فصل:
الاول | قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
| فهرس عناوين الكتب
|
|
المقدمـة الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الميامين. وبعد.. خلق الله الخلق وهو غني عنهم، لم يرد منهم رزقاً ولا طعاماً؛ ولا استعان بهم من ضعف، ولا استقوى بهم على عدو سبحانه، وهو الغني الحميد. إنما خلقهم ليرحمهم، وأمرهم ليعبدوه، فإذا عبدوه زادهم فضلاً منه ورحمة. وإن من أبرز تجليات العبادة الدعاء، فإنه وسيلة رحمة الرب لعباده. والله يسمع دعاء كل داع، وبأية لغة، وحتى بلا لغة. فإذا توجه العبد إليه نظر إليه نظر رحمة، ولكن الدعاء بما جاء في مصادر الوحي (الكتاب والسنة) أبلغ أثراً وأنفذ، لأنه من تعليم الرب سبحانه لعباده، ولأنه يحتوي على مضامين عالية، فيها كنوز المعارف الإلهية، وركائز الخلق الفاضل، وأدب اللغة المناسبة للتحدث مع الرب سبحانه وتعالى. من هنا، فقد توكلت على الله لجمع منظومة من كلمات القرآن في الدعاء، والأدعية المأثورة عن النبي وأهل بيته عليه وعليهم السلام استهدفت منها بعد ابتغاء مرضاة الرب الأمور التالية: ألف: أن تكون أنيس المؤمنين في حلهم وترحالهم، ووسيلة تضرعهم الى ربهم. باء: أن يكون المؤمنون حاضرين أبداً في رحاب ربهم بالدعاء، فلا يكون الدعاء مخصوصاً بوقت دون آخر، وموقع دون غيره . من هنا فقد ذكرت الأدعية المأثورة في مواطن معينة أو أوقات محددة، لكي يدعى بها دائماً مادامت مضامينها عامة. وقد وصّى بعض علمائنا عند ذكر الأدعية المخصوصة بأوقات معينة بتلاوتها دائماً لما فيها من معاني رفيعة ولما في أدلة السنن من تسامح وبقصد الرجاء المطلق. أسال الله العلي القدير أن يمن علينا جميعاً بتوفيق التكلم معه عبر الدعاء، وأن يتقبل منا اليسير ويتفضل علينا بالفضل الجزيل، وأن ينفع بهذا الوجيز مؤلفه والذين تعاونوا معه فيه والقراء الكرام يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم. محمد تقي المدرسي 15 رجب 1423هـ
|
|
فصل:
الاول | قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
| فهرس عناوين الكتب
|