ادب الطف

 
 

ادب الطف ـ الجزء الخامس 40

ذو  مـنظر يـبصر الأعمى iiبرؤيته      هـدى وذو مـنطق يـستنطق البكما
لـو أنـصف الـدهر أفـنانا iiوخلّده      وكــان ذلـك مـن أفـعاله كـرما
مـا  راح حـتى حشا أسماعنا iiدرراً      مـن  لـفظه وسـقى أذهـاننا حكما
كـالغيث لـم يـنأ عن أرض ألمّ بها      حـتى  يـغادر فـيها النبت قد iiنجما
صـبراً بـنيه فان الصبر أجمل iiبال      حـر الـكريم اذا مـا حـادث iiدهما
هـي الـنوائب مـا تـفك دامية iiال      أنـياب مـنا ومـا مـنها امرؤ سلما
فـكم تـخطف ريـب الدهر من iiأمم      فـأصبحوا  تحت أطباق الثرى iiرمما
لـو أكـرم الله مـن هذا الردى أحدا      لأكـرم  المصطفى عن ذاك iiواحترما
فـابقوا  بـقاء الـليالي لا iiيـغيركم      دهـر  وشـملكم مـا زال iiمـنتظما
يـا  قـبره لا عـداك الدهر iiمنسجم      مـن  الـمدامع هـام يـخجل iiالديما

أولاده :

خلف من الأولاد الحسن ومحمداً وعلوياً المعروف بعتيق الحسين اما الحسن فعقبه بالحلة والحائر واما محمد فعقبه في واديان احدى قرى البحرين من توابع (سترة) ومنهم في جيروت واليه تنتهي سادات جيروت واما علوي فعقبه بالبحرين والنجف وشيراز وبهبهان وبوشهر وغيرها . وهو صاحب العقب الكثير ببلاد البحرين وبندر ابي شهر وطهران والنجف وكربلاء وبهبهان منهم الأسرة المعروفة بالبهبهانية بطهران منهم السيد عبد الله البهبهاني الرئيس الشهير وولده السيد محمد المشهور الرئيس الآن بطهران . انتهى عن أعيان الشيعة ج 25 ص 260 اقول والمشهور ان السيد أحمد الغريفي المعروف بـ (الحمزة الشرقي) هو من أحفاده فهو السيد أحمد بن هاشم بن علوي (عتيق الحسين) بن الحسين الغريفي المترجم له .

ومن شعره في رثاء الإمام الحسين (ع) :

ادب الطف ـ الجزء الخامس 41

أمـربع  الـطف ذا أم جانب iiالطور      حـيّا  الـحيا منك ربعا غير ممطور
كـم فـيك روضة قدس اعبقت ارجاً      كـأنـها جـنـة الـولدان iiولـحور
وكـم ثـوى بـك من أهل العبا iiقمرٌ      غـشاه بـعدكمال صـرف iiتـكوير
يـا كـربلا حـزت شأناً دونه iiزحل      وفـزتِ  بـالسادة الـغر iiالـمغاوير
أيـجمل الصبر في آل الرسول iiوهم      جـمع  قـضوا بين مسموم iiومنحور
قـوم  بـهم قد أقيم الدين iiوانطمست      لـلشرك ألـوية الـطغيان والـجور
قـوم بـمدحهم كـتب الـسما iiنزلت      أكـرم  بـمدح بـكتب الله iiمـذكور
ولا  لـهم فـي ظلام الليل من iiفرش      إلاا مـحـاريب تـهـليل iiوتـكبير
ولا  يـناغى لـهم طفل بغير iiصدى      رهـج الوغى وصهيل في iiالمضامير
ولا عـلى جـسمه قـمط يشدّ iiسوى      طـول الـنجاد على البيض iiالمباتير
ولا  لـصبيتهم مـهد يـهزّ iiسـوى      هـزّ السروج على الجرد iiالمخاصير
مـا فـوق فـضلهم فـضل iiفمدحهم      فـي الـذكر ما بين مطويٍّ iiومنشور
فـمن عـناه بـأهل الـبيت iiغيرهم      فـأذهب الـرجس عنهم رب iiتطهير
وهـل أتـى هل أتى في غيرهم iiفهم      الـموفون خـوفاً من الباري iiبمنذور
والـمطعمون لـوجه الله لا iiلـجزىً      سـوى  يـتيمٍ ومـسكينٍ iiومـأسور
يـحق لـو أن بـكتهم كـل iiجارحة      حـزناً بـأعين دمـع غـير iiمنزور
فـأيّ  عـينٍ عـليهم غـير بـاكية      وأي قـلبٍ عـليهم غـير iiمـفطور
ولا بـصـرت ولا أذنـي iiبـسامعة      رزيــة كـرزايـا يـوم iiعـاشور
يـوم حدى في بني الزهراء iiمزدجراً      حـادي  الـمنايا بـترويح iiوتـبكير
يـوم  بـه أصـبح الاسـلام iiمكتئباً      وقـد أصـيب بـجرح غير iiمسبور
يـوم بـه أصـبح الطاغوت iiمرتقياً      عـلى الـمنابر بـالبهتان iiوالـزور
يـا  ذلـة الدين من بعد الحسين iiفما      مـن بـعد نـاصره كـسر iiبمجبور
أضحى  يحث السرى والسير iiمجتهداً      لأمـر عـرف ونـهي عـن مناكير
كأنه  الشمس والأصحاب شهب iiدجىً      لـمـستقر لـهـا تـجري iiبـتقدير

ادب الطف ـ الجزء الخامس 42

يـسري  بـهم ومـناياهم تسير iiبهم      الـى  عـناق نـحور الحزّد iiالحور
يـمشون تـحت ظلال السمر iiيومهم      ولـيلهم  فـي سـنا نـور iiالأساوير
حـتى الى كربلا صاروا فما iiانبعثت      لـهـم جـيـاد بـتـقديم iiوتـأخير
فحلّ من حولهم جيش الضلال ضحىً      كـعارض  مـمطر في جنح iiديجور
وأصـبحت فتية الطهر الحسين iiعلى      وجـه الـثرى بين مطعون iiومنحور
والـناس  في وجل والخيل في iiزجل      قـد  أشـبه اليوم فيهم نفخة iiالصور
وظـلّ  سـبط رسـول الله iiبـعدهم      يـلقى  الـجيوش بقلب غير iiمذعور
يـكر  فـرداً وهـم من بأسه iiيئسوا      مـن  الـسلامة جـمعاً بـعد تكسير
وأسـهم الـموت تـدعو نحوه عجلاً      مـحـددات بـمـحتوم iiالـمـقادير
والـسيف  يـركع فيهم والرؤس iiبلا      أجـسادها  سـجداً تـهوي iiبـتعفير
مـن مبلغ المرتضى ان الحسين iiلقىً      سـقته أيـدي الـمنايا كـاس iiتكدير
مـن  مبلغ المصطفى والطهر iiفاطمة      ان الـحسين طـريح غير مقبور
(1)

وكتب لي الأخ المعاصر العلامة السيد محيى الدين ابن العلامة السيد محمد جواد الغريفي ما يلي :

السيد حسين الغريفي :

ابن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن خميس بن أحمد بن ناصر بن علي كمال الدين بن سليمان بن جعفر بن موسى أبي العشائر بن محمد أبي الحمراء بن علي الطاهر بن علي الضخم بن الحسن أبي علي بن محمد الحائري بن ابراهيم المجاب بن الإمام موسى الكاظم (ع) . إن سيدنا الغريفي هو الجد الأكبر الذي ينتمي اليه السادة الغريفيون وقد عرف بالشريف العلامة وبالعلامة الغريفي وهو صاحب كتاب (الغنية) في الفقه . عاش في القرن العاشر الهجري وتوفي في

(1) عن كتاب (رياض المدح والرثاء) للشيخ علي البلادي ـ طبعة النجف .

ادب الطف ـ الجزء الخامس 43

العام الأول من القرن الحادي عشر أي سنة (1001) هـ . ودفن في قرية (أبو اصيبع) إحدى قرى البحرين . وقبره مشيد ويزار .

وله نظم رائق جمع كثيراً منه ابن عمنا المرحوم السيد محمد مهدي في ديوان خاص لا يزال مخطوطاً . فمن نظمه في الإمام الحسين (ع) :

سرى الضعن من قبل الوداع بأهلينا     فهل بعد هذا اليوم يرجى تلاقينا

والقصيدة طويلة .

وقال البحاثة الشيخ الطهراني في (الذريعة) قسم الديوان :

ديوان السيد حسين بن حسن الغريفي البحراني المترجم في السلافة ص 504 جمع بعض أشعاره حفيده المعاصر السيد مهدي بن علي الغريفي النجفي المنتهى نسبه اليه والمتوفى (1343) في مجموع يقرب من ثلثمائة بيت . أوله :

سحاب جفوني بدموع هوامي     لرزء أمير المؤمنين إمامي

الى تمام النيف والخمسين بيتاً ثم قصائد أخر . رأيت النسخة بخط السيد مهدي عند ولده المشتغل في النجف ، السيد عبد المطلب .

ادب الطف ـ الجزء الخامس 44

ابن أبي شافين البحراني

ذكر الشيخ الطريحي في المنتخب له قصيدة في رثاء الإمام السبط (ع) مطلعها :

هـلموا نـبك أصحاب iiالعباءِ      ونـرثي  سـبط خير iiالأنبياء
هـلموا نـبك مـقتولاً iiبـكته      مـلائكة  الإلـه مـن iiالسماء
هـلموا  نـبك مـقتولاً iiعليه      بكى  وحش المهامة في iiالفلاء
الا  فـابكوا قـتيلاً قـد iiبكته      الـبتولة فـاطم سـتّ iiالنساء
ألا  فـابـكوا لـمنعفر iiذيـح      عـلى  الرمضاء شلواّ iiبالثراء
ألا  فـابكوا قـتيلاً iiمـستباحاً      ألا  فـابكوا الـمرمل iiبالدماء
بنفسي من تجول الخيل ركضاً      عـليه  وهـو مسلوب iiالرداء
بـنفسي نـسوة جـاءت iiاليه      وهـن  مـولولات iiبـالشجاء
أخـي ودع يـتامى قد iiأهينوا      وقـد أضـحوا بأسر iiالأدعياء
يـعز  عـلى أبـينا أن iiيرانا      بـأرض الطف نسبى iiكالاماء
يـعز عـلى البتول بأن iiترانا      ونـحن نـضج حولك iiبالبكاء

وله في رثائه عليه السلام :

ادب الطف ـ الجزء الخامس 45

قـف بـالطفوف بـتذكار iiوتـزفار      وذب من الحزن ذوب التبر في النار
واسحب  ذيول الاسى فيها ونح iiأسفاً      نـوح الـقماري عـلى فقدان iiأقمار
وانـثر  على ذهب الخدين من iiدرر      الـدمع الهتون وياقوت الدم iiالجاري
ونُـح  هـناك بليعات الأسى iiجزعاً      فـما  على الواله المحزون من iiعار
وعـزّ نـفسك عـن اثواب iiسلوتها      عـلى الـقتيل الذبيح المفرد العاري
لـهفي وقـد مـات عطشاناً بغصته      يُـسقى  الـنجيع بـبتار iiوخـطار
كـأنما  مـهره فـي جـريه iiفـلك      ووجـهه قـمر فـي أفقه ساري
(1)

وذكر له العلامة السيد أحمد العطار في الجزء الثاني من (الرائق) قوله في رثاء الحسين عليه السلام ص 287 قصيدة طويلة جاء في أولها :

يـا  واقفاً بطفوف الغاضرات      دعني  أسحّ الدموع iiالعندميات
من أعين بسيوف الحزن iiقاتلة      طيب الكرى لقتيل السمهريات
وسـادة جاوزوا بيد الفلاة iiبها      وقـادة قـددوا iiبـالمشرفيات

وفي آخرها :

يـا آل بـيت رسـول الله iiدونكموا      خـريدة نـورها خـلف iiالحجالات
تزري بشمس الضحى قد زفها لكموا      داود  تـخطر فـي بـرد iiالكمالات
لا  يبتغي ابن أبي شافين من عوض      إلا  نـجـاة واسـكـاناً بـجـنّات
مـع  والـديّ وراويـها وسـامعها      ذوي الـولاء وصـحبي iiوالقرابات
صـلى  الإلـه عليكم ما بكى iiلكموا      بـاك  ونـاح بـأرض الغاضريات

وذكر له أيضا في الجزء الثاني من (الرائق) :

مـصائب يوم الطف أدهى iiالمصائب      وأعظم من ضرب السيوف القواضب
تـذوب  لـها صـمّ الجلاميد iiحسرة      وتـنهدّ مـنها شـامخات الـشناخب
بـها  لـبس الـدين الحينف iiملابساً      غـرابيب  سـوداً مثل لون الغياهب

(1) الغدير للشيخ الاميني .

ادب الطف ـ الجزء الخامس 46

وقوله في رثاء الإمام عليه السلام :

قفا  بالرسوم الخاليات iiالدواثر      ننوح على فقد البدور iiالزواهر
بدور لآل المصطفى قد تجللت      بعارض جون فاختفت iiبدياجر
فـفي كل قطر منهم قمرٌ iiثوى      وجُـلل من غيم الغموم iiبساتر

والقصيدة تبلغ 71 بيتاً ذكرها الشيخ لطف الله بن علي بن لطف الله الجد حفصي البحراني في مجموعته الشعرية التي تتضمن أربعة وعشرين شاعراً من فحول الشعراء الذي نظموا في الحسين والشعر كله في يوم الحسين ، وأول من ذكرهم هو السيد الرضي ، وسبق ان ذكرنا اسم هذه المجموعة وروينا عنها . ورأيت له في المجاميع الخطية القديمة من جملة شعر قصيدة أولها :

هاج المصاب فأبدل الدمع الدما     فغدا يصب من المدامع عندما

ادب الطف ـ الجزء الخامس 47

ابن أبي شافين البحراني

المتوفى بعد 1001

الشيخ داود بن محمد بن أبي طالب الشهير بابن أبي شافين الجد حفصي البحراني قال الشيخ الاميني : هو من حسنات القرن العاشر ، شعره مبثوث في مدونات الأدب ، والموسوعات العربية له رسائل منها رسالة في علم المنطق .

قال : هناك اختلاف في كنيته فالبعض قال : ابن أبي شافين كما في السلافة أو شافير أو شاقين .

وترجم له صاحب انوار البدرين فقال : الشيخ المحقق العلامة الأديب الحكيم الشيخ داود بن محمد بن عبد الله بن أبي شافين (بالشين المعجمة بعدها ألف ثم الفاء والزاء أخيراً) واحد عصره في الفنون كلها وله في علوم الأدب اليد الطولى وشعره في غاية الجزالة حاذقاً في علم المناظرة ما ناظر أحداً إلا وافحمه ، وله مع السيد العلامة النحرير ذي الكرامات السيد حسين ابن السيد حسن الغريفي مجالس ومناظرات وله رسائل منها رسالة وجيزة في علم المنطق اختار فيها مذهب الفارابي في تحقيق عقد الوضع في المحصورات واختار فيها أيضا ان الممكنة تنتج في صغرى الشكل الأول .

وذكره السيد الجليل السيد علي خان في السلافة وبالغ في إطرائه وذكر جملة من آدابه وأشعاره وهو من أهل (جد حفصي) البحرين ومدرسته هو المسجد المسمى بمدرسة الشيخ داود الشائع على السنة عوام عصرنا هذا بمدرسة العريبي ، وقبره في حجرة في جنب المسجد داخلة فيه من الشمال إلا انها خارجة عن المسجد المذكور وهناك قبور جماعة من العلماء إلا اني لم أقف على أسمائهم ، وذكره المحبي في خلاصة الاثر ج 2 وقال : من العلماء الأجلاء

ادب الطف ـ الجزء الخامس 48

الأدباء استاذ السيد أبي محمد الحسين بن الحسن بن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي البحراني .

وروى الشيخ الاميني له قصيدة جاء فيها ذكر الغدير وقال انها تبلغ 580 بيتاً وتوجد في المجاميع الخطية وأولها :

أجلّ مصابي في الحياة وأكبرُ     مصاب له كل المصائب تصغر

وقال الشيخ السماوي في الطليعة : كان واحد عصره في الفضل والأدب وأعجوبة الزمان في الخطابة ، وهو أستاذ السيد حسين الغفريفي البحراني وله معه مكاتبات ورسائل ومطارحات وكان كثير الجدل في المسائل العلمية وترجم له السيد الامين في الاعيان وذكر جملة من أشعاره .

ادب الطف ـ الجزء الخامس 49

الشيخ جمال الدين بن المطهَّر

قصيدة مطوّلة ، أولها :

فلهفي للذبيح على الرمال     خضيب الشيب منهوب الرحال

واكثر ابياتها مفككة وجدناها في مجموعة قديمة عتيقة ترجع كتابتها الى القرن التاسع أو العاشر الهجري(1) . أما الناظم فليس هو بالعلامة الحلي ، انما هو : الشيخ جمال الدين احمد بن حسين بن مطهر . قال السيد الامين في الأعيان : عالم فاضل يروي اجازة عن الشيخ زين الدين علي بن الحسن بن احمد ابن مظاهر تلميذ فخر المحققين ، ويروى عنه الشيخ علي بن محمد بن علي بن محمد ابن يونس العاملي البياضي النباطي صاحب الصراط المستقيم المتوفى سنة 877 فهو اذاً من أهل المائة التاسعة .

وفي المجموعة نفسها ملحمة طويلة تتألف من مئات الأبيات تقصّ وقعة كربلاء بمنظومة راية وهي للحلبي الحائري ، وأولها :

افكّر والصبّ الحـزين يفكّر     واسهر ليلي والمصائب تسهر(2)

(1) ووجدتها في مجموعة حسينية في مكتبة الامام الحكيم العامة ـ قسم المخطوطات رقم 577 .
(2) تحتوي على 500 بيتاً ، وفي آخرها :

أيا سادتي يا آل احمـد حبكم     امـوت عليه ثـم احـيا وانشـر

انا الـحلبي الحائـري وليكم     وضيفكم ، والضيف يحبى ويحبر

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث