وقال يمدح الحجة المهدي المنتظر لما اطلق لسان الاخرس، ويمدح حجة الاسلام السيد
ميرزا حسن الشيرازي ونحن نثبتها مع مقدمتها النثرية عملاً بالامانة الادبية:
لما هبّت من الناحيةِ المقدّسة، نسمات كرمِ الامامة، فَنَشرت نفحاتِ عبير هاتيكَ
الكرامة، فأطلقت لسان زائرِ من أعتقاله، عندما قام عندها ملحفاً في تضرّعهِ
وابتهاله، أحببتُ أن أنتظم في سِلكِ من خدّمَ تلكَ الحضرة، في نظم قصيدةٍ تتضمنُ
بيان هذا المعجزِ العظيمِ ونَشره وأن أهني علاّمة الزّمن، وغرّة وجههِ الحّسن، فرعّ
الاراكةِ المحمدّية ومنارَ الملةِ الاحمدّية، علمَ الشرعية، وامام الشيعة، لاجمعَ
بين العبادتين، في خدمةِ هاتين الحضرتين فنظمتُ هذه القصيدةَ الغرّاء، وأهديتُها
إلى دارِ إقامتهِ وهي سامراء، راجياً أن تقعّ موقعّ القبول، وقلتُ ومن اللّه بلوغ
المأمول:
كـذا يـظهرُ الـمعجزُ الـباهرُ فـيـشهدهُ الـبـرُّ iiوالـفـاجرُ
ويــروي الـكـرامة iiمـأثورةُ يـبـلّغها الـغـائب iiالـحاضر
يـقـرُّ لـقـومٍ بـهـا iiنـاظرٌ ويـقـذى لـقـومٍ بـها iiنـاظر
فـقـلبٌ لـهـا تـرحاً iiواقـعٌ وقـلـبٌ لـهـا فـرحاً iiطـائر
أجـل طـرفَ فـكرك iiيامستدلٌ وأنـجِـد بـطـرفكَ iiيـاغـائِر
تـصـفَّح مـآثر آلِ iiالـرسول وحـسـبُك مـا نَـشرَ iiالـناشر
ودونــكـه هـبـا iiصـادقـاً لـقـلبِ الـعـدوّ هـو iiالـباقر
فمن (صحاب الامر) أمس أستبان لـنـا مـعـجزٌ امـرُهُ iiبـاهرٌ
بـمـوضعِ غـيـبتِه قـد iiألـمَّ أخــو عِـلّـةٍ داؤًهـا ظـاهر
رمـى فـمه بـاعتقالِ الـلسانِ رامٍ هــو الـزمـنُ iiالـغـادر
فـأقـبـل مـلـتمِساً iiلـلـشفأِ لـدى مَـن هو الغائبُ iiالحاضر
ولـقـنَّه الـقـول iiمـسـتأجرٌ عـن الـقصدِ فـي امـرهِ iiجائر
فـيـناهُ فــي تـعبٍ iiنـاصب ومــن ضـجرهِ فـكرهِ حـائر
إذا انـحلَّ مـن ذلـك iiالاعتقال وبـارَحَـه ذلــك iiالـضـائر
فـراح لـمولاه فـي iiالـحامدين وهـــو لالآئِـــهِ ذاكــر
لـعـمري لـقـد مَـسَحت iiداءهُ يــدٌ كـلُّ حـي لـها iiشـاكر
يـدٌ لـم تّـزل رحـمةً iiلـلعبادِ كــذلـك أنـشـأها الـفـاطر
تـحـدَّث وان كـرَِهت iiأنـفسٌ يـضيقُ شـجى صَدرُها iiالواغر
وقــل: أنَّ قـائـم آلِ الـنبي لـه الـنهيُ وهـو هـو iiالامر
أيـمـنعُ زائــرهُ iiالاعـتـقالُ مّـمـا بــه يـنطقُ iiالـزائر
ويـدعـوه صـدفاً إلـى حَـلّه ويـغضي عـلى أنّـه iiالـقادر
ويـكبو مُـرجيّه دونَ iiالـغياثِ وهــو يـقـلُ بــه iiالـعاثر
أُحـاشيه بـل هـو نِعمَ المغيث إذا نـضنض الـحادثُ iiالـفاغر
فـبـهذه الـكرامة لا مـا iiغـدا يـلّـفـقهُ الـفـاسقُ iiالـفـاجر
أدمِ ذكـرها يـا لـسانَ iiالزمانُ وفـي نـشرها فُـمك iiالـعاطر
وهـنّ بـها (سُـرَّ مـرَّا) ومَن بــه ربـعُـها آهـلٌ iiعـامر
هـو الـسيد (الـحسن) iiالمجتبى خـضمّ الـندى غـيثه الـهامر
وقـل: يـا تـقدَّستِ مـن بقعةٍ بـهـا يَـغـفرُ الـزلّةَ iiالـغافرُ
كـلا اسـميكِ لـلناسِ بـادٍ iiله بـأوجِـهـهم أثــرٌ iiظـاهـر
فـأنـت لـبـعضِهم iiسٌـرًمَـن رأى وهـو نـعتٌ لـه iiزاهـر
وأنــتِ لـبـعضهم سـأَ مَـن رأى وبــه يـوصَفُ iiالـخاسر
لـقد أطـلقَ (الحسن) iiالمكرمات مـحـيّاكِ وهــو بَـهّا iiسـافر
فـأنـتِ حـديـقةُ أُنـس iiبـه وأخـلاقُـهُ روضُـكِ iiالـناظر
عـليمٌ تـربّى بـححر iiالـهُدى ونـسجُ الـتقى بـردُهُ iiالـطاهر
هـو الـبحر لـكن طما iiبالعلوم عـلـى أنّـه بـالندى iiزاخـر
عـلى جـوده اخـتلف iiالعالمون عـلـى أنّـه بـالندى iiزاخـر
عـلى جـودهِ اخـتلف iiالعالمون يـبـشِرُ واردهــا iiالـصـادر
بـحيث المُنى ليس يشكو iiالعقام أبـوهـا ولا أمُّـهـا iiعـاقـر
فـتىً ذكـرهُ طارفي iiالصالحات وفــي الـخافقينِ بـها iiطـائر
لـقـد جـلَّ قـدراً فـلا نـاظم يــنـال عُــلاُه ولا iiنـاثـر
يـبـاري الـصَبا كـرماً iiكـفّه عـلـى أنّـه بـالصبا iiسـاحر
فـان أمـطر استحيتِ iiالغادياتُ ونـادت: لانـت الـحيا iiالماطر
فـيا حـافظاً بـيضة iiالمسلمين لانـت لـكسرِ الـهدى iiجـابر
فـبـلّغت لـذّتها مَـن iiسـواك وبـالـزهد أنـت لـها iiهـاجر
تـمـنّيهم فـي حـماك iiالـمنيعِ وهــمُّـك خـلـفهمُ iiسـاهـر
سـبـقتم عــلا بـدوام iiالالـه يــدومُ لـكـم عـزّه الـقاهر
وحـولَك أهـل الوجوه iiالوضاء وكـلٌ هـو الـكوكب الـزاهر
كــذا فـلتكن عـترةُ iiالانـبياء وإلاّ فـمـا الـفـخرُ يـافـاخِر
ولا سـهرت فـيك عينُ iiالحسود إلاّ وفــي جـفـنها iiغـائـر
فــلـيـس لـعـلـيـاكم أوَّلٌ ولــيـس لـعـلياكُم iiآخــرُ
وكـلُّـهـم عــالِـمٌ iiعـامـلٌ وغـيـرُهـم لابــنٌ iiتـامِـر
لـكم قـولةٌ الفصلِ يومَ الخصام ويـومَ الـندى الـكرمُ iiالـغامر
وَفَـرت عـلى الـناسِ iiدنـياهُم فـكـلُّ لــه حـسنُها iiسـاحر
وكـلٌ نـجومُ هـدىً من iiعُلاك بـهـا فـلـكٌ بـالـهنا دائـر
فـان جُدت، فالعارُض iiالمستهلُّ وان قُـلـتَ، فـالمثل iiالـسائر
فــدُم دارُ مـجـدك iiمـأهولةٌ وبــابُ عـلاك بـها iiعـامر وقال رحمه اللّه يمدح الحجة المهدي المنتظر في ذكرى مولده ويهنيء حجة الاسلام
السيد ميرزا حسن الشيرازي
بـشرى فمولد صاحبِ iiالامرِ أهـدي الـيك طرائف البشرِ
وبـطـلعةٍ مـنـه iiمـباركةٍ حـىٍّّ بـوجهك طـلعةَ البدر
وكـساك افـخر خلعةٍ iiمكثت زمـنـاً تُـنمّقُها يـدُ الـفخر
هى منِ طراز الوحي لانُزعت عن عطف مجدك آخر iiالعمر
والـيك ناعمةُ الهبوبِ iiسرت قُـدسـيّة الـنفحاتِ والـنشر
فـحبتك عِـطراً ذاكياّ iiوسوى ارج الـنبوةّ لـيس مـنعطر
الان أضـحى الـدين iiمبتهجاً وفـم الامـامةِ بـاسم iiالـثغر
وتـباشرت أهـلُ السمأِ iiبمن حـفَّت به البُشرى إلى iiالحشر
فَـرِحت بمن لولاهُ ما iiحييت شـرف الـتنزّلِ لـيلة القدر
ولـمـا أتـت فـيه iiمـسلّمةً بـالامرِ حـتّى مـطلع iiالفجر
لـلـه مـولـدهُ فـفيه iiغـدا الاسـلامُ يـخُطر iiأيّـماخَطر
هـو مـولدُ قـال الالـهُ iiبه كـرماً لعينك iiبالهنا(11)قرّي
وحـباك أنـظر نعمةٍ iiوَفَدت فـيه بـرائق عـيشكَ النضر
بـاكر بـه كأس السُرور iiفما أحـلاه عـيداً مـرَّ في الدهر
صـقلت بـه الاّيـامُ iiغرتها وَجـلت وجـوهَ سعودِها iiالغُرّ
هـو نـعمةٌ لـلهِ لـيس لـها مـن في الوجودِ يقومُ iiبالشكر
فـلكم حشىً من أنسهِ iiحبرت فـي روضـةٍ مطلولةِ iiالزهر
ولكم على نشر الحبورِ iiطوت طـىٍَّّ السجل حشىً على iiجمر
مـن عصبة وتروا الهُدى iiفلذا حـنقوا بـمولد مُـدركِ الوتر
سـيفٌ كـفاك بـأن iiطـابعهُ مَـلكُ الـسما لـجماجم iiالكفر
بـيديهِ قـائمهُ وعـن iiغضبٍ سَـيَسُلّه لـطلى ذوي iiالـغدر
فـترى بـه كـم خدر مُلحدةِ نـهب وكـم دمِ مـلحدٍ iiهدر
حـتّى يـعبد الـحقُّ iiدولـته تـختال بـين الفتحِ iiوالنصر
للمجتبى (الحسن) الزكي iiزكى عـيصٌ ألـفّ بـطينةِ iiالفخر
نـشـات (بـسامراء) أنـملهُ ديـماً تـعمُّ الارض iiبـالقطر
وكـأَنّـه فـيـها وصـفوتُهُ أهـلُّ الـنهى والاوجـهِ الغرّ
قـمـرٌ تـوّسط هـالةً فـغدا فـيها يُـحفُّ بـشهبها iiالزُهر
مـتضوّعٌ أرُج الـسيادةٍ مـن عِـطفي عـلاه بأطيب iiالنشر
عـفُّ الـسرائر طاهرُ iiالازر عـذُب الـشمائل طيبُ iiالذكر
(عـماّرُ) مـحراب العبادةِ iiقد نـشر الالـهُ بـه (ابـا ذرّ)
وحـباه عِـلّما لـو iiيـقسّمه فـي دهـرهِ لكفى بني الدهر
حـرُّ الـعوارفِ يسترقُّ iiبها فـي كـلّ آنٍ ألـسنَ iiالشُكرِ
ومـنـزَّةٌ مـا غـبّرت iiيَـدهُ تـبعاتُ هذي البيض iiوالصُفر
جـذلانَ يـبدأ بـالسخا iiكرماً ويـعـيدهُ ويـظـنُّ iiبـالعُذر
ولـه شـمائل بالندى iiكَرُمت فـغمرن مَن في البرّ iiوالبحر
والـمرُ لـم تَـكرمُ iiشـمائله حـتّى يـهين كـرائمَ iiالوفر
مـولىً عـلت (فهرٌ) بسؤددِه ولـه انـتهى إرثـاً على فهر
من لو مشى حيث استحقَّ iiإذاً لـمشى على (العيّوق iiوالنَسر)
الـخـلقُ مـن مـأٍ iiلـرقّته والـحلمُ مـفطورٌ من iiالصخر
تـبري طُـلى الاعـدام iiأنمُلُه بـصنايعِ مـن مَـعدن iiالتبر
لـم تَـتّرِك خـطباً تـصادِفُه إلاّ ثـنـته مـقـلّم iiالـظُفر
يا واحدَ العصر استطِل iiشَرقاً فقد استنابك(صاحب iiالعصر)
ورأى (ولـىُّ الامرِ) فيك iiنُهىً فـدعاك: قـم بالنهىِ iiوالامر
فـمثلتَ فـي الدنيا وكنتَ iiلها عـلمّا بـه هُدِيت بنو iiالدهر
يـاخير مَـن وَفَـدت iiلـنائِلهِ وأجـلَّ من يمشي على iiالعَفر
بك إن عدلتُ سواك كنت iiكمن يَـزُن الـجبال الـشمَّ بـالذرّ
إن كان زانَ الشعرُ غيرك في مـدحٍ فـمدُحك زيـنةُ iiالشِعر
مـا ذا أقـولَ بـمدحكم iiولكم جـأَ الـمديح بـمحكم iiالذكر
كـيف الـثنأُ عـلى iiمكارِمكُم عـجز البليغُ وأُفحمَ iiالمُطرى
فـاسلِم ولا سَلِمت عداك iiودم ولـك الـعُلى ونـباهةُ القدر
___________________________________
11 و في نسخة:بالمنى.
وقال مستغيثاً بالامام الحجة المهدي المنتظر:
يـا قـائماً بالحقّ حلَّ iiبنا مـا لا يفرّجه سوى لطفك
بكَ عنه لُذنا حيثُ لا شَرفٌ عـند الالهِ أجلُ من iiشرفك
تـرضى تعودُ نفوسُنا iiسَلباً بيد الحمام ونحن في iiكَنفك
ويروعُنا ريبُ المنونِ iiوقد عـذنا بجاهِ الغرّ من iiسلفك
وقال يمدح الاماميين الكاظميين عليها السلام وقد ذهبت ولم يبق منها إلا هذه الابيات
الثلاثة:
قضأُ حقّ الضيفِ أولى به من شرع الواجب من حَقّه
وعـلّةُ الـمرِ أرى بُرُها أرجى لذي العّلةِ من iiخَلقه
والـعبد لايُصلحُ من iiشأنِهِ إلاّ الـذي يَـملك من رقّه
وقال يمدح الامام الحسين (ع):
إذ لـم أُعـوَّد مـنك غير iiالتفضُّل فهل كيف لا أرجوك في كلّ معضل
وإيّـاك فـي عَـتبٍّ اطيلُ iiجراءةً لأّنـك فـي كـلّ الأمـورِ iiمؤمَّلي
وأنـك بـعد اللهِ لا المرتجى iiالذي عـليه اتـكالي بـل عليه iiمعوَّلي
ومــا أحــدٌ إلاّ ويـقبّر iiمـيتاً وهـا أنـا ذا حـىُّ قُبرت iiبمنزلي
عـلى أنَّ هـذا الـدهّرَ طبق سيفهُ الـجوارحَ منىٍِّ مفصلاً بعد مفصل
وحـمَّـلني أعـبـاءه iiفـكـأنني عـلى كـاهلي مـنها أنوء iiبأجبُل
ومذ سدَّ أبوابَ الرجا دون iiمقصدي قـرعتُ بـعتبي منك بابَ iiالتفضل
أأصـدرُ ضـمآناً وقد جئتُ iiمُورِداً رجـائي مِـن جدواك أعذبُ iiمنهلِ
وتُـسـلمني لـلدهر بـعد iiتـيقّني بـأنك مـهما راعني الدهرُ iiمَعقلي
فـهب،سؤُ فعلي من صِلاتك iiمانعي فحسنُ رجائي نحو جُودِك iiموصلي
وقال يخاطب الامام الحسين واولاده عليهم السلام(12):
إأليكم تُذلُّ النفسُ من بعد عزّة وليست تُذلُّ النفسُ إلاّ لمن تهوى
فلا تحوِجُوها بالسؤالِ لغيركم فتسألَ مَن يسوى ومَن لم يكن يسوى
___________________________________
12 لم يثبت البيتان في الديوان المطبوع.
|