مـا كنت احسب ان يهون iiعليكم ذلـي وتـسييري الـى iiالـطلقاء
هـذي يـتاماكم تـلوذ iiبـبعضها ولـكـم نـساء تـلتجي لـنساء
عـجبا لـقلبي وهـو يألف iiحبكم لـم لا يـذوب بـحرقة iiالارزاء
وعجبت من عيني وقد نظرت الى مـاء الـفرات فلم تسل في الماء
وألـومُ نـفسي فـي امتداد iiبقائها إذ لـيس تـفنى قـبل يـوم iiفناء
ما عذر من ذكر الطفوف فلم iiيمت حـزناً بـذكر الـطاء قبل iiالفاء
إنـي رضيت من النواظر iiبالبكا ومـن الـحشى بتنفس iiالصعداء
مـا قدر دمعي في عظيم iiمصابكم إلا كـشكر الـلّه فـي iiالالاء(12)
وكـلاهما لا يـنهضان iiبـواجب ابــداً لــدى الالاء iiوالارزاء
زعـمت امـية ان وقـعة دارها مثل الطفوف وذاك غير سواء(13)
ايـن الـقتيل عـلى الفراش iiبذلة مـن خائض الغمرات في iiالهيجاء
شـتان مـقتول عـليه iiعـرسه تـهوى ومقتول على الورهاء(14)
لـيس الذي اتخذ الجدار من iiالقنا حـصناً كـمقريهن فـي iiالاحشاء
______________________________________
11 نعأ فلاناً (كقطام) أي إنعه وأظهر خبر وفاته. ومنه قول ابى تمام:
نعأ إلى كل حي نعى فتى العرب اختط ربع الغنا
12 الالاء: النعم.
13 يشير الى مصرع الخليفة الثالث (عثمان بن عفان) حين تألب المسلمون على قتله في
داره سنة 35 ه بعد أن امتنع عن تنفيذ رغباتهم في خلع نفسه او اقصاء أقاربه عن
الحكم وقتلت معه زوجته نائلة بنت القرافصة وعمره يومئذ 84 سنة.
14 الورهاء: الفرس.
وقال في رثائه أيضا عليه السلام وذكر في آخرها الشهيد زيد بن علي بن الحسين (ع)
أغـابـات اســد أم بــروج iiكـواكب ام الـطـف فـيه اسـتشهدت آل iiغـالب
ونـشر الـخزامى سـار تـحمله iiالـصبا ام الـطيب مـن مـثوى الـكرام iiالاطائب
وقـفـت بـه رهـن الـحوادث انـحني مـن الوجد حتى خلتني قوس ii(حاجب)(15)
تـمـثلت فــي اكـنافه ركـب iiهـاشم تـهـاوت الـيه فـيه خـوص iiالـركائب
اتـوهـا وكـل الارض ثـغر فـلم يـكن لـهـم مـلـجأ إلا حــدود iiالـقواضب
وسـمـراً اذا مــا زعـزعوها حـسبتها مـن الـلين اعـطاف الـحسان الكواعب
وان ارسـلـوها فــي الـدروع iiرايـتها أشــد نـفـوذاً مـن اخ الـرمل واثـب
هــم الـقـوم تــؤم لـلعلاء ولـيدهم ونـاشـؤهم لـلـمجد أصـدق iiصـاحب
اذا هــو غـنـته الـمـراضع iiبـالـثنا صـغـى آنـسـا بـالمدح لا بـالمحالب
ومــن قـبـل تـلـقين الاذان iiيـهـزه نــداء صـريـخ أو صـهيل سـلاهب
بـنـفسي هـم مـن مـستميتين iiكـسروا جـفون الـمواضى فـي وجـوه iiالكتائب
وصـالوا عـلى الاعـداء اسـداً ضوارياً بـعـوج الـمواضي لا بـعوج iiالـمخالب
تـراهـم وان لـم يـجهلوا يـوم iiسـلمهم اقــل ظـهـوراً مـنهم فـي iiالـمواكب
اذا نـكـرّتـهم بـالـغـبار iiعـجـاجـة فـقـد عـرفـتهم قـضبهم iiبـالمضارب
بـها لـيل لـم يـبعث لـها العتب iiباعث اذا قــرّط الـكـسلان قـولُ iiالـمعاتب
فـحـاشاهم صـرعـى ومــن iiفـتياتهم بـهم قـد أحـاط الـعتب مـن كل iiجانب
تـعـاتـبهم وهــي الـعـليمة انـهـم بـريـئون مـما يـقتضي قـول iiعـاتب
ومـذهولة فـي الـخطب حـتى عن iiالبكا فـتدعو بـطرف جـامد الـدمع iiنـاضب
تـلبي بـنو عـبس بـن غـطفان فـتية لـهم قـتلت صـبراً بـايدي iiالاجانب(16)
وصـبيتكم قـتلى واسـرى دعـت iiبـكم فـما وجـدت مـنكم لـها مـن iiمـجاوب
ومــا ذاك مـمـا يـرتـضيه iiحـفاظكم قـديماً ولـم يـعهد لـكم فـي iiالـتجارب
عـذرتـكـم لــم اتـهـمكم iiبـجـفوة ولا سـاورتـكم غـفـلة فـي iiالـنوائب
شـكت وارعـوت اذ لـم تجد من iiيجيبها وما في الحشى ما في الحشى غير ذاهب(17)
وبـاكـية حــرى الـفـؤاد iiدمـوعـها تـصعَّدُ عـن قـلب مـن الـوجد iiذائـب
تـصـك يـديـها فـي الـترائب iiلـوعة فـتـلهب نــاراً مــن وراء iiالـترائب
ومــدت الـى نـحو الـغريين طـرفها ونــادت أبـاها خـير مـاش iiوراكـب
أبـــا حـسـن ان الـذيـن iiنـمـاهم أبــو طـالـب بـالطف ثـار iiلـطالب
تـعاوت عـليهم مـن بـني صخر عصبة لـثارات يـوم الـفتح حـرَّى iiالـجوانب
وسـامـوهـم امـــا الـحـياة بـذلـة أو الـمـوت فـاختاروا أعـز iiالـمراتب
فـهـاهم عـلى الـغبراء مـالت iiرقـابهم ولـما تـمل مـن ذلـة فـي iiالـشواغب
سـجـودٌ عـلى وجـه الـصعيد iiكـأنما لـها فـي مـحاني الطف بعض المحارب
مـعـارضـها مـخـضـوبة فـكـأنـها مـلاغـم اســد بـالـدماء iiخـواضـب
تـفـجر مـن اجـسامها الـسمر iiاعـيناً وتـشـتق مـنـها انـهر iiبـالقواضب(18)
ومـما عـليك الـيوم هـوّن مـا iiجـرى ثـووا لا كـمثوى خـائف الـموت ناكب
أصـيـبوا ولـكـن مـقـبلين iiدمـاؤهم تـسـيل عـلـى الاقـدام دون iiالـعراقب
مـمـزقـة الادراع تـلـقا iiصـدورهـا ومـحفوظة مـا كـان بـين iiالـمناكب(19)
تـأسـى بـهـم آل الـزبـير iiفـذلـلت لـمصعب في الهيجا ظهور iiالمصاعب(20)
ولـولاهـم آل الـمـهلب لــم iiتـمـت لـدى واسـط مـوت الابـي iiالمحارب(21)
وزيــد وقــد كــان الابـاء iiسـجية لابـائـه الـغـر الـكـرام الاطـائب(22)
كــأن عـلـيه ألـقـي الـشبح iiالـذي تـشـكل فـيـه شـبه عـيسى iiلـصالب
فـقل لـلذي أخـفى عـن الـعين iiقـبره مـتى خـفيت شـمس الـضحى بالغياهب
وهــل يـختفي قـبر امـرئ iiمـكرماته بـزغـن نـجـوماً كـالـنجوم iiالـثواقب
ولـو لـم تـنمُّ الـقوم فـيه الـى iiالعدى لـنـمَّت عـلـيه واضـحـات iiالـمناقب
كــأن الـسـما والارض فـيه iiتـنافسا فـنـال الـفضا عـفواً سـني iiالـرغائب
لـئن ضـاق بـطن الارض فـيه iiفـانه لـمن ضـاق فـي آلائـه كـل iiراحـب
عـجبت ومـا احـدى الـعجائب فـاجأت بـمـقتل زيــد بـل جـميع iiالـعجائب
اتـطـرد قـربـى احـمد عـن iiمـكانه بـنو الـوزغ الـمطرود طـرد الـغرائب
وتـحـكم فـي الـدين الـحنيف iiوإنـها لانـصـب لـلاسلام مـن كـل iiنـاصب
___________________________________________
15 ويعني حاجب بن زرارة التميمي صاحب القوس التي رهنها عند كسرى انوشروان وقصته
معروفة.
16 تلبي بنو عبس بن غطفان فتية
ويقرأها الذاكرون (تلبي بنو ذبيان اصوات فتية) وهو غير صحيح لان التلبية كانت لبني
عبس حين ثأروا لصبيتهم الثمانية الذين قتلهم بنو ذبيان وكانوا رهائن عند مالك بن
شميع وذلك في الحرب التي دارت بين ابني بغيض (ذبيان وعبس) 40 سنة بسبب تسابق (قيس
وحمل) على رهان مائة ناقة وتفصيلها في الكتب التاريخية الكبيرة.
17 كلمة (ما) في الجملتين من هذا الشطر اسم موصول.
18 ونظر في معنى بيته الى قول ابن نباتة السعدي
خلقنا باطراف القنا في ظهورهم عيوناً لها وقع السيوف حواجب
19 تداول هذا المعنى الشعراء والاصل فيه قول الحصين بن الحمام المرى:
ولسنا على الاعقاب تدمى كلومنا ولكن على اقدامنا تقطر الدما
20 في هذه الابيات ذكر المشاهير من الاباة ففي الاول اشار الى مصعب بن الزبير الذي
قتل سنة 71 ه وكان العضد الاقوى في تثبيت ملك اخيه عبداللّه بالحجاز والعراق ولاه
اخوه البصرة فزحف على الكوفة وقتل المختار ثم زحف عليه عبد الملك ابن مروان بجيوش
الشام وعرض عليه الامان والولاية على العراق وبذل له الف الف درهم فابى الخضوع
للحكم الاموي وتخاذل عنه اصحابه وقاتل حتى قتل على نهر (الدجيل) بالقرب من (مسكن)
سنة 71 ه .
21 أشار الى يزيد بن المهلب ابن ابي صفرة الازدي من الشجعان الاباة تنقل في عدة
ولايات في العهد الاموي وحبس مراراً ثم اطلق ونهض بالبصرة ونازع بني امية الخلافة
فقاتله مسلمة بن عبد الملك وقتل بين واسط وبغداد سنة 102 ه
22 أشار الى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) الذي نهض سنة
120 ه في الكوفة بعد ما بايعه كثير من أهلها فجهز اليه هشام بن عبد الملك جيشاً
بقيادة يوسف بن عمرو الثقفي وقاتل حتى استشهد في السبخة واخرجه بنو امية بعد دفنه
وصلبوه في كناسة الكوفة اربع سنين ثم أحرقوه بعد ذلك بالنار وعمره يوم قتل 42 سنة.
وقال أيضا في رثائه عليه السلام:
لـي حـزن يـعقوب لا ينفك ذا iiلهب لـصرع نـصب عيني لا الدم iiالكذب
وغـلمة مـن بـني عـدنان iiأرسلها لـلجد والـدها فـي الحرب لا iiاللعب
ومـعـشر راودتـهم عـن iiنـفوسهم بيض الضبا غير بيض الخرّد iiالعرب
فـانـعموا بـنفوس لا عـديل iiلـها حتى لسيلت على الخرصان iiوالقضب
فـانظر لاجـسادهم قـد قـدَّ من iiقبل اعضاؤها لا الى القمصان iiوالاهب(23)
كـل رأى ضـرَّ ايـوب فما iiركضت رجـل له غير حوض الكوثر iiالعذب
قـامت لـهم رحـمة الباري تمرضهم جـرحى فـلم تدعهم للحلف iiوالغضب
وآنـسين مـن الـهيجاء نـار iiوغى في جانب الطف ترمي الشهب بالشهب
فـيمموها وفـي الايـمان بيض iiضباً ومـا لـهم غـير نصر اللّه من iiارب
تـهش فـيها عـلى اسـاد iiمـعركة هـش الـكليم على الاغنام iiللعشب(24)
اذا انـتضوها بـجمع مـن iiعـدوهم فـالهام سـاجدة مـنها عـلى iiالترب
ومـولـجين نـهـار الـمـشرفيةفي لـيل الـعجاجة يـوم الروع iiوالرهب
ورازقـي الـطير ما شاءت iiقواضبهم مـن كـل شـلو من الاعداء مقتضب
ومـبـتلين بـنـهر مــا iiلـوارده مـن الـشهادة غـير البعد iiوالحجب
فـلـن تُـبُلْ ولا فـي غـرفة iiابـداً مـنه غـليل فـؤاد بـالظما iiعـطب
حـتى قـضوا فـغدا كـل iiبمصرعه سـكينة وسـط تـابوت مـن الكثب
فـليبك (طـالوت) حـزناً للبقية iiمن قـد نـال (داود) فـيه أعـظم iiالغلب
أضـحى وكـانت لـه الاملاك iiحاملة مـقـيداً فـوق مـهزول بـلا قـتب
يـرنوا الـى الناشرات الدمع iiطاوية أضـلاعهن عـلى جـمر من iiالنوب
و (الـعاديات) مـن الفسطاط iiضابحة و (الـموريات) زناد الحزن في iiلهب
و (الـمرسلات) مـن الاجفان iiعبرتها و (الـنازعات) بـروداً في يد iiالسلب
و (الـذاريات) تـرابا فـوق iiأرؤسها حـزناً لـكل صـريع بـالعرا iiترب
ورب مـرضعة مـنهن قـد نـظرت رضـيعها فاحص الرجلين في الترب
تـشـوط عـنـه وتـأتـيه iiمـكابدة مـن حـاله وظـماها أعـظم iiالكرب
فـقل (بـهاجر) (اسـماعيل) احزنها مـتى تـشط عنه من حرّ الظما iiتؤب
ومـا حـكتها ولا (ام الـكليم) iiأسـى غـداة فـي الـيمّ الـقته من iiالطلب
هـذي الـيها ابـنها قد عاد iiمرتضعاً وهـذه فـي سـقي بـالبارد iiالـعذب
فـأين هـاتان مـمن قد قضى iiعطشاً رضـيعها ونـأى عـنها ولـم iiيؤب
بـل آب مـذ آب مـقتولا ومـنتهلا مـن نـحره بـدم كـالغيث iiمنسكب
شـاركنها بـعموم الـجنس iiوانفردت عـنهن فـيما يخص النوع من iiنسب
كـانت تـرجى عـزاءاً فيه بعد iiأب لـه فـلم تـحظ بـابن لا ولا iiبـأب
فـاصـبحت بـنـهار لا ذكـاء iiلـه وبـاتت الـليل فـي جـو بلا شهب
وصـبية مـن بـني الـزهرا iiمربقة بـالحبل بـين بـني حـمالة iiالحطب
كــأن كــل فـؤاد مـن iiعـدوهم صـخر بن حرب غدا يفريه بالحرب
لـيت الالـى اطعموا المسكين iiقوتهم وتـالبيه وهـم فـي غـاية iiالـسغب
حـتى أتى (هل أتى) في مدح iiفضلهم مـن الالـه لـهم فـي أشرف iiالكتب
يـرون بـالطف ايـتاماً لـهم iiاسرت يـستصرخون مـن الابـاء كل iiابى
وأرؤس سـائـرات بـالرماح رمـى مـسيرها عـلماء الـنجم iiبـالعطب
تـرى نـجوماً لـدى الافـاق iiسائرة غـير الـتي عـهدت بالسبعة iiالشهب
كـواكب فـي سـما الـهيجاء iiثابتة سـارت ولـكن باطراف القنا iiالسلب
لم أدر والسمر مذناءت بها iiاضطربت مـن شدة الخوف أم من شدة iiالطرب
لاغـرو ان هـزها تـيه غداة iiغدت مـشـارقاً لـبدور الـعز iiوالـحسب
وان تـرع فـلما وشـكاً لـه iiنظرت مـن حـطها بصدور القوم iiواللبب(25)
وكـيف لـم تضطرب والحاملون لها لـم يـبق مـنها فؤاد غير iiمضطرب
لـعظم مـا شاهدوا يوم الطفوف iiفهم يـرونه فـي بـعيد الـعهد عن iiكثب
بـعداً لـقوم أبـادوا خـصب ربعهم فـاصبحوا بـعدهم فـي مربع iiجدب
والـقـاتلين لـسـادات لـهم حـسداً عـلى علا الشرف الوضاح iiوالحسب |