ديوانه المخطوط
عرف الباحثون خطورة الآثار المخطوطة والاحتفاظ بها، كما عرفوا ما أصابها من تدمير
وتشويه من جراء الحوادث التي مُني بها العراق خلال الحكم العثماني و(الطواعين) التي
كانت لا تبقي ولا تذر، وبذلك كان نصيب معظمها التلف والنسيان، وديوان السيد حيدر
على قرب عهدنا منه كادت أن تقبض عليه يد النسيان لو لم يهيئ الله نفراً يرعى ذمة
الأدب والتدوين سجَّل ما وصل إليه من شعر صاحب الديوان في حين أنه كان قد جمع بعض
ما قاله وأهداه إلى صديقه الحاج محمد حسن كبه ولكنه لم يمثل كل ما قاله من الشعر
مما حفّز هذا النفر أن يتتبعوا شعره ومنهم ابن عمه الشاعر الشهير السيد مرزه الحلي
فقد جمع ما استطاع أن يجمع، وتبعه فريق من المولعين في الجمع والتدوين سجَّلوا في
المجاميع المخطوطة بعض ما وصل إليهم أيضاً، غير أن بعضهم لم يتثبت من جهة، والبعض
الثاني كتب من دون أن يثبت الاسم الصريح مما جعلنا نتوقف من الركون إلى اثباته
باسمه فقد جاء كثير من الشعر معنون بمختلف العناوين منها ـ لأبي الحسين الحلي،
للسيد الحلي، لأبي سليمان الحلي، وأمثال ذلك من الأمور التي تجعلنا نتوقف من اثباته
في هذا الديوان، ومثال ذلك ما عثرنا عليه في بعض المجاميع:
أيّ وقتٍ به لنفسي تصفو لذة الانس في وصال الحبيب
ولو أنا في الطيف نخلو لأمسى معنا حاضراً خيال الرقيب
ولقد أثّرت (وقعة عاكف التركي) في الحلة بشكل خاص على فقدان قسم كبير من شعر صاحب
الديوان فقد ذهب مع ما ذهب من المجاميع المخطوطة التي أُحرقت في هذا الوقعة سواء في
دور أسرة الشاعر أو غيرها.
قوبل هذا الديوان على ثلاث مخطوطات عثرنا عليها:
1- مخطوطة صاحب الديوان وهي ببغداد يحتفظ بها شخصية كبيرة ألزمنا أن لا نذيع اسمه،
وتعريفها تقع في 394 صفحة عدد السطور 24 سطراً. طولها 4/19سم. عرضها 5/11 سم. سمكها
4/2 سم، وتجد صورة آخر صفحة منها مثبتة هنا وموقعة بتوقيع السيد حيدر.
2- مخطوطة الشاعر الشيخ قاسم الملا الحلي كتبها في سنة 1305هـ تقع في 456 صفحة. عدد
السطور 21 سطراً. طولها 7/21 سم. عرضها 4/15. سمكها 6/3 سم. وتجد صورة أول صفحة من
هذه المخطوطة مثبتة هنا.
3- مخطوطة الشاعر السيد مرزه الحلي ابن عم صاحب الديوان وتوجد عند ولده السيد
سليمان تقع في 431 صفحة عدد السطور 21 سطراً. طولها 3/22 سم عرضها 2/16 سم. سمكها
8/3 سم.
ديوانه المطبوع
يحدثنا الشاعر السيد عبد المطلب الحلي في مقدمته للطبعتين الاولى والثانية اللتين
طُبعتا في (بومبي) الهند أن الديوان بقي مجهولاً لديه غير أنه خلال تردده على
(سامراء) عثر عليه عند العلامة الكبير السيد حسن الصدر المتوفى 1354 هـ فقد جمعه
يوم أن كان يختلف صاحب الديوان على سامراء، وبذلك فقد كان خير عون على احيائه خلال
الزمن الذي مضى، وبعد النظر من السيد عبد المطلب والتماس السيد الصدر تولى نشره
الشيخ علي المحلاتي مرتين على الحجر، ولكن جاء هذا النشر من باب (الوجود الناقص خير
من العدم) فقد مُسخ فيه الشعر وفاتت بسبب ذلك أمور كثيرة من أغراض الشاعر ومقاصده،
والسر هو ان كاتب المطبعة رجل ايراني لا يحسن رواية الشعر وقد استعان بنسخة رديئة
الخط كان قد كتبها الشاعر المنسي الشيخ حسن امصبح الحلي سنة 1306 هـ مما أوجب أن
تصبح الطبعتان لا تمثلان كل شعر السيد حيدر كما لم يعول على ضبطهم.
أسلوبه الفني
ليس بمقدور كل شاعر أن يصبح ثائراً ولا عكس، غير أنَّ بعضهم ممن وهبوا مقدرة أدبية
واسعة أتقنوا الصناعتين وأجادوا فيهما إجادة المتخصص الفنان ومنهم صاحب الديوان.
ولقد عرف الأدباء ان أسلوب العصر الأموي والعباسي ذو الطابع الخاص بقي يتمشّى أثره
بقوة لاستمرار حتى اقرن الثالث عشر الهجري، بيد أن الرصانة والتركيب وجزالة اللفظ
أخذت تهزل شيئاً فشيئاً حتى عادت سقيمة خالية من الحياة، واستمرت على هذا الوضع
طيلة القرون المظلمة إلى أن انتعشت في النصف الثاني من القرن الثالث عشر، ولعلّ خير
مصداق على ما نقو رسائل السيد حيدر وأسلوبه فقد جاء رصيناً محكماً تجمعت فيه روعة
البديع بأنواعه، وإليك قطعة من رسالة له بعث بها إلى صديقه الحاج محمد رضا كبه
قوله:
«سلام فتّقت نورَ زهره صبا الحبّ، وأعربت أنفاسُ نشره عن طيّ سريرة الصبّ، ورقّت
ألفاظه حتى سرق النسيمُ طبعَه من رقّتها، ونفحت بريّا الإخلاص فقراته حتى استعار
العبيرُ المحض طيبَه من نفحتها، وما هي فقرات في الطروس قد وسمت، بل روح محبّ
أذابها الشوق وفى قالب الألفاظ قد تجسّمت، فلو نشق أرواحَ عرفها مَن غشيتهُ سكراتُ
الموت لصحا، ولو سرَّجَ النظر في لؤلؤ ألفاظها ذُو الطبع السليم لسحرت عقله وماس
منها مرحاً».
أولاده وعقبه
خلف أولاداً ثلاثة:
1- السيد سليمان توفي في عهده ولم يعقب ورثاه بعدة قصائد تجدها مثبتة في الديوان.
2- السيد حسن: شاعر أديب نبغ بعد وفاة أبيه وترفَّع عن مدح الناس ومرثيته لأبيه
تدلك على أدب مقبول. ولد في الحلة ونشأ بها على أبيه فأخذ عليه مقدمات العلوم
وانتهل من نميره العذب. حدثني أحد شيوخ الأدب اليوم الشيخ قاسم الملاّ الحلي فقال:
كان كريم الطبع، سخي النفس، رحب الصدر، دمث الأخلاق، كثير الأضياف. اشتغل على إثر
وفاة أبيه بالزراعة وساند المرحوم الحاج مصطفى كبه عند هجرته للحلة هو والحاج عبود
مرجان بالتزامه أراضي «الشوملي» وقد ذهب شعره في وقعة عاكف السفاح التركي حين
أُحرقت داره ودار السيد عبدالمطلب، وبذلك ذهب كثير من التراث الأدبي مما أحدث ثغرة
في صرح مجد الأدب الحلي. توفي صباح الليلة التي توفي فيها السيد عبدالمطلب وذلك عام
1339هـ عن عمر ناهز الستين عاماً ودفن في النجف، أعب ثلاثة أولاد «1» السيد عباس
وقد توفي سنة 1363هـ وقد أرَّخ وفاته شقيقه السيد محمد بقوله:
لقد حلّ قبراً في ثراه سما عُلى فأرّخ (وقل قبراً من القدر داخله)
وهو شاعر أديب له شعر في رثاء جده الحسين والأئمّة عليهم السلام ومدايح في والده
والأُسرة. أعقب ولدين وهما: محمد علي وحسين، لا زالا في قيد الحياة «2» السيد محمد:
أديب عثرت له على مقاطيع شعرية وشعره ذهب في وقعة عاكف توفي في السابع من صفر سنة
1367هـ درس مقدمات العلوم هو وأخوه السيد عباس في النجف مدة أربع سنوات. مات ولم
يعقب «3» السيد حيدر وجيه معاصر يشتغل بالزراعة ويتذوق الأدب والشعر له عقب واحد هو
السيد حسين.
3- السيد علي: أديب ينظم الشعر المقبول درس المقدمات في الحلة على أبيه، توفي عام
1342هـ عن عمر جاوز الخمسين عاماً ودفن في النجف، أعقب ستة أولاد «1» حسين «2» محمد
«3» مهدي «4» سليمان «5» حيدر «6» راضي.
مدائح آل البيت
قال تغمده اللّه برحمته بمدح النبي صلى الله عليه وآله في ذكرى مبعثه 27 رجب ويمدح
الاماميين العسكّريين (ع) ويهنيء بذلك الامام حجة الاسلام ميرزا حسن الشيرازي(3):
___________________________________
3 السيد ميرزا حسن بن السيد محمود بن محمد بن اسماعيل الحسيني الشيرازي، انتهت اليه
الزعامة الدينية في عصره، أذعت له الملوك هيبة واجلالاً، وقدسته الملايين من
المسلمين تقديساً صحيحاً، ولد في شيراز سنة 1230هـ ونشأ بها على أبيه، وهاجر إلى
اصفهان وعمره 12 عاما لاكمال دراسته فيها، ثم هاجر إلى النجف عام 1259 هـ فاتصل
بالامام الشيخ مرتضى الانصارى وقرب منه ونال مكانة سامية عنده وبرز بين أخدانه من
أعلام الفقه فأصبح يشار اليه بالبنان، وعند وفاة استاذه الامام رُشح لمقام الرئاسة
وانظمت اليه تلك الصفوف وتهافت الناس عليه من كل حدب وصوب ينتهلون من منهله العذب،
انتقل إلى (سامراء) حيث اتخذها مقراً ومقاماً فازدهت به ازدهاء لم يسبق لها أن
شاهدت مثله، مات قدس سره في سنة 1312 ه ويومه كان عظيم ارتجت له أرجاء العالم
الاسلامي وحُمل نعشه على الاكتاف من سامراء إلى النجف يتسلمه فريق بعد آخر من عشائر
العراق ورجاله ودفن بجوار صحن الامام أمير المؤمنين (ع) في مدرسته الواقعة في الجهة
الشمالية وقبره لايزال مشيداً، ولم يخلف أثراً مخطوط سوى تقاريره التي كتبت من قبل
أعيان تلامذته، ذكره
العلامة المحقق الشيخ أغا بزرك في كتابه (نقباء البشر في القرن الرابع عشر).
أيُّ بـشرى كـست الدُنيا iiبهاءاً قُم، فهنّي الارض فيها iiوالسماءا
طَـبّـقَ الارجـاء مـنها iiأرجٌ عـطرَّت نـفخةُ رياَّه iiالفضاءا
بـعثةٌ أعـلَنَ (جـبريلُ) iiبـها قبل ذا، في الملا الاعلى iiالنداءا
قـائلاً: قـد بُـعث النورُ الذي لـيس يخشى أبدَ الدهرِ iiانطفاءا
فـهـنيئاً: فُـتِحَ الـخيرُ iiبـمن خـتَم الـرحمنُ فـيه iiالاَنبياءا
وأتـى أكـرمُ مـبعوثٍ قد iiأخ تـارُهُ اللهُ انـتجاباً واصـطفاءا
سـيدُّ الـرسلِ جـميعاً (أحمدٌ) مَـن بـعلياهُ أتى (الذكر) iiثناءا
(مـبـعثٌ) قـد وَلَـدته لـيلةٌ لـلورى ظلماؤها كانت iiضياءا
بُـوركت مـن ليلةٍ في iiصُبحها كَـشف الـلّه عن الحقّ الغطاءا
خـلـع اللهُ عـلـيها iiنـضرةً راقـت الـعالَم زهواً iiواجتلاءا
كـما مـرت حـلت في iiمرّها راحـت الافراح رشفاً iiوانتشاءا
واسـتهلَّ الـدهرُ يُثني iiمُطرباً عـطفَ نشوانٍ ويختال iiأزدهاءا
فـلتهنّ (الـملةُ الـغرّأُ) iiمَـن أَحـكم اللهُ بـها مـنها iiالـبنأا
ولـتُباهل فـيه أعـدأَ iiالـهدى ولـتـباه الـيومَ فـيه iiالـعلمأا
ذو مـحيّاً فـيه تُستَسقى iiالسما ونـباتٍ عـلَّم الـجودَ iiالسماءا
رقَّ بـشراً، وجـههُ حـتّى iiلقد كـاد أن يـقطرَ منه البشر iiماءا
فـعلى نـورِ الهدى من iiوجهه وجـدَ الناسُ إلى الرشد iiاهتداءا
فـهو ظلُّ اللهِ في الارضِ على (فـئةِ الـحقّ) بـلطف اللهِ فاءا
فـكـفـى ii(هـاشـم)فخراًأنَّها وَلـدتـه لـمـزاياها iiوعـاءا
فـلها الـيومَ انـتهى الفخرُ iiبه ولـه الـفخرُ ابـتداءاً iiوانتهاءا
سـادَ أهـلَ الدينِ علماً، iiوتقىٌ وصـلاحـاً، وعـفافاً، وإبـاءا
زانَ (سـامرا) وكـانت iiعاطلاً تـتشكّى مـن مـحليّها iiالجفاءا
وغــدت أفـنـاؤها iiآنـسـةً وهي كانت أوحشَ الارضِ فناءا
حـيّ فيها (المرقدَالاسنى) iiوقل: زادك اللهُ بــهـأً iiوســنـأا
إنـمـا أنـت فـراشٌ iiلـلاُلى جـعل اللهُ الـسما فـيهم iiبناءا
مـاحوت أبـراجُها مـن شُهبها كـوجوهٍ فـيك فـاقتها iiبـهاءا
قـد تـوارت فـيك أقمارُ iiهدىً ودَّت الـشمس لـها تغدو iiفداءا
أبـداً تـزدادُ فـي العليا iiسنى وظـهوراً، كـلّما زيدت iiخفاءا
ثـم نـادي الـقبةَ العليا iiوقل: طـاولى ياقبةً (الهادي) السماءا
بـمعالي (الـعسكريين) iiاشمخي وعـلى أفـلاكها زيـدي عَلاءا
وأغلبي زهرَ الدراري في السنا فـبك الـعالم لا فـيها iiاضـاءا
خــطَّـكِ اللهُ تـعـالى iiدارةً لـذُ كـائي شـرفٍ فـاقا ذُكاءا
وبـنا عـرّج عـلى تلك iiالتي أودعـتنا عـندها (الغيبةُ) داءا
حـجب اللّه بها (الداعي) iiالذي هـو لـلاعينِ قد كان iiالضياءا
وبـها الامـلاكُ فـي ألـطافه لـلورى تـهبط صبحاً iiومساءا
قـف وقـل عـن مهجةٍ iiذائبةٍ ومـن الـعينين فانضجها iiدماءا
يـاإمـامَ الـعـصرِ iiمـاأقتلها حـسرةً كانت هي الداء iiالعياءا
مـطلتنا الـبءر فـي iiتعليلها وسـوى مءراكّ لانـلقى شفاءا
بـرئـت ذّمـةُ جـبارِ iiالـسما من أًناسٍ منك قد أضحوا iiبُراءا
فـمـتى تَـبردُ أحـشأٌ iiلـنا؟ كِـدنَ بالانفاس يُضر من iiالهوأا
ونـرى يا (قائمَ الحقِ) انتضت سـيفها مـنك يـدُ اللّه انتضاءا
أفـهل نـبقى كـما تُبصرنا ii؟ تُـنفِذ الايـامَ والصبرَ iiرجاءا!!
لارأى الـرحمةَ من قال رياءا: قـلَّت الـروحُ لـمولاها: iiفداءا
وقال رحمه اللّه يمدح جده الامام الحسين وأخاه العباس عليهما السلام:
حـبستُ رجائي عن iiالباخلينَ وانزلتُ في إبني (علىٍّّ) رجائي
هـما لـىٍّّ حـرزٌ مـن iiالنائبا تِ بـل حرَمٌ من جميعِ iiالبلاء
فـبـي عـائلانِ بـدارِ الـفنأِ ولـي شـافعانِ بـدارِ iiالـبقأِ
أشـبلي (عـلّي) وَمن إن iiدعو تُ في كلّ خطبٍ أجابا iiدُعائي
أرى الـدهرَ من حيثُ لا iiأتقي رمـاني ، ويـعلمُ أنـتم وقائي
وقال رحمه اللّه في مدح الاماميين الكاظمين موسى بن جعفر ومحمد الجواد عليهما
السلام:
منىٍّّ القصدُ وتحقيقُ iiالرجأِ من سليلي آل طاها الاصفيأِ
لا أرى يُـجبهُ بالردّ iiأمرؤٌ قـارِعاً لـلهِ بـاباً iiلـلدعأِ
فـرجائي كيف يغدو iiخائباً عـند بـابينِ لجبّارِ iiالسمأِ
وقال يمدح الحجة المهدي المنتظر ويتوسل به إلى اللّه تعالى:
يابن الامام (العسكري) iiومَن ربُّ الـسمأِ لدينه(4) iiانتجبّه
أفـهكذا تُغضي وأنت iiترى نارَ (الوبأِ)(5) تشبَّ iiملتهبة
لا تـنـطفي إلا iiبـغـاديةٍ مـن لـطفكم، تنهلُّ iiمنسكبه
أيـضيقُ عـناّ جاهُكم؟ iiولقد وَسِـعَ الوجودَ، وكنتم iiسببه
الـغوثَّ أدركـناّ فـلا iiأحدٌ أبـداً سواكَ يغيثُ مَن iiنَدبه
غضِبَ الالهُ ، وأنت رحمتهُ، يـارحمةَ الله اسبقي iiغَضبَه
___________________________________
4 وفي نسخة: بنوره
5 يشير إلى الوبأ: وهو المرض الذي غمر العراق سنة 1298هـ وتأريخه (مرغزان).
وقال يمدح الحجة المنتظر ويهنيء السيد ميرزا حسن الشيرازي:
هـي دارُ (غـيبتهِ) فحىٍّّ iiقِبابَها والـثم بـأجفانِ الـعيونِ iiترابَها
بُـذلت لزائرِها ولو كُشف iiالغطا لـرأيتَ أمـلاكَ الـسما iiحجّابها
ولـو النجومُ الزهرُ تملِك iiأمرها لـهوت تُـقبّلُ دهـرها iiأعتابها
سُعدت 0بمنتظرِ القيام) ومَن iiبه عـقدت عيونُ رجائه(6) iiأهدابها
وَسَـمت عـلى أمّ السما iiبمواثلٍ وأبـيكَ ماحوتِ السما iiأضرابها
بـضرايحٍ حَجبت (أباه) و (جدّه) و (بـغيبةٍ)ضَربت عليه حِجابها
دارٌ مـقـدّسةٌ وخـيرُ ii(أئـمَّةٍ) فَـتح الالـهُ بـهم الـيه iiبـابها
لـهمُ عـلى الـكرسىّ قبّة iiسؤددٍ عَـقدَ الالـهُ بـعرشهِ iiأطـنابها
كـانوا أظـلّةَ عـرشهِ iiوبـدينه هَـبطوا لـدائرةٍ غَـدوا iiأقطابها
صَدعوا عن الربّ الجليل iiبأمرهِ فـغدوا لـكلّ فـضيلةٍ iiأربـابها
فـهدوا بني الالبابِ لكن iiحيّروا بـظهورِ بـعض كـمالِهم ألبابها
لا غَروَ إن طابت ارومة iiمجدِها فـنمت بـأكرمِ مَـغرسٍ أطيابها
فالله صـورَّ (آدمـا) مـن iiطينةٍ لـهم تـخيَّر مـحضها iiولُـبابها
وبـراهمُ غُرراً من النُطفِ التي هـى كـلَّها غررٌ وسَل iiأحسابها
تُـخبركَ أنَّـهم جروا في iiأظهرٍ طابت وطهَّر ذو العُلى iiأصلابها
وتـناسلوا فـاذا استهلَّ لهم فتىً نـسجت مـكارمُه لـه iiجلبابها
حتّى أتى الدنيا iiالذي(7)سيهزُّها حتّى يدُكَّ على السهولِ iiهضابها
وسينتضي للحربِ محتلب iiالطُلى حـتّى يُـسيلَ بـشفرتيه iiشعابها
ولسوف يُدرِكُ حيثُ ينهضً طالباً تـرَةً لـه جـعل الالـهُ iiطِلابَها
هـو قـائمٌ بالحقِّ كم من iiدعوة هـزَّتـهُ لـولا ربُّـه iiلاجـابها
سـعُدت بـمولدِهِ الـمباركِ iiليلةٌ حَدرً الصباحُ عن السرورِ iiنقابها
وزهت به الدُنيا صبيحةً iiطرزَّت أيـدي الـمسرّةِ بـالهنا iiأثوابها
رجعت إلى عصرِ الشبيبة iiغضَّةَ مـن بعد ماطوت السنينُ iiشبابها
فـاليومَ أبـهجت الشريعة iiبالذي سـتـنالُ عـند قـيامه آرابـها
قد كدَّرت منها المشاربَ iiعُصبةٌ جـعل الاله من السرابِ شرابها
يـامن يُـحاولُ أن يـقومَ مهنّياً إنهض بلغتَ من الامور iiصوابها
وأشـر إلى من لاتشير يدُ العُلى لِـسواهُ إن هـى عَدَّدت iiأربابها
هو ذلك (الحسن) الزكىُّ iiالمجتبى مـن ساد (هاشمَ) شِيبها iiوشبابها
جَـمعَ الالـهُ بـه مزايا iiمجدها ولـها أعـادَ بـعصرِه iiأحـقابها
نُـشِرت بمن قد ضمَّ طيَّ iiردائِه أطـهارَها، أطـيابها، iiأنـجابها
ولـه مآثرُ ليس يُحصى لو غدت لـلحشرِ أمـلاكُ الـسما iiكتّابها
أنّــى وهُــنَّ مـآثرٌ iiنـبويَّةٌ كـلُّ الـخلائقِ لا تُطيق iiحسابها
ذك الـذي طَـلب الـسمأَ iiبجدّه وبـمجدهِ حـتّى ارتـقى iiأسبابها
مـا الـعلمُ مـنتحلاً لديه iiوإنّما وَرثَ الـنبوَّة وحـيَها iiوكـتابها |