ادب الطف

 
  أدب الطف 26

الملا كاظم الأزري

المتوفى 1211

من روائعه في الإمام الحسين عليه السلام :

إن  كـنت فـي سنة من غارة الزمن      فـانظر لـنفسك واستيقظ من iiالوسن
لـيس الـزمان بـمأمون عـلى iiأحد      هـيهات  أن تـسكن الدنيا إلى iiسكن
لا تـنفق الـنفس إلا فـي بلوغ iiمني      فـبائع  الـنفس فـيها غير ذي iiغبن
ودع مـصابحة الـدنيا فـليس iiبـها      إلا  مـفـارقة الـسـكان iiلـلـسكن
وكـيف يـحمد لـلدنيا صـنيع iiيـد      وغـاية الـبشر فـيها غـاية iiالحزن
هـي  الـليالي تـراها غـير iiخائنة      الا بـكل كـريم الـطبع لـم iiيـخن
الا  تـذكـرت ايـاما بـها iiظـعنت      لـلفاطميين  اظـعان عـن iiالـوطن
ايــام طـل مـن الـمختار اي iiدم      وادمـيت اي عـين مـن أبي iiحسن
أعـزز  بـناصر ديـن الله iiمـنفرداً      فـي  مـجمع مـن بني عبادة iiالوثن
يـوصي  الأحـبة ان لا تقبضوا iiأبدا      إلا عـلى الـدين فـي سر وفي علن
وان جـرى أحـد الأقدار iiفاصطبروا      فـالصبر في القدر الجاري من الفطن
ثـم انـثنى لـلأعادي لا يرى iiحكما      إلا  الـذي لـم يـدع رأساً على iiبدن
سـقـيا لـهمته مـا كـان iiأكـرمها      في سقي ماضي المواضي من دم هتن
ولـلـظبى نـغمات فـي iiرؤوسـهم      كـأنها الـطير قـد غـنت على فنن

أدب الطف 27

يـا  جـيرة الـغي ان انكرتم iiشرفي      فــإن  واعـية الـهيجاء iiتـعرفني
لا  تـفخروا بـجنود لا عـداد iiلـها      ان  الـفخار بـغير الـسيف لم iiيكن
ومـذرقى  نـبر الـهيجاء iiاسـمعها      مـواعظا  من فروض الطعن والسنن
لـله  مـوعظة الـخطي كـم وقعت      مـن آل سـفيان فـي قلب وفي iiاذن
كــأن  أسـيافهن اذ تـستهل iiدمـاً      صـفائح الـبرق حـلت عقدة iiالمزن
لـلـه حـملته لـو صـادفت iiفـلكا      لـخر هـيكله الأعـلى عـلى iiالذقن
يـفري  الجيوش بسيف غير ذي iiثقة      عـلى الـنفوس ورمـح غير iiمؤتمن
وعـزمة فـي عـرى الأقـدار نافذة      لـو  لاقـت الـموت قادته بلا iiرسن
حـق إذا لم تصب منه العدى iiغرضا      رمـوه  بـالنبل عن موتورة iiالضغن
فـانقض عن مهره كالشمس عن iiفلك      فـغاب صبح الهدى في الفاحم iiالدجن
قـل  لـلمقادير قـد ابـدعت iiحادثة      غـريبة الـشكل مـا كانت ولم iiتكن
امـثـل شـمـر اذل الله iiجـبـهته      يـلقى حـسيناً بـذاك الملتقى الخشن
واحـسرة  الـدين والـدنيا على قمر      يـشكوا الـخسوف من العسالة iiاللدن
يـا سـيدا كـان بـدء المكرمات iiبه      والـشمس تـبدأ بـالأعلى من iiالقنن
مـن  يـكنز اليوم من علم ومن iiكرم      كـنزا  سـواك عـليه غـير مؤتمن
هـيهات  إن الـندى والـعلم قد iiدفنا      ولا  مـزيـة بـعد الـروح iiلـلبدن
لـقد هـوت مـن نـزال كل iiراسية      كـانـت لابـنية الأمـجاد iiكـالركن
لـله صخرة وادي الطف ما iiصدعت      إلا  جـواهر كـانت حـلية iiالـزمن
خـطب  تـرى العالم العلوي لان iiله      مـا  الـعذر لـلعالم الـسفلي لم iiيلن
مـن الـمعزي حمى الإسلام في iiملك      مـن  بـعده حـرم الإسلام لم iiيصن
يـهينك يـا كـربلا وشي ظفرت iiبه      مـن صنعة اليمن لايمن صنعة iiاليمن
لـله فـخرك مـا فـي جـيدة عطل      ولا  بـمرآته الأدنـى مـن iiالـدرن
كـم خـر في تربك النوري بدر iiتقى      لـولاه عـاطلة الإسـلام لـم iiتـزن
حـي مـن الـشوس مـعتاد iiوليدهم      عـلى رضـاع دم الأبـطال لا اللبن
يـجول فـي مـشرق الدنيا iiومغربها      نـداهم جـولان الـقرط فـي iiالأذن

أدب الطف 28

مـن  مـبلغ سـوق ذاك اليوم ان به      جـواهر الـقدس قـد بيعت بلا iiثمن
قـل لـلمكارم مـوتي موت ذي iiظمأ      فـقـد تـبدل ذاك الـعذب iiبـالأجن
لـقد  اطـلت عـلى الإسـلام iiنائبة      كـقتل  هـابيل كـانت فـتنة iiالفتن
أقــول والـنفس مـرخاة iiازمـتها      يـقودها  الـوجد من سهل إلى iiحزن
مـهلا فـقد قـربت أوقـاف iiمنتظر      مـن  عـهد آدم منصور على iiالزمن
كـشاف  مـظلمة خـواض iiمـلحمة      فـيـاض  مـكرمة فـكاك iiمـرتهن
قـوم  يـقلد حـتى الـوحش iiمـنته      وابـن الـنجابة مـطبوع على iiالمنن
صـباح  مـشرقها مـصباح iiمغربها      مـزيل  مـحنتها مـن كـل iiممتحن
أغــر لا يـتـجلى نـور iiسـؤدده      ألا  بـروض من الدين الحنيف iiجني
تـسعى  إلى المرتقى الأعلى به iiهمم      لا  تـحـتذي مـنه إلا قـنة iiالـقنن
يـسطو  بـسيفين من بأس ومن كرم      يـستأصلان  عـروق البخل iiوالجبن
يـا مـن نـجاة بـني الـدنيا iiبحبهم      كـأنها الـبحر لـم يـركب بلا سفن
طـوبى  لـحظ مـحبيكم لقد حصلوا      عـلى نـصيب بقرن الشمس iiمقترن
هـل  تـزدري بـي آثامي ولي iiوله      بـكم إلـى درجـات العرش iiيرفعني
أرجـوكم  ورجـاء الأكـرمين iiعني      حـياً وبـعد اندراج الجسم في iiالكفن
يـا مـن بقدرهم الاعلى علت iiمدحي      والـدر يـحسن منظوماً على iiالحسن
فـها كـم مـن شـجي البال iiمغرمة      عـذراء تـرفل في ثوب من iiالشجن
جـاءت تـهادى مـن الأزري iiحالية      مـن اجـتلى حـسنها الـفنان iiيفتتن
ثـم الـصلاة عـليكم مـا بـدا iiقمر      فـانجاب  عنه حجاب الغارب iiالدجن

أدب الطف 29

الملا كاظم الازري

والمشهور بـ ملا كاظم بن محمد بن مهدي الأزري البغدادي يسكن بغداد ومدرسة النجف، صريحاً في الرأي قوي الحجة مهيباً في المطلع، وكان يتمتع بمكانة سامية في كافة الأوساط الأدبية، ولدى جميع الطبقات الشعبية، لم يكن في بغداد أشعر منه منذ نهاية العصر العباسي حتى عهده الذهبي وعاصر من العلماء الأعاظم: السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي، والشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي الكبير، واتصل بالبيوت الشريفة ونادمهم وتروى له نوادر كثيرة منها أن ابن الراوي قال له يوماً في إحدى الشريفة ونادمهم وتروى له نوادر كثيرة منها أن ابن الراوي قال له يوماً في إحدى الندوات الأدبية: بلغني عنك انك مجنون، فأجابه الأزري: وبلغني عنك انك مأفون، فان صدق الراوي ففي وفيك، وإن كذب الراوي فلعنة الله على الراوي. ومنها انه قدم النجف الأشرف فاجتمع عليه الأدباء والعلماء ومنهم السيد صادق الفحام واستنشدوه فأنشد من شعره فلم يوفه السيد جعفر حقه بالإستحسان والاجادة، وما زاد على كلمة: موزون ـ فأنشأ الأزري:

عرضت در نظامي عند من جهلوا      فضيعوا في ضلام الجهل موقعة

فـلم أزل لائمـاً نـفسي أعاتبـها     من باع دراً على الفحام ضيـعه

جاء لقب الأزري من جدهم وهو محمد بن مراد بن المهدي بن إبراهيم بن عبدالصمد بن علي التميمي البغدادي المتوفى في سنة 1162 وهو الذي لقب بالأزري لأنه كان يتعاطى بيع الأزر المنسوجة من القطن والصوف.

أدب الطف 30

وقد نبغ من هذه الأسرة في العلم والأدب عدد ليس بالقليل، وأول لامع منهم هو الشيخ كاظم، فالشيخ محمد رضا، فالشيخ يوسف الأول، فالشيخ مسعود، فالشيخ مهدي، فالمترجم له.

قال السيد الأمين في الأعيان ج 43 ص 101 : بيت الأزري بيت أدب وعلم وثراء. ويظهر من ورقة الوقف المشهور الآن بوقوف بيت الأزري وبعض الحجج الشرعية القديمة أن أسرة هذا البيت كانت تقطن بغداد منذ أكثر من ثلاثة قرون، اما ما قبل ذلك فلا يعلم عنها شيء. وقد اشتهر من بين أفرادها علمان هما الشيخ كاظم والشيخ محمد رضا.

(نشأة المترجم و حياته)

ولد الشيخ كاظم الازري في بغداد سنة 1143 على الأصح ولم تزل داره التي ولد فيها قائمة في محلة (رأس القرية) من بغداد وهي من جملة أوقاف والده التي وقفها عليه وعلى إخوته سنة 1159. وبقي في طفولته مقعداً سبع سنوات ثم مشى.

درس العلوم العربية ومقداراً غير قليل من الفقه والأصول على فضلاء عصره ولكنه ولع بالأدب وانقطع عن متابعة الدرس. وأخذ ينظم الشعر ولم يبلغ العشرين عاماً. كان سريع الخاطر حاضر النكتة وقاد الذهن قوي الذاكرة كما كان محترم الجانب لدى العلماء والوجهاء من أبناء عصره حتى ان السيد مهدي بحر العلوم كان يقدمه على كثيرين من العلماء لبراعته في المناظرة ولطول باعه في التفسير والحديث ولاطلاعه الواسع على التاريخ والسير، وكان قصير القامة مع سمنة فيه ،لا يفارقه السلاح ليلاً ونهاراً خشية على نفسه من اعدائه ،وفي

أدب الطف 31

سنة الف وماية ونيف وستين من الهجرة حج بيت الله الحرام. وله في حجه قصيدة مطلعها:

انخ المطي فقد وفدت على الحمى     والثم ثراه محييا ومسلما

ثم عظم بعدئذ اتصاله بالحاج سليمان بك الشاوي الحميري الذي كانت له الرئاسة المطلقة والكلمة النافذة في بغداد.

وكان الحاج سليمان بك يقدر فضله ويأنس بأدبه الجم ولم يزل يحمي جانبه ويدافع عنه إلى أن توفاه الله. وكانت وفاته حسب المشهور في سنة 1212 ودفن في مقبرة أسرته في الكاظمية غير أن الحجز الذي وجد في داخل السرداب يدل على أن تاريخ وفاته سنة 1201 والله أعلم (1).

( ادبه وشعره )

استقبل الناس شعر الشيخ كاظم الأزري كفصل الربيع من السنة نسيمه المنعش وأزهاره العبقة. جاء بعد شتاء مجهد طويل لأنه جمع بين جزالة اللفظ وجمال الأسلوب ورصانة التركيب وحسن الديباجة. وفيه جاذبية، فالذي يقرأ قصيدة من شعره لا يتركها حتى ينتهي منها وفيه نشوة كالراح تدفع شاربها إلى المزيد منها ليزداد نشوة وسروراً. وأكثر الخبراء بالأدب يعدون الشيخ كاظم الأزري في طليعة شعراء العراق وذلك في بعض مناحيه الشعرية، ومن فحولهم

(1) قال الشيخ الطهراني في (الذريعة) قسم الديوان: كانت وفاة الشيخ كاظم الأزري 1 ج 1 سنة 1211 ـ والمدفون بالكاظمية تجاه المقبرة المنسوبة الى الشريف المرتضى، كما وجد بها على لوحة قبره.

أقول: المقبرة تسمى بمقبرة المرتضى نسبة الى ابراهيم المرتضى ابن الامام الكاظم عليه السلام.

أدب الطف 32

البارزين في المناحي الآخرى. ويصعب التمييز بين قصائده من ناحية السلاسة والطلاوة والرقة والانسجام وهو صاحب الهائية التي تنوف على أكثر من خمسمائة بيت ويعرفها الناس بقرآن الشعر وبالملحمة الكبرى وهذه القصيدة الفذة في بابها هي صدى نفسه الكبيرة الخصب الممرع طبعت على حدة مع تخميسها للشيخ جابر الكاظمي (1). أما ديوانه فقد عني السيد رشيد السعدي بطبعة سنة 1320. وتلاقفته الأيدي بوقته ولا زال الناس يتطلبونه ويستنسخونه. على أن الديوان لم يستوعب شعره كله بل لا يزال عند بعض الحريصين على الأدب قسم منه غير مطبوع. وفي تتمة أمل الآمل: كان فاضلاً متكلماً حكيماً أديباً شاعراً مفلقاً تقدم على جميع شعراء عصره وقال في «التتمة» عن القصيدة الهائية: كانت تزيد على ألف بيت أكلت الأرضة جملة منها كانت النسخة موضوعة في دولاب خوفاً عليها ولما أخرجوها وجدوا جملة منها قد تلف فقدموها إلى السيد صدر الدين العاملي فأخرج منها هذا الموجود اليوم الذي خمسه الشيخ جابر.

وإليك نبذة صغيرة من شعره الذي أصبح يدور على الألسن كالأمثال السائرة: منها قوله:

وما أسفي على الدنيا ولكن     على ابل حداها غير حاد

وقوله:

وقد تأتي الخديعة من صديق      كما تأتي النصيحة من معاد

(1) قال الشيخ محمد محرز الدين في (معارف الرجال) جاء في هدية الأحباب، عن شيخ الفقهاء صاحب كتاب (جواهر الكلام) انه كان يتمنى أن تكون القصيدة الأزرية في صحيفة أعماله، وكتاب الجواهر في صحيفة أعمال الأزري.

أدب الطف 33

وقوله:

إن من كان همه في المعالي      هجر الظل واستظل الهجيرا

وقوله:

لا تعجبا لفساد كل صحيحة      فالناس في زمن كجلد الأجرب

وقوله:

لا تنوحي إلا علي لديهم      ما على كل من يموت يناح

وقوله:

ولسوف يدرك كل باغ بغيه     المرء ينسى والزمان يؤرخ

وقوله:

ذريتي أذق حر الزمان وبرده     فلا خير فيمن عاقة الحر والبرد

وقوله:

فتيقظ إذا رأيت عيون      الحظ يقظى ونم إذا الحظ نامـا

وقوله:

ولو كان في الجبن استراحة أهله     لما سهرت عين القطار وغفى الرند

أما ملحمته الشهيرة التي استهلها بقوله:

لمن الشمس في قباب قباها      شف جسم الدجى بروح ضياها

فقد تضمنت كثيراً من الأمثال والروائع وهي من أروع ما قيل في مدح الرسول الأعظم وعترته الطيبين وهي على جانب كبير من الجزالة والبلاغة وقوة

أدب الطف 34

الاحتجاج وقد طبعت غير مرة مع تخميسها ، بالحروف الحجرية أولاً ثم أعيدت مرة بعد مرة.

أقول وان والديوان المشار إليه فيه اغلاط كثيرة وجملة من الأشعار منسوبة له ولم تصح هذه النسبة كالبيتين الواردتين في ديوانه ـ حرف الراء ص 125.

قـالـوا حـبيبك ملـسوع فقلت لهم     من عقرب الصدغ أم من حية الشعر

قالوا بلى من أفاعي الأرض قلت لهم     فكيف ترقى أفـاعي الأرض للـقمر

وقد أثبتهما الحافظ الدميري في (حياة الحيوان) قبل أن يولد الأزري بقرون وذلك في مادة (العقرب) ولا يخفى ان وفاة الدميري كانت لسنة 808 ولم يذكر الدميري صاحبهما بل جاء بهما على سبيل الاستشهاد فقال:

وإليك جملة من روائع الأزري في الإمام الحسين عليه السلام:

هــي  الـمـعالم ابـلتها يـد iiالـغير      وصــارم الـدهـر لا يـنفك ذا iiأثـر
يـا  سـعد دع عنك دعوى الحب iiناحية      وخـلـني  وســؤال الارسـم iiالـدثر
أيـن الأولـى كـان اشراق الزمان iiبهم      اشــراق نـاحـية الآكــام بـالزهر
جـار  الـزمان عـليهم غـير iiمكترث      وأي حــر عـليه الـدهر لـم iiيـجر
وكــم تـلاعـب بـالأمـجاد iiحـادثة      كـمـا تـلاعـبت الـغـلمان iiبـالأكر
لا  حــبـذا فـلـك دارت iiدوائــره      عـلى  الـكرام فـلم تـترك ولـم iiتذر
وان  يـنل مـنك مـقدار فـلا عـجب      هــل ابـن آدم الا عـرضة iiالـخطر
وكـيف  تـأمن مـن مـكر الزمان iiيدا      خـانـت  بـآل عـلي خـيرة iiالـخير
أفـدي الـقروم الأولـى سارت iiركائبهم      والـموت خـلفهم يـسري عـلى iiالأثر
مـا  أبـرقت فـي الوغى يوماً iiسيوفهم      إلا وفــاض سـحاب الـهام iiبـالمطر
يـسطو بـكل هـلال كـل بـدر iiدجى      بـجـنح لـيل مـن الـهيجاء iiمـعتكر
هــم  الاسـود ولـكن الـوغى iiاجـم      ولا  مـخالب غـير الـبيض iiوالـسمر

أدب الطف 35

ثــاروا  ولـولا قـضاء الله iiيـمسكهم      لـم  يـتركوا لـبني سـفيان مـن iiأثر
أبـدوا  وقـائع تـنسي ذكـر iiغـيرهم      والـوخز بـالسمر يـنسي الوخز iiبالأبر
غـر الـمفارق والأخـلاق قـد رفـلوا      مـن  الـمحامد فـي أسـنى من iiالحبر
لـله مـن فـي فـيافي كـربلاء ثـووا      وعـندهم  عـلم مـا يـجري من iiالقدر
سـل كـربلا كم حوت منهم بدور iiدجى      كـأنـها  فـلـك لـلأنـجم iiالـزهـر
لــم أنـس حـامية الاسـلام iiمـنفردا      صـفر الأنـامل مـن حـام iiومـنتصر
رأى  قـنا الـدين مـن بـعد iiاستقامتها      مـغـموزة وعـلـيها صـدع iiمـنكسر
فـقـام يـجمع شـملا غـير iiمـجتمع      مـنها  ويـجبر كـسراً غـير iiمـنجبر
لـم انـسه وهـو خـواض iiعـجاجتها      يـشق  بـالسيف مـنها سـورة iiالسور
كــم  طـعـنة تـتلظى مـن iiأنـامله      كـالبرق يـقدح مـن عود الحيا iiالنضر
وضـربـة تـتـجلى مــن iiبـوارقه      كـالشمس طـالعة مـن جـانبي iiنـهر
وواحــد  الـدهر قـد نـابته iiواحـدة      مـن  الـنوائب كـانت عـبرة iiالـعبر
مــن آل أحـمد لـم تـترك iiسـوابقه      فــي  كــل آونـة فـخراً iiلـمفتخر
اذا نـضى بـردة الـتشكيل عـنه iiتجد      لاهـوت  قـدس تـردى هـيكل iiالبشر
مـا مـسه الـخطب الا مـس iiمـختبر      فـمـا  رأى مـنه إلا اشـرف iiالـخبر
فـأقبل  الـنصر يـسعى نـحوه iiعجلا      مـسـعى غـلام إلـى مـولاه iiمـبتدر
فـأصدر  الـنصر لـم يـطمع iiبمورده      فـعاد حـيران بـين الـورد والـصدر
يـا  مـن تـساق الـمنايا طوع iiراحته      مـوقـوفة  بـين قـوليه خـذي وذري
لـلـه رمـحـك اذ نـاجـى iiنـفوسهم      بـصادق  الـطعن دون الـكاذب iiالأشر
يـا  ابـن الـنبيين مـا للعلم من iiوطن      الا  لـديـك ومـا لـلحلم مـن iiوطـر
يــا  نـيـرا راق مــرآه iiومـخبره      فـكان  لـلدهر مـلء الـسمع iiوالبصر
لاقــاك مـنـفرداً أقـصى iiجـموعهم      فـكنت  أقـدر مـن لـيث عـلى حمر
صـالوا وصـلت ولـكن أيـن منك هم      ألـنقش في الرمل غيرالنقض في الحجر
لــم تــدع آجـالهم إلا وكـان iiلـهم      جـواب مـصغ لأمـر الـسيف iiمؤتمر
حـتى  دعـتك مـن الأقـدار أشـرفها      إلــى جـوار عـزيز الـملك iiمـقتدر

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث