ادب الطف - الجزء التاسع 93
مـررت عـلى الوادي فلما iiرأينني نـفرن كـأمثال الـظباء iiالـنوافر
وفـيها الـتي أرجو طروق خيالها كـما يرتجي التأمين قلب المخاطر
حمت خدرها لا بالمواضي iiالبواتر ولـكن حـمته بـالجفون iiالـفواتر
تـقسمت من شوقي لها في iiرياضها لـعـلّي الاقـيها بـسيماء زائـر
فبالمنحني جسمي وبالجزع iiمهجتي وفي ذا الغضا قلبي وبالغور iiناظري
وأقـذف نـفسي طالباً رسم iiدارها وبـي لـلنوى ما بالرسوم iiالدواثر
عـلى ظـهر مفتول الذراعين iiأتلع حـبيك القرى قبّ الأضالع iiضامر
وغـرته فـي وجـهه وهـو iiأدهم مـقالة حـق فـي عـقيدة iiكـافر
إذا مـا عـدا لـيلا يـصك iiبأنفه نـجوم الـثريا والـثرى بالحوافر
أطأطيء رأسي حين اركب iiسرجه مـخافة تـعليق الـسهى iiبمغافري
فـلا أطـرق الـحيين حيي iiوحيّها فـيعلم تـغليس لـها فـي iiالدياجر
وان هـوّمت جاراتها رحت iiغائراً ونـجم الـدياجي بـين باد iiوغائر
أُسـيب انسياب الصل بين iiخيامها واسـري مسير النوم بين المحاجر
ولـما أحـسّت بي اريعت iiوحوّلت بـناظرها نـحو الاسـود iiالخوادر
وقالت أما هبت الاسود التي iiغدت مـخالبها بـيض الـسيوف البواتر
فـقلت لـها لا تذعري إنني iiامرؤ قـصارى مناي اللثم ، لستُ iiبفاجر
فـما جـمحت إلا وأمسكت iiشعرها كـذاك شـكيم الخدر فضل iiالغدائر
فـلما اطمأنت لي شكوت لها الهوى وفي بعض شكوى الحب نفثة ساحر
دنـت وتـدلّت مـن فمي وتبسمت وقـالت فـخذ مـني قـبيلةَ iiزائر
شـرفت ثـناياها فـقالت بـعينها (هـنيئاً مـريئاً غـير داء iiمخامر)
فـضاجعتها والـسيف بيني iiوبينها وسـامرتها والـرمح كان iiمسامري
ادب الطف - الجزء التاسع 94
ترجم له الشيخ النقدي في (الروض النضير) والشيخ محمد حرز الدين في
(معارف الرجال) فقال : فاضلاً كاملاً لبيباً أديباً شاعراً ، له نوادر
أدبية وشعرية جيدة ومراث في سيد الشهداء رثى بعض معاصريه وهنأهم ، ولد
سنة 1279 هـ . كما ترجم له الخاقاني في شعراء الغري وذكر جملة من نثره
ونظمه . وافاه الأجل في 25 جمادى الاولى سنة 1343 هـ . وكان لنعيه رنة
أسف على عارفيه وأبّنه جماعة من الشعراء منهم الخطيب الشيخ محمد علي
اليعقوبي بقصيدة عامرة كان مطلعها :
أيعرب قد فقدتِ أبا الجواد
فلا للجود انتِ ولا الجياد
وللمترجم له قصيدة في الزهراء فاطمة بنت النبي صلى الله عليهما وسلّم
جاء في اولها :
مَن مبلغ عني الزمان عتابا
ومقرّعٌ مني له أبوابا
لا زلت أُرددها في المحافل الفاطمية . تغمده الله برحماته واسكنه فسيح
جناته .
* * *
ادب الطف - الجزء التاسع 95
السيد مهدي الطالقاني
المتوفى 1343
عـجّ بي على تلك iiالربوع نـنشق بـها نـشر iiالربيع
قـف بـي ولو لوث iiالأزا ر ، بـذلك الـكهف iiالمنيع
بـتـلاعها لــي iiأتـلعُ لــم تـروه إلا iiدمـوعي
يـرعى ، ولا يرعى iiالذما مَ ، بـشيح قلبي iiوالضلوع
مـتـنـفراً كـالـنوم iiأو كـالأمن فـي قلب iiالمروع
كـم قـد نصبت له iiالجفو ن ، حـبائلاً عند iiالهجوع
فـنجا ومـا زُوّدتُ iiمـنه سـوى الـتزفر iiوالصدوع
وبـقيتُ مـن أسفي iiأعضّ بـنـانَ إبـهـامٍ iiقـطيع
مَـن لـي بذاك الثغر iiوال خصر المخصّر من شفيع ؟
مـا بـتّ إلا بـات مـن ه خيال شخص لي iiضجيع
يـعـتادني لـيـلاً iiفـاغ دو مـنه فـي ليل iiاللسيع
نـشر الربيعُ على iiالربوع نـشراً له تطوى iiضلوعي
ومـن الـبلية فـي iiالحمى داري وفـي نـجدٍ iiولوعي
يـا سـعد قـد iiحـدثتني عـن ذلـك الحسن iiالبديع
فـصـغى لـمـا iiحـدّثته لك مسمعي، لا بل iiجميعي
زدنـي فـقد زادت iiجـنو ني من حديثك عن iiربوعي
يــا حـسرتي وتـزفري وخـفوق قـلبٍ لي iiوجيع
ادب الطف - الجزء التاسع 96
أمـسي وأصـبح لم iiأجد هـماً سوى فيض iiالدموع
إن جـفّ دمـعي iiبعدهم رعـفت جفوني iiبالنجيع
هـمّ الـفؤاد بـأن iiيطي ر الـيهم لـو لا ضلوعي
لـهفي ومـا لـهفي iiلغي ر الـسبط ما بين iiالجموع
أمـسى مـروعاً iiبالطفو ف وكـان أمـناً للمروع
يـسطو بـأبيض iiصارمٍ كـالشمس والبرق iiاللموع
أبـداً تـراه فـاريَ الأو داج صــادٍ iiلـلـنجيع
وبـأسمرٍ كـالصلّ iiيـل وي نـافث الـسمّ iiالنقيع
ريّـان مـن مـهج العدا يـنهلّ كـالغيث الـمريع
فـيـخيط أسـمره iiوأب يـضه يفصّل في iiالدروع
خـاض الـحِمام iiبـفتيةٍ كـالأسد في سغب iiوجوع
أن يـدعـهم iiلـمـسلمةٍ لبسوا القلوب على الدروع
طـلعوا ثـنيات iiالـحت وف وهم بدورفي iiالطلوع
خـير الأصـول iiأصولهم وفـروعهم خـير iiالفروع
حـتى إذا مـا iiصـرّعوا أرخـى المدامع iiبالدموع
ضـاق الـفضاء iiبصدره والـرحب لم يك iiبالوسيع
فـمشى إلى الموت الزؤا م مـشَمراً مـشي السريع
فـأتاه سـهمٌ فـي الحشا أحـناه إحـناء iiالـركوع
فـكبا عـلى وجه iiالثرى أفـديه مـن كاب iiصريع
دامـي الـوريد معفر ال خـدين خُـضّب iiبالنجيع
مـلقىً عـلى وجهِ iiالبسي طة وهو ذو المجد الرفيع
الله أكـبـر يــا iiلــه مـن حـادث جلل iiفضيع
يـلقى الحسينَ الشمرُ في ذيـالك الـملقى iiالـشنيع
ويـحزّ مـنه الرأس iiين صـبه عـلى رمح iiرفيع
كـالبدر فـي الظلماء iiأو كالشمس في وقت iiالطلوع
ادب الطف - الجزء التاسع 97
رضّـت أضـالعه iiالخيو ل فليتها رضّت iiضلوعي
وسـرت نـساه iiحُـسّراً تـهدى إلى رجسٍ iiوضيع
مـن فـوق جائلة iiالنُسو عِ شـملةً هـوجا iiشموع
أيـن الـنسوع وأين iiرب ات الخدور من النسوع ؟؟
تـسري الـغداة بـهن وه ي ودائـع الهادي iiالشفيع
هـجموا عـليهن الـخبا ء وكـان كـالحرم iiالمنيع
تُـحمى بـبيض iiصوارم وبـسمر خـطّى iiشروع
السيد مهدي ابن السيد رضا ابن السيد أحمد الطالقاني النجفي ولد سنة
1265 هـ . وتوفي سنة 1343 هـ . بالنجف الأشرف ودفن بها . أديب مرموق
وشاعر متفوق ، ترجم له الشيخ السماوي في الطليعة فقال : رأيته وسمعت
أوصافه فكنت أرى منه الرجل الظريف العفيف فمن شعره قوله :
يـميناً قـدّن الرمح الرديني ولحظك حد ماضي iiالشفرتينِ
هما جرحا حشاي بغير iiذنب وكـان كـلاهما لـي iiقاتلينِ
نـايت فـلم تنم عيناي iiليلاً كـأنك كـنت نـوم iiالمقلتين
فـرفقا بي وغلا صحت iiاني قتلت وأنت مخضوب iiاليدين
وهـبتك مهجتي حتى إذا iiما مـلكت مطلتي وعدي iiوديني
فحسبك أدمعي ونحول جسمي فـقد كـانا بـذلك iiشـاهدين
فـصلني قـبل بـينك iiأوفعد فـقد حان السلام عليك iiحيني
وله رثائه عليه السلام :
قف بي ونح كيما iiنطا رح بـالنياح حمائمه
واستوقف الحادي iiبه ننعى الطلول الطاسمه
نندب فتىً سفك iiالطغا ة بـيوم عاشورا iiدمه
وسـبت حلائله iiعلى رغم العلى iiومحارمه
أصمت سهام ضلالها عـلمَ الزمان وعالمه
ادب الطف - الجزء التاسع 98
ذاك الـذي أحـيا iiالرشا د وشـاد مـنه iiدعـائمه
سـبط الـنبي iiالمصطفى وابـن الـزكية iiفـاطمه
ربّ الـمعالي الـغرّ iiمن جـبريل أضـحى خادمه
فـأقـام أمـلاك iiالـسما فـوق الـسماء iiمـآتمه
تـلك الـمآتم لـم تـزل حـتـى الـقيامة قـائمه
وأظـلّت الـسبع iiالـطبا ق شـجونه iiالـمتراكمه
أضـحـت رزيـته iiلأر كـان الـمكارم iiهـادمه
أوردت خوافي الروح iiفي نـيـرانـها وقـوادمـه
يـا ويـح دهرٍ سلّ iiفي أبـناء فـاطم iiصـارمه
كـم فـلّ مـنهم iiصارماً فـلّ الإلـه iiصـوارمه
كـم فـلّ مـنهم iiصارماً فـلّ الإلـه iiصـوارمه
وكـم اجترى يوم iiالطفو ف فـما أجـلّ iiجرائمه
حـسمت يـداه يد العلى حـسمت يـداه iiالحاسمه
جزرت جحاجحه iiالورى جـزر المواشي iiالسائمه
لـهفي لـفتيان iiقـضت حـول الـشرائع iiحائمه
وسـبت عقائل خير iiمَن وطـأ الـثرى iiوكرائمه
فغدت بنات المصطفى ال هـادي الـنبي iiغـنائمه
وله في رثائه أيضاً :
كـم عـلى سبط النبي iiالمصطفى جـلـبت ظـلماً يـدا iiعـدوانها
نـصـرته عـصبة نـالت iiبـه شــرف الـعزّ عـلى iiأقـرانها
يوم أضحت لا ترى عوناً سوى ال مـرهفات الـبيض فـي iiأيـمانها
وإذا مـا زحـفت يـوم iiالـوغى كـأسـود الـغاب فـي مـيدانها
فـترى الـهامات مـن iiأسـيافها سـجـداً خـرّت عـلى iiأذقـانها
بـذلـت أنـفـسها فـي iiنـصره فـلـها الـحسن عـلى iiإحـسانها
وارتـقت أطـواد مـجدٍ وحـجىً وسـمت فـخراً عـلى iiكـيوانها
لـيتني واسـيتهم فـي الطف iiإذ أزمـع الـناس عـلى iiخـذلانها
ادب الطف - الجزء التاسع 99
صـرعتهم عـصبة الغيّ iiفلم تـغض عن شيب ولا iiشبانها
وبـقت أجسادهم تصهرها iiال شـمس لا تـدرج في iiأكفانها
فـإذا مـرّت بهم ريح iiالصبا حـملت طـيب شـذا iiأبدانها
هل درت ، يوم حسين ، هاشم أيّ ركـن هـدّ مـن iiأركانها
وبـه أسـرى غـدت iiنسوتها وأُبـيدَ الـشُم مـن iiغـرّانها
وعلاها الضيم حتى عاد ، iiلا يـنجلي عـنها مدى iiأزمانها
أيُـعلّى رأس سبط iiالمصطفى يا له خطباً ، على خرصانها ؟
مـنعوه الـماء ظـلماً iiفقضى ظـمأ لـهفي عـلى iiظـمآنها
بـكت الـسبع الـسموات iiله لـيتها أروتـها مـن هـتّانها
وبـنفسي نـفس قمقام iiعدت خـيل أعـداها على iiجثمانها
مـن يُعزّي بضعة الهادي iiفقد أصـبحت ثـكلى على iiفتيانها
وغـدا مـفخرها السامي عُلىً جـدلاً مـلقىً عـلى iiكثبانها
ويـسيل الـدم مـن iiأعضائه في الثرى كالسيل من iiبطنانها
قـتـلوه وهــو iiيـستسقيهم فـسقوه الـطَنّ مـن iiمُرّانها
لـست أنسى زينباً بين iiالعدى تـندب الأطـهار من iiعدنانها
وكـريمات الـنبي iiالمصطفى تـشتكي الأعداء من iiطغيانها
كـم دهـتها نـوبٌ من iiبعدما شُـرّدت بالرغم عن iiأوطانها
لـهف نـفسي لوجوهٍ iiبرزت لا يـواريها سـوى iiأردانـها
أركـبوهن على عجف iiالمطا و أداروهــنّ فـي iiبـلدانها
سـبيت سـبي الأما من بعدما أُثـكلت بالشوس من iiفرسانها
كـم رزايـا أخـلقت جِـدتها ورزايـا الـطف في iiريعانها
وانطوت في الطف منها iiحرقة ذابـت الأحـشاء من وقدانها
مـن يـرم عنها لنفسي سلوةً زادهـا شـجواً على iiأشجانها
يـا حـماة الـدين كم iiحاربكم آل حـرب وبـنو مروانها ؟
فـمـتى يـنـتقم الله iiلـكـم بـالفتى القمقام من عدنانها ii؟
ادب الطف - الجزء التاسع 100
السيد مهدي الغريفي
المتوفى 1343
قال من قصيدة يرثي بها علي الأكبر ابن الامام الحسين (ع) :
بُـنيّ اقتطعتك من مهجتي علامَ قطعتَ جميل iiالوصالِ
بُنيّ عراك خسوف iiالردى وشأن الخسوف قبيل الكمالِ
بُـنيّ حـرامٌ عـليّ iiالرقاد وأنـت عفير بحرّ iiالرمالِ
بُـنيّ بكتك عيون iiالرجال لـيوم النزيل ويوم iiالنزالِ
السيد مهدي ابن السيد علي ابن السيد محمد ابن السيد اسماعيل ابن السيد
محمد الغياث ابن السيد علي المشعل ابن السيد أحمد المقدس(1) ابن السيد
هاشم البحراني ابن السيد علوي عتيق الحسين (ع) ابن السيد حسين الغريفي
البحراني النجفي . صاحب الغنية وينتهي نسبه الى السيد ابراهيم المجاب
بن محمد العابد ابن موسى الكاظم عليه السلام ، شاعر وعالم وتقي يشهد
الجميع بتقواه .
(1) هو السيد احمد الغريفي الموسوي المعروف بـ (الحمزة الشرقي) ترجم له
السيد الامين في الاعيان والشيخ الاميني في شهداء الفضيلة وكتبت عنه
فصلاً مسهباً في (الضرائح والمزارات) بعد ما قصدت مزاره ورأيت قبته
الشاهقة من القاشاني الازرق وقد ملأ الرواق والحرم والصحن بالزائرين مع
سعة ذلك الصحن ، ان هذا السيد الجليل والعالم النبيل والذي ختم الله له
بالشهادة وهو متوجه الى زيارة مشاهد أجداده الطاهرين بالعراق فقتله
اللصوص هو وزوجته وولده في مكان قبره اليوم ـ شرقي الديوانية في أراضي
لملوم ـ مساكن قبيلتي جبور والأقرع وكان ذلك في المائة الثانية عشرة
وقد جدد بعض أهل الخير بناء ضريحه سنة 1355 ه
|