جواد شبر
ادب الطف
او
شـعراء الحسيـــن ( عليه السلام)
من القرن الاول الهجري حتى القرن الرابع عشر
وما فاتني نصركم باللسان
اذا فاتني نصركم باليـد
الجزء الخامس
مؤسـسة التـاريخ
بيروت ـ لبنان
ادب الطف ـ الجزء الاول 4
1422 هـ ـ2001 م
الطبعة الاولى
ادب الطف ـ الجزء الخامس 5
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين على هذه الخطوة الخامسة من مراحل موسوعة أدب الطف بهذا
الجزء الخامس متمشين مع شعراء القرون . ها نحن الآن نعيش بين شعراء
القرن العاشر والحادي عشر والثاني عشر ، باحثين ومنقبين ، ساهرين على
تسجيل تاريخهم وسيرتهم ، منتقين أجمل ما جادت به قرائحهم ودبجته
أفلامهم ، نحرص على الشاردة والواردة عنهم على حد قول القائل :
ترى الفتى ينكر فضل الفتى في دهره حتى إذا ما ذهب
جدّ بـه الحرص على نكتة
يكتبها عـنه بمـاء الذهب
دفع دخل :
قلت لصديق لي أثق به وأرتاح إلى ذوقه الأدبي : هل ترى ان من وحدة
الموضوع ان يكون في جملة شعراء الحسين عليه السلام ذاك الذي يقول في
محبوبه ـ واسمه حسين ـ
تركت جفني واصلا والكرى راء(1) فجد بالوصل ، فالوصل زين
ولا تجبني على سؤالي بـلا
فالقلب يخشى كرب (لا) يـا حسيـن
ذاك هو الشاعر شهاب الدين أحمد الفيومي(2) المتوفى سنة نيف وسبعين
وسبعمائة للهجرة .
(1) يشير الى واصل بن عطاء وتعذر نطقه بالراء .
(2) وفيوم كقيوم : اسم ناحية بمصر .
ادب الطف ـ الجزء الخامس 6
قال انها تورية جميلة تنبّه الأفكار إلى يوم الحسين عليه السلام ، قلت
إنه لم يقصد بقوله هذا إلا محبوبه ، لكن لشهرة يوم الحسين بن علي
ولحادث كربلاء الذي هزّ العالم الاسلامي والذي أصبح شاهداً على الأيام
وبارزاً بين حوادث العالم جاء به هذا الشاعر وغيره من الأدباء دليلاً
وشاهداً ، وشاهدي على ذلك ما رواه البويني الحنبلي في ذيل مرآة الزمان
ج 1 ص 359 قال :
في السنة الثامنة والخمسين والستمائة في يوم الاثنين السابع والعشرين
من جمادي الاولى طيف بدمشق برأس مقطوع مرفوع على رمح قصير معلق بشعره
وهو في قطعة شبكة زعموا انه رأس الملك الكامل محمد بن الملك المظفر
شهاب الدين غازي ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب صاحب ميافارقين وتلك
النواحي ودام في حصار الشام أكثر من سنة ونصف ولم يظهر عليهم الى ان
فنى أهل البلد لفناء زادهم فوجد مع من بقي من أصحابه موتى أو مرضى فقطع
رأسه وطيف به البلاد ثم علق على باب الفراديس الخارج فقال قائل في ذلك
:
ابـن غـاز غزا وجاهد iiقوماً أثـخنوا في العراق iiوالمشرقين
ظـاهراً غـالباً ومـات iiشهيداً بـعد صـبر عـليهم iiعـامين
لـم يشنه ان طيف بالراس منه فـله أسـوة بـرأس iiالحسين
وافق السبط في الشهادة والحمل لـقـد حـاز أجـره iiمـرتين
جـمع الله حسن زين iiالشهيدين عـلى فـتح تـينك iiالـقلعتين
ثم واروا في مشهد الرأس iiذاك الـرأس فاستعجبوا من iiالحالين
وارتجوا انه يجيء لدى iiالبعث رفـيق الـحسين في iiالجنتين
ثم وقع الاتفاق العجيب ان دفن في مسجد الراس داخل باب الفراديس في
المحراب في أصل الجدار وغربي المحراب في طاقة يقال ان رأس الحسين دفن
بها . ادب الطف ـ الجزء الخامس 7
وكقول الشيخ حسين الكركي العاملي :
جـودي بوصل أو iiببينِ فـاليأس احدى iiالراحتين
أيـحلّ في شرع iiالهوى أن تذهبي بدم الحسين(1)
وكقول محمد بن عمر النصيبي الشافعي ـ من شعراء القرن التاسع
ـ(2) :
حسينٌ ان هجرت فلستُ أقوى على الهجران من فرح الحسود
ودمـعي قد جرى نهراً ولكن عـذولي فـي محبته (يـزيد)
وقول الوزير المغربي ـ وهو من شعراء القرن الخامس الهجري ، وكان الحاكم
قد قتل أهله بمصر كما رواها في معجم البلدان :
اذا كنـت مشتاقاً إلى الطف تائقا إلى كربلا فانظر عراص المقطم
ترى من رجال المغربي عصابة مضرجة الاوساط والصدر بالـدم
ومثله بل أجلى منه قول أبي جفعر البحاني الخازن يرثي أبا الحسين ابن
سيمحون :
لـهفي عليك أبا iiالحسينِ عـيناً رمـتك بكل iiعينِ
جرعتني غصص الجوى وأريتني يوم iiالحسين(3)
ومما يناسب هذا من التورية ما رأيته في (جواهر البلاغة) من قول أحدهم :
يا سيداً حاز لطـفاً له البرايا عبيـد
أنت (الحسين) ولكن جفاك فينا (يزيد)
(1) الشيخ الكركي من أفذاذ العلم له مؤلفات كثيرة ذكرها الحر العاملي
في أمل الآمال . توفي سنة 1076 هـ .
(2) ترجم له السخاوي في الضوء اللامع لاهل القرن التاسع ـ ج 8 ص 259 .
(3) عن كتاب سمير الخاطر وأنيس السافر مخطوط العلامة البحاثة الشيخ علي
كاشف الغطاء المتوفى 1350 هـ ، مكتبة كاشف الغطاء العامة ـ قسم
المخطوطات ـ .
ادب الطف ـ الجزء الخامس 8
ومما يناسب ذلك قول بعضهم كما روى ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة :
قـالوا أتى العـيد والأيام مشرقة وأنت باك وكل الناس مسرور
فقلت ان واصل الاحباب كان لنا عـيداً وإلا فهذا اليوم عاشور
ان الصديق يرى ان أمثال هؤلاء الأدباء لما أشاروا إلى يوم الحسين
وتحسسوا بنهضته وتأثروا بها ولمحوا اليها أو صرحوا من قريب أو بعيد ،
حق لهم أن يكونوا من فرسان هذه الحلبة . اما أنا فلم أقتنع كل الاقتناع
وان كنت ذكرت أمثالهم في ثنايا هذه الموسوعة وقد مضى أمس بما فيه . لذا
أشرت اليهم هنا . والله من وراء القصد .
المؤلف
ادب الطف ـ الجزء الخامس 9
القرن العاشر
هو العصر الذي ركد فيه الأدب وخمدت جذوته ، وكمّت أفواه الشعر والشعراء
وإليك ما قاله الخطيب اليعقوبي عنه في (البابليات) :
قال : انتابت العراق في هذا القرن من أعالي الشمال إلى أقاصي الجنوب
نكبات ومحن واضطرابات وفتن أثارتها العصبيات القومية والنعرات الطائفية
وظلت البلاد أكثر من مئة عام «لا تستقر على حال من القلق» حروب وغارات
وذحول وثارات تحت استعمار الفرس مرة وإرهاق الأتراك أخرى وذلك منذ هجوم
الشاه اسماعيل الصفوي ملك ايران سنة 914 هـ على بغداد واستيلاء أولاده
وأحفاده بعده كالشاه طهماسب والشاه عباس والشاه صفي وحروبهم مع
«التركمان» أولا وملوك آل عثمان ثانيا منذ عهد السلطان سليمان القانوني
إلى دخول السلطان مراد الى بغداد عام 1048 هـ كل ذلك وأبناء الرافدين
تقاسي ما لا يستغرقه الوصف من القتل والتمثيل والانتقام والتنكيل وما
الى ذلك من ردم المدارس والمعاهد وتخريب المعابد والمشاهد ـ وخاصة في
دار السلام بغداد ـ ومما لا ريب فيه ان تلك الحوادث المؤلمة أدت إلى
القضاء على روح النهضة العلمية وشلّ يد الحركة الأدبية فتضاءلت أصوات
العلماء وخمدت قرائح الأدباء فلا تكاد تسمع يومئذ للعربية وآدابها
صوتاً . وإذا كان هناك آحاد من القوم يستحقون الذكر فقد طوى متأخروا
المؤرخين عنهم كشحاً وضربوا على أسمائهم حجاباً كثيفاً من الاهمال
والخمول فعميت على
ادب الطف ـ الجزء الخامس 10
الناس أخبارهم وانطمست آثارهم . حتى انبرى إمام أئمة الأدب وأشهر
أعلامه في القرن الحادي عشر العلامة الأديب الشهير السيد علي خان
المدني المتوفى سنة 1119 هـ فعرفنا في كتابه «سلافة العصر» بأسماء بضعة
رجال نبغوا في الحلة والنجف كانوا قد نشأوا في أخريات القرن العاشر
وعاشوا في أواسط الحادي عشر «عصر المؤلف» ثم اقتفى أثره معاصره ومادحه
الشيخ محمد علي بشارة النجفي فترجم في كتابه الذي سماه «نشوة السلافة»
لجماعة آخرين من الحلة والنجف وكربلاء ممن لم يصل الى صاحب السلافة شيء
من أحوالهم ولولاهما لما عرفنا عن أولئك النفر شيئا .
ادب الطف ـ الجزء الخامس 11
شعراء
القرن العاشر
الوفـاة
الشيخ مفلح بن الحسن بن راشد الصيمري حدود 900
حسين بن مساعد 910
محمد السبعي 920
الشيخ محمد البلاغي القرن العاشر
السيد حسين الغريفي 1001
ابن أبي شافين البحراني حدود 1001
الشيخ جمال الدين بن المطهر وطائفة من الشعراء حدود 1000
ادب الطف ـ الجزء الخامس 12
ادب الطف ـ الجزء الخامس 13
الشيخ مفلح الصيمري
المتوفى سنة 933
أعـدلك يـا هـذا الـزمان iiمـحرمُ أم الـجور مـفروض عـليك iiمحتم
أم أنــت مـلوم والـجدود iiلـئيمة فـلـم تـرع إلا لـلذي هـو ألـوم
فـشـأنك تـعـظيم الأراذل iiدائـماً وعـرنين أربـاب الـفصاحة iiترغم
اذا زاد فـضل الـمرء زاد iiامتحانه وتـرعى لـمن لا فضل فيه وترحم
اذا اجـتمع المعروف والدين iiوالتقى لـشخص رمـاه الدهر وهو iiمصمم
وذاك لأن الـدين والـعلم iiوالـندى لـه مـعدن أهـلوه يـؤخذ iiعنهموا
فـمـعـدنه آل الــنـي مـحـمد وخـيرهم صـنو الـنبي iiالـمعظم
فـأقـبلت الـدنـيا الـيـه iiبـزينةٍ وألـقت الـيه نـفسها وهـي iiتبسم
فـأعرض عـنها كـارهاً iiلـنعيمها وقـابـلها مـنه الـطلاق iiالـمحرّم
فـمالت الـى أهـل الرذائل iiوالخنا وأومـت الـيهم أيـها الـقوم اقدموا
فـشنوا بـها الغارات من كل iiجانب وخـصّو بـها آل الـنبي iiوصمموا
أزالـوهم بـالقهر عـن ارث iiجدهم عـناداً ومـا شـاؤا أحلّوا iiوحرّموا
وأعـظم مـن كـل الـرزايا رزية مـصارع يـوم الطف أدهى iiوأعظم
فـما أحـدث الأيـام من يوم iiأنشئت ولا حـادث فـيها الـى يـوم iiتعدم
بـأعظم مـنها فـي الـزمان iiرزيّة يـقـام لـها حـتى الـقيامة iiمـأتم
ولم أنس سبط المصطفى وهو ضامئ يـذاد عـن الـماء الـمباح iiويحرم
تـموت عـطاشاً آل بـيت مـحمد ويـشرب هـذا الـماء تـرك iiوديلم
ادب الطف ـ الجزء الخامس 14
أهـذا الـذي أوصى به سيد iiالورى ألـم تـسمعوا أم ليس في القوم مسلم
سـيـجمعُنا يـوم الـقيامة iiمـحشر واقـبـل فـيـه شـاكـياً iiأتـظلّم
فـخـصمكم فـيه الـنبي iiوحـيدر وفـاطمة ، والـسجن فـيه iiجـهنم
فـمالوا عـليه بـالسيوف iiوبـالقنا فـبارزهم وهـو الـهزبر iiالغشمشم
وحـكّـم فـيـهم سـمهرياً iiمـقوّماً وأبـيـض لا يـنـبو ولا iiيـتـثلّم
وصــال عـليهم صـولة iiعـلوية فـكانوا كـضأل صان فيهنّ iiضيغم
فـنادى ابن سعد بالرماة ألا iiاقصدوا الـيـه جـميعاً بـالسهام iiويـمموا
فـفوق كـل سـهمه وهـو مـغرق مـن النزع نحو السبط وهو iiمصممُ
فـخرّ صـريعاً فـي التراب iiمعفراً يـعالج نـزع الـسهم والسهم محكم
ويـأخذ مـن فـيض الـوريد iiبكفه ويـرمي بـه نـحو الـسما iiيـتظلّم
فـنادى ابـن سعد مَن يجيء برأسه فـسـار الـيـه الـشمر لا iiيـتبرّم
وبـادر يـنعاه الـحصان iiمـسارعاً الـى خـيم الـنسوان وهـو يحمحم
فـلما رأيـن الـمهر والسرج iiخاليا خـرجن وكـل حـاسر وهي iiتلطم
ونـادين هـذا الـيوم مـات iiمحمد ومــات عـليٌ والـزكي iiوفـاطم
فـهـذا الـذي كـنا نـعيش بـظلّه يـلـوذ بـه طـفل رضـيعٌ iiوأيّـم
فـيا لـك مـن يوم به الكفر iiناطق وديـن الـهدى أعـمى أصم iiوأبكم
* * *
أيـا سـادتي يـا آل بـيت iiمـحمد بـكـم مـفـلح مـستعصم iiمـتلزم
فـأنتم لـه حـصن مـنيع iiوجُـنّة وعـروتـه الـوثقى بـداريه iiأنـتمُ
ألا فـاقبلوا مـن عبدكم ما iiاستطاعه فـعـبدكمُ عـبـدٌ مـقـلّ iiومـعدم
عن (المنتخب) للطريحي ـ طبعة النجف
ادب الطف ـ الجزء الخامس 15
الشيخ مفلح بن الحسن بن راشد أو رشيد بن صلاح الصيمري البحراني .
قال السيد الامين في الاعيان : توفي في حدود سنة 900 وقبره في قرية
سنماباد من قرى البحرين وقبر ابنه الشيخ حسين بجنبه .
نسبته :
(الصيمري) نسبة الى صيمرة بصاد مهملة مفتوحة ومثناة تحتية ساكنة وميم
مفتوحة وراء مهملة وهاء . في معجم البلدان كلمة أعجمية وهي في موضعين
احدهما بالبصرة على فم نهر معقل وفيها عدة قرى تسمى بهذا الاسم ، وبلد
بين ديار الجبل وديار خوزستان وهي مدينة بمهرجان قُذف وهي للقاصد من
همذان الى بغداد عن يساره . قال الاصطخري واما صيمرة والسيروان
فمدينتان صغيرتان . (وفي انساب السمعاني) : الصيمري هذه النسبة الى
موضعين احدهما منسوب الى نهر من أنهار البصرة يقال له الصيمري عليه عدة
قرى واما الصيمرة فبلدة بين ديار الجبل وخوزستان ، وسألت بعضهم عن هذا
النسب فقال صيمرة وكودشت قريتان بخوزستان «ا هـ» .
وقال الشيخ سليمان البحراني : ان المترجم أصله من صيمر البصرة وانتقل
الى البحرين وسكن قرية سنمآباد . قال اقا بزرك الطهراني العسكري فيما
كتبه الينا : الذي وجدناه في جميع النسخ ابن الحسن مكبرا حتى في اجازته
التي بخطه لناصر بن ابراهيم البويهي فما في نسخة الآمل المطبوعة من انه
ابن الحسين غلط وفي رسالة الشيخ سليمان الماحوزي البحراني التي كتبها
في ذكر بعض علماء البحرين في نسخة ابن الحسن ابن رشيد وفي أخرى ابن
راشد وفي اجازة الشيخ مفلح لناصر بن ابراهيم البويهي التي بخطه سنة 873
هكذا : ادب الطف ـ الجزء الخامس 16
مفلح بن حسن رشيد بن صلاح الصيمري اما والده فلعله لم يكن من العلماء
لأن الشيخ سليمان في الرسالة المذكورة ذكر الشيخ مفلح وابنه الحسين بن
مفلح ولم يذكر والده ولو كان من العلماء لذكره ويحتمل سقوطه من قلمه أو
تركه له ككثير من مشاهير البحرانيين ويحتمل اتحاده مع الحسن بن محمد بن
راشد البحراني صاحب نظم ألفية الشهيد أو الحسن بن محمد بن راشد صاحب
كتاب مصباح المهتدين .
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل : فاضل علامة فقيه معاصر الشيخ علي بن عبد العالي الكركي
وفي رسالة للشيخ سليمان البحراني وصفه بالفقيه العلامة . قال المؤلف :
وأقواله وفتاواه مشهورة مذكورة في كتب الفقهاء المبسوطة .
مؤلفاته
في الرسالة المتقدمة : له التصانيف المليحة الفائقة (1) غاية المرام في
شرح شرائع الاسلام ، في أنوار البدرين ولعله أول شروح الشرائع وفي
الرسالة المتقدمة : وقد أجاد فيه وطبق المفصل وفرق فيه بين الرطلين في
الزكاتين وفاقاً لابن فهد الحلي في المهذب والعلامة في التحرير (2) شرح
الموجز لابن فهد الحلي وهو المسمى كشف الالتباس في شرح موجز أبي العباس
. في الرسالة المتقدمة انه أظهر فيه اليد البيضاء (3) مختار الصحاح (4)
منتخب الخلاف أو تلخيص الخلاف منه نسخة في مكتبة الحسينية بالنجف الأشرف (5) رسالة جواهر الكلمات في العقود والايقاعات . في الأمل وهي
دالة على علمه وفضله واحتياطه وفي الرسالة المتقدمة : مليح كثير
المباحث غزير العلم .
اشعاره
له شعر كثير في مناقب أهل البيت وفي المثالب ومن شعره قوله :
ادب الطف ـ الجزء الخامس 17
أعدلك يا هذا الزمان محرم أم الجور مفروض عليك محتم
وله :
الى كم مصابيح الدجى ليس تطلع وحـتّام غـيم الـجور لا iiبتقشع
يقولون في أرض العراق iiمشعشع وهـل بقعة إلا وفيها iiمشعشع(1)
وقال الزركلي في الأعلام : مفلح بن الحسن بن رشيد بن صلاح الصيمري :
فقيه أمامي . نسبته إلى صيمر بقرب خوزستان . له كتب منها : جواهر
الكلمات في صيغ العقود والايقاعات ، فرغ من تأليفه سنة 870
و(التبيينات) رسالة في الفرائض والتنبيه على غرائب من لم يحضره الفقيه
، وأجازة بخطه كتبها سنة 873 .
أقول وترجم له الشيخ علي البلادي في (أنوار البدرين) ص 74 وقال : وقبره
في قرية سلما باد من البحرين وقبر ابنه الصالح الشيخ حسين بجنبه . أقول
وذكر ترجمة ولده الشيخ حسين ابن الشيخ مفلح المتوفي سنة 933 .
وذكر البحاثة المعاصر الشيخ آغا بزرك الطهراني في عدة مواضع من
(الذريعة) كتب الشيخ مفلح واجازاته .
وترجم له السيد الخوانساري في روضات الجنات وقال توفي سنة 933 وعمره
يزيد على الثمانين ، وكان له فضائل ومكرمات وكان يختم القرآن في كل
ليلة الاثنين والجمعة مرة .
قصيدة الشيخ مفلح :
(1) عن أعيان الشيعة ج 48 ص 91 .
ادب الطف ـ الجزء الخامس 18
الى كم مصابيح الدجى ليس iiتطلع وحـتّام غـيمُ الـجو لا iiيـتقشع
لـقد طـبّق الآفاق شرقاً iiومغرباً فـلا يـنجلي آنـاً ولا iiيـتقطع
وأمـطر فـي كل البلاد iiصواعقاً وهـبت له ريح من الشر زعزع
مـنازل أهـل الجور في كل iiبلدة عـمار وأهل العدل في تلك iiبلقع
يقولون في أرض العراق iiمشعشع وهـل بـقعة إلا وفـيها iiمشعشع
وأعـظم مـن كل الرزايا iiرزية مـصارع يوم الطف أدهى وأشنع
فما انس لا أنس الحسين iiورهطه وعـترته بـالطف ظلماً iiتصرع
ولـم أنسه والشمر من فوق iiرأسه يـهشم صـدراً وهو للعلم iiمجمع
ولـم أنس مظلوماً ذبيحاً من القفا وقد كان نور الله في الأرض iiيلمع
يـقبله الـهادي الـنبي iiبـنحره ومـوضع تـقبيل الـنبي iiيقطع
إذا حـزّ عـضواً منه نادى iiبجدّه وشـمر على تصميمه ليس iiيرجع
تـزلزلت بـأفلاك من كل iiجانب تـكاد السما تنقض والأرض iiتقلع
وضـجت بأفلاك السما iiوتناوحت طيور الفلا والوحش والجن iiأجمع
وتـرفع صـوتاً أم كـلثوم iiبالبكا وتـشكو الـى الله العلي iiوتضرع
وتـندب مـن عظم الرزية iiجدها فـلو جـدنا يـرنو إلينا iiويسمع
أيـا جـدنا نـشكو إلـيك iiأمـية فـقد بـالغوا فـي ظلمنا وتبدعوا
أيـا جـدنا لو أن رأيت iiمصابنا لكنت ترى أمراً له الصخر يصدع
أيـا جـدنا هـذا الحسين iiمعفراً على الترب محزوز الوريد iiمقطع
فـجثمانه تـحت الخيول iiورأسه عـناداً بـأطراف الأسـنة يرفع
أيـا جـدنا لم يتركوا من iiرجالنا كبيراً ولا طفلاً على الثدي iiيرضع
أيـا جـدنا لـم يـتركوا لنسائنا خـماراً ولا ثـوباً ولم يبق برقع
أيـا جـدنا سـرنا سبايا iiحواسراً كـأنّا سبايا الروم بل نحن iiأوضع
أيـا جـدنا لـو ان تـرانا iiأذلة أسـارى الـى أعـدائنا نتضرع
أيـا جـدنا زيـن الـعباد iiمكبّل عـلـيل سـقم مـدنف iiمـتوجع |