ادب الطف

 
 

جواد شبر

ادب الطف

او

شـعراء الحسيـــن ( عليه السلام)

من القرن الاول الهجري حتى القرن الرابع عشر

وما فاتني نصركم باللسان     اذا فاتني نصركم باليـد

 

الجزء الثاني

مؤسـسة التـاريخ

بيروت ـ لبنان

ادب الطف ـ الجزء الثاني 4

1422 هـ ـ2001 م

الطبعة الاولى

ادب الطف ـ الجزء الثاني 5

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا والصلاة على سيدنا الصادق بالحق والصدق والقائل :

إن من الشعر لحكمة ، وإن من البيان لسحرا .

وعلى آله واصحابه المنتجبين .

وبعد فهذا هو الجزء الثاني من (ادب الطف) يقتصر على القرن الرابع الهجري والخامس من شعراء الحسين عليه السلام ، وارجو ان يكون مقبولا ومشمولا بعناية الله انه سميع مجيب .

المؤلف

ادب الطف ـ الجزء الثاني 6

ادب الطف ـ الجزء الثاني 7

شعراء القرن الرابع الهجري

منصور بن سلمة الهروي

ابو بكر محمد بن الحسن بن دريد

احمد بن محمد بن الحسن الصنوبري

علي بن اصدق الحائري

ابو الحسن السري بن احمد الرفاء الموصلي

محمود بن الحسين بن السندي كشاجم

طلحة بن عبيد الله العوني المصري

علي بن اسحاق الزاهي الشاعر

الامير ابو فراس الحمداني

محمد بن هاني الاندلسي

الناشي الصغير ابو الحسن علي بن عبد الله بن الوصيف

الامير محمد بن عبد الله السوسي

سعيد بن هاشم الخالدي

الامير تميم بن الخليفة

علي بن احمد الجرجاني الجوهري

الصاحب اسماعيل بن عباد

محمد بن هاشم الخالدي

الحسين بن الحجاج

علي بن حماد العبدي

احمد بن الحسين بديع الزمان الهمداني

الشريف الرضي

ادب الطف ـ الجزء الثاني 8

ادب الطف ـ الجزء الثاني 9

منصور بن سلمة الهروي

روي الشيخ نجم الدين محمد بن جعفر بن ابي البقا هبة الله المعروف بابن نما الحلي المتوفى سنة 645 هـ . في كتابه (مثير الأحزان) .

قال : قال الهروي الكاتب سمعت منصور بن سلمة الهروي ينشد ببغداد في شهر رمضان سنة احدى عشر وثلثمائة شعرا من جملته .

تصان بنت الدعــي فـي كـلل      ‏‎ الملك ، وبنت الرسول تبتذلُ

يرجى رضى المـصطفى فواعجبا      تقتـل اولاده ويـحـتــمل

ادب الطف ـ الجزء الثاني 10

أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد

قال السيد احمد العطار في المجموع الرائق : هذه قصيدة لابي بكر بن دريد الأزدي في أهل البيت ـ عليهم السلام ـ وهي من أغرب ما جاء في معناها لأن أبا بكر بصري المنشأ والمولد ، وعامة أهل البصرة يدينون بغير هذا المعتقد ، وقد اشتملت من الغرائب ما تتهذب بحفظه السنة المتعلمين والشادين وتتنبه بمثله قرائح المبتدين والمستفيدين وأورد ابن شهر اشوب ثمانية أبيات منها وهي التي تقع بين قوسين . أقول والنسخة المنقولة عنها هذه القصيدة من الخطوط القديمة ولعلها ترجع إلى أول القرن الثامن الهجري :

سـدكـت بـه عـنتا iiتُـفنّده‏‎      وتـظـل  بـالاقتار iiتـوعده
‍‍‌‏‎طــورا  تـهازله لـترضيه      وتـجـد احـيـانا iiفـتصمده
‍‍‌‏‎وتـقول  أبـق فـانه iiنـشب      قـد  شـف طـارفه iiومـتلده
‍‍‌‏‎فـيئ  ومـاخوّلتِ فـاحتجبي      الـمـال ايـسـره iiمـبـدده
‍‍‌‏‎ان  الــذي تـدرين iiعـرته      لا  تـسـتطيف بـه iiمـقرّده
‍‍‌‏‎مـا الـمال إلا مـا نعشت iiبه      ذا عـثـرة لـهـفان iiأرفـده
‍‍‌‏‎أو  مـائلا يـحوى iiبـرغبته      مـسـتشكدا لـلعرف اشـكده
‍‍‌‏‎مـستصفدا ضـاقت iiمـذاهبه      فـعـلي  يـحب أن iiأصـفده
‍‍‌‏‎وغـناء  مـال المرء عنه iiاذا      ارضـى  الصفيح عليه iiملحده
‍‍‌‏‎تالله  افـتـأ سـائـلا iiطـللا      بـالـجزع دعـدعـه iiتـأبده
‍‍‌‏‎مـقو ومـا اقـوى فؤادي من      ذكــرى تـهـيجه iiوتـكمده
‍‍‌‏‎ذكـرى تـزال لها على كبدي      لــذع  يُـضـرّمه iiويـوقده

ادب الطف ـ الجزء الثاني 11

‍‍‌‏‎كـم  إثـر ذكـراهم له iiنفس      يـدمـي مـسـالكه iiتـصعّده
‍‍‌‏‎إنّ  الـلواتي يـوم ذي iiشجُبٍ      اضـنين جـسمك هـنّ عوّده
‍‍‌‏‎فـسلا  فـلا سُـعدى iiتساعده      مــالا ولا هـنـد iiتـهـنّده
‍‍‌‏‎وتـنـكّرت  ريـا iiوجـارتها      وتـهـددت بـالهجر iiمـهدده
‍‍‌‏‎ربـما  يـرقن اذا سـمعن به      دمـعـا يـمار عـليه أثـمده
‍‍‌‏‎والـمرء  خـدن الغانيات iiاذا      غـصن  الـشباب اهتز iiأملده
والـشيب  عـيب عندهن iiاذا      مـا  لاح فـي فـوديه iiيُكسده
‍‍‌‏‎عـاود عـزاك ولا تكن رجلا      بـيد الـمنى والـعجز iiمروده
‍‍‌‏‎وأرى  الأسى خلقت iiمعارضه      لـغليل حـزن الـمرء iiتُبرده
‍‍‌‏‎وفـتى كنصل السيف iiمنصلتا      يـعلو  الـخطوب فـلا iiتُكأده
‍‍‌‏‎صـافحته لا فـاحشا iiحـرجا      والـحُـلق  ألأمُــه iiمُـرّنده
‍‍‌‏‎ولـقد  مُنيت من الرجال iiبمن      غـمر  الـقبائل مـنه iiسودده
‍‍‌‏‎فـملاين  لا يـستلن iiشـططا      ومـخـاشن  لا بـد أضـهده
‍‍‌‏‎يا صاح ما ابصرت من عجب      بـالحق  زاغـت عـنه iiعّنّده
‍‍‌‏‎أألـى  الضلال تحيد عن iiنهج      يـهدى  الـى الجنات iiمرشده
‍‍‌‏‎(إن  الـبرية خـيرها iiنـسبا      إن عــد أكـرمه iiوأمـجده)
‍‍‌‏‎(نـسـب  مـحمده iiمـعظمه      وكـفـاك تـعظيما iiمُـحمّده)
‍‍‌‏‎(نـسب  إذا كـبت الزناد iiفما      تـكـبو إذا مـانضّ iiأزنـده)
‍‍‌‏‎(واخـو الـنبي فـريد iiمحتده      لـم  يُـكبه في القدح iiمُصلده)
‍‍‌‏‎(حـل الـعلاء به على iiشرف      يـتـكأد الـراقين iiمَـصعده)
‍‍‌‏‎أو لـيس خـامس من iiتضمنّه      عـن  أمر روح القدس بُرجده
‍‍‌‏‎إذ قــال أحـمدها iiولاؤهـم      أهـلي  وأهـل الـمرء iiوددّه
يـا رب فـاضممهم الى iiكنف      لا  يـسـتطيع الـكيد iiكـيّده
‍‍‌‏‎(أو  لـم يَـبت ليلا أبو iiحسن      والـمشركون  هـناك رُصّده)
‍‍‌‏‎(مـتـلففا لـيـرد iiكـيـدهم      ومـهاد  خـير الناس iiمَمهده)

ادب الطف ـ الجزء الثاني 12

‍‍‌‏‎(فـوقى الـنبي بـبذل مهجته      وبـأعـين  الـكفار مـنجده)
‍‍‌‏‎وهـو الـذي أتبع الهدى iiيفعا      لـم  يـستمله عـن التقى دده
‍‍‌‏‎كـهل الـتاله وهـو iiمـقتبل      في الشرخ غض الغصن أغيده
‍‍‌‏‎والـشرك يُـعبد عـزياه بـه      جـهـلا دعـائـمه iiوجـلمده
‍‍‌‏‎ومـنازل  الاقـران قد iiعلموا      والـنـقع  مُـطـرّق iiتـلبّده
‍‍‌‏‎خـواض  غـمرة كل iiمعترك      سـيـان ألـيـسه iiورعـدده
‍‍‌‏‎فـسقى الـوليد بكاس iiمنصله      كـأسـا تـوهـله وتـصخده
‍‍‌‏‎فـهوى يـمج نـجيع iiحشرته      والـمـوت يـلفته iiويـقصده
‍‍‌‏‎وسـما بـأحد والـقنا iiقـصد      كـالـليث أمـكـنه iiتـصيّده
‍‍‌‏‎فـأباد  أصـحاب الـلواء iiفلم      يـتـرك لــه كـفّا iiتُـسنّده
‍‍‌‏‎ثـم  ابـن عـبد يـوم أورده      شـربا يـذوق الـموت iiوُرّده
‍‍‌‏‎جـزع الـمداد فـذاده iiبـطل      لـلـه مـرضـاه iiومـعـتده
‍‍‌‏‎وحـصون خيبر إذ أطاف iiبها      لـم يـثنه عـن ذاك iiصُـدّده
‍‍‌‏‎ونـجم قـد عـقد الـولاء iiله      عـقدا  يُـقَلقَل مـنه iiحُـسّده
‍‍‌‏‎مـا نـال في يوم مدى iiشرف      إلا  أبــر فــزاده iiغــده
‍‍‌‏‎مـن  ذا يساجل أو يُناجب في      نـسب  رسـول الله iiمـحتده
‍‍‌‏‎أبـنـاء  فـاطمة الـذين iiاذا      مـجـد  اشـار بـه iiمُـعدّده
‍‍‌‏‎فـذراهـم مـرعى iiهـوامله      ولـديـه  مـنـشأه iiومـولده
‍‍‌‏‎والـمـجد  يـعلم أن أيـديهم      عـنـها اذا قـادتـه iiمـقوده
‍‍‌‏‎لـولاهم كـان الـورى iiهمجا      كـالـبهم فـرّقـه مـشـرّده
‍‍‌‏‎لـولاهم حـار الـسبيل iiبـنا      عـمـا نـحـاوله iiونـقصده
‍‍‌‏‎لـولاهم استولى الضلال iiعلى      مـنـهاجنا واشـتد iiمـوصده
‍‍‌‏‎هـم  حـجة الله الـتي كندت      والله يـنـعم ثــم iiتـكـنده
‍‍‌‏‎هـم  ظـل ديـن الله iiمـدّده      أمـنا  عـلى الـدنيا iiمـمدده
وهــم  قـوام لا يـزيغ iiاذا      مـا مـال ركـن الدين iiيعمده

ادب الطف ـ الجزء الثاني 13

‍‍‌‏‎وهـم  الغيوث الهاميات iiاذا      ضـن  الغمام وجف iiمورده
‍‍‌‏‎وهـم الـحبال المانعات iiاذا      مـا  الـياس اطلقه iiمصفده
‍‍‌‏‎كـم مـن يـد لهم ينوء بها      فـتـهد حـامـلها وتُـلهده
‍‍‌‏‎كــم مـنة لـهم iiمـورثة      آثـار  طـول لـيس iiتفقده
‍‍‌‏‎وإخـال ان الـوقت iiشاملنا      فـمـسيمه مـنا iiومـوعده
‍‍‌‏‎اذ سـار جـند الكفر iiيقدمه      مـتسربلاً  غـدراً iiيُـجنده
‍‍‌‏‎في جحفل يُسجى الفضاء iiبه      كـرهاء بـحر فاض iiمزبده
‍‍‌‏‎طـلاب  ثـار الشرك iiآونة      تـحتثه  طـورا iiوتـحشده
‍‍‌‏‎لـو أن صنديد الهضاب iiبه      يـرمى  لزلزل منه iiصندده
‍‍‌‏‎حـتى  اطافوا بالحسين iiوقد      عـطف الـبلاء وقل منجده
‍‍‌‏‎صـفا كما رص البنا iiوعلى      مـيدانه بـالسيد
(1) iiمُرهده
‌‏‎ ‍‍‌‏‎قـرنين مضطغن ومكتسب      ومـكـاتم  لـلوغم يـحقده
‍‍‌‏‎فرموه عن غرض وليس iiله      مــن مـلـجأ الا iiمـهنده
‍‍‌‏‎وصـميم اسـرته iiوخُلصته      ونـأى فـلم يـشهده iiأحمده
‍‍‌‏‎لـو أن حـمزته iiوجـعفره      وعـلـيّه اذ ذاك iiيَـشـهده
‍‍‌‏‎مـا رامـت الطلقاء حوزته      بـل عـمّها بـالذعر iiمنهده
‍‍‌‏‎مـنعوه ورد الـماء ويـلهم      وحـماه  لـم يـمنع iiتورّده
‍‍‌‏‎خـمسا  أديـم عليه iiسرمده      وأشـد  وقـع الشر iiسرمده
‍‍‌‏‎حـتى  إذا حـامت iiمناجزة      فـي صدر يوم غاب iiأسعده
‍‍‌‏‎ثـاروا  إلـيه فثار لا iiوكلا      ‍‍‌‏‎وأمـامـه عــزم iiيـؤيّده
‍‍‌‏‎كـالقوم  ردد فـي iiلـغادده      هــدرا يـردده iiويـرعده
‍‍‌‏‎والـخيل  تـرهقه iiفيرهقها      ضـربا يفض البيض اهوده
‍‍‌‏‎حـتى  إذا القتل استحر بهم      فـي  مـأزق ضنك مقصّده

(1) السِيد هو الاسد .

ادب الطف ـ الجزء الثاني 14

‍‍‌‏‎وتـخرمت أنـصاره iiوخلا      كـالليث  لـم يـنكل iiتجلّده
‍‍‌‏‎ثبت  الجناب على iiبصيرته      والـعزم لـم يـنقص iiتأكده
‍‍‌‏‎وتـعاورته ضـبى iiسيوفهم      فـتـقيمه طـورا iiوتـقعده
‍‍‌‏‎حـتى هوى فهوى بناء علا      واجـتث مـنتزعا مـوطده
‍‍‌‏‎طمسوا بمقتله الهدى طُمست      عـنهم  مـناهجه iiوأنـجده
‍‍‌‏‎وتـروا النبي به وقد iiوتروا      الـروح  الامين غداة يشهده
‍‍‌‏‎فبكاء  قبر المصطفى iiجزعا      وبـكاء  مـنبره iiومـسجده
‍‍‌‏‎وتـسربلت أفـق السماء iiله      قـتـما  يـخالطه iiتـورده
‍‍‌‏‎وتبجست  صم الصخور دما      لـمـا  عـلاه دم iiيـجسّده
‍‍‌‏‎وأتـيح  لـلماء الـغؤر iiبه      والـغور يـنضبه iiويـثمده
‍‍‌‏‎ومـن  الـفجيعة أن iiهامته      لـلـرمح  تـأطره iiتـأوده
‍‍‌‏‎تهدى  الى ابن العلج محملها      وافـى  طلوع الجبت اجعده
‍‍‌‏‎عـبد يُـجاء بـراس iiسيده      لـما  أذيـل وضـاع iiسيده
‍‍‌‏‎يجرى  براس ابن النبي iiلقد      لـعن  الـمراد بـه iiوروّده
‍‍‌‏‎لـعن الإلـه بـني امية iiما      غـنّى  عـلى فـنن iiمغرده
فـيهم يـحكّم لا يـنهنه في      الاسـلام عـابثه iiومـفسده

ادب الطف ـ الجزء الثاني 15

ابن دريد هو ابو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدري القحطاني البصري الشيعي الإمامي عالم فاضل أديب حفوظ ، شاعر نحوي لغوي ، أخذ عن الرياشي وأبي حاتم السجستاني وغيرهما ، وكان واسع الرواية لم ير أحفظ منه ، يحكى أنه كان إذا قرئ عليه ديوان شعر مرة واحدة حفظه من أوله الى آخره . قال المسعودي ، وكان ابن دريد ببغداد ممن برع في زماننا هذا في الشعر وانتهى في اللغة وقام مقام الخليل بن أحمد فيها ، وأورد أشياء في اللغة لم توجد في كتب المتقدمين وكان يذهب في الشعر كل مذهب ، فطورا يجزل وطورا يرق وشعره أكثر من أن نحصيه أو يأتي عليه كتابنا هذا ، فمن شعره قصيدته المقصورة أو لها :

يـا ظـبية أشـبه شـيء iiبالمها      ترعى الخزامى بين أشجار iiالنقى
‍‍‌‏‎أمـا  تـرى رأسـي حاكى iiلونه      طـرّة صـبح تحت أذيال iiالدجى
واشـتعل الـمبيض فـي iiمسوّده      مثل اشتعال النار في جزل الغضا

(انتهى)

له مصنفات منها كتاب الجمهرة وهو من الكتب المعتبرة في اللغة ، حكي أنه أملاها من حفظه سنة 297 فما استعان عليها بالنظر في شيء من الكتب إلا في الهمزة واللفيف ، واشتهرت مقصورته غاية الاشتهار وقد اعتنى بشرحها خلق كثير وعارضه فيها جماعة من الشعراء منهم ابو القاسم علي التنوخي الانطاكي وعد ابن شهر اشوب ابن دريد من شعراء أهل البيت (ع) ومن شعره :

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث