(... - 850 هـ)
الشيخ مغامس بن داغر الحلّي، شاعرٌ فاضل خطيب من اب فاضل خطيب.
ولد في إحدى ضواحي الحلة، ولمّا كبر هبطها لطلب العلم فلم يبارحها حتى قضى نحبه فيها في حدود 850 هـ/ 1446 م.
وله في أمير المؤمنين قوله:
حيّا إلالـه كتيبة مرتادها * * * يطوى له سهل الفلا ووهادها
قصدت أمير المؤمنين بقبّة * * * يبنى على هام السماك عمادُها
وفدت على خير الانام بحضرة * * * عند الاله مكرَّمٌ وُفّادها
حتّى قال:
فترى هناك أخا النبيِّ محمّد * * * وعليه من جهد البَلاء جلادها
عضد النبيَّ الهاشميَّ بسيفه * * * حتى تقطَّع في الوغى أعضادها
واخاه دونهمُ وسدَّ دُوينه * * * أبوابهم فتّاحها سدّادها
وحباه في (يوم الغدير) ولايةً * * * عام الوداع وكلّهم أشهادها
فغدا به (يوم الغدير) مفضَّلاً * * * بركاته ما تنتهي أعدادها
قبلت وصيَّة أحمد وبصدرها * * * تخفى لال محمَّد أحقادها
حتى إذا مات النبيُّ فأظهرت * * * أضغانها في ظلمها أجنادها
وله أيضاً:
أمَّا النبيُّ فخانه من قومه * * * في أقربيه مجانبٌ وصحيبُ
ونسوا رعاية حقِّه في حيدر * * * في «خمَّ» وهو وزيره المصحوبُ
فأقام فيهم برهة حتى قضى * * * في الغيظ وهو بغيظهم مغضوبُ
(... - 860 هـ)
الشيخ فخر الدين احمد بن الشيخ محمد بن عبدالله الرفاعي السبعي الاحسائي، عالم فاضل وأديب شاعر، ولد في الاحساء وبها نشأ ثم هاجر الى النجف الاشرف لتحصيل العلوم الدينيّة والى غيرها من المراكز العلميّة العريقة فحصل على درجة علميّة مرموقة وله في ذلك بعض الاثار حتى عام 840 هـ حيث غادر بعد ذلك الى الهند وتوطن فيها حتى توفّي حوالي عام 860 هـ/ 1456 م أو قبل ذلك، وله مؤلّفات واجازات من اساتذته ومعاصريه، كما له شعرٌ كثيرٌ في أهل البيت (عليهم السلام).
وممّا يُروى من شعره تخميسٌ لقصيدة الشيخ رجب البرسي المشهورة في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) كما روي نفس هذا الشعر أيضاً لمحمّد السبعي الحلّي وقد أوردناه في محلّه، ومنه قوله:
أعيت صفاتُكَ أهلَ الرَّأي والنَّظر * * * وأوردَتهم حياضَ العجز والخطر
أنت الذي دَقَّ معناه لِمُعتبر * * * يا آية الله بل يا فتنة البشر
وحجة الله بل يا منتهى القدر وينسب اليه أيضاً قصيدة مطلعها:
أطَلَّتْ والدجى وحفُ الجناح * * * فاشرقَ نورها حتَّى الصباحِ
ويقول:
وحيَّ على الفلاح بمدح قوم * * * هم أولاد حيَّ على الفلاح
أولاك أحبتي ولهم ودادي * * * ومن بهم غداً أرجو نجاحي
أولاك أعزُّ من ركبَ المطايا * * * ومن هو في الوغا شاك السلاح
أولئكِ خيرُ من منح العطايا * * * وأنْدا الناس كفاً في السَّماح
أبوهم من علمت وليس يخفى * * * عليك النور يشرق من براح
له السبق المجلَّى في المعالي * * * له القدح المعلَّى في القداح
ذُعاف الخيل طلاَّع الثَّنايا * * * الى الاعداء بالحتف المتاح
مُروِّي البيض والسمر العوالي * * * من الفرسان في يوم الكفاح
ويقري العاسلات بكلّ يوم * * * بقصد فيه معتدل الرماح
ويسري في دجنَّةِ كل خطب * * * فيجلو مه مسودّ الجناح
ويمسي كفه بالتبر تهمي * * * على العافي بانواء سحاح
أمير المؤمنين وما يُسمّى * * * بها إلاّكَ من أهل الصَّلاح
مدحتك يا أمينَ أمين ربي * * * ولست بسامع تفنيد لاحي
فان كنت الشفيع الى إلهي * * * فما أخشى ذنوبي واجتراحي
فأحسن يا أبا احسن خلاصي * * * اذا ما خفت يوم الافتضاح
عليك الله صلّى ما تسامت * * * عذافرةٌ الى خير البطاح
وما حدت الحداة لها وحنَّت * * * بألحان مرجَّعة فصاح
وتسليمي عقيب صلاة ربي * * * عليك به ختامي وافتتاحي
(... - 900 هـ)
ابو الحسن محمد بن حمّاد الحلّي، فاضلٌ مؤلف وأديبٌ كاتب، ولد في الحلّه الفيحاء ونشأ بها ونهل من حركتها العلميّة والادبيّة وهو معاصر لزميله الخلعي (وهو غير الخليعي) وقد عارضه وجاراه في ما قاله من قصيد، توفّي في حدود 900 هـ/ 1464 م، وله في أهل البيت (عليهم السلام) شعر كثير.
ومنه قوله في مطلع:
ما ضرّ عهد الصبا لو أنه عادا * * * يوماً فزوّدني من طيبه زادا
حتى قوله:
سبحانه واصطفى من خلقه حججاً * * * مطهرين من الادناس أمجادا
مثل النجوم التي زان السماء بها * * * كذاك ميزهم للارض أوتادا
أعطاهم الله ما لم يعطه أحداً * * * فاصبحوا في ظِلال العزّ أوحادا
محمد وعليٌّ، خير مبتعث * * * وخير هاد لمن قد رام إرشادا
والصادقون أُولو الامر الذين لهم * * * حكم الخليقة إصداراً وإيرادا
آل الرسول وأولاد البتول همُ * * * خيرُ البرية آباء وأولادا
أعلى الخليقة همّات وأطهر أُمّـ * * * ـات واكرم آباءَ وأجدادا
سرج الظلام اذا ما الليل جنهم * * * قاموا قياما لوجه الله عبّادا
اما عليٌّ فنور الله جلّ فهل * * * يسطيع خلق لنور الله إخمادا
واخى النبي وواساه بمهجته * * * وما ونى عنه اسعافا واسعادا
هو الجواد أبو الاجواد وابنهم * * * وهكذا تلد الاجواد أجوادا
ما قال لا قط للعاني نداه ولا * * * لكل من جاءه للعلم مرتادا
يجدي ويسدي ويغني كف سائله * * * يداً فان عاد في استيجاده زادا
يعد ميعاده بخلاً فلست ترى * * * دون العطاء له بالجود ميعادا
يلتذّ بالجود حتى انّ سائله * * * لو سامه نفسه جوداً بها جادا
مَن كان بادر في بدر سواه وما * * * ان حاد في يوم احد كالذي حادا
مَن قدَّ عمرو بن ودّ في النزال ومَن * * * اضحى لعمرو بن عبد القيل مقتادا
ان جرّد السيف في الهيجاء عوّضه * * * من الغمود رؤوس الصيد اغمادا
سيد أقام عمود الدين قائمه * * * ضرباً وقوّم ما قد كان ميّادا
ترى المنايا له يوم الوغى خدماً * * * بعون ربك والاملاك أجنادا
واليته مخلصاً لا أبتغي بدلاً * * * منه ولست ابالي كيد مَن كادا
يا سيدي يا امير المؤمنين ومَن * * * بحبه طبت اعراقا وميلادا
يا خير مَن قام يوماً فوق منبره * * * وخير مَن مسكت كفّاه أعوادا
مَن كان اكثر اهل الارض منقبة * * * يكون اكثر اهل الارض حسّادا
كسرت أصنامهم بالامس فاعتقدت * * * منها لك الدهر اضغاناً واحقادا
فصار حبّك ايماناً وتبصرة * * * وصار بغضك كفراناً والحادا
وقوله في مطلع آخر:
النوم بعدكمُ عليَّ حرامُ * * * مَن فارق الاحباب كيف ينامُ
حتى قال:
وهمُ عماد الدين والدنيا وهم * * * للحق ركن ثابت وقوام
منهم أمير النحل والمولى الذي * * * هو للشريعة معقل ونظام
وهو الامام لكل من وطئ الحصا * * * بعد النبي وما عليه امام
يغني العفاة عن السؤال تكرّماً * * * فينيلهم اضعاف ما قد راموا
أمواله للسائلين غنيمة * * * وله بأخذهم لها استغنام
واذا تحزّم للبراز تقطعت * * * ايدي الحروب فما يشدّ حزام
واذا انتضى اسيافه في مأزق * * * فغمودهن من الكماة الهام
واذا رنا نحو الشجاع بطرفه * * * فلحاظه في لُبّتيه سهام
واذا الحروب توقَّدت نيرانها * * * ولها بآفاق السماء ظلام
فالبيض شمس والاسنة أنجم * * * والنقع ليل فوقهن ركام
حتى اذا ما قيل حيدرة أتى * * * خفتوا فلم يسمع هناك كلام
لا يملكون تزيّلاً عنه كأن القوم * * * لم تخلق لها اقدام
وكأن هيبته قيود عداته * * * لا خلف ينجيهم ولا قدّام
رجل يحبُّ الله وهو يحبّه * * * فعليه منه تحية وسلام
كانت هدايا الله تأتيه بها * * * منه ملائكة عليه كرام
تفنى الصفات وليس يدرك فضله * * * وتضلّ دون بلوغه الاوهام
واليته وبرئت من أعدائه * * * أفهل عليَّ بما فعلت ملام
(... - 905 هـ)
الشيخ تقي الدين إبراهيم ابن الشيخ زين الدين علي ابن الشيخ بدر الدين الحارثي الهمداني الخارفي العاملي الكفعمي اللويزي الجبعي شاعر وفقيه عالم فاضل، غني عن الترجمة والبيان. فمصباحه والبلد الامين - اللذان هما من أهم مراجع الادعية - جعلا منه أشهر من نار على علم، فضلاً عن مكانته وعلميته، وعن باقي مؤلفاته.
يتصل نسبه بالتابعي الجليل الحارث بن عبد الله الاعور الهمداني أحد فقهاء الشيعة وأتباع مدرسة التشيع، توفي في العام 905 هـ/ 1500 م.
وله في يوم الغدير قوله:
هنيئاً هنيئاً ليوم الغدير * * * ويوم الحبور ويوم السّرورِ
ويوم الكمال لدين الاله * * * وإتمام نعمة ربّ غفورِ
ويوم الامارة للمرتضى * * * أبي الحسنين الامام الاميرِ
ويوم الخطابة من جبرئيل * * * بتقدير ربِّ عليم قديرِ
ويوم اشتراط ولاء الوصيِّ * * * على المؤمنين بيوم الغديرِ
ويوم الولاية في عرضها * * * على كلّ خلق السَّميع البصيرِ
عليّ الوصيّ وصيّ النبيِّ * * * وغوث الوليِّ وحتف الكفورِ
أمان البلاد وساقي العباد * * * بيوم المعاد بعذب نميرِ
وكم نصر الدّين في معرك * * * بسيف صقيل وعزم مريرِ
وستّاً وعشرين حرباً رآى * * * مع الهاشميِّ البشير النّذيرِ
أمير السَّرايا بأمر النبيِّ * * * وليس عليه بها من أميرِ
وله اُرجوزة تنوف على 120 بيتاً يذكر فيها ما يستحبُّ صومه من الايّام، توجد في مصباحه أوّلها:
ألحمد لله الّذي هداني * * * إلى طريق الرّشد والايمان
ثمَّ صلاة الله ذي الجلال * * * على النبيِّ المصطفى والال
ومنها:
وبعده يوم غدير خمِّ * * * ثامن عشر منه فأتبع نظمي
فيه أتى النصُّ عن النبيِّ * * * على الامام المرتضى عليِّ
حقّاً وفيه كمل الاسلامُ * * * وفضله لم تحصِهِ الاقلامُ
فصومه يعدل صوم الدَّهرِ * * * فهذه السَّبعة(1) صُم عن أمرِ
(... - 920 هـ)
أبو أحمد محمد بن عبدالله بن حسن السبعي البحراني الحلي، فاضل مؤلّف وأديب شاعر، زار العتبات المقدّسة وسكن الحلّة أيّام مجدِها طالباً للعلم فأصبح عالماً فاضلاً فقيهاً جليلاً وتلمذ على ابن المتوّج البحراني، وله شروح وتعليقات علميّة وأدبيّة وشعرٌ كثيرٌ في أهل البيت (عليهم السلام)، توفّي سنة 920 هـ/ 1514 م.
وله هذا التخميس لقصيدة الشاعر الشيخ رجب البرسي المار ذكره كما نُسب الى أحمد السبعي أيضاً:
أعيت صفاتك أهل الرأي والنظرِ * * * وأوردتهم حياض العجز والخطرِ
أنت الذي دق معناه لمعتبرِ * * * يا آية الله بل يا فتنة البشرِ
وحجة الله بل يا منتهى القدرِ عن كشف معناه ذو الفكرالدقيقوهَنْ * * * وفيك رب العلا أهل العقول فَتَنْ
أنى بحدّك يا نور الاله فطنْ * * * يا من اليه إشارات العقول ومنْ
فيه الالبّاء تحت العجز والخطرِ ففي حدوثك قوم في هواك غووا * * * إن أبصروا منك أمراً معجزاً فغلوا
حيرت أذهانهم يا ذا العلام فعلوا * * * هيمت أفكار ذي الافكار حين رأوا
آيات شأنك في الايام والعصرِ أوضحت للناس أحكاماً محرفةً * * * كما أتيت أحاديث مصحفةً
انت المقدم اسلافاً وسالفةً * * * يا أولاً آخراً نوراً ومعرفةً
يا ظاهراً باطناً في العين والاثرِ يا مطعم القرص للعافي الاسير وما * * * ذاق الطعام وأمسى صائماً كرما
ومرجع القرص إذ بحر الظلام طما * * * لك العبارة بالنطق البليغ كما
لك الاشارة في الايات والسورِ أنوار فضلك لا تطفى لهن عدا * * * مما يكتمه أهل الضلال بدا
تخالفت فيك أفكار الورى أبدا * * * كم خاض فيك اناس وانتهى فغدا
معناك محتجباً عن كل مقتدرِ لولاك ما اتسقت للطهر ملتُه * * * كلا ولا اتضحت للناس شرعتُه
ولا انتفت عن أسير الشك شبهتُه * * * أنت الدليل لمن حارت بصيرتُه
في طي مشتبكات القول العبرِ أدركت مرتبة ما الوهم يدركُها * * * وخضت من غمرات الحرب مهلكُها
مولاي يا مالك الدنيا وتاركُها * * * أنت السفينة مَن صدقاً تمسّكُها
نجا ومن حاد عنها خاض في الشررِ من نور فضلك ذو الافكار مقتبسُ * * * ومن معالم ربّ العلم مختلسُ
لولا بيانك أمر الكل ملتبسُ * * * فليس قبلك للافكار ملتمسُ
وليس بعدك تحقيق لمعتبرِ جاءت بتأميرك الايات والصحفُ * * * فالبعض قد آمنوا والبعض قد وقفوا
لولاك ما اتفقوا يوماً ولا اختلفوا * * * تفرق الناس إلا فيك وائتلفوا
فالبعض في جنَّة والبعض في سقرِ خير الخليقة قوم نهجك اتبعتْ * * * وشرّها مَن على تنقيصك اجتمعتْ
وفرقة أولت جهلاً لما سمعتْ * * * فالناس فيك ثلاث فرقة رفعتْ
وفرقة وقعت بالجهل والقذرِ يا ويحها فرقة من كان يمنعُها * * * لو أنها اتبعت ما كان ينفعُها
يا فرقة غيّها بالشوم موقعُها * * * وفرقة وقعت لا النور يرفعُها
ولا بصائرها فيها بذي عورِ بعظم شأنك كل الصحف تعترفُ * * * ومن علومك رب العلم يغترفُ
لولاك ما اصطلحوا يوماً وما اختلفوا * * * تصالح الناس إلا فيك واختلفوا
إلا عليك وهذا موضع الخطرِ جائت بتعظيمك الايات والسورُ * * * فالبعض قد آمنوا والبعض قد كفروا
والبعض قد وقفوا جهلاً وما اختبروا * * * وكم أشاروا؟ وكم أبدوا؟ وكم ستروا؟
والحق يظهر من باد ومستترِ أقسمت بالله باري خلقنا قسما * * * لولاك ما سمّك الله العلي سما
يا من له اسم بأعلى العرش قد رسما * * * أسماؤك الغر مثل النيّرات كما
صفاتك السبع كالافلاك ذي الاكرِ انت العليم اذا رب العلوم جهلْ * * * إذ كل علم فشا في الناس عنك نُقِلْ
وأنت نجم الهدى تهدي لكل مضِلّْ * * * وولدك الغر كالابراج في فلك الْ
معنى وانت مثال الشمس والقمرِ أئمة سور القرآن قد نطقتْ * * * بفضلهم وبهم طرق الهدى اتسقتْ
طوبى لنفس بهم لا غيرهم وثقتْ * * * قومٌ هم الال آل الله من علقتْ
بهم يداه نجى من زلة الخطرِ عليهم محكم القرآن قد نزلا * * * مفصّلاً من معاني فضلهم جملا
هم الهداة فلا تبغي لهم بدلا * * * شطر الامانة معراج النجاة إلى
أوج العلوم وكم في الشطر من غيرِ بلطف سرك موسى فجّر الحجرا * * * وأنت صاحبه إذ صاحب الخضِرا
وفيك نوح نجا والفلك فيه جرا * * * يا سرّ كل نبي جاء مشتهرا
وسرّ كل نبي غير مشتهرِ يلومني فيك ذو جهل أخو سفهِ * * * ولا يضر محقّاً قول ذي شبهِ
ومن تنزه عن ندٍّ وعن شبهِ * * * اجلُّ وصفك عن قدر لمشتبهِ
وانت في العين مثل العين في الصورِ
(918 - 984 هـ)
عز الدين الشيخ حسين بن عبد الصمد بن شمس الدين الحارثي الهمداني العاملي الجبعي، فاضل اديب، والد الشيخ البهائي. ولد سنة 918 هـ/ 1512 م. وهو من نسب الحارث الهمداني صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام)، ذلك الرجل العظيم الذي يخاطبه أمير المؤمنين بقوله: يا حارِ همدان من يمت يرني......
له مؤلفات جمة نافت على العشر، توفي عام 984 هـ/ 1576 م.
وله في أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله:
إلى مَ أُلامُ وأمري شهيرْ * * * واشفق من كلِّ نذل حقيرْ
وحبّي النبيَّ وآل النبيِّ * * * وقوليَ بالعدل نعم الخفيرْ
لانّي اُنادي لدى النّائبا * * * ت والخوف من أنَّ ذنبي كبيرْ
أخا المصطفى وأبا السيّدين * * * وزوج البتول ونجل الظهيرْ
ومحبوب ربٍّ حميد مجيد * * * وخير نبيّ بشير نذيرْ
ونور الظّلام وكافي العظام * * * ومولى الانام بنصِّ الغديرْ
مجلّي الكروب عليم الغيوب * * * نقيَّ الجيوب بقول الخبيرْ
(... - 1001 هـ)
الشيخ داود بن محمد بن أبي طالب الشهير بابن أبي شافين البحراني، شاعرٌ فاضل، فهو في الشعر ابن بجدته وفي الفضائل المجلي، توفي عام 1001 هـ/ 1593 م.
وله في يوم الغدير قصيدة زهاء الـ 500 بيت نأخذ منها موضع الحاجة وهي قوله:
أجلُّ مصابي في الحياة وأكبرُ * * * مصابٌ له كلُّ المصائب تصغرُ
إلى أن قال فيها:
وسار النبيُّ الطّهر من أرض مكّة * * * وقد ضاق ذرعاً بالّذي فيه أضمروا
ولمّا أتى نحو (الغدير) برحله * * * تلقّاه جبريل الامين يبشِّرُ
بنصب (عليّ) والياً وخليفة * * * فذلك وحي الله لا يتأخّرُ
فردَّ من القوم الّذين تقدَّموا * * * وحطّ أُناسٌ رحلهم قد تأخَّروا
رقى منبر الاكوار طهرٌ مطهّر * * * ويصدع بالامر العظيم وينذرُ
وأثنى على الله الكريم مقدّساً * * * وثنّى بمدح المرتضى وهو مخبرُ
بأن جاءني فيه من الله عزمةٌ * * * وإن أنا لم أصدع فإنّي مقصّرُ
عليٌّ أخي في أُمّتي وخليفتي * * * وناصر دين الله والحقُّ يُنصرُ
وطاعته فرضٌ على كلِّ مؤمن * * * وعصيانه الذّنب الّذي ليس يُغفرُ
ألست بأولى منكمُ بنفوسكم؟ * * * فقالوا: نعم نصٌّ من الله يذكرُ
فقال: ألا من كنت مولاه منكُم * * * فمولاه بعدي والخليفة حيدرُ
(... - 1005 هـ)
زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن علي الحميدي، شاعرٌ فاضل، شيخ أهل الوراقة بمصر، قال عنه الشهاب الخفاجي في ريحانة الادب: كان أديباً تفتحت بصبا اللطف أنوار شمائله، ورقت على منابر الادب خطباء بلابله (....) نظم في جيد الدهر جمانه وسلّم إلى يد الشرف عنانه.
وله في أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله:
وبباب العلوم صنوك مردي * * * في الرّدى كلَّ مبطل بالرّداءِ
أسد الله في الحروب مجلّي * * * أزماتِ الكروب والغمّاءِ
جعل الباب معجز القوم نقلاً * * * ترسه يوم خيبر بنجاءِ
لم يمله عن التّقى زخرف اللّهو * * * ولا مال قطُّ للاهواءِ
بَتَّ زهداً طلاق دنياه ما غرَّ * * * بامِّ الغرور بالاغراءِ
الحسيب النسيب أوَّل لاق * * * من ثنيّات نسبة الاقرباءِ
ألوزير المشير بالصّوب في الحر * * * ب الّذي قد علا على الجوزاءِ
وكفاه حديث من كنت مولا * * * ه فخاراً ناهيك ذا من ثناءِ
(... - 1012 هـ)
القاضي جمال الدين محمد بن حسن بن دراز المكي. عالم فقيه، وشاعر أديب. رحل إلى اليمن فأكرمه أميرها سنان باشا ; فولاه القضاء. ولما مات ذلك الامير، وفسد الوضع هناك ; عاد إلى بلده فكابد شظف العيش، وأخذ يدرس في البلد الحرام حتى انصرمت مدته وتمت عدته في العام 1012 هـ/ 1603 م.
وله في أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله:
أنت نعم النصير في كلِّ زادِ * * * أنت نعم المولى لكلِّ العبادِ
ولك الارث في الولاء بحق * * * في رقاب الورى ليوم التّنادِ
لمقال النبيِّ في (ماء خمّ) * * * أنت مولىً للمؤمن المنقادِ
ثمَّ قال النبيُّ: وال عليّاً * * * يا إلهي ومن يُعاديه عادِ
وتفضَّل برحمة للموالي * * * وبلعن ونقمة للمعادي
كنت في الصّلب إذ دنا فتدلّى * * * وعلى الصفّ في مقرِّ الجلادِ
مَن يُباريك في السّيادة غرٌّ * * * بمزايا تنير منها الدآدي
أو يجاريك في العلوم جهولٌ * * * ماله في الفهوم من مستفادِ
(كان حياً سنة 1030 هـ)
الشيخ محمود بن احمد بن علي الطريحي المسلمي الاسدي عالمٌ فاضل وأديبٌ شاعر، وهو والد الشيخ محيي الدين المترجم له في الرجال، تردَّد في العلوم الدينيّة كما كان يتعاطى حرفة الصياغة كما يظهر من شعره الدال على رسوخ عقيدة وحسن سريرة، كان حيّاً سنة 1030 هـ/ 1621 م.
وله مخمساً، والاصل للشاعر محمد بن المتريض البغدادي في مدح الامام علي (عليه السلام) قوله:
رعى الله ليلة بتنا سهارى * * * خلعنا بحب العذارى العذارا
فلما رسا البدر والنجم غارا * * * أماطت ذوات الخمار الخمارا
فصيّرت الليل منها نهارا ومنها:
إمام تحنّ المطايا اليه * * * وتشكو الذنوب البرايا اليه
أرجّي غداً شربة من يديه * * * ولست أعوّلُ إلا عليه
ولا غيره في البَلا يستجارا وما خاب من يشتكي حاله * * * لمن في الوصية أوصى له
إله السما وارتضاها له * * * وان الذي ناط اثقاله
به قالها ووقاها العثارا
(951 - 1031 هـ)
الشيخ محمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي المعروف ببهاء الملّة والدين، وأستاذ الاساتذة والمجتهدين، شاعر مبدع وعالم فقيه فاضل مؤلف، ولد عام 951 هـ/ 1542 م، ولشهرته الطائلة وصيته الطائر في العلوم التي عرفها ; فهو غني عن البيان والتعريف. أتقن أغلب العلوم حتى نقل عنه قوله: «ما ناظرني ذو علمين إلا غلبته»، له مصنّفات قيّمة عديدة بلغت أكثر من عشرين مصنّفاً، توفي عام 1031 هـ/ 1622 م.
وله في أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله، والمنسوب ان التخميس له دون الاصل كما مرَّ في ترجمة محمود الطريحي.
إمامٌ له خصَّ ربُّ السّما * * * وفي يده الحوض يوم الظما
ومأوى الطّريد وحامي الحما * * * أبى أن يباح حماه كما
أبى أن يرى في الحروب الفرارا إمامٌ لدى الحوض يسقي العطاشْ * * * بيوم ترى الخلق مثل الفراشْ
عليُّ الذي قدره لا يُناش * * * فدى أحمداً بمبيت الفراشْ
وصاحبه حيث جاء المغارا عليٌّ أميري ونعم الاميرْ * * * مجيري غداً من لهيب السَّعيرْ
وكان لاحمد نعم النّصيرْ * * * وواخاه أمراً غداة «الغديرْ»
من الله نصّاً به واختيارا عليٌّ إمامي وإلاّ فلا * * * ومن خصّه الله ربُّ العلا
تولَّيته وهو عقد الولا * * * أعزُّ الورى وأجلُّ الملا
محلاًّ وأزكى قريش نجاراً هدى الخلق في دينه المستقيمْ * * * كما انتصروا فيه أهل الرَّقيمْ
ونال الرّضا من إله كريمْ * * * ويا فلك نوح ونار الكليمْ!
وسرَّ البساط الذي فيه سارا
(... - 1059 هـ)
الشيخ محمد بن علي بن أحمد الحرفوشي العاملي - والحرفوشي نسبة إلى جدهم الاعلى الامير حرفوش أمير بعلبك. شاعر أديب حافظ، مؤلف، وكان أعرف أهل عصره بالعربية، وله آثار عدّة في النحو والاصول.
توفي عام 1059 هـ/ 1649 م في بلاد العجم بعد أن رحل إليها من الشام.
وله قوله:
يا وردة من فوق بانه * * * سرّ المحبّة من أبانه؟
حتى يقول:
فكأنَّني أجريت ذكـ * * * ـر (المرتضى) لذوي الديانه
غيث الاله وغوثه * * * حيث الزَّمان يرى الزّمانه
كم أودع اللاّجي إليـ * * * ـه من مخاوفه أمانه؟
وأسال فوق المرتجى * * * سيل الحيا السّاري بنانه؟
أعطاه باريه التقرّ * * * بَ منه زلفىً والمكانه
فغدا القسيم بأمره * * * يعطي الورى كلاّ وشانه
يوري معاديه لظى * * * ويُري مواليه جنانه
واسأل «بخمّ» كم له الـ * * * ـمختار من فضل أبانه؟
واهاً له لو اطلقت * * * أعداؤه شوطاً عنانه
(... - 1068 هـ)
السيد نور الدين علي الثاني ابن السيد نور الدين علي الكبير ابن الحسين الموسوي العاملي. شاعرٌ مؤلف، فاضل أديب جليل القدر.
هاجر إلى مكة حيث أبوه، وسرعان ما غادرها إلى اليمن في أيام الامام أحمد بن الحسن، ثم غادر اليمن إلى الهند فدخل حيدر آباد أيّام صاحبها أبي الحسن، توفي في حيدر آباد عام 1068 هـ/ 1658 م.
وله قوله:
عليٌّ تعالى بالمكارم والفضلِ * * * وأصحابكم قدماً عكوفٌ على العجلِ
ونصَّ عليه في (الغدير) بأنَّه * * * إمام الورى بالمنطق الصادع الفصلِ
فأودعتموها غير أهل بظلمكم * * * وأبعدتموها أيّ بُعد عن الاهلِ
فآذوا رسول الله في منع بنته * * * تراثاً لها يا ساء ذلك من فعلِ
كفرتم ولفّقتم أحاديث جمَّة * * * بمدح أناس ساقطين ذوي جهلِ
ولم يكفكم حتّى وضعتم مثالباً * * * لصنو رسول الله والمرتضى العدلِ
فقلت ضلالاً: ساء حيدرُ أحمداً * * * بخطبته بنت اللّعين أبي جهلِ
على أنَّه لو كان حقّاً وثابتاً * * * فحاشاه أن يأبى ويغضب من حلِّ
نسبتم إلى الهادي متابعة الهوى * * * وكذّبتُم فيه الاله بذا النَّقلِ
(1008 هـ - 1076 هـ)
الشيخ حسين بن شهاب الدين بن خاندار الشامي الكركي. عالم فاضل، وأديب شاعر.
ولد عام 1008 هـ/ 1599 م في الشام، لكنه غادر إلى أصفهان فَسَكن بها ردحاً من الزمن، ثم غادرها الى حيدر آباد التي استوطنها حتى انقضاء نحبه.
له مصنفات عدة منها: شرح نهج البلاغة، حاشية على المطول، كتابان في الطب، أرجوزتان في النحو والمنطق، فضلاً عن شعره، توفي في حيدر آباد عام 1076 هـ/ 1665 م.
وله في الامام علي (عليه السلام) قوله:
فخاض (أمير المؤمنين) بسيفه * * * لظاها وأملاك السّماء له جندُ
وصاح عليهم صيحة هاشميّة * * * تكاد لها الشمُّ الشّوامخ تنهدُّ
غمامٌ من الاعناق تهطل بالدّما * * * ومن سيفه برقٌ ومن صوته رعدُ
وصيُّ رسول الله وارث علمه * * * ومن كان في خمّ له الحلُّ والعقدُ
لقد ضلَّ من قاسَ الوصيَّ بضدِّه * * * وذو العرش يأبى أن يكون له ندُّ
وقوله من قصيدة:
أبا حسن هذا الّذي أستطيعه * * * بمدحك وهو المنهل السائغ العذبُ
فكن شافعي يوم المعاد ومونسي * * * لدى ظلمات اللحد إذ ضمني التربُ
(1048 هـ - 1079 هـ)
الحسن بن عليّ بن جابر الهَبَل، شاعر فاضل محبّ لال بيت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)ولد في صنعاء عام 1048 هـ/ 1639 م. ومما يوصف به أنه عابد زاهد بارع في نظر الشعر. له ديوان شعر كبير حقق من قبل احد الشعراء اليمنيين المعاصرين، وهو الاستاذ احمد بن محمد الشامي وقد كتب مقدمة الديوان ايضاً. وقامت الدار اليمنية للنشر والتوزيع بطبعه عام 1408 هـ/ 1987 م.
وله من قصيدة في أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله:
حتامَ عن جهل تلومُ * * * مهلاً فإن اللوم لومُ
حتى يقول:
أيخاف طول المطل من * * * اهل الغريّ له غريمُ
بأبي وبي ذاك المحـ * * * ـل ومن بتربته مقيم
يا ليت شعري هل إلى * * * تلك المواطن لي قدوم
حياك قبراً بالغري * * * من الحيا هَطل سجوم
يا قبر فيك المرتضى * * * والسيد السند الكريم
فيك الوصيّ أخو النبي الـ * * * ـمختار والنبأ العظيم
فيك النجاة من الردى * * * فيك الصراط المستقيم
فيك الموازر والموا * * * خي والمواسي والحميم
فيك الامامة والزعا * * * مة والكرامة لا تريم
فيك الذي لو انصفت * * * لهوت لمصرعه النجوم
فيك الخصيم عن المهيـ * * * ـمن يوم تجتمع الخصوم
لمحبه دار البقا * * * ولمن يعاديه الجحيم
من ذا سواه لهذه * * * ولتلك في الاخرى قسيم
صرفته ارباب الشقا * * * عما حباه به العليم
خذها امير المؤمنيـ * * * ـن كما زها الدر النظيم
كالروض باكره الحيا * * * وتخطرت فيه النسيم
من مخلص لك لم تخا * * * لجه الشكوك والوهوم
من ذا يفي بعظيم حقّـ * * * ـك إنه الحق العظيم
(... - 1079 هـ)
شرف الدين بن الحسن بن القاضي جمال بن علي الخولاني صاحب ديوان قلائد الدرر، شاعرٌ فاضل، توفي بصنعاء وهو شاب عام1079 هـ/ 1668م.
وله في التشوق إلى زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله:
لو كان يعلم أنَّها الاحداق * * * يوم النّقا ما خاطر المشتاقُ
إلى أن قال:
ولقد أقول لعصبة زيديّة * * * وخدت بهم نحو العراق نياقُ
بأبي وبي وبطارفي وبتالدي * * * من يمّموه ومن إليه تُساقُ
حبّاً لمن يسقي الانام غداً ومن * * * تُشفى بترب نعاله الاحداقُ
لمنِ استقامت علّة الباري به * * * وعلت وقامت للعلا أسواقُ
ولمن إليه حديث كلِّ فضيلة * * * من بعد خير المرسلين يُساقُ
لمحطّم اللّدْن الرّماح وقد غدا * * * للنقع من فوق الرّماح رواقُ
لفتىً تحيّته لعظم جلاله * * * من زايريه الصّمت والاطراقُ
صنو النبيّ وصهره يا حبّذا * * * الصنوان قد وشَجَتهما الاعراقُ
وامدحه لا متحرّجاً في مدحه * * * إذ لا مبالغةٌ ولا إغراقُ
ولاّه أحمد في «الغدير» ولاية * * * أضحت مطوّقة بها الاعناقُ
حتّى إذا أجرى إليها طرفه * * * حادوه عن سنن الطّريق وعاقوا
ما كان أسرع ما تناسوا عهده * * * ظلماً وحلّت تلكم الاطواقُ؟
شهدوا بها يوم «الغدير» لحيدر * * * إذ عمّ من أنوارها الاشراقُ
(... - 1079 هـ)
هو السيد أبو علي أحمد بن محمد الحسيني الانسي، نسبة إلى مخلاق أنس - مدينة في اليمن - شاعرٌ فاضل، وكان أحد أعيانها ومؤلفيها الافاضل، وله شعر كثير. لم تذكر المصادر شيئاً آخر عنه، توفي سنة 1079 هـ/ 1668 م.
وله قوله:
أمر الله في التنازع بالر * * * دّ إليه سبحانه وتعالى
وإلى خير خلقه سيّد الرسـ * * * ـل وأزكاهُم فعالاً مقالا
فلماذا غدا التنازع في أمـ * * * ـر عظيم قد خالفوه ضلالا؟
حكمتْ في مقام خير البرايا * * * حين ولّى تيهاً رجالٌ رجالا
فأبنْ لي ما حال من خالف الـ * * * ـلّه ومن صيّر الحرام حلالا؟!
واعرض القول في الجواب على ما * * * أنزل الله واطرح الاقوالا
زعم النصَّ في الوصيِّ خفيّاً * * * من رمى النصب أصغريه وغالى
وحديث «الغدير» يكفيه ممّا * * * قال فيه «محمّدٌ» واستقالا
غير أنَّ الضغاين القرشيّا * * * ت بها كانت اللّيالي حبالا
(1025 - 1087 هـ)
السيد شهاب بن أحمد بن ناصر بن خوري، يرجع نسبه إلى الامام الكاظم (عليه السلام). شاعرٌ اديب، طبع ديوانه في مصر لاول مرة عام 1221 هـ.
توفي في سنة 1087 هـ/ 1676 م وكانت ولادته سنة 1025 هـ/ 1616 م.
وله قوله:
خلط الغرام الشجو في أمشاجه * * * فبكى فخلت بكاه من أوداجه
إلى أن قال:
نورٌ مبينٌ قد أنار دُجى الهدى * * * ظلم الضَّلالة في ضياء سراجهِ
و (غدير خمّ) بعدما لعبت به * * * ريح الشكوك وآض من لجاجهِ
أمطرته بسحابة سمَّيتها * * * (خير المقال) وضاق في أمواجهِ
وأبنت في نكت البيان عن الهدى * * * فأريتنا المطموس من منهاجهِ
وكذاك منتخب من التّفسير لم * * * تنسج يدا أحد على منساجهِ
(... - 1088 هـ)
السيد علي خان ابن السيد خلف بن عبد المطلب بن حيدر، من سلالة الامام الكاظم (عليه السلام)، شاعرٌ فاضل، وهو أحد حكام الحويزة. له مؤلفات في الاصول والامامة منها: النور المبين في الحديث، تفسير القرآن الكريم، نكت البيان، وغيرها، إضافة الى ديوان شعره، توفي عام 1088 هـ/ 1677 م.
وله في ذكر مصائب أهل البيت (عليهم السلام) قوله:
أرجو من الدّهر الخؤون ودادا * * * وأرى الخليفة يخلف الاوغادا
حتى يقول:
لو كان في ذا الدهر خيرٌ ما علا الـ * * * ـتيميُّ بعد المصطفى أعوادا
ويذاد عنها حيدرٌ معْ أنَّ خيـ * * * ـرَ الخلق صرّح «في الغدير» ونادى
من كنت مولاه فذا مولاه من * * * بعدي وأسمع بالنّدا الاشهادا
وله:
ألا حيّ طلعتها من مَهى * * * وحيّا الحيا دارها بالحمى
ويقول بعد 26 بيتاً تشبيباً:
وإنّ غلاماً نماه الوصيُّ * * * وفيه عروقٌ من المصطفى
وشاركه بالّذي اختصَّه * * * أخوه الّذي خصَّه بالاخا
فقسمة طوبى ونار العذاب * * * إليه بلا شبهة أو مرا
فإن كنت في مرية من علاه * * * يخبِّرك عنه حديث الشّوى
وفي خصفه النّعل قد بينت * * * فضيلته وتجلّى العمى
وفي أنت منّي وضوح الهدى * * * وتزويجه الطّهر خير النسا
وبعث براءة نصٌّ عليه * * * وإنَّ سواه فلا يُصطفى
وفي يوم «خمّ» أبان النبيُّ * * * موالاته برفيع النّدا
فأوَّلهم كان سلماً له * * * وفاديه بالنّفس ليل الفدا
وناصره يوم فرَّ الصِّحابُ * * * عنه فراراً كسرب القطا
(... - 1089 هـ)
المولى محمد طاهر بن محمد حسين الشيرازي النجفي القمي، شاعر وعالم جليل القدر مؤلف موسوعي برع في الفلسفة والحكمة المتعالية وهو صاحب تصانيف عديدة قيّمة، توفي عام 1089 هـ/ 1678 م.
وله قوله:
سلامة القلب نحَّتني عن الزّللِ * * * وشعلة العلم دلّتني على العملِ
طهارة الاصل قادتني إلى كرم * * * كأُمتي ثبتت في اللّوح في الازلِ
قلبي يحبّ (عليّاً) ذا العُلى فلذا * * * أدعو لاُمّيَ في الابكار والاُصلِ
محبّة (المرتضى) نورٌ لصاحبها * * * يمشي بها آمناً من آفة الزَّللِ
لزمت حبَّ (عليّ) لا اُفارقه * * * وداده من جَناني قطّ لم يزلِ
أخو النبيِّ إمامي قوله سندي * * * لقوله تابعٌ ما كان من عملي
أطعت حيدرة ذا كلِّ مكرمة * * * إمام كلِّ نقيٍّ قاصر الاملِ
باب المدينة منجانا وملجؤنا * * * ما انحلّ مشكلنا إلاّ بحلّ علي
لولا محبّة طه للوصيّ لما * * * أتى يشاركه في طيّب الاُكلِ
ولاية المرتضى في (خمّ) قد ثبتت * * * بنصِّ أفضل خلق الله والرّسلِ
نصَّ النبيّ عليه فوق منبره * * * عليه أشهد أهل الدّين والدّولِ
قد نصَّ في الدّار عند الاقربين على * * * خلافة (المرتضى) جدّاً بلا هزلِ
إنَّ الامامة عهدٌ لم تنل أحداً * * * سوى المصون من الزلاّت والخطلِ
أطعت من ثبتت في الكون عصمته * * * وعفت كلَّ جهول سيّء العملِ
قد ردَّت الشّمس للمولى أبي حسن * * * روحي فدا المرتضى ذي المعجز الجللِ
طوبى له كان بيت الله مولده * * * كمثل مولده ما كان للرّسلِ
(من شعراء القرن الحادي عشر)
هو السيد يحيى بن أحمد الاعرجي، شاعرٌ فاضل، ذكره صاحب نشوة السلافة فقال: سيد لا يحتاج إلى البيان والكشف عن حسبه ونسبه، وظهر ظهور الشمس كماله وأدبه.
وذكر السيد ضامن بن شدقم الحسيني في كتابه (تحفة الازهار) ولد المترجم السيد حسن بن يحيى الاعرجي، وقال: إنه اجتمع به في رجب سنة 1078 هـ/ 1667 م بحائر الحسين (عليه السلام). ومن هذا يبدو أن المترجم من رجال القرن الحادي عشر.
وأورد له في (التحفة الناصرية) قصائد يمدح بها أمير المؤمنين (عليه السلام)منها قوله:
ليث الملاحم إن علت نار الوغى * * * وكبا الحماة لمستطير شرارها
أسد المعامع ان تقاعس شوسها * * * رعباً يحوز السبق في مضمارها
سل عنه سلعاً والنضير وخيبراً * * * واستخبر الركبان عن أخبارها
نهدت اليه بجحفل سدت به * * * لهوات شم رعانها وقفارها
دمغت سنابك خيلها هام الربى * * * وتلثمت شمس الضحى بغبارها
بفوارس يتسرعون إلى الوغى * * * قد عودوا في الحرب خوض غمارها
شوس تهش إلى الطعان كأنها * * * أسدٌ تمج الموت من أظفارها
يبغون بالارجاف غرة ماجد * * * ما حدَّثته نفسه بفرارها
فأبادها ضربا فقصر سيفه * * * ما طال بالتقصير من أعمارها
فترى فوارسها مسربلة دم الـ * * * أشلاء فوق سهولها ووعارها
اكفانها قاني النجيع وغسلها * * * والى جهنم مستقر قرارها
صرعى وأجواف الضباع قبورها * * * والنسر والسرحان من زوارها
يا آية الجبار يا فصل القضا * * * وقسيم أطباق الجنان ونارها
يا نعمة الملك الرؤوف على الورى * * * والنقمة العظمى على كفارها
صلى عليك الله يا من حبه * * * فيه النجاة من الجحيم ونارها
ما حرك الاوراق خفاق الصبا * * * وتغنت الاوراق(2) في أوكارها(3)
(... - 1096 هـ)
السيد ضياء الدين اليمني الجرموزي الحسني، شاعرٌ كاتب، كان عامل المتوكل اليمني على بلاد (العدين)، توفي عام 1096 هـ/ 1685 م.
وله قوله:
خليليَّ إمّا سرتما فازجرا بنا المـ * * * ـطيّ وسيرا حيث سار الجنائب
حتى يقول:
إمامٌ براه الله من طينة العُلا * * * همامٌ له نهجٌ من المجد لازبُ
ليهنك ذا العيد الذي أنت عيده * * * وعيدي ومن تحنو عليه الاقاربُ
ويوماً أقام الله للال حقّهم * * * به ورسول الله في القوم خاطبُ
به قلّد الله الخلافة أهلها * * * وزُحزح عنها الابعدون الاجانبُ
فكان أمير المؤمنين عليٌّ الـ * * * ـوصيَّ بنصّ الله فالامر واجبُ
وحسبك نفس المصطفى ووليّه * * * وهارونه النّدب الهمام المحاربُ
(1033 هـ - 1104 هـ)
محمد بن الحسن بن علي بن محمد الحسين، حجّةٌ مشهور وفاضلٌ أديب، يرجع نسبه إلى الحر الرياحي المستشهد مع ريحانة رسول الله يوم الطف.
ولد في قرية مشغر عام 1033 هـ/ 1624 م، حيث أقام فيها أربعين عاما. رحل بعدها إلى العراق، ثم مشهد التي استقرّ فيها، وأعطي شيخوخة الاسلام ومنصب القضاء.
أمره مشتهر وذكره معروف لدى العام والخاص فهو أشهر من أن يكتب عنه ; كيف وكتابه الوسائل ما زال على مر الدهور المرجع الاوحد لمجتهدي الشيعة؟
له مؤلفات عدة بلغت خمسة وعشرين كتاباً، أهمها: تحرير الوسائل وتحبير المسائل (شرح على الوسائل)، تنزيه المعصوم عن السهو والعصيان، رسالة في أحوال الصحابة، الجواهر السنية في الاحاديث القدسية، وغيرها كثير.
توفي في عام 1104 هـ/ 1693 م ودفن في الصحن العلوي الشريف جنب مدرسة ميرزا جعفر.
وله قوله:
كيف تحظى بمجدك الاوصياءُ؟ * * * وبه قد توسّل الانبياءُ
حتى يقول:
وأتت منه في عليّ نصوصٌ * * * لم يحم حول ربعها الاحصاءُ
قال فيه: هذا وليّي وصيّي * * * وارثي هكذا روى العلماءُ
وزعمتم بأنَّ كلَّ نبيّ * * * لم يرث منه ماله الاقرباءُ
هو مولى من كان مولاه نصّاً * * * منه فليترك الهوى والمراءُ
ودعا بعدها دعاءً مجاباً * * * وبه قد تواتر الانباءُ
للمعالي بين الورى يا عليَّ بـ * * * ـنَ أبي طالب إليك انتهاءُ
وكذا للكمال منك وللسّؤ * * * دد والمجد والفخار ابتداءُ
للورى لو درى بك من بعـ * * * ـد أخيك الطّهر الامين اهتداءُ
واجبٌ بالنصوص منه عن اللّـ * * * ـه وأين المصغي بك الاقتداءُ
ثمّ يوم (الغدير) هل كان إلاّ * * * لك دون الانام ذاك الولاءُ
يوم مات النبيّ كنت إماماً * * * في العلا لم يساوك النظراءُ
وله أيضاً في المعنى نفسه:
هو الحبّ لا فيه معين ترجّاه * * * ولا منقذٌ من جوره تتوخّاهُ
هو الحتف لا يفني المحبّين غيره * * * ولولاه ما ذاق الورى الحتف لولاهُ
هداية ربّ العالمين قلوبنا * * * إلى حبِّ من لم يخلق الخلق لولاهُ
هو الجوهر الفرد الذي ليس يرتقي * * * لاعلى مقامات النبيّين إلاّ هو
هما علّةٌ للخلق أعني محمّداً * * * وأوّل مَن لمّا دعا الخلق لبّاهُ
هوى النجم يبغي داره لا بل ارتقى * * * إليها فمثوى النجم من دون مثواهُ
هل اختار خير المرسلين مواخياً * * * سواه فأولاه الكمال وآخاهُ؟
هل اختار في يوم (الغدير) خليفة * * * سواه له حتّى على الخلق ولاّهُ؟
هدىً لاح من قول النبيّ وليّكم * * * عليٌّ ومولى كلّ من كنت مولاهُ
هناك أتاه الوحي بلّغ ولا تخف * * * ومن كلّ ما تخشاه يعصمك اللهُ
هنالك أبدى المصطفى بعض فضله * * * وباح بما قد كان للخوف أخفاهُ
وله قوله:
كرامات مولاي الوصيِّ وولده * * * أنارت فلا يخفي سناها المشكّكُ
كلام النبيِّ المصطفى حجّة فهل * * * أجلّ وأعلى منه في الشرع مدركُ؟
كفى قوله يوم (الغدير) بأنّه * * * لكلّ الورى مولىً فينسى ويتركُ
كما جاء في التنزيل ليس وليّكم * * * سواه ومن ذا بعد ذاك يشكّكُ؟
كواكب فضل المرتضى حين أشرقت * * * لها المجد اُفق فيه تسري وتسلكُ
وله من المحبوكات الطرفين:
عدني ودعني من زيارة بلقع * * * يا أيّها الحادي لهنَّ بمرجعِ
عدم المجاري في الكمال لسيّدي * * * ذي السّؤدد الاسنا البطين الانزعِ
عجباً لمن فيه يشكّ وقد أتى * * * خبر (الغدير) ونصّه لم يدفعِ
عهد النبيُّ إلى الانام بفضله * * * ويلٌ لمنكر فضله ومضيّعِ
عُدَّت فضايله فأعيى حصرها * * * وغدا حسيراً عنه فكر الالمعي
(... - 1119 هـ)
أحمد شمس الدين اليمني ابن أحمد بن محمد النسي شاعر اديب، غضب عليه الامام المهدي لدين الله وحبسه في جزيرة زيلع في أول الحبشة حتى مات بها عام 1119 هـ/ 1707 م.
وله قوله:
سلا إن جزتما بالرَّكب طيّا * * * فؤاداً قد طواه الحبّ طيّا
إلى أن قال:
إذا ما البرق سلَّ عليه سيفاً * * * رأيت له الغدير السّابريّا
على ذاك الغدير غدير دمعي * * * جرى من أجلهم بحراً أذيّاً
غديرٌ طاب لي ذكراه شوقاً * * * إلى من ذكره يروي الصديّا
غديرٌ قد قضى المختار فيه * * * ولايته وألبسها عليّاً
وقام على الانام بذا خطيباً * * * وذاك اليوم سمـّـاه الوصيّا
وإنّي تاركٌ فيكم حديثاً * * * لقد تركوه ظهريّاً نسيّا
أبا الحسنين أرجو منك نهلاً * * * من الحوض الّذي يروي الظميّا
إذا ما جئت يوم الحشر في من * * * غدا بالبعث بعد الموت حيّا
(... - 1120 هـ)
الشيخ ابو الحسن عبدالرضا بن احمد بن خليفة المقري الكاظمي، عالم فاضل وأديب شاعر، جمع الى فقهه تقواه والى أدبه ولاءه ومدحه أفاضل أهل التراجم وله ديوانٌ مخطوط اكثره في النبي وأهل بيته (عليهم السلام) وقد وقف عليه غير واحد من المحقّقين وهو مرتب على الحروف الهجائيّة، توفي في حدود سنة 1120 هـ/ 1708 م.
وله قوله:
وقفت دون سعيك الانبياءُ * * * فلتطل مفخراً بك الاوصياءُ
وإذا لم يكن سوى آية التّطـ * * * ـهير فيكم لكان فيها اكتفاءُ
كنت نوراً وليس كون ولاآ * * * دم بل ليس كان طينٌ وماءُ
أنت عين اليقين سلطان موسى * * * والعصا منه واليد البيضاءُ
روح قدس به تأيّد عيسى * * * ولامواته به إحياءُ
أنت لو لم تكن لما عُبد الله * * * ولا للانام كان اهتداءُ
إلى أن يقول:
فأضاعوا وصيّةً «يوم خمّ» * * * بعليّ الوصيّ وهم شهداءُ
عن لسان الرّوح الامين عن الله * * * تعالى ألا له الالاءُ
بعليّ بلّغ وإلاّ فما بلّـ * * * ـغت والله من عداك وقاءُ
وأتى النصّ فيه: أليوم أكملـ * * * ـتُ لكم دينكم وحقّ الهناءُ
ويلهم جهّلوا النبيّ وقالوا * * * عنه ما لم يقل وبالافك جاؤوا
ما نجيب اليهود يوماً إذا احتـ * * * ـجّوا علينا؟ أليس فيكم حياءُ؟
وله أيضاً في الامام علي (عليه السلام) قوله:
مَن آية التطهير فيه أتت * * * نصّاً من الله له واختيارْ
آخاه طاها يوم «خمّ» وقد * * * أُنزل فيه فيه آيٌ جهارْ
اليوم أكملت لكم دينكم * * * ناهيك من منقبة لا تعارْ
إلى الّذي من كلِّ أوب إلى * * * بيت عطاياه المطايا تثارْ
وأذّن النّاس ونادى الوحا * * * لكعبة الله البدارْ البدارْ
وزمزم والحجر والرّكن ثـ * * * ـمَّ الحجر الاسود سامي المنارْ
ألا بها حجّوا فما في سوى * * * تلك الثرى حجّاً أرى واعتمارْ
والثم ضريحاً ضمَّ بدراً ومن * * * حلم جبالاً وعطايا بحارْ
فثمَّ وجه الله والعين والـ * * * ـجنب وسيف الله ماضي الغرارْ
أمير كلّ المؤمنين الّذي * * * غدا له فيما يشاء الخيارْ
وله من قصيدة أُخرى يمدح بها أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله:
يا إماماً علا على سائر الخلـ * * * ـق بخُلق مهذَّب وبخَلقِ
حزت كلاًّ من العلوم إلى أن * * * قد جرى الكلُّ منك في كلّ عرقِ
قد عبدت الاله طفلاً مع المخـ * * * ـتار والكلّ مشرِكٌ بالحقِّ
وببدر بذلت نفسك في الـ * * * ـلّه وبادرتها ضحىً غير طرقِ
وبخمّ بويعت إذ ليس إلاّ * * * أنت دون الورى لها من محقِّ
فأتى النصُّ فيك أليوم أكملـ * * * ـتُ لكم دينكم وأثبت حقّي
يا لها من إمامة قد تسامت * * * بإمام مؤيَّد بالصّدقِ
صاحب النّص والدّلالة بالاجـ * * * ـماع والاتّفاق من غير مذقِ
نفس طاها النبيّ والصّهر وابن الـ * * * ـعمّ والصّنو والاخ المشتقِّ
وله من قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي تبلغ ستّين بيتاً قوله:
والله أكمل دينه بولائه * * * أنّى يطاوَل مجدُه ويُسادُ؟
بالطائف المشهور كلّم ربّه * * * ناهيك فخراً ما عليه يزادُ
ولطالما من جبرئيل لخدمة * * * قد طال في أعتابه التردادُ
وببابل رُدَّت له شمس الضّحى * * * واللّيل قد مُدّت له إيرادُ
وبيوم «خمّ»خبّر الغيّاب عن * * * تأميره في البيعة الاشهادُ
إذ قام يخطب أحمد مسترسلاً * * * عن ربّه والقول منه يعادُ
من كنت مولاه فحيدرة له * * * مولىً ومن كاد الوصيَّ يُكادُ
لا تدرك الافهام كنه صفاته * * * أنّى وهل يحصي الحصى التّعدادُ؟
وله من قصيدة 118 بيتاً يمدح بها أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله:
لك نصب عيني أين كنت أُمثّل * * * وطريقتي المثلى بحبّك أمثلُ
والله أكمل دينه بولائه * * * هل فوق هذا في المفاخر منزلُ؟
ولَقول جبريل الامين بحقّه * * * علناً وتلك محلّة لا تُنزلُ
لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتىً * * * إلاّ عليّ الفاضل المتفضّلُ
ولفتح أحمد بابه ولسدّه * * * باب الصحاب على الجميع يفضلُ
ولقول أحمد: أنت هاد للورى * * * وأنا النذير وذاك فخرٌ أطولُ
ولانت منّي مثلما هارون من * * * موسى ولا بعدي نبيٌّ يرسلُ
والشّمس من بعد الغروب ببابل * * * رُدَّت له واللّيل داج مسبلُ
والله خاطبه غداة الطائِف الـ * * * ـمشهور وهي فضيلة لا تُنحلُ
وبليلة القدر الملائك عزّة * * * والرّوح قد كانت عليه تنزلُ
وفدى النبيَّ على الفراش وإنَّها * * * لهي المواساة التي لا تُعقلُ
والوحي يهبط عنده وببيته * * * للفصل آيات الكتاب تفصّلُ
وله وللاصنام كسّر عزّةً * * * وضعت على أكتاف أحمد أرجلُ
وكفى عليّاً في (الغدير) فضيلة * * * يأتي إليها غيره يتوصّلُ
حيث الامين أتى الامين مبلّغاً * * * يقري السّلام من السّلام ويعجلُ
بلّغ وإلاّ لم تبلّغ ما أتى * * * في حقِّ حيدر أيّها المزمّلُ
فهناك بين الصّحب قام لربِّه * * * يثني بعالي صوته ويفضِّلُ
ويسار حيدرة بيمناه وقد * * * نادى ومنه فيه يفصح مقولُ
من كنت مولاه فحيدرةٌ له * * * مولىً فإيّاكم به أن تُبدلوا
والطائر المشويّ هل مع أحمد * * * أحدٌ سواه كان منه يأكلُ؟
والنّجم لمّا أن هوى في داره * * * جهراً وأشرق منه ليل أليل
في العرش قِدماً كان نوراً محدقاً * * * طوراً يكبّر ربّه ويهلّلُ
متقلّب في السّاجدين وكان من * * * صلب إلى صلب طهوراً ينقلُ
وله من قصيدة 42 بيتاً يمدح بها أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله:
هلّ بي حرٌّ إلى رشف رشا * * * حبّذا لو يقبل الرّوح رشا
إلى أن قال:
حيدر الكرّار أزكى ناعل * * * من بني آدم أو حاف مشى
ما غشى اللّيل نهاراً نصحه * * * مُذهبٌ شكاً على القلب غشى
نور عين الدّين قد ردّ وقد * * * ردَّ طرف الشّرك منه أعمشا
قتل الكفّار في صارمه * * * ولربع الاُنس منهم أوحشا
مادنى للاّت يوماً قطّ بل * * * عبد الله وبالتّقوى نشا
قد شفى الاسلام من داء به * * * وجلا من أعين الدّين الغشا
ولقد أصبح في خمّ له * * * شاهدٌ عدلٌ أبى أن يرتشا
جاد بالقرص وصلّى العصر إذ * * * ردَّه لمّا له غشّى العشا
وله قد كلّم الثعبان إذ * * * ظنّه النّاس أتى كي ينهشا
(1052 هـ - 1120 هـ)
صدر الدين ابن السيد علي خان المدني الشيرازي، يتصل نسبه بالامام السجاد (عليه السلام)، شاعر عالم مؤلف.
ولد بالمدينة المنورة عام 1052 هـ/ 1642 م، واشتغل بالعلم والدراسة مدة بقائه في بلده. هاجر بعدها إلى حيدر آباد عام 1068، وهناك شرع في تأليف كتابه القيّم سلافة العصر.
أقام بالهند 48 سنة مع والده. وما إن توفي والده ; حتى انتقل إلى برهانپور عند السلطان أورنك زيب فأعطاه رئاسة 1300 فارس ; ولذا لقب بالخان ثم جعله والياً على لاهور وتوابعها ثم ولاية ديوان برهانپور. لكنه استعفى من كل ذلك وقصد مشهد، فأصفهان في عهد السلطان حسين عام 1117 هـ/ 1705 م، وغادرها 1119 هـ/ 1707 م، إلى شيراز حيث درّس فيها حتى أن وافته المنية هناك. عام 1120 هـ/ 1708 م. له مصنفات عديدة متنوعة.
وله قصيدة في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) مطلعها:
سفرت أُميمة ليلة النّفْر * * * كالبدر أو أبهى من البدرِ
حتى يقول:
خير الورى بعد الرَّسول ومن * * * حاز العلا بمجامع الفخرِ
صنو النبيِّ وزوج بضعته * * * وأمينه في السرِّ والجهرِ
إن تنكر الاعداء رتبته * * * شهدت بها الايات في الذِّكرِ
شكرت حُنين له مساعيه * * * فيها وفي أُحد وفي بدرِ
سل عنه خيبر يوم نازلها * * * تنبئك عن خَبر وعن خُبرِ
واسأل براءة حين رتّلها * * * من ردّ حاملها أبا بكرِ؟
والطّير إذ يدعو النبيُّ له * * * من جاءه يسعى بلا نذرِ؟
والشّمس إذ أفلت لمن رجعت * * * كيما يقيم فريضة العصرِ؟
وفراش أحمد حين همّ به * * * جمع الطغاة وعصبة الكفرِ
من بات فيه يقيه محتسباً * * * من غير ما خوف ولا ذعرِ؟
والكعبة الغرّاء حين رمى * * * من فوقها الاصنام بالكسرِ
من راح يرفعه ليصدعها * * * خير الورى منه على الظّهرِ؟
والصَّخرة الصمـّـاء حوَّلها * * * عن نهر ماء تحتها يجري
و (غدير خمّ) وهو أعظمها * * * مَن نال فيه ولاية الامرِ؟
واذكر مباهلة النبيِّ به * * * وبزوجه وابنيه للنفر
واقرأ وأنفسنا وأنفسكم * * * فكفى بها فخراً مدى الدّهرِ
هذي المفاخر والمكارم لا * * * قعبان من لبن ولا خمرِ
وله في مدح الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله في ديوانه المخطوط:
أمير المؤمنين فدتك نفسي * * * لنا من شأنك العجب العجابُ
تولاّك الاولى سعدوا ففازوا * * * وناواك الّذين شقوا فخابوا
يمين الله لو كُشف المغطّى * * * ووجه الله لو رُفع الحجابُ
خفيت عن العيون وأنت شمسٌ * * * سمت عن أن يجلّلها سحابُ
فلولا أنت لم يُخلق سماءٌ * * * ولولا أنت لم يُخلق ترابُ
وفيك وفي ولائك يوم حشر * * * يُعاقب من يُعاقب أو يُثابُ
بفضلك أفصحت توراة موسى * * * وإنجيل ابن مريم والكتابُ
وهل لسواك بعد (غدير خمّ) * * * نصيبٌ في الخلافة أو نصابُ؟
ألم يجعلك مولاهم فذلّت * * * على رغم هناك لك الرّقابُ؟
فلم يطمح إليها هاشميٌّ * * * وإن أضحى له الحسب اللّبابُ
كما له من نفس الديوان ايضاً:
يا صاح! هذا المشهد الاقدسُ * * * قرَّت به الاعين والانفسُ
والنجف الاشرف بانت لنا * * * أعلامه والمعهد الانفس
والقبة البيضاء قد اشرقت * * * ينجاب عن لالائها الحندس
حضرة قدس لم ينل فضلها * * * لا المسجد الاقصى ولا المقدس
حلّت بمن حلّ بها رتبة * * * يقصر عنها الفلك الاطلس
تودّ لو كانت حصا أرضها * * * شهب الدّجى والكنّس الخنّس
وتحسد الاقدام منّا على * * * السعي الى أعتابها الارؤس
فقف بها والثم ثرى تربها * * * فهي المقام الاطهر الاقدس
وقل: صلاةٌ وسلامٌ على * * * من طاب منه الاصل والمغرس
خليفة الله العظيم الذي * * * من ضوئه نور الهدى يقبس
نفس النبي المصطفى أحمد * * * وصنوه والسيد الارؤس
المعلم العيلم بحر الندا * * * وبرّه والعالم النقرس
فليلنا من نوره مقمر * * * ويومنا من ضوئه مشمس
أقسم بالله وآياته * * * اليّة تنجي ولا تغمس
إن عليّ بن أبي طالب * * * منار دين الله لا يطمس
ومن حباه الله أنباء ما * * * في كتبه فهو لها فهرس
أحاط بالعلم الذي لم يحط * * * بمثله بليا ولا هرمس
لولاه لم تخلق سماء ولا * * * أرض ولا نعمى ولا أبؤس
ولا عفى الرحمن عن آدم * * * ولا نجا من حوته يونس
هذا أمير المؤمنين الذي * * * شرايع الله به تحرس
وحجّة الله التي نورها * * * كالصبح لا يخفى ولا يبلس
(1037 هـ - 1127 هـ)
المولى محمد مسيح الشهير بمسيحا ابن المولى إسماعيل قدشكوئي. عالمٌ فيلسوفٌ شاعر.
ولد عام 1037 هـ/ 1725 م. تقلد شيخوخة الاسلام بشيراز في زمان السلطان شاه سليمان، والسلطان شاه حسين، وأخذ عنه كثير من العلماء.
له مصنفات قيمة منها: إثبات الواجب، حواش على حاشية الخفري على شرح التجربة، توفي عام 1127 هـ/ 1715 م.
وله قوله:
ما ارتحت مذ ركبت للبين جيراني * * * يا صاحبيَّ! بإتلافي أجيراني
حتى يقول:
إلى الّذي فرض الرّحمن طاعته * * * على البريَّة من جنّ وإنسانِ
عليّ المرتضى الحاوي مدائحه * * * أسفار توراة بل آيات فرقانِ
فالدّين منتظمٌ والشَّمل ملتئمٌ * * * والكفر منهدمٌ من سيفه القاني
فقاره وهي في غمد تجلّلها * * * آي الوعيد حواها جلد قرآنِ
هل رُدَّت الشمس يوماًلابن حنتمة؟ * * * أو هل هوى كوكبٌ في بيت عثمانِ؟
هل جاد يوماً أبو بكر بخاتمه * * * مناجياً بين تحريم وأركانِ؟
وهل تظنُّ تعالوا ندع أنفسنا * * * في غيره نزلت؟ عن ذاك حاشاني
أخصّ بالسّطل والمنديل واحدهم؟ * * * أم استحبّوا بتفّاح ورمّانِ؟
وهل تصدَّق للنجوى سواه فتىً * * * وقد مضى قبل نسخ الحكم يومانِ؟
هل في فراش رسول الله بات فتىً * * * سواه إذ حفَّ من نصل بنيرانِ؟
لولاه لم يجدوا كفواً لفاطمة * * * لولاه لم يفهموا أسرار فرقانِ
لولاه كان رسول الله ذا عقم * * * لولاه ما اتَّقدت مشكاة إيمانِ
لولاه ما خلقت أرض ولا فلكٌ * * * لولاه لم يقترن بالاوّل الثاني
هو الّذي كان بيت الله مولده * * * فطهَّر البيت من أرجاس أوثانِ
هو الّذي من رسول الله كان له * * * مقام هارون من موسى بن عمرانِ
أقدامه مسحت ظهراً به مسحت * * * يد الاله لتبريد وإحسانِ
يا واضعاً قدميه حيثما وضعت * * * يد الاله عليه عزَّ من شانِ
من كان نصُّ رسول الله عيَّنه * * * لامرة الشَّرع تبليغاً بإعلانِ
فقال: بلّغ وإلاّ فادرِ أنّك ما * * * بلّغت حقّ رسالاتي وتبياني
(1074 هـ - 1140 هـ)
الحاج مؤمن ابن الحاج محمد قاسم ابن الحاج محمد ناصر الشيرازي المولد والمنشأ الجزائري الاصل - نسبة الى جزائر جنوب العراق الحاضرة العلميّة التي تناسلت منها أسرٌ كثيرة معروفة، لا ما ذهب إليه بعض أهل التراجم من كونها جزائر خوزستان - عالمٌ فاضل وأديب شاعر، ولد سنة 1074 هـ/ 1664 م، ونشأ دارساً للعلم حاوياً على الفضيلة وله كتبٌ كثيرة تنم عن علوّ شأنه ، كما سافر الى غير بلد كان آخرها الهند التي استقرّ بها على ما يظهر وألّف فيها بعض كتبه المخطوطة التي أُرّخ آخرها عام 1130 هـ، وعلى هذا فقد يمكن الظنّ بوفاته عام 1140 هـ.
وله في مدحه (عليه السلام) مطلع يقول:
دع الاوطان يندبها الغريبُ * * * وخلّ الدمع يسكبه الكئيبُ
ولا تحزن لاطلال ورسم * * * يهبّ بها شمال أو جنوب
ولا تطرب إذا ناحت حمام * * * ولاحت ظبية وبدا كثيب
حتى قال:
ولا تجزع إذا ما ناب همٌّ * * * فكم يتلو الاسى فرج قريب
وسكّن لوعة القلب المعنّى * * * وانشد حين يعروه الوجيب
عسى الهمّ الذي أمسيت فيه * * * يكون وراءه فرج قريب
ولا تيأس فان الليل حُبلى * * * يكون ليومها شأن عجيب
وحسبك في النوائب والبلايا * * * مغيث مفزع مولى وهوب
جواد قبل أن يرجى يواسي * * * غياث قبل أن يدعى يجيب
أمير المؤمنين أبو تراب * * * له يوم الوغى باع رحيب
عليه تحيتي ما جنّ ليل * * * وحنّ من النوى دنف غريب
(كان حياً عام 1149 هـ)
عبد الله بن محمد بن الحسين بن محمد الشويكي الخطّي شاعر مكثر.
ليس فيما بين يدينا ذكر لترجمة حياته، ولا تاريخا لولادته ووفاته سوى أنه من تلامذة الشيخ إبراهيم البلادي والشيخ ناصر البحراني، وانه أهدى بعضاً من قصائده بعد جمعها في كتاب الى استاذه محمد بن عبدالرحيم النجفي عام 1149 هـ/ 1376 م.
وله قوله:
زار حبّي فانجلت سود اللّيالي * * * حين أبدى منه ثغراً كاللالي
إلى أن قال:
حيدر الكرّار مقدام الورى * * * شامخ القدر عليٌّ ذو المعالي
عالم الغيب فلا عيب به * * * طاهر الجيب فتىً زاكي الخصالِ
معدن العلم الّذي سؤّاله * * * تبلغ الامال من قبل السؤالِ
ثابت النصِّ من الله ومن * * * أحمد المختار محمود الفعالِ
مَن له المختار واخى في الورى * * * مرغماً أعداءه أهل الضَّلالِ
وهو في القرآن نصّاً نفسه * * * خير من باهل بعد الابتهالِ
فله الشّأن عليٌّ كاسمه * * * صاحب الاحسان غوثي في مآلي
حجّة الله بنصٍّ ثابت * * * يوم «خمّ» فهو من والاه والي
في فراش المصطفى بات ولم * * * يخش من أعدائه أهل النّكالِ
وله قصيدة أنشدها سنة 1149 وجدناها بخطّه يذكر بها العقايد الدينيّة مستهلّها:
ألا اسمع هداك الله حسن العقايدِ * * * وخذ من معاني الفكر درّ الفوايدِ
حبانا بخير المرسلين محمّد * * * نبيّ هدىً لله أكرم عابدِ
وكان له المولى الجليل وحسبه * * * عليٌّ على أعداء ايّ مساعدِ
فكان له كفّاً قويّاً وساعداً * * * وسيفاً لهام القوم أعظم حاصدِ
فواخاه عن أمر الاله وخصّه * * * بفاطمة اُمّ الهداة الفراقدِ
وصيّره عن أمر خالقه له * * * إماماً بخمّ مرغماً أنف حاسدِ
وقال له فوق الحدائج خاطباً * * * وأضحى له أمر الورى أيّ عاقدِ
ونصَّ عليه بالامامة مجهراً * * * وأبنائه يا خير ولد لوالدِ؟
وله من قصيدته الغديريّة الطويلة:
يوم الغدير به كمالُ الدّينِ * * * ومتمُّ نعمة خالقي ومعيني
يومٌ به نصب المهيمن حيدراً * * * علماً إماماً للورى بيقينِ
فهو الغدير وفضله متظاهرٌ * * * كالشّمس لم يحتج إلى التبيينِ
وله الرّواية يا فتى تروي الظّما * * * فكأنَّها من عذب خير معينِ
فأتاه جبريل الامين مبلّغاً * * * عن ربِّه التّسليم بالتبيينِ
فالان بلّغ عنه نصبك حيدراً * * * فوجوب طاعته وجوب عيني
قم ناصباً للطهر حيدرة التّقى * * * قبل افتراق مصاحب وقرينِ
قال النبيُّ الطهر سمعاً للّذي * * * قد قال من هو للورى يكفيني
ودعا بخمّ وهو أوعر منزل * * * يا قوم حطوا الرَّحل في ذا الحينِ
ومن الحدائج قد ترقّى منبراً * * * ودعا عليّاً والد السّبطينِ
وإليه شال فبان من إبطيهما * * * ذاك البياض ففاق للقمرين
ولصحبه قد قال: يا قوم اسمعوا * * * منّي مقالة ناصح وأمينِ
هل كنت يا أصحابُ أولى منكم * * * بنفوسكم؟ قالوا: نعم بيقينِ
من كنت مولاه فمولاه أخي * * * ووصيّ بعدي كفّه بيميني
(... - 1156 هـ)
السيد حسين ابن الامير رشيد بن القاسم الرضوي الهندي النجفي الحائري ، شاعرٌ أصله من الهند، لكن أباه جاء إلى النجف الاشرف فاشتغل بها واستقر بجوار أمير المؤمنين، وبعد فترة غادر النجف ليستقر في جوار السبط الشهيد في كربلاء.
درس العلوم وتخرج على السيد المدرس الاوحد نصر الله الحائري، والسيد صدر الدين القمي شارح الوافية، والشيخ أحمد النحوي. توفي في كربلاء عام 1156 هـ/ 1743 م.
وله يمدح أمير المؤمنين (عليه السلام):
ألمَّ وقد هجع السّامرُ * * * وعُطّل عن سيره السّائرُ
حتى يقول:
عليٌّ أبو الحسن المرتضى * * * عليٌّ الذرى الطيِّب الطّاهرُ
إمام هُدىً فضله كاملٌ * * * وبحر ندىً بذله وافرُ
وصيُّ النبيِّ بنصِّ الاله * * * عليه وبرهانه الباهرُ
فتىً راجح الحلم لا وجهه * * * قطوبٌ ولا صدره واغرُ
وبيت عُلىً شاد أركانه * * * قنا الخطّ والابلج الباترُ
كفاكم عُلاً أنَّ ربّ السّما * * * ء في الذكر سعيكم شاكرُ
الهوامش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أي يوم الغدير وأياماً ستة مضت في أول القصيدة .
(2) جمع ورقاء وهي الحمامة .
(3) البابليات : 1 / 157 .