والـفضل آفـة أهـليه ويـوسف iiفي غـيابة الـجبّ لـولا الفضل لم iiيغب
وصـفوة الـلّه لـم يـسجد له iiحسداً ابـليس لـما رأى من أشرف iiالرتب
وحـسن نـصر بـن حجاج نفاه iiوفي سـواه طـيبة مـنها العيش لم iiيطب
يـا سـادتي يـا بني الهادي ومن iiلهم بـثي وحزني اذا ما ضاق دهري iiبي
نـدبـتكم فـاجـيبوني فـلست iiأرى سـواكم مـستجيباً صـوت مـنتدب
فـانـتم كـاشفوا الـبلوى iiوعـندكم صـدق الامـاني فلم تكذب ولم تخب
ألـسـتم جـعـل الـباري iiبـيمنكم رزق الـخلائق من عجم ومن iiعرب
بـل انـتم سـبب بـالعرش iiمتصل لـكل ذي سـبب أو غـير ذي iiسبب
____________________________________
23 والاهب بالضم جمع إهاب: الجلد.
24 في مجمع البيان عند ذكر قوله تعالى (أهش بها على غنمي) أي أضرب الشجر ليتساقط
الورق فتأكل غنمي منه.
25 اللبب واللبّه بالفتح المنحر وموضع القلادة من الصدر وفي بعض النسخ (اليلب) وهي
الترس أو الدروع أو جلود يخرز بعضها الى بعض وتلبس على الرؤوس خاصة وما اثبتناه الى
قصد الشاعر.
وله في رثائه عليه السلام:
يـا بن بنت النبي عذراً iiفاني قـد رأيـت الحياة بعدك iiذنبا
مـن تـراه أشـد مني وقاحاً جـعل الـصبر بعد قتلك iiدأبا
فـكأني لـم يأتني خبر iiالطف او اني استسهلت ما كان صعبا
اين حبي ان لم أمت لك iiحزناً اين حزني ان لم أمت لك iiحبا
وله في رثائه عليه السلام:
لـم انـس وقعة كربلاء iiوان أنـسى الرزايا بعضها iiبعضا
مـن ايـن بـعد السبط iiمفتقد فيكون عضب مصابه iiامضى
قـالوا الـحسين لاجلكم iiكرماً شرب الحتوف فقلت لا أرضى
ارضـى بان أرد الجحيم iiولا يـرد الـردى قتلا ولا iiقبضا
بـابي أبـاة لـم تـرد iiابـداً ضـيما سقت بدمائها iiالارضا
هـي لا تـبالي أن يصاب لها هـام اذا حـاطت لها iiعرضا
ولـطالما اضطرب الشئآم iiاذا أبـدى الحجاز بقضبهم iiومضا
لـم أنـس زينب إذ تقول iiوقد كـض المصاب فؤادها iiكضا
لـلّه رزء قـد أصـاب لـنا نـدباً فـعطل بـعده iiالفرضا
ومـضى بـصحة ديـننا فغدا حـتى المعاد يُعد في iiالمرضى
وتـرد تـدعو الـقوم iiواعظة إذ لـيس يسمع كافر iiوعظا(26)
يـا قـوم قـتلكم الحسين iiاما يـكفيكم عـن صدره iiالرضا
أو مـا كفاكم نهبكم خيم iiالنسوا ن عــن ابـرادها iiتـنضى
أبـديـتم اصـواتنا iiجـزعاً ولـطالما هـي تـألف iiالغضا
ارقـدتم عـين الـضلال iiبنا ومـنعتم عـين الهدى غمضا
مـا كـان ذنـب مـحمد iiلكم حـتـى قـتلتم آلـه iiبـغضا
الـخـيل واردة iiوصــادرة مـن فوق صدر سليله iiركضا
ونـسـاؤه تـشكو iiوصـبيتهُ حـرَّ الـظما وحرارة iiالرمضا
وتـقول وهـي لـهم iiموبخة مـا لا يـرون لبعضه iiدحضا
بـالامـس ابـرمنا iiعـهودكم والـيوم اسـرعتم لـها iiنقضا
أكـبـادكم لـلـغيظ iiأوعـية بـالطف الـفيتم لـها iiنـفضا
فـلشد مـا ربـضت iiكلابكم حـذر الاسود فلم تطق iiنهضا
جـئتم بـها شـوهاء iiمعضلة لا تـملكون لـعارها رحـضا
____________________________________________
26 وهذه القافية جاءت مخالفة لروي القصيدة فاثبتناها كما وجدت في الاصل.
وقال في رثائه عليه السلام:
مـا ضـاق دهرك إلا صدرك iiاتسعا فـهل طـربت لوقع الخطب iiمذوقعا
تــزداد بـشـراً اذا زادت iiنـوائبه كـالبدر ان غـشيته ظـلمة iiسـطعا
وكـلما عـثرت رجـل الزمان iiعمى أخـذت فـي يـده رفـقاً وقلت iiلعا
وكـم رحـمت الـليالي وهي ظالمة ومـا شـكوت لـها فعلا وان iiفضعا
وكـيف تـعظم فـي الاقـدار iiحادثة عـلى فـتى بـبني المختار قد فضعا
أيـام أصـبح شـمل الشرك iiمجتمعاً بـعد الـشتات وشمل الدين iiمنصدعا
سـاقت عـدياً بـنو تـيم iiلـظلمهم امـامها وثـنت حـربا لـها iiتـبعا
مـا كـان أوعر من يوم الحسين iiلهم لـولا ... لـنهج الـغصب قد iiشرعا
سـلاظبا الـظلم مـن اغماد iiحقدهما ونـاولاها يـزيداً بـئس مـا صنعا
فـقـام مـمـتثلا بـالطف امـرهما بـبيض قـضب هـما قدماً لها iiطبعا
لاغـرو ان هـو قـد الفى اباه على هـذا الـضلال اذا مـا خلفه iiهرعا
وجـحفل كـالدبا جـاء الـدباب iiبه ومـن ثـنية هرشى نحوكم iiطلعا(27)
يـا ثـابتاً فـي مـقام لـو حـوادثه عـصفن فـي يـذبل لانـهار iiمقتلعا
ومـفرداً مـعلماً فـي ضـنك iiملحمة بـها تـعادى عـليه الشرك iiواجتمعا
لـلّه أنـت فـكم وتـر طـلبت iiبه لـلـجاهلية فـي احـشائها iiزرعـا
قـد كـان غرساً خفياً في iiصدورهم حـتى اذا امـنوا نـار الوغى iiفرعا
واطـلعت بعد طول الخوف iiأرؤسها مـثل الـسلاحف فيما اضمرت طمعا
واسـتأصلت ثـار بـدر في iiبواطنها واظهرت ثار من في الدار قد iiصرعا
وتـلكم شـبهة قـامت بـها iiعصب عـلى قـلوبهم الـشيطان قـد طبعا
ومـذ اجـالوا بـأرض الطف iiخيلهم والـنقع أظـلم والـهندي قـد iiلـمعا
لـم يطلب الموت روحاً من iiجسومهم إلا وصـارمك الـماضي لـه شـفعا
حـتى اذا بـهم ضـاق الفضا iiجعلت سـيوفكم لـهم فـي الـموت iiمتسعا
وغـص فـيهم فـم الغبرا وكان لهم فـم الـردى بعد مضغ الحرب iiمبتلعا
ضـربت بـالسيف ضربا لو iiتساعده يـد الـقضاء لـزال الشرك iiوانقشعا
بـل لو تشاء القضا ان لا يكون iiكما قـد كـان غير الذي تهواه ما iiصنعا
لـكـنكم شـئتم مـا شـاء iiبـارؤكم فـحكمه ورضـاكم يـجريان iiمـعا
ومـا قـهرتم بـشيء غير ما رغبت لــه نـفوسكم شـوقاً وان iiفـضعا
لا تـشـمتن رزايـاكـم عـدوكـم فـما امـات لـكم وحـياً ولا قـطعا
تـتـبعوكم ورامـوا مـحو فـضلكم فـخيب الـلّه مـن فـي ذلكم iiطمعا
انـي وفـي الصلوات الخمس iiذكركم لـدى الـتشهد لـلتوحيد قد iiشفعا(28)
فـمـا أعـابك قـتلٌ كـنت iiتـرقبه بـه لـك الـلّه جـم الفضل قد جمعا
ومـا عـليك هـوان ان يشال iiعلى الـميَّاد مـنك مـحيّاً لـلدجى iiصدعا
كـأن جـسمك موسى مذهوى iiصعقاً وان رأسـك روح الـلّه مـذ iiرفـعا
بـكـاك آدم حـزنـاً يـوم iiتـوبته وكـنت نوراً بساق العرش قد iiسطعا
كـفى بـيومك حـزنا انـه بـكيت لـه الـنبيون قـدما قـبل ان iiيـقعا
ونـوح ابـكيته شـجواً وقـلَّ iiبـان يـبكي بـدمع حـكى طـوفانه iiدفعا
ونـار فـقدك فـي قـلب الخليل iiبها نـيران نـمرود عـنه الـلّه قد iiدفعا
كـلمت قـلب كـليم الـلّه iiفانبجست عـيناه دمـعاً دمـاً كـالغيث iiمنهمعا
ولـو رآك بـارض الـطف iiمنفرداً عـيسى لـما اختار ان ينجو iiويرتفعا
ولا احــب حـيـاة بـعد iiفـقدكم ومـا أراد بـغير الـطف iiمضطجعا
يــا راكـباً شـدقمياً فـي iiقـوائمه يـطوي اديـم الـفيافي كـلما ذرعا
يـجتاب مـتقد الـرمضاء iiمـستعراً لـو جـازه الطير في رمضائه iiوقعا
فـرداً يـكذب عـينيه اذا iiنـظرت فـي الـقفر شخصا واذنيه اذا iiسمعا
عـجْ بالمدينة وأصرخْ في iiشوارعها بـصرخة تـملا الـدنيا بـها iiجزعا
نـاد الـذين اذا نـادى الصريخ iiبهم لـبوَّه قـبل صدى من صوته iiرجعا
يـكـاد يـنفذ قـبل الـقصد iiفـعلهم لـنصر مـن لـهم مـستنجداً iiفزعا
مـن كـل آخـذ لـلهيجاء iiأهـبتها تـلـقاه مـعـتقلا بـالرمح iiمـدرعا
لا خـيله عـرفت يـوماً iiمـرابطها ولا عـلى الارض لـيلا جنبه iiوضعا
يصغي الى كل صوت علَّ iiمصطرخاً لـلاخذ فـي حـقه مـن ظالميه iiدعا
قـل يـا بـني شيبة الحمد الذين iiبهم قـامت دعـائم ديـن الـلّه iiوارتفعا
قـوموا فـقد عصفت بالطف iiعاصفة مـالت بـارجاء طود العز iiفانصدعا
لا انـتـم انـتم ان لـم تـقم iiلـكم شـعواء مـرهوبة مـرأى iiومستمعا
نـهـارها أســود بـالنقع iiمـعتكر ولـيلها أبـيض بـالقضب قد نصعا
ان لـم تـسدوا الفضا نقعا فلم iiتجدوا الـى الـعلا لـكم مـن منهج iiشرعا
فـلتلطم الـخيل خـدَّ الارض iiعادية فـان خـدَّ حـسين لـلثرى iiضرعا
ولـتملا الارض نـعياً في iiصوارمكم فـان نـاعي حسين في السماء iiنعى
ولـتذهل الـيوم مـنكم كل iiمرضعة فـطفله مـن دمـا أوداجـه iiرضعا
لـئن ثـوى جـسمه في كربلاء iiلقى فـراسه لـنساه فـى الـسباء iiرعى
نـسـيتم أو تـنـاسيتم كـرائـمكم بـعد الـكرام عـليها الـذل قد iiوقعا
أتـهجعون وهـم اسـرى iiوجـدهم لـعمه لـيل بـدر قـط مـا iiهـجعا
فـليت شـعري مـن الـعباس iiأرقَّه أنـينه كـيف لـو أصـواتها iiسمعا
وهـادر الـدم مـن هـبار ساعة iiإذ بـالرمح هودج من تنمى له iiقرعا(29)
مـا كـان يـفعل مذ شيلت iiهوادجها قسراً على كل صعب في السرى ظلعا
مـا بـين كـل دعـي لم يراع iiبها مـن حـرمة لا ولا حق النبي رعى
بـني عـلي وأنـتم لـلنجا iiسـببي فـي يـوم لا سـبب إلا وقـد قطعا
ويـوم لا نـسب يـبقى سوى iiنسب لـجـدكم وابـيـكم راح مـرتـجعا
لـو مـا أنـهنه وجـدي في iiولايتكم قـذفت قـلبي لـما قـاسيته iiقـطعا
مـن حـاز مـن نعم الباري iiمحبتكم فـلا يـبالي بـشيء ضـر أو iiنفعا
فـانها الـنعمة العظمى التي رجحت وزنـاً فـلو وزنـت بـالدر iiلارتفعا
مـن لـي بنفسٍ على التقوى موطنةً لا تـحفلن بـدهر ضـاق أو iiوسـعا
_______________________________________
27 هرشى ثنية بين مكة والمدينة قريبة من الجحفة يرى منها البحر ولها طريقان فكل من
سلكهما كان مصيباً (لسان العرب) وفيها حاول جماعة من المنافقين اغتيال النبي صلى
الله عليه وآله بعد رجوعه من حجة الوداع.
28 الشفع من الاعداد ما كان زوجاً تقول كان وتراً فشفعته بآخر.
29 هبار بن الاسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى من قريش كان شاعراً هجا النبي قبل
إسلامه وأباح النبي دمه يوم فتح مكة لانه روع زينب بنت رسول اللّه زوجة ابي العاص
بن الربيع حين حملها حموها الى المدينة ليلحقها بابيها
بعد وقعة بدر فتبعهما هبار وقرع هودجها بالرمح وكانت حاملا فاسقطت ما في بطنها فقال
صلى الله عليه وآله ان وجدتموه فاقتلوه وجاء في (الجعرانه) قرب مكة فاسلم فقال صلى
الله عليه وآله الاسلام يجب ما قبله.
وله في رثائه عليه السلام:
امـا فـي بـياض الشيب حلم لاحمق بـه يـتلافى مـن لـياليه مـا iiبقي
ومـا بـالالى بـانوا نـذير iiلـسامعٍ فـان مـناديهم يـنادي الـحق الحق
وان امـرأ سـرن الـليالي iiبـظعنه لاسـرع مـمن سـار من فوق iiأينق
وسـيان عند الموت من كان مصحراً ومـن كان من خلف الخباء iiالمسردق
وهـل تـؤمن الدنيا التي هي iiانزلت (سـليمان) مـن فـوق البناء iiالمحلق
ولا سـدَّ فـيها (الـسد) عـمن iiاقامه طـريق الـردى يوماً ولا ردّ ما iiلقي
وأعـظم مـا يـلقى من الدهر iiفادح رمـى شـمل آل المصطفى iiبالتفرق |