ادب الطف ـ الجزء الثامن 207
تتمهّد الأعواد غـبّ فتوحه
وبسبه الأوغاد لـم تتعذل
لا بوركت قوم ترفّع شأنها بحسامه ، وبشانه لم تحفل
وله في رثائه (ع) وقد نظمها سنة 1265 كما في ديوانه ولعلها أول مراثيه
الحسينية :
أحـمى بـابل سُـقيت iiالغماما وتـضوّعت فـي نسيم iiالخُزاما
كـم لنا في عراص ربعك iiصيدٌ شـيدوا فـيك مـعهداً iiومـقاما
إن دعـاهم داعي المنى iiوالمنايا أكـرموا وافـداً وروّوا iiحساما
عـمرك الله كـم حويت iiبدوراً نـورها يـخجل البدور iiالتماما
ولـكم حـلّ فـي طلوعك iiغيد أودعت في الحشا ضنى وسقاما
خُـرّدٌ تـفضح الـغزالة iiوجهاً يـوم تـنضي بـراقعاً iiولـثاما
رب يـوم بـه العواذل iiأضحت لا يـملّون فـي ملامي iiالملاما
يـا أخـلاي لست فيما iiزعمتم زادنـي الـشوق لوعة iiوغراما
لا ربوع ب (الجامعين) محيلات شـجـتني ولا طـلول أمـاما
بـل شـجاني سـليل أحمد iiلما أجـجت في وغاهُ حربٌ ضراما
يـوم جـاءت يقودها ابن iiأبي وقـاص ظلماً يقفو اللهام iiاللهاما
قـابلتها فـتيان صـدق iiلترعى لأبـن بـنت النبي فخراً iiذماما
شـمّرت لـلوغى ودون iiحسين حـسبت أكـؤس الـمنايا iiمداما
هـم أسـود ومـا رأيت iiاسوداً تـخذت غـابة الـرماح iiأجاما
فـادلهمت تـلك الـكريهة iiالتي قـنّعوا الـشمس عـثيراً وقتاما
لـم تزل تخطف النفوس iiويلقى صـدرها فـي اللقا قناً iiوسهاما
فـدعتها حـضيشرة القدس لما شـيد فـيها لـهم مـقامٌ تسامى
بـأبي أنـجم سـقطن iiانـتثاراً صـيّر الطعن برجّهن iiالرغاما
ادب الطف ـ الجزء الثامن 208
يـا لـك الله أيّ خـطب iiجـسيم جـللٌ هـوّن الـخطوب iiالجساما
يـوم أذكت عصائب الشرك iiبغياً بـحشا صـفوة الـجليل iiأوامـا
هـو فـردٌ لـكن تـراه iiالأعادي حـين يـسطو بـهم خميساً iiلُهاما
سـامياً صـهوة الطمّر كأن iiالطر ف قـد قـل مـن هضاب iiشماما
ترجف الأرض خيفة حين iiيسطو مـثل فـلك في لجة البحر iiعاما
وتـمـور الـسـما إذا iiشـاهدته سـلّ مـن بـأسه الشديد iiحساما
لــفّ أجـنادها وكّـهم iiمـنها الـبيض قـسراً ونكّس iiالأعلاما
أسـد الله مـا رأى الأسـد iiفـي الـهـيجاء إلا أعـادها iiأنـعاما
بـطـل أيـسر الـعزائم iiمـنه إن عـدا سـاطياً يـروع iiالحماما
فـدعاه الـمولى إلـى الـملأ iiالأ عـلى فلبّى طوعاً وكف iiاحتجاما
ولـذاك اخـتار الـشهادة iiحـتى نـال فـيها مـا حـير iiالأوهاما
فـرمـته الـعـدا بـأسهم حـقد لـيت قـلبي عـنه تلقّى السهاما
فـهوى مـنه فـي سـماء iiلويٍ بـدر مـجد يـجلو سناه الظلاما
ونـعاه الـروح الأمـين iiونادى قـتل الـيوم مـن به الدين iiقاما
أي خـطب قـد هـدّ مـن iiكعبة الاسلام في عرصة الطفوف دعاما
ورمــى آل هـاشـم iiبـرزايا نـكست مـن وقـوعن iiالـهاما
يـوم سـارت من العراق عداهم بـنساهم أسـرى تـؤم iiالـشئاما
ثـاكلات يـندبن حـزناً iiويذرفن دمـوعاً تـحكي السحاب iiانسجاما
وتـجيل الألـحاظرعباً فـلم iiتلق سـوى كـافل يـقاسي الـسقاما
يـا لـقومي لـفادح أورث iiالقلب غـلـيلاً وفـيه أذكـى ضـراما
يـوم ثـارت حربٌ على آل iiطه فـأبـادتـهم إمـامـا iiإمـامـا
أيّ يـوم هـالت عـصائب هند عـروة الـدين بـالقراع انفصاما
أي يــوم جـبّـت لآل نـزار بـشبا الـبيض غـارباً iiوسـناما
ادب الطف ـ الجزء الثامن 209
أي يـوم لـخاتم الـرسل iiفلّت مـخذماً فـيه شـيّد iiالاسـلاما
وأراقــت دمـاء كـل iiأبـيٍّ جـلّ يوم الهوان من أن iiيضاما
يابن بنت النبي إن فاتني iiنصر ك بـالكف لـم يـفتني كـلاما
لـي فـيه عـلى عداكم iiحسام شـفرتاه تـحكي الحمام الزؤاما
مـع أنـي لأخـذ ثارك iiشوقاً أرقـب الـمجتبى الامامَ الهماما
سوف أطفي الغليل من كاشحيكم فـي كـفاح تـزلزل iiالأعلاما
ولـدى قـائم الـشريعة iiسيفي فـي اللقا يرشح الدما iiوالحماما
ولـيوث خـلفي لآل ii(غـري) مـنهم تـغتدي الـليوث iiسواما
تـنشئ الموت في ظباها إذا iiما أبصرتني للحرب أبدي iiابتساما
يـا بـن طـه اليك لؤلؤ iiنظم فـاق فـي سمطه اللآلي iiنظاما
فـاقبلن من (محمد) ما غدا iiفي فــم قـاليك عـلقماً وسـماما
وبـثغر الـمحب نـحلة شـهد يـفضح الشهد طعمها iiوالمداما
وعـليكم مـن ربـكم iiصلوات وسـلام يـغشى عـلاكم iiدواما
وله :
عـذرتك أن تعنفني نصوحا وقـلبك لم يبت بأسى iiجريحا
تـفاقم فانطوت جمل iiالرزايا يـوازنه فـيعدلها iiرجـيحا
هـو الخبر الذي اتقدت iiلظاه بـجانحة الهدى لهباً iiصريحا
إذا ذبـح ابـن فاطمة iiعناداً فـإن الـدين قد أمسى iiذبيحا
ومـيز رأسـه بشبا iiالعوالي قـطيعاً يعرب الكلم iiالفصيحا
يـرتل في السنان لكل iiواعٍ كـتاب الله تـرتيلاً iiصحيحا
تـمرّ بـه الرياح وقد iiمراها بأطيب من أريج المسك ريحا
وجـرده إبـاه الـضيم iiنفساً إذا ذكـر الهوان نأت iiنزوحا
لـدى أبـناء مـعركة iiوقته بـمهجتها الذوابل والصفيحا
ادب الطف ـ الجزء الثامن 210
عـشية لاذ عـز الـفخر iiفـيه ومـدّ لـه الهدى طرفاً iiطموحا
ثـوى بثرى الطفوف تعلّ iiمنه مـهندة الـسيوف دمـاً iiسفوحا
فـأوسع بـيضة الدين انصداعا وعطل في القصاص لها جروحا
تـكفنه الـعواصف بـين iiقوم ثـلاثاً لا تـشق لـه iiضـريحا
وفـاح شـذى الامامة من iiمحيّاً عـليه دم الـشهادة قـد أفـيحا
بـيوم جـرعته دمـاء حـرب عـلى ظـمأ وحُـرّم ما iiأبيحا
وزلـزلـها مـوطـدة iiرعـانا يـميل بـها لـه قـدر iiأتـيحا
أجـلّك أيـها الـبطل المسجّى ثـلاثاً أن تـبيت لـقى iiجريحا
مـسجّى بـالثرى وعداك iiقسراً بصدرك أجرت الفرسَ iiالجموحا
عـدىً أفنت ضلوعك iiبالعوادي لـقد أفـنت من التنزيل iiروحا
تـمـنت أنـها أفـنتك iiظـلماً عـلى حـنق بها جسداً iiوروحا
وروح الله حـين بـكاك iiعيسى تـشرّفك فـيك عـند الله روحا
وله :
أيـوم الطف طرت بها iiشعاعا نـفوساً سـلّها الجزع iiالتياعا
وجزت ببكر خطبك كل خطب يـسوم الطود أيسره انصداعا
سـليباً تـستمد الـشمس iiمنه إذا بـزغت بـضاحية iiشعاعا
صـريعاً تـشكر الهيجاء iiمنه إذا الـتفت به البطل الشجاعا
فـأصبح فـي جنادلها iiعفيرا يشرّف فضل مصرعه iiالبقاعا
وأبـنية يـمنّع فـي iiحـماها طـريد بني الجرائم أن iiيراعا
فـأمست والـتهاب النار iiفيها يـحط قـواعداً علت ارتفاعا
أيـدري الدهر أي دم iiأضاعا وأي حـمـى لآل الله iiراعـا
وقال :
خولف المختار في عترته
أهل بيت الوحي براً وولاءا
ادب الطف ـ الجزء الثامن 211
وأقــام الـديـن فـيهم iiفـابى قـومـه فـي آلـه إلا الـجفاءا
أوردوهـم كـدر الـعيش iiإلـى أن أعـدّوهم دم الـنحر iiظـماءا
وأجـالوا الـخيل حـتى iiطحنت خـامس الغر الالى حلّوا iiالكساءا
طحنت صدر ابن بنت المصطفى يـوم فـي غرّ الهدى سنّ الأباءا
بـأبـي الـثـاوين لا iiيـندبهم غـير برح الحرب صبراً وبلاءا
وثـوت والـدين يـدعو iiحولها هـكذا مـن لـبس الفخر iiرداءا
تـلك أعلام الهدى سحب iiالندى ولـيوث الـحرب عزماً iiولقاءا
ومـغـاوير الـحـفيظشات iiإذا قـذفوا الـرعب المغاوير iiوراءا
عـانقت مـن دونه بيض iiالظبى لـم يعانق رغدها البيض iiالظباءا
ووقـته الـطعن حـتى iiقطّرت والـقنا فـيها اعـتدالاً iiوانحناءا
فـي مـراضي أغـلب iiأوردها مـورد الـعزة بـدءاً iiوانـتهاءا
بـأبـي الـفادي سـنا حـوبائه دون ايـضاح الهدى حتى iiأضاءا
واقـرّوه عـلى الـرمضا iiلـقى يـتردى مـن ثرى الطف iiكساءا
نـسـج الـريـح عـليه iiكـفناً فـاكتسى الـرمل بـمثواه iiبهاءا
ونــواع حـوله تـدعو أسـىً بـقتيل لـم يـجب منها iiالدعاءا
وله :
يـا راقـداً عن بعثه iiبطراً أرأيـت بعث معاشر iiرقدوا
بـولاء آل مـحمد iiعـلقت لـك يا رهين الموبقات iiيد
بـالطيبين ولـم يطب iiأبداً مـن فـي سواهم قط iiيعتقد
تأمين أقصى الصبر يوردهم مـحناً يـزول لبعضها iiأحد
مـا بين منفطر الحشا iiحرقاً أودى فـغيّب جـسمه iiالكمد
ودفـينة سـراً أبت iiسحراً مـن أن يـشيّع نعشها iiأحد
دفـنت وغـصتها iiبمهجتها تـغلي الفؤاد فينضج iiالكبد
ادب الطف ـ الجزء الثامن 212
وصـريع مـحراب iiيـعمه سـيف ابن ملجم بالردى يفد
وبـسمّ جـعشدة قطعت iiكبد يـرنو الـيها الواحد iiالصمد
وبـكربلا نُحرت على iiظمأ فـئة عليها الماء قد iiرصدوا
من كل بدر تقى إذا انتصبت خـيم الـهدى فبه لها iiعمد
وركـين معركة إذا iiرجفت فـكـأنه فـي قـلبها iiوتـد
ولـجَ الـقتام كـأنه iiقـمر ونـحا الـصدام كـأنه iiأسد
يـرد الردى من دون iiسيده فـكأنه صـافي الروى iiيرد
صبروا نفوس أكارم iiسلبت تحت العجاجة والقنا قصدوا
بـفناء مـنقطع القرين ثووا وبـحفظ عزة مجده انفردوا
وبجنب مصرع قدسه iiنحروا فـلذاك في درجاته iiصعدوا
حـشدت عـليه ألوفهم iiفأتى يـفني الـقبائل وهو منفرد
فـي جحفل من نفسه iiشرق بـالسيف لا يحصى له iiعدد
مـن مـعشر لم يخلفوا iiأبداً لـله مـا عهدوا وما iiوعدوا
أودى ولا فـي سـيفه iiكلل وهــوى ولا بـقوامه iiأوَد
وقال :
وأقـمار رشـد لوعدا البغي iiتمّها لـما عولجت في كربلا iiبخسوف
سـليبة أبـراد الـشهادة في ثرى يـمور عـليها في هجير iiصيوف
يـرمّلها فـيض الـدماء iiفتكتسي بـسورة نـكباء الرياح iiعصوف
لـدى جسد صكّ الصناديد iiفانثنت ألــوف تـوقّى بـأسه iiبـألوف
ألا قد قضى ابن المصطفى متلافياً بـقايا الـهدى صبراً بشمّ iiانوف
وسلّ سيوف الرشد ساخطة iiعلى بـغاة على الشرك القديم iiعكوف
ويـنظر صرعى يعلم المجد أنهم مـعـاقله مـن تـالد iiوطـريف
صـريعاً تـواريه الأسـنة iiلمّعاً بـأطراف مـرّان عـليه iiقصيف
ادب الطف ـ الجزء الثامن 213
وله :
قـد خـفروا مـن محمد iiذمماً مـا خـفروها لـغير iiمحمود
وجـرعوا آلـه ببيض iiظبى كأس الردى في المواقف السود
كـأن جـاري دمـا iiنحورهم فـيض نـداهم بموطن iiالجود
مـن كـل ذي غرة له iiجلبت كـل الـمعالي بحشد iiمحشود
بادي المحيا إذا الوغى التهبت خـاض لـظاها ببأس iiصنديد
يستعرض البيض في سنا iiقمر مـن وجـه باديه غير iiرعديد
قـد قـلّد الـدين من iiصنائعه يـوم الـوغى أشرف المقاليد |