ادب الطف ـ الجزء الثامن 39
الشيخ عباس زغَيب
المتوفى 1304
نـسيم الـصبا خـلّ الفؤاد iiالمعذّبا ودع مهجتي ترتاح من لوعة iiالصبا
فـلا أم لـي ان لـم أثرها iiعجاجة تـحجب وجـه الـنيرين ولا iiأبـا
وأوردهــا دون الـمحامد iiعـلقما رأتـه بـعقباها مـن الـشهد iiأطيبا
وابـني بـها بيتاً من المجد لا iiيرى لـدى غـيره الداعون اهلاً iiومرحبا
رفـيعاً عـليه الـعز أرخى iiسدوله وخـيم فـي الأكـناف مـنه iiوطنبا
ولا مـجد حـتى تـأنف النفس ذلّها وتـختار دون الضيم للحتف iiمشربا
كـما شـنّها يوم الطفوف ابن iiحيدر فأروى صدور السمر والبيض خضبا
وحين رحى الحرب استدارت بقطبها مـشى لـلمنايا مشية الليث iiمغضبا
كـريم أبـت أن تحمل الضيم iiنفسه وأن يـسلك الـنهج الـذليل iiالمؤنبا
أتـنـبو بـه عـما يـروم iiامـية وفـي كـفه ماضي الغرارين ما iiنبا
ونـاضل عـنه كـل أروع لو iiسطا عـلى الدهر يوم الروع للدهر أرعبا
تـقول وقـد عـام الـهياج رماحهم لاسـيـافهم لا كـان بـرقك iiخـلّبا
فـلله كـم سـنوا من الحق iiواضحاً وشـقوا بـها من ظلمة الغي iiغيهبا
الشيخ عباس زغيب ابن الشيخ محمد بن عباس ، ولد في يونين من أعمال بعلبك
وتوفي فيها سنة 1304 هـ وله من العمر حوالي الثلاثين عاماً ، وكان في
أول عمره سافر إلى النجف للدراسة ولضعفه ومرضه عاد راجعاً إلى لبنان .
وله شعر رائع ومعاني بديعة .
ادب الطف ـ الجزء الثامن 40
الشيخ موسى شرارة
المتوفى 1304
دهـى هـاشماً نـاع نـعى في محرم بـيوم عـلى الإسـلام اسـود iiمظلم
بـيـوم جـليل رزوه جـلل iiالـسما وشـمس الـضحى فـيه بـأغبر أقتم
بـيوم أحـال الـدهر لـيلاً iiمـصابه وأجــج أحـشاء الـعباد iiبـمضرم
مـصـاب عـلى آل الـنبي iiمـحمد عـظيم مـدى الأيـام لـم iiيـتصرم
وخـطب كـسا الدنيا ثياباً من iiالأسى وطـبـق آفــاق الـبـلاد iiبـمأتم
عـشـية جـادت عـصبة iiهـاشمية بـأنفسهم عـن خـير مـولى iiمـقدم
إلـى أن قـضوا والماء طام iiضواميا يـرون الـمنايا دونـه خـير iiمطعم
وأضـحى فـريداً سبط أحمد لا iiيرى نـصيراً سـوى عـضب ولدن iiمقوّم
وصــال بـوجه مـشرق iiوبـعزمة تـفـلل مـلتف الـخميس iiالـعرمرم
إلــى أن دعــاه الله جـلّ جـلاله فـألوى عـنان الـعزم غـير iiمـذمم
قضوا دون حجب الطاهرات فأصبحت حـواسر تـسبى بـين طاغ iiومجرم
وكـانت بـخدر سجفه البيض iiوالقنا مـحاط بـجرد فـوقها كـل iiضـيغم
وكـم لـيث غاب دونها خاض غمرة إلـى الموت حتى غادروها بلا iiحمي
فـتلك رزايـا تـصدع الصم iiوالصفا ويـهمى لـها رجـع العيون من الدم
الشيخ موسى ابن الشيخ أمين العاملي الشهير بشرارة عالم كبير وشاعر
ادب الطف ـ الجزء الثامن 41
شهير ، ولد عام 1267 في جبل عامل ونشأ هناك وقرأ القرآن وهو ابن خمس
سنين بخمسة أشهر ثم درس النحو والصرف فكان موضع اعجاب وتفوق حيث كان
حاد الذهن وقاد الفكر وهاجر إلى النجف وهو ابن اثنتي عشرة سنة فدرس على
أساطين عصره وحضر درس الشيخ الأخوند والسيد كاظم اليزدي وتلمذ عليه
جملة من الفضلاء ذلك مما دعى السيد محمد سعيد الحبوبي أن يخصه بموشحة
من موشحاته التي يقول فيها :
قل لمن جاراه يبغى القصبا حـازها موسى فلا iiتستبق
فـإذا ما البزل وافت iiخببا قصّرت عن شأوهنّ iiالحقق
وإذا البرذون جارى iiسلهبا ردّ مـجراه حضيض iiزلق
وكان جبل عامل يتطلع اليه وينتظر قدومه اليه فتوجه واستقبله الوجوه
والأعيان فكان قرة عين الجميع ذكره البحاثة الطهراني في (نقباء البشر)
فقال :
العلامة الفقيه الجامع للفنون الإسلامية ، أصله من (بنت جبيل) ، أطرى
في الثناء عليه سيدنا الصدر في التكملة فقال : انه كتب رسالة في اصول
الدين من دون مراجعة كتاب ، وكان لا ينسى ما حفظه ، كثير الاستحضار
للتواريخ وأيام العرب ، قرأ على الملا كاظم الخراساني ونظم مطالب الشيخ
نظماً جيداً لطيفاً ، وكان يحضر بحث الشيخ محمد حسين الكاظمي والشيخ
محمد طه نجف حتى فاق أقرانه وعند رجوعه الى لبنان اشتغل بترويج الدين
وتعليم المسلمين ، وله منظومة في المواريث بديعة في فنها تقع في 248
بيتاً ، ورسالة في تهذيب النفس ، كتب عنه وعن حياته العلمية الكاتب
كامل شعيب في مجلة العرفان م 11 صفحة 45 . كانت وفاته في بنت جبيل ليلة
الخميس 11 شعبان عام 1304 هـ عن عمر 37 سنة ودفن هناك ورثاه جمع من
الشعراء منهم السيد نجيب فضل الله بقصيدة أولها :
هل يعلم الدهر مَن
أودت فوادحه أو يعلم الرمس من وارت صفائحه
ادب الطف ـ الجزء الثامن 42
ترجم له البحاثة المعاصر علي الخاقاني في (شعراء الغري) فأورد جملة من
مساجلاته ومراسلاته ومراثيه لاخوانه فمن شعره يعاتب بعض أصدقائه :
كـم ذا يـقاطعني من لا iiاقاطعه وتـشرب اللوم جهلاً بي iiمسامعه
ان مـال عـني لأوهام ووادعني فـانـني وذمـامي لا iiاوادعـه
ليس التلوّن من خيمي ومن شيمي إذا تـلون مـن سـاءت صنايعه
ولا اصـانع اخـوانا iiصـحبتهم فـما خـليلك يـوماً من iiتصانعه
ومن مرثية يرثي بها أخاه الشيخ محمد عندما وصل اليه نبأ وفاته في النصف
من شعبان سنة 1303 :
ما لنفسي ذابت وطارت شعاعا
ولقلبي أثر الضعائن
ضاعا
ذهب الصبر والأسى يوم بانوا
وتنادوا فيه الوداع الوداعا
وجاء في ترجمته ان السد محمد سعيد الحبوبي كتب رسالة للمترجم له وكان
من جملة عبارات الاطراء : قطب دائرة الفضل المستديرة الأفلاك ، وسر
الحقيقة المتعالية عن حضيض الادراك ، قدوة الفضلاء الذي على أمثلته
يحتذون ، والاستاذ الذي ترجع اليه المهرة في سائر الفنون ... وكان في
آخر الرسالة قطعة شعرية :
كـم يحتذيني الغيث غبث iiالأدمع وتـشبّ نـار البين بين iiالأضلع
كـيف المنام ودون من أنا iiصبّه خرط القتاد وشوقه في iiمضجعي
وأروح يـوحشني الأنيس iiكأنني وحدي وإن مارست حاشد مجمعي
يـا نـازحاً عني ومنزله iiالحشى الـقلب مـعك ونار لاعجه معي
والـصبر بعدك شرعة iiمنسوخة والـوجد بـعدك شرعة iiالمتشرع
إلى قوله :
لو كنت بعد البين شاهد موقفي
(موسى) لما شاهدت إلا مصرعي
ادب الطف ـ الجزء الثامن 43
وتأتي ترجمة الشيخ علي شرارة المتوفى 1335 وهو من الاسرة نفسها ، ولا
يفوتنا أن نذكر مؤلفات المترجم له وتراثه العلمي :
1 ـ منظومة في الاصول واسمها (الدرة المنظمة) الحاوية لقوانين الاصول
المحكمة وقد شرحها ولده الشيخ عبد الكريم .
2 ـ منظومة في المواريث تقع في 248 بيتاً .
3 ـ رسالة في تهذيب النفس .
4 ـ ديوانه المخطوط يضم العشرات من القصائد الحكيمة والفلسفية .
وهناك رسائل فقهية وعقائدية لم تتم .
* * *
ادب الطف ـ الجزء الثامن 44
الشيخ حسّون العبد الله
المتوفى 1305
في رثاء الحسين :
عـلـمتم بـمسراكم أرعـتم iiفـؤاديا وأجـريتم دمـعي فـضاهى الـغواديا
ألا يــا أحـبائي أخـذتم iiحـشاشتي وخـلّفتم جـسمي مـن الـشوق iiباليا
فـيا لـيتني قـد مـتّ قـبل iiفراقكم وذاك لأنــي خـفـت أن لا iiتـلاقيا
إذا ما الهوى العذري من نحو iiارضكم سـرى فـغدا لـلقلب ريّـاً iiوشـافيا
ظـللت أبـثّ الـوجدَ حـتى iiكـأنني لـشـجوي عـلّمتُ الـحمام iiبـكائيا
تـناسيتم عـصر الشباب بذي iiالغضا وكـم قـد سـررنا بـالوصال iiلـياليا
فـدع عـنك يـا سـعدالديار iiوخلّني أُكـابد وجـداً فـي الأضـالع iiثـاويا
لـخطب عـرا يـوم الطفوف iiوفادح أمـادَ الـسما شـجواً ودكّ iiالـرواسيا
غـداة قـضى سـبط الـنبي iiبكربلا خـميص الحشا دامى الوريدين صاديا
وقـته لـدى الـحرب الزبون iiعصابة تـخالهم فـي الـحرب اسداً iiضواريا
كماة إذا ما الشوس في الحرب iiشمّرت أبـاحـوا الـقنا أحـشائهم iiوالـتراقيا
اسـود إذا ما جرّدواالبيض في iiالوغى غـدت مـن دم الأبـطال حمراً iiقوانيا
وقـد قـارعوا دون ابـن بنت iiنبيهم إلى أن ثووا في الترب صرعى ظواميا
وعـاد ابـن خيرالخلق بالطف iiمفرداً يـكـابد أهـوالاً تـشيب iiالـنواصيا
يـرى آلـه حـرّى القلوب من الظما وأسـرتـه فــوق الـرغام iiدوامـيا
ادب الطف ـ الجزء الثامن 45
فـيدعو ألا ، هل من نصير فلم يجد لــه نـاصراً إلا حـساماً iiيـمانيا
هـناك انـثنى نحو الكفاح iiبمرهف أقـام عـلى الأعـداءفيه iiالـنواعيا
وأُقـسمُ لـولا ما الذي خطّه iiالقضا لـغادرربع الـشرك إذ ذاك iiعـافيا
إلـى أن رمـي في القلب سهم iiمنيّةٍ فـهـدّم أركــان iiالـهدىوالمعاليا
بـنفسي بـدراً مـنه قدغاب iiنوره وفـرعاًمن الـتوحيد أصـبح iiذاويا
أأنـسى حـسيناً بـالطفوف iiمجدلاً عـلى ظـمأ والـماء يـلمع iiطاميا
ووالله لا أنـسـى بـنـات iiمـحمد بـقين حـيارى قـد فقدن iiالمحاميا
إذا نـظرت فـوق الصعيد iiحماتها وأرؤسـها فـوق الـرماح iiدوامـيا
هناك انثنت تدعو ومن حرق iiالجوى ضـرام غـدا بـين الجوانح iiواريا
انـادي ولا مـنكم أرى من iiمجاوب فـمـابالكم لا تـرحمون صـراخيا
ولم أنسَ حول السبط زينب إذ iiغدت تـنادي بـصوت صدع الكون عاليا
أخـي لم تذق من بارد الماء iiشربة وأشـرب مـاء المزن بعدك صافيا
أخـي لو ترى السجاد أضحى iiمقيداً أسـيراًيقاسي موجع الضرب iiعانيا
أخي صرت مرمىً للحوادث والأسى فـليتك حـياً تـنظر الـيوم iiحاليا
عـلـيّ عـزيز أن أراك iiمـعفراً عـليك عـزيز أن ترى اليوم مابيا
أحـاشيك أن ترضى نروح iiحواسراً سـباياً بـنا الأعداء تطوي iiالفيافيا
بـلا كـافل بـين الأنـام iiنـوادباً خـواضع مـا بـين الطغام iiبواكيا
عـلـيّ عـزيزأن أروح iiوتـغتدي لـقىً فـوق رمضاء البسيطة iiعاريا
أيـسترُ قـلبي أم تـجفّ iiمـدامعي وانـظر ربـع الـمجد بعدك iiخاليا
فـهيهات عيني بعدكم تطعم iiالكرى وأن يـألف الأفـراح يـوماً فؤاديا
هو الشيخ حسون (حسين) بن عبد الله بن الحاج مهدي الحلي من مشاهير
الخطباء في عصره . أديب شاعر معروف .
ولد في الحلة عام 1250 هـ ونشأ بها وعرف بالخطابة فكان من أشهر
ادب الطف ـ الجزء الثامن 46
مشاهيرها وذاع صيته في الشعر فكان من أعلام الشعراء فيها وكان مرموق
الشخصية نابه الذكر حميد الخصال يحترمه الكبير والصغير ويعظمه العالم
والجاهل ويهواه الأعيان والوجوه مستقيم السيرة طيب السريرة كريم الطبع
طاهر القلب مرح الروح من اعلام النساك وبارزي الثقاة ولقد اعرب عن
منزلته الشاعر الخالد السيد حيدر الحلي عند تقدمته لتقرضيه كتابه
(العقد المفصل) فقال : هو الذي تقتبس أشعة الفضل من نار قريحته وترتوي
حائمة ؟ والعقل من ري رويته .
وذكره أيضاً في كتابه (الاشجان) عند تقديمه مرثيته للسيد ميرزا جعفر
فقال : حسنة العصر وانسان الدهر الكامل الألمعي الشيخ حسين بن عبد الله
الحلي .
وذكره الشيخ النقدي في الروض النضير صفحة 246 فقال : كان (ره) أديباً
شاعراً فاضلاً خطيباً له شهرة واسعة بين الذاكرين وسيرة محمودة بين
العلماء والمتعلمين لم يتكسب بشعره ولم يتاجر ببنات فكره ، أكثر نظمه
في آل البيت وقد رأيت له قصائد طوالاً في رثاء الامام الحسين وأولاده
المعصومين «ع» اتصل بالسادة الكرام آل المعز فكان في مقدمة أحبائهم
وأودائهم .
وذكره الحجة الأميني في الجزء 13 من كتابه «الغدير» المخطوط فقال : كان
خطيب الفيحاء الفذ على كثرة ما بها من الخطباء جهوري الصوت حلو النبرات
وكان يسحر بمنطقة وعذوبة كلمه ، ولد عام 1250 هـ وتوفي عام 1305 هـ في
الحلة ونقل الى النجف فدفن فيها ورثته عامة الشعراء . والشيخ حسون إذا
ما قرأناه من شعره فإنه يبدو انساناً حرّ الضمير قوي القلب ذو مبدء
واضح وشخصية قوية يعرب لك من خلاله أنه معتمد على نفسه غني عما في أيدي
الناس ولعل ما ستقرؤه من شعره كاف لأن يوصلك إلى هذا الرأي فهو ان تحمس
أفهمك أنه العربي الذي امتد نجاره الى أبعد حدود العروبة وأن تغزل فهو
من اولئك العرب الذين كانت تستعبدهم العيون السود وأن لرقة طبعه أثر
بارز في رقة ألفاظه وانسجام اسلوبه .
ادب الطف ـ الجزء الثامن 47
توفي رحمه الله بالحلة في العشر الأواخر من شهر رمضان عام 1305 هـ ونقل
جثمانه الى النجف ودفن بها وخلف ولداً اسمه الشيخ علي توفي بعده
بثلاثين عاماً . ورثاه فريق من شعراء عصره بقصائد مؤثرة دلّت على سمو
مكانته في نفوسهم ، منهم الشيخ حسن مصبح والسيد عبد المطلب الحلي
والشيخ علي عوض والحاج حسن القيم . وربما رثاه بعضهم بقصيدتين أو ثلاث
، ولقد وقفت على مجموع عند أحد أحفاد أخيه اقتطفت منه ما سيجي من شعره
وقد عرفني به صديقنا الشاعر عبود بن الحاج مهدي الفلوجي انتهى . أقول
وممن تخرّج على يده الخطيب الكبير الشيخ جاسم الملا ابن الشيخ محمد
الملا وكلاهما شاعران ناثران ، والمترجم له أروي له عدة قصائد في
الامام الحسين عليه السلام منها قصيدته العامرة المشتملة على الوعظ
والتحذير وأولها :
أشاقك من آرام يبرين ربرب فأصبحت صبّاً في هواه
تعذبُ
والمرثية الثانية التي مطلعها :
نشدتك ان جئت خبت النقا
فعرّج به واحبس
الاينقا
مضافاً إلى انه طرق جميع أبواب الشعر ، واليكم نموذجاً من شعره في
الإمام الحسين .
إلـى مَ فـؤادي كـل يـوم مروعُ وفـي كـل آن لـي حـبيبٌ مودع
وحـقام طرفي يرقب النجم iiساهراً حـليف بـكاء والـخليون iiهـجّع
أزيـدالتياعا كـلما هـبّت iiالـصبا أوالـبرق من سفح الحمى لاح iiيلمع
وأطوي ظلوعي فوق نار من الجوى إذا مـا سحيراً راحت الورق iiتسجع
أكـاد لـما بـي أن أذوب iiصـبابة مـتى هـي بـاتت لـلحنين ترجّع
تـنوح ولـم تـفقد ألـيفاً وبين iiمَن أودّ وبـيني مـهمه حال iiهجرع(1)
(1) هو الطويل .
ادب الطف ـ الجزء الثامن 48
فـلهفي وهـل يـجدي الشجي iiتلهف لـعيش تـقضّى بالحمى وهو iiمسرع
فـيا قـلب دع عهد الشباب iiوشرخه فـليس لأيـام نـأت عـنك iiمـرجع
ومـن يـك مـثلي لم تشقه iiكواعب ولـم يـصبه طـرف كحيل iiوأربع
لـئن راح غـيري بـالعذارى iiمولعاً فـها انـا فـي كـسب العلاء iiمولع
وان يـك غـيري فـخره جمع iiوفره فـإني لـما يـبقى لـي الفخر iiأجمع
سـموت بـفضلي هامة النسر iiراقياً ســرادق عـزّهنّ أعـلى وأمـنع
ولـم أرض بالجوزاء داراً وان iiسمت لأن مـقـامي فـي الـحقيقة iiأرفـع
وكـم لائـمٍ جـهلاً أطـال مـلامتي غــداة رآنــي مـدنـفاً iiأتـفجع
يـظـن حـنـيني لـلعذيب ولـعلع وهـيهات يـشجيني الـعذيب iiولعلع
فـقلت لـه والـوجد يلهب في iiالحشا ولـلهم أفـعى فـي الـجوانح iiتلسع
كـأنك ما تدري لدى الطف ما iiجرى ومـن بـثراها لا أبـاً لـكَ صرعوا
غـداة بـنو حرب لحرب ابن iiأحمد أتت من أقاصي الأرض تترى وتهرع
بـكثرتها ضـاق الـفضاء فلا iiيرى سـوى صـارم ينضى وأسمر iiيشرع
هـنـالك ثـارت لـلكفاح iiضـراغم لـها مـنذ كـانت لـم تزل iiتتسرع
تـزيد ابـتهاجاً كـلما الحرب iiقطّبت وذلــك طـبـع فـيهم لا iiتـطبع
تـعد الـفنا فـي العزّ خير من iiالبقا ومـا ضـرّها في حومة الحرب ينفع
سـطت لا تهاب الموت دون iiعميدها ولا مـن قـراع فـي الكريهة iiتجزع
تـعرّض لـلسمر الـلدان iiصدورها وهـاماتها شـوقاً الـى البيض iiتتلع
إذا مـا بـنو الـهيجاء فيها iiتسربلت حـديداً تـقي الأبـدان فـيه iiوتدفع
تـراهـم الـيها حـاسرين iiتـواثبوا عـزائمها الأسـياف والـصبر iiأدرع
فـكم روعوا في حومة الحرب iiأروعا وكـم فـرقاً لـلأرض يهوى iiسميدع
وراح الـفتى الـمقدام يـطلب iiمهربا ولا مـهرب يـغني هـناك iiويـدفع
مـناجيد فـي الجلّى عجالا الى الندى ثـقالا لـدى الـنادي خفافا إذا iiدعوا |