ماذا تعني الرزية :

 

بالطبع لم يقصد ابن عباس وفاة الرسول اذ لا زال الرسول على قيد الحياة ولم يمت الا بعدها بأربعة ايام , واليك الدليل (فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ كِتَابِهِ.) اذن الرزية لا تعني وفاة النبي رغم ان في وفاته ( ص ) مصيبة عظمى ابتليت بها الأمة , نحن بصدد الوقوف على سبب تسمية بن عباس ما حدث يوم الخميس بالرزية , الروايات كما سترى أخي الحبيب أجابت على ذلك بأن الرسول ( ص ) أراد كتابة وصيته الى الصحابة خاصة والمسلمين عامة ولكن هناك احداث جرت يوم الخميس منعت النبي من كتابتها , فما هي يا ترى ؟ ماذا جرى يوم الخميس ؟

ولكي نجيب على تلك الاسئلة ينبغي علينا الرجوع الى روايات الرزية من مصادرها المعتمدة لى اهل السنة ورغم ان المصادر كثير الا انني اكتفيت ببعضها ولا سيما وان الروايات الاخرى متشابهة الى حد ما بالروايات التي اخترتها منعا من الاطالة على القارئ واكتفيت بما ورد في صحيح البخاري وبعضا مما ورد في ممسند الامام احمد بن حنبل ومجمع الزوائد للخيثمي وطبقات بن سعد ودلائل النبوة للبيهقي ومنهاج السنة لابن تيمية وفتح الباري في شرح البخاري , ندعوك الى قراءتها معي علما بأنني سأقوم بالتعليق عليها باحثا عن الاجابات لكل الاسئلة التي أصابتنا بالحيرة والدهشة 0

ففي صحيح البحاري توجد سبع روايات :

 

1- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ لَمَّا اشْتَدَّ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ قَالَ ‏"‏ ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ‏"‏‏.‏ قَالَ عُمَرُ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا فَاخْتَلَفُوا وَكَثُرَ اللَّغَطُ‏.‏ قَالَ ‏"‏ قُومُوا عَنِّي، وَلاَ يَنْبَغِي عِنْدِي التَّنَازُعُ ‏"‏‏.‏ فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ كِتَابِهِ.

صحيح البخاري – العلم – كتابة العلم – رقم الحديث 111

هذه الرواية تخبرنا بأن النبي ( ص ) كان مريضا مرضا شديدا وكان في بيته جمع غفير من الصحابة الذين خاطبهم بقوله ‏"‏ ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ‏" ومعنى ذلك أن الرسول طلب من الحضور كتاب لكي يكتب لهم وصيته الأخيرة وهي التي تعصمهم من الضلال والاضلال ومن حق أي مسلم أن يكتب وصيته عند موته فهذه سنة نبوية فما بالنا بالحبيب ( ص ) من حقه أن يكتب الوصية بل من حقه ان يكتب ما يشاء ولا سيما هو في بيته ومن حق صاحب البيت ان يكتب ما يريد وليس من حق أي انسان اخر ان يعترض , الا ان الرواية تخبر بأنه بمجرد أن قال النبي ( ص ) تلك العبارة وجدنا اسم عمر , عمر المأمور بالخروج في جيش أسامة وجدناه في الرواية وفي بيت النبي رغم ان النبي لعن من تخلف عن جيش اسامة وهنا نسأل : لماذا ترك عمر جيش اسامة ؟ لماذا خالف امر النبي ؟ هل يريد أن يكون من الملعونين الذين لعنهم الرسول ؟ من الذي ابلغه بالمجئ الى بيت النبي ؟ هل دعاه النبي الى بيته ؟ هذه اسئلة تحتاج الى اجابة , ولن نتسرع بل لا نتجاوز حدود الرواية , فماذا فعل عمر بن الخطاب في بيت النبي ؟ هل كان من الطائعين ؟ أم كان من المخالفين والعاصين ؟

تعالى اخي الحبيب لكي نستكمل معا قصة الرزية من خلال هذه الرواية 0

ان النبي يوجه خطابه للنبي (‏"‏ ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ‏" ) وكان عليهم اطاعته ولكن وجدنا عمر قائلا : (إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا ) وفور أن قال عمر ما قال حدث الاختلاف وكثر اللغط والتنازع بين يدي رسول الله ( ص ) , فاضطر النبي ( ص ) الى طردهم بقوله (  ‏"‏ قُومُوا عَنِّي، وَلاَ يَنْبَغِي عِنْدِي التَّنَازُعُ ‏"‏‏) فقام النبي بطرد المختلفين المخالفين واللغاطين والمتنازعين من بيته ( ص ) فخرج بن عباس قائلا : (إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ كِتَابِهِ ) 0

أخي الحبيب ألا ترى ان ما حدث عند النبي مصيبة ؟ ألا ترى ابن عباس محقا في قوله بأن ماحدث رزية ؟ ان ما حدث في بيت النبي من اختلاف ولغط وتنازع لا يجوز اطلاقا والنبي بين ظهرانيهم ولا سيما ان الله تعالى حرم ذلك على المؤمنين , يقول تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ }الحجرات2

فكيف اذن يرفع الصحابة الذين دائما وأبدا نقول بعدالتهم أصواتهم فوق صوت النبي ولا سيما وهو يودعهم ؟ بل كيف يحق لهم أن يجهروا له بالقول ومنهم عمر ؟

ألم يقرأ الصحابة المتنازعين واللغاطين والمخالفين قول الله تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ }الحجرات2

الم يقرؤون قوله تعالى :

{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65

فكيف يحدث من هؤلاء الصحابة هذا الذي حدث ؟ هؤلاء الذين طالما تغنينا بهم وأشدنا بهم بل وافتخرنا بهم ورفعنا ذكرهم حتى أن علمائنا وبسببهم كفروا وزندقوا من يحاول تجريحهم 0

في الحقيقة ان ما حدث يوم الخميس أصابني بالدهشة والاستغراب بل هي مفاجأة بالنسبة لي فلم أن أتوقع اطلاقا أن تصدر هذه الأفعال من الصحابة تجاه النبي والمصيبة أن ما حدث كان في أخر لحظات عمر النبي المجيد وأخذت أسأل نفسي هذه الاسئلة من جراء الصدمة في الحابة وعلى وجه الخصوص عمر بن الخطاب , ومن هذه الاسئلة :

كيف يجابه النبي بقول عمر (  إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَلَبَهُ الْوَجَعُ ) ما معنى هذا ؟

قد يقول قائل ان عمر حريص على صحة النبي ويخشى عليه ولا سيما وان الرواية تخبرنا عن حالته ( ص )

(اشْتَدَّ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ ) ولكن من خلال استقراء باقي الرواية سنقف على الحقيقة , 0

وقال عمر (  إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا ) ماذا يعني هذا ؟

هل تلفظ النبي بلفظ ينم عن شئ آخر بجانب كتاب الله حتى يقول عمر (إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا) نحن لا نجد ذلك اذ قال النبي (قَالَ ‏"‏ ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ‏"‏‏) فلم يصدر عن النبي أنه أوصى بالكتاب وشئ أخر معه حتى يقول عمر ما قال , أم ان عمر أفهم من النبي وأوعى من النبي بما يصلح الامة من بعده ؟ أم انه أعلم بكتاب الله عز وجل حتى يتزعم المخالفين قائلا (  وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا ) 0

هل يقصد عمر من قوله أن الاعتصام بالكتاب كافيا لهداية الامة وعصمتها من الضلال ؟

وكيف يتجاهل عمر سنة النبي وهي المفسرة لكتاب الله بل هي وحي من عند الله , ألم يأمرنا الله باتبع سنة النبي ؟ اين السنة من قول عمر ابن الخطاب ؟ هل يستطيع عمر ان يصلي دون السنة ؟ هل يستطيع ان يحج دون السنة ؟ هل يستطيع أن يفهم القرآن دون السنة ؟

كيف تجاهل عمر أمر النبي والتفت الى الصحابة الحضور قائلا (إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا ) هل النبي ( ص ) أمره بذلك ؟ هل جعل الله عمر وصيا على النبي ( حاشا ) ؟

هل ما حدث من عمر يدل على أدبه واحترامه للنبي ؟ ألم يقرأ عمر قول الله تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الحجرات1

كيف يتسنى لعمر بن الخطاب أن يقول ما قال ويفعل ما فعل بدون اذن من الرسول ( ص ) ؟

هذه الأسئلة أخي القارئ في حاجة الى اجابة , وأعود وأكرر القول : ماذا حدث يوم الخميس حتى يقول عمر ما قال , ان الصدمة في عمر جعلتني أفكر عن الفرقة الناجية فقد كنا نعلم بان الفرقة الناجية هي المتبعة للصحابة وهاهو عمر الذي كنا كأهل سنة نعتبره من أولى الشخصيات عند النبي وطالما كنا ندعو الحكام الى الاقتداء بعمر من خلال خطبنا المنبرية ولكنني من خلال هذه الرواية أخذت أعيد حساباتي فها هو عمر وجدته لا يستحق الأخذ بسنته , بل فكرت كثيرا في حديث التمسك بالخلفاء الراشدين المهديين بعد النبي اذ كنا كأهل سنة نعتبر منهم عمر , فهل عمر راشد ومهتدي حتى نستن بسنته ؟ الاجابة : لا 0

وبعدما قال عمر قولته قخبر الرواية بحدوث الاختلاف واللغط والتنازع في حضرة النبي ( ص ) وهذا يعني الكثير والكثير , اذ يعني هذا ان كلام عمر وجد اعتراضا من قبل بعض الصحابة دون البعض الاخر والدليل على ذلك (فَاخْتَلَفُوا وَكَثُرَ اللَّغَطُ‏.‏ قَالَ ) أي أن الصحابة في بيت النبي ( ص ) كانوا على قسمين أو فئتين فلما قال عمر قولته المشينة حدث من قبل الفئتين اختلافا ولغطا وتنازعا , وهذا يعني أنه كان لعم أتباع ومؤيدين , فلما حدث ذلك كله اضطر النبي ( ص ) الى طرد المخالفين والمتنازعين واللغاطين قائلا ‏"‏ قُومُوا عَنِّي، وَلاَ يَنْبَغِي عِنْدِي التَّنَازُعُ ‏"‏‏ 0

وهنا أقول : هل من الأدب ما صدر من قبل الصحابة في حضرة النبي الأعظم ( ص ) ولا سيما وأنه في اخر لحظات حياته ؟ كيف تصدر من المخالفين وعلى رأسهم عمر بن الخطاب هذه الأقوال وهذه الأفعال ؟ أليس من الأفضل الاستماع الى نصائح النبي ؟ أليس من الأفضل تلبية أمر النبي ؟ ولا سيما وأنه يوصيهم بما يعصمهم من الضلال في قوله : ‏"‏ ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ‏"‏‏ فهل :

{هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }الرحمن60

أخي القارئ قد اتضح لنا أن قصد عمر من قوله(إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَلَبَهُ الْوَجَعُ) لم يكن بهدف الحرص على صحة النبي اذ لو كان هذا هو المقصود لقام النبي ( ص ) بشكره ولكن الرواية تقول بخلاف ذلك اذ قال النبي : ‏"‏ قُومُوا عَنِّي، وَلاَ يَنْبَغِي عِنْدِي التَّنَازُعُ ‏"‏‏ فبدلا من شكره لعمر قام بطرده ومن على شاكلته , ان قول عمر كما ترى اخي القارئ نتج عنه الاختلاف واللغط والتنازع وهذا ما يجعلنا نزداد اصرارا في البحث عن سبب ما جرى ولا سيما وان الرواية لم تخبرنا عن ماهية هذا الكتاب الذي أراد النبي كتابته والذي اخبر عنه بأنه الحائل بيننا وبين الضلال 0

أخي القارئ كن معي حتى نصل الى سبب هذه الاحداث التي هي في حق ذاتها وصمة عار لهؤلاء الذين فضحتهم تلك الرواية0

 

2-حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ أَنَّهُ قَالَ يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ بَكَى حَتَّى خَضَبَ دَمْعُهُ الْحَصْبَاءَ فَقَالَ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ فَقَالَ ‏"‏ ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا ‏"‏‏.‏ فَتَنَازَعُوا وَلاَ يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا هَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏ قَالَ ‏"‏ دَعُونِي فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي إِلَيْهِ ‏"‏‏.‏ وَأَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ بِثَلاَثٍ ‏"‏ أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ ‏"‏‏.‏ وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ‏.‏ وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَأَلْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ‏.‏ فَقَالَ مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ وَالْيَمَامَةُ وَالْيَمَنُ‏.‏ وَقَالَ يَعْقُوبُ وَالْعَرْجُ أَوَّلُ تِهَامَةَ‏.‏

صحيح البخاري – الجهاد والسير – باب هل يستشفع الى أهل الذمة ومعاملتهم  رقم الحديث 2825

 

 

اخي القارئ من خلال هذه الرواية نجد ان ابن عباس قد بكى بكاءا شديدا حينما يحدث فما جرى يوم الخميس رغم ان النبي قد مات منذ فترة طويلة وهذا البكاء ينم عن شعوره العميق بتلك المصيبة العظمى التى حدثت من جراء ما صدر عن الصحابة في بيت النبي كما أوضحنا من قبل , ولكن يا ترى هل بكاء ابن عباس فقط بسبب ما حدث من جانب الصحابة تجاه النبي أم لسبب أخر ؟ صحيح ان من حقه أن يبكي بسبب ما حدث من قبل الصحابة في شخص النبي ( ص ) وفي حضرته الشريفة ولكنني أشعر بأن بكاءه الحار لسبب اخر يضاف الى السبب الاول , هذا ما أشعر به .

هذه الرواية لم تذكر اسم عمر ولم تذكر قولة عمر الا انها اتت رغم ذلك بجديد , فما هو الجديد ؟

نلاحظ أنه عقب قول النبي ( لن تضلوا بعده ) جاءت كلمة ( أبدا ) , ونلاحظ ايضا أنها اتت بعبارو جديدة وهي ( فقالوا : هجر رسول الله ) من هم الذين قالوا ؟ لم تخبرنا الرواية بأسمائهم 0

وماذا قالوا ؟ انهم فالوا : ( هجر رسول الله )

وما معنى كلمة ( هجر ) ؟ معناها ( يهذي ) , ( يخرف ) , ( يقول كلام غير مفهوم )

يا مصيبتاه , يا ويلتاه , يا محمداه , يا لله , كيف يتجرأ الصحابة على شخص النبي ( ص ) وطعنه بالهجر والهذيان ؟ هل جزاء الاحسان الا الاحسان ؟ هل صدر من النبي ما يوافق قولهم ؟

ان النبي أراد عصمتهم من الضلال , هل هذا هذيان أو هجران ؟

تبا لهؤلاء الصحابة الذين طعنوا في شخص النبي الاعظم , انهم كسروا بخاطره في اخر لحظات حياته فيا ويلهم من رب العالمين في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ؟

كيف يتسنى لهؤلاء الطعن في شخص النبي وهو بين ظهرانيهم ؟

هل نسي هؤلاء بأن الرسول الكريم قال فيه رب العالمين :

{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4

{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى }النجم3

{إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }النجم4

هل هذه اخلاق الصحابة ؟

هل هؤلاء عدول ؟

هل العادل يطعن في شخص النبي ؟

صدقت يارب العالمين في قولك :

{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144

ان ماحدث في بيت النبي وبين يديه من علامات الانقلاب على الاعقاب بعد وفاته ( ص ) اذ تشير الآية وبوضوح على انقلاب الغالبية العظمى من الصحابة على اعقابهم وان القليل منهم الذين فزوا برضوان الله هؤلاء هم الشاكرون , وقد ثقت في القرآن بأن عدد الشاكرين قليا اذ قال الله تعالى في موضع آخر :

 

{0000000000وقليل من عبادِيَ الشَّكُورُ }سبأ13

ونلاحظ في الرواية ايضا أنه بعدما طرد النبي ( ص ) المخالفين قال ( ص ) ( فالذي أنا فيه خير مما تدعوني اليه ) ومعنى هذا تأكيد منه ( ص ) أنه بحالة طيبة ويعي ما يقول جيدا وليس كما زهموا بأنه يهجر بل هو في حالتة الراهنة أفضل من حالتهم 0

اننا في الرواية السابقة وجدناها قد ختمت بقول ابن عباس , الا انه في هذه الرواية قد تغيرت الخاتمة , فقد ختمت بثلاث وصايات منها وصية منسية فما هي يا ترى ولماذا لم تنسى الاولى او الثانية ؟

ما زلنا نبحث عن سبب ما جرى يوم الخميس في بيت النبي الاكرم ( ص ) ويضاف الى ذلك البحث عن قائل كلمة ( هجر رسول الله ) 0

 

3-حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ يَقُولُ يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمْعُهُ الْحَصَى‏.‏ قُلْتُ يَا أَبَا عَبَّاسٍ، مَا يَوْمُ الْخَمِيسِ قَالَ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ فَقَالَ ‏"‏ ائْتُونِي بِكَتِفٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا ‏"‏‏.‏ فَتَنَازَعُوا وَلاَ يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا مَا لَهُ أَهَجَرَ اسْتَفْهِمُوهُ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ ذَرُونِي، فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي إِلَيْهِ ـ فَأَمَرَهُمْ بِثَلاَثٍ قَالَ ـ أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ ‏"‏‏.‏ وَالثَّالِثَةُ خَيْرٌ، إِمَّا أَنْ سَكَتَ عَنْهَا، وَإِمَّا أَنْ قَالَهَا فَنَسِيتُهَا‏.‏ قَالَ سُفْيَانُ هَذَا مِنْ قَوْلِ سُلَيْمَا .

صحيح البخاري كتاب الجزية والموادعة     باب اخراج اليهود من جزيرة العرب   رقم الحديث 2932

 

هذه الرواية لم تأت بجديد الا في عبارتين : الاولى : قول المخافين والغاطين والمتنازعين ( ماله أهجر استفهموه )والاخرى رد النبي ( ص ) عليهم بقوله ( ذروني ) فأما بالنسبة لقولهم فمعناه أنهم مصرون على ان النبي يهجر ويتكلم بكلام غير مفهوم , اما بالنسبة لقول النبي ( ص ) ( ذروني ) فهي كقوله ( دعوني ) أي اتركوني 0

وما زال البحث جاريا عن الاجابة على أسئلتنا الحائرة , نسأل الله تعالى التوفيق 0

 

 

4 -حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعُهُ فَقَالَ ‏"‏ ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا ‏"‏‏.‏ فَتَنَازَعُوا، وَلاَ يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، فَقَالُوا مَا شَأْنُهُ أَهَجَرَ اسْتَفْهِمُوهُ فَذَهَبُوا يَرُدُّونَ عَلَيْهِ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ دَعُونِي فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي إِلَيْهِ ‏"‏‏.‏ وَأَوْصَاهُمْ بِثَلاَثٍ قَالَ ‏"‏ أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ ‏"‏‏.‏ وَسَكَتَ عَنِ الثَّالِثَةِ، أَوْ قَالَ فَنَسِيتُهَا

صحيح البخاري –كتاب المغازي – باب مرض النبي ووفاته رقم الحديث 4078

 

من الملاحظ انه في هذه الرواية والروايتين السابقتين عليها لم يرد ذكر اسم عمر بن الخطاب وانما وجدت فيهم كلمة ( فقالوا ) وهؤلاء هم الذين قالوا العبارات التالية : ( هجر , ما له أهجر استفهموه , ما شأنه أهجر استفهموه ), وانا على يقين بأن عمر هو قائلها وتبعه في ذلك شيعته وهذا ما ستكشفه لنا الرويات التالية :

 

5-حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ قَالَ لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ هَلُمُّوا أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ‏"‏‏.‏ فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ‏.‏ فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ‏.‏ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالاِخْتِلاَفَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ قُومُوا ‏"‏‏.‏ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَكَانَ يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ لاِخْتِلاَفِهِمْ وَلَغَطِهِمْ‏.

صحيح البخاري – كتاب المغازي – باب مرض النبي ووفاته    رقم الحديث 4079

 

من الملاحظ ان الصحابة عند النبي كانوا على قسمين : قسم قال (فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ  , وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ ) وقسم أخر قال (فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ) 0

من الملاحظ أنني قمت بوضع تلك العبارة (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ) بجوار عبارة (َقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ  ) رغم أن العبارة الثانية قالها البعض فبل ان يحدث الاختصام ولعلك اخي الكريم تسأل : لماذا جعلت العبارتين معا بين قوسين ؟

اجيبك على هذا السؤال : الذي جعلني أضعهما معا بين قوسين لآن قائلهما قسم واحد من قسمي الصحابة الموجودين في بيت النبي وبين يديه , وحتى تتضح لك الحقيقة انظر الى العبارة (َقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ) من هو قائلها الحقيقي ؟ أليس هو عمر بن الخطاب كما دل على ذلك الرواية الأولى ؟ وكما عرفت من قبل أن عمر كان ضد كتابة الوصية , لذلك في هذه الرواية وضعنا المخالفين معا بين قوسين ولا سيما وقد أثبتنا من قبل بأن لعمر اتباع وافقوه على ما قال في حضرة النبي ( ص ) وبذلك اتضحت لنا بعض الامور فالذين قالوا من قبل ( هجر , ما له أهجر استفهموه , ما شأنه أهجر استفهموه ),هم في الحقيقة أتباع عمر , وانا على يقين أن عمر قالها أيضا لانهم كما قلنا أتباعه والا فلماذا لم يواجههم عمر ويدافع عن النبي , ان الروايات لم تخبرنا بأي عمل ايجابي لعمر في صالح النبي وانما أوضحت الرواية الاول ان عمر من المخالفين والمعترضين على أمر النبي , وان شاء الله من خلال الروايات التالية ستتضح الامور كلها , اما البعض الاخر من الصحابة فهم الذين كانوا على طاعة النبي وهم الذين أخبرت عنهم الرواية بقولهم (فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ) 0

ومازال البحث جاريا عن اجابات للاسئلة الحائرة : ما هو سبب ما جرى يوم الخميس ؟ ومن هو قائل كلمة ( هجر ) ؟ وما هي ماهية الوصية المنسية ؟

 

6-إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ قَالَ لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ‏"‏‏.‏ فَقَالَ عُمَرُ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ فَاخْتَصَمُوا، مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالاِخْتِلاَفَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ قُومُوا ‏"‏‏.‏ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنِ اخْتِلاَفِهِمْ وَلَغَطِهِمْ‏.

صحيح البخاري – كتاب المرضى -   باب قول المريض قوموا عني   رقم الحديث 5237

 

انظر اخي القارئ الة هذه الرواية جيدا وخاصة الى العبارة ( رجال فيهم عمر بن الخطاب ), هل تدري ماذا تعني هذه العبارة ؟ انها تعني ان عمر كان زعيم الرزية بلا منافس وقد اكدت الرواية بأن قائل عبارة (إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا) هو عمر بن الخطاب علما بأن الرواية السابقة أخبرت بأن قائلها بعض القوم وهم الذين قالوا ( ما قال عمر ) 0

هذه الرواية وضعت النقاط فوق الاحرف واجابت على أحد أسئلتنا وهو : من قائل كلمة ( هجر ) ان قائلها هو عمر بن الخطاب الذي تجرأ على النبي ( ص ) مما شجع أتباعه على قولها , وحتى تتاكد أخي القارئ مما أقول فعليك بالرجوع لقرائة هذه الرواية فستجد عبارة ( ومنهم من يقول ما قال عمر ) وماذا قال عمر ؟ ولكي نعرف ماذا قال علينا بالرجوع الى الروايات السابقة لكي نستخرج منها ماذا قالوا في حق النبي , انهم قالوا ( هجر , ماله أهجر استفهموه , ما شأنه أهجر استفهموه ) ولما كان هذا قولهم اذن هذا هو قول عمر ابن الخطاب , وقد ثقت من الروايات ايضا كلمة (فَذَهَبُوا يَرُدُّونَ عَلَيْهِ) أي انهم اكثروا في ترديدها طعنا في شخص النبي ( ص ) مما اضطر النبي الى طردهم من بيته بقوله ( قوموا ) ( دعوني ) 0

في الخقيقة ليست هذه هي المرة الاولى التي يتجرأ فيها عمر ابن الخطاب على النبي بل صدر منه الكثير وما صلح الحديبية منا ببعيد وهذه هي رواية البخاري تؤكد وباعتراف عمر انه تجرأ على النبي ( ص ) :

حَدَّثَنِي ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الرَّزَّاقِ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏مَعْمَرٌ ‏ ‏قَالَ أَخْبَرَنِي ‏ ‏الزُّهْرِيُّ ‏ ‏قَالَ أَخْبَرَنِي ‏ ‏عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ‏ ‏وَمَرْوَانَ ‏ ‏يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثَ صَاحِبِهِ ‏ ‏قَالَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏زَمَنَ ‏ ‏الْحُدَيْبِيَةِ ‏ ‏0000000 قَالَ فَقَالَ ‏ ‏عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ‏ ‏فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقُلْتُ أَلَسْتَ نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا قَالَ بَلَى قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ بَلَى قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا قَالَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَسْتُ أَعْصِيهِ وَهُوَ نَاصِرِي قُلْتُ أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي ‏ ‏الْبَيْتَ ‏ ‏فَنَطُوفُ بِهِ قَالَ بَلَى فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ قَالَ فَأَتَيْتُ ‏ ‏أَبَا بَكْرٍ ‏ ‏فَقُلْتُ يَا ‏ ‏أَبَا بَكْرٍ ‏ ‏أَلَيْسَ هَذَا نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا قَالَ بَلَى قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ بَلَى قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا قَالَ أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَلَيْسَ يَعْصِي رَبَّهُ وَهُوَ نَاصِرُهُ فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ فَوَاللَّهِ إِنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قُلْتُ أَلَيْسَ كَانَ يُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي ‏ ‏الْبَيْتَ ‏ ‏وَنَطُوفُ بِهِ قَالَ بَلَى أَفَأَخْبَرَكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ الْعَامَ قُلْتُ لَا قَالَ فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏الزُّهْرِيُّ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏عُمَرُ ‏ ‏فَعَمِلْتُ لِذَلِكَ أَعْمَالًا ‏ ‏قَالَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لِأَصْحَابِهِ قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا قَالَ فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى ‏ ‏أُمِّ سَلَمَةَ ‏ ‏فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنْ النَّاسِ فَقَالَتْ ‏ ‏أُمُّ سَلَمَةَ ‏ ‏يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتُحِبُّ ذَلِكَ اخْرُجْ ثُمَّ لَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ وَدَعَا ‏ ‏حَالِقَهُ ‏ ‏فَحَلَقَهُ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا ثُمَّ جَاءَهُ نِسْوَةٌ مُؤْمِنَاتٌ


صحيح البخاري – الشروط – الشروط في الجهاد – رقم الحديث 2529

هذه الرواية تحدثنا عما صدر من عمر تجاه النبي اذ وكما هو واضح انه كان شاكا في نبوة النبي ( ص ) حتى انه راجع النبي كثيرا وفي نهاية المطاف لم يسلم بقوله ( ص ) والدليل على ذلك مراجعته لابي بكر ومعاودة عرض أسئلته التي سأل عنها النبي فأجابه ابو بكر بمثلما أجاب النبي , ورغم ذلك قام عمر ببعض الاعمال التي ندم عليها كما ورد في الرواية (فَعَمِلْتُ لِذَلِكَ أَعْمَالًا) وانا على يقين بأنه لولا اعتراض عمر وشك عمر ما تجرأ احد من الصحابة في عصيان النبي ( ص ) 0

 

7-حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ لَمَّا حُضِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ـ قَالَ ‏"‏ هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ‏"‏‏.‏ قَالَ عُمَرُ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، فَحَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ‏.‏ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ‏.‏ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ وَالاِخْتِلاَفَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ قُومُوا عَنِّي ‏"‏‏.‏ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنِ اخْتِلاَفِهِمْ وَلَغَطِهِمْ‏.‏

صحيح البخاري – كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة  باب كراهية الخلاف  رقم الحديث 6818

 

 

لم تأتي هذه الرواية بجديد ولا زال البحث جاريا عن اجابة السؤالين وهما  :

الأول : ماذا جرى يوم الخميس ؟

والثاني : ما هي ماهية الوصية المنسية ؟

البخاري لم يفيدنا في هذا الشأن ولعل أحمد ابن حنبل ومن خلال مسنده يعطينا الجواب

 

مسند أحمد :

 

حفل مسند أحمد بروايات عديدة ولكننا اخترنا منه هذه الرواية حيث أنه أتت بجديد , أما بالنسبة للروايات الأخرى فهي جاءت متفقة مع الروايات الأخرى , وكذلك فعلنا بالنسبة لروايات مسلم والترمذي0

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا عِنْدَ مَوْتِهِ بِصَحِيفَةٍ لِيَكْتُبَ فِيهَا كِتَابًا لَا يَضِلُّونَ بَعْدَهُ قَالَ فَخَالَفَ عَلَيْهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَتَّى رَفَضها

مسند احمد  - باقي مسند المكثرين – مسند جابر بن عبدالله  رقم الحديث 14199

هذه الرواية يرويها ولاول مرة جابر بن عبد الله وقد كانت الروايات السابقة من اختصاص ابن عباس , فهل يا ترى من جديد ؟

نحن على علم سابق ومن خلال الروايات السابقة أن عمر هو زعيم المخالفين والمعترضين على وصية الرسول ( ص ) ولكن جاء في هذه الرواية كلمة ( حتى رفضها ) هذه كلمة غامضة لم تخبرنا عن القائل هل هو عمر ؟ أم الرسول ؟ واذا كان القائل هو عمر فمن المعلوم من الكلمة التي سبقتها ان عمر رافض وصية النبي ( ص ) قلماذا التكرار ؟

ولعلنا ومن خلال الروايات التالية نعرف من هو القائل بهذه الكلمة ( حتى رفضها ) 0

 

 

من النسائي:

 

اخترنا من السنن الكبرى هذه الرواية :

 

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " دَعَا بِصَحِيفَةٍ فِي مَرَضِهِ لِيَكْتُبَ فِيهَا كِتَابًا لِأُمَّتِهِ لَا يَضِلُّونَ بَعْدَهُ وَلَا يُضِلُّونَ ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ لَغَطٌ " ، وَتَكَلَّمَ عُمَرُ فَتَرَكَهُ *

كتاب العلم – كتابة العلم في الصحف   دعا بصحيفة في مرضه ليكتب فيها لأمته لا يضلون  ح رقم 4736

 

وايضا هذه الرواية مثل سابقتها لم تأت بجديد بل أتت ايضا بكلمة غامضه وهي ( فتركه ) , فمن هو قائلها ؟ ما هو الشئ الذي تركه قائل هذه الكلمة ؟

يا ربي ما هذا الغموض ؟ انني مثل الذي يبحث عن سراب ولكن لن أيأس ان شاء الله رب العالمين0

 

الهيثمي :

 

اخترنا من مجمع الزوائد هذه الرواية :

عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتاباً لا يَضلون بعده ولا يُضلون‏.‏ وكان في البيت لغط فتكلم عمر بن الخطاب فرفضها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه أبو يعلى وعند رواية يكتب فيها كتاباً لأمته قال‏:‏ ‏"‏لا يَظلمون ولا يُظلمون‏"‏‏.‏ ورجال الجميع رجال الصحيح‏.‏

الهيثمي – مجمع الزوائد – ج4 ص 214

 

أخيرا وبحمد الله اهتدينا الى حل لغز القائل بهذه الكلمة ( حتى رفضها , فتركه ) اذ ورد في هذه الرواية من هو قائلها انه النبي الأكرم( ص ) اذ جاء فيها قول النبي بعد كلام عمر ( فرضها رسول الله ) 0

نعود مرة أخرى الى البحث عن الاجابة لهذين السؤالين :

ماسبب ما جرىيوم الخميس ؟ وما هي الوصية المنسية ؟

 

                            الطبقات الكبرى :

اخترنا من الطبقات الكبرى لابن سعد هذه الرواية :

أخبرنا محمد بن عمر حدثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال كنا عند النبي (ص) وبيننا وبين النساء حجاب فقال رسول الله (ص) اغسلوني بسبع قرب وأتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقال النسوة ائتوا رسول الله (ص) بحاجته قال عمر فقلت اسكتهن فإنكن صواحبه إذا مرض عصرتن أعينكن وإذا صح أخذتن بعنقه فقال رسول الله (ص) هن خير منكم .

ابن سعد  - الطبقات الكبرى   ج2 ص243

انظر أخي القارئ الى اعتراف عمر بن الخطاب في هذه الرواية التي يرويها بنفسه اذ يقول : بأنه كان عند النبي في بيته ولما استمعت النسوة من وراء الستر المهزلة التي حدثت من عمر واتباعه فالت النسوة أطيعوا أمر النبي ( ص ) وآتوه بالكتاب لكي يكتب لكم وصيته الاخيرة  , فما كان من عمر الا ان قال ببجاحة ليس لها نظير موجها خطابة للرسول الاعظم ( اسكتهن ) أي أسكت أزواجك , قد تقول اخي القارئ وما هو الدليل انهن أزواجه(ص)؟أقول لك ان عبارة (فانكن صواحبه اذا مرض عصرتن أعينكن واذا صح أخذتن بعنقه ) دليل قاطع بأنهن أزواج النبي (ص) , في الحقيقة أصابنتي الدهشة تلو الدهشة ها هو عمر يتجرأ على النبي بقول ما ورد في الروايات كلها وبسبب تجرؤه هذا أعطى الضوء الاخضر لاتباعه فقام هؤلاء بالتجرؤ على النبي ايضا , وهاهو عمر هذه المرة يتجرأ على أمهات المؤمنين ويحاول اسكاتهن بسبب اعتراضهن على افعاله الاجرامية في حق النبي ( ص ) فما كان من النبي ( ص ) ان دافع عنهن قائلا ( هن خير منكم ) ما معنى هذا ؟ معناه ان عمر لم يقول وحده هذا القول لازواج النبي بل اتباعه أيضا بدليل كلمة ( منكم ) , وفي الحقيقة صدق رسول الله ( ص ) في قوله ان ازواجه خير من عمر واتباعه لانهن كانوا من الطائعين لأمره بخلاف عمر واتباعه الذين خالفوا واختصموا وتنازعوا ولغطوا , ولكن هل كل ازواج النبي على طاعته ؟ وهل توجد روايات توضح لنا ذلك ؟

ربما من خلال الرويات التالية نجد اجابة لهذا السؤال بالاضافة الى الاجابة على الؤالين الحائرين 0

 

 

 

 

البيهقي :

 

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَلُمُّوا أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا " فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَاخْتَصَمُوا ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ . فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قُومُوا " قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ : إِنَّ الرَّزِيَّةَ ، كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ لِاخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرِهِ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ وَغَيْرِهِ , عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ

وَإِنَّمَا قَصَدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَا قَالَ التَّخْفِيفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُ ، قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ ، وَلَوْ كَانَ مَا يُرِيدُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ شَيْئًا مَفْرُوضًا ، لَا يَسْتَغْنُونَ عَنْهُ لَمْ يَتْرُكْهُ بِاخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ كَمَا لَمْ يَتْرُكْ تَبْلِيغَ غَيْرِهِ بِمُخَالَفَةِ مَنْ خَالَفَهُ ، وَمُعَادَاةِ مَنْ عَادَاهُ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ مَا حَكَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَبْلَهُ ، أَنْ يَكْتُبَ اسْتِخْلَافَ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ تَرَكَ كِتَابَتَهُ اعْتِمَادًا عَلَى مَا عَلِمَ مِنْ تَقْدِيرِ اللَّهِ تَعَالَى ، ذَلِكَ كَمَا هَمَّ بِهِ فِي ابْتِدَاءِ مَرَضِهِ حِينَ قَالَ : وَارَأْسَاهْ ، ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ لَا يَكْتُبَ وَقَالَ : يَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ ، ثُمَّ نَبَّهَ أُمَّتَهُ عَلَى خِلَافَتِهِ ، بِاسْتِخْلَافِهِ إِيَّاهُ فِي الصَّلَاةِ حِينَ عَجَزَ عَنْ حُضُورِهَا ، وَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ بِهِ رَفْعُ الْخِلَافِ فِي الدِّينِ ، فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَكْمَلَ دِينَهُ بِقَوْلِهِ : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ . . وَعَلِمَ أَنَّهُ لَا تَحْدُثُ وَاقِعَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا وَفِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيَانُهَا نَصًّا أَوْ دَلَالَةً . وَفِي نَصِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَمِيعِ ذَلِكَ فِي مَرَضِ مَوْتِهِ مَعَ شِدَّةِ وَعْكِهِ مِمَّا يَشُقُّ عَلَيْهِ ، فَرَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الِاقْتِصَارَ عَلَى مَا سَبَقَ بَيَانُهُ نَصًا أَوْ دَلَالَةً تَخْفِيفًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلِكَيْ لَا تَزُولَ فَضِيلَةُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالِاجْتِهَادِ فِي الِاسْتِنْبَاطِ ، وَإِلْحَاقِ الْفُرُوعِ بِالْأُصُولِ ، بِمَا دَلَّ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ عَلَيْهِ . وَفِيمَا سَبَقَ مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا اجْتَهَدَ الْحَاكِمُ فَأَصَابَ ، فَلَهُ أَجْرَانِ . وَإِذَا اجْهَتَدَ فَأَخْطَأَ ، فَلَهُ أَجْرٌ وَاحِدٌ " دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ وَكَّلَ بَيَانَ بَعْضِ الْأَحْكَامِ إِلَى اجْتِهَادِ الْعُلَمَاءِ ، وَأَنَّهُ أَحْرَزَ مَنْ أَصَابَ مِنْهُمُ الْأَجْرَيْنِ الْمَوْعُودَيْنِ ، أَحَدُهُمَا بِالِاجْتِهَادِ ، وَالْآخَرُ بِإِصَابَةِ الْعَيْنِ الْمَطْلُوبَةِ بِمَا عَلَيْهَا مِنَ الدَّلَالَةِ فِي الْكِتَابِ أَوِ السُّنَّةِ ، وَإِنَّهُ أَحْرَزَ مَنِ اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ أَجْرًا وَاحِدًا بِاجْتِهَادِهِ ، وَرَفَعَ إِثْمَ الْخَطَأِ عَنْهُ ، وَذَلِكَ فِي أَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ الَّتِي لَمْ يَأْتِ بَيَانُهَا نَصًا وَإِنَّمَا وَرَدَ خَفِيًّا . فَأَمَّا مَسَائِلُ الْأُصُولِ ، فَقَدْ وَرَدَ بَيَانُهَا جَلِيًّا ، فَلَا عُذْرَ لِمَنْ خَالَفَ بَيَانَهُ لِمَا فِيهِ مِنَ فَضِيلَةِ الْعُلَمَاءِ بِالِاجْتِهَادِ ، وَإِلْحَاقِ الْفُرُوعِ بِالْأُصُولِ بِالدَّلَالَةِ ، مَعَ طَلَبِ التَّخْفِيفِ عَلَى صَاحِبِ الشَّرِيعَةِ ، وَفِي تَرْكِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِنْكَارَ عَلَيْهِ فِيمَا قَالَ دَلِيلٌ وَاضِحٌ عَلَى اسْتِصْوَابِهِ رَأْيَهُ ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ *

البيهقي – دلائل النبوة – جماع أبواب غزوة تبوك

 

اخي القارئ اقرأ جيدا ماذا قال البيهقي مدافعا عن عمر بن الخطاب (وَإِنَّمَا قَصَدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِمَا قَالَ التَّخْفِيفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُ ، قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ ) وهنا يتبادر لدينا عدة أسئلة  : هل الذي يريد التخفيف على النبي يرمية بالهجر ؟ هل من الأدب مخالفة النبي ؟ هل استحسن النبي موقف عمر ؟ الاجابة : ان عمر لم يقصد التخفيف على النبي بل قصد اهانة النبي ورميه بالهجر والهذيان وسانده في ذلك شيعته فحدث الاختلاف واللغط والاختصام  بين الفئة الطائعة للنبي وبين عمر وفئته  , وهذا حدث بسبب تصميم عمر وشيعته على منع النبي من كتابة وصيته 0

ويقول البيهقي ايضا مدافعا عن عمر ::

(وَلَوْ كَانَ مَا يُرِيدُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ شَيْئًا مَفْرُوضًا ، لَا يَسْتَغْنُونَ عَنْهُ لَمْ يَتْرُكْهُ بِاخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ

وهل جعل ربنا سبحانه وتعالى وصيا على النبي حتى يتفوه عمر بن الخطاب بمثل ما تفوه به , وهل هو اعلم من النبي ؟

ويقول :

(وَإِنَّمَا أَرَادَ مَا حَكَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَبْلَهُ ، أَنْ يَكْتُبَ اسْتِخْلَافَ أَبِي بَكْرٍ ) هذا قول وادعاء البيهقي والرد على هذا الهراء بقول واحد لا اكثر : وهل عمر  يرفض خلافة ابي بكر حتى يقوم بما قام به ضد النبي ؟ من المعلوم ان عمر بن الخطاب كان السبب في السقيفة ولا ننسى يوم ان مات النبي فقال عمر بأنه لم يمت وهو يعلم يقينا بأن النبي مات الا انه اراد تأجيل اعلان نبأ الوفاة حتى يأتي أبو بكر من بيته بالسنح ويقومون بتنفيذ الخطة المتفق عليها منذ ان قال عمر ان النبي يهجر , تلك الخطة التي أختير بشانها وقتا ( ساعة الصفر ) مناسبا لتنفيذها وفي الحقيقة كان الوقت المختار مناسبا لدرجة بالغة وهو الوقت ما بين وفاة النبي ودفنه , اذن فمسألة أن الرسول أراد كتابة الوصية لابي بكر مسألة لا محل لها من الاعراب , فعمر بن الخطاب هو الصديق الوفي لابي بكرفهو من أشد الموافقين لخلافته  0

ان  دفاع البيهقي عن عمر وما استدل به على دفاعه هو ما تشدق به علماء السنة قديما وحديثا

 

 

ابن تيمية :

وسئلت من كان رسول الله (ص) مستخلفا لو استخلف قالت أبو بكر فقيل لها ثم من بعد أبي بكر قالت عمر قيل لها ثم من بعد عمر قالت أبو عبيدة عامر بن الجراح ثم انتهت إلى هذا ، وأما عمر فاشتبه عليه هل كان قول النبي (ص) من شدة المرض أو كان من أقواله المعروفة والمرض جائز على الأنبياء ولهذا قال ماله أهجر فشك في ذلك ولم يجزم بأنه هجر والشك جائز على عمر فإنه لا معصوم إلا النبي (ص) لا سيما وقد شك بشبهة فإن النبي (ص) كان مريضا فلم يدر أكلامه كان من وهج المرض كما يعرض للمريض أو كان من كلامه المعروف الذي يجب قبوله وكذلك ظن أنه لم يمت حتى تبين أنه قد مات والنبي (ص) قد عزم على أن يكتب الكتاب الذي ........

انظر اخي الكريم الى زعم ابن نيمية اذ يخبر عن عائشة انها سئلت عن من الذي استخلفه النبي من بعده فقالت ابو بكر ثم عمر ثم ابو عبيدة 0

ان شاء الله تعالى سأرد على هذا الهراء حينما اتحدث عن السقيفة 0

ولكننا بصدد الحديث عن الرزية , فهل يا ترى أتت رواية ابن تيمية بجديد ؟

نعم فقد اعترف ابن تيمية ان عمر قال ( ما له أهجر ) ولكنه لم يعترف بأنه قالها صراحة ( هجر ) ولكننا من خلال الروايات  السابة ومن خلال تعليقاتي عليها قد توصلنا الى ان قائل كلمة ( هجر  , وماله أهجر , وما شأنه أهجر ) هو عمر بن الخطاب ومن بعد اتباعه 0

 

 

وفي فتح الباري في شرح البخاري :

 

وقال النووي ‏:‏ اتفق قول العلماء على أن قول عمر ‏‏ حسبنا كتاب الله ‏‏من قوة فقهه ودقيق نظره، لأنه خشي أن يكتب أمورا ربما عجزوا عنها فاستحقوا العقوبة لكونها منصوصة، وأراد أن لا ينسد باب الاجتهاد على العلماء‏

ابن حجر- فتح الباري – ج8 ص102

 

انظر اخي القارئ الى قول النووي مدافعا عن عمر ولا تعليق , ألا لعنة الله على الظالمين 0

لم توصلنا روايات الرزية الى الاجابة عن السؤالين اللذين لا زلت أبحث لهما عن اجابة , أخذت أسبق الزمن أبحث آناء الليل وأطراف النهار عن اجابة لهما : ماسبب ما جرى يوم الخميس , وما هي الوصية المنسية ؟ ولكن دون جدوى ولكن لم يتملك اليأس مني وحمدت الله على ما توصلت اليه من معلومات قيمة كشفت لي عن حقائق لم أكن أدري عنها شيئا وهي عن الصحابة الذبن طالما ترضينا عنهم ولكن بعدما توصلت الى حقيقتهم وأخلاقيتهم مع الرسول وخاصة في آخر لحظات حياته صدر القرار من جانبي بتحريم الترضي عليهم الا بعد التأكد من اخلاصهم للنبي ( ص )  ومنذ ذلك الحين ابتعدت عن الصحابة حيث أنني عرفت بأنهم ليسوا أهلا للاقتداء بهم وخاصة عمر بن الخطاب , ان نظرية عدالة الصحابة اصبحت في نظري حبرا على ورق لا اساس لها من الصحة بسبب ما حدث يوم الخميس , كانت رزية يوم الخميس هي المحطة الاولى التي جعلتني أفكر وبجدية في ترك المذهب السني نهائيا وعدم اتباع أي مذهب الا عن بصيرة ويقين , ان رزية يوم الخميس كشفت لي الكثير والكثير ويعلم الله تعالى كم عانيت من جراء ما حدث في بيت النبي وبين يديه , ان الصدمة في الصحابة هي التي أدت الى رفضي اتباع مذهبهم لانه كيف اتبع مذهب من أساءوا للنبي الاعظم ؟ كيف ؟

أخي القارئ لقد تجردت من الاتباع لأي مذهب ولكن مع ذلك لن أنسى البحث عن الاجابة للسؤالين , أسأل الله تعالى التوفيق والهداية الى الاجابة عنهما لانني أشعر بأهمية ذلك الشئ المجهول الذي بشأنه حدث ما حدث يوم الخميس 0

يارب , يا عظيم , يا مجيب الدعاء اهدي عبدك الى الحق , اللهم أسألك بحق نبيك الكريم وبحق كتابك العظيم أن تححق رجائي . اللهم أمين , وصل الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين 0

 

 

 

والان ننتقل الى مبحث آخر فيما يتعلق بحديث الاعتصام بالكتاب والسنة لكي نرى ما اذا كان حديثا صحيحا أم ضعيف 0