مِنْ سَيِّئَةٍ يَسْتَعْتِبُونَ! فَمَنْ أَشْعَرَ التَّقْوَى قَلْبَهُ بَرَّزَ
مَهَلُهُ (5) ، وَفَازَ عَمَلُهُ. فَاهْتَبِلُوا (6) هَبَلَهَا، وَاعْمَلُوا
لِلْجَنَّةِ عَمَلَهَا، فَإِنَّ الدُّنْيَا لَمْ تُخْلَقْ لَكُمْ دَارَ مُقَامٍ،
بَلْ خُلِقَتْ لَكُمْ مَجَازاً لِتَزَوَّدُوا مِنْهَا الْأَعْمَالَ إِلَى دَارِ
الْقَرَارِ; فَكُونُوا مِنْهَا عَلى أَوْفَازٍ (7) ، وَقَرِّبُوا الظُّهُورَ (8)
لِلزِّيَالِ (9) .
[ 133 ] ومن خطبة له عليه السلام
يعظّم الله سبحانه ويذكر القرآن والنبي ويعظ الناس
عظمة الله تعالى
وَانْقَادَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ بِأَزِمَّتِهَا، وَقَذَفَتْ إِلَيْهِ
السَّماَوَاتُ وَالْأَرَضُونَ مَقَالِيدَهَا (1) ، وَسَجَدَتْ لَهُ بِالْغُدُوِّ
وَالْآصَالِ الْأَشْجَارُ النَّاضِرَةُ، وَقَدَحَتْ (2) لَهُ مِنْ قُضْبَانِهَا
النِّيرَانَ الْمُضِيئَةَ، وَآتَتْ أُكُلَهَا بِكَلِمَاتِهِ الِّثمَارُ
الْيَانِعَةُ.
القرآن
منها:
وَكِتَابُ اللهِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، نَاطقٌ لاَ يَعْيَا لِسَانُهُ، وَبَيْتٌ لاَ
تُهْدَمُ أَرْكَانُهُ، وَعِزٌّ لاَ تُهْزَمُ أَعْوَانُهُ.
رسول الله
منها:
أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وَتَنَازُعٍ مِنَ الْأَلْسُنِ،
فَقَفَّى بِهِ الرُّسُلَ، وَخَتَمَ بِهِ الْوَحْيَ، فَجَاهَدَ فِي اللهِ
الْمُدْبِرِينَ عَنْهُ،