ادب الطف ـ الجزء الثاني 38
أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي المعروف بالسري الرفاء .
والرفاء من الرفو والتطريز ، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بالموصل قال السيد
الأمين في الاعيان : توفي سنة 344 ببغداد ودفن بها كان شاعرا مطبوعا كثير الافتتان
في التشبيهات والأوصاف ، وعده ابن شهر اشوب من شعراء اهل البيت المتقين وله ديوان
مشهور وفيه مدح لسيف الدولة وبني حمدان إذ كان على اتصال به وبهم وكان شاعر سيف
الدولة الحمداني وتغنى الركبان بشعره فحسده من حسده من الشعراء كالخالديين الشارعين
الموصليين المشهورين ، وكان يتهمهما بسرقة شعره واثنى عليه المؤرخون وارباب الأدب .
وقال الشيخ القمي في (الكنى والالقاب) : وكان مغرى بنسخ ديوان ابي الفتح كشاجم
الشاعر وهو اذ ذاك ريحان الأدب ، والسري الرفاء في طريقه يذهب وعلى قالبه يضرب ،
وله ديوان شعر . كانت وفاته في نيف وستين وثلثمائة ببغداد . وقال في مقدمة ديوانه :
انه كان في ضنك من العيش فخرج الى حلب واتصل بسيف الدولة واستكثر من المدح له فطلع
سعده بعد الافول وحسن موقع شعره عند الأمراء من بني حمدان ورؤساء الشام والعراق .
وفي الديوان قال : وكانت وفاته بعيد سنة 360 هـ .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 39
فمن شعر السري ابيات يذكر فيها صناعته رواها ابن خلكان :
وكانت الابرة فيما مضى
صائنة وجهي وأشعـاري
فأصبح الرزق بها ضيقا كأنه من ثقبهــا جاري
ومن شعره في النسيب :
بنفسي مَن أجود له بنفسي ويبخل بالتحــية والسـلام
وحتفي كـامن في مقلتيه كمون الموت في حد الحسام
وجاء في نهاية الارب للنويري من شعره :
اذا العبء الثقيل توزّعته أكفّ القوم هان
على الرقاب
وقوله :
فانك كلما استودعت سرا أنمّ من النسيم على الرياض
وقوله :
الى كم احبّر فيك المديح ويلقى سواي لديك الحبورا
أقول واكثر شعره في مدح سيف الدولة والوزير المهلبي وآل حمدان وفيه أهاج في
الخالديين وغيرهما وقصائد وصفية يصف بها صيد السمك وشبكته والنار وكلاب الصيد ادب الطف ـ الجزء الثاني 40
محمود بن الحسين بن السندي كشاجم
الشاعر كشاجم أبو الفتح محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك :
اجـل هـو الـرزء جلّ iiفادحه بـاكـره فـاجـع iiورائـحـه
لا ربــع دار عـفا ولا iiطـل أوحـش لـمّا نـأت iiمـلاقحه
فـجائع لـو درى الـجنين iiبها لـعـاد مـبـيضة iiمـسـالحه
يـا بـؤس دهر حين آل iiرسو ل الله تـجـتاحهم iiجـوائـحه
إذا تـفـكّرت فـي iiمـصابهم أثـقت زنـد الـهموم iiقـادحه
بـعـضهم قـرّبت iiمـصارعه وبـعضهم بـوعدت iiمـطارحه
أظـلم فـي كـربلاء iiيـومهم ثــمّ تـجلّى وهـم iiذبـائحه
لا يـبرح الـغيث كـل iiشارقة تـحصى غـواديه أو iiروائحه
عـلى ثـرى حلّه غريب iiرسو ل الله مـجـروحة iiجـوارحه
ذلّ حـمـاه وقــلّ iiنـاصره ونـال أقـصى مـناه iiكـاشحه
وسـيق نـسوانه طلائح iiأحزان تـهـادى بـهـم iiطـلائـحه
وهـنّ يُـمنعن بالوعيد من iiالن وح وغــرّ الـعلى iiنـوائحه
عـادى الأسـى جـدّه iiووالـده حـيـن اسـتغاثتهما iiصـائحه
لـو لـم يُرد ذو الجلال iiحربهم بـه لـضاقت بـهم iiفـسائحه
وهـو الذي اجتاح حين ما iiعقر ت نـاقـته إذ دعـاه iiصـالحه
يـا شـيع الغيّ والضلال iiومَن كـلّـهم جـمّـة iiفـضـائحه
غـششتم الله فـي أذيّـة مَـن إلـيـكم أدّيــت iiنـصـائحه
عـفرتم بـالثرى جـبين iiفتّى جـبريل قـبل الـنبي iiماسحه
ادب الطف ـ الجزء الثاني 41
سـيّـان عـنـد الالـه iiكـلكم خـاذلـه مـنـكم iiوذابـحـه
عـلـى الـذي فـاتهم iiبـحقّهم لـعـن يـغـاديه أو iiيـراوحه
جـهلتم فـيهم الذي عرف iiالبي ت ومــا قـابـلت أبـاطحه
إن تـصمتوا عـن دعائهم iiفلكم يـوم وغـى لا يجاب iiصائحه
في حيث كبش الردى يناطح مَن أبـصر كـبش الوغى iiيناطحه
وفـي غـد يعرف المخالف iiمن خـاسر ديـن مـنكم iiورابـحه
وبـين أيـديكم حـريق iiلـظى يـلفح تـلك الـوجوه iiلافـحه
إن عـبتموهم بـجهلكم iiسـفها مـا ضـر بـدر الـسما iiنابحه
أو تـكتموا فـالقرآن iiمـشكله بـفـضلهم نـاطق iiوواضـحه
مـا أشـرق المجد من iiقبورهم إلا وسـكّـانـها iiمـصـابحه
قـوم أبـي حـد سيف iiوالدهم لـلـدين أو يـستقيم iiجـامحه
وهـو الـذي استأنس النبي به والـديـن مـذعورة iiمـسارحه
حـاربه الـقوم وهـو iiناصره قـدما وغـشّوه وهـو ناصحه
وكـم كـسى منهم السيوف iiدما يـوم جـلاد يـطيح iiطـائحه
مـا صـفح القوم عندما iiقدروا لـمّا جـنت فـيهم iiصـفائحه
بـل مـنحوه الـعناد iiواجتهدوا أن يـمـنـعوه والله iiمـانـحه
كـانـوا خـفافا الـى iiأذيّـته وهـو ثـقيل الـوقار راجـحه
مـنخفض الطرف عن iiحطامهم وهـو الـى الصالحات iiطامحه
بـحر عـلوم اذا العلوم iiطمت فـهـي بـتيارها iiضـحاضحه
وان جـروا فـي العفاف iiبذّهم بـالسبق عـود الجران iiقارحه
يـا عـترة حـبهم يـبين iiبـه صـالح هـذا الـورى iiوطالحه
مـغالق الـشر أنتم يا بني أحم د اذ غـيـركـم iiمـفـاتـحه
طـبتم فـان مرّ ذكركم عرضا فـاح بـروح الـجنان iiفـائحه
أكـاتم الـحزن فـي iiمـحبتكم والـحزن يـعيا بـه iiمـكادحه
ادب الطف ـ الجزء الثاني 42
لـيس سـوى الدمع والاناء iiبما يـكون فـيه لا بـد iiراشـحه
لو كنت في عصر دعبل iiعبدت مـدائـحي فـيـكم iiمـدائـحه
وقال :
بـكـاء وقــلّ غـناء iiالـبكاء عـلـى رزء ذريــة الانـبياء
لـئن ذل فـيه عـزيز iiالـدمو ع لـقد عـز فـهي ذليل iiالعزاء
اعـاذلـتي إن بــرد الـتـقى كـسانيه حـبي لاهـل iiالـكساء
سـفـينة نـوح فـمن iiيـعتلق بـحـبّهم مـعـلق iiبـالـنجاء
لـعمري لـقد ضل رأي iiالهوى بـافـئدة مـن هـواها iiهـوائي
واوصـى الـنبي ولـكن iiغدت وصـايـاه مـنـبذة iiبـالـعراء
ومــن قـبلها أمـر الـميتون بـرد الأمـور الـى iiالاوصياء
ولـم يـنشر القوم غلّ iiالصدور حـتى طـواه الـردى في iiرداء
ولــو سـلّموا لامـام الـهدى لـقـوبل مـعـوجهم iiبـاستراء
هـلال الى الرشد عالي iiالضياء وسيف على الكفر ماضي المضاء
وبـحـر تـدفـق iiبـالمعجزات كـمـا يـتـدفق يـنبوع iiمـاء
عـلـوم سـمـاوية لا iiتـنـال ومَـن ذا يـنال نـجوم الـسماء
وكـم موقف كان شخص iiالحمام مـن الـخوف فـيه قليل iiالخفاء
جــلاه فـان انـكروا iiفـضله فـقد عرفت ذاك شمس iiالضحاء
أراه الـعـجاج قـبيل الـصباح وردت عـلـيه بـعيد iiالـمساء
وان وتـر الـقوم فـي iiبـدرهم لـقد نـقض الـقوم في iiكربلاء
مـطايا الخطايا خذي في iiالظلام فـما هـمّ ابـليس غـير الحداء
لـقد هـتكت حـرم iiالمصطفى وحــلّ بـهن عـظيم iiالـبلاء
وسـاقـوا رجـالـهم iiكـالعبيد وحــازوا نـسـاءهم كـالاماء
فـلـو كــان جـدهم iiشـاهدا لـتـبـع ظـعـنهم iiبـالـبكاء
ادب الطف ـ الجزء الثاني 43
حــقـود تـضـرم iiبـدريـة وداء الـحـقود عـزيز iiالـدواء
تـراه مـع الـموت تحت اللواء والله والـنـصر فـوق iiالـلواء
غــداة خـميس إمـام iiالـهدى وقـد عـاث فـيهم هزبر اللقاء
وكـم انـفس فـي سعير iiهوت وهــام مـطيرة فـي iiالـهواء
بـضرب كما انقد جيب iiالقميص وطـعن كـما انحل عقد iiالسقاء
اخـيرة ربـي مـن iiالـخيّرين وصـفوة ربـي مـن iiالاصفياء
طـهرتم فـكنتم مـديح iiالـمديح وكـان سـواكم هـجاء iiالهجاء
قـضـيت بـحبكم مـا iiعـليّ اذا مـا دعـيت لـفصل iiالقضاء
وايـقـنت ان ذنـوبـي iiبــه تـساقط عـني سـقوط iiالـهباء
فـصلى عـليكم آلـه iiالـورى صـلاة تـوازي نـجوم iiالسماء
وقال :
لـه شـغل عـن سؤال iiالطلل اقــام الـخليط بـه أم iiرحـل
فـمـا ضـمنته لـحاظ iiالـظبا تـطالعه مـن سـجوف iiالـكلل
ولا تـسـتفز حـجاه iiالـخدود بـمصفرة واحـمرار iiالـخجل
كـفـاه كـفـاه فــلا iiتـعذلاه كــرّ الـجديدين كـرّ iiالـعذل
طـوى الـغيّ منتشرا في iiذراه تـطفى الـصبابة لـما اشـتعل
لـه فـي البكاء على الطاهرين مـندوحة عـن بـكاء iiالـغزل
فـكم فـيهم مـن هـلال iiهوى قـبـيل الـتـمام وبـدر iiأفـل
هــم حـجج الله فـي iiخـلقه ويـوم الـمعاد عـلى من iiخذل
ومَــن انـزل الله iiتـفضيلهم فـردّ عـلى الله مـا قـد iiنزل
فـجـدهم خـاتـم iiالانـبـياء ويـعـرف ذاك جـميع iiالـملل
ووالـدهـم سـيـد iiالأوصـياء مـعطى الـفقير ومردى iiالبطل
|