ادب الطف ـ الجزء الخامس 161
الحرالعاملي
التوفي 1104
سـأنوح مـا غـنّت حمائم iiحاجر ويـبوح مـني بـالغرام محاجري
وكـأن قـلبي من هوى أودى iiبه قـد أوثـقوه إلـى قـوادم iiطائر
طـوراً تـراه إلـى تهامة iiطائراً اسـفاً وطـوراً طـايراً في حاجر
لـم أبك من فقد الشباب وما مضى من طيب عيش في الزمان iiالغابر
كـلا ولـم أنـدب طلولاً iiباللوى كـانت مـنازلهن بعض iiمشاعري
هـذا ولـم اتبع ضلالات iiالهوى نفسي ولا هجس الوصال بخاطري
لـكن بـكيت لـرزء آل مـحمد بـمدامع تـهمي كـغيث iiمـاطر
واكـربتاه لـمن ثـوى في iiكربلا فـرداً وحـيداً مـاله مـن iiناصر
كـتبوا الـيه وازمـعوا من iiبعدها غــدراً فـتبّاً لـلشقي iiالـغادر
وافـى ليرشدهم إلى طرق iiالهدى ويـزيل عـنهم كـل غـمٍ iiغامر
لا راغـباً فـي جـمع ديناهم iiولا يـبغي سـوى قمع الظلوم iiالجائر
حـتى اذا وافـى الطفوف iiتواثبوا بـعـوامل خـطـيّة iiوبـواتـر
قـلبوا لـه ظـهر المجن iiوانكروا مـا كـان مـنهم من أذى iiومناكر
قـتـلوا أحـبته ومـالوا iiنـحوه مـتظاهرين بـذاك شـرّ iiتظاهر
والـدين يـندب رزء iiومـصابه والـمجد يـنظر كـالذليل الحائر
ادب الطف ـ الجزء الخامس 162
والأرض ترجف والسماء بكت iiله بــدم عـبيط سـاكب iiمـتقاطر
والـشمس كـاسفة وأملاك iiالسما يـتعجبون مـن الـظلوم الخاسر
ظـهرت لـه أحـقاد بـدر iiمنهم وثـنوا عـنان مـناجز ومـبادر
ويـلاه والأعـداء قد ملأوا iiالفضا بـعساكر قـد اتـبعت iiبـعساكر
والـسبط في سبعين من iiأصحابه هـم كـالكواكب حول بدر iiزاهر
حـتى اذا لـقي الـردى iiأنصاره نـادى الأهـل لـلهدى من iiناصر
هـل مـن فتى يحمي حريم iiمحمد مـن نـاهب أو سـالب أو iiناظر
فـتـواثبوا بـسهامهم iiورمـاحهم ويـلاه مـن خـطب عظيم iiجائر
صـرعوه ظـلماً بـالدماء iiوماله مـن غـاسل أو سـاتر أو iiقـابر
عن ديوانه المخطوط في مكتبة الامام الحكيم العامة بالنجف ـ قسم
المخطوطات رقم 276 والديوان يحتوي على عدد من القصائد في النبي وأهل
بيته واراجيز في مواليدهم ووفياتهم وقصائد كثيرة في الحجة المهدي عليه
السلام وبعض مراسلاته ورثائه لأعلام عصره .
ادب الطف ـ الجزء الخامس 163
الحر العاملي محمد بن الحسن
جاء في أعلام العرب ج 3 ص 121 :
محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين(1) . الحر العاملي ، من كبار
المجتهدين ، والأعلام الخالدين ولد في قرية مشغرة من جبل عامل ليلة
الجمعة 8 رجب سنة 1033 هـ وقرأ على أبيه الحسن وعمه محمد الحر وجده
لأمه عبد السلام بن محمد الحر وخال أبيه علي بن محمود وغيرهم ، وأخذ في
قرية جباع عن عمه أيضاً وعن علي زين الدين بن محمد بن الحسن صاحب
المعالم وعلي بن حسين بن الحسن بن يونس بن ظهير الدين العاملي وغيرهم
وأقام في بلاده أربعين سنة وحج فيها مرتين ، ثم سافر إلى العراق فزار
مراقد الأئمة ثم رحل لزيارة الامام الرضا في خراسان وفي طريقه مرّ
باصفهان واجتمع فيها بكثير من علمائها وكان أكثرهم انساً به وصحبة له
الامام الكبير محمد باقر المجلسي مؤلف بحار الانوار المتوفى 1111 واجاز
كل منهما صاحبه هناك ولما وصل إلى مشهد خراسان ومضى على مكوثه مدة
اختير لمنصب قاضي القضاة وشيخ الاسلام في تلك الديار ثم حج أيضاً مرتين
وزار الأئمة في العراق وكان قدومه المشهد الرضوي ـ كما قال ـ سنة 1073
.
قال المحبي : «قدم مكة في سنة 1087 و1088 وفي الثانية منهما قتلت
الأتراك بمكة جماعة من العجم لما اتهموهم بتلويث البيت الشريف وكان
صاحب الترجمة قد انذرهم قبل الواقعة بيومين وأمرهم بلزوم بيوتهم ..
فلما حصلت المقتلة فيهم خاف على نفسه فألتجا الى السيد موسى بن سليمان
أحد
(1) وفي لؤلؤة البحرين : محمد بن الحسن بن علي بن الحسين الحر العاملي
.
ادب الطف ـ الجزء الخامس 164
أشراف مكة الحسينين وسأله ان يخرجه من مكة إلى نواحي اليمن فأخرجه مع
أحد رجاله اليها»(1) .
وتوفي الحر بالمشهد الرضوي بطوس سنة 1104 هـ ودفن في إحدى غرف صحن
الإمام وعلى قبره ضريح يزار .
وللحر تصانيف في غاية الأهمية وقد رزق حظاً فيهما كما قال السيد الأمين
ـ لم يرزقه غيره ؟ فكتابه «وسائل الشيعة» عليه معول الدارسين والباحثين
من عصره إلى اليوم وذلك لالمامه وحسن ترتيبه وتبويبه قال عنه في
السلافة : «علم لا تباريه الأعلام وهضبة فضل لا يفصح عن وصفها الكلام
.. وتصانيفه في جبهات الايام غرر وكلماته في عقود السطور درر ..» .
وقال عنه في المستدرك : «عالم فاضل محقق مدقق ، متبحر جامع كامل صالح ،
ورع ثقة فقيه محدث حافظ ، شاعر أديب ، جليل القدر عظيم الشأن أبو
المكارم والفضائل شيخنا الحر العاملي صاحب الوسائل الذي منّ على جميع
أهل العلم بتأليف هذا الكتاب الشريف» ، ومؤلفاته كثيرة ومنها ما هي
موسوعات ضخمة مهمة :
1 ـ الجواهر السنية في الأحاديث القدسية ، وهو أول كتاب ألفه طبع مرتين
في ايران ، ثم في النجف ـ مطبعة النعمان .
2 ـ تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة من أوسع كتب الحديث
وأشهرها ، اشتمل على جميع احاديث الاحكام الشرعية الموجودة في الكتب
الأربعة وسائر الكتب المعتمدة التي تزيد على سبعين كتاباً : طبع الكتاب
في ثلاث مجلدات كبار على الحجر في طهران سنة 1288 هـ و1323 / 1324 ،
وفي تبريز سنة 1313 هـ . ثم طبع على الحروف وعني بتحقيقه
(1) وللسيد الامين في الاعيان تعليق على هذا الحادث وامثاله ، وملخصه
ان أهل مكة يقومون بالتلويث من أجل قتل الفرس حيث انهم اتباع مذهب أهل
البيت .
ادب الطف ـ الجزء الخامس 165
وتذييله الميرزا عبد الرحيم الرباني في طهران وقدر في تسع مجلدات كبار
وقد طبع منه من 1 ـ 7 من سنة 1375 ـ 1384 هـ وفي الجزء الأول تصدير عن
طبقات المحدثين و«جوامع الفقه» وعن أهمية كتاب الوسائل والتعليقات عليه
، كما وضع في أول كل مجلد من هذه المجلدات الفهرس العلمي الخاص بذلك
المجلد ، والفهرس هذا هو كتاب للمؤلف اسماه «من لا يحضره الامام» وكان
قد ألفه بمثابة دليل المواضيع ومضامين كتابه الوسائل وأبوابه ، كما طبع
كتاب الوسائل أيضاً وبضمنه كتاب «مستدرك الوسائل للعلامة النوري» في
القاهرة ـ مطبعة دار العهد الجديد للطباعة ابتداء من سنة 1377 / 1957
وظهر منه الأول الى الخامس الذي انتهى سنة 1381 هـ نشره السيد مرتضى
الرضوي الكشميري .
وقد عُني العلماء بالشرح والتعليق والاستدراك على كتاب الوسائل ومنها :
شرح السيد الحسن الصدر الكاظمي ومنه ثلاث مجلدات في شرح المجلد الأول .
ومستدرك الوسائل للنوري محمد الحسين بن محمد تقي المتوفى 1320 هـ وقد
طبع في ثلاث مجلدات في طهران سنة 1318 وطبع مع الوسائل في القاهرة كما
تقدم وتحرير وسائل الشيعة وتحبير مسائل الشريعة للمؤلف نفسه ـ ألفه في
شرح الوسائل . وشرح الوسائل ليوسف بن محمد البحراني الحويزي في عدة
مجلدات وغيرها .
3 ـ الصحيفة الثانية السجادية جمع فيه الادعية المأثورة عن الامام
السجاد علي بن الحسين بن علي التي لم تذكر «في االصحيفة الكاملة» طبعت
في الهند ومصر ـ مطبعة النيل 1322 / 1904 بأسم الطبعة الأولى .
4 ـ هداية الأمة إلى احكام الأئمة ، منتخب من الوسائل مع حذف الاسانيد
، منه نسخة مخطوطة عند مؤلف الذريعة وعليها شروح .
5 ـ فهرس وسائل الشيعة يشتمل على عناوين الابواب وعدد احاديث كل
ادب الطف ـ الجزء الخامس 166
باب ومضامينها سماه «من لا يحضره الامام» طبع مجزءاً في اوائل مجلدات
الوسائل من طبعة طهران الحديثة كما أشرنا .
6 ـ اثبات الهداة بالنصوص والمعجزات : وهو يشتمل على أكثر من عشرين ألف
حديث ، واسانيد تناهز سبعين ألف سند منقولة من كتب «الخاصة والعامة» من
حسن الترتيب والتهذيب وفي أبواب وفصول نقل فيه عن (142) كتاباً من كتب
الخاصة و24 كتاباً من كتب أهل السنة ، منه نسخ كثيرة ، ومنها نسخة
العلامة النسابة السيد شهاب الدين المرعشي النجفي كتبت سنة 1096 هـ وهي
من النفائس وبخط المؤلف ، ونسخة في اصفهان كتبت سنة 1115 هـ وغيرها ،
وطبع كتاب الاثبات باعتناء السيد هاشم الرسولي المحلاتي بالمطبعة
العلمية بقم ـ ايران ـ على الحروف في سبع مجلدات كبار سنة 1378 هـ وفي
المجلد الأول مقدمة تضمنت ترجمة المؤلف وأسماء كتبه مع ملاحظات ونموذج
مصور من خط المؤلف ، ومع الكتاب «تحت الأصل» ترجمة فارسية للنص العربي
بقلم محمد نصر آ لهي .
7 ـ الفصول المهمة في أصول الائمة ، في أصول الدين وفروعه والطب واصول
الفقه وغيرها ، طبع في ايران سنة 1304 والنجف المطبعة الحيدرية 1378 ص
544عدا المقدمة والفهارس .
8 ـ الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة : أورد فيه أكثر من 600
حديث و60 آية من القرآن وأدلة اخرى على اثبات الرجعة ، فرغ منه سنة
1079 وطبع بعناية السيد هاشم الرسولي المحلاتي بالمطبعة العلمية بقم ـ
ايران ـ سنة 1381 من 430 عدا المقدمات والفهارس ومعه في الحاشية
الترجمة الفارسية للنص العربي .
9 ـ بداية الهداية ، في الواجبات والمحرمات المنصوصة من أول الفقه إلى
آخره ، أورد فيه من الواجبات 1535 ومن المحرمات 1448 طبع في ايران .
ادب الطف ـ الجزء الخامس 176
10 ـ امل الآمل في علماء جبل عامل ابتدأ بتأليفه سنة 1096 وفرغ منه سنة
1097 والكتاب في قسمين اقتصر في الأول على علماء جبل عامل وفي الثاني
على علماء بقية البلاد المتأخرين عن الشيخ الطوسي ابي جعفر ، منه نسخة
مخطوطة كتبت سنة 1097 هـ والمضنون انها بخط المؤلف ، في مكتبة «آية
الله الحكيم» في النجف وطبع امل الآمل في طهران غير مرة «مع كتاب منهج
المقال في أحوال الرجال لمحمد بن علي الحسيني الاسترابادي المتوفى
1028هـ » سنة 1306 هـ ، ثم طبع في النجف ـ الآداب سنة 1385 / 1965 في
جزئين .
11 ـ نزهة الاسماع في الاجماع ، قال السيد الأمين رأيت منها نسخة كتبت
عن خط المؤلف في 8 رجب 1113 هـ .
12 ـ ديوان الامام زين العابدين علي بن الحسين ، جمع الاشعار المنسوبة
اليه ، ورتبه على الحروف الهجائية ، طبع في بمبيء بأهتمام الميرزا محمد
خان (ملك الكتاب) ونسخته عزيزة .
13 ـ مجموع فيه : ارجوزة في تواريخ النبي والائمة من آله ، الروضة في
مدح الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب ، الهمزية في مدح ذي المزية
، القصيدة المحبوكة الاطراف ، وكلها له بخط الشيخ محمد السماوي سنة
1362 محفوظة في مكتبة الحكيم بالنجف .
14 ـ الرجال منه نسخة مخطوطة كتبت سنة 1082 فرغ عن كتابته في 24 ذي
القعدة وعلى ظهر الورقة الأولى فوائد رجالية ، في مكتبة الحكيم .
15 ـ ديوان شعره ، رأيت منه نسخة مخطوطة نادرة في مكتبة الحكيم في
النجف جلها بخط الناظم المؤلف ، وقد كتب على حواشي الديوان كثيراً من
القصائد ، وفي الصفحة الأولى بخطه : «ديوان شعر الفقير إلى الله الغني
ادب الطف ـ الجزء الخامس 168
محمد بن الحسن بن علي بن محمد الحر العاملي عامله الله بلطفه الخفي»
وأكثر القصائد في مدح النبي وآله ومراثيهم والمواعظ ، وليس في النسخة
تاريخ !
16 ـ تحرير وسائل الشيعة وتحبير مسائل الشريعة / اشرنا اليه ـ نقل عنه
الشيخ عبد النبي الكاظمي في «تكملة الرجال» الذي فرغ منه سنة 1240 هـ .
قال مؤلف الذريعة 3 \ 393 : رأيت المجلد الأول ولم أدر حال بقية اجزائه
، وتوجد نسخة المجلد الأول في مكتبة محمد علي الخونساري في النجف تاريخ
كتابتها سنة 1112 هـ ونسخة اخرى كانت عند الشيخ محمد علي الاوردبادي في
النجف أوله : «الحمد لله على جزيل نواله ، والصلاة والسلام على محمد
وآله .. لما ألفت كتاب تفصيل رسائل الشيعة التمس جماعة تأليف شرح لذلك
الكتاب يشتمل على توضيح الاحاديث وبيان نكتها ووجوه الترجيح وتقرير
دلالتها ، ويجمع سائر الادلة والأقوال ، وأكثر الفوائد المتفرقة في كتب
الاستدلال ..»
وللحر ـ بعد هذا ـ مؤلفات أخرى كثيرة ، وأجازات علمية لمعاصريه مطولة
ومختصرة .
ومن محاسن شعره من قصيدة في مدح أهل البيت عليهم السلام قوله :
أنا الحرّ لكن برهّم يسترقني
وبالبر والاحسان يستعبد الحرُ
وقوله من قصيدة فيهم عليهم السلام :
أنا حـرٌ عـبدٌ لهـم فـاذا مـا
شرفونـي بالعـتق عـدت رقيقا
أنا عبـد لهم فلو اعـتـقونـي
ألف عتق ما صرت يـوماً عتيقا
ادب الطف ـ الجزء الخامس 169
عبد الله الشويكي
ذكره الشيخ الاميني في شعراء القرن الثاني عشر فقال :
أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسين بن محمد الشويكي الخطي من تلمذة
الشيخ ابراهيم ابن الشيخ علي البلادي والشيخ ناصر بن الحاج عبد الحسن
البحراني له في فن الأدب وقرض الشعر والاكثار منه والتفنن فيه اشواط
بعيدة وديوانه في مدائح النبي وآله يسمى بـ (جواهر النظام) وديوان
مراثيهم الموسوم بـ (مسبل العبرات ورثاء السادات) يحتوي على خمسين
قصيدة في أوزان وقواف مختلفة في مدائح أهل البيت ورثائهم ، ويرثي
العباس بن أمير المؤمنين ـ نظمها في سنة 1148 والقاسم بن الامام الحسن
وعبد الله ابنه ، وعلي بن الامام السبط الشهيد ، وولده عبد الله الرضيع
، كلا منهم بقصيدة(1) .
وجاء في شعراء القطيف للعلامة المعاصر الشيخ علي منصور المرهون : نحو
هذا .
وقال الشيخ اغا بزرك الطهراني في الجزء الخامس من الذريعة :
(1) وهكذا جاء أيضاً في (الذريعة) للشيخ الطهراني ج 20 ص 398 .
ادب الطف ـ الجزء الخامس 170
جواهر النظام في مدح النبي وآله الائمة الاثنى عشر عليهم السلام ،
ديوان كبير للشيخ ابي محمد عبد الله بن محمد الحسين الشويكي الخطي ،
رأيت بخطه الشريف جملة من قصائده التي استخرجها من هذا الديوان واهداها
إلى استاذه الذي وصفه بقوله : الشيخ العالم الفاضل الكامل الورع الصالح
الفالح المحقق المدقق الامجد الأوحد الاقا محمد بن الاقا عبد الرحمن
الشريف النجفي . المتوفى سنة 1249 والذي رثاه السيد صادق الفحام ، وقال
السيد الامين في الأعيان : كان فاضلاً مشاركاً في العلوم مصنفاً أديباً
شاعراً له حواهر النظام في مدح السادة الكرام عليهم السلام و(مسبل
العبرات في رثاء السادة الهداة) ، فمن شعره قوله في مدحه صلى الله عليه
وآله وسلم ، وقد التزم تجانس كل قافيتين من القصيدة :
أقـبلت تـقنص الأسود iiالغزاله ذات نـور يـفوق نور iiالغزالة
وانـثنت تـسلب العقول وثنّت غـلة فـي الحشا بلبس iiالغلالة
واسـتحلت حـرام سفك iiدمائي وهـو في قلبي الرخيص iiغلاله
يـا نـسيم الـشمال مـني iiبلّغ نـحو انس الحشا سلامي iiحواله
وارع صـبـا مـتيما iiابـعدته عن حماها ولم تجد من حمى iiله
حـملتني في الحب منها iiغراماً لـم اطـق مدة الزمان iiاحتماله
ولـي الـعهد فـي هواها iiوثيق قد أبى العقل في النقيض احتماله
لـست أدري هل الصدود ملال أم طـباع الـحبيب يبدى iiدلاله
أنـا فـي حـبّها غريقٌ بدمعي وهـو فـيما ادعيت أقوى iiدلاله
لا رعـى الله عـاشقاً قد iiسلام فـي الهوى قاطعاً بسيف iiالملاله
فـاز من مات في الغرام iiشهيداً والـحسان الـشهود بين iiالملاله
مـثلما فـاز مـن أطـاع iiيقيناً خـاتم الانـبياء تـاج iiالرسالة
ادب الطف ـ الجزء الخامس 171
شـامخ الـفخر خير مولى iiالهي قـدره مـثل قـدره قدرسى iiله
رب والـيـته بـحسن iiاعـتقادٍ فـي نـبيّ الـهدى وواليت iiآله
فــولاء الـنـبي لـلعبد iiدرع عـن نـبال الردى وللنصر iiآله
وولائــي مـن بـعده لـعلي فـهو مـن قبل موته أوصى iiله
وارتـضاه الامـامَ في يوم iiخم فـهو لـلخصم قـاطع أوصاله
ادب الطف ـ الجزء الخامس 172
الشيخ أحمد البلادي
نـاد الأحـبة إن مررت iiبدورها واشـهد مـطالع نـيرات بدورها
كم قد بدت وبها انجلت ظلم الدجى ولـطالما بـزغت بوازغ iiنورها؟
أنست بها أرض الطفوف iiوأقفرت مـنها الـديار وليس غير يسيرها
غربت بعرصة كربلا فانهض iiلها واقـر السلام على جناب iiمزورها
وانـثر بـتربتها الـدموع iiتفجعاً لـقتيلها فـوق الـثرى وعفيرها
أكـرم بـها مـن تـربة قـدسية قـد بـالغ الـجبار في iiتطهيرها
يـا تـربةً من حولها الأملاك iiما زالـت تـشمّ لمسكها وعبيرها ؟
يـا تـربة حفّت بها القوم iiالأولى فـازوا بـلثمهم لـترب iiقبورها؟
قـد ضمّنت جسد الحسين ومَن iiبه فـتكت أمـية بـعد أمـر أميرها
فـأزالت الاسـلام عـن iiبرحائها وأطـاعت الـشيطان في iiتدبيرها
وتـسرّجت خيل الضلال iiفأخرت غـير الأخـير وقدّمت iiلأخيرها
ونست عهوداً بالحمى سلفت iiولن تـعـبأ بـنص نـبيّها ونـذيرها
يــا لـلرجال لأمـة iiمـسعورة لـم يـكفها مـا كان يوم iiغديرها
بـئس العصابة من بغت وتنكبت عن دينها وتسارعت iiلفجورها(1)
(1) مجموعة الشيخ لطف الله الجدحفصي التي دونها بخطه سنة 1201 هـ .
ادب الطف ـ الجزء الخامس 173
الشيخ أحمد البلادي توفى أوائل القرن الثاني عشر
هو الشيخ أحمد بن حاجي البلادي عالم فاضل أديب من شعراء أهل البيت
ومادحيهم له مراثي كثيرة قال الشيخ الاميني : وقد يقال ان له ألف قصيدة
في رثاء الامام السبط الشهيد الحسين عليه السلام دوّنها في مجلدين ، قد
ذكر الشيخ لطف الله الجدحفصي عدة قصائد من حسينياته في مجموعة له ،
وقفنا علىنسخ منها بخطه وأخذنا منها ما ذكرناه ، وله في التاريخ يد غير
قصيرة ، وكان من أجداد صاحب (أنوار البدرين) وتوجد في الأنوار ترجمته
ويظهر منه انه توفي في أوائل القرن الثاني عشر(1) . ومن شعره :
دنـيـاك فـانية والـحي مـنتقل إلـى الـتراب ويـبقى الله iiوالعمل
فـجدّ جـدك فـي إتـيان iiصالحة واعمل لأخراك ما يجديك يا iiرجل
دع الـمقام بـدار لا قـرار iiبـها ولا بـقاء وأنـت الـسائر iiالعجل
فـالموت آتـيك لا مـندوحة iiأبداً عـنه ولكن إلى أن ينقضي iiالأجل
مـا أطيب العيش في الدنيا iiوأعذبه لـو لـم يـكن للمنايا فيه iiمرتحل
ان كـان دنـياك هـذا شأنها iiفعلى مـاذا بـتعميرها يـا صاح iiتشتغل
فـتب إلـى الله إخلاصاً وقل iiندماً أيـلام هـذا وشيب الرأس iiمشتعل
وزر مـشاهد أهـل البيت iiمعترفا فـإنـهم سـبب الايـجاد والـعلل
والـثم ضرائحهم وانشق iiروائحهم تـترى الـصلاة عليهم أينما iiنزلوا
واذكـر مـصائبهم فـي كل iiناحية وانـثر دموعك في أرض بها iiقتلوا
قد صرعوا وقضوا نحباً على iiظمأ في كربلا وعلى روس القنا iiحُملوا
روحـي فـداء حـسين إذ أقام iiبها فـرداً ولـيس له عن كربها iiحُملوا
شلواً ذبيحاً خضيب الشيب من iiدمه ظـمآن لـهفان لـم تـبرد له غلل
(1) عن كتاب (الغدير) ج 11 ص 341 .
ادب الطف ـ الجزء الخامس 174
عـريان ذا جـثة بـالطف عارية لـولا الـصبا نسجت منها له iiحلل
وحـوله نـسوة يـندبن iiمصرعه ودمـع آمـاقها فـي الـخد iiينهمل
وثـاوياً رأسـه فـوق السنان iiعلا وجسمه في ثرى البوغاء منجدل(1)
وله قصيدة مطلعها :
لا الدار دار ولا ذاك الحمى وطن قد أصبحت خاليات ما بها سكن(2)
وأخرى أولها :
ما حال قومي غداة البين لا بانوا ولا عفى ربعهم واستوحش البان(3)
وثالثة جاء في أولها :
كفى حزناً ان الديار خوالي وآل علي آذنوا بزوال(4)
وهي تزيد على 60 بيتاً .
ورابعة أولها :
توارت بالحجاب شموس صبري وجرّعني المصاب كؤوس صبر(5)
(1) ديوان الدمستاني وشعراء أخر طبع النجف ص 369 .
(2) و(3) في ديوان الدمستاني وشعراء أخر المسمى بـ (نيل الاماني) .
(4) و(5) مجموعة الشيخ لطف الله الجدحفصي .
ادب الطف ـ الجزء الخامس 175
الأمير الحسين الكوكباني
المتوفى 1112
الأمير السيد الحسين بن عبد القادر الكوكباني من أعلام اليمن توفي يوم
السبت الثاني عشر من ريبع الآخر سنة اثنتي عشرة وماية وألف وشعره كثير
مشهور ، وجمع ديوانه أخوه محمد بن عبد القادر بعد موته ، ومن شعره :
خفف على ذي لوعة وشجوني واحفظ فؤادك من عيون العين
إلى أن يقول :
ويلاه من لاقى الجواب وكربها يا كربلا أرضيتِ قتل حسين
أقول : وممن تخلص من الغزل إلى الرثاء قول من قال :
في خدك الشفق القاني بدى وعلى قتل الحسين دليل حمرة الشفق
وقال :
في خدك الشفق القاني وفيه على قتل الحسين كما قالوا علامات
سئل الإمام أبو الفرج بن الجوزي(1) ما الحكمة في ظهور الحمرة في
(1) هو عبد الرحمن بن علي البكري الحنبلي ينتهي نسبه الى القاسم بن
محمد بن أبي بكر واعظ العراق ورأس الاذكياء ، له مؤلفات مشهورة لا تكاد
تخلو المكتبات من بعضها . توفي سنة 597 هـ .
ادب الطف ـ الجزء الخامس 176
آفاق السماء بعد قتل الحسين عليه السلام فقال :
ان أحدنا إذا غضب احمر وجهه ، والباري تعالى ينزّه عن الجسمية فأظهر
الحمرة في سمائه علامة لغضبه على قتل ابن بنت نبيه(1) .
أقول وفي نسمة السحر تعليقاً على ما مرّ : رأيت القاضي الأديب يوسف ابن
علي الكوكباني أورد في كتابه (طوق الصادح) تشكيكاً منه على من زعم ان
الشفق إنما ظهر بعد مظلومية الإمام الحسين (ع) وان الشارع عليه السلام
جعله علامة للعشا وتركه معضلا ، وقد رأيت أنا مثله سؤالاً قديماً لبعض
الشافعية العلماء وقد أجيب عنه : ان الذي كان قبل شهادة الإمام وجعل
علامة دخول العشاء هو الابيض من الشفق أو انه كان قليلاً ثم زاد بعد
هذه الحادثة ، وما كنت أحب للقاضي الاديب إيراد مثل هذا فانه حقق ما
كان يتهم به من الانحراف عن أهل البيت ، لا جرم انه جرى عليه ما جرى من
الحبس والاهانة . انتهى
وقد تواتر ظهور هذه الحادثة بعد استشهاد الحسين (ع) أقول ومن المناسب
هنا أن أذكر ما أنشدني العلامة الشيخ عبد الحسين الحويزي لنفسه :
كل شيء في عالم الكون أرخى عـينه بـالدموع يبكي iiحسينا
نـزّه الله عـن بـكاً ، iiوعليٌ قـد بـكاه وكـان لـله عـينا
(1) رواها سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص .
|