الصحيفة الصادقية

بأمرك ، لا يخاف فيك لومة لائم ، وباعد فيك الاقربين ، وقرب فيك
الابعدين ، وأمر بطاعتك ، وأئتمر بها سرا وعلانية ، ونهى عن معصيتك ،
وأنتهى عنها سرا وعلانية ، مرضيا عندك ، ودل على محاسن الاخلاق
وأخذ بها ، ونهى عن مساوئ الاخلاق ورغب عنها ، وولى أولياء‌ك
الذين تحب أن يوالوا قولا وعملا ، ودعا إلى سبيلك بالحكمة والموعظة
الحسنة ، وعبدك مخلصا حتى أتاه اليقين ، فقبضته إليك ، نقيا تقيا زكيا ،
قد أكلمت به الدين ، وأتممت به النعمه ، وظاهرت به الحجج ، وشرعت
به شرائع الاسلام ، وفصلت به الحلال والحرام ، ونهجت به لخلقك
صراطك المستقيم ، وبنيت به العلامات والنجوم ، التي بها يهتدون (1)
ولم تدعهم بعده في عمياء يعمهون ، ولا شبهة يتيهون ، ولم تكلهم إلى
النظر لانفسهم ، في دينهم بآرائهم ، ولا التخير منهم بأهوائهم ، فيتشعبون

في مدلهمات البدع ، ويتحيرون في مطبقات الظلم ، وتتفرق بهم

السبل ، فيما يعلمون ، وفيما لا يعلمون .

وأشهد ، أنه تولى من الدنيا راضيا عندك ، مرضيا عندك ، محمودا
عند ملائكتك المقربين ، وأنبيائك المرسلين ، وعبادك الصالحين ، وأنه
كان غير لئيم ، ولا ذميم ، وأنه لم يكن ساحرا ، ولا يسحر له ، ولا
شاعرا ، ولا يشعر له ، ولا كاهنا ، ولا يكهن له ، ولا مجنونا ، ولا
كذابا ، وأنه كان رسول الله صلى الله عليه وآله ، وخاتم النبيين ، وسيد

المرسلين .

وأشهد ، أن الذين كذبوه ذائقوا العذاب الاليم ، وأشهد أنك به


(1) اراد بالنجوم : أئمة أهل البيت هداة هذه الامة ، وقادتها في قضاياها الاسلامية .(*)

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة