ادب الطف ـ الجزء العاشر 80
التفكير والعقيدة ومن اوائل دعاة التحرير وقد أصدر في العهد العثماني
جريدة ببغداد كانت من اوائل الجرائد ان لم تكن أول جريدة طالبت بحقوق
العرب وحريتهم وقد نفاه الاتراك وحبس في الانضول ولم يكن يعرف له هذه
الشاعرية الفياضة الا القليل حتى ظهر لاول مرة بسوق عكاظ ببغداد ، وكان
من المجلين في تلك الحلبة ، ثم اشتهر بعد ذلك كشاعر متحرر سلس العبارة
محكم القافية ، ولشعره طابع خاص قل الذين يجارونه فيه عذوبة ، ومن
رباعياته التي يرددها الناس في معرض الامثال قوله :
عبث الختل بالطـباع وكانت كنبات ثـماره الاخلاق
صاح لولا النفاق لم يعش النا
س ولولاهم لمات النفاق
وله ديوان شعر يصور فيه أفكار جيل كامل بكل نزعاته تصويرا غاية في
البراعة ولكن ليس من هم بطبع هذا الديوان مع وجود المبلغ الذي رصده له
المرحوم نفسه مما خلف من الميراث .
وترجم له البحاثة الطهراني في نقباء البشر وقال : كان يتقن اللغة
التركية والفارسية مضافا الى الفرنسية وقرض الشعر وهو دون الخامسة عشرة
فأجاد وأبدع على صغر سنه وتعاطى التجارة واشتغل بالسياسة وجال في عالم
الصحافة .
أصدر جريدة الروضة في سنة 1327 وكانت أدبية سياسية برز عددها الاول في
22 حزيران 1909 وعطلتها الحكومة بعد مرور اقل من سنة فأصدر في سنة 1328
جريدة (مصباح الشرق) وكانت سياسية ظهر العدد الاول منها في الأول من آب
1910 واستمرت تصدر بانتظام سنة كاملة ثم عطلتها الحكومة . وكان يدير
ادارة مجلة (العلم) التي أصدرها العلامة السيد هبة الدين الشهرستاني في
1328 = 1910 عندما أصدرها اول الامر في بغداد ، ثم اصدر جريدة المصباح
في سنة 1329 وكان سياسية ، وقد ظهر العدد الاول منها في سابع آذار سنة
1911 ثم اصدر جريدة (المصباح الاغر) وبرز
ادب الطف ـ الجزء العاشر 81
عددها الاول في 14 تشرين الثاني 1911 واستمرت تصدر بانتظام حتى قامت
الحرب العالمية الاولى فعطلتها الحكومة ونفت صاحبها الى الانضول . وفي
سنة 1343 اصدر مجلة (الاصلاح) شهرية صدر عددها الاول في غرة محرم
الموافق ثاني آب 1924 وكان نادي الاصلاح في بغداد يتولى ادارتها
والانفاق عليها ، وقد توقفت بعد صدور العدد الثاني على الرغم من اقبال
الناس عليها .
ولد الحاج عبد الحسين في بغداد سنة 1298 هـ وترعرع في زمن كثرت فيه
الانتفاضات على النظم السياسية وعلى العادات والتقاليد البالية ، من
أجل ذاك نشأ وهو ثورة ادبية اجتماعية سياسية وعندما تقرأ ديوانه يرتفع
بك الى جو مواج بهذه الالوان ، وفي سنة 1911 م اصدر جريدة المصباح ثم
عطلتها شؤون الحرب العامة الاولى ، وحيث أن الادب الافرنسي واسع الخيال
وكان الشاعر يتقن الافرنسية فكان محلقا في خياله ومبدعا في أسلوبه
القصصـي كتب الشيـخ علي الشرقي عنه فقال(1) : كنت أنا والفقيد الغالي
نختلف على تلعة من تلعات بلد النجوم لبنان ، وذلك في صيف 1951 وكنا
ننعم باستجلاء اجمل صور الماضي الاجتماعية والادبية . وفي يوم من أيام
هذه الندوة ونحن نتناشد المختار من الشعر واذا بالشيخ يضع بين يدي
ديوانا من شعره لا اشذ اذا قلت اني وجدته المختار من المختار ، وليس
للاستاذ الازري ديوان واحد ولكن هذا المجموع كان الحبيب اليه من شعره .
لم يبهرني ذلك الديوان بديباجته المشرقة ولا لانه مجموعة صور رسمتها
ريشة خلاق بل لاني وجدته وعاء انيقا في قراراته روح الشاعر الشاعر ،
وفي جنباته قلبه المشع وعاطفته الملتهبة ، وقال ثلاثة اجيال وآل الازري
يطلعون في أفق الادب العراقي ثلاثة نوابغ : أولهم الشيخ كاظم الازري ،
وآخرهم ولا أقول أخيرهم الاستاذ الفقيد ، وواسطة العقد هو الشيخ محمد
رضا(2) اما الشيخ كاظم فلم يكن في بغداد اشهر
(1) في مقال تحت عنوان : الاستاذ الازري الكبير نشر في مجلة العرفان ج
42 / 534 .
(2) ترجمنا لهم في هذه الموسوعة .
ادب الطف ـ الجزء العاشر 82
منه منذ نهاية العصر العباسي حتى عهده الذهبي ، كما انه كان في الطليعة
من شعراء النجف ونوابغها على كثرة ما في تلك المدينة من النوابغ يومذاك
مثل آل الفحام وآل النحوي وآل محيي الدين وآل الاعسم وبيت زوين ووو .
يتخيل البعض انه من أسرة الحاج كاظم الازري الشاعر الشهير والذي تقدمت
ترجمته ـ وليس بين الاسرتين علاقة الا علاقة الادب دون النسب ، حدثني
الصديق الاستاذ جعفر الخليلي أنه سمع من الحاج عبد الحسين الازري نفسه
انه ينفي هذه النسبة عن طريق الآباء والامهات وليس في ذلك غرابة فلقب
الازري نسبة الى بيع الازر وقد يشترك الآلاف من الناس بهذه المهنة دون
أن تكون بينهم قرابة أو يكون هنالك نسب .
وكتب عنه الاستاذ الكبير جعفر الخليلي في موسوعة (العتبات المقدسة)
فقال الحاج عبد الحسين الازري من شعراء العراق اللامعين ، حر التفكير
والعقيدة ومن اوائل دعاة التحرير . وقد اصدر في العهد العثماني جريدة
ببغداد، كانت من اوائل الجرائد ان لم تكن أول جريدة طالبت بحقوق العرب
وحريتهم ، وقد نفاه الاتراك وحبس في الانضول ، ولم يكن أحد يعرف له هذه
الشاعرية الفياضة الا القليل حتى ظهر لاول مرة بسوق عكاظ ببغداد ، وكان
من المجلين في تلك الحلبة ثم اشتهر بعد ذلك كشاعر متحرر سلس العبارة
محكم القافية ، ولشعره طابع خاص قل الذين يجارونه فيه عذوبة .
له ديوان شعر يصور فيه أفكار جيل كامل بكل نزعاته تصويرا غاية في
البراعة ولكن ليس من هم بطبع هذا الديوان مع وجود المبلغ الذي رصده له
المرحوم نفسه مما خلف من الميراث اذ انه هو الجامع لديوانه والناظم
عقوده بيده .
ولد ببغداد سنة 1298 للهجرة وترعرع في زمن كثرت فيه الثورات
والانتفاضات على النظم السياسية وعلى العادات والتقاليد . والمطلع على
ديوانه يطلع على سجل حافل بالتيارات الفكرية . فمن نوادره قوله :
ادب الطف ـ الجزء العاشر 83
ان الـعراق وكان iiفي زمن من الازمان بحرا
حـكم الوراثة موجب فـي طبعه مدا وجزرا
مـتـقلب iiكـريـاحه مـا بين آونة iiوأخرى
وقوله :
ليت السـما تقوى فتـنقذني حتى افوز بمدفن عطر
فتراب هذي الارض قاطبة قد دنسته جرائم البـشر
ومن روائعه قصيدته في تأبين محمد جعفر ابو التمن .
تحولت بعدك الارياف والمدن
مآتما والمعزى فيهما الوطن
لو أن للموت عقل لافتداك بمن
أعمالهم دفنتـهم قبلما دفنوا
ورائعته في فيصل الاول وأولها :
نعوا للعروبة عنوانها ومن عين هاشم انسانها
وأخرى عنوانها (في السينما) أولها :
خلطاء من كل فج حضور وصفوف كما تصف السطور
فكأنـي بهم قصـيدة شعر راق فيها التجنـيس والتشطير
ومن روائعه ونوادره قوله :
في سغبي موتي فهل بعده عندك ما يرهب أو يفزع
وانـما يخشى على نفسه عواقب الاحداث من يشبع
وقال :
ومن الذل أن تعيش بدار كل يوم منها على الحر عام
عبث حبك البقاء طويلا ان تعش مثلما تعيش السوام
ادب الطف ـ الجزء العاشر 84
آثاره :
1 ـ بطل الحلة رواية عصرية .
2 ـ البوران رواية عصرية .
3 ـ قصر التاج .
4 ـ ديوان شعر .
توفي رحمه الله في بغداد يوم الاحد 21 ربيع الثاني 1374 هـ ونقل جثمانه
الى النجف الاشرف بتشييع مهيب فدفن في وادي السلام ونعته الصحف
العراقية والعربية ورثاه عارفوه وأبنوه .
يقول الازري في قصيدته (ردوا) .
ردوا الـى اريـافكم iiردوا لا الكاس شأنكم ولا (النرد)
لا تـلهكم صـور مـزيفة عـنه كـما يـتزيف iiالنقد
فـالسم قـد يـبدو iiلشاربه حـلو الـمذاق كأنه iiالشهد
لا تحسبوا ان الحضارة iiفي سبط الشعور وشعركم iiجعد
ان الـنفوس على iiبداوتها لـكن تحضر دونها iiالجلد
خلوا الكهوف الى iiعناكبها فـلهن فـي حشراتها حشد
فـي كـل زاوية لها شرك مـتعدد الاشـكال iiمـمتد
تـضدي ولا تـنفك iiجائعة مـهما تـكاثر حولهاالصيد
لـم تبلغ الاطماع iiحاجتها مـنها ولـيس لحاجها حد
عـاد الـهواء بجوها iiنتنا لا الـطيب يخفيه ولا الند
شـر الحواضر ما iiبتربتها تشقى الجموع ويسعد iiالفرد
وفي قصيدته زوجوها ... ايماءات اجتماعية دالة بادر الى توضيحها الازري
عقب قيام أحد معارفه بالزواج من فتاة تصغره بمراحل وقد أثارته هذه
الحادثة بشكل عجيب فأوحت اليه هذه الصور الحادة :
قدر أم بلاهة في أبيك ضيعت رشده فطوح فيك
ادب الطف ـ الجزء العاشر 85
لست أدري كيف ارتضاك لعات عـابث كـل ليلـة
بفتـاة
قــد تراءى لـه بـزي ثـقات
رب ذئب يبدو بصورة شاة
وابن آوى مقلد صوت ديك
يا لخود كزهرة من بنفسج تملأ الصبح بهجة ما تبلج
بينما قد تفتحت وهي تأرج غالها آثـم ولـم يتـحرج
فتوارت فالشمس بعد الدلوك
نمت والهر يا حمامة كامن يرقب الفتك بالطيور الدواجن
انما الشرع قد حماك ولكن مدع فيه من لصوص المدائن
أغفل النائمين من أهليك
ومنها ..
طوقتها يـداه بالرغم عنها والتوت مذ رأته بالقرب منها
كيف تأبى وحظها لم يعنها تركته يرعى بها دون منهى
كحمار في روضة متروك
لم تجد وهي دونه من مفر ينقـذ الصيد من بـراثن هر
أرجعته الدنيا لارذل عمر غرقت في لعابه وهو يجري
جري ماء من محقن مفكوك
سائلي الليل كم به من سرير
لف جذعا بغصن بان نضير
سائلـيه ويا له مـن خبـير أنعـوش قـد كللت بزهـور
أم نطوع الى ضحايا النوك
ادب الطف ـ الجزء العاشر 86
سمحوا للنفوس أن تتصبى تستـرق الحسان لهوا ولعبا
ومذ استيقنوا الشريعة تأبى
أن يتم الزواج قسرا وغصبا
قتلوها وباسمها قتلوك
ولعـوا في تعدد الازواج ولع الذئب بافتراس النعاج
والملذات ما لها من سياج أطلقتهم من قيد كل زواج
واستخفت بآية العدل فيك
حكموك بالـرق دون اعتراض وهوى
النفس حكمه فيك ماضي
هو في الوقت مدع وهو قاضي وعلى
حكـمه وعقـد التراضي
باعك المالكون من مشتريك
ليت شعري والحق كان جليا لك مثل الذي عليك سويا
أهو العـصر لم يزل جاهليا أم هو الوأد قد تغير زيا
ليكف العقاب عن وائديك
قال قـوم ما أنت الا متاع تارة يشـترى وطورا يباع
كل حق عند القوي مضاع وجدوك ضعيفة فاستطاعوا
أن يسومونك ذلة المملوك
ومن قصيدته «صوني جمالك» هذا المقطع ..
كيف الحفاظ وأنت زدت بـريحك الـنار iiالـتهابا
وطـلعت ثـائرة iiعـلى الـدنيا فـأحدثت iiانقلابا
حـتى ظـفرت بما iiحلا لـك مـن مفاتنها وطابا
ورأيت أجمل من وشاحك قـامـة غـضت اهـابا
فـكشفت مـنها iiالجانبين وعـفت لـلوسط iiالنقابا
ادب الطف ـ الجزء العاشر 87
عبث حبك البقاء
ليس يجدي من الضعيف iiالكلام يـسمع الـناس ما يقول iiالحسام
انـما الحق سلوة العاجز iiالاعز ل فـيما لـو جـارت iiالاحكام
يـتـسلى بــه كـما iiيـتسلى بـحديث الـصبابة iiالـمستهام
كـل عيش يمر في ساحة iiالعز حــلال ومـا سـواه iiحـرام
ومـن الـذل أن تـعيش iiبدار كـل يـوم منها على الحر عام
قـل لثاو طوى على الذل iiكشحا مـا وراء الـذي تـحملت iiذام
عـبث حـبك الـبقاء iiطـويلا ان تـعش مثل ما تعيش iiالسوام
أويـكن حـظك الـحثالة iiمنها انـما حـصة الـكلاب iiالعظام
وسـواء اطـال أم قصر iiالليل اذا لازم الـنـهـار iiالـظـلام
ان اردت الحياة فاطلب بها iiالعز وان رمــت غـيره iiفـالحمام
أرهـفت نفسك الهواجس iiحتى كـثرت فـي سـباتك iiالاحلام
كـم تـقاسي في كل يوم iiشقاء لــك يـبقى وتـذهب iiالايـام
خـاب مـن راح واثقا iiبالاماني مــا وراء الـسراب الا الاوام
يـتمنى لـلداء مـنها iiعـلاجا رب داء دواؤه iiالـصـمـصام
وعـجيب مـمن يـعيش iiخليا ليس يدري ما الضيم وهو مضام
لم ينم في الهواء من كان iiيدري أن لـلـعز أعـيـنا لا iiتـنام
يـا نـداماي حـسبكم ما شربتم فـرغ الـكاس واستشف iiالمدام
عـظـم الله أجـركم iiبـالحميا والـمـسرات مـا لـهن iiدوام
اتركوا لي كأس الاسى iiولغيري ما حوى الكاس من طلى والجام
ان صـفوي ما كدرته iiالاعادي وصـلاحي مـا أفـسد iiالـنمام
لـيت أني علمت ما خبأ iiالدهر لـقـومـي وقــدر الـعـلام
أمـل يـبعث الـنفوس iiولـولا ه تـساوى الاقـدام والاحـجام
وبـقايا مـني يـطاردها iiاليأس فــلا مـنـعة ولا iiاسـتسلام
أدلـج الركب والطريق iiمخوف حـف فـيه الـغموض والابهام
خـبريني عـن الغمائم يا iiريح فـعهدي بـالخطب عـهد iiقدام
جـف مـاء الوادي وكان جماما وذوى فـيـه رنـده iiوالـبشام
قـطع الله ايـديا مـنه iiجـذت خـير نـبت والـنبت بعد iiتمام
ادب الطف ـ الجزء العاشر 88
فـرصة فـي زمانها اغتنمتها واطـمأنت اذ الـرفاق iiنـيام
انـما آفة الورى طمع iiالنفس وداء الاطـمـاع داء iiعـقام
رب صـعب القياد ذللّه iiالمال كـما ذلـل الـبعير iiالـخطام
واذا لـم يـر الـعقوبة iiجان فـمن الـسهل عنده iiالاجرام
من حبته الفوضى بكاس دهاق فـمناه أن لا يـسود iiالـنظام
كـثر القانصون حولك iiفاحذر وابـتعد عن شراكهم يا iiحمام
ما عسى أن يؤثر الشعر iiفيمن لـم تؤثر به الخطوب iiالجسام
ادب الطف ـ الجزء العاشر 89
الدخان
ظـن الـدخان بـعرض الجو أن له مـن الـمواهب ما للعارض الغادي
ولـيس صـعبا عـليه أن يـباريه فـيـما يـفـيض لــرواد iiووراد
اذا تـمـدد ســد الافـق iiصـيبه مـزمـزما بـين ابـراق iiوارعـاد
أو شـاء أغـدق من أطرافه iiمطرا كـالسيل يغمر سطح البلقع الصادي
وظـل يـختال تـيها مـن iiتسنمه مـتن الـرياح عـلى أرجاء iiبغداد
حـتى تـخيل كـل الـقوم iiمنتظرا نـداه مـن حاضر في الارض iiاوباد
و مــا الـنسيم لـه الا iiكـراحلة تـطوي الـفضا بـين اتهام وانجاد
وهـكـذا قـد تـناسى أن iiمـنشأه مـن جـوف حراضة أو كور حداد
ضـاقت بـه فـرمته مـن iiمداخنها فـراح يحدوه من ريح الصبا iiحادي
وبـينما هـو نـحو الافـق iiمـتجه عـلى جـناح نـسيم راكـد iiهادي
هبت من الافق ريح صرصر عرضا فـشـتته وأجـلـته عـن الـوادي
الـحق أيـقظه فـي صوت iiعاصفة ايـقاظه مـجرما فـي سـيف جلاد
مـن ظـن أن لـه الايـام iiخاضعة فــان أحـداثـها مـنه iiبـمرصاد
ومـن يـطر بجناحي وهمه iiنصبت لــه الـحقيقة مـنها فـخ iiصـياد
ادب الطف ـ الجزء العاشر 90
أوظار
تـأتي الـحياة فـترتدينا iiبـرهة وتـرد تـخلعنا كـثوب iiيـسمل
وبـحـكم ألـفـتها ظـننا iiأنـنا هـدف لـها وكـذا الظنون iiتعلل
مــا نـحن الا لـلحياة iiوسـيلة فـبـنا لاجـل بـقائها iiتـتوسل
كـل لاهـداف الـحياة iiمـسخر وبـكـل جـارحة الـيها iiيـعمل
مـن نـاطق فوق البسيطة iiعاقل وبـهيمة خـرساء لـيست iiتعقل
قـد هـيأت لـلنسل من iiشهواتهم فـيهم مـعامل ثـم قالت : iiأنسلوا
فـاذا تـعطل عـامل مـن iiبينهم نـبذته اذ لـم يـجدها iiالـمتعطل
كـالنخل يـبقى منه ما هو iiحامل رطـبا ويـقلع مـنه ما لا iiيحمل
واذا أتــم الـنحل لـقح iiانـاثه لـم يـبق يـصلح لـلحياة iiفيقتل
كـمنت بـزهرة كل نبت iiحاضر لـتهيئ الـنبت الـذي هو iiمقبل
وتـعود تـكمن فـي خلايا iiبذرة وتـعاف مـن ثـمراته ما iiيؤكل
تـنميه حـتى تـستغل iiنـشاطه مـا تـستطيع وبـعد ذلـك iiيهمل
غـرض الـبقاء يسوقها فلذاك iiمن جـيل لآخـر جـهدها iiيـتحول
غطت رحاب الارض في أوظارها حـتى اخـتفى منها الاديم iiالاول
تـتعاقب الاجـيال فوق iiخشاشها والـموت يـكنس والـحياة iiتزبل
لـولا الـعلاقة بـالحياة iiغـريزة لـم يـبق مـن لـشقائها iiيتحمل
والـمرء عـبد لـلغريزة مـا iiله مـن رقـها مـا دام حـيا iiموئل |