ادب الطف - الجزء التاسع 232
فـالسيف يركع والهامات تسجد والخ طـي فـي كـل قلب أخلص iiالعملا
أقـام سـوق وغى راجت iiبضائعها فـابتاع لـله مـنها مـا علا iiوغلا
تعطيه صفقتها بيض الصفاح iiوسمر الـخط تـربح مـنه الـعلّ iiوالنهلا
والـنبل تـنقده مـا فـي iiكـنانتها والـقوس تـسلفه عـن نـفسه iiبدلا
والـبـيعان جـلاد صـادق وردى فــذاك أنـشـأ إيـجاباً وذا iiقـبلا
قـضى مـنيع القفا من طعن iiلائمة مـذ لـلقنا والـمواضي وجهه iiبذلا
قضى تريب المحيا وهو شمس iiهدى مـن نوره كم تجلّى الكون بابن iiجلا
قـضى ذبول الحشا يبس اللهى iiظمأ مـن بـعد مـا أنهل العسالة iiالذبلا
قضى ولو شاء أن تمحى العدا محيت أو يـخليَ الله مـنها كـونه iiلـخلا
لـكـن ولـله فـي أحـكامه حـكم كـبابه الـقدر الـجاري فـخرّ iiإلى
لـله مـا انـفصلت أوصـاله iiقطعاً لـله مـا انـتهبت أحـشاؤه iiغـللا
لـله مـا حـملت حـوباؤه iiمـحناً بـثقلها تـنهض الـنسرين iiوالحملا
أفـديه مـن مصحر للحرب iiمنشئة عـليه عـوج المواضي والقنا iiطللا
والـصافنات الـمذاكي فوقه ضربت سـرادقا ضـافي الـسجفين iiمنسدلا
بـيتاً مـن الـنقع عـلوياً به شرف وكـل بـيت حـواه فهو بيت iiعلا
ضـافته بيض الظبا والسمر iiساغبة عـطشى فـألفته بـذال القرى iiجذلا
لـله مـاشرب الـخطي مـن دمـه لـله مـا لـحمه الـهندي مـا iiأكلا
أحـيا ابـن فـاطمة فـي قتله iiأُمماً لـولا شـهادته كـانت رمـيم بـلا
تـنبهت مـن سـبات الجهل iiعالمة ضـلال كـل امرء عن نهجه iiعدلا
لـولم تـكن لـم تـقم لـلدين iiقائمة ولا اهـتدى للهدى من أخطأ iiالسبلا
ولا استبان ضلال الناكثين عن iiالمث لـى ولا ضـربوا فـي غيهم iiمثلا
ولا تـجسم نـصب الـعين iiجعلهم خـلافة الـمصطفى مـا بينهم iiدولا
ولا درى خـلفٌ مـاذا جـنى iiسلفٌ فــي رفـضه أولاً سـاداته iiالأولا
ادب الطف - الجزء التاسع 233
ولا تـحرر مـن رق الـجهالة iiوثـا بـا إلـى الـعلم يـأبى خطة iiالجهلا
سـن الأبـا لإبـاة الـضيم iiمنتحراً وتـلـك شـنشنة لـلسادة iiالـفضلا
لـلـه وقـفته فـي كـربلا iiوسـطا بـين الـوغى والخبا يحمي به iiالثقلا
يـعطي الـنسا والعدا من وفر iiنجدته حـظيهما الأوفـرين الأمـن والوجلا
عـبّ الأمـرّين فـقدان الأعـزة iiوا لـصبر الـجميل ومج الوهن iiوالقشلا
ورب ظــام رضـيع ذابـل iiشـفة وفـاغـر لـهـوات غـائر iiمـقلا
أدنـاه مـن صـدره رفـقاً iiومرحمة لـحاله وهـي حـال تـدهش iiالعقلا
فاستغرق النزع رامي الطفل فانبجست أوداجـه مـذ لـه السهم المراش غلا
فـاضـت دمــاً فـتلقاه iiبـراحته ولـلـسماء رمـى فـيه فـما نـزلا
وهــوّن الـخطب إن الله iiيـنظره وفـي سـبيل رضـاه خـفّ ما iiثقلا
ونـسـوة بـعده جـلت iiمـصيبتها وإن يـكن كـل خـطب بـعده iiجللا
عـلى الـنبي عـزيز سـبيها عـلناً وسـلبها الـزينتين الـحلي والـحللا
تـدافع الـقوم عـنها وهـي iiحاسرة مـصـفرّة وجـلا مـحمرّة iiخـجلا
مــا حـال دافـعة مـبتزها iiبـيد تـود مـفصلها مـن قـبل ذا فصلا
رأت فـصيلتها صـرعى iiوصـبيتها مـن الـظما بين من أشفى ومن iiقتلا
رأت نـجوم سما عمرو العلى iiغربت عـنها وبـدر سـماء المصطفى iiأفلا
وقال يرثي قمر الهاشميين أبا الفضل العباس شهيد كربلا :
بـكر الـردى فاجتاح في iiنكبائه نـور الـهدى ومحا سَنا سيمائه
ودهـى الـرشاد بناسفٍ iiلأشمّه وبـخاسفٍ لأتـمّ بـدر iiسـمائه
ورمـى فأصمى الدين في iiنفاذة وارحـمـتاه لـمنتهى iiأحـشائه
يـوماً بـه قمر الغطارف iiهاشم صـكّت يـد الجُلّى جبين iiبهائه
سـيم الهوان بكربلاء فطار iiللعز الـرفـيع بــه جـناح iiإبـائه
أنّـى يـلين إلـى الدنية iiمَلمَسا أو تـنحت الأقـدار من iiملسائه
هـو ذلـك البسّام في الهيجاء وا لـعباس نـازله عـلى iiأعـدائه
ادب الطف - الجزء التاسع 234
هـو بضعة من حيدر iiوصفيحة مـن عـزمه مـشحوذة iiبمضائه
وأسـى أخـاه بموقف العزّ iiالذي وقفت سواري الشهب دون علائه
مـلك الفرات على ظماه iiوأسوة بـأخيه مـات ولم يذق من iiمائه
لـم أنـسهُ مـذ كرّ منعطفاً وقد عـطف الوكاء على مَعين iiسقائه
ولوى عنان جواده سرعان iiنحو أخـيه كـي يُـطفي أوار ظمائه
فـاعتاقه السَدّان من بيض iiومن سُـمر وكـل سدّ رَحب iiفضائه
فـانصاع يخترق الصوارم والقنا لا يَـرعوي كـالسهم في iiغلوائه
يـغري الطلا ويخيط أفلاذ iiالكِلا بـشباة أبـيضه وفـي iiسمرائه
ويـجول جـولة حيدرٍ iiبكتائب خـضراؤها كالليل في iiظلمائه
حـتى إذا ما حان حين iiشهادة رُقمت له في لوح فصل قضائه
حـسم الـحسام مُـقلة iiلسقائه فـي ضـربة ومُـجيلة iiللوائه
آمـن الـعدى فـتكاته فدنا iiله مَـن كـان هـيّاباً مهيب لقائه
وعـلاه فـي عَمد فخرّ iiلوجهه ويـمـينه ويـساره iiبـإزائه
نـادى أخـاه فـكان عند iiلقائه كالكوكب المنقض من iiجوزائه
وافـى الـيه مُفرّقاً عنه iiالعدى ومـجمّعاً ما انبتّ من iiأعضائه
وهـوى يُقبّله وما من iiموضع لـلـثم إلا غــارق iiبـدمائه
يـا مـبكياً عـين الإمام iiعليك فـلتبك الأنـام تـأسّياً iiلـبكائه
ومـقوّساً مـنه الـقوام iiوحانيا منه الضلوع على جوى iiبُرحائه
فـلتنحني حـزناً عـليك iiتأسيا بـالسبط فـي تقويسه iiوحنائه
أنت الحري بأن تقيم بنو الورى طُـراً ليوم الحشر سوق iiعَزائه
ادب الطف - الجزء التاسع 235
ومن حسينياته :
أذا غـرب سيف أم هلال iiالمحرم تـضرج منه الشرق في علق iiالدم
أهـذي الـسما أم كربلا iiوبروجها الـقباب وبرج الليث ظهر iiالمطهم
أشـهبٌ بـها تنقض أم آل ii(أحمد) تـهادت تباعاً عن مِطا كل iiشيضَم
أأقـمار تـم غالها الخسف أم هي ا لـمصابيح سـادات الحطيم وزمزم
أبـدر الـدياجى أم محيّا ابن iiفاطم تـبلج فـي ديـجور جيش iiعرموم
أجل هو سبط المصطفى شبل حيدر ونـاهيك مـنه ضيغم شبل iiضيغم
فـمـا نـابه إلا مـثقّف iiصـعدة ولا ظـفـره إلا مـحدّب iiمـخذم
لــه لُـبَدٌ مـن نـجدة iiوبـسالة تـخرّ لـه الأبـطال للأنف iiوالفم
هو السيف مطبوع الشَبا من صرامة الـوصي ومن صبر النبي iiالمعظم
تـثلم مـن قـرع الـكتائب iiحـدّه ومـا آفـة الأسـياف غـير iiالتثلم
تــزوّد مـملوء الـمزاد iiحـفيظة وحـزماً سـما فـيه سـموّ iiيـلملم
وهـبّ إلـى عـزّ الـممات iiمحلّقاً بـخـافقتيه مــن إبــاً وتـكرّم
تـعانق مـنه الـسمر أعـدل iiقامة وتـثلم مـنه الـبيض أشنب مبسم
وتـشـبك أوتـار الـقسي iiنـبالها مُـروقاً بـه شـبك المسدّى iiبملحم
تـقـلبه صـدراً ونـحراً iiوجـبهة ومـا مـوضع الـتقبيل غير المقدم
سـقته الـظبا نـهلاً وعلا iiنطافها عـلى ظـماء أفديه من ناهلٍ iiظمي
مجـفّفة مـاء الـحياة iiبـجسمه ومـجرية فيه جـداول مـن iiدم
أبـاذلـها لـلـه نـفـساً أبـيّـة تـصعّر خـداً عـن مـذلّة iiمُرغم
ترى الخدرِ خدر الفاطميات عرضة لـمـقتلعيه مـحـرق iiومـهـدِم
ترى الخفرات الهاشميات iiغودرت مـقـانعها نـهباً وسـلباً iiلـمجرم
ادب الطف - الجزء التاسع 236
السيد مير علي أبو طبيخ
المتوفى 1361
أهـاشم إن لم تمتطي الخيل iiضمرا فـكل حـديث فـي معاليك iiمفترى
وإن لـم تـفه بـالطعن ألسنة القنا فـلا فـرعت مـنك الخطابة iiمنبرا
وإن لم تخض منك الضبا بدم iiالطلا فـيا لا طمى وادي نداك ولا iiجرى
لـئن قـعدت سـود الليالي بمرصد فـهذي الليالي البيض أحمد iiللسرى
فصولي بمصقول الشبا حيثما iiهوى يـفلّق مـصقول الـجوانب iiمرمرا
إذا لـعلعت فـي القاصفات iiبروقه فصيد الأعادي الصيد وهو لها iiقرى
أو انـتثرت مـنه الـجماجم خلتها كُـرىً يلطم اللاهي بها أوجه الثرى
لـجوجٌ فـلولا الـغمد يمسك iiبأسه لـسالت بـه شتى المدائن iiوالقرى
أخـو نـجدة يـبدو بـهيئة راكـع فـإن هـو أهـوى للضريبة iiكبّرا
يـتيه بـه زهـو الملوك إذا انثنى يـمـجّ بـفياض الـنجيع iiمـظفرا
عـسى تـدركي الثار الذي ملؤه iiدم مـتى عـصفت فـيه المنايا iiتفجرا
وتـستأصلي من عبد شمس طغاتها بـذي لـجب لم يبق ظفراً ومنسرا
تـمـرّ كـأمثال الـبروق iiجـياده يـلوح على أعرافها الموت iiأحمرا
مـؤللة الأطـراف نـاحلة iiالشوى مـوقرة الأرداف مـحبوكة iiالـقرا
إذا اقـتعدت حمس الوغى iiصهواتها أرتك الكميّ الليث والصهوة الشرى
تـمثل صولان ابن حيدر مذ iiغدوا يـظنون فـي صدر الكتائب iiحيدرا
ادب الطف - الجزء التاسع 237
جـرى والـقضاء الحتم دون iiيمينه يـفصل أبـراد الـمنايا إذا جـرى
عـلى سـابح راقته في السلم ميعة فـلاح بـها يـوم الوغى iiمتبخترا
يـعـوم بـهاد أمـاء مـاء iiلـعابه إذا مـا طـغى غـير الأسنة iiمعبرا
فـطافت بـه أمـواجه وهي أنصلٌ تـرامت فـألقته بـضاحية iiالعرى
ولـم أدري ما خرّت صحيفة iiبجدل أكـان وريد ا لمجد أم كان iiخنصرا
رأى الـليث أشـلاء فهان iiابتزازه وهـل يـسلب الضرغام إلا iiمعفرا
وبـالصفا يـا هـاشم مـذ iiتناوبت عـليها الرزايا وهي تندب iiحسّرى
بـضرب تـروع الجامدات سياطه وسـير على الأقتاب تُبرى به iiالبُرا
ولـولا جـلال الله لـم يبق iiحاجب به يرتدين الصون عن أعين iiالورى
بـنفسي مرهوب الحمى شبه iiأحمد سطا ضيغماً والحرب مشبوبة الذرى
يُـروي شـبا مـاضيه لـكن iiقلبه مـن الـطعن أوراه الـظما iiفتسعّرا
ولـم أنـس مـذ أرداه سـهم iiمنية هـوى وهو باب الله منفصم iiالعُرى
وغـرة شـمس غيبتها دجى iiالوغى وآيـة قدس أغفلت عين مَن iiقرا(1)
السيد مير علي ابن السيد عباس ابن السيد راضي بن الحسن بن مهدي بن عبد
الله بن محمد إبن العلامة السيد هاشم ، يرجع نسبه إلى الإمام موسى بن
جعفر عليهما السلام . وهو من اسرة البوطبيخ المعروفة بمحتدها ومكانتها
في الشرف . ولد في النجف في غضون العشرة الاولى من القرن الرابع عشر
الهجري ، وتوفي في شهر شوال من سنة 1361 هـ . وهو لم يتجاوز الخمسين
إلا قليلاً . تدرجت على المنبر والخطابة وأنا ابن اثنتي عشرة سنة فكنت
أرى السيد المترجم له ملازماً لدارنا فلا يمر يوم إلا وهو عندنا يتذاكر
مع والدي
(1) عن سوانح الأفكار للمؤلف وهي من الشعر الذي لم ينشر في الديوان .
ادب الطف - الجزء التاسع 238
وتجمعهما وحدة الدرس وربما جاءنا صبحاً وعصراً ، وأذكر أن تقريرات
المجتهد الكبير السيد محمد تقي البغدادي قد كتبها والدي بخطه فاستعارها
السيد مير علي وكتبها أيضاً وبحكم هذه الصلة فقد كنت أعيد عليه ما
أحفظه من شعر في الإمام الحسين وأستوضح منه معناه وأطلب منه تشكيل
القصيدة فلقد كانت ملكته الأدبية أقوى منها عند أبي ، وكان رحمه الله
على جانب عظيم من الورع والتقى وعفة اللسان فما سمعته ذكر مخلوقاً بسوء
ويحفظ للمجلس وللجليس كرامته فقد كان يقول : إني لأعجب ممن يجالس الناس
وهو حاسر الراس وكنت أشاهده لا ينطق إلا إذا سُئل فإذا أجاب عن المسألة
يكون جوابه قدر الحاجة خالياً من الفضول ، ولا زلت أتصوره جيداً عندما
يترنم بالشعر على الطريقة المعروفة بـ (المثكل) وهي من الشجاء بمكان
وكثيراً ما سأل المغنون والملحنون عنها إذ أنها لم تنتزع من الأطوار
المعروفة عند الملحنين وكان يجيدها فكنت أصغي اليه بكلّي ، أما نظمه
للشعر فلم يزاوله إلا عندما أصبح مقعداً في بيته بمرض (الروماتيزم)
فكان يتسلى به ولم أكن أسمع له من الشعر قبل ذلك إلا نادراً فقد عزم
والدي على طبع مؤلف جدنا الأكبر السيد عبد الله شبّر في العقائد وهو
كتاب (حق اليقين في معرفة أصول الدين) فنظم السيد بيتين فكانا على صدر
الكتاب الذي طبع بلبنان بمطبعة العرفان ، صيدا سنة 1356 هـ . وهما :
إذا ما خفت تسقط فـي عثار بمزلق هوّة وضلال دين
وجدتَ به الدلائل واضحات إذا شاهدته حـق اليقيـن
وإني أحتفظ برسالتين قيمتين كتبهما لوالدي عندما سافر إلى (حيدر آباد
دكن) وفي الرسالتين من النظم الرائق والنثر الفائق ما يعجب وقد نشر شيء
من إحداهما في الديوان أما الثانية فقد صدّرها بقطعة من روائعه جاء
فيها :
ادب الطف - الجزء التاسع 239
إلـى الـهند أصبو كلما طلع iiالنجم لـعلّ لـه فـيما ألـمّ بـكم iiعـلم
نـحيلا تـحداني الـسقام iiفراعني فـلا كيف يضوبني ولم يحوني iiكمّ
نـزحت فـشاقتني الـيك نوازعي وقـد بنتَ فاستولى على كبدي الهمّ
تـضاءل مـني كـل معنى iiلبينكم فلم يبق لي في صفحة الكون إلا اسم
يـردد ذكـراكم لـساني iiفـينتشي فـؤادي ولا خـمرٌ لـديّ ولا iiكرم
ويـكحل عـيني مـنك نور iiألوكة تـنـمّقها مـنك الـبراعة iiوالـفهم
وهذا ديوانه الأنواء الذي أصدرته مطبعة الراعي في النجف بعد وفاته بعام
واحد ، وقد قدّم له الاستاذ الكبير جعفر الخليلي ، ورتبه إلى ثلاثة
أبواب وهي :
1 ـ خواطر وأحلام ضمّت جميع شعره الإجتماعي ورأيه الأدبي .
2 ـ عواطف وأنغام متضمنة تقاريضه وتهانيه وعواطفه الأخوية .
3 ـ شجون وآلام وقدضمت مراثيه ومنظوم دموعه الحارة .
أما ما احتفظ به بخطه الجميل فهي القطعة التي يرثي بها نفسه وهي أيضاً
مما لم ينشر :
أهـوت به علّته فانتدب iiالحيلة يـثـنيها فـأعـياه iiالـسـبب
قـالوا الـنطاسي فـألقى iiفـخّه مـقتنصاً جـاء ليصطاد iiالنشب
حـتى إذا اسـتفرغ ما ظنّ iiبه مـن فـضة يكنزها ومن ذهب
تـعاظم الـداء عـليه iiفـالتوى واسـتعضل النازل فيه iiفانسحب
ولـلـرفاق حـولـه iiولـولـة ولـلبنين والـبنات iiمـصطخب
يـلـطم هـذا وجـهه iiتـوجّعاً وذاك حـانٍ فـوق جسمه iiحدب
فــلا حـميم لـحماه iiيـلتجي ولا ابـن أمٍ نـافع ولا ابن iiأب
وهـو عـلى بـصيرة من أمره مـنتبهاً يـرنو لـسوء iiالمنقلب
يـنـظر فـيما ذهـبت iiأيـامه وما اكتسى من عمل وما iiاكتسب
طـغت عـليه لجج الموت iiفما أقـام فـي تـيارها حتى iiرسب
فـاستكّ مـنه سمعه iiوأخرست شـقشقة تزري بفصحاء iiالعرب
وأغـمضت أجفانه لا عن iiكرىً وأسـبل الأيدي من غير iiوصب
|