فـمن بـين مـسموم وبـين iiمـشرد وبـيـن قـتـيل بـالـدماء iiمـخلّق
غـداة بـني عـبد الـمناف iiأنـوفهم ابـت ان يـساف الضيم منها بمنشق
سـرت لـم تـنكب عن طريق iiلغيره حـذار الـعدى بل بالطريق iiالمطرق
ولا دخـلت تـحت الـذمام ولا iiاتقت بـغير الـقنا اعـداءها يـوم iiتـتقي
الـى أن أتت ارض الطفوف iiفخيمت بـاعـلى سـنـام لـلعلاء iiومـفرق
واخـلفها مـن قـد دعـاها فلم iiتجد سوى السيف مهما يعطها الوعد يصدق
فـمـالت الـى أرمـاحها iiوسـيوفها وأكـرم بـها أنـصار صدق iiوأخلق
تـعاطت على الجرد العتاق دم iiالطلا ولا كـمـعاطات الـمـدام iiالـمعتق
فـما بـرحت تـلقى الـحديد iiبـمثله قـلـوباً فـتثني فـيلقا فـوق iiفـيلق
الـى أن تـكسرن الـعواسل iiوالضبا ومـزقـت الادراع كــل مـمـزق
وتـاقت الـى لـقيا الالـه نـفوسها فـفارقن مـنها كـل جـسم iiمـفرق
ومـا فـارقت أيـمانها بيض iiقضبها ومــا سـقطت إلا بـكف iiومـرفق
ومـا ربـحت مـنها العدى بعد iiقتلها مـن الـسلب إلا بـالدلاص iiالمخرق
الا (مـتهم) يـنحو الـمدينة iiمسرعاً لـيوصلها عـني رسـالة ii(مـعرق)
اذا حـلَّ مـنها مـهبط الوحي iiفلينخ ويـعول كـأعوال الـولود الـمطرّق
اهـاشم هـبي لـلكفاح فـلم iiاخـل عـلى الـضيم يوماً أن تقري وتخفقي
فـان دم الانـجاب مـن آل iiغـالب اريـق عـلى كـف ابن ضبع iiمُلفَّق
فـلـيس بـمجد بـعد غـبنك iiفـيهم بـان تـقرعي سـناً عليهم iiوتصفقي
مـضى مـن قصى من غدت iiلمضيَّه كـوجه قـصير شانه جدع iiمنشق(30)
وكـم مـن صـبي لـم يشبَّ iiترفعاً عـن الـطوق ذي جيد بسيف iiمطوق
وطـفل عـلى الـغبراء تنظر iiوجهه كـشـقة بـدر بـالثريا iiمـقرطق(31)
اذاقـوهـم حـرّ الـحديد عـواطشاً ومـن عـذب مـاء قـطرة لم iiتذوّق
لـو ان رسـول الـلّه يـرسل iiنظرة لـردت الـى انـسان عـين iiمؤرق
وهـان عـليه يـوم (حـمزة) عـمه بـيوم حـسين وهو أعظم ما iiلقي(32)
ونـال شـجى من زينب لم ينله iiمن صـفـية إذ جـاءت بـدمع iiمـدفق
فـكم بـين مـن للخدر عادت iiكريمة ومـن سـيروها فـي الـسبايا iiلجلّق
ولـيت الـذي احنى على ولد (جعفر) بـرقة احـشاء ودمـع iiمـرقرق(33)
رأى بـين أيـدي الـقوم أيتام iiسبطه سـبايا تـهادى مـن شقي الى iiشقي
وريـانة الاجـفان حـرانة الـحشى فـفي مـحرق قامت تنوح ومغرق(34)
فـلا حـر احـشاها مـجفف iiدمعها ولا الـدمع ماض عن حشاها بمحرق
فـقل لـلنجوم الـمشرقات ألا اغربي ولا تـرغبي بـعد الـحسين بمشرق
فـقد غـاب مـنها في ثرى القبر نير مـتى هـي تـستقبل مـحياه تشرق
وقـل لـلبحار الزاخرات ألا iiانضبي مـضى مـن نـداه مـدّها بـالتدفق
_______________________________________
30 قصي بن كلاب بن مرة سيد قريش في عصره وهو الاب الخامس من سلسلة النسب النبوي
الطاهر.
وقصير بن سعد اللخمي من خلصاء جذيمة الابرش ملك العراق أيام الطوائف احد رجال القصة
المشهورة مع الزباء التي ملكت الجزيرة وفيه المثل المشهور (لامر ما جذع قصير أنفه).
31 وهذه القافية جاء بها للضرورة وذلك لانها لا تتفق والمعنى المقصود لان القرطق
كما قالوا قباء ذو طاق واحد فينبغي أن يأتي مكانها بكلمة (مقرط) بقرينة وجود الثريا
لانهم في الاغلب يشبهون القرط فيها. قال الارجاني:
تذكركم ليل لنا سالف قرطك قد كان ثرياه
32 يشير الى مصرع سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب يوم احد وموقف اخته صفية على جسده
ورأته وقد مثلت به هند بنت عتبة.
33 يشير الى عطف النبي صلى الله عليه وآله على ولدي جعفر بن ابي طالب الطيار وهما
محمد وعبداللّه بعد مقتل ابيهما في مؤته سنة (8) ه .
34 الصحيح (ريا الاجفان وحرى الحشا) ولعل الضرورة اضطرته لاستعمالها على غير الوجه
اللغوي الصحيح وذلك غير مغتفر من مثله.
وله في رثائه عليه السلام:
اذا أنـا لا أبـكي لـمثلك حـق iiلـي بـكائي عـلى انـي لـمثلك لا iiابكى
وكيف يصان الدمع من بعد ما iiاجتروا عـلى حـرمات الـلّه اعـداك بالهتك
أأنـسـى دمـوعاً أو دمـاءاً تـجاريا مـن الال يـوم الطف بالسفح iiوالسفك
بـنفسي مـلوك الـعزّ كافحت iiالعدى على العدل ما بين الورى لا على الملك
الـى أن مـضوا صرعى فميز iiقتلهم الـى الـناس ما بين الهداية iiوالشرك
فـان جـحدوا حـق الـوصي iiوفاطم وتــمـزيـق ذاك ... iiلـلـصـك
وسـم سـليل المصطفى الحسن iiالذي بـنكهته اعـتاض الـنبي عن المسك
فـلم يـجحدوا ذبح الحسين وما iiجرى عـليه غـداة الـطف من أعظم iiالفتك
فـتلك رزايـا فـي السماء الى iiالثرى فـمن مـلك يـبكي عـليه ومن iiملك
كـفى حـزناً ان الـمحاريب iiاظلمت غـداه توارى فى الثرى كوكب النسك
وقال في رثائه عليه السلام:
لـقد حـرمت سـلمى عليك iiخيالها فـلـم تـتوقع بـعد ذاك iiوصـالها
فـمن كـلّ عـن أمـر وحاول فوقه فـقد رام مـن بـين الامور iiمحالها
ومـن لـم يـنل داني السحاب iiفظلة اذا رام مـن شـهب الـسماء iiهلالها
وهـاجرة والـشيب عـلة iiهـجرها وتـلـك لـديها عـثره لـن تـقالها
لـقـد كـان يـدنيها الـيك iiمـودة فـتـأمن فـيـه هـجرها iiومـلالها
سـواد قـذال كـان في العين iiاثمدا فـسرعان مـا ولَّـى وأبقى القذا iiلها
وهـب انـها من فعلها الهجر iiوالجفا هـل الـنوم من عينيك جارى iiفعالها
لـيالي طـالت بـالصدود iiقصارها وقـد قـصر الـوصل القديم iiطوالها
هـي الـغيد ان دام الشباب يداً iiوإن ازيـل فـلا تـأمن هـناك iiزوالـها
يـعـذبن قـلبي والـشباب iiشـفيعه فـكيف وساعي الشيب فيه سعى iiلها
لـقد كـنَّ فـي لـيل الشباب iiكواكبا فـلما بـدا صـبح الـمشيب iiازالها
ومـا الـشيب إلا مـثل نار ضياؤها بـفودك والاحـشاء تصلي iiاشتعالها
وان سـراج الـعيش حان iiانطفاؤها فـقد اشـعلت نـار الـمشيب iiذبالها
وكــل بـعـيد لـلـحياة iiمـقرب اذا مـاحدت فـيه الـليالي جـمالها
ألا هـبة لـلنفس مـن سـنة iiالهوى الـى رتـبة مـن حارب النوم نالها
فـلو لـم تنم اجفان عمرو بن iiكاهل لـما نـالت الـنمران مـنه iiمـنالها
فـلمها عـلى سـوء الفعال iiابتداؤها لـتختم فـي حـسن الـمقال iiفعالها
اذا الـنفس لـم تـختم عواقب iiفعلها بـمدح بـني الهادي اطالت iiضلالها
ولـم تـبتكر فـيه الـمعاني iiوانـما تـكرر فـي الـقرآن مـا اللّه iiقالها
اعـــزاء إلا انـهـا iiلـضـيوفها تـذل فـتنسى الـنازلين iiارتـحالها
انـالت بـني الامـال فـوق iiمرامها ومـا كـدّرت بـالمن يـوماً iiنوالها
فـلم تـكن الـدنيا لـها غير iiدارها ومـا كـان خـلق الـلّه الا عـيالها
اذا جـاءت الـوفاد تـسأل iiرفـدها كـفتها بـتعجيل الـهبات iiسـؤالها
وقـد عـلمت اقرانها ولظى iiالوغى تـشب الـى ام الـسماء iiاشـتعالها
اذا مـادعت يـوماً نـزال تـبادرت الـيـها كـمـاة لا تـطيق iiنـزالها
مـحطمة ارمـاحها فـي iiصـدورها ومـغـمدة بـالهام مـنها iiنـصالها
سـرت بـعميد لا تـغضُّ iiجـفونه عـلى الضيم أو تعلو الصعيد iiجبالها
اخـي هـبوات حجب الشمس iiليلها وابـدى مـن البيض الصفاح iiمثالها
وذي غـزوات تـملا السمع iiصيحة وتـخرس ذعـراً مـن أراد iiمـقالها
بــوادره مـرهـوبة iiوحـروبـه تـقاسي ملوك الارض منها iiعضالها
سـما فـاستغاثت فـيه مـلة iiجـده وهـل تـستغيث الـناس إلا iiثمالها
غــداة أحـل الـظالمون iiحـرامها كـما حـرموا مـنها عـناداً حلالها
فـسـار بـظل الـسمهرية iiفـوقها مـن الطير ما اضحى العجاج iiظلالها
الـى أن أتـى أرض العراقين iiهادياً انـاساً أبـت فـي الدين إلا iiضلالها
فـسدت عـليه السبل من كف iiحيدر أطـاحت بـرغم الانف منها iiسبالها
وأهـل قـلوب قـد شـجتها iiمعاشر عـليها لـدى بـدر الـقليب iiاهالها
كـفاها افـتضاحاً حيث قامت iiتسومه دمـاءاً بـسيف الـلّه قـدما اسـالها
كـأني بـه والصحب صرعى كأنها ضـراغـمة غـول الـمنية iiغـالها
يـكافح والـهيجاء تـغلي بـخطبها مـراجـلها فـرسـانها iiورجـالـها
يريك اذا ما اومض السيف في الوغى وقـد أخـذت مـنه الـدماء iiانهمالها
ومـيض حـسام في سحاب iiعجاجة وقـطر دمـاء لا تـجف انـهطالها
ومـا اشـغلت مـنه الـحفاظ iiنقيبة اطـالت بـحفظ الـكائنات iiاشتغالها
الـى ان جـرى حكم المشيئة iiبالذي جـرى وعـروش الدين قسراً iiامالها
وقـوض بـالصبر الـجميل فتى iiبه فـقدن حـسان الـمكرمات iiجـمالها
لـك الـلّه مـقتولا بقتلى لك iiالهدى أبــاح قـديـما قـتـلها iiوقـتالها
فـليت رمـاحاً شـجرتك iiصدورها تـلقيت فـي احشاء صدري iiطوالها
ولـيت قـسياً قـد رمـتك iiسـهامها يـقاسي فـؤادي فـي فـداك iiنبالها
وبـيض صـفاح صـافحتك iiفليتني وقـيـتكها فـي صـفحتي صـقالها
واعـظم مـا يرمي القلوب iiبمحرق وتـهمي لـه سحب الجفون iiسجالها
عـقائلكم تـسري بـهن الى iiالعدى نـجائب انـساها الـمسير iiعـقالها
وزيـنب تدعو والشجى ملؤ صدرها بـمن مـلات صـدر الفضاء iiنوالها
أيـا اخـوتي لا أبـعد الـلّه iiمـنكم وجـوها تـود الـشهب تمسي iiمثالها
نـشـدتكم هـل تـرجعون iiلـحيكم فـتحيى عـفاة اتـلف الـدهر iiحالها
نـشدتكم هـل تـركزون iiرمـاحكم بـدار لـها الـوفاد شـدت رحـالها
وهـل اسـمعن تصهال خيلكم iiالتي يـود بـان يـمسي الهلال iiنعالها(35)
وهـل انـظر البيض المحلاة iiبالدما تـقـلّدتموها وانـتـضيتم iiنـصالها
فـيا لـيت شـعري هـل ابيتن iiليلة بـبحبوحة تـحمى وانـتم حمى iiلها
وتـمسي ديـاري مثل ما قد iiعهدتها مـلاذ دخـيل ظـل يـأوي حجالها
فـنيتم ولـم تـبلغ كـهول iiقـبيلكم مـشيبا ولا الـشبان تـلقى iiاكتهالها
هـبـوا انـكـم قـاتـلتم iiفـقـتلتم فـما ذنـب اطـفال تـقاسى iiنبالها
رجـالهم صـرعى واسرى iiنساؤهم واطـفالهم فـي الاسـر تشكو حبالها
فـما لـقصى احـجمت عن iiعداتها مـذ اسـتقصت الاوتار منها فما iiلها
والـويـة الاشــراف آل iiلـويـها لـوتها الاعـادي بـعد ما اللّه iiشالها
وان قـناة الـفخر مـن فهر iiقصّدت ولـم تـلق من بعد الحسين iiاعتدالها
ومـدركة تـدري عـشية iiادركـت مـناها الـعدى مـنها ونالت iiمنالها
بـنفسي قـوماً زايـلتني فـلم iiازل ارى كـل آن نـصب عيني iiخيالها
وكـيف انـثنت مـقطوعة iiوصلاتها ولــم تــر إلا بـالنبي iiاتـصالها
تـعل الـقنا مـنهم وتـنتهل iiالضبا وتـغـدو دمـاها عـلها iiوانـتهالها
مـصائب لا نـسطيع يـوما سماعها فـواعجبا كـيف اسـتطعنا مـقالها
فـيا مـن عليهم تجعل الناس في iiغد وفـي الـيوم مـن بعد الاله iiاتكالها
زفـفتُ إلـيكم مـن حـجال iiبديهتي عـروس نـظام دان أهل الحجى iiلها
فـان قُـبلت هـانتَ عظائم iiعثرتي وأيـقـنتُ ان الـلّـه فـيها iiاقـالها
فـما ضـرّ ديـواني سواد iiطروسه اذا لـقيتُ فـي الحشر منكم iiصقالها
ومـا ضـرّ مـيزاني ثقال iiجرائمي اذا كـنـتُ فـيها مـستخفاً iiثـقالها
ولا اخـتشي هـولاً وان كنت iiطالحاً اذا قـيل يـومَ الـحشرِ صالح iiقالها
___________________________________
35 وما أظرف قول الاموي الابيوردي في المعنى:
ولو رأت البدور نعال خيلي لصرن بها حواسد للاهلة
|