![]() |
![]() |
![]() |
أرى اُميّةَ معذُورين إن قَتَلوا ***** ولا أرى لبني العبّاس من عُذرِ
ما ينفع الرجس من قرب الزكي ***** وما علىالزكي بقربالرجس من ضَررِ ((1))
دعبل الخزاعي له أشعار كثيرة ليس بالمدح السياسي فقط وإنّما قال الغزل اللطيف والرثاء، فهو شاعر مطبوع، وكان هجاؤه لم يسلمْ منه أحد من الخلفاء ولا من الوزراء ((2)).
ومن أشهر شعره قصيدته التائية التي قالها في خراسان عند الإمام الرضا(عليه السلام ) :
بكيت لرسم الدار من عرفات ***** وأذريت دمع العين بالعبرات ((3))
مدارس آيات خلت من تلاوة ***** ومنزل وحي مقفر العرصات ((4))
لآل رسول الله بالخيف ((5)) من منى ***** وبالبيت والتعريف والجمرات
ديار لعبد الله بالخيف من منى ***** وللسيّد الداعي إلى الصلوات
ديار عليّ والحسين وجعفر ***** وحمزة والسجّاد ذي الثفنات
ديار لعبد الله والفضل صنوه ***** نجي رسول الله في الخلوات
(1 )مقالات / محمّد جواد مغنية: ص172 . ديوان دعبل الخزاعي / تحقيق: عبدالصاحب الدجيلي: ص197 .
(2 )معجم الاُدباء / ياقوت الحموي: ج11 ، ص101 .
(3 )ذكر عبد الصاحب الدجيلي محقّق ديوان الخزاعي في الصفحة 131 : «هذا البيت هو مفتتح القصيدة في بعض الكتب وبالأخصّ في مخطوطة توبنجن».
(4 )يرى ابن شهرآشوب صاحب المناقب 3 : 450 أنّ مطلع القصيدة التائيّة يبدأ بهذا البيت. تحرير الأغاني / ابن واصل الحموي: ج2 ، ص210 .
(5 )الخيف: من منى الذي ينسب إليه مسجد الخيف.
وسبطي رسول الله وابني وصيه ***** ووارث علم الله والحسنات
منزل وحي الله ينزل بينها ***** على أحمد المذكور في السورات
منازل قوم يهتدى بهداهم ***** فتؤمن منهم زلّة العشرات
* * *
منازل كانت للصلاة وللتقى ***** وللصوم والتطهير والحسنات
منازل جبريل الأمين يحلها ***** من الله بالتسليم والرحمات
منازل وحي الله معدن علمه ***** سبيل رشاد واضح الطرقات
منازل لا تيم يحل بربعها ***** ولا ابن صهاك فاتك الحرمات
ديار عفاها كلّ جون مبادر ***** ولم تعف للأيام والسنوات
فيا وارثي علم النبيّ وآله ***** عليكم سلام دائم النفحات
قفا نسأل الدار التي خف أهلها ***** متى عهدها بالصوم والصلوات
وأينالأولى شطت بهم غربة النوى ***** أفانين في الآفاق مفترقات
هم أهل ميراث النبيّ إذا اعتزوا ***** وهم خير سادات وخير حماة
لقد آمنت نفسي بكم في حياتها ***** وإنّي لأرجو الأمن عند مماتي
* * *
إذا لم نناجي الله في صلواتنا ***** بأسمائهم لم تقبل الصلوات
إذا ذكروا قتلى ببدر وخيبر ***** ويوم حنين اسبلوا العبرات
فكيف يحبّون النبيّ ورهطه ***** وهم تركوا أحشاءنا وغرات
فإن لم تكن إلاّ بقربى محمّد ***** فهاشم أولى من هن وهنات
أفاطم لو خلت الحسين مجدّلاً ***** وقد مات عطشاناً بشطّ فرات
إذن للطمت الخدّ فاطم عنده ***** وأجريت دمع العين في الوجنات
أفاطم قومي يابنة الخير واندبي ***** نجوم سماوات بأرض فلاة
قبور بكوفان، واُخرى بطيبة ***** واُخرى بفخ نالها صلواتي
واُخرى بأرض الجوزجان محلّها ***** وقبر بباخمرى لدى الغربات
وقبر ببغداد لنفس زكيّة ***** تضمّنها الرحمان في الغرفات
* * *
قبور ببطن النهر من أرض كربلا ***** معرسهم منها بشطّ فرات
تُوفوا عطاشاً بالفرات فليتني ***** توفيت فيهم قبل حين وفاتي
وآل رسول الله تسبى حريمهم ***** وآل زياد آمنوا السربات
وآل زياد في القصور مصونة ***** وآل رسول الله في الفلوات
إلى الله أشكو لوعةً عند ذكرهم ***** سقتني بكأس الذلّ والقطعات
وإن فخروا يوماً أتوا بمحمّد ***** وجبريل والفرقان والسورات
وعدّوا عليّاً ذا المناقب والعلا ***** وفاطمة الزهراء خير بنات
وحمزة والعبّاس ذا الهدي والتقى ***** وجعفراً الطيّار في الحجبات
هم منعوا الآباء من أخذ حقّهم ***** وهم تركوا الأبناء رهن شتات
وهم عدلوها عن وصيّ محمّد ***** فبيعتهم جاءت عن الغدرات
* * *
ملامك في أهل النبيّ فإنّهم ***** أحباي ما عاشوا وأهل ثقاتي
تخيرتهم رشداً لأمري، فإنّهم ***** على كلّ حال خيرة الخيرات
نبذت إليهم بالمودّة صادقاً ***** وسلمت نفسي طائعاً لولاتي
فيا ربّ زدني من يقيني بصيرة ***** وزد حبّهم يا ربّ في حسناتي
سأبكيهم ما حجّ لله راكب ***** وما ناح قمري على الشجرات
فيا عين بكيهم، وجودي بعبرة ***** فقد آن للتسكاب والهملات
لقد حفت الأيام حولي بشرها ***** وانّي لأرجو الأمن بعد وفاتي
أرى فيئهم في غيرهم متقسماً ***** وأيديهم من فيئهم صفرات
فكيف اداوي من جوى لي والجوى ***** امية أهل الفسق والتبعات
فآل رسول الله نحف جسومهم ***** وآل زياد حفّل القصرات
* * *
سأبكيهم ما ذرّ في الأرض شارق ***** ونادى منادي الخير بالصلوات
وما طلعت شمس وحان غروبها ***** وبالليل أبكيهم، وبالغدوات
وآل رسول الله تدمى نحورهم ***** وآل زياد آمنوا السربات
إذا وتروا مدّوا إلى واتريهم ***** اكفاً عن الأوتار منقبضات
فلولا الذي أرجوه في اليوم أوغد ***** لقطع قلبي أثرهم حسرات
خروج إمام لا محالة خارج ***** يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كلّ حق وباطل ***** ويجزي على النعماء والنقمات
سأقصر نفسي جاهداً عن جدالهم ***** كفاني ما ألقى من العبرات
فيا نفس طيبي ثمّ يا نفس ابشري ***** فغير بعيد كلّ ما هو آت ((1))
* * *
توفّي دعبل الخزاعي سنة 246هـ ((2)).
(1 )ديوان دعبل بن علي الخزاعي / تحقيق: عبدالصاحب الدجيلي: ص131 . ينابيع المودّة: ج3 ، ص115 . ديوان دعبل بن علي الخزاعي / شرح: حسن حمد: ص40 . ديوان دعبل الخزاعي / شرح: ضياء حسين: ص59 . مسند الإمام الرضا / جمع: الشيخ عزيز الله العطاردي: ج1 ، ص187 . دراسات في الأدب العربي / الدكتور محمّد زغلول سلام: ص227 . عيون أخبار الرضا / ابن بابويه القمّي: ص294 . الاتحاف بحبّ الأشراف / عبدالله بن محمّد الشبراوي: ص21 . أخبار شعراء الشيعة: ص100 ـ 105 .
(2 )ضبط الأعلام / أحمد تيمور باشا: ص59 .
هو أبو عبادة الوليد بن عبيدالله بن يحيى البُحتريّ الطائيّ ((1))، وُلد في منبج بسوريا سنة 206هـ. كان فصيحاً نقيّ الكلام وشعره صقيل وحُلو الألفاظ سلس الاُسلوب وسهل التراكيب، وكان يتجنّب التعقيد.
اعتبره أكثر الاُدباء بأنّه شيخ الصناعة وأحسن الشعراء براعةً في ذكر الطيف والخيال حيث كثُر في ديوانه الغزل والوصف والهجاء فامتاز بحسن السبك، وأكثر في وصف مظاهر الطبيعة، وكذلك قال الرثاء والفخر والحِكَم فهو يُحسن المديح ويجيد العتاب، حيث يقول :
لوت بالسلام بياناً خضيباً ***** ولحظاً يُشوّق الفوآد الطّروبا
اُكذّب ظنّي بأن قد سَخَطْتَ ***** وما أعْهَدُ ظنّي كَذُوبا
ولو لم تكن ساخطاً لم أكُنْ ***** أذمُّ الزمان وأشكو الخُطُوبا
ولا بُدّ مِنْ لَوْمَة أتنحّى ***** عليك بها مُخطئاً أو مُصيباً
وما كان سخطك إلاّ الفراق ***** أفاضَ الدمعَ وأشجى القُلوبا
سأصبرُ حتّى اُلاقي رضاك ***** إمّا بعيداً وإمّا قريباً ((2))
لقد اعترف المتنبّي بشاعريّة البحتري حيث قال: «أنا وأبو تمام حكيمان والشاعر البحتري» ((3))، وعن أبي العبّاس المبرّد قال: «سألني عبيد الله بن سليمان عن أبي تمّاموالبحتري فقلتُ: أبو تمام يعلو عُلوّاً رفيعاً، ويَسقُطُ سقوطاً قبيحاً، والبحتري
(1 )الأغاني: ج21 ، ص42 .
(2 )ديوان البحتري: ج1، ص61.
(3 )سلسلةشعراء العرب / إسماعيل اليوسف: ص31.
أحسن الرجلين نمطاً وأعذبُ لفظاً» ((1)).
واعتبر البحتري أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم حيث; «قيل لأبي العلاء المعرّي: أيُّ الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمّام حكيمان، وإنّما الشاعر البحتري» ((2)).
توفّي البحتري سنة 284هـ ((3))، وقيل: سنة 285هـ ((4)).
وُلد إسماعيل بن عبّاد بن العبّاس عام 326هـ ((5)).
قال أبو منصور الثعالبي في كتابه اليتيمة: «ليست تحضرني عبارة أرضاها للإفصاح عن علوِّ محلّه في العلم والأدب، وجلالة شأنه في الجود والكرم» ((6)).
كان مجلسه «محطّ رحال الاُدباء والشعراء» ((7)).
وهو القائل: «وها أنا منذ عشرين سنة كنت اُجالسُ الشعراء وأكابر الاُدباء واُباحثُ الفضلاء» ((8)). فشاعرنا يعتبر من «نوادر الدهر علماً وفضلاً ورأياً» ((9))،
(1 )الامتاع والمؤانسة / أبو حيّان التوحيدي: ص186 .
(2 )الأعلام: ج8 ، ص121 .
(3 )وفيّات الأعيان: ج2 ، ص175 . الأغاني: ج21 ، ص42 .
(4 )مفتاح السعادة: ج1 ، ص93 . تاريخ بغداد: ج13 ، ص446 . الأعلام: ج8 ، ص121 .
(5 )الأعلام: ج1 ، ص312 .
(6 )وفيّات الأعيان: ج1 ، ص228 . معجم الاُدباء: ج6 ، ص168 .
(7 )تاريخ آداب اللغة العربيّة: ج1 ، ص585 . معاهد التنصيص / عبدالرحيم العبّاسي: ج4 ، ص111 .
(8 )أعيان الشيعة: ج3 ، ص352 .
(9 )تشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة / محسن عبد عليّ التنوخي: ج4 ، ص94 . ï ً النجوم الزاهرة / جمال الدين يوسف الأتاكي: ج4 ، ص170 . تاريخ ابن خلدون / عبدالرحمن بن خلدون: ج4 ، ص620 .
«وإحساناً» ((1)).
أجاد الصاحبُ في «شعره كما هو في نثره» ((2)) فكان شاعراً مترسّلاً، ويمتاز شعره «بالعُذوبة والرّقّة» ((3))، ترك لنا في التأليف والتصنيف آثاراً قيّمة نذكر منها:
ـ المحيط في اللغة.ـ الكشف عن مساوئ شعر المتنبّي.
ـ ديوان شعره.ـ كتاب الوزارة.
ـ الكافي في فنون الكتاب.ـ التذكرة في الاُصول الخمسة ((4)).
ـ الإقناع في القُروض.ـ ديوان رسائله ((5)).
ـ رسالة في الطبّ.ـ كتاب الزيديّة.
ـ الفرق بين الصّاد والطّاء ((6)).ـ كتاب التعليل.
ـ كتاب الأنوار.ـ كتاب الإمامة.
ـ كتاب الشّواهد.ـ كتاب الفصول المهذّبة.
ـ كتاب نهجُ السبيل.ـ كتاب نَقضُ العَروُض.
ـ كتاب علمُ الكلام ((7)).
(1 )معاهد التنصيص: ص111 .
(2 )تاريخ آداب اللغة العربية: ج1 ، ص585 .
(3 )تشوار المحاضرة: ص94 .
(4 )تاريخ أبي الفداء / إسماعيل بن عليّ: ج1 ، ص474 . ديوان الصاحب بن عبّاد: ص182 . أعيان الشيعة: ج3 ، ص352 . وفيّات الأعيان: ص231 .
(5 )وفيّات الأعيان: ص352 .
(6 )ديوان الصّاحب بن عبّاد: ص182 .
(7 )أعيان الشيعة: ج3 ، ص352 .
لقد أبدع شاعرنا في فنون الشعر، فقد جمع ديوانه أكثر الأغراض الفنّيّة، فله قصيدة تبلغ (52) بيتاً خالية من حرف الألف، قالها في حقّ أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام):
قد ظلَّ يجرحُ صدري ***** من ليس يعذرُهُ فكري
ظبيٌ بصفحة بَدْرِ ***** يَزْهو به مطر شِعْر
يُغري همومي بقلبي ***** فكم يجُور ويُغري ((1))
ومن شعره أيضاً:
حُبُّ عليّ بن أبي طالب ***** أحلى من الشهدة للشارب
لا تُقبلُ التوبةُ مِنْ تائبِ ***** إلاّ بحُبّ ابن أبي طالب ((2))
ثمّ ذكر عقيلة النساء(عليها السلام)، واُمُّ الأبناء وجالبة الأصهار والأولاد الأطهار; إذ يقول :
فلو كان النساءُ كمثل هذي ***** لفُضّلت النساءُ على الرِّجالِ
وما التأنيث لاسمِ الشمس عَيْبٌ ***** ولا التّذكيرُ فخرٌ للهلالِ
فالدنيا مؤنّثة والرّجالُ يخدمونها، والسماء مؤنّثة وقد زُيّنت بالكواكب، والنفسُ مُؤنّثة وبها قوام الأبدان، والحياة مؤنّثة ولولاها لم تتصرّف الأجسام، والجنّة مؤنّثة وبها وُعد المتّقون ((3)).
ثمّ ننتقل إلى قصيدته اللاّميّة التي أودع فيها خُلاصة آرائه في اُصول الدين بالاضافة للحوار الرقيق الذي ينطلق في تمجيده للرسول(صلى الله عليه وآله) وذكر فضائل أهل
(1 )ديوان الصاحب بن عبّاد: ص147 .
(2 )أعيان الشيعة: ص358 .
(3 )المصدر المتقدّم: ص357 .
البيت(عليهم السلام)، وبالنظر لأهمّية ما تتضمّنه هذه القصيدة من أفكار وآراء فقد حظيت بالاهتمام الزائد على مرّ العصور وشُرحت من قِبل مختصّين كثيرين، وقد ارتأيتُ أنْ أنقل مقاطع من هذه القصيدة الفريدة:
قالتْ: أباالقاسم استخففتَ ((1)) بالغَزَلِ ***** فقلتُ: ما ذاكَ من همِّي ولا شُغُلي
قالتْ: اُريدُ اعتذاراً منكَ تظهرُهُ ***** فقلتُ: عُذراً وما أخشى من العَذَلِ
قالتْ: فكيف عرفتَ الحقَّ هاتِ بهِ ***** فقلتُ: بالفكرِ في الأقوال والعللِ
قالتْ:فَمَنْصاحبُالدينِالحنيفِأجِبْ ***** فقلتُ: أحمدُ خيرُ السادةِ الرُّسُلِ
قالتْ: فهل معجز وافى الرسولُ بِهِ ***** قلتُ: القرآنُ وقد أعيا على الأوَلِ
قالتْ: فَمَنْ بعدَهُ يُصْفى الولاءُ لَهُ ***** قلتُ: الوصيُّ الذي أربى على زُحَل
* * *
قالتْ: فهل أحدٌ في الفضلِ يقدمُهُ ***** فقلتُ: هل هضبةٌ ترقى على جبلِ
قالتْ: فَمَنْ أَوَّلُ الأقوامِ صدَّقَهُ ***** فقلتُ: مَنْ لم يَصِرْ يوماً إلى هُبَلِ
قالتْ: فَمَنْ بات من فوق الفراشِ فدىً ***** فقلتُ: أثْبَتُ خَلْقِ الله في الوَهل
قالتْ: فمن فاز في بدر يمفخرِها ***** فقلتُ: أضْرَبُ خَلْقِ الله للقُلَلِ
قالتْ: فمن ساد يوم الروع من اُحُد ***** فقلتُ: مَنْ هالَهُمْ بأساً ولم يُهَلِ
قالتْ: فمن فارسُ الأحزاب يفرسُها ***** فقلتُ: قاتلُ عمروِ الضيغم البَطَلِ
* * *
قالتْ: فخيبرُ مَنْ ذا هدّ معقلَها ***** فقلتُ: سائقُ أهلِ الكفرِ في عُقُلِ
قالتْ: فيوم حُنَيْن مَنْ بَرى وفَرى ***** فقلتُ: حاصدُ أهلِ الشرك في عَجَلِ
قالتْ: فَمَنْ صاحبُ الرايات يحملُها ***** فقلتُ: مَنْ حِيْطَ عن غشٍّ وعن نَفَلِ
(1 )استخففت: من استخفّ، أي استهزأ.
قالتْ: فَمَنْ راكعٌ زكى بخاتمِهِ ***** فقلتُ: أطْعَنُهُمْ مُذْ كان بالأسَلِ
قالتْ: ففيمن أتانا «هل أتى» شرفاً ***** فقلتُ: أبْذَلُ خَلْقِ الله للنَّفَلِ
قالتْ: فَمَنْ قاتَلَ الأقوامَ إذْ نكثوا ***** فقلتُ: تفسيرُهُ في وقعةِ الجَمَلِ
* * *
قالتْ: فَمَنْ حارَبَالأنجاس إذْ قسطوا ***** فقلتُ: صفُين تُبدي صفحةَ العَمَلِ
قالتْ: فَمَنْ قارَعَ الأرجاس إذْ مرقوا ***** فقلتُ: معناهُ يومَ النهروانِ جَلي
قالتْ: فَمَنْصاحبالحوضالشريفغداً ***** فقلتُ: مَنْ بيتُهُ في أشرفِ الحِلَلِ
قالتْ: فَمَنْ ذا لواءُ الحمدِ يحملُهُ ***** فقلتُ: مَنْ لم يكنْ في الرَّوْعِ بالوَكِلِ
قالتْ: أكُلُّ الذي قد قلتَ في رجل ***** فقلتُ: كلُّ الذي قد قلتُ في رجلِ
قالتْ: ومَنْ هو هذا المرءُ سَم لنا ***** فقلتُ: ذاك أمير المؤمنين علي ((1))
* * *
توفّي الصاحب بن عبّاد سنة 385هـ.
(1 )ديوان الصاحب بن عبّاد: ص29 . الصاحب بن عبّاد.. حياته وأدبه / تحقيق: محمّد حسين آل ياسين: ص239 . الغدير في الكتاب والسنّة والأدب / عبدالحسين الأميني: ج4 ، ص63 . الإمام عليّ رسالة وعدالة: ص375 .
![]() |
![]() |
![]() |