ادب الطف ـ الجزء الثاني 30
كـلـما وزنــوا iiبـه فـهـم مـنـه أرجـح
طـيّر الـنار في iiالحشا طـايـر ظـل يـصدح
نـاح شـجواً وما iiدرى أنـنـي مـنـه iiأنـوح
أنـا أشـجى مـنه فوادا وأضــنـى iiوأقــرح
لــي فــواد iiبـناره كــل يــوم iiمـلوّح
وحـشـاً مـا الـمدى م دى حـرقـاتي iiيـشرّح
لـلحسين الـذي iiالـشؤ ن بــذكـراه تـسـفح
لابـن مَـن قام iiبالنصي حــة إذ قـام iiيَـنصح
الـذبـيح الـذبيح iiمـن عـطـش وهـو يـذبح
مـن رأى ابـن iiالـنبي فـي دمـه كـيف iiيسبح
طـامـحا طـرفه iiالـى اهـلـه حـين تـطمح
يـطـبق الـعين iiوهـو فــي كـربات ويـفتح
بـي جـوى iiلـلحسين يـؤلـم قـلبي iiويـقرح
ابـطحي مـا إن iiحوى مـثـله قــط iiأبـطح
تـلمح الـمكرمات iiمـن طـرفـه حـين iiيـلمح
أيّ قـبر بالطف iiأضحى بــه الـطـف يُـبجح
بـابي الـطف مـطرحا لـلـعلى فـيه iiمـطرح
ظاهر الارض منه تحزن والـبـطـن iiتـفـرح
مـالسفر بـالطف iiامسوا حـلـولا iiوأصـبـحوا
من صريع على iiجوانبه الــطـيـر جُــنّـح
وطـريح عـلى iiمحاسنه الــتـرب iiيـطـرح
فـلـحى الله iiمـستبيحى حـمـاهم وقـد iiلُـحوا
مـا قبيح إلا وما iiارتكب الــقــوم iiأقــبـح
آل بـيت الـنبي مـالي عـنـكـم iiتـزحـزح
أفـلـح الـسـالكون iiظ ل هـداكـم iiوانـجحوا
ادب الطف ـ الجزء الثاني 31
انـا فـي ذاك iiلاسـوى ذاك اسـعـى iiواكـدح
فـعـسـى الله iiعــن ذنـوبي يـعفو iiويصفح
وقال كما في المجموع الرائق :
يـا حـادي الركب أنخ يا iiحادي مـا غـير وادي الطف لي iiبواد
يـعتادني شوقي الى الطف فكن مـشاركي فـي سـومي iiالمعتاد
لـله ارض الـطف ارضـا انها ارض الهدى المعبود فيها iiالهادي
أرض يـحارالطرف في iiحايرها مـهما بـدى فـالنور مـنه iiباد
حـيى الـحيا الطف وحيّا iiاهله مـن رائـح مـن الحيا أو iiغاد
حـتى تـرى أنـواره iiمـوشية تـزهي عـلى مـوشية الابراد
زهـوي بـحب المصطفى iiوآله عـلى الأعـادي وعلى iiالحساد
قــوم عـلى مـنهم وابـناء iiأ فـديـهم بـآبـائي وبـالأجداد
هـم الأولى ليس لهم في iiفخرهم نــد وحـاشاهم مـن iiالأنـداد
يـا دمع اسعدني ولست iiمنصفي يـا دمع ان قصرت في iiاسعادي
ما انس لا انسى الحسين والاولى بـاعوا بـه الاصـلاح iiبالافساد
لـما رآهـم أشـرعوا صم iiالقنا وجـردوا الـبيض من iiالاغماد
نـازعـهم ارث ابـيـه iiقـائلا ألـيـس ارث الاب iiلــلاولاد
أنـا الـحسين بن علي أسد iiال روح الـذي يـعلو على iiالاساد
فـاضمروا الصدق له iiواظهروا قـول مـصرّين عـلى الاحقاد
فـفارق الـدنيا فـديناه iiوهـل لـذايـق كـاس الـمنايا iiفـاد
ولـم يـرم زادا سوى الماء فما ان زودوه مـنه بـعض iiالـزاد
اروى الـتراب ابن علي من دم أي دم وابــن عـلـي iiصـاد
تلك الصفايا من بنات iiالمصطفى فـي مـلك أوغـاد بني iiأوغاد
قـريـحة اكـبـادها iiيـمـلكها عـصـابة غـلـيظة iiالاكـباد
ادب الطف ـ الجزء الثاني 32
لـذا غــدت أيامنا iiمـأتما وكـنّ كالاعراس iiوالاعـياد
وقوله كما في المجموع الرائق :
سـر راشـدا يا أيها iiالسائر مـا حار مَن مقصده iiالحائر
مـا حار من زار إمام iiالهدى خـير مـزور زاره iiالزاير
مَـن جـده أطـهر جد iiومَن أبـوه لا شـك الاب iiالطاهر
مقاسم النار ، له المسلم iiالمؤ مـن مـنا ، ولـها iiالـكافر
دان بـدين الـحق طفلا iiوما ان دان لابــاد ولا iiحـاظر
الـوارد الـكهف على iiفتية لا وارد مـنهم ولا iiصـادر
حـتى اذا سـلّم ردوا iiوفـي ردّهـم مـا يـخبر الـخابر
اذكـر شـجوى ببني iiهاشم شجوى الذي يشجى به الذاكر
اذكرهم ما ضحك الروض iiأو مـا نـاح فيه وبكى iiالطائر
يوم الحسين ابتز ضبري iiفما مـنى لا الصبر ولا iiالصابر
لهفي على مولاي iiمستنصرا غـيب عن نصرته iiالناصر
حـتـى إذا دار بـمـاساءنا عـلى الـحسين القدر iiالدائر
خـرّ يـضاهي قمرا زاهرا وايـن مـنه الـقمر iiالزاهر
وأم كـلـثـوم iiونـسـوانها بـمـنظر يـكبره iiالـناظر
يـسارق الـطرف إليها iiوقد انـحى عـلى منحره iiالناحر
فـالدمع مـن مـقلته iiقاطر والـدمع مـن مـقلتها iiقاطر
يـا من هم الصفوة من iiهاشم يـعـرفها الاول iiوالآخــر
ذا الـشاعر الضبي يلقى iiبكم مـا لـيس يـلقى بكم شاعر
ادب الطف ـ الجزء الثاني 33
وقوله فيهم عليهم السلام من قصيدة اولها :
عوجا على الطف iiالحنايا مـا طـوره أطر iiالحنايا
فـهناك مـثوى الاصـفيا ء الـمنتمين الى iiالصفايا
لم ترع لا الموصي ولا ال مـوصى اليه ولا iiالوصايا
ابــن الـنـبي iiمـعفر وبـنات فـاطمة iiسـبايا
خـير الـبرايا ، iiرأسـه يـهدى الـى شر iiالبرايا
لــم ادر لـلصبيان أذر ف أدمـعـي أم لـلصبايا
تالله لا تـخفى iiشـجوني لا وعـــلام iiالـخـفايا
ويـزيد قد وضع iiالقضي بَ من الحسين على iiالثنايا
فـهبوه ما استحيى iiالنبي ولا الـوصي أمـا iiتحايا
ادب الطف ـ الجزء الثاني 34
بعض الشعراء الكوفيين :
ايها العينان فيضا واستهلا لا تغيضا
لم أمرّضه فاسـلو لا ولا كان مريضا
روى المفيد رحمه الله في الامالي عن النيسابوري أن ذرة النائحة رأت فاطمة الزهراء
عليها السلام فيما يرى النائم وأنها وقفت على قبر الحسين عليه السلام تبكي وأمرتها
أن تنشد :
ايـها الـعينان iiفيضا واسـتهلا لا iiتـغيضا
وابـكيا بـالطف iiميتا ترك الصدر iiرضيضا
لـم أمـرضه iiقـتيلا لا ولا كان مريضا(1)
(1) المناقب لابن شهر اشوب ج 2 ص 189 .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 35
قال السيد الامين في (الاعيان) ج 17 ص 320
عليّ بن أصدق الحائري
عصره بين المائة الثالثة والرابعة
عن كتاب المحاضرة وأخبار المذاكرة للتنوخي انه ان بالحائر من كربلاء رجل يدعى ابن
اصدق ينوح على الحسين عليه السلام فبعث ابو الحسن الكاتب الى هذا المنشد أبا القاسم
التنوخي علي بن محمد بن داود والد مؤلف النشوار ـ لينوح على الحسين بقصيدة لبعض
الشعراء الكوفيين وأولها :
ايها العينان فيضا واستهلا لا تغيضا
لم امرضه فاسلو لا ولا كان مريضا
قال ابو القاسم وكان هذا في النصف من شعبان والناس اذ ذاك يلقون جهدا جهيدا من
الحنابلة اذا ارادوا الخروج الى الحائر فلم ازل اتلطف حتى خرجت فكنت في الحائر ليلة
النصف من شعبان .
وولد ابو القاسم هذا سنة 278 ومات سنة 342 .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 36
أبو الحسن السري بن أحمد الرفاء الموصلي
السري الرفاء الموصلي بمدح أهل البيت ويذكر الحسين عليه السلام(1)
:
نـطوي الـليالي عـلما أن iiستطوينا فـشعشعيها بـماء الـمزن iiواسـقينا
وتـوجّي بـكؤوس الـراح iiايـدينا فـانـما خـلـقت لـلـراح iiايـدينا
قـامت تـهز قـواما نـاعما iiسرقت شـمائل الـبان مـن اعـطافه iiاللينا
تـحث حـمراء يـلقاها المزاج iiكما الـقيت فـوق جـنّي الـورد نسرينا
فـلست أدري اتـسقينا وقـد iiنفحت روائــح الـمسك مـنها أم تـحيينا
قـد مـلكتنا زمـام الـعيش iiصافية لـو فـاتنا الـملك راحت عنه تسلينا
ومـخطف الـقد يـرضينا iiويسخطنا حـسـنا ويـقـتلنا دلا iiويـحـيينا
لـما رأيـت عـيون الـدهر تلحظنا شـزرا تـيقّنتُ أن الـدهر iiيـردينا
نـمضي ونـترك مـن الفاظنا iiتحفا تـنسي ريـاحينها الشرب iiالرياحينا
ومــا نـبـالي بـذم الاغـبياء iiاذا كـان الـلبيب مـن الاقـوام iiيطرينا
ورب غــراء لـم تـنظم قـلائدها إلا لـيُـحمد فـيـها iiالـفـاطميونا
الـوارثـون كـتـاب الله iiيـمنحهم ارث الـنبي عـلى رغـم iiالمعادينا
والـسابقون الـى الـخيرات iiينجدهم عـتق الـنجار اذا كـل iiالـمجارونا
قـوم نـصلي عـليهم حين iiنذكرهم حُـبّـا ونـلعن اقـواما iiوالـعرانينا
اغـنتهم عـن صـفات المادحين لهم مـدائـح الله فـي طـاها ويـاسينا
(1) القصيدة في ديوانه المطبوع بالقاهرة سنة 1355 .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 37
فـلـست أمـدحهم الا لأرغـم iiفـي مـديـحهم انـف شـانيهم iiوشـانينا
أقـام روح وريـحان عـلى iiجـدث ثـوى الـحسين بـه ظـمآن iiآمـينا
كـأن أحـشاءنا مـن ذكـره iiأبـدا تطوى على الجمر او تحشى السكاكينا
مـهلا فـما نـقضوا آثـار iiوالـده وانـما نـقضوا فـي قـتله iiالـدينا
آل الـنـبي وجـدنا حـبكم iiسـببا يـرضى الالـه بـه عـنا iiويرضينا
فــمـا نـخـاطبكم إلا iiبـسـادتنا ولا نـنـاديـكـم إلا iiمـوالـيـنـا
فـكم لـنا مـن مـعاد فـي مودتكم يـزيدكم فـي سـواد الـقلب iiتمكينا
(وكـم لـنا مـن فـخار في iiمودتكم يـزيدها فـي سـواد القلب iiتمكينا)
ومـن عـدو لـكم خـف iiعـداوته الله يـرمـيه عـنا وهـو iiيـرمينا
إن اجـر في مدحكم جري الجواد iiفقد أضـحت رحـاب مـساعيكم iiميادينا
وكـيف يـعدوكم شـعري iiوذكـركم يـزيد مـستحسن الاشـعار iiتحسينا |