الـلـقــــا ء الجرىء :-
اتذكر انه في احد ايام عام 2006 م دعاني أخ من اخواننا الشيعة لحضور ندوة لنصرة حزب الله على أحفاد القردة والخنازير فرحبت بها على الفور ودخلت ولأول مرة الى غرفة الغدير بصدد تلك الندوة التي شاركت فيها بكلمة دعوت عبرها لحزب الله بالنصر وبعد انتهاء الندوة غادرتها الى احدى غرف اخواننا أهل السنة الذين هاجموني معترضين على قبولي دعوة الشيعة لحضور مؤتمرهم وأخذ كل واحد منهم يدلوا بدلوه حتى قال قائلهم أن العلماء حرموا علينا الدعاء لحزب الله بالنصر لانهم شيعة والشيعة رفضوا الحق واعتنقوا الباطل ولكنني لم أهتم بتلك المعارضات النابعة من التعصب المذهبي , في تلك الاثناء قررت ان أغير منهج دعوتي الى الله فقررت أن أدعو الى وحدة المسلمين حتى ننتصر على القوم الكافرين ولا سيما وأن أمتنا الاسلامية يسودها التفرق والتشرذم مما جعل الاعداء يطمعون فينا ولأجل ذلك قررت الذهاب الى غرفة الغدير والقاء محاضرات سنية عندهم ظنا مني أننا على الحق وهم على الباطل وبدأت محاضراتي في شهر رمضان عام ألفين وستة , لم أكن أحسب أن هذا العمل هو بمثابة تجاوز الخط الأحمر اذ أنني بمجرد دخولها قام اخواني أهل السنة بالاعتراض والتهجم علينا بأشنع الاتهامات حتى أنهم عقدوا محاكمة على( البالتوك) ضدي وحضرها كل الاخوة الذين طالما احترمتهم وقدرتهم ولكن للاسف تعصبهم الأعمى لما هم عليه وسيرهم وفق هذا العالم أو ذالك ألجأهم الى صدور أشنع حكم ضدنا اذ جاء في الحكم أنني كافر ووجب علينا الاستتابة والا فأنا كافر وزنديق , هذا الحكم الذي صدر ضدي كان بسبب دخولي عند الشيعة فقط رغم أني من أهل السنة والجماعة , لم أكن أحسب أن دخولي غرفة الغدير الشيعية سيحرمني من لخواني أهل السنة ولكن رغم حزني الشديد لم أتنازل عن قراري بالدعوة الى توحيد المسلمين بعيدا عن التعصب المذهبي الذي فرق أمتنا الاسلامية وجعل المسلم يكفر أخاه المسلم .
محاضراتي في غرفة الغدير وارهاصات الاستبصار :
دخلت غرفة الغدير في شهر رمضان عام ألفين وستة م وألقيت فيها يوميا محاضرة وكان دائما يعقب كل محاضرة حوارا واستمرت محاضراتي في غرفة الغدير بانتظام حتى شهر ابريل من هذا العام حيث أنه قد جاءتني دعوات من بعض الاخوة للحضور اليهم في غرفهم وكانت ثاني غرفة أدخلها هي غرفة الثقلين اذ قام بعض الاخوة بالانشقاق عن غرفة الغدير وفتحوا غرفة لهم بهذا الاسم وهذه سنة الحياة الدنيا التي لا تستمر على وتيرة واحدة وكثرت الغرف الشيعية وكثرت الدعوات من قبل اخواننا الشيعة رغم أني لا زلت من أهل السنة والجماعة وفي هذه الأثناء وخاصة اثناء تواجدي في غرفة الغدير وجدت مصطلحات لم أعرفها من قبل اطلاقا منها رزية يوم الخميس وخطبة الغدير ومظلومية ال البيت وحديث الثقلين وغيرها من المصطلحات التي لم أدركها من قبل فسألت اخوننا الشيعة عنها فأعطوني مصادر بخصوصها فرفضت قائلا لا اريد مصادر من كتبكم وانما من كتبنا لاننا لا نثق في كتبكم فأخبرت بأنها مصادر سنية وعلى الفور قمت بقراءتها بتمعن فهالتني صدمة شديدة من جراء تلك الحقائق التي عرفتها عبر هذه المصادر , أخذت أحدث نفسي قائلا هل من المعقول أن نغيب عن هذه الحقائق الممتلئة بها كتبنا ؟ , أين علمائنا من هذه الحقائق ؟ , لماذا لم ندرسها ؟ , أثارتني الدهشة وحسبت بأن تلك المصادر مزيفة وما كان علينا الا التأكد من كتبنا التي بين أيدينا ونرى بأنفسنا هل فعلا ما قرأته في المصادر الموجودة على الانترنت والتي أعطاني اياها اخواني الشيعة هل فعلا تلك الاشياء موجودة في كتبنا؟ ففتحت بلهفة كتاب صحيح البخاري باحثا عن رزية يوم الخميس فكانت الصدمة اذ وجدتها كما قرأتها في مصادر الانترنت وأخذت أحدث نفسي كثيرا وكثيرا وندمت على الزمن الذي راح من عمري بعيدا عن هذه الحقائق التي توصلت اليها بفضل الله أولاا ثم اخواني الشيعة ثانيا , لقد صدمت في الصحابة صدمة شديدة وخاصة الشيخين أبو بكر وعمر بن الخطاب واخذت أحدث نفسي عنهما كثيرا من واقع ما قرأته عنهما سابقا ولا حقا , كنت كلما أصل الى حقيقة أضرب كفا على كف قائلا لقد خدعنا , لقد ضحكوا علينا , ومن خلال الحديث عن كافة الاشياء التي توصلت اليها وتأكدت من وجودها في كتبنا السنية والتي سأتحدث عنها بالتفصيل سيتبين لك أخي القارئ بأن اعلاني متشيعا كان على بصيرة فلم يكن تشيعي عاطفيا وكما قلت سابقا أن الأمر خطير اما جنة واما نار .
رزية يوم الخميس :
لم السؤال تحت عنوان : ماذا تعني رزية يوم الخميس ؟
أكن أعرف من ذي قبل شيئا عما يسمى برزية يوم الخميس قبل الالتقاء بالشيعة في غرفة الغدير ولما عرفت أنها موجودة في كتبنا اعتكفت على دراستها من واقع كتبنا السنية فوجدت أن رواياتها كثيرة وفي أكثر من مصدر وخاصة في صحيحي البخاري ومسلم وهما عندنا أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل وان شاء الله رب العالمين سآتي اليك أخي القارئ ييعض روايات رزية يوم الخميس من واقع كتبنا السنية حتى تقف على الحقيقة المرة التي شعرت بمرارتها والى وقتنا الحالي بل حتى نلقى وجه الله تعالى حيث أن ما حدث في يوم الخميس مصيبة من أعظم المصائب ,
ولكن قبل ذلك ينبغي علينا أن نقدم لك أخي الحبيب نبذة عن الرزية كما عرفتها , فماذا تعني الرزية ؟ سنجيب على هذا
ماذا تعني رزية يوم الخميس ؟
ببساطة شديدة تتلخص رزية يوم الخميس في أن النبي ( ص ) وقبل وفاته بأربع أيام وذلك يوم الخميس اذ من المعلوم لدىكل المسلمين أن النبي توفي يوم الاثنين ولما كان البني الأعظم كما قال رب العالمين ( انه بالمؤمنين رؤوف رحيم ) حدد النبي يوما ووقتا لكتابة وصيته الى الصحابة خاصة والأمة بأسرها عامة فكان يوم الخميس اليوم المحدد لكتابة الوصية وقد دعا الرسول الى بيته بعضا من الصحابة النجباء لكي يشهدوا عليها وحتى تتضح لك الامور أخي القارئ أن النبي أراد كتابة وصيته في الوقت الذي رفض فيه بعض الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطاب أمر النبي الاعظم والخروج في جيش أسامة ومن المعلوم أن كبار الصحابة قد أمروا بالخروج في هذا الجيش وعلى رأسهم ابو بكر وعمر واليك اخي الكريم بعض المصادر التي تؤكد على ذلك فهذا عهدي معك بأن لا أكتب كلمة الا بدليل :
الرواية الأولى من صحيح البخاري :
(حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بَعَثَ بَعْثًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ
فَطَعَنَ النَّاسُ فِي إِمَارَتِهِ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنْ
تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ
مِنْ قَبْلُ وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ وَإِنْ كَانَ
لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ
بَعْدَهُ (
صحيح البخاري – المغازي – بعث النبي ( ص ) أسامة بن زيد رقم الحديث 4109
هذه هي الرواية الاولى من صحيح البخاري يتضح منها أن الرسول جهز جيشا بقيادة اسامة بن زيد وبدلا من الامتثال لامر النبي كما امر الله تعالى اخذ البعض من الصحابة يطعنون في قرار النبي بتأميره لاسامة بن زيد وما كان يحق لهم هذا الاعتراض والطعن اطلاقا ,
هذه الرواية لم تبين لنا من هم الذين طعنوا في قرار النبي بل لم بأسماء الذين أمرهم النبي بالخروج في الجيش وخاصة الطاعنين في قرار النبي ( ص ) وهذه عادة البخاري دائما مع كبار الصحابة اذ يقوم بحذف اسمائهم ولا سيما ان كان في الرواية ما يمسهم من قريب أو من بعيد , ولكن كما نعلم فان السنة النبوية تفسر بعضها بعضا فاذا كانت رواية البخاري غامضة فيما يخص هذا الامر فانه يوجد في المصادر الأخرى روايات تكشف لنا عن هذا الغموض ,وقبل أن آتي بها ينبغي علينا أن نشير الى أن من اتخذوا سبيل البخاري في هذا الغموض مسلم والترمذي حيث أن رواتيهما متشابهتين لرواية البخاري ولكننا مع ذلك وفقنا الله تعالى ومن خلال البحص الى روايات تكشف لنا عن الحقيقة الغامضة , واليك أخي القارئ اياها :
كتاب كنز العمال للمتقي الهندي ( ج 10 ص570 ):
عن عروة أن النبي (ص) كان قد قطع بعثا قبل مؤتة وأمر عليهم أسامة بن زيد وفي ذلك البعث أبو بكر وعمر فكان أناس من الناس يطعنون في ذلك لتأمير رسول الله (ص) أسامة عليهم فقام رسول الله (ص) فخطب الناس ثم قال: إن أناسا منكم قد طعنوا في تأمير أسامة وإنما طعنوا في تأمير أسامة كما طعنوا في تأمير أبيه من قبله ، وايم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان من أحب الناس إلي وإن ابنه من أحب الناس إلي من بعده ، وإني لأرجو أن يكون من صالحيكم فاستوصوا به خيرا.
عن عروة قال: كان أسامة بن زيد قد تجهز للغزو وخرج ثقله إلى الحرب فأقام تلك الأيام لوجع رسول الله (ص) أمره رسول الله (ص) على جيش عامتهم المهاجرون فيهم عمر إبن الخطاب أمره رسول الله (ص) أن يغير على أهل مؤتة وعلى جانب فلسطين حيث أصيب زيد بن حارثة ، فجلس رسول الله (ص) إلى ذلك الجذع ، فاجتمع المسلمون يسلمون عليه ، ويدعون له بالعافية فدعا رسول الله (ص) أسامة بن زيد فقال: اغد على بركة الله والنصر والعافية ، ثم اغز حيث أمرتك أن تغير ، قال أسامة: بأبي أنت وأمي قد أصبحت مفيقا ( مفيقا: أفاق من مرضه: رجعت الصحة إليه أو رجع إلى الصحة كاستفاق. القاموس 3/278. ب) وأرجو أن يكون الله قد شفاك ، فأذن لي أن أمكث حتى يشفيك الله ، فإني إن خرجت على هذه الحال خرجت وفي قلبي قرحة من شأنك وأكره أن أسأل عنك الناس، فسكت رسول الله (ص) فلم يراجعه وقام فدخل بيت عائشة.
- مسند الصديق : الواقدي حدثني عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن أزهر بن عوف عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد أن النبي (ص) أمره أن يغير على أهل أبني صباحا ، وأن يحرق قالوا ، ثم قال رسول الله (ص) لأسامة: امض على اسم الله ، فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي ، فخرج به إلى أسامة وأمر رسول الله (ص) أسامة فعسكر بالجرف وضرب عسكره في موضع سقاية سليمان اليوم، وجعل الناس يأخذون بالخروج إلى العسكر فيخرج من فرغ من حاجته إلى معسكره ، ومن لم يقض حاجته فهو على فراغ ولم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا إنتدب في تلك الغزوة: عمر بن الخطاب وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في رجال من المهاجرين والأنصار وكان أشدهم في ذلك عدة قتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم بن حريش فقال رجال من المهاجرين وكان أشدهم في ذلك قولا عياش بن أبي ربيعة: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين فكثرت القالة في ذلك فسمع عمر بن الخطاب بعض ذلك القول فرده على من تكلم به وجاء إلى رسول الله (ص) فأخبره بقول من قال ، فغضب رسول الله (ص) غضبا شديدا فخرج وقد عصب على رأسه بعصابة وعليه قطيفة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة فوالله لئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله ..........
مسند الصديق : سيف بن عمر عن الزهري عن أبي ضمرة وأبي عمر وغيرهما عن الحسن بن أبي الحسن قال: ضرب رسول الله (ص) بعثا قبل وفاته على أهل المدينة ومن حولهم وفيهم عمر بن الخطاب وأمر عليهم أسامة بن زيد فلم يجاوز آخرهم الخندق حتى قبض رسول الله (ص) .........
واليك رواية أخرى من كتاب تاريخ أبو الفداء 18 من 87 :
ولما تولى أبو بكر كان أسامة بن زيد مبرزا وكان عمر بن الخطاب من جملة جيش أسامة علي ما عينه رسول الله (ص) فقال عمر لأبي بكر: إِن الأنصار تطلب رجلا أقدم سنا من أسامة فوثب أبو بكر وكان جالسا وأخذ بلحية عمر وقال: ثكلتك أمك يا إبن الخطاب استعمله رسول الله وتأمرني أن أعزله ثم خرج أبو بكر معسكر أسامه وأشخصهم وشيعهم وهو ماش وأسامة راكب فقال له أسامة: يا خليفة رسول الله (ص) والله لتركبن أو لأنزلن فقال أبو بكر : والله لا تنزل ولا ركبت وما علي أن أغبر قدمي ساعة في سبيل الله ولما أراد الرجوع قال أبو بكر لأسامة: إِن رأيت أن تعينني بعمر فافعل فأذن أسامة لعمر بالمقام
وعند ابن الاثير في كتابه الكامل في التاريخ ذكر أحداث سنة احدى عشر :
في المحرم من هذه السنة ضرب النبي (ص) بعثا إلى الشام وأميرهم أسامة بن زيد مولاه ، وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين ، فتكلم المنافقون في إمارته وقالوا : أمر غلاما على جلة المهاجرين والأنصار . فقال رسول الله، (ص) : إن تطعنوا في إمارته فقد في إمارة أبيه من قبل ، وإنه لخليق للإمارة ، وكان أبوه خليقا لها ، وأوعب مع أسامة المهاجرون الأولون ، منهم : أبو بكر وعمر ، فبينما الناس على ذلك إبتدئ برسول الله (ص) مرضه .
أخي القارئ تمعن جيدا في الروايات السالفة فالروايات نحدث بأن الرسول ( ص ) أمر بتجهيز جيش بقيادة أسامة بن زيد للخروج الى مؤتة وأمر بخروج الغالبية العظمى من الصحابة وعلى رأسهم كبار الصحابة أبو بكر وعمر الا أن تأمير أسامة عليهم لم يعجبهم فاعترضوا على قرار النبي ( ص ) بتأميره لأسامة ولا سيما وهو صغير السن وهم قد بلغوا من العمر أرزله ولكن هذا الطعن لم يكي بسبب صغر عمر أسامة بن زيد وقد كان يعلم الرسول ذلك وقام بتذكيرهم بطعنهم في ابيه من قبل الا انهم على الرغم من ذلك وخاصة ان الرسول اخبرهم بانه خليق بالامارة رفضوا الخروج بالجيش وقد كان لطعنهم في اسامة سبب لا يتعلق بشخص اسامة والدليل على ذلك انهم بعد رفاة الرسول خرجوا تحت قيادته وانما السبب هو ما تحدثنا به رزية يوم الخميس اذ انهم كايوا على علم وعلى رأسهم عمر بن الخطاب بأن الرسول سيموت في مرضه الاخير وقد أخبرهم الرسول بذلك فخافوا ان مات النبي ( ص ) وهم خارج المدينة أن يتولى الامام علي بن أبي طالب الخلافة والامارة في حال غيابهم وبالتالي ستضيع عليهم الفرصة في اقتناص الخلافة والاستثار بها دون ال البيت النبوي ومن اجل هذا أخذوا يتحججون بحجج واهية وكان ضحيتها أسامة بن زيد 0
واليك اخي القارئ رواية اخرى في الطبقات لابن سعد بعنوان سرية اسامة بن زيد ص 190 :
سرية أسامة بن زيد بن حارثة ثم سرية أسامة بن زيد بن حارثة إلى أهل أبنى ، وهي أرض السراة ناحية البلقاء ، قالوا : لما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة من مهاجر رسول الله (ص) ، أمر رسول الله (ص) الناس بالتهيؤ لغزو الروم فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد ، فقال : سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فأغر صباحا على أهل أبنى وحرق عليهم وأسرع السير تسبق الأخبار ، فإن ظفرك الله فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء وقدم العيون والطلائع أمامك ، فلما كان يوم الأربعاء بديء برسول الله (ص) فحم وصدع فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده ثم قال : اغز بسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم بن حريش فتكلم قوم وقالوا : يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين فغضب رسول الله (ص) ، غضبا شديدا فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة ولئن طعنتم في إمارتي أسامة ، لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله ......
السيرة الحلبية لعلي الحلبي في الامين المأمون :
000000 لماكان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة أحدى عشرة من الهجرة أمر (ص) بالتهيؤ لغزو الروم فلما كان من الغد دعا (ص) أسامة إبن زيد فقال سر إلى موضع قتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فاغز صباحاعلى أهل أبنى وحرق عليهم واسرع السير لتسبق الأخبار ......... فلما اصبح يوم الخميس عقد (ص) لأسامة لواء بيده ....... فخرج ( ر ) بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا اشتد لذلك منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص ( ر ) فتكلم قوم وقالوا يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين والأنصار أي لأن سن أسامة ( ر ) كان ثمان عشرة وقيل تسع عشرة سنة وقيل سبع عشرة سنة ....... أسامة بن زيد إبن حارثة ( ر ) لما ولاه رسول الله (ص) جيشا فيه ابو بكر وعمر ( ر ) فقال تقدم بارك الله فيك وكان سنه سبع عشرة سنة ......ولما بلغ رسول الله (ص) مقالتهم وطعنهم في ولايته مع حداثه سنه غضب (ص) غضبا شديدا وخرج وقد عصب على راسه عصابة وعليه قطيفة وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة ولئن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله وأيم الله إن كان لخليقا بالإمارة وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلى وإنهما منظنة لكل خير فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم وتقدم أنه ( ر ) كان يقال له الحب إبن الحب وكان رسول الله (ص) يمسح خشمه وهو صغير بثوبه .........
البداية والنهاية لابن كثير ج5 ص 242 :
وقال البخاري حدثنا إسماعيل ، ثنا مالك ، عن عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن عمر : أن رسول الله (ص) بعث بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن الناس في إمارته ، فقام النبي (ص) فقال : إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقا للامارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده .
ورواه الترمذي من حديث مالك ، وقال حديث صحيح حسن ، وقد انتدب كثير من الكبار من المهاجرين الاولين والانصار في جيشه فكان من أكبرهم عمر بن الخطاب ومن قال : إن أبا بكر كان فيهم فقد غلط . فإن رسول الله (ص) إشتد به المرض وجيش أسامة مخيم بالجرف وقد أمر النبي (ص) أبا بكر أن يصلي بالناس
وأقول ردا على اعتراض ابن كثير أن أبا بكر لم يكن من المأمورين بالخروج في جيش أسامة وانما استبقاه الرسول ( ص ) لكي يأتم به المسلمين في الصلاة , أقول أنه لا توجد رواية واحدة تؤكد على أن أبا بكر صلى اماما بالمسلمين في حياة الرسول واليك الدليل أخي القارئ :
من صحيح البخاري _ الأذان – حد المريض أن يشهد الجماعة رقم الحديث 624
حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال حدثني أبي قال حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال كنا عند عائشة ( ر ) فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها قالت لما مرض رسول الله (ص) مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقيل له إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس وأعاد فأعادوا له فأعاد الثالثة فقال إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فخرج أبو بكر فصلى فوجد النبي (ص) من نفسه خفة فخرج يهادى بين رجلين كأني أنظر رجليه تخطان من الوجع فأراد أبو بكر أن يتأخر فأومأ إليه النبي (ص) أن مكانك ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه قيل للأعمش وكان النبي (ص) يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر فقال برأسه نعم رواه أبو داود عن شعبة عن الأعمش بعضه وزاد أبو معاوية جلس عن يسار أبي بكر فكان أبو بكر يصلي قائما .
رواية أخرى من صحيح البخاري – الأذان – الرجل يأتم بالامام ويأتم الناي بالمأموم رقم 672
حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت : لما ثقل رسول الله (ص) جاء بلال يوذنه بالصلاة فقال مروا أبا بكر أن يصلي بالناس فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر فقال مروا أبا بكر يصلي بالناس فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر قال إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر أن يصلي بالناس فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله (ص) في نفسه خفة فقام يهادى بين رجلين ورجلاه يخطان في الأرض حتى دخل المسجد فلما سمع أبو بكر حسه ذهب أبو بكر يتأخر فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله (ص) حتى جلس عن يسار أبي بكر فكان أبو بكر يصلي قائما وكان رسول الله (ص) يصلي قاعدا يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله (ص) والناس مقتدون بصلاة أبي بكر ( ر ) .
أخي القارئ من هاتين الروايتين يتبين لنا أن الامام هو النبي وليس أبو بكر ومن المعلوم أن المأموم المفرد يصلي على يمين الامام وهذا ما ثبت في الروايتين اذ كان النبي ( ص ) على يسار أبو بكر أي كان أبو بكر على يمين النبي في الصلاه وهذا دليل قاطع بأن القول بأن أبا بكر استبقاه الرسول لكي يأتم به المسلمين لا محل له من الاعراب 0
كما انني على يقين بأن ابا بكر لم يصلي في هذا الوقت مع النبي لانه من المأمورين بالخروج في جيش اسامة اضافة الى أن النبي ( ص ) لعن من تخلف عن جيش اسامة وهذا ما سنؤكد عليه من خلال الروايات التالية , فكيف اذن يصلي مأموما 0
الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ج1 , ص338 :
ونزل فيه أيضا : ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة . سبحان الله أسامة أحب إلى رسول الله من نفسه ؟ وقد سمع مرارا تأكيد رسول الله له أن يزحف بجيشه إلى مؤتة حتى قال صلوات الله عليه : لعن الله من تخلف عن جيش أسامة ، فتعلل ولم يزل عن عسكره حتى توفي رسول الله (ص) وصار غرض رسول الله من هذا البعث منقوضا !!.
أخي القارئ من هذه الرواية يتضح لنا ان الرسول لعن من تخلف عن جيش اسامة وكما هو معلوم ان ابا بكر من هؤلاء المأمورين بالخروج فكيف يترك الجيش ويخالف أمر النبي بل كيف يرضى ان يكون من الملعونين ويأتي لكي يصلي مأموما ؟ أنا لا ارضى لابي بكر انم يكون من المخالفين ولا من الملعونين وبالتالي لن أقبل بتلك الرواياتالتي تقول بعكس ذلك 0
والآن نكتفي بهذا القدر من الروايات الخاصة بجيش اسامة واليك التفصيل :
من هذه الروايات يتضح لنا أن ابا بكر وعمر كانا من المأمورين بالانضمام الى جيش اسامة وليس هما فقط بل معهما كبار الصحابة من امثال ابو عبيدة عامر بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في رجال من المهاجرين والأنصار وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم فتكلم في ذلك قوم منهم عياش بن أبي ربيعة المخزومي واذا كان ابن كثير يعترض على الروايات التي تخبر بأن ابا بكر من جنود الجيش فان اعتراضه مرفوض اذ أنه لم يثبت بأن ابا بكر صلى بالناس بل كان الامام هو النبي وابو بكر مأموم وقد أتيت بالدليل من خلال الرواية السابقة رغم أني أرفض تلك الرواية التي تقول بأنه صلى مع النبي كما أوضحت سابقا 0
وقد تسأل أخي قائلا : ما السبب في عدم خروج الجيش الا بعد وفاة الرسول ؟
سأجيبك أخي الحبيب على هذا السؤال ان شاء الله , لقد علمت من خلال الروايات السابقة أن النبي كان يشدد على خروج الجيش في وقت مرضه ورغم ان المدينة ليست مهددة من قبل العدو بل كانت آمنة مطمئنة الأمر الذي يجعلنا نفكر في حرص النبي الشدبد على خروج الجيش بسرعة بل ولعنه من تخلف عن الجيش ولا سيما وان المدينة ستخلوا من الغالبية العظمى من الصحابة وكان من المفترض أن يبقوا في المدينة لكي يقومون بجوار النبي الذي يحتضر حتى اذا مات يقومون بتوديعه الا انهم رفضوا الخروج مما اضطر النبي الى لعن المتخلفين وتحججوا بصغر سن اسامة ولكن الرسول دافع عن قراره بأن اسامة خليق بالامارة ورغم ذلك لم يصغوا لأمر النبي علما بأنهم وفي خلافة ابي بكر خرجوا تحت امارته ولم يخالفوا امر النبي في غيابه اذ مات النبي في هذا الوقت , من حقي أن أندهش قائلا : كيف يخالفون أمر النبي في حياته ويطيعونه بعد موته ؟ هذا السؤال لغز في حد ذاته نبحث له عن اجابة وقد وفقنا الله تعالى الى الاجابة من خلال ثلاثة أحداث لم نكن نعلمها من قبل ألا وهي : رزية يوم الخميس وحديث الثقلين وخطبة غدير حم , ففيهم الجواب الشافي , تعالى أخي الحبيب أولا الى حادثة رزية يوم الخميس لكي نعرف أسبابها وأحداثها وسبب تسميتها بالرزية من خلال روايات رزية يوم الخميس التي أتيت بها من المصادر السنية المعتمدة 0