ادب الطف ـ الجزء الثاني 16
أهوى النـبي مـحمدا ووصــيه
وابنيه وابنته الـبتول الطاهــرة
أهل العــبـاء فإنني بولائــهم
أرجو السلامـة والنجا في الآخرة
وأرى محـبة من يقول بفضلهـم
سببا يجير مـن الســبيل الجائرة
أرجو بذلك رضى المهيمن وحـده
يوم الوقوف على ظـهور الساهرة
توفي ببغداد 18 شعبان سنة 321 يوم وفاة ابي هاشم الجبائي قال الناس مات علم اللغة
وعلم الكلام بموت ابن دريد وابي هاشم ودفنا بالخيزرانية .
قال الامين في أعيان الشيعة مولده بالبصرة في سكة صالح سنة 223 وتوفي يوم الاربعاء
لاثنتي عشرة ليلة بقين من شعبان أو من رمضان سنة 321 فيكون عمره ثماني وتسعين سنة
وقال ابن خلكان يقال انه عاش ثلاثا وتسعين سنة لا غير .
وذكره صاحب رياض العلماء فقال : كان وزيرا لبني ميكال امراء الشيعة في فارس فعهدوا
اليه نظارة ديوانهم حتى كانت الأوامر تصدر عنه ويوقع عليها بتوقيعه وبلغ أعلى
المراتب ولما خلع بنو ميكال وذهبوا الى ارض خراسان جاء ابن دريد الى بغداد سنة 308
واتصل بالوزير الشيعي علي بن الفرات فقربه الى المقتدر فأمر له بخمسين دينارا كل
شهر حتى مات .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 17
من مقصورة ابن دريد في الحكم والأخلاق الكريمة
مَـن لم يعظه الدهر لم ينفعه iiما راح بـه الـواعظ يوما أو iiغدا
مَـن لـم تُـفده عـبرا iiأيـامه كـان الـعمى أولى به من الهدى
مَـن قـاس مـا لم يره بما iiيرى أراه مـايـدنو الـيه مـا iiنـأى
مَن عارض الأطماع باليأس رنت الـيه عـين العز من حيث iiرنا
مَـن لـم يـقف عند انتهاء قدره تـقاصرت عنه فسيحات iiالخطا
مَـن نـاط بالعجب عرا iiأخلاقه نيطت عُرا المقت الى تلك iiالعرا
مَـن طـال فوق منتهى iiبسطته أعـجزه نـيل الدنابله(1) iiالقصا
ولـلفتى مـن مـاله مـا قدّمت يـداه قـبل مـوته لا مـا iiاقتنى
وإنـمـا الـمرء حـديث iiبـعده فـكن حـديثا حـسنا لمن وعى
اقول وشطر هذه المقصورة السيد محمد بن مال الله بن معصوم القطيفي النجفي المتوفى
سنة 1271 وجعل التشطير في رثاء الحسين وستأتي الترجمة في شعراء القرن الثالث عشر ان
شاء الله .
ومن شعره قوله :
غرّاء لو جلت الخدود iiشعاعها للشمس عند طلوعها لم iiتشرق
غصن على دعص تأوّد iiفوقه قـمر تـألق تحت ليل iiمطبق
(1) بله اسم فعل معناه دع واترك يعني ان من طلب فوق ما في سعته لم يدرك قريبا ولا
بعيدا .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 18
لو قيل للحسن احتكم لم iiيعدها أو قيل خاطب غيرها لم ينطق
وكـأننا من فرعها في مغرب وكـأننا من وجهها في iiمشرق
تـبدو فيهتف للعيون iiضياؤها الـويل حـل بمقلة لم iiتطبق
أورد السيد الأمين له في الاعيان ترجمة ضافية ذكر فيها اقوال العلماء فيه ومشائخه
وتلامذته وشعره وأخباره مفصلة .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 19
أحمد بن محمد بن الحسن الصنوبري
يـا خـير من لبس iiالنبوة مــن جـميع الانـبياء
وجـدي على سبطيك iiوج د لـيس يـؤذن بانقضاء
هــذا قـتـيل iiالاشـقيا ء وذا قـتـيل iiالادعـياء
يـوم الـحسين هرقت iiدم ع الارض بل دمع iiالسماء
يـوم الـحسين تركت iiبا ب الـعز مـهجور iiالفناء
يـا كـربلاء خـلقت iiمن كـرب عـليّ ومن iiبلاء
كـم فـيك من وجه iiتش رّب مـاؤه مـاء iiالـبهاء
نـفسي فـداء iiالمصطلي نـار الوغى أي iiاصطلاء
حـيث الاسـنة في iiالجوا شن كالكواكب في iiالسماء
فـاختار درع الصبر iiحي ث الصبر من لبس iiالسناء
وابــى إبـاء الأسـد إ نّ الأسـد صـادقة iiالإباء
وقـضى كريما إذ iiقضى ظـمآن فـي نـفر iiظماء
مـنعوه طـعم الـماء iiلا وجـدوا لـماء طعم iiماء
مَـن ذا لـمعقور iiالـجوا د مـمال أعـواد الـخباء
مَـن لـلطريح الشلو iiعر يـانـا مُـخلّى iiبـالعراء
مَــن لـلمحنط بـالترا ب ولـلـمغسل iiبـالدماء
ادب الطف ـ الجزء الثاني 20
مـن لابـن فـاطمة iiالمغ يّب عن عيون الاولياء(1)
وللصنوبري ذكرها صاحب الدر النظيم في الأئمة اللهاميم :
ذكـر يوم الحسين بألطف iiأودى بـصماخي فـلم يدع لي iiصماخا
مـتبعات نـسأوه الـنوح iiنوحا رافـعات إثـر الصراخ صراخا
مـنعوه مـاء الـفرات iiوظـلّوا يـتـعـاطونه زلالا iiنـقـاخـا
بـأبي عـترة الـنبي و iiأمـي سـد عـنهم مـعاند iiأصـماخا
خـير ذا الـخلق صبية iiوشبابا وكـهـولا وخـيرهم iiأشـياخا
أخـذوا صـدر مفخر العز iiمذكا نـوا وخـلّوا لـلعالمين iiالمخاخا
الـنقيّون حـيث كـانوا iiجيوبا حـيث لا يأمن الجيوب iiاتساخا
خـلقوا أسـخياء لا iiمـتساخين ولـيس الـسخى مـن يتساخى
أهل فضل تناسخوا الفضل iiشيبا وشـبابا اكـرم بـذاك iiانتساخا
يـا ابن بنت النبي اكرم به iiابنا وبـأسـناخ جــدّه iiاسـنـاخا
وابـن مـن وازر الـنبي iiووالا ه وصـافاه فـي الـغدير iiوواخا
وابـن مـن كـان للكريهة iiركنا بـاً وفـي وجـه هولها iiرساخا
للطلى تحت قسطل الحرب iiضرّا يـا وللهام في الوغى iiشداخا(2)
مـا عـليكم أنـاخ كـلكله الـد هـر ولـكن عـلى الانام اناخا
(1) رواها بن شهر اشوب في المناقب .
الاعيان ج 9 ص 356 والغدير .
(2) الطلى بالكسر طلية وهو العنق ومن كلامهم : اللحية حلية ما لم تطل عن الطلية .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 21
بالله يـا دمـع الـسحائب iiسقّها ولـئن بـخلت فـأدمعي iiتسقيها
يـا مغريا نفسي بوصف iiغريرة أغـريت عـاصية على iiمغريها
لا خير في وصف النساء فاعفني عـما تـكلفنيه مـن iiوصـفيها
يـا رب قـافية حلى iiامضاؤها لـم يحل ممضاها الى iiممضيها
لا تـطمعن الـنفس في iiإعطائها شـيئا فـتطلب فوق ما iiتعطيها
حـب الـنبي مـحمد iiووصـيه مـع حـب فـاطمة وحب iiبنيها
أهل الكساء الخمسة الغرر iiالتي يـبني الـعلا بـعلاهم iiبـانيها
كـم نـعمة أولـيت يا iiمولاهم فـي حـبهم فـالحمد iiلـلموليها
إن الـسفاه بـترك مـدحي iiفيهم فـيحق لـي أن لا أكون iiسفيها
هـم صفوة الكرم الذي iiأصفيهم ودي وأصـفيت الـذي يصفيها
أرجـو شـفاعتهم وتلك iiشفاعة يـلتذ بـرد رجـائها iiراجـيها
صـلّوا عـلى بنت النبي محمد بـعد الـصلاة على النبي iiأبيها
وابـكوا دمـاءلو تـشاهد سفكها فـي كـربلاء لـما ونت iiتبكيها
يـا هـولها بين العمائم iiواللهى تـجري وأسياف العدى iiتجريها
تـلك الـدماء لـو انها توقى إذا كـانت دمـاء الـعالمين iiتـقيها
لـو أن مـنها قـطرة تفدى iiإذا كـنـابنا وبـغـيرنا iiنـفـديها
إن الـذين بـغوا إراقـتها iiبغوا مـيشومة الـعقبى عـلى باغيها
قتل ابن من أوصى اليه خير iiمن أوصـى الوصايا قط أو iiيوصيها
رفــع الـنبي يـمينه iiبـيمينه لـيرى ارتـفاع يـمينه iiرائيها
فـي موضع أضحى عليه iiمنبها فـيـه وفـيه يـبدئ iiالـتشبيها
آخـاه فـي ضـم ونـوّه iiباسمه لـم يـأل فـي خـير به iiتنويها
هـو قـال (اقـضاكم) علي iiإنه أمـضى قـضيته التي iiيمضيها
هـو لـي كهارون لموسى iiحبذا تـشـبيه هـرون بـه تـشبيها
يـوماه يـوم لـلعدى iiيـرويهم جــودا ويـوم لـلقنا iiيـرويها
يـسع الأنـام مـثوبة وعـقوبة كـلتاهما تـمضي لـما iiيمضيها
ادب الطف ـ الجزء الثاني 22
بـيد لـتشييد الـمعالي iiشطرها ولـهدم أعـمار الـعدى بـاقيها
ومـضاء صبر ما رأى راء iiله فـيما رآه مـن الصدور iiشبيها
لـو تـاه فـيه قوم موسى iiمرة أخـرى لأنسى قوم موسى iiالتيها
عـوجا بـدار الطف بالدار التي ورث الـهدى أهلوه عن iiاهليها
نـبكي قـبورا إن بكينا iiغيرها بـعض الـبكاء فـانما iiنـعنيها
نـفدت حـياتي في شجى iiوكآبة لـله مـكتئب الـحياء iiشـجيها
بـأبي عـفت منكم معالم iiأوجه أضـحى بها وجه الفخار وجيها
مالي علمت سوى الصلاة iiعليكم آل الـنـبي هـديـة iiأهـديها
وأسـا عـلي فـإن أفأت بمقلتي يـحدي سـوابق دمـعها iiحاديها
سـقيا لـها فـئة وددت iiبـأنني مـعها فـسقاني الـردى iiساقيها
تـلك التي لا أرض تحمل iiمثلها لا مـثل حـاضرها ولا iiبـاديها
قـلبي يـتيه على القلوب iiبحبها وكـذا لـساني لـيس يملك iiتيها
وأنـا الـمدلّه بـالمرائي iiكـلما زادت أريــد بـقولها iiتـدليها
يـرئي نـفوسا لـو تطيق iiإبانة لـرئت لـه من طول ما iiيرئيها |