الفصل الخامس الهـبـوط
فماذا حصل بعد الأكل؟الذي حصل ليس هو إلاّ الهبوط من الحالة الروحانيَّة النورانيَّة إلى الحالة الجسمانية الظلمانيَّة. وقد ذكر الله ذلك من خلال لازمه حيث قال : (فبدت لهما سوآتهما) وهذا إن دلَّ على شيءٍ فإنَّما يدلُّ على تغيير حالتهما ليس إلاّ والشاهد على ذلك قوله تعالى (وطفقا يخصفان عليهما من ورقِ الجنة) فلا يَزالا يعيشان في الجنَّة وهما خارجان منها وذلك لأنَّهم كانا يحتاجان لستر عورتهما إلى ورقها وهذا معنى الهبوط الذي يلازمه الشقاء والتعب وقد شرحناه سابقاً وسنُبيِّنه في مطاو كلامنا والدليل على ذلك قوله تعالى: (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه و قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو و لكم في الأرض مستقر و متاع إلى حين)(1) تأمَّل في قوله تعالى: (فأخرجهُما ممّا كانا فيه) فكلمة ما تُشير إلى الحالة التِّي كانا فيها وتبيِّن الصفة التِّي كانا مُتصفين بها لأنَّ الضمير في عنها يرجع إلى الجنَّة فهما قد أُزِّلا عن الجنَّة وجرّاء الإزلال و الانزلاق عن الجنَّة حصلت حالة أخرى وهي أنَّهما أخرجا ممّا كانا فيه أي من تلك النورانية التي كانا فيها (هذا ما يستفاد من الفاء في قوله تعالى فأخرجهما). وقد ذكر القرآن الكريم هبوط آدم في مواضع ثلاثة: الأوَّل: بتثنية الفعل: (قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى)(2)
الثاني: بجمع الفعل: ألف: (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين)(3) ب: (قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون)(4) ج: (قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين)(5) ونفس الحالة ولكن بمستوى آخر قد حدثت فيما بعد لبني إسرائيل حيث لن يصبروا على طعام واحد: (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد) وكانوا يطلبون من موسى أن يدعوَ الله أن يُخرج لهم الأطعمة المتنوِّعة (فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها) وهذه الأطعمة المستخرجة من الأرض هي أطعمة الدنيا ومن هذا المنطلق صارت هي الأدنى (قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير) ولابدَّ من الهبوط عن تلك الحالة الخاصَّة المعنويَّة لمثل هذا الإنسان الحريص على الدنيا: (اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم) وبطبيعة الحال لم يكن موسى عليه السلام يرغبُ لبني إسرائيل هذا الهبوط الذي يؤدِّي إلى الذلة: (وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله)(6)
نتيـجة الهبـوط التورُّط في الدنيا ومزاحماتها وكثراتها ومن ثمَّ السعي لتصاحبها بنحو تامّ كلٌّ يريده وهذا ما أوجد العداوة والبغضاء بين الناس: (وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو) وأوَّل حادث حدث هو قتل قابيل هابيل حيث يقول تعالى: (فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين)(7) (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحي الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون)(8) ثمَّ إنَّ إرسال الرسل وإنزال الكتب لم يكن ضمن المُخطَّط الأوَّل، ولم يكن بني آدم يفتقر إلى الهداية بهذه الصورة لأنَّه كان يعيش عالم الأنوار ولكن حيث أنّ الإنسان قد وقع في معرض الهلاك بسبب مكائد الشيطان وحِيَلِه كان من اللازم عليه سبحانه أن يُرسل الرسل ويُنزل معهم الكتب حيناً بعد حين لئلاّ يكون للناس على الله حجّة . ومن الطبيعي أنّهما قد ارتكبا خلافاً لأوامر الله ولهذا يقول سبحانه (وناداهما ربُّهما ألم أنهَكُما عن تلكما الشجرةِ وأقل لكما إن الشيطانَ لكما عدوٌّ مبينٌّ قالا رَبَّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين)(9)
قبول توبة آدم لا ينافي هبوطه قال تعالى: (ثم اجتباه ربُّه فتاب عليه وهدى قال اهبطا منها جميعاً بعضُكم لبعض عدوٌّ فإمّا يأتينكم مني هدىً فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرضَ عن ذِكري فإن له معيشةً ضنكا ونحشُره يوم القيامة أعمى قال ربِّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسِيتها وكذلك اليومَ تُنسى)(10) الآيات تدلُّ على أنَّ الله سبحانه اجتبى آدم فتاب عليه وهذا لا ينافي بقائه خارج الجنَّة لأنَّ قبول التوبة شيء والرجوع إلى الجنَّة شيء آخر ولتوضيح ذلك نذكر مثالاً فنقول: لو أنَّ رجلاًَ كان يسكن مع أبيه في البيت من دون أن يدفع مبلغاً مقابل سكناه بل يتمتَّع بجميع ما في بيت أبيه من غير مقابل ثمَّ إنَّه وبسوء تصرُّفه نازع أباه وتشاجر معه وجرّاء ذلك طرده أبوه من البيت وحرمه من جميع تلك التسهيلات التي كان يتنعَّم بها فاضطرَّ إلى العيش في مكان ضيِّق وذلك مقابل إيجار وتحمُّل المشاق والصعوبات فابتلى بمصيبتين: 1-الحرمان من أبيه كمصدر للعاطفة والحنان (وهو أمرٌ معنوي بحت). 2-الخسارة المالية التي يتحمَّلها اثر إخراجه من البيت (وهو أمر مادِّي). فلو فرض أنَّه اعتذر من أبيه، وطلب منه قبولَ عذره وأصرَّ على ذلك وبالفعل اكتسب رضاه، فهذا لا يعني أنَّه سوف يرجعه إلى البيت مرَّةً ثانية حيث لا تلازم بينهما بل الخير والمصلحة في بقائه خارج البيت لعلَّه يَعتبر فيسعى لإرجاع نفسه إلى ما كان فيه مرَّةً أخرى. فإذاً قبول عذره قد حلَّ مشكلةً واحدةً من مشاكله أعني المشكلة المعنوية وهي الأهمّ ولكن تبقى المشكلة الثانية ولكن المشكلة الأولى باقية على ما كانت، وحلُّها الحاسم يتطلَّب السعي والجدّ في كسب الرضا القلبي للأب مضافاً إلى جبر ما حدث كي لا يبقى شيء من الخجل أصلاً. ولو فُرض أنَّ الأب أرجعه إلى بيته مباشرةً فلا جدوى في ذلك حيث لا رغد في هذا العيش بعد ما حدث من التقصير. ومن هنا صار الأصلح (بعد الخروج) البقاء خارج البيت والسعي للوصول إليه مرَّةً ثانية ولكن بالسعي المتواصل.
وعلى ضوء المثال الذي بيَّناه نقول: بعد أن أكل آدم من الشجرة حدثت له مشكلتان: 1- ابتعد عن رحمة ربِّه . 2- ابتلى بالهبوط وعاش في عالم الدنيا الذي ليس هو إلاّ متاع. فبعد أن رجع إلى ربِّه وتاب وقبلت توبته اقترب إلى ربِّه مرَّةً ثانية وعاش في ظل رحمته ولكن هذا لا يعني أنَّه رجع إلى ما كان فيه بل لم يكن الرجوع حينئذٍ يُجديه بعد اللتيا والتي حيث الخجل من ربِّه العطوف في حقِّه فكان الحلُّ الوحيد للرجوع إلى جنته هو أداء تكاليفه (والخير فيما حدث) لا(الخير في حدوثه). فمادام حدث ما حدث فلا بدَّ من حلٍّ!! فيا ترى ما هو الحل؟ هذا ما سنبيِّنه فيما بعد. ولأنَّ إبليس نجح في إغوائه لآدم عليه السلام واستطاع أن يخرجه من الجنَّة ويورِّطه في عالم الكثرة والاختلاف صار الدنيا متاعاً للإنسان ووسيلةً لرُقيِّه أو انحطاطه فهو:
متاع الغرور القرآن الكريم عندما يريد أن يميِّز بين الآخرة والدنيا يُطلق كلمة المتاع على الحياة الدنيوية : (زين للناس حبّ الشهوات من النساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و الأنعام و الحرث ذلك متاع الحياة الدنيا و الله عنده حسن المآب)(11) فتلك الأمور كلُّها هي متاع الحياة الدنيا وقال تعالى: (وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع)(12) ومن ناحية أخرى يوصف الدنيا بأنَّها متاع الغرور: (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)(13) قال صاحب المفردات "الراغب الإصفهاني" في معنى كلمة الغرور: (غرر: يقال غررت فلانا" أصبت غرته ونلت منه ما أريده والغرة غفلة في اليقظة والغرار غفلة مع غفوة .. فالغرور كل ما يغر الإنسان من مال وجاه وشهوة وشيطان وقد فسر بالشيطان إذ هو أخبث الغارين وبالدنيا لما قيل الدنيا تغر وتضر وتمر). وعندما يبيِّن القرآن الكريم كيفيَّة إغواء الشيطان يقول: (واستفزز من استطعت منهم بصوتك و اجلب عليهم بخيلك و رجلك و شاركهم في الأموال و الأولاد و عدهم و ما يعدهم الشيطان الا غرورا)(14) (يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا)(15) وبالنسبة إلى إغوائه آدم وحواء قال: (فدلاهما بغرور)(16) ومن هنا نشاهد أنَّه تعالى يخاطب رسوله: (لا يغرنَّك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد)(17) (قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين)(18) (لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا)(19)
النفس الأمّارة وليُعلم أن الشيطان وإن كان هو العدوُّ المبين ولكن النفس الأمارة هي أعدى عدوّ الإنسان كما ورد في الرواية: (أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك}(20) وذلك لأنَّ وساوس الشيطان لها حدٌّ خاصٌ دون الأميال النفسانية فهي خطيرة جداً بل هي مُستمسك قويٌ للشيطان بل الشيطان هو الذي يُغوي النفس ومن خلالها يتسلط على الإنسان.. فالشيطان إذاً لا يُجبِر الإنسان على الشرّ ولا يُحمِّل عليه ذلك بل يتصرف في عقل الإنسان بأساليب مختلفة أهمُّها هذه الأساليب الخمسة: 1- لأغوينهم. 2- لأمنينهم. 3- لأزينن لهم في الأرض. 4- لآمرنهم. 5- لأضلَّنهم.
متاع إلى حين!! ثمَّ إنَّ القرآن الكريم حينما يتحدَّث عن الهبوط يقول : (وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين)(21) فالاستقرار في الأرض كمتاع ليس هو طوال الدهر بل هو إلى حين منه والحين هو مقطع من الدهر والدهر يتعلَّق بالعالم الذي قبل قيام القيامَّة الذي يشتمل على الزمان والمكان وكلُّ ذلك من عوارض الجسم فلولا الجسم وحدوده وأبعاده لما كان يتحقق مفهوم المكان ولولا المكان لما كان هناك زمانٌ في البين ولهذا نشاهد أنَّ الله سبحانه وتعالى يقول: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا)(22) وقد شرحنا ذلك بالتفصيل في تفسيرنا لسورة الإنسان فراجع وأيضاً ينقل سبحانه عقيدةَ الدهريين بقولهم: (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون)(23) وإن كانت هذه العقيدة باطلة من بنيانها. ومن هنا نشاهد أنَّه تعالى عندما يتحدَّث عن الحاجات التِّي نفتقر إليها في حياتنا الدنيويَّة يحدِّد صلاحيتها إلى حين (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولاهم ينقذون إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين)(24) (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها و أوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين)(25) وقد وضَّحنا السر في ذلك(عند شرح معنى الهبوط) وسوف يتَّضح لك في ما بعد إنشاء الله. فإذاً إلى حين لا يعني إلى يوم القيامة بل يعني إلى يوم ما قبل القيامة لأنَّه عند قيام القيامة كلُّ شيء يتغيَّر فالشمس تتكور والكواكب تنتثر والبحار تتفجَّر. فهاهنا سؤال يطرح نفسَه وهو متى يتحقق ذلك الحين؟ وهل هناك سبيل للوصول إلى ذلك؟ أقول: نعم هناك سبيل واضح للوصول إلى الجواب وهو الرجوع إلى أمر إبليس بعد إغوائه لآدم وزوجته وذلك لأنَّ حقيقة الدنيا متقوِّمة بإبليس وجنوده فلولاه لما كانت هذه البسيطة التِّي نعيش عليها هي الدنيا بل كانت الجنَّة بعينها كما كانت قبل عصيان آدم عليه السلام وقد شرحنا هذا الأمر بالتفصيل سابقاً فراجع. وأمّا إبليس فيطلب من الله أن يبقيه إلى يوم يوعدون: (قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون)(26) (قال أ رأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا)(27) فكان إبليس عليه لعائن الله يريد البقاء إلى يوم القيامة وهل قبل الله هذا الطلب؟ كلا!! حيث أنَّه تعالى أجابه: (قال فإنك من المنظرين) ولكن إلى متى ؟؟ (إلى يوم الوقت المعلوم) فهناك يومٌ موقوت محدَّد لا يُنظر الشيطان بعده ولم تقم القيامة حينئذٍ بعدُ فمادام لم يتواجد الشيطان فلا إغواء يعتري الإنسان نعم هذا لا يعني سلب الاختيار عن الإنسان تماماً بل هناك بعض من الناس الذين لا يزالون يعيشون الكفر والعصيان قطعاً ولكنَّهم غير ممكَّنين في الأرض ،فهناك أرضٌ وسماءٌ ولكنَّه لا يُطلَق عليها الدنيا وهو ذلك اليوم الذي وعد الله آدم ليرجعه إلى جنَّته كما في خطبة أمير المؤمنين الآتية وفي هذا اليوم سوف ينتقم الله من جميع الظالمين بالحجَّة عليه السلام وقد ورد في تفسير قوله تعالى: (أ فمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين)(28)
وفي الحديث: (كنز العمّال روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده إلى محمد بن على عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز و جل ا فمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه قال الموعود على بن أبي طالب وعده الله أن ينتقم له من أعدائه في الدنيا و وعده الجنة له و لأوليائه في الآخرة) (29) فهناك وعدٌ إلهي سوف يلاقيه الإنسان المؤمن وهو ليس من الحياة الدنيا ولا يتعلَّق بالقيامة فمتى هو إذاً ؟ سوف يتضح لك ذلك الزمان الذي يُحقق الله فيه وعده فانتظر.
|
1 ـ البقرة 36 2 ـ طه 123 3 ـ البقرة 36 4 ـ البقرة 38 5 ـ الأعراف 24 6 ـ البقرة 57-61 7 ـ المائدة 30-32 8 ـ المائدة 32 9 ـ الأعراف 22 10 ـ طه 122-126 11 ـ آل عمران 14 12 ـ الرعد 26 13 ـ آل عمران 185 14 ـ الإسراء 64 15 ـ النساء 120 16 ـ الأعراف 22 17 ـ آل عمران 197 18 ـ الأعراف16، 17 19 ـ النساء 118 20 ـ بحار الأنوار ج 74 ص 271 رواية 10 باب 16 21 ـ البقرة 36 والأعراف 24 22 ـ الانسان1 23 ـ الجاثية 24 24 ـ يس 41-44 25 ـ النحل 80 26 ـ ص79 27 ـ الإسراء 62 28 ـ القصص 61 29 ـ بحار الأنوار ج 53 ص 76 رواية 79 باب 29 |