الوجدَانيَّات
قال رحمه اللّه متغزلا:
فـتاةَ الحيِّ حسبكِ من iiجفائي صِـلي قبلَ التفرَّق iiوالتنائي
أَضاميةَ الوشاح إلى مَ iiاضمى وريـقك فـي ترشّفه iiروُائي
فـرفقا يـا بنة الغَيرانِ iiرفقا بـذي كـبدٍ تـحنُّ إلى iiاللقأِ
صـدودكِ في حشاه أَمضَّ دأٍ ووصـلك عـنده أَشـفى iiدوأِ
فـلا خاطَ الكرى عينيَّ iiشوقا لـرؤية وجهكِ الحسنِ iiالروأِ
أَمـا والراميات إلى iiالمُصلىّ كأَمثال السِهام من النجأِ(191)
لـقد قـلَّبن أَيدي الشوقِ iiمني صـريعا بـين أَلـحاظ الظِبأِ
فـكم مـنها لهوتُ بذات خِدرٍ يـجول بـخدِّها مـأُ iiالـحيأِ
بـمسبلة المساء على iiصباحٍ ومـطلعةِ الـصباح من المسأِ
هـظيمِ الكشح مرهفةِ iiالتثّني كـسول الـمشي لاعبة iiالغشأِ
___________________________________
191 نجّ نجّا: الشي من فيه رماه. نجأه: أصابه بالعين.
وقال متغزلا:
جـاز الـنسيم على الغيد iiالرعابيب فـجاء يـحمل مـنها نفحةَ الطيب
هي الظِبا بضُبا الالحاظ كم صرعت لـيثا فـأضحى لديها غيرَ iiمطلوب
بـما استحلت فتاة الحيّ سفك iiدمي واستعذبت في مِطال الوصل iiتعذيبي
هـب حسن يوسف فيها مودعٌ أَولم يـكن لـها في فؤادي وجدُ iiيعقوبِ
وقال متغزلا:
وأغـيد مـنسوب إلى العُرب لاح iiلي على خده خالٌ إلى الزنج ينسب(192)
ومـا نـظرت عـيناي كالخال iiمبتلىً مـقيما عـلى نـارٍ مـن الخدِّ iiتلهب
فـتلدغه أفـعى مـن الـجعد iiتـارةً وتـلسبه طـورا مـن الصدغ iiعقرب
___________________________________
192 وهذه الابيات الثلاثة لم تكن مثبتة في الديوان المطبوع.
وقال أيضا:
خـطرت فـي رداع حسنٍ iiقشيبِ تـثـنىّ كـغصن بـانٍ iiرطـيبِ
خـلتُ لـمّا تـفاوحَ المسكُ iiمنها فُضَّ في رحلنا لَطيمة(193) طيبِ
وتـرانـي إذا رشـفـت iiلـمُاها لَــم أخـلهُ إلاّ جـنا iiيـعسوبِ
فـاعتنقنا شـوقا وبِـتنا iiنـشاوى مـن كـؤوس الكرى بغير iiرقيبِ
لا تـلمني يـا صاحِبي في iiهَواها لـعِبَ الشوق في فؤادي iiالطروبِ
___________________________________
193 اللطيمة: المسك. نافجة المسك.
وقال متغزلا:
أطـالَ اشـتغالي فـي هواه iiمهفهفٌ أنـيقُ الـصِبا سبحان مبدعِ iiفطرته
أُطالعُ منه في ليالي(194) فروِعهِ ال طـوالِ عـلى أنوار مصباح iiغُرَّته
صـحيفةُ وجـهٍ في فؤادي يحبّ iiفي حـروف مـعانٍ هـنَّ غير iiمضرَّته
بـصاد فـمٍ فـي نقطة الخال معجمٍ ولامِ عـذارٍ نـحت تـشديد iiطـرَّته
___________________________________
194 وفي نسخة: الليالي.
وقال متغزلا:
ضـمِنت غلائلُ ربَّةِ iiالارج ما شئت من هِيفٍ ومن iiدعج
مـعشوقةُ اللحظاتِ قد كُحلت بـالفاتِنَينِ الـسحِر iiوالـغنج
إنَّ الـذي لِـشقاي iiصوَّرها بـالشهد قـال لريقها iiامتزج
كـم أرشـفتني الـثغرَ iiقائلةً هل في حُميَّا الريقِ من حرج
بـيضاء تبعث من iiضفائِرها بـسلاسل الـريحان iiكالسَبَج
إن قـال لـليل ادَج iiفاحمُها لـلصبح قـال جبينها iiابتلج
تـشدو فـتطربُ في iiتنقّلها بـاللحن من رَمَلٍ ومن iiهَزَج
وقال متغزلا:
بـرزت تـحملُ بالراح iiراحا فـكست بـهجةَ نـورٍ iiبراحا
لـستُ أدري راحـها أم iiلمُاها ماسقتني أم زلالاً iiقراحا(195)
غــادةُ مـجـدولةٌ تـتـثنّى مرحا ريّا الشبابِ رداحا(196)
ومـهاةٌ أبـت الـوصلَ iiلـمّا رأت الـشيب بـرأسي iiلاحـا
قـلت أَنت الشمس تغرب iiليلا ويـراها الـعالمون iiصـباحا
فـأجـابت إنـني أنـا iiبـدرٌ يـأفلُ الـصبحَ ويبدو iiرواحا
ثـمّ قالت ما ترى الشهب iiعقدا فـوق نـحري والثُريّا iiوشاحا
قـلت فوق الكشح ما جال iiإلاّ وأعـار الـطيرَ قلبي الجناحا
___________________________________
195 وهذا البيت لا يوجد في النسخة المطبوعة.
196 الرداح: الضخم الالية.
وقال متغزلا:
يالائمي وشهابُ وجدي ثاقبٌ كيفَ العزاء وطودُ صبري ساخا
وقف السُهادُ بمقلتي مُتوسمّا فرأى بها أثَر الكرى فأناخا
وقال متغزلا:
أبـديـنَ تُـفّـاح iiالـخدودِ وَسـترنَ رمّانَ النهودِ(197)
ونـشرنَ ريـحانَ iiالـغدائرِ فــوق أغـصانِ iiالـقُدود
وأتـينَ يـحملنَ iiالـكؤوسَ كـأَنـهنَّ ثـغـورُ iiغـيـدِ
مـن كـلّ ضـامية iiالوشاحِ رؤيّـــة الـخـلخال iiرُود
هـيـفاء لــو iiطـالـبتها بـدمي فَـوجنتُها iiشـهيدي
لـكنَّها عَـطفَت عليَّ iiبصد غِـهـا ســود iiالـجـعودِ
فـمتى بـسفك دمـي iiتـقرُّ وصـدغُـها لامُ iiالـجـحودِ
مـن مـائلاتٍ iiكـالغصونِ دعـت بـها النسماتُ ميدي
مــن مـصبياتٍ iiلـلحليم بـطـرف جـازية iiوجـيدِ
مـن قـاسمات الـدرّ iiمـا بين المضاحك(198) والعقود
أنــت الـعـميدُ iiوحـبّدا بـدمي الـنقا ولـعُ iiالـعميدِ
فـارشف عـروسا من iiطِلىَ جُـليت عـلى وَردِ iiالخدودِ
جــاءت الـيـك iiتـزفُّها عــذرأُ كـاعـبةُ iiالـنهودِ
يــامـا أسّــركِ iiلـيـلةً فـي الـدهر كـاملةَ iiالسعودِ
فـلنا صـباحُكِ قـد iiتـجلّى مُـسفرا عـن يـوم iiعـيد
بـيض لـوتك مـن iiالعذار بـشـقر لامــات iiوسـودِ
___________________________________
197 هذه المقطوعة الرقيقة لا يوجد منها في النسخة المطبوعة إلاّ ثلاثة أبيات.
198 وفي نسخة: المباسم.
وقال أيضا:
يا رياضَ الوصال أثمرتِ غيدا فاجتنينا سوالفا وخُدودا
وافتنصنا جآذرا ناصباتٍ شرك الحسنِ يقتنِصن الاُسودا
وقال متغزلا:
مـرَّت بـنا أمـسِ iiتميميّةٌ ساحبةً أذيالها(199) العاطره
آنـسة الـدلّ تُرى وهي iiإن آنـسـتَها وحـشيّةٌ iiنـافره
قـد جَـذبت أحشأَنا مُذغدت تـرمقنا بـالنظرة الـفاتره
فـانجذَبَت من شغفٍ iiنحوَها تـسبقُ منا الارجلَ iiالسائره
وعـادَ مـنا كلُّ ذي iiصبوةٍ وفـي حـشاهُ رجله iiعاثره
___________________________________
199 في نسخة: أردانها.
وقال أيضا:
ظنَّ العذولُ أدمعي تناثرت حُمرا لعمري غَرّه ما يُبصرهُ
وإنّما يقدحُ زندُ الشوقِ في قلبي، ومن عيني يطيرُ شررهُ
وقال أيضا:
إنّ التي سكنت iiضميري في حُسنِها سلَبَتُ شعوري
برشاقة الغُصنِ iiالرطيبِ ولـفتة الـظبي iiالغريرِ
قـد أرهـفت من iiلحظها سـيفا ضريبتُهُ iiضميري
قـسما بعامل قدّها iiالخطّ ارِ يـخـطرُ iiبـالحريرِ
مـا أسـكرتني iiخـمرةٌ لـولاكِ يـا عينَ iiالمديرِ
وقال متغزلا:
عـهدتُ بـذاتِ الـبانِ فالجزع iiأربُعا كـساهنَّ وشـيُ الـروضِ بُردا iiمولّعا
وجـاد عـليها كـلُّ مـحتفل iiالـحيا فـأبقى عـميمِ الـنبتِ فـيها iiوودّعـا
تـعـاقب ربـعـيّا عـليها وصـائِفا فـكـان مـصـيفا لـلخليط iiومـربعا
إذا انـحلَّ فـي حـافاته خـيطُ iiبرقه تـناثَر دُرّ الـقطر مـن حـيث iiجُمّعا
إذا مـاالنسيم الـغضُّ حـيّا iiعِراصَها نـشقتُ عـبيرا عـطَّر الـجوَّ أجمعا
ومـا هـي في غضّ النسيم تضوّعت ولـكـن بـريّـاها الـنسيمُ iiتـضوَّعا
بـرغمي ربـوعُ الـحيّ أصبحن بلقعا عـشـيّةَ زال الـحيُّ عـنها وأزمـعا
وقـفـتُ بـهـا مُـستسقيا iiفـسقيتها إلـى أن شـربتُ الـمأَ فـيهن iiأدمعا
رعـيتُ بـها ريـحانةَ اللهو iiغـضّة أروح وأغـدو بـالدُّمى البيضِ iiمُولعا
وفـيها صـحبتُ الدهرَ والعيش iiناعمٌ لـيالي فـيها شـمل أُنـسي iiتـجمّعا
كـأَنَّ الـدُجى مـلك من الزنج iiلابسٌ مـن الاُفـق تـاجا بـالكواكب iiرُصعا
مـن الـزهرةِ الـغراّء قد بات iiيجتلي عروسا جلاها(200) الحسن أن تتبرقعا
___________________________________
200 وفي نسخة: زهاها.
وقال متغزلا:
حـبستُ عـلى اللهو قـلبا iiطـليقا وقـمت أُحـييّ الـخيالَ الـطرُوقا
لـدى روضـةٍ قـد كساها iiالربيعُ مـن الـنور والـزَهر بُردا iiرقيقا
عـلـيها الـصَبا سـحبت ذيـلَها وذرَّت مـن الـطيبِ مسكا iiسحيقا
تـروقـك إن مـرَّ فـيها iiالـنسيمُ مـنـها يـلاعبُ غـصنا iiوريـقا
كـأَنَّ الـغصون إذا الـوِرق iiغنّت عـلى الايـك نـشوانُ لن iiيستفيقا
إذا اعـتـنقت طـربـا خِـلـتهنَّ شـقـيقا يـعـانقُ شـوقا iiشـقيقا
عـشيّة لـهوٍ بِـها الـدهرُ iiجـادَ بـها عـادَ عـيشي غـضّا iiأنـيقا
أمـنتُ بـها الـدهرَ حـتى iiكأنّي أخـذتُ عـلى الـدهرِ عهدا iiوثيقا
سـررتُ بـها غـير أنَّ iiالـحبيب فـقدانُه سـأَ قـلب iiالمشوقا(201)
فـكـنـت إذا قـلـبي iiاشـتـاقه لارشـفَ فـاهُ رشـفت iiالـرحيقا
وأعـتـنقُ الـغـصنَ عـن iiقـدِّه وألـثمُ عـن(202) وجنتيه iiالشقيقا
فـما زلـتَ أجـني ثمار iiالسرور وأقـضي به(203) للغرام iiالحقوقا
إلـى أن رأيـت الـصباحَ iiانتضى عـلى مِـفرق الـليل عضبا iiذليقا
مـضى الـليلُ يـدعو النجأَ iiالنجأَ والـصبحُ يـدعو الـلحوقَ iiاللحوقا
فـقـمتُ ولــم أرَ مـمّا iiرأيـتُ شـيـئا، اكـفـكفُ دمـعا iiدفـوقا
وقـد كـنت أحسب طرفَ iiالزمانِ من سكرة النوم(204) بي لن يضيقا
فـيـالائمى إن ذكــرتُ iiالـعقيقَ ولـولا الـهوى مـا ذكرت العقيقا
تـذكرتُ مـن كـنت ألـهو iiبـه فـصرت لـكتم الـهوى لن iiأُطيقا
لـئـن بـان جـسمي عـنه iiفـقد تـخـلَّف قـلـبي فـيـه iiوثـيقا
فـليت غـدت حـالباتُ iiالـربيع حـياها عـلى غـيره لـن تُـريقا
فـتسقي بـه مُـرضِعات iiالـربيع رضـيـعَ الـخـمائل مـأً دفـوقا
فـفـي كــل يــومٍ iiبـأطلاله أحـيّ مـنِ الـغيد وجـها iiطـليقا
ومـرهفة الـخصر وسنى iiاللحاظِ تـغـادرُ قـلبَ الـمعنّى iiخـفوقا
إذا مـارشـفت لـمـى iiثـغـرها تَـعافُ الـصبوحَ لـه iiوالـغبوقا
تـرى الـبدرَ والـغصنَ والـظبيَ والـنقى والـعقيقَ بـها والـرحيقا
مـحـيّا وقــدّا وجـيدا iiوعـينا وردفــا ثـقـيلا وثـغرا وريـقا
___________________________________
201 في النسخة المطبوعة والمخطوطة: قلب المشوقا. والظاهر: قلبي المشوقا كما تقتضيه
القواعد العربية ومعنى البيت.
202 وفي نسخة: من قدّه؛ ومن وجنتيه.
203 وفي نسخة: بها.
204 وفي نسخة: من سكره اليوم.
وقال متغزلا:
حي طيفا زارَ من سعدي iiلماما لـم يـزوّد صـبّها إلاّ iiغراما
طـارقا مـا أسـأرت iiزورته فـي حنايا أضلعي إلاّ iiضراما
هـوّمَ الـركب فحيّا iiمضجعي بـعد لايٍ مُهديا عنها iiالسلاما
وكـما شـاء الـهوى iiعلّلني بـحديثٍ بلَّ من قلبي iiالاُواما
زادني سُكرا إلى سكر iiالكرى فـكأَني مـنه عـاقرتُ iiمداما
كـلـمّا مـثّل لـي iiقـامتَها زدُتـه ضمّا لصدري iiوالتزاما
أو ثـناياه لـعيني iiوصـفت ثـغرَها استشفيت فيهنّ iiالتثاما
لـم أزل ألـهو به حتى iiغدت أنجمُ الشرق إلى الغرب تَرامى
فرغت من سهر الليل iiوأومت بـعـيون آذنـتنا أن iiتـناما
يـا لـها مـن زورةٍ iiكـاذبةٍ أعـقبت وجدا بقلبي واحتداما |