الأدعية |
دعاء التوحيد(1) اللهم أني أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به(2) ولاة أمرك المأمونون على سرك(3) المستبشرون بأمرك الواصفون لقدرتك المعلنون لعظمتك. أسألك بما نطق فيهم من مشيئتك(4) فجعلتهم معادن لكلماتك(5) وأركاناً(6) لتوحيدك وآياتك ومقاماتك(7) التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك(8) لا فرق بينك وبينها(9) إلا أنهم عبادك وخلقك فتقها ورتقها بيدك(10) بدؤها منك وعودها إليك أعضاد وأشهد ومناة وأذواد وحفظة ورواد(11) فبهم ملأت سماءك وأرضك(12) حتى ظهر أن لا إله إلا أنت فبذلك أسألك وبمواقع العز من رحمتك(13) وبمقاماتك وعلاماتك أن تصلي على محمد وآله وأن تزيدني إيماناً وتثبيتاً يا باطناً في ظهوره وظاهراً في بطونه ومكنونه(14) يا مفرقاً بين النور والديجور يا موصوفاً بغير كنه ومعروفاً بغير شبه حاد كل محدود وشاهد كل مشهود وموجد كل موجود ومحصي كل معدود وفاقد كل مفقود(15) ليس دونك من معبود أهل الكبرياء والجود يا من لا يكيف بكيف ولا يؤين بأين(16) يا محتجباً عن كل عين يا ديموم يا قيوم وعالم كل معلوم صل على محمد وآله وعلى عبادك المنتجبين وبشرك المحتجبين(17) وملائكتك المقربين والبهم الصافين الحافين(18) وبارك لنا في شهرنا هذا المرجب المكرم(19) وما بعده من الأشهر الحرم وأسبغ علينا فيه النعم وأجزل لنا فيه القسم وأبرز لنا فيه القسم(20) الذي وضعه على النهار فأضاء وعلى الليل فأظلم(21) واغفر لنا ما تعلم منا وما لا نعلم(22) واعصمنا من الذنوب خير العصم واكفنا كوافي قدرك وامنن علينا بحسن نظرك ولا تكلنا إلى غيرك ولا تمنعنا من خيرك وبارك لنا فيما كتبت لنا من أعمارنا وأصلح لنا خبيئة أسرارنا وأعطنا منك الأمان واستعملنا بحسن الأيمان وبلغنا شهر الصيام وما بعده من الأيام والأعوام يا ذا الجلال والإكرام.
دعاء العلوي المصري(23) رب من ذا الذي دعاك فلم تجبه، ومن ذا الذي سألك فلم تعطه، ومن ذا الذي ناجاك فخيبته، أو تقرب إليك فأبعدته، وربي هذا فرعون ذو الأوتاد، مع عناده وكفره وعتوه، وادعائه الربوبية لنفسه، وعلمك بأنه لا يتوب، ولا يرجع ولا يؤدب، ولا يؤمن ولا يخشع، استجبت له دعاءه، وأعطيته سؤله، كرماً منك وجوداً، وقلة مقدار لما سألك عندك، مع عظمه عنده، أخذاً بحجتك عليه وتأكيداً لها، حين فجر وكفر، واستطال على قومه وتجبر، وبكفره عليهم افتخر، وبظلمه لنفسه تكبر، وبحلمك عنه استكبر، فكتب وحكم على نفسه، جرأة منه: أن جزاء مثله أن يغرق في البحر، فجزيته بما حكم به على نفسه. إلهي وأنا عبدك وابن أمتك، معترف لك بالعبودية، مقر بأنك أنت الله خالقي، لا إله لي غيرك، ولا رب لي سواك، موقن بأنك أنت الله ربي، وإليك مردي وإيابي، عالم بأنك على كل شيء قدير، تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد، لا معقب لحكمك، ولا راد لقضائك، وإنك الأول والآخر، والظاهر والباطن، لم تكن من شيء، ولم تبن عن شيء، كنت قبل كل شيء، وأنت الكائن بعد كل شيء، والمكون لكل شيء، خلقت كل شيء بتقدير، وأنت السميع البصير. وأشهد أنك كذلك، كنت وتكون، وأنت حي قيوم، لا تأخذك سنة ولا نوم، ولا توصف بالأوهام، ولا تدرك بالحواس، ولا تقاس بالمقياس، ولا تشبه بالناس، وأن الخلق كلهم عبيدك وإمائك، أنت الرب ونحن المربوبون، وأنت الخالق ونحن المخلوقون، وأنت الرزاق ونحن المرزوقون، فلك الحمد يا إلهي إذ خلقتني بشراً سوياً، فلك الحمد حمداً إن عد لم يحص، وإن وضع لم يتسع له شيء، حمداً يفوق على جميع حمد الحامدين، ويعلو على حمد كل شيء، ويفخم ويعظم على ذلك كله، وكلما حمد الله شيء، والحمد لله كما يحب الله أن يحمد، والحمد لله عدد ما خلق، وزنة ما خلق، وزنة أجل ما خلق، وبوزن أخف ما خلق، وبعدد أصغر ما خلق، والحمد لله حتى يرضى ربنا وبعد الرضا، وأسأله أن يصلي على محمد وآل محمد، وأن يغفر لي ذنبي، وأن يحمد لي أمري ، ويتوب علي إنه هو التواب الرحيم. إلهي وإني أنا أدعوك وأسألك باسمك الذي دعاك به صفوتك أبونا آدم (عليه السلام)، وهو مسيء ظالم، حين أصاب الخطيئة، فغفرت له خطيئته، وتبت عليه، واستجبت له دعوته، وكنت منه قريباً يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تغفر لي خطيئتي، وترضى عني، فإن لم ترض عني فاعف عني، فإني مسيء ظالم خاطئ عاص، وقد يعفو السيد عن عبده وليس براض عنه، وأن تُرضي عني خلقك، وتميط عني حقك. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به إدريس (عليه السلام)، فجعلته صديقاً نبياً، ورفعته مكاناً علياً، واستجبت دعاءه، وكنت منه قريباً يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل مآبي إلى جنتك ومحلي في رحمتك، وتسكنني فيها بعفوك، وتزوجني من حورها بقدرتك يا قدير. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به نوح إذ نادى إني مغلوب فانتصر، ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر، وفجرنا الأرض عيوناً، فالتقى الماء على أمر قد قدر، ونجيته على ذات الألواح ودسر، فاستجبت دعائه وكنت منه قريباً يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تنجيني من ظلم من يريد ظلمي، وتكف عني بأس من يريد هضمي، وتكفيني سر كل سلطان جائر، وعدو قاهر، ومستخف قادر، وجبار عنيد، وكل شيطان مريد، وأنسي شديد، وكيد كل مكيد، يا حليم يا ودود. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك صالح (عليه السلام)، فنجيته من الخسف، وأعليته على عدوه، واستجبت دعاءه، وكنت منه قريباً يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تخلصني من شر ما يريدني به، وسعى بي حسادي، وتكفينهم بكفايتك، وتتولاني بولايتك، وتهدي قلبي بهداك، وتؤيدني بتقواك، وتبصرني (وتنصرني) بما فيه رضاك، وتغنيني بغناك يا حليم. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك وخليلك إبراهيم (عليه السلام)، حين أراد نمرود إلقاءه في النار، فجعلت له النار برداً وسلاماً، واستجبت له دعاءه، وكنت منه قريباً يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تبرد عني حر نارك، وتطفئ عني لهبها، وتكفيني حرها، وتجعل ثائرة أعدائي في شعارهم ودثارهم، وترد كيدهم في نحورهم وتبارك لي فيما أعطيتنيه، كما باركت عليه وعلى آله، إنك أنت الوهاب الحميد المجيد. إلهي وأسألك بالاسم الذي دعاك إسماعيل (عليه السلام)، فجعلته نبياً ورسولاً، وجعلت له من حرمك منسكاً ومسكناً، ومأوى، واستجبت له دعاءه (ونجيته من الذبح، وقربته رحمة منك) وكنت منه قريباً يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تفسح لي في قبري، وتحط وزري، وتشد لي أزري، وتغفر لي ذنبي، وترزقني التوبة، بحط السيئات، وتضاعف الحسنات، وكشف البليات، وربح التجارات، ودفع معرة السعايات، إنك مجيب الدعوات، ومنزل البركات، وقاضي الحاجات، ومعطي الخيرات، وجبار السماوات. إلهي وأسألك بما سألك به ابن خليلك، إسماعيل (عليه السلام), الذي نجيته من الذبح، وفديته بذبح عظيم، وقلبت له المشقص، حتى ناجاك موقناً بذبحه، راضياً بأمر والده، فاستجبت له دعاءه، وكنت منه قريباً يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تنجيني من كل سوء وبلية، وتصرف عني كل ظلمة وخيمة، وتكفيني ما أهمني من أمور دنياي وآخرتي، وما أحاذره وأخشاه ومن شر خلقك أجمعين، بحق آل ياسين. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به لوط (عليه السلام)، فنجيته وأهله من الكرب العظيم، واستجبت له دعاءه، وكنت منه قريباً يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تأذن لي بجمع ما شتت من شملي، وتقر عيني بولدي، وأهلي ومالي، وتصلح لي أموري، وتبارك لي في جميع أحوالي، وتبلغني في نفسي آمالي، وأن تجيرني من النار، وتكفيني شر الأشرار، بالمصطفين الأخيار، والأئمة الأبرار ونور الأنوار، محمد وآله الطيبين الطاهرين الأخيار، الأئمة المهديين، والصفوة المنتجبين، صلوات الله عليهم أجمعين، وترزقني مجالستهم، وتمن علي بمرافقتهم، وتوفق لي صحبتهم، مع أنبيائك المرسلين، وملائكتك المقربين، وعبادك الصالحين، وأهل طاعتك أجمعين، وحملت عرشك والكروبيين. إلهي وأسألك باسمك الذي سألك به يعقوب (عليه السلام)، وقد كف بصره وشتت شمله (جمعه) وفقد قرة عينيه ابنه، فاستجبت له دعاءه، وجمعت شمله، وأقررت عينه، وكشفت ضره، وكنت منه قريباً يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تأذن لي بجمع ما تبدد من أمري، وتقر عيني بولدي وأهلي ومالي، وتصلح شأني كله، وتبارك لي في جميع أحوالي، وتبلغني في نفسي وآمالي، وتصلح لي أفعالي وتمن علي يا كريم، يا ذا المعالي، وبرحمتك يا أرحم الراحمين. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك يوسف (عليه السلام)، فاستجبت له، ونجيته من غيابت الجب، وكشفت ضره، وكفيته كيد أخوته، وجعلته بعد العبودية ملكاً، واستجبت دعاءه، وكنت منه قريباً يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تدفع عني كيد كل كائد وشر كل حاسد، إنك على كل شيء قدير. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك موسى بن عمران (عليه السلام)، إذ قلت تباركت وتعاليت: (وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجياً) وضربت له طريقاً في البحر يبساً، ونجيته ومن معه من بني إسرائيل، وأغرقت فرعون وهامان وجنودهما، واستجبت له دعاءه، وكنت منه قريباً يا قريب، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تعيذني من شر خلقك، وتقربني من عفوك، وتنشر علي من فضلك، ما تغنيني به عن جميع خلقك، ويكون لي بلاغاً أنال به مغفرتك ورضوانك، يا وليي وولي المؤمنين. إلهي وأسألك بالاسم الذي دعاك به عبدك ونبيك داوود (عليه السلام) فاستجبت له دعاءه وسخرت له الجبال، يسبحن معه بالعشي والإبكار، والطير محشورة كل له أواب، وشددت ملكه وأتيته الحكمة وفصل الخطاب، وألنت له الحديد، وعلمته صنعة لبوس لهم، وغفرت ذنبه وكنت منه قريباً يا قريب، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تسخر لي جميع أموري، وتسهل لي تقديري، وترزقني مغفرتك وعبادتك، وتدفع عني ظلم الظالمين، وكيد الكائدين، ومكر الماكرين، وسطوات الفراعنة الجبارين الحاسدين، يا أمان الخائفين، وجار المستجيرين، وثقة الواثقين، وذريعة المؤمنين، ورجاء المتوكلين، ومعتمد الصالحين، يا أرحم الراحمين. إلهي وأسألك بالاسم الذي دعاك به عبدك ونبيك سليمان بن داوود (عليهما السلام)، إذ قال: ربي اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي، إنك أنت الوهاب فاستجبت له دعاءه، وأطعت له الخلق، وحملته على الريح، وعلمته منطق الطير، وسخرت له الشياطين، من كل بناء وغواص، وآخرين مقرنين في الأصفاد، هذا عطاؤك لا عطاء غيرك، وكنت منه قريباً يا قريب، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تهدي لي قلبي وتجمع لي لبي، وتكفيني همي، وتؤمن خوفي، وتفك أسري، وتشد أزري، وتمهلني، وتنفسني، وتستجيب دعائي، وتسمع ندائي، ولا تجعل في النار مأواي، ولا الدنيا أكبر همي، وأن توسع علي رزقي، وتحسن خلقي، وتعتق رقبتي من النار، فإنك سيدي ومولاي، ومؤملي. إلهي وأسألك اللهم باسمك الذي دعاك به أيوب (عليه السلام) لما حل به البلاء بعد الصحة، ونزل السقم منه منزل العافية، والضيق بعد السعة والقدرة، فكشفت ضره، ورددت عليه أهله، ومثلهم معهم، حين ناداك داعياً لك، راغباً إليك، راجياً لفضلك، شاكياً إليك: رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فاستجبت له دعاءه، وكشفت ضره، وكنت منه قريباً يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تكشف ضري، وتعافيني في نفسي وأهلي ومالي ووالدي، وإخواني فيك، عافية باقية شافية كافية وافرة هادية نامية مستغنية عن الأطباء والأدوية، وتجعلها شعاري ودثاري، وتمتعني بسمعي وبصري، وتجعلهما الوارثين مني، إنك على كل شيء قدير. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك يونس بن متى (عليه السلام) في بطن الحوت، حين ناداك في ظلمات ثلاث: أن لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين, وأنت أرحم الراحمين، فاستجبت له دعاءه، وأنبت عليه شجرة من يقطين، وأرسلته إلى مائة ألف أو يزيدون، وكنت منه قريباً يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تستجيب دعائي وتداركني بعفوك، فقد غرقت في بحر الظلم لنفسي، وركبتني مظالم كثيرة لخلقك علي، صل على محمد وآل محمد، واسترني منهم، واعتقني من النار، واجعلني من عتقائك وطلقائك من النار، في مقامي هذا، بمنك يا منان. إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك عيسى ابن مريم (عليهما السلام)، إذ أيدته بروح القدس، وأنطقته في المهد، فأحيى به الموتى وأبرأ به الأكمه والأبرص بإذنك، وخلق من الطين كهيئة الطير, فصار طائراً بإذنك، وكنت منه قريباً يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وتكفر عن سيئاتي، وتقبل مني حسناتي، وتقبل توبتي، وتتوب علي، وتغني فقري، وتجبر كسري، وتحيي فؤادي بذكرك، وتحييني في عافية، وتميتني في عافية. إلهي وأسألك اللهم باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك زكريا (عليه السلام)، حين سألك داعياً لك، راغباً إليك، راجياً لفضلك، فقام بالمحراب ينادي نداءً خفياً، فقال: رب هب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب، واجعله رب رضياً، فوهبت له يحيى، واستجبت له دعاءه وكنت منه قريباً يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تبقي لي أولادي، وأن تمتعني بهم، وتجعلني وإياهم مؤمنين لك، راغبين في ثوابك، حياة طيبة، وتميتنا ميتة طيبة، إنك فعال لما تريد. إلهي وأسألك بالاسم الذي سألتك به امرأة فرعون، إذ قالت: رب ابني لي بيتاً عندك في الجنة، ونجني من فرعون وعمله، ونجني من القوم الظالمين، فاستجبت لها دعاءها، وكنت منها قريباً يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تقر عيني بالنظر إلى جنتك, ووجهك الكريم، وأوليائك، وتفرحني بمحمد وآله، وتؤنسني به وبآله، وبمصاحبتهم. ومرافقتهم، وتمكن لي فيها، وتنجيني من النار، وما أعد لأهلها، من السلاسل والأغلال، والشدائد والأنكال، وأنواع العذاب، بعفوك يا كريم. إلهي وأسألك باسمك الذي دعتك به عبدتك وصديقتك مريم البتول, وأم المسيح الرسول (عليهما السلام)، إذ قلت: (ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين)، فاستجبت لها دعاءها, وكنت منها قريباً يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تحصني بحصنك الحصين، وتحجبني بحجابك المنيع، وتحرزني بحرزك الوثيق، وتكفيني بكفايتك الكافية، من شر كل طاغ، وظلم كل باغ، ومكر كل ماكر، وغر كل غادر، وسحر كل ساحر، وجور كل سلطان جائر، بمنعك يا منيع. إلهي وأسألك بالاسم الذي دعاك به عبدك ونبيك وصفيك وخيرتك من خلقك، وأمينك على وحيك، وبعيثك إلى بريتك، ورسولك إلى خلقك، محمد خاصتك وخالصتك (صلى الله عليه وآله وسلم)، فاستجبت دعاءه، وأيدته بجنود لم يروها، وجعلت كلمتك العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، وكنت منه قريباً يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، صلاة زاكية، طيبة نامية باقية مباركة، كما صليت على أبيهم إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك عليهم كما باركت عليهم، وسلم عليهم كما سلمت عليهم، وزدهم فوق ذلك كله زيادة من عندك، واخلطني بهم، واجعلني منهم، واحشرني معهم، وفي زمرتهم، حتى تسقيني من حوضهم، وتدخلني في جملتهم، وتجمعني وإياهم، وتقرعيني بهم، وتعطيني سؤلي، وتبلغني آمالي في ديني ودنياي وآخرتي، ومحياي ومماتي، وتبلغهم سلامي، وترد علي منهم السلام، وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته. إلهي أنت الذي تنادي في أنصاف كل ليلة: هل من سائل فأعطيه؟ أم هل من داع فأجيبه؟ أم هل من مستغفر فأغفر له؟ أم هل من راج فابلغه رجاه؟ أم هل من مؤمل فابلغه أمله؟ ها أنا سائلك بفنائك ومسكينك ببابك، وضعيفك ببابك، وفقيرك ببابك، ومؤملك بفنائك، أسألك نائلك، وأرجو رحمتك، وأؤمل عفوك، والتمس غفرانك، فصلي على محمد وآل محمد. وأعطني سؤلي، وبلغني أملي، واجبر فقري، وارحم عصياني، واعفي عن ذنوبي، وفك رقبتي من المظالم لعبادك ركبتني، وقو ضعفي وأعز مسكنتي، وثبت وطأتي، واغفر جرمي، وأنعم بالي، وأكثر من الحلال مالي، وخر لي في جميع أموري وأفعالي، ورضني بها، وارحمني ووالدي وما ولدا، من المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع الدعوات، وألهمني من برهما ما أستحق به ثوابك والجنة، وتقبل حسناتهما، واغفر سيئاتهما، وأجزهما ما فعلا بي ثوابك والجنة. إلهي! وقد علمت يقيناً أنك لا تأمر بالظلم ولا ترضاه، ولا تميل إليه ولا تهواه، ولا تحبه ولا تغشاه، وتعلم ما فيه هؤلاء القوم من ظلم عبادك، وبغيهم علينا، وتعديهم بغير حق ولا معروف، بل ظلماً وعدواناً، وزوراً وبهتاناً، فإن كنت جعلت لهم مدة لابد من بلوغها، أو كتبت لهم آجالاً ينالونها، فقد قلت- وقولك الحق ووعدك الصدق- : (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) فأنا أسألك بكل ما سألك به أنبياؤك ورسلك، وأسألك بما سألك به عبادك الصالحون، وملائكتك المقربون، أن تمحو من أم الكتاب ذلك، وتكتب لهم الاضمحلال والمحق، حتى تقرب آجالهم، وتقضي مدتهم، وتذهب أيامهم، وتبتر أعمالهم، وتهلك فجارهم، وتسلط بعضهم على بعض، حتى لا تبقي منهم أحداً، ولا تنجي منهم أحداً، وتفرق جموعهم، وتكل سلاحهم، وتبدد شملهم، وتقطع آجالهم، وتقصر أعمارهم، وتزلزل أقدامهم، وتطهر بلادك منهم، وتظهر عبادك عليهم، فقد غيّروا سنتك، ونقضوا عهدك، وهتكوا حريمك، وأتوا على ما نهيتهم عنه، وعتو عتواً كبيراً كبيراً، وضلوا ضلالاً بعيداً، فصل على محمد وآل محمد، وأذن لجمعهم بالشتات، ولحيهم بالممات، ولأزواجهم بالنهبات، وخلص عبادك من ظلمهم، واقبض أيديهم عن هضمهم، وطهر أرضك منهم ، وأذن بحصد نباتهم، واستئصال شأفتهم, وشتات شملهم, وهدم بنيانهم, يا ذا الجلال والإكرام. وأسألك يا إلهي وإله كل شيء, وربي ورب كل شيء, وأدعوك بما دعاك به عبداك ورسولاك ونبياك وصفياك موسى وهارون (عليهما السلام), حين قالا - داعين لك راجين لفضلك-: (ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالاً في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) فمننت وأنعمت عليهما بالإجابة لهما, إلى أن قرعت سمعهما بأمرك, فقلت- اللهم رب- : (قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون) أن تصلي على محمد وآل محمد, وأن تطمس على أموال هؤلاء الظلمة, وأن تشدد على قلوبهم, وأن تخسف بهم برك, وأن تغرقهم في بحرك, فإن السماوات والأرض وما فيهما لك, وأري الخلق قدرتك فيهم, وبطشتك عليهم, فافعل ذلك بهم, وعجل لهم ذلك, يا خير من سئل, وخير من دعي, وخير من تذلل له الوجود, ورفعت إليه الأيدي, ودعي بالألسن, وشخصت إليه الأبصار, وأمت إليه القلوب, ونقلت إليهم الأقدام, وتحوكم إليه في الأعمال. إلهي! وأنا عبدك, أسألك من أسمائك بأبهاها, وكل أسمائك بهي, بل أسألك بأسمائك كلها, أن تصلي على محمد وآل محمد, وأن تركسهم على أم رؤوسهم, في زينتهم, وترديهم في مهوى حفرتهم, وارمهم بحجرك, وذكهم بمشاقصهم, وأكببهم على مناخرهم, واخنقهم بوترهم, واردد كيدهم في نحورهم, وأوبقهم بندامتهم, حتى يستخذلوا, ويتضاءلوا, بعد نخوتهم, وينقمعوا بعد استطالتهم, أذلاء مأسورين في ربق حبائلهم التي كانوا يؤملون أن يرونا فيها, وترينا قدرتك فيهم, وسلطانك عليهم, وتأخذهم أخذ القرى وهي ظالمة, إن أخذك الأليم الشديد, وتأخذهم - يا رب - أخذ عزيز مقتدر, فإنك عزيز مقتدر شديد العقاب, شديد المحال. اللهم صلي على محمد وآل محمد, وعجل إيرادهم عذابك, الذي أعددته للظالمين من أمثالهم, والطاغين من نظرائهم, وارفع حلمك عنهم وأحلل عليهم غضبك, الذي لا يقوم له شيء وأمر في تعجيل ذلك عليهم, بأمرك الذي لا يرد ولا يؤخر, فإنك شاهد كل نجوى, وعالم كل فحوى, ولا تخفى عليك من أعمالهم خافية, وأنت علام الغيوب, عالم بما في الضمائر والقلوب. وأسألك اللهم وأناديك بما ناداك به - سيدي - وسألك به نوح, إذ قلت - تباركت وتعاليت - : (ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون) أجل - اللهم يا رب - أنت نعم المجيب, ونعم المدعو, ونعم المسؤول, ونعم المعطي, أنت الذي لا يخيب سائلك, ولا تمل دعاء من أمّلك, ولا تتبرم بكثرة حوائجهم إليك, ولا بقضائها لهم, فإن قضاء حوائج جميع خلق إليك في أسرع لحظ من لمح الطرف, وأخف عليك وأهون عندك من جناح بعوضة, وحاجتي - يا سيدي ومولاي, ومعتمدي ورجائي - أن تصلي على محمد وآل محمد, وأن تغفر لي ذنبي, فقد جئتك ثقيل الظهر, بعظيم ما بارزتك به من سيئاتي, وركبني من مظالم عبادك, ما لا يكفني ولا يخلصني منها غيرك, ولا يقدر عليه ولا يملكه سواك, فامح - يا سيدي - كثرة سيئاتي بيسير عبراتي, بل بقساوة قلبي, وجمود عيني, بل برحمتك التي وسعت كل شيء, فلتسعني رحمتك, يا رحمن يا رحيم, يا أرحم الراحمين, لا تمتحني في هذه الدنيا بشيء من المحن, ولا تسلط عليّ من لا يرحمني, ولا تهلكني بذنوبي, وعجل خلاصي من كل مكروه, وارفع عني كل ظلم, ولا تهتك ستري, ولا تفضحني يوم جمعك الخلائق للحساب, يا جزيل العطاء والثواب. أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد, وأن تحييني حياة السعداء, وتميتي ميتة الشهداء, وتقبلني قبول الأوداء, وتحفظني في هذه الدنيا الدنية, من شر سلاطينها, وفجارها, وشرارها, ومحبيها, والمعاملين لها وما فيها, وقني شر طغاتها, وحسادها, وباغي الشرك فيها, حتى تكفيني مكر المكرة, وتفقأ عني أعين الكفرة, وتفحم عني ألسن الفجرة, وتقبض لي على أيدي الظلمة, وتوهن عني كيدهم, وتميتهم بغيظهم, وتشغلهم بأسماعهم, وأبصارهم, وأفئدتهم, وتجعلني من ذلك كله في أمنك وأمانك, وحرزك وسلطانك, وحجابك وكنفك, وعياذك وجارك, ومن جار السوء, وجليس السوء, إنك على كل شيء قدير. إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين. اللهم بك أعوذ, وبك ألوذ, ولك أعبد, وإياك أرجو, وبك أستعين, وبك أستكفي, وبك أستغيث, وبك أستنقذ, ومنك أسأل, أن تصلي على محمد وآل محمد, ولا تردني إلا بذنب مغفور, وسعي مشكور, وتجارة لن تبور, وأن تفعل بي ما أنت أهله, ولا تفعل بي ما أنا أهله, فإنك أهل التقوى, وأهل المغفرة, وأهل الفضل والرحمة. إلهي وقد أطلت دعائي, وأكثرت خطابي, وضيق حداني على ذلك كله, وحملني عليه علماً مني بأنه يجزيك منه قدراً الملح بالعجين, بل يكفيك عزم إرادة, وأن يقول العبد - بنية صادقة, ولسان صادق - : (يا رب), فتكون عند ظن عبدك بك, وقد ناجاك بعزم الإرادة قلبي, فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد, وأن تقرن دعائي بالإجابة منك, وتبلغني ما أملته فيك, منةً منك وطولاً, وقوةً وحولاً, لا تقيمني من مقامي هذا إلا بقضاء جميع ما سألتك, فإنه عليك يسير, وخطره عندي جليل كثير, وأنت عليه قدير, يا سميع يا بصير. إلهي! وهذا مقام العائذ بك من النار, والهارب منك إليك, من ذنوب تهجمته, وعيوب فضحته, فصل على محمد وآل محمد, وانظر إلي نظرة رحيمة أفوز بها إلى جنتك, وأعطف علي عطفة, أنجو بها من عقابك, فإن الجنة والنار لك, وبيدك, ومفاتيحهما ومغاليقهما إليك, وأنت على ذلك قادر, وهو عليك هين يسير, فافعل بي ما سألتك يا قدير, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, وحسبنا الله ونعم الوكيل, نعم المولى, ونعم النصير والحمد لله رب العالمين, وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
صلوات الجمعة(24) بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد سيد المرسلين وخاتم النبيين وحجة رب العالمين المنتجب في الميثاق(25) المصطفى في الظلال(26) المطهر من كل آفة البريء من كل عيب المؤمل للنجاة المرتجى للشفاعة المفوض إليه دين الله(27). اللهم شرف بنيانه وعظم برهانه وأفلج حجته وارفع درجته وأضئ نوره وبيض وجهه وأعطه الفضل والفضيلة والمنزلة والوسيلة(28) والدرجة الرفيعة وابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأولون والآخرون وصل على أمير المؤمنين ووارث المرسلين وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين وحجة رب العالمين. وصل على الحسن بن علي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين(29). وصل على الحسين بن علي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على علي بن الحسين إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على محمد بن علي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على جعفر بن محمد إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على موسى بن جعفر إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على علي بن موسى إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على محمد بن علي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على علي بن محمد إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على الحسن بن علي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على الخلف الهادي المهدي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين(30). اللهم صل على محمد وأهل بيته الأئمة الهادين العلماء الصادقين الأبرار المتقين دعائم دينك وأركان توحيدك وتراجمة وحيك وحججك على خلقك وخلفائك في أرضك الذين اخترتهم لنفسك واصطفيتهم على عبادك وارتضيتهم لدينك وخصصتهم بمعرفتك وجللتهم بكرامتك. وغشيتهم برحمتك وربيتهم بنعمتك وغذيتهم بحكمتك وألبستهم نورك ورفعتهم في ملكوتك وحففتهم بملائكتك وشرفتهم بنبيك صلواتك عليه وآله. اللهم صل على محمد وعليهم صلاة زاكية نامية كثيرة دائمة طيبة لا يحيط بها إلا أنت ولا يسعها إلا علمك ولا يحصيها أحد غيرك.
لقضاء الحوائج(31) اللهم إن أطعتك فالمحمدة(32) لك، وإن عصيتك فالحجة لك، منك الروح(33) ومنك الفرج، سبحان من أنعم وشكر، سبحان من قدر وغفر، اللهم إن كنت قد عصيتك فإني قد أطعتك في أحب الأشياء إليك وهو الإيمان بك، لم أتخذ لك ولداً، ولم أدع لك شريكاً، مناً منك به علي، لا مناً مني به عليك(34)، وقد عصيتك يا إلهي على غير وجه المكابرة، ولا الخروج عن عبوديتك، ولا الجحود لربوبيتك، ولكن أطعت هواي وأزلني الشيطان(35) فلك الحجة علي والبيان، فإن تعذبني فبذنوبي غير ظالم، وإن تغفر لي وترحمني فإنك جواد كريم، يا كريم يا كريم... [حتى ينقطع النفس]. [ثم تقول]: يا آمناً من كل شيء، وكل شيء منك خائف حذر(36) أسألك بأمنك من كل شيء، وخوف كل شيء منك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تعطيني أماناً لنفسي وأهلي وولدي، وسائر ما أنعمت به علي، حتى لا أخاف أحداً ولا أحذر من شيء أبداً(37)، إنك على كل شيء قدير، وحسبنا الله ونعم الوكيل، يا كافي إبراهيم نمرود، يا كافي موسى فرعون، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تكفيني شر فلان بن فلان.
اللهم أنجز(38) اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم انتقم لي من أعدائي(39).
دعاء الحكمة(40) بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك أن تصلي على محمد نبي رحمتك وكلمة نورك(41) وأن تملأ قلبي نور اليقين، وصدري نور الإيمان، وفكري نور الثبات، وعزمي نور العلم، وقوتي نور العمل، ولساني نور الصدق، وديني نور البصائر من عندك، وبصري نور الضياء، وسمعي نور وعي الحكمة، ومودتي نور الموالاة لمحمد وآله (عليهم السلام)(42) حتى ألقاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك فلتسعني رحمتك يا ولي يا حميد. اللهم صل على حجتك في أرضك، وخليفتك في بلادك، والداعي إلى سبيلك، والقائم بقسطك، والثائر بأمرك، ولي المؤمنين، وبوار الكافرين، ومجلي الظلمة، ومنير الحق، والساطع بالحكمة والصدق، وكلمتك التامة في أرضك، المرتقب الخائف(43) والولي الناصح، سفينة النجاة، وعلم الهدى، ونور أبصار الورى، وخير من تقمص وارتدى، ومجلي العمى، الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملأت ظلماً وجوراً، إنك على كل شيء قدير. اللهم صل على وليك وابن أوليائك الذين فرضت طاعتهم، وأوجبت حقهم وأذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيراً. اللهم انصر وانتصر به أولياءك وأولياءه، وشيعته وأنصاره واجعلنا منهم. اللهم أعذه من كل باغ وطاغ، ومن شر جميع خلقك، واحفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، واحرسه، وامنعه من أن يوصل إليه بسوء واحفظ فيه رسولك وآل رسولك، وأظهر به العدل وأيده بالنصر، وانصر ناصريه واخذل خاذليه، واقصم به جبابرة الكفرة، واقتل به الكفار والمنافقين وجميع الملحدين، حيث كانوا في مشارق الأرض ومغاربها، برها وبحرها، واملأ به الأرض عدلاً، وأظهر به دين نبيك، واجعلني اللهم من أنصاره وأعوانه، وأتباعه وشيعته، وأرني في آل محمد ما يأملون، وفي عدوهم ما يحذرون إله الحق آمين يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين.
دعاء الفرج(44) إلهي عظم البلاء وبرح الخفاء(45) وانكشف الغطاء(46) وانقطع الرجاء، وضاقت الأرض(47) ومنعت السماء(48) وأنت المستعان وإليك المشتكى وعليك المعول في الشدة والرخاء. اللهم صل على محمد وآل محمد أولي الأمر الذين فرضت علينا طاعتهم(49) وعرفتنا بذلك منزلتهم ففرج عنا بحقهم فرجاً عاجلاً قريباً كلمح البصر أو هو أقرب. يا محمد يا علي، يا علي يا محمد، أكفياني فإنكما كافيان وانصراني فإنكما ناصران، يا مولانا يا صاحب الزمان الغوث الغوث الغوث، أدركني أدركني أدركني، الساعة الساعة الساعة، العجل العجل العجل، يا أرحم الراحمين بحق محمد وآله الطاهرين(50).
الصلاة والدعاء للمهدي(51) اللهم وصل على وليك المحيي سنتك القائم بأمرك الداعي إليك الدليل عليك، حجتك على خلقك وخليفتك في أرضك وشاهدك على عبادك. اللهم أعز نصره ومد في عمره وزين الأرض بطول بقائه .اللهم أكفه بغي الحاسدين وأعذه من شر الكائنين وأزجر عنه إرادة الظالمين وخلصه من أيدي الجبارين. اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا(52) ما تقر به عينه وتسر به نفسه وبلغه أفضل ما أمله في الدنيا والآخرة إنك على كل شيء قدير. اللهم جدد به ما امتحى (محي) من دينك وأحي به ما بدل من كتابك وأظهر به ما غيّر من حكمك حتى يعود دينك به وعلى يديه غضاً جديداً خالصاً مخلصاً لا شك فيه ولا شبهة معه ولا باطل عنده ولا بدعة لديه. اللهم نور بنوره كل ظلمة وهدّ بركنه كل بدعة واهدم بعزه كل ضلالة واقصم به كل جبار واخمد بسيفه كل نار واهلك بعدله جور كل جائر وأجر حكمه على كل حكم وأذل بسلطانه كل سلطان. اللهم أذل كل من ناواه وأهلك كل من عاداه وامكر بمن كاده واستأصل من جحده حقه واستهان بأمره وسعى في إطفاء نوره وأراد إخماد ذكره. اللهم صل على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن الرضا والحسين المصفى وجميع الأوصياء مصابيح الدجى وأعلام الهدى ومنار التقى والعروة الوثقى والحبل المتين والصراط المستقيم وصل على وليك(53) وولاة عهدك والأئمة من ولده ومد في أعمارهم وزد في آجالهم(54) وبلغهم أقصى آمالهم ديناً ودنياً وآخرة إنك على كل شيء قدير.
دعاء يوم المبعث(55) الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل(56) وكبره تكبيراً. يا عدتي في مدتي يا صاحبي قي شدتي يا وليي في نعمتي يا غياثي في رغبتي يا نجاحي في حاجتي يا حافظي في غيبتي يا كافي في وحدتي يا أنسي في وحشي أنت الساتر عورتي(57) فلك الحمد، وأنت المقيل عثرتي(58) فلك الحمد. وأنت المنعش صرعتي(59) فلك الحمد صل على محمد وآل محمد واستر عورتي وآمن روعتي وأقل عثرتي واصفح عن جرمي وتجاوز عن سيئاتي في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون(60).
المنن السابغة(61) اللهم يا ذا المنن السابغة والآلاء الوازعة والرحمة الواسعة والقدرة الجامعة والنعم الجسيمة والمواهب العظيمة والأيادي الجميلة والعطايا الجزيلة يا من لا ينعت بتمثيل ولا يمثل بنظير ولا يغلب بظهير يا من خلق فرزق وألهم فانطق وابتدع فشرع وعلا فارتفع وقدر فأحسن وصور فأتقن واحتج فأبلغ وأنعم فأسبغ وأعطى فأجزل ومنح فأفضل يا من سما في العز ففات نواظر الأبصار ودنا في اللطف فجاز هواجس الأفكار يا من توحد بالملك فلا ند له في ملكوت سلطانه وتفرد بالآلاء والكبرياء فلا ضد له في جبروت شأنه يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام وانحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام يا من عنت الوجوه لهيبته وخضعت الرقاب لعظمته ووجلت القلوب من خيفته أسألك بهذه المدحة التي لا تنبغي إلا لك وبما وأيت به على نفسك لداعيك من المؤمنين وبما ضمنت الإجابة فيه على نفسك للداعيين يا أسمع السامعين وأبصر الناظرين وأسرع الحاسبين يا ذا القوة المتين صل على محمد خاتم النبيين وعلى أهل بيته واقسم لي في شهرنا هذا خير ما قسمت واحتم لي في قضائك خير ما حتمت واختم لي بالسعادة فيمن ختمت وأحيني ما أحييتنني موفوراً وأمتني مسروراً ومغفوراً وتول أنت نجاتي من مساءلة البرزخ وأدرأ عني منكراً ونكيراً وأرعيني مبشراً وبشيراً واجعل لي إلى رضوانك وجنانك مصيراً وعيشاً قريراً وملكاً كبيراً وصل على محمد وآله كثيراً.
صلاة ودعاء(62) إن الصلاة يوم سبع وعشرين من رجب اثنتا عشر ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وما تيسر من السور ويجلس (ويسلم) ويقول بين كل ركعتين: الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً يا عدتي في مدتي ويا صاحبي في شدتي ويا وليي في نعمتي يا غياثي في رغبتي يا مجيبي في حاجتي يا حافظي في غيبتي يا كالئي في وحدتي يا أنسي في وحشتي أنت الساتر عورتي فلك الحمد وأنت المقيل عثرتي فلك الحمد وأنت المنفس صرعتي فلك الحمد صل على محمد وآل محمد واستر عورتي وأمن روعتي وأقلني عثرتي وأفصح عن جرمي وتجاوز عن سيئاتي في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون. فإذا فرغت من الصلاة والدعاء قرأت الحمد وقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون والمعوذتين وإنا أنزلناه في ليلة القدر وآية الكرسي سبعاً سبعاً. ثم تقول: اللهم الله الله ربي لا أشرك به شيئاً سبع مرات ثم ادع بما أحببت.
دعاء رجب(63) اللهم إني أسألك بالمولودين(64) في رجب محمد بن علي الثاني(65) وابنه علي بن محمد المنتجب وأتقرب بهما إليك خير القرب يا من إليه المعروف طلب وفيما لديه رغب, أسألك سؤال متقرب مذنب قد أوبقته ذنوبه وأوثقته عيوبه فطال على الخطايا دؤبه ومن الرزايا خطوبه يسألك التوبة وحسن الأربة والنزوع عن الحوبة ومن النار فكاك رقبته والعفو عما في ربقته فأنت مولاي أعظم أمله وثقته. اللهم وأسألك بمسائلك الشريفة ووسائلك المنيفة(66) أن تتغمدني في هذا الشهر برحمة منك واسعة ونعمة وازعه(67) ونفس بما رزقتها قانعة إلى نزول الحافرة(68) ومحل الآخرة وما هي إليه صائرة(69).
يا من أظهر الجميل(70) يا من أظهر الجميل وستر القبيح؛ يا من لم يأخذ بالجريرة ولم يهتك الستر؛ يا عظيم المن؛ يا كريم الصفح؛ يا حسن التجاوز؛ يا واسع المغفرة: يا باسط اليدين بالرحمة؛ يا منتهى كل نجوى؛ ويا غاية كل شكوى: يا عون كل مستعين؛ يا مبتدءاً بالنعم قبل استحقاقها. يا رباه؛ يا غاية رغبتاه؛ أسألك بحق هذه الأسماء، وبحق محمد وآله الطاهرين (عليهم السلام) إلا ما كشفت كربي، ونفست همي، وفرجت غمي، وأصلحت حالي. يا محمد يا علي؛ يا علي يا محمد؛ أكفياني فإنكما كافياني، وانصراني فإنكما ناصراي(71).
دعاء عام(72) إلهي بحق من ناجاك، وبحق من دعاك في البر والبحر [صل على محمد وآله] تفضل على فقراء المؤمنين والمؤمنات بالشفاء بالغنى(73) والثروة وعلى مرضى المؤمنين والمؤمنات بالشفاء والصحة، وعلى أحياء المؤمنين والمؤمنات باللطف والكرم، وعلى أموات المؤمنين والمؤمنات بالمغفرة والرحمة، وعلى غرباء المؤمنين والمؤمنات بالرد إلى أوطانهم سالمين غانمين(74) بمحمد وآله أجمعين.
دعاء الاهتمامات العامة(75) اللهم ارزقنا توفيق الطاعة وبعد المعصية وصدق النية وعرفان الحرمة(76) وأكرمنا بالهدى والاستقامة وسدد ألسنتا بالصواب والحكمة وأملأ قلوبنا بالعلم والمعرفة وطهر بطوننا من الحرام والشبهة واكفف أيدينا عن الظلم والسرقة واغضض أبصارنا عن الفجور والخيانة وأسدد أسماعنا عن اللغو والغيبة(77) وتفضل على علمائنا بالزهد والنصيحة وعلى المتعلمين بالجهد والرغبة وعلى المستمعين بالاتباع والموعظة وعلى مرضى المسلمين بالشفاء والراحة وعلى موتاهم بالرأفة والرحمة وعلى مشايخنا بالوقار والسكينة وعلى الشباب بالإنابة والتوبة وعلى النساء بالحياء والعفة [والعصمة] وعلى الأغنياء بالتواضع والسعة وعلى الفقراء بالصبر والقناعة وعلى الغزاة بالنصر والغلبة وعلى الأسراء بالخلاص والراحة وعلى الأمراء بالعدل والشفقة وعلى الرعية بالإنصاف(78) وحسن السيرة وبارك للحجاج والزوار(79) في الزاد والنفقة واقض ما أوجبت عليهم من الحج والعمرة بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
قنوت(80) اللهم مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير. يا ماجد يا جواد، يا ذا الجلال والإكرام، يا بطاش يا ذا البطش الشديد، يا فعالاً لما يريد، يا ذا القوة المتين، يا رءوف يا رحيم، يا حي حين لا حي أسألك باسمك المخزون المكنون الحي القيوم، الذي استأثرت به في علم الغيب عندك لم يطلع عليه أحد من خلقك، وأسألك باسمك الذي تصور به خلقك في الأرحام، كيف تشاء وبه تسوق إليهم أرزاقهم في أطباق الظلمات من بين العروق والعظام، وأسألك باسمك الذي ألفت به بين قلوب أوليائك، وألفت بين الثلج والنار لا هذا يذيب هذا ولا هذا يطفئ هذا، وأسألك باسمك الذي كونت به طعم المياه، وأسألك باسمك الذي أجريت به المياه في عروق النبات، بين أطباق الثرى، وسقت الماء إلى عروق الأشجار، بين الصخرة الصماء، وأسألك باسمك الذي كونت به طعم الثمار وألوانها وأسألك باسمك الذي به تبدئ وتعيد، وأسألك باسمك الفرد الواحد المتفرد بالوحدانية، المتوحد بالصمدانية، وأسألك باسمك الذي فجرت به الماء من الصخرة الصماء، وسقته من حيث شئت، وأسألك باسمك الذي خلقت به خلقك، ورزقتهم كيف شئت؟ وكيف شاءوا؟ يا من لا تغيره الأيام والليالي، وأدعك بما دعاك إبراهيم خليلك حين ناداك فأنجيته وجعلت النار عليه برداً وسلاماً، وأدعوك بما دعاك به موسى كليمك حين ناداك ففلقت له البحر فأنجيته وبني إسرائيل، وأغرقت فرعون وقومه في اليم، وأدعوك بما دعاك به عيسى روحك حين ناداك فنجيته من أعدائه وإليك رفعته، وأدعوك بما دعاك حبيبك وصفيك ونبيك محمد صلى الله عليه وآله فاستجبت له، ومن الأحزاب نجيته، وعلى أعدائك نصرته، وأسألك باسمك الذي إذا دعيت به أجبت، يا من له الخلق والأمر، يا من أحاط بكل شيء علماً، يا من أحصى كل شيء عدداً، يا من لا تغيره الأيام والليالي، ولا تتشابه عليه الأصوات، ولا تخفى عليه اللغات، ولا يبرمه إلحاح الملحين، أسألك أن تصل على محمد وآل محمد، خيرتك من خلقك، فصل عليهم بأفضل صلواتك، وصل على جميع النبيين والمرسلين، الذين بلغوا عنك الهدى وعقدوا لك المواثيق بالطاعة، وصل على عبادك الصالحين، يا من لا يخلف الميعاد أنجز لي ما وعدتني واجمع لي أصحابي وصبرهم وانصرني على أعدائك وأعداء رسولك ولا تخيب دعوتي، فإني عبدك وابن عبدك، ابن أمتك أسير بين يديك، سيدي أنت الذي مننت علي بهذا المقام, وتفضلت به علي, دون كثير من خلقك, أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد, وأن تنجز لي ما وعدتني إنك أنت صادق, ولا تخلف الميعاد, وأنت على كل شيء قدير.
قنوت(81) اللهم صلي على محمد وآل محمد, وأكرم أوليائك بإنجاز وعدك, وبلغهم درك ما يأملونه من نصرك, واكفف عنهم بأس من نصب الخلاف عليك, وتمرد بمنعك على ركوب مخالفتك, واستعان برفدك على فل حدك, وقصد لكيدك بأيدك, ووسعته حلماً لتأخذه على جهرة, وتستأصله على غرة, فإنك اللهم قلت- وقولك الحق-: (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفضل الآيات لقوم يتفكرون). وقلت: (فلما آسفونا انتقمنا منهم) وأن الغاية عندنا قد تناهت, وإنّا لغضبك غاضبون, وإنّا على نصر الحق متعاصبون, وإلى ورود أمرك مشتاقون, ولإنجاز وعدك مرتقبون, ولحلول وعيدك بأعدائك متوقعون. اللهم فأذن بذلك, وافتح طرقاته, وسهل خروجه, ووطئ مسالكه, واشرع شرائعه, وأيد جنوده وأعوانه, وبادر بأسك القوم الظالمين, وابسط سيف نقمتك على أعدائك المعاندين, وخذ بالثأر إنك جواد مكار.
دعاء القائم(82) لا إله إلا الله حقاً حقاً, لا إله إلا الله إيماناً وصدقاً, لا إله إلا الله تعبداً ورقاً, اللهم معين كل مؤمن وحيد, ومذل كل جبار عنيد, أنت كهفي حين تعييني المذاهب وتضيق علي الأرض بما رحبت. اللهم خلقتني وكنت عن خلقي غنياً ولولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين, يا مبعثر الرحمة من مواضعها ومخرج البركات من معادنها ويا من خص نفسه بشموخ الرفعة فأولياؤه بعزه يعتزون يا من وضعت له الملوك نير المذلة على أعناقهم فهم من سطوته خائفون. أسألك باسمك الذي قصرت عنه خلقك فكلٌّ لك مذعنون. أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد, وأن تنجز لي أمري, وتعجل لي الفرج, وتكفيني وتعافيني وتقضي حوائجي الساعة الساعة الليلة الليلة إنك على كل شيء قدير.
تسبيح صاحب الزمان(83) سبحان الله عدد خلقه, سبحان الله رضا خلقه, سبحان الله مداد كلماته, سبحان الله زنه عرشه, والحمد لله مثل ذلك.
دعاء الصابوني(84) اللهم إنك عرفتني نفسك وعرفتني رسولك وعرفتني ملائكتك وعرفتني ولاة أمرك. اللهم لا آخذ إلا ما أعطيت ولا أقي إلا ما وقيت اللهم لا تغيبني عن منازل أوليائك ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني, اللهم أهدني لولاية من افترضت طاعته.
النجاة من الشدة(85) بسم الله الرحمن الرحيم أسألك مدداً روحانياً تقوى به قواي الكلية والجزئية, حتى أقهر بمبادئي نفسي كل نفس قاهرة, فتنقبض لي إشارة دقائقها انقباضاً, تسقط به قويّها حتى لا يبقى في الكون ذو روح إلا ونار قهري قد أحرقت ظهوره, يا شديد يا شديد, يا ذا البطش الشديد, يا قاهر يا قهار, أسألك بما أودعته عزرائيل من أسمائك القهرية فانفعلت له النفوس بالقهر, وأذلل به كل منيع بقوتك يا ذا القوة المتين(86).
للخلاص من الشدائد(87) بسم الله الرحمن الرحيم أنت الله الذي لا إله إلا أنت مبدأ الخلق ومعيدهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت مدبر الأمور وباعث من في القبور. وأنت الله الذي لا إله إلا أنت القابض الباسط وأنت الله الذي لا إله إلا أنت وارث الأرض ومن عليها أسألك باسمك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وأسألك بحق محمد وأهل بيته وبحقهم الذي أوجبته على نفسك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقضي لي حاجتي الساعة الساعة يا سيداه يا مولاه يا غياثاه أسألك بكل اسم سميته به نفسك واستأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تعجل خلاصنا من هذه الشدة يا مقلب القلوب والأبصار يا سميع الدعاء إنك على كل شيء قدير برحمتك يا أرحم الراحمين.
للشفاء من العلل(88) بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله دواء، والحمد لله شفاء، ولا إله إلا الله كفاء، هو الشافي شفاء، هو الكافي كفاء، أذهب البأس برب الناس شفاء، لا يغادره سقم، وصلى الله على محمد وآله النجباء.
دعاء صاحب الزمان(89) يا نور النور يا مدبر الأمور يا باعث من في القبور صل على محمد وآل محمد واجعل لي ولشيعتي من الضيق فرجاً ومن الهم مخرجاً وأوسع لنا المنهج وأطلق لنا من عندك ما يفرج وافعل بنا ما أنت أهله يا كريم(90).
حجابه(91) اللهم أحجبني عن عيون أعدائي, واجمع بيني وبين أوليائي, وأنجز لي ما وعدتني, واحفظني في غيبي, إلى أن تؤذن لي في ظهوري, وأحي بي ما درس من فروضك وسننك, وعجل فرجي, وسهل مخرجي, واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً, وافتح لي فتحاً مبيناً, واهدني صراطاً مستقيماً, وقني جميع ما أحذره من الظالمين, واحجبني عن أعين الباغين الناصبين العداوة لأهل بيت نبيك, ولا يصل إلي أحد منهم بسوء, فإذا أذنت في ظهوري فأيدني بجنودك, واجعل من يتبعني لنصرة دينك مؤيدين, وفي سبيلك مجاهدين, وعلى من أرادني وأرادهم بسوء منصورين, ووفقني لإقامة حدودك, وانصرني على من تعدى محدودك, وانصر الحق وأزهق الباطل, إن الباطل كان زهوقاً, وأورد علي من شيعتي وأنصاري من تقر بهم العين, ويشد بهم الأرز, واجعلهم في حرزك وأمنك, برحمتك يا أرحم الراحمين.
استخارة صاحب الزمان(92) اللهم إني أستخيرك لعلمك بعاقبة الأمور وأستشيرك لحسن ظني بك في المأمول والمحذور اللهم إن كان الأمر الفلاني مما قد نيطت بالبركة أعجازُهُ وبواديه وحفت بالكرامة أيامه ولياليه فخيّر إلي اللهم فيه خيرة ترد شموسه ذلولاً وتتعض أيامه سروراً اللهم إما أمرٌ فائتمر وإما نهيٌ فأنتهي. اللهم إني أستخيرك برحمتك خيرة في عافية.
حرزه (عليه السلام)(93) بسم الله الرحمن الرحيم يا مالك الرقاب, ويا هازم الأحزاب, يا مفتح الأبواب, يا مسبب الأسباب, سبب لنا سبباً لا نستطيع له طلباً, بحق لا إله إلا هو الله, محمد رسول الله, صلى الله عليه وعلى آله أجمعين.
حرز آخر له (عليه السلام)(94) بسم الله الرحمن الرحيم يا حي يا قيوم, برحمتك استغثت فأغثني, ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً, وأصلح لي شأني كله.
دعاء الميثاق(95) بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد سيد المرسلين وخاتم النبيين وحجة رب العالمين المنتخب في الميثاق المصطفى في الظلال المطهر من كل آفة البريء من كل عيب المؤمل للنجاة المرتجى للشفاعة المفوض إليه دين الله اللهم شرف بنيانه وعظم برهانه وأفلح حجته وارفع درجته وأضئ نوره وبيض وجهه وأعطه الفضل والفضيلة والدرجة والوسيلة الرفيعة وأبعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأولون والآخرون. وصل على أمير المؤمنين ووارث المرسلين وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين وحجة رب العالمين. وصل على الحسن بن علي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على الحسين بن علي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على علي بن الحسين إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على محمد بن علي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على جعفر بن محمد إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على موسى بن جعفر إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على علي بن موسى إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على محمد بن علي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على علي بن محمد إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على الحسن بن علي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. وصل على الخلف الصالح الهادي المهدي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين. اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته الأئمة الهادين ووارث العلماء الصادقين الأبرار المتقين دعائم دينك وأركان توحيدك وتراجمة وحيك، وحججك على خلقك وخلفائك في أرضك الذين اخترتهم لنفسك واصطفيتهم على عبادك وارتضيتهم لدينك وخصصتهم بمعرفتك وجللتهم بكرامتك وغشيتهم برحمتك وربيتهم بنعمتك وغذيتهم بحكمتك وألبستهم [من] نورك ورفعتهم في ملكوتك وحففتهم بملائكتك وشرفتهم بنبيك صلواتك عليه وآله. اللهم صل على محمد وعليهم صلاة كثيرة دائمة طيبة لا يحيط بها إلا أنت ولا يسعها إلا علمك ولا يحصيها أحد غيرك.
دعاء الزيارة(96) اللهم إني أسألك باسمك الذي خلقته من كلك فاستقر فيك فلا يخرج منك إلى شيء أبداً يا كينون أيا مكنون أيا متعال أيا مقدس أيا متراحم أيا مترئف أيا متحنن أسألك كما خلقته غضاً أن تصلي على نبيك رحمتك وكلمة نورك ووالد هداة رحمتك واملأ قلبي نور اليقين وصدري نور الإيمان وفكري نور الثبات وعزمي نور التوفيق وذكائي نور العلم وقوتي نور العمل ولساني نور الصدق وديني نور البصائر من عندك وبصري نور الضياء وسمعي نور وعي الحكمة ومودتي نور المولاة لمحمد وآله (عليهم السلام) ويقيني قوة البراءة من أعداء محمد وأعداء آل محمد حتى ألقاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك فيسعني يا ولي يا حميد بمرآك وسمعك يا حجة الله دعائي فوفني منجزات إجابتي أعتصم بك معك معك معك سمعي ورضاي.
دعاء المعرفة(97) اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني. اللهم لا تمتني ميتة الجاهلية ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني. اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته علي من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله حتى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين والحسن والحسين وعلياً ومحمداً وجعفرَ وموسى وعلياً ومحمداً وعلياً والحسن والحجة القائم المهدي صلواتك عليهم أجمعين. اللهم فثبتني على دينك واستعملني بطاعتك وليّن قلبي لولي أمرك وعافني مما امتحنت به خلقك وثبتني على طاعة ولي أمرك الذي سترته عن خلقك فبإذنك غاب عن بريتك وأمرك ينتظر وأنت العالم غير معلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الإذن له بإظهاره أمره وكشف سره وصبرني على ذلك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت لا تأخير ما عجلت ولا أكشف عما سترته ولا أبحث عما كتمته ولا أنازع في تدبيرك ولا أقول لم وكيف وما بال ولي أمر الله لا يظهر وقد امتلأت الأرض من الجور؟ وأفوض أمري كله لله. اللهم إني أسألك أن تريني ولي أمرك ظاهراً نافذاً لأمرك مع علمي بأن لك السلطان والقدرة والبرهان والحجة والمشيئة والإرادة والحول والقوة فافعل ذلك بي وبجميع المؤمنين حتى ننظر إلى وليك ظاهر المقالة واضح الدلالة هادياً من الضلالة شافياً من الجهالة أبرز يا رب مشاهده وثبت قواعده واجعلنا ممن تقر عيننا برؤيته وأقمنا وتوفنا على ملته واحشرنا في زمرته. اللهم أعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت وذرأت وأنشأت وصورت واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك اللهم ومد في عمري وزد في أجله وأعنه على ما أوليته واسترعيته وزد في كرامتك له فإنه الهادي المهدي القائم المهتدي الطاهر التقي النقي الزكي الرضي المرضي الصابر المجتهد الشكور. اللهم ولا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته وانقطاع خبره عنا ولا تنسنا ذكره وانتظاره والإيمان به وقوة اليقين في ظهوره والدعاء له والصلاة عليه حتى لا يقنطنا طول غيبته من ظهوره وقيامه ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما جاء به من وحيك وتنزيلك، قوّ قلوبنا على الإيمان به حتى تسلك بنا على يده منهاج الهدى والمحجة العظمى والطريقة الوسطى وقونا على طاعته وثبتنا على مشايعته واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره والراغبين بفعله ولا تسلبنا ذلك في حياتنا ولا عند وفاتنا حتى توفانا ونحن على ذلك غير شاكين ولا ناكثين ولا مرتابين ولا مكذبين. اللهم عجل فرجه وأيده بالنصر وانصر ناصريه واخذل خاذليه ودمدم على من نصب له وكذب به وأظهر به الحق وأمت به الجور واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذل وانعش به البلاد واقتل به الجبابرة الكفرة واقصم به رؤوس الضلالة وذلل به الجبارين والكافرين وأبر به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين في مشارق الأرض ومغاربها وبحرها وبرها وسهلها وجبلها حتى لا تدع منهم دياراً ولا تبقي لهم آثاراً وتطهر منهم بلادك واشف منهم صدور عبادك وجدد به ما امتحى من دينك وأصلح به ما بدل من حكمك وغير من سننك حتى يعود دينك به وعلى يده غضاً جديداً صحيحاً لا عوج فيه ولا بدعة معه حتى تطفي بعدله نيران الكافرين فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك وارتضيته لنصرة دينك واصطفيته بعلمك وعصمته من الذنوب وبرأته من العيوب وأطلعته على الغيوب وأنعمت عليه وطهرته من الرجس ونقيته من الدنس. اللهم فصل عليه وعلى آبائه الأئمة الطاهرين وعلى شيعتهم المنتجبين وبلغهم من آمالهم أفضل ما يأملون واجعل ذلك منا خالصاً من كل شك وشبهة ورياء وسمعه حتى لا نريد به غيرك ولا نطلب به إلا وجهك. اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا وغيبته ولينا وشدة الزمان علينا ووقوع الفتن [بنا] وتظاهر الأعداء وكثرة عدونا وقلة عددنا اللهم فأفرج ذلك بفتح منك تعجله وبصبر منك تيسره وإمام عدل تظهره إله الحق رب العالمين. اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك وقتل لي أعدائك في بلادك حتى لا تدع للجور دعامة إلا قصمتها ولا بنية إلا أفنيتها ولا قوة إلا أوهنتها ولا ركناً إلا هددته ولا حداً إلا فللته ولا سلاحاً إلا كللته ولا راية إلا نكستها ولا شجاعاً إلا قتلته ولا جيشاً إلا خذلته أرمهم يا رب بحجرك الدامغ واضربهم بسيفك القاطع وببأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين وعذب أعداءك وأعداء دينك وأعداء رسولك بيد وليك وأيدي عبادك المؤمنين. اللهم اكف وليك وحجتك في أرض هول عدوه وكد من كاده وامكر لمن مكر به دائرة السوء على من أراد به سوءاً واقطع عن مادتهم وأرعب به قلوبهم وزلزل له أقدامهم وخذهم جهرة وبغتة, شدد عليهم عقابك وأخزهم في عبادك والعنهم في بلادك وأسكنهم أسفل نارك وأحط بهم أشد عذابك وأصلهم ناراً واحش قبور موتاهم ناراًًًًًًًًًً وأصلهم حر نارك فإنهم أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات وأذلوا عبادك اللهم وأحي بوليك القرآن وأرنا نوره سرمداً لا ظلمة فيه وأحي القلوب الميتة واشف به الصدور الوغرة واجمع به الأهواء المختلفة على الحق وأقم الحدود المعطلة والأحكام المهملة حتى لا يبقى حق إلا ظهر ولا عدل إلا زهر واجعلنا يا رب من أعوانه ومن يقوى بسلطانه والمؤتمرين لأمره والراضين بفعله والمسلمين لأحكامه وممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك أنت يا رب الذي تكشف السوء وتجيب المضطر إذا دعاك وتنجي من الكرب العظيم فاكشف الضر عن وليك واجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له اللهم ولا تجعلنا من خصماء آل محمد ولا تجعلنا من أعداء آل محمد ولا تجعلنا من أهل الحنق والغيظ على آل محمد فإني أعوذ بك من ذلك فأعذني وأستجير بك فأجرني اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني بهم فائزاًً عندك في الدنيا والآخرة ومن المقربين.
دعاء الندبة(98) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد ونبيه وآله وسلم تسليماً اللهم لك الحمد على ما جرى فيه قضاؤك في أوليائك الذين استخلصتهم لنفسك ودينك إذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم الذي لا زوال له ولا اضمحلال بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها فشرطوا لك ذلك وعلمت منهم الوفاء به فقبلتهم وقربتهم وقدمت لهم الذكر العلي والثناء الجلي وأهبطت عليهم ملائكتك وكرمتهم بوحيك ورفدتهم بعلمك وجعلتهم الذريعة [الذرائع] إليك والوسيلة إلى رضوانك فبعض أسكنته جنتك إلى أن أخرجته منها وبعض حملته في فلكك ونجيته [مع] من آمن معه من الهلكة برحمتك وبعض اتخذته لنفسك خليلاً وسألك لسان صدق في الآخرين فأجبته وجعلت ذلك علياً وبعض كلمته من شجرة تكليماً وجعلت له من أخيه ردءاً ووزيراً وبعض أولدته من غير أب وآتيته البينات وأيدته بروح القدس وكل [وكلاً] شرعت له شريعة ونهجت له منهاجاً وتخيرت له أوصياء [به] مستحفظاً بعد مستحفظ من مدة إلى مدة إقامة لدينك وحجة على عبادك ولئلا يزول الحق عن مقره ويغلب الباطل على أهله ولا [ولئلاّ] يقول أحد: لولا أرسلت إلينا رسولاً منذراً وأقمت لنا علماً هادياً فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى إلى أن انتهيت بالأمر إلى حبيبك ونجيبك محمد صلى الله عليه وآله فكان كما انتجبته سيد من خلقته وصفوة من اصطفيته وأفضل من اجتبيته وأكرم من اعتمدته قدمته على أنبيائك وبعثته إلى الثقلين من عبادك وأوطأته مشارقك ومغاربك وسخرت له البراق وعرجت بروحه [به] إلى سمائك وأودعته علم ما كان وما يكون إلى انقضاء خلقك ثم نصرتة بالرعب وحففته بجبرائيل وميكائيل والمسومين من ملائكتك ووعدته أن تظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون وذلك بعد أن بوأته مبوأ صدق من أهله وجعلت له ولهم أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً وقلت: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) ثم جعلت أجر محمد صلواتك عليه وآله مودتهم في كتابك فقلت: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)، وقلت: (ما سألتكم من أجر فهو لكم)، وقلت: (ما أسألكم عليه أجراً إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً) فكانوا هم السبيل إليك والمسلك إلى رضوانك فلما انقضت أيامه أقام وليه علي بن أبي طالب صلواتك عليهما وآلهما هادياً إذ كان هو المنذر ولكل قوم هاد فقال والملأ أمامه: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. وقال: من كنت أنا نبيه فعلي أميره. وقال: أنا وعلي من شجرة واحدة وسائر الناس من شجر شتى. وأحله محل هارون ممن موسى فقال له: أنت مني بمنزلة هارون بن موسى إلا أنه لا نبي بعدي. وزوجه ابنته سيدة نساء العالمين وأحل له من مسجده ما حل له وسد الأبواب إلا بابه ثم أودعه علمه وحكمته فقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة والحكمة فليأتها من بابها. ثم قال: أنت أخي ووصي ووارثي لحمك من لحمي ودمك من دمي وسلمك سلمي وحربك حربي والإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي وأنت غداً على الحوض خليفتي وأنت تقضي ديني وتنجز عداتي وشيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي في الجنة وهم جيراني ولولا أنت يا علي لم يعرف المؤمنون بعدي وكان بعده هدى من الضلال ونوراً من العمى وحبل الله المتين وصراطه المستقيم لا يسبق بقرابة في رحم ولا بسابقة في دين ولا في منقبة من مناقبه يحذو حذو الرسول صلى الله عليهما وآلهما ويقاتل على التأويل ولا تأخذه في الله لومة لائم قد وتر فيه صناديد العرب وقتل أبطالهم وناوش [ناهش] ذؤبانهم فأودع قلوبهم أحقاداً بدرية وخيبرية وحنينية وغيرهن فأضبت [- فأضبن- فأصبت] على عداوته وأكبت على منابذته حتى قتل الناكثين والقاسطين والمارقين ولما قضى نحبه وقتله [أشقى الأشقياء من الأولين والآخرين] أشقى الآخرين يتبع أشقى الأولين ولم يتمثل أمر رسول الله صلى الله عليه وآله في الهادين بعد الهادين والأمة مصرة على مقته مجتمعة على قطيعة رحمه وإقصاء ولده إلا القليل ممن وفي لرعاية الحق فيه فقتل من قتل وسبي من سبي وأقصي من أقصي وجرى القضاء لهم بما يرجى له حسن المثوبة إذ كانت الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين سبحانه ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً ولن يخلف الله وعده هو العزيز الحكيم. فعلى الأطايب من أهل بيت محمد وعلي صلى الله عليهما وآلهما فليبك الباكون وإياهم فليندب النادبون ولمثلهم فلتذرف [فلتذر] الدموع وليصرخ الصارخون ويضج الضاجون ويعج العاجون أين الحسن أين الحسين أين أبناء الحسين صالح بعد صالح وصادق بعد صادق أين السبيل بعد السبيل أين الخيرة بعد الخيرة أين الشموس الطالعة أين الأقمار المنيرة أين الأنجم الزاهرة أين أعلام الدين وقواعد العلم أين بقية الله التي لا تخلو من العترة الهادية أين المعد لقطع دابر الظلمة أين المنتظر لإقامة الأمت والعوج أين المرتجى لإزالة الجور والعدوان أين المدخر لتجديد الفرائض والسنن أين المتخير [المتخذ] لإعادة الملة والشريعة أين المؤمل لإحياء الكتاب وحدوده أين محيى معالم الدين وأهله أين قاصم شوكة المعتدين أيم هادم أبنية الشرك والنفاق أين مبيد أهل الفسق والعصيان والطغيان أين حاصد فروع الغي والشقاق [النفاق] أين طامس آثار الزيغ والأهواء أين قاطع حبائل الكذب والافتراء أين مبيد العتاة والمردة أين مستأصل أهل العناد والتضليل والإلحاد أين معز الأولياء ومذل الأعداء أين جامع الكلمة [الكلم] على التقوى أين باب الله الذي منه يؤتى أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء أين السبب المتصل بين الأرض والسماء أين صاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى أين مؤلف شمل الصلاح والرضا أين الطالب [المطالب] بذحول الأنبياء وأبناء الأنبياء أين الطالب بدم المقتول بكربلاء أين المنصور على من اعتدى عليه وافترى أين المضطر الذي يجاب إذا دعا أين صدر الخلائق ذو البر والتقوى أين ابن النبي المصطفى وابن علي المرتضى وابن خديجة الغراء وابن فاطمة الكبرى بأبي أنت وأمي ونفسي لك الوقاء والحمى يا بن السعادة المقربين يا بن النجباء الأكرمين يا بن الهداة المهديين [المهتدين] يا بن الخيرة المهذبين يا بن الغضارفة الأنجبين يا بن الأطايب المطهرين [المستطهرين] يا بن الغظارمة المنتجبين يا بن القمامة الأكرمين [الأكبرين] يا بن البدور النيرة يا بن السُرُج المضيئة يا بن الشهب الثاقبة يا بن الأنجم الزاهرة يا بن السبل الواضحة يا بن الأعلام اللائحة يا بن العلوم الكاملة يا بن السنن المشهورة يا بن المعالم المأثورة يا بن المعجزات الموجودة يا بن الدلائل المشهودة [المشهورة] يا بن الصراط المستقيم يا بن النبأ العظيم يا بن من هو في أم الكتاب لدى الله علي حكيم يا بن الآيات والبينات يا بن الدلائل الظاهرات يا بن البراهين الواضحات الباهرات يا بن الحجج البالغات يا بن النعم السابغات يا بن طه والمحكمات يا بن ياسين والذاريات يا بن الطور والعاديات يا بن من دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى دنواً واقتراباً من العلي الأعلى ليت شعري أين استقرت بك النوى بل أي أرض تقلك أو ثرى أبرضوى أو غيرها أم ذي طوى عزيز علي أن أرى الخلق ولا ترى ولا أسمع لك حسيساً ولا نجوى عزيز علي أن تحيط بك دوني البلوى ولا ينالك مني ضجيج ولا شكوى بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا بنفسي أنت من نازح ما نزح [ينزح] عنا بنفسي أنت أمنية شائق يتمنى من مؤمن ومؤمنة ذكرا فحنّا بنفسي أنت من عقيد عز لا يساما بنفسي أنت من أسيل مجد لا يجارى [لا يحاذى] بنفسي أنت من تلاد نعم لا تضاهى بنفسي أنت من نصيف شرف لا يساوى إلى متى أحار [أجار] فيك يا مولاي وإلى متى وأي خطاب أصف فيك وأي نجوى عزيز علي أن أجاب دونك [أو] أناغي عزيز علي أن أبكيك ويخذلك الورى عزيز علي أن يجري عليك دونهم ما جرى هل من معين فأطيل معه العويل والبكاء هل من جزوع فأساعد جزعه إذا خلى هل قذيت عين فساعدتها عيني على القذى هل إليك يا بن أحمد سبيل فتلقى هل يتصل يومنا منك بعدة [بغده] فنحظى متى نرد مناهلك الروية فنروى متى ننتفع من عذب مائك فقد طال الصدى متى نغاديك ونراوحك فنقر عينا متى ترانا ونراك وقد نشرت لواء النصر ترى أترانا نحف بك وأنت تأم الملأ وقد ملأت الأرض عدلاً وأذقت أعداءك هواناً وعقاباً وأبرت العتاة وجحدة الحق وقطعت دابر المتكبرين واجتثثت أصول الظالمين ونحن نقول الحمد لله رب العالمين. اللهم أنت كشاف الكرب والبلوى وإليك أستعدي فعندك العدوى وأنت رب الآخرة والدنيا فأغث يا غياث المستغيثين عبيدك المبتلى وأره سيده يا شديد القوى وأزل عنه به الأسى والجوى وبرد غليله يا من على العرش استوى ومن إليه الرجعى والمنتهى اللهم ونحن عبيدك التائقون [الشائقون] إلى وليك المذكر بك وبنبيك خلقته لنا عصمة وملاذاً وأقمته لنا قوامناً ومعاذاً وجعلته للمؤمنين منا إماماً فبلغه منا تحية وسلاماً وزدنا بذلك يا رب إكراماً واجعل مستقره لنا مستقراً ومقاماً واتمم نعمتك بتقديمك إياه إمامنا حتى توردنا جنانك [جناتك] ومرافقة الشهداء من خلصائك اللهم صل على محمد وآل محمد وصل على محمد جده ورسولك السيد الأكبر وعلى [علي] أبيه السيد الأصغر وجدته الصديقة الكبرى فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وعلى من اصطفيت من أبنائه البررة وعليه أفضل وأكمل وأتم وأدوم وأكثر وأوفر ما صليت على أحد من أصفيائك وخيرتك من خلقك وصل عليه صلاة لا غاية لعددها ولا نهاية لمددها ولا نفاد لأمدها اللهم وأقم به الحق وأدحض به الباطل وأدل به أولياءك وأذلل به أعداءك وصل اللهم بيننا وبينه وصلةً تؤدي إلى مرافقة سلفه واجعلنا ممن يأخذ بحجزتهم ويمكث في ظلهم وأعنا على تأدية حقوقه إليه والاجتهاد في طاعته واجتناب معصيته وأممن علينا برضاه وهب لنا رأفته ورحمته ودعاءه وخيره ما ننال به سعة من رحمتك وفوزاً عندك واجعل صلاتنا به مقبولة وذنوبنا به مغفورة ودعاءنا به مستجاباً واجعل أرزاقنا به مبسوطة وهمومنا به مكفية وحوائجنا به مقضية وأقبل إلينا بوجهك الكريم وأقبل تقربنا إليك وانظر إلينا نظرة رحيمة نستكمل به الكرامة عندك ثم لا تصرفها عنا بجودك واسقنا من حوض جده صلى الله عليه وآله بكأسه وبيده رياً روياً هنيئاً سائغاً لا ظمأ بعده يا أرحم الراحمين(99).
|
1 - الشيخ عباس القمي, مفاتيح الجنان ص130 ط طهران 1391هـ نقلاً عن الكفعمي: إنه صدر من الناحية المقدسة على يد الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد (رضي الله عنه) هذا التوقيع الشريف: اقرأ في كل يوم من أيام رجب:... 2 - في الإسلام يجوز (الإجمال) في الدعاء والقسم, وحتى في تفاصيل العقائد. أما في مجال الدعاء فقد ورد (الإجمال) من أمثال: (اللهم إني أسألك من كل خير أحاط به علمك, وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك)... (وأن تدخلني في كل خير أدخلت فيه محمداً وآل محمد, وأن تخرجني من كل سوء أخرجت منه محمد وآل محمد). والإجمال لا يفيد فائدة, ولكن قد لا يكون بد منه للجهل بالتفصيل, أو لعدم وجود مجال مناسب له. وأما في مجال القسم فقد ورد (الإجمال)- أيضاً- من أمثال: (اللهم أني أسألك بكلماتك ومعاقد عرشك وسكان سماواتك وأنبيائك ورسلك أن تستجيب لي...) (اللهم أني أسألك باسمك العظيم الأعظم الأعز الأجل الأكرم الذي إذا دعيت به على مغالق أبواب السماء للفتح بالرحمة انفتحت... وبكلمتك التي خلقت بها السماوات والأرض... وأسألك اللهم بمجدك الذي كلمت به عبدك ورسولك موسى بن عمران...). وأما في مجال العقائد فقد ورد - ما معناه- أنه إذا عرضت عليك أمور لا تعلم فيها ما هو الحق, فيكفي أن تقول: اللهم أني أؤمن بكل ما آمن به رسول الله. أو أن تقول: الله أني أشهد بكل ما أنزلت على أنبيائك. ومن (الإجمال) في الدعاء قول الأمام المهدي: (اللهم إني أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك...). 3 - سر يسر سروراً: أعجبه. والإعجاب بالشيء هو الانشراح به. فإن كان خفيفاً يبقى في الباطن, سمي: سروراً, وإن كان شديداً يطفح على الظاهر, سمي: فرحاً. فكل ما يؤدي إلى السرور فهو سر, ولذلك قيل- في معنى السر-: إنه: خالص الشيء. أطيب الشيء وأفضله. الأرض الطيبة الكريمة. الأصل... وبما أن أكثر الناس سطحيون يتناولون الأمور ببساطة, ولا يعنون بالتعمق فيها واستيعابها, تبقى لبابها بعيدة عنهم, فإذا كشفت لأحد لبس أمر. يقال: إنك أسررت أليه, لأنك أعجبته. حيث أعفيته عن بذل الجهد في سبيل الوصول إلى لب ذلك الأمر. فالسر: كل ما يعجب وإن لم يكن فيه غموض, ولكنك تعجب كلما تكشف لغيرك اللباب, وتحرق دونه المراحل. أما السر- مفهومه السائد, وهو أن يكون شيء غامضاً محجوباً بالطبع فلا يوجد, لأن كل ما في الكون واضح مفتوح في محله, كلما هنالك أن أكثر العقول لا تواصل البحث عن كثير من الأشياء والأمور, أو تبذل الجهد المناسب لمعرفة بعض الأشياء, ولكنها قاصرة عن إدراكها فكما أن المعادن الجوفية كانت- منذ ملايين السنين- في باطن الأرض وكان الناس منصرفين عنها, فلما توجهوا إليها وبحثوا عنها توصلوا إليها, هكذا الأشياء والأمور كلها مشاعة متروكة لجميع الخلق, وباستطاعة كل من يحاول أن يتوصل إلى ما له الاستعداد لاستيعابه, فالفارق الوحيد هو بين من يحاول ومن لا يحاول, وبين من له قابلية مناسبة ومن ليست له قابلية مناسبة. أي أن الفارق من جانبنا ليس من جانب الأشياء والأمور التي نعتبرها أسراراً. ولذلك قد يكون شيء سراً بالنسبة إلى زيد لأنه لم يبحث عنه, بينما هو ليس سراً بالنسبة إلى عمرو الذي بحث عنه. كما قد يكون شيء سراً بالنسبة إليك لأنك لا تتسع له, فيما هو ليس سراً بالنسبة إلى أستاذك لأنه يتسع له. فمثلا أبو ذر الغفاري أسبق إسلاماً من سلمان الفارسي ولكن ظرفيته كانت أقل من ظرفيه سلمان, فلم يعط له النبي (صلَى الله عليه وآله) بمقدار ما أعطى لسلمان, وحق فيهما القول المأثور: (لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله) أي لقتله العلم. ويصح أن نتجاوز إلى القول: ولو علم سلمان ما في قلب النبي (صلَى الله عليه وآله) لقتله العلم. وإذا أردنا الاستعانة بالأمثلة المادية نستطيع القول: إن البحر مفتوح لا حصار عليه, ولكنك قد تستقبله بإناء يتسع لرطل من الماء فتكون حصتك رطلاً منه, وربما تستقبله بإناء يسع ألف رطل من الماء فتكون حصتك ألف رطل, وإذا تكاسلت عن تجشم الذهاب إلى البحر والاغتراف منه لا تنال منه شيئاً. وفي جميع الحالات لا شح في البحر, وإنما أنت وظرفك هما الوحيدان اللذان يقرران أن لك حصة أو لا؟ ويحددان كمية حصتك على الفريضة الأولى. وفي الحالة الأولى- أيضاً- إذا كان ظرفك يسع رطلاً واحداً من الماء وأفرغت فيه رطلاً من الماء فإنه يستوعبه بارتياح, وإذا كبست فيه رطلين فقد يستوعبهما بضغط, وإذا حاولت أن تضغط فيه ألف رطل من الماء فسرعان ما ينفجر. وهكذا كل إنسان له ظرفيه فكرية أو نفسية, فإذا حاول معرفة الأشياء والأمور, فأنه يعرف بمقدار ظرفيته, وإذا حاول المزيد تعرض للهلاك, وإذا لم يحاول شيئاً بقي فارغاً, كأكثر الناس الذين يعطلون مواهبهم. وفي كل الحالات يبقى الكون مفتوحاً, ويبقى الكسل أو العجز من جانب الإنسان. وهذان الأمران: الكسل والعجز هما اللذان أوجدا مفهوماً فوقياً أسمه: (السر) بينما الواقع أنه لا توجد لا في الماديات ولا في الماورائيات أشياء أو أمور محجوبة ممروكة بماركة (أسرار). إلا إذا كان (السر) تعبيراً عن (الغيب) الذي يقابل (الشهور) وهو- أي الغيب- ما لا يدرك بالحواس الخمس, كما يستشعر ذلك من قول الإمام علي الهادي (عليه السلام)- في زيارة الجامعة الكبيرة-: (... وارتضاكم لغيبه, واختاركم لسره...) في إشارة واضحة إلى آيتين من القرآن. فالجملة الأولى: (ارتضاكم لغيبه) إشارة إلى قوله تعالى: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً...) سورة جن آية 27 والجملة الثانية: (واختاركم لسره) إشارة إلى قوله سبحانه: (وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء)- سورة آل عمران آية 179- حيث وضع الإمام الهادي (عليه السلام) كلمة (اختاركم) موضع كلمة (يجتبي) ووضع كلمة (لسره) موضع كلمة (على الغيب). وأولياء الله (عليهم السلام) يمتازون بأمرين: 1: مواهب متنوعة قابلة للامتداد والاستيعاب بشكل غريب لا تتصوره العقول العادية. 2: مساع متواصلة لا تعترف بالكلل والملل. وكلما انطلقت طاقات هائلة بالسرعة القصوى, وبدون أي تردد أو توقف, فإنها تحرز مكاسب ضخمة تعتبر- بالنسبة إلى غير أصحابها- أسراراً. وحيث أن أولياء الله يتجهون في سعيهم إلى اللامتناهي: إلى الله, ترتفع مطامحهم كلما تقدموا إذ تتضح لديهم آفاق جديدة تشجعهم على الاستزادة والسرعة فلا يضعون نقطة الختام لمساعيهم مهما بلغوا, ولا ينالون مكسباً إلا ويستخدمونه في مسيرتهم نحو الكمال لمنحهم زخماً جديداً يساهم في قوة دفعهم نحو الأعلى- على ما في هذه الألفاظ من ضيق في التعبير البشري الذي لا يناسب مقام أولياء الله- . ونحن القاصرين الذين لا نملك مثل تلك المواهب, والكسلين اللذين لا نبذل مثل تلك المساعي الحثيثة, والجامدين الذين لا نستحصل مكسباً إلا ونفرح باستهلاكه, فلا نطوره إلى طاقة دفع جديدة , لا يبقى أمامنا ألا أن نعتبر كثيراً من معارف الأولياء (أسراراً) كما لا يبقى أمامنا ألا أن نستعين بـ(الإجمال) فننشد الله بما يدعوه به ولاة أمره. ومعنى (المأمونون على سرك) أن لأولئك الولاة الظريفة الكافية, لتلك المعارف, فلا يستخدمونها لأغراض أنانية أو غير مشروعة, ولا تتسرب منهم إلى من لا يتحملونها. 4 - يحتمل معنيان: 1: أن مشيئة الله نبضت فيهم فأصبحوا أولياء, فيكون التعبير بـ(نطقت) عن تعلق المشيئة بلاغياً, لأن النطق هو الإفصاح بوضوح, وتلك المشيئة كانت واضحة محددة, حتى كأنها نطقت فيهم. 2: أن مشيئة الله تجسدت فيهم, حتى كأن كلامهم هو نطق مشيئة الله, فيكون المعنى: أنهم يعبرون عن الله, كقوله تعالى: (وما ينطق بالهوى إن هو إلا وحي يوحى) سورة النجم آية 3- 4 5- عدن عدناً بالمكان: أقام فيه: البلد توطنه. المعدن: المكان الذي جبل بأحد الأجسام البسيطة والحديد والزئبق. يقال: (فلان معدن الخير والكرام) إذا جبل عليهما وقول الإمام المهدي: (معادن لكلماتك) يحتمل معنيين: 1: المعنى الأول, وهو أنهم موطن كلمات الله . 2: المعنى الثاني, وهو أنهم مجبولون بكلمات الله. 6- الركن جمعه أركان: ما يعتمد عليه. والمعنى- هنا- أن توحيد الله وآياته ومقاماته يعتمد على ولاة أمره, لأنهم يعطون للناس أدلة التوحيد ودلالات آيات الله ومقاماته. 7- المقام جمعه مقامات: موضع القديمين. المنزلة: السيادة. المجلس.. وقيل في تفسير قوله سبحانه: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) سورة الرحمان, آية 46. المراد بالمقام موقفه الذي يقف فيه العباد للحساب. ولعل هذا المعنى هو المراد بـ(مقاماتك) هنا, أي المواقف التي تتجلى فيها آيات الله. 8- وأولئك الولاة دائبون في توجيه الآخرين إلى الله, فلا تعطيل لفاعليتها, فكل من كان في ذاته تجاوب مع الله فقد عرف الله بهم. وفاعليتهم ليست محصورة بمكان معين وإنما يوجهون إلى الله في كل مكان. 9- فرق يفرق ويفرق فرقاً وفرقاً بينهما: فصل. وفرق البحر: فلقه. وفرق الشيء بدده ووزعه. وفارقه: باينه وانفصل عنه. و(تفرقت بهم الطرق) أي ذهب كل منهم في طريق. انفرق عنهم: انفصل. والفرق: الطريق في شعر الرأس. والفرق: الجماعات المفصولة عن بعضها. وولاة أمر الله متصلون بالله, وليسوا منفصلين عن الله, فلا فرق بينهم وبين الله إلا في شيء واحد, وهو أنه واجب الوجود, وأنهم ممكن الوجود. وقد نفصل القول بأن مواد اللقاء والفراق ثلاثة. الأولى: المعرفة, فعلم الله بالأشياء والأمور وعلمهم بهما كلاهما صواب, إذ لا خطأ. الثانية: العمل, فعمل الله هو هذا الكون المتناسق تحت نظام موحد, وعملهم متناسق مع الكون تحت ذلك النظام, لأن نظام الكون منبعث من إرادة الله. وإرادتهم منشعبة من إرادة الله. الثالثة: الذات, وفي الذات يختلفون عن الله, لأن الله واجب الوجود وهم ممكن الوجود. فقول الإمام المهدي: (لا فرق بينك وبينها) أي لا فصل بتنك وبينها. وقوله: (إلا عبادك وخلقك...) تفصيل للفارق الذاتي بينهم وبين الله. 10- يلاحظ في قوله عجل الله فرجه: (إلا أنهم عبادك وخلقك, فتقها ورقها بيدك...) استخدم ضمير الجمع المذكر السالم تارة, وضمير المفرد المؤنث أحياناً ولعله حيث عبر عنهم بـ(ولاة أمرك) استخدم ضمير الجماعة, ولما أراد أن يعبر عنهم بـ(عبادك) استخدم ضمير الجمع المذكر, فيكون الضمير أكثر انسجاماً مع المضمر إليه. 11- أعضاء. جمع عضد وعضد, وعضد كل شيء ما شد حواليه من البناء وغيره. ويقال (فلان عضدي) أي ناصري ومعتمدي. والأشهاد: جمع شاهد. ومناة: جمع المنا: كيل أو وزن يساوي رطلين. فالمعنى: أثقال أو موازين. أذود, من الذود, وهو الدفاع. رواد, جمع الرائد, وهو الرسول الذي يرسله القوم لينظر لهم مكاناً ينزلون فيه. 12- لعل المراد بمثل هذه العبارة: أن الأولياء هم الأنوار الأولية التي خلقها الله تعالى ثم تشعبت منها شعب مختلفة وتفاعلت فخلق الله منها بقية المخلوقات العلوية والسفلية. 13- إن رحمة الله تقع مواقع شيء, فربما تقع مواقع الذل الدنيوي بهدف العز الأخروي كما تقع على المقبل الأسير والبائس الفقير, مثل أيوب ويحيى وإسماعيل الصادق الوعد, وأكثر الأنبياء الذين أوذوا في الله. وقد تقع مواقع العز كما وقعت على سليمان فآتاه الملك والحكمة, ووقعت على يوسف فجعله الله ملكاً. والقسم هنا بالنوع الثاني من مواقع الرحمة. 14- إن الله تعالى ظاهر بنفسه للعقل, ولكن العقل البشري يدرك (إجمالاً) وجود الله ولا يدرك الحقيقة الإلهية لأن العقل مخلوق ممكن والله سبحانه خالق واجب فلا سنخية بينهما, فهو ظاهر ظهوراً مجملاً ففي ظهوره بطون, كما أن غيابه عن العقل ليس غياباً كاملاً لأنه ظاهر الوجود وبين الدلالات. ويمكن القول بأن الله ظاهر الوجود باطن الذات, فهو ظاهر من جهة وباطن من جهة والجهتان متداخلتان بحيث لا يمكن فصلهما أو تمييزهما, فليس ظهوره كاملاً حتى يحيط به العقل وليس بطونه شاملاً حتى ينصرف عنه العقل وهذا ما يميز الله عن مخلوقاته التي لها ظهور مطلق أو بطون مطبق. 15- كل إنسان محدود العلاقة بما حوله من الناس والأشياء, فإذا فقد شيء من تلك الأشياء افتقده, بينما علاقة الله شمولية تسع كل ما في الكون لأنه خالق كل شيء, فلا يفقد شيء إلا والله فاقده. 16: الإنسان - باعتباره مركباً - مكيف مجالات وخواص أجزائه وفعل المؤثرات التي تختلف عليه. تختلف كيفياته باختلاف أجزائه والمؤثرات الطارئة عليه. وكما الإنسان كمل سائر المركبات. وأما البسائط- إن ثبت وجودها- فهي أيضاً- تتكيف بأوضاعها, ومراحل وجودها واستمرارها, ولا أقل من انعكاس المركبات عليها من حيثيات القرب والبعد والابتداء والإنهاء وما شابهها. وأما الله عز وجل فلا تختلف الكيفيات من داخله, لأنه ليس مركباً, ولا تنعكس عليه الكيفيات من المركبات, لأنه ليس من نوعها, ولا يزاملها في شيء من الصفات والأوضاع حتى يكون ذلك الجامع المشترك سبب انعكاس المركبات عليه. كما أن لجميع الماديات والماورائيات ظرف معين, فكل شيء إما موجود في مكان معين أو في زمان معين أو في الفكر أو في اللاشعور, بينما الله سبحانه خالق المكان والزمان وسائر الاعتبارات الأينية, فلا ظرف له ولا وعاء يحتويه. 17- هذا النص دليل على وجود نوع من البشر لا يدرك بالحواس الخمس, إن لم يكن في المكون القريب منا في الكون البعيد عنا, وتسلسل الصلوات يدل على أن ذلك النوع من البشر دون الرسل وفوق الملائكة. وطالما وردت الصلوات على عموم ذلك النوع بدون قيد أو استثناء فهو نوع مفضل على نوع الإنسان, لأن الإنسان ليس أفضل أنواع المخلوقات, كلما ثبت أنه أفضل من كثير من المخلوقات العاقلة, ولكن القرآن يسجل دلالة واضحة على وجود أنواع مفضلة على نوع الإنسان حيث يقول: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) سورة الإسراء, آية 70. فهو مفضل على أنواع كثيرة من المخلوقات العاقلة وليس على جميعها. ويحتمل أن يكون المراد من (البشر المحتجبين) أولئك الأفراد الذين غابوا عن المجتمعات كإدريس وعيس والخضر وإلياس ونظرائهم ويضعف هذا الاحتمال أنهم من الأنبياء, فلا يصح تصنيفهم إلى جانب الأنبياء (عليهم السلام). 18- البهم جمع أبهم وهو الأصمت الذي لا يعرف. والصافين: الذين يصفون أقدامهم وأجنحتهم فلا يحركونها. والحافين: الذين يحيطون بالشيء. والمراد هنا الملائكة الصامتون الذين لا يحركون أجنحتهم وهم يطوفون حول العرش. وإنما يكونون صامتين صافين في حالة الطواف خشوعاً لله. وقد ذكرهم الله في قوله: (وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين) سورة الزمر, آية 75. 19- رجب: وهو الشهر السابع من السنة القمرية, كان يعظم في الجاهلية, وجعله الإسلام أول الأشهر الحرم, وندب فيه إلى العمرة المفردة. والمرجب: المهيب. المعظم. 20- القسم, جمع قسمة: النصيب. والقسم: اليمين بالله تعالى أو غيره. وبر في قوله: صدق. وبرت اليمين صدقت. وبر الله قسمه وأبره أي صدقه. وفي الحديث: (... ولو أقسم على الله لأبر قسمه) أي استجاب له. 21- فكما أن النور شيء مخلوق, وليس عدم النور, ويبدو من بعض النصوص الإسلامية أن الظلمة أسبق خلقه من النور وأن أنواعها أكثر. مثل قوله تعالى: (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) سورة الأنعام, آية1. 22- المحرمات نشوة جوهر الإنسان, كما أن المخالفات الطبية نشوة جسده, غير أن الإنسان إذ ارتكب الحرام عن سابق علم وتصميم نشوة جوهر, ولكنه لا يعتبر مجرماً يعرض للعقاب, وإن ارتكب الحرام لا عن سابق علم وإصرار, نشوة جوهر ولكنه لا يعتبر مجرماً فلا يتعرض للعقاب وفي كلتا الحالتين يحتاج إلى الغفران, وهو الستر. 23 - مهج الدعوات, علي بن موسى بن محمد الطاووس, ط طهران, انتشارات سنائي ص280-293 رواه عن الحسين بن علي بن هند, عن أبي علي أحمد بن محمد الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمد العلوي العريضي, عن محمد بن علي العلوي الحسيني... ورواه أيضاً عن الحسن، علي بن حماد المصري، عن أبي عبد الله الحسين بن محمد العلوي, عن محمد بن علي العلوي الحسيني, أن صاحب الزمان علمه إياه، وكان مظلوماً ففرج الله عنه، وقتل عدوه، قال محمد بن علي الحسيني، قال (عليه السلام) إذا كان ليلة الجمعة، فقم فاغتسل، وصلي صلاتك، فإذا فرغت من سجدة الشكر فقل – وأنت بارك على ركبتيك-: ... 24 - الشيخ عباس القمي, مفاتيح الجنان ص51-53 طبع طهران1391هـ, عن الكفعمي في المصباح: أن هذه الصلوات مروية عن صاحب الأمر (عليه السلام), وقد خرج إلى أبي الحسن الضراب الأصفهاني في مكة: ... 25 - كلمة (المنتجب) ذات دلالات ثلاث: الأولى: دلالة المادة - التي هي النجب - وهي ذات طبيعة لازمة ذاتية من نوع الحلم والصبر والحسد. ويمكن تسميتها بـ(إيجابية ملتزمة). الثانية: دلالة الصيغة - التي هي صيغة المفعول - وهي ذات طبيعة لازمة غيرية أي لا تتحقق إلا بطرفين لأنها تعني المطاوعة التي تكشف خلفية متعدية, فالمفعول لا يتحقق إلا على أثر صدور فعل من فاعل. ويمكن تسميتها بـ(سلبية ملتزمة). الثالثة: دلالة الباب - الذي هو باب الافتعال - وهو ذو طبيعة متعدية غيرية مع الإيحاء والصعوبة. ويمكن تسميتها بـ(إيجابية نثرية). وقلنا: أنه ذو طبيعة متعدية رغم أنه في البعض المواد لا يردف بمفعول به كالاقتتال - حيث يقال: اقتتل زيد وعمرو - لأن الباب يعبر عن الفعل ورد فعل أي عن فعلين متعديين صادرين عن طرفين كل منهما فاعل ومفعول به في وقت واحد فيكتفي بذكر الفاعلين, وإذا أردف بمفعول به, فلمجرد الدلالة على أن الطرف الآخر هو البادئ, لا لدلالة على وحدة الفعل, أي للتمييز بين طرف الفعل وطرف رد الفعل. وهذه الدلالات الثلاث - في كلمة (المنتجب) - تعبر عن لزوم توفر ثلاث شروط - في الشخص (المنتجب) - وهي الأول: القابلية الذاتية للنجب. التي - بدونها - تهدر عملية الإنتجاب. الثانية: المطاوعة لعملية الإنتجاب وعدم رفضها. وعملية الإنتجاب - في حقيقتها - تشبه الاعتراف بالنجب. أو إعطائه صفة الرسمية. الثالثة: التجاوب الفعلي مع تلك العملية أي أداء رد الفعل. * * * ويلاحظ إن الألفاظ التي استخدمت في التعبير عن عملية انتخاب الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) لمقام الرسالة الخاتمة أربعة: 1: الإنتجاب, الوارد في هذه الصلوات وأمثالها (المنتجب في الميثاق). 2: الاختيار, الوارد في الحديث المشهور بين جميع المحدثين, ونصه - حسب رواية السيوطي في شرحه على ألفية ابن مالك - : (يا علي! إن الله اطلع على الأرض اطلاعة فاختارني منها ...). 3: الأنباء, الوارد في تتمة هذا الحديث وأمثاله: (... فجعلني نبياً...) 4: الإرسال: الوارد في كثبر من الأحاديث والآيات مثل قوله تعالى: (إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً) سورة فتح آية 8, (وما أرسلناك إلا كافة للناس) سورة سبأ آية 28 وربما نستطيع الدخول في أجواء هذه الألفاظ واستنباط المراحل التي مر بها الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) من خلال هذه الألفاظ, ونمهد لذلك بما يلي: إن عملية تكريس أي شخص في أي منصب لا يتم إلا عبر مراحل أهمها: الأولى- اكتشاف شخصيته وتكميل الشروط اللازمة فيه. الثانية- تعريضه للامتحان ومفاضلته مع أقرانه. الثالثة- تعيينه المبدئي, أي ترشيحه ودراسة التيارات المتناقضة حوله. الرابعة- إصدار قرار بتعيينه. ويبدو - من خلال الأحاديث الواردة في هذا المجال - أن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) مر بمراحل مشابهة: فالأولى- مرحلة اكتشاف شخصيته وتنميتها وبلورتها بالشكل المناسب وقد عبر عنها بمرحلة (الانتجاب). وقد تمت في عالم الظلال. أي قبل خلق السماوات والأرض. والثانية- مرحلة الامتحان والمفاضلة التي أخبر عنها الرسول (صلّى الله عليه وآله) بقوله: (إن الله اطلع على الأرض اطلاعة فاختارني منها... (وقد عبر عنها بمرحلة (الاختيار). وقد تمت بعد خلق السماوات والأرض, ولكن قبل إفراز الأقدار أي في الاطلاعة الأولى. والثالثة- مرحلة فتح قناة الوحي إليه (صلّى الله عليه وآله) ويعبر عنها بمرحلة (النبوة). وقد ابتدأت قبل خلق آدم (عليه السلام) كما قال (صلّى الله عليه وآله): (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين). الرابعة- مرحلة المسؤولية القيادية, ويعبر عنها بمرحلة (الرسالة) وقد ابتدأت يوم البعثة في غار حراء. وإذا تجاوزنا دلالات الألفاظ نجد في مجموعة من الأحاديث, تفصيلاً مسهباً عن (العهد) و(الميثاق) وخلاصته: أن الله استعرض الخلق في بعض العوالم السابقة على عالم الدنيا, وعهد إليهم عهداً وأخذ منهم ميثاقاً, وقد كان (العهد) و(الميثاق) حول أصول الدين وبعض فروعه, وقد أشار القرآن في أكثر من آية إليهما, فقال: (واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به) سورة المائدة, آية 7. (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون) سورة البقرة, آية 27. (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) سورة الرعد, آية25. فيكون معنى قول الإمام المهدي (عليه السلام) هنا: (المنتجب في الميثاق) أن الاعتراف بنبوة النبوة الأكرم (صلّى الله عليه وآله) كان من جملة بنود (العهد) الذي أخذ الله عليه الميثاق من عباده قبل أن ينقله إلى عالم الدنيا. 26 - الظلال جمع ظله: كالتلال جمع تله. والظلة: الفيء. و(عالم الظلال) عالم سبق عالم الدنيا. وفي الحديث: (إن الله خلق الخلق, فخلق ما أحب مما أحب, وكان ما أحب أن خلقه من طينة من الجنة. وخلق ما أبغض مما أبغض, وكان ما أبغض أن خلقه في طينة من النار. ثم بعثهم في الظلال...). وفي كلام للإمام علي (عليه السلام): (... كنا تحت ظل غمامة, اضمحل في الجو متلقفها ومجتمعها). وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن الله آخى بين الأرواح في الأظلة, قبل أن يخلق الأجسام بألفي عام...). وفي حديث آخر: (... قلت: وما الظلال؟ قال: ألم تر إلى أن ظلك في الشمس شيء وليس بشيء). والمراد من (الظلال): الأرواح المجردة من الأجساد, فيكون المقصود من (عالم الظلال) عالم المجردات, أي المخلوقات اللطيفة أو (الطاقة) والتي سبقت خلق المخلوقات الكثيفة. وفي حديث إثبات الصانع: (... أزلياً صمدياً لا ظل يمسكه, وهو يمسك الأشياء بأظلها) أي ليس الله مركباً من جسم وروح, حتى يحفظه روحه, وإنما هو يحفظ الأشياء بأرواحها. وفي عدد من آيات القرآن إشارة إلى ذلك, كقوله تعالى: (ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدو والآصال) أي يسجدون هم وأرواحهم. وعلى هذا فيكون معنى قول الإمام المهدي (عليه السلام): (المصطفى في الظلال) أن اختيار النبي (صلّى الله عليه وآله) لمقام النبوة الخاتمية ثم في عالم الأرواح. وهو تعبير مشابه لقول النبي (صلّى الله عليه وآله): (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين). 27 - فوض تفويضاً إليه الأمر صيره إليه وجعله الحاكم فيه. والمفوض من فوضت إليه إدارة أعمال بلد كالمفوض السامي أو دائرة كمفوض الشرطة, أو من انتدبته دولته أو جماعته ليمثلها في مؤتمر أو نحوه... (المنجد). فوض إليه أمره: رده إليه... (مجمع البحرين) والأمور على نوعين, أمر واحد لا يتجزأ - عرفاً - مثل: (آمن بالله) وأمره واحد هدفاً ولكنه مركب من أمور عديدة, مثل: (أقم الصلاة) والنوع الأول غير القابل للتفويض, لأن المأمور إما يطيع أو لا يطيع, والنوع الثاني قابل للتفويض لأن للتطبيق أنحاء مختلفة يخير المأمور بينها. فلكل عمل من النوع الثاني جانبان, جانب محدود وجانب مطلق, فأنت عندما تكلف شخصاً بإيصال رسالة إلى شخص ثالث فإن له جانباً محدوداً بثلاثة حدود: رسالة معينة, منك بالذات, إلى شخص ثالث بالذات, فإذا التزم الرسول بهذه الحدود الثلاثة يأتي الجانب المطلق, الذي لا يفرق بين إيصالها ليلاً أو نهاراً, وسراً أو جهراً، واقفاً كان الرسول أو قاعداً... وهذان الجانبان موجدان في عمل محدد بالأصل كإيصال رسالة من شخص إلى شخص، ويتسع الجانبان كلما اتسع العمل. والله سبحانه عندما أرسل رسالته على النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) - وهي رسالة واسعة تشتمل على تبليغ دين وتركيز دولة وبناء أمة - وضع له مقاييس ثابتة ثم أطلق له حرية التحرك في نطاق تلك المقاييس. وهذا أمر طبيعي. فرئيس جمهورية عندما يكلف شخصاً بتشكيل وزارة، فإنه يضع لعمله حدوداً مدونة في كتب القانون، ويطلق له صلاحية التحرك في اتّباع ما يراه مناسباً خارج القانون أي في التفاصيل. ويزداد الأمر اتساعاً كلما كانت وجهات النظر متقاربة، كما لو كان المكلف بتشكيل الوزارة أكثر تلامذة رئيس الجمهورية انسجاماً معه. فإذا تم التوافق في الرأي بين الآمر والمأمور. وكانت الصلاحية في التفاصيل. يصبح الأمر أكثر من طبيعي. ونجد هذين الأمرين - بوضوح - في أحاديث التفويض، ففي بعض الحديث: (إن الله أدب نبيه بتأديبه، ففوض إليه دينه...) . وفي حديث آخر: (قد فوض الله إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) أمر دينه، ولم يفوض إليه تعدي حدوده). ومهما تكن حقيقة التفويض، وكيفما كان مفهومنا من أحاديث التفويض، فالذي لا شك فيه أن النبي (صلّى الله عليه وآله) خرج من هذا التفويض أكثر وهجاً من اليوم تحمله، فقد خرج التقرير النهائي عن مسلكية النبي (صلّى الله عليه وآله) في أداء الرسالة قرآناً: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) سورة النجم، آية 3 - 4. فهذا التفويض كان نوعاً من الصلاحية تكريماً للنبي الأعظم دون سواه من الأنبياء (عليهم السلام)، ولكن النبي (صلّى الله عليه وآله) بقي ملتزماً بحرفية الوحي تعظيماً لله. 28 - إشارة إلى قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) سورة المائدة، آية 35. (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة) سورة الإسراء، آية 57. وفي الحديث عن النبي (صلّى الله عليه وآله): (سلوا الله لي الوسيلة). وروي: (إنها أعلى درجة في الجنة...). وقد تكون في معناها اللغوي أي مطلق ما يتقرب به، وما يتقرب به إلى الله كثير ودرجات القرب كثير، فحتى النبي (صلّى الله عليه وآله) رغم قربه يطمح إلى قرب أخص فيبحث عما يتقرب به أكثر فأكثر، وما دام الله لا يتناهى فالقرب إليه لا يتناهى، فطموح المتقربين إليه لا يتناهى من جانب الله، وأما من جانب الناس فيتناهى بانتهائهم، لأن الممكن متناه مهما بلغ. 29 - المقام المحمود، قيل: هو المقام الذي يحمده في جميع الخلائق كتعجيل الحساب والإزاحة من طول الوقوف. وقيل: هو الشفاعة. ويظهر من سياق التعبيرات: أن المقام المحمود اسم لمقام معين هو أفضل مقامات عالم القيامة. ومن الطبيعي أن من يتبوأ ذلك المقام يكون سيد الموقف، فيغبطه به الأولون والآخرون. 30 - في هذا التكرار تأكيد على أن كل منهم له هذه الصفات. 31 - مهج الدعوات، علي بن موسى بن محمد الطاووس طبع طهران، انتشارات سنائي ص294 - 295 قال: فصل، ورأيت في كتاب (كنوز النجاح) تأليف الفقيه أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي رضي الله عنه، عن مولانا الحجة صلوات عليه ما هذا لفظه: روى أحمد بن الدربي، عن خزامة، عن أبي عبد الله الحسين بن محمد البزوفري، قال: خرج عن الناحية المقدسة: (من كان له إلى الله حاجة، فليغتسل ليلة الجمعة بعد نصف الليل، ويأتي مصلاه، ويصلي ركعتين، يقرأ في الركعة الأولى الحمد، فإذا بلغ إياك نعبد وإياك نستعين يكررها مائة مرة ويتمم في المائة إلى آخرها، ويقرأ سورة التوحيد مرة واحدة ثم يركع ويسجد، ويسبح فيها سبعة سبعة، ويصلي الركعة الثانية على هيئته، ويدعو بهذا الدعاء، فإن الله يقضي حاجته البتة، كائناً ما كان، إلا في قطيعة رحم. والدعاء:... وفي تتمة الحديث فيستكفي شر من يخاف شره إن شاء الله، ثم يسجد ويسأل حاجته، ويتضرع إلى الله تعالى. فإنه ما من مؤمن ولا مؤمنة صلى هذه الصلاة ودعا بهذا الدعاء خالصاً، إلا فتحت له أبواب السماء للإجابة، ويجاب في وقته وليلته كائناً ما كان، وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس). 32 - المحمدة: ما يحمد المرء به أو عليه، والمحمدة لله، لأن التوفيق منه. 33 - الروح - بفتح الراء - الراحة، ويطلق على كل ما يرتاح إليه. 34 - الإنسان وجد بإرادة الله، واعترافه بالله يساعده على النمو والنجاة من سلبيات الكون، فله المن على الإنسان بتوفيقه للإيمان كما له المن عليه بإيجاده. ذلك أن اعتراف الإنسان برئاسة إنسان آخر كمال للثاني دون الأول، وأما اعتراف الإنسان بالله فكمال للأول، لأن الله هو هو لا يزيده إيمان الخلق به ولا ينقصه كفرهم به. وقد ظن بعض المسلمين البدائيين أن الإسلام يشبه الخضوع لرئيس أو زعيم، فقاس القيم الإيمانية على الاعتبارات السلطوية، فرد الله هذه المعادلة الخاطئة بإعادة كل قيمة إلى نصابها: (يمنون عليك إن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين) سورة الحجرات، آية 17. فالمنطق الصحيح أن يقول المؤمن مع أصحاب الجنة: (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق...) سورة الأعراف، آية 43. 35 - المعصية - في جميع الحالات - فسوق وخروج على النظام الصحيح. وكل معصية - في حد ذاتها - حجم معين، غير أن هذا الحجم قابل للتضاؤل والتضخم حسب الدوافع التي تكمن ورائها وهذه الدوافع تتراوح بين دركات نذكر منها ما يلي: الأولى: معصية المكره، كالتي يزنى بها بالرغم منها، وهذه لا تصنف معصية، لا تصدق إلا بشيء من الممارسة الإرادية، وإنما تصنف مصيبة قد يبتلي بها الفرد لبعض الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الإنسان بالمصائب. الثانية: معصية المجبور، كمن يشرب الخمر تحت التهديد بالسلاح. فهو يصاب بأسرها الوضعي (أي بفعلها الكوني في مجال الروح) تماماً كما يصاب بفعلها الكيماوي في مجال الجسد. فشكره ، لأن الآثار الكونية - سواء منها الروحية والجسدية - تتبع المؤثرات، ولا تتبع المبررات. أقصى ما هنالك أن الله لا يعاقبه عليها، لقول النبي (صلّى الله عليه وآله): (رفع عن أمتي تسع... وما أجبروا عليه). وهذه تصنف معصية، لأن فيها قدر من الممارسة الإرادية يكفي لإسباغ صفة المعصية عليها، وإن كانت أخف درجات المعصية إذا كانت المعادلة ترجح إلى جانب الخطر، مثلاً لا يجوز تحمل القتل مقابل الامتناع عن شرب الخمر، ويجب تحمل الضرب مقابل الامتناع عن القتل. ففي الحالة الأولى لو شرب الخمر قد لا يعاقب في الآخرة ويعاقب في الدنيا من خلال آثاره الروحية والجسدية. فتكون محنة ابتلاه الله بها نتيجة لسيئة اقترفها - في ماضي حياته - بمحض اختياره، قد لا يذكرها شعورياً وإنما انطبع بها لا شعورياً، ولكنها صدرت منه قطعاً فأدت إلى هذه النتيجة، إذ لا يصدر فعل في الكون إلا وليد دوافعه، كما لا يكون شيء في الكون إلا نتيجة أسبابه. فكما لا ينفجر نبع إلا إذا اختزنت قطرات المطر في طبقة أعلى منها، كذلك لا يتحقق عمل إلا إذا طفحت النفوس ببواعثها (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل نبرأها) سورة الحديد، آية 22. الثالثة: معصية المحتاج، كمن يسرق لسد رمقه. وهذه معصية فوق مستوى معصية المجبور، لأن فيها قدراً أكبر من الممارسة الإرادية. ولا يعاقب عليها في الآخرة ولا يقتص منه في الدنيا، ولكن المعصية تأخذ أبعادها وتترك آثارها لا في شخص العاصي فقط، وإنما في المجتمع فتترك الحقد في المقصود منه، وتفتح أمام الآخرين باب السرقة، ولو كعلاج أخير. الرابعة: معصية المغرور الذي جرفته المغريات وغرته مهلة الله، كمن يفعل المحرمات التذاذاً بها. وهذه فوق مستوى السابقتين، لأنه أقدم عليها بمحض إرادته، فيعاقب عليها في الدنيا والآخرة. وهي معصية أكثر أهل المعاصي الذين يعصون عن سابق تصميم وإصرار. الخامسة: معصية المستهتر، الذي يقترف تكبراً واستعلاء، كمن يعصى ليعلن أنه صاحب شخصية لا يحدها الدين ولا تخضع للموجهين. وهذه فوق مستوى الثلاث السابقات، ويكون عقابه في الدنيا والآخرة أشد، لأنه أضاف إلى عنصر المعصية عنصراً آخر هو عنصر الاستهتار. السادسة: معصية المعاندين، كمن يأتي الفاحشة لمجرد أن الله نهى عنها وهذه في حد الكفر بالله، وعقابه الخلود في النار، لأنه أضاف إلى عنصر المعصية عنصر العناد، والعناد يخلد في النار كما في دعاء كميل: (... وقضيت به من إخلاد معانديك...). والإمام المهدي يلقن الداعين أن يعتذروا إلى الله بأن معاصيهم معاصي المغرورين، حتى لا يفكروا في معاصي المستهترين أو المعاندين. 36 - لأن الله هو القدرة المطلقة التي لا تجد أمامها شيئاً يحد منها، وكل شيء يجد نفسه ضئيلاً أمامها، فيترقب المفاجئات والتحويلات، فيخاف الخروج على الله لأنه لا يقاوم، ويحذر التورط في مخالفته لأنه لا يجد مهرباً منه، فلا يطمئن شيء إلا إلى الانقياد له والانسياق في إرادته. 37 - وطالما القدرة المطلقة مختصة بالله، فإذ ضمن شخصاً حماه من غيره، أو أعطاه من القدرة ما يدفع عنه كل شر وسوء، فرفع نسبة المغناطيس فيه ليتضاءل أمامه الآخرون. 38 - الأمالي، محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الصدوق عن محمد بن عثمان بن سعيد العمري - ثاني النواب الأربعة - إنه رآه في بيت الله وهو يقول:... 39 - يلاحظ أن هذه الجملة تتكرر في أدعية الإمام المهدي، كما يوصف في جملة من الأحاديث المبشرة به بأن الله ينتقم به من أعدائه. س: من أين وجدت عقدة الانتقام في نفوس الشيعة؟ ج: التاريخ يكشف أن جميع أئمة أهل البيت وأكثر قادة الشيعة وكثير من أفراد الشيعة قتلوا، وأن التشيع كان ولا يزل محارباً لسببين: الأول: إنه يمثل عنفوان الحق، والحق مر لأنه لا يحابي ولا يساوم. والثاني: أنه يجسد قمة الإسلام في أصالة الفكر وشمول الثقافة. وكل قمة محسودة. فأمّن التشيع الثروة العاطفية للإسلام، كما أمّن القرآن والسنة الثروة الفكرية للإسلام. ولذلك وجدت عقدة الانتقام لدى الشيعة. س: ولماذا التركيز على الانتقام في كل البشائر والدعوات التي تتعلق بالإمام المهدي؟ ج: من جملة تضحيات أهل البيت في سبيل الإسلام، أنهم لم يندفعوا نحو الانتقام ولم يدفعوا شيعتهم إلى الانتقام، ليبقى الإسلام غنياً بالعاطفة كما هو غني بالفكر، لأن هذا البشر الهائج المائع لا يأخذ كله بالفكر، فلا بد من أخذ بعضه بالفكر وأخذ بعضه بالعاطفة، فإذا جاءت دولة الحق وتكاملت عقول الناس على يد الإمام المهدي بحيث أصبحت الرقابة الفكرية كافية لشد الجماهير بمصالحها الحقيقية التي تتمثل في الالتزام بالقيم. استغنى الإسلام عن العاطفة بالفكر، وحكم الإمام المهدي السكين في المفصل. فأئمة أهل البيت كانوا يركزون على أن الإمام المهدي ينتقم من أعداء الله، لينفسوا عقدة الانتقام المستفحلة في نفوس الشيعة. ولا بد هنا من التوقف عند نقطتين: الأولى: يزعم بعض المغرورين أن أئمة أهل البيت لم يندفعوا نحو الانتقام ولم يدفعوا شيعتهم إلى الانتقام، لأنهم لم يكونوا قادرين عليه. ولكن الذي يدرس أئمة أهل البيت يعرف أنهم كانوا قادرين على الانتقام ورفضوه بمحض إرادتهم. مضافاً إلى إنه لم يتركوا في تراثهم أي توجيه إلى الانتقام، رغم إنهم بنظراتهم الثاقبة كانوا يستطلعون مستقبلاً مشرقاً للشيعة كما قالت السيدة زينب الكبرى للإمام زين العابدين في اليوم الحادي عشر من المحرم لما مروا بأسارى آل الرسول على مصارع قتلاهم، وكاد الإمام زين العابدين يجود بنفسه لما رأى جثث الحسين وأصحابه على التراب: (ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وأخوتي. فوالله إن هذا العهد من الله إلى جدك وأبيك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض وهم معروفون في أهل السماوات، إنهم يجمعون هذه الأعضاء المقطعة والجسوم المضرجة فيوارونها، وينصبون بهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء، لا يدرس أثره، ولا يمحى رسمه على كرور الليالي والأيام. وليجهدن أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا علواً) كامل الزيارات ص261. وأمثال هذا المعنى يتردد في أحاديث أهل البيت، وكان باستطاعتهم أن يضمنوا أحاديثهم أي توجيه انتقامي يعمل به الشيعة عندما تستتب لهم الأمور، ولكنهم لم يفعلوا، ولذلك قامت دول عديدة للشيعة في آسيا وأفريقيا فلم ينزلوا المجازر بخصومهم عندما انتصروا، وتحملوا المجازر كلما هزموا، فكانوا - عبر التاريخ - كما قالت السيدة فاطمة الصغرى بنت الحسين لأهل الكوفة: ملكــنا فكـــان العفو منا سجية***فلما ملكـــتم ســال بالدم أبطح فحسبكـــموا هذا التفاوت بيننا***وكـــل إنـــاء بالذي فيه ينضح الثانية: إن التأكيد على أن الإمام المهدي ينتقم من أعداء الله قد يوحي إلى بعض الناس: أنه سيقتل عشرات الملايين أو مئات الملايين من الناس عندما يظهر، خاصة وأنه لا يظهر إلا بعد أن تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً، فيصبح كل أناس ظالماً أو مظلوماً، أو ظالماً ومظلوماً في آن واحد. وتطهير الأرض - في مثل هذه الحالة - لا يتم إلا بإبادة الملايين. ولكن الذي يدرس حياة الإمام المهدي بعد الظهور يفاجأ بخلاف ذلك، فالخط القتالي للإمام المهدي يبدأ بالحجاز ويمر بدمشق وفلسطين وينتهي بالكوفة في جنوب العراق. ثم تستسلم له حكومات الدنيا، ومن الواضح عسكرياً أن هذا الخط القصير لا يتحمل الكثير من الضحايا. مضافاً إلى أن الانتقام من أعداء الله ليس بالقتل فقط، وإنما بإزاحتهم عن السلطات في العالم، وإبطال مبادئهم، ولعل الثاني هو الانتقام العميق الصحيح في حضارة الإمام المهدي. 40- الاحتجاج أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي: ج2 ص317 - 318: عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري قال: خرج التوقيع من الناحية المقدسة - حرسها الله - بعد المسائل. 41- تدل أحاديث بدء الخلقة على أن الله أوجد كلمة، ثم قسمها قسمين... وتسللت الخلقة - بالشكل المأثور عن أهل البيت (عليهم السلام) - فالكلمة التي خلق الله منها النور، هي روح النبي، أو الحقيقة النبوية - حسب تعبير المتكلمين - فالنبي (صلّى الله عليه وآله) هو كلمة النور. 42- الثابت - بمقتضى أحاديث الخلقة - إن أول ما خلق الله من الكلمة هو النور، وباستمرار تموجات النور وامتداداته حدث تشعب فيه، فصار كل شعبة منه شيئاً مختلفاً عن بقية شعبة، وكل شعبة: منها إذا تفاعلت مع الإنسان تطور إلى شيء، فشعبة منها تطور إلى اليقين وأخرى إلى الإيمان، وثالثة إلى الثبات ورابعة إلى العلم... وهكذا. ولعل الإمام أخذ كل تفاعلات الخلقة بنظر الاعتبار، ثم علمنا أن نسأل الله ذلك... 43- جميع الأنبياء والأوصياء، وربما جميع الأولياء إذا سألوا الله شيئاً أجابهم، كما أنهم يملكون من أسماء الله الحسنى والقدرات الروحية ما أحيوا بها الموتى ومشوا على الماء وأبرءوا الأكمه والأبرص، وفعلوا الأعاجيب، ولكنهم لم يكونوا يستخدمون تلك القدرات في كل صغيرة وكبيرة من حياتهم، وإنما كانوا يعيشون بشراً بالوسائل والأساليب التي يتبعها البشر، فكانوا يفلحون ويصنعون ويبيعون ويشترون كما كانوا يأكلون ويلبسون مثل سائر الناس وإذا قابلهم عدو دافعوا عن أنفسهم بالطرق المألوفة. فكانوا يخافون من أعدائهم كما يخاف غيرهم من عدوه، بفارق أنهم ما كانوا يتنازلون لأعدائهم عن شيء، ويغيرون مسيرتهم نتيجة الخوف، فشأن الإمام المهدي (عليه السلام) في فترة الغيبة شأن موسى بن عمران فترة ما قبل الرسالة وكما خرج موسى بن عمران - يومئذ - من مصر خائفاً يترقب أن يلحقه الطلب هكذا غاب الإمام المهدي خائفاً يترقب أن يعرفه الأعداء فيجهزوا عليه. 44- أ: الشيخ عباس القمي، مفاتيح الجنان ص112 طبع طهران 1391 هجري: نقلاً عن الكفعمي: أن صاحب الأمر (عليه السلام) علم هذا الدعاء لمحبوس فأفرج عنه. وقد نقل المؤلف في نفس المصدر ص46 نصاً مشابهاً، ولكن اكتفينا بإثبات هذا النص. ب: الجنة المأوى - الحاج ميرزا حسين النوري عن فضل بن الحسن الطبرسي في كتاب(كنوز النجاح) قال: دعاء علمه صاحب الزمان (عليه السلام) أبا الحسن محمد بن أحمد ابن أبي الليث في بلدة بغداد في مقابر قريش وكان أبو الحسن قد هرب إلى مقابر قريش والتجأ إليه من خوف القتل فنجى منه ببركة هذا الدعاء. قال أبو الحسن: أنه (عليه السلام) علمني أن أقول:..... ج: الشيخ محمد بن المشهدي (قدس سره) في (المزار الكبير) ص194. د: الشهيد الأول محمد بن مكي في (مزار الشهيد) ص64. ه: العلامة المجلسي (قدس سره) في بحار الأنوار (ج 102 - ص119) عن الشيخ المفيد (قدس سره). 45- برح يبرح براحاً: زال. يقال: برح الخفاء: زال فوضح الأمر. 46- انكشف الغطاء: رفع الغطاء فظهرت النوايا والسرائر، وتعزى المنافقون والمزيفون. 47- مقتبسة من قوله تعالى: (... وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين) سورة التوبة، آية 25. 48- فعندما يتعرى المجرمون ويتجاهرون بالجرائم، تكثر الذنوب، فتمنع السماء خيراتها 49- مستوحاة من قوله سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) سورة النساء، آية 59. و(أولي الأمر) في هذه الآية، الذين قرن الله طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله. هم الأوصياء المعصومون (عليهم السلام)، لأن الطاعة المطلقة لا تكون إلا لله ولأوليائه المعصومين، وأما غير المعصومين فطاعتهم مقيدة بما إذا لم يخرجوا على إرادة الله، فكما قيد عز وجل طاعة الوالدين بذلك فقال: (ووصينا الإنسان بوالديه حسناً وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون) سورة العنكبوت، آية 8. كذلك طاعة غير معصوم مقيدة بعدم مخالفة الله. 50- مما لا شك فيه أن الأكرم (صلّى الله عليه وآله) والإمام علي وسائر الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) عباد مكرمون، يشفعون عند الله لأوليائهم فيشفعون وقد قال سبحانه: (يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) سورة المائدة، آية 35. وقال: (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة...) سورة الإسراء، آية 57. 51 - الصلوات من هنا على الإمام المهدي (عليه السلام) نفسه. وقد ينبض سؤال يقول: كيف يعلم الإمام المهدي (عليه السلام) شيعته الصلوات عليه يضمنها فضائله؟ ويمكن الجواب بما يلي: 1: الصلوات دعاء، وطلب الدعاء من الغير ممدوح، وورد كثيراً من النبي وآله (عليهم السلام). 2: إن النبي وآله (عليهم السلام) باعتبارهم أشخاصاً يختلفون عنهم باعتبارهم قادة روحيين، وعلى الناس أن يعرفوهم ويضعوهم حيث وضعهم الله، فلابد أن يعرفوا أنفسهم إن لم يجدوا من يعرفهم. 52- أي اجعل كل شيء كما يريد. 53- يمكن أن يكون المراد من (وليك) نفس الإمام المهدي (عليه السلام) فيكون المراد من (ولاة عهدك) ولاته على البلاد بعد الظهور، لأنهم في الواقع ولاة عهد الله، ويكون المراد من (الأئمة من ولده) أولاده الذين هم أئمة بالمعنى اللغوي، ولكنه خلاف مصطلح الحديث. ويمكن أن يكون المراد من (وليك) الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيكون قوله: (ومد في أعمارهم وزد في آجالهم) باعتبار عهد الرجعة وهو خلاف المألوف. ولعل في النسخ المتوفرة لدينا بعض الحذف أو التعبير. 54- الأجل: المدة، فتكون الأعمار والآجال من المترادفات. 55- مفاتيح الجنان - الشيخ عباس القمي ص150 في أعمال يوم السابع والعشرين من شهر رجب وهو يوم مبعث الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) نقلاً عن الحسين بن روح وهو السفير الثالث من سفراء الإمام المهدي (عجل الله فرجه) ويعرف من بعض ما سبق أنه لا يرسل إلا عن الإمام المهدي.. 56- الذل: الصغار والهوان. والله تعالى لا يتجه إلى أوليائه من موقع الضعف، وإنما من موقع الرحمة، لأنه لا يحتاج إليهم، وهم لا يزيدون في كبريائه شيئاً، وهم يتجهون إليه من موقع الذل، وهو يتقبلهم رحمة بهم. 57- العورة: كل ما يستحيى به فيحاول الإنسان ستره أنفة وحياء. 58- فالله يقبل التوبة من عباده ويعفو عن كثير على قدرة وغيره لا يقبل العذر - غالباً - إلا عن عجز. 59- فلا يتماسك الإنسان ولا ينبعث عن صرعة وانحلال إلا بالذخائر الجوفية التي يحفظها الله في أعماق الجسم والروح. للإفادة منها في حالات الضرورة القصوى. 60- هذه الجمل مقتبسة من الآية الكريمة: (.... أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون) سورة الأحقاف، آية 16. 61- مفاتيح الجنان - الشيخ عباس القمي ص129 قال الشيخ يستحب أن يقرأ في كل يوم من رجب هذا الدعاء: وقد ذكر في ص407 من مفاتيح الجنان في أعمال مسجد صعصعة: أن جماعة رأوا الإمام المهدي في مسجد صعصعة في شهر رجب أنه صلى ركعتين ودعا:... 62- رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس، إقبال الأعمال، طبع طهران 1390 هجري ص675: .... ذكر شيخنا المفيد في الرسالة الفرية صلاة يوم المبعث، وقال: إنها تصلى صدر النهار، وقال الشيخ سلمان بن الحسن في كتاب (البادية) - عند ذكر صلاة يوم المبعث -: إنها تصلى قبل الزوال. فأحببت أن يكون عند العامل بذلك المعرفة بهذه الحال، وسيأتي في رواية ابن يعقوب الكليني: أنه يصليها أي وقت شاء - يعني من يوم المبعث - ونحن نذكر منها عدة روايات، وإن اتفقت في عدد الركعات, فإنها تختلف في بعض المرادات. فمن ذلك ما رواه محمد بن علي الطرازي (رحمه الله) في كتابه فقال: صلاة يوم سبعة وعشرين من رجب - وهو اليوم الذي بعث فيه سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) (وقال) أبو العباس: أحمد بن علي بن نوح - رضي الله عنه - قال: حدثني أبو أحمد المحسن بن عبد الحكم الشجري, وكتبته من أصل كتابه قال: نسخت من كتابي أبي نصر: جعفر بن محمد بن الحسن بن الهيثم, وذكر أنه خرج من جهة أبي القاسم: الحسين بن روح - قدس الله روحه: ... وذكر في ص647 ومن الدعوات كل يوم من رجب ما رويناه - أيضاً - عن جدي: أبي جعفر الطوسي - قدس الله جل جلاله روحه - فقال: قال ابن العباس: وخرج إلى أهلي على يد الشيخ أبي القاسم - رضي الله عنه في مقامي عندهم - هذا الدعاء في أيام رجب.... 63- أ- الشيخ عباس القمي, مفاتيح الجنان ص231 - 132 - طبع طهران 1391 نقلاً عن الكفعمي, روى: أنه صدر من الناحية المقدسة على يد الشيخ أبي القاسم (الحسين بن روح النونجتي). ب- علي بن موسى بن جعفر بن طاووس. إقبال الأعمال, طبع طهران 1390 هجري, ص647: ومن الدعوات كل يوم من رجب ما رويناه - أيضاً - عن جدي: أبي جعفر الطوسي, عن ابن عياش: وخرج إلى أهلي على يد الشيخ أبي القاسم - رضي الله عنه - هذا الدعاء في أيام رجب: ... 64- المواليد في رجب كثيرون, سيدهم وأعظمهم هو الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام), فلعل تخصيص الإمامين الجواد والهادي (عليهما السلام) بالذكر هنا لتوجيه الأضواء إليهما, وأما الإمام علي (عليه السلام) فقد استقطب الأضواء بشكل يغنيه عن مثل هذا التوجيه. 65- المراد من (محمد بن علي) الثاني هو الإمام محمد الجواد (عليه السلام) باعتباره ثاني من سمي بمحمد من الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام), والأول هو محمد الباقر (عليه السلام) والمقصود من ابنه الإمام علي بن محمد الهادي العسكري (عليه السلام). 66- المنيفة: العالية المشرفة, لأن وسائل الناس قد تكون قاصرة عن أهدافها, ولكن وسائل الله عالية وفوقية مشرفة على أهدافها. 67- أوزعه بكذا: أغراه به, وعلى هذا يكون المعنى: نعمة مغرية مرغوب فيها, لأن بعض النعم مرغوب عنها رغم أنها نعمة في أهدافها ونتائجها, مثل كثير من البلايا والمصائب التي تسمى بالنعم الخفية فيكون السؤال هنا عن النعم الظاهرة التي تتجاوب مع رغبات الداعي. 68- الحافرة: الأرض المحفورة أي القبر, وقد جاء وزن الفاعل لمعنى المفعول كعيشه راضية أي مرضية. 69- أي جميع المراحل المستقبلية التي يمر بها الإنسان كالقبر والبرزخ والقيامة, أو ينتهي إليها كالجنة أو النار. 70- العلامة المجلسي (قدس سره) نقلاً عن كتاب النجوم، في بحار الأنوار (ج 51 - ص304 - 305) قال: بإسنادنا إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن هارون بن موسى التلعكبري قال: حدثني أبو الحسين بن أبي البغل الكاتب قال... فقال (يعني الإمام المهدي (عليه السلام)): يا أبا الحسين بن أبي البغل أين أنت من دعاء الفرج؟ فقلت: وما هو يا سيدي؟ فقال: تصلي ركعتين وتقول: ... 71- حذفنا آداب هذا الدعاء هنا، وهي مثبتة في كتب الأدعية. 72- أ: مهج الدعوات، علي بن موسى بن محمد الطاووس ص295 - 296 قال:... ب: مصباح الكفعمي قال: (اعلم أن للمهدي (عليه السلام) دعائين آخرين خفيفين على اللسان ثقيلين في الميزان يليق وصفهما في هذا المكان. الأول: نقلته من كتاب مهج الدعوات والثاني من كتاب الأدعية المستجابات). ثم نقل حرز الإمام الذي أوله: (يا مالك الرقاب) ثم نقل هذا الدعاء:... وجدت في مجموع الأدعية المستجابات عن النبي والأئمة (عليهم السلام) دعاء الإمام العالم الحجة (عليه السلام):... 73 - الغنى الكفاية واليسار. والغناء - بالفتح والمد - ما يغتنى به. 74- المشاكل التي يعاني منها الأحياء أربعة: الفقر والمرض والجفوة والغربة: والمشكلة التي يعاني منها الأموات واحدة، وهي العذاب، فدعا الإمام المهدي (عليه السلام) لحلها. وهذا الدعاء وما يليه يعكسان اهتمامات الإمام المهدي عجل الله فرجه. 75- (أ): الشيخ عباس القمي، مفاتيح الجنان ص112 - 113 ط طهران 1391 نقلاً عن الكفعمي: إن هذا الدعاء من الإمام المهدي (عليه السلام):... (ب): منتخب الأثر: لطف الله الصافي ص524 عن مصباح الكفعمي أيضاً. 76- الحرمة جمعه حرم وحرمات: ما وجب القيام به من حقوق الله وحرم التفريط به وما لا يحل انتهاكه وحرمة الرجل: حرمه وأهله. 77- إلى هنا يوجه الإمام المهدي (عليه السلام) إلى ما ينبغي الاهتمام به من قبل جميع الناس، ثم يصنف الناس ويركز اهتمام كل صنف إلى أهم ما يحتاج إليه. 78- فالفرد - في توجهاته إلى السلطة - يحتاج إلى الإنصاف في تناول الأمور وعدم الإفراط في مطالبيه التي تعجز عنها السلطة، وعدم التفريط بحقوقه حتى لا يشجع السلطة على الاستهتار بها. تماماً كحاجة السلطة إلى العدل والشفقة. 79- الزوار أعم من زوار المدينة المنورة وسائر المشاهد المشرفة، واكتفي في بقية الدعاء (واقض ما أوجب عليهم من الحج والعمرة) ولم يضف للزوار بالقبول، لأن الزيارة ليست واجبة، وهي تقبل بخلوص النية، وليست لها حدود معينة كالحج والعمرة. 80- مهج الدعوات، علي بن موسى بن محمد الطاووس، طبع طهران انتشارات سنائي ص68 - 69. 81- مهج الدعوات, علي بن موسى بن محمد الطاووس, طبع طهران, انتشارات سنائي ص67 - 68. 82- بحار الأنوار: ج52 ص391 - عن دلائل الأئمة - محمد بن جرير بن رسم الطبري عن محمد بن هارون بن موسى عن أبيه عن محمد بن همام عن جعفر بن محمد الحميري عن أحمد بن جعفر عن علي بن محمد يرفعه إلى أمير المؤمنين في صفة القائم قال: كأني به وقد عبر من وادي السلام إلى مسجد السهلة على فرس محجل له شمراخ يزهو ويدعو ويقول في دعائه: ... (وادي السلام) هو مقبرة الكبيرة في النجف الأشرف, التي تجتمع بها أرواح المؤمنين, ولعل الإمام المهدي (عليه السلام) يزور - في طريقه إلى الكوفة - فبر جده أمير المؤمنين (عليه السلام) أولاً ثم يذهب إلى مقر قيادته الكبرى مسجد الكوفة مروراً بمسجد السهلة [وفي بعض النسخ مسيل السهلة ولعل المراد به, يعرف اليوم بالخندق القريب من مسجد السهلة]. (محجل) جاء في حاشية بحار الأنوار: ج94 ص365 -: (التحجيل بياض في قوائم للفرس كلها. ويكون في رجلين ويد, وفي رجلين فقط, وفي رجل ويد فقط, ولا يكون في اليدين خاصة إلا مع الرجلين, ولا في يد واحدة دون الأخرى إلا مع الرجلين (والشمراخ) غرة الفرس إذا دقت وسالت وجللت الخيشوم ولم تبلغ الجحفلة). 83- العلامة المجلسي في بحار الأنوار: ج94 ص207 نقله عن الدعوات للرواندي آخر تسابيح النبي والأئمة (عليه وعليهم الصلاة والسلام) وقال أنه يقرأ من اليوم الثامن عشر كل شهر إلى آخر الشهر ويمكن أن يكون المقصود بذلك: أنه يكرر هذا التسبيح في هذه الأيام الاثني عشر أو الثلاثة عشر. 84- مهج الدعوات علي بن موسى بن محمد الطاووس (قدس سره) ص414 -: بإسنادنا إلى محمد بن أحمد بن إبراهيم الجعفي المعروف بالصابوني - في جملة حديث بإسناده - وذكر فيه غيبة المهدي صلوات الله عليه (قلت) كيف تصنع شيعتك؟ (قال) عليكم بالدعاء وانتظار الفرج وأنه سيبدو لكم علم فإذا بدا لكم فاحمدوا الله وتمسكوا بما بدا لكم (قلت) فما ندعو به؟ (قال): تقول:... 85- الكلم الطيب - السيد علي خان أمير نظام أحمد الحسيني الشيرازي قال رأيت بخط بعض أصحابنا عن إسماعيل بن حسين بن علي بن سليمان الجابري الأنصاري عن الحاج علي مكي عن صاحب الأمر أنه أعطاه هذا الدعاء للنجاة من الشدائد: ... 86- يقرأ سحراً ثلاثاً إن أمكن وفي الصبح وفي المساء فإذا اشتد الأمر على من يقرأه يقول بعد قراءته ثلاثين مرة (يا رحمان يا رحيم يا أرحم الراحمين أسألك اللطف بما جرت به المقادير). 87 - الكلم الطيب - للسيد علي خان صدر الدين بن أمير نظام أحمد الحسيني الشيرازي قال: هذا دعاء عظيم عن صاحب الأمر لمن ضاع له شيء أو كانت له حاجة فليكثر الداعي من قراءته عند طلب مهماته وهو: ... 88- (أ): البلد الأمين - إبراهيم بن علي بن الحسن الكفعمي عن المهدي (عليه السلام): من كتب هذا الدعاء في إناء جديد بتربة الحسين (عليه السلام) وغسله وشربه شفي من علته:.. (ب): جنة المأوى - الحاج ميرزا حسين النوري قال: رأيت بخط السيد زين الدين علي بن الحسين: أن هذا الدعاء تعلمه رجل كان به علة فشكاها إلى القائم عجل الله فرجه فأمره بكتابته وغسله وشربه ففعل ذلك فبرئ في الحال. 89- الجنة الواقية، إبراهيم بن علي بن الحسن الكفعمي في الفصل السادس والعشرين قال: دعاؤه (يعني صاحب الأمر): ... 90- قال الكفعمي: وروي أنه من اختار هذا الدعاء حشر مع صاحب الأمر. وقال العلامة المجلسي (قدس سره) وروى الشهيد رحمه الله نقلاً عن كتاب الاستدراك لبعض قدماء الأصحاب عن الشيخ عبد الله الدورسي عن جده عن أبيه [الظاهر يعني: أبي جده] عن محمد بن بابويه عن أحمد بن ثابت الدواليبي عن محمد بن علي بن عبد الصمد, عن علي بن عاصم عن أبي جعفر الثاني [يعني: محمد بن علي الجواد (عليه السلام)] وسرد قصة مفصلة إلى أن قال: داء المهدي (عليه السلام): 91- مهج الدعوات, علي بن موسى بن محمد الطاووس, طبع طهران انتشارات سنائي, ص302 قال: حجاب مولانا صاحب الزمان (عليه السلام):... قال السيد بن طاووس (قدس سره) بعد نقل هذا الحجاب وما سبقه إلى نقله قبل ذلك من حجب سائر المعصومين عليهم الصلاة والسلام قال: (وهذه الحجب مما ألهمنا أيضاً تلاوتها يوم أحاطت المياه والغرق وأصعبت السلام بكثرة المياه وزادت على إحاطتها بهدم مواقع دخل بها ماء الزيادات وأمكن المقام بإجابة الدعوات ورفع تلك المحذورات وسلامتنا من الدخول في تلك الحادثات والحمد لله). 92- حاشية مفاتيح الجنان - الشيخ عباس القمي ص505. 93- (أ): مهج الدعوات, علي بن موسى بن محمد الطاووس, طبع طهران انتشارات سنائي ص45. (ب): مفاتيح الجنان - الشيخ عباس القمي, حاشية ص439. 94- مهج الدعوات, علي بن موسى بن محمد الطاووس, طبع طهران انتشارات سنائي ص5. 95- (أ): محمد بن حسن الطوسي (قدس سره) في كتاب الغيبة ص177. ب: السيد ابن طاووس (قدس سره) في جمال الأسبوع ص494. ج: العلامة المجلسي (قدس سره) في بحار الأنوار: ج52 ص17 وقال: د: في كتاب دلائل الإمامة للطبري مثله. والنص لجمال الأسبوع: جماعة بإسنادهم إلى جدي أبي جعفر الطوسي عن الحسن بن عبد الله عن محمد بن أحمد بن داوود والتلعكبري عن أحمد بن علي الرازي فيما رواه في كتاب الشفاء والجلاء عن الأسدي عن الحسين بن محمد بن العامر عن يعقوب بن يوسف الضراب الغساني في منصرفه من إصفهان قال حجبت في سنة إحدى وثمانين ومائتين وكنت مع القوم مخالفين من أهل بلادنا فلما أن قدمنا مكه تقدم بعضهم فأكرى لنا داراً في زقاق بين سوق الليل وهي دار خديجة (عليها السلام) وتسمى دار الرضا (عليه السلام) وفيها عجوز سمراء فسألتها لما وقفت على أنها دار الرضا (عليه السلام) ما تكونين من أصحاب هذا الدار؟ ولم سميت دار الرضا؟ فقالت أنا من مواليهم وهذه دار الرضا بن موسى (عليه السلام) أسكنيها الحسن بن علي (عليهما السلام) فإني كنت في خدمته فلما سمعت ذلك منها آنست بها وأسررت الأمر عن رفاقي المخالفين فكنت إذا انصرفت من الطواف في بالليل أنام معهم في رواق الدار ونغلق الباب ونلقي خلف الباب حجراً كبيراً نديره خلف الباب. فرأيت غير ليلية ضوء السراج في الرواق الذي كنا فيه شبيهاً بضوء المشعل ورأيت الباب قد أنفتح ولا أرى أحداً فتحه من أهل الدار ورأيت رجلاً ربعة أسمر إلى الصفرة ما هو قليل الحم في وجهه سجادة عليها قميصان وإزار رقيق قد تقنع به في رجليه نعل طاق فصعد إلى غرفة في الدار حيث كانت العجوز تسكن وكانت تقول لنا أن في الغرفة ابنته لا تدع أحداً يصعد إليها فكنت أرى الضوء الذي رأيته يضيء في الرواق على الدرجة عند صعود الرجل إلى الغرفة التي يصعدها ثم أراه في الغرفة من غير أن أرى السراج بعينه وكان الذي معي يرون مثل ما أرى فتوهموا أن يكون هذا الرجل يختلف إلى ابنة العجوز وأن يقولوا قد تمتع بها فقالوا هؤلاء العلوية يرون المتعة وهذا حرام لا يحل فيما زعموا وكنا نراه يدخل ويخرج ويجيء إلى الباب وإذا الحجر على حاله الذي تركناه وكنا نغلق هذا الباب خوفاً على متاعنا وكنا لا نرى أحداً يفتح ولا يغلقه والرجل يدخل ويخرج والحجر خلف الباب إلا وقت ننحيه إذ خرجنا. فلما رأيت هذه الأسباب ضرب على قلبي ووقعت في نفسي هيبة فتلطف العجوز وأحببت أن أقف على خبر الرجل فقلت لها: يا فلانة إني أحب أن أسألك وأفاوضك من غير حضور من معي فلا أقدر عليه فأنا أحب إذ رأيت في الدار وحدي أن تنزلي إلي لأسألك عن أمر فقالت لي مسرعة: وأنا أريد أن أسر إليك شيئاً فلم يتهيأ لي ذلك من أجل أصحابك فقلتما أردت أن تقولي فقالت يقول لك ولم تذكر أحداً لا تحاشن أصحابك وشركاءك ولا تلاحهم فإنهم أعداؤك ودارهم فقلت لها من يقول؟ فقالت: أنا أقول فلم أجسر لما دخل قلبي من الهيبة أن أراجعها, فقلت: أي أصحابي تعنين وظننت إنها تعني رفقائي الذين كانوا حجاجاً معي فقالت: شركاؤك الذين في بلدك وفي الدار معك وكان جرى بيني وبين الذين معي في الدار عتب في الدين فسعوا بي حتى هربت استترت بذلك السبب فوقفت على أنها عنت أولئك فقلت لها: ما تكونين أنتِ من الرضا؟ فقالت: أنا كنت خادمة للحسن بن علي صلوات الله عليه. فلما استيقنت ذلك قلت: لأسألنها عن الغائب فقلت: بالله عليك أرأيته بعينك فقالت: يا أخي لم أره بعيني فإني خرجت وأختي حبلاً وبشرني الحسن بن علي (عليه السلام) بأنني سوف أراه في آخر عمري وقال لي: تكونين له كما كنت لي وأنا اليوم منذ كذا بمصر وإنما قدمت الآن بكتابة ونفقت وجه بها إلي على يد رجل من أهل خراسان لا يفصح بالعربية وهي ثلاثون دينار وأمرني أن أحج سنتي هذه فخرجت رغبة مني في أن أراه فوقع في قلبي أن الرجل الذي كنت أراه يدخل ويخرج هو فأخذت عشرة دراهم صحاحاً فيها سكة رضوية من ضرب الرضا (عليه السلام) قد كنت خبأتها لألقيها في مقام إبراهيم (عليه السلام) وكنت نذرت ونويت ذلك فدفعها إليها وقلت في نفسي: ادفعها إلى قوم من ولد فاطمة (عليها السلام) أفضل من أن ألقيها في المقام وأعظم ثواباً فقلت لها: ادفعي هذه الدراهم إلى من يستحقها من ولد فاطمة (عليها السلام) وكان في نيتي أن الذي رأيته هو الرجل وأنها تدفعها إليه فأخذت الدراهم وصعدت وبقيت ساعة ثم نزلت فقالت: يقول لك: ليس لنا فيها اجعلها في الموضع الذي نويت ولكن هذه الرضوية خذ منا بدلها وألقيها في الموضع الذي نويت ففعلت وقلت في نفسي: الذي أمرت به من الرجل ثم كانت معي نسخة توقيع خرج إلى القاسم بن العلاء بأذربيجان فقلت لها: تعرضين هذه النسخة على إنسان قد رأى توقيعات الغائب فقالت: ناولني فإني أعرفه فأريتها النسخة وظننت أن المرأة تحسن أن تقرأها فقالت: لا يمكنني أن أقرأها في هذا المكان فصعدت الغرفة ثم أنزلته فقالت: صحيح وفي التوقيع: أبشركم ببشرى ما بشرت به غيرك ثم قالت: إذا صليت على نبيك كيف تصلي عليه؟ فقلت أقول اللهم صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. فقالت: لا إذا صليت فصل عليهم كلهم وسمهم فقلت: نعم فلما كان من الغد نزلت ومعها دفتر صغير فقالت: يقول لك إذا صليت على النبي صلى الله عليه وآله فصل عليه وعلى أوصيائه على هذه النسخة فأخذتها وكنت أعمل بها ورأيت عدة ليال قد نزل من الغرفة وضوء السراج قائم وكنت أفتح الباب وأخرج على أثر الضوء وأنا أراه أعني الضوء ولا أرى أحداً حتى يدخل المسجد وأرى جماعة من الرجال من بلدان شتى يأتون باب هذه الدار فبعضهم يدفعون إلى العجوز رقاً معهم ورأيت العجوز قد دفعت إليهم كذلك الرقاق فيكلموها وتكلمهم ولا أفهم عنهم ورأيت منهم في منصرفنا جماعة في طرق إلى أن قدمت بغداد وهذه هي النسخة للدعاء:... 96- العلامة المجلسي (قدس سره) في بحار الأنوار: ج94 ص39 نقل بسند مطول - سنذكره في حقل الزيارات تحت عنوان (نسخة أخرى للزيارة) - عن خط الشيخ محمد بن علي الجبعي بسنده إلى الحميري زيارة واردة عن الناحية المقدسة وبعدها هذا الدعاء:... 97- أ: محمد بن الحسن الطوسي (قدس سره) في كتاب (كمال الدين وتمام النعمة) ج2 ص190. ب: السيد ابن طاووس (قدس سره) في جمال الأسبوع عن جده الطوسي قده ص541. عن أبي محمد الحسن بن أحمد المكتب قال: حدثنا أبو علي بن الهمام بهذا الدعاء, وذكر أن الشيخ العمري [الظاهر أنه عثمان بن سعيد] قدس الله روحه أملاه عليه وأمره به وهو الدعاء في غيبة القائم (عليه السلام):.. (ويلاحظ) أنه من المستعبد جداً عن مثل الشيخ العمري (قدس سره) وكيل الهادي والعسكري (عليهما السلام) والنائب الأول لصاحب الأمر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) أن يخترع مثل هذا الدعاء المطول من عند نفسه. فأكثر الظن أنه أمر به عن الناحية المقدسة (على ساكنها الصلاة والسلام). وقد كرر العلامة المجلسي قده في البحار ذكره بطوله مرتين, مرة في (ج95 ص327 - 330) ومرة في (ج53 ص87 - 190) وذكره من باب ما خرج من توقيعاته - كما فعله المجلسي وغيره (عليه السلام) - يؤيد كونه لصاحب الأمر (عليه السلام). (وأبو علي) هذا هو الذي دعا له الإمام أبو محمد الحسن العسكري (عليه السلام) قال الأردبيلي في جامع الرواة (ج2 ص212): (محمد بن همام البغدادي يكنى أبا علي... جليل القدر ثقة, شيخ أصحابنا ومتقدمهم له منزلة عظيمة كثير الحديث, قال: كتب أبي إلى أبي محمد العسكري (عليه السلام) يعرفه أته ما صح له حمل يولد, ويعرفه أن له حملاً ويسأله أن يدعو له في تصحيحه وسلامته وأن يجعله ذكراً نجيباً من مواليهم, فوقع (عليه السلام) على رأسه الرقعة بخط يده: (قد فعل ذلك). قال هارون بن موسى: (أراني أبو علي بن همام الرقعة والخط وكان محققاً). 98- أ: السيد علي بن طاووس (قدس سره) في (مصباح الزائر) ص230. ب: الشيخ محمد بن المشهدي (قدس سره) في المزار الكبير - كما سماه المجلسي (قدس سره) ص190. ج: كتاب (المزار القديم) نقل عنه كتاب (وظائف الشيعة) شرح دعاء الندبة ص2. كلهم رووا عن الشيخ أبي الفرج محمد بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرة القناني الكاتب (قدس سره) وهو يرويه عن كتاب محمد بن الحسين بن سيقان البزوقري رضي الله عنه. 1- ابن طاووس: أما السيد علي بن طاووس (قدس سره) فهو معروف مشهور بالعلم والتقوى وأعرف من أن نذكره بالتعريف, إلا أن الإمامة لا تخلوا من فائدة. فهو من أولاد الإمام الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب (عليهم الصلاة والسلام) بخمس عشرة واسطة. أمه: بنت العالم الزاهد المعروف الشيخ ورّام بن أبي فراس (قدس سره) وينتهي نسبها إلى مالك الأشتر (رضوان الله عليه). وأم أبيه: بنت شيخ الطائفة الطوسي (قدس سره). وهو, وأخوه - أحمد - وابن أخيه عبد الكريم بن أحمد, من كبار الفقهاء, والعلماء, والأتقياء, والإبدال (رضوان الله عليهم). وكان من علماء الحلة في مفتتح القرن السابع الهجري.. وكان نقيب الطالبين في العراق مدة ثلاث سنوات. 2- الشيخ محمد بن المشهدي: من كبار العلماء الأتقياء... من كربلاء المقدسة ولذا لقب بالحائري. عاش في القرن السادس الهجري. كان معاصراً للسيد أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلي (قدس سره) ويلقب وكنى بناصح الدين أبي البركات. (وأما كتابه) المزار الكبير فقد اعتمد عليه العلماء الأخيار. قال العلامة المجلسي (قدس سره) في بحار الأنوار: ج1 ص35: (كتاب كبير في الزيارات, تأليف محمد بن المشهدي - كما يظهر من تأليفات ابن طاووس - واعتمد عليه ومدحه). وقال في فصل آخر: (والمزار الكبير يعلم من كيفية إسناده أنه كتاب معتبر, وقد أخذ منه السيدان ابنا طاووس (يعني: علي بن طاووس, وأخاه عبد الكريم) كثيراً من الاختبارات والزيارات). وقال الشيخ منتجب الدين في (الفهرست): (أبو البركات محمد بن إسماعيل المشهدي فقيه محدث ثقة قرأ على الإمام محيي الدين الحسيني بن المظفر الحمداني...) [مستدرك الوسائل: ج3 ص368]. قال المحقق النوري (قدس الله روحه): (كما يظهر من كتابه الاعتماد على كل ما أودعته فيه, وأن ما فيه من الزيارات كلها مأثورة وإن لم يستند بعضها إليهم (عليهم السلام) في محلة - بعد الخطبة -: فإني قد جمعت في كتابي هذا من فنون الزيارات للمشاهد وما ورد في الترغيب في المساجد المباركات, والأدعية المختارات, وما يدعى به عقيب الصلوات وما يناجى به القديم تعالى من لذيذ الدعوات في الخلوات وما يلجأ إليه من الأدعية عند المهمات, مما اتصلت به من ثقاة الرواة إلى السادات...) [مستدرك الوسائل: ج3 ص368]. المزار القديم: وأما المزار القديم فقد ذكر في المستدرك ما يلي ننقله بنصه: (... إنا عثرنا على مزار قديم يظهر من بعض أسانيده أنه في طبقته [أي: المؤلف له في طبقة الشيخ محمد بن المشهدي معاصراً للسيد ابن زهرة في القرن السادس الهجري] وطبقة الشيخ الطبرسي صاحب الاحتجاج والنسخة عتيقة يظن أنها كتبت في عصر مؤلف وفيه فوائد حسنة جميلة (ويظهر) منه غاية اعتباره واعتبار مؤلفه, وأظنه القطب الرواندي). أ: لملائمة الطبقة. ب: وعد الأصحاب من كتبه كتاب المزار. ج: وقد نقل فيه جملة من الأخبار المختصة سنداً ومتناً بمزار محمد بن المشهدي كما يظهر من مزار البحار, عبر عنه في موضع هكذا (أبو عبد الله محمد بن جعفر الحائري رضي الله عنه قال حدثني... إلى آخره) [مستدرك الوسائل: ج3 ص368]. ابن أبي قرة: وأما ابن أبي قرة الفاني الكاتب (رحمه الله) فقد قال في الوسائل عنه: (كان ثقة, وسمع كثيراً, وكتب كثيراً, قاله النجاشي والعلامة) [وسائل الشيعة: ج20 ص337]. وقد ترجم له كل من: جامع الرواة (ج2 ص161) والنجاشي (ص283) وخلاصة العلامة (ص80) وكتاب وظائف الشيعة (ص4). وله كتب منها (كتاب عمل يوم الجمعة) و(كتاب عمل الشهور) و(كتاب معجم رجال أبي الفضل) و(كتاب التهجد) [وظائف الشيعة ص4]. البزوقري وأما البزوقري أبو جعفر محمد بن علي بن سفيان بن خالد بن سفيان، من أهل قرية تسمى (بزوقر - كغضنفر) قرب الحلة (واسط سابقاً). هو وأبوه - أبو عبد الله الحسين بن علي البزوقري وابن عم أبيه أحمد بن جعفر بن سفيان من أعلام الإمامية، وكلهم من مشايخ الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان، وهو من مشايخ التلعكبري هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد [مستدرك الوسائل/ ج3 ص521]. والشيخ المفيد (قدس سره) ترحم عليه [وظائف الشيعة: ص4]. قال العلامة المجلسي (قدس سره) بعد نقل السند المذكور: (دعاء الندبة، وذكر - يعني: ابن طاووس (قدس سره) أنه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه ويستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة وهو: (والأعياد الأربعة) يعني: الجمعة، وعيد الأضحى، وعيد الفطر، وعيد الغدير. 99- قال السيد (رحمه الله): ثم صل صلاة الزيارة - وقد تقدم وصفها - ثم تدعو بما أحببت فإنك تجاب إن شاء الله تعالى. مصباح الزائر ص230 - 234. المزار الكبير ص190 - 194. |