ادب الطف ـ الجزء الخامس 336
الشيخ احمد الدمستاني
المتوفى 1190
لـعمرك صـف جهدي إلى ساكني iiنجدِ بـلط ف لـعلّ اللطف في عطفهم يجدي
رضـائي رضاهم كيف كان فان iiرضوا بـموتي فـمرّ الـموت أشهى من iiالشهد
وأصـدق بـصدق الـباذلين iiنـفوسهم لـنـصر إمـام الـحق والـعلم iiالـفرد
غــداة لـقتل ابـن الـنبي تـجمعت طـغاة بـني حـرب وشـر بـني iiهند
لادراك وتـر سـالف مـن أبـيه iiفـي مـشايخهم فـي يـوم بـدر وفـي iiأحد
يـسـومونه لـلضيم طـوع iiيـزيدهم وتـأبـاه مـنه نـخوة الـعز iiوالـمجد
ألـيـس ولاء الـدين والـشرع iiحـقه ومـيـراثه حـقـاً مـن الأب iiوالـجد
وقــام يـنـاديهم خـطيباً iiمـناصحا وان كان محض النصح في القوم لايجدي
وأقـبـل يـدعـو أهـلـه iiوبـنـاته هـلـموا لـتوديعي فـذا آخـر iiالـعهد
وكـرّ عـلى جـمع الـعدا وهـو مفرد بـأربط جـاش لـم يـهب كثرة iiالجند
ونـاداه داعـي الـحق في طف iiكربلا فـلـبّاه مـرتـاحاً إلـى ذلـك الـوعد
فـخر عـلى وجـه الـبسيطة iiصاعداً عـلاه لا عـلى قـبة العرش ذي iiالمجد
فـخـرّ عـلى الـمختار قـتل iiحـبيبه ومـصرعه فـي الـترب مـنعفر iiالخد
فــداه بـابـراهيم مـهـجة iiقـلـبه ومــا كـان ابـراهيم بـالهيّن iiالـفقد
فـكـيف ولـو وافـاه والـشمر iiفـوقه يـحـكّم فـي أوداجـه قـاطع iiالـحد
ويـشـهده مـلـقى بـعرصة iiكـربلا =ثــلاث لـيال لا يـلحّد فـي لـحد
كـسته الـدما والـريح ثـوباً iiمـورداً تـمـزقه أيــدي الـمضمرة iiالـجرد
ادب الطف ـ الجزء الخامس 337
الشيخ أحمد ابن الشيخ حسن الدمستاني
يروى عن والده قراءة واجازة ، ويروى عنه اجازةً الشيخ أحمد ابن زين
الدين والشيخ عبد المحسن اللويمي الاحسائيان ، له ديوان شعر . توفي بعد
عام 1190 هـ وهو تاريخ كتابته لديوان أبيه ، وله ديوان ألحقه بديوان
أبيه رأيت له فيه سبعة عشر قصيدة من نظمه ومنها تخميسه لقصيدة والده
التي مر ذكرها في مطلع ترجمته .
ادب الطف ـ الجزء الخامس 338
الشيخ يوسُف أبو ذئب
المتوفى 1200
نـعـم آل نـعـم بـالغميم iiأقـاموا ولـكـن عـفى ربـع لـهم iiومـقامُ
حـبست الـمطايا أسأل الركب iiعنهم ومـن أيـن لـلربع الـدريس iiكلام
رعـى الله قـلباً لا يـزال مـروعاً يـسيم مـع الـغادين حـيث iiأساموا
عـلى دمـنتي سلمى بمنعرج iiاللوى سـلامٌ وهـل يـشفي الـمحبّ iiسلام
خـليليّ عـوجا بي ولو عمر iiساعة بـحـيث غـريمي لـوعة iiوغـرام
عـلـى رامـة لا أبـعد الله iiرامـة سـقاها مـن الـغيث الـملثّ iiركام
لـنا عـند بـاناتٍ بـأيمن iiسـفحها لُـبـانات قـلـب كـلـهنّ iiهـيام
عـشـية حـنّت لـلفراق iiرواحـلٌ وهـاجت لـترحال الـفريق iiخـيام
فـلم أرَ مـثلي يـوم بـانوا مـتيماً ولا كـجـفوني مــا لـهنّ iiمـنام
ولا كـالـليالي لا وفــاء iiلـعهدها كــأن وفـاهـا بـالـعهود iiحـرام
فـلم تـرعَ يـوماً ذمـة لابـن iiحرّةٍ كـما لا رعـي لابـن الـنبيّ iiذمام
أتـته لأرجـاس الـعراق iiصحائف لـها الـوفق بـدءٌ والـنفاق iiخـتام
ألأ اقـدم إلـينا أنـت مـولى iiوسيدٌ لـك الـدهر عـبدٌ والـزمان iiغلام
ألا اقــدم الـينا إنـنا لـك iiشـيعة وأنــت لـنـا دون الأنـام iiإمـام
ادب الطف ـ الجزء الخامس 339
أغـثـنا رعـاك الله أنـت غـياثنا وأنـت لـنا فـي الـنائبات iiعصام
فـلـبّاهم لـما دعـوه ولـم iiتـزل تـلـبّي دعـاءَ الـصارخين iiكـرام
فـساق لـهم غـلباً كـأنهم عـلى ا لـعوادي بـدور فـي الـكمال iiتمام
مـساعيرُ حـرب من لويّ بن iiغالبٍ عـزائـمهم لــم يـثـنهن زمـام
هـم الـصيد إلا أنـهم أبـحر iiالندى وأنــهـم لـلـمـجدبين iiغـمـام
مـعـرسهم فـيها بـعرصَة iiكـربلا أقـام الـبلا والـكرب حـيث iiأقاموا
زعـيـمهم فـيـها وقـائدهم iiلـها فـبـورك وضّـاح الـجبين iiهـمام
أبـو هـمم مـن أحـمد الطهر نبعها لـها مـن عـليٍّ صـولة iiوصـدام
يـعبّي بـقلب ثـابت الجأش iiجيشه لـخوض عـباب شـبّ فـيه ضرام
ويـرمي بـهم زمـجّ المغاوير iiغارة كـما زجّ مـن عـوج الـقسيّ iiسهام
فـما برحوا كالأسد في حومة iiالوغى لـهـا الـيـزنيّات الـرماح أجـام
الـى ان تـداعوا بـالعوالي iiوشيّدت لـهـم بـالـعوالي أربــع iiومـقام
بـأهلي وبـي أفـدي وحيداً iiنصيره عـلى الـروع لـدن ذابـل iiوحسام
أبـى أن يـحل الـضيم منه iiبمربع وهـيهات رب الـفخر كـيف iiيُضام
يـصول كـليث الغاب حين بدت iiله عـلى سـغب بـين الـشعاب iiنعام
يـجرّد عـزماً لـو يـجرّده iiعـلى هـضاب شـمام سـاخ مـنه iiشمام
وأبـيـض مـصقول الـفرند iiكـأنه صـباح تـجلّى عـن سـناه iiظـلام
حـنانيك يـا مـعطي الـبسالة iiحقها ومـرخـص نـفس لا تـكاد iiتـسام
أهـل لـك فـي وصل المنية iiمطلب وهـل لـك فـي قـطع الحياة iiمرام
وردت الـردى صادي الفؤاد وساغباً كـأن الـردى شـرب حـلا وطعام
وأمسيت رهن الموت من بعدما iiجرى بـكـفّـك مــوتٌ لـلـكماةِ iiزؤام
ورضّت قراك الخيل من بعد ما iiغدت أولـو الخيل صرعي فهي منك iiرمام
فـما أنـت إلا السيف كهّم في الوغى حـدود الـمواضي فـاعتراه iiكـهام
ادب الطف ـ الجزء الخامس 340
فـلـيت أكـفّـاً حـاربتك تـقطعت وأرجــل بـغـي جـاولتك iiجـذام
وخـيلاً عـدت تردي عليك iiجوارياً عُـقـرن فـلا يـلوى لـهنّ iiلـجام
أصـبتَ فـلا يـوم الـم سرّات iiنيّرٌ ولا قـمـر فــي لـيـلهن يُـشام
ولا رفـعـت لـلدين بـعدك iiرايـة ولا قــام لـلشرع الـشريف قـوام
فـلا الـمجد مجد بعد ذبح ابن iiفاطم ولا الـفضل مـرفوع الـيه iiدعـام
ألا ان يـوماً أي يـوم دهـى iiالـعلا وحـادثـة جـبـى لـهـا iiويـقـام
غــدات حـسين والـمنايا iiجـليّة ولـيـس عـلـيها بـرقـع iiولـثام
قـضى بـين أطراف الأسنة iiوالظبا بـحـرّ حِـشـاً يـذكي لـظاه iiأوام
ومـن حـوله أبـنا أبـه وصـحبه كـمـثل الاضـاحي غـالهن حـمام
على الارض صرعى من كهول وفتية فـرادى عـلى حـرّ الـصفا iiوتُوام
مـرمّـلة الأجـسـاد مـثل iiأهـلّة عـراهنّ مـن مـور الـرياح iiجهام
وتـلك الـنساء الـطاهرات iiكـأنها قـطاً بـين أجـراع الـطفوف iiهيام
يـطفن عـلى شـمّ الـعرانين iiسادة قـضوا وهُـم بـيض الـوجوه كرام
ويـضربنَ بـالأيدي النواصي iiتولُّهاً وأدمـعـها كـالـمعصرات iiسـجام
وتـهوى مـروعاتٍ بـأروع iiأشمط طـلـيق الـمحيّا ان تـعبّس iiعـام
فـطـوراً لـها دور عـليه iiوتـارة لـهـنّ قـعـود عـنـده iiوقـيـام
وأعـظم شـيء إنـها فـي iiمصابها وحـشو حـشاها حـرقة iiوضـرام
تـقـنـعها بـالأصـبحية iiأعـبـد وتـسـلب مـنـهن الـقـناع iiلـئام
حـواسـر أسـرى تـستهان iiبـذلة ولـيـس لـها مـن راحـم iiفـتسام
يـطارحن بالنوح الحمائم في iiالضحى وأنّـى فـهل تـجدي الـدموع iiحمام
ادب الطف ـ الجزء الخامس 341
الشيخ يوسف أبو ذيب
هو أحد الاعلام الكبار والشعراء العظام الذين تزين بهم القرن الثاني
عشر جاء ذكره في كثير من الدواوين والمعاجم ، ومراثيه في الحسين عليه
السلام تدل على عظيم عبقريته ونبوغه .
فهو رحمه الله الشيخ يوسف بن الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن الشيخ
أحمد آل أبي ذيب من آل المقلد المنتسبين الى قصي بن كلاب أحد أجداد
النبي (ص) .
وجاء في (الطليعة) ما نصه : كان فاضلاً مشاركاً في العلوم تقياً ناسكاً
أديباً شاعراً ، جيد الشعر قوي الاسلوب ذا عارضة ، وكان مفوهاً حسن
الخط ، ورد العراق وأقام طالباً للعلم مع جماعة من آل أبي ذيب ، وتوفي
في حدود سنة 1200 ، ومن جملة شعره :
حكمُ المنون عليك غالب غالبته أم لم تغالب انتهى(1)
أما الشيخ فرج آل عمران القطيفي في كتابه (الروضة الندية في المراثي
الحسينية) فقد أرخ له وذكر وفاته سنة 1160 هـ . وفي أعيان الشيعة :
وفاته حدود سنة 1155 .
أقول : لعل هذين القولين أقرب للواقع من قول الشيخ صاحب شعراء القطيف ،
ما دام أخوه الشيخ عبد الحسين أبو ذيب قد قلنا انه توفي سنة 1151 كما
مرّ عليك في ترجمته . ورأيت بعض من ذكر شعر الشيخ يوسف وترجم له عبّر
(1) عن شعراء القطيف للعلامة المعاصر الشيخ علي منصور المرهون .
ادب الطف ـ الجزء الخامس 342
عنه بالبصري ، فمن المحتمل انه سكن البصرة لفترة ثم فارقها ، إذ ان
وفاته كانت بالبحرين .
أما ديوانه فكانت نسخة منه في مكتبة الشيخ السماوي كتب عليها (ديوان
أبي ذئب) وفي مجموعة الشيخ لطف الله الجدحفصي جملة من شعره ، ومنه
قصيدته التي أولها :
دمع أكفكفه كفيض بحار وجوى أكابده كجذوة نار
وفي مخطوطنا (سوانح الافكار في منتخب الاشعار) ج 4 صفحة 200 قصيدة
أولها :
عبراتٌ تحثّها زفراتُ هنّ عنهنّ ألسنٌ ناطقاتُ
ومن قوله في سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين :
بـأبي وبي أفدي ابن فاطم iiوالوغى مـتسعّرٌ يـغلي كـغلي الـمرجل
فـكأنه مـن فـوق صـهوة iiطِرفه قـمرٌ عـلى فلك سرى في iiمجهل
وكـأنه والـشوس خـيفة iiبـأسه أسـدٌ يـصول عـلى نـعام iiجفّل
يـحكي عـلياً في الصراع iiوهكذا يـرث الـبسالة كـل نـدب iiأبسل
مـا زال والـسمر الـلدان iiشوارع والبيض تبرق في سحاب iiالقسطل
يـسطو عـلى قلب الخميس iiكأنه صـبح يـزيل ظـلام لـيل iiأليل
حـتى تـجدّل فـي الصعيد iiمعفّراً روحـي الـفدا لـلعافر iiالـمتجدل
فـنعاه جـبريل الأمـين iiوأعولت زمـر الـملائك مـحفلاً في iiمحفل
أقـوت بـه تـلك الـبيوتات iiالتي أذن الإلــه بـذكرها أن iiتـعتلي
وغـدت بـه أمّ الـعلاء iiعـقيمة هـيهات فـهي بـمثله لـم تحمل
هـل لـلشريعة بـعده من حارس أو سـايس يصرجى لحل iiالمشكل
هـل لـلهدى هـادٍ سـواه وكافل أو لـلندى والـجود مـن iiمـتكفل
ادب الطف ـ الجزء الخامس 343
واحـسـرتاه لـنـسوة iiعـلـويّة خرجت من نالاسجاف حسرى iiذهّل
مـتـعثرات بـالذيول صـوارخاً بـمدامع تـجري كـجري iiالجدول
مـن ثـكّل تـشكو المصاب iiلأيّمٍ أو أّمٍ تـشـكو الـمصاب iiلـثكّل
يـا راكـباًمن فـوق ظـهر iiشملّة تـشأ الـرياح من الصبا iiوالشمال
مـجـدولة تـعلو الـتلاع iiوتـارة تـهوي الـوهاد بـه هويّ iiالأجدل
عرّج على وادي المحصب من منى فـشعاب مـكة فـاللوى ثـم اعقل
وابـلغ نـزاراً لا عـدمت iiرسالة شـجنيّة ذهـبت بـقلب iiالـمرسل
قـل أين أرباب الحفاظ وخير iiمَن لـبّى صـريخ الـخائف المتوجّل
أيـن الـغطارفة الـسراة iiوقـادة الـجرد الـعتاق الصافنات iiالصهّل
الـشمّ مـن عـليا لـؤيّ iiوهـاشم مـن كـل عبل الساعدين iiشمردل
هـل تـقبلنّ الـذل أنفسكم iiويأبى الله عـهـدي أنـهـا لـم iiتـقبل
يـمسي ابن فاطمة البتول iiضريبة لـلـمشرفية والـوشـيج iiالـذبّل
مـتـسربلاً بـدمـائه عـارٍ iiفـيا لـله مـن عـارٍ ومـن مـتسربل
وقال :
خـليليّ بالعيس عوجا iiعلى ربـى يثربٍ وانزلا iiواعقلا
ألا عـرّجا بي على iiمنزل لـعبد مـنافٍ عـفاه iiالبلى
قـفا نقضي واجب حق iiله بـفـرط الـبـكا أوّلاً أولا
ونـسأله وهو غير iiالمجيب ولـكن عـلينا بـأن iiنسألا
أيـا مـنزلاً باللوى iiمقفراً فـديتك مـنزل وحيٍ iiخلا
فـأين غـيوثك iiلـلمجدبين إذا ضنّت السحب أن iiتهملا
وأين الأولى كنت تسمو iiبهم إذا شـئت كيوان والاعزلا
تـقاسمهم حـادثات iiالمنون وأرخـى على جمعهم iiكلكلا
ادب الطف ـ الجزء الخامس 344
وأعـظم مـن ذاك يومٌ iiلهم فـيا لـك يـومهم iiالمهولا
لدى جانب النهر أضحت به مـعـاطسنا رغـماً iiذلـلا
نـبـيت بـأهواله iiولـهاً ونـصبح مـن رزئه iiذهّلا
فيا كربلا كم فطرتِ iiالحشا بـعضب المصيبة يا iiكربلا
ثم يسترسل في سرد المصيبة حتى يختمها بقوله :
لـعلّ أبـي ذئب يوم iiالجزا يـنال بـكم كـل مـا iiأمّلا
فـلا عـمل مسعد ii(يوسفاً) سـوى حـبّه لـكم iiوالولا
عليكم من الله أزكى الصلاة متى هلهل السحب أو جلجلا
وله من قصيدة يرثي بها الحسين أولها :
ذكرَ الطفوف ويوم عشر محرم
فجرى له دمع سفوح بالدم
ومنها :
صـبّ يـبيت مـسهداً iiفـكأنما أجـفانه ضـمنت برعي الأنجم
بـرح الـخفاء بحرقة لا iiتنطفي ورسيس وجد في الصدور iiمخيم
يـا يـوم عاشوراء كم أورثتني حـزناً مـدى الأيـام لم iiيتصرم
مـا عـاد يومك وهو يو م iiأنكد إلا وبــتّ بـلـيلة iiالـمـتألم
يـا قلب ذب وجداً عليه iiبحرقة يـا عـين من فرط البكا لا تسأمِ
يـا سـيد الـشهداء إني iiوالذي رفـع الـسماء وزانـها iiبالأنجم
لو كنت شاهد يوم مصرعك الذي فضّ الحشاشة بالمصاب iiالاعظم
لأسلت نفسي فوق أطراف الظبى سـيلان دمعي فيك يا بن iiالأكرم |