هـو الموت من حيث التفت iiوجدته عـلى كـل حي كان ضربة iiلازب
فـلا رد عـن (اسكندر) ما افتدى به ولا سـد عـنه الـسد ثغر iiالنوائب
ولا مـالت الامـوال عـنه iiبـحتفه ولـم يـمح مكتوب قضى iiبالكتائب
ولا مـثل يوم (المرتضى) يوم iiنكبة أبـانت بـان الـلّه أغـلب iiغـالب
وراءك مـن نـاع كـأنك iiلـلورى مـن الـنفخة الاولـى أتيت iiبعاطب
أوانــك إدراك الانــام iiسـلـبته فـلم يـفرقوا مـا بين أنف iiوحاجب
يـخبر أن الـدين قـد أزمع iiالنوى وكـان من الترحال من فوق iiغاربي
لـك الـلّه من ندب الى اللّه iiضاعن ولـلدين والـدنيا صـراخ iiالنوادب
اذا صـرخت أقصى المشارق iiثاكل تـجاوبها ثـكلى بـأقصى iiالمغارب
مـتى تـلد الـدنيا نـظيرك iiمـالكاً لـها تـاركاً في وصلها غير iiراغب
ترى بيضها بيض السيوف iiوصفرها إذا قـاربت كـفيك صـفر iiالعقارب
أتـتك بـأبهى مـا بـها من iiبشاشة فـلاقيتها فـي وجـه أعبس iiقاطب
فـما تـركت مـن حيلة عملت iiبها وجاءتك ترجو الصيد من كل iiجانب
فـأرجعتها عـطلى تـجر iiشـراكها رجوع امرئ عن مؤمل الصيد خائب
ألـحت فـلم تـنعم عـليك خطابها وكـم نـفخت نشزاً على كل iiخاطب
كـأنـك والـدنيا الـمسيح iiوغـادة فـكنت حـصوراً مـثله لم iiتقارب
ألا مـن يـعزي آل بـيت iiمـحمد بـمؤتمن مـا خـان نـهلة iiشارب
وكـافـل أيـتـام لـهـم وأرامـل وهـادي مـحبيهم سـواء iiالمذاهب
وكـوكب مـحراب ومـنطيق iiمنبر وفـيصل أحـكام وغـيث iiمواهب
ومـستجمع الاضـداد من بشر iiعالم وهـيبة سـلطان وحـالة iiراهـب
فـلا تـشمت الحساد في فقد iiذاهب فـلـلّه فـينا حـجة غـير ذاهـب
(أبـو صالح المهدي) واحد iiعصرنا فـأكرم به من واحد العصر iiصاحب
يـهـتك أسـتار الـغيوب iiبـفكرة إذا هـي زجت أحضرت كل iiغائب
يـنـبؤنا بـالـمشكلات صـريحة فـيـشكل فـينا أمـره iiبـالعجائب
يـحدث أصـحاباً ويقضي خصومة ويـرقم مـجهول الـعلوم iiالغرائب
فـلم تـلهه أقـلامه عـن iiمخاطب ولا يـنتهي عـنها بـقول المخاطب
ولـو أنـه قـد كان في عصر iiجده لاصـبح مـنهم بـين غال iiوناصب
أخـو هـمة لـم يحدث الدهر iiفتنة عـلى الـناس إلا غـالها iiبالمعاطب
فـيصلح مـن جـهالها كـل فـاسد ويـخمد مـن نـيرانها كـل iiثاقب
فتى ساس أهل الدهر في طب iiحكمه فـجربهم ثـم اغـتنى iiبـالتجارب
يـمرن أبـناه عـلى الـمجد iiصبية كـما مـرن الـبازي كف iiالملاعب
ومـا ذاك مـن خوف الخمول iiوإنما لـتنتدب الـفرسان فـوق iiالسلاهب
جـرى وجـروا في اثره نحو iiغاية فـما اخـتلفوا إلا بـرور iiالـمناكب
وكـل عـلى كـل تـقدم في العلى عـلى قـدر فضل السن غير iiمغالب
تـقـدم مـقدار الـجلالة ii(جـعفر) فـحل مـن (المهدي) أعلى iiالمراتب
تـرقى براق العلم بل رفرف iiالتقى الـى قاب قوس مدرك العقل عازب
وكـل إذا أبـصرته شـمت كـوكباً وضـئ الـمحيا في محل iiالكواكب
أخـو فـطنة فـيها اسـتطال iiنباهة عـلى كـل كـهل لـلكرام وشائب
فـلو انـه يـملي عـلى كل iiكاتب قـديم الـقضايا اعـجزت كل iiكاتب
يـكاد بـان يـروي بـعظم اطلاعه الـى ابـن أبي الدنيا قديم iiالعجائب
ولـو رام (كعب) ان يجاري iiحديثه كـساه مـن الـخجلان حلة iiكاعب
أضـاءت بـهم (فـيحاء بابل) مثلما أضـاءت قديماً في السنين iiالذواهب
فـليست تـبالي بعد أن ظفرت iiبهم أغـاب الذي قد غاب أم غير iiغائب
أعـدتم لـنا الـعصر القديم ومن iiبه مـن الـعلماء الـفاضلين iiالاطائب
_________________________________________
55 الشيخ مرتضى بن محمد أمين الانصاري ينتهي نسبه الى جابر بن عبداللّه بن حزام
الصحابي المشهور انتهت اليه رئاسة الامامية في عصره وسلم الجميع بفضله وجلالة شأنه
وورعه وتقواه ونفاسة كتبه ومن اشهرها (الرسائل في الاصول) و (المكاسب) وغيرها وتخرج
على يده عشرات من المجتهدين اشهرهم الامام الميرزا محمد حسن الشيرازي المتوفى سنة
1312 ه وكان مولد الشيخ الانصاري سنة 1214 ه في بلد دسبول من أعمال (تستر) في
فارس وتوفي ليلة السبت 18 ج 2 سنة 1281 ه ودفن في الحجرة الواقعة عن يسار الداخل
الى الصحن الحيدري من باب القبلة.
وقال أيضا يرثي الشيخ الانصاري المذكور ويعزي السيد محمد حسين بن السيد ربيع وقد
اقام له مجلس العزاء في الحلة ومادحاً في آخرها السيد مهدي القزويني.
أتـابوت طـالوت ذا iiسـائراً أم الـنعش فـيه الهوادي iiتسير
وهـذي الـسكينة فـي iiضمنه ام المرتضى عاد ضمن iiالسرير
وان سـليمان فـوق iiالـبساط يـحف بـه الـجند جماً غفير
وذي نـفخة الصور قد iiفاجأت فـجاء الورى يومها iiالقمطرير
ام الـمرتضى جـاء فيه iiالنعي بـصوت يـهد الرواسي iiجهير
وقـد عطر الكون منه iiالحنوط ام الـحور ذرت عـليه iiالعبير
وذلــك لـحـد لـه شـق أم خـزانة عـلم الـعليم iiالخبير
لـئن عـقر العرب ii......... عـشية مـن نـاقة أو iiبـعير
فـقد عـقر الـمجد مـن iiفوقه فـطبق وسـع الـفضا iiبالهدير
وان هـي كـبت جفان iiالكرام وامـسـين نـيرانهم لا iiتـنير
فـقد اخـمد الـنار مـن بعده وكـبّ الاوانـي اُنـاس iiكثير
فـيا راضـياً دهـره iiباليسير ولا شـيء فـيه عـليه iiعسير
أراك سـلـيمان فــي مـلكه وسـلمان اذ لا تعاف iiالحصير
فـلم أر مـثلك كـسرى iiزمان يـقضي الـزمان بقلب iiكسير
لالـزمت نفسك عصر الشباب قـيام ....... وصـوم الهجير
فـرحت عـلى ذاك لا iiقـاعداً بـك الـضعف عنها لسن iiكبير
أبـكـيك لـلـعلماء iiالالــى تـركـتهم بـالعظيم iiالـخطير
لانّـهم نـظم عـقد iiالـجمان اُصـيب بـواسطه الـمستنير
وهـذي الـشريعة مـما بـها جــواب مـسائلها لا iiتـحير
عـزاء مـحمد يـا بـن iiالالي الـيهم أمـور الـبرايا iiتصير
فـلا غرو إذ كنت ممن iiاصيب بـامر أصـاب أبـاك iiالامير
فـما يـوم عـمّار مـن يومه بـادهى وان كـان يوماً شهير
فـيا كـوكباً فـي سماء iiالعلا ويـنقلب الـطرف عنه iiحسير
جـريت فادركت أقصى iiالمدى وغـيرك فـي خـطة يستدير
إذا مـا ارتـديت ثياب iiالفخار فـارثك لـست لـها iiمـستعير
ومـا كـان فيك من iiالمكرمات فـشنشنة مـن نـذير iiبـشير
نـضارة ذا الـعود مـن iiأصله ومـا كـل عـود تراه iiنضير
فـخفض عـليك ونهنه iiجواك فـبـدر الـهداية فـينا iiمـنير
اذا الـناس قـالوا الـى iiأيـهم الـى ابـن أبيك أشار iiالمشير
الــى سـيد الـقوم iiمـولاهم ومـن هـو للدين نعم iiالنصير
هـمام اذا الـدست فيه iiاستقل تـقول على الدست حلماً iiثبير
أبـا جـعفر أنـت نعم iiالدليل لـمن حـار يوماً ونعم المجير
فـما اعـترض الشك قدماً iiبه ولا الـيوم مـقترن فـي نظير
وغـيرك مـا هـو في iiغيرها اذا عـد مـنها ولا فـي iiالنفير
وان صرفت عنك بعض العيون ولا تدرك الشمس عين iiالضرير
وابـناؤك الـغرّ كـلُّ iiنـرى بــه شـبراً ونـلاقي شـبير
وله يعزي الحاج محمد صالح كبه بوفاة ولده الحاج مهدي(56)
هـاتـف بـالنعي سـدَّ الـفضاءا واحـال الـصبح الـمنير مـساءا
واضــل الـوفود سـاعة iiاهـدى بـنـعي الـمهدي ذعـراً iiعـناءا
وفـقيد خـصَّ الـكرام iiفـأضحى الـنـاس طـراً بـرزئة iiشـركاءا
أســف الـماجدون حـزناً عـليه فـهـم كـاظـمون فـيه الـعناءا
فـكأن كـل واحـد مـنهم iiيعقوب قــد جــاءه بـنـوه iiعـشـاءا
كـيف بـالصبر فـي رزيـة iiندب طـبـق الـريّ والـعراق iiبـكاءا
فـكـأن الـعـراق والـريّ iiقـاما مـأتـماً واحــداً ونـاحا سـواءا
جــاء يـقـتاده اشـتياق iiمـزار لـقـبور بـهـا الـوجود iiاضـاءا
فـمضى وهـو زائـر فـي جنان الـخلد مـنها نـفوسها iiالازكـياءا
وكـأنـه اخـتـار الـمنية كـيلا عـنـهم بـعـد قـربـه iiيـتنائى
وهـم حـين عـاينوا مـنه iiقـلباً صـادقـاً فــي ودادهـم iiوولاءا
قـرّبـوا جـسمه الـيهم iiوأدنـوا فـي الـرفيع الاعـلى لـه iiحوباءا
فـغـدا وهـو فـائز فـي iiنـعيم لـيس يـخشى عـليه ثـم iiشـقاءا
لـست أدري أنـهنه الـوجد فـيه أم بـعـظـم الـفـراق أزداد iiداءا
أم ألــوم الـزمان فـيما iiتـجرّى والــى الـمحسنين فـيه iiاسـاءا
لا أذم الـزمـان وهــو iiمـحلىً بـأبي الـمصطفى عُـلاً iiوبـهاءا
الــذي غـنـت الـحداة iiعـليه حـيث حـلوا مـن الـفجاج ثناءا
والـذي سـار ذكـره حيث iiسارت نـيرات الـسما وأهـدت iiسـناءا
والــذي يـفرج الـشدائد iiحـتى لـيست تـلقى الـزمان إلا iiرخاءا
فـاق فـيه الـعراق فخراً الى iiان كـاد يـغدو عـلى الـسماء iiسماءا
مــن يـقس نـيله بـنيل iiسـواه فـلـقد قـاس بـالسراب iiالـماءا
سـبـق الـسابقين بـالمجد iiحـتى تــرك الاقـدمـين سـبقاً iiوراءا
ما ابن يحيى(57) ما حاتم ما ابن عباد وان فــي الانـام فـاقوا iiعـلاءا
ذاك عـصر يـدعو بنيه الى iiالجود فــلا غـرو ان غـدوا اسـخياءا
ربـما قـلّت الـوفود عـلى iiمـن قـد رأى فـي الـعلا لـه iiأكـفاءا
أي فـخـر لــذي زمـان iiبـنوه يـتعاطون فـي الـزمان iiالـعطاءا
إنـمـا الـفخر لـلسخي iiبـعصر كــل أهـليه أصـبحوا iiبـخلاءا
وهـو مـن بـينهم كـشمس iiنهار لا تـرى الـخلق من سواها iiضياءا
لا تــزال الـدنـيا لـديه iiذلـولا آخـذاً فـي زمـامها حـيث iiشاءا
مــدَّه الـلّه بـالعطاء كـما iiفـي حـبـه لـم يـزل يـمد iiالـعطاءا
وحـبـاه مـن فـضله iiبـالاماني وكــفـاه الاهـــوال والارزاءا
لــم أفـه بـالعزاء عـلماً iiبـأني فـيه اهـدي الـى الـبحار iiالماءا
مـن يـقل لـلجبال كـوني iiجبالا فـلـقد فــاه بـالـمقال iiهـذاءا
لـم يـزده الـعزاء إلا كـما iiقـد زاد ضـوء الـمصباح نوراً iiذكاءا
لا أرى صبره سوى سدّ ذي iiالقرنين قـد عـاق عـن حـشاه iiالـعناءا
بـدر مـجد تـحوطه مـن iiذويـه شـهـب عـنـه تـرجم iiالـلئماءا
طـهروا عـنصراً وطـابوا iiفروعاً وأمــدوا عـلى الـورى iiأفـياءا
فـي بـيوت مـثل الربيع لدى iiمن نـزلـوا سـاحها مـصيفاً iiشـتاءا
قــد أقــروا بـساحهن iiشـقيقي مـذا غدا لا يرى الفضاء iiفضاءا(58)
ورأى الـيسر نـائياً مـنه iiحـتى حــلَّ فــي ربـعـهم رآه أزاءا
وتــردى بــه وأقـبل iiيـسعى فـي سـرور يـجر ذاك الـرداءا |