ادب الطف ـ الجزء الاول 25
وامـلأي العين يا أمية نوما فحسينٌ على الصعيد صريع
ودعـي صـكّة الجباه iiلويٌ ليس يجديك صكّها iiوالدموع
أفـلطما بـالراحتين iiفـهلا بـسيوف لا تتقيها iiالدروع
وبـكاء بـالدمع حزناً iiفهلاً بدم الطعن والرماح iiشروع
قلّ ألاّ قراع ملمومة iiالحت ف فواها يا فهر أين iiالقريع
وقال :
إن لم أقف حيث جيش الموت iiيزدحم فـلا مـشت بـي في طرق العلا iiقدم
لا بــدّ أن أتــداوي بـالقنا iiفـلقد صـبرت حـتى فـؤادي كـله iiألـم
عـندي مـن الـعزم سرٌ لا أبوحُ iiبه حـتى تـبوح بـه الـهندية iiالـخذم
لا أرضعت لي العلى ابنا صفو iiدرّتها إن هـكذا ظـلَّ رمـحي وهو iiمنفطم
إلـيّة بـضبا قـومي الـتي حـمدت قـدمـاً مـواقعها الـهيجاء لا الـقمم
لأحـلبنّ ثـديَّ الـحرب وهـي iiقنا لـبانها مـن صدور الشموس وهو iiدم
مـالي أسـالم قـوما عـندهم iiترتي لا سـالمتني يـد الأيـام إن iiسـلموا
مـن حـامل لـوليّ الأمـر iiمـألكة تـطوى عـلى نـفثات كـلها iiضرم
يابن الأولى يقعدون الموت ان iiنهضت بـهم لدى الروع في وجه الضبا iiالهمم
الـخـيل عـندك مـلّتها iiمـرابطها والـبيض مـنها عرى أغمادها iiالسأم
هـذي الـخدور الأعداء([1]) iiهاتكة وذي الـجـباه ألا مـشـحوذة iiتـسم
لا تطهر الارض من رجس العدى أبداً مـا لـم يـسل فوقها سيل الدم iiالعرم
بـحيث مـوضع كـلٍّ مـنهم لك iiفي دمـاه تـغسله الـصمصامة iiالـخذم
اعـيذ سـيفك أن تـصدى حـديدته ولـم تـكن فـيه تـجلى هـذه iiالغمم
قـد آن أن يـمطر الـدنيا iiوسـاكنها دمــاً أغـرَّ عـليه الـنقع iiمـرتكم
حـرّ ان تـدمغ هـام الـقوم صاعقةٌ مـن كـفّه وهي السيف الذي iiعلموا
نـهذاً فـمن بـظباكم هـامه iiفـلقت ضـرباً عـلى الدين فيه اليوم iiيحتكم
([1]) ـ العداء : شديد العدو .
ادب الطف ـ الجزء الاول 26
وتـلك أنـفالكم فـي الـغاصبين iiلكم مـقـسـومة وبـعـين الله iiتـقـتسم
جــراثـم آذنـتـهم أن iiتـعـاجلهم بـالانـتقام فـهـلا انــت iiمـنتقم
وان أعـجـب شــيء أن ابـثـكها كــأن قـبلك خـال وهـو مـحتدم
مـا خـلت تـقعد حـتى تستثار iiلهم وأنـت أنـت وهـم فـيما جـنوه هم
لـم تـبق أسيافهم منكم على ابن iiتقى فـكيف تـبقي عـليهم لا أبـا iiلـهم
فـلا وصـفحك إنّ الـقوم ما iiصفحوا ولا وحـلمك إن الـقوم مـا iiحـلموا
فـحمل امـك قـدماً أسـقطوا iiحـنقاً وطـفل جـدك في سهم الردى iiفطموا
لا صـبر أو تـضع الهيجاء ما iiحملت بـطـلقة مـعها مـاء الـمخاض iiدم
هـذا الـمحرّم قـد وافـتك iiصارخة مـمـا اسـتحلوا بـه أيـامه الـحرم
يـملأن سـمعك مـن أصوات iiناعية فـي مـسمع الدهر من إعوالها iiصمم
تـنعي الـيك دمـاء غـاب iiناصرها حـتى اريـقت ولـم يـخفق لكم iiعلم
مـسفوحة لـم تـجب عـند iiاستغاثتها إلا بـأدمـع ثـكـلى شـفـها iiالألـم
حـنّت وبـين يـديها فـتية iiشـربت من نحرها نصب عينيها، الضبا iiالخذم
مـوسدين عـلى الـرمضاء iiتنظرهم حرى القلوب على ورد الردى ازدحموا
سـقياً لـثاوين لـم تـبلل iiمضاجعهم إلا الـدمـاء وإلا الأدمــع iiالـسجم
أفـناهم صـبرهم تـحت الضبا iiكرماً حـتى قـضوا ورداهـم مـلؤه كـرم
وخـائضين غـمار الـموت iiطـافحة أمـواجها الـبيض بـالهامات iiتـلتطم
مشوا إلى الحرب مشي الضاريات iiلها فـصارعوا الـموت فـيها والقنا iiأجم
ولا غـضاضة يـوم الـطف أن iiقتلوا صـبراً بـهيجاء لـم تـثبت لها iiقدم
فـالحرب تـعلم إن مـاتوا لـها iiفلقد مـاتت بـها مـنهم الأسياف لا iiالهمم
أبـكيهم لـعوادي الـخيل إن iiركـبت رؤوسـها لـم تـكفكف عزمها iiاللجم
ولـلسيوف إذا الـموت الـزؤام iiغدا فـي حـدها هـو والأرواح iiيـختصم
وحـائـرات أطـار الـقوم iiأعـينها رعـياً خـداة عـليها خـدرها هجموا
ادب الطف ـ الجزء الاول 27
كـانت مـجيت عـليها قومها iiضربت سـرادقاً أرضـه مـن عـزهم iiحرم
يـكاد مـن هـيبة أن لا يـطوف iiبه حـتـى الـملائك لـولا أنـهم iiخـدم
فـغودرت بـين أيـدي الـقوم حاسرة تـسبى ولـيس لـها مـن فيه iiتعتصم
نـعم لـوت جـيدها بـالعتب iiهـاتفة بـقـومها وحـشـاها مـلؤه iiضـرم
عـجّت بـهم مذ على أبرادها اختلفت أيـدي الـعدوّ ولـكن مـن لـها iiبهم
نـادت ويـا بـعدهم عـنها iiمـعاتبة لـهم ، ويـا لـيتهم مـن عـتبها iiأمم
قـومي الأولـى عـقدت قدماً iiمآزرهم عـلى الحميّة ما ضيموا ولا iiاهتضموا
عـهدي بـهم قـصر الأعـمار iiشأنهم لا يـهـرمـون ولـلـهيّابة iiالـهـرم
مـا بـالسهم لا عـفت منهم iiرسومهم قـروا وقـد حـملتنا الأنـيق iiالـرسم
يــا غـادياً بـمطايا الـعزم iiحـمّلها هـمّا تـضيق بـه الأضـلاع والحزم
عرّج على الحي من عمرو العلى وأرح مـنهم بـحيث اطـمأن البأس iiوالكرم
وحــي مـنهم حـماة لـيس بـابنهم مـن لا يـرف عـليه في الوغى iiالعلم
الـمشبعين قـرى طـير الـسما iiولهم بـمنعة الـجار فـيهم يـشهد iiالـحرم
والـهاشمين وكـلُّ الـناس قـد علموا بـأن لـلضيف أو لـلسيف iiماهشموا
كـماة حـرب تـرى فـي كـل iiبادية قـتلى بـاسيافهم لـم تـحوها iiالرجم
كــأن كــل فـلا دارٌ لـهم iiوبـها عـيالها الـوحش أو أضـيافها iiالرخم
قـف مـنهم مـوقفاً تـغلي القلوب iiبه مـن فـورة العتب واسأل ما الذي iiبهم
جـفت عـزائم فـهر أم تـرى iiبردت مـنها الـحمية إم قـد مـاتت iiالـشيم
ام لـم تـجد لـذع عتبي في iiحشاشتها فـقد تـساقط جـمرا مـن فمي iiالكلم
أيـن الـشهامة أم أيـن الـحفاظ iiأما يـأبي لـها شـرف الأحساب iiوالكرم
تـسبى حـرائرها بـالطف iiحـاسرة ولــم تـكن بـغبار الـموت iiتـلتئم
لـمن اعـدت عـتاق الخيل إن iiقعدت عـن مـوقف هـتكت منها به iiالحرم
فـما اعـتذارك يـا فـهرٌ ولـم iiتثبي بـالبيض تـثلم أو بـالسمر iiتـنحطم
ادب الطف ـ الجزء الاول 28
أجـل نـساؤك قد هزتك iiعاتبة وأنت من رقدة تحت الثرى رهم
فـلتلفت الجيد عنك اليوم iiخائبة فـما غناؤك حالت دونك iiالرجم
وقال في اخرى مطلعها :
تركت حشاك وسوانها فخل حشاي iiوأحزانها
ومنها :
كفاني ضناً ان ترى في الحسين شـفت آل مـروان iiأضـغانها
فـأغـضبت الله فــي iiقـتله وأرضــت بـذلك iiشـيطانها
عـشـية انـهـضها iiبـغيها فـجـاءته تـركب iiطـغيانها
بـجمع من الأرض سد iiالفروج وغـطىّ الـنجود iiوغـيطانها
وطـا الوحش إذ لم يجد مهرباً ولازمــت الـطير أوكـانها
وحفت بمن حيث يلقى الجموع يـثـني بـمـاضيه وحـدانها
وسـامته يـركب إحدى iiاثنتين وقـد صـرت الحرب أسنانها
فـإما يـرى مـذعناً أو iiتموت نـفس أبـي الـعز iiإذعـانها
فـقال لـها اعـتصمي iiبالإباء فـنفس الأبـي ومـا iiزانـها
إذا لـم تـجد لـبس iiالـهوان فـبـالموت تـنزع iiجـثمانها
رأى القتل صبراً شعار iiالكرام وفـخراً يـزين لـها iiشـانها
فـشمر لـلحرب فـي iiمعرك بـه عـرك الـموت iiفرسانها
وأضـرمـها لـعنان iiالـسماء حـمـراء تـلـفح iiأعـنـانها
ركـين ولـلأرض تحت الكماة رجـيـف يـزلزل iiثـهلانها
أقـر على الأرض من ظهرها إذا مـلمل الـرعب iiأقـرانها
تـزيد الـطلاقة فـي iiوجـهه إذا غـيّـر الـخوف iiألـوانها
ولـما قـضى لـلعلى iiحـقها وشـيّـد بـالـسيف iiبـنيانها
تـرج لـلموت عـن iiسـابق لـه أخـلت الـخيل مـيدانها
ادب الطف ـ الجزء الاول 29
ثـوى زائد البشر في iiصرعة لــه حـبّب الـعزّ iiلـقيانها
كـأن الـمنية كـانت iiلـديه فـتـاة تـواصل iiخـلصانها
جـلتها لـه البيض في موقف بـه أثـكل الـسمر iiخرسانها
فـبات لـها تحت ليل iiالكفاح طــروب الـنقيبة جـذلانها
وأصـبح مـشتجرا iiلـلرماح تـحلّي الـدما مـنه iiمـرّانها
عـفيراً مـتى عـاينته iiالكماة يـختطف الـرعب iiألـوانها
فـما أجلت الحرب عن iiمثله صـريـعاً يـجبن iiشـجعانها
تـريب الـمحيا تظن iiالسماء بـأن عـلى الأرص iiكيوانها
غريباً ارى يا غريب iiالطفوف تـوسـد خــدك iiكـثـبانها
وقـتلك صـبراً بـأيد iiأبوك ثـنـاها وكـسـر iiأوثـانها
أتـقضى فـداك حشا العالمني خـميص الـحشاشة iiضمآنها
ألـست زعـيم بـني iiغالب ومـطـعام فـهر iiومـطعانها
فـلم أغـفلت بـك iiأوتـارها ولـيـست تـعاجل iiامـكانها
وهـذي الاسـنة iiوالـبارقات أطـالت يـد المطل iiهجرانها
وتـلك الـمطهمة iiالـمقربات تـجر عـلى الأرض iiارسانها
اجبنا عن الحرب يا من غدوا عـلى أول الـدهر أخـدانها
أتـرضى اراقـمكم أن تـعد بـنو الـوزغ الـيوم iiأقرانها
وتـنـصب أعـناقها iiمـثلها بـحـيث تـطاول iiثـعبانها
يـميناً لـئن سـوّفت iiقطعها فـلا و صـل السيف iiأيمانها
وإن هـي نامت على iiوترها فـلا خـالط الـنوم iiأجـفانها
تـنـام وبـالطف iiعـلياؤها امـيـة تـنـقض iiاركـانها
وتلك على الارض من أخدمت ورب الـسـماوات iiسـكانها
ثـلاثـاًقد انـتبذت iiبـالعراء لـها تـنسج الـريح أكـفانها
ادب الطف ـ الجزء الاول 30
مـصابٌ أطاش عقول iiالأنام جـمـيعاً وحـير أذهـانها
عليكم بني الوحي صلى الإله مـا هـزت الـريح iiأفنانها
وقال يرثي الامام الحسين عليهم السلام ويهجو قاتليه :
أمـية غـوري في الخمول وانجدي فـما لـك فـي العلياء فوزة iiمشهد
هـبوطاً إلـى أحـسابكم وانخفاظها فـلا نـسبٌ زاك ولا طـيب مولد
تـطاولتموا لا عـن علا iiفتراجعوا إلـى حـيث أنتم واقعدوا شر معقد
قـدميكم مـا قـد عـلمتم iiومـثله حـديـثكم فـي خـزيه iiالـمتجدد
فـماذا الـذي أحـسابكم شرفت به فـاصعدكم في الملك أشرف iiمصعد
صـلابة أعـلاك الـذي بلل iiالحيا بـه جف ، أم في لين أسفلك iiالندي
بـني عـبد شمس لاسقى الله iiحفرة تـضمّك والـفحشاء فـي شر ملحد
ألـما تـكوني مـن فـجورك iiدائماً بـمشغلة عـن غـصب أبناء iiأحمد
وراءك عـنـها لا أبـا لـك إنـما تـقـدّمتها لا عـن تـقدم iiسـؤدد
عـجبت لـمن في ذلّة النعل iiراسه بــه يـترآى عـاقداً تـاج سـيد
دعـوا هـاشماً والـفخر يعقد iiتاجه على الجبهات المستنيرات في iiالندى
ودونـكموا والـعار ضمّوا iiغشاءه إلـيكم إلـى وجـه من العار iiأسود
يـرشح لـكن لا لشيء سوى iiالخنا ولـيد كـم فـيما يـروح iiويغتدي
وتـتـرف لـكن لـلبغاء iiنـساؤكم فـيدنس مـنها في الدجي كل iiمرقد
ويـسقى بـماء حـرثكم غير iiواحد فـيكف لـكم تـرجى طهارة iiمولد
ذهـبتم بـها شنعاء تبقى iiوصومها لأحـسابكم خـزياً لـدى كل iiمشهد
فسل عبد شمس هل يرى جرم هاشم الـيه سـوى م اكـان أسداه من iiيد
وقـل لأبـي سـفيان ما أنت iiناقم أأمـنك يـوم الـفتح ذنـب iiمحمد
فـكيف جـزيتم أحمداً عن iiصنيعه بـسيفك دم الأطـهار من آل iiأحمد |