ادب الطف

 
 

ادب الطف ـ الجزء الاول 31

غـداة ثـنايا الـغدر مـنها iiالـيهم      تـطالعتموا مـن أشـئم إثـر iiأنكد
بـعثتم  عـليهم كـل سوداء iiتحتها      دفـعتم  إلـيهم كل فقماء iiمؤيد
([1])
ولا  مـثل يـوم الطف لوعة iiواجدٍ      وحـرقة  حـران وحـسرة iiمـكمد
تـباريح أعـطين الـقلوب iiوجيبها      وقـلن  لها قومي من الوجد iiواقعدي
غـداة ابـن بنت الوحي خرَّ لوجهه      صـريعاً  عـلى حر الثرى iiالمتوقد
درت  آل حـرب أنـها يـوم iiقتله      أراقـت  دم الإسلام في سيف iiملحد
لـعمري لـئن لم يقض فوق iiوساده      فـموت أخـي الـهيجاء غر iiموسد
وإن أكـلت هـندية الـبيض iiشلوه      فـلحم  كـريم الـقوم طـعم المهند
وإن  لـم يـشاهد قـتله غير iiسيفه      فـذاك أخـوه الصدق في كل iiمشهد
لـقد مـات لـكن مـيتةً iiهـاشميةً      لـهم عـرفت تـحت القنا iiالمتقصد
كـريم أبـى شـمَّ الـدنية iiأنـفسه      فـأشممه شـوك الـوشيج iiالـمسدد
وقـال قـفي يـا نـفس وقفة iiواردٍ      حـياض الـردى لا وقـفة iiالمتردد
أرى أن ظـهر الـذل أخشن iiمركباً      من الموت حيث الموت منه iiبمرصد
فـآثر  أن يسعى على جمرة iiالوغى      برجل ولا يعطي المقادة عن
([2]) يد
قـضى  ابـن علي والحفاظ كلاهما      فـلست تـرى ما عشت نهضة سيد
ولا  هـاشمياً هـاشمياً أنـف iiواتر      لـدى  يـوم روع بـالحسام iiالمهند
لـقد  وضعت أوزارها حرب iiهاشم      وقـالت قـيام القائم الطهر iiموعدي
إمـام الـهدى سـمعاً وأنت iiبمسمع      عـتـاب مـثير لا عـتاب iiمـفند
فـداؤك  نفسي ليس للصبر iiموضعٌ      فـتغضي  ولا مـن مـسكة iiللتجلد
أتـنسى وهـل يـنسى فـعآل أمية      أخـو  نـاظر مـن فعلها جد iiأرمد

([1]) ـ المؤيد : الامر العظيم .
([2]) ـ وفي نسخة : من .

ادب الطف ـ الجزء الاول 32

وتـقعد عـن حـرب وأي حـشاً iiلـكم      عـلـيهم  بـنـار الـغيظ لـم iiتـتوقد
فـقم  وعـليهم جـرد السيف iiوانتصف      لـنفسك  بـالعضب الـجراز iiالـمجرد
وقــم أرهـم شـهب الأسـنة iiطـلعاً      بـغـاشية  مـن لـيل هـيجاء iiأربـد
فـكـم ولـجـوا مـنكم مـغارة أرقـم      وكــم لـكـم داسـوا عـرينة iiمـلبد
وكــم  هـتكوا مـنكم خـباءً iiلـحرة      عـنـاداً ودقـوا مـنكم عـنق iiأصـيد
فلا نصف حق تنضحوا من
([1]) سيوفكم      عـلى  كـل مـرعى من دماهم iiومورد
ولا نـصف حـتى توطؤا الخيل iiهامهم      كـمـا أوطـؤهـا مـنكم خـير iiسـيد
ولا نـصـف إلا أن تـقيموا iiنـساءهم      سـبايا  لـكم فـي مـحشد بـعد محشد
وأخـرى إذا لـم يـفعلوها فـلم iiتـزل      حــزازات قـلب الـموجع iiالـمتوجد
تـبـيدونهم  عـطـشى كـما iiقـتلوكم      ضـمـاء قـلـوب حـرها لـم يـبرد

اما باقي حسينياته فإليك مطالعها :

1 كـم ذا تـطارح في منى iiورقاءها      خـفض  عـليك فـليس داؤك داءها
2  أهـاشم تـيم جـل منك iiارتكابها      حـرام  بـغير الـمرهفات iiعـتابها
3 يــا آل فـهر أيـن ذاك iiالـشبا      لـيست ضـباك الـيوم تـلك iiالضبا
4 كم توعد الخيل في الهيجاء أن تلجا      مـا آن فـي جريها أن تلبس iiالرهجا
5 يـــا دار جـائـلة iiالـوشـاح      حـيـتـك نـافـحـة iiالــريـاح
6 نعى الروح جبريل بأن ذوي iiالغدر      أراقــوا دم الـموفين لـله iiبـالنذر
7 لا تـحـذرنَّ فـما يـقيك iiحـذار      ان  كــان حـتفك سـاقه iiالـمقدار
8 الله يـــا حـامـي iiالـشـريعة      أتـقـر  وهــي كــذا iiمـروعه
9  عـلى كل واد دمع عينيك iiينطف      ومـا  كـل واد جـزت فيه المعرف

(1) ـ وفي نسخة : في .

ادب الطف ـ الجزء الاول 33

10  لتولي لوي الجيد ناكسة iiالطرف      فـهاشمها بـالطف مـهشومة iiالأنف
11  تـروم مـقام العز والذل iiنازل      ولـم يـك فـي الغبراء منك زلازل
12  عـثر الـدهر ويرجو أن iiيقالا      تـربـت  كـفك مـن راج مـحالا
13  حـلولك فـي محل الضيم iiداما      وحـد  الـسيف يـأبي أن iiيـضاما
14 إن ضاع وترك يابن حامي الدين      لا  قــال سـيفك لـلمنايا iiكـوني
15 أقـائم بـيت الـهدى iiالـطاهر      كـم  الـصبر فـت حـشا iiالصابر
16  أنـى يـخالط نـفسك الانـس      سـفـها ودهــرك سـعده نـحس

ادب الطف ـ الجزء الثامن 34

السيد ميرزا صالح القزويني

المتوفى 1304

أيـقعدني عـن خـطة الـمجد iiلائم      قـصير  الـخطى مَن أقعدته iiاللوائم
سـأركـبها مـرهـوبة iiسـطواتها      تـطـير خـوافيها بـها iiوالـقوادم
عـليّ  لـربع الـمجد وقـفة iiماجد      تـناشده  مـني الـسيوف iiالصوارم
وأمـطر  من سحب البوارق iiهاطلا      مـن الـدم لا مـا أمـطرته الغمائم
وأبـسـم  مـهما أبـرقت iiبـاكامه      ولا برق حزوى إن سرى وهو iiباسم
وارتـاح ان هـبّت به ريح iiزعزع      مـن الـموت لا مـاروّحته iiالنسائم
فـيا خـاطب العلياء والموت iiدونها      رويـدك قـد قـاومت مـا لا iiيقاوم
بـخـلت  عـليها بـالحياة iiوإنـها      لأكـرم مَـن تـهدى الـيها iiالكرائم
إذا  عـلقت نـفس امـرء iiبوصالها      ورام مـرامـا دونـه حـام iiحـائم
فـخاطبها  الـهنديّ والـموت iiعاقدٌ      وعـمرك  مـهرٌ والـنثار iiالجماجم
لـذاك  سـمت نحو المعالي iiنفوسنا      وهـانت  عـليها القارعات iiالعظائم
فــأي قـبـيل مـاأُقيمت iiبـربعه      فـأمـا عـلـيه أو عـلينا iiالـمآتم
سل الطف عن أهلي وإن كنت iiعالماً      فـكم  سـائل عـن أمره وهو iiعالم
غداة ابن حرب سامها الضيم فارتقت      بـها لـلمعالي الـغرّ أيـد iiعواصم
وقـاد لـها الـجيش اللهام ضـلالة      مـتى  روعـت اسد العرين iiالبهائم

ادب الطف ـ الجزء الثامن 35

فـشمّر  لـلحرب الـعوان iiشمردلٌ      نـديماه  يـوم الروع رمح iiوصارم
رمـاهـا  بـأساد الـكريهة iiفـتية      نـماها  إلـى الـمجد المؤثل iiهاشم
مـساعير  حـرب فوق كل iiمضمر      مـديد عـنان لـم تـخنه الـشكائم
مـناجيد  لا مـستدفع الضيم iiخائب      لـديهم ولا مـسترفد الـرفد iiنـادم
فـما الـعيش إلا مـا تـنيل iiأكفهم      ومـا الـموت إلا ما تنال iiالصوارم
سرت  كالنجوم الزهر حفّت iiبمشرق      هـو  الـبدر لا مـا حجبته iiالغمائم
وزارت عشراص الغاضرية iiضحوة      (ومـوج  الـمنايا حشولها iiمتلاطم)
بـيوم كـظل الـرمح ما فيه iiللفتى      سوى السيف والرمح الرديني عاصم
تـراكم داجـي النقع فيه iiفأشرقشت      وجـوه  وأحـساب لـهم iiوصوارم
أبـا حـسن يـهنيك ما أصبحوا iiبه      وان كــان لـلقتلى تـقام iiالـمآتم
لأورثـتهم  مـجداً وان كـان حبوةً      ولـكن نـصفاً فـي بـنيك المكارم
مشوا  في ظلال السمر مشيتك iiالتي      لـها خضعت أُسد العرين iiالضراغم
فـلاشك مـن نالته أطراف iiسمرهم      بـأنـك قـد أرديـته وهـو iiآثـم
ومـا برحوا حتى تفانوا ،ومن iiيقف      كـمـوقفهم لا تـتـبعنه iiالـلوائشم
وراحـواوما حـلت حُـبا عزّهم يد      ومـا وهنت في الروع منها iiالعزائم
عـطاشى عـلى البوغا تمجّ دماءها      فـتنهل  مـنها الماضيات iiالصوارم
رعـوا ذمـة الـمجد الرفيع iiعماده      ومـا رعـيت لـلمجد فـيهم iiذمائم
تُـشال  بـأطراف الـرماح رؤسها      كـزهر  الـدراري أبرزتها iiالغمائم
وتـبقى  ثـلاثاً بـالصعيد iiجسومها      فـتعدوا عـليها الـعاديات الصلادم
تـجرّ عـليها الـعاصفات iiذيـولها      وتـنتابها  وحـش الـفلا iiوالقشاعم
وتـسـتاق  أهـلوها سـبايا أذلّـة      فـتسري وأنـف العز إذ ذاك iiراغم
أسـارى  على عجف النياق iiنوائحا      كـما  نـاح من فقد الأليف iiالحمائم
تـداولها أيـدي الـعلوج iiفـشامتٌ      بـما  نـالها مـنهم وآخـر iiشـاتم

ادب الطف ـ الجزء الثامن 36

وتُهـدى لمذموم العشيات أهـوج     دعيّ طليق لـم تلـده الكرائـم

على حين لا من هاشم ذو حفيظة      وهل بقيت بعد ابن أحمد هاشم

وقصيدته التي يرويها خطباء المنابر الحسينية والتي اولها :

طـريق  الـمعالي في شدوق iiالأراقم      ونـيل الأمـاني في بروق iiالصوارم
أمط  عنك أبراد الكرى وامتط السرى      فـما فـي اغـتنام الـمجد حظ iiلنائم
من الضيم أن يغضي على الضيم سيد      نـمته  أبـاة الـضيم مـن آل هاشم
هـم  شـرعوا نـظم الفوارس iiبالقنا      كـما  شـرعوا بالبيض نثر iiالجماجم
إذا نـازلوا احـمرّ الثرى من iiنزالهم      وإن نـزلوا اخـضرّ الثرى iiبالمكارم
فـلهفي  عـليهم ما قضى حتف iiأنفه      كـريـم لـهـم إلا بـسمّ iiوصـارم

وهي 48 بيتاً .

السيد ميرزا صالح القزويني مثال العلم والأدب وقرة عين العجم والعرب ثاني أنجال العلامة معز الدين السيد المهدي وأحد أركان النهضة العلمية والحركة الادبية في الشطر الأخير من القرن الثالث عشر في الحلة وفي النجف ، ترجم له كثير من الباحثين والمترجمين وذكروا روائع من فضائله وفواضله وكرم أخلاقه وخلائقه ، قال العلامة البحاثة الشيخ علي آل كاشف الغطاء في موسوعة (الحصون المنيعة) إنه كان مجازاً من والده ومن غيره من علماء عصره ، واستقل بالزعامة بعد أبيه وأخيه ، وكان عالي الهمة كريم الطبع والأخلاق ، وسكن قضاء (طويريج) برهة من الزمن في حياتهما . كانت دراسته في الفقه واصوله على شيخ الطائفة الشيخ مرتضى الانصاري ثم استفاد كثيراً من دروس خاله العلامة الشيخ مهدي آل كاشف الغطاء كما وقد أجازه بالاجتهاد العالم الرباني ملا علي الخليلي المتوفى 1297 هـ ولما وردت اليه الاجازة من شيخه المذكور أنشأ الاديب الشيخ علي عوض الحلي أبياتاً يهني بها السيد المترجم له ويمدحه ، ومنها :

ادب الطف ـ الجزء الثامن 37

وافـت اليك من الغري iiإجازة      أفـضت  اليك بأصدق iiالأنباء
والاجـتهاد  الـيك ألقى iiأمره      يـا  مـنتهى الأحكام iiوالافتاء
مذ آنست منك الشريعة رشدها      جـاءتك خاطبة على iiاستحياء
أنـعم بها عيشاً برغم معاطس      وجـدتهم  لـيسوا من iiالأكفاء

تصدى للبحث والتدريس بعد والده المهدي فكان يحضر درسه الأفاضل من طلاب العلم ويزداد العدد يوماً بعد يوم ، وقد بذل عنايته لاتمام ما كان ناقصاً من مؤلفات والده ولكن القضاء لم يمهله وكتب رسالة عملية كبيرة في العبادات بطلب جماعة رجعوا اليه بالتقليد بعد وفاة والده لا تزال مخطوطة عند أحفاده ، وله كتاب (مقتل أمير المؤمنين) ألّفه ليقرأ خاصة بالمأتم الذي يعقد في دارهم ليلة 21 من رمضان بمناسبة وفاة الإمام عليه السلام وقد تصدى أخيراً الشاب المثقف السيد جودت السيد كاظم القزويني لتحقيقه ونشره جزاه الله خير الجزاء ووفقه لإحياء مأثر السلف . والسيد المترجم له كان خصب القريحة طول النفس رصين اللغة والاسلوب ولولا اشتغاله بالعلوم الدينية لكان أشعر الاسرة القزوينية ، وله في أخيه السيد ميرزا جعفر عدة مراث كلها نفثات وحسرات وشجون وعبرات وله مطارحات شعرية ونثرية ذكر الشيخ اليعقوبي في (البابليات) بعضها . وله في الإمام الحسين عليهم السلام ما تقرأه خطباء المنابر الحسينية ، منها قصيدته التي أولها :

 وقائلة ماذا القـعود وفـي الحشا     تلـهب ناراً جـمرهـا قـد تسعرا

فقم أنت واضرب بالحسام وبالقنا     وقدها اسوداً واملأ الأرضين عثيرا

38 بيتاً .

كان مولده في الحلة أوائل سنة 1257 وتوفي في النجف سنة 1304 هـ وعمره سنة كما ضبطه معاصره المؤرخ الشهير السيد البراقي في كتابه (اليتيمة الغروية) أو (تاريخ النجف) في جملة ما ضبطه من تاريخ وفيات علماء عصره

ادب الطف ـ الجزء الثامن 38

حيث قال : ومنهم السيد الأروع الحبر الضرغام مصباح الظلام السيد ميرزا صالح القزويني فانه توفي ليلة الثلاثاء في العشرين من المحرم من سنة اربع وثلثمائة والف في النجف ودفن مع أبيه . وقد رثاه شعراء عصره وفي طليعتهم السيد حيدر فقد بكاه بقصيدتين عامرتين هما في طليعة الشعر العربي . مطلع الاولى :

 ومجدك ما خلت الردى منك يقرب     لأنك في صدر الردى منه أهيب

ومطلع الثانية :

 أفعى الأسى طرقت وغاب الراقي     فأنا اللديغ وأدمعي درياقـشي

ورثاه العلامة الحبوبي بقصيدتين رائعتين ، مطلع الاولى :

 نحى اليوم غاضت بالندى نجعة النادي     لفقد الهدى لا بل لفقد أبي الهادي

ومطلع الثانية :

 تضعضع جانب الحرم انصداعا     أحقاً ركـن كعبتـه تـداعى

ورثاه الشاعر الشهير السيد جعفر الحلي بقوله :

 فلّ الزمان لهاشم صمصاما     بل جبّ منها غارباً وسناما

ورثاه السيد ابراهيم الطباطبائي بقصيدة مثبتة في ديوانه ، كما رثاه الشيخ حسين الدجيلي .

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث