ادب الطف

 
 

ادب الطف - الجزء التاسع 223

الشيخ هادي كاشف الغطاء

المتوفى 1361

ربع محى الحدثان iiرسمه      أجرى عليه الدهر iiحكمه
كـم  رمت كتمان الغرام      بـه ويـأبى الوجد iiكتمه
أوحـشت يا ربع iiالهدى      ولبست  بعد النور iiظلمه
ولـقد  أشـابت iiلـمّتي      نـوب  تـشيّب كل iiلمّه
بـملمة طـرقت iiفأنست      كــل  طـارقة iiمـلمة
يـوم أبـيّ الـضيم iiفيه      أبـى الـمذلّة iiوالـمذمّه
وسـقى الثرى بدم iiالعدوّ      وأطـعم  الـعقبان iiلحمه
وافـى  لـعرصة iiكربلا      من  هاشم في خير iiغلمه
أقـمـار تـمٍّ iiأسـفرت      بدجى الخطوب iiالمدلهمه
ولـيوث  حرب صيّرت      سمر العوالي اللدن iiأجمه
مـن  كـل فارس iiبهمة      مـا  هـمّه إلا iiالـمهمة
حـتى  إذا نـزل iiالقضا      ء  وأنـقذ المقدور iiحتمه
نـهبتهم  بـيض iiالضبا      وتـقاسمتهم  أي iiقـسمه
يـا  صـدمة الدين التي      مـا مـثلها للدين iiصدمه
هـدّمت  أركـان iiالهدى      وثلمت  في الإسلام iiثلمه
قـتل الإمـام إبن iiالإمام      أخـو الإمـام أبو iiالأئمة
مـا ذاق طعم الماء iiحتى      صـار لـلأسياف طعمه
ملقى  على وجه iiالصعيد      تدوس جرد الخيل iiجسمه

ادب الطف - الجزء التاسع 224

لا  يـرحم الله iiالأولـى      قطعوا من المختار رحمه
لــم  يـرقبوا iiلـنبيهم      فــي  آلـه إلا وذمّـه
خسرت تجارة من iiيكون      شفيعه في الحشر iiخصمه
أبَـنـي  أمـيـة أنـتم      فـي الناس كنتم شرّ iiأمّة

الشيخ هادي ابن الشيخ عباس بن علي بن جعفر صاحب كشف الغطاء قدس سره . ولد بالنجف سنة 1289 هـ . منشأه بيت العلم والكمال والهيبة والجلال فالدر من موطنه والذهب من معدنه ، كنت إذا نظرت إلى وجهه المبارك رأيت في أساريره النور وروعة العلم وهيبة العلماء وملامح النسك والعبادة ، نظم الشعر في حداثة سنّه مع أخدانه أبطال اشعر ونوابغ الفن أمثال الشيخ جواد الشبيبي والشيخ آغا رضا الأصفهاني والسيد جعفر الحلي وأضرابهم وتتلمذ على الملا كاظم الآخوند كثيراً والشريعة الأصفهاني والسيد محمد كاظم اليزدي ويروي إجازةً عن السيد حسن الصدر والشيخ آغا رضا الهمداني ونال من الحظوة العلمية مرتبة الإجتهاد وأصبحت قلوب الناس متعلقة به منجذبة اليه لفضله وعلمه وورعه وتقواه وتواضعه وسيرته الطيبة ، ما جلس اليه أحد إلا وانجذب اليه لروحانيته وأفاض عليه من نميره العذب . كنا نجلس في طرف المجلس احتراماً له وهو يدنينا اليه ويحدثنا بما يخص المنبر الحسيني وعن أثر وقعة الطف ويستشهد بشيء من منظومته المسماة بـ (المقبولة الحسينية) وهو صاحب مستدرك نهج البلاغة وكتاب (مصادر نهج البلاغة ومداركه) ، وشرح شرائع الإسلام ، وشرح تبصرة العلامة الحلي ، ورسالة تضم فتاواه وآراءه الفقهية أسماها (هدى المتقين) طبعت سنة 1342 هـ . وله منظومة في النحو وأخرى في الإمامة ، أما المنظومة المسماة بالمقبولة فلا زال خطباء المنبر الحسيني يجعلونه موضع الشاهد لأحاديثهم الحسينية ومما قال في مدح النجف من قصيدة :

ادب الطف - الجزء التاسع 225

قـف بـالنياق فهذه iiالنجف      أرض لها التقديس والشرف
ربـع تـرجلت الملوك iiبه      وبفضل عزّ جلاله iiاعترفوا
حرم  تطوف به ملائكة iiال      ربّ  الـجليل وفيه iiتعتكف

وله أرجوزة في سيرة الزهراء سلام الله عليها ، ومنها :

ومَـن بـهم بأهل سيد الورى      (وقل  تعالوا) أمرها لن iiينكرا
وهـل أتى في حقها وكم iiأتى      مـن آيـة ومـن حديث iiثبتا
لما رووه في الصحيح iiالمعتبر      مـن أنـها بضعة سيد iiالبشر
وبضعة  المعصوم iiكالمعصوم      في الحكم بالخصوص والعموم
لانـها  مـن نـفسه iiمقتطعه      فـحقها  فـي حكمه أن iiتتبعه
إلا  الـذي أخـرجه iiالـدليل      فـإنـنا بــذاك لا نـقـول
ولـم  يرد في غيرها ما وردا      فـي  شأنها فالحكم لن iiيطردا
وآيـة  التطهير قد دلّت iiعلى      عـصمتها مـن الذنوب iiكملا

توفي رحمه الله ليلة الاربعاء في 9 محرم الحرام سنة 1361 هـ . وكان يوما مشهوداً واشترك سائر الطبقات بمواكب العزاء حتى أودع في مقبرتهم مع والده وجدّه رحمهم الله جميعاً وتعاقبت الشعراء على منصة الخطابة ترثيه بما هو له أهل وتندبه وكما أقيم له حفل أربعيني إشترك فيه كبار الكتّاب والخطباء والشعراء .

ومن نتفه وملحه قوله :

قول إن الذي يموت يراني     حار همدان ـ عن علي رواه

فتمنيت أن أمـوت مراراً      كـل يـوم ولـيلــة لأراه

يشير إلى حديثنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) للحارث الهمداني إذ يقول : وأُبشرك يا حارث ليعرفني وليّ وعدوّي في مواطن شتى ، يعرفني عند الممات وعند الصراط وعند المقاسمة قال : وما المقاسمة يا سيدي قال : مقاسمة  

ادب الطف - الجزء التاسع 226

الجنة والنار أقسمهما قسما صحاحا ، أقول هذا وليّ وهذا عدوّي ، ونظم للسيد الحميري في ذلك فقال :

قـول عـلي لـحارث عـجب      كـم  ثَـمّ أعـجوبة لـه iiحملا
يـا  حار همدان مَن يمت يرني      مـن مـؤمن أو مـنافق iiقـبلا
يـعـرفني طـرفـه وأعـرفه      بـنـعته وإسـمه ومـا iiفـعلا
وأنـت عـند الصراط iiتعرفني      فـلا تـخف عـثرة ولا زلـلا
أقول للنار حين تعرض للعرض      ذريــة  لا تـقـبلي الـرجلا
ذريــه لا تـقـبليه إن لــه      حـبلاً  بـحبل الوصي iiمتصلا

وتوهم إبن أبي الحديد حيث نسب هذا الشعر للإمام أمير المؤمنين (ع) ، أقول قد نطقت صحاح الأخبار بأن الإمام علي عليه السلام يشاهده شيعته في خمسة مواطن : عند خروج الروح ، ,عند سؤال القبر ، وعند الحوض ، وعند الحساب ، وعند الصراط .

وقد روى الهيتمي في معجمه وأبو نعيم في حلية الأولياء والخطيب البغدادي والمحب الطبري في الرياض النظرة والمتقي الهندي في كنز العمال وإبن حجر في الصواعق والمناوي في كنوز الحقائق وغيرهم علماء السنّة أن الإمام عليه السلام يُرى عند الحوض وعند الحساب وعند الصراط فيكون الاتفاق حاصلاً من الفريقين على هذه الرؤى الثلاث ، وأما ما يخص الرؤية عند خروج الروح وعند سؤال القبر فقد حصل فيها بعض الأخذ والرد من علماء الفريقين .

ادب الطف - الجزء التاسع 227

الشيخ عبد الحسين صادق

المتوفى 1361

قال يرثي علي بن الحسين شهيد كربلاء عليه السلام :

عـهدي بربعهم أغنّ iiالمعهَد      ونـدّيه يفتر بالروض الندي
مـا باله درس الجديدُ iiجديدَه      ومـحا محاسن خدّه iiالمتورد
أفـلّت  أهلّته وغابت iiشهبه      فـي رائح للنائبات iiومُغتدي
زمّت ركاب قطينه أيدي سَبا      تـفلي الـفلاة بمتهِم وبمنجِد

ولـقد وقـفت به ومعتلج iiالجوى      بجوانحي عن حبس دمعي مقعدي
فـتخالني  لضناي بعض iiرسومه      ولـحرّ أحـشائي أثـافي مَـوقَد
أرنـوا  الـيه ونـاظري iiمُتقسّم      بـطـلوله لـمصوب iiومُـصعّد
مـا أن أرى إلا الـحمائم iiهُـتّفاً      مـا  بـين غِرّيد وصيداح iiشَدي
نـاحت  ونحت وأين مني نوحُها      شـتان  نَـوح شجٍ وسجع iiمُغرّد
لـي لا لها العين المرقرق iiدمعها      والمهجة  الحراء والقلب iiالصَدي
حجر  على عيني يمر بها iiالكرى      مـن بـعد نـازلة بعترة ii(أحمد)
أقـمار  تـمٍّ غالها خسف iiالردى      واغـتالها بصروفه الزمن iiالردي
شـتى مـصائبهم فـبين مـكابدٍ      سُـمّا ومـنحور وبـين مُـصفّد
سـل  كـربلا كم مُهجَة (لمحمدٍ)      نُـهبت بها وكم إستجذبت من iiيد
ولـكم دم زاكٍ أُريـق بـها iiوكم      جـثمان قُـدسٍ بـالسيوف iiمُبدّد
وبها على صبر الحسين iiترقرقت      عـبراته  حُـزناً لأكـرم iiسـيّد

ادب الطف - الجزء التاسع 228

وعـلّي  قـدر من ذوابة iiهاشم      عـبقت شـمائله بطيب المحتد
أفـديه مـن ريـحانة iiرَيّـانة      جـفّت  بـحر ظَما وحرّ iiمُهند
بكر الذبول على نَضارة غُصنه      إن الـذبول لآفة الغصن iiالندي
مـاء الصبا ودم الوريد iiتجاريا      فـيه  ولاهـب قـلبه لم iiيخمد

لـم أنـسه مـتعمما بثبا iiالضيا      بـين  الـكماة وبالأسنّة iiمرتدي
يَـلقى ذوابـلها بـذابل iiمعطفٍ      ويـشيم  أنـصلها بـجيد iiأجيَد
خـضبت ولـكن من دم وفراته      فـاحمرّ ريـحان العِذار iiالأسود
جمع  الصفات الغُرو هي iiتراثه      مـن  كل غطريف وشهم iiأصيد
في بأس حمزة في شجاعة حيدر      بإبا  الحسين وفي مهابة ii(أحمد)
وتـراه  في خلق وطيب خلائق      وبـليغ  نـطق كالنبي ii(محمد)
يرمي الكتائب والفلا غصّت iiبها      فـي  مـثلها من عزمه iiالمتوقد
فـيردّها قَـسرا عـلى iiأعقابها      فـي  بأسٍ عِرّيس العرينة iiمُلبد
ويـؤب  لـلتوديع وهو iiمجاهدٌ      لـظما  الـفؤاد وللحديد iiالمجهد

صـادي الـحشى وحسامه ريّان iiمن      مـاء  الـطلا وغـراره لـم iiيـبرد
يـشكو  لـخير أب ظمآه وما iiاشتكى      ظماء الحشى إلا إلى الضامي الصدي
فـانـصاع  يُـؤثره عـليه iiبـريقه      لـو كـان ثَـمّة ريـقة لـم iiتـجمد
كــل  حـشاشة كـصالية الـغضا      ولـسـانه  ظـمـاء كـشقة مـبرد

ادب الطف - الجزء التاسع 229

ومـذ  انـثنى يـلقى الكريهة iiباسما      والـموت  مـنه بـمسمَع iiوبـمشهد
لـفّ الـوغى وأجـالها جول iiالرحا      بـمـثقّفٍ مــن بـأسـه iiومُـهنّد
عـثر  الـزمان بـه فـغادر iiجسمه      نـهب  الـقواضب والـقنا iiالمتقصد
ومحى  الردى يا بئس ما غال iiالردى      مـنه  هِـلال دُجـاً وغـرة iiفـرقد
يـا نـجعة الـحيين هـاشم iiوالعُلى      وحِـمى الـذمارين الـعُلى iiوالسودد
كـيف ارتـقت هم الردى لك iiصعدة      مـطـرورة الـكـعبين لـم iiتـتأود
فـلتذهب الـدنيا عـلى الـدنيا العفا      مـا  بـعد يـومك مـن زمانٍ iiأوغد

الشيخ عبد الحسين إبن الشيخ إبراهيم إبن الشيخ صادق العاملي والمتقدم ذكر جملة من اسرته . ولد في النجف الأشرف في حدود سنة 1282 هـ . وفيها نشأ ثم خرج إلى جبل عامل وعاد إلى النجف الأشرف بعد وفاة أبيه فأخذ عن علمائها مثل الشيخ ميرزا حسين إبن ميرزا خليل ، وهو في الطبقة الأولى من الشعراء . قال السماوي في الطليعة : رأيته يتفجر فضلاً ويتوقد ذكاء إلى أخلاق كريمة . توفي في أوائل ذي الحجة سنة 1361 هـ . في النبطية ودفن فيها

قال ولده الشيخ حسن رأى أبي ليلة أحد الصادقين عليهما السلام ـ الشك منه ـ فقال لأبي أجز هذا البيت :

لا عذر للعين إن لم تنفجر علقا    وللحشاشة إن لم تنفطر حرقا

فنظم القصيدة الحسينية الآتية في الترجمة وشهرته العلمية وملكته الأدبية مما لا ينازع فيه وشهد العالمان الكبيران الملا كاظم الآخوند صاحب الكفاية والحاج ميرزا حسين ميرزا خليل له بالاجتهاد ، وأدبه عريق أخذه عن أب عن جد وهذه دواوينه المطبوعة بلبنان وهي (سقط المتاع) (عرف الولاء) (عقر الظباء) وكلها من الشعر العالي وولاؤه أهل البيت (ع) يذكر فيشكر ونجد بلدة النبطية ـ اليوم ـ ونواحيها كالنجف الأشرف في شعائر أهل

ادب الطف - الجزء التاسع 230

البيت (ع) ، فالمأتم والمواكب التي تقيمها مؤسسته التي تسمى بـ (الحسينية) هي ركن من أركان التشيع ولا عجب فهو من اسرة شعارها الولاء وأنجبت الشعراء والعلماء وهذه باقة فواحة من شعره في الإمام الحسين أما باقي ألوان شعره فحسبك أن ترجع إلى دواوينه التي ذكرت أسماءها وترى خياله الواسع وأفقه النيّر أمثال قصيدته التي يصف بها الباخرة وأولها :

روت الفلك في متون البحار     نبأ البرق عن صحيح البخار (ي)

وأخرى في وصف (التلغراف) وثالثة في صفة (القطار) ورابعة في وصف (السيارة) أو تقرأ له (البدويات والأعاريب) وملحمته الكبرى (الشمس وبنو عبد شمس) ففيها الوصف الكامل للشمس وخواصها وآثارها في الكون ثم يأتي على ذكر بني عبد شمس وأتباعهم في الجاهلية والإسلام وما جروه على الإسلام والأمة الاسلامية من المنكرات والفظايع ، ومن غرر أشعاره مدائحه النبوية ومطارحاته ورثاؤه لجملة من أعلام معاصريه .

توفي بالنبطية في 12 ذي الحجة الحرام عام 1361 هـ . ودفن هناك ورثاه الشعراء بقصائد كثيرة تعرب عن مقامه الرفيع وأبّنته الصحافة العربية ومن مخلفاته العلمية كتاب (سيماء الصالحين) وهو على صغر حجمه موفق في اسلوبه كل التوفيق .

ومن روائعه التي سارت مسير الأمثال قصيدته التي عنوانها (عمّ الفساد) :

بدعٌ تشب فتلهبُ المحنُ     وهوىً يهب فتُطفأ السُنن

وثلاثةٌ غمر البسيطُ بها     فـتنٌ وفـتّانٌ ومُفتَتـن

ومنها :

القومُ سرّهم معاويةٌ    وقميص عثمان لهم عَلَن

ويظهر أن نظم الشعر لدى المترجم له أسهل عليه من النثر فإنه لما أسّس الحسينية بالنبطية سنة 1329 هـ . وأراد إجراء صيغة الوقف قال :

ادب الطف - الجزء التاسع 231

أنـا  عبد الحسين iiوالصادق      الـودّ  لآل النبي ثبت الولاء
أمروا بالعزا لهم فبذلت الجهد      حـتى أقـمت بـيت iiالعزاء
فـهو  وقـفٌ مؤبد أنا iiواليه      وبعدي  ذوالفضل من iiأبنائي
ولـدى الانـقراض منا يناط      الأمـر  فـيه لأورع iiالعلماء

وقال في رثاء الحسين عليه السلام :

سل  كربلا والوغى والبيضَ iiوالأسلا      مـستحفياً  عـن أبيّ الضيم ما iiفعلا
أحـلّقت نـفسه الـكبرى iiبـقادمتي      إبـائه  أم عـلى حـكم الـعدا iiنزلا
غـفرانك  الله هل يرضى الدنية iiمَن      لـقاب  قـوسين أو أدنـا رقى iiنزلا
يـأبى لـه الـشرف المعقود iiغاربه      بـذروة  الـعرش عن كرسيه iiحولا
سـاموه إمـا هـواناً أو ورود iiردىً      فـساغ فـي فمه صاب الردى iiوحلا
خـطا  لـمزدحم الهيجاء خطوته ال      فـسحاء لا وانـياً عـزما ولا iiكسلا
يـختال  مـن جـده طـه ببرد iiبهاً      ومـن  أبـيه عـليٍّ فـي بجاد iiعلا
فـالكاتبان  لـه فـي لـوح iiحومتها      ذا  نـاظـم مـهجاً ذا نـاثر iiقـللا
يـمحو بـهذين مـن ألواحها صوراً      أجـل  ويـثبت في قرطاسها iiالأجلا
يـحيكُ  فـيها عـلى نـولي بسالته      مـن الـحمام إلـى أعـدائه iiحـللا
مـا  عَـضبه غير فصّال يداً iiوطلا      ولـدنه غـير خـياط حـشاً وكـلا
هـما مـعاً نـشرا مـن أرجـوانها      مـا جـلل الأرحبين السهل iiوالجبلا
تـقلّ  يـمناه مـشحوذ الغرار iiمضاً      مـواجـه عـلـقاً وهـاجة iiشـعلا
مـا  بـين مضطرب منه ومضطرم      نـار  تـلظّى ومـاء لـلمنون iiغلى
طـوراً يـقدّ وأحـياناً يـقط iiوفـي      حـاليهما  يـقسم الأجـسام مـعتدلا
فـهو  الـمقيم صلاة الحرب iiجامعة      لـم يـبق مـفترضاً مـنها iiومنتفلا
تـأتمّ  فـيه صـفوف مـن عزائمه      تـستغرق الكون ما استعلا وما iiسفلا
بـالـنحر كـبّر مـاضيه iiوعـامله      بـالصدر فـاتحة الطعن الدراك iiتلا

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث