[ 20 ] ومن كتاب له عليه السلام
إلى زياد بن أبيه وهو خليفة عامله عبدالله بن العباس على البصرة، وعبد الله
عامل أميرالمؤمنين عليه السلام يومئذ عليها وعلى كور الأهواز (1) وفارس وكرمان و
غيرها:
وَإِنِّي أُقْسِمُ بِاللهِ قَسَماً صَادِقاً، لَئِنْ بَلَغَني
أَنَّكَ خُنْتَ مِنْ فَيْءِ (2) الْمُسْلِمِينَ شَيْئاً صَغِيراً أَوْ كَبِيراً،
لَأَََشُدَّنَّ عَلَيْكَ شَدَّةً تَدَعُكَ قَلِيلَ الْوَفْرِ (3) ، ثَقِيلَ
الظَّهْرِ (4) ، ضَئِيلَ الْأَمْرِ (5) ، وَالسَّلاَمُ.
* * *
[ 21 ] ومن كتاب له عليه السلام
إلي زياد أيضاً
فَدَعِ الْإِسْرَافَ مُقْتَصِداً، وَاذْكُرْ فِي الْيَوْمِ غَداً،
وَأَمْسِكْ مِنَ الْمَالِ بِقَدْرِ ضَرُورَتِكَ، وَقَدِّمِ الْفَضْلَ (1) لِيَوْمِ
حَاجَتِكَ.
أَتَرْجُوا أَنْ يُعْطِيَكَ اللهُ أَجْرَ الْمُتَوَاضِعِينَ
وَأَنْتَ عِنْدَهُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ! وَتَطْمَعُ ـ وَأَنْتَ مُتَمَرِّغٌ فِي
النَّعِيمِ (2) ، تَمْنَعُهُ الضَّعِيفَ والْأََرْمَلَةَ ـ أَنْ يُوجِبَ لَكَ
ثَوَابَ الْمتَصَدِّقِينَ؟ وَإِنَّمَا الْمَرْءُ مَجْزِيٌ بَمَا أَسْلَفَ (3) ،
وَقَادِمٌ عَلَى مَا قَدَّمَ، وَالسَّلاَمُ.