![]() |
![]() |
![]() |
الذي يتولّى أمره»((1)).
من ناحية اُخرى فقد بنى الاُمويّون المدن أمثال مدينة واسط بين الكوفةوالبصرة ومدينة اللُّدّ في فلسطين، كذلك بنيت القصور الخاصّة في بادية الشاموقصور للاستجمام والاصطياف، كلّ هذا نتيجة تدفّق الأموال من أنحاء البلاد المفتوحة إلى الشام، فكثُر الترف وخصوصاً بين اُمراء البيت المالك (الاُموي)، وقامت مجالس اللهو والغناء واللعب بآلات القمار إضافة إلى كثرة الشراب والفساد.
قيس بن الملوّح : قيس بن الملوّح بن مزاحم............ ت سنة 68هـ
أبو الأسود الدؤلي : ظالم بن سفيان ...................ت سنة 69هـ
عبيد الله القرشي : عبيد الله قيس الرقيات ............ت سنة 75هـ
أبو صخر الهُذلي : عبد الله بن سلمة السهمي ...........ت سنة 80هـ
ليلى الأخيلية : ليلى بنت عبد الله................... ت سنة 80هـ
جميل بثينة : جميل بن عبد الله بن معمر ...............ت سنة 82هـ
أعشى همدان : عبد الرحمن بن عبد الله .................ت سنة 83هـ
أعشى بن أبي ربيعة : عبد الله بن خارجة ...............ت سنة 85هـ
عمران بن حطان : عمران بن حطان البكري ................ت سنة 89هـ
مسكين الدارمي : ربيعة بن عامر .......................ت سنة 90هـ
عمرو بن أبي ربيعة : عمر بن عبد الله................. ت سنة 93هـ
الأخطل : غياث بن غوث ................................ت سنة 95هـ
عمر بن عبد العزيز : عمر بن عبد العزيز بن مروان .....ت سنة 101هـ
(1)الفَرق بين الفِرق / عبد القاهر البغدادي: ص19.
الأحوص: عبد الله بن محمّد .........................ت سنة 105هـ
كثير عزّة : كثير بن عبد الرحمن ....................ت سنة 105هـ
الفرزدق : همام بن غالب ............................ت سنة 110هـ
جرير : جرير بن عطية ...............................ت سنة 111هـ
ذو الرمّة : غيلان بن عقبة .........................ت سنة 117هـ
الطرمّاح : الطرمّاح بن حكيم .......................ت سنة 125هـ
الكميت : الكميت بن زيد الأسدي..................... ت سنة 126هـ
الوليد بن يزيد : الوليد بن يزيد بن عبد الملك ......ت سنة 126هـ
يزيد بن الوليد : يزيد بن الوليد بن عبد الملك ......ت سنة 126هـ
واصل بن عطاء : واصل بن عطاء الغزّال............... ت سنة 131هـ
عبد الحميد الكاتب : عبد الحميد بن يحيى ............ت سنة 132هـ
خالد بن صفوان : خالد بن صفوان بن عبد الله......... ت سنة 133هـ
يمكننا أن نقسّم الأدب في هذا العصر إلى ثلاثة أقسام:
1 ـ شعر الشيعة: ويتمثّل بشعر الشاعر الكميت الأسدي.
2 ـ شعر الخوارج: ويتمثّل هذا النوع بشعر عمران بن حطّان الذي مدح ابن ملجم على ضربته لإمام المتّقين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) في محراب الكوفة.
3 ـ شعر المرجئة: وهم اُمويّون قالوا إنّنا نطيع الخليفة ولو كان فاسقاً ونرجئ أمره إلى الله فالله هو الذي يتولّى حسابه، ويمثّل هذا الجناح الأخطل المشهور بالخمريات، والحطيئة وجرير، إضافة إلى الفرزدق الذي كان يتردّد على البلاط الاُموي لسدّ ودفع التهمة ولكنّه في آخر عمره قرّر مصيره مع أهل البيت(عليهم السلام).
وهذا ما سنتناوله في الفصل الثامن من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
لقد انحدر الغزل الاُموي من الغزل الجاهلي، والفارق هو أنّ الغزل في القصيدة الجاهلية كان غرضاً من أغراض القصيدة يأتي في أبيات، ثمّ ينتقل إلى غرض آخر في نفس القصيدة. أمّا في العصر الاُموي فقد أصبح الغزل يختصّ في قصيدة كاملة، فلا يذكر الشاعر في قصيدته غير الغزل. ويمكن تقسيم الغزل إلى نوعين:
فهو غزل إباحي. وكثر مثل هذا الغزل في الحضر حيث المدينة والحضارة والثروة (إِنَّ الاِْنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَآهُ اسْتَغْنَى )((1))، حيث اجتمع اليأس مع وفرة الثروة فانتجا اللهو والإسراف. وساعد على ذلك كثرة الرقيق وانتشار ضروب الملاهي والغناء والموسيقى، حيث توجد فضائح في البلاط الاُموي نُشرت في الكتب الأدبية والتي تعكس شرب الخمر والزنا وغيرها من المفاسد وأشعار الفسق والفجور من قِبل اُمراء الاُمويّين لا يمكن ذكرها، كالذي يفعله الوليد بن
(1)العلق: 6 ـ 7.
عبد الملك، فقد كان في بلاطه حوضاً مملوءً بالشراب (الخمر) فكان يغتسل داخل هذا الحوض ويرتكب الزنا. ثمّ إنّ التاريخ يحدّثنا أنّ الوليد بن يزيد بن عبد الملك لمّا عهدت له الخلافة كان منهمكاً في اللهو والشراب وسماع الغناء، مستهتراً بالمعاصي منتهكاً للحرمات زنديقاً. وكانت له أشعار في المجون، حيث قيل إنّه استفتح في القرآن فاتّفقت له الآية الكريمة:(وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّار عَنِيد)((1))، فألقى المصحف من يده ورماه بسهم ثمّ أنشد:
تُهدّدُني بجبار عنيد ***** نعم أنا ذاك جبارٌ عنيد
إذا ما جئت ربّك يوم حشر ***** فقل يا ربّ خرقني الوليد((2))
كلّ هذه المظاهر الفاسدة والخارجة عن الإسلام وباسم الإسلام، بينما نلاحظ الجانب الآخر بيوت بني هاشم، يُسمع القرآن والبكاء والاستغفار حيث يذكرهم القرآن: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)((3)).
ومن أشهر شعراء الغزل الماجن، عمر بن أبي ربيعة والأحوص والوليد بن يزيد. إنّ عمر بن أبي ربيعة كان يعشق هند (هند غير هند اُمّ معاوية) حيث قال:
كُلّما قلتُ متى ميعادُنا ***** ضحِكَتْ هندٌ وقالت بعد غد((4))
كثر مثل هذا الشعر في البدو حيث الخيمة والفقر، فقد اجتمع الفقر والحرمان، وعفّت النفس واللسان. ويلقّبون شعراء هذا النوع من الغزل بشعراء العشّاق حيث
(1)إبراهيم: 15.
(2)تاريخ الأدب العربي / عمر فرّوخ: ج1، ص693.
(3)الأحزاب: 33.
(4)ديوان الحبّ والغزل / إعداد: اميل ناصيف: 96.
كانوا يعيشون في نجد مجاور الحجاز، لذا سمّيت نجد بأرض العشّاق، ويمتاز شعرهم بالعفّة والعذوبة، وأنّه سهل مُحبّب إلى النفس الإنسانية.
أ ـ قيس بن الملوّح، يُذكر اسمه مع بنت عمّه ليلى العامرية، واشتهر بمجنون ليلى.
ب ـ جميل، وله شعر في بثينة، ولأجل ذلك سمّي بـ (جميل بثينة).
جـ ـ كُثَيِّر، كان يحبّ ويعشق عزّة.
د ـ عروة في عفراء، له شعر فيها.
هـ ـ توبة له شعر في ليلى الأخيلية، وهما شاعران.
وهناك شعراء كثيرون في هذا المجال، نكتفي بذكر ثلاثة منهم:
اسمه كَثِير بفتح الكاف وكسر الثاء ولفرط قِصَرِه سمّي بِكُثيِّر. وُلد في عام 23هـ بالحجاز، وكان يرعى الأغنام، ويروى أنّه اعتنق مذهب الكيسانيّة((1))، وقد اختلف في تاريخ وفاته، والأرجح أنّه توفّي سنة 105((2)).
إنّ المتتبّع لاُسلوب وألفاظ كُثيّر يجدها تتباين بين الوضوح والغرابة والسهولة والتعقيد. يحتوي ديوانه على أكثر الأغراض الشعرية ولكن أبرزها شعره الغزلي العذري والذي ينبع من الطبيعة البدوية الصافية وبُعدها عن ترف المدن.
(1)حديث الأربعاء / الدكتور طه حسين: ج1، ص286. تاريخ الأدب العربي: ج1، ص617.
(2)تاريخ الأدب العربي: ج1، ص618.
(3)القلوص: الشابّة من الإبل.
وكانت لقطع الحبل بيني وبينها ***** كناذرة((2)) نذراً فأوفت((3)) وحلَّتِ((4))
فقلتُ لها يا عَزُّ كُلُّ مصيبَة ***** إذا وُطِّنَتْ يوماً لها النفس ذَلَّتِ
فلا يَحسبِ الواشون أنّ صبابتي ***** بعزَّةَ كانت غمْرةً((5)) فتجلَّتِ((6))
فواللهِ ثمَّ واللهِ لا حلَّ بعدها ***** ولا قبلها من خُلّة حيث حلَّتِ
تمنَّيتُها حتّى إذا ما رأيتُها ***** رأيتُ المنايا شَرعاً قد أظلَّتِ((7))
دخل الأدب الفارسي والهندي والاردو والآداب الاُخرى، حيث تُرجم إلى لغات عديدة. ولذا حوّلوا مجنون ليلى إلى اُسطورة ورمز للحبّ العرفاني، بينما كان في الواقع حبّ بشري حقيقي. ومن أشهر من كتب وأبدع في قصّة مجنون ليلى جاميونظامي. وقد تركت قصّة مجنون ليلى أثراً عظيماً في الأدبين الفارسي والتركي. روي
(1)حتّى تولّت: حتّى أصبحت.
(2)الناذرة: التي أقسمت.
(3)أوفت: نفذت.
(4)حلَّتْ: خرجت من إحرامها.
(5)غمرة: شدّة.
(6)تجلَّتْ: انكشفت، زال أثرها.
(7)حديث الأربعاء: ج2، ص296. معجم السفر / أحمد بن محمّد السلفي: ص407. ديوان كثير عزّة / شرح: مجيد طراد: ص54. الأغاني / أبو الفرج الاصفهاني: ج1، ص29.
إنّه كان إذا اشتدّ شوقه إلى ليلى يمرّ على آثار المنازل التي كانت تسكنها فتارةً يقبّلها وتارة يبكي وينشد هذين البيتين:
أَمُرُّ على الديارِ، دِيار ليلى ***** اُقبِّلُ ذا الجِدارَ وذَا الجدارا
وما حبُّ الديارِ شغفنَ قلبي ***** ولكن حُبُّ مَنْ سكن الديارا((1))
وهذه القصيدة الغزلية المشهورة ردٌّ على الذين يقولون لماذا أنتم تقبّلون أضرحة الأئمّة(عليهم السلام)؟!
ويروى أنّ والد قيس بعد أن قضى نسكه جمع أعمامه وأخواله فلاموه وقالوا: لا خير لك في ليلى ولا لها فيك، فأنشا يقول:
أرى أهل ليلى لا يريدون بيعها ***** بشيء ولا أهلي يريدونها لِيا
ألا يا حماماتِ العراق أعِنَّني ***** على شجني وابكين مثل بُكائيا
يقولون ليلى بالعراق مريضةٌ ***** فيا ليتني كنتُ الطبيب المداويا
فيا عجباً ممّن يلومُ على الهوى ***** فتىً دنفاً((3)) أمسى منالصبر عاريا((4))
فإن تمنعوا ليلى وتحموا بِلادها ***** عليَّ فلن تحموا على القوافيا((5))
(1)ديوان مجنون ليلى / شرح: يوسف فرحات: ص113. المعجم المفصّل في شواهد النحو الشعرية / الدكتور اميل بديع يعقوب: ج10، ص63. خزانة الأدب / عبدالقادر بن عمر البغدادي: ج4، ص227. المنازل والديار / اُسامة بن منقذ: ص351. مجلّة المورد: المجلد 12، العدد 3، ص350.
(2)الأغاني: ج2، ص36.
(3)دنفاً: مريضاً مرضاً ملازماً، والفتى هو قيس الذي أمسى من الصبر عارياً.
(4)ديوان قيس بن الملوّح، برواية الوالبي: ص38.
(5)تاريخ الأدب العربي / عمر فرّوخ: ج1، ص438. ديوان الحبّ والغزل: ص54.
وقال أيضاً:
ألا قاتَلَ الله الهوى ما أشدّه ***** وأسرعه للمرءِ وهو جليدُ
دعاني الهوى من نحوها فأجبته ***** فأصبح بي يستن((1)) حيث يريدُ((2))
توفّي قيس سنة 68هـ.
جميل بن عبد الله بن معمر العُذري. وُلد بالحجاز سنة 40هـ (660 ميلادي)، كان يميل إلى حبّ ابنة عمّه واسمها بثينة، لذا عُرف بجميل بثينة، فقال فيها الشعر، حيث إنّ شعره فصيح ورقيق سهل التراكيب وواضح المعاني، ذكره حسّان بن ثابتوقال: «جميل أشعر أهل الجاهلية والإسلام، والله ما لأحد منهم مثل هجائه ونسيبه»((3)). وجميع شعره في الغزل إلاّ مقاطع شعرية قليلة قالها في هجاء زوج بثينة وقومها((4)).
قال في بثينة:
فلو أرسلَتْ يوماً بُثينة تبْتغي ***** يميني وإن عزَّت عليَّ يميني
لأعطيتها ما جاء يبغي رسولها ***** وقلتُ لها بعد اليمين سَلِيني((5))
وخلاصة القول: إنّ شعر الغزل كان على أوصاف جَمَّة، فمنه الهجران والفراق وألم
(1)يستن: يذهب.
(2)ديوان قيس بن الملوّح: ص103.
(3)ديوان جميل بثينة / تحقيق: نوري عطوي: ص13.
(4)الأغاني: ج8، ص122، ديوان جميل بثينة / تحقيق وشرح: حسين نصّار: ص167.
(5)ديوان جميل بثينة / جمع: الدكتور اميل بديع يعقوب: ص205.
الرحيل والمشيب، فمن الغزل ما هو تقليدي بدوي يترسّم به الأقدمون من وقوف على الأطلال وذكر أماكن البدو، ومنه الجديد المترف حيث تحسّ فيه عاطفيّة الشاعر المتوفّرة، حيث يصف عواطف نفسه وأهواءها وشجُونها، ويصف اللقاء والوداع، إضافةً إلى وصفه مجالس اللهو والاُنس والخمر والحبيب.
توفّي جميل بثينة سنة 82هـ.
![]() |
![]() |
![]() |