ادب الطف ـ الجزء الثاني 44
ومـن عـلّم الـسمر طعن iiالكلا لدى الروع والبيض ضرب القلل
ولـو زالت الأرض يوم iiالهياج فـمن تـحت اخـمصه لم iiتزل
ومـن صـدّ عـن وجه iiدنياهم وقـد لـبست حـليها والـحلل
وكـان إذا مـا اضـيفوا الـيه أرفـعـهم رتـبـة فـي iiمـثل
سـماء أضـفت اليها الحضيض وبـحر قـرنت الـيه iiالـوشل
وجـود تـعلّم مـنه iiالـسحاب وحـلـم تـولّـد مـنه iiالـجبل
وكــم شـبـهة بـهداه iiجـلى وكــم خـطة بـحجاه iiفـصل
وكـم أطـفأ الله نـار iiالضلال بـه وهـي ترمي الهدى iiبالشعل
وكــم ردّ خـالـقنا iiشـمـسه عـليه وقـد جـنحت iiلـلطفل
ولـو لـم تـعد كـان في رأيه وفـي وجـهه مـن سناها iiبدل
ومـن ضرب الناس بالمرهفات على الدين ضرب غريب iiالابل
وقـد عـلموا أن يـوم iiالـغدير بـغدرتهم جـرّ يـوم iiالـجمل
فـيا مـعشر الـظالمين iiالـذين اذاقـوا الـنبي مـضيض iiالثكل
اتـردي الـحسين سيوف الطغاة ظـمآن لـم يـطف حـر iiالغلل
ثـوى عـطشا وتـنال iiالرماح مــن دمــه عَـلّها iiوالـنهل
ولــم يـخسف الله بـالظالمين ولـكـنه لا يـخـاف الـعجل
لـقد نـشطت لـعناد iiالـرسول أنـاس بـها عـن هداها iiكسل
فـلا بـوعدت أعـين من iiعمى ولا عـوفيت أذرع مـن iiشـلل
ويـا رب وفـق لي خير iiالمقال اذا لـم أوفّـق لـخير iiالـعمل
ولا تـقطعن امـلي iiوالـرجاء فـانت الـرجاء وأنـت iiالامل
ادب الطف ـ الجزء الثاني 45
كشاجم
ابو الفتح محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك الرملي المعروف بكشاجم . نسبة الى
الرملة من أرض فلسطين . وإنما لقب بكشاجم اشارة بكل حرف منها الى علم : فبالكاف الى
انه كاتب ، وبالشين الى انه شاعر ، وبالالف الى انه اديب ، وبالجيم الى انه منجم ،
وبالميم الى انه متكلم . فكان كاتبا شاعرا اديبا جامعا منجما ، وكان مؤلفا صنف في
افانين العلوم . ذكره ابن شهر اشوب في شعراء أهل البيت عليهم السلام المجاهرين وله
قصائد في مدح آل محمد (ع) ، وجمع ديوانه ابو بكر محمد بن عبد الله الحمدوني مرتبا
على الحروف والحق به بعد ما تم جمعه زيادات اخذها عن ابي الفرج بن كشاجم سماه
(الثغر الباسم من شعر كشاجم) مطبوع .
ذكر صاحب شذرات الذهب انه توفي سنة 360 .
اما الزر كلي في الاعلام فيقول : انه توفي سنة 350 .
قال الشيخ القمي في الكنى أقول : كانت عمة والد كشاجم اخت السندي من المحبين لاهل
البيت (ع) وكانت تلي خدمة موسى بن جعفر (ع) لما كان في محبس السندي . قال الخطيب
البغدادي في تاريخ بغداد اخبرنا الحسن بن محمد العلوي قال : حدثني جدي حدثني عمار
بن ابان قال : حبس ابو الحسن
ادب الطف ـ الجزء الثاني 46
موسى بن جعفر عند السندي فسألته اخته ان تتولى حبسه وكانت تتدين ـ ففعل ، فكانت في
خدمته ، فحكى لنا انها قالت : كان اذا صلى العتمة حمد الله ومجّده ودعاه فلم يزل
كذلك حتى يزول الليل فاذا زال الليل قام يصلي حتى يصلي الصبح ثم يذكر قليلا حتى
تطلع الشمس ثم يقعد الى ارتفاع الضحى ثم يتهيأ ويستاك ويأكل ثم يرقد الى قبل الزوال
ثم يتوضأ ويصلي حتى يصلي العصر ثم يذكر في القبلة حتى يصلي المغرب ثم يصلي ما بين
المغرب والعتمة . فكان هذا دأبه ، فكانت اخت السندي اذا نظرت اليه قالت : خاب قوم
تعرضوا لهذا الرجل وكان عبدا صالحا .
(انتهى)
ادب الطف ـ الجزء الثاني 47
طلحة بن عبيد الله العَوني المصري
ابو محمد العوني المصري يرثي الحسين عليه السلام :
فيا بضعـة من فواد النبي
بالطف
أضحت كثيبا مهيلا
ويا كبدا مـن فواد البتول
بالطف شُلّت فأضحت أكيلا
قتلت فابكيت عين الرسول
وأبكيت من رحمة جبرئيلا
وقال :
لم انس يوما للحسين وقد ثوى
بالطف مسلــوب الرداء خليعا
ظمآن من ماء الفرات معطّشا
ريّان من غصص الحتوف نقيعا
يرنو الى مـاء الفرات بطرفه
فيراه عنه مــحرما ممـنوعا
وقال :
غصن رسول الله أحكم غرسه
فعلا الغصون نضارة وتمامـا
والله ألبســه المهابة والحجى
وربا به أن يعبـد الاصنامـا
ما زال يـغذوه بديـن محـمد
كهلا وطفلا ناشـئا وغلامـا
وقال :
يـا قـمرا غاب حين iiلاحا أورثـني فـقدك الـمناحا
يـا نوب الدهر لم يدع iiلي صرفك من حادث iiصلاحا
أبـعد يوم الحسين iiويحيى أستعذب اللهو والمزاحا ii؟!
ادب الطف ـ الجزء الثاني 48
كـربت كي تهتدي iiالبرايا بـه وتـلقى بـه iiالنجاحا
فـالدين قـد لـفّ بردتيه والـشرك الـقى iiلهاجناحا
فـصار ذاك الـصباح ليلا وصار ذاك الدجى iiصباحا
فـجاء إذا جـاءهم iiتنحّوا لكي يريها الهدى iiالصراحا
حـتى إذا جـاءهم iiتنحّوا لا بـل نـحو قتله iiاجتياحا
وأنـبتوا الـبيد iiبـالعوالي والقضب واستعجلوا الكفاحا
فـدافـعت عـنه iiأولـياه وعـانقوا البيض iiوالرماحا
سـبعون فـي مثلهم iiألوفا فـاثخنوا بـينهم iiجـراحا
ثـم قـضوا جـملة iiفلاقوا هـناك سهم القضا iiالمتّاحا
فـشد فـيهم أبـو iiعـلي وصـافحت نفسه الصفاحا
يـا غـيرة الله لا iiتـغيثي مـنهم صياحا ولا iiضباحا
ثـم انـثنى ظـامئا iiوحيدا كـما غـدا فـيهم iiوراحا
ولـم يـزل يرتقي الى iiان دعـاه داعـي اللقا iiفصاحا
دونـكـم مـهجتي iiفـاني دُعيت أن أرتقي iiالضراحا
فـكـلكلوا فـوقه ، iiفـهذا يـقطع رأسـا وذا iiجناحا
يـا بـأبي أنـفسا iiظـماء مـاتت ولم تشرب iiالمباحا
يـا بـأبي أجـسما iiتعرّت ثـم اكتست بالدمها iiوُشاحا
يـا سـادتي بـا بني iiعليّ بـكى الـهدى فقدكم iiوناحا
أو حشتم الحِجر iiوالمساعي آنـستم الـقفر iiوالـبِطاحا
أو حـشتم الذكر iiوالمثاني والـسور الطوال الفصاحا
لا سـامح الله مَـن iiقَلاكم وزاد أشـيـاعكم iiسـماحا
ادب الطف ـ الجزء الثاني 49
أبو محمد طلحة بن عبيد الله بن محمد بن أبي عون الغساني(1) المعروف بالعوني
المصري
توفي حوالي سنة 350 بمصر .
عدّه ابن شهر اشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المجاهرين قال وقد نظم أكثر
المناقب ويسمونه بالغلو قال السيد الأمين في الاعيان : قلت ذكروا في احوال أحمد بن
منير الاطرابلسي انه كان في اول أمره ينشد شعر العوني في أسواق طرابلس .
وعن العمدة لأبن رشيق هو أول من نظم الشعر المسمى بالقواديسي وأورد له في المناقب
قوله من أبيات :
ولولا حجة في كـــل وقت لاضحى الدين مجهول الرسوم
وحار الناس في طـخياء منها نجونا بـالأهلـة والـنجـوم
وله :
يا صاحبيّ رحلتما وتركتما قلبي رهين تصبر وتصابي
أبكـي وفاءكما وأندبه كما يبكي المحب معاهد الأحباب
أخذهما المتنبي منه ـ كما عن العميدي في الابانة عن سرقات المتنبي فأشكل
(1) غسان : ماء باليمن تنسب اليه قبائل . وما بالشلل قريب من الجحفة :
ادب الطف ـ الجزء الثاني 50
معنا هما بقوله :
وفاؤكمـا كالربع اشجاء طاسمه بأن تسعدا والدمع أسقاه ساجمه
حتى ان الناظر لا يفهم معنى هذا البيت الا بعد سماعهما .
وله في الائمة عليهم السلام أكثر من عشرة آلاف بيت .
قال الشيخ الأميني سلمه الله : وشعره في أهل البيت عليهم السلام مدحا ورثاءا مبثوت
في (المناقب) لابن شهر اشوب و (روضة الواعظين) لشيخنا الفتال و (الصراط المستقيم)
لشيخنا البياضي .
وقد جمعنا من شعره ما يربو على ثلثمائة وخمسين بيتا ، وجمعه ورتّبه العلامة السماوي
في ديوان ، ومما رتبه قصيدته المعروفة بالمذهبة توجد في (مناقب ابن شهر اشوب) ناقصة
الأطراف . انتهى .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 51
ابو القاسم الزاهي الشاعر ، رواها ابن شهر اشوب في المناقب
اعـاتب نـفسي اذا iiقصّرت وأفـنى دموعي اذا ما جرت
لـذكراكم يـا بني iiالمصطفى دموعي على الخد قد iiسُطّرت
لـكم وعـليكم جفت iiغمضها جفوني عن النوم iiواستشعرت
أمـثل اجـسامكم iiبـالعراق وفـيها الأسـنة قـد iiكسّرت
أمـثلكم في عراص iiالطفوف بـدورا تـكسّف إذ iiأقـمرت
غدت ارض يثرب من جمعكم كـخط الـصحيفة إذ iiأقفرت
واضـحى بكم كربلاء مغربا لـزهر الـنجوم اذا iiغورت
كـأني بزينب حول iiالحسين ومـنها الـذوائب قد iiنشرت
تـمرّغ فـي نـحره شعرها وتبدي من الوجد ما iiأضمرت
وفـاطـمة عـقـلها iiطـائر اذا السوط في جنبها iiأبصرت
ولـلسبط فـوق الثرى شيبة بـفيض دم النحر قد iiعفرت
ورأس الـحسين امام iiالرماح كـغُرّة صـبح اذا أسـفرت
وله يرثيه عليه السلام :
لست أنسى الحسين في كربلاء
وحسين ظام فريـد وحيد
ساجد يـلثم الـثرى وعلــيه
قضب الهند ركع وسـجود
يطلب الماء والــفرات قريب
ويرى الماء وهو عنه بعيد
ادب الطف ـ الجزء الثاني 52
وقال :
يـا آل احـمد مـاذا كان جرمكم فـكل أرواحـكم بـالسيف iiتنتزع
تـلفى جـموعكم شـتّى مُـفرّقة بـين الـعباد وشمل الناس مجتمع
وتـسـتباحون أقـمارا iiمـنكّسة تـهوى وأرؤسـها بالسمر iiتقترع
ألـستم خـير من قام الرشاد iiبكم وقوّضت سنن التضليل والبدع ؟!
ووُحّـد الـصمد الاعـلى بهديكم إذ كـنتم عـلما لـلرشد يـتّبع ii؟
مـا للحوادث لا تجري iiبظالمكم؟ مـا لـلمصائب عنكم ليس iiترتدع
مـنكم طـريد ومقتول على iiظمأ ومـنكم دنـف بـالسمر iiمُنصرع
وهارب في أقاصي الغرب مغترب ودارع بــدم الـلـبات مـندرع
ومـقصد مـن جدار ظل iiمنكدرا وآخـر تـحت ردم فـوقه يـقع
ومـن مـحرّق جـسم لا يُزار iiله قـبر ولا مـشهد يـأتيه iiمـرتدع
وإن نسيت فلا أنسى الحسين iiوقد مـالت إلـيه جنود الشرك تقترع
فـجسمه لـحوامي الـخيل iiمطرّد ورأسـه لـسنان الـسمر iiمرتفع
وله في رثائهم سلام الله عليهم قوله :
بنو المصطفى تفنون بالسيف عنوة ويـسلمني طيف الهجوع فأهجع ؟
ظـلمتم وذُبّـحتم وقـسّم iiفـيثكم وجـار عليكم من لكم كان iiيخضع
فما بقعة في الأرض شرقا ومغربا وإلا لـكم فـيه قـتيل iiومـصرع
وقال :
إبـكي يا عين ابكي آل iiرسول الله حـتى تـخد مـنك iiالخدود
وتقلّب يا قلب في ضَرم iiالحزن فـما فـي الـشجا لـهم تفنيد
فـهم الـنخل باسقات كما iiقال ســوام لـهن طـلع iiنـضيد
وهـم في كتاب زيتونة iiالنور وفـيـها لـكـل نـار وقـود |