رثاء الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام

يقضي على الطهر الزكي الهادي

يا ويل معتمد بيوم معاد

وصغوا إلى الواشين والحسّاد

كم جرعوه من الزمان نوائباً

يشفون حقدهم من الأبعاد

قد أبعدوه عن مدينة جده

في خان صعلوك بغير سداد

في أرض سامرّاء ألقوا رحله

يدعوهم باللطف والإرشاد

سجنوه من غل عليه فانبرى

كي تفترسه جوائع الآساد

ألقوه في برك السباع عداوة

وأحال أمرهم إلى الميعاد

شاؤا مذلته فأغمض صابراً

فدعاهم الهادي سبيل رشاد

قد أحضروه لدى الخمور إهانة

(باتوا) فغلوا ثمّ بالأصفاد

قالوا له أنشد، فأنشد فيهم

حنقاً لما يطوون من أحقاد

سمّوه عقبى ما رأوا آياته

في موته وخبا ضياء بلاد

قد طاح ركن الدين وانثلم الهدى

وبكى عليه ملاك سبع شداد

مات الإمام بلوعة من سمّهم