![]() |
![]() |
(دراسة تاريخيّة)
تأليف
علاء حسين الكاتب
اُستاذ الأدب العربي وعضو الهيئة العلمية
في الجامعة الإسلاميّة الحرّة
مؤسّسة الشرق الأوسط للطباعة والنشر
الطبعــــة الاُولـــى
2001م / 1422هـ
حقوق الطبع محفوظة للمؤلّف
(رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)الممتحنة: 4
(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الاَْرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الاَْمْثَالَ)الرعد: 17
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَة طَيِّبَة أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّماءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِين بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الاَْمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَة خَبِيثَة كَشَجَرَة خَبِيثَة اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الاَْرْضِ مَالَهَا مِن قَرَار)إبراهيم: 24 ـ 26
إليك يا من حارت في شخصه العقول واختلفت فيه الآراء اُهدي هذا المجهود وأنا خجل أمامك... فتقبّل ذلك منّي فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ وإلى الذين حملوا مشاعل النور.. إلى طلبتي الأعزّاء: طلاّب وطالبات كلّية الشريعة... إليكم جميعاً... اُقدّم هذه البضاعة المتواضعة...
راجياً من الله سبحانه أن يتقبّله بأحسن قبوله
إنّه حميد مجيد
تكمن قيمة الأدب في كونه تعبير عن العواطف والأحاسيس والمشاعر الإنسانية. فهو وإن كان يتمظهر في تشكيلات وكلاميّة وموسيقيّة إلاّ أنّه يخفي وراء ذلك ما تنطوي عليه الروح من حبّ وبغض ومدح وذمّ ووصف وغزل.
وتأتي دراسة تاريخ الأدب لتكشف مواطن النبوغ الأدبي في اُمة من الاُمم، أو في فترة من التاريخ، كتعبير عن إبداء قوّة أدوات الخطاب والتزامه وصدقه بعيداً عن التعسّف في التقييم وبعيداً عن الانحياز في المواقف.
وبالتحديد فإنّ دراسة الأدب تتوفّر على أمرين:
الأوّل: معرفي; يتناول الموضوعات التي احتلّت مساحة الأدب والظروف المؤثّرة في صياغته والمناخات التي ولدت فيها القصيدة أو القصّة أو الرواية أو المسرحيّة، وما إلى ذلك من فنون الأداء.
الثاني: ذاتي; يتناول الشاعر أو الكاتب أو الناقد نفسه، باعتباره شاخصاً واعياً يؤلّف شتات الكلمات ويكتشف العلاقات بينها.
إنّ دراسة تاريخ الأدب العربي خاصّة قد تعرّضت خلال مراحلها إلى الكثير من التزوير والتحريف المتعمّد تارة وغير المتعمّد تارةً اُخرى، فأبرز ما يسمّى بالوعي القومي كشاخص حاد من شواخص الأدب العربي، فيما تجاوز الباحثون والدارسون مواطن اُخرى كان للأدب العربي دور الريادة فيها، فالأدب العربي باعتباره يصنّف ضمن نتاجات لغة القرآن، حاول المنحازون أن يبعدوه عن التأثير القرآني والإسلامي
ليبدو تعبيراً تخيليّاً لا علاقة له بالواقع الإسلامي ولا مناهج الحياة فيه، خلافاً لما قام به الاوربيّون من ربط الأدب والفنّ الاوربي كلّه باُسطورة صلب المسيح المزعومة، وهي قضيّة دينية بلا شكّ.
إنّ محاولة بعض الكتّاب المسلمين الواعين لربط التعبير العربي، قصيدةً وقصّة ومقالة... بالاُصول التعبيرية للقرآن والحديث النبوي والأصالة الإسلامية، هي محاولةٌ شجاعة وجادّة وجديرة بالاحترام والبحث والنقد، لأنّها تجيء إعادةً لتأريخ الأدب العربي إلى مناهجه وانتماءاته العقائدية والتأريخية.
وهذا الكتاب هو إحدى هذه المحاولات الجديدة التي جاءت باُسلوب سهل يسير يكشف عمق اطّلاع مؤلّفهِ وقابليّته على صياغة أصعب المفردات باُسلوب شيّق بسيط يستطيع من خلاله القارئ غير الناطق بالعربية أن يدخل عمق تأريخ الأدب العربي دون حاجة إلى مزيد عناء ولا تكلّف.
هذا الكتاب محاولة جديدة لكتابة جزء من تأريخ الأدب العربي، وهو وإن كان موجزاً غير مستوعب إلاّ أنّه نموذجٌ من الممكن أن يحذو الآخرون حذوه، حتّى تكون دراسة الأدب العربي أمراً ميسوراً غير بعيد عن متناول الدارس مهما كان انتماؤه اللغوي والعرقي، انّها محاولة شجاعة، وحسبها أن لا تكون الأخيرة.
والحمد لله أوّلاً وآخراً
جـواد جميـل
الحمد لله ربّ العالمين منتهى الحمد وغايته وصلّى الله على نبيّه وأهل بيته(عليهم السلام)سفن النجاة عندما يُغمر السيف بغمده ليستريح في خِضمّ الصراع بين الحقّ والباطل فإنّ الكلمة تأخذ مكانتها لأداء الرسالة.
يتّضح للباحث أنّ للمسيرة الطويلة للأدب العربي مجموعة من السِّمات حيث تبرز كثير من التساؤلات تتفرّع منها اتّجاهات ووجهات نظر كما واُثيرت أقوال مختلفة.
ولا يخفى على الدارس ما للكلمة بصورة عامّة من أثر وفي مختلف المجالات إذا اُحسن اختيارها ووُضِعت في موضعها.
لقد لاحظنا منذ زمن بعيد أنّ الدارسين للأعصر الأدبية يقاسون الصعاب والعناء في الألفاظ والمعاني إضافةً إلى الكتب الدراسية المقرَّرة والتي لم تكن بذلك المستوى المطلوب إلاّ قليلاً لذا فكّرنا في كتاب يأخذ بأيديهم إلى الغاية والهدف المنشود،
ليجعلهم متعلّقين بحبّهم للعربية. فقد راعينا فيها التبسيط وإيضاح بعض المفردات اللغوية والمصطلحات الغريبة عليهم بالاعتماد على المعاجم اللغوية وجاهدنا كذلك بأن تكون النماذج والمختارات الشعرية متنوّعة مع العلم بأنّنا لم نعانِ من تدوين بعضها لحفظ تلك النصوص الأدبية أثناء دراستنا الثانوية والجامعيّة أمّا القسم الآخر منها فقد اضطررنا لمراجعة اُمّهات الكتب والدواوين للتحرّي عن قائلها وعن الظروف التي نُظّمت فيها القصيدة.
لقد تناولنا في بعضِ الفصول بعض الشعراء الذين يمثّلون مختلف المدارس الأدبية والمذهبية ومن أقطار مختلفة أيضاً لرصد حركة الشعر خلال العصور الأدبية التي مرّت.
كذلك حاولنا أن نشرح كلّ ما يصعب على القارئ من كلمات غامضة حيث لاحظنا أنّه لا داعي لأن ندوّنها كاملةً بل نرجئ شرحها وتوضيحها إلى ساعة المحاضرة بالرغم من أنّ الفصل الدراسي لا يسع لدراسة هذه المادّة ابتداءً بالفترة الجاهليّة وانتهاءً بعصرنا الحاضر عصر النهضة.
لذلك فإنّ القارئ العزيز يجد بعض الشروحات المقتضبة والبعض الآخر ينعدم منها إذ توخّينا الايجاز في عرض حقائق الشخصيات الأدبية وأدبهم وكان طبيعيّاً أن نرسم الخطوط العامّة دون الدخول في التفصيلات.
أمّا مادة البحث التي بين أيدينا فتشمل أربعة عشر فصلاً:
تحدّثنا في الفصل الأوّل والثاني والثالث والرابع حول الحياة الاجتماعية والسياسية في شبه جزيرة العرب. وقد بيّنّا قيمة وخصائص وأغراض الشعر الجاهلي،
وأشهر شعراء الفرسان والصعاليك بالإضافة إلى شعراء المعلّقات ومختارات من شعرهم أمّا الفصل الرابع فقد بحثنا فيه الشعراء المُخضرمين ومقاطع من شعر شيخ البطحاء أبو طالب(رضي الله عنه) والأقوال التي صرّحت بإيمانه.
ثمّ انتقلنا إلى الفصل الخامس ليشمل الأدب في صدر الإسلام وأثر رسالة السماء (القرآن الكريم) والسنّة الشريفة (حديث الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) وأحاديث أهل البيت(عليهم السلام)) على الأدب العربي والفرق بين اُسلوب الرسول(صلى الله عليه وآله) واُسلوب أمير المؤمنين(عليه السلام) ثمّ بحثنا موضوع أدب الخلفاء والمنحصر بأدب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام).
بعد هذا الفصل تعرّضنا في حديثنا للأدب في العصر الاُموي وأنواع الشعر وأشهر شعراء الغزل فيه وذلك ضمن الفصل السادس.
وإنّما قلنا آنفاً: «في خضمّ الصراع بين الحقّ والباطل فإنّ الكلمة تأخذ مكانتها لأداء
![]() |
![]() |