ديوان السيد حيدر الحلي- الجزء الاول

 
 

ديوان السيد حيدر الحلي - الجزء الاول

ترجمة صاحب الديوان

السيد حَيْدر الحِلي

المتولد 1246 هـ والمتوفى 1304 هـ

بقلم: علي الخاقاني

صاحب مجلة (البيان) النجفية

تقدمة

لعلي لا أحتاج البينة إذا قلت أني أول من فكر من أخواني بتأليف كتاب يكفل تأريخ الادب والادباء في القرون المظلمة، رغبة في إيصال تأريخنا الادبي بالعصر العباسي فان هذه الفترة من الزمن بقيت مهملة لا يهتدي لمعرفة تأريخها الادبي معظم الادباء ان لم أقل كلهم، ولقد عانيت جهوداً كبيرة في سبيل ذلك حتّى توفقت للحصول على كثير من المعلومات التي تعطي صورة واضحة عن الادب في هذه العصور، وقد نشرت قسماً من هذه الابحاث فى الصحف والمجلات منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وواصلت النشر إلى اليوم حتّى انتهيت إلى تحقيق هذه الفكرة في كتاب أسميته (أدب العراق في القرون المظلمة) يقع في عشرة أجزاء ضخام.

في خلال بحثي طيلة هذا الزمن كنت أعثر على كثير من المجاميع والمخطوطات النادرة والدواوين الشعرية التي لم تنشر مما وسّع من آفق معلوماتي ومما حفزني لاحياء ما أعتقد فيه صلاح النشر، من بين هذه الاثار ما طبع طبعاً رديئاً لا يتعدى حكمه حكم المخطوط لخلوه من الفائدة، ومن بين هذه الاثار (ديوان السيد حيدر الحلي) الذي طبع في الهند مرتين وفي كلتا الطبعتين جاء مغلطاً مشوهاً لا يعطي الفكرة المقصودة عن شاعرية صاحبه ومقامه فضلاً عما أصابه من الندرة والانقراض دفعتني رغبتي لا حيائه على طريقة صحيحة متقنة خدمة للشاعر والادب، ونظراً إلى أنه جاء خاتمة شعراء هذه الفترة، فصرت أذيع بين الاصدقاء هذه الرغبة منذ زمن بعيد ليتسنى لي العثور على أصله أو مايقارب صحة الاصل، بقيت أعقب بقوّة وأتتبع بشوق، لانفذ تلك الرغبة الملحة والتي خرجت عن رغبتي النفسية إلى رغبة عشرات من الاخوان والاصدقاء داخل النجف وخارجها حتّى تطور الامر إلى الاعلان بالصحف والمجلات والاصدقاء داخل النجف وخارجها حتّى تطور الامر إلى الاعلان بالصحف والمجلات مما حفّز الكثير من الادباء على مطالبتى بتحقيق نشره في عده رسائل هبطت علىٍّّ تدعوني بالحاح.

شعرت بمضايقة من أولئك الاخوان الذين أحسنوا الظن بي شرعت في تصحيح المطبوع وإضافة ما عثرت عليه من شعر لم يطبع، غير اني وجدت نفسي أمام ظلام دامس لا يقطع بسلام فاستعنت بأشخاص من أعلام الادب كان في الطليعة عندى منهم فضيلة السيد عباس شبر فبعثت اليه بنسخة من الديوان لاستعين بذوقه الادبي غير انه (حفظه اللّه) بعد مرور عام أرجعها لي دون أن يتصرف بشي‌ء منها، معلناً عجزه عن الاصلاح لكثرة أشغاله، ولكن لما كانت النية حسنة ـ فقد عثرت فجأة على ثلاث مخطوطات ثمينة لم أكد أحلم بها و حتّى تصورت ان هاتفاً سماوياً هداني اليها فحمدت اللّه على هذا التوفيق وسرت قدماً لا ألوي على شي‌ء سوى إخراجه إلى عالم الطبع فكان، ما أردت بفضل فريق من الاخوان الذين سجلت شكري لهم في غير هذا المكان.

وشاء التوفيق أن يزيد من لطفه علىٍّّ فهيأ لي مجموعة من النوادر المخطوطة التي كفلتها خزانة الامام المصلح الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء، ومكتبة العلامة الشيخ علي حفيد الامام الهادي من آل كاشف، الغطاء فقد وضعوا تحت تصرفي كثيراً من آثار الاباء والاجداد التي ضمّت طائفة من شعر صاحب الديوان، وكان للمجموعة المخطوطة التي تفضل بها علينا الشاعر المعروف والخطيب المصقع الشيخ قاسم الملا الحلي بخط والده المرحوم كل الاثر في الاستفادة والاطلاع الزائد على ما ضمت من شعر صاحب الديوان وشعر معاصريه من الشعراء الحليين أمثال الكوازين والشيخ علي عوض، والشيخ محمد التبريزي، والنحويين أحمد وولده محمد الرضا، والحاج حسن القيم، وأمثالهم من أعلام آل القزويني.

غير أن بعض العوارض الشخصية والاغراض العاطفية التي جابهتنا سببت الاسراع في تحقيقه وطبعه مع انشغالى بمجلة (البيان).

لذا فلا أستبعد وقوع بعض الملاحظات الاملائية التى لاتغير من مفهوم القول فاذا ما وقع مثل ذلك ووقف عليه القراء الكرام، نرجو مخلصين أن لا يبخلوا علينا بملاحظاتهم لنتلافى مثل ذلك في آخر المجلد الثاني في حين أني اعتقد أنّ هذه الطبعة رغم الاسراع الذي لاحقها حازت على ضبط وتحقيق واستيفاء لجميع ماقاله صاحب الديوان مما سيظهر للقاري‌ء عند المقابلة لباقي الطبعات بوضوح ومن اللّه نستمد التوفيق.

أسرته

لا اغالي إذا قلت أن العراق له نصيبه الأوفر في سجل الأدب العربي من صدر الإسلام حتى يومنا هذا، كما لا اغالي أيضاً إذا قلت أن مدينة (الحلة) بلد الشاعر لها النصيب الأوفر من هذا النصيب. ولعلّي في غنىً عن الإدلاء بالبرهان، غير انَّ ما جاء في كتابي (البابليات) الماثل للطبع والذي اقطتفته من كتابي الكبير «أدب العراق في القرون المظلمة» سيكشف عن سرّ هذا القول.

وإذا ما نظرنا ملياً نجد ان مدينة «الحلة» الزاخرة بالأدباء في القرون الثلاثة الماضية قد استطال فيها بيت الشاعر واتضحت اسرته وضوحاً غمر تأريخ الأدب في هذه المدينة، فقد اجتمع لهذا البيت ما لم يجتمع لغيره على الأكثر من أسبابه وعوامل أدت إلى خلوده وانتشار صيته كما أن شاعرنا استطال من بين هذه الأُسرة واحتلأ أسمى مقامٍ فيها، فاتفق له ما لم يتفق لغيره في سِيَر الأدباء، فتراه شاعراً وابن شاعر وابن أخي شاعر وحفيد شاعر وأباً لشاعر وعمّاً لشاعر.

أما كونه ابن شاعر: فأبوه السيد سليمان الصغير شاعر مُجيد سجلنا له شعراً كثيراً في كتابنا وهو من الشعر المقبول، ساجل فيه فريقاً من شعراء عصره.

وأما كونه ابن أخي شاعر فعمّه السيد مهدي السيد داود من أشهر مشاهير شعراء عصره وشيخ من شيوخ الأدب في عهده وديوانه المخطوط كافٍ لان يعرب عن مكانته السامية في صرح الأدب الرفيع.

وأما كونه حفيد شاعر: فجده السيد سليمان الكبير من مؤسسي دولة الأدب في «الحلة» فقد نزلها في سنة 1175هـ وامتزج بأعلامها وساجل الأفذاذ منهم كالنحويين والشيخ أحمد بن حمد الله، والشيخ درويش بن علي الفقيه، ومحمد ابن إسماعيل الشهير بابن الخلفة.

وأما كونه والد شاعر: فابنه السيد حسين شاعر أديب اشترك في رثاء أبيه وساجل الأدباء من أخدانه، ونال مكانة مقبولة بين اخوانه الأدباء.

وأما كونه عم شاعر: فابن أخيه الشاعر المفلق السيد عبدالمطلب الحليّ الذي شارك في بعث النهضة الأدبية، وديوانه حافل بالقصائد الوطنية ومحاربة الاستعمار الانكليزي بصرامة وقوّة وعقيدة.

فهذه المصادفات لم تتفق إلاّ لأفراد يعدّون بالأصابع في تأريخ الأدب العربي وأُسرته من أنبه الأُسر الحليّة وأعرفها في المجد والسؤدد والعلم والأدب، وقد انتشرت في كافة ربوع العراق ما بلغ عددها الآلاف، ومعظمهم أصبح يتولّى شؤون الزراعة.

نسبه

هو أبو الحسين: حيدر بن سليمان بن داود بن سليمان بن داود بن حيدر بن أحمد بن محمود بن شهاب بن علي بن محمد بن عبدالله بن أبي القاسم بن أبي البركات ابن القاسم بن علي بن شكر بن محمد بن أبي محمد الحسن «الحسين» الأسمر بن شمس الدين النقيب بن أبي عبدالله أحمد بن أبي الحسين «الحسن» علي بن أبي طالب محمد بن أبي علي عمر الشريف بن يحيى بن أبي عبدالله الحسين النسابة بن أحمد المحدث بن أبي علي عمر بن يحيي بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن الامام زين العابدين علي بن الامام الحسين السبط بن الامام علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم، صريحة يعرب وعنوانها، وفخر عدنان ومجدها، وما أجدره بمصداق قول أبي تمام الطائي:

نسب كأنَّ عليه من شمس الضحى     نورٌ ومن فلق الصباح عمودا

كما هو مصداق قوله رحمه الله:

نسبٌ عقدن اصوله     بذوائب العلياء فروعه

شعره وشاعريته

لعلّ التحدّث عن شاعرية السيد حيدر في غنى عن البسط والتحليل بالنظر لما عرفه الأدباء وغيرهم، ولما سمعوه ووعوه من شعره الذي طرق الأسماع وخاصة في الرثاء، فلقد نال إعجاب الجميع وهيمن على مشاعرهم فامتلكها، ولقد كنت يوماً في مأتم فتليت قصيدته التي مطلعها:

تركت حشاكَ وسلوانها     فخلي حشايَ وأحزانه

برواية جميلة واضحة، فشاهدت جماعة الأدباء قد سادهم إصغاءٌ وتفكير وعند الفراغ سألت الذي عن يميني هل تستطيع أن تعلّل هذه الظاهرة في الوقت الذي غمر الناس الحزن في هذا اليوم (عاشر المحرَّم) أجابني: وكيف تعجب وشعر السيد حيدر يأخذ بالأديب فيحلّق به إلى أجواء واسعة من الفن والخيال، كما يشغل التفكير برصفه وحسن انسجامه وبليغ قوله ومليح نكته. وكيف تعجب والسيد حيدر أمير شعراء الرثاء الذين خلدوا مع واقعة الطف خلوداً لا يطرأ عليه التلاشي ولا النسيان.

حقاً ان السيد حيدر شاعر مجلسيّ في كافة الحلبات، فقد كان يشعر بالزعامة الأدبية رغم منافسة أعلامِ الشعر في النجف له وملاكمتهم إيّاه. ولعلّ القصة التي ذُكرت غير مرة وهي: عندما رثى العلامة السيد ميرزا جعفر القزويني بقصيدته المعروفة:

قد خططنا للمعالي مضجعاً     ودفنّا الدين والدنيا مع

وسكوت أُدباء النجف عن الاستعادة والاستجادة لها دفعه أن يثور ثورته التي خاطب بها الأديب الكبير الشيخ محسن الحضري بقوله: (إذا كان في المجلس من أعتب عليه لصمته وتغافله ن أداء حق هذه المرثية فهو أنت) فلم يبق للشيخ الخضري إلاّ أن أجابه بقوله:

ميزتني بالعتب بين معاشرٍ     سمعوا وما حيٌّ سواي بسامع

أخرستني وتقول ما لك صامتاً     وأمتّنى وتقول ما لك لا تعي

مما أوجب أن يتضاءل أمامه الأدباء من خصومه وينسحبوا عن تعصبهم ويضجوا بالاستحسان لمرثيته والاستعادة لها، والاشادة بها.

وما ذلك إلاّ لأن السيد حيدر أديب قرأ الكثير من شعر العرب وحفظ المجلدات من أخبارهم، وتتبع الفصيح من أقوالهم، والمأثور من كلامهم، والبديع من صناعتهم. لذا تراه في شعره فصيح المفردات، قوي التركيب، بديع الصنعة، وقلَّ أن تشاهد شاعراً متأخراً سلم من المعايب كما وقع له. يصطاد اللفظ الرقيق ويقرنه بمعنى أرق منه دون أن تجد نبوة أو حشوة. ومن ذلك فقد فات على بعض الأدباء ملاحظاته وأغراضه الشعرية والتبس عليهم قصده وما يرمي إليه، وهاك مثلاً واحداً وهو بيت من مرثيته للامام أمير المؤمنين علي عليه السلام وهو:

وانقلب الإسلام للفجر بها     للحشر إعوالاً على مصابه

بينما الصحيح: وانقلب السلام للفجر. فقد فاتهم قصده الذي لاحظه بالاشارة إلى قوله تعالى: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) من سورة القدر وقد سبقت الاشارة إلى ذلك ببيتين منها بقوله:

لقد أراقوا ليلة القدر دماً     دماؤها انصببن بانصبابه

وكثير من أمثال هذا تجده في هامش هذا الديوان مما يتضح لك عدم الالتفات والخطأ الذي وقع في المطبوع.

ولتفوق السيد حيدر ونبوغه أسباب وعوامل شحذت ذهنيته وأذاعت صيته أهمها بيئته التي نبغ فيها وصراعه العنيف مع الشعراء والعلماء، ومراثيه لجده الحسين وتسجيله واقعة الطف فقد كان ينظم فيها بلهجة الأروع الموتور. وللعامل الأخير أبلغ الأثر فقد دفع بكثير من أعلام عصره أن يفضله على كثير من الشعراء الذين تقدموه والذين تأخروا عنه كالسيد الرضي ومهيار وكشاجم والكعبي والكوازين والأعسمين ولقد سبق أن ذكرت في ترجمتي لشيخ الأدب الشيخ حمادي نوح الحلي رأيه وتفضيله لشاعرين: الأول أبو الطيّب المتنبي، والثاني السيد حيدر الحلي، كما حدثني أحد شيوخ الأدب اليوم الشيخ قاسم الملا الحلي ما قاله العلامة السيد ميرزا صالح القزويني لصاحب الديوان عند سماعه مرثية منه بعض الأعلام: (إنَّ رثاءَك يحببُ إلينا الموت)(1) وهي كلمة وإن لم تكن مبتكرة ولكنها شهادة قيّمة تصدر من زعيم ديني وأديب كبير، وإن هيام الأسر العريقة في العراق وخطبهم لوداده واحترامهم له يدلنا بوضوح على ماله من منزله كبرى بين أخدانه من الشعراء الذي كثر عددهم في عهده. ولقد سُمع من العلامة الكبير السيد مهدي القزويني انه كان يمدحه ويثنى عليه ويفضله على جميع الشعراء من المتقدمين.

وملاحظة واحدة تبينتها في شعر السيد حيدر هي: توفر فن الاعجاز فيه فتراه كلما كرر على السمع ازداد اشتياقاً لسماعه، وهذه الظاهرة لم يحز عليها شاعر من المتأخرين غيره، ولعلي لا أحتاج إلى توضيح ذلك فان ما يلقيه الخطباء على كثرتهم يومياً يخاله المستمع شعراً جديداً.

هذا بالاضافة إلى انه تفرّد عن معاصريه بتوسعه وطرقه لفنون الشعر وأنواعه فقد أجاد في كثير منها، وهذا ما دفعني إلى تبويب الديوان رغم الجهد الذي لاقيته والكلفة التي أحاطت بي مراعياً كل باب على الحروف ومعرباً للقارئ عن ميزة هذا الشاعر وتنوعه في النظم، ومنفذاً رغبة القارئ وتذوقه هذا اللون من النشر.

مراثيه لال البيت

إن أدب الرثاء عند العرب قبل الاسلام وبعده بقليل كان محدوداً وله قالب خاص لايحيد عنه الشاعر لضيق دائرة المتوفى والصفات التي لحقته مهما بلغ الفقيد من العظمة، حتّى صار أكثر الادباء يعتقدون من جراء ذلك بأنَّ فن الرثاء أضيق دائرة من غيره من سائر فنون الشعر كالغزل والنسيب والمدح والفخر والحماسة والوصف إلى غير ذلك، ولكن فن الرثاء بعد (واقعة الطف) أخذ يتطور بشكل خاص لما حدث في هذه الواقعة من عوامل وأسباب تتعلق بصميم الخلافة الاسلامية من جهة، ومن جهة اخرى اصطدمت بالشعور الانساني لما جرى فيها من فضائع وأهوال، وهتك لحرم مصونات، وقتل لاطفال أبرياء مما أثار كوامن النفوس البشرية على الاطلاق.

ولو تأملنا في معرفة الفروق التي حدثت بين أدب الرثاء قبل وقعة الطف وبعدها لرجعنا إلى البيت الذي تغنت به الركبان من كونه أحسن بيت قيل فيه وهو قول ليلى بنت طريف ترثي أخاها:

أيا شجر الخابور مالك مورقاً     كأَنك لم تجزع على ابن طريف

ومع مافي هذا البيت من سموّ فانّه يتضاءل أزاء فن الرثاء بعد وقعة الطف، ولو دققنا النظر في معرفة مقياس تطوره لظهر لنا أن أدب الرثاء عند الفراتيين سما إلى أن بلغ الذروة من هذا الفن، لما أتصف به أدباء الفرات من خيال خصب، وذهن متوقد، وفكر نيّر، وشجاعة مشفوعة بعروبة متواصلة، حقاً إذا ما بعثت هذه الواقعة هذا الاثر، فقد تعاقبت الزمر تلوم الزمر يندبون بطلها الامام الحسين بشتى الاساليب وبمختلف اللغات، وقد عرف لهذه الواقعة شعراء خلدوا بخلود هذه الواقعة آخرهم صاحب الديوان، فقد ناح جده الامام الحسين وأولاده الائمة من بعده نوح الثكالى، وخلّد له في هذا الميدان من القطع التي حازت على الاعجاز الادبي بكونها تتضوع كلما كررت على السمع.

عُرف صاحب الديوان كما تناقلت الرواة أخباره أنه موتور لم يهدأ في كل عام يمر عليه دون أن يسجل فيه مثالب قاتلي جده الامام الحسين ومنتهكي حرمته بأنواع من القول تعدت إلى ماوراء التصور.

ولقد حاز على قصب السبق من جراء ذلك في هذا الميدان الطويل الذي جرى فيه رهط كبيرٌ من أعلام الشعراء فكان السبّاق والمجلّي، هاك فاقرا أبياتاً من شعره الذي سجله بمذاب القلب بقوله:

عـجباً لـلعيون لـم تغد iiبيضا      لـمصاب تـحمر فـيه iiالدموع
وأسـىً  شـابت الـليالي عليه      وهو  للحشر في القلوب iiرضيع
أيـن  ما طارت النفوس iiشعاعاً      فـلطير  الـردى عـليه iiوقوع
فـأبى أن يـعيش إلاّ iiعـزيزاً      أو  تـجلّى الكفاح وهو iiصريع
فـتلقى  الـجموع فـرداً iiولكن      كل عضو في الروع منه iiجموع
زوج الـسيف بـالنفوس iiولكن      مهرها الموت والخضاب النجيع

أحسب أن هذه الابيات لا تحتاج بمعناها الرفيع إلى ايضاح لما حوته من نكت البديع بحسن انسجام ورصانة تركيب لقوله: (زوج السيف بالنفوس) فلا بدع اذا كان المرحوم أمير الشعراء أحمد شوقي بك مفتوناً بشعر هذا العميد حينما اجتمع به أحد طلاب البعثة العراقية في طريقه إلى (السوربون) فقال له إقرأ لي شعراً فراتياً فقرأ له من شعر بعض الشعراء المعاصرين فقال له: لا:!! إقرأ:

عثر الدهر ويرجوا أن يقالا     تربت كفّك من راج محالا

وأتم القصيدة له، إذاً حق لشوقي أن يعجب ويعجب!! لانه لا يعرف العظيم إلاّ العظيم كيف لا وقد جلل شعره فنُ البديع بأنواعه من مقابلة إلى جناس إلى تورية، كما نجد ان (البيان) قد حف به لاقتران اللفظ‍ بالمعنى، ولا ننسى أنه هو الذي يقول:

يـلقى الـكتيبة iiمفرداً      فـتفّر دامـية الجراح
وبهامها اعتصمت مخا      فة بأسه بيضُ الصفاح
وتسترت  منه حيأً iiفي      الـحشا  سمر iiالرماح

أفهل سبق أن سمعت من المتقدمين والمتأخرين قائلاً: وتسترت منه حيأً في الحشا سمر الرماح، وهل تعتقد بأن هذا شعر ينتزعه الشاعر من مخيلته ساعة أن يشأ.

كلا بل كما قال الاستاذ الجواهري

إنه ذوب قلوبٍ     صيغ من لفظٍ مذاب

ولعلك لا تصدق إذا قلت إن ديوانا كاملاً كله على هذا الاسلوب من المتانة والانسجام قد تداخلت فيه جميع أنواع الشعر غير انَّ ظاهره الرثاء، واليك مايقوله في الحسين وفتيانه البواسل:

غـداة  أبـو الـسجاد جـاء يقودها      أجـادل  لـلهيجاء يـحملن iiأنـسرا
عـليها  مـن الـفتيان كلّ ابن iiنثرةٍ      يـعدُّ  قـتير الـدرع وشـياً iiمحبّرا
أشـمّ إذا مـا أفـتضّ للحرب عذرة      تـنشقّ مـن أعـطافها النقع iiعنبرا
من الطاعني صدر الكتيبة في الوغي      إذا الـصف مـنها مـن حديد توقرا
فـما عـبروا إالاّ عـلى ظهر سابحٍ      إلى  الموت لما ماجت البيض iiأبحرا
فـان  يـمس مـغبر الجبين iiفطالما      ضحى الحرب في وجه الكتيبة iiعبّرا
وان  يـقض ظـمآناً تـفطّر iiقـلبه      فـقد راع قـلب الموت حتّى iiتفطرا

تجلى لك أيها القارئٍّ الكريم ماذا أدخله الشاعر على فن الرثأ من اسلوب بديع، وفنٍ مبتكر، فبينما تجده في صدر البيت يرثي فيقول: فان يمس مغبر الجبين.تراه قد انتقل إلى الفخر والحماس بقوله: فطالما ضحى الحرب، وهو لايزال في البيت نفسه، وهكذا الذي قبله والذي بعده، ولو تأملت في بيت واحد من هذه القصيدة الطويلة يعني به عقائل آل البيت لا ستشعرت ماغمر أدب الرثاء من الفن العجيب والاسلوب الساحر بقوله:

مشى الدهر يوم الطف اعمى فلم يدع      عمادا لها إلاّ وفيه تعثرا

أهل سبق أن شاعراً صور فقد الثواكل لعميدها بمثل هذه اللغة الرصينة، ولا أحسب أني لو حدثتك عن هذا الشاعر وعرضت عليك صوراً من شعره أياماً وليالي يعتريك سأم أو يخامرك ملل، كيف وهو ينحت من قلبه ويقدمه لك كقوله:

وخـائضين  غـمار الـموت طافحة      أمـواجها الـبيض بـالهامات iiتلتطم
مشوا إلى الحرب مشي الضاريات لها      فـصافحوا الـموت فـيها والقنا iiأُجم
فـالحرب  تـعلم إن مـاتوا بها iiفلقد      مـاتت  بـها منهم الاسياف لا iiالهمم
قـومي الأُلـى عـقدوا قدماً iiمآزرهم      عـلى الحمية ماضيموا ولا iiاهتضموا
عـهدي بـهم قـصر الاعمار iiشأنهم      لايـهـرمون  ولـلـهيابة iiالـهـرم

لا شك أن أصدق صورة لنفسية الشاعر شعره الذي تصعده نفثات صدره وفي هذا ما أعرب شاعرنا عما كمن في قلبه من ضرام تركه هذا الحادث الفادح مما دعى أن يستنجد بقومه الذين قصرت أعمارهم لعدم قرارهم على الذل، وما أحلاه حينما يستغرق في وصفهم بقوله:

مـتنافسين  عـلى المنية iiبينهم      فـكأنّما  هـي غـادة مـعطار
سـمة العبيد من الخشوع iiعليهم      لـلـه ان ضـمتهم iiالاسـحار
واذا ترجلت الضحى شهدت لهم      بـيض الـقواضب أنهم iiأحرار

فهل تأملت هذه المقابلة البديعية، عبيد وأحرار، وضحى وأسحار، وعبثاً أحاول أن أحيطك بالجيد من شعره وبين يديك ديوانه الذي يشهد بأنه أمير فن الرثاء بلا منازع.

أكتفي بهذا القدر فلقد سبق أن نشرت مقالاً طويلاً في السنة الاولى من مجلة (البيان) تحت عنوان (وقعة الطف وتأثيرها على الادب العربي) بحثت فيه أدب الرثاء في القرون الاسلامية وعند الفراتيين وذكرت أسماء الاعلام الّذين ساهموا في بعثه وتوسع دائرته وفي الطليعة منهم صاحب الديوان، اقتطفته من كتابي (شعراء الحسين).

شعوره بالزعامة الادبية

نقرأ من خلال آثار صاحب الديوان فنجد أنه كان مؤمناً بالزعامة الادبية والتفوق على شعراء عصره، فكثيراً ما تراه يصرح بذلك في رسائله وشعره وأحاديثة وخاصة عندما يحتدم غيضاً، فمن ذلك قوله:

من رسالته إلى العلامة الميرزا صالح القزويني (فلقد علم هذا العصر، أني لسانه الذي انتهت اليه مقالة الشعر) ومن قوله:

وأنا الذى لم يسخ بي أحد     إلاّ غدا ونديمه الندم

واذا اهتززت لمدح ذي كرمٍ     فأنا لسانٌ والزمان فم

ومما يؤكد لنا شعوره بالزعامة الادبية كونه رثى هذا الامام مع مناورته له وعتابه إياه، ذلك العتاب المر، في حين أن العادة جرت على خلاف ذلك، فلقد علم هو أن القزويني عندما اختلف معه لم يؤثر كل منهما على مقام الثاني، فقد رثاه حين الوفاة العشرات من الشعراء البارزين وأصنافهم من الشعراء الناشئين مما دعا أن تؤلف كتب لا ستيعاب ذلك النتاج، لذا رأى شاعرنا ان العزلة والسكوت يفضيان إلى نسيانه وخسارته مكانته الادبية، وإذ ذاك حرص إلاّ أن ينزل الميدان ليهيمن على ذلك الجو الادبي وليعلم الجميع أنه الفارس السباق فكان ما أراد، مفضلاً مواصلة شعوره على الاختلاف والبرودة التي حدثت بينه وبين الفقيد، ولم يبق هذا الشعور دون أن أصبح حقيقة ثابتة فكان اذا سافر إلى سامراء لزيارة الامامين العسكريين والحجة الشيرازي قدس سره يصحبه في ركابه مائة شاعر وتراه في طليعة الركب مرتدياً حلته الخضراء، فكان الامام الشيرازي يرعاهم لرفقتهم معه، وتعريفه لهم عنده.

محاكمة لشعره

انفرد صاحب الديوان عن كثير من شعراء عصره بعدة ظواهر منها كونه حاكم شعره في حياته، فكان لاعتداده بنفسه لا يثبت القصيدة إلاّ بعد أن يقرأها المرة تلوم الاخرى وبعد الاطمئنان يقرؤها على رهط من فحول الشعراء بعد اعطائه لهم حريّة النقد والمناقشة فاذا ما تم كل ذلك وافق على نسبتها له، لذا تراه أوّل ما عني بمراثيه لال البيت (ع) فكان لا يذيع القصيدة إلاّ بعد أن يمّر عليها عامٌ واحد ومن ثمّ يخرجها ويقرؤها ليذيعها في الاندية وبهذا عُرفت مراثيه بـ (الحوليات) لاشتمالها على شعر رصين مركز خالٍ من الحشو والسفسطة، وإذا ما وجد له شعر ركيك فما ذلك إلاّ مما لم يقرأ باسمه في حينه، ولم ينسب اليه في وقته.

منزلته الاجتماعية

تسالم الشيوخ والمعمرون بنقلهم على أنَّ السيد حيدر كان من الشخصيات المرموقة ذات الحول والطول والشأن والرفعة، قد خلص من شائبة النقد، وترفع عن أن ينال بسوء، لما اتصف به من مزايا وصفات رفعته في عيون الأعلام من معاصريه، ولعلّ الذي لم يتوغّل في دراسة عصره الاجتماعي لا يتصور خطورة صاحب الديوان وما حباه الله من حيثية ومكانة. فقد احترمه الزعيم الديني والسياسي والقبلي في آن واحد، وأحبَّه الأعيان والوجوه لأنه من بيت عريق عتيد بالنسب والقدسية، فبالاضافة إلى ما تقدم من ذكر أسماء الشعراء من أُسرته فان فيهم العلماء والأطباء والزهّاد والناسكين، وهذا ما يبدو جلياً لمن وقف على مكانته وتقديس الناس له.

ويكفي شاهد واحد هو احترام الزعيم الديني العام له إذ ذاك وهو الامام السيد ميرزا حسن الشيرازي فقد كان يستدعيه إلى سامراء ليستمع إلى شعره ويتلذّذ بمجلسه وقصة واحدة تعطينا صورة سامية عن مقامه الرفيع أثبتها على عهدة العلامة المعاصر الشيخ محمد علي الأوردبادي فقد قال: حدثني الحجة السيد ميرزا علي أغا نجل الامام الشيرازي قال: عندما هنّى السيد حيدر والدي بقصيدته الهمزية رأى أن يكرّم الشاعر بعشرين «ليرة» فاستشار ابن عمه العلامة السيد ميرزا إسماعيل الشيرازي في ذلك فأبى وقال لابن عمه الامام: ما قولك في دعبل والكميت ومنزلتهما عند الامام الصادق عليه السلام فهل هما أفضل أم السيد حيدر وهو ابن رسول الله؟ فقال أنه لأفضل منهما. قال إذاً يجب أن تكرمه بأقصى ما تشعر من أنواع التكريم، فلم يبق للإمام الشيرازي دون أن صحب معه مائة ليرة وذهب لزيارته وعندما دخل عليه تناول يد شاعرنا فقبَّلها بعد امتناع شديد.

فهذه القصة لو لم يكن الرواة لها ثقاة لامتنع السمع من قبولها لأن الامام الشيرازي عرف سيرته القاصي والداني أن الملوك والسّلاطين كانت تزوره وتخضع له احتراماً لمقامه الديني.

وكان العلامة الكبير السيد مهدي القزويني يجلسه إلى جنبه ويقدم له إعجابه وإكباره وكان ناديه حافلاً بالأدباء والشعراء والمعوزين لشعوره بمكانته وزعامته، وتراه إذا دخل نادياً أو محفلاً يقوم له إجلالاً كل من فيه سواء كان عالماً أو حاكماً أو وجيهاً، وكثيراً ما كان يتعهّده الوالي مدحت باشا بالسؤال عن صحَّته والاستفسار عنها.

ميزة خاصة

يبدو للقارئ الكريم من خلال هذا الديوان ثلاث ميزات:

1- رثاؤه لجدّه الإمام الحسين عليه السلام ونياحته له فقد كان متكلاً بفقده طيلة حياته، لذا تراه مقروح الفؤاد ثائر الأعصاب عندما تقرأ له هذا اللون فتجده أصدق الرثاء، وأنه أقوى من ساعر شعره وأمتن.

2- صلاته بآل كبه: لم تكن هذه الصلة حادثة فقد سبق لعمّه المرحوم السيد مهدي السيد داود أن كان كثير الاتصال بهم مما دعاه أن يؤلف كتاباً يبقى كذكرى للودّ والإخاء سماه «مصباح الأدب الزاهر»(1) ضمنه كثيراً من الصور الأدبية التي تساعد على معرفة مقاييس الأدب في عهده، وعلى هذا الضوء سار صاحب الديوان على نهج عمه ومربّيه في الاتصال بهذه الأُسرة الكريمة التي عرفت في جميع الأوساط العراقية بمساندتها للأدباء وتشجيعها للعلماء، فألف لهم كتابه (دمية القصر في أدباء العصر) وأعرب في شعره عن حبّ وعواطف تثور في مختلف المناسبات التي تحدث عندهم من قران أو وفاة أو عودة من غياب، مما لم يفلت ذكر واحد منهم كبر أو صغر، غير ان ذكر علم واحد منهم تجلّى في الديوان هو العلامة الحاج محمد حسن فقد اقترب من نفس شاعرنا كثيراً مما ولَّد هذا القرب النفسي أن يولف باسمه كتابه «العقل المفصَّل».

3- آل القزويني: وهذه الأُسرة ظهرت في الديوان ظهوراً بارزاً مما دلّت على بالغ القرب من نفس شاعرنا وحبه لهم واعتداده بأعلامهم الذين رسخت أقدامهم في الزعامة الدينية. كما بادلوه الحب واصطفوه خلاًّ وساعداً يساجلونه ويطارحونه، وينتدبونه في مختلف المناسبات لتمثيلهم والتصوير لقصدهم.

وفاته

توفي المترجم له في مسقط رأسه في الليلة التاسعة من ربيع الاول سنة 1304هـ وحمل نعشه إلى النجف بموكب مهيب مؤلف من علماء وأعيان ووجوه الحلة ودفن مما يلي رأس الامام علي (ع) في أول (الساباط) إلى جهة الشمال، وكان لذاك اليوم رنّة حزن وأسف عميقين في سائر الاوساط العراقية عامة ويوم عظيم في النجف، فقد عطلت المدارس في سامراء والنجف بأمر من الامام الشيرازي حداداً على فقده ومن غريب الصدف ان نزل الغيث يوم وفاته كأفواه القرب بعد أن امتنع زمناً أحسّ الناس فيه بالجدب، ورثاه جميع شعراء عصره بقصائد كثيرة أثبتنا في آخر المجلد الثاني المعظم منها والذي أختاره الشاعر السيد عبد المطلب الحلي كما أثبتنا مدائح الشعراء له.

آثاره الأدبية

خلّف المترجم له أربعة كتب أدبية «1» ديوان شعره المسمى بـ «الدر اليتيم» سنتحدث عنه بقسميه المخطوط والمطبوع.

«2» العقد المفصل: وهذا الكتاب قيّم ممتع ألّفه لصديقه العلامة الشيخ محمد حسن كبه، سجل فيه مآثره وآثاره، وما قاله فيه وما قيل في الأسرة من نظم ونثر وكثيراً من أخبار الأدباء والشعراء، والنكت اللطيفة والقطع الملذة، كما تطرَّق إلى ذكر سائر فنون الأدب وعلومه، والأنساب والأخلاق وصفات العرب وعاداتهم وأخبار الملوك والأمراء والوزراء ونوادر البلغاء وبلاغات النفساء ووصف الجمال، كما تعرّض إلى السرقات الأدبية وذمّ السراق من الشعراء واختلاسهم شعر غيرهم والافتراء بالانتحال، والمفاضلة بين الشعراء وإثبات قطع لهم تميّز بينهم، وذكر وقايع تأريخية وحوادث دموية كل ذلك كان يتطرّق إليه ضمن حديثه عن صديقه، فالكتاب لا يتعدّى عن كونه موسوعة أدبية مصغّرة نالت إعجاب آل كبة ومعاصريهم من الأدباء الأعلام حتى قرَّضه الشعراء بقصائد كثيرة، معظمها كانت تخص المؤلف لا الكتاب.

رتبه على مقدمة وثمانية وعشرين باباً وخاتمة، وقد تكلم في المقدمة التي استوعبت 152 صفحة عن حياة صديقه وفي خلالها شواهد وحكايات على طريقته المعروفة. أما الأبواب فقد التزم فيها على حروف الهجاء مفتتحاً كل باب بمقطوعة من الشعر لا تقل عن اثني عشر بيتاً تنقّل فيها ما شاء له إطلاعه وبرهن على غزارة في المعلومات وإحاطة واسعة. وأما الخاتمة: فقد ذكر فيها قسماً من شعر الشيخ محمد حسن كبه مما لم يذكره في المقدمة ومساجلاته مع أعلام الشعراء من معاصريه كالحبوبي والقزويني والشيخ صالح الحريري وأمثالهم. طبع في بغداد بمطبعة الشابندر سنة 1331هـ في جزئين الأول في 288صفحة والثاني في 232 صفحة.

3- دمية القصر في شعراء العصر: وهذات الكتاب لا يزال مخطوطاً، وقد قرضه بنفسه فقد وجدت بيتين في مجموعة الشيخ محمد الملا الحلي يشيران إلى ذلك وهما:

تمتع بها موسومة بمحاسنٍ     تعطر أفواه الرواة بنشره

أتاك بها الاقبال يدعو مؤرخاً     لدارك زف المدح «دمية قصرها»

ويظهر من هذا التأريخ وهو سنة 1275هـ أنه فرغ من تأليفه.

4- الأشجان في مراثي خير إنسان: جمع فيه مراثي صديقه العلامة السيد ميرزا جعفر القزويني، وقد قدَّم لكل قصيدة مقدمة خاصة كتعريف لصاحبها بأسلوبه المعروف، يوجد هذا الكتاب في مكتبة الامام كاشف الغطاء برقم 68 من فهرست الدواوين ويقع في 138 صفحة عدد سطور الصفحة 15. طوله 22 سم. عرضه 15سم. سمكه 2.5 سم. وبضمنه عدَّة رسائل.

وقد وضع له ذيلاً العلامة الشيخ علي كاشف الغطاء صاحب كتاب «الحصون المنيعة» جمع فيه كل ما قيل في رثاء آل القزويني وبعض الرسائل والمقامات التي تبادلوها مع الشعراء والكتاب والعلماء.

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث