الصحيفة الصادقية

الطول ، لا إله إلا أنت إليك المصير ، وسعت رحمتك كل شئ ،

وبلغت حجتك ، ولا معقب لحكمك ، وأنت تيب سائلك ، أنت الذي

لا رافع لما وضعت ، ولا واضع لما رفعت ، أنت الذي ثبت كل شئ

بحكمك ، ولا يفوتك شئ بعلمك ، ولا يمتنع عنك شئ ، أنت الذي لا

يعجزك هاربك ، ولا يرتفع صريعك ولا يحيا قتيلك ، أنت علوت

فقهرت ، وملكت فقدرت ، وبطنت فخبرت ، وعلى كل شئ ظهرت ،

علمت خائنة الاعين ، وما تخفي الصدور ، وتعلم ما تحمل كل أنثى وما
تضع ، وما تغيض الارحام ، وما تزداد ، وكل شئ عندك بمقدار ، أنت
الذي لا تنسى من ذكرك ، ولا تضيع من توكل عليك ، أنت الذي لا

يشغلك ما في جو أرضك عما في جو سمائك ، ولا يشغلك ما في جو

سماواتك عما في جو أرضك ، أنت الذي تعززت في ملكك ، ولم

يشركك أحد في جبروتك ، أنت الذي علا كل شئ ، وملك كل شئ

أمرك ، أنت الذي ملكت الملوك بقدرتك ، واستعبدت الارباب بعزتك ،

وأنت الذي قهرت كل شئ بعزتك ، وعلوت كل شئ بفضلك ، أنت

الذي لا يستطاع كنه وصفك ، ولا منتهى لما عندك ، أنت الذي لا يصف
الواصفون عظمتك ، ولا يستطيع المزائلون تحويلك ، أنت شفاء لما في
الصدور ، وهدى ورحمة للمؤمنين ، أنت الذي لا يحيفك سائل ، ولا
ينقصك نائل ، ولا يبلغ مدحتك مادح ، ولا قائل ، أنت الكائن قبل كل

شئ ، والمكون لكل شئ ، والكائن بعلة كل شئ ، أنت الواحد

الصمد الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، ولم يتخذ صاحبة
ولا ولدا ، السموات ومن فيهن لك ، والارضون ومن فيهن لك ، وما

بينهن ، وما تحت الثرى ، أحصيت كل شئ (عددا) ، وأحطت به

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة