حديث الغدير
هذا الحديث ، الذي بلغ حد التواتر عند جميع المسلمين - كما سنرى - وحفظته أمهات المصادر ، قد لاقى من الكتمان ، أو شبهه ، ما لم يلقه شئ من أخبار الآحاد أو الضعاف ، حتى صار كالمجهول لدى الغالبية منا ، وأصبح ذكره يستوجب الكثير من التفصيل في إثباته ، ثم رد الأقاويل التي نسجت حوله ابتغاء تأويله ! ومهما يكن ، فليس بقادح في جمال الربيع صدود من لا يعشق الجمال . وبينما ترى بعضنا يقف خاشعا مذعنا أمام النص النبوي الشريف ، تجد آخر يسلك فنون التأويل ، ويحمل الألفاظ ما لا تطيق ، ليصرف النص عن مفاده ومغزاه . ونبدأ رحلتنا الطويلة مع هذا الحديث بما أثبته اليعقوبي في تاريخه ، تحت عنوان " حجة الوداع " 2/111 – 112 , ومثله في السيرة الحلبية 3: 336 وهو يروي خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى أن يقول : ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لا ترجعوا بعدي كفارا مضلين يملك بعضكم رقاب بعض ، إني قد خلفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ألا هل بلغت " ؟ قالوا : نعم ، قال : " اللهم اشهد " . ثم قال إنكم مسؤولون ، فليبلغ الشاهد منكم الغائب " .
ثم يمضي في الحديث إلى أن يبلغ قوله : وخرج ليلا منصرفا إلى المدينة ، فصار إلى موضع بالقرب من الجحفة ، يقال له : غدير خم ، لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة ، وقام خطيبا ، وأخذ بيد علي بن أبي طالب ، فقال : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ؟ قالوا بلى ، يا رسول الله . قال : " فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " . ثم قال " أيها الناس ، إني فرطكم على الحوض ، وأنتم واردي على الحوض ، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما " . قالوا : وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال : " الثقل الأكبر : كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ، ولا تضلوا ، ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي " . هكذا جاء ، فأرجو أن نمعن النظر في عبارات التأكيد ، والمبالغة في البيان ، ثم الوعظ ، والأمر والوعيد ! ثم مع الحافظ النسائي في كتابه خصائص أمير المؤمنين ( وقد ذكر فيه حديث الغدير بأسانيد عديدة وطرق شتى وألفاظ مختلفة بلغت تسع عشرة رواية , منها ثلاثة طرق عن سعد بن أبي وقاص , واثنان عن زيد بن أرقم 0 ص 12 - 27 )
عن سعد بن أبي وقاص
، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بطريق مكة ، وهو متوجه إليها ،
فلما بلغ غدير خم وقف للناس ، ثم رد من سبقه ، ولحقه من تخلف ، فلما اجتمع الناس
إليه ، قال : " أيها الناس ، من وليكم " ؟ قالوا : الله ورسوله ، ثلاثا .
ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ، ثم قال :
" من كان الله ورسوله وليه ، فهذا وليه ، اللهم وال من
والاه ، وعاد من عاداه " .
وعن زيد بن أرقم ، قال : لما دفع رسول الله من حجة الوداع ، ونزل غدير خم ، أمر
بدوحات ( الدوحة شجرة , النهاية دوح 2: 138 ) فقممن ( قم الشئ قما : كنسه , لسان
العرب قم 12: 493) ، ثم قال : " كأني دعيت فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما
أكبر من الآخر ، كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيها ، فإنهما
لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " . ثم قال " إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن " ثم
إنه أخذ بيد علي ، فقال : " من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من
عاداه " . قال أبو الطفيل : فقلت لزيد : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ؟ فقال : وإنه ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه ، وسمعه بأذنيه .
وأما المحب الطبري فيروي في كتابه الذخائر في فصل أسماه : ذكر أنه من كان النبي ( ص
) مولاه فعلي مولاه عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال : كنا عند النبي صلى
الله عليه وآله وسلم في سفر ، فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا : الصلاة جامعة ، وكسح
لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت شجرة ، فصلى الظهر ، وأخذ بيد علي ، وقال :
" ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ؟ قالوا : بلى ، فأخذ بيد علي ،
وقال : " اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " .
قال : فلقيه عمر بعد ذلك ، فقال : هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل
مؤمن ومؤمنة .
وزاد الخوارزمي في المناقب عن أبي سعيد الخدري ( رض ) قال : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما دعا الناس إلى غدير خم ، أمر بما كان تحت الشجرة من شوك ، فقم ، وذلك يوم الخميس ، ثم دعا الناس إلى علي فأخذ بضبعه ( الضبع : وسط العضد , وقيل : ما تحت الابط , النهاية 3: 73 ، فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيه ، ثم لم يتفرقا حتى نزلت هذه الآية : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " الله أكبر على إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي " . ثم قال : " اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله فقال حسان بن ثابت : يا رسول الله ، أتأذن لي أن أقول أبياتا ؟ فقال : " قل ببركة الله تعالى " .
فقال :
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالرسول مناديا
بأني مولاكم نعم ووليكم * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت ولينا * ولا تجدن في الخلق للأمر عاصيا
فقال له : قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا : اللهم وال وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا.
وروى هذه الأبيات : الخوارزمي أيضا في مقتل الامام الحسين 1: 47 , والحافظ أبو نعيم كما في النور المشتعل 57 ,والجويني في فرائد السمطين من طريقين 1 : 73 , 74 , وابن الجوزي في تذكرة الخواص 33 , والكنجي في كفاية الطالب 64 : مع اختلاف في بعض الألفاظ 0
وفي البداية والنهاية ( 5: 183-189 ) نجد التصريح بما ذكرنا من تواتر هذا الحديث ، وإجماع المسلمين عليه ، فيقول : وقد اعتنى بأمر هذا الحديث أبو جعفر محمد ابن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ ، فجمع فيه مجلدين ، أورد فيهما طرقه وألفاظه ، وكذلك الحافظ الكبير أبو القاسم ابن عساكر ( هو علي بن الحسن بن هبة الله , الامام العلامة , محدث الشام أبو القاسم الدمشقي – صاحب تاريخ دمشق – ولادته سنة 499 0 ووفاته571فقال له : قم يا علي فانني رضيتك من بعدي اماما وهاديا فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له أنصار صدق مواليا هنالك دعا : اللهم وال وليه وكن للذي عادى عليا معاديا – سير اعلام النبلاء ) أورد أحاديث كثيرة في هذه الخطبة .
أخي القارئ أحيطك علما بأنني حينما كنت أحاضر في غرفنا السنية عبر برنامج البالتوك حيث كنت أحب الموضوعات المتعلقة بالتاريخ الاسلامي وما يتعلق بالمذاهب الاخرى وخاصة المذهب الشيعي فقد كنت أقرأ رد علمائنا عليهم بخصوص حديث الغدير وأردده من خلال محاضراتي فقد قرأت بأن خطبة الغدير التي كانت بين مكة والمدينة حال رجوعه ( ص ) من حجة الوداع , هذا المكان القريب من الجحفة , يقال له غدير خم , كانت بخصوص تبيين فضل الامام علي بن ابي طالب وبراءة عرضه مما كان تكلم فيه بعض من كان معه بأرض اليمن بسبب ما كان صدر منه اليهم من المعدلة التي ظنها بعضهم جورا وتضييقا وبخلا , والصواب كان معه في ذلك لهذا لما تفرغ ( ص ) من بيان المناسك , ورجع الى المدينة , بين ( ص ) ذلك في أثناء الطريق , فخطب خطبة عظيمة في يوم الثامن عشر من ذي الحجة عامئذ , وكان يوم الأحد , بغدير خم , تحت شجرة هناك , فبين فيها أشياء , وذكر من فضل علي , وأمانته , وعدله , وقربه اليه , ما أزاح به ما كان في نفوس كثير من الناس منه 0
كنت أحسب ذلك ولم أكن أعلم بأنه قد ورد في كتاب البداية والنهاية ما يؤكد بعكس هذا القول اذ جاء فيه روايات قد تعرضت الى تلك الشكاوي , ومنها عدة روايات ذكرها صاحب الكتاب واليك أخي القارئ قصص الشكاوي , نبدأها بما رواه في هذا الفصل , فقال :
القصة الأولى :
لما أقبل علي من اليمن ليلقى رسول الله ( ص ) بمكة تعجل إلى رسول الله ( ص ) واستخلف على جنده الذين معه رجلا من أصحابه ، فعمد ذلك الرجل فكسا كل رجل من القوم حلة من البز الذي كان مع علي ، فلما دنا جيشه خرج ليلقاهم ، فإذا عليهم الحلل ، فقال : ويلك ، ما هذا ؟ قال : كسوت القوم ليتجملوا به إذا قدموا في الناس . قال : ويلك ، انزع قبل أن ينتهى به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فانتزع الحلل من الناس ، فردها في البز - قال - وأظهر الجيش شكواه لما صنع بهم - ثم ذكر سندا ينتهي إلى أبي سعيد الخدري - قال : اشتكى الناس عليا فقام رسول الله ( ص ) فينا خطيبا فسمعته يقول : " أيها الناس ، لا تشكوا عليا ، فوالله إنه لأخشن في ذات الله - أو في سبيل الله " .
ثم أضاف : وقال الإمام أحمد : حدثنا الفضل بن دكين . . . . عن بريدة - فروى قصة بريدة حتى قال : فقال ( ص ) " يا بريدة ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ؟ قال : بلى . قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " .
ثم قال : وكذا رواه النسائي عن أبي داود الحراني ، عن أبي نعيم الفضل بن دكين ، عن عبد الملك بن أبي غنية بإسناد نحوه ، وهذا إسناد جيد قوي رجاله كلهم ثقات .
القصة الثانية : أن أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عزموا أن يشكوا عليا إذا لقوا رسول الله ، فلما قدموا عليه ، قال أحدهم : يا رسول الله ، ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا ، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وفعل الثاني منهم والثالث والرابع مثل أولهم ، وفي كل مرة يعرض الرسول عن الشاكي - قال - فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والغضب يعرف في وجهه ، فقال : " وما تريدون من علي ؟ وما تريدون من علي ؟ ! إن عليا مني ، وأنا منه ، إن عليا مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي " ( سنن الترمذي – كتاب المناقب – 5ح/3712 , الخصائص للنسائي : 23 , مسند أحمد 4: 438 , وفضائل الصحابة – له أيضا – 2 /: 605/1035 ,1035 , 620 / 1060 , المستدرك 3 : 111 , الاحسان بترتيب صحيح بن حبان 9:41/6890 , الجامع للأصول 9:470/6480 , أسد الغابة 4: 27 , ابن أبي الحديد 9: 170, الرياض النضرة 3: 129 , كنز العمال ج11 32883 محتصرا , وأصحاب المناقب ) .
القصة الثالثة : في شكوى بريدة : فعنه ، أنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعثين إلى اليمن : على أحدهما علي بن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : " إذا التقيتم فعلي على الناس ، وإذا افترقتما فكل واحد منكما على
جنده " . فلقينا بني زيد من أهل اليمن ، فاقتتلنا ، فظهر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة ، وسبينا الذرية ، فاصطفى علي لنفسه امرأة من السبي - قال بريدة - فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله يخبره بذلك . فلما أتيت النبي صلى الله
عليه وآله وسلم رفعت الكتاب ، فقرئ عليه ، فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، هذا مكان العائذ ، بعثتني مع رجل ، وأمرتني
أن أطيعه ، ففعلت ما أرسلت به .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " لا تقع في علي ، فإنه مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي ، وإنه مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي " ( مسند أحمد 5: 356 , 3 : 110 , الخصائس للنسائي : 24 , ابن عساكر كما في الترجمة 400/466 , 467و 468و469و477, فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل 2: 584/989 , مجمع الزوائد 9: 108 , الرياض النضرة 3: 130 , وأصحاب المناقب ) .
وهكذا ظهر أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد رد على جميع تلك الشكاوى التي حصلت
جميعها أيام حجة الوداع ، وعند عودة علي عليه السلام من اليمن . وأنه كان الرد في
كل مرة على ملأ من الناس ، ولم يكن خفيا . وأنه في كل مرة كان يؤكد عظيم منزلة علي
عليه السلام ، ثم يؤكد الولاية له : " فإنه مني ، وأنا
منه ، وهو وليكم بعدي " .
وبهذا تبين لي بطلان هذا الادعاء ، والحمد لله . وبعد ، فإذا نظرنا فيما تميزت به هذه الخطبة من خصوصيات ، نجد بما لا يدع أدنى مجالا للشك ، أن ذلك التأويل ليس له محل على الاطلاق . فقد تمتعت هذه الخطبة ، بميزات لم تحظ بها أية خطبة أخرى في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : - فبعد عودة الناس من حجهم الأكبر . - وعند بلوغهم مفترق الطرق ، حيث يتجه كل إلى أهله وموطنه . - وفي منتصف النهار ، ولهيب الهاجرة . - ونادى منادي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . - فرد المتقدم . - وانتظر المتأخر حتى لحق به . ثم قام ذلك المقام المشهود ، أمام مائة ألف أو يزيدون ! ألا يدل ذلك ، بل بعض منه ، على أنه صلى الله عليه وآله وسلم أراد لهذا الأمر أن ينال الحظ الأوفر من اهتمام الناس ، والثبات في الأذهان ، والانتشار في الأقطار والأمصار ، إلى درجة تبلغ فيها الحجة كل المسلمين ، وفي كافة أقطارهم ؟ بلى ، إنها كانت بيعة على الأشهاد ، تولى إبلاغها خير الخلق وسيد العباد ، ثم لم يصرفهم من تجمعهم الكبير ، ولا اختتم كلامه حتى أشهد الله عليهم ، وأشهدهم على أنفسهم ، وفرض عليهم تبليغها في بلدانهم بشكل لم يفرضه على أمر آخر ، أو خطبة أخرى ، فكرر القول : " ألا هل بلغت " ، اللهم اشهد " . و " إنكم مسؤولون ، فليبلغ الشاهد منكم الغائب " .
وقد كنت دائما أستند الى ما ورد في الطبراني في أن الرسول لم يكن يوصي في غدير خم
باستخلاف علي بن ابي طالب بل كان يوصي باتباع كبار أصحابة وخاصة الثلاثة ( ابو بكر
وعمر وعثمان واليك هذه الرواية :
وقال الطبراني : حدثنا علي بن إسحاق الوزير الأصبهاني ، حدثنا علي ابن محمد
المقدمي ، حدثنا محمد بن عمر بن علي المقدمي ، حدثنا علي بن محمد ابن يوسف بن شبان
بن مالك بن مسمع ، حدثنا سهل بن حنيف ، عن سهل بن مالك أخي كعب بن مالك ، عن أبيه ،
عن جده ، قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة من حجة الوداع ،
صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : " أيها الناس ، إن أبا بكر لم يسؤني
قط ، فاعرفوا ذلك له ، أيها الناس ، إني عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير
وعبد الرحمن بن عوف والمهاجرين الأولين راض ، فاعرفوا ذلك لهم ، أيها الناس ،
احفظوني في أصحابي وأصهاري وأحبابي لا يطلبنكم الله بمظلمة أحد منهم ، أيها الناس
ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين ، وإذا مات أحد منهم فقولوا فيه خيرا ، بسم الله الرحمن
الرحيم " . انتهى .
أخي القارئ لقد كنت من هؤلاء المعترضين على تأويل خطبة الغدير على ولاية الامام علي والسبب في ذلك علمائنا ولكنني بعدما بحثت في هذا الشأن وجدت أن الصحابة هم الذين أقروا بولاية أمير المؤمنين وذلك من خلال خطبة الغدير وقد مر في حديث البراء بن عازب : فلقيه عمر بعد ذلك ، فقال : هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة . وأورد أحمد وغيره أن أبا بكر وعمر لما سمعاه ، قالا له : أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة ( مسند أحمد 4: 281 , فضائل الصحابة- له أيضا – 2: /1016,610/1042 , أسد الغابة 4 : 28 , الترجمة من تاريخ ابن عساكر 2: 76 / 579 , 82/ 580 و 584 ومواضع أخرى , تفسير الرازي 12 : 49 – 50 , روح المعاني 6: 194 , الصواعق المحرقة 44 , الرياض النضرة 3: 127 , المناقب لابن المغازلي : 19 ,تذكرة الخواص 29 , هذا غير ما تقدم من مصادره ) . لقد كانت بيعة صريحة منهم له عليه السلام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !