ادب الطف

 
 

ادب الطف ـ الجزء الخامس 108

محمد علي الطريحي

كان حياً 1036 ه

هو الشيخ محمد علي بن أحمد بن علي بن أحمدبن طريح بن خفاجي بن فياض ابن حيمه بن خميس بن جمعه بن سليمان بن داود بن جابر بن يعقوب المسلمي العزيزي . من أعلام أسرته المشاهير ووالد الشيخ فخر الدين ذكره المحقق الطهراني في الروضة النضرة في المائة الحادية بعد العشرة ص 114 في ذكر اجازة حفيده الشيخ حسام الدين ابن الشيخ جمال الدين لتلميذه الشيخ محمد جواد بن كلب علي الكاظمي بقوله : الشيخ الورع التقي النقي . وذكره صاحب مخطوطة من كتاب (من لا يحضره الفقيه) وعليها اجازات متعددة وهي اليوم بتملّك الشيخ محمد علي القمي الحائري بكربلاء .

ومن شعره الذي يرثي به الإمام الحسين (ع) قوله :

حاد ما جاد بالدموع السجام(1) .

(1) عن شعراء الغري ج 9 ص 455 .

ادب الطف ـ الجزء الخامس 109

الشيخ زين الدين حفيد الشهيد الثاني

وفاته 1064

قال يرثي الحسين عليه السلام بقصيدة مخمسة(1) :

سـلبت  لـوعتي لـذيذ iiالرقاد      وكـستني  ثوب الضنا iiوالسهاد
ورمـاني  دهـري بسهم العناد      وغـرامي  مـا إن له من iiنفاد

كل يوم وليلة في ازدياد

لـي حـزن فـي كل آن iiجديد      وعـناء يـشيب مـنه iiالـوليد
والـتهاب  يـذوب منه iiالحديد      قـد  بكى رحمة لحالي iiالحسود

ودموع تسح سحّ الغوادي

لست  أبكي لفقد عصر iiالشباب      وتقضي  عهد الهوى iiوالتصابي
وصـدود  الـكواعب iiالاتراب      وتـنائي  الـخليط iiوالاحـباب

من سليمى وزينب وسعاد

قـد  نهاني النهى عن iiالتشبيب      وادكـار اهـوى وذكر iiالحبيب
فـتفرغت لـلأسى iiوالـنحيب    
  مـذ أتـى زاجراً نذير المشيب

معلماً بالفناء حين ينادي

(1) ذكرها الشيخ علي بن محمد بن الحسن . شقيق المترجم له في كتابه (الدر المنثور) والشيخ الاميني في شهداء الفضيلة ص 157 .

ادب الطف ـ الجزء الخامس 110

بـل  بكائي لأجل خطب iiجليل      أضـرم الحزن في فؤاد iiالخليل
ورمـى بـالعناء قـلب iiالبتول      وأسـال  الـدموع كـل iiمسيل

فتردى الهدى بثوب الحداد

رزء مـن قـدبكت له iiالفلوات      واقـشعرّت  لـموته المكرمات
وهـوت مـن بروجها النيرات      والـمـعالي لـفـقده iiقـائلات

غاب والله ملجأي وعمادي

فـجعة  نكست رؤوس iiالمعالي      واستباحت حمى الهدى والجلال
ورمـت بـالقذى عيون iiالكمال      قـد  أناخت بخير صحب iiوآل

عترة المصطفى النبي الهادي

يـا  لـها فجعة وخطباً iiجسيما      أوقـعت في حشى الكليم iiكلوما
وبـقلب الامـير حـزناً iiمقيما      وأعـادت  جـسم القسيم iiسقيما

جفنه للأسى حليف السهاد

لهف نفسي على رهين iiالحتوف      حين أمسى نهب القنا iiوالسيوف
ثـاوياً  جسمه بأرض iiالطفوف      وهو  ذو الفضل والمقام المنيف

وسليل الشفيع يوم المعاد

مـنعوه  ورود مـاء iiالـفرات      وسـقوه  كـاس الفنا iiوالممات
بـعد  تـقتيل اهـله iiوالحمات      وأحـاطت بـه خيول iiالطغات

بمواضي الضبا وسمر الصعاد

ادب الطف ـ الجزء الخامس 111

الشيخ زين الدين ابن الشيخ محمد شارح (الاستبصار)

ابن الشيخ حسن صاحب المعالم ابن الشيخ زين الدين الشهيد الثاني العاملي الجبعي المكي .

المتوفى سنة 1064

ولد بجبع سنة 1009 وتوفي بمكة المكرمة 29 ذي الحجة الحرام سنة 1064 ودفن مع والده بالمعلّى عند أم المؤمنين خديجة الكبرى . في أمل الآمل : شيخنا الأوحد كان عالماً فاضلاً متبحراً محققاً ثقة صالحاً عابداً ورعاً شاعراً منشئاً أديباً حافظاً جامعاً لفنون العلم العقلية والنقلية لا نظير له في زمانه ، قرأ على أبيه وعلى الشيخ الأجل بهاء الدين العاملي وجماعة من علماء العرب والعجم وجاور بمكة مدة وتوفي بها . له شعر جديد(1) .

أورد الشيخ زين الدين ـ هذا ـ السيد علي خان المدني ترجمة في سلافة العصر وذكر الكثير من شعره ، وترجم له أيضاً المحبي في خلاصة الأثر في القرن الحادي عشر ج 2 ص 191 ، وترجم له أيضاً سيدنا الصدر الكاظمي في تكملة أمل الآمل ، وجاء ذكره في خاتمة مستدرك الوسائل ص 390 .

وفي كتاب (شهداء الفضيلة) عندما ذكر أحفاد الشهيد الثاني قال :

الشيخ زين الدين بن محمد بن الحسن بن زين الدين ـ الشهيد الثاني .

هو أستاذ صاحب الوسائل ، قال في أمل الآمل : شيخنا الأوحد كان عالماً فاضلاً متبحراً ، مدققاً محققاً ثقة صالحاً عابداً ورعاً شاعراً منشياً أديباً جامعاً حافظاً لفنون العلم النقليات والعقليات ، جليل القدر عظيم المنزلة لا نظير له في زمانه ، قرأ على أبيه وعلى الشيخ بهاء الدين العاملي وعلى مولانا

(1) عن أعيان الشيعة ج 33 ص 302 .

ادب الطف ـ الجزء الخامس 112

محمد أمين الاسترابادي وجماعة من علماء العرب والعجم ، جاور مكة وتوفى بها ودفن عند خديجة الكبرى . قرأت عليه جملة من كتب العربية والرياضة والحديث والفقه وغيرها ، وكان له شعر رائق وفوائد وحواشي كثيرة وديوان شعر صغير رأيته بخطه ، ولم يؤلف كتاباً مدوناً لشدة احتياطه ولخوف الشهرة . انتهى .

وأطراه صاحب الدر المنثور وذكر كثيراً من شعره . وقال صاحب السلافة : انه زينالأئمة وفاضل الأمة وملث غمام الفضل وكاشف الغمة ، شرح الله صدره للعلوم شرحاً وبنى له من رفيع الذكر صرحاً إلى زهد أسس بنيانه على التقوى وصلاح أهلّ به ربعه فما أقوى وآداب تحمر خدود الورد من أنفاسها خجلاً وشيم أوضح بها غوامض مكارم الأخلاق وجلا .

رأيته بمكة شرفها الله تعالى والفلاح يشرق من محياه وطيب الاعراق يفوح من نشر رياه وما طالت مجاورته بهاحتى وافاه الأجل ، وانتقل من جوار حرم الله إلى جوار الله عز وجل فتوفى سنة اثنتين وستين وألف رحمه الله تعالى . وله شعر خلب به العقول وسحر ، وحسدت رقته أنفاس نسيم السحر ، فمنه ما كتب إلى الوالد من مكة المشرفة مادحاً وذلك عام 1061 :

شـام برقا لاح بالابرق iiوهنا      فصبا  شوقاً الى الجزع iiوحنّا
وجـرى  ذكـر اثيلات iiالنقا      فـشكى من لاعج الوجد iiوأنّا
دنف  قد عاقه صرف iiالردى      وخـطوب الدهر عما iiيتمنى
شـفّه  الشوق إلى بان اللوى      فـغدا مـنهمل الدممع iiمعنى
أسـلمته  للردى أيدي iiالأسى      عـندما  أحـسن بالأيام iiظنا
طـالما أمّـل إلـمام iiالكرى      طمعاً في زورة الطيف iiوأنى
كـلما  جـنّ الدجى حنّ iiإلى      زمـن الوصل فأبدى ما iiأجنا
وإذا هـبّ نـسيم مـن iiرُبا      حاجر  أهدى له سقماً iiوحزنا
يـا  عـريباً بالحمى iiلولاكم      ما صبا قلبي إلى ربع ومغنى

ادب الطف ـ الجزء الخامس 113

كـان  لـي صـبر فـأوهاه الـنوى      بـعدكم  يـا جـيرة الـحي iiوأفـنى
قـاتـل الله الـنـوى كـم iiقـرحت      كـبـداً  مـن ألـم الـشوق وجـفنا
كــدّرت  مــورد لـذاتـي iiومـا      تـركت  لـي من جميل الصبر iiركنا
قـطـعت  أفــلاذ قـلبي والـحشا      وكـستني مـن جـميل الـسقم iiوهنا
فـإلى  كـم أشـتكي جـور الـنوى      وأقـاسي  مـن هـوى لـيلى iiولُبنى
قـد صـحا قـلبي مـن سكر iiالهوى      بـعـدما  أزعـجه الـسكر iiوعـنّى
ونـهاني  عـن هـوى الـغيد النهى      وحـباني الـشيب إحـساناً iiوحـسنا
وتـفـرغت  إلــى مــدح iiفـتى      سـنّة  الـمعروف والأفـضال سـنّا
يـجد  الـربح سـوى نـيل iiالـعلا      مـن  مـراقي الـمجد خسراناً وغبنا
سـيـد  الـسادات والـمولى iiالـذي      أمّ  إنـعـامـاً وأفـضـالاً iiومَـنـا
لـم  يـزل فـي كـل حـين iiبـابه      مـأمناً  مـن نـوب الـدهر وحصنا
غـمـرت سـحب أيـاديه iiالـورى      نِـعماً  فـهو لـلفظ الـجود iiمـعنى
نـسـخ الـغـامر مــن iiأفـضاله      (حاتماً) و(الفضل) ذا الفضل و(معنى)
ورث  الــسـؤدد عــن iiآبـائـه      مـثل مـا قـد ورثـوا بـطناً iiفبطنا
حــلّ مــن أوج الـعلى iiمـرتبة      صـار  مـنها الـنسر والعيّوق iiأدنى
تـهـزء  الأقــلام فــي راحـته      بـرمـاح  الـخـط لـمـا iiتـتثنى
جـادنـا مــن راحـيـته iiسـحب      تـمـطر  الـعسجد لامـاء iiومـزنا
يـا عـماد الـمجد يـا مـن لم iiتزل      مـن  مـعاليه ثـمار الـفضل تُجنى
عـضـني الـدهر بـأنياب الأسـى      تـركتني فـي يـد الاسـواء رهـنا
هـائـماً  فـي لـجّة الـفكر iiولـي      جـسـد  أنـحله الـشوق iiوأضـنى
كـلـمـا  لاح لـعـيـني بــارق      مـن  نـواحي الـشام أضناني iiوعنا
تـتـلظى  كـبـدي شـوقـاً iiإلـى      صـبـية خـلفت بـالشام iiو(أفـنى)
ركـبـت  امـالـنا شــوق iiالـى      ورد انـعـامك والافـضـال iiسـفنا
بـعـدما أنـحلت الـعيس iiالـسرى      وأبـادت  فـي فـيافي الـبيد iiبـدنا
وبـاكـنا فـك يـا كـهف iiالـورى      مـن  تـصاريف صروف الدهر لذنا

ادب الطف ـ الجزء الخامس 114

ونُـهـني مـجـدك الـعـالي iiبـما      حــازه بــل كـلما حـاز تـهنى
وابـق  يـا مـولى الـموالي iiبـالغاً      مـن  مـقامات الـعلى ما iiتتمنى
(1)

ومن شعره :

ولما رأينا منزل الحي قد عفا    وشطّت أهـاليه وأقوت معالمه

لبسنا جلابيب الكآبة والأسى     وأضحى لسان الدمع عنا يكالمه

وقوله :

كـم ذا أواري الجوى والسقم iiيبديه      وأحـبس  الـدمع الأشواق iiتجريه
شـابت ذوائـب آمالي وما iiنجحت      ولـيل  هـجرك ما شابت نواصيه
ولاهـب الوجد في الاحشاء iiيخمده      رجا  الوصال وداعي الشوق iiيذكيه
رفـقاً بـقلبي المعنى في هواك فما      أبـقيت بـالهجر مـنه مـا iiيُعانيه
وكيف  يقوى على الهجران ذو iiكبد      جـرت لـطول الـتئاني من مآقيه
ما  زال جيش النوى يغزو حشاشته      حتى  طواه الضنى عن عين iiرائيه
يـا  مـن نأى وله في كل iiجارحة      مـني مـقام إذا مـا شـطّ يـدنيه
هل أنت بالقرب بعد اليأس منعطف      وراجـع  مـن لذيذ العيش iiصافيه
فـقد  تـمادى الجوى فينا ورقّ iiلنا      قـاسي قلوب العدى مما iiنقاسيه
(2)

ومن قوله أيضاً كما في السلافة :

سـئمت لـفرط تـنقلي iiالـبيداءُ      وشـكت لـعظم ترحلي iiالانضاء
ما  ان أرى في الدهر غير iiمودع      خـلا  وتـوديع الـخليل عـناء
أبلى النوى جلدي وأوقد في الحشا      نـيران  وجـد مـا لـها iiإطفاء
فـقدت  لطول البين عيني iiماءها      فـبكاؤها بـدل الـدموع iiدمـاء

(1) شهداء الفضيلة للشيخ الأميني .
(2) أعيان الشيعة ج 33 .

ادب الطف ـ الجزء الخامس 115

فـارقت  أوطـاني وأهل iiمودتي      وخـرائـداً غـيداً لـهنّ iiوفـاء
مـن  كـل مائسة القوام إذا iiبدت      لـجمال  بـهجتها تـغار iiذُكـاء
مـا  اسـفرت والليل مرخٍ ستره      إلا  تـهـتك دونـهـا الـظلماء
تـرمي القلوب بأسهم تصمي iiوما      لـجراحهن سـوى الوصال دواء
شـمس تغار لها الشموس مضيئة      ولـها قـلوب الـعاشقين سـماء
هـيفاء  تختلس القلوب إذا iiرنت      فـكـأنما لـحـظاتها iiالـصهباء
ومـعاشر مـا شان صدق iiولائهم      نـقض الـعهود ولا الوداد iiمِراء
مـا  كنت أحسب قبل يوم فراقهم      ان  سـوف يقضى بعد ذاك iiبقاء
فـسقى ثرى وادي دمشق وجادها      مـن هـاطل المزن الملث iiحياء
فـيها أهـيل مـودتي iiوبـتربها      لـجليل  وجـدي والـسقام iiشفاء
ورعـى لـيالينا الـتي في iiظلها      سـلفت ومـقلة دهـرنا iiعـمياء
أتـرى الـزمان يجود لي iiبايابها      ويـتاح  لـي بـعد الـبعاد iiلقاء
فـإلى متى يا دهر تصدع iiبالنوى      اعـشار  قـلب مـا لـهنّ iiقواء
وتـسومني مـنك الـمقام iiبـذلّة      ولـهـمتي  عـما تـسوم iiإبـاء
فـأجابني  لولا التغرب ما iiارتقى      رتـب  الـمكارم قـبلك iiالابـاء
فـاصبر  على مرّ الخطوب فإنما      مـن دون كـل مـسرّة ضـراء
واتـرك تـذكرك الـشآم iiفـإنما      دون  الـشآم وأهـلها بـيداء
(1)

(1) نزهة الابصار ج 3 ص 466 .

ادب الطف ـ الجزء الخامس 116

ابن جمال

المتوفى 1072 ه

أرى  الـصبر يـفنى والهموم iiتبيد      وجـسمي يـبلى والـسقام iiجـديد
وذكـرني  بـالنوح والحزن iiوالبكا      غـريب  بـأكناف الـطفوف فريد
عطاشى على شاطي الفرات فما لهم      سـبيل إلـى قـرب الـمياه iiورود
لـقد  صبروا لا ضيّع الله iiصبرهم      إلـى أن فُنوا من حوله iiوأبيدو
ا(1)

ادب الطف ـ الجزء الخامس 117

ابن الجمال

مولده 1002 وفاته 1072 هـ

« 1593 « 1661 م

قال الزركلي في الاعلام ج 5 ص 74 :

علي بن أبي بكر بن علي نور الدين ابن الجمال المصري بن أبي بكر بن علي ابن يوسف الانصاري الخزرجي المكي الشافعي : فقيه فرضي ، من العلماء . مولده ووفاته بمكة . له تصانيف ، منها (المجموع الوضاح على مناسك الايضاح) و(كافي المحتاج لفرائض المنهاج) و(قرة عين الرائض في فنّي الحساب والفرائض) و(التحفة الحجازية في الأعمال الحسابية ـ خ) و(فتح الوهاب على نزهة الحسّاب ـ خ) .

وترجم له المحبي ترجمة واسعة وعدد مصنفاته وآراء الفقيهة وما تفرّد به من الفتاوى . قال : وكانت وفاته يوم الاثنين لثمان بقين من شهر ربيع الثاني سنة اثنتين وسبعين وألف ، ودفن بمقبرة المعلاة(1) .

وقال الشيخ القمي في الكنى : ابن جمال علي بن أبي بكر بن نور الدين علي الانصاري الخزرجي المكي الشافعي ، كان صدراً عالي القدر محققاً تشدّ اليه الرحال للأخذ عنه ، له مصنفات في الفقه والفرائض والحساب والحديث وغير ذلك ، توفي سنة 1072 .

(1) خلاصة الاثر ج 3 ص 128 .

ادب الطف ـ الجزء الخامس 118

فخر الدين الطريحي

المتوفى 1085

يـا جد ذا نحر الحسين iiمضرج      بـالدم والـجسم الشريف iiمجرّدُ
يـا  جد حولي من يتاما iiاخوتي      في الذل قد سلبوا القناع وجردوا
يا جد من ثكلي وطول iiمصيبتي      ولـمـا أعـانيه أقـوم واقـعد
يا جد ذا صدرالحسين iiمرضض      والخيل  تنزل من علاه iiوتصعد
يـا  جـد ذا ابن الحسين iiمكبّل      ومـغلل  فـي قـيده iiومـصفد
يـا جـد ذا شـمر يروم iiبفتكه      ذبح  الحسين فأيّ عين iiترقد
(1)

(1) عن نسخة مخطوطة للمنتخب .

ادب الطف ـ الجزء الخامس 119

الشيخ فخر الدين الطريحي

نبغ في القرن الحادي عشر الهجري الإمام الفقيه المحقق اللغوي الشيخ فخر الدين بن الشيخ محمد علي بن الشيخ أحمد إلى آخر ما مرّ في سلسلة نسب هذه الأسرة المنتهي نسبها إلى حبيب بن مظاهر الأسدي الشهيد بين يدي الإمام الحسين (ع) يوم كربلاء . وبنو أسد من أشرف القبائل وأكثرها عدداً .

ولد الشيخ فخر الدين في النجف الأشرف سنة 979 هـ ونشأ محباً للعلم شغوفاً بالمعارف والكمالات فكتب وصنف وألّف ، وأجاد وأفاد كما شهد له أقرانه بذلك أمثال المجلسي صاحب بحار الانوار ، والحر العاملي صاحب الوسائل .

وهذه مصنفاته تشهد له بطول الباع وسعة الاطلاع ، فهذا كتاب (مجمع البحرين ومطلع النيرين) في الكتاب والسنّة وقد طبع مراراً وهو المرجع للباحثين والمتأدبين وكتاب (غريب الحديث) وكتاب (الضياء اللامع في شرح الشرائع) وكتاب (غريب القرآن) وبالجملة فمؤلفاته تقارب الثلاثين مؤلفاً .

قال الشيخ عبد المولى الطريحي في مؤلفه المخطوط (تاريخ الأسرة الطريحية) : للشيخ فخر الدين شعر جيد كثير قد ضمن أكثره في (المنتخب) وكأنه اقتصر في شعره على المديح والمراثي لأهل البيت عليهم السلام وأكثره في الإمام الشهيد الحسين عليه السلام ، وقد وجدتُ له أرجوزة خاصة في حديث الكساء . ومن شعره قوله كما في المنتخب :

يا عترة الهادي النبي ومَن iiهم      عزي وكنزي والرجا والمفزعُ
وآلـيتكم  وبرئت من أعدائكم      فـأنا بـغير ولائـكم لا iiأقنع
صـلى الإله عليكم ما iiأحييت      فكرٌ وأوقفت العيون iiالهمّعُ
(1)

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث