ملحق الأدعية(1) |
دعاء الزيارة(2) اللهم أنت كاشف الكرب والبلوى، وإليك نشكو فقد نبينا، وغيبة إمامنا وابن بنت نبينا، واملأ به الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، اللهم صل على محمد وأهل بيته، وأرنا سيدنا وصاحبنا وإمامنا ومولاي صاحب الزمان، وملجأ أهل عصرنا، ومنجى أهل دهرنا ظاهر المقالة، واضح الدلالة، هادياً من الضلالة، منقذاً من الجهالة، وأظهر معالمه، وثبت قواعده [وأعز نصره، وأطل عمره، وابسط جاهه، وأحي أمره، وأظهر نوره، وقرب بعده، وأنجز وعده، وأوفي عهده، وزين الأرض بطول بقائه, ودوام ملكه, وعلو ارتقائه وارتفاعه، وأنر مشاهده، وثبت قواعده، وعظم برهانه وأمد سلطانه، وأعلي مكانه، وقو أركانه، وأرنا وجهه، وأوضح بهجته، وأرفع درجته, وأظهر كلمته, وأعز دعوته، وأعطه سؤله، وبلغه يا رب مأموله، وشرف مقامه](3)، وعظم إكرامه، وأعز به المؤمنين، وأحي به سنن المرسلين، وأذل به المنافقين، وأهلك به الجبارين، واكفه بغي الحاسدين، وأعذه من شر الكائدين، وازجر عنه إرادة الظالمين، وأيده بجنود من الملائكة مسومين، وسلطه على أعداء دينك أجمعين، واقصم به كل جبار عنيد، وأخمد بسيفه كل نار وقيد، وأنفذ حكمه في كل مكان، وأقم بسلطانه كل سلطان، وأقمع به عبدة الأوثان، وشرف به أهل القرآن والإيمان وأظهره على كل الأديان، وأكبت من عاداه، وأذل من ناواه، واستأصل من جحد حقه، وأنكر صدقه، واستهان بأمره، وأراد إخماد ذكره، وسعى في إطفاء نوره. اللهم نور بنوره كل ظلمة، واكشف به كل غمة، وقدم أمامه الرعب وثبت به القلب، وأقم به نصرة الحرب، واجعله القائم المؤمل, والوصي المفضل، والإمام المنتظر، والعدل المختبر، واملأ به الأرض عدلاً وقسطاً، كما ملأت جوراً وظلماً، وأعنه على ما وليته واستخلفته واسترعيته، حتى يجري حكمه على كل حكم، ويهدي بحقه كل ضلالة. واحرسه اللهم بعينك التي لا تنام, واكنفه بركنك الذي لا يرام, وأعزه بعزك الذي لا يضام, واجعلني يا إلهي من عدده ومدده, وأنصاره وأعوانه وأركانه، وأشياعه وأتباعه، وأذقني طعم فرحته وألبسني ثوب بهجته, وأحضرني معه لبيعته, وتأكيد عقده, بين الركن والمقام, عند بيتك الحرام, واجتناب معصيته, فإن توفيتني اللهم قبل ذلك, فاجعلني يا رب فيمن يكر في رجعته, ويملك في دولته, ويتمكن في أيامه, ويستظل تحت أعلامه, ويحشر في زمرته, وتقر عينه برؤيته, بفضلك وإحسانك وكرمك وامتنانك, إنك ذو الفضل العظيم والمن القديم والإحسان الكريم(4). اللهم أنت السلام ومنك السلام، وإليك يعود السلام، حينا ربنا منك بالسلام، اللهم إن هذه الركعات هدية مني إلى وليك وابن وليك، وابن أوليائك، الإمام ابن الأئمة، الخلف الصالح الحجة صاحب الزمان، فصل على محمد وآل محمد، وبلغه إياه وأعطني أفضل أملي، ورجائي فيك وفي رسولك، صلواتك عليه وعلى آله أجمعين(5). اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك, اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني، اللهم لا تمتني ميتة جاهلية ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني. اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت علي طاعته من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله، حتى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلياً ومحمداً وجعفرَ وموسى وعلياً ومحمداً وعلياً والحين والحجة القائم المهدي صلواتك عليهم أجمعين. اللهم فثبتني على دينك, واستعملني بطاعتك, ولين قلبي لولي أمرك, وعافني مما امتحنت به خلقك, وثبتني على طاعة ولي أمرك, الذي سترته عن خلقك, وبأذنك غاب عن بريتك وأمرك ينتظر, وأنت العالم غير المعلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الإذن له بإظهار أمره, وكشف سره فصبرني على ذلك حتى لا أحب تعجيل ما أخرته, ولا تأخير ما عجلت, ولا كشف ما سترته ولا البحث عما كتمته, ولا أنازعك في تدبيرك ولا أقول لم وكيف, ولا ما بال ولي الأمر لا يظهر, وقد امتلأت الأرض من الجور, وأفوض أموري كلها إليك. اللهم إني أسألك أن تريني ولي أمرك ظاهراً, نافذ الأمر, مع علمي بأن لك السلطان والقدر والبرهان, والحجة والمشيئة, والحول والقوة, فافعل بي ذلك وبجميع المؤمنين، حتى ننظر إلى ولي أمرك صلواتك عليه وآله ظاهر المقالة, واضح الدلالة، هادياً من الضلالة, شافياً من الجهالة, أبرز يا رب مشاهده وثبت قواعده, واجعلنا ممن تقر عينه برؤيته, وأقمنا بخدمته, وتوفنا على ملته, واحشرنا في زمرته. اللهم أعذه من شر جميع ما خلقت وذرأت وبرأت وأنشأت وصورت, واحفظه من بين يديه ومن خلقه وعن يمينه وعن شماله, بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به، واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك عليه وآله السلام, ومد عمره وزد في أجله, وأعنه على ما وليته واسترعيته, وزد في كرامتك له, فإنه الهادي المهدي, والقائم المهتدي, والطاهر التقي, الزكي النقي, الرضي المرضي, الصابر الشكور المجتهد. اللهم ولا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته، وانقطاع خبره عنا ولا تنسنا ذكره وانتظاره والإيمان به، وقوة اليقين في ظهوره، والدعاء له، والصلاة عليه حتى لا تقنطنا غيبته من قيامه، ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك صلواتك عليه وآله، وما جاء به من وحيك وتنزيلك, فقوّ قلوبنا على الإيمان به حتى تسلك بنا على يديه منهاج الهدى, والمحجة العظمى, والطريقة الوسطى, وقونا على طاعته, وثبتنا على متابعته, واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره والراضين بفعله, ولا تسلبنا ذلك في حياتنا, ولا عند وفاتنا, حتى تتوفانا ونحن على ذلك لا شاكين ولا ناكثين ولا مرتابين ولا مكذبين. اللهم عجل فرجه وأيده بالنصر, وانصر ناصريه, واخذل خاذليه ودمدم على من نصب له وكذب به, وأظهر به الحق, وأمت به الجور, واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذل, وأنعش به البلاد, واقتل به الجبارة والكفرة, واقسم به رؤوس الضلالة, وذلل به الجبارين والكافرين, وأبر به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين, في مشارق الأرض ومغاربها وبرها وسهلها وجبلها, حتى لا تدع منهم دياراً, ولا تبقي لهم آثاراً, طهر منهم بلادك, واشف منهم صدور عبادك, وجدد به ما امتحى من دينك وأصلح به ما بدل من حكمك, وغيّر من سنتك, حتى يعود دينك به وعلى يديه غضاً جديداً صحيحاً لا عوج فيه, ولا بدعة معه, حتى تطفئ بعدله نيران الكافرين, فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك, وارتضيته لنصر دينك, واصطفيته بعلمك, وعصمته من الذنوب, وبرأته من العيوب (وأطلعته على الغيوب) وأنعمت عليه, وطهرته من الرجس, ونقيته من الدنس. اللهم فصل عليه وعلى آبائه الأئمة الطاهرين وعلى شيعته المنتجبين, وبلغهم من أيامهم ما يأملون, واجعل ذلك منا خالصاً من كل شك وشبهة ورياء وسمعة, حتى لا نريد به غيرك, ولا نطلب به إلا وجهك. اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا, وغيبة إمامنا, وشدة الزمان علينا ووقوع الفتن بنا, وتظاهر الأعداء, وكثرة عدونا, وقلة عددنا, اللهم فأفرج ذلك عنا بفتح منك تعجله, ونصر منك تعزه, وإمام عدل تظهره, إله الحق آمين. اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك, وقتل أعدائك في بلادك, حتى لا تدع للجور يا رب دعامة إلا قصمتها, ولا بقية إلا أفنيتها, ولا قوة إلا أوهنتها, ولا ركناً إلا هدمته, ولا حداً إلا فللته, ولا سلاحاً إلا أذللته, ولا راية إلا نكستها, ولا شجاعاً إلا قتلته, ولا جيشاً إلا خذلته, وارمهم يا رب بحجرك الدامغ, واضربهم بسيفك القاطع, وبأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين, وعذب أعداءك وأعداء وليك وأعداء رسولك صلواتك عليه وآله بيد وليك وأيدي عبادك المؤمنين. اللهم اكف وليك وحجتك في أرضك هول عدوه, وكيد من أراده, وامكر بمن مكر به, واجعل دائرة السوء على من أراد به سوءاً, واقطع عنه مادتهم, وأرعب له قلوبهم, وزلزل أقدامهم, وخذهم جهرة وبغتة, وشدد عليهم عذابك, وأخزهم في عبادك, والعنهم في بلادك, وأسكنهم أسفل نارك وأحط بهم أشد عذابك وأصلهم ناراً, واحش قبور موتاهم ناراً, وأصلهم حر نارك, فإنهم أضاعوا الصلاة, واتبعوا الشهوات, وأضلوا عبادك, وأخربوا بلادك. اللهم وأحي بوليك القرآن, وأرنا نوره سرمداً لا ليل فيه, وأحي به القلوب الميتة, واشف به الصدور الوغرة, واجمع به الأهواء المختلفة على الحق وأقم به الحدود المعطلة, والأحكام المهملة, حتى لا يبقى حق إلا ظهر, ولا عدل إلا زهر, واجعلنا يا رب من أعوانه, ومقوية سلطانه, والمؤتمرين لأمره, والراضين بفعله, والمسلمين لأحكامه, وممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك. وأنت يا رب الذي تكشف الضر, وتجيب المضطر إذا دعاك, وتنجي من الكرب العظيم, فاكشف الضر عن وليك واجعله خليفة في أرضك, كما ضمنت له. اللهم لا تجعلني من خصماء آل محمد (عليهم السلام), ولا تجعلني من أعداء آل محمد (عليهم السلام), ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على محمد وآل محمد (عليهم السلام), فإني أعوذ بك من ذلك فأعذني, واستجير بك فأجرني, اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني بهم عندك فائزاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين, آمنين يا رب العالمين. دعاء آخر بعد الزيارة(6) اللهم صل على محمد وأهل بيته, الهادين المهديين، العلماء الصادقين, الأوصياء المرضين, دعائم دينك, وأركان توحيدك, وتراجمة وحيك, وحججك على خلقك, وخلفائك في أرضك, فهم الذين اخترتهم لنفسك, واصطفيتهم على عبادك, وارتضيتهم لدينك, وخصصتهم بمعرفتك, وجللتهم بكرامتك, وغذيتهم بحكمتك, وغشيتهم برحمتك, وزينتهم بنعمتك, وألبستهم من نورك ورفعتهم في ملكوتك, وحففتهم بملائكتك وشرفتهم بنبيك. اللهم صل على محمد وعليهم صلاة زكية نامية, كثيرة طيبة دائمة, لا يحيط بها إلا أنت, ولا يسعها إلا علمك, ولا يحصيها أحد غيرك, اللهم صل على وليك المحيي لسنتك, القائم بأمرك, الداعي إليك, الدليل عليك, وحجتك على خلقك, وخليفتك في أرضك, وشاهدك على عبادك. اللهم أعز نصره, وامدد في عمره, وزين الأرض بطول بقائه, اللهم اكفه بغي الحاسدين, وأعذه من شر الكائدين, وازجر عنه إرادة الظالمين, وخلصه من أيدي الجبارين, اللهم أعطه في نفسه وذريته, وشيعته ورعيته, وخاصته وعامته, ومن جميع أهل الدنيا ما تقر به عينه, وتسر به نفسه, وبلغه أفضل أمله في الدنيا والآخرة, إنك على كل شيء قدير(7). دعاء بعد صلاة الفجر(8) اللهم بلغ مولاي صاحب الزمان - صلوات الله عليه- عن جميع المؤمنين والمؤمنات, في مشارق الأرض ومغاربها, وبرها وبحرها وسهلها وجبلها, حيهم وميتهم, وعن والدي وولدي, وعني من الصلوات, والتحيات زنة عرش الله, ومداد كلماته ومنتهى رضاه, وعدد ما أحصاه كتابه, وأحاط به علمه به, اللهم أُجدّد له في هذه اليوم وفي كل يوم, عهداً وعقداً وبيعة له في رقبتي. اللهم فكما شرفتني بهذا التشريف, وفضلتني بهذه الفضيلة, وخصصتني بهذه النعمة فصل على مولاي وسيدي صاحب الزمان, واجعلني من أنصاره وأشياعه والذابين عنه, واجعلني من المستشهدين بين يديه، طائعاً غير مكره, في الصف الذي نعت أهله في كتابك، فقلت: (صفاً كأنهم بنيان مرصوص) على طاعتك وطاعة رسولك وآله (عليهم السلام)، اللهم هذه بيعه له في عنقي إلى يوم القيامة(9). دعاء الانصراف(10) وقل: اللهم ادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ولسانك المعبر عنك, والناطق بحكمتك, وعينك الناظرة بإذنك, وشاهدك على عبادك, الجحجاح المشاهد, العائذ بك العائد عنك, وأعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت وأنشأت وصورت, واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته, بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به, واحفظه في رسولك وآبائه السادة, أئمتك ودعائم دينك. واجعله في وديعتك التي لا تضيع, وفي جودك الذي لا يخفر, وفي منعك وعزك الذي لا يقهر, وآمنه بأمانك الوثيق الذي لا يخذل من آمنته به, واجعله في كنفك الذي لا يرام من كان فيه, وانصره بنصرك العزيز, وأيده بجندك الغالب, وقوه بقوتك, وأردفه بملائكتك, ووال من والاه, وعاد من عاداه, وألبسه درعك الحصينة, وحفه بالملائكة حفاً, اللهم أشعب به الصدع, وارتق به الفتق, وأمت به الجور, وأظهر به العدل, وزين بطول بقائه الأرض, وأيده بالنصر, وانصره بالرعب, وقو ناصريه, ودمدم على من نصب عليه, ودمر على من غشه, واقتل به جبابرة الكفر, وعمده ودعائمه, واقصم به رؤوس الضلالة, وشارعة البدع, ومميتة السنة, ومقوية الباطل, وذلل به الجبارين, وأبر به الكافرين, وجميع الملحدين, في مشارق الأرض ومغاربها وبرها وبحرها وسهلها وجبلها, حتى لا تدع منهم دياراً, ولا تبقي لهم آثاراً, اللهم طهر به بلادك, واشف منه (صدور) عبادك, وأعز به المؤمنين, وأحي به سنن المرسلين, ودارس حكم النبيين, وجدّد به ما امتحى من دينك, وبدل من حكمك حتى تعيد به وعلى يديه جديداً غضاً محضاً صحيحاً, لا عوج فيه ولا بدعة معه, وحتى تنير بعدله ظلم الجور, وتطفئ به نيران الكفر, وتوضح به معاقد الحق, ومجهول العدل, فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك, واصطفيته على غيبك, وعصمته من الذنوب, وبرأته من العيوب, وطهرته من الرجس, وسلمته من الدنس. اللهم فإنّا نشهد يوم القيامة, ويوم حلول الطامة, أنه لم يذنب ذنباً ولا أتى حوباً, ولم يرتكب معصية, ولم يضيع لك طاعة, ولم يهتك لك حرمة ولم يبدل لك فريضة, ولم يغير لك شريعة, وأنه الهادي المهتدي, الطاهر النقي التقي, الرضي المرضي الزكي, اللهم أعطه في نفسه وأهله وذريته وأمته, وجميع رعيته, ما تقر به عينه, وتسر به نفسك, وتجمع له ملك الممالك قريبها وبعيدها, وعزيزها وذليلها, حتى يجرى حكمه على كل حكم, ويغلب بحقه على كل باطل. اللهم أسلك بنا على يديه منهاج الهدى, والمحجة العظمى, والطريقة الوسطى التي يرجع إليها الغالي, ويلحق بها التالي, وقونا على طاعته, وثبتنا على متابعته, وامنن علينا بمبايعته, واجعلنا في حزبه القوامين لأمره, الصابرين معه, الطالبين رضاه بمناصحته, حتى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره وأعوانه, ومقوية سلطانه, واجعل ذلك خالصاً من كل شك وشبهة, ورياء وسمعة, حتى لا نعتمد به غيرك, ولا نطلب به إلا وجهك, وحتى تحلنا محله, وتجعلنا في الجنة معه, وأعذنا من السأمة والكسل والفترة, واجعلنا ممن تنتصر به لدينك, وتعز به نصر وليك, ولا تستبدل بنا غيرنا فإن استبدالك بنا غيرنا عليك يسير, وهو علينا كبير. اللهم نور به كل ظلمة, وهد بركنه كل بدعة, واهدم بعزه كل ضلالة, واقصم به كل جبار, واخمد بسيفه كل نار, وأهلك بعدله جور كل جائر, وأجر حكمه على كل حاكم, وأذل بسلطانه كل سلطان, اللهم أذل كل من ناواه, وأهلك كل من عاداه, وامكر بمن كاده, واستأصل من جحد حقه, واستهان بأمره, وسعى في إطفاء نوره, وأراد إخماد ذكره. اللهم صل على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء [وخديجة الكبرى] والحسن الرضي والحسين المصفى وجميع الأوصياء مصابيح الدجى وأعلام الهدى ومنار التقى والعروة الوثقى والحبل المتين والصراط المستقيم. وصل على وليك وولاة عهدك والأئمة من ولده, ومد في أعمارهم, وزد في آجالهم, وبلغهم أقصى آمالهم ديناً ودنياً وآخرة, إنك على كل شيء قدير(11).
|
1- وهناك أدعية مذكورة في (بحار الأنوار) وغيره لم نجد نصاً خاصاً بدورها عن مولانا الحجة صلوات الله عليه إلا قد تتوفر إشارات ربما تدل على صدورها منه (عليه السلام). (منها) أن بعضها ورد ضمن زيارات رواه كبار العلماء من أمثال الشيخ المفيد والسيد ابن طاووس والشهيد الأول - قدست أسرارهم أن يكونوا هم اخترعوا هذه الأدعية دون أن ينصوا على ذلك، مع ملاحظة ما ورد من نهى المعصومين (عليهم السلام) عن اختراع الأدعية. (ومنها) أنها تشبه - في مضامينها وألفاظها - سائر الأدعية المروية عن المعصومين (عليهم السلام)، فيؤيد بذلك كونها صادرة عن المعصوم (عليه السلام). (ومنها) عدم رواياتها عمن عاصروا واحداً من آباء صاحب الأمر (عليه السلام) مما ينفي لكونها لآبائه (عليه السلام). (ومنها) غير ذلك مما قد يجده الباحث المنقب. لذلك كله أوردنا هذه الأدعية أيضاً، منفصلة عن الأدعية المنصوص على روايتها عن صاحب الأمر (عليه السلام). وللإلفات إلى هذا الأمر سجلنا هذه الكلمات والله أعلم (وللمحقق) النوري (قدس سره) بالنسبة لأدعية والزيارات (مصباح الزائر) كلام طويل نقتطف منه ما يلي قال في المستدرك: ج3 - ص470:.. إن السيد (قدس سره) صرح في كتاب مصباح الزائر بأن كلما فيه مما رواه أو رآه قال بعد ذكر الزيارة المختصة بأبي عبد الله (عليه السلام) في أول رجب وزيارة الشهداء بأسمائهم بعدها ما لفظه قد تقدم عدد الشهداء في زيارة عاشوراء برواية تخالف ما سطرناه في هذا المكان وتختلف في أسمائهم أيضاً وفي الزيارة والنقصان وينبغي أن تعرف أيدك الله جل جلاله بتقواه أننا تبعنا في ذلك ما رأيناه أو رويناه ونقلنا في كل موضع كما وجدناه وقال في آخر الكتاب: هذا آخر ما وقع اختيارنا عليه وانصرفت الهمة إليه وقد وصل على الوجه الذي استحسناه واعتمدنا فيه على ما رويناه أو نظرنا انتهى. فكيف ينسب إليه مع ذلك أنه أنشأ بنفسه تلك الدعوات الكثيرة، (وأيضاً) إن السيد ذكر في جملة من تلك المواضع والمواقف غير الدعاء آداباً مخصوصة ووظائف معينة ولولا أنها واردة مأثورة لكان ذكرها والأمر بالعمل بها غير مشروع فإنها بدعة محرمة وتشريع غير جائز ونسبته إلى مثل السيد الجليل قبيح في الغاية. (مع) أن السيد ومن قبله ومن بعده وأن لم يصرحوا عند إيراد تلك الأعمال بكونها مأثورة مروية عن الحجج (عليهم السلام) ولذا لم يذكرها العلامة المجلسي في كتاب تحفة لبنائه فيه على إيراد ما وقف على كونه مروياً إلا أن هنا قرائن وشواهد تدل على إنها مأثورة (منها) قول الشيخ الجليل محمد بن المشهدي في أول مزاره ما لفظه: فإني قد جمعت في كتابي هذا من فنون الزيارات والمشاهد وما ورد في الترغيب في المساجد المباركات والأدعية المختارات وما يدعى به عقيب الصلوات وما يناجى به القديم تعالى من لذيذ الدعوات في الخلوات وما يلجأ إليه من الأدعية عند المهمات مما اتصلت به من ثقات الرواة إلى السادات (عليهم السلام) الخ. (ومنها) في المزار القديم فإنه أورد أولاً أعمالاً مرتبة وأدعية طويلة للمواقف الشريفة من المسجد غبر الشائعة الدائرة وبعد الفراغ منها قال أعمال الكوفة برواية أخرى ثم ساق الأعمال على ما هو موجود في تلك الكتب فيظهر منه أن كليهما مرويان مأثوران، ومنها ما أشرنا إليه سابقاً أن هذه الأعمال بهذا الترتيب والآداب كيف يجوز نسبة جعلها على مثل الشيخ المفيد في عصر زينه الله تعالى بوجوده أعلام الدين في بلد مملوء من الرواة والمحدثين ثم يتلقاها الأصحاب مثل الشهيد بالقبول ويوردونها في زبرهم كسائر المنقول وهذا واضح بحمد الله تعالى لمن عد من ذوي النهى والعقول. وهنا أيضاً شواهد أخرى تدل على أنها مأثورة عن الحجج (عليهم السلام) بعضها يتعلق بجمعها وأخرى ببعضها، (منها) أنه قال السيد في المصباح في شرح زيارة أبي عبد الله (عليه السلام) في أول يوم من رجب بعد ذكر ثوابه ما لفظه شرح زيارته في ذلك اليوم ويزور بها إليه نصف من شعبان أيضاً: إذا أردت ذلك فاغتسل ثم قال في فضل زيارته ليلة النصف من شعبان ما لفظه: وأما الزيارة في هذه الليلة فقد روى أنه يزار فيها بالزيارة التي قدمناها في أول رجب فتأخذ من هناك، (ومنها) قوله في زيارة النصف من رجب بعد ذكر فضلها: فأما كيفية زيارته (عليه السلام) في هذا الوقت فينبغي أن يزار بالزيارة الجامعة في أيام رجب أو بما تقدم من الزيارات المنقولة لسائر الشهور فإني لم أقف على زيارة مختصة بهذا الوقت المذكور انتهى، وقال في الإقبال بعد ذكر فضل زيارته (عليه السلام) في النصف من رجب. أقول: وأما ما يزار به الحسين صلوات الله عليه في هذا التأليف من رجب المشار إليه فإني لم أقف على لفظ متعين له إلى الآن فيزار بالزيارة المختصة بشهر رجب والظاهر أنه لم يكن عنده مزار المفيد (قدس سره) كما ستعرف. (ومنها) قوله (قدس سره) في زيارة لليلة القدر شرح الزيارة وهي مختصة بهذه الليلة ويزار بها في العيدين إذا أردت ذلك الخ. وقال محمد بن المشهدي في مزاره زيارة الحسين بن علي (عليهما السلام) أيضاً مختصرة يزار بها في ليلة القدر وفي العيدين وبالإسناد عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) إذا أردت وساق الزيارة كما ساقها السيد والشيخ المفيد. وقال السيد في الإقبال ومنها زيارة الحسين (عليه السلام) في ليلة القدر عيد الفطر وقد ذكرنا في الجزء الثاني من كتاب مصباح الزائر وجناح المسافر بعض فضلها وما اخترناه من الرواية ألفاظ الزيارة المختصة فإن لم يكن كتابنا عنده موجوداً في مثل هذا الميقات فليزر الحسين عليه أفضل الصلوات بغير تلك الزيارة من الزيارات المرويات. وقال في ذكر أعمال يوم الأضحى وأما لفظ ما نذكره في هذا اليوم في زيارته (عليه السلام) فقد كنا ذكرنا في كتاب مصباح الزائر وجناح المسافر زيارتين تختص بهذا الميقات وليس هذا الكتب مما نقصد به ذكر الزيارات فإن وجد تلك الزيارتين وإلا فزر الحسين (عليه السلام) ليلة الأضحى ويوم الأضحى بما ذكرناه في هذا الكتاب من الزيارة ليوم عرفة. وقال في الإقبال أيضاً: فيما نذكره من لفظ الزيارة المختصة بالحسين (عليه السلام) يوم عرفة: اعلم أنه سيأتي في بعض ما نذكره من الدعوات يوم عرفة زيارة النبي والأئمة (عليهم أفضل الصلوات) وإنما نذكره في هذا الفصل زيارة تختص بهذا اليوم غير داخلة في دعواته، ذكر هذه الزيارة وساق ما ساقه في مصباحه وقبله الشيخ المفيد في مزاره والشيخ المشهدي في مزاره باختلاف يسير وقال فيه أيضاً فصل فيما اذكره من لفظ زيارة الحسين (عليه السلام) في نصف شعبان. أقول: إن هذه الزيارة مما يزار بها الحسين (عليها السلام) في أول رجب أيضاً وإنما أخرنا ذكرها في هذه الليلة لأنها أعظم فذكرناها في الأشرف من المكان وساق ما ساقه في المصباح في زيارة أول رجب (ومنها) ما تقدم ذكره من عبارة خطبة مزار المشهدي من التصريح بأن كل ما فيه من الدعوات والزيارات مما رواها عن الثقات متصلة إلى الأئمة الهداة (عليهم السلام)، (ومنها) أن الشيخ الكفعمي (قدس سره) ذكر في كتابه البلد الأمين في أعمال شهر ربيع الأول بعض ما ورد في ثواب زيارة أبي عبد الله (عليه السلام) في كل شهر ثم قال قلت فلهذين الحديثين أوردنا في كتابنا هذا للحسين (عليه السلام) في أول كل شهر زيارة مفردة إلا أن يكون في الشهر زيارة موظفة فنكتفي بذكرها انتهى. وذكر في الأيام المتقدمة الزيارات المعروفة المختصة بها التي صرح بأنها موظفة وكان عنده عدة مزارات من الأقدمين لم تصل إلينا ولعل المنصف إذا تأمل في هذا القرائن تطمئن نفسه بكونها مأثورة تستبعد أن يكون مثل الشيخ المفيد أو قبله يخترع زيارة بكيفية مخصوصة ويصرح باختصاصها بيوم مخصوص من دون ورود أثر ثم يتلقاها العلماء مصرحين باختصاصها به هذا مما لا يناسب نسبة إلى أصاغر أهل العلم فضلاً عن أعلامها. ويدل على ذلك كله أيضاً: أن السيد ألف المصباح في أول تكاليف قال (قدس سره) في كتاب الإجازات: فصل مما ألفته في بداية التكاليف من غير ذكر الأسرار والتكشيف كتاب مصباح الزائر وجناح المسافر ثلاث مجلدات انتهى. وإنشاؤه في هذا السن هذه الأدعية يعد من خوارق العادة ومنه يظهر وجه عدم مشابهته كاللهوف لسائر مؤلفاته من ذكر الأسانيد وبيان الأسرار. 2- السيد علي بن طاووس (قدس سره) في مصباح الزائر ص219 ذكر بعد زيارة الإمام المهدي (عليه السلام) [الزيارة التي جعلناها أولى الزيارات الست في حقل ملحق الزيارات] قال: ثم ترفع يديك وتقول:... 3- ما بين العلامتين زيادة في نسخة مخطوطة نقل منها في البحار: ج102 ص87 - 88. 4- قال ابن طاووس (قدس سره) بعد ذكر هذا الدعاء: ثم صل في مكانك أثني عشر ركعة وأقرأ فيها ما شئت [يعني: أية سورة شئتها بعد الفاتحة] وأهدها له (عليه السلام). فإذا سلمت في كل ركعتين فسبح تسبيح الزهراء (عليها السلام) وقل: (وهل) تسبيح الزهراء (عليها السلام) والدعاء الذي بعده يتكرران ست مرات؟ أم مرة واحدة بعد تمام الاثني عشر ركعة؟ أم يتكرر التسبيح دون الدعاء الذي بعده؟ احتمالات، ولعل أقربها وأوسطها، وإن كان لا مانع عن الظهور في الأول - لو تم - كما قد يؤيده قول السيد ابن طاووس (قدس سره) بعد ذلك (فإذا فرغت من الصلاة الخ) أما الأخير فبعيد والله العالم. 5- قال السيد ابن طاووس (رحمة الله عليه): فإذا فرغت من الصلاة فادع بهذا وهو دعاء مشهور يدعى به في غيبته القائم (عليه السلام) وهو: .. (ولا يخفى) أنه مر في حقل الأدعية ذكر هذا الدعاء باختلاف في بعضه. 6- السيد علي بن طاووس (قدس سره) في (مصباح الزائر) ص226 ذكر هذا الدعاء بعد الزيارة الثالثة للإمام المهدي (عليه السلام) في السرداب المقدس, قال: ثم صل صلاة الزيارة، فإذا فرغت منها فقل:... 7- قال: ثم أدع الله بما أحببت. 8- السيد علي بن طاووس (قدس سره) في (مصباح الزائر) ص234 قال: ذكر ما يزار به مولانا صاحب الزمان (صلوات الله عليه) كل يوم بعد صلاة الفجر:... 9- قال العلامة المجلسي (قدس سره) في (بحار الأنوار) ج102 ص111. (وجدت في بعض الكتب القديمة بعد ذلك: ويصفق بيده اليمنى على اليسرى). (أقول) لعل هذا التصفيق بمعنى تمثيل البيعة, فبدل أن يصفق بيده على يد الإمام المهدي (عليه السلام) يصفق بإحدى يديه على الأخرى, أو لعله بمعنى الالتزام بالبيعة من باب (بارك الله في صفقة يمينك) و(إذا صفق تم البيع) ونحو ذلك. والله العالم. 10- السيد علي بن طاووس (قدس سره) في (مصباح الزائر) ص236 قال - بعد نقله زيارات وأدعية لصاحب الأمر (عليه السلام) -: فإذا أردت الانصراف من حرمه الشريف [يعني: مدينة سامراء] فعد إلى السرداب المنيف, وصل فيه ما شئت, ثم قم مستقبلاً والقبلة وقل:... 11- قال السيد (رحمه الله): ثم ادع الله كثيراً وانصرف مسعوداً إن شاء الله تعالى. |