ادب الطف ـ الجزء الثاني 23
أبو بكر احمد بن محمد بن الحسن بن مراد الضبي الحلبي الانطاكي المعروف بالصنوبري
توفي سنة 334 .
ذكره الامين في اعيان الشيعة فقال : كان شاعرا مجيدا مطبوعا مكثرا وكان عالي النفس
ضنينا بماء وجهه عن ان يبذله في طلب جوائز ممدوح صائنا لشأنه عن الهجاء يقول الشعر
تأدبا لا تكسبا ، مقتصرا في اكثر شعره على وصف الرياض والأزدهار . وكان يسكن حلب
ودمشق قال الشيخ عباس القمي في (الكنى والألقاب) : ذكره ابن شهر اشوب في شعراء أهل
البيت (ع) وله أشعار في مدائح أهل البيت ومرائيهم أقول : ان السيد الامين اسماه
احمد بن محمد وكناه بأبي بكر ولكن الشيخ القمي في الكني والالقاب اسماه ابو بكر بن
أحمد بن محمد وقول الشيخ الأميني موافق لما رواه السيد في الأعيان .
قال الثعالبي : تشبيهات ابن المعتز ، وأوصاف كشاجم ، وروضيات الصنوبري متى اجتمعت
اجتمع الظرف والطرف وسمع السامع من الاحسان العجب .
وله في وصف حلب ومنتزهاتها قصيدة تنتهي الى مائة واربعة أبيات توجد في معجم البلدان
للحموي ج 3 ص 317 وقال البستاني في (دائرة المعارف) ج 7 ص 137 هي اجود ما وصف به
حلب ، مستهلها .
احبسا العيس احبساها وسلا الدار سلاها
قال الشيخ الاميني : واما تشيعه فهو الذي يطفح به شعره الرائق ونص بذلك اليماني في
نسمة السحر وعده ابن شهر اشوب من مادحي أهل البيت عليهم السلام وأما دعوى صاحب
النسمة انه كان زيديا واستظهاره ذلك من شعره فاحسب أنها فتوى مجردة فانه لم يدعمها
بدليل ، وشعره الذي ذكره هو وغيره خال من اي ظهور ادعاه واليك نبذا مما وقفنا عليه
في المذهب . قال في القصيدة يمدح بها عليا أمير المؤمنين عليه السلام .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 24
اخـي حـبيبي حـبيب الله لا iiكذب وابـناه لـلمصطفى المستخلص ابنان
صـلى الـى الـقبلتين المقتدى بهما والـناس عـن ذاك في صم وعميان
مـا مـثل زوجـته اخرى يقاس iiبها ولا يـقاس عـلى سـبطيه iiسـبطان
فـمضمر الـحب في نور يخص iiبه ومـضمر البغض مخصوص بنيران
هـذا غـدا مـالك فـي النار iiيملكه وذاك رضــوان يـلقاه iiبـرضوان
رُدّت لـه الشمس في أفلاكها iiفقضى صـلاتـه غـير مـا سـاه ولا iiوان
ألـيس مـن حـل مـنه في iiأخوّته محل هارون من موسى بن عمران ؟!
وشـافع الـملك الـراجي iiشـفاعته إذ جـاءه مـلك فـي خـلق iiثـعبان
قـال الـنبي لـه : أشـقى البريّة iiيا عـلـي إذ ذُكـر الأشـقى iiشـقيّان
هـذا عـصى صالحا في عقر iiناقته وذاك فـيـك سـيـلقاني iiبـعصيان
لـيخضبن هـذه مـن ذا أبـا حسن فـي حـين يـخضبها من أحمر iiقان
ومن شعر الصنوبري ما رواه النويري في نهاية الارب :
محن الفتى يخبرن عن فضل الفتى
كالنار مخبرة بفضل العنبر
وقال :
رب حــال كـأنها مُـذهَب ال ديباج صارت من رقة كاللاذ(1)
وزمـان مـثل ابنة الكرم iiحُسنا عاد عند العيون مثل iiالداذي(2)
أو مـا مـن فساد رأى iiالليالي ان شـعري هـذا وحالي iiهذي
(1) اللاذة : ثوب حرير احمر صيني والجمع لاذ .
(2) الداذي : شراب للفساق .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 25
ومن شعره في اهل البيت عليهم السلام(1) :
سقى حلب المزن مغنى iiحلب فـكم وكـلت طربا iiبالطرب
وكـم مستطاب من العيش iiلي لـديها إذا العيش لم iiيستطب
إذا نـشـر الـزهر أعـلامه بـهـا ومـطارده iiوالـعذب
غـدا وحـواشيه مـن iiفضة تـرفّ وأوسـاطه من iiذهب
تـلاعبه الريح iiصدرالضحى فـيجلى عـلينا جلاء iiاللعب
مـتى مـا تـغنّت iiمـهاريه وانـشد دبـسيّه أو iiخـطب
نـدبت ونُـحت بـني iiاحمد ومـثلي نـاح ومـثلى iiندب
بني المصطفى المرتضى خاتم الـنبيين والـمنخب iiالمنتخب
لا ســرى مـسراه إلا iiبـه وما مسّه في السرى من iiتعب
أم الـقـمر انـشـق إلا لـه ليقضي ما قد قضى من iiأرب
ولا يـد سـبّح فيها iiالحصى سـوى يـده في جميع الحقب
وفـي تـفلة رد عين iiالوصي إلـى حـال صحتها إذ iiأحب
اخـوه وزوج احـب iiالورى الـيه ومـسعده فـي iiالنوب
لـه ردت الشمس حتى iiقضى الـصلاة وقـام بما قد iiوجب
وزكّــا بـخـاتمه iiراكـعا رجـاء المجازاة في iiالمنقلب
ابـو حـسن والحسين iiالذَين كـانا سـراجي سراج العرب
هـما خـير ماش مشى iiجدّة وجــداً وأزكـاه أمـاً وأب
* * *
أنـيخا بنا العيس في iiكربلاء مـناخ الـبلاء مـناخ الكرب
نـشـم مـمسّك ذاك iiالـثرى ونـلثم كـافور تـلك iiالترب
ونـقضي زيـارة قـبر بـها فــان زيـارتـه iiتـستحب
(1) عن المجموع الرائق السيد أحمد العطار ـ مخطوط .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 26
سـآسي لـمن فيه كل iiالاسى واسـكب دمعي له ما انسكب
لـمن مات من ظمأ iiوالفرات يـرمي بـامواجه مـن iiكثب
يـروم اقـترابا فيحمونه iiال وصـول الـيه اذا ما اقترب
وقـد أنـصب الفاطميات iiما يعانيه تحت الوغى من iiنصب
اذا هــو ودّعـهن iiانـتحبن مـن حـر تـوديعه iiوانتحب
أيـابن الرسول ويابن iiالبتول يـا زيـنة الـعلم زين الأدب
كـأني بـشمر مـكبّا iiعـليك ويـل لـشمر على من iiأكب
ومـهري ماض مخلّى iiالعنان خضيب اللبان خضيب iiاللبب
وقـد أجلت الحرب عن iiنسوة سقتها يد الحرب كاس iiالحرب
يـلاحظن وجـهك فوق iiالقناة ويـذهبن بـاللحظ أنّى ذهب
فـبـوركت مـرثية iiحُـليت مـن الحَلي بالمنتقى iiالمنتخب
الـى ضَـبّة الكوفة iiالاكرمين تـنسّب اكـرم بـهذا iiالنسب
الـى الـقائمين بحق iiالوصي عـند الرضاء وعند iiالغضب
ادب الطف ـ الجزء الثاني 27
وقال أيضا فيهم صلوات الله عليهم(1)
حــيّ ولا تـسـأم الـتـحيات ونـاج مـا اسـطعت من iiمناجاة
حـيّ ديـارا أضـحت iiمـعالمها بـالـطف مـعلومة iiالـعلامات
وقـل لـها يـا ديار آل iiرسول الله يــا مـعـدن الـرسـالات
وقـل عـليك الـسلام ما iiانبرت الـشـمس أو الـبدر iiلـلبريات
هــم مـناخ الـهدى iiومـنتجع الـوحي ومـستوطن iiالـهدايات
إن يَـتلُ تـالي الـكتاب فضلهم يـتل صـنوفا مـن iiالـتلاوات
خـصّوا تـلك الآيـات iiتـكرمة اكــرم بـتلك الآيـات آيـات
هـم خـير ماش مشى على iiقدم وخـير مَـن يـمتطي iiالمطيّات
هـم عـلّموا الـعالمين أن عبدوا الله وألـغـوا عـبـادة iiالـلات
عُـجـت بـأبـياتهم iiأسـائـلها فـعـجت مـنها بـخير iiأبـيات
عـلـى قـبور زكـية ضـمنت لـحـودها أعـظـما زكـيّـات
أذكــى نـسيما لـمن iiيـنسّمها مـن زهـرات الـربى iiالذكيّات
واصـلـها الـغيث بـالغدو iiولا صـارمـها الـغيث بـالعشيّات
الـشـافـعون الـمـشفعون iiإذا مـا لـم يـشفّع ذوو iiالـشفاعات
من حين ماتوا أحيوا ، وليس كمن أحـياؤهم فـي عـداد iiأمـوات
جـلّـت رزايـاهم فـلست iiأرى بــعـد رزيـاتـهم رزيّــات
(1) عن المجموع الرائق تأليف السيد احمد العطار ـ مخطوط .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 28
نـوحا عـلى سيدي الحسين نعم نـوحا عـلى سـيدي بن iiسادات
نـوحا تـنوحا مـنه على iiشرف مـجـدّل بـيـن iiمـشـرفيات
ذقـنا بـدوق الـسيوف من iiدمه مــرارة فـاقـت iiالـمرارات
كـأنـني بـالدماء مـنه iiعـلى خـيـر تـراق وخـير iiلـبّات
ذيـد حـسين عـن الـفرات iiفيا بـلـيّـة أثــمـرت بـلـيات
لـم يـستطع شـربه وقد iiشربت مـن دمـه الـمرهفات iiشربات
مـا لـك ما غُرت يا فرات iiولم تـسـق الـخبيثين iiوالـخبيثات
كـم فـاطميين مـنك قد iiفُطموا مـن غـير جـرم iiوفـاطميات
ويـل يـزيد غـداة يـقرع iiبالق ضـيب مـن سـيدي iiالـثنيات
فــزد يـزيدا لـعنا iiوأسـرته مــن نـاصـبيّ iiونـاصبيات
الـعنه والـعن مـن ليس iiيلعنه ثُـبت بـذا أفـضل iiالـمثوبات
الـجن والانـس والملائكة الكرام تـبـكـي بـــلا iiمـحـاشاة
عـلى خضيب الاطراف من iiدمه يـا هـول اطـرافه iiالخضيبات
فـي لـمّة مـن بني أبيه iiحوت طـيـب الأبــوّات iiوالـبنوّات
مَـن يـسل وقـتا فـان iiذكرهم مـجدد لـي فـي كـل iiأوقـاتي
بـهم أجـازي يوما الحساب iiإذا مـا حـوسب الـخلق iiلـلمجازاة
تـجـارتي حـبـهم iiوحـبّـهم مـا زال مـن أربـح iiالتجارات
ادب الطف ـ الجزء الثاني 29
وقوله(1)
لـوعـة مـا iiتـزحرح وجـوى لـيس iiيـبرح
وشـجـى مــا iiأزال افـيـق مـنه iiواصـبح
وأســى كـلـما iiخَـبا خـبـوه عــاد iiيـقدح
وحــسـود iiيـحـاول الـجد مـن حيث iiيمزح
فـهو يـأسو اذا iiحـض رت وإن غـبت iiيـقدح
فـمداج مـوارب iiومبين ومـبـيـن iiمـصـرح
كـإبن آوى يـعوي ور أى وكـالـكلب iiيـنبح
عـجبي والخطوب iiتب رح فـيـنا iiوتـسـنح
لـطلابي لـراحة iiالعي ش والــمـوت iiأروح
قـل لـباغي ربح iiبمدح اذا ظـــل يــمـدح
مــدح آل الـنبي iiيـا بـاغي الـربح iiأربـح
مَـن بـهم تـمنح iiالنجا ة غــدا حـين iiتـمنح
وبـهم تـصلح iiالامـور الـتـي لـيس iiتـصلح
مـا فـصبح إلا iiوهـم بـالعلى مـنه iiأفـصح
سـبقوا شـرح ذي النه هـى بنهى ليس iiتشرح
هــم عـلى iiالـمعتفين أوســع أيـد iiوأفـسح
(1) عن المجموع الرائق تأليف السيد احمد العطار مخطوط .
|