وقال مرتجلا يصف تلك الدار المذكورة حين دخلها ليلة النصف من شعبان سنة 1284 ه .
اتـكثر فـي الابصار هذي الثواقب وتـعظم لـلوراد هـذي iiالـمشارب
بـبيت ابـن من قام الوجود بسرهم فـمن جـودهم أنـهاره iiوالـكواكب
ولـو هـبطت وهو الصعود iiلبيتهم ذكـاء ومـا مـنها الاشـعة iiكاسب
وسـالت مـن الانـهار ما قد iiأعده إلــه الـورى لـلمتقين iiالاطـائب
لـمـا كـان ذا إلا الـقليل iiبـحقهم ومـا كـان إلا بعض ما هو iiواجب
بـكاظمهم غـيظاً سما (حسن) iiالعلا (وأحـمدهم) فـعلا تـنال الرغائب
فـتى لا يـرى للمال قدراً ولم يطع عـتاباً عـلى بـذل وان لج iiعاتب
كـأن الـذي يـعطيه بـاقٍ iiبـكفه وان الـذي يـبقى وان قـلَّ iiذاهب
فـتـى لا يـبالي ان تـفرق iiمـاله وقـد جـمعت فـيه لـديه iiالمناقب
ومـن عـجب أنى يلام على iiالندى فـتى قـد نـمته الاكرمون الاطائب
اذا كـانت الابـناء فـيها iiشـمائل لابـائـها فـالامـهات iiنـجـائب
ولـما رأى الاعـراب تعلي iiبيوتها وتـطلب فـخراً وهو نعم iiالمطالب
بـنى بـيت شعر فيه يجتمع iiالنهى وتـفخر أمـلاك السما لا iiالاعارب
اذا قـلته جـون الـسحاب يقول iiلي صـه أين مني في المنال iiالسحائب
إذا انـعقدت أبدت على الناس iiغيهباً وانـي الـذي تنجاب عنه iiالغياهب
كـأن عـمادي سـوق دوح iiثـماره وأوراقـه شـهب الـسماء iiالثواقب
فـهـن رجــوم لـلعدا iiوهـداية لـطلاب نـهج الحق والحق iiلاحب
وان أنـس لا أنس الهمام أخا iiالنهى فـتى كـنهه عن طائر الفكر iiعازب
لـه أسـوة فـي كل داع الى iiالهدى وان قـيل فى الدعوى وحاشاه iiكاذب
عـليه سـلام الـلّه مـا ذكر iiاسمه ووافـاه فـي أسـماء آبـاه خاطب
ومـا أشـرقت شمس النهار iiبمشرق ومـا حـازها عند المساء iiالمغارب
وقال يصف تلك الدار في الليلة المذكورة وقد احتفل فيها بميلاد أحد سلاطين آل عثمان
سنة 1286 ه
أضـاءت ولا مـثل النجوم iiالثواقب مـصابيح بـيت من بيوتات iiغالب
مـصابيح كـانت لـلمحب هـداية ولـكن رجـوماً لـلعدو iiالـمجانب
تـرى ضوءها أهل السماء كما iiترى لدى الافق أهل الارض نور الكواكب
ولـو أنها في الافق كانت لما iiغشى جـوانبه فـي الـدهر لون iiالغياهب
ولـم يـفتقر أفـق الـسماء iiلكوكب سـواها وقـد أغـنته عن كل iiثاقب
ولاحـت ولا كالشمس تحت iiغمامة (بـدا حاجب منها وضنت iiبحاجب)
ولـكـنها لاحــت كـنار iiقـراهم تـحيى الـبرايا من جميع iiالجوانب
يـؤججها وهـاجة فـي سـما iiالعلا فـتى قـد نمته الصيد من آل iiغالب
أخـو الـهمة الـعلياء أحمد من iiغدا لاحـمد يـنمى أصـله في iiالمناسب
ويـترع عـذباً خـاله الناس كوثراً بـه فـاز من قبل الظما كل iiشارب
لـدى لـيلة لـو مـثلها كـل iiليلة أمـنَّ الـليالي مـوبقات iiالـنوائب
سـمـت وتـعالت رفـعة iiبـمسرة لـمولى سـما بالملك أعلى iiالمراتب
يـؤدي لـها مـا كان فرضاً iiومثله فـتى لـيس يلهو قط عن كل واجب
يـعظم فـي الـدنيا شـعائر iiدولـة مـعظمة فـي شـرقها والـمغارب
يـواسـي مـليكا بـالمسرة iiطـالما يـواسي رعـاياه بـجمّ iiالـرغائب
تـقاسمه الـناس الـمسرات iiمـثلما تـقـاسمه أمـواله فـي iiالـمواهب
مـليك لـه دان الـملوك iiفأصبحت وهـم بين راجي النيل منه iiوراغب
أقــول وقــد أهـديـتها بـدوية تـتيه عـلى من في بيوت iiالاعارب
أبــت كـفؤها إلا ذوابـة هـاشم وفـاقت عـلواً عـن جميع iiالذوائب
المراثى
قال يرثي الشهداء الذين قتلوا في وقعة نجيب باشا في كربلاء ويتذمر من الحكم التركي
في ذلك العهد (1258 ه)(52) ويندب الامام المهدي (ع).
أحـلـماً وديـن الـلّه أوشـك iiيـتلف وصـبراً وداعـي الشرك يدعو iiويهتف
وحـتـى مـتى سـيف الالـه iiمُـعَلّلٌ بـضـرب طـلا أعـدائه iiومـسوَّف
هـو الـسيف مـا لم يألف الغمد iiنصله ومـا الـسيف سـيف وهو للغمد iiيألف
امـا آن أن تـحيي الـهدى بـعد موته بـيوم يـميت الـشمس نـقعا iiويكسف
وشـعواء فـيها الـدهر يـرجف iiخيفة ويـنسد مـنها الافق والارض iiترجف
ويـعـقد فـيها الـنقع غـيما iiمـظللا وتـرعد فـيها الاسـد والبيض iiتنطف
كـتـائب يـنطحن الـخميس كـباشها ولا روق إلا ذابــــل iiومـثـقـف
اذا نـزلت أرض الـعدو طـمت iiبـها بـحار دم فـعم عـلى الـنجم iiتشرف
تـزاحم بـرج الـحوت حـتى iiيعومها وتـدنو مـن الـكف الخضيب iiفتغرف
وان فـغرت لـلحرب فـاغرة iiالردى رمـوها بـما فـيه تـغضُّ iiوتـقذف
فـلا عـيب فـيهم غـير مطل عدوهم اذا اسـتقرضوا مـنه الـدما iiوتـسلفوا
وأوفــى عـبـاد الـلّـه إلا iiبـحالة اذا وعـدوا الـبيض الـغمود فلم iiيفوا
يـمـيلون شـوقـاً لـلـوغى فـكأنما كـؤوس الـردى صرف المدامة iiقرقف
اذا مـا احـتفت يـوم الـهياج iiجيادهم نـعلن مـن الـهامات ما البيض iiتنقف
أبـا الـقاسم الـمهديّ لا عـزَّ او ترى لـك الـكتب تـتلى والـكتائب iiتزحف
فـقـم طـالباً حـق الـخلافة مـعلماً فـهـاهي فـي أيـدي الـعدو iiتـلّقف
اتـصـدر وراداً لـكـم عـن iiركـيّها مُـحـلاة والـقـوم مـنـهن iiتـنزف
وتـوحـش هـاتـيك الـمنابر iiمـنكم وتـنـزو عـليهن الـقرود iiوتـشرف
امــا هـاشم قـدماً أذلّـوا صـعابها فـمـا بـالها تـيمٌ رقـوها وأردفـوا
وهــذا لــوأُ الـمسلمين iiبـرغمهم عـلى رأس أشـقى الـعالمين iiيرفرف
اذا أومـض البرق الحجازي في iiالدجى كـعرنين قـن مـن بني الزنج iiيرعف
شـخصنا الـيه مـثلما شـخصت iiالى الـحـمائم افــراخ لـهـا iiتـتشوف
رجـأً الـى الـسيف الذي في وميضه عـن الـخلق طراً ظلمة الجور iiتكشف
حـسام اذا مـا واكل الموت في iiالوغى مـضى بفم اضحى على الموت iiيجحف
وان ورد الاعـنـاق يـومـاً حـكينه مـن الـهيم بعد الخمس عطشى iiتَلَهّف
عـلى سـابق لـو رامت الريح iiسبقه لـعـادت الـيـه ظـالـعاً iiتـتقحف
دعـوتك والابـصار شـاخصة iiالـى ومـيـض حـسام لـلنواظر iiيـخطف
دعـوتـك لـلتوحيد قـد غـال أهـله اُنـاس عـلى الاوثـان تـحنو وتعكف
دعـوتك لـلدين الـحنيف فـقد iiغـدا ضـئيلاً عـليه الشرك يقوى iiفيضعف
دعــوتـك لـلـقرآن راح iiمـمـثلاً بـأيـدي اُنــاس غـيّروه iiوحـرّفوا
دعـوتـك لـلشرع الـشريف iiمـغيراً بـما قـعَّدوا أهـل الـضلال iiووظفوا
دعـوتك لـلمظلوم ضـاعت iiحـقوقه ولـيس لـه من عصبة الجور منصف
الـيـك ولــيّ الـلّه بـثّ iiشـكاية تُـهدِّ لـها الاطـواد والارض iiتخسف
أتـرضـى وأنـت الـمستجار iiبـاننا بـايدي الـعدا مـن أرضـنا iiنتخطّفُ
ومـا ألـفت أكـبادنا حُـبَّ iiغـيركم فـكـيف الــى أعـدائـكم iiنـتألف
وأنَّـى وأهـل الـدين تصحب عصبة سوى الجبت ديناً في الورى ليس تعرف
وكـيف نـغادي أو نـراوح iiمـعشراً يـميل بـنا عـنهم ولاكـم ويـصرف
إذا أنـت بـالاغضاء عـاملت iiكاشحاً فـمـن ذا عـلى أشـياعكم iiيـتعطف
ومـن يـكشف الـغماء عـن iiمتلهف أضــرَّ بـاحـشاه الـيـك iiالـتلهف
ومـن ذا اذا مـا صـرَّح الدهر iiخطبهُ بـمـنعته يـحمى الـطريد iiالـمخوِّف
وأيـسـر مـا يـشجيك انّ iiمـجاوري ضـريح أبـيك الـسبط عن قبره نفوا
يـعـدّون قـيد الـرمح عـنه مـسافة فـكيف بـهم والـبعد وعـرٌ iiونـفنف
ومـن لـم تـطق حـمل الرداء iiمتونه فـكـيف بـحمل الـراسيات iiيـكلّفُ
فـمـا آدم فـي يـوم راح مـفارق iiا لـجـنان بـدمـع يـستهل iiويـذرف
بـاغـزر دمـعاً مـنهم يـوم iiفـارقوا ذرى حــرم بـابن الـنبي iiيـشرف
فـآه لارض الـطف فـي كـل iiبرهة يـجـدد فـيـها حــادثٌ لا iiيـكيفُ
أهـل بـعدها جـر الـخطوب ام iiانها بـاكـنافها تـلـك الـحوادث iiعـكف
وان نـسـاء الـمـؤمنين iiذواعــر تـراع كـما ريـع الحمام iiالمغدف(53)
يـلاحظها رجـسٌ ويـقرف عـرضها غـبيّ بـاصناف الـلعائن iiيـقرف(54)
أيـامي ولـم يـثكلن بـعلاً iiوحـولها يـتـامى وأبـاه لـهم لـيس تـحتف
وأعـظـم مـفقود مـن الـناس آخـذ عـن الاهـل نـأياً حـاله ليس iiيعرف
لـئن ضـرب الامـثال في فقد iiيوسف ومـا نـال مـن يـعقوب فيه التأسف
فـها نـحن فـي جـيل بـه كل iiوالد مـن الـناس يـعقوب يـنائيه iiيوسف
فـهـذا ولـم تـهتك حـجاب تـصبر عـلـيك بـامـهال الـعدو iiيـسجف
ولـم تـنتض الـسيف الذي حده iiعلى رقـاب الـعدا من شفرة الموت أرهف
أيـملك أمـر الـعرب مـن لا أبـاً iiله ولــم يـنمه مـنهم نـزار iiوخـندف
لـئـيم فـما لـلصفح عـند iiاقـتداره مـحلُّ ومـا لـلحلم ان هـاج مـوقف
احـب الـورى مـن ليس يحنو iiعليهم لـديـه وأعـداهـم لــه iiالـمتلطف
ومـن لـقطته الـعاهرات مـن iiالخنا فـكـيف بـابـناء الـعفائف iiيـلطف
ومـا لـبني الامـال إلا ابـن iiحـرة يـغـار عـليهم ان يـضاموا iiويـأنف
وانــا لـنـدري ان يـومـك iiكـائن وان حـال فـيه عـن سـواه iiالتخلف
ولـكـنـنا لا نـسـتطيع iiتـصـبراً لـطـول انـاة مـنك لـلقلب iiتـحتف
وايــن الـجبال الـراسيات iiرزانـة مـن الذر فوق الارض والريح iiتعصف
أقـول لـنفسي عـندما ضـاق iiرحبها وكـادت عـلى سـبل المهالك iiتشرف
وكـادت مـمضات الـزمان تميل iiبي الـى هـلع يـلقى لـه الـحلم iiاحنف
رويــداً كـأني بـالاماني صـدقنني بـانجاز وعـد لـلهدى لـيس يـخلف
الـيك ابـن طـه بـنت فـكر زففتها تـتـيه عـلـى اتـرابها iiوتـغطرف
تـجـر ذيـولا مـن بـرود iiشـكاية تـطرز فـي حـسن الـرجا iiوتـفوف
__________________________________________
52 وسبب هذه الحادثة أن جماعة من أهالي كربلاء يقال لهم ((اليرمازية)) شقوا عصا
الطاعة وامتنعوا عن الخضوع ودفع الضرائب للحكومة وذلك في عهد السلطان عبد المجيد
خان فزحف عليهم والي بغداد المشير محمد نجيب باشا بجيش جرار بقيادة سعد اللّه باشا
فطلب منهم الوالي نزع السلاح والتسليم فابوا ذلك فوجه المدافع على سور المدينة حتى
احدثت القنابل ((ثغرة)) في السور وذلك من جهة محلة ((باب الخان)) واستمر القتال
لمدة يومين ونصحهمم جماعة من رؤساء كربلاء وساداتها على ان يتركوا الاستمرار في
التمرد والعصيان فلم يحفلوا بتلك النصائح وفي اليوم الثالث خرج المحاربون من أهل
المدينة الى خارج البلد واستنجدوا بجماعة من عشائر آل فتلة وآل يسار فكان عددهم
((ثلاثة آلاف)) محارب فاصطدم الجيش بالاهلين ثانية ودامت الحرب (21) يوماً وانتهت
يوم عيد الاضحى وقد بلغ عدد القتلى (18) الف قتيل أكثرهم من الزائرين والابرياء
المجاورين وتاريخ هذه الحادثة جملة (غدير دم) سنة 1258 ودخل جيشه الصحن العباسي
وقتل كل من لاذ بالمرقد وارتكبوا كثيراً من الموبقات والجرائم التي يخجل منها جبين
الانسانية وتمكنوا بعد ذلك من الاستيلاء على كربلاء وقد ذكر هذه الحادثة جمع من
المؤرخين وأكثرهم إلماماً بها السيد حسون البراقي في كتابه تاريخ كربلاء المخطوط
والموجود في مكتبتنا.
53 المغدف: ذو الجناح الاسود.
54 يقرف: قرفه اتهمه بشيء ولعل الاصل يقذف وهو مأخوذ من قذف المحصنة اذا رماها
بالزنا.
وقال يرثي شيخ الطائفة في عصره الشيخ مرتضى الانصاري(55) المتوفى سنة 1281 ه ويعزي
بها العلامة السيد مهدي القزويني.
عـتبت عـليه لـو يـرق iiلـعاتب ونـاشدته لـو كـان يـوماً مجاوبى
وأطـنب فـي الـشكوى اليه لو iiانه سـميع لـشكوى واجد القلب iiلاهب
أفــي كـل يـوم لـلمنية iiغـارة تـعود بـها الارواح طـعمة iiناهب |