متن الأزرية
 
لمن الشمس في قباب قباهــا   شف جسم الدجى بروح ضياها
ولمن  هـذه  المطايـا  تهادى   حي  أحياءهـا  وحي  سراها
يعمـلات تقــل كل غريـر    قد حكته شمس الضحى وحكاها 
ما   أرانـى  بعد  الاحبة  إلا   رسم  دار  قد  انمحى  سيماها
كم شجتني ذات الجناح سحيرا   حين  طار  الهوى بها فشجاها
ذكرتني   وما   نسيت  عهودا   لو  سلا  المرء نفسه ما سلاها
نبهت  عيني  الصبابة والوجد   وان   كان   لم  ينم  جفناهـا
فتنبهـت    للتي   هي  أشقى   والهوى  للقلوب  أقصى شقاها
يا  خليـليّ  كـل  باكيـة ٍ لم    تبـك   إلا  لعـلـة ٍ مقلتاهـا
لا تلوماالورقاء في ذلك الوجـ   ـد  لعل الذي  عراني عراها
كان عهدي بهـا  قريرة  عين   فاسألاهـا باللـه  مـم  بكاها
ليت شعري هل للحمائم نوحي   أم  لديهـا لواعجي  حاشاهـا
لو حوت ما  حويتـه ما تغنت   سل عن النار جسم من عاناها
أهل نجد  راعوا  ذمام  محب   حسب الحب  روضة  فرعاها
عودونا على  الجميل كما كنـ   ـتم فقد  عاود  القلوب أساها
قربونا  منكم  لنشفى  صدورا   جعل اللـه في  الشفاه  شفاها
وعدونا بالوصل  فالهجر عار   كيف تستحسن  الكرام  جفاها
حي  أوطاننا  بوادي  المصلى   فهي  أوطار   نشوة  نلناهــا
حيث صحف الغرام تتلى وماأد   راك  ما  لفظها ومـا  معناها
كم   لاهل  الهوى  بها وقفـات   أوقفتها  على بلــوغ  مناها
حبذا   وقـفة   بـتلك  الثنـايا   صح حج الهوى بوادي  صفاها
كلما  مر  مـن سحائـب وصل   سار  سـر  الهوى  بها فمراها
كلـما  اسلف  الصـبا من سلاف   تصـقل الدهر نسمة  من شذاها
أيـن   أيام  رامـة ٍ لاعـداهـا   مدمـع   العاشـقين  بل  حياها
دهر   لهو    كأننا   ما  لبثــنا   فيه   إلا   عشـية  أو  ضحاها
مالنا   والنـوى  كفى  الله منهـا   أي   نكر   أتـت   به  كفاهـا
حيث   بتنا شتى  المغاني  ومـاذا   انكر   الدهر   من   يد  أسداها
يا   أخلاي   لو   رعيتم  قلوبـا   جـدَ  جـد ُ الهوى بها  فابتلاها
انصفونا  من   جور  يوم  نواكم   حسب  تلك  الاكباد جور جفاهـا
عمرك  الله  هل   تنشقت عرفـا   من  دمى  الحي  أووردت لماهـا
أم  لمحت  القباب أم شمـت منها   تلكم   الومضة  التـي  شمناهـا
خبرينا  يا سرحـة  الواد عنهـم   أين  ألقت تلك الظعون عصاهـا
يا  لقومي ما دون رامة ثــاري   فاسألوا  عن دمـي المراق دماها
ان  حتف  الورى  بعين  مهـاة   لا  تخال  الحـمام  إلا أخاهــا
مـا  على  مثلها  يذم  هـوانـا   وعلـى  مثلـنا  يـذم قـلاهـا
يا  خليـلي والخلاعـة ديـنـي   فاعذر  أهلـها   ولا  تعذلاهــا
ان  تلك  القلوب  أقلقها الوجــ   ـد  وأدمى  تلك  العيون بكاهـا
لاتلوما من سيم في الحب خسفـا   إنما  آفــة  القـلوب  هواهـا
أي عيــش لعاشق  ذات  هجر   لا  يزال   الحمام  دون  حماهـا
أي  عيـش  للسالفيـن  تقضـى   كان حلـو المذاق  لولا نواهــا
هي طـورا هجر وطـورا وصال   ما أمـرّ  الدنيــا وما أحلاهــا
كم ليـال مرت بلميـاء بيــض   كان يجنى النعيـم من مجتناهــا
كان أنكـى الخطوب لم يبـك مني   مقلـة لكـن  الهــوى  أبكاهـا
لو تأملـت في مجامــد دمعــي   لتعجبـت مـن أسـى  أجراهــا
أنا سيـارة الكواكـب في الحـــر   ب فانـى يعـدو  علـيّ  سهاهــا
كــل  يـوم  للحادثـات  عــواد   ليـس يقوى رضـوى على ملتقاهـا
كيـف يرجى ( الخـلاص ) منهن إلا   بذمـام من سيد الرســل ( طــه )
معقـل الخائفيــن من كل خــوف   أوفـر  العـرب  ذمـة  أوفاهـــا
مصــدر العلـم  ليـس  إلا  لديـه   خبـر  الكائنـات  من  مبتداهـــا
ملك  يحتـوي  ممــالك  فضــل   غيـر محدودة  جهـات علاهـــا
لـو اعيـرت من سلسبيـل نــداه   كرة النــار لا ستحالـت مياهــا
هو  ظـل  الله  الذي  لـو  أوتــه   أهــل  وادي  جهنــم  لحماهــا
علـم  تلحـظ  العوالــم  منـــه   خيـر من حـل أرضـها وسماهــا
ذاك وذو إمــرة على كــل أمــر   رتبــة  ليــس  غيـره  يؤتاهــا
ذاك  أسخـى  يدا  وأشجــع  قلبــا   وكــذا  أشجــع  الورى  أسخاهــا
ما تناهـت  عوالـــم  العلـــم  إلا   وإلـى ذات  ( أحمــد )  منتهاهـــا
أي خلــق  الله  أعظــم  منــــه   وهـو  الغايـة  التـي  استقصاهـــا
قلــب  الخافقيــن  ظهـرا  لبطــن   فـرأى  ذات  ( أحمـــد )  فاجتباهـا
من  ترى  مثلـه  إذا  شـاء  يومـــا   محــو  مكتوبــة  القضـاء  محاهـا
رائـد   لا يـزود   إلا   العـوالـــي   طــاب  من  زهـرة  القنـا  مجتناهـا
ذات  علــم  بكــل  شـئ  كأن  الـ   ـلوح   ما  أثبتتــه   إلا  يـداهـــا
لسـت  أنسـى  لـه  منـازل  قــدس   قـد بنــاها التقى فأعلــى بناهـــا
ورجــالا  أعــزة  في  بيــــوت   أذن  الله  أن  يعـــز  حماهـــــا
ســـادة لا تريــد  إلا رضى  اللـّـ   ــه  كمـا  لا يريـد  إلا  رضاهـــا
خصهـــا  مــن  كمالـه  بالمعانـي   وبأعـــلى   أسمـائــه   سمـاهـا
لــم  يكونـوا   للعـرش   إلا  كنـوزا   خافيــات  سبحــان  مـن  أبـداهـا
كــم  لهم  ألســن  عن  الله  تـنبـي   هـي  أقــلام  حكمــة  قد  براهــا
وهـم  الاعيــن  الصحيحـات  تهـدي   كـــل  نفـس  مكفوفـة  عينـاهــا
عـلمــاء   أئـمــة   حكمــــاء   يهتـدي  النجــم  باتبـاع  هــداهـا
قــادة   علمهـــم  ورأي  حجاهــم   مسمعـا  كـل  حكمــة  منظـراهــا
ما ابالي ولو اهيلت على الار   ض السموات بعد نيل ولاها
من يباريهم وفى الشمس معنى   مجهد متعب لمن باراها
ورثوا منها وحازوا    ما لم تحز اخراها
آية الله حكمة الله سيف الله   والرحمة التي أهداها
أريحي له العلى شاهدات   ان من نعل أخمصيه علاها
نير الشكل دائر في سماء   بالاعاجيب تستدير رحاها
فاض للخلق منه علم وحلم   أخذت عنهما العقول نهاها
واستعارت منه الرسالة شمسا   لم يزل مشرقا بها فلكاها
حي ذاك المليح أي ثمار   من حبيبية الآله اجتناها
ما عسى أن أقول في ذي معال   علة الكون كله احداها
كم على هذه له من أياد   ليست الشمس غير نار قراها
وله في غد مضيف جنان   لم يحل حسنها ولا حسناها
كيف عنه الغنى بجود سواه   وهو من صورة السماح يداها
أين من مكرماته معصرات   دون أدنى نواله أنداها
ملات كفه العوالم فضلا   فلهذا استحال وجه خلاها
بأبي الصارم الآلهي يبرى   عنق الازمة الشديد براها
جاورته طريدة الدين علما   انه ليثها الذي يرعاها
نطقت يوم حمله معجزات   قصر الوهم عن بلوغ مداها
بشرت امه به الرسل طرا   طربا باسمه فيا بشراها
تلتقي كل دورة برسول   أي فخر للرسل في ملتقاها
كيف لم يفخروا بدورة مولى   فخر الذكر باسمه وتباهي
لم يكن اكرم النبيين حتى   علم الله انه أزكاها
فلتقواه تنثني الرسل حسرى   حيث لا تستطيع نيل ذراها
نوهت باسمه السموات والار   ض كما نوهت بصبح ذكاها
وبدا في صفايح الصحف منه   بدر إقبالها وشمس ضحاها
وغدت تنشر الفضائل عنه   كل قوم على اختلاف لغاها
وتمنوه بكرة وأصيلا   كل نفس تود وشك مناها
وتنادت به فلاسفة الكهـ   ـان حتى وعى الاصم نداها
وصفوا ذاته بما كان فيها   من صفات كمن رأى مرءاها
طربت لاسمه الثرى فاستطالت   فوق علوية السما سفلاها
ثم أثنت عليه إنس وجن   وعلى مثله بحق ثناها
لم يزالوا في مركز الجهل حتى   بعث الله للورى أزكاها
فأتى كامل الطبيعة شمسا   تستمد الشموس منه سناها
وإلى فارس سرى منه سر   فاستحالت نيرانها أمواها
وأحاطت بها البوايق حتى   غاض سلسالها وفاض ظماها
وأقامت في سفح ايوان كسرى   ثلمة ليس يلتقي طرفاها
وتهاوت زهر النجوم رجوما   فانزوى مارد الضلال وتاها
رميت منهم القلوب برعب   دك تلك الجبال من مرساها
وانمحت ظلمة الضلال ببدر   كان ميلاده قران انمحاها
فكان الاشراك آثار رسم   غالها حادث البلا فمحاها
وكان الاوثان أعجاز نخل   عاصف الريح هزها فرماها
ونواحي الدنيا تميس سرورا   كغصون مر النسيم ثناها
سيد سلم الغزال عليه   والجمادات أفصحت بندا ها
وإلى نشره القلائص حنت   راقصات ورجعت برغاها
وإلى طبه الآلهي باتت   علل الدهر تشتكي بلواها
كيف لا تشتكي الليالي إليه   ضرها وهو منتهى شكواها
وبه قرت الغزالة عينا   بعدما ضل في الربى خشفاها
من لشمس الضحى بلثم ثراه   فتكون التي أصابت مناها
جاء من واجب الوجود بما    يستصغر الممكنات أن يخشاها
سؤدد قارع الكواكب حتى   جاوزت نيراته جوزاها
بأسه مهلك وأدنى نداه   منقذ الهالكين من بأساها
كم سخى منعما فأعتق قوما   وكذا اكرم الطباع سخاها
كم نوال له عقيب نوال   كسيول جرت إلى بطحاها
إنما الكائنات نقطة خط   بيديه نعيمها وشقاها
كل ما دون عالم اللوح طوع   ليدى فضله الذي لا يضاها
همم قلدت من الله سيفا   ما عصته الصعاب إلا براها
عزمات محيلة لو تمنت   مستحيلا من المنى ما عصاها
لا تسل عن مكارم منه عمت   تلك كانت يدا على ما سواها
جوهر تعلم الفلزات من   كل القضايا بأنه كيميا ها
حاز من جوهر التقدس ذاتا   تاهت الانبياء في معناها
لا تجل في صفات أحمد فكراً   فهي الصورة التي لن تراها
تلك نفس عزت على الله قدرا   فارتضاها لنفسه واصطفاها
صيغ للذكر وحده والآلهيـ   ـون كانت في الذكر عنه شفاها
سل ذوات التمييز تخبرك عنه   ان حال التوحيد منه ابتداها
حاز قدسية العلوم    وان لم يؤتها 
علم أقسمت جميع المعالي   انه ربها الذي رباها
يصدر الامر عن عزائم قدس   ليست السبعة السواري سواها
بطل طاول الظبى والعوالي   بيد لا يطولها ما عداها
إنما عاشت السموات والار   ض ومن فيهما على جدواها
لا تضع في سوى أياديه سؤلا   ربما أفسد المدام اناها
عدا لي بعض وصفه تلق كليـ   ـات مجد لم تنحصر اجزاها
ذاك لو لم تلح عوالم عقل   منه لم يعرف الوجود الالها
شمس قدس بدت فحق انشقاق الـ   ـبدر نصفين هيبة لبهاها
أي ارضية عصت لم يرضها   أو سماوية سمت ما سماها
من تسنى متن    صحف أفلاكها به فطواها
وترقى    شاهد القبلة التي يرضاها
حيث لا همس للعباد كأن   الله من بعد خلقها أفناها
داس ذاك البساط منه برجل   نيرا كل سؤدد نعلاها
وعلى متنه يد الله مدت   فأفاضت عليه روح نداها
وأراه مالا يرى من كنوز    الصمدانية التي أخفاها
ليت شعري هل ارتقى ذروة الـ   افلاك أم طأطأت له فرقاها
أم لسر من مالك الملك فيه   دون مقدار لحظة أنهاها
كم روى العسكر الذي ليس يحصى   حيث حر الربى يذيب حصاها
وأعاد الشمس المنيرة قسرا   بعدما عاد ليلها يغشاها
وأظلت عليه من كلل السحـ   ـب ظلال وقته من رمضاها
واخضر العصى بيمنى يديه   كاخضرار الآمال من يسراها
وكلام الصخر الاصم لديه   معجز بالهدى الالهي فاها
وسمت باسمه سفينة نوح   فاستقرت به على مجراها
وبه نال خلة الله ابرا   هيم والنار باسمه أطفاها
وبسر سرى له في ابن عمرا   ن أطاعت تلك اليمين عصاها
وبه سخر المقابر عيسى   فأجابت نداءه موتاها
وهو سر السجود في الملا الاعـ   ـلى ولولاه لم تعفر جباها
وهو الآية المحيطة في الكو   ن ففي عين كل شئ تراها
الفريد الذي مفاتيح علم الـ   ـواحد الفرد غيره ما حواها
هو طاوس روضة الملك بل نا   موُسها الاكبر الذي يرعاها
وهو الجوهر المجرد منه   كل نفس مليكها زكاها
لم تكن هذه العناصر إلا   من هيولاه حيث كان اباها
من يلج في جنان جدوى يديه   يجد الحور من أقل إماها
ما حباه الله الشفاعة إلا   لكنوز من جاهه زكاها
ما رأت وجهه الغمامة إلا   وأراقت منه حياء حياها
ثق بمعروفه تجده زعيما   بنجاة العصاة يوم لقاها
كيف تطمى حشى المحبين منه   وهو من كوثر الوداد سقاها
شربة أعقبتهم نشوات   رق نشوانها وراق انتشاها
لا تخف من أسى القيامة هولا   كشف الله بالنبي أساها
ملك شد أزره    فاستقامت من الامور قناها
أسد الله ما رأت مقلتاه   نار حرب تشب إلا اصطلاها
فارس المؤمنين في كل حرب   قطب محرابها امام وغاها
لم يخض في الهياج إلا وأبدى   عزمة يتقي الردى إياها
ذاك رأس الموحدين وحامي   بيضة الدين من اكف عداها
جمع الله فيه جامعة الرسـ   ـل وآتاه فوق ما آتاها
وإذا ما انتمت قبائل حي الـ   ـموت كانت أسيافه آباها
من ترى مثله إذا صرت الحر   ب ودارت على الكماة رحاها
ذاك قمقامها الذي لا يروي   غير صمصامه او ام صداها
وبه استفتح الهدى يوم ( بدر )   من طغاة أبت سوى طغواها
صب صوب الردى عليهم همام   ليس يخشى عقبى التى سواها
يوم جاءت وفي القلوب غليل   فسقاها حسامه ما سقاها
كيف يخشى الذي له ملكوت الـ   أمن والنصر كله عقباها
فأقامت ما بين طيش ورعب   وكفاها ذاك المقام كفاها
ظهرت منه في الوغى سطوات   ما أتى القوم كلهم ما اتاها
يوم غصت بجيش ( عمرو بن ود )   لهوات الفلا وضاق فضاها
وتخطى إلى المدينة فردا   بسرايا عزائم ساراها
فدعاهم وه الوف ولكن   ينظرون الذي يشب لظاها
أين أنتم عن قسور عامري   تتقي الاسد بأسه في شراها
فابتدى المصطفى يحدث عما   تؤجر الصابرون في اخراها
قائلا ان للجليل جنانا   ليس غير المجاهدين يراها
أين من نفسه تتوق إلى الجنا   ت أو يورد الجحيم عداها
من لعمو وقد ضمنت على اللـ   ـه له من جنانه أعلاها
فالتووا عن جوابه كسوام   لا تراها مجيبة من دعاها
وإذا هم بفارس قرشي   ترجف الارض خيفة إذ يطاها
قائلا مالها سواي كفيل   هذه ذمة علي وفاها
ومشى يطلب الصفوف كما تمـ   ـشي خماص الحشا إلى مرعاها
فانتضى مشرفيه فتلقى   ساق عمرو بضربة فبراها
والى الحشر رنة السيف منه   يملا الخافقين رجع صداها
يالها ضربة حوت مكرمات   لم يزن ثقل أجرها ثقلاها
هذه من علاه احدى المعالي   وعلى هذه فقس ما سواها
و ( باحد ) كم فل آحاد شوس   كلما أوقدوا الوغى أطفاها
يوم دارت بلا ثوابت إلا   أسد الله كان قطب رحاها
كيف للارض بالتمكن لولا   انه قابض على أرجاها
رب سمر القنا وبيض المواضي   سبحت باسم بأسه هيجاها
يوم خانت نبالة القوم عهدا   لنبي الهدى فخاب رجاها
وتراءت لها غنائم شتى   فاقتفي الاكثرون اثر ثراها
وجدت أنجم السعود عليه   دائرات وما درت عقباها
فئة مالوت من الرعب جيدا   إذ دعاها الرسول في اخراها
وأحاطت به مذاكي الاعادي   بعدما أشرفت على استيلاها
فترى ذلك النفير كما تخبط   في ظلمة الدجى عشواها
يتمنى الفتى ورود المنايا   والمنايا لو تشترى لا شتراها
كلما لاح في المهامه برق   حسبته قنا العدى وظباها
لم تخلها إلا أضالع عجف   قد براها السرى فحل براها
لاتلما لحيرة وارتياع   فقدت عزها فعز عزاها
ان يفتها ذاك الجميل فعذرا   انما حلية الرجال حجاها
لدغتها افعالها أي لدغ   رب نفس أفعالها أفعاها
قد أراها في ذلك اليوم ضربا   لو رأته الشبان شابت لحاها
وكساها العار الذميم بطعن   من حلى الكبرياء قد أعراها
يوم سالت سيل الرمال ولكن   هب فيها نسيمه فذراها
ذاك يوم جبريل أنشد فيه   مدحا ذو العلى له أنشاها
لا فتى في الوجود إلا علي   ذاك شخص بمثله الله باهى
لا ترم وصفه ففيه معان   لم يصفها الا الذي سواها
من رآه رأى تماثيل قدس   عن ثناء الاله لا تتلاهى
وسمت في ضميره حضرة    القدس فانى يفوته ذكراها
ما حوى الخافقان إنس وجن   قصبات السبق التي قد حواها
الفته بكر العلى فهي تهوى   حسن اخلاقه كما يهواها
شق من ذكره العلي له اسما   فهو ذات العلياء جل ثناها
ملا الارض بالزلازل حتى   زاد من أرؤس الكماة رباها
لا تخل سيفه سوى نفخة الصو   ريسل الارواح من أشلاها
فكأن الانفاس قد عاهدته   بجفاء النفوس مهما جفاها
كم شرى أنفس الملوك الغوالي   بالعوالي فأرخصت مشتراها
واستحالت من الصوارم حمرا   كفتاة توردت وجنتاها
فأبان الاعناق عن مركز الـ   ابــدان حتى كأن ناف نفاها
وأعاد الاجسام قفرا من الـ   ارواح يبكي على الانيس صداها
كم عقول أطاشها وهي لو ترمى    نجوم الدجى لحطت سهاها 
وعيون لم يقذها صرف دهر   مذ رماها ببأسه أقذاها
قاد تلك الملوك قود المواشي   وعلى صفحة القلوب كواها
وله يوم ( خيبر ) فتكات   كبرت منظرا على من رآها
يوم قال النبي اني لاعطي   رايتي ليثها وحامي حماها
فاستطالت أعناق كل فريق   ليروا أي ماجد يعطاها
فدعا أين وارث العلم والحلم   مجير الايام من بأساها
أين ذو النجدة الذي لودعته   في الثريا مروعة لباها
فأتاه الوصي أرمد عين   فسقاه من ريقه فشفاها
ومضى يطلب الصفوف فولت   عنه علما بأنه أمضاها
وبرى ( مرحبا ) بكف اقتدار   أقوياء الاقدار من ضعفاها
ودحا بابها بقوة بأس   لو حمتها الافلاك منه دحاها
عائد للمؤملين مجيب   سامع ما تسر من مجواها
إنما المصطفى مدينة علم   وهو الباب من أتاه أتاها
وهما مقلتا العوالم يسرا   ها علي ، وأحمد يمناها
من غدا منجدا له في حصار الـ   ـشعب إذ جد من قريش جفاها
يوم لم يرع للنبي ذمام   وتواصت بقطعة قرباها
فئة أحدثت أحاديث بغي   عجل الله في حدوث بلاها
ففدى نفس أحمد منه بالنفـ   ـس ومن هول كل بؤس وقاها
كيف تنفك بالملمات عنه   عصمة كان في القديم أخاها
عزمة قصرة اولو العزم عنها   أين اولى الجياد من اخراها
عزمة عرضها السموات والار   ض أحاطت بصبحها ومساها
وإذا لم تحط بمعناه علما   فاسأل العرب من أطل دماها وغزاها
في كل دو ببأس   لو تعاصت غول الفلا لعصاها وسقاها
صم الانابيبت حتى   شرقت شوسها بكأس رداها
لم ترد موردا من الماء إلا   ورأت ظل شخصه تلقاها
كيف لا تتقي مضارب قوم   يصعق الموت من سماع صداها
كما حلت العقود أصابت   ناظما ينظم القنا في كلاها
ومن اقتاد بالحبال قريشا   بعد ما طاول الجبال إباها
وأراها اليوم الذي ما رأته   فلهذا ألقت إليه عصاها
ملات منهم الثرى ظلمات   وبنورية الحسام جلاها
عسعسوا كالدجى ولكن أصابوا   نيرات يجلو الظلام ضحاها
أحكم الله صنعة الدين منه   بفتى ألحمت يداه سداها
لا تقس بأسه ببأس سواه   إنما أفضل الظبى أمضاها
جس نبض الطلى فلم ير إلا   مرهف الحد برأها فبراها
كلما ضلت المنية عنه   جعلته دليلها فهداها
كم لكفيه في صدور صدور   طعنة يسبق القضاء قضاها
لست أنسى للدهر رمد أماق   ما جلا غير ذي الفقار جلاها
كم عتاة أذلها بعد عز   وعفاة بعد العفا أغناها
لو ترى المرهفات تشكو إليه   حالها وهو راحم شكواها
لرأيت الدماء يسبح فيها   من أعالي الجبال شم ذراها
فاض منها ما لم يفض من سحاب   لو رآها السحاب لاستجداها
أعلم الناس بالوغى كم معان   من طعان علي يديه ابتداها
كيف تخفى صناعة الحرب عنه   وجميع الذرات قد أحصاها
عزمات تحفها عزمات   كل يمنى تنحط عن يسراها
عزمات مؤيدات بروح   لا ترى الخلق ذرة من هباها
رايد لا يرود إلا العوالي   طاب من زهرة القنا مجتناها
جاء بالسيف هاديا للبرايا   حيث لم يثنها الهدى فثناها
من تلقى يد ( الوليد ) بضرب   حيدري بري اليراع براها
وسقى منه ( عتبة ) كأس بؤس   كان صرفا الى المعاد احتساها
ورأى تيه    من الذل بردة ما ارتداها
لست أنسى له شياطين حرب   بالهي بأسه أخزاها
ذاك من ليس تنكر الحرب منه   بارقات يجلو الظلام ضحاها
كم رمى راحة فشلت وكانت   قلة ليس يلتوي عطفاها
وله من أشعة الفضل شمس   ودت الشمس أن تكون سماها
أعد الفكر في معانيه تنظر   كيف يحيي الاجسام بعد فناها
واسأل الانبياء تنبئك عنه   أنه سرها الذي نباها
وكذا فاسأل السموات عنه   من أطاعت لوحيه يوحاها
ومن استل للحوادث رأيا   كسنا المبرقات يفري دجاها 
وامتطى الكاهل الذي قد أمرت   قدرة الله فوقه يمناها
ذاك يحيي الموت وإن كان يردى   كل نفس أخنى عليها خناها
كم نفوس تصحها علل الفقر   ولو نالها الغنى أطغاها
حسب أهل الضلال منه نبال   هي مرمى وبالها وبلاها 
قائم في زكاة كل المعالي    دائم دأبه على إيتاها 
لو سرت في الثرى بقية طل    من نداه لروضت حصباها 
كم أدارت يداه أفلاك مجد    مستمر على الزمان بقاها 
ذاك من جنة المعالي كطوبى    كل شئ تظله أفياها 
ذاك ذو الطلعة التي تتجلى    خفرات الجمال دون اجتلاها 
اي وعينيه لاأكاليل فضل    لملوك الملوك إلا احتذاها 
لذ إلى جودة تجد كيف يهدي    حلل المكرمات من صنعاها 
كم له من روائح وغواد    مدد الفيض كان من مبداها 
كم له شمس حكمة تتمنى    غرة الشمس أن تكون سماها 
لم تزل عنده مفاتيح كشف    قد أماطت عن الغيوب غطاها 
رب حالى أوامر ونواه    ليس يرضى القضاء دون رضاها 
بأبى ذويد عن الله ترمي    أي سهم لله في مرماها 
هي طورا مديرة فلك    الاخرى وطورا مديرة أولاها 
ومن المهتدي بيوم    حين غاوي الفرار قد أغواها 
حيث بعض الرجال تهرب من بيض    المواضي والبعض من قتلاها 
حيث لا يلتوى إلى الالف إلف    كل نفس أطاشها ما دهاها 
من سقاها في ذلك اليوم كأسا    فائضا بالمنون حتى رواها 
أعجب القوم كثرة العد منها    ثم ولت والرعب حشو حشاها 
وقفوا وقفة الذليل وفروا    من أسود الشرى فرار مهاها 
وعلي يلقي الالوف بقلب    صور الله فيه شكل فناها 
إنما تفضل النفوس بجد   وعلى قدره مقام علاها 
لودعت كفه بغير حراب    أجل الخلق لاستجاب دعاها 
لو تراه وجوده مستباح    قبل كشف العفاة سر عفاها 
خلت من أعظم السحائب سحبا    سقت الروض قبل ما استسقاها 
وهو للدائرات دائرة السعـ   ـد إلا ساء حظ من ناواها 
همم لا ترى بها فلك الافلاك    إلا كحبة في فلاها 
لم يدع ذلك الطبيب كلوما    قد أساءت بالدهر إلا أساها 
وأياديه لم تقس بالايادي    أين ماء العيون من أصداها 
صادق الفعل والمقالة يحوي    غرة ، مثل حسنه حسناها 
كم رمى بهمة بلحظة طرف    كان ميقات حتفه مرماها 
خاط للعنكبوت نسج الردي‍    ني وأبيات عزمه أوهاها 
وأقام الجهول بالسيف رغما    هل تقوم الدنيا بغير ظباها 
باسط عن يد الاله يمينا    يرسل الرزق للعباد عطاها 
قابض عن جلاله بجلاد    لو بدت صورة الردى أرداها 
رب صعب من جامحات العوادي    قاده من يمينه إيماها 
قد أعاد الهدى وغير عجيب    أن يعيد الاشياء من أبداها 
بأبي منشئ الحوادث كم صو    رة حتف بزجره أنشاها 
كانت العرب قبل قوة يمنا    ه عروفا لا تلتوي فلواها 
وأراها طعنا يفل عرى الصبر    وضربا يحل عقد عراها
فاستعاذت من ذاك بالهرب    الاقصى لتنجو به فما أنجاها 
لا تخل مهرب الجبان ينجيـ   ـه إذا مدت المنايا خطاها 
جر طغواهم الوبال عليهم    رب قوم أذلها طغواها 
كان مل‌ء الثرى ضلال وبغي    لكن السيف منهما أخلاها 
لم تفه ملة من الشرك إلا    فض بالصارم الالهي فاها 
وطواها طي السجل همام    نشر الحرب علمه وطواها 
لم يدع سيفه حشا قط إلا    وبفوارة الغليل حشاها 
سل كماة الابطال من كل حي    غير ذاك الكمي من أفناها 
كم عرامشكل فحل عراه   ليس للمشكلات إلا فتاها 
هل أتت ( هل أتى ) بمدح سواه    لا ومولى بذكره حلاها 
فتأمل ( بعم ) تنبئك عنه    نبأ كل فرقة أعياها 
وبمعنى ( أحب خلقك ) فانظر    تجد الشمس قد أزاحت دجاها 
واسأل الاعصر القديمة عنه    كيف كانت يداه روح غذاها 
وهو علامة الملائك فاسأل    روح جبريل عنه كيف هداها 
بل هو الروح لم يزل مستمدا    كل دهر حياته من قواها 
أي نفس لا تهتدي بهداه    وهو من كل صورة مقلتاها 
وتفكر ( بأنت مني ) تجدها    حكمة تورث الرقود انتباها 
أو ما كان بعد ( موسى ) أخوه    خير أصحابه وأكرم جاها
ليس تخلو إلا النبوة منه    ولهذا خير الورى استثناها 
وهو في آية ( التباهل ) نفس    المصطفى ليس غيره إياها 
ثم سل ( إنما وليكم الله )   تر الاعتبار في معناها 
آية خصت الولاية لله    وللطهر حيدر بعد طه 
آية جاءت الولاية فيها    لثلاث يعدو الهدى من عداها 
وبسد الابواب أي افتتاح    لكنوز الهدى ففز بغناها 
من تولى تغسيل ( سلمان ) إلا    ذات قدس تقدست أسماها 
ليلة قد طوى بها الارض طيا    إذ نأت داره وشط مداها 
و ( ابن عفان ) حوله لم يجهز    ه ولا كف عنه كف أذاها 
لست أدري أكان ذلك مقتا    من علي أم عفة ونزاها 
فلك لم يزل يدور به الحق    وهل للنجوم إلا سماها ؟ 
و    تلك اكرومة أبت أن تضاهى 
ذاك يوم من الزمان أبانت    ملة الحق فيه عن مقتداها 
كم حوى ذلك    ما جرت أنجم الدجى مجراها 
إذ رقى منبر الحدائج هاد    طاول السبعة العلى برقاها 
موقفا للانام في فلوات    وعرات بالقيظ يشوي شواها 
خاطبا فيهم خطابة وحي    يرث الدين كله من وعاها 
أيها الناس لا بقاء لحي    آن من مدتي أوان انقضاها 
إن رب الورى دعاني لحال    قبل أن يخلق الورى أقضاها 
أن اولي عليكم خير مولى    كلما اعتلت الامور شفاها 
سيدا من رجالكم هاشميا    صاحته العلى فطاب شذاها 
صالح المؤمنين سر هداها    عظم الذكر نفسه فكناها 
صاحب الهمة التي لو أرادت    وطأت عاتق السهى قدماها 
فتفكرت في ضمائر قوم    وهي مطوية على شحناها 
وتطيرت من مقالة قوم    قد غلا بابن عمه وتباهي 
فأتتني عزيمة من إلهي    أوعدتني إن لم أبلغ سطاها 
فهداني الى التي هي أهدى    وحبانى بعصمة من أذاها 
أيها الناس حدثوا اليوم عني    وليبلغ أدنى الورى أقصاها
كل نفس كانت تراني مولى    فلتر اليوم حيدرا مولاها 
رب هذي أمانة لك عندي    وإليك الامين قد أداها 
وال من لا يرى الولاية إلا    لعلي وعاد من عاداها 
فأجابوا : بخ بخ ، وقلوب ال‍    قوم تغلي على مغالي قلاها 
لم تسعهم إلا الاجابة بالقول    وإن كان قصدهم ما عداها 
ثم لما مضى القضاء بروحا    نية الكون وانقضى رياها 
وجدوا فرصة من الدهر لاحت    فأصابت قلوبهم مشتهاها 
قل لمن أول الحديث سفاها    وهو إذ ذاك ليس يأبى السفاها :
أترى أرجح الخلائق رأيا    يمسك الناس عن مجاري سراها ؟ 
راكبا ذروة الحدائج ينبي    عن امور كالشمس رأد ضحاها 
أيها الراكب المجد رويدا    بقلوب تقلبت في جواها 
إن تراءت أرض الغريين فاخضع    واخلع النعل دون وادي طواها 
وإذا شمت قبة العالم    الاعلى وأنوار ربها تغشاها 
فتواضع فثم دارة قدس    تتمنى الافلاك لثم ثراها 
قل له والدموع سفح عقيق    والجوى تصطلي بنار غضاها 
يابن عم النبي أنت يد الله    التي عم كل شئ نداها 
أنت قرآنه القديم وأوصا    فك آياته التي أوحاها 
خصبك الله في مآثر شتى    هي مثل الاعداد لا تتناهى 
ليت عينا بغير روضك ترعى    قذيت واستمر فيها قذاها 
أنت بعد النبي خير البرايا    والمسا خير ما بها قمراها 
لك ذات كذاته حيث لولا    أنها مثلها لما آخاها 
قد تراضعتما بثدي وصال    كان من جوهر التجلي غذاها 
يا علي المقدار حسبك لا هو    تية لا يحاط في علياها 
أي قدس إليه طبعك ينمى    والمراقي المقدسات ارتقاها 
لك نفس من جوهر اللطف صيغت    جعل الله كل نفس فداها 
هي قطب المكونات ولولا    ها لما دارت الرحى لولاها 
لك كف من أبحر الله تجري    أنهر الانبياء من جدواها 
حزت ملكا من المعالي محيطا    بأقاليم يستحيل انتهاها 
ليس يحكي دري فخرك ذر    أين من كدرة المياه صفاها 
كل ما في القضاء من كائنات    أنت مولى بقائها وفناها 
يا أبا النيرين ، أنت سماء    قد محا كل ظلمة قمراها 
لك بأس يذيب جامدة    الكونين رعبا ويجمد الامواها 
زان شكل الوغى حسامك والـ   رمـح كما زان غادة قرطاها 
ما تتبعت معشرا قط إلا    وأناخ الفنا بعقر فناها 
كلما أحفت الوغى لك خيلا    أنعلتها من الملوك طلاها 
قد تها قود قادر لم ترعه    امم غير ممكن احصاها 
لك ذات من الجلالة تحوي    عرش علم عليه كان استواها 
لم يزل بانتظارك الدين حتى    جردت كف عزمتيك ظباها 
فجعلت الرشاد فوق الثريا    ومقام الضلال تحت ثراها 
فاستمرت معالم الدين تدعو    لك طول الزمان فاغتم دعاها 
إنما البأس والتقى والعطايا    حلبات بلغت أقصى مداها 
لك من آدم القديم مراع    أمة بعد أمة ترعاها 
يا أخاه المصطفى لدي ذنوب    هي عين القذى وأنت جلاها 
يا غياث الصريخ دعوة عاف    ليس إلاك سامع نجواها 
كيف تخشى العصاة بلوى المعاصي    وبك الله منقذ مبتلاها 
لك في مرتقى العلى والمعالي    درجات لا يرتقى أدناها 
عرفت ذاتك القديمة مولا    ك فو حدت في القديم الالها 
أين معناك من معاني أناس    كان مبعودها اتباع هواها 
يا خليلي إن لله خلقا    حسبها النار في غد تصلاها 
سبحوا في الضلال سبحا طويلا    وعلى الرشد أكرهوا إكراها 
إن تسليما ( السقيفة ) والقو    م فإنى والله لا أنساها 
يوم خطت صحيفة الغي يملـ    يها عليها خداعها ودهاها 
ما جتماع المهاجرين مع الانـ    صار فيها وقد علت غوغاها 
حيث قالوا منا ومنكم أمير    ووزير يدير قطب رحاها 
وأرادوا لها تدابير سعد    فارتضاها بعض وبعض أباها 
أتراها درت بأمر عتيق    فلماذا في الامر طال مراها 
إن تكن بيعة الصحابة دينا    لم يحل عن محلها أتقاها 
كيف لم يسرع الوصي إليها    وهو باب العلوم بل معناها ؟ 
كيف لم تقبل الشهادة من    أحمد فيه بأنه أقضاها ؟ 
بيعة أورثت جميع البرايا    فتنة طال جورها وجفاها 
بل هي ( الفلتة ) التي زعموها    كفي المسلمون شر أذاها 
يا ترى هل درت لمن أخرته    عن مقام العلى وما أدراها 
أخرت أشبه الورى بأخيه    هل رأت في أخ النبي اشتباها ؟ 
كيف لم تأمن الامين عليها    وهو في كل ذمة أوفاها 
ولو أن الاصحاب لم تعدر شدا    كان رشدا فرارها من عداها 
أنبي بلا وصي ؟     تعالى الله عما يقوله سفهاها 
زعموا أن هذه الارض مرعى    ترك الناس فيه ترك سداها 
كيف تخلو من حجة وإلى من حجة    ترجع الناس في اختلاف نهاها 
وأرى السوء للمقادير ينمى    فإذا لا فساد إلا قضاها 
قد علمتم أن النبي حكيم    لم يدع من أموره اولاها 
أم جهلتم طرق الصواب من    الدين ففاتت أمثالكم مثلاها 
هل ترى الاوصياء يا سعد إلا    أقرب العالمين من أنبياها ؟ 
أو ترى الانبياء قد تخذوا المشرك    دهرا بالله من أوصياها ؟ 
أن نبي الهدى رأى الرسل ضلت    قبله فاقتفي خلاف اقتفاها ؟ 
أو ما ينظرون ماذا دهتهم    قصة الغار من مساوي دهاها 
 
 
العودة إلى الرئيسية العودة إلى موقع الميزان منتديات موقع الميزان