وما هو للمقلق المزعج
يمثل شخص التقى والصلاح * فيغدو ببرديهما أو يجي
يزين مهابته بالخضوع * ويمشي مع الرشيد في منهج
ورب السياسة أدرى بها * إذا صارعته ولم يفلج
وإن واقحته عوادي الزمان * فللمكر من كيدها يلتجي
يبيت لها حولا قلبا * ولم يتباك ولم ينشج
دعوا للثقافة أربابها * بعصر التجدد والبهرج
فللانقلابات تاريخها * دروسا على غابر الحجج
وما صد تيار بحر طما * بكفيك إلا من الهوج
فما ناب كاهل أنقره * سيطعن طهران بالثبج
وفي كابل لا سقى كابلا * نمير ولا بارد الحشرج
دعا للخلاعة عاهلها * وحض لها ربة الدملج
فتلك الثريا تتيه عليه * وتخطر بالدل والغنج
مخاصرة من يخاصرها * على مسرح أو على مدرج
فسل بنت باريس عن زيها * ومن فاق بالأبهج الأبلج
سبت عقل بريان مذ أشرقت * على الغرب في طرفها الأدعج
وقبل اقياله كفها * فلم تتأثم ولم تحرج
ففي ضفة السين كم غادرت * أكف رجال على مهج
وروع لندن ومض البروق * وقد لاح في ثغرها الأفلج
وبالنجل من حدق عسكرت * ببرلين لا الشوس من مذحج

(١) هو جده الشيخ امين شراره وكان ابنه الشيخ موسى توفي من قبل.
(٤٤٤)

فتوح من الهدب أنصاره * غدت لأمن الأوس والخزرج
وما الشام إلا كبغدادها * إذا غنتا فعلى هزج
ولا عجب ان سرى داؤنا * إلى الحرمين إلى لحج
كفا ما بنا من ضروب الهوان * حياة الأسير وعيش العجي
دعو النشا ينهد في حلبة * بها الباز يضرع للقبج
فما نافع قولنا والشجاع * ينضنض يا أزمة انفرجي
وقال:
تعجلت في لومي وعتبي ولا ذنب * وهان علي اللوم لو صدق العتب
بعثت لأحشائي سهاما نوافذا * وحملت قلبي فوق ما يحمل القلب
صحائف لكن للفؤاد صفائح * قواطع لكن لا يفل لها غرب
وقال مداعبا بعض الأطباء:
دواك ما بل غله * بل زاد في الطين بله
كم عالم فاه يوما * وفوه أثبت جهله
وكم طبيب تناءى * صيتا لأول وهلة
يدري من الطب معنى * ألفاظه هات عمله
قد جاء للناس فردا * ليقتل الناس جملة
وقال مداعبا بعض أصحابه:
أخذوا القواديش لا تبقوا القواديشا * ولا تخلوا لنا الجرد المغاليشا
كأنما أحمد والعبد يحرسها * قد أصبحا نفرا فينا وشاويشا
لو أن سلعا وباريشا لنا بلد * عفنا لأجلكم سلعا وباريشا
ولو فعلتم كهذا الفعل في بلد * ألقوا عليكم برابيشا برابيشا
وقال مخاطبا المرأة المتبرجة:
هبك تمشين مشية الخيلاء * فعلام جذمت نصف الرداء
فرج فتقت به وجيوب * للهوى ما فتقت أم للهواء
وعلى الكشح ريطة ضرجتها * أسهم اللحظ من دم الأبرياء
ورأينا يا أخت بلقيس تشميرك * لكن لغير لجة ماء
أعيون الدبى نصيفا ومرطا * أم دروعا لبست للهيجاء
أشكل الأمر بيننا وشككنا * أعليا نرى أم أم العلاء
يا ابنة الشرق راعنا منك زي * عاد في الغرب أنكر الأزياء
١٤٨٦: السيد عبد الحسين نور الدين
ولد حوالي سنة ١٢٩٣ في النبطية الفوقا وتوفي سنة ١٣٧٠ ودفن فيها
درس في النجف الأشرف وتخرج منها ثم رجع إلى بلده النبطية الفوقا فأقام
فيها وكان شاعرا مجيدا له من المؤلفات كتاب الكلمات الثلاث
مطبوع.
ومن شعره قوله في قصيدة أرسلها من النجف الأشرف أيام دراسته
فيها إلى ابن عمه السيد محمد آل نور الدين في جبل عامل:
إليك أبا العليا تزج الركائب * ونحوك تنحو بالعفاة النجائب
وأنت أمان الخائفين وكعبة الرجاء * ومن تطوى إليه السباسب
ومن قوله فصل الخطاب ورأيه * الصواب له علم الكتاب مصاحب
إذا ما رمى للغيب ثاقب فكره * فليس له من مثبت اللوح حاجب
لك الطلعة الغراء في سنن الهدى * إذا خبط العشواء للغي راكب
وله قوله:
رضابك الراح لا الخمر المصفاة * وجام ثغرك أشهى لا الزجاجات
وقدك الا هيف المياس منعطفا * تندق منه الصعاد السمهريات
ترمي الحشي عن قسي مالها وتر * قداحها اللحظات البابليات
بروض وجنته يذكو الجمال الا * فأعجب لخد به نار وجنات
خل الكؤوس مدير الراح ناحية * فلي من المبسم الدري جامات
ولست أصبو إلى الصهباء آونة * ولي من الألعس الألمى ارتشافات
من لي به بابلي القد تنسبه * إلى المهاة عيون جؤذريات
غزيل تصرع الآساد مقلته * له سلاحان جيد والتفاتات
١٤٨٧: السيد عبد الحسين البروجردي النجفي
توفي سنة ألف وثلاثمائة ونيف وعشرين. قرأ على الميرزا حبيب الله
وميرزا حسين الطهراني له مؤلف في الفقه الاستدلالي مقتصر على الفروع
المهمة من أول الطهارة إلى أواسط الصلاة ورسالة في شرح كلام الرضا مع
المأمون.
١٤٨٨: الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ قاسم محيي الدين
توفي في صفر سنة ١٢٧١.
من أشهر شعراء منتصف القرن الماضي، كان شاعرا سريع البديهة
مليح النادرة له عدا ما نظمه في الفصحى نظم كثير في اللغة المحكية من
موال وغيره، اتصل بزعماء خزاعة وزبيد في الفرات الأدنى وتقدم عندهم
وهو صاحب القصيدة الرائية التي نظمها بمناسبة السد الذي أنشأه على
الفرات الشيخ وادي الشفلح الزبيد وهو أيضا من شعراء آل الشيخ جعفر
الكبير المختصين بهم. ومما امتاز به شعراء هذا القرن عدا نظمهم في
الفصحى براعتهم الظاهرة في نظمهم أنواع الشعر باللغة المحكية فلهم كثير
من الموال والركبانيات وخاصة شعراء النجف.
ولا يعلل الاكثار من النظم في اللغة المحكية عندهم وانتشار هذا
النوع من الأدب الشعبي في ذلك القرن إلا بأنه القرن الذي سادت فيه
القبيلة العراقية، وذاقت لذة الاستقلال، وانتشرت فيه عادات القبائل
وآدابها ونظمها وقواعدها المقررة في الحكم وفض الخصومات، ومن أشهر
هذه القبائل العربية خزاعة وزبيد وربيعة والمنتفك وشمر وغير هؤلاء.
وكان الصراع الأزلي في هذه البلاد بين البداوة والحضارة، قائما على
أشده في القرن الماضي، انتهى بتغلب البداوة على الحضارة وذلك أضعف
عامل التنظيم المدني ووسائله عند الدولة إذ ذاك، فتضاءل شان معظم المدن
الفراتية وتضاءلت معها الصنائع والفنون، واكتف أكثرية السكان باستغلال
الأرض وبالزراعة، وعاشوا عيشة أقرب إلى البساطة، ساعدهم على ذلك
وفرة المياه وخصب التربة وما إلى ذلك من العوامل الطبيعية، فكان هؤلاء
الأدباء ينظمون وينثرون بالفصحى في المدن والمجتمعات المدنية كالنجف
والحلة، وكانوا ينشئون ما ينشؤونه من موال وركبانيات ونحو ذلك في
المجتمعات القبلية أو في القرى والأرياف العراقية، وكان لما ينظمونه في
اللغة المحكية من هذا القبيل وقع كبير وتأثير بليغ لدى زعماء القبائل
(٤٤٥)

المذكورة، وقد كثر حفاظه ورواته في تلك الأيام، ودون في كثير من
المجاميع والدواوين الشعرية، وهي كثيرة، ولا يزال بعضها محفوظا إلى
الآن عند أدباء النجف والحلة.
وركبانية ابن الخلفة مشهورة محفوظة. وكنت عهد الطلب في العراق
يوما راكبا في السفينة قاصدا زيارة الحسين ع فأنشد الملاح ما
حفظته من ساعتي ولا أزال أحفظه إلى اليوم لسهولته فقال:
مدكدكة وحلوة ورفيعة * وشايله الكيمر تبيعه
حيف بيها ها الطبيعة * بالدرب تمشي وحدها
بوي خي عون الشبكها * وشال بالعشرة وغبكها
وقد ظهر في أسرة آل محيي الدين عدد غير قليل من العلماء والأدباء
كالشيخ شريف محيي الدين والشيخ جعفر محمد والمترجم وغيرهم.
وكان المترجم متصلا بالأمير وادي شيخ زبيد وكان ملا حسين الحلي
متصلا بالأمير ذرب بن شلال آل مغامس شيخ خزاعة وبينهما مراسلات
بالزجل العامي المعروف في العراق بابوذيه وميمر فمنه قول المترجم من بند
لا أحفظ غيره سمعته في العراق وغاب باقيه عن حفظي:
يا حسين ذكر الخزاعل كالشمال اليمر * وحرابهم في الوغى تلهب شرار وجمر
وكان المترجم قصد ذرب آل مغامس فلم يكرمه فعدل إلى وادي
وهجا ذربا بأشياء كثيرة منها قوله:
لقد لبست خزاعة ثوب خزي * غداة غدا ابن شلال أميرا
طويل ما به طول ولكن * غدا عن كل مكرمة قصيرا
انصفا بعد ملك أبي قبيس * تملكك الخورنق والسديرا
ويقال ان ذربا عاتب المترجم وقال أنت القائل لقد لبست خزاعة
الأبيات فقال لم أقل هكذا وإنما قلت:
لقد لبست خزاعة ثوب عز * غداة غدا ابن شلال أميرا
طويل ما به قصر ولكن * عدا عن كل منقصة قصيرا
لنصف بعد ملك أبي قبيس * تملكك الخورنق والسديرا
وبعد هذه الواقعة اتصل الشيخ بوادي وانقطع إليه ولم يقصد أحدا
غيره إلى أن مات.
وكان سبب ذلك فيما يقال أنه كانت للمترجم ضيعة استعمل عليها
وكيلا وأعطاه مالا لعمارتها فصرفه ولم يعمرها وامتنع عن أدائها واتفق أن
ذلك الرجل حضر في صحبة الشيخ ذرب أمير خزاعة حينما أتى لزيارة
النجف الأشرف فأخبر المترجم السيد سلمان الزقرتي رئيس البلدة يومئذ
بالحال فأرسل من قبض على الرجل ولم يطلقه إلا بدفع المال فاستاء من ذلك
الشيخ ذرب فذهب المترجم مع جماعة إليه واعتذر له حتى رضي ثم نشبت
الحرب بين ذرب ووادي فأرسل المترجم قصيدة باللغة العامية إلى ذرب
وعشيرته يحمسهم فيها من جملتها:
يشرهين الملاجي دوم واعراض * عليكم طال شره العتب وأعرض
يا ليث بصدر شطكم طال وأعرض * يروح الثار وين أهل الحميه
فلما تليت تلك القصيدة على خزاعة ثار ثائرهم وركبوا من فورهم
وهجموا على قبائل زبيد وهم غارون وزبيد اضعاف خزاعة عددا فانهزمت
زبيد اضعاف خزاعة عددا فانهزمت زبيد وقتل منها جماعة كثيرة وانتصرت
عليها خزاعة، وبلغ وادي أن المثير لحمية خزاعة هو المترجم بقصيدته
المذكورة فامتلأ منه غيظا وأرسل له من يفتك به غيلة وبلغ ذلك المترجم
فضاقت به الأرض حتى صار لا يستطيع الخروج عن سور النجف فبقي على
ذلك سنين فصمم أخيرا على أن يدخل عليه متخفيا، ومدحه بقصيدة
ليقرأها إذا دخل عليه وكان وادي قد سد الفرات بعد ما عجز عنه الوالي
فدخل عليه متنكرا ومدحه بالقصيدة التي أولها:
سد الفرات بعزمة الإسكندر * واد يمد نداه مد الأبحر
وكان قد حضر المجلس جماعة من الاجلاء ليشفعوا فيه عند الأمير
متى حضر وذلك في الحلة السيفية فلما دخل المترجم قام أهل المجلس إجلالا
له وكان المتولي لانشادها رجل يعرف بالشيخ أبو قنازع فكان وادي كلما
سمع بيتا يرتاح طربا له فلما وصل إلى قوله:
نفس الزمان به فلما جئته * قصد الوفادة قلت يا نفس أبشري
قام وادي من مجلسه يتخطى وقال: ابشر يا شيخ بالرضى وعفا عنه
واجازه جائزة سنية.
ومن شعره في الغزل قوله:
هل القلب يرجى راحة من خفوقه * إذا شاقه ذكر اللوى وعقيقه
خليلي هل تحنو الليالي تعطفا * علينا فتدني شائقا من مشوقه
وهل لي إلى ذاك الحبيب وسيلة * تعرفني كيف اتباع طريقه
احن إليه والمفاوز بيننا * حنين فصيل فاقد لعلوقه
يميل هواه بي كما ماله الصبا * سحيرا بمياس القوام رشيقة
له بين أضلاعي على القرب والنوى * غرام حريق النار دون طريقه
وعهدي به ان زرته ظاميا إلى * لقاه تلقاني بخمرة ريقه
ورحب بي بعد التحية جاليا * همومي بوضاح المحيا طليقه
وزودني منه حديثا يفوح لي * شذاه بمشمول النسيم رقيقه
فكيف بصب اتبع الركب مهجة * يحن وراء الركب حنة نوقه
يرق له قلب الخلي وربما * بكت لأسير الركب عين رفيقه
يقلب في شكواه طرف مفارق * يرى الحتف أحلى من فراق رفيقه
له الله من ظام تلظى وعنده * من البارد السلسال أسنى رحيقه
هو الشوق كم لي رية من صبوحه * تكر عليها رية من غبوقه
بنفسي من ملكته القلب جاريا * هواه به مجرى دمي في عروقه
يذكرني بدر السماء جبينه * وتذكره عيناي عند شروقه
رعى الله من يرعى على القرب والنوى * حقوقي وإن لم ارع فرض حقوقه
فتتخذ المجد الذي فاق فيه من * سواه أبا لم ينتسب لعقوقه
يجل مقاما أن يشق غباره * لدى السبق للعلياء غير شقيقه
وقال يرثي العالم الشهير الحاج محمد إبراهيم الكرباسي:
قفا بي وان أضنى الوقوف على الدار * ولا تحبسا منهل دمعكما الجاري
وحطا رحال العيس بين رسومها * عسى أنني أقضي بها بعض أوطاري
وقفت بها من بعد عشرين حجة * أسائل مغناها عن الأهل والجار
فما زادني الا جوى وصبابة * سؤال رسوم دراسات وأحجار

(١) أراد به النعمان بن المنذر ملك الحبرة لأنه كان يكني أبا قابوس فجعله أبا قبيس لضرورة
الشعر - المؤلف -
(٢) وجدت هذه القصيدة بين شعر الشيخ عبد الحسين الأعسم أيضا والأرجح انها له.
(٤٤٦)

فكم رفعت فيها مصابيح للقرى * نضا ضوؤها صبغ الدجنة للساري
غدت بلقعا بعد الخليط وأصبحت * معالمها الطولى على جرف هار
تذكرت عيشا بالغوير وذي قار * فهيج مني كامن الوجد تذكاري
سلام على دار لعلوة باللوى * وإن كان لا يجدي السلام على الدار
إلا م أسوم العيش كل تنوفة * وأطوي الموامي البيد شوقا لسمار
أروم لقي أرام رامة بعد ما * رمت كبدي عمدا بأسمر خطار
اثار بقلبي لاعجا رمل عالج * بلا ترة كانت علي ولا ثار
سفحت دما دمعي على سفح رامة * وأقريت بالأشجان أطلال ذي قار
حزنت وما حزني على الجزع والنقا * ونحت وما نوحي لدار وديار
وما جزعي وجدا على الجزع والحمى * ولكن على ندب بقية أبرار
محمد إبراهيم من حاز مفخرا * غداة غدا في العلم زاخر تيار
وقال يجيب الشيخ مهدي ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب
كشف الغطاء عن أبيات أرسلها إليه لم تحضرنا:
وهواك ما خطر السلو بخاطري * كلا ولم يطمح لغيرك ناظري
وأنا الذي لم أرع غيرك بالهوى * ابدا ولا أرضى سواك مسامري
أزعمتني عن عهد ودك ساليا * وضرام نار الوجد بين ضمائري
أوما ترى وجدي وكامن لوعتي * ولهيب أشواقي وفيض محاجري
فلئن صبرت على الفراق فإنني * وهواك لست على الفراق بصابر
ولقد اتاني منك عتب ساءني * من حيث إنك لست فيه بعاذري
وأسرني إذ ناب فضل عتابكم * عن وصلكم وعن الخيال الزائر
قسما باعلام المحصب من منى * وبحازم والأبرقين وحاجر
ان ملت عن عهد التصابي والصبا * فعلى هواك لقد طويت سرائري
أشعاره في شيخ زبيد
منها القصيدة المشار إليها في مدحه عند ما سد الفرات بعد أن عجز
الوالي عن سده فحشد لذلك الجموع واجتهد حتى سده فقال المترجم
يمدحه:
سد الفرات بعزمة الإسكندر * واد يمد نداه مد الأبحر
قل باس واد لا تقل كسرى ولا * سابور يفتح في مدائن قيصر
سد بلا كلس أقيم وانه * عن سد ذي القرنين لما يقصر
أرسى بسورته مباني دونها * الهرمان في مصر وذاك بمنظر
أما العزائم هكذا أولا فلا * لو شاء حك بها السهى والمشتري
عكفت على أهل العراق فذللت * من جانبيه كل صعب أعسر
وسطت بأوله فجازت واسطا * منها لعبادان سطوة قسور
سيف فما اليزني سيف بالغ * مما يحدث عنه علوة مفخر
من حمير اليمن الكرام ومن به * فخرت أعاظم تبع في حمير
من قائدي الخيل العتاق شوازبا * يمشون في ظلل الوشيج الأسمر
ملك ملوك الأرض قاد زمامها * في أبيض عضب ولدن أسمر
أنست وقائعه وقائع وائل * في تغلب يوم العديد الأكثر
ومكارم أنست مكارم حاتم * وبني البرامك في النوال الأغزر
قرن قد اقترن الزمان يسعده * فزماننا اضحى سعيد الأعصر
نفس الزمان به فلما جئته * قصد الوفادة قلت يا نفس أبشري
يا أيها الملك المطاع ومن له * خبر السماع أراه طبق المنظر
أهدي إليك من القريض مدائحا * ما حاز غايتها نظام البحتري
أنزلتها قصد القبول ولم أكن * أرجو المطامع في الزمان الأعسر
أرضي بان ترضى وتعطف نظرة * فرضاك خير من نوال أغزر
فاسمع سمعت الخير خير قصيدة * من آل محيي الدين جيرة حيدر
واسلم سلمت من الخطوب ملاقيا * مني السلام بكل يوم أزهر
وقال أيضا بعد ما عفا عنه وادي:
من مبلغ النجف الأعلى وجيرته * قومي الذين علاهم غير مجحود
مبشرا عن غريق البحر أنقذه * احسان واد أخي الاحسان والجود
طافت سفين رجائي كل ناحية * حتى استوت من أياديه على الجودي
وقال أيضا في مدحه:
أرى أن خيرا من مقامي تغربي * وأجمل من مكثي بداري تجنبي
إذا المرء لم يؤثر زماعا على الثوى * لجم احتمال الضيم نزر التشعب
نجاح الفتى أن لا يراح لسعيه * يروح ويغدو بين شرق ومغرب
إذا البئر لم تنفذ مجاريه غورت * أجاجا وأن يدأب بمجراه يعذب
فدعني أخض حر الهجير مواجها * به حروجه مر لم يتهيب
على حرة وجناء لا تشتكي الوجى * إذا وطئت حصباء ذات تلهب
أيممها طورا حجازا وتارة * شاما وأخرى بين حزوى وكبكب
عسى الله أن يقضي بالطاف جوده * فيبلغ بي واد وذا خير مطلب
لقد كنت أوفي الدهر عتبا فان وفى * لي الدهر من مغناه قل تعتبي
فلست براج بعد عزا وبلغة * لما شد من أزري ومد بمنكبي
مليك عراقينا ولو قلت أنه * مليك بني الدنيا إذا لم اكذب
أخو عزمات ترجع الطير في السما * إذا قال والاقدار: يا طير أو بي
وذو نفحات تورث المجتدي غنى * وتعقبه يسرا لنسل معقب
إذا حركته هزة المجد سكنت * عطاياه روع الخائف المترقب
إذا افتخرت يوما تميم بقوسها * وفاخر بالطائي أبناء يعرب
وطالت بنو شيبان فخرا بمعنها * وزادت فخارا في عديد وموكب
أرى حميرا أعلى فخارا ورتبة * بواد إذا عدته من كل منسب
وكان وادي قد سقط فصدعت رجله فدخل عليه المترجم وأنشده
مرتجلا:
عجبت لرجل السبق في حلبة العلى * لواد تشكى في الأنام ضرارها
أليست هي الرجل التي تحت ماجد * إذا تعثر الدنيا أقال عثارها
وأجرى لنا شط الفرات على يد * نرجي عطاياها ونرهب نارها
وقال أيضا في مدح وادي شيخ زبيد:
من كان قبلك من ملوك الأعصر * أو جاء بعدك لم يصلك بمفخر
وإذا هم وزنوا ببأسك في العلى * كانوا بجنبك قطرة في أبحر
دع عنك اخبار الرواة وهاك ما * نصب العيان بمسمع وبمنظر
عزم إذا بلغ السراة حديثه * غلب السماع به سرايا العسكر
وأراع ما بين الجزيرة والحسا * وسرى إلى أقصى منازل قيصر
هذا هو الفخر الذي لا ينتهي * ابدا ولم يبلغه ذو فخر سري
وندى إذا سكبت عزالى غيثه * كبس البلاد بكل غيث ممطر
وحمى به امن المروع وجانب * بحماه يرفل كل ظبي اعفر
يا أيها الملك الذي أيامه * تكسو الزمان أهلة في الأشهر
إن الممالك ما تقوم أهلها * الا وقمت بها مقام العنصر
(٤٤٧)

وإذا تباع كريمة أو تشترى * فسواك بائعها وأنت المشتري
وإذا تدرعت الخلافة درعها * أصبحت فيها بيضة في المغفر
وأراك كنت يمينها ومعينها * ومعينها الجاري بعذب الكوثر
وسنانها ولسانها ورهانها * وعنانها في العاديات الضمر
وقوامها وحسامها وسهامها * ولهامها جم العديد الأكثر
ونفيسها ومسيسها ورئيسها * وخميسها بوطيسها والعثير
وأراك نعمان الذي أيامه * نعم وليس كعادة ابن المنذر
بل أنت هارون ويحيي كفك * اليمنى وفي يسراك راحة جعفر
بل أنت مأمون الملوك أمينها * عضد الخلافة ناصر المستنصر
اما الثناء فلا يليق لماجد * الا عليك فخذ مقالي أو ذر
والله قلدك الأمور ولا أرى * منا عليك لغير ربك فاشكر
فعليك قصد قصائد ونشائد * وفرائد بقلائد من جوهر
قد قلت للركب المجد بسيره * يفري الوهاد وكل فج مقفر
مهلا فلست عن العراق بمقلع * ولغير عذب فراته لم انظر
حسبي به والله يقضي بالمنى * واد فلست سوى نداه بممتري
ما بين أقطار الجنوب إلى الصبا * ملك سوى وادي المكارم فاقصر
ملك إذا بخل السحاب بقطره * جادت أنامله بعشرة أبحر
ونرى له غسق الظلام إذا عدى * وإذا بدا فلق الصباح المسفر
لا زلت في العيش الرغيد منعما * تبقى سعيدا آمنا لم تحدر
وقال في تهنئته:
ليهنك ما بلغت من الأماني * بحكم المشرفية واللدان
زحفت إلى العدى في غيم حتف * بوارقه الأسنة واليماني
بفرسان يرون الطعن فرضا * وحفظ النفس من شيم الأواني
سراة لو علوا هام الثريا * لكان لهم به خفض المكان
إذا اكتحلوا فمن نقع المذاكي * أو اختضبوا فمن دم كل شاني
وإن لبسوا الرياش فمن حديد * لزينة عيدهم يوم الطعان
وخيل سابقت خيل المنايا * فحازت في الوغى سبق الرهان
تتوج في سنابكها رؤوسا * نواصيها صبغن بأرجوان
وأسياف تشق إلى قلوب * لتتضح الضغائن بالعيان
مواض لو توهمها معاد * لأضحى الدهر مجروح الجنان
ونبل لو رميت بها المنايا * لأضحى الناس منها في أمان
تفاءل باسمك الأحزاب يمنا * فكان النصر لاسمك في قران
وقد نعب الغراب بما دهاهم * وغنى طير سعدك بالتهاني
أيا وادي المعالي أن شعري * لجيد علاك عقد من جمان
لعمري قد تمنى كل عضو * بمدحك أن ينوب عن اللسان
وإن يك عن مديحك ضاق ذرعي * فقد أغنى العيان عن البيان
وإن تك في الأنام بلا قرين * فحسبك في الإخاء النيران
وإن زأرت اسود الحرب يوما * ظننت زئيرها صوت الأغاني
وتبذل كل ما يرجى ولكن * تصون العرض بالعرض المهان
ولو أن الجود فارق منك كفا * لجدت به على بخل الزمان
ولولا ما ائتلفت مع العوالي * لسرت إلى الطعان بلا سنان
وتلهي السمع عن ضرب المثاني * بذكر الله والسبع المثاني
فدم في رفعة ورغيد عيش * هنئ ما سرى البرق اليماني
ودخل المترجم على وادي يعوده من حمى أصابته وبالمترجم اثر رمد
فسأله وادي عن سبب حمرة عينيه فقال:
وادي العراق علمت لم لا أعيني * أغضت على فرط القذي أجفانها
شكت العيون لما شكوت وكيف لا * تشكو ومنها قد شكا انسانها
وقال في رثاء وادي:
عفت الديار معاهد ورسوم * فعفت قلوب بعدها وحلوم
لله أيام بها قضيتها * لو أن أيام السرور تدوم
غصن الصبا غض المعاطف يانع * فيها وعيش نضرة ونعيم
يا سعد ساعدني على فرط الأسى * لم يبق غيرك لي أخ وحميم
أتظنني بالدار شجوي لا ومن * هو بالذي تخفي الصدور عليم
ما الدار أشجتني ولا آثارها * لكنما خطب ألم جسيم
يوم قضى وادي المكارم أنه * يوم على أهل الزمان عظيم
الماجد القرم الهمام ومن به * يحمى المروع وينجع المحروم
فليبكه الشرف الرفيع فكم به * لرفيع أعمدة العلى تقويم
ألقى إليك حمى العراق قياده * من حيث أنت له حمى وزعيم
علمتك حمير واحد من فضله * ابدا وما أحد سواك كريم
أقسمت بالشرف الرفيع إليه * ما من علا الاله مقسوم
لولا القضا المحتوم جانبه الردى * انى له لولا القضا المحتوم
فليمض يفعل ما يشاء فإنما * من بعده لم يبق ثم عظيم
ما رمت بعدك سلوة كلا ولا * حزني على أحد سواك يدوم
كيف السلو ولا سلو وقد غدا * وجد بأحشائي عليك مقيم
أتذوق طعم النوم بعدك أعين * فقئت إذا أن عادها التهويم
المراسلة والمحاورة بين المترجم
والملا حسين الحلي
شاعر وادي شيخ زبيد باللغة
العامية
ولما وفد المترجم على وادي بعد غضبه عليه لم يكن ملا حسين حاضرا
ذلك فأرسل إلى المترجم يستطلعه جليلة الحال فقال:
يا شبل محيي الدين بحر علومه * ما عرفت وادي وياي شنهي علومه
بالظفر ناشر دوم دهره علومه * عف ونجيب وبالعلى يتبختر
وادي المكارم دوم راعي الجوده * والمار يمه لزم يملي جوده
عزنا يا ابن محيي العلم بوجوده * ودوم اليصحبه بالمعلا يفخر
فأجابه المترجم بركبانية يقول فيها:
أبدي بحمد الله رب السماوات * الفاتح أبواب الرجا والعطيات
واثني سلامي بشوق وصل التحيات * لمحمد حبيب الله خير النبيين
واثني وزيدن بالثنا واعتذاري * والعذر عند الحر مقبول يا حسين
جيته ونا مذنب كثير الخطايا * آغض طرفي والوجه سال مايا
أنعم بماله والعفو والعطايا * كيل وكساوي وغوج وقضاية الدين
تقوه يا خو هدلة يا كنز الرياسه * يا ميمر البلكون من شرب كاسه
لو قل وفر المال يسخي براسه * ضامن عسر وفده على الناس كل حين
الفضل بن يحيى عد وقول وادي * يبغي حريم أهل المدن والبوادي
جعفر جزاه وفات عنتر لغادي * والملك كسرى عقبه شوفة العين
هذا الذي شفته بعيني ورويته * غير السمعته بالحكي وارتويته
(٤٤٨)

بيت المروة والكرم حج بيته * يا كعبة الوفاد للناس نوبين
وقال الملا حسين يخاطب المترجم:
يا من قريت العلوم الغامضة وبحثت * بدروسها وبقدم فكرك عليها بحثت
يا لي خلف عن سلف للفاغه ورثت * واللي عن الغالطة بعلم الفصاحة يهب
وزلال صفو المودة لكل راجي يهب * أخشى من اقدح زنادي بو شراره يهب
من ارض بابل ونت بأرض النجف ورثت
فاجابه المترجم:
يا حسين يا ما بنيت على المجرة دار * وعليك يا ما برج أم المعالي دار
أيام طالع سعودك بالكواكب نار * اعرف زنادك يملأ حسين ما بيه نار
وللمترجم يخاطب ملا حسين الحلي:
يا حسين يلي قطع وياي تبينه * يا ما ويا ما نخلط العنب بالتينه
من جور الأيام دون الربع شتينه
واحنا الذي نمتطي يوم الوغى الصفنه * يا ما بلبس الهدوم الغالية صفنه
واليوم باسمال لبس الصيف شتينه
وللمترجم يخاطب ملا حسين أيضا:
يا حسين سوق الأدب هلي كسد باره * وادعيت مفلس ولا آجد فرد باره
أعوذ بالله من دهري وتدباره
ما شفت سوق الأدب رايج بحفله ومجد * الا لوادي العلى والمرجلة والمجد
بالله خلي محاكي البيك وادي المجد * واحكي بشبر جمال أشلون تدباره
وشبر جمال هذا كان له دين على المترجم فلما جاء الكتاب إلى ملا
حسين وهو بحضرة وادي وقرأه ضحك فقال وادي ما يضحكك فقرأ له
البيت الأخير فقال له من يكون شبر جمال فقال تسأل عن شبر جمال النجف
أو شبر جمال الحلة فقال هو واحد أو اثنان فقال اما شبر جمال النجف فله
عليه ألف قران واما شبر جمال الحلة فله علي خمسمائة فامر وادي للمترجم
بألفي قران وللملا حسين بألف فقال المترجم يمدحه من قصيدة:
ذاك وادي الجود من عم الوجود * بندى راحته المنسكب
من طوى الطائي إفضالا وجود * وسما فيه كرام العرب
فهو بالنفس وبالمال يجود * لذوي الحاجات قبل الطلب
وقال ملا حسين في ذلك:
دومي بمدحي لوادي انتشق نجده * ودوم الملا تهتدي بساطع سعد نجده
وادي بيت المروة والكرم نجده
سور العراق الذي مرصود ابد باسمه * خليت لأهل الرتب بجباهها وسمه
للندب عبد الحسين بواجبك نجده
وكان الشيخ عبد الحسين محيي الدين دعا الحاج محمد صالح كبه
الشهير إلى ضيافته فاعتذر فأرسل إليه هذه القصيدة:
ألا يا أيها المولى النجيب * ومن هو ان شكا زمني طبيب
ويا امل العفاة بكل عام * إذ الأنواء آملها يخيب
عهدتك قبل ان تدعي مجيبي * فما لي إذ دعوتك لا تجيب
أرابك ما تظن بسوء حالي * وبعض الظن اثم لا يصيب
ألم تعلم جدي جدتي وقلي * إذا ما مر بي عام جديب
واني والرزايا مقبلات * بعون الله لي قلب صليب
ولي من آل محيي الدين فخر * تقر له الشمائل والجنوب
إذا ما مر ذكرهم بناد * ترى ارج النسيم به يطيب
وأنا إذ تجاب لنا الفيافي * فكل فتى يعد لنا نجيب
ثورتنا العلا علماء دين * عن الهادي وعترته تنوب
وتكلفنا الفواطم في حجور * تعف لهن عن دنس جيوب
فنحن نمت في سببي فخار * لآباء زكت وزكا الحليب
وأنت بنا لعمر أبيك أدرى * بصدق القول والشانئ كذوب
ألست أخا المودة من قديم * وكل فتى لنا منكم نسيب
وآباء لنا عقدوا التآخي * فكل فتى لصاحبه حبيب
أما ابقوا لنا فوق المعالي * ودادا ليس فيه نستريب
أتأبى أن تذوق طعام داع * لحب ان ذا امر عجيب
لقد أعددت من زادي نفيسا * تنفس من لذاذته الكروب
وأكثرت البقول على جريش * فاكله لعمري يستثيب
وكل دجاجة تحكم ظليما * تعب بسمنها منها الجنوب
أتأبى أن تذوق طعام داع * محب ان ذا امر عجيب
وتتركه وقد أنفدت فيه * دراهم لا يقوم بها حسيب
كأنك ما علمت بان حقي * بواجبه أضيف له وجوب
لك العتبى إذا من ذي وداد * يسامح كلما كثرت ذنوب
وقال في أحد أحفاد وادي من قصيدة:
له من جده وادي الأماني * مكارم ليس يحصيها العديد
إذا ما جئته تلقاه بحرا * تلاطم موج نائله يزيد
له من حمير فرسان حرب * كأنهم إذا غضبوا الأسود
بعض أشعاره البديعة باللغة العامية:
قال مفتخرا على من ناله بعيب ومادحا وادي شيخ زبيد على
الطريقة المعروفة بالميمر:
واحنا البدور البسما هلينه * واحنا السحاب على الخلق هلينة
واحنا الذي لضيوفنا هلينة * والغير من شاف الضيوف تكدر
واحنا الذي رب العرش مومنه * والبطل منكم بالبخت مومنه
إن كان فاسدكم شتم مومنه * من قبل ابن سفيان سبه لحيدر
يمناك تيار البحر يا وادي * يا متعب أجياد الزميل يا وادي
تعبان كلمن غالطك يا وادي * كرك الرياسة بس عليك مقدر
١٤٨٩: الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ عمران الحويزي النجفي
الشهير بالخياط
ولد في حدود ١٢٨٩ في النجف ثم ارتحل إلى كربلا.
شاعر احترف التجارة بعد الخياطة، والشعر سميره في أوقاته لا تلهيه
عنه تجارة قرأ لي يوما قصيدة يرثي بها عالما فقلت من هذا الذي رثيته فقال
أن فلانا وفلانا وفلانا مرضى ولا بد أن يموت واحد منهم فاتفق موت
أحدهم فقرئت في رثائه. فمن شعره قوله:
يا فننا لي به الجوى فن * أجن فيه إذا الدجى جن
دمي وسوداء مهجتي في * خديه هذا وذا تبين

(١) الطليعة.
(٤٤٩)

عجبت للخال وهو عبد * بحر وجه له تسلطن
ملك تجلى بطور حسن * كل مليك لديه أذعن
أوجس خوفا كليم قلبي * لسحر طرف له تفرعن
وقوله في علي أمير المؤمنين ع:
أجريت قلبي بالدموع مذابا * فانهل عارض أعيني تسكابا
ما أو مضت جذوات قلبي بارقا * الا وأرسلت الدموع سحابا
لي وقفة بالجزع صيرت الجوى * قوتا وأسراب الدموع شرابا
قد أوهنت جلدي الخطوب ومفرقي * من قبل ريعان الشبيبة شابا
وأقام بازي المشيب بلمتي * حتى أطار من الشباب غرابا
يا جامعا شمل الهدى ومفرقا * بالسيف يوم الخندق الأحزابا
جدلت عمرا حين اقبل معلما * متسربلا زبر الحديد ثيابا
وأخفت ابطال اليهود بضربة * قدت لمرحب مغفرا وإهابا
وأقمت قاعدة الهدى بمواقف * فيها قلعت لحصن خيبر بابا
ونشرت للاسلام ارفع راية * بالفتح سماها النبي عقابا
وبيوم بدر قد دلفت مبادرا * في الحرب تغرس في الصدور حرابا
يا ليث غابات الوغى كيف العدى * ولجت طوارقه عليك الغابا
ما خلت والاقدار عونك في الوغى * يمسي لشيبتك النجيع الوثابا
درت الشجاعة يوم قتلك انها فقدت * بفقدك ليثها الوقابة
يا ضربة للدين هدت جانبا * وله أماتت سنة وكتابا
فنعاه جبريل بلوعة ثاكل * لو لاقت الصخر الأصم لذابا
وهي طويلة وله في أهل البيت ع الكثير.
١٤٩٠: الشيخ عبد الحسين بن قاسم بن صالح بن قاسم
بن محمد علي بن خليل الحلي النجفي
ولد في أوائل المحرم سنة ١٣٠١ في الحلة وقرأ بها العلوم الآلية وسافر
إلى النجف سنة ١٣١٤. وتفقه وتأدب في النجف وله شعر ونثر وكتب خطا
حسنا ومن شعره قوله:
أهاج لي التبريح برق سرى وهنا * فما خلته الا بجسمي سرى وهنا
أبرق الحمى منا عليك ثناء من * بجوهرك التبري قلدته منا
على البعد لي قربت صحبا تفرقوا * فجمعت ما بين المحاسن والحسنى
وذكرتني عهدا شربت به الهوى * دهاقا فما أصفاه كأسا وما أهنى
ومعهد آلاف حوى كل لذة * فحزنا الهنا فيه ولم نعرف الحزنا
فلله كم نادمت فيه ابن هالة * على بانة منها ثمار الهوى تجنى
ليالي بها الظبي الأغن معانقي * وملتثمي من خده الروضة الغنا
وغادرنا صرعي بمعترك الهوى * بلحظ غدا عضبا وقد غدا لدنا
فما ارخص القتلى وأعلى لظى الوغى * إذا صح يوما انه الجفنا
ولاح لحاني في هواه ولم أكن * لاسمع فيه قط من مفصح لحنا
سعى عامدا بالهجر بيني وبينه * فأعطاه في مسعاه ما بيننا إذنا
لئن مال للواشي فما من ملامة * عليه فاني كنت أعهده غصنا
وقوله في القلم من قصيدة:
وجار في مضامير المعالي * كميت كم به طعنت كماة
به استعبدت آبقة المعاني * فعادت وهي فيه محررات
على الخمس الجواري سار لكن * له العشر لقول مشيعات
وسار على سهول الطرس صلا * به محيا البرية والممات
يمج بها إلى الأعداء موتا * ولكن للمحب هو الحياة
وقوله حين هاجر إلى النجف:
يا علي الفخار فيك هدانا الله * بعد العمى سواء السبيل
كن مقيلي من العثار فاني * جاعل في ثرى حماك مقيلي
أنت من خير معشر وقبيل * بحماهم يحمي ذمار النزيل
وقوله وقد أجاز بها بيتا للشيخ عبد الهادي بن جواد البغدادي المتوفي
سنة ١٣٣٣ في قصر شيرين:
أيا زين العباد فدتك روحي * وروح الأكرمين من العباد
مرادي ان تبلغني مرادي * وليس سواك يا املي مرادي
وعفوا ارتجيه عن الخطايا * من المنان في يوم المعاد
كفاني حبكم زادا إذا ما * وفدت على الكريم بغير زاد
إذا رمت الشفاعة من سواكم * فقد أنزلت حاجاتي بوادي
١٤٩١: الشيخ عبد الحسين بن قاعدة الواسطي الحياوي.
ولد في الحي سنة ١٢٩٥ وتوفي فيها في ٢٤ رجب سنة ١٣٤٥ ونقل
إلى النجف ودفن في جوار المشهد الشريف.
والحياوي نسبة إلى الحي بلدة في العراق على نهر الغراف المتفرع
من دجلة. نشأ في النجف وطلب العلم بها ونظم الشعر فأجاد وله مؤلفات
في العلم والتاريخ وديوان شعر، ومن شعره قوله من قصيدة:
قلبي بقيد الهوى مسلسل * في ظلم ثغر له مسلسل
سلاف خمر بها انتشينا * من غير نهل لنا ولا عل
ما الراح الا عصير كرم * تصقل كاساتها فتقبل
وهذه كأسها شفاء * من أصلها عذبة المقبل
ظلم ظليم رشا نفور * ان حس قناصه تجفل
لكن تحلى بسمط جيد * ومنه جيد الظبا تعطل
قد امرته على الندامى * تيجان شعر بها تكلل
ان قست في حسنه مثيلا * أنتج حلفا وما تشكل
بمنصل الجفن كم تولى * قتل الندامى وما تنصل
إذا تغنى بلحن صوت * طائر قلبي عليه هلهل
ما مل قلبي هواه لما * كمله حسنه وكم مل
رجلني عن جواد لكي * إلى الهوى جعده المرجل
فصاح ان العقاص رقش * لكنها في المنون ترسل
وله أيضا من قصيدة:
وحمرة الخد عليه شهدت * بأنه يوم الصدود قاتلي
فجس أوتارا وغنى هزجا * يهزأ بالهزار والعنادل
من لحنه سرت لذاذات الصبا * مسرى سلاف الراح بالمفاصل
حيث الرياض ابتسمت عن لؤلؤ * تنثره باكية الهواطل
تعبت في أغصانه الريح فمن * معتدل لا ينثني ومائل
تصوبت فوق الرياض مثلما * أنشطت الصهباء عطف كاسل
مشمولة رقت فقل أعارها * عرس الجواد رقة الشمائل
وله أيضا من قصيدة:
(٤٥٠)

يا كالئ الدين الحنيف * والأرض من خطب الصروف
ومجليا داجي الضلال * بنور رشد منه موف
بك يرتجى ضعف القوي * وقوة العاني الضعيف
أترى تقر على الهوان * وأنت من شم الأنوف
١٤٩٢: الحاج عبد الحسين بن كلب علي التستري.
توفي سنة ١١٤١.
في ذيل إجازة السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري:
كان عالما صالحا له اليد الطولى في المعقول يروي عن جدي أكثر مؤلفاته
وغيرها وعن الشيخ جعفر قاضي أصبهان وعن المولى عبد الرحيم في مشهد
الرضا ع تبركت بدعائه صغيرا واستفدت منه كبيرا.
١٤٩٣: الشيخ عبد الحسين الطريحي النجفي ابن الشيخ نعمة.
توفي في ٤ شوال في النجف سنة ١٢٩٢ وعمره أربعون سنة ودفن في
مقبرتهم بجنب دارهم ولم يعقب كان عالما فقيها رجاليا شاعرا أديبا منشئا
بليغا لم يفتر عن الاشتغال والمطالعة مدة عمره اخذ عن الشيخ مرتضى
الأنصاري وكان من وجوه تلامذته وكان الشيخ مرتضى كثير الاعتقاد به
والثناء عليه وكان من أعيان فقهاء النجف وأساتذتها اخذ عنه خلق منهم
الشيخ موسى شرارة العاملي والشيخ علي ابن الشيخ حسين ابن الشيخ
محمد بن عبد الرسول بن سعد النجفي والشيخ محمود الذهب والشيخ حسن
ابن صاحب الجواهر والسيد حسن الصدر وكان يستظهر اللمعة الدمشقية
وشرحها واقرأها ثلاثين مرة وله مؤلفات لم تخرج إلى المبيضة منها موضح
الكلام في شرح شرائع الاسلام. تفسير القرآن. كتاب في الصرف.
حاشية على الرياض حاشية على رسائل الشيخ مرتضى. رسالة في
التجويد. متقن الرجال في تلخيص جامع المقال لجده الشيخ فخر الدين
الطريحي ألفه سنة ١٢٦٢ حواشي على الفوائد الحائرية للوحيد البهبهاني.
ديوان شعره. وكثيرا ما مرت في شعره مصطلحات الفقه والأصول والرجال
لكثرة ما يعاني هذه العلوم ولاستيلائها على طبعه وفي شعره مع ذلك من
الرقة والرواء ما قل ان يتفق لفقيه ومن شعره قوله:
قد منعتم وصالكم اي منع * هجرتم وهجركم غير بدع
كم اتينا على اشتغال بوصل * واتيتم على فراع بقطع
وسمعنا ما قلتموه وأنتم * قد صممتم عن قولنا كل سمع
ان جفا جيرة الغوير فعنهم * لودادي اعتاض جيرة سلع
معشر بعد معشر ووداد عن * وداد وأربع بعد ربع
وله:
عداك العتب يا سعدي عداك * فدهري قد قضى ان لا أراك
وواش قد سعى بالهجر بغيا * وآمل لي على ظلم قلاك
أحقا يا فتاة الحسن اني * بغير كرى وانك في كراك
وانك تمحضين سواي ودا * وودي ما محضت به سواك
أراك وأنت من آرام نجد * تجنبت النزول على الأراك
إذا ما ضل عن مغناك يوما * أخو شغف تداركه شذاك
يداي أميم كم ملكت ملوكا * وأبطالا وتملكني يداك
وله: وأفراح تمر وليس تبقى * ويبقى دونها لمح الوميض
وانس جاء في خبر ضعيف * وحزن في الحديث المستفيض
ولولا فقد أحبابي وهمي * لما استشفعت يوما بالقريض
لعمري لا ولا عرضت عرضي * بوصمة نظم أوزان العروض
وان يد الحوادث كم رمتني * بسهم الوجد عن قوس ركوض
تعد مسرتي ابدا حراما * وحزني من مؤكدة الفروض
فأكلي ان اكلت على هوان * وشربي ان شربت على جريض
وله إلى بعض أقاربه يعاتبه:
سأشكو من لقائكم القليلا * وأشكر من فراقكم الطويلا
إذا نهشت أفاعي البين قلبي * جعلت دواءه الصبر الجميلا
وان عبثت بمهجتي الرزايا * أقمت بصدرها الباس الثقيلا
يمينا بالعوادي والحوادي * إذا انتحلت مطيهم الذميلا
وبالعيس التي تشتد عزما * إذا ما السير أنحلها نحولا
وبالفلك التي اتخذت جناحا * مهب الريح ان هبت بليلا
تسابق مر طرفك حين تجرى * ويسبق جريها الطرف الأصيلا
لأبلغ دون داركم محلا * ودارا لا أذم بها النزولا
تحياتي على أموات قومي * ولست لحيهم ابدا وصولا
فاجابه أحد أقاربه بقوله:
الا من يبلغن فتى المعالي * خدين المجد والندب النبيلا
فتى من معشر كرمت فروعا * وطابت محتدا وزكت أصولا
بنوا في غارب العلياء بيتا * سما وتسنموا المجد الأثيلا
باني يوم أزمع جد عان * يعاني في الحشي داء دخيلا
أغض على القذى جفنا وأطوي * على نار الجوى قلبا عليلا
سئمت لطول هجرك لي حياتي * وضاق بي الفضا عرضا وطولا
ويجهدني الضنا ان رمت وصلا * إليك ولست أستطيع الوصولا
مننت علي باللقيا ولما * ملكت القلب أزمعت الرحيلا
وله يستدعي السيد صالح القزويني:
برغمي يا أبا المهدي انا * تخلفنا وقد حال النهار
فخفوا مسرعين لقد أطلتم * بعادكم فطال الانتظار
فكتب السيد إليه:
اما وأبيك اني لست أهوى * سوى لقياك يا عبد الحسين
فإنك للمكارم والمعالي * ونعمة نعمة انسان عيني
وله في تبغ ارسل إليه:
تتنا إلي بعثته لو أنه * بالتبن صحف كان عندي أجدرا
ان راق منظره فكم ذي منظر * حسن ولكن لا يباع ويشتري
وكذاك أبناء الزمان فمنهم * من راق منظره وساءك مخبرا
١٤٩٤: السيد عبد الحسين ابن السيد محمد باقر الحسيني الخاتون آبادي.
ولد سنة ١٠٣٩ وتوفي سنة ١٠٥، وقبره بمقبرة تخت فولاذ في مقبرة
مخصوصة قريبة من قبة بابا ركن الدين المعارف المشهور.

(١) فيه تلميح بالاشتغال والفراغ والقطع وهي من مصطلحات الأصوليين - المؤلف -.
(٤٥١)

قال السيد شهاب الدين الحسيني فيما كتبه إلينا: هو العلامة الرحالة
المؤرخ الراوية الثقة الثبت الأديب المحدث.
له كتب شريفة أشهرها كتاب وقائع السنين شرع فيه من زمن
هبوط آدم ع إلى سنة ١٠٩٧ وذكر في كل سنة ما وقع فيها من
الحوادث على نهاية الاختصار مع الإشارة إلى المصادر. ثم إن ابنه المير محمد
حسين كتب الوقائع بعد سنة ١٠٩٧ إلى عصره. والأصل والتذييل كلاهما
عند السيد شهاب الدين الحسيني النجفي النسابة نزيل قم الذي ارسل إلينا
هذه الترجمة وكذا نسب المترجم في كتابه المشجر.
زار مشهد الرضا ع سنة ١٠٨٢ وحج ودخل اليمن زمن
امامها المتوكل على الله إسماعيل بن قاسم الحسيني الزيدي. يروي عن
جماعة منهم المولى محمد باقر السبزواري صاحب الكفاية. والسيد دوست
محمد الحسيني نزيل مكة الشهيد بها، والمجلسي الأول، والملا ميرزا
الشيرواني، والميرزا رفيعا النائيني وغيرهم. ومن تأليفه: كتاب العقلية
وهو شرح الشاطبية في التجويد بالفارسية، كتبه باسم بعض امراء
الصفوية. خلف أولاده المير محمد جعفر والمير محمد صادق والمير محمد
حسين اه‍.
١٤٩٥: الشيخ عبد الحسين الأعسم ابن
الشيخ محمد علي بن الحسين بن محمد
الأعسم الزبيدي النجفي.
ولد في حدود سنة ١١٧٧ وتوفي سنة ١٢٤٧ بالطاعون العام في
النجف الأشرف.
كان عالما فقيها أصوليا ثقة محققا مدققا مؤلفا أديبا شاعرا مفلقا
مشهورا يفضل على أبيه في الشعر وكان معاصرا للشيخ محمد رضا وابنه
الشيخ احمد النحويين وآل الفحام. تخرج على أساتذة أبيه السيد مهدي
بحر العلوم والشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وقرأ على المحقق السيد
محسن الأعرجي الكاظمي صاحب المحصول وشرح منظومات والده الثلاث
في المواريث والرضاع والعدد بأمره وطبعت مع الشرح وخلفه في كل مزية له
فاضلة وله كتاب ذرائع الافهام إلى احكام شرائع الاسلام برز منه كتاب
الطهارة في ثلاثة اجزاء رأيت منه الجزء الثاني فرع من تبييضه سنة ١٢٣٩ في
رمضان والجزء الثالث فرع من تبييضه يوم حادي عشر الشهر الثاني عشر
من سنة ثالث أول مراتب العدد وخامس ثانيها وثالث ثالثها وثاني رابعها وله
مراث في سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين ع مشهورة متداولة ومنها
قصائده التي على ترتيب حروف المعجم وشهرتها تغني عن الإطالة بنقلها
وأوردناها في كتابنا الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد.
من شعره قوله:
دنا مكرها يوم الفراق يوادعه * تسابقه قبل الوداع مدامعه
وقد كاد ان يرفض شجو فؤاده * عن الصدر لولا تحتويه أضالعه
بنفسي حبيبا لم يدع لي تجلدا * لتوديعه لما غدوت أوادعه
أعانقه والطرف يرعف خاشعا * وما الصب الا راعف الطرف خاشعة
وقد علقت كفاي شوقا بكفه * كما ضمت الطفل الرضيع مراضعه
اعرف بالشكوى إليه ومهجتي * تنازع من أشواقها ما تنازعه
ولما سمعت الركب حنت حداتهم * وهي جلدي من هول ما انا سامعه
وقلت لشوقي كيفما شئت فاحتكم * لك الامر فاصنع في ما أنت صانعه
ولاح دعا للصبر من لا يجيبه * وقاد إلى السلوان من لا يطاوعه
يكلفني صبرا خلعت رداءه * وهيهات مني لبس ما انا خالعه
فمن لمشوق لم يخض جفن عينه * غرار ولم تفتق لنصح مسامعه
إذا رام ان يخفي هواه وشت به * مدامع تبدي ما تجن أضالعه
فوا لهفتا من بين خل موافق * يراجعني في امره وأراجعه
يواصل من واصلته غير طامح * لغيري ويغدو قاطعا من أقاطعه
تعقبه هجر تلظى شجونه * بأحشاي حتى يجمع الشمل جامعه
وله:
ستسمع لي إذا علقت بناني * معارفهن مطلقة العنان
أتعلم أن لي مرمى بعيدا * عليك وان شأنك غير شاني
اكلت دما ان استبقيت نفسا * تفر من الحمام إلى الهوان
سأمضي للتي ان طوحت بي * بلغت بها نهايات الأماني
بعزمة فاتك السطوات زرت * غلالته على عضب يماني
تمضمض عينه بغرار نوم * إذا امتلأت كرى عين الجبان
يهش إلى الوغى لم يحل عيش * له بسوى الضراب أو الطعان
تخال صليل قارعة المواضي * ألذ لديه من نغم الأغاني
ولفحة مارج الهيجاء أشهى * إليه من ارتشاف المرغواني
وخوض غمار معترك المنايا * أحب إليه من دعة الأمان
لترتقب العدى مني نهارا * أعرفهم بموقفه مكاني
الثم شمسه بالنقع حتى * ألاقي تحتها حلق البطان
وكيف بهم إذا رعدت عليهم * سنابكهن بالحرب العوان
عليها كل أغلب مستشيط * يغض على لواحظ أفعوان
نكلت عن العلى ان لم اثرها * على الأعداء ساطعة الدخان
فأروي من رقابهم حسامي * وأركز في حناجرهم سناني
وامزج من دمائهم مدامي * وانصب فوق هامهم جفاني
وله:
هي العزمات والهمم العوالي * ينال بها الفتى رتب المعالي
فتى العلياء، من يسمو إليها * بقلب بالمنية لا يبالي
وأي بعيدة لم تدنها لي * حراب السمهريات الطوال
وما انا قانع بتلال مجد * إذا لم اسم شامخة الجبال
ولي نفس تجادلني إذا ما * نهاني الحلم عن طول الجدال
تفل حدود مرهفة المواضي * بعزمتها وتنحطم العوالي
تزيد بكل قارعة مضاء * كما جاد الحسام على الصقال
وثبت بها إلى كسب المعالي * كما نشط المؤبل من عقال
واصلت الحسام ولست ممن * يهزون السيوف بلا قتال
أأملأ مقلتي كرى وفئ * تقسم بين أوغاد النذال
علام وما بباعي من قصور * ولا بغرار عزمي من كلال
قنعت بعيش ذل ليس يخشى * به بطشي ولا يرجى نوالي

(١) العرب تسمى الدية دما من باب تسمية المسبب باسم السبب لان الدم سبب الدية فمعنى
اكلت دما اي اكلت دية والعرب تأنف من اخذ دية وتعد ذلك عيبا وعارا ولا ترضى الا
بالقصاص واخذ الثأر فيعقلون ما لا يريدون فعله على أكل الدية اي كما اني لا آكل الدية لا افعل هذا قال الحماسي يخاطب زوجته:
اكلت دما ان لم أرعك بضرة * بعيدة مهوى القرط طيبة النشر - المؤلف -.
(٤٥٢)

وكيف وإن تكن أنفت يميني * عن الأعداء أغنتها شمالي
حلمنا عنهم حتى استطاعوا * ولاقونا بالسنة طوال
نهضت إلى اقتناء العز أقضي * به حق المكارم والمعالي
بطرف لا يغض على قذاه * وجنب لا ينام على بلال
ورأي مثل حد السيف ماض * تصك به الجبال على الجبال
وواصلت السري بالسير أحجو * وصالهما ألذ من الوصال
غنتني عن قيان الحي ورق * تغرد لي على سلم الوضال
وعن هيف القدود اعتضت سمرا * تشابهها بلين واعتدال
سئمت العيش في زمن تولت * شبيبته وآل إلى الهزال
علت فيه أسافله وأضحت * أساري بين أيديه الأعالي
أرى صورا يقال لها رجال * ولم أر فيهم شيم الرجال
تصد عن الجميل ولا تخافي * وتعتاد القبيح ولا تبالي
سأصلت عزمة مهما استثيرت * تضعضع عندها شم الجبال
وأكسر غمد عضب ضج منه * واجعل غمده قمم الرجال
وأخضب بالدما أذقان صيد * أبت إلا التضمخ بالغوالي
بفيلق نجدة وخميس نصر * يصول بها الرشاد على الضلال
تسايره القشاعم مربعات * تحف به بحل وارتحال
به الرايات كالعقبان تبدو * خوانق في عواسلها العوالي
بحيث ترى السوابع مثخنات * على الأبطال من شق النبال
بحيث ترى الكماة لها ضجيج * تنادي فيه حي على النزال
بحيث ترى الجماجم عاثرات * بهن السابقات مدى المجال
بحيث ترى الصوافن طافحات * تقل إلى الوغى غلب الرجال
وله:
بنفسي من أفديه بنفسي * فليس لها وليس له قرين
أضن به على غيري واني * بمن أهوى على غيري ضنين
واحجب وجهه عن ناظريه * مخافة أن تناهبه العيون
ودون لقائه حرس حمته * باساد عواسلها العرين
تشاكينا الصبابة فاهتززنا * كما تهتز بالنسم الغصون
فويح بني الغرام قضوا عطاشى * وبين يديهم الماء المعين
فذلك من ضناه يكاد يخفى * على عواده لولا الأنين
تحذر أن تصيخ لعذل لاح * لنا دين وللاحين دين
ودار لحاظ عينك حين تعشو * إلى فلق تغض له الجفون
يرد شعاعه الابصار حسرى * وكيف تواجه الشمس العيون
شكوت هواك لي فهززت غصنا * تخون المرهفات ولا يخون
فكم رققت فيك عليه عتبا * يكاد صفا الصخور به يلين
سقطت على جهينته فسله * يجبك فعنده الخبر اليقين
كمال كامل ووفى وفي * وطبع طافح وحجى رزين
متى يذكرك خامره اهتياج * يخال كان وليس به جنون
وما خان الأمين من ارتضاه * أمينا لكن ائتمن الخؤون
أبيت وبين أضلاعي اشتياق * تنشب منه بي داء دفين
وله يرثي الحسين ع:
عرجا بي فهذه كربلاء * أبك فيها وقل مني البكاء
يا غريب الديار بنت عن الأوطان * تخدي عنها بك الأنضاء
أين من كربلاء طيبة مثواك * ومثوى أهليك والبطحاء
أي كرب قاسيته وبلاء * عندها إذ جرى عليك القضاء
أي عذر بين الورى لعيون * قل منها على الحسين البكاء
ويح قوم جنت عليه وأغرتهم * به الجاهلية الجهلاء
يا ابن بنت النبي غرتك بالكتب * علوج ضلت بها الآراء
أظهروا الود إذ دعوك فمذ * وافيت وافتك منهم الشحناء
لم يجودوا عليك بالماء حتى * بخلت أرضهم به والسماء
بأبي طفلك الرضيع تلظى * عطشا حين غيض عنك الماء
جئت مستسقيا به فسقته * منهم الحتف طعنة نجلاء
لهف نفسي على بناتك تستاق * سبايا كما تساق الإماء
لهف نفسي على خليفتك السجاد * مسته بعدك الأسواء
لست أنساه في دمشق بحال * شمتت بازدرائها الأعداء
يا لها وقعة تجددها في * كل عام علي عاشوراء
تركتها مآتم باقيات * أبد الدهر ما لهن انقضاء
ليس ينسى مولاي عبدك رزأ * لك تنسى لعظمة الارزاء
لك عندي ما عشت لاعج وجد * لم تبارحه عبرة حراء
ما استعرت البكا عليك أبي * الشماخ فيكم وأمي الخنساء
مستمر على رثائك لكن * ليس يشفي غليل قلبي الرثاء
أبشعري أفي رثاءك كلا * قصرت عن رثائك الشعراء
وله:
أما في هذه الدنيا نجيب * يساعدني على نوب تنوب
مصائب لا أنادي الصبر فيها * ولا أدعي إليه ولا أجيب
تناكر موقفي قومي كأني * غداة أصبت بينهم غريب
ألانت جانبي نكبات دهر * أشابتني وما حان المشيب
وله في رثا الحسين ع:
عز غيري فلست ممن يعزى * رب رزء عزاء باكيه عزا
كم تأوبتني بتقريع قلبي * عن مرام ترى به عنه عجزا
لم تجد فيه مطمعا فاطو عنه * كلما أوجعته قرعا وغمزا
ويح قلبي الشجي مما يعاني * من ملام الخلي نهسا وحزا
كم وددت الردى لراحة نفس * لم أزل من حياتها مشمئزا
أي عيش يهنا لمن بين جنبيه * لظى أزت الجوانح أزا
أضرمتها في القلب أرزاء أهل * البيت إذ ليس مثلها قط أرزا
كم حقوق لآل أحمد بزت * بعد ما ظن أنها لن تبزا
ونفوس تجرعت غصص الذل * وقد كان حقها أن تعزا
واختلتها أيدي الضغائن بالأسياف * ضربا وبالأسنة وخزا
وأضيعت دماؤها بعد ما أروت * حضيضا من كربلاء ونشزا
كم عرانين أرغمت لم تكن ترغم * إلا لله جل وعزا
ونحور عزت يعز على المختار * بعد التئامها أن تحزا
ورؤوس فوق القنا لولادة الأمر * تدعى باسم الخوارج نبزا
بأبي افتدي قتيلا عليه * عزيت فاطم فلم تتعزا
واستذلت بقتله ملة الاسلام * من بعد ما اكتست منه عزا
فليشق الاسلام ثوبا على من * كان كهفا للمسلمين وحرزا
(٤٥٣)

ويل قوم تخاذلوا عنه ما * أشنعها سبة عليه وأخزى
كيف خانوا نبيهم في بنيه * أبهذا خير النبيين يجزى
لهف نفسي على الحسين فلا زال * فؤادي برزئه مستفزا
حسبوه يرضى بذل ويأبى * أن يعيش الأعز الا اعزا
واستثاروا بقتل والده الكرار * منهم عباد لات وعزى
فاستجارت منهم به بيضة الاسلام * إذا أوجست من الكفر وكزا
واعتلى طرفه بلامة حرب * لا ترى مثل طرزه العين طرزا
ودنا منهم وأوقرهم وعظا * يسوم الرواسخ الشم هزا
فاصم الشقاء منهم قلوبا * حرزتها ضغائن الشرك حرزا
فانتضى عضبه وشد عليهم * شدة الليث في أضاميم معزى
كم أرتهم عيناه هائل فتك * وجدوا من نفوسهم عنه عجزا
لكن الخطب أحكمته المقادير * ولن يقبل المقدر حجزا
يا لقوم لفادح جز من عليا * قريش نواصيا لن تجزا
واغتدت بعده اعزاء عدنان * أذلاء والأذلا أعزا
واستطالت إلى المغازي يدا من * طالما كان من مغازيه يغزى
وتسلت عنهن هاشم وانصاعت * مغاني غزاتها الغلب مغزى
أخذوا في ديارهم بعد ما كانوا * حماة الحمى حضورا وغزى
يا ابن بنت النبي ما برحت * أحشاؤنا بادكار رزئك ترزى
لم تسكن غليلها عبرات * يحفز الثكل دمعها فيك حفزا
هجرت جزعا عليك عزاها * ليس عن كل ميت يتعزى
أخلصتكم أشياعكم صفو ود * ذخرته لفاقة الحشر كنزا
لك عبد إذا شجته الخطايا * يتسلى بأنه لك يعزى
حاش لله أن تحيب أناس * تخذتكم مما تحاذر حرزا
وقوله رثائه:
سخوا للمعالي بالنفوس النفائس * كذا كل من يشري العلى لم يماكس
وفازوا بها في النشأتين نفائسا * كبت دونها أنفاس كل منافس
هي الرتبة القعساء جل مقامها * لدى الله أن ترقى لها كف لامس
بها ظفرت من الزموا عزماتهم * حفاظ المعالي بابتذال النفائس
حدتهم إلى نصر ابن بنت نبيهم * حمية دين لم تشب بالدسائس
فهبوا إلى حرب تقاعس أسدها * تخالس طرفا للردى غير ناعس
تهاوت عليهم خيلهم مشمعلة * كما استبقت للورد هيم الخوامس
وخاضوا لظاها مستميتين لا ترى * عيونهم الفرسان غير فرائس
بأبيض مصقول الغرارين قاطع * وأسمر مهزوز المعاطف مائس
وسابغة من نسج داود توجت * مغافرها بالبيض فوق القلانس
ضراغم غيل لم تهب رشق راجل * بنبل ولا ترتاع من طعن فارس
فلله تلك الفتية ازدلفت لها * ثلاثون ألفا بالضغون الفوارس
فأذكت عليهم نار حرب جلاهم * سناها جلاء الصبح دهم الحنادس
وحفت بمولاها تجدل دونه * أشاوس حرب أردفت بأشاوس
كفته عداه واغتدت مهجاتها * له جننا من نبلها المتكاوس
إلى أن فدته بالنفوس فلم يجد * مجيبا له غير العدو المخالس
بدا مخمدا ضوضاءهم بزئيره * عليهم فلم يسمع لهم صوت هامس
وأوقرهم وعظا فلم يلف ملمسا * بهم فثنى عن وعظهم عطف آيس
ومبتهج في حومة الحرب حيث لا * يشاهد من أبطالها غير عابس
يشد على جيش الأعادي بصارم * أبا غمده الارقاب الفوارس
إلى أن جرى حتم القضا وترادفت * فوادح لم تخطر على بال حادس
مصائب لم نبرح لها عكفا على * مواقف حزن أعولت ومجالس
فواظع زادتها الرواة فظاعة * وإن كان ما لم ينس معشار ما نسي
شجتنا فما ندري أتطوى ضلوعنا * على حرق من ذكرها أم مقابس
وخامس أصحاب الكسا ما خطت لهم * يد الفضل الا جبرئيل بسادس
تمنت عداه خطمها لشهامة * له شحطت عنهم على ظهر شامس
ورامت لها الويلات إذعانه لها * فكيف تنال الشمس أيدي اللوامس
وهيهات أن يرضى الحسين بذلة * أبتها أصول زاكيات المغارس
فحلق عنها وامتطى صهوة الردى * يرى الذل أخزى وصمة في المعاطس
ويرسل من كوفان للشام رأسه * إلى فاجر في غمرة الكفر راكس
وتسبى إليه الفاطميات آلفا * تشفيه في تقريعها في المجالس
فلهفي على تلك الدماء فلم تزل * تلظى لها في القلب شعلة قابس
ولولا ترجي النفس طلعة ثائر * بها أنا من نصري له غير آيس
لما كنت أستبقي لها بعد رزئهم * حياة بها ضاقت علي منافسي
إلى أن يعز الله دين الهدى بمن * يجدد من آثاره كل دارس
ويخصب من ساحاته كل ممحل * ويورق من أغصانه كل يابس
يجب به عرق الضلال وتكتسي * به سروات الرشد أبهى الملابس
لوجهك يا بن العسكري توجهت * هداياي يذكو عرفها في القراطس
فجد لي باستنشادها جدة الرضا * لدعبل باستنشاده لمدارس
وله في رثائه:
هو الهوى مهما كتمته فشا * وكيف يخفى ما به الدمع وشى
شغفت حبا وتروم سلوة * هيهات أن يسلو مشغوف الحشا
تشكو تجني الهوى وهل ترى * من عاشق جرى هواه كيف شا
مستوحشا بين أهاليك ومن * غيل لفقد من يحب استوحشا
روحي الفدا لنازح ما خطرت * بخاطري ذكراه الا انتعشا
أرجو اقتراب وعده معللا * به فؤاد لم يزل مشوشا
يا حبذا ساعة لقياه التي * لا يرتجى الدين سواها منعشا
قضيت عمري بين يوم نفضت * على ضحاه لوعتي دجى العشا
وليلة أسهرها كأنني * مساور خزر العيون الرقشا
أجهش فيها بالبكا لغدرة * في الدين كل من وعاها أجهشا
خرط القتاد دون سلوها وإن * صرت بها لشوكة مفترشا
حتى نرى آخذ ثارها سطا * من كل من أسسها مفتشا
لهفي ولا يشفي الجوى تلهفي * لمن بشاطي النهر ماتوا عطشا
لم أنس يوم جعجع العدا بهم * وأنزلوهم العراء الموحشا
تخاذلت عنه رعاياهم إلى * أن بلغت منه عداهم ما تشا
هنالك استل ابن حيدر الظبا * شهامة شب عليها مذ نشأ
عاف الحياة والأبي الضيم لم * يطق بدار خيمة تعيشا
واختبر الناس ببذل نفسه * ولو يريد البطش فيهم بطشا
فهب للهيجا بجاش طامن * لم يكترث بالكون جاش أم جشا
شد على خميسهم كأنه * ليث شرى شد على قطيع شا
تطاير النبل إليه لم يكد * يسلم عضو منه إلا خدشا
ومذ دنا حتم القضا أصماه من * قوس الشقا ذا شعب مريشا
فخر للأرض صريعا لم يدع * حيا تعالى الله إلا اندهشا
ما أنس لا أنس ابن فاطم لقى * على الثرى الجيش عليه احتوشا
(٤٥٤)

حتى قضى بالسيف عطشان ولم * يبرح ندى كفيه يروي العطشا
حجت عليه الفاطميات فكم * جيب لها شق ووجه خمشا
تجاوبت بالنوح لا تفتر عن * طول بكى أثر فيها العمشا
ويلي على من ثكلت رجالها * وكابدت ذاك المصاب المدهشا
تنظر منهم الرؤساء أبدلن من * أجسامهم سمر الرماح الرعشا
وجثثا فوق الثرى ودت لها * تكون أحداق المعالي فرشا
أضحت مزارا للوحوش بعد ما * كان حماها يؤنس المستوحشا
يا آل بيت المصطفى حن لكم * مضنى بغير قربكم لن ينعشا
هام بكم فؤاده نشوان من * صفو هوى خامره حتى انتشا
لا اختشي ذنبا ولي فيكم رجا * أعظم ذنب معه لن يختشى
علت لكم نار القرى فرحبوا * بمن على نار قراكم عشا
فليس للجود محل غيركم * أن تقفوا يقف وأن تمشوا مشى
وله في رثائه:
ما بال من أصفيته اخلاصي * غاليت فيه وجد في ارخاصي
أكذا وفا الأحباب يرجع خائبا * من وصلها الداني ويحظى القاصي
سيرد لي ما فات مني جاه من * لم تبق شمس ولاه ليل معاصي
من رد قرص الشمس جاه أبيه في * سغب نحيل الجود بالأقراص
وقضيت عمري في رثاه مؤملا * برثاه من شدد الذنوب خلاصي
أفدي قتيل ألطف خير من اعتلى * أسراج خيل أو رحال قلاص
فزعت أمية إذ تطلع نحوهم * فزع الظباء بطلعة القناص
نصرته قوم أرخصوا أرواحهم * للدين والأرواح غير رخاص
فسموا بذلك رفعة كادوا بها * يطأون هام النسر بالأخماص
وخطوا بأقصى كل مكرمة غدت * لهم أقاصيهن غير أقاصي
فلأي عذر ليت شعري تنتحي * من تدعيه بمنتهى الاخلاص
شقي ابن سعد واستبد بلعنة * شملت ذؤابتها أبا وقاص
نشبت بكلكه مخالبهم فلم * تمكنه منهم فرصة استخلاص
فحمى ذمار عياله بمهند * لم تحم منه سابغات دلاص
ويظل يفحص من ظمأه طفلها * وا لهفتاه لطفلها الفحاص
جزت نواصيها العلى لمصيبة * لم تطف جذوتها بجز نواصي
حتى نرى ابن العسكري يقودها * شعثا يطيع بهن كل معاصي
فلتخش صولته الأعادي ويلهم * أين المفر ولات حين مناص
وله في رثائه:
أن يضق في اليوم بي رجب الفضا * فغدا يجري بما أهوى القضا
قرب الوعد الذي أرقبه * وانتهى التسويف فيه وانقضى
تتراءى لي سيوف طالما * أغمدت قد أوشكت أن تنتضى
أرتجيها طائر القلب متى * لمحت عيناي برقا أومضا
ويح قلبي ما بقلبي كلما * نفض البرق رداه انتفضا
انقضت أيام عمري حسرة * غير مستوف بها لي غرضا
كم أقاسي بانتظاري لوعة * قلبت قلبي على جمر الغضا
ما صغت للعذل عنها أذني * صرح العاذل لي أم عرضا
ما يفيد العذل في مثلي وكم * عاذل أغرى وناه حرضا
لا أراني الله أسلو من له * موثقا في عنقي لن ينقضا
سرنا الله بلقياه فكم * قد لقينا من نواه مضضا
طلت يا ليل النوى حتى متى * أترجى فجرك المعترضا
يا لقومي لتمادي غيبة * غادرتنا للرزايا غرضا
أورثتنا غللا لم يشفها * غير صمصام الآلة المنتضي
طالبا أوتار أهل البيت من * من أضاعوا فيهم ما افترضا
وله في رثائه:
سليا بالحديث غير فؤادي * بم يسلو عن الورود الصادي
بين جنبي جذوة تتلظى * مهجتي فوق جمرها الوقاد
أين منها الخمود هيهات الا * بلقا من لقاه أقصى مرادي
منية النفس إن نأى عن سواد العين * لم ينأ عن سويدا الفؤاد
لم يفز ناظري بلقياه حتى * في رقادي وأين مني رقادي
سهدتني صبابة غادرتني * مستهام الفؤاد في كل وادي
لم يجد مطمعا بها العدل مهما * رام نقصانها طغت بازدياد
كيف أصغي لعاذل بعد ما * أعطيت يمنى الغرام فضل قياد
من لقلبي بان يفوز بمن يهواه * بعد التياعه بالبعاد
حبذا ساعة ألاقيه فيها * ما ألذ السلسال في قلب صادي
صاحبي أشرحا بندبته صدري * فقد ضاق بي فضا كل نادي
بأبي والعزيز من أهل بيتي * أفتديه وطارفي وتلادي
خاتم الأوصياء لخاتم رسل الله * غوث الولي حتف المعادي
طال حمل النوى به فمتى يا * فرج الله ساعة الميلاد
أي يوم يشدو البشير بمن لم * يحل في غيره ترنم شادي
وتلاقي عيناي منه محيا * بين عينيه نور احمد بادي
مصلتا عضبه لاصلاح هذا الكون * بعد امتلائه بالفساد
غصبوكم حق الخلافة واغتروا * بظل اغتصابها المتمادي
كم رزايا في كربلاء كست * الايمان أحزانها ثياب حداد
يوم ذل الاسلام وانتسفت * في أوجه المسلمين كثب رماد
وتبدت أمية تتقاضى * دينها من بني النبي الهادي
أدركت بالحسين ثارات بدر * وشفت منه سالف الأحقاد
عند ما استفردته مستنجدا * بأسا كفاه من كثرة الأنجاد
خذلته قديمة الغدر حتى أدركت * منه ما اشتهته الأعادي
طمعت فيه أن يسالم لكن دون * ضيم الأباة خرط القتاد
أتراه يعطي ابن آكلة الأكباد * كف المستسلم المنقاد
كيف يستسلم الحسين وينقاد * لضيم وهو الأبي القياد
ألخوف الردى وليس لديه * الموت إلا تهويمة عن سهاد
أم لحب الحياة بين من اختارت * عليه يزيد وابن زياد
حاش لله أن يحوم على مرعى * أبته شهامة الأمجاد
فهناك اتكى على قاسم السيف * ونادى فديته من منادي
أيها الصحب ليس للقوم قصد * غير قتلي فليغد من هو غادي
فأجادوا الجواب واخترطوا البيض * احتياجا إلى جلاد الأعادي
وانثنوا للوغى غضاب اسود * عصفت في العدى بصرصر عاد
أوردوا البيض دونه من نجيع * الهام والسمر من دما الأكباد
حرسوه حتى احتسوا جرع الموت * ببيض الظبا وسمر الصعاد
حر قلبي عليه حين رآهم * كالأضاحي على الربى والوهاد
فبكى حسرة عليهم وناداهم * وإني لهم بغوث المنادي
سمحوا بالنفوس في نصرة الدين * وأدوا في الله حق الجهاد
صرعتهم أيدي المنايا كراما * والمنايا حبائل الآساد
(٤٥٥)

فاغتدى السبط بعدهم غرضا * للنبل واستكلبت عليه العوادي
فاستوى فوق ظهر مرتجز * الهادي وأرخى عنانه للطراد
مستطيلا على خميس أعاديه * لديه الآلاف كالآحاد
يرهق الجيش وهو فرد ويروي * سيفه من دماهم وهو صادي
يتلقى السهام طلق المحيا * كتلقيه أوجه الوفاد
مفردا يصدم الجموع فتنصاع * عباديد كانتشار الجراد
كاد يفنيهم فلو لا القضا لم * تحظ منه أمية بمراد
فانبرت نبلة إليه فأردته * صريعا من فوق متن الجواد
ويح سهم أصمى فؤادك يا بن * المصطفى ليت وقعه في فؤادي
يا لقومي لفادح فتت الأكباد * منا وفت في الأعضاد
ليس تطفي غليله أدمع العين * وإن فضن من خروق المزاد
أي نحر فرى وريديه شمر * أي رأس علاه فوق الصعاد
يتباهى بقتل من فرض الله * ولاه على جميع العباد
أيعلى على القنا رأس سبط * المصطفى نصب أعين الاشهاد
ويعرى على الثرى جسمه لا * بانتظار التجهيز والالحاد
غسلته الدما وقلبه وطء * العوادي وكفنته البوادي
ويح خيل داست سنابكها * صدرا حوى ما حواه صدر الهادي
عقرت هل درت ما ارتكبت من * سبة سودت وجوه الجياد
بأبي سادة الورى أمناء الله * ضاقت بهم رحاب البلاد
وكراما خصوا بما يكثر الحساد * أضحوا شماتة الحساد
ووجوها تجلو كروب البرايا * أصبحت مجمع الكروب الشداد
ونفوسا تخيرت قتلة العز * على العيش في اهتضام الأعادي
ونحورا تطوقت بشفار البيض * خوف التطويق بالأقياد
ورؤوسا ركبن سمر العدا كي لا * يروها خواضع الأجياد
واكفا ودت تقطعها بالسيف * عن أن تغل بالأصفاد
وبنات لفاطم خفرات * هتكت بين أعين الأوغاد
يتجاوبن بالبكا وله الأحشاء * بح الأصوات غرثى صوادي
ورؤوس القتلى أمام السبايا * تتهادى على القنا المياد
ليت عينا رنت لها بالتشفي * كحلت بالعمى وطول السهاد
بم تلقى النبي من تخذت * أيام قتل ابنه من الأعياد
لك عندي ما عشت يا بن * رسول الله حزن يفي بحق ودادي
ناظر بالدموع غير بخيل * وحشا بالسلو غير جواد
وقواف بهن أرثيك في نوحي * وإن لم يطفئن نار فؤادي
آل بيت النبي أنتم غياثي في * حياتي وعدتي لمعادي
ما تزودت للقيامة الا * صفو ودي لكم وحسن اعتقادي
وله في رثائه:
لاحت لعينك كربلاء فما الذي * ترجى له عبرات ناظرك القذي
ومنها:
ظميا بغير دموعها لا ترتوي * غرثى بغير عويلها لا تغتذي
ولرب نادبة أيا جداه قد * وقع الذي قد طال منه تعوذي
يا بن الوصي وفاطم ان اجترح * ذنبا فحبك من ذنوبي منقذي
ما انفك عبدك عائذا بولائكم * فكن المعاذ لعبدك المتعوذ
احسبي ولايتكم فكم من هالك * لولا ولايته لكم لم ينقذ
وله في رثائه:
لو كان سلوان قلبي عنك مقدورا * ما كنت فيه بشرع الحب معذورا
ومنها:
تشفي بها غللا تغلي مسيرة * إلى انتدابك منظوما ومنثورا
لا تشتهي النفس مسموعا سوى نبا * عنها ولا تستلذ العين منظورا
ومنها:
فازت بنصرته لله أسد شرى * كانت مخالبها البيض المباتيرا
ترتاح للحرب لا تدري بأنفسها * تلقى عدى أم تلاقي خردا حورا
لله كم لهم من سطوة تركوا * بها ظهيرة ذاك اليوم ديجورا
وقوة حتى أبيدوا فاغتدى غرضا * للنبل من بعد ما كانوا له سورا
هناك دمدم ثبت الجاش محتقرا * بشدة الباس هاتيك الجماهيرا
واستعظموه متى يهمز مطهمه * على كتائبهم فرت مذاعيرا
ينقض مختطفا كبش الكتيبة من * ظهر الجواد اختطاف الباز عصفورا
يغشاهم فيخالون السما انطبقت * على الثرى أو غشت أطوادها القورا
لولا القضا كاد لا يبقي لآل أبي * سفيان في الأرض ديارا ولا دورا
ومنها:
إن لم أحم برثائي حول قدركم * فلست أترك بالمعسور ميسورا
رجوت منكم وأن لم يرضكم عملي * عفوا يصافح وجه الذنب مغفورا
بكم وثقت فلن أخشى الذنوب إذا * غدت ولايتكم للذنب اكسيرا
عليكم صلوات الله دائمة ما دام * مجدكم في اللوح مسطورا
وله في رثائه:
سفكت رجالهم دما فتيانهم * وبكت نساؤهم على فتياتها
أصبحن في الأعداء بين مروعة * هتكوا خبأها بعد قتل حماتها
وسبية بين الخيام حيية * وضعت أناملها على وجناتها
ومنها:
وسقت أخاك السم سلما بعد ما * خذلته عند الحرب في وقفاتها
لله جأشك ما أشد ثباته * في الحرب إذ أفردت في عرصاتها
لله صحبك إذ وقوك بأنفس * بذلوا لنصرك في الوغى مهجاتها
طوبى لهم بلغوا التي حقت لهم * جنات عدن اسكنوا غرفاتها
يا رب ضاعف أجرهم وأبلغ بهم * أعلى المراتب رافعا درجاتها
واغفر بحق دم الحسين لعبده * ولسامعي فقراته ورواتها
وله في رثائه:
نكثوا عهود ابن النبي وأحدثوا * لابن الدعي عهود من لا ينكث
بعثوا إليه كتبا فأتاهم * فتناكروه كأنهم لم يبعثوا
كم جرعوه بكربلاء مصائبا * شنعاء كل فم بهن يحدث
قدمت ودائم حزنها متجدد * فكأنها في كل حين تحدث
أضحت لها الزهراء ثكلى وجهها * من شجوها بادي الكآبة أشعث
لهفي لمفترس الضياغم في الوغى * أضحى فريسة كل كلب يلهث
قصموا به ظهر العلاء ورضضوا * صدر العلم الغيب عنه تحدث
رفعوا له فوق العواسل طلعة * بضيائها للنيرين تثلث
بأبي كريمته الخضيبة بالدما * وعواصف الأرياح فيها تعبث
ومقيد يشكو العنا رقت له * أعداؤه من عظم ما يتغوث
(٤٥٦)

ومخدرات ما أذيع حديثها * أضحت أحاديثا لمن يتحدث
سبيت على عجف تعثر في السرى * يحدو بها مستعجل لا يلبث
تعسا لمن تسبي بنات نبيها * في أي عذر عنده تتشبث
الله أكبر يا لها من فجعة * في الدين عن أهل الفعيلة تورث
نقضوا مواثيق النبي وأحدثوا * من بعده في شرعه ما أحدثوا
قسما بكم يا آل بيت محمد * ولتلك حلفة صادق لا يحنث
لمحضتكم ودي بلاعج لوعة * مكثت وسافح عبرة لا تمكث
إن البكاء على عظيم مصابكم * لشعار شيعتكم إلى أن يبعثوا
فازوا بان علقت لهم بولائكم * أيد غدت بسواه لا تتشبث
وله في رثائه:
سطوا فصدمت سطوتهم ببأس * خلجت به كماة الحرب خلجا
سقيتهم به أقداح حتف * بمنصلت يمج الحتف مجا
وكم هابتك منجدلا كماة * تقاعس عن لقائك حين تلجا
ومنها:
برغمي أن يشبوا نارهم في * خيام كن للمرتاع ملجا
وتقرع في دمشق يدا يزيد * بمحجنه ثنايا منك فلجا
بنفسي والعزيز علي بدرا * له أمسى سنان الرمح برجا
تحف به رؤوس بني علي * تخال بعاكر الظلما سرجا
بنفسي من قضوا لك ما عليهم * وأدوا فوق ما بهم يرجا
فدوك بأنفس وجد وفناها * أحق من البقاء بها واحجا
إليكم يا بني الزهراء التجائي * وما لي غيركم في الحشر ملجا
رجوت من الحسين نجاة عبد * له لم يتخذ آلاه منجا
بها لي ذمة منه أرجى * وفاه لي بها وهو المرجى
فجد مولاي لي بسلامتي من * خطاياكم ضللت بهن نهجا
ألج بها عليك فلا تخيب * رجا عبد علي مولاه لجا
وله في رثائه:
سقى جدثا تحنو عليه صفائحه * غوادي الحيا مشمولة وروائحه
مررت به مستنشقا طيبه الذي * تضوع من فياح طيبك فائحه
أقمت عليه شاكيا بتوجعي * تباريح حزن في الحشا لا تبارحه
بكيتهم في الطف حتى تبللت * مصارعه من أدمعي ومطارحه
تروي ثراها من دماكم فكيف لا * ترويه من منهل دمعي سوافحه
حقيق علينا أن ننوح بمأتم * بنات علي والبتول نوائحه
مصاب تذيب الصخر فجعة ذكره * فكيف باهل البيت حلت فوادحه
فاضحوا أحاديثا لباك وشامت * تماسي الورى تذكارها وتصابحه
مصائب خصتكم وعمت قلوبنا * بحزن على ما نالكم لا نبارحه
تداركتم بالأنفس الدين لم يقم * لواه بكم وإلا وأنتم ذبائحه
غداة تشفى الكفر منكم بموقف * أذلت رقاب المسلمين فضائحه
أقمتم ثلاثا بالعراء وأردفت * عليكم برمضاء الهجير لوافحه
بنفسي أبي الضيم فردا تزاحفت * دموع أعاديه عليه تكافحه
ومنها:
نواسيكم فيها بتشييد مأتم * يرن إلى يوم القيامة نائحه
عليكم صلاة الله ما دام فضلكم * على الناس أجلى من ضيا الشمس واضحه
وله في رثائه:
مصارعهم في كربلا لا تهاونت * بسقياك أخلاف الغمام النواضخ
عشية ساموهم هو أنا فنافرت * بهم شيم الصيد الأباة البواذخ
رأوا قتلهم في العز خيرا من البقا * أذلاء في أحشائها الهم راسخ
ومنها:
بنفسي غريب الدار لم يبق عنده * حميم يحامي عن حماه ولا أخ
أحاطت به الأعداء منفردا ولا * ظهير له إلا نساء صوارخ
فدمدم ثبت الجاش دون خيامه * وماضيه من قاني دم الهام ناضخ
إلى أن هوى للأرض والتاح مهره * بفسطاطه واستقبلته الصوارخ
وجاشت عليهن العدا وتتابعت * رزايا بها كم سود كتب ناسخ
علينا لها نصب المآتم دائبا * فلا دمعها يرقى ولا الوجد بائخ
فيا وقعة لم تبل إلا تجددت * وأحزانها بين الضلوع رواسخ
تولى يزيد عقدها بعد ما بنت * دعائمها أسلافه والمشايخ
هي الفتنة العمياء أضرم نارها * على الدين في يوم الفعلية نافخ
كستنا ثياب الحزن حتى ينضها * أمام ليافوخ الضلالة فاضخ
أغثنا به اللهم وانصر به الهدى * فما غيره للجور بالعدل ناسخ
١٤٩٦: السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي ابن السيد يوسف.
ولد في الكاظمية سنة ١٢٩٠ وتوفي في صور سنة ١٣٧٧ ونقل جثمانه
إلى النجف الأشرف فدفن فيه.
درس في النجف وفي سامراء على أعلامهما أمثال الطباطبائي
والخراساني وشيخ الشريعة والشيخ محمد طه نجف. ثم عاد إلى جبل عامل
وقد بلغ الثانية والثلاثين من عمره فسكن في صور.
وفي سنة ١٣٢٩ زار مصر والتقى هناك الشيخ سليم البشري الذي
تراسل معه في عدة رسائل أنتجت كتاب المراجعات. وكان قد زار المدينة
المنورة حوالي سنة ١٣٢٨ وفي سنة ١٣٤٠ حج بيت الله الحرام وفي سنة
١٣٥٥ زار العراق فايران.
مؤلفاته
١ المراجعات وقد انتشر انتشارا واسعا وطبع طبعات كثيرة ٢
الفصول المهمة في تأليف الأمة ٣ الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء ٣
المجالس الفاخرة في مأتم العترة الطاهرة ٤ أبو هريرة ٥ فلسفة الميثاق
والولاية ٦ بغية الراغبين مخطوط وغير ذلك.
١٤٩٧: الوزير أبو محمد عبد الحميد بن عبدون الأندلسي المشهور بابن
عبدون.
ذكره صاحب نسمة السحر وهو صاحب القصيدة الرائية المشهورة
المسماة بالبسامة الكبرى في رثاء عمر الأفطس وابنيه المقتولين كلهم بيد ابن
تاشفين المتسلط على ملوك الطوائف التي أولها:
الدهر يفجع بعد العين بالأثر * فما البكاء على الأشباح والصور
ذكرها ابن شاكر في فوات الوفيات وذكرها في نسمة السحر وعدها

(١) مما استدركناه على مسودات الكتاب.
(٤٥٧)

إحدى القصائد الأربع التي لم تعارض وهي لامية العجم وكافية الشريف
الرضي ودالية ابن الحداد.
١٤٩٨: المولى عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي الشاه جهان آبادي الهندي
المدرس بشاه جهان آباد.
قال صاحب الرياض كان اثني عشريا باطنا له رسالة في الإمامة وله
حاشية على تفسير البيضاوي طويلة الذيل جيدة ألفها للسلطان شاه جهان
محمد الذي حارب الشاه إسماعيل سنة ١٠٧٨.
١٤٩٩: السيد جلال الدين عبد الحميد بن شمس الدين شيخ الشرف
أبي علي فخار بن معد بن فخار بن أحمد العلوي الحسيني الموسوي
الحاشري الحلي.
قال في الرياض: من أجلة علمائنا يروي عن أبيه شمس الدين
بسند متصل إلى الصدوق ويروي عن ست العشيرة بنت أحمد بن سعيد بن
محمد البصري المهلبي في الكوفة في منزلها يوم الثلاثاء ١٣ شوال سنة ٥٦٦
ذكره في الأمل فراجع وله طرق كثيرة.
وفي أمل الآمال السيد جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن
فخار الموسوي كان فاضلا محدثا راوية يروي عن تلامذة ابن شهرآشوب
عنه. له كتاب ينقل منه الحسن بن سليمان بن خالد الحلي في مختصر
البصائر.
١٥٠٠: السيد عبد الحميد الموسوي البهبهاني الأصفهاني
هو جد السيد أبي الحسن الأصفهاني المجتهد المقلد الشهير المتوطن في
النجف الأشرف أخبرنا من لفظه حفيده المذكور أن جده هذا من أهل
بهبهان وانتقل إلى قرية صغيرة من قرى أصفهان وتوطنها وكان من العلماء
قرأ في النجف الأشرف على الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر صاحب كشف
الغطاء وكتب تقريرات درسه وهي عند حفيده المقدم ذكره.
١٥٠١: السيد الأمير نظام الدين عبد الحي بن عبد الوهاب بن علي الحسيني
الأشرفي الجرجاني قاضي هراة.
كان قاضيا بهراة سنة ٩٣٠.
عالم فاضل حكيم متكلم فقه أديب من علماء دولة الشاه طهماسب
الصفوي له مصنفا ت في المنطق والكلام والحكمة والفقه منها ١ شرح على
ألفية الشهيد كبير ٢ متوسط ٣ رسالة المعضلات وهي في إشكالات
العلوم الحكمية والفقهية ٤ حاشية على شرح الشمسية ٥ حاشية على
حاشية السيد شريف ٦ حاشية على شرح هداية المبتدئ وغير ذلك.
سكن مدة في هراة ومدة في كرمان ومدة في أسترآباد. وترجمه في
أواخر حبيب السير ووالده السيد الجليل الأمير عبد الوهاب أيضا من العلماء
الفضلاء والفقهاء كان قاضيا في جرجان ومن مصنفاته شرح الفصول
النصيرية في أصول الدين وحاشية على شرح الهداية الأشيرية وشرح قصيدة
البردة بالفارسية.
١٥٠٢: السيد ميرزا عبد الحي الرضوي الملقب بالنواب ابن ميرزا محمد علي
الوكيل ابن ميرزا محمد رضا الناظر ابن ميرزا محمد مهدي الشهيد ابن
محمد إبراهيم ابن ميرزا بديع الرضوي المشهدي وباقي النسب في محمد
بديع
قال في الشجرة الطيبة:
السيد السند الجليل والركن المعتمد النبيل كان في عصره من الأعيان
العظام والأشراف الكرام هاجر من خراسان إلى يزد وتوطنها فصار فيها
رئيسا مطاعا وولد له خمسة أولاد وهم النواب الميرزا محمد صادق النواب
ميرزا السيد محمد المعروف بالمجتهد النواب الميرزا السيد حسين النواب
الميرزا السيد حسن.
أما ميرزا محمد صادق فهو السيد السند والركن المعتمد مطلع أنوار
الكمال وفي المراتب العلمية فائق على أقرانه وفي جلالة الشأن مشار إليه
بالبنان وفي جودة الخط مشهور.
١٥٠٣: السيد عبد الحي بن عبد الوهاب الحسيني الأشرفي الجرجاني.
له حاشية على الفرائض في النصيرية وله إجازة لبعض تلاميذه سنة
٩٤٩.
١٥٠٤: القاضي علاء الدين عبد الخالق الكرهرودي المعروف بقاضي زاده
وزاده كلمة فارسية معناها الابن وتستعمل في مقام التعظيم
والكرهرودي نسبة إلى كرهرود اسم بلد بين همذان وأصفهان.
ذكره صاحب رياض العلماء في عداد الامامية وقال كان من تلامذة
شيخنا البهائي وكان فاضلا عادلا عالما محققا مدققا متكلما شاعرا مجيدا منشئا
صوفيا ناظر الشيخ البهائي في الإمامة وكتب رسالة بالفارسية سماها التحفة
الشاهانية ورسالة أخرى في الإمامة أكبر منها يذكر فيها حكاية مناظرتهما مع
القاضي زاده الخوارزمي في مجلس السلطان الشاه عباس الأول قال صاحب
روضات الجنات: وكتاب مناظرته المذكورة مع الخوارزمي موجود عندنا وهو
من أحسن ما كتب في هذا الموضوع وقد كتبه بأمر السلطان المذكور يزيد
على عشرة آلاف بيت.
١٥٠٥: الشيخ عبد الخالق اليزدي.
توفي سنة ١٢٦٨ في المشهد المقدس الرضوي.
في مطلع الشمس:
كان من مشاهير تلاميذ الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي وبعد ما
حصل الأصول عند شريف العلماء جاء إلى يزد وذهب من هناك إلى المشهد
المقدس وصار يدرس في التوحيد خانه المباركة ويشتغل بالوعظ في مواسم
مخصوصة وكان له تسلط عجيب في هذه الصنعة وكان يرى رأي الشيخية
وجرى بينه وبين علماء المشهد مباحثات عديدة ومناظرات لم تحسم فيها مادة
النزاع.
١٥٠٦: عبد الخير الخيواني.
قال لأبي موسى بالكوفة حين ارسل أمير المؤمنين ع ولده
الحسن وعمار بن ياسر يستنفران أهلها يوم الجمل فجعل أبو موسى
(٤٥٨)

الأشعري يثبطهم: يا أبا موسى هل بايع طلحة والزبير عليا قال نعم قال
هل أحد ث علي ما يحل به نقض بيعته قال لا أدري قال لا دريت نحن
نتركك حتى تدري هل تعلم أحدا خارجا من هذه الفتنة انما الناس أربع
فرق علي بظهر الكوفة وطلحة والزبير بالبصرة ومعاوية بالشام وفرقة بالحجاز
لا غناء بها ولا يقاتل بها عدو قال أبو موسى أولئك خير الناس وهي فتنة
فقال عبد الخير غلب عليك غشك يا أبا موسى.
١٥٠٧: السيد عبد الرؤوف البحراني بن الحسين الحسيني الموسوي.
قاضي القضاة بالبحرين توفي سنة ١٠٠٦.
من شعره قوله مضمنا:
أصبحت أشكو علة ضعفت لها * مني عن الحركات والبطش القوى
جاء الطبيب فجس نبضي سائلا * ما تشتكي قلت الصداع من الهوى
فتنفس الصعداء وهو يقول لي * داء العليل ومن يعالجه سوا
وأشار ان الصبر ينفع قلت من * وتصف الدواء وأنت أحوج للدوا
وقوله مضمنا أيضا:
لله أشكو من زمان ساءني * وعلي غارات المصائب شنها
وسرت إلى قلبي سموم غمومه * وسيوفه لقتال صبري سنها
فطفقت أنشد والخطوب تنوشني * صبت علي مصائب لو أنها
وقوله مضمنا أيضا:
لله وجه لو ملكن ضياءه * سود الليالي لا نقبلن لئاليا
وذوائب من فوقه لو أنها * صبت على الأيام عدن لياليا
وقوله:
لا يخدعنك عابد في ليلة * يبكي وكن من شره متحذرا
لم يسهر الليل البعوض ولم يصح * في جنحه الا لشرب دم الورى
ورثاه الشيخ جعفر الخطي بقصيدة وأنشدها سابع موته منها:
رزء تقاصر كل رزء دونه * فخلا كصاحبه من الأنداد
رزء أتاح لكل قلب حرقة * تنجاب عن جمر الغضا الوقاد
يا فجعة ملأت صدور اولي النهى * حزنا يدك شوامخ الأطواد
الله أكبر اي طود شامخ * مالت بجانبه وأي عماد
نضبت موارد كل خير بعده * فالورد معتل على الوراد
لمن الجناب الرحب ضاق وصوح * المرعى الخصيب وغاض سيل الوادي
علقت به كف الردى ولو أنه * قبل الفداء لكنت أول فادي
في فتية ضمنت لهم عزماتهم * ري القنا في كل يوم جلاد
قوم إذا استلوا الصوارم أغمدت * بمقر تاج أو مناط نجاد
وإذا هم شرعوا الرماح تبوأت * أطرافهن مكامن الأحقاد
يا راكبا تطوي به شقق الفلا * طي التجار نفائس الابراد
أما وصلت إلى مدينة يثرب * فاقر السلام بها النبي الهادي
أبلغه ان النائبات وترنه * عن قوسهن بأكرم الأولاد
فلئن مضى عبد الرؤوف لشانه * والموت للاحياء بالمرصاد
فلقد أقام لنا إماما هاديا * يقفوه في الاصدار والايراد
يزهو به دست القضاء كأنه * بدر تعزى عنه جنح الهادي
لا زال دست الحكم يبصر منه عن * عين الزمان وواحد الآحاد
ورثاه السيد ماجد البحراني من قصيدة:
حلت عليك معاقد الأنداء * ونحت ثراك قوافل الأنواء
وسرت على أكناف قبرك نسمة * بلت حواشيها يد الأنداء
ما بالي استسقيت انداء الحيا * وأرحت أجفاني من الاسقاء
ما ذاك الا ان بيض مدامعي * غاضت مبدلة بحمر دماء
انى يجازي شكر نعمتك التي * جليتها في قطرة من ماء
يا درة سمحت بها الدنيا على * ياس من الاحسان والاعطاء
واسترجعتها بعد ما سمحت بها * وكذاك كانت شيمة البخلاء
١٥٠٨: السيد عبد الرؤوف البحراني ابن السيد ماجد ابن السيد هاشم بن علي بن
المرتضى بن علي بن ماجد الحسيني العريضي الصادقي الجد حفصي.
يأتي بيان نسبته في أبيه السيد ماجد وكان شاعرا مجيدا كأبيه وحكى في
روضات الجنات بعد ترجمة أبيه ان بعضهم نسب إلى المترجم هذه الأبيات
في المناجاة:
يا حليما ذا أناة * واقتدار ليس يعجل
عبدك المذنب مما * قد جناه يتنصل
كادان يقنط لولا * سعة الرحمة يأمل
باء بالخسران عبد * امهل المولى فأهمل
ان في ذلك سرا * من يخاف الفوت بعجل
ملت التوبة من * سوف ومن ليت وعل
تهت في بيداء تقصيري * فهل يرشد من ضل
أدخلتني النفس لكن * منهج المخرج أشكل
كلما اقبل عام * أتمنى عام أول
فإذا اقبل عام * كان مما فات أخمل
ليتني أجهل علمي * أو بما اعلم أعمل
فعلى عفوك لا * الأعمال يا رب المعول
فعسى جرح ذنوبي * يمسح العفو فيدمل
لو برضوى بعض ما بي * لتداعى وتزلزل
غير اني بالنبي * المصطفى أشرف مرسل
وعلي وبنيه * يا إلهي أتوسل
فيهم يا واسع الرحمة * ثبت لي ما زل
واسع الغفران يا من * يغفر الذنب وان جل
لست أقفو اثر قوم * غيرهم في العقد حل
وله في الجناس الملفق:
سأصرف همي في اقتنا المجد والعلى * وأنفق عمري في اقتفاء جدودي
وان بت محسودا فكم لعلاي من * فوادح سود في فؤاد حسودي
١٥٠٩: عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري.
في الإصابة: مات في الحمام سنة ثلاث وثمانين من الهجرة وفيها
انهما اثنان أصغر وأكبر والتاريخ المذكور للأصغر قال واما الأكبر الذي شهد
مع أبيه أحدا فلم يذكروا تاريخ وفاته قال ذكر العدوي النسابة عن ابن
الكلبي ان أبا ليلى شهد أحدا ومعه ابنه عبد الرحمن قال ابن البرقي في
(٤٥٩)

رجال الموطأ في ترجمة عبد الرحمن بن أبي ليلى التابعي المشهور أدرك عبد الرحمن
النبي ص وكانه اشتبهن عليه بأبيه والا فقد صرح غيره بأنه ولد غبي عهد
عمر واختلف في صحة سماعه منه وله مراسيل اه‍ أقول في كتاب سفين
لنصر بن مزاحم ان عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري شهد صفين مع علي
ع ولكن لم يعلم أنه الأصغر أو الأكبر وغيرز بعيد ان يكون الأكبر.
١٥١٠: عماد الدين أبو الفتح عبد الرحمن بن تاج الدين.
عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن محمود بن بلدجير الموصلي الفقيه
الأديب من بيت العلم والفضل والحديث والعدالة رأيته بالمعسكر سنة ٧٠٦
في حضرة مولانا أصيل الدين أبي محمد الحسن ابن مولانا نصير الدين وهو
يتولى كتابه الوقوف بالموصل جميل الأخلاق له أبيات مدح بها أصيل الدين
وكان قد سمع أباه وعمه وكتب لي الإجازة بالسلطانية وكتبت عنه أناشيد
منها:
لما بدا لي من لماه مدامة * ساق الفؤاد إلى السياق الساقي
وأماط عن ساق أقام قيامة * ان القيامة يوم كشف الساق
١٥١١: أعشى همدان عبد الرحمن بن عبد الله.
قتله الحجاج سنة ٨٣ وكان قد خرج مع عبد الرحمن بن محمد
الأشعث ومن شعره:
لمن الظعائن سيرهن تزحف * عوم السفين إذا تقاعس يجدف
مرت بذي خشب كان حمولها * نخل بيثرب طلعها متضعف
فارقت أحبابي وكنت أحبهم * فالآن أخضع للزمان وأعنف
وإذا تصبك من الحوادث نكبة * فاصبر لها فلعلها تتكشف
قال علي الجارم فيما كتبه في مجلة الكتاب:
نشأ في الكوفة في بيت يمني رفيع النسب معروف بالمكانة واختار له
أبوه دراسة العلم والتثقف في علوم العربية ليكون فقيها محدثا، وكان متوقد
الذكاء حاضر البديهة قوي النفس، فيه مرح وفيه عزيمة وفيه بطولة مخبوءة.
ولم يكن يظهر لرائيه انه سيكون له شان في الفقه أو الحديث، أو انه سلك
الطريق التي توائم مواهبه وطبائعه.
ولكن ما ذا يصنع، وهكذا وضعه أبوه وهكذا قدر له ان يكون،
وهكذا ألبس مسوح الراهب ونزع عنه درع الفارس، وهكذا وضع بين
يديه المصحف وكتب العربية وحجبت عنه طرائف أشعار الأولين. فطرق
المساجد وتردد على دور العلم واختار من بين كبار الفقهاء والمحدثين زوج
أخته عامرا الشعبي ليكون له شيخا واماما. لزم الشعبي أو ألزم الشعبي،
وتجرد لدرس الحديث أو الزم التجرد له.
ولكنه على الرغم من انصرافه إلى علوم الدين وما تقتضيه من تبتل،
كانت تهفو نفسه إلى أن يركب جوادا فيحضره إلى أبعد ما يكون الحضر.
وكان إذا رأى فتيان العشيرة يتصارعون أو يتبارون في القوة أو في الصفح
بالسيوف، تمنى ان يزج بنفسه بينهم ليصرع أقواهم ويطيح بسيف ألعبهم
بالسلاح.
وكان كثيرا ما يباغت نفسه وهي تصوع أبياتا في الغزل وتترنم بها في
طرب ونشوة. كان يعيش حياته ويروح بين الناس بنفسين: نفس نقية
ورعة تتجنب الخبائث ما ظهر منها وما بطن وتنصب على دراسة القرآن
والحديث زاهدة في الدنيا صادقة عنها. ونفس فوارة جياشة تموج بالحب
والغزل والشعر، وتحن إلى اعتساف المخاطر واقتحام الخطوب.
بقي حائرا بين هذين النفسين: مضطربا بين ما يكون وما يجب ان
يكون، حتى رأى فيما يرى النائم انه دخل بيتا فيه حنطة وشعير، وسمع
قائلا يقول له: خذ أيهما شئت. فاخذ الشعير. رأى هذه الرؤيا فأسرع
إلى شيخه الشعبي ليعبرها له، فقال له الشعبي: ان صدقت رؤياك تركت
القرآن وقراءته وقلت الشعر.
وسواء صحت رواية المنام أم لم تصح فإنه هجر دراسة القرآن
والحديث، واتجه إلى الشعر.
لم يتدرج عبد الرحمن في إجادة القريض ولكنه وثب إليه دفعة واحدة
كأنه كان يختزن الشعر في نفسه وهو يدرس الحلال والحرام، فلما فك يديه
عنهما انطلق كما ينطلق السيل الهدار، وسار شعره بين الناس فبهرهم وملأ
آذانهم لما فيه من قوة أسر وبعد خيال وروعة لغة وسلامة أسلوب. ولذلك
لقبوه بأعشى همدان.
وما كاد يحتضن مزهر الشعر، حتى طوف به في أنحاء البلاد مداحا
هجاء يحمل في يمينه تاجا من الفخار لأهل اليمين وفي شماله سوط عذاب
من نار لأهل الشمال.
من اخباره
ورد على النعمان بن بشير وهو عامل حمص فجمع النعمان اليمانية
وقال لهم: هذا شاعر اليمن ولسانها وقد رفعته إلينا حاجة، فهل من
باذل؟ فنزل له كل رجل عن دينار من عطائه وكانوا عشرين ألفا فقال:
ولم أر للحاجات عند التماسها * كنعمان نعمان الندى بن بشير
إذا قال، أوفى ما يقول، ولم يكن * كمدل إلى الأقوام جل غرور
فلو لا أخو الأنصار كنت كنازل * ثوى ما ثوى لم ينقلب بنقير
وورد مملقا على خالد بن عتاب فأنشده:
رأيت ثناء الناس بالقول طيبا * عليك وقالوا ماجد وابن ماجد
يني الحارث السامين للمجد انكم * بنيتم بناء ذكره غير بائد
هنيئا لما أعطاكم الله واعلموا * باني سأطرى خالدا في القصائد
فان يك عتاب مضى لسبيله * فما مات من يبقى له مثل خالد
فوهبه عتاب خمسة آلاف درهم. وخرج معه يوما في غزاة فحينما قفل
الجيش خرج جواري عتاب ليتلقينه وفيهن أم ولد له أثيرة عنده، فجعل
الناس يمرون عليها إلى أن جاز بها الأعشى وهو على فرسه يميل يمينا وشمالا

(١) معجم الألقاب.
(٤٦٠)

من النعاس. فقالت لجواريها: ان امرأة خالد تفاخرني بالعرب وتزهو علي
بأبيها وعمها وأخيها فهل يزيدون في أن يكونوا مثل هذا الشيخ المرتعش؟
وسمعها الأعشى فقال: من هذه فقيل له: هذه جارية خالد، فضحك
وقال: ويل للكسعاء، ثم وقف امامها يقول:
وما يدريك ما فرس جرور * وما يدريك ما حمل السلاح
وما يدريك ما شيخ كبير * عداه الدهر عن سنن المراح
فاقسم لو ركبت الورد يوما * وليلته إلى وضح الصباح
ثم اتبع الأبيات ببيت رابع كلمه اقذاع ونكر. فأسرعت الجارية إلى
عتاب شاكية باكية وأنشدته الأبيات ووصفت له الرجل فقال: ذلك أعشى
همدان، ثم بعث إليه وقال له: ان هذه تزعم انك هجوتها، فقال
الأعشى: انها أساءت سمعا وانما قلت:
مررت بنسوة متعطرات * كضوء الصبح أو بيض الأداحي
على شقر البغال قصدن قلبي * بحسن الدل والحدق الملاح
فقلت من الظباء فقلن سرب * بدا لك من ظباء بني رباح
فقالت الجارية: لا والله ما هكذا قال، وأعادت الأبيات فقال
للأعشى. والله لولا أنها ولدت مني لوهبتها لك، لكني افتدي جنايتها بمثل
ثمنها ودفعه إليه، ثم قال له: أقسمت عليك يا أبا المصبح ان لا تعيد في
هذا المعنى شيئا بعد ما فرط منك.
غير أن عتابا لم يسلم من هجاء أبي المصبح، ذلك أنه مناه مرن
الأماني وأكثر له من الوعود الحسان إذا ولي ولاية، حتى لقد قال له: إذا
أسند إلي عمل أعطيتك خاتمي لتقضي بين الناس، فلما ولي أصبهان رحل
إليه الأعشى فنسي وعوده وأهمله وجفاه، فرجع الأعشى إلى الكوفة بعد أن
ارسل في هجائه أبياتا سارت كل مسار، منها:
أتذكرنا ومرة إذ غزونا * وأنت على بغيلك في الوشوم
ويركب رأسه في كل وحل * ويعثر في الطريق المستقيم
وليس عليك الا طليسان * نصيبي والاسحق نيم
فقد أصبحت في خز وقز * تبختر ما ترى لك من حميم
وتحسب ان تلقاها زمانا * كذبت ورب مكة والحطيم
فلما بلغت الأبيات خالدا بعث إليه يسأله عن مرة الذي ادعى انه
غزا معهما وعن البغل ذي الوشوم الذي كان خالدا يركبه وأين كان
ذلك، ويسأله عن الطيلسان والنيم اللذين وصفهما ومن رآه يلبسهما؟
فضحك الأعشى حتى بدت نواجذه وقال: هذا كلام أردت به وصفه
بظاهرة اما تفسيره: فان المرة مرارة ثمرة ما غرس من عندي من القبيح
والبغل المركب الذي ارتكبه مني ولا يعثر به في كل وعر وسهل، واما
الطيلسان فما ألبسه إياه من العار والذم. وان شاء راجع الجميل مراجعته
له. فلما بلغ الحديث خالدا قال: اي والله، اني أراجع معه الجميل،
وأرسل إليه من ترضاه ووصله بمال عظيم.
وعاد الأعشى إلى ما كان له من المنزلة عند خالد، ولكنه حضره مرة
وهو يفرق العطايا فجعل له أقلها، وفضل عليه آل عطارد فخرج غاضبا
وأطلق لسانه في ذمه فحبسه خالد ثم أطلقه بعد قليل، فقال في هجائه:
وما كنت من ألجأته خصاصة * إليك ولا ممن تغر المواعد
ولكنها الأطماع وهي مذلة * ذنت وأنت النازح المتباعد
أتحسبني في غير شئ وتارة * تلاحظني شزرا وأنفك عاقد
فإنك لا كابني فزارة فاعلمن * خلقت ولم يشبههما لك والد
وإنك لو ساميت آل عطارد * لبزتك أعناق لهم وسواعد
لم تكن حياة الشاعر كما علمت من بعض ما مر بك حياة هدوء
واستقرار فإنه كان لا يفتأ ضاربا في الأرض، محاربا نائيا عن أهله ووطنه،
وله في هذه الغزوات شعر من أروع ما سجله ديوان الشعر العربي ورددته
أفواه الرواة. جهز الحجاج بن يوسف جيشا من رجال الكوفة بينهم أعشي
همدان وسيرهم إلى غزو الديلم فطال أمد هذه الحرب وأخذ فيها الأعشى
أسيرا فقذف به في السجن مكبلا فبقي فيه حينا وفي ذلك يقول شعرا يأتي.
وضرب البعث على جيش أهل الكوفة إلى مكران، فأخرجه الحجاج
معهم وطال بمكران مقامه ومرض، فاجتواها. وقال في ذلك قصيدة من
عيون الشعر تأتي.
في الثورة
وخرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على الحجاج بن يوسف سنة
اثنتين وثمانين وحشد معه جمعا من أهل الكوفة فلم يبق من أقرانهم أحد له
ذكر ونباهة إلا خرج معه. وقذف الأعشى بنفسه في أتون الثورة فكان
فارسها المعلم وشاعرها المغرد وأرسل الشعر مجلجلا بمدح ابن الأشعث وذم
بني أمية والتحريض على الحجاج واستثاره عزائم المجاهدين.
وتغلب الحجاج على الثوار سنة ثلاث وثمانين وأسر زعماءها، وكان
منهم الأعشى فلما قدم على الحجاج أسيرا قال له: الحمد لله الذي أمكن
منك، ألست القائل لابن الأشعث وفرسك يهملج بك أمامه:
لما سمونا للكفور الفتان * حين طغى بالكفر بعد الايمان
بالسيد الغطريف عبد الرحمن * سار بجمع كالقطا من قحطان
ومن معد قد أتى بن عدنان * أمكن ربي من ثقيف همدان
يوما إلى الليل يسلي ما كان * إن ثقيفا منهم الكذابان
كذابها الماضي وكذاب ثان
ثم ألست القائل:
يا ابن الأشج قريع كندة * لا أبالي فيك عتبا
أنت الرئيس ابن الرئيس * وأنت أعلى الناس كعبا
نبئت حجاج بن يوسف * خر من زلق فتبا
فانهض فديت لعله يجلو * بك الرحمن كربا
وابعث عطية في الجنود * يكبهن عليه كبا
كلا يا عدو الله بل عبد الرحمن بن الأشعث هو الذي خر من زلق
فتب، وحار وانكب، وما لقي ما أحب، ورفع بها صوته واربد وجهه،
واهتز منكباه فلم يبق أحد في المجلس إلا ارتعدت فرائصه، فتلعثم
الأعشى وقال: بل أنا القائل:
أبى الله أن يتمم نوره * ويطفئ نار الفاسقين فتخمدا
وينزل ذلا بالعراق وأهله * كما نقضوا العهد الوثيق المؤكدا
(٤٦١)

وما نكثوا من بيعة بعد بيعة * إذا ضمنوها اليوم خاسوا بها غدا
فكيف رأيت الله فرق جمعهم * ومزقهم عرض البلاد وشردا
فقتلاهم قتلى ضلال وفتنة * وحيهم أمسى ذليلا مطردا
ولما زحفنا لابن يوسف غدوة * وأبرق منا العارضان وأرعدا
قطعنا إليه الخندقين وإنما * قطعنا وأفضينا إلى الموت مرصدا
فكافحنا الحجاج دون صفوفنا * كفاحا ولم يضرب لذلك موعدا
بصف كان البرق في حجراته * إذا ما تجلى بيضه وتوقدا
دلفنا إليه في صفوف كأنها * جبال شروري لو تعان فتهمدا
فما لبث الحجاج إن سل سيفه * علينا فولى جمعنا وتبددا
وكرت علينا خيل سفيان كرة * بفرسانها والسمهري المقصدا
فيهني أمير المؤمنين ظهوره * على أمة كانوا بغاة وحسدا
نزوا يشتكون البغي من أمرائهم * وكانوا هم أبغى البغاة وأعندا
كذاك يضل الله من كان قلبه * مريضا ومن والى النفاق والحدا
أنكثا وعصيانا وغدروا وذلة * أهان الاله من أهان وأبعدا
فقال أهل الشام: أحسن، أصلح الله الأمير. فقال الحجاج: لا لم
يحسن أنكم لا تدرون ما أراد بها. ثم قال: يا عدو الله أنا لسنا نحمدك
على هذا القول، إنما قلت تأسف أن لا يكون ظهر وظفر وتحريضا
لأصحابك علينا وليس عن هذا سألناك، انفذ لنا قولك:
بين الأشج وبين قيس باذخ فأنفذها قلما قال: بخ بخ لوالده وللمولود قال
الحجاج: لا والله لا تبخيخ بعدها أبدا. فقدمه فضرب عنقه.
قال وهو في حملة الغزو سيق إليه:
وفي أربعين توفيتها * وعشر مضت لي مستبصر
وموعظة لامرئ حازم * إذا كان يسمع أو يبصر
كأني لم ارتحل جسرة * ولم أجفها بعد ما تضمر
فاجشمها كل ديمومة * ويعرفها البلد المقفر
ولم أشهد الباس يوم الوغى * علي المفاضة والمغفر
ولم أخرق الصف حتى تميل * دراعة القوم والحسر
أطاعن بالرمح حتى اللبان * يجري به العلق الأحمر
أجيب الصريخ إذا ما دعا * وعند الهياج أنا المسعر
وبيضاء مثل مهاة الكثيب * لا عيب فيها لمن ينظر
كان مقلدها إذ بدأ * به الدر والشذر والجوهر
مقلد أدماء نجدية * يعن لها شادن أحور
كان جنى النحل والزنجبيل * والفارسية إذ تعصر
يصب على برد أنيابها * يخالطه المسك والعنبر
فتور القيام رخيم الكلام * يفزعها الصوت إذ تزجر
فتلك التي شفني حبها * وحملني فوق ما أقدر
فلا تعدلاني في حبها * فاني بمعذرة أجدر
وقولا لذي طرب عاشق * أشط المزار بمن تذكر
بكوفية أصلها بالفرات * تبدو هنالك أو تحضر
وأنت تسير إلى مكران * فقد شحط الورد والمصدر
ولم تك من حاجتي مكران * ولا الغزو فيها ولا المتجر
وخبرت عنها ولم آتها * فما زلت من ذكرها أذعر
بان الكثير بها جائع * وإن القليل بها مقتر
وإن لحى الناس من حرها * تطول فتلجم أو تضفر
ويزعم من جاءها قبلنا * بانا سنسهم أو ننحر
أعوذ بربي من المخزيات * فيما أسر وما أجهر
وما كان بي من نشاط لها * وإني لذو عدة موسر
ولكن بعثت لها كارها * وقيل انطلق للتي تؤمر
فكان النجاة ولم التفت * إليهم وشرهم منكر
هو السيف جرد من غمده * فليس عن السيف مستأخر
وكم من أخ لي مستأنس * يظل به الدمع يستحسر
يودعني وانتحت عبرة * له كالجداول أو أغزر
فلست بلاقيه من بعدها * يد الدهر ما هبت الصرصر
وقد قيل إنكم عابرون * بحرا لها لم يكن يعبر
إلى السند والهند في أرضهم * هم الجن لكنهم أنكر
وما رام غزوا لها قبلنا * أكابر عاد ولا حمير
ولا رام سابور غزوا لها * ولا الشيخ كسرى ولا قيصر
ومن دونها معبر واسع * واجر عظيم لمن يؤجر
وقال:
عليك محمد لما ثويت * تبكي البلاد وأشجارها
وكنت كدجلة إذ ترتمي * فيقذف في البحر تيارها
وقال وهو أسير في السجن:
تجلو بمسواك الأراك منظما * عذبا إذا ضحكت تهلل ينطف
وكان ريقتها على علل الكرى * عسل مصفى في القلال وقرقف
وكأنما نظرت بعيني ظبية * تحنو على خشف لها وتعطف
ثقلت روادفها ومال بخصرها * كفل كما مال النقا المتقصف
ولها ذراعا بكرة رحبية * ولها بنان بالخضاب مطرف
وعوارض معقولة وترائب * بيض وبطن كالسبيكة مخطف
أصبحت رهنا للعداة مكبلا * أمسي وأصبح في الأداهم أرسف
ولقد أراني قبل ذلك ناعما * جذلان آبي أن أضام وآنف
وأغير غارات وأشهد مشهدا * قلب الجبان به يطير ويرجف
وأرى مغانم لو أشاء حويتها * فيصدني عنها غنى وتعفف
إن نلت لم أفرح بشئ نلته * وإذا سبقت به فلا أتلهف
وقال:
وإني امرؤ أحببت آل محمد * وتابعت وحيا ضمنته المصاحف
وهذا البيت من أبيات قالها حين رفع المختار الكرسي الذي زعم
أنه كرسي علي بن أبي طالب وعصبه بالديباج والحرير فلم يرض الأعشى

(١): وذلك فيما روى الطبري أن المختار قال لآل جعده بن هبيرة المخرومي (وكانت أم جعدة أم
هاني بنت أبي طالب أخت علي عليه السلام لأمه وأبيه) آتوني بكرسي علي بن أبي طالب،
فقالوا والله ما هو عندنا وما ندري من أين نجئ به، فقال: لا تكونن حمقى اذهبوا فائتوني
به، قال فظن القوم عند ذلك أنهم لا يأتون بكرسي فيقولون هو هذا إلا قبله منهم،
فجاءوا بكرسي فقالوا هو هذا فقبله وقد عصبوه بالحرير والديباج.
وبالرغم من إن شعار المختار كان الطلب بثأر الحسين فإن أعشى همدان لم يعجبه هذا العمل
ونقم على المختار مثل هذه الأفعال. لأن الأعشي كان شيعيا صافي العقيدة، والعقيدة
الشيعية تأبي هذه الأبيات منكرا فعلة المختار، كما أنه شمت بالمختار
عند هزيمة أصحابه أمام مصعب بن الزبير فقال الأعشى الأبيات المتقدمة " ح ".
(٤٦٢)

بهذا التصرف واعتبره لا يليق بأصحاب العقائد المؤمنين بعقائدهم فصرح
في البيت المتقدم بشيعيته النابعة من القرآن ومبادئ محمد والتي تأبى مثل
هذه الألاعيب واستغلال عواطف العامة بهذا وإشباهه فقال من أبيات:
وأقسم ما كرسيكم بسكينة * وإن كان قد لفت عليه اللفائف
وإني امرؤ أحببت آل محمد * وتابعت وحيا ضمنته المصاحف
ولما سار مصعب بن الزبير بجيش كثيف من البصرة لقتال المختار
الثقفي في الكوفة ولاقاه جيش المختار بقيادة أحمد بن شميط ودارت الدائرة
على ابن شميط وجيش المختار قال الأعشى:
ألا هل أتاك والأبناء تنمى * وطعن صائب وجه النهار
كان سحابة صعقت عليهم * فعمتهم هنالك بالدمار
فبشر شيعة المختار اما * مررت على الكويفة بالصغار
أقر العين صرعاهم وقل * لهم جم يقتل بالصحارى
وما أن سرني اهلاك قومي * وإن كانوا وجدك في خيار
ولكني سررت بما يلاقي * أبو إسحاق من خزي وعاد
وهكذا ترى الايمان الشيعي يتجلى في هذا الشاعر في أنصع أشكاله،
فبينما نراه يبكي التوابين سليمان بن صرد وإخوانه، وهم الذين خرجوا من
الكوفة مستقتلين للطلب بثار الحسين ونراه يرثيهم أحر رثاء وينوح بشعره
على مصارعهم في عين الوردة، نراه يقول في المختار هذا القول، مع أن
شعار المختار كان الطلب بثار الحسين وذلك لأن دعوة الأولين كانت دعوة
صافية خالصة لوجه الحق، ودعوة الثاني كانت تشاب بمثل هذه الشوائب
وبالمطامع.
قال يرثي من قتل من التوابين الذي خرجوا للطلب بثار الحسين
توجه من دون الثوية سائرا * إلى ابن زياد في الجموع الكتائب
بقوم هم أهل النقيبة والنهي * مصاليت أنجاد سراة مناجب
مضوا تاركي رأي ابن طلحة حسبة * ولم يستجيبوا للأمير المخاطب
فساروا وهم بين ملتمس التقى * وآخر مما جر بالأمس تائب
فلاقوا بعين الوردة الجيش فاصلا * إليهم فحيوهم ببيض قواضب
يمانية تذري الأكف وتارة * بخيل عتاق مقربات سلاهب
فجاءهم جمع من الشام بعده * جموع كموج البحر من كل جانب
فما برحوا حتى أبيدت سراتهم * فلم ينج منهم ثم غير عصائب
وغودر أهل الصبر صرعى فأصبحوا * تعاورهم ريح الصبا والجنائب
أبوا غير ضرب يفلق الهام وقعه * وطعن بأطراف الأسنة صائب
فيا خير جيش للعراق وأهله * سقيتم روايا كل أسحم ساكب
فلا تبعدن فرساننا وحماتنا * إذا البيض أبدت عن خدام الكواعب
فان تقتلوا فالقتل أكرم ميتة * وكل فتى يوما لإحدى النوائب
١٥١٢: أبو محمد عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف
ابن زهرة القرشي الزهري.
أنشد له المرزباني في معجم الشعراء:
بنو هاشم رهط النبي وعزتي * وقد ولدوني مرتين تواليا
ومثل الذي بيني وبين محمد * أتاهم بودي معلما ومناديا
١٥١٣: عبد الرحمن بن ذؤيب الأسلمي.
قال يوم صفين أورده نصر:
ألا أبلغ معاوية بن حرب * أما لك لا تنيب إلى الصواب
أكل الدهر مرجوس لغير * تحارب من يقوم لدى الكتاب
فان نسلم ونبق الدهر يوما * نزرك بجحفل شبه الضباب
يقودهم الوصي إليك حتى * يردك عن غواة وارتياب
وإلا فالتي جربت منا * لكم ضرب المهند بالدؤاب
١٥١٤: عبد الرحمن بن كلدة.
قتل مع علي ع بصفين روى نصر بن مزاحم في كتاب
صفين بسنده عن عبد الرحمن بن حاطب قال خرجت التمس أخي سويدا
في القتلى بصفين فإذا رجل قد أخذ بثوبي صريع في القتلى فالتفت فإذا بعبد
الرحمن بن كلدة فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون هل لك في الماء قال لا حاجة
لي في الماء قد انفذ في السلاح وخرقني ولست أقدر على الشرب هل أنت
مبلغ عني أمير المؤمنين رسالة فأرسلك بها قلت نعم قال إذا رأيته فاقرأ عليه
مني السلام وقل يا أمير المؤمنين احمل جرحاك إلى عسكرك حتى تجعلهم من
وراء القتلى فان الغلبة لمن فعل ذلك لم أبرح حتى مات فاتيت عليا فقلت له
إن عبد الرحمن بن كلدة يقرأ عليك السلام قال وعليه السلام أين هو قلت
قد والله يا أمير المؤمنين أنفذه السلاح وخرقه فلم أبرح حتى توفي فاسترجع
وأبلغته الرسالة فقال صدق والذي نفسي بيده فنادى منادي العسكر ان
احملوا جرحاكم إلى معسكركم ففعلوا.
١٥١٥: عبد الرحمن بن بشير التغلبي الكوفي مولاهم.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع والظاهر أنه
ليس بشير أو بشر بن إسماعيل بن عمار بن حيان التغلبي كما يظهر من
رجال الطباطبائي حيث عده من آل حيان ومر أحمد بن بشير أن ظاهر كلام
أهل الرجال وقول جش في إسحاق بن عمار وهو في كبير من الشيعة
استقامة جميعهم وسلامة مذهبهم.
١٥١٦: الشيخ أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع الهاشمي
الواسطي.
كان من أجلة علماء عصره ويظهر من أواخر كتاب الاحتجاج من
البحار نقلا عن خط الشيخ محمد بن علي الجباعي جد البهائي نقلا عن خط
الشهيد ان الشيخ عبد الرحمن هذا يروي عن السيد الأجل شمس الدين أبو
علي فخار بن معد الأحاديث المسندة عن الرضا ع في منزل الشيخ بقرى
واسط قال الشهيد وقد رأيت خطا له بالإجازة وهو يروي عن أبي الحسن
علي بن أبي سعيد محمد بن إبراهيم الخباز الأزجي لقراءته عليه عشر صفر
سنة ٥٥٧ عن الشيخ أبي عبد الله الحسين بن عبد الملك بن الحسين الخلال
لقراءة غيره عليه وهو يسمع يوم الجمعة رابع صفر سنة ٥١٣ عن الشيخ أبي
أحمد حمزة بن فضالة بن محمد الهروي بهراة عن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم
ابن محمد بن عبد الله بن يزداد بن علي بن عبد الله الرازي ثم البخاري
ببخارى قرأه عليه في داره في صفر سنة ٣٩٠ قال حدثنا أبو الحسن علي بن

(١) أبو إسحاق كتبه المختار.
(٤٦٣)

محمد بن مهرويه القزويني بقزوين قال حدثنا داود بن سليمان بن يوسف بن أحمد
الغازي قال حدثنا علي بن موسى الرضا ع عن أبيه عن آبائه ع
بأسمائهم في كل سند إلى رسول الله ص الايمان اقرار باللسان ومعرفة
بالقلب وعمل بالأركان.
١٥١٧: أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول
الله ص.
قد مضى في حرف الألف مدح آل أبي رافع عموما وعبد الرحمن هذا
قد روى الحديث ذكره النجاشي في سند رواية هكذا حدثني أبو محمد عبد
الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع وفي أسد الغابة في ترجمة إبراهيم
أبي رافع ساق سند حديث عن حماد بن سلمة عن عبد الرحمن بن أبي رافع
عن عمته سلمى عن أبي رافع عن رسول الله ص وذكر تعدد الغسل في
الطواف على النساء. وفي تهذيب التهذيب عبد الرحمن ابن أبي رافع ويقال
ابن فلان ابن أبي رافع روى عن عبد الله بن جعفر عن عمه عن أبي رافع
وعن عمته سلمى عن أبي رافع وعنه حماد بن سلمة قال إسحاق بن منصور
عن ابن معين صالح له عند ت في التختم باليمين وآخر حديث في دعاء
الكرب وعند الباقين حديث في تعدد الغسل للطواف على النساء. اه‍
وعلم مما ذكره النجاشي أن أبا رافع جد أبيه لا أبوه كما في تهذيب التهذيب
ولا جده كما نسبه إلى القيل.
١٥١٨: أبو الدر عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي المحاسن الرومي الأصل مولى
منصور الجيلي البغدادي التاجر.
كان اسمه ياقوتا كأسماء المماليك فتسمى بعبد الرحمن ترفعا وتفوقا.
نشأ عبد الرحمن ببغداد وحفظ القرآن الكريم، وشدا طرفا حسنا من
العربية وتفقه على مذهب الإمام الشافعي بالمدرسة النظامية وقال الشعر
الرقيق الرائق الألفاظ الرائع المعاني وأكثر منه في فن الغزل والتصابي وذكر
الحب والغرام، وراق شعره الناس وراق للنفوس الطربة وتحفظه الناس
وتناقله الرواة، وغنى به المغنون، وكان قارئا للقرآن العزيز مشغوفا بمذهب
الشيعة الإمامية والتعصب لهم كثير المحبة لأهل البيت ع، سير
فيهم قصائده فانتشرت في البلدان وأكثر من مدحهم وكان مع ذلك حفظ
النوادر والغرائب ويحاضر ويذاكر بالاشعار وملح الحكايات، وكان عزبا لم
يتزوج قط. توفي يوم السبت رابع عشر جمادي الأول سنة اثنتين وعشرين
وستمائة، وقد وجد في بيته ببغداد ميتا. ومن شعره يمدح أهل البيت ع
دعا عذلي وكفا من ملامي * فعذل عواذلي يغري غرامي
وكيف يرام صرفي عن هداة * بهم عرف الحلال من الحرام
ليوث كريمة وغيوث محل * بدور هدى مصابيح الظلام
بهم في يقظتي شغفي ووجدي * وذكرهم سميري في منامي
إذا ما شئت ان تمسي وتضحي * عريا عن ذنوبك والآثام
فزر بمدينة الزوراء موسى الامام * بن الإمام بن الإمام
وأم بأرض سامرا وطوس * قبور أئمة عز كرام
وقف بالطف وابك بكربلاء * على ظمآنها والماء طامي
وعذ من كل نائبة وخطب * بحب أبيهم البطل الهمام
وحي بيثرب أجداث قوم * هم خير البرية والأنام
فما خابت مساعي مستجير * تمسك منهم ذيل الذمام
١٥١٩: الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين المفيد.
النيسابوري الخزاعي نزيل الري شيخ الأصحاب في الري حافظ
واعظ ثقة جليل القدر سافر في البلاد شرقا وغربا اخذ الحديث عن المؤلف
والمخاف له صنفات منها ١ سفينة النجاة في مناقب أهل البيت عليهم
السلام ٢ العلويات ٣ الرضويات ٤ الآملي ٥ عيون الاخبار ٦
مختصرات المواعظ والزواجر والآداب وهو والد الشيخ أبي الفتوح الرازي
الحسين بن علي بن محمد بن أحمد قرأ على السيدين والشيخ الطوسي وسالار
وابن البراج والكراجكي وغيرهم.
١٥٢٠: عبد الرحمن بن حامد الخوافي.
أورد ابن شهرآشوب في المناقب قوله:
سلام على نفس هي الآية الكبرى * وشخص هو المجد المنيف على الشعري
هو الدين والدنيا نوره كذا سرى متى * تحصل لك الأولى وتحصل لك الاخر
١٥٢١: عبد الرحمن بن نصر الله الرضوي.
ولد في شعبان سنة ١٢٦٨.
عالم فاضل أول المدرسين بالمشهد الرضوي في الفقه والأصول
والمعقول له حواش وتعليقات على المعالم والشوارق وتذكرة الخضري وتحرير
أقليدس وله شرح رسالة والده في العروض وكتاب تاريخ علماء خراسان إلى
غير ذلك.
١٥٢٢: أبو النجيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكريم الكرخي.
كان حيا سنة ٥٢٨.
وجدنا خطه على كتاب عنوان المعارف وذكر الخلائف للصاحب
إسماعيل بن عباد بما صورته نسخ منه أبو النجيب عبد الرحمن بن محمد بن
عبد الكريم الكرخي في شهور سنة ثمان وعشرين وخمسمائة بلغ مناه في
آخرته ودنياه. ووجدنا خطه أيضا على كتاب عجائب احكام أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب ص رواية محمد بن علي بن إبراهيم بن
هاشم عن أبيه عن جده عن محمد بن الوليد عن محمد بن الفرات عن
الأصبغ بن نباتة بما صورته: نسخ منه أبو النجيب الكرخي في شهور سنة
ثمان وعشرين وخمسمائة.
واستظهرنا تشيعه من نقله من كتاب عجائب احكام أمير المؤمنين
ومن كونه كرخيا وأهل الكرخ شيعة. وذكر ابن الأثير في حوادث سنة ٥٢٩
انه لما قتل المسترشد وبويع الراشد بايع له الشيخ أبو النجيب ووعظه وبالغ
في الموعظة اه‍ ويوشك ان يكون أبو النجيب هو هذا لموافقة الطبقة والله أعلم.
١٥٢٣: عبد الرحمن بن حنبل حليف بني جمح الصحابي.
أورد له عبيد الله بن عبد الله السد آبادي في كتاب المقنع قوله يوم
السقيفة.
لعمري لئن بايعتموا ذا حفيظة * على الدين معروف العفاف موفقا
عفيفا عن الفحشاء ابيض ماجدا * صدوقا وللجبار قدما مصدقا
أبا حسن فارضوا به وتبايعوا * فليس كمن فيه لذي العيب مرتقى
(٤٦٤)

عليا وصي المصطفى ووزيره * وأول من صلى لذي العرش واتقى
رجعتم إلى نهج الهدى بعد زيغكم * وجمعتم من شمله ما تمزقا
وكان أمير المؤمنين ابن فاطم * بكم ان عرى خطب أبر وأرفقا
١٥٢٤: عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف المعروف
بابن العتائقي.
هو معاصر للشهيد، فاضل عالم محقق مدقق فقيه متبحر في طبقة
الشهيد الأول وفي الرياض شارح نهج البلاغة وله ميل إلى الحكمة
والتصوف ولكن اخذ أصله من شرح ابن ميثم كما يظهر من شرحيهما يروي
عن الزهدري وروى عنه السيد بهاء الدين عبد الحميد النجفي وأورده
في كتاب السلطان المفرج عن أهل الايمان ومدحه جدا.
له كتاب الأماقي شرح كتاب الايلاقي للفيلسوف زين الدين أبي
حفص عمر بن سهلان الشهير منه نسخة في الخزانة الغروية بخط الشارح
فرع منه بالمشهد الشريف المقدس الغروي يوم الأحد ثامن عشرين المحرم
سنة ٧٥٥ وعلى آخر النسخة ما صورته رأينا فضل مولانا وسيدنا وشيخنا
الامام الأعلم الأكمل الأفضل الأحسن الاجل مفخر العلماء ملاذ الفضلاء
مقتدي طوائف الأمم مقتدي علماء العرب والعجم مبين المعضلات وموضح
المشكلات وارث السلف الذي لنا فيه عن غيره من العلماء نعم الخلف ظهير
الملة والدين جمل الله هذا الوجود بدوام أيامه ولا زالت الفقراء في فضله
وانعامه فاق فضل العلماء بما أرانا من ملح عباراته مما أودعه في مطولاته
ومختصراته من جميع مصنفاته ولقد رأينا قطرة من بحره عم نفعها وشملت
بركتها وظهر بها مشكلات هذا الكتاب ووضح بها ما أشكل منه مع
الطلاب في هذه الأوقات اليسيرة التي أيد فيها من رب الأرباب وهو عبرة
لذوي الألباب نفعنا الله به وادام ظله على سائر المسلمين وجبر الله به فقراء
المؤمنين ولا زال ركنا للعلماء والمتعلمين بمحمد وآله وعبده الأصغر ومحبه
الأكبر محمد بن جعفر النباطي.
وعلى النسخة أيضا في هذه السنة احترقت الحضرة الغروية صلوات
الله على مشرفها وعادت العمارة لأحسن منها في سنة ٦٠ اي سنة ٧٦٠
وعليه أيضا ما صورته:
اعرف ان المولى العالم الفاضل الكامل مفخر الفضلاء في الزمان
مسيح الدوران ظهير الملة والدين عبد الرحمن بن العتايقي أدام الله فضله
ابتدأ في شرح هذا الكتاب يوم ١١ من ذي الحجة سنة ٧٥٤ وفرع منه يوم
الأحد. الثامن والعشرين من المحرم الحرام سنة ٧٥٥ ومحبه ومعتقده
حسين بن محمد ولابن العتايقي شرح ديوان المتنبي بخطه منه نسخة في
الخزانة الغروية في جزئين وله شرح صفوة المعارف في شرح منظومة سعد بن
علي الحظيري في الكلام منه نسخة بخط الشارح في الخزانة الغروية فرع منه
سنة ٧٨٦ وله الحدود النحوية والمآخذ على الحاجبية منه نسخة بخطه في
الخزانة الغروية وله البسط والبيان في شرح تجريد الميزان منه نسخة بخطه في
الخزانة الغروية وله تجريد النية من الفخرية منه نسخة في الخزانة الغروية
والفخرية رسالة مشهورة في العبادات لفخر المحققين جرد منها المترجم نية
العبادات كلها وله كتاب الشهدة في شرح الزبدة وهي زبدة الادراك في علم
الأفلاك للخواجة نصير الدين الطوسي وله كتاب التصريح في شرح التلويح
في الطب منه نسخة بخطه في الخزانة الغروية فرع منها في سرار شعبان سنة
٧٧٤ بالمشهد المقدس الغروي.
وله الارشاد في معرفة الابعاد شرح لكتاب الخواجة نصير الدين
الطوسي منه نسخة في الخزانة العلوية فرع من تسويدها آخر نهار الأربعاء
عشرين المحرم سنة ٧٨٨ بالمشهد المقدس الغروي وله شرح رسالة في
الدلالة للمولى الامام للعالم أفضل المتأخرين فخر الملة والدين أبي الحسن
علي بن محمد البندهي المعروف بابن البديع. كما كتب على ظهرها منها
نسخة في الخزانة الغروية وعليها شرح للمترجم بخطه وله الرسالة الفارقة
والملحة الفائتة بخطه في الخزانة الغروية
وله المنتخب وتعداد فرق المسلمين وله المنتخب في الخزانة الغروية في المعاني والبيان والبديع والرسالة المفردة في
الأدوية المفردة والدر المنتخب من لباب الأدب في علم البلاغة.
وله كتاب اختيار حقائق الخلل في دقائق الحيل أصله لغيره وقد
اختاره. شرح نهج البلاغة الصالح المختار من الخرائج والجرائح.
مختصر الجزء الثاني من كتاب الأوائل للعسكري. كتاب الأعمار. كتاب
الأضداد في اللغة مختصر تفسير علي بن إبراهيم وشرحه لنهج البلاغة وجد
على ظهره خطه بتاريخ ٨٧٦ اختاره من أربعة شروح شرح ابن ميثم وشرح
القطب الكيدري وشرح القاضي عبد الجبار الامامي وشرح ابن أبي الحديد
وينقل في هذا الشرح عن السيد فضل الله الراوندي حل بعض الخطب
وتاريخ فراغه في شعبان سنة ٧٨٠.
وله شرح الفصول الايلافية في كليات الطب والمئن مأخوذ من
الكتاب الأول من القانون لتلميذ الشيخ الرئيس صاحب القانون السيد
شرف الدين حمد بن يوسف الايلافي.
وله كتاب الأوليات مختصر كتاب الأوائل لأبي هلال العسكري.
١٥٢٥: عبد الرحمن بن عيسى بن حماد الهمذاني.
توفي سنة ٣٢٧
كان كاتب عبد العزيز بن أبي دلف العجلي له كتاب الألفاظ الكتابية
طبع في بيروت وفي مصر.
١٥٢٦: الميرزا عبد الرحمن المدرس الأول في العتبة المقدسة الرضوية والمدرسة
الفاضلية ابن الميرزا نصر الله الفارسي.
ولد ليلة ١٢ شعبان سنة ١٢٦٨ في شيراز.
قرأ في شيراز في العلوم العقلية والنقلية على والده وعلى ميرزا محمد
المدرس من فحول تلاميذ الفيلسوف الحاج ملا هادي وحضر مجلس الرئيس
الاجل الشيخ محمد رحيم وبعد وفاة والده صار مدرسا بالمشهد المقدس
الرضوي كما كان والده له مصنفات مفيدة منها ١ تعليقات على معالم
الأصول ٢ حواشي على شوارق الالهام ٣ حواشي على تذكرة الخضري
الخفري ٤ حواشي على تحرير أقليدس ٥ شرح رسالة العروض لوالده
٦ كتاب في زكاة الفطرة ٩ رسالة القمرية في علم الحروف ٨ كتاب
في تاريخ رجال خراسان المتأخرين جمع فيه تاريخ مائتي سنة وله حق عظيم
على كافة المتأخرين وبيوتات السلف.

(١) في النسخة المطبوعة ابن عبد الرحمن وهو غلط من النساخ والذي في نسخة قديمة مخطوطة
كتبت في عسر المؤلف بخط علي بن منصور بن حسين المزيدي عبد الرحمن من المسبب بدون
لفظ بن قبل عبد الرحمن: - المؤلف -.
(٤٦٥)

١٥٢٧: عبد الرحمن بن محمد بن علي الجواني.
له كتاب التحفة في الأدعية ينقل عنه السيد علي بن طاووس في
الاقبال كثيرا والكفعمي في حواشي البلد الأمين وقد يعبر عنه بتحفة المؤمن
كما عن الرياض وغيره كما في آخر البلد الأمين.
١٥٢٨: عبد الرحمن بن المسيب الفزاري.
كان من أصحاب علي ع حكى ابن أبي الحديد في شرح
النهج عن كتاب الغارات لإبراهيم بن سعد بن هلال الثقفي انه لما قتل
محمد بن أبي بكر بمصر قدم على علي ع عبد الرحمن بن المسيب
الفزاري من الشام وكان عينا لعلي ع بالشام لا ينام فأخبره انه لم
يخرج من الشام حتى قدمت البشرى من قبل عمرو بن العاص يتبع بعضها
بعضا بفتح مصر وقتل محمد بن أبي بكر حتى أذن معاوية بقتله على المنابر
وقال يا أمير المؤمنين ما رأيت قوما قط سروا مثل سرور أهل الشام حين
اتاهم قتل محمد بن أبي بكر فقال علي ع اما ان حزننا على قدر
سرورهم لا بل يزيد أضعافا.
١٥٢٩: مولانا عبد الرحمن المشهدي.
توفي سنة ١٢٩٢ في المشهد المقدس الرضوي ودفن في دار التوحيد
كان شيخ الاسلام في المشهد الرضوي في عهد فتح علي شاه القاجاري ولما
جاء رئيس الفقهاء الميرزا مسيح الطهراني إلى المشهد قرأ المترجم عليه في
الفقه والأصول.
١٥٣٠: أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش المروزي ثم
البغدادي.
توفي سنة ٢٨٣.
قال البهبهاني في التعليقة يعتمد عليه ابن عقدة ويستند إليه قال ابن
عقدة سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يقول داود بن عطاء المدني
ليس بشئ.
وذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ فقال البارع الناقد سمع عبد
الجبار بن العلاء المكي وخالد بن يوسف السهمي وعمر بن علي الفلاس
وعلي بن خشم وأبا عمير بن النحاس وأبا التقي هشام بن عبد الملك
الحمصي ونصر بن علي وطبقتهم ما بين مصر إلى خراسان. حدث عنه أبو
سهل القطان وأبو العباس بن عقدة وبكر بن محمد الصيرفي وغيرهم وقال
أبو نعيم ما رأيت احفظ من ابن خراش.
١٥٣١: عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد بن حبان.
بمهملة وتحتانية ابن أبجر بموحدة وجيم بوزن احمر الكوفي أبو بكر بن
شيبه مات سنة ٨١.
في الفهرست أبو بكر بن شيبة له كتاب الصلاة وكتاب الفرائض
رواهما ابن حصين عنه اه‍ ولم يذكر اسمه وعن التقريب لابن حجر أبو
بكر بن شيبة اسمه عبد الرحمن وذكر في الأسماء ما ذكرناه إلى قوله الكوفي
وقال ثقة من كبار التاسعة مات سنة ٨١.
١٥٣٢: السيد عبد الرحيم بن إبراهيم الحسيني اليزدي.
من تلاميذ الشيخ مرتضى الأنصاري له الدرة العلوية أو الغروية في
العترة الفاطمية وله دلائل الشرف في معرفة الاشراف من ولد عبد مناف وله
كتاب اكمال الحجة وايضاح المحجة في شرح حديث الحديقة عن كميل بن
زياد وله منتهى المقال واللوائح اللاهوتية وغفلة المستغفل وغيرها.
١٥٣٣: السيد الأمير عبد الرحيم بن محمد الحسيني الجرجاني.
له التحفة الشاهية في الفقه في مشهد السيد عبد العظيم الحسني سنة
٩٧٨ فلعله منسوب إليه لأنه يعرف بالشاه عبد العظيم.
١٥٣٤: الشيخ عبد الرحيم بن آقا عبد الرحمن الكرمنشاهاني.
ولد في كرمنشاه ذي القعدة سنة ١٢٢٣ وتوفي في جمادي الأولى سنة
١٣٠٥ في كرمنشاه.
قرأ على الشيخ حسن ابن الشيخ جعفر صاحب كاشف الغطاء وبعد
وفاته على صاحب الجواهر وأغلب تلمذته على الشيخ حسن قال في حقه
الملا محمد الإيرواني بحر العلم المتلاطم بالفضائل أمواجه وفحل الفضل
الناتجة لديه أفراده وأزواجه طود المعارف الراسخ اه‍ يروي بالإجازة عن
صاحب الجواهر ويروي أيضا عن الشيخ علي ابن الشيخ محمد ابن صاحب
الجواهر عن جده صاحب الجواهر ويروي بالإجازة عن السيد علي صاحب
البرهان القاطع عن شيخه صاحب الجواهر عن مشايخه.
له من المؤلفات لمعات الأنوار في فقه أهل البيت الأطهار رأينا منه
ثلاث مجلدات في العبادات والمعاملات عند ولده الشيخ هادي في كرمنشاه
وله شرح على منظومة الطباطبائي سماه كشف الاسرار ورفع الأستار رأينا
منه خمس مجلدات عند ولده المذكور وله عدة رسائل أخرى وله مجمع المسائل
في عدة مسائل فقهية وأصولية وله شرح منظومة السيد مهدي القزويني في
الأصول شرحا وافيا.
وله رسالة في صلح المطلقة رجعيا عن حق رجوع الزوج وفي رجوع
المختلعة بالبذل بعد تزوج الخالع بأختها أو بالخامسة وفي انه هل يجوز تزوج
أخت المتمتع بها بعد انقضاء مدتها في أثناء العدة ورسالة في استعمال أواني
الذهب والفضة ورسالة في كيفية زيارة العاشوراء وله كتاب دقائق الأصول
في مجلد.
١٥٣٥: ابن الإخوة الشيخ الامام جمال الدين أبو الفضل
عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن خالد الشيباني البغدادي
العطاء نزيل أصفهان.
توفي بشيراز ١٣ شعبان سنة ٥٤٨.
ابن الإخوة الظاهر أنه بضم الهمزة والخاء وتشديد الواو ولم أر من
فسره، ويمكن أن يكون المراد به أن اخوته صادقة أو نحو ذلك وجاء ذكر
هذه اللفظة في الدرر الكامنة ج ٤ ص ١٦٨ في ترجمة محمد بن أحمد بن أبي
زيد بن الإخوة القرشي وكونه من عشيرة المترجم ينافيه نسبته بالقرشي.

(١) مطلع الشمس.
(٤٦٦)

وبنو الإخوة من بيوتات العراق العربية المشهورة في أواخر العصر العباسي.
أقوال العلماء فيه
كان عالما فاضلا محدثا مفسرا نحويا أديبا شاعرا عالما بأحوال الشيوخ
وأنسابهم مشاركا في العلوم كثير الشيوخ والتلاميذ قرأ على جماعة من مشاهير
العلماء وتخرج عليه جماعة من أكابرهم جوالا في الآفاق في طلب العلم
متنقلا في البلدان في طلب الحديث فمن بغداد إلى أصفهان إلى كاشان إلى
خراسان والري وطبرستان وشيراز فتوفي بها. ووصفه صاحب المعالم في
اجازته بالامام وكذا غيره.
ولد ببغداد ونشأ بها ودرس الأدب وسمع الحديث على الشيوخ وتعلم
الخط الجيد وسافر في طلب الحديث وأقام بأصفهان أربعين سنة ونظم نظما
فائقا ونثر نثرا بديعا ويدل على معرفته بالأنساب ما في أنساب السمعاني في
الغربي أنها نسبة إلى محلة ببغداد مما يلي الشط يقال لها باب الغربية تلاصق
دار الخلافة منها أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله ابن البطر القاري
الغربي هكذا كان ينسبه لنا أبو الفضل عبد الرحيم بن أحمد بن الإخوة
البغدادي. وورد كاشان سنة ٥٤٦ فقرأ عليه بها السيد الإمام ضياء الدين
فضل الله بن علي بن عبد الله الراوندي كما ذكره ولده السيد عز الدين علي
بن ضياء الدين فضل الله في بعض إجازاته.
ذكره العماد الكاتب في كتابه خريدة القصر في أدباء العصر فقال كما
حكي عنه على عادة ذلك العصر في التسجيع: أبو الفضل عبد الرحيم بن
أحمد بن محمد بن إبراهيم ابن الاخوة العطار الملقب بجمال الدين الاجل
الامام الأوحد أفضل الاسلام جمال الدين أبو الفضل عبد الرحيم الخ أوحد
الدهر وأفضل العصر خصه الله بالعلم الكامل والأدب الشامل أعجوبة
العراق وجوابة الآفاق ضنت بمثله الأعصار وطنت بذكره الأمصار فوائده
فرائد حسنات الزمان وقصائده قلائد تقلدها الثقلان تود الشعرى إنها شعار
شعره والنثرة إنها نثار نثره سحبان يسحب ذيل الفكاهة من فصاحته وحسان
غير محسن في حلبة بلاغته جمع بين لطافة بغداد وصحة هواء جي أفاضل
العصر تلامذة علمه وأماثل الدولة مهتدون بنجمه. أما الحديث فإنه سابق
فرسانه. وأما التفسير فهو فارس ميدانه. وأما النحو فهو بدر طالع في
أفقه. وأما الأدب فهو شمس تطلعت من شقه يكاد شعره من اللطافة
يذيب القلب القاسي ونثره من السلاسة يؤب معه الجبل الراسي له من
جزالة البداوة طلاوة وعليه من حلاوة الحضارة علاوة معانيه أدق من السحر
الحلال وألفاظه أرق من الماء الزلال اه‍. وذكره صاحب فوات الوفيات
فقال عبد الرحمن الصواب عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن
الإخوة العطار أبو الفضل سمع من أبي الفوارس طراد الزينبي وأبي الخطاب
نصر بن البطر وغيرهم وسافر إلى خراسان في طلب الحديث وسمع في
نيسابور والري وطبرستان وأصبهان وقرأ بنفسه وتصفح ما لا يدخل تحت
الحصر وكان يكتب خطا مليحا وكان سريع القراءة والكتابة قال محب الدين
ابن النجار رأيت بخطه كتاب التنبيه في الفقه لأبي إسحاق الشيرازي وقد
ذكر في آخره أنه كتبه في يوم واحد وكانت له معرفة بالحديث والأدب وله
شعر وكان يقول كتبت بخطي ألف مجلد وتوفي سنة ٥٤٨ بشيراز روي أنه
كان يقرأ معجم الطبراني ويقلب ورقتين ويترك حديثا وحديثين رواه
السمعاني عن يحيى بن عبد الملك بن أبي المسلم المكي وكان شابا صالحا
اه‍ الذهبي عبد الرحيم بن أحمد ابن الإخوة سمع أبا عبد الله
بن طلحة النعالي وغيره وكان من طلبة الحديث ببغداد وقد اتهم بتصفح
الأوراق في القراءة والله أعلم. وفي لسان الميزان بعد نقله: هذا شئ
حكاه ابن السمعاني عن يحيى بن عبد الملك بن أبي مسلم المكي ويحيى قال
أنه حضر سماع معجم الطبراني بقراءة عبد الرحيم هذا وإنه كان يتصفح
الأوراق. قلت ما أظن ذلك يثبت عنه فقد قال ابن السمعاني سمعت
بقراءته جزء من النقيب المكي فقال ربما قرأت الحديث نوبتين أو ثلاثا أشك
هل قرأته فأعيده قال أبو سعد بن السمعاني وما رأيت منه إلا الخير قلت قد
رحل المذكور فسمع بنيسابور والري وأصبهان واستوطنها ونسخ بخطه ما
يوصف كثرة وكان خطه مليحا قال ابن النجار رأيت بخطه كتاب التنبيه في
الفقه للشيخ أبي إسحاق وقد ذكر في آخره أنه كتبه في يوم واحد لابنه أحمد بن
عبد الرحيم ثم قدم بغداد فما سمعه وقال أبو مسعود كان يقول كتبت
بخطي ألفي مجلد وقال ابن السمعاني أيضا كان صحيح القراءة والنقل اه‍
لسان الميزان. وفي أمل الآمال الشيخ الإمام أبو الفضل عبد الرحيم بن
أحمد بن الاخوة البغدادي فاضل جليل من مشايخ قطب الدين الراوندي.
مشايخه
١ الشريف أبو السعادات هبة الله بن الشجري ٢ أبو شجاع
صابر ابن الحسين بن فضل بن مالك ٣ أبو الفوارس طراد الزينبي
العباسي النقيب ٤ أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر ٥ أبو عبد الله
الحسين بن طلحة النعالي ٦ السيدة التقية بنت السيد المرتضى قال
صاحب الرياض كانت فاضلة جليلة تروي عن عمها السيد الرضي كتاب
نهج البلاغة ويروي عنها الشيخ عبد الرحيم البغدادي المعروف بابن الإخوة
على ما أورده القطب الراوندي في آخر شرحه على نهج البلاغة ٧ الشيخ
أبو غانم العصمي الهروي الشيعي الامامي كما في إجازة صاحب المعالم وهو
تلميذ المرتضى الراوي عنه تصانيفه ٨ أبو الفضل محمد بن يحيى النائلي أو
الفاتكي صرح بأنه يروي عنه نهج البلاغة فيما يأتي عند ذكر تلاميذه ٩
عبد الله بن محمد الأنبوسي كما في البحار أو أبو محمد الأنبوسي عبد الله بن
علي البغدادي كما في شذرات الذهب ج ٤ ص ١٠.
تلاميذه
١ ضياء الدين فضل الله بن علي بن عبيد الله العلوي الحسني
الراوندي روى عنه كتاب خصائص أمير المؤمنين ع وكتاب
الجعفريات قال العلامة الحلي في إجازته الكبيرة لبني زهرة ومن ذلك
كتاب خصائص أمير المؤمنين لأبي عبد الرحمن السكري بالاسناد عن السيد
فضل الله قال قرأتها على شيخي عبد الرحيم عن السبخري. ومن ذلك
كتاب الجعفريات ألف حديث بالاسناد عن السيد ضياء بن فضل الله
باسناد واحد عن شيخه عبد الرحيم عن أبي شجاع صابر بن الحسين بن
فضل بن مالك ٣ قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي ذكره صاح
أمل الآمل فيما مر ونص عليه صاحب مستدركات الوسائل فعد الشيخ
عبد الرحيم البغدادي المعروف بابن الاخوة من جملة مشايخ القطب
الراوندي ٣ عماد الدين علي بن قطب الراوندي ففي إجازة صاحب
المعالم عن الشيخ علي بن قطب الدين الراوندي عن شيخه وأستاذه الامام

(١) جي بالفتح ثم التشديد اسم مدينة أصفهان القديم كما في معجم البلدان.
(٢) البحار ج ٢٥ ص ٢٧. (٣) ج ٣ ص ٤٩١.
(٤٦٧)

أبي الفضل عبد الرحيم بن أحمد ابن الاخوة البغدادي ٤ رشيد الدين أبو
الحسن علي بن محمد بن علي الشعيري ٥ سديد الدين محمد بن علي بن
محمد الطوسي قرأ عليه الأول نهج البلاغة وسمع الثاني بقراءته وكتب لهما
بخطه إجازة على ظهره أوردها صاحب الرياض في ترجمة المجيز وهذه
صورتها.
قرأ علي هذا الكتاب بأسره الشيخ الامام رشيد الدين أبو الحسن
علي بن محمد بن علي الشعيري أدام الله سعادته قراءة صحيحة وقف فيها
على معانيه وبحث عن أقصى مقصوده وأدانيه وسمع بقراءته الشيخ السعيد
سديد الدين فخر الأئمة محمد بن علي بن محمد الطوسي وصح لهما ذلك
ورويته لهما عن الشيخ أبي الفضل محمد بن يحيى النائلي عن أبي نصر عبد
الكريم بن محمد الهروي الديباجي المعروف بسبط بشر الحافي عن مصنفه
رضي الله عنه وأجزت لهما رواية هذا الكتاب عني وكذلك رواية جميع ما لي
أن أرويه عن شيوخي رحمهم الله من مسموع لي منهم ومجاز وغير ذلك من
معقول ومنقول وكتب عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن خالد
الشيباني أبو الفضل بن الإخوة البغدادي في شهر جمادي الأولى من شهور
سنة ٥٤٦ بقاشان ولله الحمد وصلواته على محمد وآله.
وللمترجم إجازة أخرى أجاز بها تلميذه الشعيري هذا وكتبها له على
ظهر كتاب الغرر والدرر للشريف المرتضى الذي كتبه المجاز بخطه وقرأه
على المترجم هذه صورتها: قرأ علي الشيخ الامام الأوحد رشيد الدين أبو
الحسن علي بن محمد بن علي الشعيري أدام الله سعادته هذا الكتاب قراءة
مطلع على حقائقه مستنبط لدقائقه وأخبرني به الشيخ أبو غانم العصمي عن
الشريف الامام علم الهدى المرتضى قدس الله روحه وأجزت له أنى رويه
عني وكذلك أجزت له أن يروي عني ما يقع إليه من مروياتي ومنقولاتي
ومقولاتي من كل ما يعتبر فيه ذلك فليقل في جميع ذلك وما أراد منه اخبرني
به وكتب عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن محمد إبراهيم بن خالد ابن
الاخوة أبو الفضل الشيباني البغدادي بقاشان في رجب من سنة ٥٤٦
والحمد لله وصلواته على محمد وآله.
شعره
من شعر قوله:
أنفقت شرخ شبابي في دياركم * فما حظيت ولا أنفدت انفاقي
وخير عمري الذي ولى وقد ولعت * به الهموم فكيف الظن بالباقي
ومن شعره قوله كما في الوافي بالوفيات:
ما الناس ناس فرح اني خلوت بهم * فأنت ما حضروا في خلوة ابدا
ولا يغرنك أثواب لهم حسنت * فليس من تحتها في حسنها حمدا
القرد قرد ولو حليته ذهبا * والكلب كلب ولو سميته أسدا
وقوله:
ولما التقى للبين خدي وخدها * تلاقي بهار ذابل وجنى ورد
ولفت يد التوديع عطفي بعطفها * كما لفت النكباء مائستي رند
وأجرى النوى دمعي خلال دموعها * كما نظم الياقوت والدر في عقد
وولت وبي من لوعة الوجد ما بها * كما عندها من حرقة البين ما عندي
وقوله:
الدهر كالميزان يرفع ناقصا * أبدا ويخفض زائد المقدار
وإذا انتحى الإنصاف عادل عدله * في الوزن بين حديدة ونضار
وقد أورد السبكي في طبقات الشافعية ج ٥ ص ٢٢١ قصيدة تبلغ
١١٢ بيتا تحتوي على مسائل كلها ألغاز ولم يذكر ناظمها وقد قيل أن ناظمها
أبو محمد النحوي عبد الله بن أحمد ابن الخشاب الحنكي وقد صرح ناظم
القصيدة فيها بأنه أرسلها إلى من أسمه عبد الرحيم ويظن انه المترجم
وأولها:
سلا صاحبي الجزع من أبرق الحمى * عن الطيبات الخرد البيض كالدمى
إلى أن يقول:
وحثا إلى عبد الرحيم ركائبا * تحاكي قسي النبع فوقن أسهما
فتى جمعت فيه الفضائل راضعا * ونال العلى من قبل أن يتكلما
حليف التقى ترب الوقار مهذب * الخلال يرى كسب المحامد مغنما
يبيت نديما للسماح معاقدا * ويصبح صبا بالمعالي متيما
له خلق كالروض غب سمائه * تضوع مسكا أذفرا وتبسما
إذا جئتماه فامنحاه تحية * ملوكية وأكبراه وأعظما
وقولا له اسمع ما نقول ولا تكن * ضجورا به مستثقلا متبرما
رأيتك في أثناء قولك معجبا * بكونك أوفى الناس فهما وأعلما
فان كنت من أهل الكتابة والتقي * بنفسك فيها لا تخاف تهضما
فما ألف من بعد تاء مريضة * مصاحبة عينا تخوفها العمى
نظن إذا الراوي غدا ناطقا بها * زمير نعام في الفلاة ترنما
وياء إذا مدت غدت غير نفسها * وصارت حديثا عن حراك مترجما
وإن قصرت كانت غرابا بقفرة * يرود لكي يلقي خليلا أو ابنما
والقصيدة كلها من هذا القبيل.
المراسلة بينه وبين السيد
فضل الله الراوندي
حكى المجلسي في البحار ج ٢٥ ص ١٥ عن خط الشيخ محمد بن
علي الجباعي جد الشيخ البهائي عن خط الشهيد الأول محمد بن مكي
قال: عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن إبراهيم البغدادي الشيباني نزيل
أصفهان كتب إليه السيد العالم الأطهر ضياء الدين فضل الله الراوندي من
قاشان إلى أصفهان:
شوقي إلى مولاي عبد الرحيم * عرض قلبي للعذاب الأليم
واعجبا من جنة شوقها * يوقد في الأحشاء نار الجحيم
فاجابه عبد الرحيم بقصيدة أورد منها الشهيد فيما حكاه صاحب
البحار عن الجباعي عنه سبعة أبيات من وسطها وأوردها العماد الأصفهاني
في الخريدة من أولها لكنه ترك بعض ما أورده الشهيد وأول القصيدة:
كم بين آرام اللوى فالصريم * من مخطف يرنو بألحاظ ريم
ذي قامة ظلت لها في جوى * تقعدني طورا وطورا تقيم
ونام لكني وحبيه لا * أنام مذ صدكما لا أنيم
وا عجبا من طرفه كيف لا * يرثي لما بي وكلانا سقيم
لم أنس إذا أضحكه موقفي * أبكي وأبكي للفراق الحميم
فلاح من دمعه ومن ثغره * دران ذا نثر وهذا نظيم
ولائم مغري بلومي وهل * يلام يا للناس غير المليم
(٤٦٨)

أتيح لكن لأخي لوعة * غرامه أضحى له كالغريم
فسامه ما ليس في وسعه * وكيف يدري بالسليم السليم
لكن دون اللوم من سمعه * وقر وشيطان هواه رجيم
بل من الدهر عاد من جوره * الأغر من آمالنا كالبهيم
لكن ما كلفني من أسى * لبعد فضل الله ما أن يريم
فقد دهاني نأيه بالذي * عادت له أم اصطباري عقيم
فان يغب أفديه عن ناظري * فهو على الناي بقلبي مقيم
أهمل سرح اللهو مني وقد * كان له مني مريح مسيم
فكاهة زينت بفضل فلا * ينكل عنها الطبع بل لا يخيم
وشاردات من معان غدت * بنات نفسي بعدها وهي هيم
لم ينسه البعد ودادي كما * لم ينسني وهو قريب مقيم
فجاد بالاحسان من نظمه * ومن نداه بالجزيل العميم
فكان أحلى موقعا إذ أتى * من ثروة أفضى إليها عديم
فاقنع بما استيسر من مخلص * زئيره للهم أضحى منيم
عجالة من خاطر برقة * بدا ولكن خلبا حين شيم
فاعذر وقلدني بها منة * مقرونة منك بطول جسيم
ومن جملة الأبيات السبعة المشار إليها ثلاثة أبيات تركها العماد
وأوردها الشهيد وهي قوله:
كل حميد وجميل إذا * قيس به يوما ذميم دميم
سل عنه راوند فان أنكرت * فاسال به البطحاء ثم الحطيم
وهل أتى فاسال تجد ناطقا * عن ضضئ المجد وبيت حميم
ومن شعره قوله يمدح الصاحب نصير الدين محمود بن توبة وزير
السلطان سنجر بن ملكشاه السلجوقي كما عن خريدة القصر:
خل الظلام لأيدي الضمر القود * يهتكن ما أنبت من أثوابه السود
هن المطايا فان قلدتهن هوى * ألقت إليك الأماني بالمقاليد
الليل والناجيات الضمر أخلق بي * إذا تصاريف أزماني خنت عودي
وللقواضب مني هبة وسمت * بهن ما أزور من هام الصناديد
قرع الظبى بالظبى أشهى لسامعتي * كن مسمع خنث الألفاظ غريد
ما للهويني وما لي والعزائم قد * آذن مني بانجاز المواعيد
بيني وبين العلى شاو ربطت به * عزما بقطع أنفاس المجاهيد
والاعجبان وأحوال الورى عجب * غمر معنى وحر غير مكدود
ومنتشين على الأكوار رنحهم * سكر الكرى لا مجاجات العناقيد
إذا اطمانت بهم أرض نبت بهم * حاج تلاعب بالمهرية القود
شاموا بروق الغنى واشتف أنفسهم * تطلع نحو لا باس ولا جود
حتى أطباهم وقد كلت عزائمهم * ندى الوزير نصير الدين محمود
صدر أعار الليالي حسن سيرته * فأحسنت بعد ترنيق وتصريد
وعم بالعدل أكناف البلاد فلم * تخش النقاد ظلاما صولة السيد
لين السجايا وفي أثنائها شرس * الماء والنار يكتنان في عود
والمرء والسيف ما لم يبديا اثرا * حي كميت ومسلول كمغمود
تفضي السحائب أن قيست بنائله * وهل يقايس معدوم بموجود
يا ابن الأكارم والشم الخضارم * والغلب الأجاويد والغر الأماجيد
ملكت رق الليالي وهي ذابلة * أفنانها فأعدت الماء في العود
وعاد من كان في أثواب مسكنة * بسيب كفك في أثواب محسود
آمنت حتى تناسى الناس ظلمهم * وجدت حتى تحاموا كل مرفود
ولذ مدحك حتى كاد من طرب * تلقي إليك الليالي بالأناشيد
خفض عليك فان السعد أيسر ما * رام انتصارا لجد منك مسعود
واهتف بدهرك واستنهض حوادثه * تبطش بهم قبل إنذار وتهديد
قد يطرق الصل لا عن رهبة فإذا * ما صال غادر أمرا غير معهود
نداك والأفق مغبر هيادبه * أروى لعافيك من وطف المراعيد
كما يراعك والهيجاء كالحة * يغني عن السمهريات الأماليد
إذا اعتلى صهوة القرطاس ضاحكة * آثارك البيض في آثاره السود
فدم بما يكمد الأعداء مغتبطا * يفضي بك السعد من عيد إلى عيد
ترجى وتخشى وتبلي الدهر مكتسيا * ثوبا من العز مقرونا بتجديد
وخذ بثاري من ريب الزمان فقد * والله أقصدني يا خير مقصود
ومن نثر المترجم كتاب بعث به إلى السيد ضياء الدين فضل الله
الراوندي: أطال الله بقاء المجلس الأسمى الأجلي السيدي الأميري
الامامي الضيائي وادام علوه في سعادة متواصلة الاماد متلاحقة الامداد وانا
ان صدفتني العوائق عن النهوض بواجب خدمته والاستقلال بمفترضات
سنته فاني مثابر على أدعيتي لتلك الحضرة العالية وإليها آتية لا أزال على
العلات أعيدها وأبديها مدفوع مع ذلك إلى تردد جيرتي وتلدد بلدتي وذلك
اني إذا استنبت التقصير خجلت وإذا اعتراني الخجل قصرت وتلك خطة لا
يجد القلم معها تمالكا ولا الخاطر عندها تماسكا فاعدل إلى معاتبة المقدار
وأتجاوز في تعنيفه المقدار واقف في التشوير بين الباب والدار هذا اما انا فكما
علمت فكيف أنت وكيف حالك يضحي ادكار ك مؤنسي ويتقلب في عيني
خيالك بل لا كيف بان الثناء بحمد الله رائع والخير في الأطراف شائع
بانتظام الأمور لديه والقاء المآرب مقاليدها إليه.
١٥٣٦: الميرزا عبد الرحيم.
ذكره جامع ديوان السيد نصر الله الحايري فقال وله يمدح المهذب
الكريم أستاذه الاجل الميرزا عبد الرحيم.
عالم فاضل أديب شاعر جليل القدر في العلم اخذ عنه السيد
نصر الله الحايري ومدحه السيد بقوله:
عبد الرحيم الفاضل المقتدي * محيط بحر العلم غيث الندى
مأوى النهى المفضال من نظمه * كالروض حياة سقيط الندى
بل هو كالعنبر في طيبة * بل هو الدر إذا نضدا
بل هو في اللطف كنفح الصبا * بل هو كالنجم بعيد المدى
تحريره يبهر اقليدسا * تقريره يروي ويجلو الصدى
وحكمة الاشراق في وجهه * لأنه كالشمس مهما بدا
لا زال روض العلم يزهو به * ودمنة الجهل تشكي الصدا
١٥٣٧: المولى عبد الرحيم بن علي الأصفهاني.
من المدرسين ومراجع الاحكام بأصفهان ومن تلاميذ شريف العلماء
قرأ عليه الشيخ محمد بني التويسركاني الطهراني مصنف لئالي الاخبار
وللمترجم حقائق الأصول طبع في حياته سنة ١٢٨٦.
١٥٣٨: الشيخ الجليل عبد الرحيم بن يحيى بن الحسين.
البحراني له جامع الشعارات في فنون الدعوات وعن الرياض انه
(٤٦٩)

ينقل فيه عن النهج القويم للشيخ ليث البحراني الذي هو من متأخري علماء
البحرين وانه اخذ أكثر ما فيه عن كتب ابن طاووس وكتب المصابيح للشيخ
الطوسي وغيره.
١٥٣٩: المولى عبد الرحيم الأصبهاني.
المجاور بالحائر الحسيني.
توفي في عشر الستين بعد المائة والألف.
في ذيل إجازة السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري
كان عالما ذكيا مقبولا رأيته بالمشهد وتفاوضنا في بعض المسائل له رسالة في
شرح حديث الحقيقة وكان امام الجماعة في المسجد.
١٥٤٠: الميرزا عبد الرحيم بن آقا جعفر بن المولى محمد باقر بن محمد مؤمن
الخراساني السبزواري.
في ذيل إجازة السيد عبد الله بن نور الدين الجزائري كان عالما فقيها
اجتمعت به في أذربيجان سنة ١١٤٨ وقد ولي قضاء أصبهان ثم اجتمعت
به في اعمال قزوين وهو متوجه إلى الحضرة السلطانية سنة ١١٥٤ ثم عاد
إلى أصبهان وصار شيخ الاسلام إلى أن توفي.
١٥٤١: السيد عبد الرحيم ابن السيد عبد الله ابن السيد بادشاه الحسيني نزيل مكة
المعظمة.
له تحفة النجباء في مناقب أهل العباء كتبه لبعض شرفاء مكة. عن
الرياض انه حسن جيد مشتمل على طرائف الاخبار في المناقب من العامة
والخاصة وذكر فيه ان جده السيد بادشاه عرب كتاب فصل الخطاب في
فضائل الآل والأصحاب تصنيف الخواجة محمد بارسا ذكره في الرياض في
قسم الخاصة واحتمل كونه من العامة.
١٥٤٢: الميرزا عبد الرحيم النهاوندي النجفي.
توفي في طهران سنة ١٣٠٤ ودفن في قم في بعض حجرات الصحن
الجديد من مشاهير علماء النجف اخذ عن الشيخ مرتضى الأنصاري وانفرد
في النجف للتدريس وكان ردي التعبير اخذ عنه جماعة منهم الحاج ميرزا علي
تقي سبط السيد محمد المجاهد والسيد محمد طباطبائي والحاج ميرزا مهدي
كلستانه ثم خرج إلى طهران وكان ضعيف الحال فعهد إليه الحاج ملا علي
الكني بالتدريس في مدرسة محمد حسين خان المروي مشهور في الآفاق في
علم الأصول والفقه متفق على زهده وتقواه قال ولده الشيخ محمد في ترجمة
أبيه المذكور انه في أول عمره اشتهر بحسن الخط حتى بلغ الكمال فيه
فتوجه إلى تحصيل العلوم الدينية وقطع علائق الدنيا الدنية فسافر من وطنه
إلى بلوجرد فقرأ على علمائها ثم سافر إلى النجف فقرأ على صاحب الجواهر
إلى أن توفي فقرأ بعده على الشيخ مرتضى الأنصاري وبعد ان أقام في
النجف نحو ثلاثين سنة سافر لزيارة المشهد الرضوي وعند رجوعه ومروره
بطهران أقام بها باصرار جماعة من فضلائها وعلمائها وبقي بها نحو اثنتي
عشرة سنة يدرس في المدرسة الفخرية إلى أن توفي.
١٥٤٣: الشيخ عبد الرحيم التستري النجفي.
ابن الشيخ محمد علي ابن الشيخ محمد حسين ابن الشيخ عبد الكريم
ابن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ محمد تقي ابن الشيخ محمد باقر صاحب
البحار ولد سنة ١٢٢٦ وتوفي بالنجف ١٢ جمادي الثانية سنة ١٣١٣ ودفن
في الصحن الشريف كان عالما فاضلا محققا مدققا ورعا زاهدا من مشاهير
تلامذة الشيخ مرتضى الأنصاري لزمه من ابتداء امره إلى آخره لا يكاد
يفارقه وكتب جميع أماليه ويروي عنه بالإجازة وقرأ أيضا على صاحب
الجواهر وغيرهما خرج من النجف لدين علاه فأقام في سبزوار بطلب من
الميرزا إبراهيم السبزواري للتدريس إلى أن مات. له ١ كتاب في الفقه
في ثمان مجلدات ٢ كتاب في الأصول ٣ نتيجة الأنظار منظومة في
الأصول كبيرة لم تتم ٤ شمس الهدى لمن شك أو سها منظومة أرخها بقوله
في آخرها في المائتين اثر ألف كائنة مع الثمانين وضم الثامنة ٥ نظم منية
المريد في آداب المفيد والمستفيد للشهيد الثاني سماه محاسن الآداب قال
فيها:
سميتها محاسن الآداب * للطالبين من أولى الألباب
حوت لباب منية المريد * وهو كتاب شيخنا الشهيد
١٥٤٤: المولى كمال الدين أبو الغنائم عبد الرزاق ابن جمال الدين الكاشاني.
توفي سنة ٧٣٠.
له شرح منازل السائرين للخواجه عبد الله الأنصاري والتأويلات
والنصوص وله اصطلاحات الصوفية كتبه بعد الشرح المذكور مطبوع وله
لطائف الالهام وله تفسير القرآن الموسوم بتأويلات القرآن أو تأويلات الآيات
موجودة في الخزانة الرضوية وله شرح نصوص الحكم لمحيي الدين بن
العربي وعده القاضي نور الله في مجالس المؤمنين من الشيعة لأجل بعض
كلماته.
١٥٤٥: المولى عبد الرزاق الكاشي.
توفي سنة ٧٣٠.
له تحفة الاخوان في خصائص الفتيان وبيان حقائق الايمان وهي
رسالة في الفتوة.
قال في الرياض:
السيد الأمير عبد الرزاق الكاشي فاضل عالم عابد عارف زاهد ورع
معروف معاصر من تلامذ الوزير الكبير خليفة سلطان وكان شريك والدي
في الدرس وقرأ العقليات على الأمير أبي القاسم الغندرسكي الحكيم.
١٥٤٦: عبد الرزاق بن نجفقلي الدنبلي الآذربايجاني.
ولد عام ١١٧٦ وتوفي عام ١٢٤٣ له كتاب المآثر السلطانية وتاريخ
الدنابلة وتجربة الأحرار وتسلية الأبرار في أحوال العلماء والشعراء، فارسي
وجدت من هذا الأخير نسخة مخطوطة في مكتبة البرلمان بطهران ألفه باسم
فتح علي شاه القاجاري.
١٥٤٧: المولى عبد الرزاق بن علي بن الحسين اللاهيجي الجيلاني القمي.
العالم الفاضل الحكيم الشاعر المحقق المدقق المتأله. كان تلميذ ملا
صدرا والمحقق الداماد وهو الذي لقبه بالفياض كما لقب ملا صدرا ملا
محسن بالفيض وكان يدرس في مدرسة قم إلى أن توفي سنة ١٠٥١.
وكان صهر الملا صدرا على ابنته. له من المؤلفات ١ شرح
التجريد قال صاحب رياض العلماء انه لم يتم وهو غير الشوارق المشهور
(٤٧٠)

٢ كوهر مراد فارسي مطبوع ٣ كتاب منتخب منه فارسي مطبوع ٤
شرح الهياكل ٥ الكلمات الطيبة في المحاكمة بين المير الداماد والمولى
صدرا في أصالة الماهية والوجود ٦ حواش على حاشية الخضري ٧ شرح
إشارات الخواجة ٨ ديوان شعر بالفارسية ٩ شوارق الالهام في شرح
تجريد الكلام في مجلدين أحدهما في الأمور العامة والجواهر والاعراض
والثاني في الإلهيات وهو غير شرحه الآخر الموسوم بمشارق الالهام الذي لم
يخرج منه الا المقصد الأول في الأمور العامة، مطبوع وله كوهر مراد في
الكلام بالفارسي مطبوع. والثاني في الجواهر والاعراض وشئ من
إلاهيات في مجلدين.
١٥٤٨: المولى عبد الرزاق بن المولى مير الجيلاني.
الرانكوهي الشيرازي مولدا ومسكنا نسبة إلى ران كوه بلدة بجيلان
و الران بالفارسية الفخذ والكوه الجبل وهي واقعة في سفح الجبل ورجله.
كان معاصرا لعبد الرزاق اللاهيجي والمقارب لعصر صاحب
الرياض. في الرياض كان من أجلة العلماء المتكلمين مقارب لعصرنا.
له كتاب تحرير القواعد الكلامية في شرح الرسالة الاعتقادية مزجا
يعني قواعد العقائد النصيرية ألفه لمحمود خان حاكم بلاد كوه. ذكره في
الرياض وقال رأيته بأصبهان عند الأستاذ يعني المجلسي اه‍ وجدت منه
نسخة مخطوطة بخط المؤلف فرع منها سنة ١٠٧٧.
١٥٤٩: أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع اليماني الصنعاني
الحميري مولاهم
ولد سنة ١٢٦ وتوفي سنة ٢١١ في شوال عن ٨٥ سنة والصفاني
نسبة إلى صنعاء.
الأقوال فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع بعنوان عبد
الرزاق بن همام اليماني وقال روى عن الباقر والصادق ع وقال
البهبهاني في حاشية رجال الميرزا الكبير يظهر من تاريخ وفاته انه أدرك أيام
الجواد ع ثماني سنين وهو المناسب لما يأتي في محمد بن أبي بكر بن
همام يعني من معاصرة أبيه أبي بكر العسكري ع ومعاصرته هو لأحمد
بن مابنداد الذي كان أبوه معاصرا لعبد الرزاق فلا يمكن ان يكون راويا
عن الباقر والصادق ع فلعله من أصحاب أبي جعفر الثاني محمد الجواد
وأبيه ع والشيخ ربما توهم فجعل أبا جعفر هو الباقر مع أنه الجواد ع
اه‍ وسيأتي عن النجاشي في محمد بن أبي بكر همام ما يدل على جلالة
شان المترجم وحاصله ان أحمد بن مابنداد قال أسلم أبي أول من أسلم من
أهله وخرج عن دين المجوسية وهداه الله إلى الحق فكان يدعو أخاه سهيلا
إلى مذهبه فيقول له يا أخي انك لا تألوني نصحا لكن الناس مختلفون ولا
ادخل في شئ الا على يقين ثم حج سهيل فلما عاد قال لأخيه: الذي كنت
تدعوني إليه هو الحق قال وكيف علمت ذلك قال لقيت عبد الرزاق بن همام
الصنعاني وما رأيت أحدا مثله فقلت له على خلوة نحن قوم من أولاد
الأعاجم وعهدنا بالدخول في الاسلام قريب وارى أهله مختلفين في
مذهبهم وقد جعلك الله من العلم بما لا نظير لك في عصرك وأريد ان
أجعلك حجة فيما بيني وبين الله عز وجل فان رأيت أن تعين ما ترضاه
لنفسك من الدين لأتبعك فيه وأقلدك فاظهر لي محبة آل رسول الله ص
وتعظيمهم والقول بإمامتهم اه‍ ويظهر انه صاحب مؤلفات ومصنفات
كثيرة منها كتاب الجامع الكبير الذي قال الذهبي فيه انه خزانة علم وفي
انساب السمعاني قيل ما رحل إلى أحد بعد رسول الله ص مثلما رحل إليه.
وذكره الذهبي في مختصره ووصفه بالحافظ أيضا وقال أحد الاعلام
صنف التصانيف وذكره الذهبي أيضا في تذكرة الحفاظ فقال: الحافظ الكبير
صاحب التصانيف رحل في تجارة إلى الشام ولقي الكبار وكان يقول جالست
معمرا سبع سنين. قال احمد كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر قلت وثقه
غير واحد وحديثه مخرج في الصحاح وله ما ينفرد به ثم قال وكان رحمه الله
من أوعية العلم ولكنه ما هو في حفظ وكيع وابن مهدي ولو ذهبنا نستقصي
اخباره لطال الكتاب جدا.
وذكره الذهبي أيضا في ميزان الاعتدال فقال الامام أحد الاعلام
الثقات طلب العلم وهو ابن عشرين سنة فقال جلست مع عمر بن راشد
سبع سنين وكتب شيئا كثيرا وصنف الجامع الكبير وهو خزانة علم. ورحل
الناس إليه احمد وإسحاق ويحيى والذهلي والرمادي وعبد وقال أبو زرعة
الدمشقي قلت لأحمد بن حنبل كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر قال نعم
قيل له فمن أثبت في ابن جريح عبد الرزاق أو البرساني قال عبد الرزاق
وقال لي اتينا عبد الرزاق قبل المائتين وهو صحيح البصر ومن سمع منه بعد ما
ذهب بصره فهو ضعيف السماع وقال هشام بن يوسف كان لعبد الرزاق
حين قدم ابن جريح اليمن ثمان عشرة سنة وقال الأثرم سمعت أبا عبد الله
يسأل عن حديث النار جبار فقال هذا باطل من يحدث به عبد الرزاق قلت
حدثني أحمد بن شبوبة قال هؤلاء سمعوا منه بعد ما عمي كان يلقن فيلقنه
وليس هو في كتبه وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه كان يلقنها بعد ما
عمي وقال النسائي فيه نظر لمن كتب عنه باخره روي عنه أحاديث مناكير
وقال الدارقطني ثقة لكنه يخطئ على معمر في أحاديث وقال عبد الله بن أحمد
سمعت يحيى يقول رأيت عبد الرزاق بمكة يحدث فقلت له: هذه
الأحاديث سمعتها؟ قال: بعضها سمعتها وبعضها عرضا، وبعضها
ذكره. وكل سماع. ثم قال يحيى: ما كتبت عنه من غير كتابه سوى
حديث واحد. وقال البخاري: ما حدث عنه عبد الرزاق من كتابه فهو
أصح.
(٤٧١)