وفي أحد الأيام ذهبت مع أحّد أصدقائي إلى أحّد مشايخ أبناء العامة علّهُ يجيب عن بعض الأسئلة العالقة في ذهني، فسألته عن أدلّة خلافة أبي بكر؟
فقال: إنّ أبا بكر كان أقرب الناس إلى الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) عند وفاته.
فقلت: إنّ الشيعة يقولون: إنّ الخلافة بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) للإمام عليّ(عليه السلام)، ويستدلون بقول الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الغدير: " من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه "، فهل هذا الحديث في كتبنا؟
فأجابني الشيخ بنبرة حادّة: نعم موجود، فماذا تقصد من هذه الإثارة؟
قلت: أريد معرفة حديث " من كنت مولاه " هل أنّه ورد بحقّ الإمام عليّ(عليه السلام) أم لا؟ وإن كان وارداً فما هي دلالته؟
فقال: نعم ورد بحقّ الإمام عليّ، ومعناه أنّ من يحبّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)عليه أن يحبّ الإمام عليّ، ثم قال: وأنصحك أن تبتعد عن هؤلاء الشيعة!.
وكان بودّي أن أسأله عن سبب ذلك، لكنّه لم يفسح لي المجال لمواصلة الحوار، فقرّرت بعدها أن ألتجيء بنفسي إلى مطالعة الكتب المعروفة لأقف على نقاط الخلاف بين الفريقين، ولأعرف المناقب المذكورة لأبي بكر التي جعلته مستحقاً للخلافة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، لأني طالما كنت أسمع من أبناء العامة أنّهم يمجّدون بأبي بكر، ويفتخرون بصحبته للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)في الغار ".
أبو بكر وآية الغار:
حاول أهل السنّة أن ينتزعوا فضائل عديدة لأبي بكر من آية الغار بشتى
لكن الآية في قوله تعالى: (إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُود لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(2)، فاقدة لأيّ منقبة ـ لا من قريب ولا من بعيد ـ لأبي بكر، والمتأمّل في سياق هذه الآية ودلالتها يدرك:
أوّلاً: إنّ ما ادعاه أبناء العامة من الفضل لأبي بكر في قوله تعالى: (ثانِيَ اثْنَيْنِ) مجرّد تمحّل لا أكثر، لأنّ الآية تخبر عن العدد ليس إلاّ!.
فمن المعلوم أنّ اجتماع مؤمن وكافر في أيّ مكان، هو اجتماع اثنين ليس إلاَّ، وقد جرت العادة في آيات كثيرة من القرآن الكريم ذكر العدد، كما في قوله تعالى: (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ...)(3)، فأيّ ميزة لرابعية الكلب أو سادسيّته أو ثامنيّته؟!.
ثانياً: أمّا قوله تعالى: (إِذْ هُما فِي الْغارِ)، فقد يجتمع في المكان الصالح والطالح، والإنس والجنّ!.
فمسجد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) الذي هو أشرف من الغار قد جمع المؤمنين والمنافقين، وسفينة نوح(عليه السلام) قد جمعت الإنسان والحيوان، فالاستدلال على أنّ أبا بكر كان ثاني النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في الغار، ثمّ الاستنتاج بأنّه الثاني له (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنزلة ـ كما ذهب
____________
1- أنظر: التفسير الكبير للفخر الرازي: 6 / 49 ـ 54.
2- التوبة: 40.
3- الكهف: 22.
والادعاء بمثل هذه الفضيلة لأبي بكر مجرّد إيهام للعوام، وتحميل لقول الله تعالى بما لا صلة له في المقام.
ثالثاً: أمّا تشبثهم بقوله تعالى: (لِصاحِبِهِ)، فهو لا يدلّ على ما ذهبوا إليه من أنّه صاحب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
لأنّ الصحبة بمعناها اللغوي قد تكون بين المؤمن والكافر، كما في قوله تعالى: (قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُراب ثُمَّ مِنْ نُطْفَة ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلاً)(2)، وقد تكون بين الإنسان والحيوان، كقوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ)(3)، فهي لا توجب فضلا ولا منقبة للمنعوت بها.
رابعاً: وأمّا قوله تعالى حكاية عن نبيّه(صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا)، فلايستلزم منقبة لأبي بكر كما توهّم البعض، بل ربّما تكون منقصة!.
لأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)نهى أبا بكر عن الحزن في الغار، وحزنه لا يخلو من احدى حالتين:
أمّا أن يكون على النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وخوفاً عليه، وهذا عين طاعة الله، فالنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)لا ينهى عن طاعة ربّه، بل يدعو إلى التقرّب إليه من خلال ذلك.
وأمّا أن يكون حزن أبي بكر على نفسه، وخوفه من المشركين لتورطه في
____________
1- أنظر: التفسير الكبير للفخر الرازي: 6 / 50.
2- الكهف: 37.
3- القلم: 48.
خامساً: أمّا تشبّث أبناء العامة بقوله تعالى ( مَعَنَا )فكالتعلّق بخيط العنكبوت!.
لأنّ المعيّة كما تكون للتسكين والتبشير وقد تكون للتحذير والتخويف، كقوله تعالى: (يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ)(1)، وقد يكون المراد من (مَعَنا) أنّه تعالى عالم بحالنا، كقوله تعالى: ( مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَة إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَة إِلاّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا )(2).
فإذا احتملت لفظة ( مَعَنَا ) كلّ هذه المعاني، فأيّ فضل يبقى لأبي بكر في ذلك؟!.
سادساً: إنّ قسماً من أئمّة التفسير من العامّة جعلوا السكينة في قوله: (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ) نازلة على أبي بكر، وذلك لأنّ الضمير يعود إلى أقرب المذكورات وهو أبو بكر(3).
لكن المتأمّل لسياق الآية يجد أنّ الضمائر التي في صدر الآية والتي في وسطها وكذا التي في آخرها كلّها تعود إلى الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)، فالكلام في الآية مسوق لبيان نصرة الله تعالى لنبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث لم يكن معه أحّد يتمكّن من نصرته، فأنزل الله على نبيّه السكينة وعزّزه بجنود غير مرئيّة.
كما أنّ قوله تعالى: (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ
____________
1- هود: 42.
2- المجادلة: 7.
3- أنظر: التفسير الكبير للفخر الرازي: 6 / 52.
ودعوى من قال: أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يزل على سكينة من ربّه، وإنزال السكينة هنا مختصّ بصاحبه مردوده، لأنّ أصل الاستدلال غير صحيح، فالنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) تتجدّد له هذه السكينة، بدليل نزولها عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) مرّة أخرى يوم حنين، كما قال تعالى: (ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ)(2)، ومثلها قوله تعالى في سورة الفتح: (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ)(3).
كما أنّ السكينة لو كانت مختصّة بأبي بكر، فإنّ هذا يعني أنّه هو المؤيّد بجنود الله غير المرئيّة، لأنّهما في سياق واحد!
والنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أكرم على الله من أيّ مخلوق، فلا يحوجه إلى نصر أحّد، فهو تعالى ناصره ومؤيّده، وقد بيّن سبحانه صور هذا النصر بنزول السكينة، والتأييد بالجنود الخفيّة.
فالآية في هذا الموضع تبيّن أنّ المخصوص بولاية الله عزّوجلّ هو النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) لا أحّد سواه، ولو كان مشمولا بهذه العناية لشملته السكينة كما شملت غيره مع النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كما ذكرنا، وما ذكر من الفضائل بخصوص أبي بكر لا يعدّو كونه إدعاءٌ لا أكثر.
تسمية أبي بكر بالصدّيق:
يضيف الأخ خليل: " كنت أتساءل لماذا سُمي أبو بكر صدّيقاً، فهل كان
____________
1- التوبه: 40.
2- التوبة: 26.
3- الفتح: 26.
والباحث إذا أمعن النظر في التراث الإسلامي يجد أنّ السياسة لعبت دوراً هاماً في تزييف الكثير من الحقائق، فبفعل هيمنتها على وضع الأمّة تمكّنت أن تنفّذ مخطّطاتها على المسلمين، فمنحت بعض الشخصيات ألقاباً ما كانوا لها أهلا، وكلّ ذلك حرباً منهم لآل البيت(عليهم السلام) لا سيّما لأمير المؤمنين عليّ(عليه السلام).
فلقّب الصدّيق وكذا الفاروق هما من مختصّات الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، حيث وردت روايات عديدة تؤكّد ذلك، منها:
عن الإمام عليّ(عليه السلام)، أنّه قال: " أنا عبد الله، وأخو رسول الله، وأنا الصدّيق الأكبر، لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب مفتري... "(1).
وعنه أيضاً: " أنا الصدّيق الأكبر، والفاروق الأوّل، أسلمت قبل إسلام أبي بكر... "(2).
وعن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: " الصدّيقون ثلاثة، حبيب النجّار وهو مؤمن آل ياسين، وحزقيل وهو مؤمن آل فرعون، وعليّ بن أبي طالب وهو أفضلهم "(3).
وعن أبي ذر وسلمان(رضي الله عنه)، إنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ بيد عليّ(عليه السلام)، فقال: " إنّ هذا أوّل من آمن بي، وهذا أوّل من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصدّيق الأكبر،
____________
1- أنظر: المستدرك للحاكم: 3 / 120 (4584)، فرائد السمطين للجويني: 1 / 248 (192)، البداية والنهاية لابن كثير: 3 / 25، سنن ابن ماجة: 1 / 55، فضائل الصحابة لابن حنّبل: 2 / 586 (993)، الرياض النضرة للطبري: 2 / 96 (1275).
2- أنظر: المعارف لابن قتيبة: 167، الرياض النضرة للطبري: 2 / 95 (1262)، ذخائر العقبى للطبري: 85.
3- أنظر: فضائل الصحابة لابن حنّبل: 2 / 627 (1072)، الصواعق المحرقة لابن حجر: 2 / 364، فيض القدير للمنّاوي: 4 / 238، تاريخ ابن عساكر: 42 / 43.
وهناك مصادر كثيرة تثبت أنّ هذا اللقب هو لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) (2)، كما ذكر العلاّمة الأميني في (موسوعة الغدير)، وفنّد الروايات الموضوعة التي ذكرت هذا اللقب لأبي بكر.
كما أنكر ذلك أيضاً كبار النقّاد والحفّاظ من أبناء العامة ووصفوا هذه المرويات بالوضع والكذب، كالذهبي، والخطيب، وابن حبان، والسيوطي، والفيروز آبادي، والعجلوني، وغيرهم(3).
ولم يثبت بدليل معتبر أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) نادى يوماً ما أبا بكر بلقب الصدّيق!.
وأخيراً تجلّت الحقيقة:
يقول الأخ خليل: " وقد ثبت عندي أنّ أبا بكر كان ضعيف الإيمان بنبوّة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) حينما خاف على نفسه في الغار، فكيف يسمّى صديّقاً!.
ومضيت في مطالعة الكتب وأمعنت النظر في مضامينها، حتى زالت غمائم الحيرة عن بصيرتي، وعرفت واقع بعض المسائل المختلف عليها بين الفريقين، كما وجدت في كتب أبناء العامة ما يؤيّد قول الشيعة.
وكان كتاب المرحوم الشيخ محمّد مرعي الأنطاكي (لماذا اخترت مذهب
____________
1- أنظر: مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 102، تاريخ ابن عساكر: 42 / 41، كنز العمّال: 11 / 161 (32990) عن البيهقي وابن عدي عن حذيفة، وعن أبي ذر وسلمان، ذخائر العقبى للطبري: 56.
2- أنظر: شواهد التنزيل للحسكاني: 1 / 153 (206 ـ 209)، 2 / 120 (810 ـ 815)، تاريخ ابن عساكر: 42 / 40 ـ 44، مناقب عليّ بن أبى طالب لابن المغازلي: 269 (317)، كفاية الطالب للكنجي: 233، الدرّ المنثور للسيوطي: 5 / 328، وغيرها من المصادر.
3- أنظر: الغدير للعلامة الأميني الجزء السابع.
ومن ذلك الحين أبلغت دوائر النفوس في الدولة كي يسجلوا على هويتي (شيعي) بدل (سني) لأكون مفتخراً بعدها بانتمائي إلى مذهب أهل البيت(عليهم السلام)الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ".
____________
1- ولد في إحدى قرى سورية عام 1314هـ على المذهب الشافعي وكان من العلماء المبرّزين الذين تخرّجوا من الأزهر، وتشيّع بعد ذلك وألّف كتابه الشهير (لماذا اخترت مذهب الشيعة).
(22) رامي عبد الغني اليوزبكي
(حنفي / العراق)
ولد عام 1959م بمدينة " الموصل " في العراق(1)، من أُسرة تنتمي إلى المذهب الحنفي، وكعادة باقي أقرانه واصل الدراسة الأكاديميّة حتى حصل على شهادة البكالوريوس في كليّة الآداب قسم اللغة العربية في جامعة الموصل.
تشرّف باعتناق مذهب أهل البيت(عليهم السلام) عام 1987م في " إيران " عبر دراسات مستوفية ومناقشات علمية جادّة.
أثر مرقد الإمام الحسين(عليه السلام) في الوجدان:
كانت بداية غرس مبادئ التشيّع في قلبه عام 1979م إذ وُفق الأستاذ لحج بيت الله الحرام، فتوجه من مدينته " الموصل " إلى الديار المقدّسة، وفي تلك الرحلة كانت له وقفة في مدينة " كربلاء "(2)، فزار تلك المدينة وشاهد لأوّل مرّة
____________
1- العراق: أنظر: ترجمة رقم (10).
2- مدينة كربلاء المقدسة: تقع جنوب العاصمة بغداد في وسط العراق، تشرفت هذه المدينة بضريح الإمام الحسين بن عليّ(عليه السلام) وضريح أخيه العباس بن عليّ(عليه السلام)، وتبعد بمسافة (80) كيلو متر عن أرض النجف المتشرفة بضريح الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام).
كما وجد أن الزوّار يرسّخون بزيارتهم فهمهم لأبعاد شخصية الإمام الحسين(عليه السلام) ومكارم أخلاقه وإخلاصه لله، ويفتحون بذلك ذاكرتهم على الأحداث التي حلّت بالحسين وأصحابه ليستلهموا منها الدروس والعبر.
وأبهره ذلك المنظر، فلم يكتف بالمشاهدة السطحية، بل تناول أحد كتب الزيارة التي يقرؤها الزوّار ليرى محتواها ويطّلع على مضامينها، وليلمس بنفسه الدافع الذي جعل هؤلاء الوافدين يتفاعلون من أعماق أنفسهم مع صاحب هذا القبر.
فغاص في معاني زيارة الحسين(عليه السلام) والأدعية الخاصة بالزيارة، وإذا به يجدها مفردات تزخر بثروة هائلة من النماذج التي تحفز مفاهيم الحياة الفردية والاجتماعيّة على المستوى التربوي، وذلك عبر تعزيز فهم الزائر لأبعاد شخصيّة الإمام الحسين(عليه السلام) ودوره في تبليغ الرسالة وتجسيد معانيها، وأكثر أمر لفت انتباهه في الزيارة عبارة " السلام عليك يا ثأر الله! ".
الإمام الحسين(عليه السلام) ثار الله:
يقول الأستاذ رامي: " جعلتني هذه الكلمات أتأمّل في معانيها! وقلت في نفسي: لابدّ وأن تكون لصاحب هذا المقام منزلة وشأن عظيم عند الله تبارك
فإنّ الثأر هو الدم والطلب به(1)، ومعنى ثأر الله هو الدم المنسوب إلى الله تعالى، ويعني أنّ هذا الدم مكرّم وعظيم وله امتياز عند الله، كما نقول: بيت الله، لتمييزه عن غيره من الأماكن.
وفي الحقيقة أنّ نسبة ثأر الحسين(عليه السلام) إلى الله عزّوجلّ لاغبار عليها، لأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) الذي هو صفوة الخلق قال: " حسين مني وأنا من حسين "(2)، فإذا كان الحسين(عليه السلام) من الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والرسول من صفوة الله عزّوجلّ، فمعناه أنّ الحسين(عليه السلام) أيضاً من الذين اصطفاهم الباري من بين خلقه، فهو تعالى وليّهم وهو صاحب الثأر لدمائهم.
ونسبة ثأر الحسين(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الله واضحة، فالإمام الحسين(عليه السلام) وريث الأنبياء (عليهم السلام) كما ورد في زيارته: " السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبيّ الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمّد حبيب الله... "، والأنبياء سفراء الله على أرضه وحججه على خلقه، فسفك دمائهم تعّدي على حرمة الله، والطالب بثأرهم هو الله جلّ وعلا.
فقتل الحسين(عليه السلام) يعني قتل للصفوة وللنبوّة وللخلّة وللكلمة وللروح وللمحبّة الإلهيّة.
____________
1- المعجم الوسيط مادة ثأر: 1 / 234.
2- أنظر: المستدرك للحاكم: 3 / 194 (4820)، تاريخ ابن عساكر: 14 / 150، صحيح ابن حبان: 15 / 428 (6970)، مسند أحمد: 4 / 172، الجامع الكبير للترمذي: 6 / 118 (3775)، وغيرها.
بوادر التعرّف على التشيع:
يقول الأستاذ رامي: " لم أكن من قبل مطّلعاً بصورة وافية على مذهب التشيّع، ولكن هذا الموقف أثار في نفسي المحفّز لأكون أكثر إلماماً بهذا المذهب.
فمن ذلك الحين اندفعت لمعرفة المزيد من المعارف التي ينتمي إليها هؤلاء الشيعة، ولم يكن إلمامي بهم سوى أني كنت أستمع إلى بعض المناقشات العقائدية التي كانت تدور بين الشيعة وبين بعض أبناء مدينتنا الأحناف، فكنت أُشارك أتباع مذهبي بالدفاع عن ما نحن عليه وإن لم أكن بذلك المستوى الذي يجيد ردّ المبادئ التي كان يعتنقها أصحاب مذهب أهل البيت(عليهم السلام) ".
ويضيف الأستاذ قائلا: " بعد ذلك الموقف في مرقد الإمام الحسين(عليه السلام) ـ والذي ترك في نفسي الأثر البليغ ـ واصلت مسيرتي بإتجاه الحجاز لأداء مناسك الحجّ، وهنالك في مكّة المكرّمة وجّهت بعض الأسئلة إلى أحّد علماء أبناء العامة حول المذهب الجعفري، لكنه بدل أن يجيب على أسئلتي حذّرني من التقرّب إليهم والحوار معهم، قائلا: احذر من أفكار الرافضة، وتجنّب الحوار معهم، وأنصحك أن لا تدنوا منهم!، ولكن لم أقتنع بمقولته ولم يدفعني كلامه لرفض ما رأيته منسجماً مع فطرتي وعقلي عند الشيعة، كما أنني كنت متلهفاً للدليل
البحث عن الحقيقة:
وفي الحجاز وجد الأُستاذ رامي تياراً فكرياً ضد مذهب التشيع، يحرّم زيارة القبور والتوسّل بها ويصفها بالشرك والإلحاد، وهذا ما دفعه للبحث بعد عودته من الحجّ عن مدى صحة هذا الإدعاء.
وبعد التتبّع والتحقيق وجد أنّ ما عليه الوهابيون يخالف الكتاب والسنّة، وأنّ أفكارهم جاءت من قبل أُناس انتهزوا فكرة إلصاق الشرك بالمسلمين ليحقّقوا مآربهم في ظلالها، ويصلوا إلى مبتغياتهم من خلالها.
ووجد أنّهم خالفوا جميع الطوائف الإسلاميّة فيما ذهبوا إليه، ولم يعتمدوا لتثبيت أفكارهم على دليل يستند إليه، بل مستمسكهم الوحيد في هذا المجال هو إتخاذ إسلوب الإثارة ليصطادوا في الماء العكر.
مسألة زيارة القبور:
إنّ المتتبّع لسنّة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يرى الأمر بالنسبة إلى زيارة القبور أنّه مرّ بثلاث مراحل في عهد الرسالة.
المرحلة الأولى: جواز زيارة القبور، وذلك استمراراً لما كانت عليه الشرائع السابقة.
وخير مثال ـ والأسبق تاريخياً ـ في ما ذكره القرآن الكريم لاحترام مراقد الأولياء وتعاهدها بالزيارة، هو مرقد فتية أصحاب الكهف، إذ قال تعالى: (إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً)(1)، وتُشعر الآية بذكرها المسجد بأنّ هؤلاء
____________
1- الكهف: 21.
المرحلة الثانية: المنع لعلل يأتي ذكرها، ويستنبط ذلك من قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها "(1)، ويتّضح من هذه الرواية أنّ المسلمين كانوا يزورون القبور، ثمّ ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فيها المنع، ثمّ أذن لهم بعد ذلك في الزيارة.
ففي رواية ابن عباس عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): " نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ولا تقولوا هجرا "(2)، والهُجر هو الكلام القبيح المهجور لقبحه(3)، وهذا الحديث كأنّه يتضمّن علّة النهي أو بعضها، وهي أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) أراد إلغاء عادات الجاهليّة وتأسيس آداب إسلاميّة للزيارة.
ولعلّ نهي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في الفترة التي منع فيها زيارة القبور كان لكثرة قبور المشركين، وحيث أنّ الزيارة للقبر تزيد وتعمّق أواصر الارتباط بين الزائر والمزور، وتجدّد في النفوس روح الاقتداء بهم وإحياء آثارهم، أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بعدم زيارة القبور، ولما كثر المؤمنون بينهم وقوى الإسلام رخص الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الزيارة باذن الله عزّوجلّ.
ولهذا ورد في قوله تعالى النهي عن القيام عند قبور المنافقين: (وَلا تُصَلِّ
____________
1- أنظر: صحيح مسلم، كتاب الجنائز: 2 / 672 (977)، سنن الترمذي: 2 / 357 (1054)، سنن النسائي: 4 / 89، المستدرك للحاكم: 1 / 530 (1385)، مصابيح السنة للبغوي: 568 / 1239.
2- أنظر: المعجم الأوسط للطبراني: 2 / 115 (2709)، سنن النسائي: 4 / 89، السنن الكبرى للبيهقي: 4 / 129.
3- أنظر: معجم مفردات ألفاظ القرآن للراغب: مادة (هجر).
المرحلة الثالثة: تجويز زيارة القبور ورفع الحظر والمنع، فقد ثبت في الصحيح عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه كان يخرج مراراً إلى البقيع لزيارة قبور المؤمنين(3)، وورد أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) زار قبر أمّه وبكى وأبكى من حوله(4).
وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): "نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنّ في زيارتها تذكرة"(5).
وقال(صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّي نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنّ فيها عبرة "(6).
وورد بسند صحيح أنّ فاطمة الزهراء(عليها السلام) بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) كانت تزور قبر عمها حمزة بن عبد المطلب(رضي الله عنه) كلّ جمعة وتصلي وتبكي(7).
____________
1- التوبة: 84.
2- التوبة: 84.
3- أنظر: صحيح مسلم، كتاب الجنائز: 2 / 672 (975)، سنن ابن ماجة: 1 / 492 (1571).
4- أنظر: صحيح مسلم: 2 / 672 (976)، السنن الكبرى للبيهقي: 4 / 127.
5- أنظر: سنن أبي داود: 3 / 171 (3235)، صحيح مسلم: 2 / 672 (976)، السنن الكبرى للبيهقي: 4 / 128، مسند أحمد: 5 / 350، 355، 356، 361، المستدرك للحاكم: 1 / 531 (1390).
6- أنظر: مسند أحمد: 3 / 38 (11347)، السنن الكبرى للبيهقي: 4 / 128، المستدرك للحاكم: 1 / 530 (1386).
7- أنظر: السنن الكبرى للبيهقي: 4 / 131، المستدرك للحاكم: 1 / 533 (1396)، وقال الحاكم معقباً على الحديث: هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات، وقال في آخر كلام: وليعلم الشحيح بذنبه أنّها سنّة مسنونة.
مرحلة إيقاظ الفطرة وإنارة البصيرة:
ومن هذه البراهين والحجج يقول الأُستاذ رامي عبد الغني: " عرفت أنّ أدلّة الشيعة لم تنشأ من حالة عاطفيّة أو هوى أو تقليد، وإنّما فرضتها عليهم الأدلّة القاطعة التي ينبغي أن يتعبّد بها المسلم.
وإنّ زيارة قبور الصلحاء هي كالحجّ يجتمع فيه المسلمون على الخير والهدى والترابط والتعارف والتآلف، فيمجّدوا عظماءهم ويحيوا بذكراهم القيم والمبادئ والأفكار التي كانوا يحملونها ".
ويضيف: " وبمرور الزمان واصلت أبحاثي لمعرفة المزيد حول مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، وكنت اتباحث مع أحّد أقربائي في هذا المجال، فكنا نأخذ مفردة مفردة من عقائد الشيعة ونضعها على طاولة البحث، وكان يحفز أحدنا الآخر للمطالعة والتتبع حتى اكتملت في أذهاننا الصورة الكاملة لمذهب أهل البيت(عليهم السلام)، فالتجأنا إلى حصنهم المنيع بعدما وجدناه رصيناً من جميع الأبعاد فتحصّنا به وآوينا إليه، وكان استبصاري عام 1987م كما استبصر البعض من أُسرتي وجملة من غير أسرتي على يدي بفضل من الله، وببركة الزاد الثقافي الذي تلقيته من نبع معارف أهل البيت(عليهم السلام) ".
(23) رمضاني عـمّار
(وهابي / رواندا)
ولد عام 1973م بمدينة " كيسيني " في رواندا(1)، درس في مدارس أهل العامة في بلده حتى حصل على الثانوية، وانتقل بعد ذلك إلى المدرسة الوهابية في " كينيا ".
تشرّف باعتناق مذهب أهل البيت(عليهم السلام) عام 1989م بمدينة " مومباسا " الكينية، بعد تردده على مؤسسة " بلال مسلم ".
إيقاظ النفس:
يقول الأخ رمضاني: " لم تكن حصيلة إطلاعي عن الشيعة إلاّ كأحد أبناء العامة، لأننا لا نقرأ تراث غيرنا من المذاهب وليس لنا احتكاك بهم لتتبلور في أذهاننا فكرة واضحة وصحيحة عنهم، فكل ما كنت أعرف عن الشيعة: أنّ لهم قرآناً غير قرآننا، وأنّهم يقولون بخيانة جبريل (عليه السلام)، ويقرّون زواج المتعة و...
____________
1- رواندا: أنظر: ترجمة رقم (20).
مناظرات مع الشيعة:
شاءت الأقدار الإلهية أن أسافر إلى " كينيا " فألتقي ببعض أعضاء المراكز والمؤسسات الإسلامية الخيرية والثقافية، ومن بين هذه المؤسسات التي زرتها مؤسسة شيعية اسمها " بلال مسلم "، فأغتنمت هذه الفرصة لأتعرّف على التشيّع.
ولقد جرت بيني وبين بعض الشيعة مناظرات عديدة، وقرأت مجموعة كتب لهم، فظهر لي أنّ أغلب أتباع هذه الطائفة لهم عمق علمي وثقافي مستمد من عقيدتهم، ووجدّتم ليسوا كما كان يصوّره لنا علماؤنا، فرأيتهم أصحاب استدلال ومنطق متين، مما دفعني ذلك لأن أتردد على هذه المؤسسة للإحاطة بمعارفهم التي نالت إعجابي ومطالعة كتبهم، فعكفت على قراءة ما وقع بيدي من مؤلفاتهم بإمعان، وكنت مع ذلك أراجع علماءنا ومشايخنا لأحصل على ردّ لمقولات الشيعية، ولكن مع الأسف لم أحصل منهم على أي إجابة سوى أنّهم كانوا يحذّرونني من الاحتكاك بالشيعة، فأدركت حينئذ عجزهم عن الإجابة.
الاختلاف الفقهي بين المذاهب الإسلامية:
ومن الأمور التي استوقفتني وجعلتني أتأمل وأراجع حساباتي، مسألة الاختلاف الفقهي الكبير والواضح بين المذاهب الأربعة، فوجدت آراءهم متضاربة وكلاً منهم يدّعي أن ما ذهب إليه هو مطابق لسنة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، بل وجدت أنّ مصادر استنباطهم تعدّت القرآن الكريم والسنة المطهرة، فخضعت للآراء والاستحسانات! كما خضعت لدعم الحكام وتبنّيهم لها! فمن هنا جنّدت نفسي للبحث حول هؤلاء الأئمة الذين هم مرجع أبناء العامة ".
والمتتبع للمسار التاريخي يجد بعد إتساع رقعة الفتوحات الإسلامية وبالتحديد في منتصف فترة الحكم الأموي أصبح النشاط العلمي واسع النطاق،
المذاهب الإسلامية المندثرة:
فمن المذاهب التي لم يكتب لها البقاء في الساحة الإسلامية:
1 ـ مذهب الشعبي.
2 ـ مذهب الحسن البصري.
3 ـ مذهب الأعمش.
4 ـ مذهب الأوزاعي.
5 ـ مذهب سفيان الثوري.
6 ـ مذهب الليث بن سعد.
7 ـ مذهب سفيان بن عيينة.
8 ـ مذهب داود الظاهري.
وغيرها من المذاهب التي قد تتفق أحياناً وقد تفترق أحياناً أخرى فيما بينها ; فهذه لم يبقى منها شيء.
المذاهب الإسلامية التي كتب لها البقاء:
قد أجمعت رجالات أبناء العامة على بقاء مذاهب أربعة، وأنّ أصحابها لايقاس بهم أحد من حيث العلم والفضل، وهي:
1 ـ مذهب أبي حنيفة النعمان.
2 ـ مذهب مالك بن أنس.
4 ـ مذهب أحمد بن حنبل.
وقد طرحت هذه المذاهب في الساحة الإسلامية وأصبح لها ثقلاً في الأوساط، لأنّها كانت موضع عناية السلطات الحاكمة ـ آنذاك ـ ممّا أعطاها لوناً من الاعتبار والقيمة، فكان الترغيب والترهيب دعامتان أساسيتان في انتشارها، ولولا ذلك لما استطاعت البقاء ولكان مصيرها كمصير من استعرضنا من المذاهب العامة السالفة!.
أسباب بقاء المذاهب الأربعة:
لو ألقينا نظرة سريعة على تاريخ نشوء وانتشار كل مذهب من هذه المذاهب الأربعة لاتضحت لنا الحقيقة بشكل واضح.
المذهب الحنفي:
وهو مذهب معروف باستعمال الرأي والقياس في استنباط الأحكام الشرعية، حيث يقول مؤسسه أبو حنيفة:
" ما جاء عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فعلى الرأس والعين، وما جاء عن الصحابة إخترنا، وما كان من غير ذلك فهم رجال ونحن رجال ".
وفي قول آخر: " إذا كان من أصحاب النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) إخترنا ولم نخرج من قولهم، وإذا كان من التابعين زاحمناهم ".
وقال أيضاً: " ليس لأحد أن يقول برأيه مع نصّ من كتاب الله تعالى أو سنّة أو إجماع عن أمّة. فإذا اختلفت الصحابة على أقوال، نختار منها ما هو أقرب للكتاب أو السنة، ونجتهد ما جاوز ذلك، فالاجتهاد موسّع على الفقهاء لمن عرف