الصحيفة الصادقية

" الحمد لله ولي الحمد ، وأهله ومنتهاه ومحله ، أخلص من

وحده ، واهتدى من عبده ، وفاز من أطاعه ، وأمن المعتصم به .

اللهم ، ياذا الجود والمجد ، والثناء الجميل والحمد ، أسألك

مسألة من خضع لك ، برقبته ، ورغم لك أنفه ، وعفر لك وجهه ، وذلل

لك نفسه ، وفاضت من خوفك دموعه ، وترددت عبرته ، واعترف لك

بذنوبه ، وفضحته عندك خطيئته ، وشانته عندك جريرته ، وضعفت عند
ذلك قوته ، وقلت حيلته ، وأنقطعت عنه أسباب خدائعه ، وأضمحل عنه
كل باطل ، وألجأته ذنوبه إلى ذل مقامه بين يديك ، وخضوعه لديك ،
وابتهاله إليك ، أسألك اللهم ، سؤال من هو بمنزلته ، أرغب إليك كرغبته

وأتضرع إلى كتضرعه ، وابتهل إليك كأشد ابتهاله .

اللهم ، فارحم اسكتانة منطقي ، وذل مقامي ومجلسي ،

وخضوعي إليك برقبتي ، أسألك اللهم الهدى من الضلالة ، والبصيرة من
العمى ، والرشد من الغواية ، وأسألك اللهم ، أكثر الحمد عند الرضاء ،

وأجمل الصبر عند المصيبة ، وأفضل الشكر عند موضع الشكر ،

والتسليم عند الشبهات ، وأسألك القوة في طاعتك ، والضعف عن

معصيتك ، والهرب إليك منك ، والتقرب إليك ربي لترضى ، والتحري

لكل ما يرضيك عني ، في إسخاط خلقك ، إلتماسا لرضاك ، رب من

أرجوه إن لم ترحمني ، أو من يعود علي إن أقصيتني ، أو من ينفعني عفوه
إن عاقبتني ، أو من آمل عطاياه إن حرمتني ، أو من يملك كرامتي إن
أهنتني ، أو من يضرني هوانه إن أكرمتني ، رب ما أسوأ فعلي ، وأقبح

عملي ، وأقس قلبي ، وأطول أملي ، وأقصر أجلي ، وأجرأني على

عصيان من خلقني ، رب ما أحسن بلاء‌ك عندي ، وأظهر نعماء‌ك علي ،

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة