منها:
وقـلت : بـنو حرب كسوكم iiعمائما من الضرب في الهامات حمر الذوائب
صـدقت مـنايانا الـسيوف iiوانـما تـموتون فوق الفرش موت iiالكواعب
ونـحن الاولـى لا يـسرح الذم بيننا ولا تــدري اعـراضنا iiبـالمعائب
ومـا لـلغواني والـوغى iiفـتعوذوا بـقرع الـمثاني مـن قراع iiالكتائب
ويـوم حـنين قـلت حـزنا فـخاره ولـو كـان يدري عدها في iiالمثالب
ابـوه مـناد والـوصي iiمضارب
فـقل فـي مـناد صـيت iiومضارب
وجـئتم مـن الاولاد تـبغون iiارثـه فـابعد بـمحبوب بـحاجب iiحـاجب
وقـلتم : نـهضنا ثـائرين iiشـعارنا بـثارات زيـد الـخير عند iiالتحارب
فـهـلا بـابـراهيم كـان iiشـعاركم فـتـرجع دعـواكـم تـعلة خـائب |
ومنها:
فـكم مـثل زيد قد ابادت سيوفكم بـلا سبب غير الظنون iiالكواذب
ما حمل المنصور من ارض يثرب بـدور هـدى تجلو ظلام الغياهب
وقـطـعتم بـالبغي يـوم مـحمد قـرائـن ارحـام لـه iiوقـرائب
____________
(1) يريد العباس وعليا امير المؤمنين عليه السلام.
ادب الطف ـ الجزء الاول 321
وفي ارض باخمرا مصابيح قد ثوت مـتربة الـهامات حـمر iiالترائب
وغــادر هـاديكم بـفخ iiطـوائفا يـغاديهم بـالقاع بـقع الـنواعب
وهـارونكم أودى بـغير iiجـريرة نـجوم تـقى مثل النجوم iiالثواقب
ومـأمونكم سـم الـرضا بعد iiبيعة تـهد ذرى شـم الـجبال iiالرواسب
فـهذا جـواب لـلذي قـال: iiمالكم غـضاباً عـلى الاقدار ياآل iiطالب
واليكم قصيدة الشاعر صفي الدين من شعراء القرن الثامن و سنأتي ترجمته في هذه
الموسوعة، والقصيدة من غرر الشعر:
الشاعر صفي الدين الحلي المولود سنة 677 والمتوفي 752 يرد على قصيدة ابن المعتز
العباسي التي أولها:
ألا مـن لعين و iiتسكابها تـشكي القذا و بكا iiهابها
ترامت بنا حادثات الزمان تـرامي الـقسي بنشابها
ويـارب ألسنة iiكالسيوف تـقطع ارقـاب اصحابها
ويقول فيها:
ونحن ورثنا ثياب النبي فـكم تجذبون iiبأهدابها
لـكم رحـم يابني iiبنته ولكن بنو العم أولى iiبها
ومنها:
قتلنا امية في دارها ونحن أحق بأسلابه
إذا ما دنوتم تلقـيتم زبونا أقرت بجلابه
فأجابه الصفي بقوله:
ألا قل لشـر عـبيد الإله وطاغي قريش وكذابه
وباغي العباد وباغي العناد وهاجي الكرام ومغتابه
ادب الطف ـ الجزء الاول 322
أأنــت تـفاخر آل iiالـنبي وتـجحدها فـضل iiأحسابها؟
بـكم باهل المصطفى أم بهم فــرد الـعداة iiبـأوصابها؟
أعـنكم نفي الرجس أم iiعنهم لـطهر الـنفوس iiوألـبابها؟
أما الرجس والخمر من iiدأبكم وفـرط الـعباد مـن iiدابـها
وقـلت: ورثـنا iiثياب(النبي) فـكـم تـجذبون iiبـأهدابها؟
وعـندك لايـورث iiالأنـبيا فـكيف حـظيتم iiبـأثوابها؟
فـكذبت نـفسك في iiالحالتين ولـم تـعلم الشهد من iiصابها
أجـدك يـرضى بـما iiقلته؟ ومـا كـان يـوما iiبمرتابها
وكـان بـصفين من iiحزبهم لـحرب الـطغاة و iiأحزابها
وقـد شمر الموت عن iiساقه وكـشرت الحرب عن iiنابها
فـأقبل يـدعو إلـى ii(حيدر) بـارغـابها و iiبـارهـابها
وآثـرأن تـرتضيه iiالأنـام مــن الـحكمين iiلأسـبابها
لـيعطي الـخلافة أهـلا iiلها فـلـم يـرتضوه لايـجابها
وصلى مع الناس طول iiالحياة و(حـيدر) في صدر iiمحرابها
فـهـلا تـقـمصها جـدكم إذا كـان إذ ذاك أحرى iiبها؟
إذا جـعل الأمر شورى iiلهم فـهل كان من بعض أربابها؟
أخـامسهم كـان أم سـادسا؟ وقـد جـليت بـين iiخطابها
وقـولك: أنـتم بـنو بـنتة ولـكن بـنو الـعم أولى iiبها
بـنو الـبنت ايضا بنو iiعمه وذلــك أدنــى iiلأنـسابها
فدع في الخلافة فصل الخلافة فـلـيست ذلـولا iiلـركابها
وما أنت والفحص عن شأنها ومــا قـمصوك بـأثوابها
ومـا سـاورتك سوى iiساعة فـما كـنت أهـلا iiلأسبابها
وكـيف يـخصوك يوما بها؟ ولــم تـتـأدب iiبـآدابـها
وقـلـت: بـأنكم الـقاتلون أسـود أمـية فـي iiغـابها |
ادب الطف ـ الجزء الاول 323
كـذبت و أسرفت فيما iiأدعيت ولـم تـنه نـفسك عن iiعابها
فـكم حـاولتها سـراة iiلـكم فـردت عـلى نكص iiأعقابها
ولـولا سـيوف أبـي مـسلم لـعزت عـلى جـهد iiطلابها
وذلــك عـبد لـهم لا iiلـكم رعـى فـيكم قـرب iiأنسابها
وكـنتم اسارى ببطن iiالحبوس وقــد شـفكم لـثم iiأعـتابها
فـأخـرجكم وحـبـاكم iiبـها وقـمـصكم فـضل iiجـلبابها
فـجـازيتموه بـشر الـجزاء لـطغوى الـنفوس iiوإعجابها
فـدع ذكر قوم رضوا iiبالكفاف وجـاؤا الـخلافة مـن iiبابها
هـم الـزاهدون هم iiالعابدون هـم الـساجدون iiبـمحرابها
هـم الـصائمون هم iiالقائمون هــم الـعـالمون iiبـآدابها
هـم قـطب مـلة ديـن الاله ودور الـرحى حـول iiأقطابها
عـلـيك بـلهوك iiبـالغانيات وخـل الـمعالي iiلأصـحابها
ووصف العذارى وذات الخمار ونـعـت الـعـقار iiبـألقابها
وشعربك فيو مدح ترك الصلاة وسـعـي الـسقاة iiبـأكوابها
فـذلـك شـأنـك لا iiشـأنهم وجــري الـجياد بـأحسابها |
ومن شعره:
بلوت أخلاء هذا الزمان فاقللت بالهجر منهم نصيبي
وكلهـم ان تصـفحتهم صديق العيان عدو المغيب
ويقول:
يقولون لي، و البعد بيني وبينها
نأت عنك شر، وانطوى سبب القرب
فقلت لهم، و السر يظهـره البكا
لئن فارقت عيني، فقد سكنــت قلبي
ادب الطف ـ الجزء الاول 324
وقوله:
أهدت إلي صحيـفة مكتوبة أرضت بها سخط الـضمير العاتب
ياليتني ضمنت طي جوابها حتـى أقـبل كف ذاك الكــاتب
وقوله:
أيا من حسنه عذر اشتياقي ويحسن سوء حالي في سواه
أعني بالوصال فدتك نفسي فقد بلغ الـهوى بي منتهـاه
ادب الطف ـ الجزء الاول 325
6 ـ الفضل بن محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن ابي طالب
عليه السلام
قال وهو يرثي جده العباس بن علي(ع):
أنــي لأذكـر لـلعباس iiمـوقفه بـكربلاء وهـام الـقوم iiتختطف
يـحمي الحسين ويسقيه على iiظمأ ولا يـولي ولا يـثنى ولا iiيـقف
ولا أرى مـشهدا يـوما iiكـمشهده مع الحسين عليه الفضل و الشرف
أكـرم بـه مـشهدا بانت iiفضيلته ومـا اضـاع له افعاله خلف (1)
وفي معجم الشعراء للمرزباني ص184:
أكرم به سيداً بانت فضيلته
وما أضاع له كسب العلا خلف
وقال ابو الحسن العمري في المجدي: وجدت ابيات لأبي العباس الفضل بن محمد بن الفضل
بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن امير المؤمنين في جده العباس وهي: إني لأذكر
للعباس موقفه.
وقال المرزباني في معجم الشعراءص 184:
الفضل بن محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي ابن ابي طالب شاعر
مقل متوكلي(اي معاصر للمتوكل). وقال هو وغيره:
____________
(1) اعيان الشيعة ج42 ص 282.
ادب الطف ـ الجزء الاول 326
شاعر مقل، وكان يشبه بعلي بن ابي طالب رضي الله عنه وهوالقائل بفخر بجده العباس بن
علي(أني لأذكر للعباس موقفه) الابيات.
وقال السيد الامين في الاعيان ج1 ص 379: كان شاعراً في اواسط المائة الثالثة. اقول
ويكنى بأبي العباس وكان خطيباً شاعراً وقع عقبه الى قم و طبرستان، قال الشيخ عبد
الواحد المظفر في كتابه البطل العلقمي: الفضل بن محمد الشاعر الفصيح وهو من الشعراء
المجيدين في الدولة العباسية، وجل شعره بمفاخر اسلافه و مجد اسرته.
وقال الداودي في عمدة الطالب: فمن ولد محمد بن الفضل بن الحسن ابن عبيد الله: هو
العباس الفضل بن محمد الخطيب الشاعر له ولد.
اقول اما ابوه محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله فقد كان شاعراً مجيداً ولكنه
مقل، وكان معاصراً للمأمون وأدرك عصر المتوكل وكان له قدر وجلالة عندهما. قال ابو
نصر البخاري في سر السلسلة العلوية: محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله ، أمه
جعفرية وكان مشهوراً بالجمال . وقال المأمون ما رأيت ذكراً أتم جمالاً من محمد ابن
الفضل بن الحسن .
* * *
اقول واذا كان المترجم له من المعاصرين للمتوكل فان المتوكل مات سنة 247 هـ اي في
اواسط القرن الثالث فكان الانسب ان يكون من شعراء هذا القرن.
ادب الطف ـ الجزء الاول 327
7 ـ البسامي علي بن محمد
قال ابن خلكان لما هدم المتوكل قبر الحسين بن علي عليه السلام في سنة 226 قال
البسامي:
تالله إن كـانت امـية قد iiأتت قـتل ابـن بنت نبيها iiمظلوما
فـلقد أتـاه بـنو أبـيه iiبمثله هـذا لـعمرك قـبره iiمهدوما
أسفوا على أن لا يكونوا شايعوا فـي قـتله فـتتبعوه iiرمـيما
واورد الطوسي في الامالي ص 209 عن عبدالله بن دانية الطوري قال : حججت سنة 247 سبع
واربعين ومائتين فلما صدرت من الحج وصرت الى العراق زرت أمير المؤمنين علي بن ابي
طالب على حال خيفة من السلطان ثم توجهت الى زيارة الحسين فإذا هو قد حرث ارضه وفجر
فيها الماء وأرسلت الثيران والعوامل في الارض فبعيني وبصري كنت ارى الثيران تساق في
الارض فتنساق لهم حتى اذا حاذت القبر حادت عنه يميناً وشمالاً فتضرب بالعصى الضرب
الشديد فلا ينفع ذلك ولا تطأ القبر بوجه فما امكنني الزيارة فتوجهت الى بغداد وانا
اقول ـ تالله ان كانت امية قد اتت ـ الابيات.
ادب الطف ـ الجزء الاول 328
الشاعر
في الكنى ابن بسام هو ابو الحسن علي بن محمد بن نصر بن منصور ابن بسام البغدادي
المعروف بالبسامي الشاعر المشهور توفي سنة 303 وفي الجزء الاول من اعيان الشيعة ان
وفاته سنة 302 وفي الاعيان ج 42 ان عمره ينيف على السبعين ومن شعره :
ان عـليـاً لم يـزل مـحـنة
لرابح الديـن ومـغبون
أنزله من نفـسه المصـطـفى
منزلة لم تك بـالـدون
فارجع الى الاعراف حتى ترى
ما صنع الناس بهارون
وقال ياقوت الحموي : كان حسن البديهة شاعراً ماضياً أديباً , وكان مع فصاحته وبيانه
لاحظ له بالتطويل , انما تحسن مقطعاته وتنذر ابياته وهو من أهل بيت الكتابة , كان
جدّه نصر بن منصور يتولى ديوان الخاتم والنفقات والازمة في ايام المعتصم .
وفي انساب السمعاني ج 2 ص 219 .
البسامي . بفتح الباء الموحدة والسين المهملة المشددة بعدها الالف وفي آخرها الميم
, هذه النسبة الى بسام , وهو اسم لجد ابي الحسن علي بن محمد بن منصور بن نصر بن
بسام الشاعر البسامي , من اهل بغداد سائر الشعر مشهور عند اهل الأدب , روى عن محمد
بن يحيى الصولي وابو سهل احمد بن محمد بن زياد القطان وغيرهما , وقيل طلب البسامي
من بعض جيرانه دابة عارية فمنعها فكتب إليه :
بخـلت عـنا بأدهم عجف لست تراني ما عشت أطلبه
فلا تقل صنته فما خلق الله
مصـونا وانـت تـركـبه
مات البسامي في صفر سنة اثنين وثلاثمائة . قال ياقوت في معجم الادباء : وعلي بن
بسام القائل يمدح النحو :
رأيـت لسان المرء وافد عقله وعـنوانه فانـظر بمـاذا تعنون
ادب الطف ـ الجزء الاول 329
فـلا تـعد اصـلاح الـلسان iiفانه يـخـبر عـمـا عـنده iiويـبين
ويـعـجبني زي الـفتى وجـماله فـيسقط مـن عـيني ساعة iiيلحن
عـلى ان لـلاعراب حـداً iiوربما سمعت من الاعراب ما ليس يحسن
ولا خـير بـاللفظ الكريه iiاستماعة ولا فـي قبيح اللحن والقصد iiازين
قال الحصري القيرواني في زهر الآداب : |